Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 64

‫صفات‬

‫المرأة الصالحة‬

‫مجع وترتيب‬

‫عبد الرحمن بن محمد المصري‬


‫‪q‬‬‫‪A‬‬

‫الط ُ‬
‫بعَة األولى‬ ‫َّ‬

‫‪ 1441‬هـ ‪ 2020 -‬م‬

‫ش عمر بن عبد العزيز ‪ -‬خلف مديرية الزراعة ‪ -‬طنطا‬

‫ت‪01113575995 - 01004977142 - 0403274021 :‬‬

‫‪E-mail: elmagdbook@yahoo.com‬‬
‫مقدمة‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم عىل من ع َّلم رشع اهلل تعاىل أما‬
‫بعد‪ ،‬فهذه رسالة لطيفة ذكرت فيها صفات املرأة الصاحلة‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬
‫َ َ َّ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ت المرأة خسها‪ ،‬وصامت‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا صل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ََ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫شهرها‪ ،‬وحفِظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها قِيل لها‪ :‬ادخ ِل النة ِمن‬
‫ْ َ َّ ْ‬ ‫َ ِّ َ ْ َ‬
‫ت» [صحيح ابن حبان]‪.‬‬ ‫الن ِة شِئ ِ‬ ‫اب‬
‫أي أب ِ‬
‫و‬

‫الصفة األولى‬
‫صلت الصلوات الخمس‬
‫فضائل الصالة‬
‫التــي ضيعها كثري من النســاء إال من رمحهــا اهلل تعاىل؛‬
‫فالصالة فضلها عظيــم؛ وال يفرط فيها إال مســتهرت؛ فهي‬
‫الركن الثــاين مــن أركان الدين‪ ،‬وهي عمــود الدين وهي‬
‫السبب يف الثبات عىل الرصاط املستقيم‪ ،‬وهي أنس العابدين‪،‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪4‬‬

‫وقرة عني املحبني‪ ،‬وهي القرب من رب العاملني‪ ،‬وهي مالذ‬


‫اخلائفني‪ ،‬وهي سامت الصاحلني‪ ،‬وهي الصلة برب العاملني‪،‬‬
‫وفضائلها كثرية؛ ومن هذه الفضائل‪:‬‬

‫‪ -1‬الفالح في الدنيا واآلخرة‪:‬‬


‫قــال تعــاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ] [املؤمنون‪.]2-1:‬‬

‫‪ -2‬سبب دخول الفردوس‪:‬‬


‫قال تعــاىل‪[ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ]‬
‫[املؤمنون‪.]11-9:‬‬
‫َ َ َ ُ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َْ ُ َ ََ‬
‫ات كتبهن اهلل ع‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬خس صلو ٍ‬
‫َ ْ َ ِ َ ْ َ َ ّ َ َ ْ ُ َ ِّ ْ ِ ْ ُ َّ َ ْ ً ْ ْ َ ً َ ِّ َّ َ َ َ ُ‬
‫العِباد‪ ،‬من جاء ب ِ ِهن‪،‬ولم يضيع منهن شيئا استِخفافا ِبق ِهن كن ل‬
‫َ ْ ٌ َ ْ ُ ْ َ ُ ْ َ َّ َ‬ ‫َْ‬
‫عند اهللِ عهد أن يدخِله النة» [صحيح الرتغيب]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪5‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -3‬عالمة على اإليمان‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ [ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬


‫ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ] [النساء‪.]103:‬‬

‫‪ -4‬تنهى عن الفحشاء والمنكر‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ‬
‫[العنكبوت‪.]45:‬‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ]‬

‫‪ -5‬أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة‪:‬‬


‫َْْ ُ ََْ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ َ َ ُ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬أول ما ياســب ب ِ ِه العبد يوم‬
‫َّ َ ُ‬ ‫ْ َ َ‬
‫القِيام ِة الصلة‪ ،‬فإن صلحت صلح سائر عمله» [صحيح الرتغيب]‪.‬‬

‫عقوبات تارك الصالة‬

‫قــال تعــاىل‪[ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬


‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫[مريم‪.]60-59:‬‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ]‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪6‬‬

‫ُّ‬
‫«اليغ وا ٍد يف جهنم‪ ،‬بعيد‬ ‫قال سعيد بن املسيب إمام التابعني‪:‬‬
‫قعره‪ ،‬خبيث طعمه»‪.‬‬

‫وليس معنى أضاعوها أي تركوها بالكلية ولكنهم أخروا‬


‫الصالة عن وقتها بال عذر رشعي‪.‬‬

‫وقال تعــاىل‪[ :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬


‫ﭽ] [املاعون‪.]5-4:‬‬

‫الويل هو شــدة العــذاب‪ ،‬وقيل‪ :‬هــو ٍ‬


‫واد يف جهنم‪ ،‬لو‬
‫سريت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره‪.‬‬

‫وقال تعــاىل‪[ :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ‬


‫ﰐﰑ ﰒﰓﰔ ﰕﰖﰗ ﰘﰙ ﰚﰛﰜ ﰝ‬
‫ﰞ ﰟ ﰠﰡﰢﰣﰤﰥﰦﰧﰨ ﰩ‬
‫ﰪﰫﰬﰭ ﰮ ﰯﰰﰱﰲ ﰳ ﭑﭒﭓ‬
‫ﭔ] [املدثر‪.]48-38:‬‬
‫‪7‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫فســمى اهلل تعاىل الذيــن تركوا الصــاة جمرمني‪ ،‬وأهنم‬


‫سيدخلون جهنم‪ ،‬وأن من أسباب دخوهلم ترك الصالة‪.‬‬
‫ْ َ ْ ُ َّ ِ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ُ‬
‫الي بيننــا وبينهم‬ ‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬العهــد‬
‫َّ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫الصلة‪ ،‬فمن تركها فقد كفر» [السلسلة الصحيحة]‪.‬‬
‫َ َ ْ َ َّ ُ َ ِّ ْ َ ْ ُ ْ‬
‫الش ِك والكف ِر‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ما بي الرج ِل و‬
‫َّ َ ْ ُ َّ َ‬
‫إِل ترك الصلةِ»‪.‬‬
‫َ ْ ََ َ َ َ َ َْ ْ ََ ْ‬
‫ص فقد‬ ‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬من ترك صــاة الع ِ‬
‫َ َ َ َ ُُ‬
‫حبِط عمله» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ‬
‫وقال عبد اهلل بن شقيق ‪« :I‬كن أصحاب ‪ H‬ل‬
‫َ َ ْ َ َ ْ ً َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ ٌ َ ْ َ َّ َ‬
‫ي الصلة»‪ِ.‬‬ ‫ال تركه كفر غ‬ ‫يرون شيئا ِمن العم ِ‬

‫***‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪8‬‬

‫الصفة الثانية‬
‫صومها‬
‫فضائل الصيام‬
‫أجرا‪:‬‬
‫إن اهلل مل حيدد له ً‬
‫‪َّ -1‬‬
‫ُ ُّ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬قال اهلل ‪ :‬ك عم ِل اب ِن آدم‬
‫َ ُ َّ ِّ َ َ ِّ َ ُ َ َ َ َ ْ‬
‫ل‪ ،‬إِل الصيام‪ ،‬الصيام ِل وأنا أج ِزي بِهِ» [البخاري] ‪.‬‬

‫‪ -2‬خلوفه أفضل من ريح املسك‪:‬‬


‫َُ ُ ُ‬ ‫َ َّ َ ْ ُ ُ َ َّ َ‬
‫الي نفس مم ٍد بِي ِدهِ‪ ،‬للوف‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬و ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ُ َْ‬ ‫َ َّ‬
‫فمِ الصائ ِمِ أطيب ِعند اهللِ ِمن ِريحِ المِس ِ‬
‫ك» [البخاري]‪.‬‬

‫‪ -3‬فرح الصائم يوم القيامة‪:‬‬


‫َْ َ ٌ َْ‬ ‫َْ ََ‬ ‫َّ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬لِلصائ ِمِ فرحت ِ‬
‫ــان‪ :‬فرحة ِعند‬
‫َ َ ْ َ ٌ ْ َ َ َ ِّ‬ ‫ْ‬
‫عند لِقاءِ ربهِ» [صحيح الرتغيب]‪.‬‬
‫فِط ِرهِ‪ ،‬وفرحة ِ‬
‫‪9‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -4‬حصول التقوى‪:‬‬
‫قال تعــاىل‪[ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ] [البقرة‪.]183:‬‬

‫‪ -5‬الوقاية من النار‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ َْ ً‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ما ِمن عب ٍد يصوم يوما ِف سبِ ِ‬
‫يل‬
‫َّ َ ْ َ َ ً‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫ِني خ ِريفا» (أي‬ ‫الو ِم وجهه ع ِن انلا ِر سبع‬ ‫اهللِ‪ ،‬إِل باعد اهلل‪ ،‬بِذلِك‬

‫سبعني سنة) [البخاري]‪.‬‬

‫‪ -6‬مغفرة الذنوب‪:‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ً‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬مــن صــام رمضــان إِيمانا‬
‫ْ َ ً ُ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ‬
‫َواحتِســابا‪ ،‬غف َِر لُ ما تقدم ِمن ذنبِهِ»‪( ،‬إيامنًا واحتســا ًبا‪ :‬إيام ًنَا‬
‫باهلل تعاىل واحتسا ًبا لألجر عند اهلل) [البخاري]‪.‬‬

‫‪ -7‬تدخل اجلنة من باب الريان‪:‬‬


‫ْ َ َّ َ ً ُ َ ُ َ ُ َّ َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫الن ِة بابا يقال ل الريان‬ ‫قال رســول اهلل ‪« :H‬إِن ِف‬
‫َ ْ ُ ُ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ٌ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ ُ‬
‫يهم‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫يدخل ِمنه الصائِمون يوم القِيام ِة‪ ،‬ل يدخل ِمنه أحد غ‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪10‬‬
‫ُ ُْ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ َ‬
‫أين الصائِمون؟ فيقومون‪ ،‬فيدخلون ِمنه‪ ،‬فإِذا دخل آخِرهم أغلِق‪،‬‬
‫ََْ َْ ُ ْ ُْ َ َ ٌ‬
‫فلم يدخل ِمنه أحد» [البخاري ومسلم]‪.‬‬

‫‪ -8‬يشفع لك يوم القيامة‪:‬‬


‫ِّ َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬الصيام والقرآن يشف ِ‬
‫ان للعبد‬ ‫ع‬
‫ََْ ْ َ َ‬
‫يوم القِيام ِة» [صحيح الرتغيب]‪.‬‬

‫‪ -9‬تكون من الصديقني والشهداء‪:‬‬


‫عن عمرو بن مرة قال‪« :‬جاء رجل إىل رسول اهلل ‪H‬‬
‫َ َ َّ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫ََ َ َ َ ُ َ‬
‫فقال‪ :‬يا رســول اهللِ أرأيت إِن ش ِهدت أن ل إِل إِل اهلل‪ ،‬وأنك رسول‬
‫َْ ْ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َّ َ َ‬
‫اهللِ‪ ،‬وصليت الصلــواتِ المس‪ ،‬وصمت رمضــان وقمته وآتيت‬
‫َ ْ َ َ ََ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫الزكة؟‪ ،‬فقال رســول اهللِ ‪« :H‬من مــات ع هذا كن ِمن‬
‫ِّ ِّ َ َ ُّ َ َ‬
‫الصديقِني والشهداءِ» [حسن الرتغيب والرتهيب]‪.‬‬

‫***‬
‫‪11‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫الصفة الثالثة‬
‫وحفظت فرجها‬

‫فضائل العفاف‬
‫‪ -1‬سبب الفالح‪:‬‬
‫قــال تعــاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢ‬
‫ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ‬
‫ﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ] [املؤمنون‪.]7-1:‬‬

‫‪ -2‬العفة عنوان الصالح‪:‬‬


‫قال تعــاىل‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬

‫ﭥ ﭦ] [النساء‪.]34:‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪12‬‬

‫قال ابن عباس وغريه من املفرسين [ﭠ] أي‬


‫النســاء [ﭡ] يعني مطيعات ألزواجهن [ﭢ‬

‫ﭣ] قال الســدي‪ :‬وغريه‪ :‬أي حتفظ زوجها يف غيبته يف‬


‫نفســها وماله وقوله تعاىل [ﭤ ﭥ ﭦ] أي املحفوظ من‬
‫حفظه اهلل‪.‬‬
‫‪ -3‬العفة سبب املغفرة‪:‬‬
‫قــال تعــاىل‪[ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫ‬
‫ﮬﮭﮮﮯ ﮰ‬
‫ﮱﯓﯔ ﯕﯖ‬
‫ﯚ] [األحزاب‪.]35:‬‬ ‫ﯗﯘﯙ‬

‫فبني اهلل ‪ ‬يف اآلية أن حفــظ الفرج وصيانته عن‬


‫احلرام من مجلة أسباب املغفرة واألجر العظيم يوم القيامة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -4‬العفة تلبية لنداء الرمحن‪:‬‬


‫قال تعــاىل‪[ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ] [النور‪.]31:‬‬

‫‪ -5‬العفة سبب كل خري‪:‬‬


‫[ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ] [النور‪.]60:‬‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬
‫‪ -6‬العفة كملت مريم‪:‬‬
‫فلام ذكر اهلل تعاىل مريم امتدحها بالعفة فقال‪[ :‬ﯦ ﯧ‬

‫ﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰ‬

‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ] [التحريم‪.]12:‬‬

‫‪ -7‬العفة خمالفة لطريق اهلالكني‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜ‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪14‬‬

‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ]‬
‫[النساء‪.]28-26:‬‬

‫ُ‬
‫قال ابن كثري‪« :‬خيــر اهلل تعاىل أنه يريــد أن يبني لكم أيها‬
‫ُ‬
‫املؤمنون ما أحل لكم وحرم عليكم مما تقدم ذكره يف هذه السورة‬

‫وغريها [ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ] يعين طرائقهم‬


‫احلميــدة واتباع رشائعه اليت حيبهــا ويرضاها [ﯮ ﯯ]‬
‫أي مــن اإلثم واملحارم وقــوهل [ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ] أي يريــد أتباع الشــياطني مــن ايلهو د‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وانلصارى والزناة أن تميلوا عن احلق إىل ابلاطل ميال عظيما»‪.‬‬

‫‪ -8‬العفة مفتاح اجلنة‪:‬‬


‫ُ ْ‬ ‫ًّ ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ َُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬اضمنوا ِل سِــتا ِمن أنفسِ كم‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َّ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُّ َ‬
‫أضمن لكم النة‪ :‬اصدقوا إِذا حدثتم‪ ،‬وأوفوا إِذا وعدتم‪ ،‬وأدوا إِذا‬
‫َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ُّ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ُّ‬
‫اؤتمِنتــم‪ ،‬واحفظوا فروجكم‪ ،‬وغضــوا أبصاركم‪ ،‬وكفوا أيدِيكم»‬
‫[حسن]‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -9‬العفة تاج عىل الرؤوس‪:‬‬


‫ومن الذي يذكر هــذه احلقيقة؟ قال ابن القيم ‪« :‬لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يزل انلــاس يفتخرون بالعفاف قديما وحديثا‪ ،‬وقال ابراهيم بن أيب‬
‫ُ‬
‫بكر بن عياش‪ :‬شــهدت أيب عند املوت فبكيــت فقال‪ :‬يا بين‪ :‬ما‬
‫يبكيك؟ فما أىت أبوك فاحشة قط»‪ .‬فهذا الرجل يفتخر وهو عىل‬
‫فراش املوت بأنه عاش عفي ًفا طــوال عمره فأي افتخار هذا‬
‫[نداء إىل العفيفات دار الوطن]‪.‬‬

‫أسباب الوقاية من الزنا‪:‬‬


‫‪ -1‬الدعاء‪:‬‬
‫قال تعاىل عن أكرم الناس سيدنا يوسف ‪[ :‬ﮒ‬

‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ] [يوسف‪ ،]33:‬وهذا‬
‫هو معنــى ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬أي‪ :‬ال حتول من معصية‬
‫اهلل إىل طاعته إال بحول اهلل وقوته‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪16‬‬

‫‪ -2‬اإلخالص هلل‪:‬‬
‫قال تعاىل عن نبيه يوســف ‪ ‬أن ســبب نجاته من‬
‫الفحشــاء هــو اإلخــاص‪[ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ] [يوسف‪.]24:‬‬

‫‪ -3‬الزواج‪:‬‬
‫َ ْ ََ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ‬
‫اب‪ ،‬م ِن استطاع‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬يا معش الشب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ْ ُ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ َ َّ ُ َ َ ُّ ِ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ِ ْ َ ْ‬
‫ص وأحصن للفرج» [البخاري]‪.‬‬ ‫منكم الاءة فليتوج؛ فإِنه أغض للب ِ‬

‫‪ -4‬الصوم‪:‬‬
‫َّ ْ‬ ‫َ َ ْ َْ َْ َ ْ َ َ َْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ومن لم يستطِع فعلي ِه بِالصو ِم؛‬
‫َ َّ ُ َ ُ َ ٌ‬
‫فإِنه ل وِجاء» [البخاري]‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلكثار من األعامل الصاحلة‪:‬‬


‫فإن األعامل الصاحة تزيــد اإليامن كام أن املعايص تنقص‬
‫اإليامن‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -6‬البعد عن مواطن الفتن‪:‬‬


‫فإن القلوب ضعيفة‪ ،‬والفتن خطافة‪.‬‬
‫‪ -7‬غض البرص‪:‬‬
‫قــال تعــاىل‪[ :‬ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬
‫ﮈﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‬
‫ﮄ ﮆﮇ ﮉ‬
‫ﮅ‬
‫ﮒﮓﮔﮕﮖ] [النور‪.]31-30:‬‬

‫‪ -8‬الصحبة الصاحلة‪:‬‬
‫التــي تعينــك عىل طاعــة اهلل وهــذه وصية الرســول‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫ْ َّ ُ ْ ً‬ ‫َ ُ َ‬
‫‪« :H‬ل تصاحِب إِل مؤ ِمنــا‪ ،‬ول يأكل طعامك إِل ت ِق»‪،‬‬
‫ٌّ‬

‫فالصاحب ســاحب إما أن يســحب صاحبه إىل اجلنة‪ ،‬أو إىل انلار‬
‫ََْْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُْْ ََ‬
‫ين خلِيلِهِ‪ ،‬فلينظر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ع‬ ‫وذللك قال رســول اهلل ‪« H‬المرء‬
‫َ َ ُ ُ ْ َ ْ َُ‬
‫أحدكم من يالِل» [البخاري]‪.‬‬

‫فمــن الذي كان ســب ًبا يف هالك أيب طالــب عند املوت؟‬
‫أليس صاحبه أبا جهل؟ فاحذري شــياطني اإلنس‪ ،‬فشيطان‬
‫مدبرا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اجلن إذا قلت‪ :‬أعوذ باهلل من الشــيطان الرجيم ذهب ً‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪18‬‬
‫ِ‬
‫يرتكك‪،‬‬ ‫ال ال‬ ‫ِ‬
‫قرأت عىل شــيطان اإلنس القرآن كام ً‬ ‫ولكن لو‬
‫قال تعــاىل‪[ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹ‬
‫ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿ ﮀ ﮁﮂﮃﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ]‬
‫[الزخرف‪.]39-36:‬‬

‫وقــال تعــاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬


‫ﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨﮩ‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ] [الفرقان‪.]29-27:‬‬

‫‪ -9‬اخلوف من سوء اخلامتة‪:‬‬


‫بأن خيــاف الذي يفعل هذه الكبرية أن يموت عليها‪ ،‬وقد‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬من مــات ىلع يشء بعث عليه»‪،‬‬
‫وحيذر موت الفجأة فقد أخرب رســول اهلل ‪ H‬أن من‬
‫أرشاط الساعة موت الفجأة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -10‬ارتداء النقاب‪:‬‬
‫فإذا انترش النقاب؛ قلت الفواحش‪ ،‬وتيرس غض البرص‪.‬‬

‫فضائل النقاب‪:‬‬
‫‪ -1‬احلجاب طاعة هلل ورسوله‪:‬‬
‫لقد أمر اهلل يف القــرآن الكريم باحلجــاب‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬
‫[ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ]‬
‫[النور‪.]31:‬‬
‫ٌ‬ ‫َُ َ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ْ‬
‫ــو َرة» [الرتمذي]‪،‬‬‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬المــرأة ع‬
‫والعورة واجبة السرت‪ ،‬فيجب عىل املرأة أن تسرت جسمها عن‬
‫أعني الرجال األجانب‪.‬‬
‫‪ -2‬احلجاب طهارة للقلب‪:‬‬
‫قال تعــاىل‪[ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ] [األحزاب‪.]53:‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪20‬‬

‫‪ -3‬احلجاب عفة‪:‬‬
‫قــال تعــاىل‪[ :‬ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬
‫ﭶﭸ‬
‫ﭷ‬ ‫ﭯﭰﭱﭲﭳ ﭴﭵ‬
‫ﭻﭽﭾﭿ] [النور‪.]60:‬‬
‫ﭼ‬ ‫ﭹﭺ‬

‫وأن يستعفف النســاء الكبريات يف السن بإبقاء احلجاب‬


‫عىل وجوههن ألنه عفة‪ ،‬خري هلن‪.‬‬

‫‪ -4‬احلجاب سرت‪:‬‬
‫الس ْ َ‬
‫ت»‬
‫َّ َ َ ٌّ ِّ ٌ ُ ُّ َّ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬إِن اهلل ح ِي سِتري يِب‬
‫[رواه أبو داود]‪ ،‬فاملرأة التي سرتت نفسها َح ِي َّية ُي ُّبها اهلل‪.‬‬

‫‪ -5‬احلجاب إيامن‪:‬‬
‫فــاهلل مل خياطــب إال املؤمنات‪ ،‬فقد قال ســبحانه [ﮐ‬
‫ﮑ] [النــور‪ ،]31:‬وقــال ‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ] [األحزاب‪.]59:‬‬

‫‪ -6‬حفظ العرض‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫احلجاب حراســة رشعية حلفظ األعراض ودفع ألسباب‬


‫الريبة والفتنة والفساد‪.‬‬

‫‪ -7‬قطع األطامع واخلواطر الشيطانية‪:‬‬


‫احلجــاب وقاية اجتامعيــة من األذى وأمــراض قلوب‬
‫الرجال‪ ،‬فيقطــع األطامع الفاجرة‪ ،‬ويكــف األعني اخلائنة‪،‬‬
‫ويدفع أذى الرجال يف عرضــه‪ ،‬ووقاية من رمي املحصنات‬
‫بالفواحش‪.‬‬

‫‪ -8‬حفظ احلياء‪:‬‬
‫وهــو مأخوذ مــن احلياة‪ ،‬فــا حياة بدونــه‪ ،‬وهو خلق‬
‫يودعــه اهلل يف النفوس التي أراد ســبحانه تكريمها‪ ،‬فيبعث‬
‫عىل الفضائــل‪ ،‬ويدفع يف وجوه الرذائل‪ ،‬وهو من خصائص‬
‫وخ ُلق اإلسالم‪.‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬وخصال الفطرة‪ُ ،‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -9‬احلجاب حصانة ضد الزنا‪:‬‬


‫ِ‬
‫واإلباحة جتعل املــرأة إنا ًء لكل وال ٍ‬
‫غ [حراســة الفضيلة وعودة‬
‫احلجاب]‪.‬‬

‫األدلة على تغطية وجه المرأة من القرآن‪:‬‬


‫‪ -1‬قــال تعــاىل‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ] [األحزاب‪.]59:‬‬

‫وقال املفرسون‪ :‬هذه اآلية لوجوب سرت الوجه والكفني‪.‬‬


‫قال ابن ســرين‪ :‬تغطي رأســها ووجهها‪ ،‬وإبراز ثوهبا عن‬
‫إحدى عينيها‪.‬‬
‫قال اإلمام الطربي‪ :‬يغطــن وجوههن فال يبدين إال عينًا‬
‫واحدةً‪.‬‬
‫وقــال اإلمام أبو بكــر الرازي‪ :‬هذه اآليــة داللة عىل أن‬
‫املرأة مأمورة بســر وجهها عن األجانب‪ ،‬وإظهارها السرت و‬
‫العفاف عند اخلروج لئال يطمع أهل الريب فيهن‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫قال اإلمام السيوطي‪ :‬هذه آية احلجاب يف حق سائر النساء‬


‫ففيها وجوب سرت الرأس والوجه عليهن‪.‬‬
‫‪ -2‬قــال تعــاىل‪[ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬

‫ﯥ] [األحزاب‪.]53:‬‬

‫وهذه آية احلجــاب نزلت يف ذي القعدة ســنة مخس من‬


‫اهلجرة‪ ،‬وهي تعم بإطالقها حجــاب مجيع األعضاء بام فيها‬
‫الوجه والكفان‪ ،‬وهذا املعنى هو الذي يشهد له عمل أمهات‬
‫املؤمنني ‪.‬‬

‫‪ -3‬قال تعاىل‪[ :‬ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬

‫ﭽ][األحزاب‪ ،]33:‬فأمر اهلل ‪ ‬املؤمنات بعدم التربج‪.‬‬

‫‪ -4‬قال تعاىل‪ [ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ]‬


‫[النور‪.]13:‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪24‬‬

‫ذهب ابن مسعود ‪ ‬وغريه إىل أن الزينة الظاهرة من‬


‫املرأة هي الثياب‪.‬‬

‫[ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ] [النور‪.]31:‬‬ ‫‪ -5‬قال تعاىل‪:‬‬


‫قال املفرسون‪ :‬أمــر اهلل ‪ ‬املرأة بتغطية الرأس‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫[ﮟ ﮠ] يعني الرأس وأعايل الوجه [ﮡ ﮢ]‬

‫يعنــي الصدور حتى تكون حفظت الــرأس وما حوهلا‪ ،‬وال‬


‫يكون تغطية الرأس عىل الصــدر إال بتغطية الوجه والرقبة‪.‬‬
‫َ‬
‫العقل أي تغ ِّطيه‪.‬‬ ‫واخلَ ْم ُر ُس ِّم َي ْت بذلك ألهنا ُت َِّم ُر‬

‫األدلة على تغطية وجه المرأة من األحاديث النبوية‪:‬‬


‫َْ َُ َ ٌ‬
‫‪ -1‬قال رسول اهلل ‪« :H‬الم ْرأة ع ْو َرة» [الرتمذي]‪ ،‬قال‬
‫العلامء‪ :‬والعورة واجبة السرت فيجب عىل املرأة أن تسرت‬
‫جسمها عن أعني الرجال األجانب‪ ،‬قال اإلمام مالك‬
‫واإلمام أمحد‪ :‬كل يشء منها عورة حتى ظفرها‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫ََْ ُ‬
‫‪ -2‬عن ابن عمــر ‪ ‬أن النبي ‪« :H‬ال تنتقِب‬
‫َ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ ْ‬ ‫ْ َ َْ ُ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫ــرأة المح ِرمة‪َ ،‬وال تلبس القفازي ِن» [رواه البخاري]‪ ،‬قال العلامء‪:‬‬‫الم‬
‫بعد نزول آيــات احلجاب صار لبس النســاء مجي ًعا يف عهد‬
‫رسول اهلل ‪ H‬النقاب‪ ،‬فال خيرجن إال بالنقاب‪ ،‬وإنام‬
‫تســر وجهها بجزء من لباسها إذا أحرمت‪ ،‬وهذا فعل نسائه‬
‫َ َ ُّ ْ َ ُ‬
‫‪ H‬يف اإلحــرام‪ ،‬قالت عائشــة ‪« :J‬كن الركبان‬
‫َ َ َ َْ َ‬ ‫َ ُ ُّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ُ‬
‫ــول ‪ ،H‬فإِذا حاذوا بِنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫يمرون بِنا‪ ،‬ونن م ِرمات مع ر‬
‫ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ‬
‫جلبابها ِمن رأسِها ع وج ِهها‪ ،‬فإِذا جاوزوا كشفنا»‪.‬‬ ‫سدلت إِحدانا ِ‬
‫َّ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ‬
‫‪ -3‬عن عائشــة ‪ J‬قالــت‪« :‬إِن أفلح أخــا أ ِب قعي ٍس‪،‬‬
‫َ َ َُ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ّ َ َ ْ َ َُ‬
‫ع بعــد ما نــزل الِجاب‪ ،‬فقلــت‪ :‬واهلل ال آذن ل حىت‬ ‫اســتأذن‬
‫َْ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ ََْ َ َ ُ َ‬
‫ــس ليس‬ ‫اســتأذن رســول اهللِ ‪ H‬فــإِن أخــا أ ِب القعي ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ َُ َ‬ ‫ََ ْ َْ َ َْ‬ ‫ُ َ َْ َ َ‬
‫الق َعيْس‪ ،‬فدخل َّ‬
‫يلع‬ ‫ــي امــرأة أ ِب‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ِن‬
‫ك‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ــي‬
‫هــو أرض ِ‬
‫ع‬
‫َ ْ َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫رســول اهلل ‪ H‬فقلت‪ :‬يا رســول اهلل‪ ،‬إِن الرجل ليس هو‬
‫َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ ُ َ ُّ َ َ ْ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ك ت ِربت‬ ‫ــي‪ ،‬ولكن أرضعت ِن امرأته؟ قال‪« :‬ائذ ِن ل فإِنه عم ِ‬ ‫أرض ِ‬
‫ع‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪26‬‬

‫َ َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ ِّ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ك» فبذلك اكنت اعئشة تقول‪« :‬حرموا ِمن الرضاع ِة ما يرم ِمن‬ ‫يمِين ِ‬
‫َّ‬
‫سب» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫الن ِ‬

‫‪ -4‬ويف حديث اإلفك أن أم املؤمنني عائشة ‪ J‬قالت‪:‬‬


‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َََْ ََ َ َ ٌ َْ‬
‫ن ِل غلبت ِن عينــاي فنِمت حت أصبحت‪،‬‬ ‫«فبينا أنا جالِســة ِف م ِ‬
‫ُّ َ ُّ ُ َّ َّ ْ َ ُّ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ َّ‬
‫ان قد عرس ِمن ورا ِء‬ ‫وكن صفوان بن المعط ِل الســل ِم ثم اذلكــو ِ‬
‫َ ََ َ َ َ ْ َ َ َ ََ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ان نائ ِ ٍم فأت ِان فعرف ِن‬
‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫اد‬‫ــو‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫ف‬ ‫ِي‪،‬‬‫د‬ ‫ن‬ ‫الي ِش فادلج فأصبح ِع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ُ َ ْ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََْ َ َ َ‬
‫ع الِجاب‪ ،‬فما استيقظت‬ ‫ض َب َ َّ‬ ‫آن ق ْبل أ ْن يُ ْ َ‬ ‫آن وقد كن ر ِ‬ ‫حِني ر ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ َ ْ‬ ‫َّ ْ ْ َ‬
‫اب» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫بلب ِ‬ ‫إِل بِاس ِتجا ِعهِ‪ ،‬حِني عرف ِن فخمرت وج ِه ِ ِ‬

‫‪ -5‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن ا ُمل ِغ َري َة ْب َن ُش ْع َب َة َأ َرا َد ْ‬


‫أن َيت ََز َّو َج‬
‫ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ‬
‫قال َل ُه النَّبِ ّي ‪« :H‬اذهب فانظر إ ِ ْلها؛ فإِنه أحرى‬ ‫ا ْم َر َأةً‪َ ،‬ف َ‬
‫َ ْ ُْ َ َ ََْ ُ َ‬
‫أن يؤدم بينكما» [صحيح ابن ماجة]‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -6‬عــن عبد اهلل بن عمــر ‪ ‬قال‪ :‬ملا اجتــى النَّبِ ّي‬


‫وسط الن ِ‬
‫َّاس‪ ،‬فعر َفها‬ ‫َ‬ ‫‪ H‬صفية‪ ،‬ر َأى عائشــ َة ِ‬
‫منتقب ًة‬
‫[جلباب املرأة املسلمة]‪.‬‬

‫رأيت ِ‬
‫عائ َشــ َة طا َف ْت‬ ‫‪ -7‬عــن صفية بنت شــيبة قالت‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫ي ُمنْتَق َب ٌة [جلباب املرأة املسلمة]‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫بالب ّيت وه َ‬
‫شروط الحجاب الشرعي الصحيح‪:‬‬
‫مواصفات احلجاب الرشعي والرشوط الواجب توفرها‬
‫حتى يكون احلجاب رشع ًّيا‪.‬‬
‫األول‪ -‬ســر مجيع بــدن املرأة عىل الراجــح‪ :‬قال تعاىل‪:‬‬
‫[ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ] [األحزاب‪.]59:‬‬

‫الثــاين‪ -‬أن ال يكون احلجاب يف نفســه زينة؛ قال تعاىل‪:‬‬


‫[ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ] [النور‪.]31:‬‬

‫الثالث‪ -‬أن يكون صفي ًقا ثخينًا ال يشف‪.‬‬


‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪28‬‬

‫فضفاضا واســ ًعا غري ضيق‪ ،‬ال يصف‬


‫ً‬ ‫الرابع‪ -‬أن يكون‬
‫شي ًئا من جسمها‪.‬‬
‫مبخــرا مطي ًبا‪ :‬قال رســول اهلل‬
‫ً‬ ‫اخلامــس‪ -‬أن ال يكون‬
‫ُ ُّ َ ْ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ ْ‬
‫ي زانِية‪ ،‬والمرأة إِذا استعطرت فمرت بِالمجل ِِس‬ ‫‪« :H‬ك ع ٍ‬
‫َ َ َ َ ََ َ َْ َ ًَ‬
‫ه كذا وكذا»‪ ،‬يع ِن زانِية [حسن الرتمذي]‪.‬‬‫فِ‬

‫السادس‪ -‬أن ال يشبه مالبس الكافرات‪ :‬قال رسول اهلل‬


‫َُ َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ ُ‬
‫‪« :H‬ليــس ِمنا من تشــبه بِغ ِ ِ‬
‫ينا‪ ،‬ال تشــبهوا بِايلهو ِد وال‬
‫َّ َ َ‬
‫بِانلصارى» [حسن الرتمذي]‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ ُ ْ‬
‫وقال النبي ‪« :H‬من تشــبه بِقــو ٍم فهو ِمنهم» [صحيح‬
‫أبوداود]‪.‬‬
‫َّ‬
‫وقال النبي ‪ H‬لعبد اهلل بن عمرو بن العاص‪« :‬إِن‬
‫ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اب الكفا ِر‪ ،‬فل تلبسها» [رواه البخاري]‪.‬‬‫هذِه ِم ِن ثِي ِ‬
‫السابع‪ -‬أن ال يشبه مالبس الرجال‪َ :‬ع ِن ْا ِ‬
‫بن َع َّب ٍ‬
‫اس ‪‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ِّ َ َ ِّ َ‬
‫ال‪« :‬لعن اهلل المتشــب ِهني ِمن الرج ِ‬
‫ال بِالنساءِ‪ ،‬والمتشبهاتِ ِمن‬ ‫َق َ‬
‫ِّ َ‬ ‫ِّ َ‬
‫النساءِ بِالرج ِ‬
‫ال» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫الثامــن‪ -‬أن ال يقصــد بــه الشــهرة بني النــاس‪ :‬قال‬


‫َ ْ َ َ َْ َ ُ ْ َ ََْ َ ُ ُ ََْ ْ َ َ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬من لبِس ثوب شهرةٍ‪ ،‬ألبسه اهلل يوم القِيام ِة‬
‫َ ْ َ َ َ َّ‬
‫ثوب مذلةٍ»‪.‬‬
‫[حسن ابن ماجة (عودة احلجاب)‪( ،‬الثامر اليانعة يف اخلطب اجلامعة)]‬

‫أسباب الوقوع في الزنا‬

‫‪ -1‬قلة الدين‪:‬‬
‫فالــذي يزين انتفــى عنه اخلوف الواجــب من اهلل الذي‬
‫يمنعه من الوقوع يف الزنا‪ ،‬لذلك قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ َْ َ َُ ُ ْ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ‬
‫«ل يز ِن الز ِان حِني يز ِن وهو مؤ ِمن»‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم التربية اإلسالمية‪:‬‬


‫ت َّب تربية إســامية عىل القرآن‬
‫فكل من وقع يف الزنا مل َي َ َ‬
‫والصــاة واخلوف مــن اهلل واألعامل الصاحلــة واآلداب‬
‫واألخالق اإلسالمية‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -3‬إطالق البصر بشهو ة‪:‬‬


‫َّ ْ َ ُ َ ْ ٌ َ ْ ُ ٌ ْ َ‬
‫قال عبد اهلل بن مســعود‪« :‬انلظرة ســهم مســموم ِمن سِه ِ‬
‫ام‬
‫َّ ْ َ َ‬ ‫َ َ ُّ َ ُ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ع ل تتبِعِ انلظرة‬ ‫إِبلِيس»‪ ،‬وقال رســول اهلل ‪« :H‬يــا ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫انلَّظ َرة؛ فإِن لك الول َوليســت لك الخ َِرة»‪ ،‬وسئل رسول اهلل‬
‫‪ H‬عن نظرة الفجأة فقال «ارصف نظرك» [صحيح الرتغيب]‬

‫‪ -4‬االختالط بين الرجال والنساء‪:‬‬


‫فاالختالط سبب كل بلية وكل رذيلة وأصل كل رش‪ ،‬أمر‬
‫اهلل النساء بلزوم البيت وعدم اخلروج منه إال لرضورة فقال‬
‫تعاىل‪[:‬ﭶ ﭷ ﭸ][األحــزاب‪ ،]33:‬وقال تعاىل‪[ :‬ﯟ‬
‫ﯠﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ] [األحزاب‪.]53:‬‬
‫َّ ُ ْ‬
‫وعن عقبة بن عامر أن رســول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬إِياكم‬
‫َ َ ََ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ٌ َ ْ َْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُّ ُ َ َ َ ِّ َ‬
‫وادلخول ع النســاءِ‪ ،‬فقال رجل ِمن النصارِ‪ :‬يا رســول اهللِ‪ ،‬أفرأيت‬
‫َْ ْ َ َ َ َْ ْ ْ َ ُ‬
‫الم ُو الم ْوت»‪ .‬واحلمو‪ :‬أخو الزوج أو عمه أو قريبه‬ ‫المو؟ قال‪:‬‬
‫‪31‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫وكذلك أقارب الزوجة كابن عمها وابن خاهلا ونحوهم من‬


‫األقارب‪.‬‬

‫‪ -5‬الخلوة مع الرجل‪:‬‬
‫َ َ َ َ َ ٌُ‬ ‫َ َّ َ ْ‬
‫الي نف ِس بِي ِدهِ‪ ،‬ما خل رجل‬‫قال رسول اهلل ‪« :H‬و ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫مع امرأ ٍة إِل دخل الشيطان بينهما» [صحيح الطرباين]‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم الزواج‪.‬‬

‫‪ -7‬عدم استجابة المرأة لزوجها في الفراش‪.‬‬


‫َ َ َ َّ ُ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬إِذا دع الرجل زوجته ِلاجتِ ِه‬
‫َ ْ َ َ ْ َ َ َّ ُّ‬ ‫ََْْ‬
‫فلتأتــهِ‪ ،‬وإِن كنــت ع اتلنورِ» [صحيح الترمــذي]‪ ،‬والتنور هو‬
‫ِ‬
‫الفرن؛ فهذا أمر مــن النبي ‪ H‬للمــرأة املؤمنة التي‬
‫تستجيب ألمر اهلل وأمر رسول اهلل ‪ H‬أهنا لو كانت‬
‫أمام التنــور امليلء بالنار أن ترتكه وتســتجيب لزوجها حتى‬
‫َ‬
‫يطفئ نار الشــهو ة‪ ،‬ولذلك قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا‬
‫َََ ْ َ َْ ََ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َْ َ‬ ‫َ َ َّ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ‬
‫دع الرجل امرأته إِل فِرا ِشهِ‪ ،‬فأبت عليهِ‪ ،‬فبات وهو غضبان‪ ،‬لعنتها‬
‫ْ َ َ َ ُ َ َّ ُ ْ َ‬
‫الملئِكة حت تصبِح» [البخاري]‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪32‬‬

‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬واذلي نفيس بيده ما من رجل‬


‫ً‬
‫يدعو امرأته إىل فراشها فتأىب عليه إال اكن اذلى ىف السماء ساخطا‬
‫عليها حىت يرىض عنها» [مسلم]‪.‬‬

‫‪ -8‬صحبة السوء‪:‬‬
‫فإن من أعظم أسباب إفساد العبد هو مصاحبة الفاسدين‬
‫فكم من فتاة عفيفة صارت من البغايا بسبب الصحبة‪.‬‬

‫‪ -9‬التبرج والسفور‬

‫خطورة التبرج‬

‫‪ -1‬التبرج معصية هلل ورسوله‪:‬‬


‫ومن يعص اهلل ورســوله فإنه ال يرض إال نفسه ولن يرض‬
‫ُ ُّ ُ ّ َ ْ ُ ُ َ‬
‫اهلل شــي ًئا‪ ،‬وكام يف احلديث قال ‪« :H‬ك أميت يدخلون‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ََ َ ُ َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫اجلنة إال من أب «قالوا‪ :‬يا رســول اهلل! ومن يأب؟ قال‪« :‬من أطاعين‬
‫ََ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫ان فقد أب» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫دخل اجلنة‪ ،‬ومن عص ِ‬
‫‪33‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -2‬التبرج كبيرة من كبائر الذنوب الموبقة‪:‬‬


‫فقد روي اإلمام أمحد بسند صحيح‪ ،‬أن أميمة بنت رقيقة‬
‫جاءت إىل رسول اهلل ‪ H‬تبايعه عىل اإلسالم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ََ َْ ََ َْ ُ‬ ‫َ ًْ ََ َْ‬ ‫َُ ُ ََ َ ْ َ ُْ‬
‫ش ِك بِاهللِ شيئا‪ ،‬ول ت ِ‬
‫س ِق ول تز ِن‪ ،‬ول تقت ِل‬ ‫ك ع أن ل ت ِ‬ ‫«أبايِع ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ ََ َ َ َْ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َْ‬
‫وح‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬ول تن ِ‬‫ك ورِجلي ِ‬‫تينه بــن يدي ِ‬ ‫ان تف ِ‬ ‫ول ِك‪ ،‬ول تأ ِت بِبهت ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ َ َّ َ َ ُّ َ َ َّ‬
‫الا ِهلِي ِة الول»‪ ،‬فتأملــوا كيف قرن النبي‬ ‫ول تــر ِج تــرج‬
‫التربج اجلاهيل بأكرب الكبائر كالرشك والزنا وغريه‪.‬‬

‫‪ -3‬التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة اهلل‪:‬‬


‫فقــد أخر ج احلاكم يف مســتدركه عن عبــد اهلل بن عمر‬
‫ُ َّ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫خ ِر أم ِت‬ ‫‪ ‬أن رســول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬ســيكون ِف آ ِ‬
‫َ َ ْ َ ِّ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ٌ َْ َُ َ ََ‬
‫ع ُّ ُ‬
‫ج ِد‬ ‫اب المس ِ‬ ‫نلون ع أبو ِ‬‫ال ي ِ‬ ‫وج كأشباه ِ الرج ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِرجال يركبون‬
‫َ ُ ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُْ َ َ ٌ َ َ ٌ َ ُ‬
‫َ‬
‫اف العنوهن‬ ‫ت العِج ِ‬‫نِساؤهم كسِيات ع ِريات ع ر ُءو ِس ِهم كأسنِم ِة الُخ ِ‬
‫َ َّ ُ َّ َ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ ُ َّ ٌ ْ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ‬
‫فإِنهن ملعونــات لو كنت وراءكم أمة ِمن الممِ خدمن نِســاؤكم‬
‫َ َ ُ ْ َ َ َْ َْ ُ ْ َ ُ ْ َُ َْ َ ُ‬
‫ــاء الممِ قبلك ْم»‪ ،‬وقال هذا حديث‬ ‫نِســاءهم كما يدِمنكم نِس‬
‫صحيح عىل رشط الشيخني ومل خيرجاه‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪34‬‬

‫‪ -4‬التبرج من صفات أهل النار‪:‬‬


‫عــن أيب هريرة قــال‪ :‬قال رســول اهلل ‪ H‬قال‪:‬‬
‫ََْ‬ ‫َ ٌ َََْ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ ٌ َ َ ُ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َْ‬
‫الق ِر‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫اط‬‫ِــي‬‫س‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ا‪:‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫انل‬ ‫ان ِمن أ ِ‬
‫ــل‬‫ه‬ ‫«صِ نف ِ‬
‫َ ٌ َ َ ٌ ُ َ ٌ ُ ُ ُ َّ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َّ َ َ َ ٌ َ‬
‫رءوســهن‬ ‫ــاء كسِــيات ع ِريات ممِيلت‬ ‫ضبون بِها انلاس‪ ،‬ونِس‬‫ي ِ‬
‫ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ ُْ ْ‬
‫يدن رِ حيها‪،‬‬ ‫ت المائلة‪ ،‬ل يدخلن النة ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال أســنِم ِة الخ ِ‬
‫كأمث ِ‬
‫َ َّ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ َ َ‬
‫وإِن ِر حيها لوجد ِمن كذا وكذا» [رواه مسلم]‪.‬‬

‫كاسيات عاريات‪:‬‬
‫أ‪ -‬تسرت بعض جسمها دون بعض‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن تسرته بيشء شفاف‪.‬‬

‫ج‪ -‬أن تسرته بيشء ضيق‪.‬‬


‫‪35‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -5‬التبرج نفاق وسواد وظلمة يوم القيامة‪:‬‬


‫وروي البيهقــي عــن أيب أذنية الصديف أن رســول اهلل‬
‫ُ ُ َْ ُ ُ َْ ُ ُ ُْ َ َ ُ ُْ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ي نِسائِكم الودود الولود‪ ،‬المواتِية المواسِية إِذا‬ ‫‪ H‬قال‪« :‬خ‬
‫ُ ُ ْ ُ َ َ ِّ َ ُ ْ ُ َ َ ِّ َ ُ َ ُ َّ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫َّ َ ْ َ َ َ َ ُّ َ‬
‫بجات المتخيلت‪ ،‬وهن المنافِقات‪،‬‬ ‫ش نِسائِكم المت‬ ‫اتقي اهلل‪ ،‬و‬
‫َْْ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ ْ َ َّ َ ْ ُ َّ َّ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫اب العصمِ » [صحيح اجلامع]‪.‬‬ ‫ل يدخل النة ِمنهن إِل ِمثل الغر ِ‬

‫‪ -6‬التبرج تهتك وفضيحة في األسرة والمجتمع‪:‬‬


‫ََ ٌَ َ َْ َْ َ ْ ُ ْ َ ُ ٌ‬
‫وقد ورد عن النبي ‪ H‬قال‪« :‬ثلثة ل تسأل عنهم‪ :‬رجل‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ً َ َ ٌ َ َ ْ ٌ َ َ َ ْ َ ِّ‬
‫الماعة‪َ ،‬وعص إِمامه فمات عصِ يا‪َ ،‬وأمة أ ْو عبد أبق ِمن سي ِده ِ‬ ‫فارق‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُّ َ َ َ َّ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ َْ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َْ‬
‫فمات ‪ ،‬وامرأة غب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة ادلنيا فتبجت بعده‬
‫ََ ََ َُْْ‬
‫فل تسأل عنهم» [رواه البخاري يف األدب املفرد وهو حديث صحيح]‬

‫ويف هذا احلديث أن هذه املرأة اخلائنة احتاجت إىل غياب‬


‫زوجها فتربجت لآلخرين ومل تكن تتزين لزوجها‪ ،‬فام عسانا‬
‫أن نقول يف نساء اليوم الالئي ال حيتجن إىل ذلك‪ ،‬بل يرتكبن‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪36‬‬

‫أقبح أنواع التربج وأفحشــه عىل مرأى ومســمع؛ بل وإقرار‬


‫ورىض من أزواجهن وأولياء أمورهن‪ ،‬فإىل اهلل املشتكى‪.‬‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬أيما امرأ ٍة وضعت ثِيابها ِف‬
‫َ ْ َْ َ ْ َ ََ ْ ََ َ ْ َْ َ َََْ ََْ َ‬
‫ِت ما بينها وبي اهللِ»‪.‬‬‫جها‪ ،‬فقد هتكت س‬ ‫ي بي ِ‬
‫ت زو ِ‬ ‫غ ِ‬
‫[رواه ابن ماجة بسند صحيح]‬

‫‪ -7‬التبرج سنة إبليس‪:‬‬


‫وكام أن احلشمة واحلجاب ســنة نبوية‪ ،‬فالتربج والسفور‬
‫ســنة إبليس‪ ،‬فإبليس هو رائد الدعوة إىل كشــف العورات‪،‬‬
‫وهو مؤســس الدعوة إىل التربج بدرجاتــه املتفاوتة؛ بل هو‬
‫الزعيم األول لشياطني اإلنس واجلن الداعني إىل سفور املرأة‬
‫وخروجها من قيد السرت والصيانة والعفاف‪ ،‬وهو كام وصفه‬
‫اهلل يف قولــه‪[ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ] [األعراف‪.]17-16:‬‬
‫‪37‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫وقصة آدم وحــواء مع إبليس تكشــف لنا مدى حرص‬


‫عدو اهلل عىل كشــف السوءات‪ ،‬وهتك األســتار‪ ،‬وإشاعة‬
‫الفاحشة‪ ،‬وأن هذا هدف مقصود له‪ ،‬ثم حذرنا اهلل من هذه‬
‫الفتنة خاصة فقــال ‪[ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ] [األعراف‪.]27:‬‬

‫‪ -8‬التبرج مقدمة لفسق المرأة ثم الزنا‪:‬‬


‫إن من نتائج هذا االنحراف أن كثر الفســق وانترش الزنا‬
‫وابتعد النــاس عن الزواج‪ ،‬واهندم كيــان األرسة‪ ،‬وأمهلت‬
‫الواجبات الدينية وانعدمت الغرية واضمحل احلياء‪ ،‬وتركت‬
‫العناية باألطفــال‪ ،‬وأصبح احلرام أيرس حصوال من احلالل‪،‬‬
‫وكثرت اجلرائم‪ ،‬وفســدت أخالق الرجال خاصة الشباب‬
‫املراهقني‪ ،‬وأصبحت املتاجرة باملرأة كوســيلة دعاية أو ترفيه‬
‫يف جماالت التجارة وغريهــا‪ ،‬وكثرت األمراض التي مل تكن‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُّ َ َّ‬
‫يف السابق‪ ،‬قال ‪« :H‬لم تظه ِر الفاحِشة ِف قو ٍم قط‪ ،‬حت‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪38‬‬
‫ُ َّ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ َّ َ َ‬
‫يعلِنوا بِها‪ ،‬إِل فشا فِي ِهم الطاعون والوجاع ال ِت لم تكن مضت ِف‬
‫َ ْ َ ُ َّ ِ َ َ َ ْ‬
‫أسلف ِ ِهم الين مضوا» [رواه ابن ماجة بسند حسن]‪.‬‬

‫‪ -9‬التبرج مقدمة إلنزال العقوبة اإللهية‪:‬‬


‫ومــن أعظم العقوبات التي هي قط ًعــا أخطر من القنابل‬
‫الذرية وغريها‪ ،‬هي استحقاق نزول العقاب اإلهلي‪[ :‬ﯯ‬
‫ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺﯻ‬
‫ﯼ] [اإلرساء‪.]16:‬‬

‫وعن أيب بكر الصديق ســمع رسول اهلل ‪ H‬قال‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َ ِّ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ َّ ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫«إِن انلاس إِذا رأوا المنكر ال يغيونه‪ ،‬أوشك أن يعمهم اهلل بِعقابه»‬
‫[رواه ابن ماجة بسند صحيح]‪.‬‬

‫وأكرب دليل عىل هذا ما نســمع ونشــاهد مــن الزالزل‬


‫والكوارث الكبرية التي جتتاح الدول باجلملة‪ ،‬فقد أدى هذا‬
‫التهتك إىل انحالل األخالق وتدمــر اآلداب التي اصطلح‬
‫عليهــا النــاس يف مجيع املذاهــب والرشائع‪ ،‬وقــد بلغ هذا‬
‫‪39‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫االنحراف حدًّ ا مل يكن خيطر عىل بال مســلم‪ ،‬فاتقوا اهلل أهيا‬
‫املسلمون‪ ،‬وتوبوا إليه واستغفروه‪.‬‬

‫محجبات متبرجات‪:‬‬
‫وهنــاك مالبس عىل املــرأة املؤمنــة أن تتجنبها ألهنا من‬
‫التربج كام قال العلامء‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬الربقع السعودي الذي ُي ِ‬
‫ظهر العينني‪.‬‬
‫‪ -2‬العباءة املزخرفة‪.‬‬
‫‪ -3‬الكاب اللبناين الذي حيجم جسم املرأة‪.‬‬
‫‪ -4‬الكعب العايل‪.‬‬
‫‪ -5‬الربقع اخلليجي الذي يظهر نصف الوجه‪.‬‬
‫‪ -6‬إظهار الذهب والقرط‪.‬‬
‫‪ -7‬العباءة املفتوحة‪.‬‬
‫‪ -8‬اخلامر املزخرف (املطرز)‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪40‬‬

‫‪ -9‬اجليبة والبلوزة‪.‬‬
‫‪ -10‬األلوان امللفتة‪.‬‬
‫‪ -11‬ظهو ر القدمني‪ :‬ومن العجيب أن ترى امرأة غطت‬
‫وجهها وكفيها وتركت قدميها عاريتني‪.‬‬
‫فيا أختي املسلمة؛ أمجع العلامء عىل أن ظهو ر َقدَ َم ْي املرأة‬
‫عورة جيب عىل املرأة تغطيتها عن الرجال األجانب [الثامر اليانعة‬
‫يف اخلطب اجلامعة]‪.‬‬

‫شبهة والرد عليها‪:‬‬


‫عن عائشــة ‪ J‬أن أســاء بنت أيب بكــر دخلت عىل‬
‫رســول اهلل ‪ H‬وعليها ثياب رقــاق‪ ،‬فأعرض عنها‬
‫َ َ ْ َ ُ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ت‬‫اء؟ إِن المرأة إِذا بلغ ِ‬ ‫رســول اهلل ‪ H‬وقال‪« :‬يا أســم‬
‫ْ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َْ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ‬
‫المحِيض لم تصلح أن يرى ِمنها إِل هذا‪ ،‬وهذا»‪ ،‬وأشار إىل وجهه‬
‫وكفيه‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫اجلواب‪:‬‬
‫‪ -1‬احلديث مرســل‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬هذا مرسل‪ ،‬خالد بن‬
‫ُدريك مل ُيدرك عائشة ‪.J‬‬
‫‪ -2‬يف إســناد هذا احلديث سعيد بن بشري‪ ،‬قال ابن حجر‬
‫عنه‪( :‬فيه ضعف)‪.‬‬
‫‪ -3‬يف إســناده قتادة هو مدلس‪ ،‬وقــد عنعن ومل يرصح‬
‫بالسامع‪.‬‬
‫‪ -4‬وفيه الوليد بن مسلم قال فيه احلافظ‪( :‬ثقة‪ ،‬لكنه كثري‬
‫التدليس والتسوية‪ ،‬وقد عنعن)‪.‬‬
‫قال بعض أهل العلم‪ :‬إن صح هذا احلديث فهو قبل األمر‬
‫باحلجاب [عودة احلجاب]‪.‬‬

‫بعض عقوبات الزنا‪:‬‬


‫‪ -1‬املعيشة الضنك‪:‬‬
‫قال تعــاىل‪[ :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ] [طه‪.]124:‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪42‬‬

‫‪ -2‬الذل‪:‬‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬وجعلت اذلل واملهانة ىلع من‬

‫خالف أمري» [رواه أمحد بسند حسن]‪.‬‬


‫ُ‬ ‫َّ‬
‫رأيت اذلنــوب تميــت القلوب وقــد يــورث اذلل إدمانهــا‬
‫ُ‬
‫وتــرك اذلنــوب حيــاة القلوب وخــر نلفســك عصيانهــا‬

‫‪ -3‬يسلب الزاين أحسن األسامء‪:‬‬


‫وهي العفة والرب واألمانة ويسمي بالفاجر والفاسق والزاين‬
‫واخلائن‪.‬‬
‫‪ -4‬األمراض التي ليس هلا عالج‪:‬‬
‫مثل اإليدز الــذي يدمر جهاز املناعة ومرض الســيالن‬
‫وغريها من األمراض‪.‬‬
‫‪-5‬جيلب العار ألهله‪.‬‬
‫‪ -6‬هذه اجلريمة متثل دم من ارتكبها‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫فقد رشع اهلل تعاىل ملن فعل هــذه الكبرية إذا كان أعزب‬
‫متزوجا وحتى لو ماتت‬
‫ً‬ ‫مائة جلدة ويغرب ســنة‪ ،‬وإن كان‬
‫زوجته فيوضع يف حفرة ويرجم باحلجارة حتى املوت‪.‬‬
‫وقد رجم رسول اهلل ‪ H‬من زنى وكذلك اخللفاء‬
‫من بعده‪.‬‬
‫‪ -7‬سبب النتشار األمراض يف األمة‪:‬‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ َّ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬لم تظه ِر الفاحِشة ِف قو ٍم‪ ،‬حت‬
‫ُ َّ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ َّ َ َ‬
‫يعلِنوا بِها‪ ،‬إِل فشــا فِي ِهم الطاعون‪ ،‬والوجاع ال ِت لم تكن مضت‬
‫َ ْ َ ُ‬
‫ِف أسلف ِ ِهم» [السلسلة الصحيحة]‪.‬‬

‫‪ -8‬سبب املوت‪:‬‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ َّ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :،H‬ول ظهرتِ الفاحِشة ِف قوم‪ ،‬إِل‬
‫ُ َ َْ ُ َْ ْ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫سلط اهلل علي ِهم الموت» [السلسلة الصحيحة]‪.‬‬

‫‪ -9‬املؤمن ال يزين‪:‬‬
‫َ َْ َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬ل يز ِن الــز ِان حِني يز ِن وهو‬
‫ُْ ٌ‬
‫مؤ ِمن»‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪44‬‬

‫‪-10‬يعم العذاب عىل الناس‪:‬‬


‫َْ َ َْ َْ ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫ي ما لم يفش‬ ‫قال رســول اهلل ‪« :H‬ل تزال أ ِ ِ ٍ‬
‫ب‬ ‫ت‬‫م‬
‫ُ َ ْ َ ُ َّ ُ ُ ُ‬ ‫ْ َ َ ُ ِّ َ َ ُ‬ ‫ْ َ َ ُ ِّ َ َ َ َ َ‬
‫فِي ِهــم ول الزنا‪ ،‬فإِذا فشــا فِي ِهم ول الزنا‪ ،‬فيوشِــك أن يعمهم اهلل‬
‫بِعذاب» [رواه أمحد]‪.‬‬

‫‪-11‬احلذر من اهلل‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َُ َ‬ ‫َ‬
‫ي ِمن اهللِ‪ ،‬أن‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬واهللِ ما أحد أغ‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ َ ُ َّ َ ُ َ َّ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫يــز ِن عبده‪ ،‬أو تز ِن أمته‪ .‬يا أمة مم ٍد‪ ،‬لو تعلمون ما أعلم‪ ،‬لكيتم‬
‫َ ً ََ َ ْ ُْ َ ً‬
‫كثِريا‪ ،‬ولضحِكتم قلِيل» [رواه أمحد]‪.‬‬

‫‪-12‬عذاب القرب‪:‬‬
‫َ َّ ُ َ‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬ ‫َّ ُ َ َ‬
‫ان‪ ،‬وإِنهما‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫آ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫الل‬ ‫ان‬
‫ِ‬ ‫قال رســول اهلل ‪« :،H‬إِنه أت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َّ ُّ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ‬
‫ابتعث ِان وإِنهما قاال ِل‪ :‬انطلِق فانطلقنا‪ ،‬فأتينا ع ِمث ِل اتلنو ِر فإِذا‬
‫َ َ ََ ُ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ٌ َ َ ْ َ ٌ َ َّ َ ْ َ‬
‫فِيــ ِه لغط وأصوات فاطلعنا فِي ِه فإِذا أتاهــم ذلِك اللهب ضوضووا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ِ َ َ َ َ َّ ِّ َ ُ َ ِّ َ ُ ُ َ ُ َّ ِ َ‬
‫ِ‬
‫قلت‪ :‬من هؤالء؟ قاال ِل‪ :‬وأما الرجال والنســاء العراة الين ِف مث ِل‬
‫َ َّ ُ ُ ُّ َ ُ َ َّ َ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫َ‬
‫ان» [رواه البخاري]‪.‬‬‫بِنا ِء اتلنو ِر‪ ،‬فإِنهم الزناة والزو ِ‬
‫***‬
‫‪45‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫الصفة الرابعة‬
‫وأطاعت زوجها‬

‫تعظيم حق الزوج‪:‬‬
‫جــاءت فتاة إىل رســول اهلل ‪ ،H‬وقالت له‪:‬‬
‫َ ُّ َّ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫أريد أن أعرف حق الزوج؟ فقال‪« :‬حق الزو ِج ع زوجتِ ِه أن لو‬
‫َ َ ُ ْ َ ٌ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ً َ ْ َ ً ُ َّ َ َ َ ْ ُ‬
‫لسته‬ ‫كن ب ِ ِه قرحة فلحســتها‪ ،‬أ ِو ابتدر منخِراه صدِيدا أو دما‪ ،‬ثم‬
‫َ َ َّ ْ َ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ِّ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ً َ َ‬
‫الي بعثك بِالق ل أتزوج أبدا قال‪:‬‬ ‫ما أدت حقــه» قال‪ :‬فقالت‪ :‬و ِ‬
‫َ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َّ َّ ْ َّ‬
‫كحوهن إِل بِإِذن ِ ِهن» [النسائي]‪.‬‬
‫فقال‪« :‬ل تن ِ‬

‫تحذير للنساء‪:‬‬
‫َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ِْ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬ورأيت انلار‪ ،‬فلــم أر كلوم‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫ول اهللِ؟‬ ‫ث أ ْهل َِها النِّ َس َ‬
‫ــاء»‪َ ،‬قا ُلوا‪ :‬بِ َم َيا َر ُس َ‬ ‫قط أفظع‪ ،‬ورأيت أك َ‬
‫ك ُف ْر َن الْ َعشِ َ‬
‫ــر‪،‬‬
‫َ ْ‬
‫ال‪« :‬ي‬
‫َ ُْ‬
‫كف ِر ِه َّن»‪ِ ،‬ق َيل‪َ :‬أ َي ْك ُف ْر َن بِاهللِ؟ َق َ‬ ‫َق َ‬
‫ال‪« :‬ب‬
‫َ َ ْ ُ ْ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َّ َّ ْ َ ُ َّ ُ ُ َّ َ َْ‬
‫الحســان‪ ،‬لو أحســنت إِل إِحداهن ادلهر كه‪ ،‬ثم رأت‬ ‫ويكفرن ِ‬
‫ْ َ َ ْ ً َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ْ ً َُّ‬
‫ِمنك شيئا‪ ،‬قالت‪ :‬ما رأيت خيا قط» [البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪46‬‬

‫ُْ‬ ‫َْ َ َْ‬ ‫َ ُْ‬


‫وقال رسول اهلل ‪ H‬المرأة‪« :‬فانظ ِري أين أن ِ‬
‫ت ِمنه‪،‬‬
‫َ َّ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ‬
‫ك ونار ِك» [صحيح أمحد]‪.‬‬‫فإِنما هو جنت ِ‬

‫ويروى أن أمري الدولة العباســية قالــت زوجته‪ :‬أريد أن‬


‫أميش يف الطني فأتى بنشــارة خشب ناعمة ومسك وزعفران‬
‫وفــرش هلا القرص وكانت متيش عليه فقالت له مرة‪ :‬ما رأيت‬
‫خريا قط‪ ،‬قال هلا‪ :‬وال يوم الطني؟‪.‬‬
‫منك ً‬
‫ُّ ْ َ َ َ ٌ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ادلنيا متاع وخي متا ِعها المرأة‬
‫َّ َ ُ‬
‫الة» [مسلم]‪.‬‬‫الص ِ‬
‫َ ُّ ْ َ َ ْ ٌ َّ َ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫ال خي اتذناه فقال‪:‬‬ ‫سئل رسول اهلل ‪« :H‬عن أي الم ِ‬
‫َْ َ ُُ َ ً َ ً ًََْ َ ً َ َ ْ َ ً ُ ْ ًَ ُ ُُ ََ َ‬
‫«أفضله لِسانا ذاكِرا‪ ،‬وقلبا شاكِرا‪ ،‬وزوجة مؤ ِمنة تعِينه ع إِيمانِهِ»‬
‫ََََُْ ََ َْ َ َ َ َ‬
‫[صحيح الرتغيب]‪« ،‬فتأمنها ع نفسِ ها‪ ،‬ومالِك» [صحيح اجلامع]‪.‬‬
‫َّ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ َ َْ ُ َ ْ َ‬
‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬تنكح المرأة ِلرب ٍ‬
‫ــع لِمالِها‬
‫ِّ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬ ‫َ َ َ َ ََ َ‬
‫ين ت ِربت يداك» [البخاري‬ ‫ِ‬ ‫ادل‬ ‫اتِ‬ ‫ذ‬ ‫لمالِها َو ِ ِ‬
‫لينِها فاظفر ب ِ‬ ‫و ِلِسابِها و ِ‬
‫ومسلم]‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬
‫َْ ُ َ َْ ُ َ‬ ‫َ َ َّ ُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬تزوجوا الودود الولود» [صحيح‬

‫الرتغيب]‪ ،‬التي تتكلم بكالم عذب مجيل كله حب وحنان‪.‬‬

‫أسرار الحياة الزوجية‪:‬‬


‫قــال تعــاىل‪[ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ] [الروم‪.]21:‬‬

‫فاحليــاة الزوجيــة مبنيــة عىل املــودة والرمحــة ومها احلب‬


‫واحلنــان والعطف واإلحســان وحتمل األذى مــن الطرفني‪،‬‬
‫واللذان مها ســبب ســعادة الزوجني‪ ،‬وتأميل أختي املســلمة‬
‫قول اهلل تعــاىل‪[ :‬ﮑ ﮒ]‪ ،‬فجعل قلب املرأة ســكنًا‬
‫للرجل سكنًا لقلبه وروحه‪ ،‬فكيف يكون حال اإلنسان بدون‬
‫ســكن؟ فكذلك إذا كانت املرأة كثرية الشكوى كثرية النكر‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يكون الزوج كاإلنســان الذي ليس له‬ ‫كثرية املطالب‬
‫سكن‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪48‬‬

‫حقوق الزوج‬

‫‪ -1‬طاعته إال في معصية اهلل‪:‬‬


‫َْ‬
‫ان ال تتجــاوز صالتهم‬‫قــال رســول اهلل ‪« :H‬اثن ِ‬
‫ْ ََ ٌ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫رؤوســهما‪ ،‬وذكر منهم‪ :‬امرأة عصت زوجها حىت ترجع» [السلســلة‬
‫الصحيحة]‪.‬‬
‫َْ ُ ْ ُ ً َ َ ً َ ْ َْ ُ َ‬
‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬لو كنت آ ِمرا أحدا أن يسجد‬
‫َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ‬
‫ِلح ٍد‪ ،‬لمرت المرأة أن تسجد لِزو ِ‬
‫جها‪ ،‬ملا عظم اهلل من حقه عليها»‬
‫[صحيح ابن حبان]‪.‬‬
‫َ ُّ ِّ َ َ ْ ٌ َ َ َّ‬
‫«الي‬‫ي؟ قال‪ِ :‬‬ ‫وسئل رسول اهلل ‪« :H‬أي النساءِ خ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُّ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ ِ ُ ُ َ َ ْ َ ُ‬
‫تسه إِذا نظــر‪ ،‬وتطِيعه إِذا أمر‪ ،‬ول تالفه فِيما يكره ِف نفسِ ــها‬
‫َ‬
‫َوم ِ‬
‫الِ» [صحيح أمحد]‪.‬‬
‫َ َ َ َ‬
‫وال تطيعــه يف معصيــة اهلل لقولــه ‪« :H‬ل طاعة‬
‫َ ْ َ َْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫لِمخل ٍ‬
‫وق ِف مع ِصي ِة الال ِ ِق»‪.‬‬

‫فال تطيعه يف التربج والسفور واالختالط مع الرجال وال‬


‫تطيعه يف أن ُيامعها يف دبرها أو يف احليض لقول رســول اهلل‬
‫‪49‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬
‫َ ْ َ َ َ ً َ ْ ََ ً ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُْ َ‬
‫‪« :H‬من أت حائِضا‪ ،‬أ ِو امرأة ِف دب ِرها‪ ،‬فقد كفر بِما أن ِزل‬
‫َ َ ُ َ َّ‬
‫ع مم ٍد» [صحيح ابن ماجة]‪.‬‬

‫‪-2‬إذا دعاها إلى الفراش ال تمتنع‪:‬‬


‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫فس بِي ِده ِ ما من رجل‬
‫الي ن ِ‬‫قال رســول اهلل ‪« :H‬و ِ‬
‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َّ َ َ َّ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ‬
‫الي ِف السماء ساخطا‬ ‫يدعو ام َرأته إِل فراشها فتأىب علي ِه إِل كن ِ‬
‫ََْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ‬
‫عليها حت يرىض عنها» [صحيح]‪.‬‬

‫َ َ َ َّ ُ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ‬
‫لاجتِ ِه‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا دع الرجل زوجته ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ ُّ‬
‫فلتأتِهِ‪ ،‬وإِن كنت ع اتلنو ِر» [صحيح الرتمذي]‪.‬‬

‫َ َ َ َّ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫وقــال رســول اهلل ‪« :H‬إذا دع الرجــل امرأته إِل‬
‫ْ َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َََ ْ َ َْ ََ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َْ َ‬ ‫َ‬
‫فِراشِــهِ‪ ،‬فأبت عليهِ‪ ،‬فبات وهو غضبان‪ ،‬لعنتهــا الملئِكة حت‬
‫ُ ْ َ‬
‫تصبِح» [مسلم]‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪50‬‬

‫ُّ ْ َ‬ ‫ْ ََ ٌ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ل تؤ ِذي امرأة زوجها ِف ادلنيا‬
‫ُ َ َّ َ ُ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ ْ ُ ْ‬
‫ك اهلل؛ فإِنما هو‬ ‫ِني‪ :‬ل تؤ ِذيــ ِه قاتل ِ‬‫إِل قالــت زوجته ِمن الو ِر ال ِ‬
‫ع‬
‫ْ َ َ ٌ ُ ُ َ ْ ُ َ َ ََْ‬
‫ك إِلنا» [السلسلة الصحيحة]‪.‬‬ ‫ِعند ِك دخِيل يوشِك أن يفا ِرق ِ‬

‫‪-3‬ال تصوم صوم تطوع إال بإذنه‪:‬‬


‫َ َ ُّ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ل يِل ِلمرأ ٍة أن تصوم وزوجها‬
‫َ ٌ َّ ْ‬
‫هد إِل بِإِذنِهِ» [مسلم]‪.‬‬
‫شا ِ‬

‫‪-4‬ال تأذن ألحد في بيته إال بإذنه‪:‬‬


‫َّ ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ َْ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬وال تأذن ِف بيتِــ ِه إِل بِإِذنِهِ»‬
‫[مسلم]‪.‬‬

‫فال تــأذن لدخول امرأة اجلــران والقريبات والزميالت‬


‫وله أن يمنع من دخول بيته أم الزوجة أو أختها أو خالتها أو‬
‫عمتها إذا كان يقع بسببه َّن رضر عليه وعىل زوجته ولكن ال‬
‫يمنع زوجته من زيارهت َّن‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪-5‬أن ال تفرط في ماله‪:‬‬


‫شــحيحا فتأخذ باملعروف عىل قدر‬
‫ً‬ ‫ولكن إن كان بخي ً‬
‫ال‬
‫احلاجــة كام قال رســول اهلل ‪ H‬لزوجة أيب ســفيان‬
‫‪ ‬عندما قالت‪ :‬إن أبا ســفيان رجل شــحيح قال هلا‪:‬‬
‫خذي ِ‬
‫أنت وولدك باملعروف‪.‬‬

‫‪ -6‬القناعة‪:‬‬
‫وترىض بحياته وال تنظر إىل من هو أعىل منها يف الدنيا حتى‬
‫ال تزدري نعمة اهلل عليها‪ ،‬وهذه نصيحته ‪ H‬فقد قال‪:‬‬
‫ْ ُ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ‬
‫«انظروا إِل من هو أسفل ِمنكم ول تنظروا إِل من هو فوقكم ‪ ,‬فإِنه‬
‫َ َْ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ‬
‫أجدر أل تزدروا نِعمة اهللِ عليكم» [صحيح الرتمذي]‪.‬‬

‫وكانت نساء السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج من‬


‫وكســب احلرام فإنا نصرب عىل اجلوع وال نصرب‬
‫َ‬ ‫البيت‪ :‬إياك‬
‫عىل النار‪.‬‬
‫وكان رســول اهلل ‪ H‬هــو وأزواجه ‪ ‬يمر‬
‫عليهم ثالثة أشــهر هو وأهله ال يأكلون فيها إال التمر واملاء‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪52‬‬

‫وال يوقد هلم نار وكان له وسادة حشوها ليف وما شبع يومني‬
‫من خبز الشــعري ألن املؤمن املتصل باهلل يعلم أن الدنيا دار‬
‫ابتالء وامتحان واختبــار‪ ،‬وأن اآلخرة هي دار القرار إما إىل‬
‫دائم يسعى إىل رضا اهلل وجنته‪.‬‬
‫اجلنة وإما إىل النار‪ ،‬فهو ً‬
‫‪ -7‬وال تخرج إلى المسجد إال بإذنه‪:‬‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ ََ ُ ُ َ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا استأذنت أحدكم امرأته أن‬
‫َْ َ َْ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫جد‪ ،‬فل يمنعها» [البخاري]‪.‬‬ ‫تأ ِت المس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جد‬‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬ل تمنعوا إِماء اهلل مســا ِ‬
‫اهلل»‪.‬‬

‫‪ -8‬ال تفشي سره ألي مخلوق‪:‬‬


‫َّ ْ َ َِّ‬
‫ولو كانت أمها فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن ِمن أش‬
‫َ ْ ََ َ ُ ْ‬ ‫َّ ُ َ ُ ْ‬ ‫َْ ًَ ََْ ْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫نلة يوم القِيامــ ِة‪ ،‬الرجل يف ِض إِل امرأتِهِ‪ ،‬وتف ِض‬
‫اس ِعند اهللِ م ِ‬ ‫انلَّ ِ‬
‫س صاحبه» [صحيح أبي داود]‪.‬‬ ‫إ َ ْلهِ‪ُ ،‬ث َّم يَنْ ُ ُ‬
‫ش ِ َّ‬
‫ِ‬

‫وأعظم األرسار الزوجية الفراش‪ ،‬فعن أســاء بنت زيد‬


‫قالت‪ :‬كنت عنــد النبي ‪ H‬الرجال والنســاء قعود‬
‫‪53‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬
‫ً‬
‫فقال‪« :‬لعل رجال يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة خترب بام فعلت‬
‫مع زوجها؟ فقلت‪ :‬أي واهلل يا رسول اهلل إهنن يلفعلن وإنهم‬
‫يلفعلــون‪ ،‬فقال‪ :‬فال تفعلــوا فإنما مثل ذلك كمثل شــيطان لىق‬
‫شيطانة يف طريق فغشيها وانلاس ينظرون» [صحيح اجلامع]‪.‬‬

‫‪ -9‬تعليم أوالده الدين‪:‬‬


‫وتأديبهم بآداب اإلســام لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫ٌَ ََ َْ‬ ‫َ ْ َ َْ ُ َ‬
‫«والمرأة را ِ‬
‫جها» [البخاري ومسلم]‪.‬‬ ‫عية ع بي ِ‬
‫ت زو ِ‬

‫‪ -10‬أن تتزين له‪:‬‬


‫َ ْ َ ُ ُّ َ َ‬ ‫َ ْ ُ ِّ َ‬
‫لقول رســول اهلل ‪« :H‬خي النســاءِ من تسك إِذا‬
‫َْ َ ْ َ‬
‫أبصت» [صحيح اجلامع]‪.‬‬

‫فعىل الزوجة الصاحلــة أن تتزين لزوجها وتتجمل له وال‬


‫تعبس يف وجهه وال تبدو يف صــورة يكرهها‪ ،‬ومن العجب‬
‫كثريا من النســاء هيملن التزين بأفضل ما يكون حتى‬
‫أن ترى ً‬
‫صدق فيها قــول القائل‪ :‬قر ٌد يف البيت وغزال يف الشــارع‪،‬‬
‫ولكنها ال تتزين بمحرم كنمص احلاجبني والواشــمة وتفلج‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪54‬‬
‫َ َ َ ُ َْ َ‬
‫األســنان؛ لقول رســول اهلل ‪« :H‬لعن اهلل الواشِماتِ‬
‫َ َْ‬ ‫ــماتِ ‪َ ،‬وال ْ ُم َت َن ِّم َصاتِ ‪َ ،‬وال ْ ُم َت َفلِّ َجاتِ لِلْ ُح ْسن‪ ،‬ال ْ ُم َغ ِّ َ‬
‫َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬
‫ياتِ خلق‬ ‫ِ‬ ‫والمتوش‬
‫اهللِ» [البخــاري]‪ ،‬واللعنة هي الطرد مــن رمحة اهلل‪ ،‬وال تتزين‬
‫َ َ َ ُ َْ ََ‬
‫بلبس الربوكة لقول رسول اهلل ‪« :H‬لعن اهلل الواصِ لة‪،‬‬
‫ََ‬ ‫َ ُْ‬
‫والمتوصِ لة» [البخاري]‪.‬‬

‫وال تتزين بالتشبه بالرجال لقول أيب هريرة ‪ ‬وقول‬


‫َ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫رســول اهلل ‪« :H‬لعن الرجل يلبس لبسة المرأةِ‪ ،‬والمرأة‬
‫َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َّ ُ‬
‫تلبس لبسة الرج ِل» [رواه أبو داود بسند صحيح]‪.‬‬

‫وعن ابن عباس ‪ ‬قال‪ :‬لعن رسول اهلل ‪:H‬‬


‫ِّ َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ْ ُ َ َ ِّ َ َ ِّ َ‬
‫ال بِالنســاءِ‪َ ،‬ولع َن المتشــبهاتِ ِم َن النساءِ‬
‫«المتشــب ِهني ِمن الرج ِ‬
‫ِّ َ‬
‫ال» [رواه الرتمذي بسند صحيح]‪.‬‬‫بِالرج ِ‬

‫وال تتشــبه بالكافــرات حلديث عبد اهلل بن مســعود أن‬


‫َ‬
‫رسول اهلل ‪ H‬رأى عليه ثوبني معصفرين قال‪« :‬ه ِذه ِ‬
‫َ ُ ْ ُ َّ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ثِياب الكفارِ ل تلبسها» [رواه أمحد بسند صحيح]‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫‪ -11‬تصونه في عرضها وماله‪:‬‬


‫قال تعــاىل‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ] [النساء‪.]34:‬‬
‫ْ َ َْ ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ولقوله ‪« :H‬ثلث ِمن الســعادةِ‪ ،‬وذكــر ِمنهم‪ :‬المرأة‬
‫َ‬ ‫ََ ََُ ََ َْ‬ ‫ََ َ ُْ ُ َ ََ ُ‬
‫جبك‪ ،‬وتغِيب عنها فتأمنها ع نفسِ ــها ومالك» [صحيح‬ ‫تراهــا تع ِ‬
‫اجلامع]‪.‬‬

‫‪ -12‬ال تخرج من بيته إال بإذنه‪:‬‬


‫قال تعــاىل‪[ :‬ﭶ ﭷ ﭸ][األحــزاب‪ ،]33:‬وهذا أمر‬
‫من اهلل لنســاء النبي ولنساء األمة بعدهن بأن يلزمن البيوت‬
‫وال خيرجن إال حلاجة‪.‬‬

‫‪ -13‬أن تحسن إلى والديه وأقاربه‪:‬‬


‫فاملرأة الصاحلة الوفية هي التي ُتســن إىل أم زوجها وأبيه‬
‫فهام الســبب يف وجوده ومها اللذان ربياه وعلامه وأدباه فهل‬
‫جزاء اإلحسان إال اإلحسان؟ وال تُعصيه عليهام‪ ،‬فالذي ليس‬
‫خري ألحد وهو معرض لسخط اهلل‬
‫فيه خري لوالديه ليس فيه ٌ‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪56‬‬

‫وعقابه يف الدنيا قبل اآلخرة فليســت أحســنت لزوجها من‬


‫أساءت لوالديه‪ ،‬فاتقي اهلل يف والديه وأقاربه‪ ،‬واعلمي الذي‬
‫رشا فرش‪.‬‬
‫خريا فخري وإن كان ً‬
‫تفعلينه س ُيفعل بك إن كان ً‬
‫‪ -14‬ال تمن عليه بما أنفقتِ عليه من مالكِ‪:‬‬
‫فاملرأة التي متن عــى زوجها فهذا دليل عىل ضعف إيامهنا‬
‫وقلــة دينها وعدم أصلهــا‪ ،‬واملن يبطل األجــر؛ لقول اهلل‬
‫تعــاىل‪[ :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ]‬
‫[البقرة‪.]264:‬‬
‫َ َ ٌ َ ُ َ ِّ ُ ُ ُ ُ َ ْ َ‬
‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬ثــاث ل يكلمهم اهلل يوم‬
‫ْ َ َ ُ َ ِّ ْ َ َ ُ ْ َ َ ٌ َ ٌ ْ َ َّ ُ َ‬ ‫ْ َ َ ََ َُْ ُ َ‬
‫القِيام ِة‪ ،‬ول ينظر إ ِ ْل ِهــم‪ ،‬ول يزكي ِهم ولهم عذاب أ ِلم المنان؛ بِما‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ ُ َ َ ُ َ ْ ُ َ ِّ ُ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ ‬ ‫أعطى‪ ،‬والمسبِل إِزاره‪ ،‬والمنفق سِلعته بِالل ِِف الك ِذ ِب»‪.‬‬
‫ ‬
‫َ َ ْ ُ ُ ْ َ َّ َ َ ٌّ َ َ َ َّ ٌ‬
‫النة عق ‪ ،‬ول منان‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ل يدخل‬
‫ُ َ ِّ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُْ‬
‫َول مد ِم ُن خ ٍر‪ ،‬وال مكذب بالقدر»‪ .‬‬
‫‪57‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫وقــد مدح اهلل تعاىل الذين ال يمنــون عىل ما أنفقوا‪ ،‬قال‬


‫تعاىل‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ﮰ ] [البقرة‪.]262:‬‬

‫‪ -15‬ال تنفق من ماله إال بإذنه‪:‬‬


‫َ ُ ْ ُ ْ ََ ٌ َ ْ ً ْ َ ْ‬
‫قال رســول اهلل ‪« :H‬ل تنفِق امرأة شــيئا ِمن بي ِ‬
‫ت‬
‫َ ْ َ َّ ْ َ ْ َ‬
‫جها»‪.‬‬
‫جها إِل بِإِذ ِن زو ِ‬
‫زو ِ‬
‫[الرتغيب والرتهيب‪ ،‬منهاج القاصدين‪ ،‬رشح رياض الصاحلني‪ ،‬الوجيز يف فقه‬
‫الكتاب العزيز]‬

‫الجائزة لهذه المرأة الصالحة‬


‫َ َ َّ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ت المرأة خسها‪ ،‬وصامت‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا صل ِ‬
‫َ‬
‫َ َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ََ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫شهرها‪ ،‬وحفِظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها قِيل لها‪ :‬ادخ ِل النة ِمن‬
‫ْ َ َّ ْ‬ ‫َ ِّ َ ْ َ‬
‫الن ِة شِئ ِت»‪.‬‬ ‫اب‬
‫أي أب ِ‬
‫و‬
‫[أخرجه ابن حبان بسند صحيح]‬

‫***‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪58‬‬

‫وصف المؤمنات في الجنة‬


‫َ ْ َ َّ ْ َ َ ً ْ َ َ ْ ْ َ َّ‬
‫الن ِة‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬لو أن امرأة ِمن نِساءِ أه ِل‬
‫َ ََ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ ْ َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َ ْ َّ ْ‬
‫اطلعت ِمن السماءِ‪ ،‬لســد ضوؤها ضو َء الشم ِس‪ ،‬ولوجد رِ حيها من‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ُّ ْ َ َ َ َ‬
‫ ‬ ‫ي‪ ،‬ول ِصيفها ِمن ادلنيا وما فِيها»‪.‬‬ ‫بي الافِق ِ‬
‫َ َّ‬
‫الي‬ ‫«و ِ‬ ‫ويف رواية أخــرى‪ :‬قال رســول اهلل ‪:H‬‬
‫َ ْ ْ َ َّ َ َ َ ْ ْ َْ‬ ‫َ َ ْ َّ َ َ ْ ْ َ َ ٌ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫نف ِس بِي ِدهِ‪ ،‬لو اطلعت امرأة ِمن نِســا ِء أه ِل الن ِة ع أه ِل الر ِض‪،‬‬
‫َ َ ََ ُ َ َ َ َْ َ‬ ‫ََ َ َ ْ َ ََُْ َ َََ ََ ْ َ ََُْ َ‬
‫اءت ما بينهما‪ ،‬ولملت ما بينهما ب ِ ِر حيِها‪ ،‬ول ِصيفها ع رأسِها‬ ‫لض‬
‫َ ْ ٌ َ ُّ ْ َ َ َ َ‬
‫خي ِمن ادلنيا وما فِيها» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫َّ َ َّ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َّ َ‬
‫النة‬ ‫وقال رســول اهلل ‪« :H‬إِن أول زمــر ٍة تدخل‬
‫َ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ ِّ ٍّ‬
‫ب دري ِف‬ ‫ع صورة ِ القم ِر للة الــدرِ‪ ،‬وال ِت تلِيها ع أضوإ ِ كوك ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َ ُ ُّ َ َ‬ ‫ُْْ َ ْ ََ‬ ‫ُ ِّ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫ان‪ ،‬يرى مخ ساق ِ ِهما ِمن ورا ِء‬ ‫الســما ِء‪ ،‬لِك ام ِر ٍئ ِمنهم زوجت ِ‬
‫ان اثِنت ِ‬
‫ْ َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫َّ ْ َ َ‬
‫اللحمِ ‪ ،‬وما ِف الن ِة أعزب» [رواه البخاري‪ ،‬ومسلم]‪.‬‬

‫وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬


‫َ َّ َ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يى بياض ساقِها ِمن وراءِ سبعِني‬ ‫«إِن المرأة ِمن نِســاءِ أه ِل اجلن ِة ل‬
‫َُ ُ‬ ‫ُ ُّ َ َ َ َ َّ َ‬ ‫ُ َّ ً َ َّ ُ‬
‫حلة حت ي َرى مها‪َ ،‬وذلِــك بِأن اهلل تعاىل يقول‪[ :‬ﯖ ﯗ‬
‫‪59‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫َ ُ ُ َ َّ ُ َ َ ٌ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫ايلاقوت فإِنه حجــر لو أدخلت فِي ِه‬ ‫ﯘ] [الرمحــن‪ ،]58:‬فأ َّما‬
‫ْ ً ُ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ‬
‫سِلك ثم استصفيته ل ِريته ِمن ورائِه» [صحيح ابن حبان والرتمذي]‪.‬‬

‫وعن ابن عباس ‪ ‬قال‪« :‬لو أن امرأة من نساء أهل اجلنة‬


‫بصقت يف سبعة أحبر لاكنت تلك األحبر أحىل من العسل»‪.‬‬

‫المؤمنة أفضل أم الحور العين؟‬


‫قال العلــاء‪« :‬املؤمنة التي دخلت اجلنة أفضل وأمجل من‬
‫حــور العني‪ ،‬بل هي ســيدة حور العــن؛ ألن املؤمنة التقية‬
‫جاهدت نفســها يف الدنيا يف رضا رهبــا‪ ،‬وأطاعته بصالهتا‬
‫وصيامهــا وحجاهبــا وصدقاهتــا وغريها مــن الطاعات‪،‬‬
‫وجاهدت نفســها يف مواجهة الذنوب واملعايص‪ ،‬وصربت‬
‫ٍ‬
‫بيشء‬ ‫عــى االبتالءات واملحن‪ ،‬بخالف حــور العني مل ُترب‬
‫من هــذا؛ ولذلك قال العلامء‪ :‬املؤمنــون يف اجلنة أفضل من‬
‫املالئكة؛ ألن املالئكة تكون يف خدمة املؤمنني»‪.‬‬
‫وقال عيل بن أيب طالب ‪ ‬قال‪« :‬املؤمنة يف اجلنة أفضل‬
‫من سبعني من حور العني»‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪60‬‬

‫ور ِو َي عــن أم ســلمة ‪ J‬أهنا ســألت رســول اهلل‬ ‫ُ‬


‫ِّ َ َِ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُّ ْ َ َ ْ َ ُ َ ْ ُ ْ‬
‫‪« :H‬بل نِساء ادلنيا أفضل ِمن الو ِر الع ِ‬
‫ِني كفض ِل الظهارة‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ع الِطانــ ِة» ‪ .‬قلت‪ :‬يا رســول اهللِ وبِما ذاك؟‪ ،‬قــال‪ « :‬بِصلت ِ ِهن‬
‫ُ ُ ُ َ ُ َّ ُّ َ َ َ ْ َ َ ُ َّ‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وصِ يا ِم ِهــن و ِعبادت ِ ِهن اهلل ألبس اهلل وجوههن انلور‪ ،‬وأجســادهن‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ ِّ َ َ ُ ُ َّ ُّ ُّ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ِّ َ‬ ‫َْ‬
‫ــي ما ِمرهن ادلر‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫اء‬‫ر‬ ‫ف‬‫ص‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫اثل‬ ‫ــر‬ ‫خ‬ ‫ان‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫يض‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫يــر‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫َ َ ْ َ ُ ُ َّ َّ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ ً َ َ‬
‫الات فــا نموت أبدا‪ ،‬أل‬ ‫وأمشــاطهن اذلهب يقلــن‪ :‬أل نن ال ِ‬
‫َ َ ْ ُ َّ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ً َ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ً‬
‫ونن انلا ِعمات فل نبؤس أبدا‪ ،‬أل ونن المقِيمات فل نظعن أبدا‪،‬‬
‫َ َ َ َ ْ ُ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ً ُ َ َ ْ ُ َّ َ ُ َ َ َ َ َ‬
‫أل ونن الراضِ يات فل نســخط أبدا‪ ،‬طوب لِمــن كنا ل وكن لا»‬
‫[املعجم الوجيز]‪.‬‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬


‫ﮪ ﮫ ﮬ] [الواقعة‪.]38-35:‬‬

‫عن احلســن قال‪« :‬أتت عجوز فقالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ادع اهلل‬
‫َّ ْ َ َّ َ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ‬
‫النة ل تدخلها‬ ‫تعاىل أن يدخلين اجلنــة‪ ،‬فقال‪« :‬يا أم فــا ٍن‪ ،‬إِن‬
‫َ َ َ َ ْ ُ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ُ ٌ‬ ‫َ ُ ٌ َ َّ ْ َ ْ‬
‫ه عجوز‬ ‫عجوز «‪ ،‬ف َولت تب ِك‪ ،‬فقال‪ « :‬أخ ِبوها أنها ل تدخلها و ِ‬
‫َّ َ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫إِن اهلل تعــال يقول‪[ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ]» [الواقعة‪.]38-35:‬‬
‫‪61‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫عن جماهد‪ ،‬قال‪ :‬دخل النبي ‪ H‬عىل عائشة وعندها‬


‫عجوز فقال‪« :‬من هذه؟» قالت‪ :‬إحدى خااليت‪ ،‬قال‪« :‬أما إنه ال‬
‫العجوز من ذلك ما شاء اهلل فقال‬
‫َ‬ ‫يدخــل اجلنة العجز» فدخل‬
‫ً‬
‫النبي ‪« :H‬إنا أنشأناهن خلقا آخر»‪.‬‬
‫[رواه البيهقي يف البعث والنشور]‬

‫قال تعاىل‪[ :‬ﮨﮩ]عر ًبا‪ :‬مجع عروب‪ ،‬وهن املتحببات‬


‫إىل أزواجهن‪.‬‬
‫قــال ابن األعرايب‪ :‬العروب من النســاء املطيعة لزوجها‪،‬‬
‫املتحببة إليه‪.‬‬
‫وقال أبو عبيدة‪( :‬العروب) احلسنة التبعل‪.‬‬
‫وقال املربد‪ :‬هي العاشقة لزوجها‪.‬‬
‫وقولــه‪[ :‬ﮩ]عىل ميالد واحد يف االســتواء‪ ،‬وســن‬
‫واحدة ثــاث وثالثني ســنة‪ ،‬وكانت العــرب متيل إىل من‬
‫جاوزت حد الصبا من النساء وانحطت عن الكرب‪.‬‬
‫صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪62‬‬

‫وقال الســدّ ي‪ :‬أتراب يف األخالق ال تباغض بينهن وال‬


‫حتاسد‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ]‬
‫[النبأ‪ ،]33-31:‬فالكواعب‪ :‬مجع كاعب‪ ،‬وهي الناهد‪.‬‬
‫وقال املفــرون‪ :‬هن املفلكات اللــوايت تكعبت ثدهين‪،‬‬
‫نواهد كالرمان ليست متدلية إىل أسفل‪ ،‬ويمسني نواهد‪.‬‬
‫[البقرة‪.]25:‬‬ ‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ]‬

‫وهن الاليت طهرن مــن احليض والنفاس واألذى والبول‬


‫والغائط والنخام والبصاق واملني والولد‪.‬‬

‫إذا تزوجت المرأة أكثر من مرة فمع من تكون في‬


‫الجنة؟‬
‫الرأي الراجــح ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬أهنا آلخــر أزواجها‪ ،‬ملا‬
‫رواه البيهقي يف (ســنن)‪ :‬أن حذيفة قال لزوجته‪« :‬إن ِ‬
‫شئت‬
‫تكونني معي يف اجلنة فال تزوجــي بعدي‪ ،‬فإن املرأة يف اجلنة‬
‫‪63‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة‬

‫حرم اهلل عىل أزواج النبي‬


‫آلخــر أزواجها يف الدنيا»؛ فلذلك َّ‬
‫‪ H‬أن ينكحن بعده؛ ألهنن أزواجه يف اجلنة‪.‬‬
‫وصح يف احلديث أن معاويــة ‪ ‬خطب أم الدرداء‪،‬‬
‫َّ‬
‫فأبت أن تتزوجه‪ ،‬وقالت‪ :‬ســمعت رسول اهلل ‪H‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ‬
‫يقول‪« :‬الم ْرأة ِل ِخ ِر أز َوا ِجها» ولست أريد بأيب الدرداء بدالً‪.‬‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ ُ ُ ِّ َ َ ْ َ‬
‫ف عنها‬ ‫ويف رواية‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬أيما امرأ ٍة تو‬
‫َْ َ َ‬ ‫ت َب ْع َدهُ َف ِ َ‬
‫َ ْ ُ َ َ َ َ َّ َ ْ‬
‫جها» [رواه البيهقي]‪.‬‬ ‫ه ِل ِ‬
‫خ ِر أزوا ِ‬ ‫زوجها فتوج‬

‫وأمــا يف حديــث أم حبيبة عندما ســألت رســول اهلل‬


‫‪« :H‬يا رســول اهلل‪ ،‬املــرأة يكون هلا الزوجــان يف ادلنيا‪،‬‬
‫ثم يموتون وجيتمعون يف اجلنة‪ ،‬فأليهما تكون؟ فقال رســول اهلل‬
‫ً‬
‫‪ :H‬ألحسنهما خلقا اكن عندها يف ادلنيا»‪.‬‬

‫[فهو حديث ضعيف ضعفه ابن عدي والبخاري]‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‪...‬‬


‫***‬
‫المحتويات‬
‫مقدمة‪3...................................................‬‬
‫صفات املرأة الصاحلة‪3.....................................‬‬
‫الصفة األولى‬
‫صلت الصلوات اخلمس‪3..................................‬‬
‫عقوبات تارك الصالة ‪5...................................‬‬
‫الصفة الثانية‬
‫صومها‪8..................................................‬‬
‫الصفة الثالثة‬
‫وحفظت فرجها‪11........................................‬‬
‫أسباب الوقوع يف الزنا‪29..................................‬‬
‫خطورة التربج‪32..........................................‬‬
‫الصفة الرابعة‬
‫وأطاعت زوجها‪45.......................................‬‬
‫حقوق الزوج‪48..........................................‬‬
‫وصف املؤمنات يف اجلنة‪58................................‬‬

You might also like