Professional Documents
Culture Documents
عرض القضائي بعد التنقيح (1)
عرض القضائي بعد التنقيح (1)
عرض القضائي بعد التنقيح (1)
الفصل األول
وحدة القانون القضائي الخاص
عرض في موضوع:
تحت إشراف
إنجاز الطلبة الباحثين
ذ يوسف حمومي
✓ نسيمة الزاكي
✓ ريحانة يمين
✓ مهدي شراقة
✓ يوسف كعبوش
السنة الجامعية:
2024/2023
بسم هللا الرحمان الرحيم
الئحة المختصرات:
فحكاية المسطرة المدنية تولد من رحم نزاع ينشب بين شخصين أو أكثر تسدل ستارها
بمعية تنفيذ الحكم القضائي الصادر في النزاع وبين اللحظتين تمتد جسور يقضي أحيانا
2
المتقاضون في عبورها شهو ار بل سنوات.
تأسيسا على ذلك يمكن تعريف قانون المسطرة المدنية ،بأنه مجموع القواعد القانونية التي
تنظم اختصاص المحاكم ،والمساطر الواجب احترامها في التقاضي سواء أمام محاكم الموضوع
أو أمام محكمة النقض ،باإلضافة إلى أنها تعنى بتنظيم طرق الطعن ،واألحكام الخاصة بطرق
3
التنفيذ.
وإذا كانت المسطرة المدنية هي النص اإلجرائي العام الذي ينظم إجراءات التقاضي ،فإن
هذا النص ال يطبق بصفة مطلقة على كل اإلجراءات ،وإنما يتم تقييده في العديد من المناسبات
بنصوص إجرائية خاصة لتصبح هذا األخيرة هي النص الحري بالتطبيق ،من هذه النصوص
ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان 28 /1394شتنبر ،1974بالمصادقة 1
على نص قانون المسطرة المدنية المنشور بالجريدة الرسمية عدد 3230بتاريخ .1974/09/30
جواد امهمول ،مجموعة القانون المسطري "الوجيز في قانون المسطرة المدنية" ،دار اآلفاق العربية للنشر 2
وقد استدعت ضرورة الحفاظ على المقاولة التي تعاني من صعوبات تقف حجرة عثرة
أمام تقدمها وازدهارها ،تعطيل نصوص ق م م ،لفائدة هذه المساطر التي تتميز بخصوصية
كبيرة سواء على مستوى رفع الدعوى أو تنفيذ الحكم القضائي ،لكن الممارسة العملية وطبيعة
هذه النصوص التي تعتبر بأنها اقتصادية اجتماعية أكثر من أنها قانونية ،أثبتت أنه يتم الرجوع
في عدة إجراءات إلى القواعد العامة المنظمة في ق م م لذلك أردنا مقاربة هذه الخصوصية
التي تستقل بها مساطر المعالجة ،ونبحث بالموازاة مع ذلك في النصوص المطبقة على هذه
المساطر.
بناء على ما سبق ذكره ،فإن موضوعنا هذا يحظى بأهمية فضلى ،تتمثل في عدة جوانب:
الجانب القانوني :ويتمثل في أننا سنحاول مقارنة قانونين يكاد يجزم الجميع بوجود قطيعة
بينهما ،بالتالي فالغوص في مقتضيات كال القانونيين واستخراج أوجه تأثير وتأثر مساطر
المعالجة ،على مقتضيات قانون المسطرة المدنية ،يعتبر بمثابة دراسة أولية في الموضوع تفتح
الباب على مصرعيه لكل المهتمين بهذا ال نوع من النصوص القانونية ،للبحث في أوجه تأثير
قواعد مساطر صعوبات المقاولة ،على القواعد الواردة في المسطرة المدنية ،كما أنه سيساهم
في توجيه الباحثين إلى الخصوصيات التي تميز بعض المساطر في مجال معالجة المقاولة،
4
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.18.26بتاريخ 2شعبان 19/ 1439أبريل ،2018منشور
بالجريدة الرسمية عدد 6667بتاريخ 6شعبان 23 /1439أبريل ،2018ص .2345
2
وتبيان للمختلف التجاوزات التي يسجلها هذا األخير ضد القواعد العامة الواردة المسطرة
المدنية.
أما من الجانب االقتصادي :ويمكن إبراز هذه األهمية في أن إفراد المشرع المقاولة
بنصوص خاصة لمعالجة الصعوبات التي قد تواجهها فيه حماية للنظام العام االقتصادي
باعتبار المقاولة هي الخلية األساسية للنشاط االقتصادي ،فالحفاظ على المقاولة استلزم من
المشرع كسر مجموعة من القواعد القانونية الواردة في ق م م.
وإذا كان المنطق في المنهجية القانونية يقتضي أن يكون لكل موضوع إشكالية يستمد منها
جديته ،فإن هذا الموضوع يعالج حدود استقالل مساطر معالجة صعوبات المقاولة عن قانون
المسطرة المدنية ،ومدى سمو المسطرة المدنية كنص إجرائي عام على كل النصوص اإلجرائية
الخاصة؛ لنجيب عن سؤال تبادر في أذهان كل من حاول الربط بين القانونيين يتمثل في :هل
تنظيم المشرع المغربي لمساطر معالجة صعوبات المقاولة كان شامال لكل أطوار الدعوى؟ أم
يتم الرجوع بين الفينة واألخرى للمسطرة المدنية؟ ثم إذا اعتبرنا أن كال القانونيين هما مسرطيين
فهل يمكن القول بوجود مساطر معالجة تتميز بخصوصية معينة عن نظيرتها الواردة في م م؟
لإلجابة على هذه التساؤالت ،اعتمدنا على منهج مقارن ،عرضنا من خالله أوجه التشابه
واالختالف بين مساطر صعوبات المقاولة ،والقواعد الواردة في المسطرة المدنية ،إضافة إلى
المنهج االستقرائي حيث عرضنا جملة من اإلجراءات ترد في كال القانونين لنخلص في األخير
إلى نتيجة معينة.
قبل اإلعالن على التقسيم ،نشير إلى أن موضوعنا هذا ال يتضمن إال جزءا من النقط التي
تلتقي فيها قانون المسطرة المدنية ،بمساطر معالجة صعوبات المقاولة ،وهي تلك التي أسعفنا
الوقت في االطالع عليها.
3
وعليه لم يتبقى إال اإلعالن على التقسيم المعتمد وهو كالتالي:
الفرع األول :مساطر معالجة صعوبات المقاولة وقواعد المسطرة المدنية بين الخضوع
والتمرد
4
الفرع األول :قانون المسطرة المدنية ومساطر معالجة صعوبات
المقاولة بين التمرد والخضوع
قانون المسطرة المدنية يشكل الشريعة العامة إلجراءات التقاضي ،بحيث يعتبر القانون
اإلجرائي العام الواجب إتباعه عند االلتجاء إلى القض ا اااء و عند الفص ا اال في المنازعات طالما
ال يوجااد قااانون إجرائي خاااص ،أو حتى في حااالااة وجود نقص في النص اإلجرائي الخاااص
المتمثل لدينا في مس ا ا ا اااطر ص ا ا ا ااعوبة المقاولة ،ومص ا ا ا ااب هذا الكالم هو أن ق م م في النص
الواجب التطبيق على إجراءات م م ص م متى بقي إجراء معين دون تنظيم ،لذلك نخصااص
الجزء األول من هذا المحور للحديث على مختلف اإلجراءات المتبعة في مسا ا ا اااطر صا ا ا ااعوبة
المقااولاة والتي تخضا ا ا ا ا ا ااع لقواعاد ق م م لعادم تنظيمهاا في النص اإلجرائي األول ،كماا أنناا إذا
انطلقا من مس ا ا ا ا ااألة أن المقاولة تعتبر من النظام االقتص ا ا ا ا ااادي العام ،فإن الحفاظ عليها كلف
المشرع ضرورة التمرد على القواعد اإلجرائية العامة المنظمة في ق م م وذلك من خالل خرق
وتعطيل مجموعة من نصااوصااها سااعيا لتحقيق أهداف اقتصااادية عامة ،وهو ما ننوي مناقشااته
في الجزء الثاني من هذا الفرع.
في حالة غياب نص ينظم إجراء معين في مسا ا اااطر معالجة صا ا ااعوبات المقاولة ،فإنه
يتم الرجوع لقواعد المس ا ا ااطرة المدنية لتغطية النقص وإض ا ا اافاء ص ا ا اافة الش ا ا اارعية على اإلجراء،
وتوجد حاالت عديدة أفسا ا ااح فيها واضا ا ااع مسا ا اااطر معالجة صا ا ااعوبات المقاولة المجال للرجوع
لمقتضايات ق م م ،ساواء كان ذلك بموجب إحالة ( ،)1أو حساب ما تقتضايه القواعد اإلجرائية
العامة (.)2
س اانعالج هذه الجزئية من خالل الحديث عن إجراءات الحجز العقاري ،اث ،ثم إجراءات
رفع الدعوى ،بث ،وأخي ار التبليغ ،جث.
5
ا -الحجز العقاري
نظم المشارع أحكام تحقيق أصاول المقاولة الخاضاعة لمساطرة التصافية القضاائية في المواد
من 654إلى 662من القاانون رقم ،17.73اسا ا ا ا ا ا ااتهلهاا ببيع العقاارات في الماادة 654من
القاانون الماذكور ،قاد أحاال فيهاا على مقتضا ا ا ا ا ا اياات ق م م في البااب المتعلق باإجراءات الحجز
5
العقاري.
وعليه فإن إجراءات بيع العقار المملوك للمقاولة موض ا ااوع التص ا اافية ،تتم وفق مقتض ا اايات
الفصا ا اال 469وما يليه من ق م م المتعلقة بالحجز العقاري ،تحت مراقبة القاضا ا ااي المنتدب،
الذي يعود له تحديد الثمن االفتتاحي للمزايدة ،6والشااروط األساااسااية للبيع وكذا تحديد شااكليات
اإلشا ااهار ،وذلك بعد االسا ااتماع لرئيل المقاولة والسا اانديك أو اسا ااتدعائهما بطريقة قانونية ،مع
7
االستماع للمراقبين تحت طائلة بطالن إجراءات البيع العقاري.
نش ااير إلى أن في حال س اابق ألحد الدائنين أن باش اار إجراءات التنفيذ الجبري ،وتم وقفها
بموجب قاعدة وقف المتابعات الفردية المنصا ا ااوص عليها في المادة 686من م ت ،فإن هذه
اإلجراءات يمكن أن يكملها السا ا ا اانديك ،وهنا يحل هذا األخير محل الدائن الحاجز في سا ا ا ااائر
حقوقه ،وفي اإلجراءات التي س ا ا اابق له أن بدأها ،والتي تعتبر منجزة لحس ا ا اااب الس ا ا اانديك الذي
8
يكمل اإلجراءات عند المرحلة التي تم توقيف المدين فيها لمقتضى الحكم بفتح المسطرة.
جاء في الفقرة األولى من المادة 654أنه" :يتم بيع العقار وفق الطرق الواردة في باب الحجز العقاري 5
محمد كرام ،مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي في ضوء القانون رقم ،17.73الجزء األول، 7
6
ب -إجراءات فتح مسطرة المعالجة
تخضاع إجراءات فتح مسااطر المعالجة -التساوية والتصافية القضاائية ،واإلنقاذ لإلجراءات
والقواعد العامة الواردة في ق م م ،حيث إن المشا ا ا ا ا اارع المغربي لم يقيد الدائن الذي يقدم طلب
فتح مس ا ااطرة المعالجة بأية ش ا ااكليات خاص ا ااة تقليال من حاالت بطالن الدعوى ،بهذا يخض ا ااع
الطلب المقدم من قبل الدائن للش ااروط الش ااكلية العامة التي تطلبها المش اارع في جميع الدعاوى
المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في ق م م 9وذلك بإحالة صا ا ا ا ا ا اريحة من المادة 19من القانون المحدث
للمحاكم التجارية.10
وبناء على ذلك ،يتوقف قبول الدعوى ش ااكال على التوفر على مجموعة من الش ااروط التي
كاان الهادف من التنصا ا ا ا ا ا اايص عليهاا التقليص من الادعااوى الكيادياة التي يحرك خيوطهاا الحقاد
والضغينة.11
وعليه فبخصااوص الشااروط الواجب توفرها في الدائن باعتباره متقاضاايا ،تتمثل أساااسااا في
شرطي األهلية والمصلحة والصفة حسب الفصل الثالث من ق م م.
وبالنس ا ا ا ا اابة للش ا ا ا ا ااروط الواجب توفرها في المقال الذي يقدمه الدائن لفتح إحدى مس ا ا ا ا اااطر
المعالجة ،فإنه يجب أن يكون مكتوبا ،وأن يتضا ا ا اامن مجموعة من البيانات جرى التنصا ا ا اايص
عليها في الفصل 32من ق م م ،ومن العيوب الشكلية الشائعة التي يمكن يسقط فيها الدائن،
هي رفع الدعوى في مواجهة الشريك أو المساهم باعتباره مسي ار للشركة -أي بصفته كشريك-
الدائن وحماية المصلحة العامة االقتصادية "مساطر صعوبات المقاولة نموذجا"،بدون ذكر اسم صاحب 9
المقال ،بتاريخ 2020/3/28مقال منشور على الرابط التالي https://2u.pw/jP2iQlQ :تم االطالع
عليه بتاريخ ،2024/03/05 :على الساعة.16:31 :
10
جاء في الفقرة الثانية من المادة 19ما يلي "تطبق أمام المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية
القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف ذلك.
11
جواد امهمول ،م س ،ص.49
7
إذ يجب أن يقدم دعواه في مواجهة الشااركة في شااخص ممثلها 12
وتقضااي بعدم قبول الدعوى،
13
القانوني باعتبارها مستقلة عن الشركاء المكونين لها عن طريق شخصيتها المعنوية.
تنص الماادة 657من م ت على ماا يلي " :يمكن للسا ا ا ا ا ا انادياك ،بترخيص من القااضا ا ا ا ا ا ااي
المنتدب ورئيل المقاولة الذي يتم االسا ا ااتماع اليه بعد اسا ا ااتدعائه قانونيا ،"...كما تنص المادة
638على أن االستدعاء يتم بشكل قانوني.
وإذا كان تبليغ االسا ا ا ا ا ااتدعاء ،تم تنظيمه في الفصا ا ا ا ا ااول 38/37/36من ق م م ،فإنه يتم
اسا ا ا ااتدعاء رئيل المقاولة للمثول أمام رئيل المحكمة التجارية ،واسا ا ا ااتدعاء الدائنين كذلك عن
طريق إحدى طرق التبليغ المحددة في هذه الفص ا ااول ،14حيث يمكن التبليغ بواس ا ااطة المفوض
القضا ااائي ،أو بواسا ااطة أعوان كتابة الضا اابط ،أو بواسا ااطة أعوان السا االطة اإلدارية ،التبليغ عن
طريق البريد المضمون مع اإلشعار بالتوصل....
12
في هذه الحالة التي يواجه طلب الدائن بعدم القبول فإن ذلك بمثابة إنذار للمحكمة بحصول صعوبات
داخل المقاولة المراد مقاضاتها ومن يمكن للمحكمة أن تقضي تلقائيا بفتح إحدى مساطر المعالجة حسب
وضعية المقاولة كلما توفرت باقي الشروط في هذه الحالة التي يواجه طلب الدائن بعدم القبول فإن ذلك
بمثابة إنذار للمحكمة بحصول صعوبات داخل المقاولة المراد مقاضاتها ومن يمكن للمحكمة أن تقضي
تلقائيا بفتح إحدى مساطر المعالجة حسب وضعية المقاولة كلما توفرت باقي الشروط.
13
فالشركة بعد اكتسابها للشخصية المعنوية فإنها تكتسب حق التقاضي ويمكن للغير كذلك مقاضاتها في
شخص ممثلها القانوني ،راجع في ذلك فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد ،الجزء الثاني ،الشركات
التجارية ،مطبعة األمنية ،الطبعة الرابعة ،الرباط ،2012 ،ص 61وعبد الرحيم شميعة ،الشركات التجارية
في ضوء آخر التعديالت ،مطبعة سلجماسة ،س ،2017ص .56
14
جاء في الفصل :37يوجه االستدعاء بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط ،أو أحد األعوان القضائيين ،أو
عن طريق البريد برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو بالطريقة اإلدارية.
8
ومن الناحية العملية ،فإنه غالبا ما يتم التبليغ بواساطة المفوض القضاائي ألن هذا األخير
غالبا ما يتلقى تكوين بخصوص التبليغ.
رغم كون أن م م ص م هي نص إجرائي وأن اإلجراءات تحكمها الشا ا اارعية اإلجرائية ،إال
أن هاذا النص لم ينظم جميع أطوار الادعوى من تقاديم المقاال االفتتااحي إلى حين ص ا ا ا ا ا ا اادور
الحكم وإنماا يتم الرجوع في العادياد من اإلجراءات إلى النص اإلجرائي األم ،ونشا ا ا ا ا ا ااير إلى أن
هذه الحالة هي األكثر شايوعا من ساابقتها ،على اعتبار أن حاالت اإلحالة إلى ق م م ضائيلة
جدا.
الخبرة هي إ جراء من إجراءات التحقيق يتم االسا ا ا ا ا ا ااتع ااان ااة فيه ااا بتقني ،من خالل ااه يتمكن
القااضا ا ا ا ا ا ااي من الوصا ا ا ا ا ا ااول الى اثباات واقعاة يادعيهاا أحاد الخصا ا ا ا ا ا ااوم او ينفيهاا ،وفيماا يتعلق
بإجراءاتها ،نجد الفقرة الثانية من المادة 563من م ت ،التي جاء فيها أنه" :يمكن للمحكمة،
قبل البت ،الحص ا ا ا ا ااول على المعلوما ت الخاص ا ا ا ا ااة بالحالة المالية واالقتص ا ا ا ا ااادية واالجتماعية
للمقاولة ،ويمكن لها عند االقتضا ا ا اااء االسا ا ا ااتعانة بخبير" ،كما نصا ا ا اات المادة 582على نفل
المقتضاى ،حيث أن تحديد المساطرة المالئمة لوضاعية المقاولة يتوقف في الكثير من الحاالت
على تقرير الخبير ،وفي هذه الحالة تخضا ااع إجراءات االسا ااتعانة بخبير للوصا ااول للوضا ااعية
الحقيقية للمقاولة إلى النص ا ا ا ا ااوص المنظمة للخبرة كوس ا ا ا ا اايلة من وس ا ا ا ا ااائل التحقيق الواردة في
نصوص ق م م.
ولقد عالج المشا ا ا اارع المغربي الخبرة في الفصا ا ا ااول من 59الى 66من ق م م ،حيث يتم
تعيين الخبير من طرف القاضا ااي المقرر إما بشا ااكل تلقائي كما يتم غالبا في م ص م أو بناء
على طل ااب أح ااد أطراف ال اادعوى ،وال يمكن اختي ااار الخبير إال من ضا ا ا ا ا ا اامن الئح ااة الخبراء
المس ا ااجلين ض ا اامن الئحة الخبراء القض ا ااائيين التابعين للمحكمة التي تنظر في النزاع ،كما أنه
9
يمكن تعيين خبير من خارج الالئحة إذا اقتضاات الضاارورة ذلك ،ويجب على هذا األخير أداء
15
اليمين قبل مباشرته لمهامه تحت طائلة بطالن اإلجراء الذي تم إنجازه.
رغم أن م م ص م تنفرد بش ا ااكليات معينة كما س ا اايأتي ذكره ،إال أن األحكام الص ا ااادرة في
إطارها تحكمها نفل القواعد التي تحكم األحكام القضاائية عامة ،وبالتالي فاألحكام التي تكون
في هيئة جماعية تص ا ا ا ا ا اادر بعد المداولة ،كما يجب أن يعنون الحكم بعبارة "باس ا ا ا ا ا اام الجاللة،
16
المملكة مغربية".
حيث يترتب على ذلك بطالن المقرر القضا ااائي ،إضا ااافة إلى وجوب تحديد المحكمة التي
أصا ا ا اادرته ،والهيئة القضا ا ا ااائية وكاتب الضا ا ا اابط ...وإدراج الوقائع لكي تتمكن المحكمة األعلى
درجة من مراقبة هذا الحكم ،كما يجب أن يكون المقرر القض ا ا ا ااائي معلال تعليال كافيا ،حيث
أن غياب هذا العنص اار يعتبر من أس ااباب الطعن بالنقض ،17إض ااافة إلى منطوق الحكم الذي
تح اادد في ااه المحكم ااة موقفه ااا ،ويتم ذكر ت اااريخ الحكم والتوقيع علي ااه من طرف رئيل الهيئ ااة
القض ا ا ا ا ااائية وكاتب الض ا ا ا ا اابط ،ثم يتم تحرير الحكم من طرف كاتب الض ا ا ا ا اابط الذي حض ا ا ا ا اار
18
الجلسة.
تعتبر م م ص م من النظام االقتصااادي العام ،حيت ال تعتبر ملكا لألطراف فقط بل هي
ملك للمص ا االحة العامة االقتص ا ااادية واالجتماعية ،وبالتالي نجد أن المش ا اارع بمقتض ا ااى القانون
المنظم لهذه األخيرة خرج عن األص ا اال في المبادئ العامة ،وهو ما س ا ااتتطرق إليه عبر بعض
15للمزيد من المعلومات نحيلكم على المرجع :حنان السعيدي ،قانون المسطرة المدنية ،مطبعة وراقة زاكيوي
إخوان ،القنيطرة ،ط .2021
16
الفصل 50من ق م م.
17
الفصل 359من ق م م.
18
جواد امهمول ،م س ص.128
10
الركائز األسا ا ا اااسا ا ا ااية في القواعد االجرائية المهمة التي خرج عنها المشا ا ا اارع كطريقة ممارسا ا ا ااة
الدعوى القضائية ( ،)1ونظام التنفيذ المعجل (.)2
إن حق التقاض ا ااي هو حق مكفول ألي ش ا ااخص ،حيت يمكن له اللجوء إلى القض ا اااء من
أجل المطالبة بحقه متى توافرت فيه الش ا ااروط الموض ا ااوعية والش ا ااروط الش ا ااكلية ،هاته األخيرة
منصاوص عليها بمقتضاى قوعد إجرائية في ق م م ،إال أن القانون رقم 73.17المتعلق ب م
م ص م خرج عن هذه القواعد بنصاوص خاصاة قيدت بعض النصاوص العامة وهو ما ساوف
نتطرق إليه بالحديث أوال عن الشا ااروط العامة للتقاضا ااي على مسا ااتوى المسا ااطرة المدنية،أث تم
إجراءات إفتتاح مساطر صعوبات المقاولة،بث
المشاارع إشااترط مجموعة من الشااروط األساااسااية لممارسااة حق التقاضااي تتمثل أساااسااا في
الصفة ،األهلية ،والمصلحة.
أمااا من الناااحيااة الشا ا ا ا ا ا ااكليااة للاادعوى أمااام المحكمااة فبااالرجوع إلى المااادة 13من القااانون
فاإنهاا تنص على أناه ترفع الادعوى أماام المحكماة التجاارياة بمقاال 19
المحادث للمحااكم التجاارياة
20
مكتوب يوقعه محام مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب.
تغير مفهوم الادعوى في ظال قاانون مسا ا ا ا ا ا اااطر صا ا ا ا ا ا ااعوباات المقااولاة من المفهوم التقليادي
المرتبط أسا ا اااسا ا ااا بوجود ادعاء صا ا ااادر من المدعي ضا ا ااد المدعى عليه ،إلى مفهوم تشا ا اااركي
القانون رقم ،53.95الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ،1.97.65في 4شوال 12،1417فبراير 19
1997ث ،الجريدة الرسمية عدد 4482بتاريخ 8محرم 15، 1418ماي 1997ث ص.1141
المادة 13من القانون 53.95المحدث للمحاكم التجارية 20
11
حديث يجعل كل األطراف بمثابة مشا اااركين في البحث عن سا اابل تهدف إلى تسا ااوية وضا ااعية
21
المقاولة.
حيث إذا كانت القاعدة العامة السا ا ااائدة في ق م م تجعل البت في القضا ا ااايا يتوقف مبدئيا
على طلب أو دعوى يرفعها أحد أطراف النزاع ،فإن نظام مسا ا ا اااطر صا ا ا ااعوبات المقاولة كرس
إجراء اساتثنائيا وغير مألوف حيث إنه خول للمحكمة التجارية وضاع يدها تلقائيا على مساطرة
المعالجة ،وهو نفل األمر الذي كان معموال به في ظل قانون اإلفالس المؤرخ في 12غشت
1913و نجده أيضا ااا في التش ا اريع الفرنسا ااي ،وبالتالي تفتح المسا ااطرة القضا ااائية في مواجهة
المقاولة ،دون أن يكون رئيس ااها قد تقدم بمقال افتتاحي لرفعها ،وهنا تم تغييب ش اارطي الص اافة
والمص ا االحة في المتقاض ا ااي لفائدة المص ا االحة االقتص ا ااادية العامة المتمثلة في حماية المقاولة،
خاصا اة أن هذه الص ااالحية تمكن المحكمة التجارية في تفادي الخلل الذي يمكن أن ينجم عن
إهمال المقاول المدين التصا ا اريح ش ا ااخص ا اايا بحالة التوقف عن الدفع التي وص ا اال إليها ،و كذا
22
تقاعل الدائنين عن ممارسة هذا الحق.
وتكمن فلسا اافة المشا اارع بتبني افتتاح المسا ااطرة تلقائيا من طرف القضا اااء ومنحه دو ار تدخليا
يتجسا ا ا ا ااد عبر سا ا ا ا االطة المالئمة لما بلغ إلى علمه أو ما أثير أمامه من معطيات تخول له أن
يتفتح المس ا ا ااطرة دون انتظار أي جهة أخرى ،حيث بمجرد أن يص ا ا اال إلى علم أحد أفراد هيئة
المحكماة باأن إحادى المقااوالت تسا ا ا ا ا ا ااير بطريقاة غير عاادياة مماا يهادد مص ا ا ا ا ا ا ااالح الادائنين أو
المصالحة العامة ،يمكنها أن تقضاي بالبدء في إجراءات فتح إحدى مسااطر المعالجة ،وهو ما
يعتبر خروجاا عن القواعاد العااماة المتمثلاة في أن القااضا ا ا ا ا ا ااي ال يقضا ا ا ا ا ا ااي بعلماه الخااص أو
الشخصي.
يوسف حنان -سعد بهتي ،األجل في مساطر التسوية القضائية على ضوء القانون ،73.17الطبعة 21
12
ونظ ار إلى كون افتتاح مس ا ا ااطرة المعالجة يكون تلقائيا من طرف القض ا ا اااء فإن البعض
يرى أن في هااذا المقتضا ا ا ا ا ا ااى تهاادياادا لمختلف الحقوق التي يتمتع بهااا الماادين في ظاال قواعااد
القانون المدني أو العقاري كحق الملكية ،والحرية التعاقدية وغيرها من المكتسا ا ا ا ا ا اابات والمراكز
القانونية ،وقد أورد المشارع المغربي ضامانات هامة من أجل صايانة حقوق الدفاع ،حيث نص
على أن المحكمة ال تبت بش ا ااأن فتح المس ا ااطرة إال بعد اس ا ااتماعها لرئيل المقاولة واس ا ااتدعائه
قانونيا للمثول أمام غرفة المشاورة ،كما يمكنها أن تطلب من كل شاخص من ذوي الخبرة إبداء
23
رأيه في الموضوع.
وإذا كانت الفصا اال الثالث من ق م م ينص على أنه يتعين على القاضا ااي أن يبت في
حدود طلبات األطراف ،وال يمكنه أن يغير تلقائيا موض ا ا ااوع أو س ا ا اابب هذه الدعوى ،فإنه على
العكل من ذلك يتمتع القاض ا ا ااي في م م ص م بس ا ا االطات واس ا ا ااعة ،في تحديد المس ا ا ااطرة التي
سا ا ا ااتخضا ا ا ااع لها المقاولة موضا ا ا ااوع المعالجة وال حق لألطراف في الطعن في هذا القرار ،ألن
العبرة ليسا اان بالمسا ااطرة التي طلبها رئيل المقاولة في مقاله االفتتاحي وإنما بوضا ااعية المقاولة
التي تعتبر المحدد الوحيد للمسا ااطرة الواجبة االتباع حيث يمكن أن يطلب المدين فتح مسا ااطرة
اإلنقاذ لمعالجة الصا ااعوبات التي تمر منها مقاولته ،فيقضا ااي القاضا ااي بفتح مسا ااطرة التصا اافية
القضائية الختالل وضعية المقاولة بشكل ال رجعة فيه.
أخض ا ااع المش ا اارع المغربي األحكام و األوامر الص ا ااادرة في مس ا اااطر االنقاذ و التس ا ااوية
والتصاافية القضااائية إلى إمكانية الطعن كما ساايأتي ذكره ،كما أنه لتحقيق الساارعة والعتبار أن
عنصا ا اار الزمن هو عنصا ا اار جوهري في حياة المقاولة ،عمل المشا ا اارع على إقرار نظام التنفيذ
المعجل في األحكام الصااادرة في نظام القانون المتعلق بمساااطر صااعوبات المقاولة وهو نظام
فعال يتناس ا ااب مع خص ا ااوص ا ااية التجارة بش ا ااكل عام والمقاولة بش ا ااكل خاص ،وهو بدوره منظم
مسا ا ا ا ا ا اطرياا في قواعاد ق م م إال أن االختالف بينهم هو أن القاانون 73.17قاد خاالف القواعاد
23
محمد قدار ،م س ،ص .302-301
13
العامة حيت اعتبر أن التنفيذ المعجل بقوة القانون هو االصا ا ا ا ا اال واالسا ا ا ا ا ااتثناء جعله في حدود
ضيقة.
النفاذ المعجل هو إما بقوة القانون وإما قض ا ا ااائي ،والنفاذ المعجل القض ا ا ااائي هو التنفيذ
المعجال للحكم الفااصا ا ا ا ا ا اال في النزاع حياث يمكن أن يكون إلزامي كماا يمكن أن يكون اختيااري
والنفااد المعجال االختيااري هو مكناة خولهاا المشا ا ا ا ا ا اارع للقااضا ا ا ا ا ا ااي يمكن أن ياأمر بهاا في حكم
قضائي معلل بناء لما خول له المشرع من سلطته تقديرية.
والنفاذ المعجل القضا ا ا ا ا ا ااائي اإللزامي هو ما نص عليه المشا ا ا ا ا ا اارع في الفقرة األولى من
الفص ا ا ا ا ا ا اال 147من ق م م الاادي ينص على أنااه" :يؤمر بااالتنفيااذ المعجاال رغم التعرض أو
االس ا ا ااتئناف دون كفالة إذا كان هناك س ا ا ااند رس ا ا اامي أو تعهد معترف به أو حكم س ا ا ااابق غير
مستأنف."...
أما النفاذ المعجل القانوني هو كذلك يس ااتمد حكمه من نص القانون إال أنه نفاذ حتمي
ال يخول للقاضا ااي أي سا االطة في فرضا ااه من عدمه ،وهي حاالت محددة بنصا ااوص خاصا ااة،
والتي ستجدونها في الملحق الخاص بالعرض.
سا ا ا ا ا ا اان المشا ا ا ا ا ا اارع المغربي نظااام التنفيااذ المعجاال بقوة القااانون وذلااك لتحقيق الثبااات
واالسا ا ااتقرار لألحكام الصا ا ااادرة في إطار القانون ،73.17حيث أن األصا ا اال في هذه األحكام
أنها تكون مشامولة بالنفاذ المعجل ،وذلك باساتثناء األحكام والمقررات القاضاية بساقوط األهلية
في حين بااالرجوع إلى ق م م نجااد أن هااذا النفاااذ المعجاال مااا هو إال 24
والعقوبااات الزجريااة،
24
محمد قدار ،مرجع سابق ،ص.309
14
اساتثناء جرى التنصايص عليه بنصاوص خاصاة ،حيث إن األصال هو أن الحكم القضاائي ال
ينفذ إال بعد حيازته لقوة األمر المقضي به.
ويتميز التنفياذ المعجال في إطاار القاانون ،73.17باأناه يمكن السا ا ا ا ا ا انادياك والقااضا ا ا ا ا ا ااي
المنتدب من البدء في إجراءات إعداد الحل وتش ا ا ا ا ااخيص وض ا ا ا ا ااعية المقاولة ،حيث إن انتظار
الحكم إلى غااايااة مرور أجاال الطعن ،فيااه مخاااطرة بااالمقاااولااة ككاال ،كمااا أن الماادين ينفااذ في
مواجهته الحكم حتى في الحالة التي ال يطلب هو فتح مس ا ا ا ا ا ااطرة المعالجة وهو ما تقتض ا ا ا ا ا اايه
المص ا االحة االقتص ا ااادية العامة ،وبخالف ما هو مقرر في القواعد العامة حيث يتحمل الطرف
الذي يسا ا ا ااتفيد من التنفيذ المعجل مسا ا ا ااؤولية هذا التنفيذ ،فإن الحكم الصا ا ا ااادر بفتح المسا ا ا ااطرة
25
والمشمول بالنفاذ المعجل تتولى األجهزة التي يعينها الحكم ذاته.
إال أناه تفاادياا للمشا ا ا ا ا ا اااكال التي قاد تنجم عن تطبيق قااعادة النفااذ المعجال بقوة القاانون في
حالة الحكم بالتص اافية القض ااائية أو بالتفويت الكلي ،حيث إن اس ااتئنافه بمحكمة االس ااتئناف قد
يترتب عنه ض ا ااياع الحقوق في حالة ما قض ا ااى القرار االس ا ااتئنافي بإلغاء الحكم االبتدائي مما
ينتج عناه إلزامياة إرجااع الحاالاة إلى ماا كاانات علياه ،فقاد تم الترخيص بموجاب الفقرة الثاانياة من
المادة 761من م ت بتقديم طلبات إيقاف النفاذ المعجل بمقال مسااتقل للدعوى األصاالية أمام
نفل الجهة التي تنظر في االساتئناف ويتعين على محكمة االساتئناف البت في غرفة المشاورة
داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديم الطلب.
25
يوسف حنان -سعد بهتي ،مرجع سابق ،ص .40
15
بعدا أن ننتقل للحديث في الشق الثاني عن الطعن الذي يتميز كذلك بخصوصية في م م ص
م وتبليغ األحكام القضائية التي يكون وفقا مسطرة خاصة في م م ص م.
إن م م ص م باعتبارها نص من النص ااوص اإلجرائية الخاص ااة ،فهي تتش ااارك مع ق م م
في العديد من اإلجراءات من حيث التسامية كما الحال في مساطرتي الصالح والمصاالحة (،)1
إضافة إلى مساطر أخرى ال يتم العمل بها في م م ص م ()2
فهذه األخيرة هي آلية وض ا ا ا ا ا ااعها المش ا ا ا ا ا اارع لتجاوز المقاولة الص ا ا ا ا ا ااعوبات االقتص ا ا ا ا ا ااادية
واالجتماعية والمالية التي تعاني منها ،تفتح في إطار الوقاية الخارجية ،بمسا ا ا ا اااعدة من رئيل
المحكمة التجارية المختصاة ،وبتعاون مع دائنيها ،27ومساطرة المصاالحة هنا يقوم بها مصاالح
يعينه رئيل المحكمة التجارية المختصا ااة وتتحدد مهمته في التفاوض مع الدائنين إلبرام اتفاق
المص ا ا ا ا ااالحة من أجل منح المقاولة مهلة يس ا ا ا ا ااتطيع فيها معالجة ص ا ا ا ا ااعوباتها وتكون مدة هذه
المصالحة ثالث أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من هذا األخير.
26
الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12، 1331أغسطل 1913ث.
27
محمد كرام ،م س ،ص .37
16
وذلك على عكل ق م م التي تبقى فيها هذه المهمة من اختصا ا ا ا ا ا اااص المحكمة ،28حياث
يتم ذ لك بموافقة الطرفين المدعي والمدعى عليه ويثبت االتفاق بمحض ا ا ا اار أو أمر يض ا ا ا ااع حد
للن ازع ااات وينف اذ بقوة الق ااانون ،وال يقب اال اي طعن ،أم ااا إذا تع ااذر تحقيق الصا ا ا ا ا ا االح الختالف
االطراف أو لعدم حضااور أحدهم أو ممثل عنه في قضااايا حوادث الشااغل واالمراض المهنية،
فإن القاضااي يحرر محض ا ار بعدم الصاالح ويبت في القضااية حاال أو يؤخرها الى جلسااة أخرى
وإذا تخلف المدعي عن الحض ااور أو لم يقدم عذ ار مقبوال ش ااطب على القض ااية ،أما إذا تخلف
المدعى عليه يبت القاضااي أو الهيئة بحكم غيابي أو بمثابة حضااوري حسااب األحوال ،ونفل
األمر إذا كان النزاع يرجع إلى تعويض ا ا ااات أو معاش ا ا ااات فيتم ذلك بأمر يتض ا ا اامن بيان جميع
العناص ا ا اار المس ا ا ااتعملة لتقدير التعويض ا ا ااات وإن إثبات االتفاق بمحض ا ا اار أو أمر يض ا ا ااع حدا
29
للنزاعات وينفذ بقوة القانون وال يقبل اي طعن.
وإذا كانت فترة المصااالحة تكون محددة فإنه على خالف ذلك فالصاالح في إطار ق م م
يتم أثناء الجلسا ااة أو بعد جلسا ااة أخرى ،كما أنه في حالة إذا تبين للمصا ااالح أو رئيل المقاولة
أن الوقف المؤقت لإلجراءات من شا ا ا ااأنه تسا ا ا ااهيل إبرام اتفاق مع الدائنين ،يعرض األمر على
رئيل المحكمة الذي يستمع بدوره للدائنين الرئيسيين من أجل أن يصدر أمر يحدد مدة الوقف
في أجال ال يتعادى مادة قياام المص ا ا ا ا ا ا ااالح بمهمتاه حياث يوقف هاذا األمر أو يمنع كال دعوى
قض ا ا ا ا ا ااائية وبعد إبرام االتفاق مع الدائنين يص ا ا ا ا ا ااادق عليه رئيل المحكمة تم يودع لدى كتابه
الضا ا ا اابط ،ويمنح للمدينين أجال لألداء وفق النصا ا ا ااوص الجاري بها العمل فيما يخص الديون
30
التي يشملها االتفاق.
أما فيما يخص الديون التي لم يشاملها االتفاق يتم إخبار الدائنين الغير مشامولين باالتفاق
والمعنيين باااآلجااال الجاادياادة ،كمااا يثباات هااذا االتفاااق بين رئيل المقاااولااة والاادائنين في محرر
يوقعه االطراف والمصالح فقط.31
28
الفصل 277من ق م م.
29
الفصل 279من ق م م.
المادة 555من القانون 73.17المتعلق ب م م ص م. 30
17
وعليه فبعد اسا ا ا ا ا ااتعراض أبرز االختالفات بين الصا ا ا ا ا االح المنظم في ق م م والمصا ا ا ا ا ااالحة
المنصوص عليها في م م ص م ،يتضح لنا أن الهدف من الصلح هو فض النزاع ووضع حد
له عن طريق حصااول كل طرف على حقوقه بشااكل ودي ،أما الهدف من المصااالحة فيتجسااد
في التوصا ا ا ا ا ا اال إلى إبرام اتفااق مع الادائنين من أجال تمادياد أجال وفااء المقااولاة باديونهاا الواجاب
عليه لفائدتهم ،وتستطيع بالنتيجة تسوية صعوباتها قبل وصولها لمرحلة التوقف عن الدفع.
الحجز هو وض ا ا ا ااع المال تحت يد القض ا ا ا اااء س ا ا ا اواء كان هذا المال عقا ار أم منقوال ،وذلك
بقص ااد منع ص اااحبه من التص اارف فيه تص اارفا يض اار بحقوق من أوقع الحجز عليه ،32حيث
تتجلى الغاية األس اااس ااية من مؤس اس ااة الحجز من خالل توفير الحماية القانونية للدائنين ،وذلك
بغل يد المدين من التصا ا ا ا اارف في ممتلكاته الواقع عليها الحجز ،حماية للضا ا ا ا اامان العام طبقا
للفصا ا ا ا ا ا اال 1241من ظهير االلت ازماات والعقود الاذي جااء فياه" :أموال المادين ضا ا ا ا ا ا اماان عاام
لدائنيه".
وإذا كاانات القااعادة العااماة في الحجز المنظم في ق م م تتحقق بمجرد حلول أجال الوفااء
وعادم األداء،33فاإن األمر في م م ص م يختلف عن ذلاك نظ ار ألهمياة المقااولاة في النسا ا ا ا ا ا اايج
االقتصاادي العام ،ومن أجل إنقاذها وتساوية وضاعيتها فالمشارع منع كل الدائنين من المطالبة
بالحجز على أصول المقاولة.
وتكريس ا ا ااا للطابع الجماعي الذي تتس ا ا اام به م م ص م أخضا ا ا اع المش ا ا اارع حق الدائنين في
ممارسا ا ااة الدعاوى واإلجراءات الكفيلة باسا ا ااتخالصا ا ااهم لديونهم في مواجهة المقاولة الخاضا ا ااعة
لمس ا ا ا ا اااطر المعالجة ،لقاعدة وقف المتابعات الفردية المنص ا ا ا ا ااوص عليها في المادة 686من
32مقال منشور بمجلة المحامية موضي الموسى ،مقال منشور على الرابطhttps://2u.pw/DH518Hs :
تم االطالع عليه بتاريخ 2024/03/07على الساعة.18:52 :
33
أي تحقق واقعة تماطل المدين التي يترتب عنها التحقيق ،وليل خاف عليكم أن التحقيق درجات تتمثل
في الحجز التحفظي ثم الحجز التنفيذي ثم البيع بالمزاد العلني مباشرة.
18
القانون 17.73التي جاء فيها ما يلي" :يوقف حكم فتح المسا ااطرة او يمنع كل دعوة قضا ااائية
يقيمها الدائن اصحاب الديون نشأت قبل الحكم المذكور"...
وهاذا بمثااباة خروج عن المبادأ العاام في اسا ا ا ا ا ا ااتيفااء الاديون العااماة حياث إن الادائن بمجرد
حلول أجل الدين يحق له اس ااتيفاء دينه من المدين حتى ولو اقتض ااى األمر التنفيذ على أموال
المدين التي تعتبر ضمانا عام للدائن.
إن روح القانون 37.17ال تتماش ا ا ا ااى مع وض ا ا ا ااع الحجوز على أص ا ا ا ااول المقاولة المدينة
والخاضا ا ااعة إلحدى مسا ا اااطر صا ا ااعوبات المقاولة ،ألن الهدف األسا ا اامى من القانون أعاله هو
الحفاظ على المقاولة وبالتالي إعطائها ض ا ا ا ا اامانات أكبر لمواجهة الص ا ا ا ا ااعوبات التي تواجهها،
ومن بينها وقف الدعاوى في مواجهتها ،بما فيها الحجز ،ألن الحجر على أصول المقاولة في
هذه الفترة سيفرع الهدف من وراء القانون 73.17من محتواه ،وسيضرب به عرض الحائط.
وكلها عوامل توضا ا ا ا ا ااح لنا جيدا تمرد قواعد القانون 73.17على القواعد العامة تحسا ا ا ا ا اابا
للطابع االقتصادي العام الذي يعتري هذا المجال.
وهاذا الطرح يزكياه القرار الصا ا ا ا ا ا ااادر عن محكماة االسا ا ا ا ا ا ااتئنااف التجاارياة بمراكش ،عادد 274
الصاادر بتاريخ ،03/03/2009الذي جاء فيه" :الغاية من الحجز التحفظي هي منع المدين
من التصرف في أمواله بشكل يضر بدائينيه وتحويل الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي وعدم
وفاء المدين بالذين ،هذه الغاية تبقى غير ممكنة في حالة فسااخ مسااطرة التسااوية القضااائية في
مواجهة المدين الذي ترص ا ا ا ا ااد أمواله لتنفيذ المخطط في حالة التس ا ا ا ا ااوية القض ا ا ا ا ااائية أو الوفاء
بالديون في حالة التصفية وذلك في إطار مسطرة جماعية.
ال محل في المس اااطر الجماعية إلجراءات التنفيذ الفردية عمال بمقتض اايات الفص اال 653من
م ت.
19
تكون المقاااولااة محقااة في طلااب رفع الحجز التحفظيااة الص ا ا ا ا ا ا ااادرة في مواجهتهااا بعااد تمتيعهااا
34
بمخطط االستم اررية لعدم جدوى بقائها".
في إطار خصاوصاية مسااطر معالجة صاعوبات المقاولة ،نجد أن المشارع خص طرق
الطعن في القانون 73.17بقسام خاص أال وهو القسام الثامن المعنون ب "طرق الطعن" وهو
األمر الذي يدفعنا إلى التفصا اايل في هذه الخصا ااوصا ااية الممنوحة للطعن في م م ص م (،)1
وكذلك خص مسطرة تبليغ األحكام في هذا القانون بأجل خاص وإجراءات خاصة ()2
لم يخض ا ا ا ااع المش ا ا ا اارع المغربي مس ا ا ا اااطر ص ا ا ا ااعوبات المقاولة لجميع طرق الطعن
المنص ا ااوص عليها في ق م م ،وذلك راجع إما لفش ا اال بعض الطرق في التجارب الس ا ااابقة بعد
مسااار طويل من التفعيل ،أو لعدم مالئمة بعضااها مع طبيعة وفلساافة نظام معالجة صااعوبات
المقاولة ،لذا يمكن القول ان المش ا ا اارع في هذا القانون أي القانون 73.17قام بتمحيص دقيق
فاختار طرق طعن لتفعيلها (أ) ،وأخرى لتعطيلها (ب).
من خالل مقتضيات الكتاب الخامل من مدونة التجارة ،يتضح أن المشرع حدد بشكل
دقيق طرق الطعن التي تتالءم طبيعتها مع فلسفة صعوبات المقاولة وهي كالتالي:
34القرار عدد 274الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش ،منشور بمجلة محكمتي
االلكترونية ،تم االطالع عليه بتاريخ ،2024/03/11بتوقيت 21:43منشور على الرابط:
https://acesse.dev/lmQwM
20
االستئناف: ❖
االس ا ا ا ااتئناف هو طريق من طرق الطعن العادية ،وتترتب عن ممارس ا ا ا ااته عرض النزاع
على محكمة أعلى درجة من المحكمة التي سا ا ا ا ا اابق لها البت فيه ،وهي محكمة االسا ا ا ا ا ااتئناف،
وكقاعدة عامة تكون كل االحكام قابلة لالس ا ا ا ا ااتئناف ،ألن الطعن باالس ا ا ا ا ااتئناف هو الوس ا ا ا ا اايلة
األساااسااية التي ترد الحقوق ألصااحابها ،خاصااة أن الفقرة األولى من الفصاال 134من ق م م
تقتض ااي بأن اس ااتعمال الطعن باالس ااتئناف حق في جميع األحوال عدا إذا قرر القانون خالف
35
ذلك.
وخالفا للقواعد العامة للطعن باالس ا ا ااتئناف المنص ا ا ااوص عليها في ق م م ،فقد خص ا ا ااه
المش اارع في ق م م ص م بخص ااوص اايات يتميز بها ،وحتى يتم تحاش ااي أي اض ااطرابات ناتجة
عن الطعون التعس اافية لما من ش ااأنه التأثير الغير س االيم على الس ااير العادي للمس اااطر ،تولت
الماادة 762من م ت تحادياد المقررات القاابلاة للطعن بااالسا ا ا ا ا ا ااتئنااف وكاذا الجهاة المخولاة لهاا
36
الطعن وفق األحكام الموجودة في المادة المعنية.
كما وضااعت أجاال جديدة االسااتئناف االحكام الصااادرة في موضااوع صااعوبات المقاولة
يساري على ساائر األطراف ،وذلك داخل أجل 10أيام ابتداء من تاريخ تبليغ المقرر القضاائي
ماالم يوجاد مقتضا ا ا ا ا ا ااى مخاالف لاذلاك في هاذا القاانون،37خالفاا للقواعاد العااماة التي تحادد أجال
االساتئناف بها في 30يوما ،مراعاة لخصاوصاية صاعوبات المقاولة والسارعة التي تعتبر سامة
من سماتها.
35عبد الكريم طالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية "دراسة في ضوء مستجدات مشروع ،"2018
الطبعة التاسعة ،يناير ،2019ص.248
36
انظر المادة 762من ق .73.17
37
انظر المادة 764من ق .73.17
21
تعرض الغير الخارج عن الخصومة: ❖
يعتبر هذا الطعن من الطعون غير العادية ،التي ال يمكن أن يمارسا ااها إال المتقاضا ااي
الذي لم يكن طرفا في النزاع الذي صا اادر فيه الحكم المطعون فيه ،ويشا ااترط أيضا ااا لقبولها أن
يكون الطاعن قد تكبد ضا ا ا ا اار ار بفعل صا ا ا ا اادور في نزاع لم يكن ممثال فيه ولم يتم اسا ا ا ا ااتدعاؤه،
ويتمكن الغير الاذي مااارس هاذا الطعن من الاادفاااع عن مص ا ا ا ا ا ا ااالحااه والمطااالبااة بتعاادياال الحكم
38
الصادر في شقه الذي يمل بمصالحه.
وقد اعتمد المشاارع على هذا النوع من الطعون في م م ص م ،حسااب المادة 763من
م م ص م ،إال أناه أذا كاان هاذا النوع من الطعون في ق م م مخول لكال من مل الحكم أو
األمر القضا ا ا ا ا ا ااائي حقاه دون أن يقرن باأجال ،39...فاإن المشا ا ا ا ا ا اارع في القاانون 73.17أقرن
ممارس ا ا ااة هذا الطعن بآجال قص ا ا اايرة متمثلة في 15يوما ،كما نالحظ أنه يقتص ا ا اار فقط على
مسا ا ا ااطرتين وهما التسا ا ا ااوية والتصا ا ا اافية القضا ا ا ااائية ،باإلضا ا ا ااافة إلى الق اررات المرتبطة باألهلية
التجارية.40
النقض: ❖
النقض طريق من طرق الطعن غير الع ا ااادي ا ااة التي تمكن أطراف النزاع من عرض
الحكم االنتهائي الذي أضار بمصاالحهم على محكمة النقض ،بهدف التصاريح بإلغائه ،ويمكن
ممارس ااة هذا الطعن سا اواء من طرف المدعي الذي رفض طلبه أو المدعى عليه الذي ص اادر
الحكم في مواجهتااه وباااعتباااره طريقااا من طرق الطعن الغير العاااديااة فااان الطعن بااالنقض ال
يمكن ممارسته سوى في الحاالت التي حددها القانون على سبيل الحصر.41
22
وتخض ا ا ا ا ااع األحكام والق اررات القض ا ا ا ا ااائية الص ا ا ا ا ااادرة من لدن المحاكم التجارية ومحاكم
االس ا ا ا ااتئناف التجارية للطعن بالنقض ،لدى محكمة النقض ويخض ا ا ا ااع الطعن بالنقض بالكامل
لقواعاد ق م م والمباادئ التي تحكمهاا ،واالختالف الكاامن في م م ص م هو مرتبط بااآلجاال،
فأجل الطعن بالنقض في القض ااايا العادية يختلف عن أجل الطعن بالنقض في هذه المس اااطر
الذي أتى قص ااي ار نس اابيا بش ااكل يتالءم مع مبادئ تس اريع المس ااطرة والتعجيل بإجراءاتها حماية
لمص ا ااالح المقاولة وحقوق الدائنين ،وتحريكا آلليات التنفيذ في الوقت المناس ا ااب التي تقود إلى
اسا ا ااتم اررية المقاولة أو تفويتها أو الحكم بالتصا ا اافية القضا ا ااائية عند اسا ا ااتحالة اإلنقاذ قبل تفاقم
42
تدهور الوضعية المالية واالقتصادية واالجتماعية ....
عطل المشا ا اارع تطبيق بعص طرق الطعن المتضا ا اامنة في قانون المسا ا ااطرة المدنية في
القانون المتعلق بمعالجة مساطر صعوبات المقاولة ،وهده الطرق هي:
التعرض: ❖
عرف التعرض بأنه طريق من طرق الطعن العادية التي يمكن للمتقاضاين سالوكها في
مواجهة المقررات الص ا ا ااادرة غيابيا ،43وال يس ا ا ااتفيد من هذا الطعن إال المتقاض ا ا ااي الذي لم يتم
اس ا ا ااتدعاؤه إلحدى مراحل التقاض ا ا ااي ،ويترتب عنه عرض النزاع من جديد على المحكمة التي
44
سبق لها البث فيه من اجل التراجع عن الحكم الذي أصدرته.
42خليهنا فتوح ،طرق الطعن في المادة التجاري ،مجلة العلوم القانونية ،مقال منشور بموقع العلوم القانونية،
WWW.MAROCDROIT.COMتم االطالع عليه بتاريخ ،2024/03/04على الساعة .18:45
43
الفصل 130من ق م م.
44
جواد امهلول ،م س ،ص .193
23
وقاد أخاذ المشا ا ا ا ا ا اارع المغربي بهاذا النوع من الطعن في القاانون الملغى وذلاك ماا كاانات
من م ت ،إال أن المش ا ا اارع حذف هذا النوع من الطعون فيما يتعلق 45
تنص عليه المادة 729
بص ا ااعوبات المقاولة ،واكتفى بطريق واحد من الطرق العادية أال وهو االس ا ااتئناف ،ودلك راجع
لعدة أسباب سنذكرها في الملحق الخاص بالعرض.
باعتبار أن المقاولة تعتبر من النظام االقتصادي العام ،وأن الحفاظ عليها يكفل حماية
المص ا ا ا االحة االقتص ا ا ا ااادية ككل ،فإن المش ا ا ا اارع جعل التبليغ في م م ص م يتم بواس ا ا ا ااطة كاتب
الضا ا ا ا ا ا اابط ،حيااث يبلغ الحكم إلى رئيل المقاااولااة والسا ا ا ا ا ا انااديااك داخاال أجاال 8أيااام من تاااريخ
صدوره.48
45
المادة " :729يتم التعرض وتعرض الغير الخارج عن الخصومة ضد المقررات الصادرة بشأن التسوية
والتصفية القضائية وسقوط األهلية التجارية بتصريح لدى كتابة ضبط المحكمة داخل أجل 10أيام ابتداء
من تاريخ النطق بالمقرر القضائي أو نشره في الجريدة الرسمية ،إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر".
ادريل العلوي العبدالوي ،طرق الطعن في االحكام ،المطبعة اإلقليمية مراكش ،س ،1984ص.109 46
خاتمة
تأسيسا على ما سبق التطرق إليه ،نستنتج أن المشرع توفق في تحيين النصوص
الخاصة بمساطر صعوبات المقاولة ليتالءم مع الخصوصية التي تمتاز بها المقاولة بشكل
عام ومع ما تحتاجه التجارة بشكل خاص ،لكنه أحيانا يحيل إلى النصوص اإلجرائية المنصوص
عليها في المسطرة المدنية وعليه نستنتج بعد معالجة هذا الموضوع ما يلي:
.49المادة أعاله.
.50المواد من 36إلى 41من ق م م.
25
✓ يحيل المشرع في إطار مساطر صعوبات المقاولة إلى نصوص قانون المسطرة
المدنية ،وهو ما يؤكد عدم استقاللية هذا األخير استقالال مطلقا عن النص
اإلجرائي األم.
✓ توجد مجموعة من اإلجراءات المعطلة في نصوص مساطر معالجة صعوبات
المقاولة ،مثل إجراءات تحقيق الرهون الواردة على أصول المقاولة وهذا راجع
باإلساس إلى خصوصية مكانة المقاولة.
✓ تخض ا ا ااع إجراءات التقاض ا ا ااي في هذه المس ا ا اااطر للنص ا ا ااوص العامة الواردة في
قانون المسطرة المدنية.
✓ كس ا ا ا ا اار المش ا ا ا ا اارع في العديد من المناس ا ا ا ا اابات القواعد العامة الناظمة إلجراءات
التقااضا ا ا ا ا ا ااي ،وأبرز مثاال على ذلاك الفتح التلقاائي للمسا ا ا ا ا ا ااطرة من طرف رئيل
المحكمة.
✓ وض ا ااع المش ا اارع في مس ا اااطر معالجة ص ا ااعوبات المقاولة آجاال محددة قص ا اايرة
مقارنة مع اآلجال الواردة في قانون المسطرة المدنية ،باعتبار المرحلة الحاسمة
التي تمر منها المقاولة.
ختاما نشا ااير إلى أن كل النصا ااوص المنظمة لهذه المسا اااطر ،تكرس رغبة المشا اارع في تحقيق
األهداف المنشودة ،المتمثلة في استمرار المقاولة.
26
الفهرس
مقدمة1 ..............................................................................................
الفرع األول :قانون المسطرة المدنية ومساطر معالجة صعوبات المقاولة بين التمرد والخضوع 5 ........
-2التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة 13 .........................
الفرع الثاني :خصوصيات بعض المساطر في نظام صعوبات المقاولة 15 ..............................
أوال :خصوصيات المسطرة في المصالحة والحجز في مساطر معالجة صعوبات المقاولة 16 ............
27
2ـ خصوصية الحجز في مساطر معالجة صعوبات المقاولة 18 .......................................
ثانيا :خصوصية الطعن وتبليغ االحكام في مساطر معالجة صعوبات المقاولة 20 ......................
28