‎⁨عرض القضائي بعد التنقيح (1) ⁩

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫ماستر منازعات األعمال‬

‫الفصل األول‬
‫وحدة القانون القضائي الخاص‬
‫عرض في موضوع‪:‬‬

‫أوجه تأثير قواعد صعوبات المقاولة على‬


‫القواعد الواردة في قانون المسطرة المدنية‬

‫تحت إشراف‬
‫إنجاز الطلبة الباحثين‬

‫ذ يوسف حمومي‬
‫✓ نسيمة الزاكي‬
‫✓ ريحانة يمين‬
‫✓ مهدي شراقة‬
‫✓ يوسف كعبوش‬
‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2024/2023‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬
‫الئحة المختصرات‪:‬‬

‫ممصم‬ ‫مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬


‫قمم‬ ‫قانون المسطرة المدنية‬
‫مس‬ ‫مرجع سابق‬
‫ص‬ ‫صفحة‬
‫مت‬ ‫مدونة التجارة‬
‫ط‬ ‫الطبعة‬
‫س‬ ‫السنة‬
‫مقدمة‬
‫اإلجراءات جمع إجراء‪ ،‬وهي عبارة عن وثائق تحتوي على الخطوات التي تبين كيفية تنفيذ‬
‫نشاط ما‪ ،‬وبمقتضى قانون المسطرة المدنية‪ 1‬يمكن للمتقاضين معرفة المسطرة الواجبة االتباع‬
‫للوصول إلى حقوقهم انطالقا من تحديد المحكمة المختصة للبت في مطالبهم وبيان الطرق‬
‫التي تتبعها هذه المحكمة للفصل في نزاعاتهم‪ ،‬فال المحكمة تستطيع أن تبت حسب هواها‪ ،‬وال‬
‫المتقاضون يملكون تسيير الخصومة وفق الطريقة التي يريدون‪ ،‬بل إن كال منهم خاضع‬
‫لضوابط محددة‪ ،‬أي لقانون مسطري يحدد حقوق وواجبات كل طرف‪.‬‬

‫فحكاية المسطرة المدنية تولد من رحم نزاع ينشب بين شخصين أو أكثر تسدل ستارها‬
‫بمعية تنفيذ الحكم القضائي الصادر في النزاع وبين اللحظتين تمتد جسور يقضي أحيانا‬
‫‪2‬‬
‫المتقاضون في عبورها شهو ار بل سنوات‪.‬‬

‫تأسيسا على ذلك يمكن تعريف قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بأنه مجموع القواعد القانونية التي‬
‫تنظم اختصاص المحاكم‪ ،‬والمساطر الواجب احترامها في التقاضي سواء أمام محاكم الموضوع‬
‫أو أمام محكمة النقض‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تعنى بتنظيم طرق الطعن‪ ،‬واألحكام الخاصة بطرق‬
‫‪3‬‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫وإذا كانت المسطرة المدنية هي النص اإلجرائي العام الذي ينظم إجراءات التقاضي‪ ،‬فإن‬
‫هذا النص ال يطبق بصفة مطلقة على كل اإلجراءات ‪ ،‬وإنما يتم تقييده في العديد من المناسبات‬
‫بنصوص إجرائية خاصة لتصبح هذا األخيرة هي النص الحري بالتطبيق‪ ،‬من هذه النصوص‬

‫ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28 /1394‬شتنبر ‪ ،1974‬بالمصادقة‬ ‫‪1‬‬

‫على نص قانون المسطرة المدنية المنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 3230‬بتاريخ ‪.1974/09/30‬‬
‫جواد امهمول‪ ،‬مجموعة القانون المسطري "الوجيز في قانون المسطرة المدنية"‪ ،‬دار اآلفاق العربية للنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪.4‬‬


‫حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة المدنية "دراسة نظرية تطبيقية معززة بأحدث‬ ‫‪3‬‬

‫االجهادات القضائية‪ ،‬طبعة ماي ‪ ،2018‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش ص ‪.9‬‬


‫‪1‬‬
‫الخاصة نجد القانون رقم ‪ 417.73‬الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪،‬‬
‫المنظم لمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬حيث إن هذه المساطر بمثابة تعبير عن رغبة‬
‫المشرع في الحفاظ على المقاولة باعتبارها نواة االقتصاد داخل الدولة‪ ،‬فجاء هذا القانون‬
‫بمجموعة من المساطر لمعالجة المقاولة التي تعاني من صعوبات استعصى عليها تجاوزها‬
‫بإمكانياتها الخاصة‪ ،‬تمثل هذه المساطر مجموع اإلجراءات التي وضعها المشرع بين يدي‬
‫المقاولة بدرجة أولى والمحكمة والدائنين بدرجة ثانية‪ ،‬من خاللها يتدخل القضاء لمد يد العون‬
‫إلى المقاولة المتعثرة عن طريق إشراك عدة مؤسسات أخرى تعمل جميعها على إعداد الحل‬
‫المناسب لتجاوز تلك الصعوبات‪.‬‬

‫وقد استدعت ضرورة الحفاظ على المقاولة التي تعاني من صعوبات تقف حجرة عثرة‬
‫أمام تقدمها وازدهارها‪ ،‬تعطيل نصوص ق م م‪ ،‬لفائدة هذه المساطر التي تتميز بخصوصية‬
‫كبيرة سواء على مستوى رفع الدعوى أو تنفيذ الحكم القضائي‪ ،‬لكن الممارسة العملية وطبيعة‬
‫هذه النصوص التي تعتبر بأنها اقتصادية اجتماعية أكثر من أنها قانونية‪ ،‬أثبتت أنه يتم الرجوع‬
‫في عدة إجراءات إلى القواعد العامة المنظمة في ق م م لذلك أردنا مقاربة هذه الخصوصية‬
‫التي تستقل بها مساطر المعالجة‪ ،‬ونبحث بالموازاة مع ذلك في النصوص المطبقة على هذه‬
‫المساطر‪.‬‬

‫بناء على ما سبق ذكره‪ ،‬فإن موضوعنا هذا يحظى بأهمية فضلى‪ ،‬تتمثل في عدة جوانب‪:‬‬

‫الجانب القانوني‪ :‬ويتمثل في أننا سنحاول مقارنة قانونين يكاد يجزم الجميع بوجود قطيعة‬
‫بينهما‪ ،‬بالتالي فالغوص في مقتضيات كال القانونيين واستخراج أوجه تأثير وتأثر مساطر‬
‫المعالجة‪ ،‬على مقتضيات قانون المسطرة المدنية‪ ،‬يعتبر بمثابة دراسة أولية في الموضوع تفتح‬
‫الباب على مصرعيه لكل المهتمين بهذا ال نوع من النصوص القانونية‪ ،‬للبحث في أوجه تأثير‬
‫قواعد مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬على القواعد الواردة في المسطرة المدنية‪ ،‬كما أنه سيساهم‬
‫في توجيه الباحثين إلى الخصوصيات التي تميز بعض المساطر في مجال معالجة المقاولة‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.18.26‬بتاريخ ‪ 2‬شعبان ‪ 19/ 1439‬أبريل ‪ ،2018‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 6‬شعبان ‪ 23 /1439‬أبريل ‪ ،2018‬ص ‪.2345‬‬
‫‪2‬‬
‫وتبيان للمختلف التجاوزات التي يسجلها هذا األخير ضد القواعد العامة الواردة المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬

‫أما من الجانب االقتصادي‪ :‬ويمكن إبراز هذه األهمية في أن إفراد المشرع المقاولة‬
‫بنصوص خاصة لمعالجة الصعوبات التي قد تواجهها فيه حماية للنظام العام االقتصادي‬
‫باعتبار المقاولة هي الخلية األساسية للنشاط االقتصادي‪ ،‬فالحفاظ على المقاولة استلزم من‬
‫المشرع كسر مجموعة من القواعد القانونية الواردة في ق م م‪.‬‬

‫وإذا كان المنطق في المنهجية القانونية يقتضي أن يكون لكل موضوع إشكالية يستمد منها‬
‫جديته‪ ،‬فإن هذا الموضوع يعالج حدود استقالل مساطر معالجة صعوبات المقاولة عن قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬ومدى سمو المسطرة المدنية كنص إجرائي عام على كل النصوص اإلجرائية‬
‫الخاصة؛ لنجيب عن سؤال تبادر في أذهان كل من حاول الربط بين القانونيين يتمثل في‪ :‬هل‬
‫تنظيم المشرع المغربي لمساطر معالجة صعوبات المقاولة كان شامال لكل أطوار الدعوى؟ أم‬
‫يتم الرجوع بين الفينة واألخرى للمسطرة المدنية؟ ثم إذا اعتبرنا أن كال القانونيين هما مسرطيين‬
‫فهل يمكن القول بوجود مساطر معالجة تتميز بخصوصية معينة عن نظيرتها الواردة في م م؟‬

‫لإلجابة على هذه التساؤالت‪ ،‬اعتمدنا على منهج مقارن‪ ،‬عرضنا من خالله أوجه التشابه‬
‫واالختالف بين مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬والقواعد الواردة في المسطرة المدنية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫المنهج االستقرائي حيث عرضنا جملة من اإلجراءات ترد في كال القانونين لنخلص في األخير‬
‫إلى نتيجة معينة‪.‬‬

‫قبل اإلعالن على التقسيم‪ ،‬نشير إلى أن موضوعنا هذا ال يتضمن إال جزءا من النقط التي‬
‫تلتقي فيها قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬وهي تلك التي أسعفنا‬
‫الوقت في االطالع عليها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وعليه لم يتبقى إال اإلعالن على التقسيم المعتمد وهو كالتالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة وقواعد المسطرة المدنية بين الخضوع‬
‫والتمرد‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصوصيات بعض المساطر في نظام معالجة صعوبات المقاولة‬

‫‪4‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قانون المسطرة المدنية ومساطر معالجة صعوبات‬
‫المقاولة بين التمرد والخضوع‬
‫قانون المسطرة المدنية يشكل الشريعة العامة إلجراءات التقاضي‪ ،‬بحيث يعتبر القانون‬
‫اإلجرائي العام الواجب إتباعه عند االلتجاء إلى القض ا اااء و عند الفص ا اال في المنازعات طالما‬
‫ال يوجااد قااانون إجرائي خاااص‪ ،‬أو حتى في حااالااة وجود نقص في النص اإلجرائي الخاااص‬
‫المتمثل لدينا في مس ا ا ا اااطر ص ا ا ا ااعوبة المقاولة‪ ،‬ومص ا ا ا ااب هذا الكالم هو أن ق م م في النص‬
‫الواجب التطبيق على إجراءات م م ص م متى بقي إجراء معين دون تنظيم‪ ،‬لذلك نخصااص‬
‫الجزء األول من هذا المحور للحديث على مختلف اإلجراءات المتبعة في مسا ا ا اااطر صا ا ا ااعوبة‬
‫المقااولاة والتي تخضا ا ا ا ا ا ااع لقواعاد ق م م لعادم تنظيمهاا في النص اإلجرائي األول‪ ،‬كماا أنناا إذا‬
‫انطلقا من مس ا ا ا ا ااألة أن المقاولة تعتبر من النظام االقتص ا ا ا ا ااادي العام‪ ،‬فإن الحفاظ عليها كلف‬
‫المشرع ضرورة التمرد على القواعد اإلجرائية العامة المنظمة في ق م م وذلك من خالل خرق‬
‫وتعطيل مجموعة من نصااوصااها سااعيا لتحقيق أهداف اقتصااادية عامة‪ ،‬وهو ما ننوي مناقشااته‬
‫في الجزء الثاني من هذا الفرع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حاالت الرجوع إلى قانون المسطرة المدنية‬

‫في حالة غياب نص ينظم إجراء معين في مسا ا اااطر معالجة صا ا ااعوبات المقاولة‪ ،‬فإنه‬
‫يتم الرجوع لقواعد المس ا ا ااطرة المدنية لتغطية النقص وإض ا ا اافاء ص ا ا اافة الش ا ا اارعية على اإلجراء‪،‬‬
‫وتوجد حاالت عديدة أفسا ا ااح فيها واضا ا ااع مسا ا اااطر معالجة صا ا ااعوبات المقاولة المجال للرجوع‬
‫لمقتضايات ق م م‪ ،‬ساواء كان ذلك بموجب إحالة (‪ ،)1‬أو حساب ما تقتضايه القواعد اإلجرائية‬
‫العامة (‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ حاالت اإلحالة إلى قانون المسطرة المدنية‬

‫س اانعالج هذه الجزئية من خالل الحديث عن إجراءات الحجز العقاري ‪،‬اث‪ ،‬ثم إجراءات‬
‫رفع الدعوى ‪،‬بث‪ ،‬وأخي ار التبليغ ‪،‬جث‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ا‪ -‬الحجز العقاري‬

‫نظم المشارع أحكام تحقيق أصاول المقاولة الخاضاعة لمساطرة التصافية القضاائية في المواد‬
‫من ‪ 654‬إلى ‪ 662‬من القاانون رقم ‪ ،17.73‬اسا ا ا ا ا ا ااتهلهاا ببيع العقاارات في الماادة ‪ 654‬من‬
‫القاانون الماذكور‪ ،‬قاد أحاال فيهاا على مقتضا ا ا ا ا ا اياات ق م م في البااب المتعلق باإجراءات الحجز‬
‫‪5‬‬
‫العقاري‪.‬‬

‫وعليه فإن إجراءات بيع العقار المملوك للمقاولة موض ا ااوع التص ا اافية‪ ،‬تتم وفق مقتض ا اايات‬
‫الفصا ا اال ‪ 469‬وما يليه من ق م م المتعلقة بالحجز العقاري‪ ،‬تحت مراقبة القاضا ا ااي المنتدب‪،‬‬
‫الذي يعود له تحديد الثمن االفتتاحي للمزايدة‪ ،6‬والشااروط األساااسااية للبيع وكذا تحديد شااكليات‬
‫اإلشا ااهار‪ ،‬وذلك بعد االسا ااتماع لرئيل المقاولة والسا اانديك أو اسا ااتدعائهما بطريقة قانونية‪ ،‬مع‬
‫‪7‬‬
‫االستماع للمراقبين تحت طائلة بطالن إجراءات البيع العقاري‪.‬‬

‫نش ااير إلى أن في حال س اابق ألحد الدائنين أن باش اار إجراءات التنفيذ الجبري‪ ،‬وتم وقفها‬
‫بموجب قاعدة وقف المتابعات الفردية المنصا ا ااوص عليها في المادة ‪ 686‬من م ت‪ ،‬فإن هذه‬
‫اإلجراءات يمكن أن يكملها السا ا ا اانديك‪ ،‬وهنا يحل هذا األخير محل الدائن الحاجز في سا ا ا ااائر‬
‫حقوقه‪ ،‬وفي اإلجراءات التي س ا ا اابق له أن بدأها‪ ،‬والتي تعتبر منجزة لحس ا ا اااب الس ا ا اانديك الذي‬
‫‪8‬‬
‫يكمل اإلجراءات عند المرحلة التي تم توقيف المدين فيها لمقتضى الحكم بفتح المسطرة‪.‬‬

‫جاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 654‬أنه‪" :‬يتم بيع العقار وفق الطرق الواردة في باب الحجز العقاري‬ ‫‪5‬‬

‫في قانون المسطرة المدنية"‬


‫‪ 6‬حسب الفقرة الثانية من المادة ‪ 654‬فإنه يمكن للقاضي المنتدب أن يقوم استثناء وتحت نفل شروط البيع‪،‬‬
‫إما بمزايدة ودية بالثمن االفتتاحي الذي يحدده وإما بالتراضي وفقا للثمن والشروط التي يحددها‪ ،‬إذا كان من‬
‫شأن طبيعة محتوى العقارات وموقعها أو العروض المقدمة إتاحة التوصل إلى تفويت ودي بأفضل الشروط‪.‬‬

‫محمد كرام‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي في ضوء القانون رقم ‪ ،17.73‬الجزء األول‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬طبعة ‪ ،2019‬ص‪.188‬‬


‫‪8‬‬
‫المرجع نفسه‪ .‬نفل الصفحة‬

‫‪6‬‬
‫ب ‪ -‬إجراءات فتح مسطرة المعالجة‬

‫تخضاع إجراءات فتح مسااطر المعالجة ‪-‬التساوية والتصافية القضاائية‪ ،‬واإلنقاذ لإلجراءات‬
‫والقواعد العامة الواردة في ق م م‪ ،‬حيث إن المشا ا ا ا ا اارع المغربي لم يقيد الدائن الذي يقدم طلب‬
‫فتح مس ا ااطرة المعالجة بأية ش ا ااكليات خاص ا ااة تقليال من حاالت بطالن الدعوى‪ ،‬بهذا يخض ا ااع‬
‫الطلب المقدم من قبل الدائن للش ااروط الش ااكلية العامة التي تطلبها المش اارع في جميع الدعاوى‬
‫المنصا ا ا ا ا ا ااوص عليها في ق م م‪ 9‬وذلك بإحالة صا ا ا ا ا ا اريحة من المادة ‪ 19‬من القانون المحدث‬
‫للمحاكم التجارية‪.10‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يتوقف قبول الدعوى ش ااكال على التوفر على مجموعة من الش ااروط التي‬
‫كاان الهادف من التنصا ا ا ا ا ا اايص عليهاا التقليص من الادعااوى الكيادياة التي يحرك خيوطهاا الحقاد‬
‫والضغينة‪.11‬‬

‫وعليه فبخصااوص الشااروط الواجب توفرها في الدائن باعتباره متقاضاايا‪ ،‬تتمثل أساااسااا في‬
‫شرطي األهلية والمصلحة والصفة حسب الفصل الثالث من ق م م‪.‬‬

‫وبالنس ا ا ا ا اابة للش ا ا ا ا ااروط الواجب توفرها في المقال الذي يقدمه الدائن لفتح إحدى مس ا ا ا ا اااطر‬
‫المعالجة‪ ،‬فإنه يجب أن يكون مكتوبا‪ ،‬وأن يتضا ا ا اامن مجموعة من البيانات جرى التنصا ا ا اايص‬
‫عليها في الفصل ‪ 32‬من ق م م‪ ،‬ومن العيوب الشكلية الشائعة التي يمكن يسقط فيها الدائن‪،‬‬
‫هي رفع الدعوى في مواجهة الشريك أو المساهم باعتباره مسي ار للشركة ‪-‬أي بصفته كشريك‪-‬‬

‫الدائن وحماية المصلحة العامة االقتصادية "مساطر صعوبات المقاولة نموذجا"‪،‬بدون ذكر اسم صاحب‬ ‫‪9‬‬

‫المقال‪ ،‬بتاريخ ‪ 2020/3/28‬مقال منشور على الرابط التالي‪ https://2u.pw/jP2iQlQ :‬تم االطالع‬
‫عليه بتاريخ‪ ،2024/03/05 :‬على الساعة‪.16:31 :‬‬
‫‪10‬‬
‫جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 19‬ما يلي "تطبق أمام المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية‬
‫القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫جواد امهمول‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪7‬‬
‫إذ يجب أن يقدم دعواه في مواجهة الشااركة في شااخص ممثلها‬ ‫‪12‬‬
‫وتقضااي بعدم قبول الدعوى‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫القانوني باعتبارها مستقلة عن الشركاء المكونين لها عن طريق شخصيتها المعنوية‪.‬‬

‫ج‪ -‬التبليغ في مساطر صعوبات المقاولة‬

‫تنص الماادة ‪ 657‬من م ت على ماا يلي‪ " :‬يمكن للسا ا ا ا ا ا انادياك‪ ،‬بترخيص من القااضا ا ا ا ا ا ااي‬
‫المنتدب ورئيل المقاولة الذي يتم االسا ا ااتماع اليه بعد اسا ا ااتدعائه قانونيا‪ ،"...‬كما تنص المادة‬
‫‪ 638‬على أن االستدعاء يتم بشكل قانوني‪.‬‬

‫وإذا كان تبليغ االسا ا ا ا ا ااتدعاء‪ ،‬تم تنظيمه في الفصا ا ا ا ا ااول ‪ 38/37/36‬من ق م م‪ ،‬فإنه يتم‬
‫اسا ا ا ااتدعاء رئيل المقاولة للمثول أمام رئيل المحكمة التجارية‪ ،‬واسا ا ا ااتدعاء الدائنين كذلك عن‬
‫طريق إحدى طرق التبليغ المحددة في هذه الفص ا ااول‪ ،14‬حيث يمكن التبليغ بواس ا ااطة المفوض‬
‫القضا ااائي‪ ،‬أو بواسا ااطة أعوان كتابة الضا اابط‪ ،‬أو بواسا ااطة أعوان السا االطة اإلدارية‪ ،‬التبليغ عن‬
‫طريق البريد المضمون مع اإلشعار بالتوصل‪....‬‬

‫‪12‬‬
‫في هذه الحالة التي يواجه طلب الدائن بعدم القبول فإن ذلك بمثابة إنذار للمحكمة بحصول صعوبات‬
‫داخل المقاولة المراد مقاضاتها ومن يمكن للمحكمة أن تقضي تلقائيا بفتح إحدى مساطر المعالجة حسب‬
‫وضعية المقاولة كلما توفرت باقي الشروط في هذه الحالة التي يواجه طلب الدائن بعدم القبول فإن ذلك‬
‫بمثابة إنذار للمحكمة بحصول صعوبات داخل المقاولة المراد مقاضاتها ومن يمكن للمحكمة أن تقضي‬
‫تلقائيا بفتح إحدى مساطر المعالجة حسب وضعية المقاولة كلما توفرت باقي الشروط‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫فالشركة بعد اكتسابها للشخصية المعنوية فإنها تكتسب حق التقاضي ويمكن للغير كذلك مقاضاتها في‬
‫شخص ممثلها القانوني‪ ،‬راجع في ذلك فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الرباط‪ ،2012 ،‬ص ‪ 61‬وعبد الرحيم شميعة‪ ،‬الشركات التجارية‬
‫في ضوء آخر التعديالت‪ ،‬مطبعة سلجماسة‪ ،‬س ‪ ،2017‬ص ‪.56‬‬

‫‪14‬‬
‫جاء في الفصل ‪ :37‬يوجه االستدعاء بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط‪ ،‬أو أحد األعوان القضائيين‪ ،‬أو‬
‫عن طريق البريد برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو بالطريقة اإلدارية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ومن الناحية العملية‪ ،‬فإنه غالبا ما يتم التبليغ بواساطة المفوض القضاائي ألن هذا األخير‬
‫غالبا ما يتلقى تكوين بخصوص التبليغ‪.‬‬

‫‪ - 2‬حاالت الرجوع إلى قواعد المسطرة المدنية بدون إحالة‬

‫رغم كون أن م م ص م هي نص إجرائي وأن اإلجراءات تحكمها الشا ا اارعية اإلجرائية‪ ،‬إال‬
‫أن هاذا النص لم ينظم جميع أطوار الادعوى من تقاديم المقاال االفتتااحي إلى حين ص ا ا ا ا ا ا اادور‬
‫الحكم وإنماا يتم الرجوع في العادياد من اإلجراءات إلى النص اإلجرائي األم‪ ،‬ونشا ا ا ا ا ا ااير إلى أن‬
‫هذه الحالة هي األكثر شايوعا من ساابقتها‪ ،‬على اعتبار أن حاالت اإلحالة إلى ق م م ضائيلة‬
‫جدا‪.‬‬

‫سنقتصر على أبرز هذه الحاالت كالتالي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬إجراءات تعيين الخبير‬

‫الخبرة هي إ جراء من إجراءات التحقيق يتم االسا ا ا ا ا ا ااتع ااان ااة فيه ااا بتقني‪ ،‬من خالل ااه يتمكن‬
‫القااضا ا ا ا ا ا ااي من الوصا ا ا ا ا ا ااول الى اثباات واقعاة يادعيهاا أحاد الخصا ا ا ا ا ا ااوم او ينفيهاا‪ ،‬وفيماا يتعلق‬
‫بإجراءاتها‪ ،‬نجد الفقرة الثانية من المادة ‪ 563‬من م ت‪ ،‬التي جاء فيها أنه‪" :‬يمكن للمحكمة‪،‬‬
‫قبل البت‪ ،‬الحص ا ا ا ا ااول على المعلوما ت الخاص ا ا ا ا ااة بالحالة المالية واالقتص ا ا ا ا ااادية واالجتماعية‬
‫للمقاولة‪ ،‬ويمكن لها عند االقتضا ا ا اااء االسا ا ا ااتعانة بخبير"‪ ،‬كما نصا ا ا اات المادة ‪ 582‬على نفل‬
‫المقتضاى‪ ،‬حيث أن تحديد المساطرة المالئمة لوضاعية المقاولة يتوقف في الكثير من الحاالت‬
‫على تقرير الخبير‪ ،‬وفي هذه الحالة تخضا ااع إجراءات االسا ااتعانة بخبير للوصا ااول للوضا ااعية‬
‫الحقيقية للمقاولة إلى النص ا ا ا ا ااوص المنظمة للخبرة كوس ا ا ا ا اايلة من وس ا ا ا ا ااائل التحقيق الواردة في‬
‫نصوص ق م م‪.‬‬

‫ولقد عالج المشا ا ا اارع المغربي الخبرة في الفصا ا ا ااول من ‪ 59‬الى ‪ 66‬من ق م م‪ ،‬حيث يتم‬
‫تعيين الخبير من طرف القاضا ااي المقرر إما بشا ااكل تلقائي كما يتم غالبا في م ص م أو بناء‬
‫على طل ااب أح ااد أطراف ال اادعوى‪ ،‬وال يمكن اختي ااار الخبير إال من ضا ا ا ا ا ا اامن الئح ااة الخبراء‬
‫المس ا ااجلين ض ا اامن الئحة الخبراء القض ا ااائيين التابعين للمحكمة التي تنظر في النزاع‪ ،‬كما أنه‬

‫‪9‬‬
‫يمكن تعيين خبير من خارج الالئحة إذا اقتضاات الضاارورة ذلك‪ ،‬ويجب على هذا األخير أداء‬
‫‪15‬‬
‫اليمين قبل مباشرته لمهامه تحت طائلة بطالن اإلجراء الذي تم إنجازه‪.‬‬

‫ب ‪ -‬شكليات إصدار األحكام‬

‫رغم أن م م ص م تنفرد بش ا ااكليات معينة كما س ا اايأتي ذكره‪ ،‬إال أن األحكام الص ا ااادرة في‬
‫إطارها تحكمها نفل القواعد التي تحكم األحكام القضاائية عامة‪ ،‬وبالتالي فاألحكام التي تكون‬
‫في هيئة جماعية تص ا ا ا ا ا اادر بعد المداولة‪ ،‬كما يجب أن يعنون الحكم بعبارة "باس ا ا ا ا ا اام الجاللة‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫المملكة مغربية"‪.‬‬

‫حيث يترتب على ذلك بطالن المقرر القضا ااائي‪ ،‬إضا ااافة إلى وجوب تحديد المحكمة التي‬
‫أصا ا ا اادرته‪ ،‬والهيئة القضا ا ا ااائية وكاتب الضا ا ا اابط‪ ...‬وإدراج الوقائع لكي تتمكن المحكمة األعلى‬
‫درجة من مراقبة هذا الحكم‪ ،‬كما يجب أن يكون المقرر القض ا ا ا ااائي معلال تعليال كافيا‪ ،‬حيث‬
‫أن غياب هذا العنص اار يعتبر من أس ااباب الطعن بالنقض‪ ،17‬إض ااافة إلى منطوق الحكم الذي‬
‫تح اادد في ااه المحكم ااة موقفه ااا‪ ،‬ويتم ذكر ت اااريخ الحكم والتوقيع علي ااه من طرف رئيل الهيئ ااة‬
‫القض ا ا ا ا ااائية وكاتب الض ا ا ا ا اابط‪ ،‬ثم يتم تحرير الحكم من طرف كاتب الض ا ا ا ا اابط الذي حض ا ا ا ا اار‬
‫‪18‬‬
‫الجلسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت تعطيل مقتضيات قانون المسطرة المدنية‬

‫تعتبر م م ص م من النظام االقتصااادي العام‪ ،‬حيت ال تعتبر ملكا لألطراف فقط بل هي‬
‫ملك للمص ا االحة العامة االقتص ا ااادية واالجتماعية‪ ،‬وبالتالي نجد أن المش ا اارع بمقتض ا ااى القانون‬
‫المنظم لهذه األخيرة خرج عن األص ا اال في المبادئ العامة‪ ،‬وهو ما س ا ااتتطرق إليه عبر بعض‬

‫‪ 15‬للمزيد من المعلومات نحيلكم على المرجع‪ :‬حنان السعيدي‪ ،‬قانون المسطرة المدنية‪ ،‬مطبعة وراقة زاكيوي‬
‫إخوان‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬ط ‪.2021‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل ‪ 50‬من ق م م‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل ‪ 359‬من ق م م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫جواد امهمول‪ ،‬م س ص‪.128‬‬

‫‪10‬‬
‫الركائز األسا ا ا اااسا ا ا ااية في القواعد االجرائية المهمة التي خرج عنها المشا ا ا اارع كطريقة ممارسا ا ا ااة‬
‫الدعوى القضائية (‪ ،)1‬ونظام التنفيذ المعجل (‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬شروط رفع الدعوى‬

‫إن حق التقاض ا ااي هو حق مكفول ألي ش ا ااخص‪ ،‬حيت يمكن له اللجوء إلى القض ا اااء من‬
‫أجل المطالبة بحقه متى توافرت فيه الش ا ااروط الموض ا ااوعية والش ا ااروط الش ا ااكلية‪ ،‬هاته األخيرة‬
‫منصاوص عليها بمقتضاى قوعد إجرائية في ق م م‪ ،‬إال أن القانون رقم ‪ 73.17‬المتعلق ب م‬
‫م ص م خرج عن هذه القواعد بنصاوص خاصاة قيدت بعض النصاوص العامة وهو ما ساوف‬
‫نتطرق إليه بالحديث أوال عن الشا ااروط العامة للتقاضا ااي على مسا ااتوى المسا ااطرة المدنية‪،‬أث تم‬
‫إجراءات إفتتاح مساطر صعوبات المقاولة‪،‬بث‬

‫أ ‪ -‬على مستوى قانون المسطرة المدنية‬

‫المشاارع إشااترط مجموعة من الشااروط األساااسااية لممارسااة حق التقاضااي تتمثل أساااسااا في‬
‫الصفة‪ ،‬األهلية‪ ،‬والمصلحة‪.‬‬

‫أمااا من الناااحيااة الشا ا ا ا ا ا ااكليااة للاادعوى أمااام المحكمااة فبااالرجوع إلى المااادة ‪ 13‬من القااانون‬
‫فاإنهاا تنص على أناه ترفع الادعوى أماام المحكماة التجاارياة بمقاال‬ ‫‪19‬‬
‫المحادث للمحااكم التجاارياة‬
‫‪20‬‬
‫مكتوب يوقعه محام مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬على مستوى مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫تغير مفهوم الادعوى في ظال قاانون مسا ا ا ا ا ا اااطر صا ا ا ا ا ا ااعوباات المقااولاة من المفهوم التقليادي‬
‫المرتبط أسا ا اااسا ا ااا بوجود ادعاء صا ا ااادر من المدعي ضا ا ااد المدعى عليه‪ ،‬إلى مفهوم تشا ا اااركي‬

‫القانون رقم ‪ ،53.95‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ ،1.97.65‬في ‪ 4‬شوال ‪ 12،1417‬فبراير‬ ‫‪19‬‬

‫‪1997‬ث‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4482‬بتاريخ ‪ 8‬محرم ‪ 15، 1418‬ماي ‪1997‬ث ص‪.1141‬‬
‫المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 53.95‬المحدث للمحاكم التجارية‬ ‫‪20‬‬

‫‪11‬‬
‫حديث يجعل كل األطراف بمثابة مشا اااركين في البحث عن سا اابل تهدف إلى تسا ااوية وضا ااعية‬
‫‪21‬‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫حيث إذا كانت القاعدة العامة السا ا ااائدة في ق م م تجعل البت في القضا ا ااايا يتوقف مبدئيا‬
‫على طلب أو دعوى يرفعها أحد أطراف النزاع‪ ،‬فإن نظام مسا ا ا اااطر صا ا ا ااعوبات المقاولة كرس‬
‫إجراء اساتثنائيا وغير مألوف حيث إنه خول للمحكمة التجارية وضاع يدها تلقائيا على مساطرة‬
‫المعالجة‪ ،‬وهو نفل األمر الذي كان معموال به في ظل قانون اإلفالس المؤرخ في ‪ 12‬غشت‬
‫‪ 1913‬و نجده أيضا ااا في التش ا اريع الفرنسا ااي‪ ،‬وبالتالي تفتح المسا ااطرة القضا ااائية في مواجهة‬
‫المقاولة‪ ،‬دون أن يكون رئيس ااها قد تقدم بمقال افتتاحي لرفعها‪ ،‬وهنا تم تغييب ش اارطي الص اافة‬
‫والمص ا االحة في المتقاض ا ااي لفائدة المص ا االحة االقتص ا ااادية العامة المتمثلة في حماية المقاولة‪،‬‬
‫خاصا اة أن هذه الص ااالحية تمكن المحكمة التجارية في تفادي الخلل الذي يمكن أن ينجم عن‬
‫إهمال المقاول المدين التصا ا اريح ش ا ااخص ا اايا بحالة التوقف عن الدفع التي وص ا اال إليها‪ ،‬و كذا‬
‫‪22‬‬
‫تقاعل الدائنين عن ممارسة هذا الحق‪.‬‬

‫وتكمن فلسا اافة المشا اارع بتبني افتتاح المسا ااطرة تلقائيا من طرف القضا اااء ومنحه دو ار تدخليا‬
‫يتجسا ا ا ا ااد عبر سا ا ا ا االطة المالئمة لما بلغ إلى علمه أو ما أثير أمامه من معطيات تخول له أن‬
‫يتفتح المس ا ا ااطرة دون انتظار أي جهة أخرى‪ ،‬حيث بمجرد أن يص ا ا اال إلى علم أحد أفراد هيئة‬
‫المحكماة باأن إحادى المقااوالت تسا ا ا ا ا ا ااير بطريقاة غير عاادياة مماا يهادد مص ا ا ا ا ا ا ااالح الادائنين أو‬
‫المصالحة العامة‪ ،‬يمكنها أن تقضاي بالبدء في إجراءات فتح إحدى مسااطر المعالجة‪ ،‬وهو ما‬
‫يعتبر خروجاا عن القواعاد العااماة المتمثلاة في أن القااضا ا ا ا ا ا ااي ال يقضا ا ا ا ا ا ااي بعلماه الخااص أو‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫يوسف حنان‪ -‬سعد بهتي‪ ،‬األجل في مساطر التسوية القضائية على ضوء القانون ‪ ،73.17‬الطبعة‬ ‫‪21‬‬

‫االولى‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬ص ‪.10‬‬


‫‪22‬‬
‫محمد قدار‪ ،‬تدخل القضاء في معالجة صعوبات المقاولة وحماية مختلف المصالح المتداخلة‪ ،‬مقال‬
‫منشور ب سلسلة قانون األعمال والممارسة القضائية‪ ،‬عدد‪ ،2‬سنة ‪ ،2018‬ص‪.299‬‬

‫‪12‬‬
‫ونظ ار إلى كون افتتاح مس ا ا ااطرة المعالجة يكون تلقائيا من طرف القض ا ا اااء فإن البعض‬
‫يرى أن في هااذا المقتضا ا ا ا ا ا ااى تهاادياادا لمختلف الحقوق التي يتمتع بهااا الماادين في ظاال قواعااد‬
‫القانون المدني أو العقاري كحق الملكية‪ ،‬والحرية التعاقدية وغيرها من المكتسا ا ا ا ا ا اابات والمراكز‬
‫القانونية‪ ،‬وقد أورد المشارع المغربي ضامانات هامة من أجل صايانة حقوق الدفاع‪ ،‬حيث نص‬
‫على أن المحكمة ال تبت بش ا ااأن فتح المس ا ااطرة إال بعد اس ا ااتماعها لرئيل المقاولة واس ا ااتدعائه‬
‫قانونيا للمثول أمام غرفة المشاورة‪ ،‬كما يمكنها أن تطلب من كل شاخص من ذوي الخبرة إبداء‬
‫‪23‬‬
‫رأيه في الموضوع‪.‬‬

‫وإذا كانت الفصا اال الثالث من ق م م ينص على أنه يتعين على القاضا ااي أن يبت في‬
‫حدود طلبات األطراف‪ ،‬وال يمكنه أن يغير تلقائيا موض ا ا ااوع أو س ا ا اابب هذه الدعوى‪ ،‬فإنه على‬
‫العكل من ذلك يتمتع القاض ا ا ااي في م م ص م بس ا ا االطات واس ا ا ااعة‪ ،‬في تحديد المس ا ا ااطرة التي‬
‫سا ا ا ااتخضا ا ا ااع لها المقاولة موضا ا ا ااوع المعالجة وال حق لألطراف في الطعن في هذا القرار‪ ،‬ألن‬
‫العبرة ليسا اان بالمسا ااطرة التي طلبها رئيل المقاولة في مقاله االفتتاحي وإنما بوضا ااعية المقاولة‬
‫التي تعتبر المحدد الوحيد للمسا ااطرة الواجبة االتباع حيث يمكن أن يطلب المدين فتح مسا ااطرة‬
‫اإلنقاذ لمعالجة الصا ااعوبات التي تمر منها مقاولته‪ ،‬فيقضا ااي القاضا ااي بفتح مسا ااطرة التصا اافية‬
‫القضائية الختالل وضعية المقاولة بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬

‫‪ -2‬التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫أخض ا ااع المش ا اارع المغربي األحكام و األوامر الص ا ااادرة في مس ا اااطر االنقاذ و التس ا ااوية‬
‫والتصاافية القضااائية إلى إمكانية الطعن كما ساايأتي ذكره‪ ،‬كما أنه لتحقيق الساارعة والعتبار أن‬
‫عنصا ا اار الزمن هو عنصا ا اار جوهري في حياة المقاولة‪ ،‬عمل المشا ا اارع على إقرار نظام التنفيذ‬
‫المعجل في األحكام الصااادرة في نظام القانون المتعلق بمساااطر صااعوبات المقاولة وهو نظام‬
‫فعال يتناس ا ااب مع خص ا ااوص ا ااية التجارة بش ا ااكل عام والمقاولة بش ا ااكل خاص‪ ،‬وهو بدوره منظم‬
‫مسا ا ا ا ا ا اطرياا في قواعاد ق م م إال أن االختالف بينهم هو أن القاانون‪ 73.17‬قاد خاالف القواعاد‬

‫‪23‬‬
‫محمد قدار‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.302-301‬‬

‫‪13‬‬
‫العامة حيت اعتبر أن التنفيذ المعجل بقوة القانون هو االصا ا ا ا ا اال واالسا ا ا ا ا ااتثناء جعله في حدود‬
‫ضيقة‪.‬‬

‫أ ‪ -‬النفاد المعجل وفق القواعد العامة‬

‫النفاذ المعجل هو إما بقوة القانون وإما قض ا ا ااائي‪ ،‬والنفاذ المعجل القض ا ا ااائي هو التنفيذ‬
‫المعجال للحكم الفااصا ا ا ا ا ا اال في النزاع حياث يمكن أن يكون إلزامي كماا يمكن أن يكون اختيااري‬
‫والنفااد المعجال االختيااري هو مكناة خولهاا المشا ا ا ا ا ا اارع للقااضا ا ا ا ا ا ااي يمكن أن ياأمر بهاا في حكم‬
‫قضائي معلل بناء لما خول له المشرع من سلطته تقديرية‪.‬‬

‫والنفاذ المعجل القضا ا ا ا ا ا ااائي اإللزامي هو ما نص عليه المشا ا ا ا ا ا اارع في الفقرة األولى من‬
‫الفص ا ا ا ا ا ا اال ‪ 147‬من ق م م الاادي ينص على أنااه‪" :‬يؤمر بااالتنفيااذ المعجاال رغم التعرض أو‬
‫االس ا ا ااتئناف دون كفالة إذا كان هناك س ا ا ااند رس ا ا اامي أو تعهد معترف به أو حكم س ا ا ااابق غير‬
‫مستأنف‪."...‬‬

‫أما النفاذ المعجل القانوني هو كذلك يس ااتمد حكمه من نص القانون إال أنه نفاذ حتمي‬
‫ال يخول للقاضا ااي أي سا االطة في فرضا ااه من عدمه‪ ،‬وهي حاالت محددة بنصا ااوص خاصا ااة‪،‬‬
‫والتي ستجدونها في الملحق الخاص بالعرض‪.‬‬

‫ب ‪ -‬النفاذ المعجل في القانون ‪73.17‬‬

‫سا ا ا ا ا ا اان المشا ا ا ا ا ا اارع المغربي نظااام التنفيااذ المعجاال بقوة القااانون وذلااك لتحقيق الثبااات‬
‫واالسا ا ااتقرار لألحكام الصا ا ااادرة في إطار القانون ‪ ،73.17‬حيث أن األصا ا اال في هذه األحكام‬
‫أنها تكون مشامولة بالنفاذ المعجل‪ ،‬وذلك باساتثناء األحكام والمقررات القاضاية بساقوط األهلية‬
‫في حين بااالرجوع إلى ق م م نجااد أن هااذا النفاااذ المعجاال مااا هو إال‬ ‫‪24‬‬
‫والعقوبااات الزجريااة‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫محمد قدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.309‬‬

‫‪14‬‬
‫اساتثناء جرى التنصايص عليه بنصاوص خاصاة‪ ،‬حيث إن األصال هو أن الحكم القضاائي ال‬
‫ينفذ إال بعد حيازته لقوة األمر المقضي به‪.‬‬

‫ويتميز التنفياذ المعجال في إطاار القاانون ‪ ،73.17‬باأناه يمكن السا ا ا ا ا ا انادياك والقااضا ا ا ا ا ا ااي‬
‫المنتدب من البدء في إجراءات إعداد الحل وتش ا ا ا ا ااخيص وض ا ا ا ا ااعية المقاولة‪ ،‬حيث إن انتظار‬
‫الحكم إلى غااايااة مرور أجاال الطعن‪ ،‬فيااه مخاااطرة بااالمقاااولااة ككاال‪ ،‬كمااا أن الماادين ينفااذ في‬
‫مواجهته الحكم حتى في الحالة التي ال يطلب هو فتح مس ا ا ا ا ا ااطرة المعالجة وهو ما تقتض ا ا ا ا ا اايه‬
‫المص ا االحة االقتص ا ااادية العامة‪ ،‬وبخالف ما هو مقرر في القواعد العامة حيث يتحمل الطرف‬
‫الذي يسا ا ا ااتفيد من التنفيذ المعجل مسا ا ا ااؤولية هذا التنفيذ‪ ،‬فإن الحكم الصا ا ا ااادر بفتح المسا ا ا ااطرة‬
‫‪25‬‬
‫والمشمول بالنفاذ المعجل تتولى األجهزة التي يعينها الحكم ذاته‪.‬‬

‫إال أناه تفاادياا للمشا ا ا ا ا ا اااكال التي قاد تنجم عن تطبيق قااعادة النفااذ المعجال بقوة القاانون في‬
‫حالة الحكم بالتص اافية القض ااائية أو بالتفويت الكلي‪ ،‬حيث إن اس ااتئنافه بمحكمة االس ااتئناف قد‬
‫يترتب عنه ض ا ااياع الحقوق في حالة ما قض ا ااى القرار االس ا ااتئنافي بإلغاء الحكم االبتدائي مما‬
‫ينتج عناه إلزامياة إرجااع الحاالاة إلى ماا كاانات علياه‪ ،‬فقاد تم الترخيص بموجاب الفقرة الثاانياة من‬
‫المادة ‪ 761‬من م ت بتقديم طلبات إيقاف النفاذ المعجل بمقال مسااتقل للدعوى األصاالية أمام‬
‫نفل الجهة التي تنظر في االساتئناف ويتعين على محكمة االساتئناف البت في غرفة المشاورة‬
‫داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصوصيات بعض المساطر في نظام‬


‫صعوبات المقاولة‬
‫استكماال لما سبق ذكره في إبراز أوجه تأثير قواعد صعوبة المقاولة على قانون المسطرة‬
‫المدنية سنتحدث في هذا الفرع على خصوصية المصالحة في مساطر صعوبة المقاولة مقارنة‬
‫مع الصلح في ق م م إضافة إلى الحجز الذي يختلف بدوره عما هو عليه في المساطر العامة‬
‫حيث يتميز ب خصوصية مميزة في م م ص م في‪ ،‬وقد خصصنا لهذه النقطة الشق االول‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫يوسف حنان‪ -‬سعد بهتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪15‬‬
‫بعدا أن ننتقل للحديث في الشق الثاني عن الطعن الذي يتميز كذلك بخصوصية في م م ص‬
‫م وتبليغ األحكام القضائية التي يكون وفقا مسطرة خاصة في م م ص م‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصوصيات المسطرة في المصالحة والحجز في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫إن م م ص م باعتبارها نص من النص ااوص اإلجرائية الخاص ااة‪ ،‬فهي تتش ااارك مع ق م م‬
‫في العديد من اإلجراءات من حيث التسامية كما الحال في مساطرتي الصالح والمصاالحة (‪،)1‬‬
‫إضافة إلى مساطر أخرى ال يتم العمل بها في م م ص م (‪)2‬‬

‫‪ -1‬المصالحة والصلح تشابه في االسم اختالف في المضمون‬

‫هو عقد بمقتض اااه يحس اام‬ ‫‪26‬‬


‫الص االح حس ااب الفص اال ‪ 1098‬من ظهير االلتزمات والعقود‬
‫الطرفان نزاعا قائما أو يتوقيان قيامه وذلك بتنازل كل منهما لآلخر عن جزء مما يدعيه لنفسه‬
‫او ب ااإعط ااائ ااه م اااال معين ااا أو حق ااا‪ ،‬فهو ذل ااك االتف اااق ال ااذي يتم بين الطرفين على ح اال النزاع‬
‫بطريقة ودية‪ ،‬وقد تم تنظيمه في قانون م م في الباب الرابع منه والمعنون ب "المسا ا ا ا ا ا ااطرة في‬
‫القض ا ا ا ا ااايا االجتماعية"‪ ،‬وبذلك فالص ا ا ا ا االح الذي نتحدث عنه في ق م م يختلف عن مس ا ا ا ا ااطرة‬
‫المص ااالحة المنص ااوص عليه في م م ص م‪ ،‬رغم تش ااابه الحاص اال في التس اامية؛ فهذه األخيرة‬
‫الهادف منهاا هو حمال الادائنين من خالل التوقيع على اتفااق المص ا ا ا ا ا ا ااالحاة إلى منح المقااولاة‬
‫المدينة مهلة أطول ألداء الديون العالقة بذمتها‪ ،‬هذه المهلة تسعفها إلصالح وضعيتها‪.‬‬

‫فهذه األخيرة هي آلية وض ا ا ا ا ا ااعها المش ا ا ا ا ا اارع لتجاوز المقاولة الص ا ا ا ا ا ااعوبات االقتص ا ا ا ا ا ااادية‬
‫واالجتماعية والمالية التي تعاني منها‪ ،‬تفتح في إطار الوقاية الخارجية‪ ،‬بمسا ا ا ا اااعدة من رئيل‬
‫المحكمة التجارية المختصاة‪ ،‬وبتعاون مع دائنيها‪ ،27‬ومساطرة المصاالحة هنا يقوم بها مصاالح‬
‫يعينه رئيل المحكمة التجارية المختصا ااة وتتحدد مهمته في التفاوض مع الدائنين إلبرام اتفاق‬
‫المص ا ا ا ا ااالحة من أجل منح المقاولة مهلة يس ا ا ا ا ااتطيع فيها معالجة ص ا ا ا ا ااعوباتها وتكون مدة هذه‬
‫المصالحة ثالث أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من هذا األخير‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12، 1331‬أغسطل ‪1913‬ث‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫محمد كرام‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪16‬‬
‫وذلك على عكل ق م م التي تبقى فيها هذه المهمة من اختصا ا ا ا ا ا اااص المحكمة‪ ،28‬حياث‬
‫يتم ذ لك بموافقة الطرفين المدعي والمدعى عليه ويثبت االتفاق بمحض ا ا ا اار أو أمر يض ا ا ا ااع حد‬
‫للن ازع ااات وينف اذ بقوة الق ااانون‪ ،‬وال يقب اال اي طعن‪ ،‬أم ااا إذا تع ااذر تحقيق الصا ا ا ا ا ا االح الختالف‬
‫االطراف أو لعدم حضااور أحدهم أو ممثل عنه في قضااايا حوادث الشااغل واالمراض المهنية‪،‬‬
‫فإن القاضااي يحرر محض ا ار بعدم الصاالح ويبت في القضااية حاال أو يؤخرها الى جلسااة أخرى‬
‫وإذا تخلف المدعي عن الحض ااور أو لم يقدم عذ ار مقبوال ش ااطب على القض ااية‪ ،‬أما إذا تخلف‬
‫المدعى عليه يبت القاضااي أو الهيئة بحكم غيابي أو بمثابة حضااوري حسااب األحوال‪ ،‬ونفل‬
‫األمر إذا كان النزاع يرجع إلى تعويض ا ا ااات أو معاش ا ا ااات فيتم ذلك بأمر يتض ا ا اامن بيان جميع‬
‫العناص ا ا اار المس ا ا ااتعملة لتقدير التعويض ا ا ااات وإن إثبات االتفاق بمحض ا ا اار أو أمر يض ا ا ااع حدا‬
‫‪29‬‬
‫للنزاعات وينفذ بقوة القانون وال يقبل اي طعن‪.‬‬

‫وإذا كانت فترة المصااالحة تكون محددة فإنه على خالف ذلك فالصاالح في إطار ق م م‬
‫يتم أثناء الجلسا ااة أو بعد جلسا ااة أخرى‪ ،‬كما أنه في حالة إذا تبين للمصا ااالح أو رئيل المقاولة‬
‫أن الوقف المؤقت لإلجراءات من شا ا ا ااأنه تسا ا ا ااهيل إبرام اتفاق مع الدائنين‪ ،‬يعرض األمر على‬
‫رئيل المحكمة الذي يستمع بدوره للدائنين الرئيسيين من أجل أن يصدر أمر يحدد مدة الوقف‬
‫في أجال ال يتعادى مادة قياام المص ا ا ا ا ا ا ااالح بمهمتاه حياث يوقف هاذا األمر أو يمنع كال دعوى‬
‫قض ا ا ا ا ا ااائية وبعد إبرام االتفاق مع الدائنين يص ا ا ا ا ا ااادق عليه رئيل المحكمة تم يودع لدى كتابه‬
‫الضا ا ا اابط‪ ،‬ويمنح للمدينين أجال لألداء وفق النصا ا ا ااوص الجاري بها العمل فيما يخص الديون‬
‫‪30‬‬
‫التي يشملها االتفاق‪.‬‬

‫أما فيما يخص الديون التي لم يشاملها االتفاق يتم إخبار الدائنين الغير مشامولين باالتفاق‬
‫والمعنيين باااآلجااال الجاادياادة‪ ،‬كمااا يثباات هااذا االتفاااق بين رئيل المقاااولااة والاادائنين في محرر‬
‫يوقعه االطراف والمصالح فقط‪.31‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل ‪ 277‬من ق م م‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل ‪ 279‬من ق م م‪.‬‬
‫المادة ‪ 555‬من القانون ‪ 73.17‬المتعلق ب م م ص م‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫المادتين ‪ 556‬و‪ 557‬من نفل القانون‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪17‬‬
‫وعليه فبعد اسا ا ا ا ا ااتعراض أبرز االختالفات بين الصا ا ا ا ا االح المنظم في ق م م والمصا ا ا ا ا ااالحة‬
‫المنصوص عليها في م م ص م‪ ،‬يتضح لنا أن الهدف من الصلح هو فض النزاع ووضع حد‬
‫له عن طريق حصااول كل طرف على حقوقه بشااكل ودي‪ ،‬أما الهدف من المصااالحة فيتجسااد‬
‫في التوصا ا ا ا ا ا اال إلى إبرام اتفااق مع الادائنين من أجال تمادياد أجال وفااء المقااولاة باديونهاا الواجاب‬
‫عليه لفائدتهم‪ ،‬وتستطيع بالنتيجة تسوية صعوباتها قبل وصولها لمرحلة التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫‪ -2‬خصوصية الحجز في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫الحجز هو وض ا ا ا ااع المال تحت يد القض ا ا ا اااء س ا ا ا اواء كان هذا المال عقا ار أم منقوال‪ ،‬وذلك‬
‫بقص ااد منع ص اااحبه من التص اارف فيه تص اارفا يض اار بحقوق من أوقع الحجز عليه ‪ ،32‬حيث‬
‫تتجلى الغاية األس اااس ااية من مؤس اس ااة الحجز من خالل توفير الحماية القانونية للدائنين‪ ،‬وذلك‬
‫بغل يد المدين من التصا ا ا ا اارف في ممتلكاته الواقع عليها الحجز‪ ،‬حماية للضا ا ا ا اامان العام طبقا‬
‫للفصا ا ا ا ا ا اال ‪ 1241‬من ظهير االلت ازماات والعقود الاذي جااء فياه‪" :‬أموال المادين ضا ا ا ا ا ا اماان عاام‬
‫لدائنيه"‪.‬‬

‫وإذا كاانات القااعادة العااماة في الحجز المنظم في ق م م تتحقق بمجرد حلول أجال الوفااء‬
‫وعادم األداء‪،33‬فاإن األمر في م م ص م يختلف عن ذلاك نظ ار ألهمياة المقااولاة في النسا ا ا ا ا ا اايج‬
‫االقتصاادي العام‪ ،‬ومن أجل إنقاذها وتساوية وضاعيتها فالمشارع منع كل الدائنين من المطالبة‬
‫بالحجز على أصول المقاولة‪.‬‬

‫وتكريس ا ا ااا للطابع الجماعي الذي تتس ا ا اام به م م ص م أخضا ا ا اع المش ا ا اارع حق الدائنين في‬
‫ممارسا ا ااة الدعاوى واإلجراءات الكفيلة باسا ا ااتخالصا ا ااهم لديونهم في مواجهة المقاولة الخاضا ا ااعة‬
‫لمس ا ا ا ا اااطر المعالجة‪ ،‬لقاعدة وقف المتابعات الفردية المنص ا ا ا ا ااوص عليها في المادة ‪ 686‬من‬

‫‪ 32‬مقال منشور بمجلة المحامية موضي الموسى‪ ،‬مقال منشور على الرابط‪https://2u.pw/DH518Hs :‬‬
‫تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 2024/03/07‬على الساعة‪.18:52 :‬‬
‫‪33‬‬
‫أي تحقق واقعة تماطل المدين التي يترتب عنها التحقيق‪ ،‬وليل خاف عليكم أن التحقيق درجات تتمثل‬
‫في الحجز التحفظي ثم الحجز التنفيذي ثم البيع بالمزاد العلني مباشرة‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫القانون ‪ 17.73‬التي جاء فيها ما يلي‪" :‬يوقف حكم فتح المسا ااطرة او يمنع كل دعوة قضا ااائية‬
‫يقيمها الدائن اصحاب الديون نشأت قبل الحكم المذكور‪"...‬‬

‫وهاذا بمثااباة خروج عن المبادأ العاام في اسا ا ا ا ا ا ااتيفااء الاديون العااماة حياث إن الادائن بمجرد‬
‫حلول أجل الدين يحق له اس ااتيفاء دينه من المدين حتى ولو اقتض ااى األمر التنفيذ على أموال‬
‫المدين التي تعتبر ضمانا عام للدائن‪.‬‬

‫إن روح القانون ‪ 37.17‬ال تتماش ا ا ا ااى مع وض ا ا ا ااع الحجوز على أص ا ا ا ااول المقاولة المدينة‬
‫والخاضا ا ااعة إلحدى مسا ا اااطر صا ا ااعوبات المقاولة‪ ،‬ألن الهدف األسا ا اامى من القانون أعاله هو‬
‫الحفاظ على المقاولة وبالتالي إعطائها ض ا ا ا ا اامانات أكبر لمواجهة الص ا ا ا ا ااعوبات التي تواجهها‪،‬‬
‫ومن بينها وقف الدعاوى في مواجهتها‪ ،‬بما فيها الحجز‪ ،‬ألن الحجر على أصول المقاولة في‬
‫هذه الفترة سيفرع الهدف من وراء القانون ‪ 73.17‬من محتواه‪ ،‬وسيضرب به عرض الحائط‪.‬‬

‫وكلها عوامل توضا ا ا ا ا ااح لنا جيدا تمرد قواعد القانون‪ 73.17‬على القواعد العامة تحسا ا ا ا ا اابا‬
‫للطابع االقتصادي العام الذي يعتري هذا المجال‪.‬‬

‫وهاذا الطرح يزكياه القرار الصا ا ا ا ا ا ااادر عن محكماة االسا ا ا ا ا ا ااتئنااف التجاارياة بمراكش‪ ،‬عادد ‪274‬‬
‫الصاادر بتاريخ ‪ ،03/03/2009‬الذي جاء فيه‪" :‬الغاية من الحجز التحفظي هي منع المدين‬
‫من التصرف في أمواله بشكل يضر بدائينيه وتحويل الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي وعدم‬
‫وفاء المدين بالذين‪ ،‬هذه الغاية تبقى غير ممكنة في حالة فسااخ مسااطرة التسااوية القضااائية في‬
‫مواجهة المدين الذي ترص ا ا ا ا ااد أمواله لتنفيذ المخطط في حالة التس ا ا ا ا ااوية القض ا ا ا ا ااائية أو الوفاء‬
‫بالديون في حالة التصفية وذلك في إطار مسطرة جماعية‪.‬‬

‫ال محل في المس اااطر الجماعية إلجراءات التنفيذ الفردية عمال بمقتض اايات الفص اال ‪ 653‬من‬
‫م ت‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تكون المقاااولااة محقااة في طلااب رفع الحجز التحفظيااة الص ا ا ا ا ا ا ااادرة في مواجهتهااا بعااد تمتيعهااا‬
‫‪34‬‬
‫بمخطط االستم اررية لعدم جدوى بقائها‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصوصية الطعن وتبليغ االحكام في مساطر معالجة صعوبات‬


‫المقاولة‬

‫في إطار خصاوصاية مسااطر معالجة صاعوبات المقاولة‪ ،‬نجد أن المشارع خص طرق‬
‫الطعن في القانون ‪ 73.17‬بقسام خاص أال وهو القسام الثامن المعنون ب "طرق الطعن" وهو‬
‫األمر الذي يدفعنا إلى التفصا اايل في هذه الخصا ااوصا ااية الممنوحة للطعن في م م ص م (‪،)1‬‬
‫وكذلك خص مسطرة تبليغ األحكام في هذا القانون بأجل خاص وإجراءات خاصة (‪)2‬‬

‫خصوصية الطعن في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬ ‫‪-1‬‬

‫لم يخض ا ا ا ااع المش ا ا ا اارع المغربي مس ا ا ا اااطر ص ا ا ا ااعوبات المقاولة لجميع طرق الطعن‬
‫المنص ا ااوص عليها في ق م م‪ ،‬وذلك راجع إما لفش ا اال بعض الطرق في التجارب الس ا ااابقة بعد‬
‫مسااار طويل من التفعيل‪ ،‬أو لعدم مالئمة بعضااها مع طبيعة وفلساافة نظام معالجة صااعوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬لذا يمكن القول ان المش ا ا اارع في هذا القانون أي القانون ‪ 73.17‬قام بتمحيص دقيق‬
‫فاختار طرق طعن لتفعيلها (أ)‪ ،‬وأخرى لتعطيلها (ب)‪.‬‬

‫أ ‪ -‬طرق الطعن المفعلة في ظل نظام صعوبات المقاولة‬

‫من خالل مقتضيات الكتاب الخامل من مدونة التجارة‪ ،‬يتضح أن المشرع حدد بشكل‬
‫دقيق طرق الطعن التي تتالءم طبيعتها مع فلسفة صعوبات المقاولة وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ 34‬القرار عدد ‪ 274‬الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش‪ ،‬منشور بمجلة محكمتي‬
‫االلكترونية‪ ،‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ ،2024/03/11‬بتوقيت ‪ 21:43‬منشور على الرابط‪:‬‬
‫‪https://acesse.dev/lmQwM‬‬
‫‪20‬‬
‫االستئناف‪:‬‬ ‫❖‬
‫االس ا ا ا ااتئناف هو طريق من طرق الطعن العادية‪ ،‬وتترتب عن ممارس ا ا ا ااته عرض النزاع‬
‫على محكمة أعلى درجة من المحكمة التي سا ا ا ا ا اابق لها البت فيه‪ ،‬وهي محكمة االسا ا ا ا ا ااتئناف‪،‬‬
‫وكقاعدة عامة تكون كل االحكام قابلة لالس ا ا ا ا ااتئناف‪ ،‬ألن الطعن باالس ا ا ا ا ااتئناف هو الوس ا ا ا ا اايلة‬
‫األساااسااية التي ترد الحقوق ألصااحابها‪ ،‬خاصااة أن الفقرة األولى من الفصاال ‪ 134‬من ق م م‬
‫تقتض ااي بأن اس ااتعمال الطعن باالس ااتئناف حق في جميع األحوال عدا إذا قرر القانون خالف‬
‫‪35‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وخالفا للقواعد العامة للطعن باالس ا ا ااتئناف المنص ا ا ااوص عليها في ق م م‪ ،‬فقد خص ا ا ااه‬
‫المش اارع في ق م م ص م بخص ااوص اايات يتميز بها‪ ،‬وحتى يتم تحاش ااي أي اض ااطرابات ناتجة‬
‫عن الطعون التعس اافية لما من ش ااأنه التأثير الغير س االيم على الس ااير العادي للمس اااطر‪ ،‬تولت‬
‫الماادة ‪ 762‬من م ت تحادياد المقررات القاابلاة للطعن بااالسا ا ا ا ا ا ااتئنااف وكاذا الجهاة المخولاة لهاا‬
‫‪36‬‬
‫الطعن وفق األحكام الموجودة في المادة المعنية‪.‬‬

‫كما وضااعت أجاال جديدة االسااتئناف االحكام الصااادرة في موضااوع صااعوبات المقاولة‬
‫يساري على ساائر األطراف‪ ،‬وذلك داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداء من تاريخ تبليغ المقرر القضاائي‬
‫ماالم يوجاد مقتضا ا ا ا ا ا ااى مخاالف لاذلاك في هاذا القاانون‪،37‬خالفاا للقواعاد العااماة التي تحادد أجال‬
‫االساتئناف بها في ‪ 30‬يوما‪ ،‬مراعاة لخصاوصاية صاعوبات المقاولة والسارعة التي تعتبر سامة‬
‫من سماتها‪.‬‬

‫‪35‬عبد الكريم طالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية "دراسة في ضوء مستجدات مشروع ‪،"2018‬‬
‫الطبعة التاسعة‪ ،‬يناير ‪ ،2019‬ص‪.248‬‬
‫‪36‬‬
‫انظر المادة ‪ 762‬من ق ‪.73.17‬‬
‫‪37‬‬
‫انظر المادة ‪ 764‬من ق ‪.73.17‬‬

‫‪21‬‬
‫تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪:‬‬ ‫❖‬
‫يعتبر هذا الطعن من الطعون غير العادية‪ ،‬التي ال يمكن أن يمارسا ااها إال المتقاضا ااي‬
‫الذي لم يكن طرفا في النزاع الذي صا اادر فيه الحكم المطعون فيه‪ ،‬ويشا ااترط أيضا ااا لقبولها أن‬
‫يكون الطاعن قد تكبد ضا ا ا ا اار ار بفعل صا ا ا ا اادور في نزاع لم يكن ممثال فيه ولم يتم اسا ا ا ا ااتدعاؤه‪،‬‬
‫ويتمكن الغير الاذي مااارس هاذا الطعن من الاادفاااع عن مص ا ا ا ا ا ا ااالحااه والمطااالبااة بتعاادياال الحكم‬
‫‪38‬‬
‫الصادر في شقه الذي يمل بمصالحه‪.‬‬

‫وقد اعتمد المشاارع على هذا النوع من الطعون في م م ص م‪ ،‬حسااب المادة ‪ 763‬من‬
‫م م ص م‪ ،‬إال أناه أذا كاان هاذا النوع من الطعون في ق م م مخول لكال من مل الحكم أو‬
‫األمر القضا ا ا ا ا ا ااائي حقاه دون أن يقرن باأجال ‪ ،39...‬فاإن المشا ا ا ا ا ا اارع في القاانون ‪ 73.17‬أقرن‬
‫ممارس ا ا ااة هذا الطعن بآجال قص ا ا اايرة متمثلة في ‪ 15‬يوما‪ ،‬كما نالحظ أنه يقتص ا ا اار فقط على‬
‫مسا ا ا ااطرتين وهما التسا ا ا ااوية والتصا ا ا اافية القضا ا ا ااائية‪ ،‬باإلضا ا ا ااافة إلى الق اررات المرتبطة باألهلية‬
‫التجارية‪.40‬‬

‫النقض‪:‬‬ ‫❖‬
‫النقض طريق من طرق الطعن غير الع ا ااادي ا ااة التي تمكن أطراف النزاع من عرض‬
‫الحكم االنتهائي الذي أضار بمصاالحهم على محكمة النقض‪ ،‬بهدف التصاريح بإلغائه‪ ،‬ويمكن‬
‫ممارس ااة هذا الطعن سا اواء من طرف المدعي الذي رفض طلبه أو المدعى عليه الذي ص اادر‬
‫الحكم في مواجهتااه وباااعتباااره طريقااا من طرق الطعن الغير العاااديااة فااان الطعن بااالنقض ال‬
‫يمكن ممارسته سوى في الحاالت التي حددها القانون على سبيل الحصر‪.41‬‬

‫‪38‬جواد امهلول‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.206‬‬


‫‪39‬‬
‫جاء في المادة ‪ 303‬من ق م م ما يلي‪" :‬يمكن لكل شخص أن يتعرض على حكم قضائي يمل بحقوقه‬
‫إذا كان لم يستدع هو أو من ينوب عنه في الدعوى"‬
‫‪40‬‬
‫انظر المادة ‪ 763‬من ق ‪.73.17‬‬
‫‪41‬‬
‫األسباب القانونية الواردة على سبيل الحصر منصوص عليها في الفصل ‪ 359‬من ق م م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وتخض ا ا ا ا ااع األحكام والق اررات القض ا ا ا ا ااائية الص ا ا ا ا ااادرة من لدن المحاكم التجارية ومحاكم‬
‫االس ا ا ا ااتئناف التجارية للطعن بالنقض‪ ،‬لدى محكمة النقض ويخض ا ا ا ااع الطعن بالنقض بالكامل‬
‫لقواعاد ق م م والمباادئ التي تحكمهاا‪ ،‬واالختالف الكاامن في م م ص م هو مرتبط بااآلجاال‪،‬‬
‫فأجل الطعن بالنقض في القض ااايا العادية يختلف عن أجل الطعن بالنقض في هذه المس اااطر‬
‫الذي أتى قص ااي ار نس اابيا بش ااكل يتالءم مع مبادئ تس اريع المس ااطرة والتعجيل بإجراءاتها حماية‬
‫لمص ا ااالح المقاولة وحقوق الدائنين‪ ،‬وتحريكا آلليات التنفيذ في الوقت المناس ا ااب التي تقود إلى‬
‫اسا ا ااتم اررية المقاولة أو تفويتها أو الحكم بالتصا ا اافية القضا ا ااائية عند اسا ا ااتحالة اإلنقاذ قبل تفاقم‬
‫‪42‬‬
‫تدهور الوضعية المالية واالقتصادية واالجتماعية ‪....‬‬

‫ب ‪ -‬طرق الطعن المعطلة في نظام صعوبات المقاولة‬

‫عطل المشا ا اارع تطبيق بعص طرق الطعن المتضا ا اامنة في قانون المسا ا ااطرة المدنية في‬
‫القانون المتعلق بمعالجة مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬وهده الطرق هي‪:‬‬

‫التعرض‪:‬‬ ‫❖‬
‫عرف التعرض بأنه طريق من طرق الطعن العادية التي يمكن للمتقاضاين سالوكها في‬
‫مواجهة المقررات الص ا ا ااادرة غيابيا‪ ،43‬وال يس ا ا ااتفيد من هذا الطعن إال المتقاض ا ا ااي الذي لم يتم‬
‫اس ا ا ااتدعاؤه إلحدى مراحل التقاض ا ا ااي‪ ،‬ويترتب عنه عرض النزاع من جديد على المحكمة التي‬
‫‪44‬‬
‫سبق لها البث فيه من اجل التراجع عن الحكم الذي أصدرته‪.‬‬

‫‪ 42‬خليهنا فتوح‪ ،‬طرق الطعن في المادة التجاري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬مقال منشور بموقع العلوم القانونية‪،‬‬
‫‪ WWW.MAROCDROIT.COM‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ ،2024/03/04‬على الساعة ‪.18:45‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل ‪ 130‬من ق م م‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫جواد امهلول‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.193‬‬

‫‪23‬‬
‫وقاد أخاذ المشا ا ا ا ا ا اارع المغربي بهاذا النوع من الطعن في القاانون الملغى وذلاك ماا كاانات‬
‫من م ت‪ ،‬إال أن المش ا ا اارع حذف هذا النوع من الطعون فيما يتعلق‬ ‫‪45‬‬
‫تنص عليه المادة ‪729‬‬
‫بص ا ااعوبات المقاولة‪ ،‬واكتفى بطريق واحد من الطرق العادية أال وهو االس ا ااتئناف‪ ،‬ودلك راجع‬
‫لعدة أسباب سنذكرها في الملحق الخاص بالعرض‪.‬‬

‫إعادة النظر‪:‬‬ ‫❖‬


‫إعادة النظر طريق غير عادي يسا ا ا ا ااتطيع أحد الخصا ا ا ا ااوم في الدعوى أن يسا ا ا ا االكه في‬
‫حاالت معينة للطعن في األحكام االنتهائية غير القابلة للتعرض واالساتئناف‪ ،‬وذلك أمام نفل‬
‫المحكمة التي أصا ا اادرت الحكم المطعون فيه‪ ،‬ابتغاء رجوع هذه المحكمة عنه والقيام بالتحقيق‬
‫في القضا ا ا ااية من جديد تالف يا لخطأ غير مقصا ا ا ااود كان يشا ا ا ااوب الحكم المطلوب إعادة النظر‬
‫وفيما يتعلق بمسا ا ا ا ا اااطر صا ا ا ا ا ااعوبات المقاولة‪ ،‬فإن الفقرة الثانية من المادة ‪ 766‬جاءت‬ ‫‪46‬‬
‫فيه‬
‫صريحة تأكد عدم جواز الطعن بإعادة النظر في األحكام واألوام والق اررات الصادرة في م ص‬
‫ودلك بعد س ا ا ا اانوات من الجدال الفقهي حول جواز الطعن بإعادة النظر من عدمه والذي‬ ‫‪47‬‬
‫م‪،‬‬
‫سنقوم بتوضيحه في الملحق الخاص بالعرض‪.‬‬

‫خصوصية التبليغ االحكام في مساطر صعوبات المقاولة‬ ‫‪-2‬‬

‫باعتبار أن المقاولة تعتبر من النظام االقتصادي العام‪ ،‬وأن الحفاظ عليها يكفل حماية‬
‫المص ا ا ا االحة االقتص ا ا ا ااادية ككل‪ ،‬فإن المش ا ا ا اارع جعل التبليغ في م م ص م يتم بواس ا ا ا ااطة كاتب‬
‫الضا ا ا ا ا ا اابط‪ ،‬حيااث يبلغ الحكم إلى رئيل المقاااولااة والسا ا ا ا ا ا انااديااك داخاال أجاال ‪ 8‬أيااام من تاااريخ‬
‫صدوره‪.48‬‬

‫‪45‬‬
‫المادة ‪ " :729‬يتم التعرض وتعرض الغير الخارج عن الخصومة ضد المقررات الصادرة بشأن التسوية‬
‫والتصفية القضائية وسقوط األهلية التجارية بتصريح لدى كتابة ضبط المحكمة داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداء‬
‫من تاريخ النطق بالمقرر القضائي أو نشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر"‪.‬‬
‫ادريل العلوي العبدالوي‪ ،‬طرق الطعن في االحكام‪ ،‬المطبعة اإلقليمية مراكش‪ ،‬س‪ ،1984‬ص‪.109‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪47‬المادة ‪ 766‬من ق‪.73.17‬‬


‫‪48‬المادة ‪ 584‬من القانون ‪73.17‬‬
‫‪24‬‬
‫كما أن كاتب الضابط يقوم بنشار إشاعار الحكم‪ ،‬يتضامن اسام المقاولة كما هو مقيد في‬
‫الساجل التجاري‪ ،‬وكذا رقم تساجيلها به‪ ،‬وذلك في صاحيفة مخول لها نشار اإلعالنات القانونية‬
‫والقضا ا ا ااائية و اإلدارية‪ ،‬وفي الجريدة الرسا ا ا اامية داخل أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ صا ا ا اادوره‪ ،‬ويدعو‬
‫الدائنين إلى التص اريح بديونهم للساانديك المعين‪ ،‬ويعلق هذا االشااعار على اللوحة المعدة لهذا‬
‫الغرض بالمحكمة المصا اادرة للحكم فور النطق به‪ ،‬ويجب كذلك اإلشا ااارة إلى الحكم بسا ااجالت‬
‫المحافظة على األمالك العقارية أو بالساجالت الخاصاة بتساجيل السافن وطائرات وغيرها من‬
‫الس ا ا ا ااجالت المعدة لنفل لهذه الغاية حس ا ا ا ااب الحالة‪ ،49‬وهذا على خالف ما جاء في القواعد‬
‫‪50‬‬
‫العامة المنصوص عليها في ق م م‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫تأسيسا على ما سبق التطرق إليه‪ ،‬نستنتج أن المشرع توفق في تحيين النصوص‬
‫الخاصة بمساطر صعوبات المقاولة ليتالءم مع الخصوصية التي تمتاز بها المقاولة بشكل‬
‫عام ومع ما تحتاجه التجارة بشكل خاص‪ ،‬لكنه أحيانا يحيل إلى النصوص اإلجرائية المنصوص‬
‫عليها في المسطرة المدنية وعليه نستنتج بعد معالجة هذا الموضوع ما يلي‪:‬‬

‫‪ .49‬المادة أعاله‪.‬‬
‫‪ .50‬المواد من ‪36‬إلى ‪ 41‬من ق م م‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫✓ يحيل المشرع في إطار مساطر صعوبات المقاولة إلى نصوص قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ ،‬وهو ما يؤكد عدم استقاللية هذا األخير استقالال مطلقا عن النص‬
‫اإلجرائي األم‪.‬‬
‫✓ توجد مجموعة من اإلجراءات المعطلة في نصوص مساطر معالجة صعوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬مثل إجراءات تحقيق الرهون الواردة على أصول المقاولة وهذا راجع‬
‫باإلساس إلى خصوصية مكانة المقاولة‪.‬‬
‫✓ تخض ا ا ااع إجراءات التقاض ا ا ااي في هذه المس ا ا اااطر للنص ا ا ااوص العامة الواردة في‬
‫قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫✓ كس ا ا ا ا اار المش ا ا ا ا اارع في العديد من المناس ا ا ا ا اابات القواعد العامة الناظمة إلجراءات‬
‫التقااضا ا ا ا ا ا ااي‪ ،‬وأبرز مثاال على ذلاك الفتح التلقاائي للمسا ا ا ا ا ا ااطرة من طرف رئيل‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫✓ وض ا ااع المش ا اارع في مس ا اااطر معالجة ص ا ااعوبات المقاولة آجاال محددة قص ا اايرة‬
‫مقارنة مع اآلجال الواردة في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬باعتبار المرحلة الحاسمة‬
‫التي تمر منها المقاولة‪.‬‬

‫ختاما نشا ااير إلى أن كل النصا ااوص المنظمة لهذه المسا اااطر‪ ،‬تكرس رغبة المشا اارع في تحقيق‬
‫األهداف المنشودة‪ ،‬المتمثلة في استمرار المقاولة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪1 ..............................................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قانون المسطرة المدنية ومساطر معالجة صعوبات المقاولة بين التمرد والخضوع ‪5 ........‬‬

‫أوال‪ :‬حاالت الرجوع إلى قانون المسطرة المدنية ‪5 .....................................................‬‬

‫‪1‬ـ حاالت اإلحالة إلى قانون المسطرة المدنية ‪5 .......................................................‬‬

‫ا‪ -‬الحجز العقاري ‪6 ..................................................................................‬‬

‫ب ‪ -‬اجراءات فتح مسطرة المعالجة ‪7 ................................................................‬‬

‫ج‪ -‬التبليغ في مساطر صعوبات المقاولة ‪8 ...........................................................‬‬

‫‪ - 2‬حاالت الرجوع إلى قواعد المسطرة المدنية بدون إحالة ‪9 .........................................‬‬

‫أ ‪ -‬إجراءات تعيين الخبير ‪9 ..........................................................................‬‬

‫ب ‪ -‬شكليات إصدار األحكام ‪10 .....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت تعطيل مقتضيات قانون المسطرة المدنية ‪10 .............................................‬‬

‫‪ - 1‬إجراءات رفع الدعوى ‪11 ........................................................................‬‬

‫أ ‪ -‬على مستوى قانون المسطرة المدنية ‪11 .........................................................‬‬

‫ب ‪ -‬على مستوى القانون المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة ‪11 ....................................‬‬

‫‪ -2‬التنفيذ المعجل لألحكام الصادرة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪13 .........................‬‬

‫أ ‪ -‬النفاد المعجل وفق القواعد العامة ‪14 ............................................................‬‬

‫ب ‪ -‬النفاذ المعجل في القانون ‪14 .......................................................... 73.17‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصوصيات بعض المساطر في نظام صعوبات المقاولة ‪15 ..............................‬‬

‫أوال‪ :‬خصوصيات المسطرة في المصالحة والحجز في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪16 ............‬‬

‫المصالحة والصلح تشابه في االسم اختالف في المضمون ‪16 ........................................‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ 2‬ـ خصوصية الحجز في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪18 .......................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصوصية الطعن وتبليغ االحكام في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪20 ......................‬‬

‫‪-1‬خصوصية الطعن في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪20 ........................................‬‬

‫أ ‪ -‬طرق الطعن المفعلة في ظل نظام صعوبات المقاولة ‪20 ..........................................‬‬

‫ب ‪ -‬طرق الطعن المعطلة في نظام صعوبات المقاولة ‪23 ............................................‬‬

‫‪-2‬خصوصية التبليغ االحكام في مساطر صعوبات المقاولة ‪24 .......................................‬‬

‫خاتمة ‪25 ............................................................................................‬‬

‫‪28‬‬

You might also like