Professional Documents
Culture Documents
مفهوم الرغبة المحور الثاني والثالث
مفهوم الرغبة المحور الثاني والثالث
الطرح اإلشكالي:
تعبر الرغبة عن ذلك النزوع والميل التلقائي والواع نحور غاية معروفة أو متخيلة ،وهذا القول
يجعل من الرغبة رغبة أساسها الوعي واإلرادة ،إال أن اهناك رغبات ال واعية والشعورية ،تخرج
واإلرادة ،وهذا المعطى هو ما يدفعنا إلى مساءلة الرغبة والبحث في حقيقتهاعن نطاق الوعي ٍ
وعن عالقتها باإلرادة ،وإن كانت الرغبة اإلنسانية نابعة من إرادته أم أنها تبقى خارج نطاق
إرادته.
فما عالقة الرغبة باإلرادة؟ هل ترتبط الرغبة باإلرادة وتنتج عنها أم أنها تبقى خارج نطاق
اإلرادة؟
كيف تتحدد عالقة الرغبة بكل من األمل واإلرادة؟ وكيف يمكن التمييز بين األمل واإلرادة؟
وهل اإلرادة رغبة قابلة للتنفيذ؟
أطروحة النص:
يميز إرنست بلوك بين سلبية الرغبة حينما تقترن بمجرد األمل ،وبين إيجابيتها حينما تقترن
باإلرادة .فاألمل يجعل الرغبة حبيسة الخيال وغير معقولة أحيانا ،في حين توفر اإلرادة للرغبة
شروط وعناصر التحقق الفعلي على أرض الواقع ،كما تجعلها معقولة في ذاتها .إن اإلرادة إذن
هي رغبة قابلة للتنفيذ.
الرغبة ↔ األمل :حينما تقترن الرغبة باألمل تظل بعيدة عن العمل والنشاط الفعلي ،وتبقى في
حدود التمني والحلم.
الرغبة ↔ اإلرادة :تأجج الرغبة من حماس اإلرادة وتمثل طاقة نفسية لتحريكها ،بينما تجعل
اإلرادة الرغبة قابلة للتنفيذ وتوفر لها أسباب التحقق واإلنجاز الفعليين.
األمل ↔ اإلرادة :األمل سلبي ويرتبط بالخيال والتمني كما ال يكون معقوال أحيانا ،بينما اإلرادة
إيجابية وتتضمن العمل ← .تتميز اإلرادة إذن بعنصرين أساسين هما المعقولية والواقعية ،فهي
تفترض عنصر العقل والوعي مما يجعلها خاصية إنسانية ،كما تتطلب األسباب والشروط الكفيلة
بتحقيقها على أرض الواقع.
األساليب الحجاجية:
اعتمد صاحب النص على أسلوبين حجاجيين رئيسيين من أجل التمييز بين األمل واإلرادة
-أسلوب المثال وقد قدم صاحب النص ثالثة أمثلة رئيسية:
مثال الشخخخص الذی يتمنى أن يكون الطقس جميال غدا :وقد أراد إرنسخخت بلوك أن يوضخ من :
خالل هذا المثال طبيعة األمل ،وكيف أنه يظل في نطاق التمني وال يتحقق واقعيا.
مثال الشخخخخص الذی يتمنى عودة ميت إلى الحياة :أراد صخخخاحب النص أن يوضخخخ لنا في هذا
المثال المعقولية األمل مثال ألناس ضخخعاف الشخخخصخخية أو مترددين ومتخاذلين :فهؤالء ذوو آمال
وتمنيخات ،لكن تنقصخخخخخهم اإلرادة .فخالهرض من هخذا المثخال إذن هو التمييز بين األمخل واإلرادة ،إذ
يخظخخخل األول حخبخيخس الختخمخنخي والخخخيخخخال ،بخيخنخمخخخا تخرقخى الخثخخخانخيخخخة إلخى مسخخخ ختخوع الخواقخع والختخحخقخق
الفعلي.
-أسلوب المقارنة حيث نجد في الفقرة األخيرة مقارنة بين األمل واإلرادة يمكن توضحها كما يلي:
القلة الكثرة
توفر الوسائل انعدام الوسائل
القصر الطول
الواقع الخيال
رغبة قابلة للتنفيذ رغبة غير قابلة للتنفيذ
إيقاع سريع إيقاع بطيء
رغبة محددة بدقة رغبة غير محدودة بدقة
رغبات معقولة رغبات غير معقولة في الهالب
يختلف الناس في تمثلهم للسعادة ،بين من يقصرها على حسن العيش ،من حياة مرفهة ،وامتالك
لألموال والثروات ،وتلبية كاملة للرغبات ،وتشيع لها ،وتحقيق اللذة والمتعة في مختلف أشكالها
وتجلياتها وقد نجد الختالف بين األفراد ،فالمريض يرى السعادة في الصحة ،والفقير يراها في
المال ،والوحيد يراها في األنس والصداقة.
يظهر إذن أن التمثل الجتماعي يهيمن عليه المعنى المادي ،الذي يقترن بإرضاء رغبات وشهوات
الجسد ،والستمتاع باللذة والرغبة بكل أشكالها .وفي لسان العرب نجد :سعد ،السعد ،بمعنى اليمن
والخير ،وسعد سعدا فهو سعيد ،وسعد فهو مسعود ،وهو نقيض النحس والشقاوة ،ويكتسب اليمن
أي الخير دللتين :األولى تشير إلى ما هو مادي محسوس ،وتتمثل في اإلرضاء واإلشباع ،أما
الدللة الثانية ،فتشير إلى ما هو عقلي ،وتتمثل في التدبير .وتتحدد السعادة من الناحية الفلسفية
كحالة إرضاء وإشباع وارتياح تام للذات ،يتسم بالقوة والثبات ،ويتميز عن اللذة للحظيتها ،وعن
الفرح لحركيته ،ويبدو من هذا أن المسألة الفلسفية تتحدد عبر مستويين:
-مستوى مادي هل السعادة هي مادية ترتبط بكل ما يحقق اإلرضاء المادي من رغبات ،وامتالك
للخيرات والصحة والنفوذ.
-مستوى مجرد يتعلق بكل ما يحقق اللذة العقلية ،من معرفة وعلم ،أم أنها تتجاوز هذا وذاك لترتبط
باللذة الروحية والوجدانية.
أمام هذه المفارقة يمكننا طرح اإلشكال التالي :فهل يمكن حصر السعادة فيما ما هو مادي حسي أم
أنها ترتبط بما هو عقلي روحي؟ وهل تحقيق الرغبات يحقق السعادة أم يولد الشقاء؟
المواقف الفلسفية:
يؤكد ديكارت على أن رغبات يرع المفكر العربي المسخلم أن اإلنسخان يرع الفيلسخخخخوف اليوناني هناك عالقة
االنسان متعددة ومتناقضة في نفس السخخخخوی هو الذی يتعالى عن الرغبات وطيخدة بين الرغبخة واللخذة ،إذ ال يجخب
اآلن ،وذلك بسبب تعدد موضوعاتها، والشخخهوات والملذات الحسخخية .ويظهر البحث عن شخخخيء إال إذا كان يحقق لنا
لكن بالرغم من ذلك ،يوجد ضمن هذه ذلك في كتابه “تهذيب األخالق وتطهير متعخخة ولخخذة .واللخخذة عنخخد أبيقور هي
الرغبات ما يمن اإلنسان شعورا األعراق ،ففي هخخذا الكتخخاب ينتقخخد ابن الخخخيخر الخرئخيسخخخخخي والخطخبخيخعخي ،وهخي
وإحساسا عظيما بما يبهج في هذه مسخخخخكويه العامة من الناس ،ذلك أنهم مقيخاس كخل سخخخخخعخادة ،وتتمثخل في دفع
الحياة ،وأسمى مستويات هذا الخذين يجعلون من اللخذات البخدنيخة غخايخة األلم والخوف والسخخخخخعي وراء تحقيق
اإلحساس هو الحب ،فعاطفة الحب الهخايخات وأسخخخخخاس تحقيق السخخخ خعخادة، سخخالمة الجسخخم وطمأنينة النفس .لذلك
كرغبة متولدة عن االبتهاج ،هي ما وبشخخخ خبخهخهخم بخخخالخخخنخخخازيخر والخخخنخخخافخس يبخخدو أن اللخخذة بمفهومهخخا األبيقوری
يمكن أن يبعث السعادة في حياة والديدان وخسائس الحيوانات. حسخخخخخخخخخخخخيخخخخخخخة وروحخخخخخخخيخخخخخخخة
اإلنسان ،ومن خالل ذلك يمكن القول إن إذن فخابن مسخخخخخكويخه يرع أن طريقخة معا.
هناك عالقة تالؤم ووحدة بين الرغبة السخخخخخعخادة ،وطريق الكمخال ،ليس هو
والسعادة. طريق الملذات والشخخخهوات والرغبات،
بل هو االمتناع عنها ولجمها.
خالصة تركيبية:
خالصة القول ،أن طبيعة العالقة بين الرغبة والسعادة عالقة متعددة األوجه ،فالرغبة قد تكون
أساس تحقيق السعادة ،خاصة إذا استطاع اإلنسان تحصينها ببعد أخالقي .لكن إشباع الرغبات قد
يكون سبيال للشقاء والتعاسة ،وخاصة إذا كان هذا اإلشباع على حساب القيم
واألخالقية.