Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬

‫‪ -‬كيف نكون من الشاكرين ‪ :‬تأليف الشيخ‪ :‬عبد هللا بن صالح الفوزان بال‬
‫‪ُ -‬مصنف ابن أبي شيبة ‪ :‬المصنف ‪ :‬أبو بكر عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (‪ 059‬ـ ‪ 035‬هـ)‬
‫تحقيق ‪ :‬محمد عوامة‪ ,.‬بيروت لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة ‪ :‬المؤلف‪ :‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم‬
‫الجوزية (المتوفى‪150 :‬هـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬المعجم الكبير ‪ :‬المؤلف‪ :‬أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني‪ ,‬المتوفى‪ 312 :‬هـ‬
‫المحقق‪ :‬حمدي بن عبد المجيد السلفي الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي الطبعة‪ :‬الثانية‪ 0983 ،‬م‬
‫‪ -‬موسوعة "اإلشارات العلمية في القرآن الكريم والسنة النبوية " د‪ .‬عبد الباسط بيروت ‪ ,‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬نظم الدرر في تناسب اآليات والسور ‪ :‬المؤلف‪ :‬إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي‬
‫(المتوفى‪885 :‬هـ) دار النشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت – ‪0405‬ه ‪.‬‬
‫‪ -‬الورع ‪ :‬المؤلف‪ :‬أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبدهللا الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 0983 – 0423‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬زينب إبراهيم القاروط ‪.‬‬

‫المقال العلمي‬

‫م‪.‬د‪ .‬صهيب احمد السام رائي‬

‫‪ Definition and conventions controls:‬‬


‫‪The method of scientific writing is subject to a correct intellectual logic, and an‬‬
‫‪organized scientific approach, so that the ideas come in an accurate order, in‬‬

‫‪261‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫ مارس‬2 ‫العدد‬ 0202
which the introductions arrive at the results, whether they are purely scientific or
scientific, presented in a literary form and not on the condition that they are
formulated in a dry scientific picture, devoid of artistic photography. It may be
presented in a literary form, and this is what the scholars mean by the disciplined
scientific method, in which the writer tries to adapt scientific materials in a
palatable literary form In order for the attempt to be successful, the writer must
follow what is fasting in charting the right path in scientific research, and therefore
our research in this context is looking at the general and private issues in the
scientific article, which contains 24 pages including:
The first topic: The emergence of the scientific article and its definition
The first requirement: the emergence of the scientific article
The second requirement: Defining the scientific article
The second topic: the types and types of the scientific article
The first requirement: Types of scientific article
The second requirement: controls conventions in the scientific article
Where interest is focused on these axes as follows:
1- The researcher's knowledge of the objectives of the research report.
2- His direct direction towards the main points of the research without
introductions far from the crux of the topic.
3- The researcher practiced how to precisely advance a topic and understand the
material.
4- His knowledge of how to organize ideas.
5-Mastering scientific research methods,means, tools, methodology, type,
behavior and entranc.

262
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫‪ ‬المبحث االول‬
‫نشأة المقال العلمي وتعريفه‬

‫المطلب االول‪ :‬نشأة المقال العلمي‬


‫يخضع أسلوب الكتابة العلمية لمنطق فكري قويم‪ ،‬ومنهج علمي منظم‪ ،‬حتى تجيء األفكار مرتبة تر ً‬
‫تيبا دقيًقا‪،‬‬
‫توصل المقدمات فيها إلى النتائج‪ ،‬سواء أكانت علمية بحتة‪ ،‬أو علمية تساق في صورة أدبية‪ ،‬وليس بشرط أن تصاغ‬
‫في صورة علمية جافة‪ ،‬خالية من التصوير الفني‪ ،‬بل قد تساق في صورة أدبية‪ ،‬وهذا ما يعنيه الدارسون باألسلوب‬
‫العلمي المتأدب‪ ،‬الذي يحاول الكاتب فيه تطويع المواد العلمية في صورة أدبية مستساغة‪.‬‬
‫وحين نستعرض النثر العلمي في تراثنا العربي‪ ،‬نلتقي بكتابات علمية في شتى فنون المعرفة‪ ,‬كتبها نفر من علماء‬
‫العرب في العصر اإلسالمي على أحسن نهج‪ ،‬وأفضل طريقة‪ ،‬وتميزت أساليبهم بالدقة في التفكير‪ ،‬والوضوح في‬
‫العرض‪ ،‬والسالمة في االستقراء‪ ،‬والصحة في االستنتاج من أمثال‪ :‬ابن الهيثم ‪ ،‬والجاحظ ‪ ،‬وابن مسكويه ‪ ،‬وابن‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬والرازي‪ ، 2‬وابن سينا ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫الصوري ‪ ،‬والخوارزمي ‪ ،‬وابن النفيس ‪ ،‬والغزالي‬

‫‪1‬أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي‪ ،‬الملقب حجة اإلسالم زين الدين الطوسي الفقيه الشافعي‪ ،‬لم يكن للطائفة الشافعية في آخر‬
‫عصره مثله‪ ،‬قدم نيسابور واختلف إلى دروس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني‪ ،‬وجد في االشتغال حتى تخرج في مدة قريبة‪ ،‬وصار من األعيان‬
‫المشار إليهم في زمن أستاذه‪ ،‬وصن ف في ذلك الوقت‪ ،‬فوض إليه الوزير تدريس مدرسته النظامية بمدينة بغداد‪ ،‬فجاءها وباشر إلقاء الدروس بها‪،‬‬
‫وذلك في جمادى األولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة‪ ،‬وأعجب به أهل العراق وارتفعت عندهم منزلته‪ ،‬ثم ترك جميع ما كان عليه في ذي القعدة سنة‬
‫ثمان وثمانين وأربعمائة‪ ،‬وسلك طريق الزهد واالنقطاع وقصد الحج [وناب عنه أخوه أحمد في التدريس] ‪ ،‬وله تصانيف عدة ‪ ،‬وكانت والدته سنة‬
‫خمسين وأربعمائة‪ ،‬وقيل سنة إحدى وخمسين بالطابران ‪ ،‬وتوفي يوم االثنين رابع عشر جمادى اآلخرة سنة خمس وخمسمائة بالطابران ‪ ،‬وفيات‬
‫األعيان وأنباء أبناء الزما ن ‪ ،‬أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي اإلربلي (المتوفى‪682 :‬هـ) ‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬إحسان عباس ‪ ،‬دار صادر – بيروت‪.226/4 ،‬‬
‫‪2‬محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي العالمة فخر الدين أبو عبد هللا القرشي البكري التيمي الطبرستاني األصل ‪ ،‬الرازي ابن خطيب الري‬
‫الشافعي ‪ ،‬المفسر المتكلم صاحب التصانيف ‪ ،‬ولد في سنة أربع وأربعين وخمسمائة ‪ ،‬اشتغل على والده اإلمام ضياء الدين عمر كان من تالمذة‬
‫محي السنة أبي محمد البغوي ‪ ،‬قال الموفق أحمد بن بي أصيبعة في تاريخه انتشرت في اآلفاق مصنفات فخر الدين وتالمذته وكان إذا ركب‬
‫يمشي حوله نحو ثالثمائة تلميذ فقهاء وغيرهم وكان خوارزم شاه يأتي إليه ‪ ،‬صنف التفسير الكبير في اثني عشر مجلدا سماه فتوح الغيب أو‬
‫مفاتيح الغيب وفسر الفاتحة في مجلد مستقل وضخم سماه مفاتيح العلوم وصنف البرهان في قراءة القرآن وله المصنف في إعجاز القرآن وكتاب‬
‫المطالب العالية في ثالثة مجلدات ولم يتمه وهو من آخر تصانيفه وكتاب عيون الحكمة فلسفة وكتاب في الرمل وكتاب في الهندسة وعدة‬
‫مصنفاته كثيرة مذكورة في وفيات األعيان ‪ ،‬وقد كانت وفاته في يوم الفطر بهراة في سنة ست وستمائة ‪ ،‬طبقات المفسرين ‪ ،‬أحمد بن محمد األدنه‬
‫وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى‪ :‬ق ‪22‬هـ) ‪ ،‬المحقق‪ :‬سليمان بن صالح الخزي ‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم – السعودية ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪2427‬هـ‪2997 -‬م ‪.223/2 ،‬‬

‫‪263‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫وغيرهم ممن كتبوا في الرياضيات ‪ ،‬والفلك‪ ،‬والطب ‪ ،‬والنبات‪ ،‬والحيوان والتشريح‪ ،‬والفكر ‪ ،‬والبصريات‪ ،‬وترجمت‬
‫مؤلفاتهم ‪-‬بعد‪ -‬إلى الالتينية واللغات األوروبية‪ ،‬وظلت مراجع معتمدة‪ ،‬ومصادر موثقة لدى أهل الصناعات في‬
‫قرونا عديدة‪ ،‬وكانت األساس الذي قامت النهضة العلمية األوروبية عليه‪.‬‬
‫جامعات أوروبا ً‬

‫ويعتبر الجاحظ من العلماء المعدودين في تاريخ العلم البشري‪ ،‬يقول ‪:‬‬


‫يوما‬
‫(( ساير هؤالء روح العصر‪ ،‬وتمشوا مع أحدث النظريات واآلراء العلمية‪ ،‬وتابعوا التطورات العلمية التي تطالعنا ً‬
‫بعد يوم‪ ،‬وسنحاول أن نقف على جهود بعضهم في مجال المقال العلمي‪ ،‬وبسط الحقائق‪ ،‬في أسلوب رصين‪ ،‬يمكن‬
‫تناوله في سهولة ويسر ))‪.‬‬
‫وهنا نموذج يبينه (( صفوان عدنان داوودي ))‪ ،‬محقق كتاب (( الغريب المصنف )) ‪ ،‬للهروي ((‪224‬هـ)) ‪ ،‬يقول‬
‫الجاحظ ‪:‬‬
‫أن عدداً من‬
‫ثم نزيد هاهنا فنذكر َ‬
‫أسلفنا الكالم بأن كتاب (( الغريب المصنف)) ‪ ،‬لقي رواجاً وقبوالً عند العلماء‪َّ ،‬‬
‫الشارح له‪ ،‬ومنهم َّ‬
‫الشارح ألبياته‪.‬‬ ‫العلماء عكف على هذا الكتاب‪ ،‬فمنهم المختصر له‪ ،‬ومنهم َّ‬

‫=‬
‫الرئيس ابن ِسينا ‪ 428 - 372( ،‬هـ ‪ 2237 - 982 ،‬م) ‪ ،‬الحسين بن عبد هللا بن سينا‪ ،‬أبو علي‪ ،‬شرف الملك‪ :‬الفيلسوف الرئيس‪ ،‬صاحب‬
‫‪َّ 1‬‬
‫التصانيف في الطب ‪ ،‬والمنطق والطبيعيات وااللهيت‪ .‬أصله من بلخ‪ ،‬ومولده في إحدى قرى بخارى‪ ، .‬ونشأ وتعلم في بخارى‪ ،‬وطاف البالد‪ ،‬وناظر‬
‫العلماء‪ ،‬واتسعت شهرته‪ ،‬وتقلد الوزارة في همذان‪ ،‬وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته‪ ،‬فتوارى‪ .‬ثم صار إلى أصفهان‪ ،‬وصنف بها أكثر كتبه ‪ ،‬وقال‬
‫ابن تيمية‪( :‬تكلم ابن سينا في أشياء من اإللهيات‪ ،‬والنبويات‪ ،‬والمعاد‪ ،‬والشرائع‪ ،‬لم يتكلم بها سلفه‪ ،‬وال وصلت إليها عقولهم‪ ،‬وال بلغتها علومهم)‬
‫مطول ومختصر‪ ،‬ونظم الشعر الفلسفي الجيد‪ ،‬ودرس اللغة مدة طويلة حتى بارى كبار المنشئين‪ .‬أشهر كتبه (القانون‬ ‫َّ‬
‫صنف نحو مئة كتاب‪ ،‬بين ّ‬
‫‪ -‬ط) كبير في الطب‪ ،‬يسميه علماء الفرنج (‪ )Canonmedicina‬بقي معوال عليه في علم الطب وعمله‪ ،‬ستة قرون‪ ،‬وترجمه الفرنج إلى لغاتهم‪،‬‬
‫وكانوا يتعلمونه في مدارسهم‪ ،‬وطبعوه بالعربية في رومة ‪ ،‬وهم يسمون ابن سينا ‪ Avicenne‬وله عندهم مكانة رفيعة‪ .‬ومن تصانيفه (المعاد ‪-‬‬
‫خ) رسالة في الحكمة‪ ،‬و (الشفاء ‪ -‬ط) في الحكمة‪ ،‬أربعة أجزاء‪ ،‬و (السياسة (‪ ))2‬و (أسرار الحكمة المشرقية ‪ -‬ط) ثالث مجلدات وأرجوزة في‬
‫(المنطق ‪ -‬ط) ورسالة (حي بن يقظان ‪ -‬ط)‪ ،‬األعالم ‪ ،‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي (المتوفى‪:‬‬
‫‪2396‬هـ) ‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة عشر ‪ -‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2222‬م‪.242/2،‬‬

‫‪264‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫العباس المرسي‪ ،‬أحمد بن محمد بن بالل‪ ،‬المتوفى سنة ‪412‬هـ‪ .‬انظر الوافي للصفدي‪ ،‬ومنهم‬
‫فمن الشارحين له أبو ّ‬
‫المختصرين له أبو بكر محمد بن علي بن أبي بكر اللخمي‪ ،‬المعروف بابن المرضي المتوفى سنة ‪ 150‬هـ‪ ،‬سماه‪:‬‬
‫حلية األديب في اختصار الغريب ‪ ،‬ومنهم أبو يحيى‪ ،‬محمد به رضوان النميري الوادي آشي‪ ،‬المتوفى سنة ‪ 151‬هـ ‪،‬‬
‫َّ‬
‫المصنف) إنباه الرواة ‪ ،‬ومنهم التبريزي له (تهذيب الغريب المصنف)‬ ‫ومنهم ابن سيده‪ ،‬وله كتاب اسمه (تقريب غريب‬
‫‪ .‬تهذيب إصالح المنطق ‪ ،‬وشرح أبياته أبو عبيد البكري‪ ،‬صاحب كتاب (فصل المقال في شرح كتاب األمثال)‬
‫‪1‬‬
‫وسماه‪ :‬صلة المفصول في شرح أبيات الغريب‪..‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫تعريف المقال العلمي‬

‫وتكمن اهمية تعريف المقال كونه مفهوم موضوعي يشمل حقائق معينة يجب التواضع عليها وهو الفيصل في حل‬
‫االشكال الذي يحصل بين المفردات المشتركة في اللفظ ‪ ،‬وبخاصة المصطلح العلمي ‪ ،‬احببنا ان نسلط الضوء على‬
‫تعريف المقال ‪ ،‬العلمي بصيغته المركبة ‪ (( :‬الذي تتحدد داللته وعبارته في اطار نظرية متكاملة ‪ ،‬وال يظهر اال‬
‫بوصفه عناصر مكملة للنظرية ‪ ،‬ومن ثم فان المصطلح يخضع في تطوره للتخصص نفسه ‪ ،‬وال يتحدد اال في داخل‬
‫‪2‬‬
‫النظام الذي يكونه ذلك التخصص )) ‪.‬‬

‫فاالصطالحات العلمية ‪ :‬هي تلك المصطلحات التي تخص فروع العلوم من فيزياء وكيمياء‪ 3‬وغيرها‪.‬‬

‫ومعاجم االصطالحات العلمية ‪:‬هي التي جمعت االصطالحات العربية القديمة ‪ ،‬وقابلتها مع لغات اخرى‪ ،‬لغرض‬
‫‪1‬‬
‫االتفاق على تعريف دقيق يواكب العصر الحديث‬

‫‪1‬الغريب المصنف ‪،‬أبو ُعبيد القاسم بن سالّم بن عبد هللا الهروي البغدادي (المتوفى‪004 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬صفوان عدنان داوودي ‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫اإلسالمية بالمدينة المنورة ‪.080/0 ،‬‬

‫االسس اللغوية لعلم المصطلح ‪ ،‬محمد فهمي حجازي ‪22 ،‬ـ‪23‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬المعجم العلمي ‪ ،‬د‪ .‬ماهر الشريف ‪ ،‬دار اسامة للنشر والتوزيع ‪2222 ،‬م ‪3 ،‬‬

‫‪265‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫وكتب المفكرين قد امتألت بالمقاالت العلمية ونقصد بالمقال العلمي هو ‪:‬‬
‫(( الذي يعرض نظرية من نظريات العلم‪ ،‬أو مشكلة من مشكالته عرضا موضوعيا صرفا‪ ،‬بأسلوب يتميز بالدقة في‬
‫تحديد المفاهيم‪ ،‬ويعتمد على األدلة والبراهين والحجج القاطعة‪ ،‬ويدعم في الغالب باألرقام واإلحصائيات والشواهد‬
‫والتجارب‪ ،‬ويمتاز بالوضوح واالستقصاء‪ ،‬والدخول في الموضوع مباشرة‪ ،‬ووضع المصطلح العلمي في المكان الالئق‬
‫‪2‬‬
‫به‪)).‬‬
‫فالمقال العلمي هو (( أداة العالم لوصف الحقائق العلمية من خالل منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة‬
‫))‪.3‬‬
‫وتكمن اهمية تعريف المصطلح كونه مفهوم موضوعي يشمل حقائق معينة يجب التواضع عليها وهو الفيصل في حل‬
‫االشكال الذي يحصل بين المفردات المشتركة في اللفظ ‪ ،‬وبخاصة المصطلح العلمي ‪.‬‬

‫(في ِاال ْص ِط َالح العلمي) جسممجوف أسطواني َ‬


‫ط ِويل‬ ‫ومثال ذلك ‪(:‬األنبوب) ما بين اْل َكعبي ِن من اْلقصب والقناة و ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫الزجاج ‪ ، 4.‬وهذا الوصف يتيح ألهل المهن التعرف الى استخدامه ‪.‬‬ ‫من اْلخشب أَو اْل َم ْعدن أَو ّ‬
‫ومثال اخر نقارنه مع كتب التفسير القديم حول االصطالح على مفردة خشب ‪:‬‬

‫ِن َيُقوُلوا َت ْس َم ْع ِلَق ْوِل ِه ْم َكأََّن ُه ْم ُخ ُش ٌب‬


‫ام ُه ْم َوإ ْ‬ ‫يقول الزمخشري ((‪))538‬هـ ‪ ،‬في قوله تعالى‪َ (( :‬وِإ َذا َأرَْي َت ُه ْم ُت ْع ِجُب َك أ ْ‬
‫َج َس ُ‬
‫‪5‬‬
‫ُم َسَّن َد ٌة ))‬
‫ألن الخشب إذا انتفع‬
‫شبهوا في استنادهم‪ -‬وما هم إال أجرام خالية عن اإليمان والخير‪ ،‬بالخشب المسندة إلى الحائط و ّ‬
‫به كان في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان االنتفاع‪ ،‬وما دام متروكا فارغا غير منتفع به أسند إلى الحائط‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الخ ُش ٌب‪ :‬جمع خشباء‪ ،‬والخشباء ‪ ،‬الخشبة التي دعر جوفها ‪.‬‬
‫فشبهوا به في عدم االنتفاع ‪ ،‬و ُ‬

‫=‬
‫‪1‬ينظر ‪:‬المعجم الحديث ‪ ،‬مجمع اللغة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪2224 ،‬م ‪ ،‬رقم الصفحة ((هـ ))‬

‫‪2‬المقال وتطوره في األدب المعاصر ‪ ،‬السيد مرسي أبو ذكري ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬الطبعة‪.82، 2982-2982 :‬‬
‫‪3‬فن الكتابة الصحفية ‪ ،‬الدكتور فاروق أبو زيد ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬حقوق الطبع محفوظة لدى الناشر‪.282/2 ،‬‬

‫‪4‬المعجم الوسيط ‪.28/2 ،‬‬

‫‪5‬سورة المنافقون ‪ ،‬من اآلية ‪.4 :‬‬

‫‪266‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫وسميخشبا ‪ :‬كما يرى الرازي رحمه ((‪))626‬هـ ‪ :‬هو خروج الغصن من صالحيته المنتفع بها الى صالحية اخرى‬
‫اء اْل ُمْن َت َف ِع ِب َها‪ُ ،‬ث َّم َت ِص ُير َغ ِلي َظ ًة َيا ِب َسة‬
‫َشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن َي ُكو َن م َن ْاأل ْ َ‬
‫ط ِرًّيا َي ْصُل ُح أل ْ‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬ويقول في ذلك ‪َ :‬كاَن ْت ُغ ْصًنا َ‬

‫ويعرفه بن عادل الحنبلي (المتوفى‪775 :‬هـ) ‪:‬‬


‫((الخشبة))‪ :‬جسم رخو لطيف يشبه العهن المنفوش وهو متولد من ساق الشجرة أغصانها‪ ،‬فتولد هذه األجسام المختلفة‬
‫في طبائعها‪ ،‬وصفاتها‪ ،‬وألوانها‪ ،‬وأشكالها‪ ،‬وطعومها‪ ،‬مع تساوي تأثيرات الطبائع‪ ،‬والفصول األربع‪ ،‬والطبائع األربع‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫يدل على أنها إنما حدثت بتدبير العليم‪ ،‬الحكيم‪ ،‬والمختار‪ ،‬القادر‪ ،‬ال بتدبير الطبائع والعناصر‪.‬‬
‫اما في معجم االصطالح العلمي الحديث ‪ :‬فنرى تعيين وظيفته ‪ :‬هو نسيج معقد يشمل عدة انواع من الخاليا تموت‬
‫بعضها بعد النضج بينما يبقى البعض االخر حيا وظيفته الرئيسية نقل الماء واالمالح الممتصة من التربة عبر الجذر‬
‫الى باقي اجزاء النبات ‪ ،‬كما يقوم بوظيفة ميكانيكية فيكسب االعضاء دعما وقوة لوجود االلياف فيه وكذلك بسبب‬
‫‪4‬‬
‫الجدران الصلبة للعناصر الناقلة فيه (( االوعية والقصيبات )) وهو على نوعين خشب ابتدائي وخشب ثانوي ‪.‬‬

‫وهكذا يتضح لنا ان قول االمام الرازي رحمه هللا هو خالصة ما قدمته المعاجم في العصر الحديث ‪ ،‬لكن المعاجم‬
‫لالصطالحات العلمية بينت وظيفة العنصر الحي وهو الغصن ‪ ،‬قبل نهاية صالحيته ونقصد بنهاية صالحيته بكونه‬

‫كان نباتا ‪ ،‬لتحوله الى خشب ليكون في صالحية ثانية يذكرها الزمخشري رحمه هللا بقوله ‪(( :‬و ّ‬
‫ألن الخشب إذا انتفع‬
‫به كان في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان االنتفاع )) ‪ ،‬كما ان الميكانيكية التي تكلم عنها المعجم الحديث ‪،‬‬
‫هي طريقة التأثر والتغير بسبب العوامل‪ ،‬في قول ابن عادل الدمشقي‪.‬‬

‫فالمثال الذي ضربه القران الكريم كان له اتجاهان ‪:‬‬

‫=‬
‫‪1‬الكشاف ‪ ،‬الزمخشري ‪.542/4 ،‬‬

‫‪2‬مفاتيح الغيب ‪ ،‬الرازي ‪.548/32 ،‬‬

‫‪ 3‬اللباب في علوم الكتاب ‪ ،‬أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى‪775 :‬هـ) ‪ ،‬المحقق‪ :‬الشيخ عادل‬
‫أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 2429 ،‬هـ ‪2998-‬م‪.324/8 ،‬‬

‫‪4‬المعجم العلمي ‪ ،‬ماهر الشريف ‪.377 ،‬‬

‫‪267‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫االتجاه االول ‪:‬اتجاه للدعوة واالرشاد هو التصوير الذهني لباطن اهل الفساد ‪ ،‬في سورة المنافقين‪ ،‬وبيان الصانع‬
‫الخالق وهو هللا جل في عاله ‪ ،‬من خالل تفسير بن عادل‪ ،‬لقوله تعالى ‪(( :‬إن هللا فالق الحب والنوى يخرج الحي‬
‫من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم هللا فأنى تؤفكون (‪1)))95‬فالغصن الذي كان فيه الحياة وهو يثمر خرج منه‬
‫الخشب ‪ ،‬وكذلك االعواد قبل غرسها كانت ميتة ‪ ،‬فانه تعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ‪.‬‬
‫االتجاه الثاني ‪ :‬وهو علمي هو االشارة الى المنافع التي سخرها هللا لإلنسان كالخشب‪.‬‬

‫اما االتجاه الذي سلكه ذوي التخصص العلمي هو بيان صفة الخشب وبيان اسباب تحوله ‪ ،‬لغرض بيان الوظائف‬
‫واالنواع لبيان الغرض من االستخدام ‪ ،‬ألن ما يقرره علماء العصر الحديث حول مفهوم كلمة ‪ :‬علم أو علمي ‪ ،‬هو ‪:‬‬
‫(( انها تختص بلون واحد معين من المعارف ‪ ،‬وهو الذي يتضمن التجربة والمشاهدة واالختبار ‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫االن بالعلوم الطبيعية ‪ ،‬من كيمياء وجيولوجية ‪ ،‬وفلك ونبات وتطبيقاتها في الهندسة والزراعة والصيدلة والبيطرة‬
‫‪2‬‬
‫))‬

‫غير ان القلق اصاب كثي ار من العلماء من التغير الطارئ ‪،‬ومن خالل هذا النص من الكتب الحديثة يبين االتجاه‬
‫العام الذي يرغب به البعض ‪ (( :‬ولم يتورع بعض الباحثين ‪-‬تسابًقا إلى حركة التعريب‪ -‬عن اقتراح االقتصار على‬
‫التعريب الحرفي لجميع المصطلحات‪ ،‬فلم يكن بد من نبذ هذا االقتراح‪ ،‬ألنه يوسع شقة الخالف القائم في المصطلحات‬
‫بحيث يكون في العالم العربي من اللغات العربية عدد مماثل للغات األجنبية المنتشرة فيه‪ ،‬واألفضل إذن أن نقصر‬
‫‪3‬‬
‫التعريب على األلفاظ الدولية للمصطلحات العلمية المستعملة بألفاظها الالتينية في جميع لغات العالم))‬
‫ويرى الصالح ان معالجة هذا تكمن فيما يلي ‪ :‬فلمعالجة بطء حركة التعريب في العالم العربي مال أكثرهم إلى تكوين‬
‫لجنة جامعية من هيئة التدريس تشرف على نقل ما يوضع من دروس إلى العربية السهلة الميسرة‪ ،‬ودعوا الجامعات‬
‫العربية إلى اإلسهام في وضع المصطلح العلمي األدق‪ ،‬والسعي لنشر معجم للمصطلحات العلمية والفنية واألجنبية مع‬

‫‪1‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.59‬‬

‫‪2‬تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ‪،‬د‪ .‬عبد الحليم منتصر ‪ ،‬دار المعارف ‪2982 ،‬م ‪.27 ،‬‬

‫‪3‬دراسات في فقه اللغة ‪ ،‬د‪ .‬صبحي إبراهيم الصالح (المتوفى‪2427 :‬هـ) ‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األولى ‪2379‬هـ ‪2962 -‬م‪،‬‬
‫‪.352/2‬‬

‫‪268‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫بأسا في قبول طائفة من المصطلحات العلمية بألفاظها أسوة بجميع اللغات‬
‫جميع مقابالتها العربية‪ ،‬ولم َير بعضهم ً‬
‫‪1‬‬
‫الحية‬
‫اال ان الخطر الحقيقي ليس على تراث اللغة العربية فحسب بل في االشكاالت الحاصلة في الترجمة لقضايا علمية‬
‫طالت تفسير القران الكريم ‪ ،‬واول ما يتبادر الى ذهن كل مؤمن هو الحفاظ على عقيدة المسلمين ‪ ،‬من خالل رد‬
‫مطاعن المشككين بصدق القران الكريم الذي نزل بلغة العرب ‪ ،‬من خالل كتب النظريات ‪ ،‬ووسائل االعالم ‪ ،‬يقول‬
‫مالك بن نبي ‪ (( :‬ان المصطلحات العلمية حينما تفهم دون تدقيق تسبب خط ار على نهضة االمم وافكارها ونتاجها‬
‫‪2‬‬
‫ومنها االمة االسالمية )) ‪.‬‬
‫تدل على صواب الكالَم‪ ،‬وقد‬
‫والعربية هي عربية المصطلح العلمي القديم التي تقابل في مدلولها كلمة النحو‪ ،‬ألنها ّ‬
‫وردت بعض المصادر أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ‪ ،‬ارشد الى االهتمام باللغة العربية ومدلولها‪ ،‬ولم‬

‫يكن ذلك ‪ -‬فيما نرى ‪ -‬عن بصر حقيقي بالنحو ودقائقه‪ ،‬وإنما هو إحساس فطري ّ‬
‫متميز باللغة واإلعراب‪ ،‬ربما دفعه‬
‫إلى تدبر ُّ‬
‫اللغة وتراكيبها‪ ،‬فلم يجد من الوقت ما يكفي للغوص في لجتها‪ ،‬فاكتفى بالتوجيه واإلرشاد ودفع اللحن عن لغة‬ ‫ّ‬
‫القرآن ‪ ،‬وليس ذلك بمستغرب من شخصية ف ّذة كعمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬فأثره جلي في كثير من مستجدات‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫األمور عند المسلمين‪ ،‬كالعلوم واإلدارة والسياسة‪.‬‬
‫قال في كتاب له موجه لبعض الوالة‪(( :‬فإني آمركم بما أمركم به القرآن‪ ،‬وأنهاكم عما نهاكم عنه محمد‪ ،‬وآمركم‬
‫‪4‬‬
‫التفهم في العربية))‬
‫باتباع الفقه والسنة و ّ‬
‫وقد قرر (( دوتشي )) ‪ ،‬في العصر الحديث ‪ :‬أن القران الكريم كان عامال هاما في رفع مستوى المسلمين وتوجيههم‬
‫‪5‬‬
‫الى درسة العلم وخدمة الفكر‬

‫‪1‬دراسات في فقه اللغة ‪ ،‬د‪ .‬صبحي إبراهيم الصالح (المتوفى‪2427 :‬هـ) ‪.352/2 ،‬‬

‫‪2‬شروط النهضة ‪ ،‬مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي (المتوفى‪2393 :‬هـ) ‪ ،‬المحقق‪( :‬إشراف ندوة مالك بن نبي) ‪ ،‬دار الفكر‪-‬دمشق‬
‫سورية ‪ ،‬الطبعة‪2986 :‬م ‪.222/2 ،‬‬
‫‪ 3‬أصول علم العربية في المدينة ‪ ،‬عبد الرزاق بن فراج الصاعدي ‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬السنة الثامنة والعشرون‪،‬‬
‫العددان ‪2427 ،226- 225‬هـ ‪2428 -‬هـ ‪2988-2987/‬م‪.327 ،‬‬
‫‪4‬الجامع (منشور كملحق بمصنف عبد الرزاق) ‪ ،‬معمر بن أبي عمرو راشد األزدي موالهم‪ ،‬أبو عروة البصري‪ ،‬نزيل اليمن (المتوفى‪253 :‬هـ) ‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬حبيب الرحمن األعظمي ‪ ،‬المجلس العلمي بباكستان‪ ،‬وتوزيع المكتب اإلسالمي ببيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 2423 ،‬هـ‪ ،‬باب الرؤيا ‪ ،‬رقم‬
‫الحديث ‪.223/22 ، 22356،‬‬
‫تأريخ العلوم عند العرب ‪ ،‬د‪ .‬كامل حمود ‪ ،‬دار الفكر اللبناني ‪.22 ،2999 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪269‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫فيتبين لنا أبرز االتجاهات والمناهج في تفسير القرآن الكريم عند العلماء السابقين ‪ ،‬ناظرين إلى اتجاهات التفسير في‬
‫العصر الحديث ومناهجه‪ ،‬فنتعرف على معالم الطريق الجديد ‪.‬‬
‫وال غرابة في ذلك فهم أحفاد أعالم العصر العربي اإلسالمي‪ ,‬الذين حددوا مفهوم األسلوب العلمي بدقة ووضوح‪،‬‬
‫وسالمة في العرض واالستقراء واالستنتاج قبل أن يعرف العالم األوروبي المؤرخ والعالم "فرانسيس بيكون"‪.‬‬
‫ويمتاز األسلوب العلمي عند علمائنا المحدثين بما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬الدقة والوضوح‪ ،‬والتحديد واالستقصاء‪.‬‬
‫‪ -0‬الدخول في الموضوع مباشرة دون مداراة أو مقدمات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -3‬وضع المصطلح العلمي في المكان الالئق به‪ ،‬حتى ال يحدث في األسلوب قلق أو اضطراب‪.‬‬
‫أما المقال العلمي البحت‪ ,‬فمنه أكثر ما نشرته مجلة المقتطف‪ ،‬ومجلة الهالل‪ ،‬وإن كانت األولى منها ‪-‬بنوع خاص‪-‬‬
‫ّ‬
‫إلى العلم أسبق‪ ،‬وبه أحفل‪ ,‬وأما المقاالت النزالية فلها في مصر طريقان هما‪ :‬طريق األدب من ناحية ثانية‪.‬‬
‫ففي األدب ظهرت معركة حامية الوطيس بين القديم والجديد‪ ،‬وهي المعركة التي بدأت على صفحات "الجريدة"‬
‫لمحررها أحمد لطفي السيد‪ ،‬وتناظر فيها رجالن هما‪ :‬مصطفى صادق الرافعي عن القديم‪ ،‬وطه حسين عن الجديد‪ ،‬ثم‬
‫ما لبثت هذه المعركة أن انتقلت إلى صحيفة "السياسة األسبوعية" لمحررها محمد حسين هيكل‪ ،‬وما زال لهذه المعركة‬
‫ذيول في صحفنا المصرية إلى اليوم‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‬
‫انواع المقال العلمي وضوابطه‬
‫المطلب االول‪ :‬أنواع المقال العلمي‬
‫وللمقال العلمي كذلك أنواع تختلف باختالف المادة العلمية التي يخوض فيها الكاتب؛ فمقال في مادة التاريخ‪ ،‬وآخر‬
‫ّ‬
‫في مادة الطب‪ ،‬وثالث في مادة الفلسفة‪ ،‬ورابع في مادة األدب‪ ،‬من الناحية الوصفية ال اإلنشائية‪ ،‬وهكذا‪ ,‬غير أنه‬

‫‪1‬المقال وتطوره في األدب المعاصر ‪،‬السيد مرسي أبو ذكري ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬الطبعة‪2982-2982 :‬م ‪277/2 ،‬‬

‫‪271‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫كبير في تبسيطه للقارئ‪،‬‬
‫جهدا ًا‬
‫العلمي ‪-‬إذا أريد نشره في صحيفة من الصحف‪ -‬أن يبذل المحرر ً‬ ‫يشترط في المقال‬
‫ّ‬
‫وبغير هذا ال تكون للصحيفة حاجة إلى نشره‪ ،‬أو العناية به‪.‬‬
‫العادي‪ ,‬والتقرير‬
‫ّ‬ ‫والمقال الصحفي ينقسم هو اآلخر إلى أنواع؛ منها‪ :‬المقال االفتتاحي‪ ,‬أو العمود الرئيسي‪ ،‬والعمود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بأشكاله المختلفة التي هي‪ :‬الحديث والتحقيق والماجريات بأنواعها المعروفة‪.‬‬
‫تاما بين هذه األقسام الرئيسة الثالثة التي هي‪ :‬المقال‬
‫فصال ًّ‬
‫ً‬ ‫َّإال أننا مع هذا وذاك‪ ,‬ال نستطيع ولو حرصنا أن نفصل‬
‫األدبي‪ ،‬والمقال العلمي‪ ،‬والمقال الصحفي‪ ،‬والسبب في ذلك أنها تتالقى في كثير من األحيان‪ ،‬وتدع الباحث المدقق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مثال‪ :‬مقال النقد‪ ،‬فإنك ترى هذا الفن من فنون القول ذاتيًّا وموضوعيًّا في وقت ً‬
‫معا‪ ،‬أو‬ ‫في حيرة من األمر ‪ ،‬خذ لذلك ً‬
‫‪1‬‬
‫بعبارة أخرى‪ :‬نراه ًّفنا وعلما في ٍ‬
‫آن واحد‪ ،‬له من الفن ذاتيته‪ ،‬وله من العلم موضوعيته‪.‬‬ ‫ً‬
‫فلكل مقال وظائف فوظائف المقال الصحفي‪:‬‬
‫‪ -0‬اإلعالم‪ :‬وذلك بتقديم المعلومات واألفكار الجديدة عن األحداث أو القضايا أو المشاكل التي تشغل الرأي العام‪.‬‬
‫‪ -0‬شرح وتفسير األخبار اليومية الجارية والتعليق عليها بما يوضح أبعادها أو جوانبها المختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬التثقيف‪ ..‬وذلك عن طريق نشر المعارف اإلنسانية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعاية السياسية‪ :‬وذلك بنشر سياسة الحكومات واألحزاب ومواقفها المختلفة من قضايا المجتمع‪.‬‬
‫‪ -5‬الدعاية األيديولوجية‪ :‬وذلك عن طريق نشر األفكار والفلسفات والدفاع عنها ضد خصومها أو منافسيها‪.‬‬
‫‪ -1‬تعبئة الجماهير‪ :‬وذلك لخدمة نظام سياسي أو اجتماعي معين أو للمساهمة في التنمية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -1‬تكوين الرأي العام في المجتمع والتأثير على اتجاهاته‪ ،‬سواء بالسلب أو اإليجاب‪.‬‬
‫‪ -8‬التسلية واإلمتاع‪ :‬وهو األمر الذي تحققه المقاالت الترفيهية أو الضاحكة أو الساخرة أو المقاالت المسلية أو‬
‫الظريفة‪.‬‬
‫لغة المقال الصحفي‪:‬‬
‫والمقال الصحفي يختلف عن المقال األدبي أو المقال العلمي‪:‬‬
‫فالمقال األدبي هو الذي يعبر عن عواطف كاتبه وتجربته الذاتية ومشاعره الوجدانية تجاه موقف خاص أو موقف‬
‫‪2‬‬
‫عام‪.‬‬

‫‪1‬المدخل في فن التحرير الصحفي ‪،‬عبد اللطيف محمود حمزة (المتوفى‪2392 :‬هـ) ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة ‪.254/2 ،‬‬
‫‪2‬ينظر ‪ :‬المصدر نفسه‬

‫‪271‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫أما المقال العلمي فهو أداة العالم لوصف الحقائق العلمية من خالل منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أما المقال الصحفي فهو وسط بين االثنين‪ ..‬ففيه شيء من ذاتية الكاتب األدبي‪ ..‬وفيه شيء من موضوعية العالم‬
‫أنواع المقال العلمي ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -0‬المقالة النقدية‪ ،‬ومن أشهر كتابها‪ :‬العقاد‪ ،‬والمازني‪ ،‬وطه حسين‪.‬‬
‫‪ -0‬المقالة الفلسفية‪ ،‬ومن أشهر كتابها‪ :‬أحمد لطفي السيد‪ ،‬والدكتور منصور فهمي‪ ،‬والدكتور زكي نجيب محمود‪.‬‬
‫‪ -3‬المقالة التاريخية‪ ،‬وهي كثيرة الورود في الصحافة المصرية‪ ,‬ولها كتاب عديدون‪.‬‬
‫‪ -4‬المقالة العلمية‪ ،‬ومن أشهر كتابها‪ :‬الدكتور صروف‪ ،‬والدكتور أحمد زكي‪.‬‬

‫‪ -5‬المقالة االجتماعية‪ ،‬وكتابها كثيرون ً‬


‫أيضا في الصحف والمجالت في الوقت الحاضر‪ ،‬وكل ذلك تنشره المجالت‬
‫‪2‬‬
‫أكثر مما تنشره الصحف اليومية‪.‬‬

‫المقال العلمي‪:‬‬
‫المقال العلمي‪ ،‬من حيث هو نوعان‪ ،‬نوع يكتب للمتخصصين‪ ،‬ونوع يكتب لغيرهم من القراء‪ ،‬واألول مكانه الكاتب‬
‫ّ‬
‫العلمي‪ ،‬أو المجلة العلمية التي تصدرها الهيئات أو المؤسسات التي توفرت على نشر العلم‪ ،‬والثاني مكانه الصحيفة‬
‫ّ‬
‫موضوعا لبحثنا هذا‪ ،‬أما الثاني فموضوع‬
‫ً‬ ‫اليومية‪ ،‬والمجلة الدورية‪ :‬أسبوعية كانت أم شهرية أم سنوية‪ ،‬واألول ليس‬
‫ومادة من موادها ال تستطيع االستغناء عنها ٍ‬
‫بحال ما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اهتمام الصحافة‪ ،‬ومدار عنايتها‪،‬‬
‫والمقال العلمي الذي تنشره الصحف والمجالت‪ ,‬إنما يحقق غرضين من أغراض الصحافة الخمسة التي أشرنا إليها في‬
‫ّ‬
‫غير هذا الفصل‪ ،‬وهذان الغرضان هما‪:‬‬
‫‪ -0‬التوجيه واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ 0‬التسلية واإلمتاع‪.‬‬
‫احتياج إلى من يرشدهم على الدوام فيما يتصل بحياتهم العقلية‪ ،‬وحياتهم الفنية‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬ ‫جميعا في‬
‫ً‬ ‫وليس ٌّ‬
‫شك في أن الناس‬
‫بعبارة أخرى‪ :‬في احتياج إلى الغذاء العقلي‪ ،‬والغذاء الفني‪ ،‬وهذا أو ذاك إنما يتم لهم عن طريق المقال العلمي في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحيفة أو اإلذاعة‪.‬‬

‫‪1‬فن الكتابة الصحفية ‪،‬الدكتور فاروق أبو زيد ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬حقوق الطبع محفوظة لدى الناشر‪.282/2 ،‬‬
‫‪2‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫أيضا أننا في عصرنا هذا ال نستطيع ‪-‬ولو حرصنا‪ -‬أن نلم بجميع العلوم والفنون؛ ألننا في عصر‬
‫والذي ال شك فيه ً‬
‫التخصص العلمي والفني‪ ،‬لكل واحد منا شعبة خاصة من شعب المعرفة أو الفن‪ ،‬توفر عليها‪ ،‬واستأثرت بعقله وقلبه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بل امتزجت بروحه ودمه‪.‬‬
‫وما دام األمر كذلك‪ ,‬فال مناص للصحيفة من االعتراف بهذا الوضع‪ ,‬والتقيد بهذا القيد في كتابة هذا النوع من أنواع‬
‫المقال‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ,‬ينبغي أن تتوافر في المقال العلمي الذي تنشره الصحيفة شروط عدة‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوّال‪ :‬اإلقالل جهد المستطاع من المصطلحات العلمية المعروفة عند أهل هذا العلم أو ذاك من العلوم التي يتعرض لها‬
‫المقال‪.‬‬
‫ومعروف أن لكل عل ٍم منها عشرات‪ ،‬بل مئات من المصطلحات‪ ,‬يعرفها المشتغلون بهذا العلم معرف ًة جيدة‪ ،‬وكلما َج َّد‬
‫جديد من هذه المصطلحات‪ ،‬بادروا إلى معرفته‪ ،‬وأخذوا في تداوله‪ ،‬أما غيرهم‬
‫من الناس‪ ,‬فال علم لهم بهذه المصطلحات‪ ،‬ولهذا وجب على كاتب المقال العلمي بالذات أن يقصد ‪-‬ما أمكنه‪ -‬في‬
‫ّ‬
‫ذكر هذه المصطلحات‪.‬‬

‫العلمي أن يدرك أن القارئ ال يضيره أن يق أر لف ً‬


‫ظا علميًّا غر ًيبا على مسامعه إذا دعت‬
‫ّ‬
‫ومع هذا وذاك‪ ,‬ينبغي للمحرر‬
‫الضرورة إلى استعماله في المقالة‪.‬‬
‫مستفيضا‪ ،‬فله ‪-‬‬
‫ً‬ ‫شرحا علميًّا‬
‫وال ينبغي للمحرر في هذه الحالة أن يعتذر عن استعمال هذا اللفظ‪ ،‬وال أن يحاول شرحه ً‬
‫مثال‪ -‬أن يستخدم لفظ الوحدة الح اررية‪ ،‬ولكن ليس عليه أن يشرح هذه الوحدة الح اررية من الوجهة العلمية‪ ،‬بل يقول‬
‫ً‬
‫مثال‪ :‬إ ن ثالث قطع من السكر‪ ،‬أو قطعة صغيرة من الزبد تولد مائة وحدة ح اررية‪ ،‬وإن اإلنسان يحتاج إلى مائة وحدة‬
‫ً‬
‫‪1‬‬
‫ح اررية في الساعة عادة‪ ،‬وإلى مائة وستين وحدة إذا كان يقوم بعمل مجهد‬
‫اعاة منه لهذه الحقيقة ‪-‬التي أشرنا إليها اآلن‪ -‬وهي أنه إنما يكتب‬
‫ثانيا‪ :‬تبسيط المعلومات التي يقدمها الكاتب للقراء مر ً‬
‫ً‬
‫لغير المتخصصين من القراء‪.‬‬
‫ٍ‬
‫سهلة‬ ‫والكتاب والمحررون في مجال التبسيط درجات؛ فمنهم من وهب المقدرة على شرح المادة العلمية الصعبة بطر ٍ‬
‫يقة‬
‫على األسماع‪ ،‬تعرف طريقها إلى األذهان‪ ،‬ومنهم من غلبت عليه الصبغة العلمية الخالصة‪ ،‬وعجز عن التخفف منها‪،‬‬
‫غذاء ما في هذه الناحية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولم يستطع أن يقدم للصحيفة‬

‫صحفيا‪ ،‬لكارل وارين‪ ،‬ترجمة عبد الحميد سرايا‪ ،‬الصفحة األخيرة‪.‬‬


‫ًّ‬ ‫‪1‬كيف تصبح‬

‫‪273‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫ثالثًا‪ :‬اصطناع القوالب األدبية ‪-‬كلما أمكن ذلك‪ -‬في التعبير عن المادة العلمية‪ ،‬ومن هذه القوالب ‪-‬على سبيل‬
‫المثال‪ -‬قالب القصة‪ ،‬وبها يستطيع الكاتب القدير أن يحيل هذه المواد الجافة‪ ,‬إلى قصص ٍ‬
‫حية تحس فيها كأن‬
‫الطبيعة نفسها تتكلم وتتحرك‪ ،‬أو كأن الحقائق العلمية ذاتها أشخاص تذهب وتجيء‪ ,‬ثم تؤدي أدوارها كأحسن ما يكون‬
‫األداء‪ ,‬وبهذا األسلوب الجذاب يستطيع الكاتب المتمرن أن يحدثنا عن الطبيعة وظواهرها في قصص‪ :‬فقصة المطر‪،‬‬
‫وقصة للقمر‪ ،‬وقصة للبركان‪ ،‬وقصص للجبال أو الوديان‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫أيضا أن يحدثنا عن اإلنسان‪ ،‬وعما يعرض له من حاالت الصحة والمرض‪،‬‬
‫ثم بهذا األسلوب الجذاب يستطيع الكاتب ً‬
‫وكل ذلك في قصص ممتع‪.‬‬
‫فقصة عن السرطان‪ ،‬وقصة عن الشلل‪ ،‬وقصة عن الجراثيم‪ ،‬وقصة عن الميكروب‪ ،‬وقصة عن األنسولين‪ ،‬وأخرى عن‬
‫البنسلين‪ ،‬وثالثة عن أنواع الفيتامين‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬ربط المعومات الطريفة التي يأتي بها الكاتب في مقاله بحاجة من حاجات القراء‪ ،‬أو رغبة من رغباتهم‪ ،‬حتى‬
‫رً‬
‫ولوكانت هذه النزعة مجرد التأمل في قدرة الخالق‪ ،‬وكثير من الناس تحفزهم هذه النزعة األخيرة إلى القراءة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عدم طغيان الصفة الذاتية على الصفة الموضوعية‪ ,‬وإن كان ذلك ال يمنع من وجود مسحة ذاتية صريحة تبث‬
‫ً‬
‫شيئا من الحياة واإلشراق‪.‬‬
‫في المقال ً‬
‫شيء‪ ,‬ففي مجال المقال العلمي اآلن‪ ,‬تتنافس الصحافة واإلذاعة أيهما أجدى على القارئ أو السامع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومهما يكن من‬
‫ّ‬
‫وأيهما أقدر من األخرى على تثقيفه بشتَّى المعارف التي تجمعها أفالك ثالثة يسبح فيها العالم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ليس هناك قانون يتدخل في حجم الرسالة في أكثر الجامعات‪ ،‬ولكنه يوجد في بعضها؛ ففي جامعة كمبردج مثال يجب‬
‫أال تزيد رسالة الدكتوراه في التاريخ أو األدب عن ستين ألف كلمة "حوالي ثالثمائة صفحة"‪.‬‬
‫ويختلف حجم الرسالة اختالفا واضحا باختالف المادة التي كتبت فيها؛ فالرسائل التي تعالج مشكلة علمية‪ ،‬أو نظرية‬
‫رياضية يطلب أن تكون صغيرة نسيبا‪ ،‬والعرف فيها أن يستكمل البحث‪ ،‬عناصره وتجاربه وأدلته وأن ينتج رسالة في‬
‫حجم مناسب بحيث ال تكون إلى المقال أقرب منها إلى الرسالة‪ ،‬أما في الرسائل األدبية فقد وضع العرف لها حدا‬
‫تقريبيا؛ فرسالة الماجستير يحسن أن تكون حوالي‬
‫مائتي صفحة "أربعين ألف كلمة"‪ ،‬ورسالة الدكتوراه يحسن أن تكون حوالي ثالثمائة صفحة "ستين ألف كلمة" من الحجم‬
‫المعروف في الرسائل‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫والحجم فقط هو الذي يفرق بين الرسالة وبين المقال العلمي القديم الذي ينشر في مجلة علمية‪ ،‬فكالهما إنتاج رفيع‪،‬‬
‫ومساهمة ثقافية‪ ،‬ومرجع يمكن أن يعتمد عليه الباحثون‪ ،‬ولكن المقال العلمي ال ينظر إلى حجمه في حين يالحظ‬
‫الحجم إلى حد ما في الرسائل‪.‬‬
‫كما‪ ،‬فليرجع الطالب إلى الحجم المناسب‪ ،‬وليجعلوا تنافسهم في العمق‬
‫ليس من الفخر في شيء أن تصبح الرسائل ًّ‬
‫واالبتكار ال في الجمع والحشد‪ ،‬وليتذكروا قول القائل وقد كتب لصديقه رسالة مسهبة‪" :‬كتبت إليك كل شيء مفصال؛‬
‫إذ ليس عندي وقت لالختصار" فمن الواضح أنك في االختصار تحتاج إلى عمق وفكر بحيث تختبر كل شيء‪ ،‬فال‬
‫تحشد كل ما يقابلك‪ ،‬وال تدع شيئا يتسرب للرسالة إال إذا كان عميق الصلة بها‪ ،‬وفي الوقت نفسه ال يفلت منك شيء‬
‫ِ‬
‫وبودي أن يقف األساتذة موقفا حازما يمنعون به هذا التضخم الذي ال يعني إال عدم قدرة الطالب على‬
‫مهم للرسالة‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫حسن االختبار واالختيار‪.‬‬
‫ال ينظر إلى الحجم في المقال العلمي‪ ،‬بينما يؤخذ باالعتبار في البحوث وبخاصة األكاديمية منها ‪ ،‬إننا ال نعني‬
‫مما ذكرنا أن المقالة هي سلبيات البحث العلمي‪ ،‬بل إنها تخدم غرضا هاما هو نشر األفكار واآلراء رغم ذلك فإن‬
‫غرضها يختلف بوضوح في نوعيته عن غرض تقرير البحث‪ ،‬وكذلك يختلف بدرجة أكبر من حيث الدقة والجهد‬
‫واالبتكار والوصول إلى حقائق جديدة مدعومة بالبراهين الصادقة والموضوعية‪.‬‬
‫أما االعتبارات التي يجب أن يؤخذ بها قبل كتابة البحث والجوانب التي يجب اإللمام بها منها ما يتعلق بالباحث وهي‪:‬‬
‫‪ -0‬معرفة الباحث ألهداف تقرير البحث‪ ،‬وفي مقدمتها اإلعالم عن كيفية تيسير البحث وعن النتائج الحاصلة‪.‬‬
‫‪ -0‬اتجاهه المباشر نحو النقاط الرئيسة للبحث دون مقدمات وحواش وتعليقات بعيدة عن صلب الموضوع‪.‬‬
‫‪ -3‬تمرس الباحث بكيفية اإللمام بالموضوع على وجه الدقة‪ ،‬واستيعابه المادة وتمثلها تمثال دقيقا‪ ،‬بحيث يستحيل في‬
‫نفسه إلى عمل له كيانه‪ ،‬تمكنه من الكتابة‪ ،‬ال أن يكون البحث حشدا من المعلومات وأكواما من المعارف‪.‬‬
‫‪ -4‬إلمامه بكيفية تنظيم األفكار‪ ،‬بحيث تمكن الباحث من معرفة الحيثيات "األسباب" التي تؤيد "النتائج" أي الفرض‬
‫الذي وضعه مع الدليل الذي يؤيده‪ ،‬والنفوذ من الحقائق الجزئية إلى الحقائق الكلية‪ ،‬وما ينتظم بها من الخصائص‬
‫والصفات العامة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -5‬إتقانه طرائق البحث العلمي ووسائله وأدواته ومنهجه ونوعه والمسلك والمدخل‪. .‬‬

‫‪1‬كيف تكتب بحثا أو رسالة دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة ‪،‬أحمد شلبي ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الرابعة والعشرون سنة‬
‫‪2997‬م ‪.256/2 ،‬‬
‫‪2‬كيف تكتب بحثا أو رسالة دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة ‪،‬أحمد شلبي ‪.256/2 ،‬‬

‫‪275‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫ضوابط االصطالحات في المقال العلمي‬

‫وبالحد‪ ،‬وبإخراج المتحرزات‪،‬‬


‫ّ‬ ‫لع اهتمام العلماء قديماً وحديثاً بتحديد األلفاظ وضبطها بالشكل‪،‬‬
‫طٍ‬ ‫ال يخفى على ُم ّ‬
‫وبتقسيم التعاريف وتحريرها بشكل جامع مانع‪ ،‬بحيث ال تتداخل المفاهيم‪ ،‬وال تختلط المعاني‪ ،‬لعلمهم أن المصطلح إذا‬
‫علمياً ‪ ،‬وسر هذا أن سلفنا الصالحين رضي هللا‬
‫ّ‬ ‫محرٍر (غير جامع وال مانع) لم يكن مقبوالً‪ ،‬وال‬
‫استعمل بشكل غير ّ‬
‫عنهم انتبهوا إلى أن لأللفاظ دالالت حقيقية وأخرى مجازية‪ ،‬وأن لها زوايا للنظر من جهة الوضع اللغوي‪ ،‬والداللة‬
‫الشرعية والداللة االصطالحية‪ ،‬والداللة المعرفية‪ ،‬كما أن الداللة اللغوية للكلمة ‪ ،‬تدور بين النص كما يحرره‬
‫‪1‬‬
‫األصوليون والظاهر والمشترك والمجمل والمبهم‬
‫ويمثل المصطلح العلمي اللغة الفنية الخاصة بكل كل علم ‪ ،‬يستعملها اصحابه في التعبير عن قضاياهم واتجاهات‬
‫‪2‬‬
‫افكارهم ‪.‬‬

‫والمصطلحات العلمية انما هي اعالم يطلقها اصحاب كل فن على معاني موضوعات تخصصهم ومصطلحات الفنون‬
‫بهذا مقومها قيدان ‪:‬‬

‫القيد االول ‪ :‬وضع علم على معنى جديد من المعاني المختصة بفن من الفنون ‪ ،‬التي هي من عوارضها الذاتية‬

‫القيد الثاني ‪ :‬ان يكون واضع هذا العلم فئة مختصة بفن من الفنون اليشركها في اطالقه غيرها اال على سبيل‬
‫‪3‬‬
‫االستعارة‬

‫فهناك المصطلحات الفنية ‪ Terminology‬وهي مجموع الكلمات والعبارات المتصلة بفرع من فروع المعرفة‪ ،‬أو بفن‬
‫ما‪ ،‬أو الكلمات والعبارات الخاصة بعال ٍم‬
‫‪1‬‬
‫معين في بسطه وعرضه لنظرية من النظريات الفنية أو األدبية أو العلمية‪.‬‬

‫‪1‬مصطلحات ومفاهيم (( الغزو المصطلحي )) عبد السالم البسيوني‪ ، ،‬المنتدى اإلسالمي‪ ،‬سنة ‪ 2426‬هـ‪2986 ،‬م‪.237 ،‬‬
‫‪2‬معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي ‪ ،‬الدكتور أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل ‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 2429 ،‬هـ‬
‫‪ 2228 -‬م ‪6 ،‬‬
‫‪3‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬

‫وهذه المصطلحات بعضها ارتبطت باألحكام العملية التي جرى االصطالح على تسميتها فقها هي ّ‬
‫أقل ما جاء في‬
‫القرآن‪ ،‬وإن فيه من التهذيب ودعوة األرواح إلى ما فيه سعادتها‪ ،‬ورفعه من حضيض الجهالة إلى أوج المعرفة‪،‬‬
‫وإرشادها إلى طريقة الحياة االجتماعية‪ ،‬ما ال يستغني عنه من يؤمن باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬وما هو أجدر بالدخول في‬
‫ظ عظيم من علم التهذيب ‪ ،‬ولكن‬‫الحقيقي‪ ،‬وال يوجد هذا اإلرشاد إال في القرآن‪ ،‬وفيما أخذ منه‪ ،‬كإحياء العلوم‪ ،‬ح ّ‬ ‫الفقه‬
‫ّ‬
‫أن الكثير‬
‫حق تالوته ال يساهمه فيه كالم‪ ،‬كما ّ‬
‫سلطان القرآن على نفوس الذين يفهمونه‪ ،‬وتأثيره في قلوب الذين يتلونه ّ‬
‫إن أئمة الدين قالوا‪ :‬إن القرآن سيبقى‬
‫ثم ّ‬‫من حكمه ومعارفه لم يكشف عنها اللثام‪ ،‬ولم يفصح عنها عالم وال إمام ‪ّ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫حجة على كل فرد من أفراد البشر إلى يوم القيامة‪ 2‬واالصطالح إنما هو الحجة القطعية المقيدة لليقين‪.‬‬
‫ّ‬

‫وال غرابة ان يكون أعالم العصر الحديث من بالدنا العربية ‪ ,‬هم الذين حددوا مفهوم األسلوب العلمي بدقة ووضوح‪،‬‬
‫وسالمة في العرض واالستقراء واالستنتاج قبل أن يعرفه العالم األوروبي ‪ ،‬ويمتاز األسلوب العلمي عند علمائنا‬
‫المحدثين بما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬الدقة والوضوح‪ ،‬والتحديد واالستقصاء ‪.‬‬
‫‪ .2‬ومن ثم الدخول في الموضوع مباشرة دون مداراة أو مقدمات‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع المصطلح العلمي في المكان الالئق به‪ ،‬حتى ال يحدث في األسلوب قلق أو اضطراب‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .4‬سهولة اللفظ‪ ،‬وبساطة العبارة‪ ،‬مع متانة التركيب‪.‬‬
‫كما يقرر اهل التخصص العلمي أن اللسان العربي ‪:‬‬
‫أول ما يجب أن نتجه إليه في صوغ المصطلح العلمي‪ ،‬هو البحث عما إذا كان لمعناه في لغتنا لفظ يقابله ويؤدي‬
‫معناه في غير لبس وثقل‪ ،‬فإن وجدناه فذاك‪ ،‬وإال بحثنا في مهجور األلفاظ عن لفظ يمت معناه للمعنى المراد بصلة‬
‫دالة مميزة‪ ،‬فإن استيسرت لنا بضعة ألفاظ تمت للمعنى بمختلف الصالت‪ ،‬كان أوالها باالختيار أقربها معنى وأنسبها‬

‫=‬
‫‪1‬اللغة وعلم اللغة ‪ ،‬جون ليونز ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪.62 ،‬‬

‫‪ 2‬محاسن التأويل ‪ ،‬محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمي (المتوفى‪2332 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد باسل عيون السود ‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلميه – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 2428 -‬هـ ‪.224/2 ،‬‬

‫‪3‬تفسير ابن عرفة ‪ ،‬محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي التونسي المالكي‪ ،‬أبو عبد هللا (المتوفى‪823 :‬هـ) ‪ ،‬المحقق‪ :‬جالل األسيوطي ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 2228 ،‬م ‪.76/2،‬‬
‫المصدر السابق ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪277‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫لفظا‪ 1.‬وهذه االلفاظ هي المفردات التي تريد تعريفا علميا من خالل كتب التفسير القديم ‪ ،‬ويقابلها االتجاه الحديث ‪،‬‬
‫سواء كان كتاب تفسير حديث ‪ ،‬او كتابا في المصطلحات العلمية الصرفة ‪ ،‬أو كتابا يشرح النظريات العلمية التي‬
‫تصف المصطلح العلمي الذي جاء به االقدمون ‪ ،‬ذلك الن المصطلحية أو علم المصطلح أحد أهم أفرع علم اللغة‬
‫التطبيقي حيث يتولى المفاهيم العلمية وما يختار لها من ألفاظ ويتناول المصطلح من حيث سماته ووسائل تكوينه‬
‫اللغوية من اشتقاق وتعريب وترجمة‪2‬وكانت لكل كتاب قصة يروي لنا مؤلفه فيها السبب الداعي الى تأليفه ‪ ،‬ومنهم‬
‫صاحب كتاب كشاف االصطالحات والفنون حيث يقول ‪ :‬ان التغيير الذي ط أر على كثير من المعطيات العلمية‬
‫‪3‬‬
‫واالصطالحات عليها دعاه الى تأليف كتابه‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫وبعد هذه الدراسة المختصرة ‪ ،‬تبين ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .2‬المقال العلمي ال يكون مجدي اال بعد أمرين ‪:‬‬
‫أ‪ .‬المشاهدة الصريحة ‪.‬‬
‫ب‪ .‬التجربة لوظائف الموصوف في االصطالح‬
‫‪ .2‬من شروط التعريف العلمي الدقة والوضوح في الوصف والتعداد ‪.‬‬
‫‪ .3‬حفلت كتب التفسير بالمقاالت العلمية ولكن دون انصاف من الباحثين المعاصرين بحجة االنكار للتفسير‬
‫العلمي ‪ ،‬والتخوف منه ‪ ،‬والتردد بسبب النقد الذي يكون غالبا مجرد اعتراضات بال ادلة ‪.‬‬
‫‪ .4‬المقال العلمي هو شرح نظرية علمية بعد التحقق من نتائجها ‪.‬‬

‫‪1‬المصطلحات الطبية ونهضة العربية بصوغها في القرن الحاضر ‪ ،‬لألستاذ الدكتور أحمد عمار بك ‪ ،‬عضو مجمع فؤاد األول للغة العربية ‪ ،‬بحث‬
‫في مجلة الرسالة نشر ‪ :‬بتاريخ‪.967/7 ، 2952 - 24 :‬‬
‫‪ 2‬المدخل في فن التحرير الصحفي ‪ ،‬عبد اللطيف محمود حمزة (المتوفى‪2392 :‬هـ) ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة ‪،‬‬
‫‪.254/2‬‬
‫محمد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى‪ :‬بعد‬
‫موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم ‪ ،‬محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن ّ‬
‫‪3‬‬

‫‪ 2258‬هـ) ‪ ،‬تقديم وإشراف ومراجعة‪ :‬د‪ .‬رفيق العجم ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬علي دحروج ‪ ،‬نقل النص الفارسي إلى العربية‪ :‬د‪ .‬عبد هللا الخالدي ‪ ،‬الترجمة‬
‫األجنبية‪ :‬د‪ .‬جورج زيناني ‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪2996 -‬م‪ ،.‬المقدمة ‪.52 ،‬‬

‫‪278‬‬
‫رماح للبحوث والدراسات‬ ‫العدد ‪ 2‬مارس‬ ‫‪0202‬‬
‫‪ .5‬االصطالح العلمي هو صفة المسمى من خالل وظيفته ‪.‬‬
‫‪ .6‬القران الكريم وضع المصطلحات العلمية ‪ ،‬واعطى وظائفها ‪ ،‬وصفتها ‪ ،‬لتكون حجة على المنكرين الذين لم‬
‫يجدوا ما يخالف ما وجدوه في القران الكريم ‪ ،‬وبين مكتشفاتهم العلمية ‪.‬‬

‫وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم‬

‫‪279‬‬

You might also like