Professional Documents
Culture Documents
11
11
-كيف نكون من الشاكرين :تأليف الشيخ :عبد هللا بن صالح الفوزان بال
ُ -مصنف ابن أبي شيبة :المصنف :أبو بكر عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي ( 059ـ 035هـ)
تحقيق :محمد عوامة ,.بيروت لبنان .
-مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة :المؤلف :محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم
الجوزية (المتوفى150 :هـ) الناشر :دار الكتب العلمية – بيروت .
-المعجم الكبير :المؤلف :أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ,المتوفى 312 :هـ
المحقق :حمدي بن عبد المجيد السلفي الناشر :دار إحياء التراث العربي الطبعة :الثانية 0983 ،م
-موسوعة "اإلشارات العلمية في القرآن الكريم والسنة النبوية " د .عبد الباسط بيروت ,لبنان .
-نظم الدرر في تناسب اآليات والسور :المؤلف :إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي
(المتوفى885 :هـ) دار النشر :دار الكتب العلمية -بيروت – 0405ه .
-الورع :المؤلف :أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبدهللا الناشر :دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة األولى،
0983 – 0423تحقيق :د .زينب إبراهيم القاروط .
المقال العلمي
261
رماح للبحوث والدراسات مارس2 العدد 0202
which the introductions arrive at the results, whether they are purely scientific or
scientific, presented in a literary form and not on the condition that they are
formulated in a dry scientific picture, devoid of artistic photography. It may be
presented in a literary form, and this is what the scholars mean by the disciplined
scientific method, in which the writer tries to adapt scientific materials in a
palatable literary form In order for the attempt to be successful, the writer must
follow what is fasting in charting the right path in scientific research, and therefore
our research in this context is looking at the general and private issues in the
scientific article, which contains 24 pages including:
The first topic: The emergence of the scientific article and its definition
The first requirement: the emergence of the scientific article
The second requirement: Defining the scientific article
The second topic: the types and types of the scientific article
The first requirement: Types of scientific article
The second requirement: controls conventions in the scientific article
Where interest is focused on these axes as follows:
1- The researcher's knowledge of the objectives of the research report.
2- His direct direction towards the main points of the research without
introductions far from the crux of the topic.
3- The researcher practiced how to precisely advance a topic and understand the
material.
4- His knowledge of how to organize ideas.
5-Mastering scientific research methods,means, tools, methodology, type,
behavior and entranc.
262
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
المبحث االول
نشأة المقال العلمي وتعريفه
1أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي ،الملقب حجة اإلسالم زين الدين الطوسي الفقيه الشافعي ،لم يكن للطائفة الشافعية في آخر
عصره مثله ،قدم نيسابور واختلف إلى دروس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني ،وجد في االشتغال حتى تخرج في مدة قريبة ،وصار من األعيان
المشار إليهم في زمن أستاذه ،وصن ف في ذلك الوقت ،فوض إليه الوزير تدريس مدرسته النظامية بمدينة بغداد ،فجاءها وباشر إلقاء الدروس بها،
وذلك في جمادى األولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة ،وأعجب به أهل العراق وارتفعت عندهم منزلته ،ثم ترك جميع ما كان عليه في ذي القعدة سنة
ثمان وثمانين وأربعمائة ،وسلك طريق الزهد واالنقطاع وقصد الحج [وناب عنه أخوه أحمد في التدريس] ،وله تصانيف عدة ،وكانت والدته سنة
خمسين وأربعمائة ،وقيل سنة إحدى وخمسين بالطابران ،وتوفي يوم االثنين رابع عشر جمادى اآلخرة سنة خمس وخمسمائة بالطابران ،وفيات
األعيان وأنباء أبناء الزما ن ،أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي اإلربلي (المتوفى682 :هـ) ،
المحقق :إحسان عباس ،دار صادر – بيروت.226/4 ،
2محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي العالمة فخر الدين أبو عبد هللا القرشي البكري التيمي الطبرستاني األصل ،الرازي ابن خطيب الري
الشافعي ،المفسر المتكلم صاحب التصانيف ،ولد في سنة أربع وأربعين وخمسمائة ،اشتغل على والده اإلمام ضياء الدين عمر كان من تالمذة
محي السنة أبي محمد البغوي ،قال الموفق أحمد بن بي أصيبعة في تاريخه انتشرت في اآلفاق مصنفات فخر الدين وتالمذته وكان إذا ركب
يمشي حوله نحو ثالثمائة تلميذ فقهاء وغيرهم وكان خوارزم شاه يأتي إليه ،صنف التفسير الكبير في اثني عشر مجلدا سماه فتوح الغيب أو
مفاتيح الغيب وفسر الفاتحة في مجلد مستقل وضخم سماه مفاتيح العلوم وصنف البرهان في قراءة القرآن وله المصنف في إعجاز القرآن وكتاب
المطالب العالية في ثالثة مجلدات ولم يتمه وهو من آخر تصانيفه وكتاب عيون الحكمة فلسفة وكتاب في الرمل وكتاب في الهندسة وعدة
مصنفاته كثيرة مذكورة في وفيات األعيان ،وقد كانت وفاته في يوم الفطر بهراة في سنة ست وستمائة ،طبقات المفسرين ،أحمد بن محمد األدنه
وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى :ق 22هـ) ،المحقق :سليمان بن صالح الخزي ،مكتبة العلوم والحكم – السعودية ،الطبعة :األولى،
2427هـ2997 -م .223/2 ،
263
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
وغيرهم ممن كتبوا في الرياضيات ،والفلك ،والطب ،والنبات ،والحيوان والتشريح ،والفكر ،والبصريات ،وترجمت
مؤلفاتهم -بعد -إلى الالتينية واللغات األوروبية ،وظلت مراجع معتمدة ،ومصادر موثقة لدى أهل الصناعات في
قرونا عديدة ،وكانت األساس الذي قامت النهضة العلمية األوروبية عليه.
جامعات أوروبا ً
=
الرئيس ابن ِسينا 428 - 372( ،هـ 2237 - 982 ،م) ،الحسين بن عبد هللا بن سينا ،أبو علي ،شرف الملك :الفيلسوف الرئيس ،صاحب
َّ 1
التصانيف في الطب ،والمنطق والطبيعيات وااللهيت .أصله من بلخ ،ومولده في إحدى قرى بخارى ، .ونشأ وتعلم في بخارى ،وطاف البالد ،وناظر
العلماء ،واتسعت شهرته ،وتقلد الوزارة في همذان ،وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته ،فتوارى .ثم صار إلى أصفهان ،وصنف بها أكثر كتبه ،وقال
ابن تيمية( :تكلم ابن سينا في أشياء من اإللهيات ،والنبويات ،والمعاد ،والشرائع ،لم يتكلم بها سلفه ،وال وصلت إليها عقولهم ،وال بلغتها علومهم)
مطول ومختصر ،ونظم الشعر الفلسفي الجيد ،ودرس اللغة مدة طويلة حتى بارى كبار المنشئين .أشهر كتبه (القانون َّ
صنف نحو مئة كتاب ،بين ّ
-ط) كبير في الطب ،يسميه علماء الفرنج ( )Canonmedicinaبقي معوال عليه في علم الطب وعمله ،ستة قرون ،وترجمه الفرنج إلى لغاتهم،
وكانوا يتعلمونه في مدارسهم ،وطبعوه بالعربية في رومة ،وهم يسمون ابن سينا Avicenneوله عندهم مكانة رفيعة .ومن تصانيفه (المعاد -
خ) رسالة في الحكمة ،و (الشفاء -ط) في الحكمة ،أربعة أجزاء ،و (السياسة ( ))2و (أسرار الحكمة المشرقية -ط) ثالث مجلدات وأرجوزة في
(المنطق -ط) ورسالة (حي بن يقظان -ط) ،األعالم ،خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس ،الزركلي الدمشقي (المتوفى:
2396هـ) ،دار العلم للماليين ،الطبعة :الخامسة عشر -أيار /مايو 2222م.242/2،
264
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
العباس المرسي ،أحمد بن محمد بن بالل ،المتوفى سنة 412هـ .انظر الوافي للصفدي ،ومنهم
فمن الشارحين له أبو ّ
المختصرين له أبو بكر محمد بن علي بن أبي بكر اللخمي ،المعروف بابن المرضي المتوفى سنة 150هـ ،سماه:
حلية األديب في اختصار الغريب ،ومنهم أبو يحيى ،محمد به رضوان النميري الوادي آشي ،المتوفى سنة 151هـ ،
َّ
المصنف) إنباه الرواة ،ومنهم التبريزي له (تهذيب الغريب المصنف) ومنهم ابن سيده ،وله كتاب اسمه (تقريب غريب
.تهذيب إصالح المنطق ،وشرح أبياته أبو عبيد البكري ،صاحب كتاب (فصل المقال في شرح كتاب األمثال)
1
وسماه :صلة المفصول في شرح أبيات الغريب..
المطلب الثاني
تعريف المقال العلمي
وتكمن اهمية تعريف المقال كونه مفهوم موضوعي يشمل حقائق معينة يجب التواضع عليها وهو الفيصل في حل
االشكال الذي يحصل بين المفردات المشتركة في اللفظ ،وبخاصة المصطلح العلمي ،احببنا ان نسلط الضوء على
تعريف المقال ،العلمي بصيغته المركبة (( :الذي تتحدد داللته وعبارته في اطار نظرية متكاملة ،وال يظهر اال
بوصفه عناصر مكملة للنظرية ،ومن ثم فان المصطلح يخضع في تطوره للتخصص نفسه ،وال يتحدد اال في داخل
2
النظام الذي يكونه ذلك التخصص )) .
فاالصطالحات العلمية :هي تلك المصطلحات التي تخص فروع العلوم من فيزياء وكيمياء 3وغيرها.
ومعاجم االصطالحات العلمية :هي التي جمعت االصطالحات العربية القديمة ،وقابلتها مع لغات اخرى ،لغرض
1
االتفاق على تعريف دقيق يواكب العصر الحديث
1الغريب المصنف ،أبو ُعبيد القاسم بن سالّم بن عبد هللا الهروي البغدادي (المتوفى004 :هـ) ،المحقق :صفوان عدنان داوودي ،مجلة الجامعة
اإلسالمية بالمدينة المنورة .080/0 ،
االسس اللغوية لعلم المصطلح ،محمد فهمي حجازي 22 ،ـ23 2
3المعجم العلمي ،د .ماهر الشريف ،دار اسامة للنشر والتوزيع 2222 ،م 3 ،
265
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
وكتب المفكرين قد امتألت بالمقاالت العلمية ونقصد بالمقال العلمي هو :
(( الذي يعرض نظرية من نظريات العلم ،أو مشكلة من مشكالته عرضا موضوعيا صرفا ،بأسلوب يتميز بالدقة في
تحديد المفاهيم ،ويعتمد على األدلة والبراهين والحجج القاطعة ،ويدعم في الغالب باألرقام واإلحصائيات والشواهد
والتجارب ،ويمتاز بالوضوح واالستقصاء ،والدخول في الموضوع مباشرة ،ووضع المصطلح العلمي في المكان الالئق
2
به)).
فالمقال العلمي هو (( أداة العالم لوصف الحقائق العلمية من خالل منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة
)).3
وتكمن اهمية تعريف المصطلح كونه مفهوم موضوعي يشمل حقائق معينة يجب التواضع عليها وهو الفيصل في حل
االشكال الذي يحصل بين المفردات المشتركة في اللفظ ،وبخاصة المصطلح العلمي .
=
1ينظر :المعجم الحديث ،مجمع اللغة العربية ،القاهرة 2224 ،م ،رقم الصفحة ((هـ ))
2المقال وتطوره في األدب المعاصر ،السيد مرسي أبو ذكري ،دار المعارف ،الطبعة.82، 2982-2982 :
3فن الكتابة الصحفية ،الدكتور فاروق أبو زيد ،عالم الكتب ،الطبعة :حقوق الطبع محفوظة لدى الناشر.282/2 ،
266
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
وسميخشبا :كما يرى الرازي رحمه (())626هـ :هو خروج الغصن من صالحيته المنتفع بها الى صالحية اخرى
اء اْل ُمْن َت َف ِع ِب َهاُ ،ث َّم َت ِص ُير َغ ِلي َظ ًة َيا ِب َسة
َشي ِ ِ ِ
َن َي ُكو َن م َن ْاأل ْ َ
ط ِرًّيا َي ْصُل ُح أل ْ
2
.ويقول في ذلك َ :كاَن ْت ُغ ْصًنا َ
وهكذا يتضح لنا ان قول االمام الرازي رحمه هللا هو خالصة ما قدمته المعاجم في العصر الحديث ،لكن المعاجم
لالصطالحات العلمية بينت وظيفة العنصر الحي وهو الغصن ،قبل نهاية صالحيته ونقصد بنهاية صالحيته بكونه
كان نباتا ،لتحوله الى خشب ليكون في صالحية ثانية يذكرها الزمخشري رحمه هللا بقوله (( :و ّ
ألن الخشب إذا انتفع
به كان في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان االنتفاع )) ،كما ان الميكانيكية التي تكلم عنها المعجم الحديث ،
هي طريقة التأثر والتغير بسبب العوامل ،في قول ابن عادل الدمشقي.
=
1الكشاف ،الزمخشري .542/4 ،
3اللباب في علوم الكتاب ،أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى775 :هـ) ،المحقق :الشيخ عادل
أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض ،دار الكتب العلمية -بيروت /لبنان ،الطبعة :األولى 2429 ،هـ 2998-م.324/8 ،
267
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
االتجاه االول :اتجاه للدعوة واالرشاد هو التصوير الذهني لباطن اهل الفساد ،في سورة المنافقين ،وبيان الصانع
الخالق وهو هللا جل في عاله ،من خالل تفسير بن عادل ،لقوله تعالى (( :إن هللا فالق الحب والنوى يخرج الحي
من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم هللا فأنى تؤفكون (1)))95فالغصن الذي كان فيه الحياة وهو يثمر خرج منه
الخشب ،وكذلك االعواد قبل غرسها كانت ميتة ،فانه تعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي .
االتجاه الثاني :وهو علمي هو االشارة الى المنافع التي سخرها هللا لإلنسان كالخشب.
اما االتجاه الذي سلكه ذوي التخصص العلمي هو بيان صفة الخشب وبيان اسباب تحوله ،لغرض بيان الوظائف
واالنواع لبيان الغرض من االستخدام ،ألن ما يقرره علماء العصر الحديث حول مفهوم كلمة :علم أو علمي ،هو :
(( انها تختص بلون واحد معين من المعارف ،وهو الذي يتضمن التجربة والمشاهدة واالختبار ،وهو ما يسمى
االن بالعلوم الطبيعية ،من كيمياء وجيولوجية ،وفلك ونبات وتطبيقاتها في الهندسة والزراعة والصيدلة والبيطرة
2
))
غير ان القلق اصاب كثي ار من العلماء من التغير الطارئ ،ومن خالل هذا النص من الكتب الحديثة يبين االتجاه
العام الذي يرغب به البعض (( :ولم يتورع بعض الباحثين -تسابًقا إلى حركة التعريب -عن اقتراح االقتصار على
التعريب الحرفي لجميع المصطلحات ،فلم يكن بد من نبذ هذا االقتراح ،ألنه يوسع شقة الخالف القائم في المصطلحات
بحيث يكون في العالم العربي من اللغات العربية عدد مماثل للغات األجنبية المنتشرة فيه ،واألفضل إذن أن نقصر
3
التعريب على األلفاظ الدولية للمصطلحات العلمية المستعملة بألفاظها الالتينية في جميع لغات العالم))
ويرى الصالح ان معالجة هذا تكمن فيما يلي :فلمعالجة بطء حركة التعريب في العالم العربي مال أكثرهم إلى تكوين
لجنة جامعية من هيئة التدريس تشرف على نقل ما يوضع من دروس إلى العربية السهلة الميسرة ،ودعوا الجامعات
العربية إلى اإلسهام في وضع المصطلح العلمي األدق ،والسعي لنشر معجم للمصطلحات العلمية والفنية واألجنبية مع
2تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ،د .عبد الحليم منتصر ،دار المعارف 2982 ،م .27 ،
3دراسات في فقه اللغة ،د .صبحي إبراهيم الصالح (المتوفى2427 :هـ) ،دار العلم للماليين ،الطبعة :الطبعة األولى 2379هـ 2962 -م،
.352/2
268
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
بأسا في قبول طائفة من المصطلحات العلمية بألفاظها أسوة بجميع اللغات
جميع مقابالتها العربية ،ولم َير بعضهم ً
1
الحية
اال ان الخطر الحقيقي ليس على تراث اللغة العربية فحسب بل في االشكاالت الحاصلة في الترجمة لقضايا علمية
طالت تفسير القران الكريم ،واول ما يتبادر الى ذهن كل مؤمن هو الحفاظ على عقيدة المسلمين ،من خالل رد
مطاعن المشككين بصدق القران الكريم الذي نزل بلغة العرب ،من خالل كتب النظريات ،ووسائل االعالم ،يقول
مالك بن نبي (( :ان المصطلحات العلمية حينما تفهم دون تدقيق تسبب خط ار على نهضة االمم وافكارها ونتاجها
2
ومنها االمة االسالمية )) .
تدل على صواب الكالَم ،وقد
والعربية هي عربية المصطلح العلمي القديم التي تقابل في مدلولها كلمة النحو ،ألنها ّ
وردت بعض المصادر أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ،ارشد الى االهتمام باللغة العربية ومدلولها ،ولم
يكن ذلك -فيما نرى -عن بصر حقيقي بالنحو ودقائقه ،وإنما هو إحساس فطري ّ
متميز باللغة واإلعراب ،ربما دفعه
إلى تدبر ُّ
اللغة وتراكيبها ،فلم يجد من الوقت ما يكفي للغوص في لجتها ،فاكتفى بالتوجيه واإلرشاد ودفع اللحن عن لغة ّ
القرآن ،وليس ذلك بمستغرب من شخصية ف ّذة كعمر بن الخطاب رضي هللا عنه ،فأثره جلي في كثير من مستجدات
ّ
3
األمور عند المسلمين ،كالعلوم واإلدارة والسياسة.
قال في كتاب له موجه لبعض الوالة(( :فإني آمركم بما أمركم به القرآن ،وأنهاكم عما نهاكم عنه محمد ،وآمركم
4
التفهم في العربية))
باتباع الفقه والسنة و ّ
وقد قرر (( دوتشي )) ،في العصر الحديث :أن القران الكريم كان عامال هاما في رفع مستوى المسلمين وتوجيههم
5
الى درسة العلم وخدمة الفكر
1دراسات في فقه اللغة ،د .صبحي إبراهيم الصالح (المتوفى2427 :هـ) .352/2 ،
2شروط النهضة ،مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي (المتوفى2393 :هـ) ،المحقق( :إشراف ندوة مالك بن نبي) ،دار الفكر-دمشق
سورية ،الطبعة2986 :م .222/2 ،
3أصول علم العربية في المدينة ،عبد الرزاق بن فراج الصاعدي ،مجلة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة ،الطبعة :السنة الثامنة والعشرون،
العددان 2427 ،226- 225هـ 2428 -هـ 2988-2987/م.327 ،
4الجامع (منشور كملحق بمصنف عبد الرزاق) ،معمر بن أبي عمرو راشد األزدي موالهم ،أبو عروة البصري ،نزيل اليمن (المتوفى253 :هـ) ،
المحقق :حبيب الرحمن األعظمي ،المجلس العلمي بباكستان ،وتوزيع المكتب اإلسالمي ببيروت ،الطبعة :الثانية 2423 ،هـ ،باب الرؤيا ،رقم
الحديث .223/22 ، 22356،
تأريخ العلوم عند العرب ،د .كامل حمود ،دار الفكر اللبناني .22 ،2999 ، 5
269
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
فيتبين لنا أبرز االتجاهات والمناهج في تفسير القرآن الكريم عند العلماء السابقين ،ناظرين إلى اتجاهات التفسير في
العصر الحديث ومناهجه ،فنتعرف على معالم الطريق الجديد .
وال غرابة في ذلك فهم أحفاد أعالم العصر العربي اإلسالمي ,الذين حددوا مفهوم األسلوب العلمي بدقة ووضوح،
وسالمة في العرض واالستقراء واالستنتاج قبل أن يعرف العالم األوروبي المؤرخ والعالم "فرانسيس بيكون".
ويمتاز األسلوب العلمي عند علمائنا المحدثين بما يلي:
-0الدقة والوضوح ،والتحديد واالستقصاء.
-0الدخول في الموضوع مباشرة دون مداراة أو مقدمات.
1
-3وضع المصطلح العلمي في المكان الالئق به ،حتى ال يحدث في األسلوب قلق أو اضطراب.
أما المقال العلمي البحت ,فمنه أكثر ما نشرته مجلة المقتطف ،ومجلة الهالل ،وإن كانت األولى منها -بنوع خاص-
ّ
إلى العلم أسبق ،وبه أحفل ,وأما المقاالت النزالية فلها في مصر طريقان هما :طريق األدب من ناحية ثانية.
ففي األدب ظهرت معركة حامية الوطيس بين القديم والجديد ،وهي المعركة التي بدأت على صفحات "الجريدة"
لمحررها أحمد لطفي السيد ،وتناظر فيها رجالن هما :مصطفى صادق الرافعي عن القديم ،وطه حسين عن الجديد ،ثم
ما لبثت هذه المعركة أن انتقلت إلى صحيفة "السياسة األسبوعية" لمحررها محمد حسين هيكل ،وما زال لهذه المعركة
ذيول في صحفنا المصرية إلى اليوم.
المبحث الثاني
انواع المقال العلمي وضوابطه
المطلب االول :أنواع المقال العلمي
وللمقال العلمي كذلك أنواع تختلف باختالف المادة العلمية التي يخوض فيها الكاتب؛ فمقال في مادة التاريخ ،وآخر
ّ
في مادة الطب ،وثالث في مادة الفلسفة ،ورابع في مادة األدب ،من الناحية الوصفية ال اإلنشائية ،وهكذا ,غير أنه
1المقال وتطوره في األدب المعاصر ،السيد مرسي أبو ذكري ،دار المعارف ،الطبعة2982-2982 :م 277/2 ،
271
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
كبير في تبسيطه للقارئ،
جهدا ًا
العلمي -إذا أريد نشره في صحيفة من الصحف -أن يبذل المحرر ً يشترط في المقال
ّ
وبغير هذا ال تكون للصحيفة حاجة إلى نشره ،أو العناية به.
العادي ,والتقرير
ّ والمقال الصحفي ينقسم هو اآلخر إلى أنواع؛ منها :المقال االفتتاحي ,أو العمود الرئيسي ،والعمود
ّ ّ ّ
بأشكاله المختلفة التي هي :الحديث والتحقيق والماجريات بأنواعها المعروفة.
تاما بين هذه األقسام الرئيسة الثالثة التي هي :المقال
فصال ًّ
ً َّإال أننا مع هذا وذاك ,ال نستطيع ولو حرصنا أن نفصل
األدبي ،والمقال العلمي ،والمقال الصحفي ،والسبب في ذلك أنها تتالقى في كثير من األحيان ،وتدع الباحث المدقق
ّ ّ ّ
مثال :مقال النقد ،فإنك ترى هذا الفن من فنون القول ذاتيًّا وموضوعيًّا في وقت ً
معا ،أو في حيرة من األمر ،خذ لذلك ً
1
بعبارة أخرى :نراه ًّفنا وعلما في ٍ
آن واحد ،له من الفن ذاتيته ،وله من العلم موضوعيته. ً
فلكل مقال وظائف فوظائف المقال الصحفي:
-0اإلعالم :وذلك بتقديم المعلومات واألفكار الجديدة عن األحداث أو القضايا أو المشاكل التي تشغل الرأي العام.
-0شرح وتفسير األخبار اليومية الجارية والتعليق عليها بما يوضح أبعادها أو جوانبها المختلفة.
-3التثقيف ..وذلك عن طريق نشر المعارف اإلنسانية المختلفة.
-4الدعاية السياسية :وذلك بنشر سياسة الحكومات واألحزاب ومواقفها المختلفة من قضايا المجتمع.
-5الدعاية األيديولوجية :وذلك عن طريق نشر األفكار والفلسفات والدفاع عنها ضد خصومها أو منافسيها.
-1تعبئة الجماهير :وذلك لخدمة نظام سياسي أو اجتماعي معين أو للمساهمة في التنمية الوطنية.
-1تكوين الرأي العام في المجتمع والتأثير على اتجاهاته ،سواء بالسلب أو اإليجاب.
-8التسلية واإلمتاع :وهو األمر الذي تحققه المقاالت الترفيهية أو الضاحكة أو الساخرة أو المقاالت المسلية أو
الظريفة.
لغة المقال الصحفي:
والمقال الصحفي يختلف عن المقال األدبي أو المقال العلمي:
فالمقال األدبي هو الذي يعبر عن عواطف كاتبه وتجربته الذاتية ومشاعره الوجدانية تجاه موقف خاص أو موقف
2
عام.
1المدخل في فن التحرير الصحفي ،عبد اللطيف محمود حمزة (المتوفى2392 :هـ) ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،الطبعة :الخامسة .254/2 ،
2ينظر :المصدر نفسه
271
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
أما المقال العلمي فهو أداة العالم لوصف الحقائق العلمية من خالل منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة.
1
أما المقال الصحفي فهو وسط بين االثنين ..ففيه شيء من ذاتية الكاتب األدبي ..وفيه شيء من موضوعية العالم
أنواع المقال العلمي ما يلي:
ّ
-0المقالة النقدية ،ومن أشهر كتابها :العقاد ،والمازني ،وطه حسين.
-0المقالة الفلسفية ،ومن أشهر كتابها :أحمد لطفي السيد ،والدكتور منصور فهمي ،والدكتور زكي نجيب محمود.
-3المقالة التاريخية ،وهي كثيرة الورود في الصحافة المصرية ,ولها كتاب عديدون.
-4المقالة العلمية ،ومن أشهر كتابها :الدكتور صروف ،والدكتور أحمد زكي.
المقال العلمي:
المقال العلمي ،من حيث هو نوعان ،نوع يكتب للمتخصصين ،ونوع يكتب لغيرهم من القراء ،واألول مكانه الكاتب
ّ
العلمي ،أو المجلة العلمية التي تصدرها الهيئات أو المؤسسات التي توفرت على نشر العلم ،والثاني مكانه الصحيفة
ّ
موضوعا لبحثنا هذا ،أما الثاني فموضوع
ً اليومية ،والمجلة الدورية :أسبوعية كانت أم شهرية أم سنوية ،واألول ليس
ومادة من موادها ال تستطيع االستغناء عنها ٍ
بحال ما. ً اهتمام الصحافة ،ومدار عنايتها،
والمقال العلمي الذي تنشره الصحف والمجالت ,إنما يحقق غرضين من أغراض الصحافة الخمسة التي أشرنا إليها في
ّ
غير هذا الفصل ،وهذان الغرضان هما:
-0التوجيه واإلرشاد.
0التسلية واإلمتاع.
احتياج إلى من يرشدهم على الدوام فيما يتصل بحياتهم العقلية ،وحياتهم الفنية ،أو
ٍ جميعا في
ً وليس ٌّ
شك في أن الناس
بعبارة أخرى :في احتياج إلى الغذاء العقلي ،والغذاء الفني ،وهذا أو ذاك إنما يتم لهم عن طريق المقال العلمي في
ّ ّ ّ
الصحيفة أو اإلذاعة.
1فن الكتابة الصحفية ،الدكتور فاروق أبو زيد ،عالم الكتب ،الطبعة :حقوق الطبع محفوظة لدى الناشر.282/2 ،
2المصدر نفسه.
272
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
أيضا أننا في عصرنا هذا ال نستطيع -ولو حرصنا -أن نلم بجميع العلوم والفنون؛ ألننا في عصر
والذي ال شك فيه ً
التخصص العلمي والفني ،لكل واحد منا شعبة خاصة من شعب المعرفة أو الفن ،توفر عليها ،واستأثرت بعقله وقلبه،
ّ ّ
بل امتزجت بروحه ودمه.
وما دام األمر كذلك ,فال مناص للصحيفة من االعتراف بهذا الوضع ,والتقيد بهذا القيد في كتابة هذا النوع من أنواع
المقال ،وبعبارة أخرى ,ينبغي أن تتوافر في المقال العلمي الذي تنشره الصحيفة شروط عدة ،منها ما يلي:
ّ
أوّال :اإلقالل جهد المستطاع من المصطلحات العلمية المعروفة عند أهل هذا العلم أو ذاك من العلوم التي يتعرض لها
المقال.
ومعروف أن لكل عل ٍم منها عشرات ،بل مئات من المصطلحات ,يعرفها المشتغلون بهذا العلم معرف ًة جيدة ،وكلما َج َّد
جديد من هذه المصطلحات ،بادروا إلى معرفته ،وأخذوا في تداوله ،أما غيرهم
من الناس ,فال علم لهم بهذه المصطلحات ،ولهذا وجب على كاتب المقال العلمي بالذات أن يقصد -ما أمكنه -في
ّ
ذكر هذه المصطلحات.
273
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
ثالثًا :اصطناع القوالب األدبية -كلما أمكن ذلك -في التعبير عن المادة العلمية ،ومن هذه القوالب -على سبيل
المثال -قالب القصة ،وبها يستطيع الكاتب القدير أن يحيل هذه المواد الجافة ,إلى قصص ٍ
حية تحس فيها كأن
الطبيعة نفسها تتكلم وتتحرك ،أو كأن الحقائق العلمية ذاتها أشخاص تذهب وتجيء ,ثم تؤدي أدوارها كأحسن ما يكون
األداء ,وبهذا األسلوب الجذاب يستطيع الكاتب المتمرن أن يحدثنا عن الطبيعة وظواهرها في قصص :فقصة المطر،
وقصة للقمر ،وقصة للبركان ،وقصص للجبال أو الوديان ،وهكذا.
أيضا أن يحدثنا عن اإلنسان ،وعما يعرض له من حاالت الصحة والمرض،
ثم بهذا األسلوب الجذاب يستطيع الكاتب ً
وكل ذلك في قصص ممتع.
فقصة عن السرطان ،وقصة عن الشلل ،وقصة عن الجراثيم ،وقصة عن الميكروب ،وقصة عن األنسولين ،وأخرى عن
البنسلين ،وثالثة عن أنواع الفيتامين ،وهكذا.
ابعا :ربط المعومات الطريفة التي يأتي بها الكاتب في مقاله بحاجة من حاجات القراء ،أو رغبة من رغباتهم ،حتى
رً
ولوكانت هذه النزعة مجرد التأمل في قدرة الخالق ،وكثير من الناس تحفزهم هذه النزعة األخيرة إلى القراءة.
خامسا :عدم طغيان الصفة الذاتية على الصفة الموضوعية ,وإن كان ذلك ال يمنع من وجود مسحة ذاتية صريحة تبث
ً
شيئا من الحياة واإلشراق.
في المقال ً
شيء ,ففي مجال المقال العلمي اآلن ,تتنافس الصحافة واإلذاعة أيهما أجدى على القارئ أو السامع، ٍ ومهما يكن من
ّ
وأيهما أقدر من األخرى على تثقيفه بشتَّى المعارف التي تجمعها أفالك ثالثة يسبح فيها العالم ،وهي:
ليس هناك قانون يتدخل في حجم الرسالة في أكثر الجامعات ،ولكنه يوجد في بعضها؛ ففي جامعة كمبردج مثال يجب
أال تزيد رسالة الدكتوراه في التاريخ أو األدب عن ستين ألف كلمة "حوالي ثالثمائة صفحة".
ويختلف حجم الرسالة اختالفا واضحا باختالف المادة التي كتبت فيها؛ فالرسائل التي تعالج مشكلة علمية ،أو نظرية
رياضية يطلب أن تكون صغيرة نسيبا ،والعرف فيها أن يستكمل البحث ،عناصره وتجاربه وأدلته وأن ينتج رسالة في
حجم مناسب بحيث ال تكون إلى المقال أقرب منها إلى الرسالة ،أما في الرسائل األدبية فقد وضع العرف لها حدا
تقريبيا؛ فرسالة الماجستير يحسن أن تكون حوالي
مائتي صفحة "أربعين ألف كلمة" ،ورسالة الدكتوراه يحسن أن تكون حوالي ثالثمائة صفحة "ستين ألف كلمة" من الحجم
المعروف في الرسائل.
274
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
والحجم فقط هو الذي يفرق بين الرسالة وبين المقال العلمي القديم الذي ينشر في مجلة علمية ،فكالهما إنتاج رفيع،
ومساهمة ثقافية ،ومرجع يمكن أن يعتمد عليه الباحثون ،ولكن المقال العلمي ال ينظر إلى حجمه في حين يالحظ
الحجم إلى حد ما في الرسائل.
كما ،فليرجع الطالب إلى الحجم المناسب ،وليجعلوا تنافسهم في العمق
ليس من الفخر في شيء أن تصبح الرسائل ًّ
واالبتكار ال في الجمع والحشد ،وليتذكروا قول القائل وقد كتب لصديقه رسالة مسهبة" :كتبت إليك كل شيء مفصال؛
إذ ليس عندي وقت لالختصار" فمن الواضح أنك في االختصار تحتاج إلى عمق وفكر بحيث تختبر كل شيء ،فال
تحشد كل ما يقابلك ،وال تدع شيئا يتسرب للرسالة إال إذا كان عميق الصلة بها ،وفي الوقت نفسه ال يفلت منك شيء
ِ
وبودي أن يقف األساتذة موقفا حازما يمنعون به هذا التضخم الذي ال يعني إال عدم قدرة الطالب على
مهم للرسالةّ ،
1
حسن االختبار واالختيار.
ال ينظر إلى الحجم في المقال العلمي ،بينما يؤخذ باالعتبار في البحوث وبخاصة األكاديمية منها ،إننا ال نعني
مما ذكرنا أن المقالة هي سلبيات البحث العلمي ،بل إنها تخدم غرضا هاما هو نشر األفكار واآلراء رغم ذلك فإن
غرضها يختلف بوضوح في نوعيته عن غرض تقرير البحث ،وكذلك يختلف بدرجة أكبر من حيث الدقة والجهد
واالبتكار والوصول إلى حقائق جديدة مدعومة بالبراهين الصادقة والموضوعية.
أما االعتبارات التي يجب أن يؤخذ بها قبل كتابة البحث والجوانب التي يجب اإللمام بها منها ما يتعلق بالباحث وهي:
-0معرفة الباحث ألهداف تقرير البحث ،وفي مقدمتها اإلعالم عن كيفية تيسير البحث وعن النتائج الحاصلة.
-0اتجاهه المباشر نحو النقاط الرئيسة للبحث دون مقدمات وحواش وتعليقات بعيدة عن صلب الموضوع.
-3تمرس الباحث بكيفية اإللمام بالموضوع على وجه الدقة ،واستيعابه المادة وتمثلها تمثال دقيقا ،بحيث يستحيل في
نفسه إلى عمل له كيانه ،تمكنه من الكتابة ،ال أن يكون البحث حشدا من المعلومات وأكواما من المعارف.
-4إلمامه بكيفية تنظيم األفكار ،بحيث تمكن الباحث من معرفة الحيثيات "األسباب" التي تؤيد "النتائج" أي الفرض
الذي وضعه مع الدليل الذي يؤيده ،والنفوذ من الحقائق الجزئية إلى الحقائق الكلية ،وما ينتظم بها من الخصائص
والصفات العامة.
2
-5إتقانه طرائق البحث العلمي ووسائله وأدواته ومنهجه ونوعه والمسلك والمدخل. .
1كيف تكتب بحثا أو رسالة دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة ،أحمد شلبي ،الطبعة :الطبعة الرابعة والعشرون سنة
2997م .256/2 ،
2كيف تكتب بحثا أو رسالة دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة ،أحمد شلبي .256/2 ،
275
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
المطلب الثاني
والمصطلحات العلمية انما هي اعالم يطلقها اصحاب كل فن على معاني موضوعات تخصصهم ومصطلحات الفنون
بهذا مقومها قيدان :
القيد االول :وضع علم على معنى جديد من المعاني المختصة بفن من الفنون ،التي هي من عوارضها الذاتية
القيد الثاني :ان يكون واضع هذا العلم فئة مختصة بفن من الفنون اليشركها في اطالقه غيرها اال على سبيل
3
االستعارة
فهناك المصطلحات الفنية Terminologyوهي مجموع الكلمات والعبارات المتصلة بفرع من فروع المعرفة ،أو بفن
ما ،أو الكلمات والعبارات الخاصة بعال ٍم
1
معين في بسطه وعرضه لنظرية من النظريات الفنية أو األدبية أو العلمية.
1مصطلحات ومفاهيم (( الغزو المصطلحي )) عبد السالم البسيوني ، ،المنتدى اإلسالمي ،سنة 2426هـ2986 ،م.237 ،
2معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي ،الدكتور أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل ،عالم الكتب ،القاهرة ،الطبعة :األولى 2429 ،هـ
2228 -م 6 ،
3المصدر نفسه.
276
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
وهذه المصطلحات بعضها ارتبطت باألحكام العملية التي جرى االصطالح على تسميتها فقها هي ّ
أقل ما جاء في
القرآن ،وإن فيه من التهذيب ودعوة األرواح إلى ما فيه سعادتها ،ورفعه من حضيض الجهالة إلى أوج المعرفة،
وإرشادها إلى طريقة الحياة االجتماعية ،ما ال يستغني عنه من يؤمن باهلل واليوم اآلخر ،وما هو أجدر بالدخول في
ظ عظيم من علم التهذيب ،ولكنالحقيقي ،وال يوجد هذا اإلرشاد إال في القرآن ،وفيما أخذ منه ،كإحياء العلوم ،ح ّ الفقه
ّ
أن الكثير
حق تالوته ال يساهمه فيه كالم ،كما ّ
سلطان القرآن على نفوس الذين يفهمونه ،وتأثيره في قلوب الذين يتلونه ّ
إن أئمة الدين قالوا :إن القرآن سيبقى
ثم ّمن حكمه ومعارفه لم يكشف عنها اللثام ،ولم يفصح عنها عالم وال إمام ّ ،
3
حجة على كل فرد من أفراد البشر إلى يوم القيامة 2واالصطالح إنما هو الحجة القطعية المقيدة لليقين.
ّ
وال غرابة ان يكون أعالم العصر الحديث من بالدنا العربية ,هم الذين حددوا مفهوم األسلوب العلمي بدقة ووضوح،
وسالمة في العرض واالستقراء واالستنتاج قبل أن يعرفه العالم األوروبي ،ويمتاز األسلوب العلمي عند علمائنا
المحدثين بما يلي:
.2الدقة والوضوح ،والتحديد واالستقصاء .
.2ومن ثم الدخول في الموضوع مباشرة دون مداراة أو مقدمات.
.3وضع المصطلح العلمي في المكان الالئق به ،حتى ال يحدث في األسلوب قلق أو اضطراب.
4
.4سهولة اللفظ ،وبساطة العبارة ،مع متانة التركيب.
كما يقرر اهل التخصص العلمي أن اللسان العربي :
أول ما يجب أن نتجه إليه في صوغ المصطلح العلمي ،هو البحث عما إذا كان لمعناه في لغتنا لفظ يقابله ويؤدي
معناه في غير لبس وثقل ،فإن وجدناه فذاك ،وإال بحثنا في مهجور األلفاظ عن لفظ يمت معناه للمعنى المراد بصلة
دالة مميزة ،فإن استيسرت لنا بضعة ألفاظ تمت للمعنى بمختلف الصالت ،كان أوالها باالختيار أقربها معنى وأنسبها
=
1اللغة وعلم اللغة ،جون ليونز ،دار النهضة العربية ،الطبعة :األولى .62 ،
2محاسن التأويل ،محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمي (المتوفى2332 :هـ) ،المحقق :محمد باسل عيون السود ،دار
الكتب العلميه – بيروت ،الطبعة :األولى 2428 -هـ .224/2 ،
3تفسير ابن عرفة ،محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي التونسي المالكي ،أبو عبد هللا (المتوفى823 :هـ) ،المحقق :جالل األسيوطي ،دار الكتب
العلمية ،بيروت – لبنان ،الطبعة :األولى 2228 ،م .76/2،
المصدر السابق . 4
277
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
لفظا 1.وهذه االلفاظ هي المفردات التي تريد تعريفا علميا من خالل كتب التفسير القديم ،ويقابلها االتجاه الحديث ،
سواء كان كتاب تفسير حديث ،او كتابا في المصطلحات العلمية الصرفة ،أو كتابا يشرح النظريات العلمية التي
تصف المصطلح العلمي الذي جاء به االقدمون ،ذلك الن المصطلحية أو علم المصطلح أحد أهم أفرع علم اللغة
التطبيقي حيث يتولى المفاهيم العلمية وما يختار لها من ألفاظ ويتناول المصطلح من حيث سماته ووسائل تكوينه
اللغوية من اشتقاق وتعريب وترجمة2وكانت لكل كتاب قصة يروي لنا مؤلفه فيها السبب الداعي الى تأليفه ،ومنهم
صاحب كتاب كشاف االصطالحات والفنون حيث يقول :ان التغيير الذي ط أر على كثير من المعطيات العلمية
3
واالصطالحات عليها دعاه الى تأليف كتابه.
الخاتمة
وبعد هذه الدراسة المختصرة ،تبين ما يلي :
.2المقال العلمي ال يكون مجدي اال بعد أمرين :
أ .المشاهدة الصريحة .
ب .التجربة لوظائف الموصوف في االصطالح
.2من شروط التعريف العلمي الدقة والوضوح في الوصف والتعداد .
.3حفلت كتب التفسير بالمقاالت العلمية ولكن دون انصاف من الباحثين المعاصرين بحجة االنكار للتفسير
العلمي ،والتخوف منه ،والتردد بسبب النقد الذي يكون غالبا مجرد اعتراضات بال ادلة .
.4المقال العلمي هو شرح نظرية علمية بعد التحقق من نتائجها .
1المصطلحات الطبية ونهضة العربية بصوغها في القرن الحاضر ،لألستاذ الدكتور أحمد عمار بك ،عضو مجمع فؤاد األول للغة العربية ،بحث
في مجلة الرسالة نشر :بتاريخ.967/7 ، 2952 - 24 :
2المدخل في فن التحرير الصحفي ،عبد اللطيف محمود حمزة (المتوفى2392 :هـ) ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،الطبعة :الخامسة ،
.254/2
محمد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى :بعد
موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم ،محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن ّ
3
2258هـ) ،تقديم وإشراف ومراجعة :د .رفيق العجم ،تحقيق :د .علي دحروج ،نقل النص الفارسي إلى العربية :د .عبد هللا الخالدي ،الترجمة
األجنبية :د .جورج زيناني ،مكتبة لبنان ناشرون – بيروت ،الطبعة :األولى 2996 -م ،.المقدمة .52 ،
278
رماح للبحوث والدراسات العدد 2مارس 0202
.5االصطالح العلمي هو صفة المسمى من خالل وظيفته .
.6القران الكريم وضع المصطلحات العلمية ،واعطى وظائفها ،وصفتها ،لتكون حجة على المنكرين الذين لم
يجدوا ما يخالف ما وجدوه في القران الكريم ،وبين مكتشفاتهم العلمية .
279