Professional Documents
Culture Documents
السلطة التنفيذية في ظل التعديل الدستوري 2020
السلطة التنفيذية في ظل التعديل الدستوري 2020
قسم الحقوق
بعنــــوان:
هدى جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداي
2021 – 2020
يقول بيتر دراكر
تأخذ األنظمة السياسية في العالم صو ار و أشكاال متعددة من خالل مبداء الفصل بين
السلطات الثالث ،التشريعية و التنفيذية و القضائية ،و بالنظر في النظام السياسي
الجزائري نجد السلطة التنفيذية تحتل المكانة األسمى مقارنة بباقي السلطات كونها تمثل
السلطة العليا في الدولة ،و لقد مرت الجزائر بعدة مراحل في حياتها السياسية بدأ بأول
دستور لها بعد االستقالل لسنة 1963الى آخر تعديل ،خاصة فيما يتعلق بهذه األخيرة
التي هي مجموع القائمين بتنفيذ القوانين في الدولة ،و ذلك ابتداء من رئيس الجمهورية
الى أصغر موظف تنفيذي ،ما عدا رجال السلطتين التشريعية و القضائية و ذلك
بمفهومهما الواسع ،و كذا السلطة المركزية في الدولة و المشكلة في ما بين رئيس
الجمهورية والوزير األول أو رئيس الحكومة في مفهومها الضيق ،حيث كانت في البداية
أحادية ترتكز في يد رئيس الجمهورية الذي يعتبر الركن الجوهري و حجر األساس و
يحتل المركز الممتاز بإعتباره منتخبا من طرف الشعب ،مع وجود وزير أول ال يعدو كونه
مساعد لرئيس الجمهورية ،إلى أن جاء دستور 1989لنجد المؤسس الدستوري تبنى مبدأ
ثنائية السلطة التنفيذية ،وأظهر الرجل الثاني للسلطة التنفيذية والذي شهد تأرجحا في
تسمياته بين الوزير األول ورئيس الحكومة في مختلف الدساتير آخره دستور ،2020التي
حاولت تنظيم المركز القانوني له من خالل تأطير كل ما يتعلق في هذا المنصب ،بدءا
من مجموع الصالحيات والمهام المنوطة به ،والتي شهدت نوعا من التداخل بينها وبين
إختصاصات وصالحيات رئيس الجمهورية ،وذلك لتأمين تنسيق فعال بين المنصبين
وتحقيق الهدف من تبني هذه اإلزدواجية.
أهمية الموضوع:
-بناءا على ما تقدم أعاله تأتي أهمية موضوع "السلطة التنفيذية في ظل التعديل
الدستوري "2020على المستوى العملي وذلك بتسليط الضوء على جميع النصوص
القانونية المتعلقة بمنصب رئيس الجمهورية ومنصب رئيس الحكومة أو الوزير األول.
-وبناءا على ذلك تكمن أهمية هذا الموضوع كمجال للدراسة والبحث في النقاط التالية:
معرفة اإلجراءات والمراحل المتبعة لعملية إنتخاب رئيس الجمهورية في ظل
التعديل الدستوري .2020
أ
مقــــــــــــــدمة
أهداف الدراسة
-إن الهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على المركز القانوني لرئيس الجمهورية و كل
من مركز الوزير األول أو رئيس الحكومة و تكييف العالقة بين رئيس الجمهورية و
هاذين األخيرين في إطار ما جاء به التعديل الدستوري لسنة 2020
إن أسباب إختيار الموضوع تعود لعوامل عديدة منها ذاتية أو موضوعية.
.1أسباب ذاتيـــــــــــــــــــة:
-الرغبة في دراسة وتحليل ما جاء به تعديل الدستوري 2020لنكون السباقين في
ذلك.
-المساهمة ولو بقدر ضئيل في تسليط الضوء على هذا الجانب كونه يمثل السلطة
العليا في الدولة.
.2أسباب موضوعية:
تتجلى في مكانة رئيس الجمهورية ،وأهمية المنصب الذي يحظى به الوزير األول أو
رئيس الحكومة في المنظومة الدستورية الجزائرية ،وبالتالي الوقوف على دور كل منهم
بالموازات مع المكانة الممنوحة لهم.
الصعوبات والعراقيل:
ب
مقــــــــــــــدمة
اإلشكالية:
" كيف أسس التعديل الدستوري 2020المركز القانوني للسلطة التنفيذية " ؟
المنهج المتبع:
المنهج الوصفي :فالمنهج الوصفي يعتمد على وصف الموضوع المدروس في حالته
الراهنة من خالل التجريد والتعميم.
لإلجابة على اإلشكالية المطروحة والتساؤالت الفرعية أعاله ستجمع المكرة دراسة
قانونية إعتمادا على الخطة التالية:
ج
مقــــــــــــــدمة
الفصل األول تحت عنوان رئيس الجمهورية نتعرف من خالله على إنتخاب رئيس
الجمهورية (كمبحث أول) و كذا الصالحيات و المهام الممنوحة لرئيس الجمهورية
(كمبحث ثاني) و التعرض للعهدة الرئاسية في (المبحث الثالث)
ليكون الفصل الثاني بعنوان الحكومة نتطرق من خالله الى تعيين الوزير األول أو
رئيس الحكومة حسب الحالة (كمبحث أول) و صالحيات كل منهما في ( المبحث الثاني)
و أخي ار نهاية مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة ( كمبحث ثالث)
د
المبحــــث األول :اإلطار القانوني لرئيس الجمهورية .
)(1
سعيد بو الشعير ،عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في النظام القانوني الجزائري ،دكتوراه من جامعة
الجزائر ،سنة ،1984ص .91
)(2
منيرة بالورغي ،المركز القانوني لرئيس الجمهورية في الجزائر بعد التعديل الدستوري لسنة 1996و أثره على النظام
السياسي ،مذكرة مقدمة لتكملة متطلبات نيل شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع القانون العام تخصص القانون
الدستوري ،سنة ،2014-2013ص .15
1
رئيس الجمهورية الفصل األول
الوضع القانوني لهذا األخير من خالل العملية االنتخابية التي تمنحه الشرعية لتولي هذا
المنصب وكذا العهدة الرئاسية التي تخوله البقاء فيه ،وسنوضح ذلك في المطلبين
التاليين:
المطلب األول :إنتخاب رئيس الجمهورية
تمر العملية اإلنتخابية لرئيس الجمهورية بعدة مراحل بداية بالترشح اإلنتخابي إلى
غاية إعالن النتائج ،وهذا ما سنتطرق اليه فيما يلي من خالل دراسة العملية االنتخابية:
الفرع األول :الترشح لرئاسة الجمهورية
ال شك أن الحديث عن رئاسة الجمهورية كمؤسسة دستورية يفرض الرجوع للدستور
لمعرفة شروط تولي منصب الرئاسة).(1
أوال :شروط الترشح
طبقا للمادة 87من التعديل الدستوري 2020فإن هذه الشروط هي:
-يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط ويثبت الجنسية الجزائرية األصلية لألم واألب.
-ال يكون قد تجنس بجنسية أجنبية) ،(2وهنا نجد أن الدستور يرفض إزدواجية الجنسية
لرئيس الجمهورية ،وكذلك التجنس) ،(3ففي المادة 249من األمر 21.01المتعلق
بالقانون العضوي لإلنتخاب 2021تضمنت إرفاق التصريح بالترشح بملف يحتوي
على:
شهادة الجنسية الجزائرية األصلية للمعني.
شهادة الجنسية الجزائرية األصلية ألب المعني.
شهادة الجنسية الجزائرية األصلية ألم المعني).(4
)(1
د .عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار ريحانة ،ص .84
) (2المادة ،87المرسوم الرئاسي رقم 442-20المؤرخ في 15جمادى األول عام 1442الموافق 30ديسمبر سنة
،2020يتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في إستفتاء أول نوفمبر سنة 2020في الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ج.ر رقم 82ل 30ديسمبر سنة .)2020
) (3العيفة أويحي ،النظام الدستوري ،الطبعة األولى 1423ه2002-م ،ص .206
)(4
أمر رقم 21.01مؤرخ في 26رجب عام 1442الموافق ل 10مارس ،2021يتضمن القانون العضوي المتعلق
بنظام االنتخابات.
2
رئيس الجمهورية الفصل األول
-يدين باإلسالم وهذا الشرط هو نتيجة لنص المادة الثانية من الدستور التي تقتضي بأن
اإلسالم دين الدولة ولهذا يجب أن يكون المترشح مسلما خصوصا ،وأنه سيؤدي اليمين
فيما بعد.
-يبلغ سن األربعين 40كاملة يوم إيداع طلب الترشح.
-التمتع بالحقوق المدنية والسياسية (وهو شرط كاشف أي أنه ال يمكن إيداع أو تأمين
مصير أمة في يد شخص ناقص األهلية أو محكوم عليه أو محروم من حقوقه السياسية
والمدنية)).(1
وقد جاءت المادة 249من قانون االنتخاب مؤكدة لذلك حيث يشترط في ملف الترشح:
-يثبت أن زوجه يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط ،ويتم إثبات ذلك بشهادة الجنسية
الجزائرية األصلية لزوج المعني حسب قانون االنتخاب.
-يثبت إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة عشر( )10سنوات على األقل قبل إيداع
الترشح.
-يثبت مشاركته في ثورة أول نوفمبر 1954إذا كان مولود قبل يوليو .1942
-يثبت تأدية الخدمة الوطنية أو المبرر القانوني لعدم تأديتها.
-يثبت عدم تورط أبويه في أعمال ضد ثورة أول نوفمبر 1954إذا كان مولود بعد يوليو
.1942
)(3
. -يقدم التصريح العلني بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه
ونالحظ أن كافة الشروط الواردة في الدستور اعيد ذكرها في المادة 249من قانون
االنتخابات لسنة 2020كوثائق يحتويها ملف الترشح
)(1
فوزي أوصديق ،الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري ،الجزء الثالث (السلطات الثالث) ،دون سنة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،ص .106
) (2المادة 249من األمر رقم 01-21السابق ذكره.
) (3المادة 87من التعديل الدستوري لسنة .2020
3
رئيس الجمهورية الفصل األول
-1ملف الترشح:
ورد في المادة 249من قانون اإلنتخاب 2020التي تنص في فقرتها الثالثة على:
4
رئيس الجمهورية الفصل األول
شهادة تثبت عدم تورط أبوي المترشح المولود بعد يوليو سنة 1942في أعمال ضد
ثورة أول نوفمبر سنة .1954
شهادة تثبت إيداع الكفالة المقررة في المادة 25من هذا القانون العضوي والمسلّمة من
طرف الخزينة العمومية.
تعهد كتابي يوّقعه المترشح يتضمن ما يأتي:
-عدم إستعمال المكونات األساسية للهوية الوطنية في أبعادها الثالثة اإلسالم والعروبة
واألمازيغية ألغراض حزبية
-الحفاظ على الهوية الوطنية في أبعادها الثالثة اإلسالمية والعربية واألمازيغية والعمل
على ترقيتها.
-إحترام مبادئ أول نوفمبر سنة 1954وتجسيدها.
-إحترام الدستور والقوانين المعمول بها ،واإللتزام باإلمتثال لها.
-تكريس مبادئ السلم والمصالحة الوطنية.
-نبذ العنف كوسيلة للتعبير أو كوسيلة للعمل السياسي والوصول إلى السلطة أو البقاء
فيها ،والتنديد به ،وكذا خطاب الكراهية والتمييز.
-إحترام الحريات الفردية والجماعية وإحترام حقوق اإلنسان.
-رفض الممارسات اإلقطاعية والجهوية والمحسوبية.
-توطيد الوحدة الوطنية.
-الحفاظ على السيادة الوطنية.
-التمسك بالديمقراطية في إطار احترام القيم الوطنية.
-تبني التعددية السياسية.
-إحترام التداول الديمقراطي على السلطة عن طريق االختيار الحر للشعب الجزائري.
-الحفاظ على سالمة التراب الوطني.
-إحترام مبادئ الجمهورية.
)(1
المادة 249من األمر رقم 01-21السابق ذكره.
5
رئيس الجمهورية الفصل األول
-2آجال الترشح:
حددت آجال إيداع التصريح بالترشح ب 40يوم على األكثر الذي يلي نشر المرسوم
الرئاسي المتضمن إستدعاء الهيئة الناخبة) ،(1حيث يتم إستدعاء الهيئة الناخبة في ظرف
90يوم قبل تاريخ اإلقتراع ،وهذا ما جاءت به كل من المادة 246و المادة 251من
القانون العضوي لإلنتخابات لسنة ،2021وفي هذه الحالة تكون السلطة المستقلة ملزمة
بالفصل في صحة الترشيحات بقرار معلل في أجل أقصاه 07أيام من تاريخ إيداع
التصريح بالترشح ،ويمكن الطعن في القرار المرفوض الصادر عن السلطة المستقلة في
أجل أقصاه 48ساعة من تاريخ التبليغ ،وتلزم هنا المحكمة الدستورية بالفصل في الطعن
في أجل أقصاه 07أيام من تاريخ إرسال الطعن لها.
تخضع عملية إنتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر لمبدأ االقتراع العام والمباشر
والسري ،ويتم هذا االقتراع على إسم واحد في دورتين.
)(1
المادة 251من األمر رقم 01-21السابق ذكره.
)(2
الفقرة األخيرة من المادة 252من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
6
رئيس الجمهورية الفصل األول
مبدأ اإلقتراع العام المباشر والسري من المبادئ اإلنتخابية التقليدية وميزة من مميزات
النظم الديمقراطية) ،(1وهذا ما نصت عليه المادة 85من التعديل الدستوري 2020فقرة
" :01ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام والمباشر والسري").(2
نصت عليه المادة 247من القانون العضوي لإلنتخابات '' :2021يجرى إنتخاب
رئيس الجمهورية باإلقتراع على إسم واحد في دورتين باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر
عنها").(3
وبالتالي فإن إنتخاب رئيس الجمهورية على إسم واحد ميزة تتميز بها اإلنتخابات
الرئاسية عن باقي العمليات اإلنتخابية بخصوص اإلقتراع على إسم واحد ،ألنه ال يمكن
أن تجري االنتخابات الرئاسية على القائمة كون المطلوب هو شغل مقعد واحد ،وهو
منصب رئيس الجمهورية ،وفي هذه الحالة تعد الدولة كلها دائرة إنتخابية واحدة يدعى فيها
الناخبون إلختيار مرشح واحد من بين عدة مرشحين).(4
-إشتراط حصول الترشح عن األغلبية المطلقة في الدور األول للفوز بالمقعد الرئاسي
"يتم الفوز في اإل نتخابات الرئاسية بالحصول على األغلبية من أصوات الناخبين
المعبر عنها ،هذا يعني أنه يمكن التصريح بفوز المترشح بمنصب رئيس الجمهورية
في حالة حصوله على األغلبية المطلقة ألصوات الناخبين المعبر عنها في الدور
)(1
منيرة بالورغي ،مرجع سابق ،ص .58
)(2
المادة 85فقرة 1من التعديل الدستوري .2020
) (3المادة 247من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
) (4إدريس بوكرا ،نظام انتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر ،سنة ،2007ص .61
7
رئيس الجمهورية الفصل األول
األول من االقتراع ،وفي هذه الحالة يمكن إستبعاد الدور الثاني وهذا ما نصت عليه
المادة 248من القانون العضوي لإلنتخابات ،"2021إذا لم يحصل أي مترشح على
األغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها في الدور األول ينظم دور ثاني).(1
-تنظيم دور ثاني في حالة عدم حصول أي مترشح على األغلبية المطلقة في الدور
)(2
يتبين لنا: األول"
عدم إحراز أي مترشح على األغلبية المطلقة في الدور األول يؤدي الى تنظيم
دور ثاني.
تنظيم الدور الثاني يقتصر على مشاركة المترشحين الذين أحر از أعلى األصوات
ضمن الدور األول.
الحائز على األغلبية المطلقة يكون هو الفائز).(3
ومن باب اإلشارة حسب المادة 255من القانون العضوي لإلنتخابات أنه ال يقبل
إنسحاب المترشح بعد قبول المحكمة الدستورية للترشيحات إال في حالة حصول مانع
خطير تثبته المحكمة الدستورية ،أو في حالة وفاة المترشح المعني ،ويمنح حينئذ أجل
آخر لتقديم ترشيح جديد ،وال يمكن أن يتجاوز هذا األجل الشهر السابق لتاريخ اإلقتراع،
أي أن األصل أنه ال تقبل الترشيحات الجديدة أو إنسحاب المترشحين بعد إعتمادهم ،وهنا
يتم تأجيل تاريخ اإلقتراع لمدة ال تتجاوز 15يوم.
وعموما تظهر أهمية االنتخابات الرئاسية في أنها معيار حاسم في تكوين و إعادة
تكوين للساحة السياسية في ظل النظام الديمقراطي ،أين تتولى األحزاب السياسية تجنيد
أكبر عدد ممكن من الناخبين للمشاركة في تولية أحد المرشحين لتقلد منصب رئيس
الجمهورية ،والتي تلعب دو ار مهم في حصوله على األغلبية المطلقة كون الحياة السياسية
في هذا الدور تجتمع في كتلتين تقوم كل واحدة منهما بدعم أحد المرشحين االثنين ،لكن
8
رئيس الجمهورية الفصل األول
هذا التكتل ذو طابع مؤقت ينتهي بمجرد إعالن نتائج اإلنتخابات بفوز أحد المرشحين و
)(1
. سقوط اآلخر
ثانيا :القواعد المتعلقة بنزاهة الحملة اإل نتخابية
عادة ما تكون الحملة اإلنتخابية قصيرة ،فهي ال تدوم سوى بضع أيام لكن الواقع غير
ذلك ،حيث أنها تبدأ منذ مدة أطول كون المرشحين يشرعون في إتخاذ المواقف منذ وقت
أطول للحصول على تأييد أحزابهم أو مجموعات التأثير ،ولكونها منظمة تحت مراقبة
اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة اإل نتخابات الرئاسية التي تسهر على ضمان المساواة بين
المرشحين في ميدان اإلعالن و ميادين أخرى).(2
ينظم قانون االنتخابات األحكام المتعلقة بتمويل الحملة االنتخابية ألهداف وأغراض
منها:
وقد حددت المادة 87من قانون اإلنتخاب 2021المصادر التي يجوز تمويل الحملة
اإلنتخابية ،وقد حددت المبلغ األقصى للهبات بالنسبة لكل شخص طبيعي في حدود
ستمائة ألف دينار جزائري ( 600.000دج) ،فيما يخص اإلنتخابات الرئاسية وذلك من
خالل المادة 89من نفس القانون.
وفي حالة تجاوزت التمويالت مبلغ ألف دينار ( ،)1000وجب دفعها عن طريق
الشيك أول التحويل أو اإلقطاع اآللي أو البطاقة البنكية).(4
)(1
محمد فيقر ،عالقة رئيس الجمهورية بالوزير األول في النظامين الجزائري و المصري ( دراسة مقارنة ) مذكرة
ماجستير ،جامعة بومرداس ،ص .19
)(2
بوكر ،المرجع السابق ،ص .76
ا إدريس
) (3منيرة بالورغي ،المرجع السابق ،ص .63
)(4
المادة 91من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
9
رئيس الجمهورية الفصل األول
كما أن المادة 92حددت الحد األقصى لنفقات حملة المترشح لإلنتخابات الرئاسية و
المقدر ب مائة و عشرين مليون دينار ( 120.000.000دج) و ذلك خالل الدور
األول ،أما فيما يخص الدور الثاني فقد حددت بـمقدار مائة وأربعين مليون دينار
( 140.000.000دج).
نظمتها أحكام المادة 93من قانون اإلنتخاب ،2021والتي تنص على ما يلي" :لكل
مترشح لإل نتخابات الرئاسية الحق في تعويض جزافي قدره عشرة في المائة ( )%10في
حدود النفقات المدفوعة فعل".
عندما يحرز المترشح لإلنتخابات الرئاسية على نسبة تفوق عشرة في المائة ()%10
وتقل عن عشرين في المائة ( )%20من األصوات المعبر عنها أو تساويها ،يرفع هذا
التعويض إلى عشرين في المائة ( )%20من النفقات المدفوعة فعال وضمن الحد
األقصى المرخص به.
تحصل
ّ وترفع نسبة التعويض الى ثالثين في المائة ( (%30بالنسبة للمترشح الذي
على أكثر من عشرين في المائة ( )%20من األصوات المعبر عنها.
ال يتم التعويض إالّ بعد إعالن المحكمة الدستورية النتائج النهائية ،وإعتماد حسابات
الحملة االنتخابية من طرف لجنة مراقبة تمويل حسابات الحملة االنتخابية).(1
حماية شرعية مصداقية ونزاهة اإلنتخابات الرئاسية وتحقيق أهدافها المتعددة لضمانها
سنت وقننت الجمهورية الجزائرية منظومة سياسية وقانونية وقضائية وإدارية وشعبية
متكاملة ومتناسقة وظيييا في عملية توفير الحماية الكافية والكاملة لنظام اإلنتخابات
)(1
المادة ،93من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
10
رئيس الجمهورية الفصل األول
الرئاسية ،نظ ار ألهميتها وحيويتها للمصالح العليا للمجتمع والبالد وللشعب والمواطن)،(1
ولهذا:
-وجد نظام إنتخابي كامل وجامع مانع للعملية اإلنتخابية الرئاسية في كافة مراحلها
وإجراءاتها.
-وجود مصادر للنظام اإلنتخابي الخاص برئيس الجمهورية تتمثل في التعديل الدستوري
2020واألمر ( )01-21المتعلق باإلنتخابات.
-التواجد المستقر لمنظمات وهيئات إقليمية دولية لتالحظ اإلنتخابات الرئاسية في
الجزائر إلكتسابها المزيد من المصداقية اإلقليمية والعالمية.
-وجود عدة أنواع من الرقابة السياسية والشعبية والقضائية والدستورية تعمل بصورة
متكاملة ومتناسقة على ضمان حسن سير هذه اإلنتخابات أثناء مراحلها وإجراءاتها
بكل شفافية وشرعية ونزاهة وحياد).(2
بعد إنتهاء الحملة اإلنتخابية يحين موعد اإلقتراع الذي يحدده المرسوم الرئاسي
المتضمن إستدعاء الهيئة الناخبة.
وقد نصت المادة 132من قانون اإلنتخابات على" :يجرى اإلقتراع في يوم واحد"،
يبدأ على الساعة الثامنة ( )08:00صباحا ،ويختتم في نفس اليوم على الساعة السابعة
( )07:00مساءا.
غير ّأنه يمكن رئيس السلطة المستقلة بطلب من منسق المندوبية الوالئية للسلطة
المستقلة ،أن يقرر تقديم إفتتاح اإلقتراع بإثنتين وسبعين ( 72ساعة) على األكثر ،في
البلديات التي يتعذر فيها إجراء عمليات التصويت في يوم اإلقتراع نفسه ،ألسباب مادية
)(1
رسالة مجلس األمة (اإلنتخابات الرئاسية في الجزائر) ،مجلة الفكر البرلماني ،مجلة تصدر عن مجلس األمة ،عدد
،22مارس .2009
)(2
منيرة بالورغي ،المرجع السابق ،ص .70
11
رئيس الجمهورية الفصل األول
تتصل ببعد مكاتب التصويت وتشتت السكان ،وذلك بموجب قرار ينشر على الفور ،بكل
وسيلة مناسبة.
كما يمكن رئيس السلطة المستقلة أن يقرر تقديم إفتتاح اإلقتراع بإثنتين وسبعين (72
ساعة) على األكثر ،ألي سبب آخر في بلدية معينة.
يجب أن يخضع عدد مكاتب التصويت المتنقلة التي يتم وضعها في إطار تنفيذ
أحكام الفقرة 02أعاله ،لمعايير تسهيل تصويت الناخبين المذكورين حصريا في هذه
األحكام فقط.
تنشر على الفور بأي وسيلة مناسبة الق اررات التي يتخذها رئيس السلطة المستقلة من
أجل تقديم تاريخ إفتتاح اإل قتراع ،وتعلق في مقر المندوبية الوالئية والبلدية للسلطة المستقلة
ومقرات البلديات المعنية باألمر ،وذلك خمسة ( 05أيام) على األكثر ،قبل اإلقتراع.
يمكن رئيس السلطة المستقلة بقرار ،وبالتنسيق مع الممثليات الدبلوماسية والقنصلية و
المندوبيات المعنية ،تقديم تاريخ إفتتاح اإلقتراع بمائة وعشرين ( 120ساعة(.
يمكن عند اإلقتضاء لرئيس السلطة المستقلة ،بناء على طلب من منسق المندوبية
الوالئية ،تأخير توقيت غلق مكاتب التصويت على أن ال يتجاوز الثامنة ( 08:00مساء(.
" تحدد كيييات تطبيق هذه المادة بقرار من رئيس السلطة المستقل").(1
ويالحظ أن هذه المادة حددت بالتفصيل كافة اآلجال المتعلقة باالقتراع
-2نتائج االقتراع:
وتقوم هذه اللجنة بإحصاء النتائج المحصلة على مستوى البلدية إنطالقا من
المحاضر التي تقدمها مكاتب التصويت على مستوى البلدية ،وتتشكل هذى اللجنة من
)(1
المادة 132من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
12
رئيس الجمهورية الفصل األول
رئيس ونائب رئيس ومساعدين ،يتم تعيينها من طرف الوالي من بين ناخبي البلدية ما عدا
المترشحين المنتمين الى أحزابهم أوليائهم و أصهارهم إلى غاية الدرجة الرابعة.
)(1
المادة 266من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
)(2
المادة 275من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
) (3المادة 274من األمر رقم ،01-21السابق ذكره.
13
رئيس الجمهورية الفصل األول
-1النتائج المؤقتة:
يتم اإلعالن عنها من قبل رئيس السلطة المستقلة في أجل أقصاه ( 72ساعة) ،تبدأ
من تاريخ إستالم السلطة المستقلة محاضر اللجان اإلنتخابية ،ويتم إيداع الطعون المتعلقة
بالنتائج المؤقتة في أجل ( 48ساعة) الموالية إلعالن النتائج ،يكون إيداع الطعن لدى
أمانة ضبط المحكمة الدستورية ،وهذا طبقا (للمادة )259من القانون العضوي
لإلنتخابات.
-2النتائج النهائية:
يتم اإلعالن عن هذه النتائج النهائية لإلنتخابات الرئاسية في أجل ( 10أيام) ،تحسب
من تاريخ إستالم المجلس الدستوري محاضر اللجان اإلنتخابية من قبل السلطة المستقلة
حسب (المادة ( )260الفقرة )02من نفس القانون.
وبالتالي فإن اإلنتخابات تعد اآللية الحاسمة لتجسد إرادة الشعب في إمتياز رئيس
الجمهورية ،وأيضا إكسابه الشرعية المدعمة من طرف الشعب).(1
)(1
بوكر ،المرجع السابق ،ص .92
ا إدريس
)(2
منير بالورغي ،المركز القانوني لرئيس الجمهورية في الجزائر بعد التعديل الدستوري لسنة 1996و أثره على النظام
السياسي ،مذكرة مقدمة لتكملة متطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق ,فرع القانون العام تخصص القانون الدستوري،
.2014-2013
14
رئيس الجمهورية الفصل األول
ال يمكن ألحد ممارسة أكثر من عهدتين متتاليتين أو منفصلتين و في حال إنقطاع
العهدة الرئاسية بسبب إستقالة رئيس الجمهورية الجارية عهدته ،أو ألي سبب كان تعد
عهدته الرئاسية كاملة).(1
حسب هذه المادة فإن مدة العهدة الرئاسية ال تتجاوز ( 5سنوات) قابلة للتجديد مرة
واحدة ،أي ال يمكن لرئيس حكم عهدتين الترشح لعهدة ثالثة ،كما أنها في حالة اإلنقطاع
عن ممارسة مهامه تعد عهدته كاملة أي تحتسب ( 05سنوات).
وقد ورد في (المادة )89من الدستور " :يؤدي رئيس الجمهورية اليمين أمام الشعب
بحضور جميع الهيئات العليا في األمة خالل األسبوع الموالي النتخابه").(2
بعد أن يتم إعالن المترشح الفائز بتزكية شعبية يتقلد رئيس الجمهورية مهامه في
األسبوع الموالي إلنتخابه ،وقبل أن يباشر مهمته الرئاسية يؤدي اليمين الدستورية أمام
الشعب وبمحضر كل الهيئات في األمة الجزائرية).(3
الفرع الثاني :طرق إنتهاء العهدة الرئاسية
إذا كانت اإلنتخابات الرئاسية المنتظمة مقياسا طبيعيا لبداية ونهاية العهدة الرئاسية،
أال أنه في بعض األحيان قد ال تكون كذلك أين يتعرض رئيس الجمهورية لظروف تمنعه
من مباشرة مهامه بسبب العجز ،باإلضافة الى ظروف أخرى قد تستدعيها الضرورة
الملحة).(4
تنتهي العهدة الرئاسية في الحاالت التالية:
أوال :بانتهاء المدة المقررة في الدستور
وهو ما جاء في نص (المادة ،)88مدة العهدة الرئاسية خمس ( 05سنوات) ).(5
15
رئيس الجمهورية الفصل األول
وهذه المدة محددة بخمس سنوات إبتداءا من تاريخ اإلعالن عن النتائج اإلنتخابية
حيث يشرع الرئيس الجديد في أداء مهامه فور أداء اليمين الدستورية ،إذ ال يجوز للرئيس
السابق بعد نهاية هذه المدة اإلستمرار في ممارسة مهامه.
ثانيا :االستقالة
وتكون هذه اإلستقالة وجوبية في حال تحقق مانع و إستمر المانع لمدة تزيد عن (45
يوم) ،وهذا حسب ما نصت عليه (المادة )94من الدستور" :إذا إستحال على رئيس
الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير و مزمن ،تجتمع المحكمة الدستورية بقوة
بكل الوسائل المالئمة ،تقترح
تتثبت من حقيقة هذا المانع ّ القانون وبدون أجل ،وبعد أن ّ
بأغلبية ثالثة أرباع ( )4/3أعضائها على البرلمان التّصريح بثبوت المانع.
بأغلبية
ّ ُيعِلن البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا ،ثبوت المانع لرئيس الجمهورّية
ثلثي ( )3/2أعضائه ،ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون
( 45يوما) ،رئيس مجلس األمة الذي يمارس صالحياته مع مراعاة أحكام (المادة )96
من الدستور.
الشغور
في حالة إستمرار المانع بعد إنقضاء خمسة وأربعين ( 45يوما) ،يُعَلن ّ
باإلستقالة.
السابقتين وطبقا ألحكام الفقرات
وجوبا حسب اإلجراء المنصوص عليه في الفقرتين ّ
المادة).(1
اآلتية من هذه ّ
ثالثا :الوفاة
في حالة الوفاة لرئيس الجمهورية تعلن حالة الشغور النهائي حسب إجراءات و
كيييات حددها التعديل الدستوري في (المادة ( )94الفقرة " :)45في حالة إستقالة رئيس
النهائي لرئاسة الشغور
الجمهورّية أو وفاته ،تجتمع المحكمة الدستورية وجوبا وتثبت ّ
ّ ّ
النهائي إلى البرلمان اّلذي يجتمع وجوبا. بالشغور
الجمهورّية ،وتُبّلغ فو ار شهادة التّصريح ّ
ّ ّ
)(1
الفقرة ،03،02،01المادة 94من التعديل الدستور .2020
16
رئيس الجمهورية الفصل األول
يتوّلى رئيس مجلس األمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون ( 90يوما) ،تن ّ
ظم
ئاسية ،وفي حالة إستحالة إجرائها ،يمكن تمديد هذا األجل لمدة الخاللها إنتخابات ر ّ
تتجاوز تسعين ( 90يوما) ،بعد أخذ رأي المحكمة الدستورية).(1
المبحث الثاني :صالحيات رئيس الجمهورية
لرئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري مكانة متميزة تتجسد أساسا من خالل
الصالحيات المخولة له ،فبالرغم من وجود أطراف أخرى مساعدة في النشاط الحكومي،
إال أن رئيس الجمهورية يبقى يمارس السلطات الفعلية له.
من الطبيعي أن تكون صالحيات رئيس الجمهورية في الظروف العادية عديدة ،وهذا
ما نص عليه التعديل الدستوري ،2020على هذا األساس سنحاول تجزئة هذا العنصر
غلى ثالثة فروع تتضمن صالحيات تشريعية وقضائية وإدارة السلطة التنفيذية.
لرئيس الجمهورية العديد من اإلختصاصات في هذا الميدان يمكن إجمالها على النحو
التالي:
يقصد بمجلس الوزراء إجتماع كل أعضاء الحكومة برئاسة رئيس الدولة) ،(2وفي
الجزائر يشكل مجلس الوزراء اإلطار األمثل لمناقشة المواضيع األساسية والهامة التي تهم
األمة و إتخاذ الق اررات المناسبة المعتمدة من الجماعة بقيادة رئيس الدولة) ،(3ومجلس
الوزراء يتشكل من مجموع الوزراء الذين يتألف منهم الطاقم الحكومي ،وال شك أن عرض
17
رئيس الجمهورية الفصل األول
األمر على هذه الهيئة يمثل صورة من صور توسيع دائرة اإلستشارة ويجعل الرئيس في
وضعية يحاط فيها بجملة من اآلراء قبل أن يتخذ القرار الذي يناسب الوضعية).(1
وهذا ما نصت عليه (المادة ( )91الفقرة )04من التعديل الدستوري " 2020يرأس
مجلس الوزراء".
يكون رئيس الجمهورية هو صاحب سلطة تعيين أعضاء الحكومة ،وهذا ما نصت
) (1د .عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،المرجع السابق ،ص .85
) (2المادة ،91التعديل الدستوري .2020
) (3أومايوف محمد " ،عن الطبيعة لرئاسية للنظام السياسي الجزائري" ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة تيزي وزو،
الجزائر ،2013ص ،55ص .63
18
رئيس الجمهورية الفصل األول
باإلضافة الى صالحية تعيين الوزير األول وأعضاء الحكومة يحوز رئيس الجمهورية
تقريبا على (المادة .)92
يعين رئيس الجمهورّية السيما في الوظائف والمهام اآلتية:
ّ
الدستور.
مهام المنصوص عليها في ّ -الوظائف وال ّ
الدولة.
المدنية والعسكرّية في ّ
ّ -الوظائف
تتم في مجلس الوزراء بإقتراح من الوزير األول أو رئيس الحكومة، -التّعيينات اّلتي ّ
حسب الحالة.
-الرئيس األول للمحكمة العليا.
الدولة.
-رئيس مجلس ّ
-األمين العام للحكومة.
-محافظ بنك الجزائر.
-القضاة.
-مسؤولي أجهزة األمن.
-الوالة.
المسيرين لسلطات الضبط.
ّ -األعضاء
ويعين رئيس الجمهورّية سفراء الجمهورّية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج ،وينهي
ّ
بلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم،.
ّ الد
ويتسلم أوراق اعتماد الممّثلين ّ
ّ مهامهم،
باإلضافة إلى الوظائف المنصوص عليها في الحالتين 04 :و 05أعاله ،يحدد قانون
يعين فيها رئيس الجمهورية).(1
عضوي الوظائف القضائية األخرى التي ّ
ثالثا :السلطة التنظيمية غير المحددة لرئيس الجمهورية
وهذا يتبين من خالل نص (المادة )141من (التعديل الدستوري " :)2020يمارس
المخصصة للقانون".
ّ نظيمية في المسائل غير
السلطة التّ ّ
رئيس الجمهورّية ّ
)(1
المادتين 104،92من التعديل الدستوري .2020
19
رئيس الجمهورية الفصل األول
يندرج تطبيق القوانين في المجال التّنظيمي اّلذي يعود للوزير األول أو لرئيس
ّ
الحكومة حسب الحالة ،مقابل ذلك حصر دور البرلمان في المادتين ( ،)140 - 139أي
أن كل المجاالت التي تخرج من إختصاص البرلمان تصبح مجاالت تنظيمية لرئيس
الجمهورية).(1
رابعا :سلطة رئيس الجمهورية في المجال العسكري
هي أهم سلطة وتم التأكيد عليها في (التعديل الدستوري ،)2020وهذا طبقا (للمادة
الدولة" ،و(المادة ( )91الفقرة – 01
لمدنية والعسكرّية في ّ
( )92الفقرة " :)02الوظائف ا ّ
.)02
فتجسيد وحدة األمة يتطلب بقاء رئيس الجمهورية على رأس القوات المسلحة ،ألن
دورها يتمثل في الدفاع عن السيادة الوطنية و حماية اإلستقالل الوطني والوحدة اإلقليمية
والسالمة الت اربية ،وحسن فعل المشرع الدستوري ،عندما لم يسند قيادة القوات المسلحة
للوزير األول مثلما تفعل بعض األنظمة ،وذلك إلبعاد الجيش عن الصراعات الحزبية و
السياسية كون البالد إنطلقت في تطبيق التعددية الحزبية خوفا من إستعمال القوات
المسلحة ألغراض حزبية أو سياسية من طرف الوزير األول ،رئيس الحكومة وبهذا ألقى
الدستور قيادة القوات المسلحة لرئيس الجمهورية مدعما بذلك سلطاته الفعلية إلى جانب
تولي القيادة العليا للقوات المسلحة فهو يتولى مسؤولية الدفاع الوطني و بالتالي فهو
مسؤول عن السياسة الدفاعية وهو الذي يرسمها ويحدد مبتدئها وأهدافها وأال تشاركه
الحكومة في ذلك ،ألن مجال الدفاع مجال خاص برئيس الجمهورية.
خامسا :إحتكار رئيس الجمهورية للسياسة الخارجية و النشاط الدبلوماسي
لرئيس الجمهورية سلطات واسعة في مجال السياسة الخارجية والعالقات الدولية للبالد
لكونه الذي يقرر السياسة الخارجية لألمة ويوجهها ويشرف على تنفيذها ،وهذا ما نصت
ويعين رئيس الجمهورّية سفراء الجمهورّية والمبعوثين فوق
عليه (المادة ( )92الفقرة ّ " :)12
العادة إلى الخارج ،وينهي مهامهم".
20
رئيس الجمهورية الفصل األول
حيث تلجأ الدول من أجل التعاون فيما بينها إلى اإلتصال ببعضها البعض ،وتستخدم
في ذلك التمثيل الخارجي كأداة طبيعية لإلتصال الدولي ،ويعتبر التمثيل الدبلوماسي حقا
ثابتا لكل دولة مستقلة كاملة السيادة ،بغض النظر عن شكل نظام الحكم فيها وطبيعته
طالما أن الدول األخرى تعترف بها فاإلعتراف بإستقالل الدول يمنحها حق إرسال
المبعوثين إلى الخارج و إستقبال المبعوثين األجانب الى أراضيها).(1
ونظ ار ألهمية دور المبعوثين الدبلوماسيين نص (التعديل الدستوري )2020على
ويعين
الجهة المناط بها سلطة تعيينهم وعزلهم ،حيث تنص (المادة ( )92الفقرة ّ " :)12
رئيس الجمهورّية سفراء الجمهورّية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج ،وينهي مهامهم").(2
سادسا :إحتكار رئيس الجمهورية لمجال ابرام المعاهدات الدولية
يعد رئيس الجمهورية المسؤول دون منازع على تحديد السياسة في مجال العالقات
الدولية ،ناهيك على أنه يتولى قيادة السياسة الخارجية وقيامه برسم معالمها ،كما ينهض
رئيس الجمهورية بتسيير وتنسيق هذه األخيرة تماشا وواقع حال الدولة الجزائرية الذي
يفصح عنه برنامج رئيس الحكومة).(3
وهذا ما نصت عليه (المادة ( )91الفقرة )12من التعديل الدستوري " :2020يبرم
فاقيات
ولية ويصادق عليها"( ،والمادة " :)102يوّقع رئيس الجمهورّية اتّ ّالد ّ
المعاهدات ّ
السلم".
الهدنة ومعاهدات ّ
فاقيات المتعّلقة بهما.
يلتمس رئيس الجمهورية رأي المحكمة الدستورية بشأن االتّ ّ
كل غرفة من البرلمان لتوافق عليها يعرض رئيس الجمهورية تلك اإلتفاقيات فو ار على ّ
فاقيات الهدنة ،ومعاهداتصراحة( ،والمادة " :)153يصادق رئيس الجمهورّية على إتّ ّ
الدولة والمعاهدات المتعلقة بقانون
السلم ،والتّحالف واإلتّحاد ،والمعاهدات المتعلقة بحدود ّ
ّ
الدولة ،واإلتفاقات
انية ّ
األشخاص ،والمعاهدات اّلتي تترتّب عليها نفقات غير واردة في ميز ّ
)(1
عز الدين بغدادي ،اإلختصاص الدستوري لكل من رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة ،الطبعة األول ،مكتبة الوفاء
القانونية ،2009 ،ص ،49ص .61
)(2
المادة 92من التعديل الدستوري .2020
)(3
عبد هللا بوقفة ،القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري ،ص .510
21
رئيس الجمهورية الفصل األول
إن األصل العام في التشريع يعود للبرلمان وكإستثناء منحت السلطة التنفيذية حق
التشريع في غيبة البرلمان حتى تتفادى الدولة حاالت اإلرباك التي قد تصيب
مؤسساتها).(1
.1.1لرئيس الجمهورية التشريع بأوامر ،لكن المؤسس الدستوري قيده بمجموعة من
الضوابط يتعين عليه إحترامها ،وذلك حتى ال تتحول سلطة التشريع الى سلطة
أصلية له فال يمكنه التشريع بأوامر إال في حالة الحاجة الملحة والمستعجلة التي
)(1
المادة 91والمادة ،102التعديل الدستوري .2020
)(2
إبراهيم أفطوش ،المسؤولية السياسية للحكومة في إطار التعديل الدستوري 15نوفمبر ،2008مذكرة ماجستير،
جامعة تيزي وزو ،سنة ،2012ص (.)33-32
)(3
فوزي أوصديق ،مرجع سابق ،ص .130
)(1
عز الدين بغدادي ،مرجع سابق ،ص .111
22
رئيس الجمهورية الفصل األول
تقضي التعجيل في التشريع ،إ ال أن هذا الشرط يفتقد الوضوح لعدم تحديد الجهة
التي تراقب مدى توفر شرط اإلستعجال ،وهذا ما نصت عليه (المادة ( )142الفقرة
يشرع بأوامر في )01من (التعديل الدستوري " :)2020لرئيس الجمهورّية أن ّ
الشعبي الوطني أو خالل العطلة البرلمانية مسائل عاجلة في حالة شغور المجلس
ّ ّ ّ
بعد رأي مجلس الدولة" ،باإلضافة الى ذلك قيد المؤسس الدستوري رئيس
الجمهورية زمنيا بحيث ال يمكن له التشريع بأوامر إال في حالتين حالة شغور
المجلس الشعبي الوطني والعطل البرلمانية.
تعّد الغية األوامر اّلتي ال
كما نصت (المادة ( )142الفقرة )04على أنهَ " :
يوافق عليها البرلمان").(1
إن كان لرئيس الجمهورية في الجزائر سلطة تقدير حاالت إصدار األوامر فإن
هذا التقدير يمارسه تحت رقابة البرلمان بغرفتيه.
ألن البرلمان هو صاحب اإلختصاص األصيل في التشريع لذلك ال بد من
الرجوع اليه إلخفاء الصبغة القانونية على هذه األوامر للموافقة عليها إال أن هذه
المادة لم تنص على جزاء عدم عرض هذه األوامر على البرلمان).(2
من هذا المنطلق فإن للبرلمان أن يقبل أو يرفض نصوص هذه األوامر جملة
ال تفصيال لكونه ال يصح للبرلمانيين مناقشة أو إدخال أي تعديالت على هذه
األوامر.
.2.1التشريع بأوامر في المجال المالي:
األصل في المصادقة على قانون المالية يكون من طرف البرلمان لكن
المؤسس الدستوري قيده بمدة ( 75يوم) من تاريخ إيداعه ففي حالة إنتهاء هذا
األجل يتدخل رئيس الجمهورية ،وهذا ما جاء في نص (المادة )146من الدستور
مدة أقصاها خمسة
المالية في ّ
ّ التي نصت على" :يصادق البرلمان على قانون
وسبعون ( 75يوما) من تاريخ إيداعه.
23
رئيس الجمهورية الفصل األول
لكل من الوزير األولنصت (المادة )143من التعديل الدستوري 2020على أنهّ " :
حق المبادرة بالقوانين".
أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،والنواب وأعضاء مجلس األمةّ ،
ثم يودعها
الدولةّ ،
تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء ،بعد رأي مجلس ّ
الشعبي الوطني أو الوزير األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،لدى مكتب المجلس
ّ ّ ّ
مكتب مجلس األمة.
يفهم من هذه المادة أعاله أن المؤسس الدستوري منح حق المبادرة بالقوانين للوزير
األول والنواب وأعضاء مجلس األمة وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن دور رئيس الجمهورية في
مجال المبادرة بمشاريع القوانين ،لكن بالعودة الى (الفقرة ( )03المادة )143من التعديل
الدستوري ،2020من هذه المادة نجدها إشترطت مرور هذه القوانين على مجلس
الوزراء ،وكما هو معلوم أن رئيس الجمهورية هو الذي يرأس مجلس الوزراء ،ونتيجة ذلك
سيطرة رئيس الجمهورية على المشاريع التي تعرض على مجلس الوزراء ،مما يعني أن
الرئيس هو المكلف الوحيد بإعطاء تأشيرة لمرور هذا المشروع أو رفضه).(1
-3سلطة رئيس الجمهورية في طلب اجراء قراءة ثانية للقانون المصادق عليه:
نصت (المادة )149من التعديل الدستوري 2020على أنه" :يمكن رئيس الجمهورّية
تم التّصويت عليه في غضون الثّالثين ( 30يوما) الموالية
أن يطلب قراءة ثانية في قانون ّ
لتاريخ المصادقة عليه".
)(1
المادة ،146-143التعديل الدستوري .2020
24
رئيس الجمهورية الفصل األول
يتمتع رئيس الجمهورية بسلطة تقديرية في تعيين ثلث أعضاء مجلس األمة و ذلك من
يعين رئيس
بين الشخصيات والكفاءات الوطنية حسب (المادة ( )121الفقرة ّ " :)03
)(1
د .محمد هاملي ،هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري ،دراسة مقارنة
بالنظامين الدستوري المصري والفرنسي ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2014 ،ص .48
) (2فوزي أوصديق ،مرجع سابق ،ص .127
)(3
د .سامري سامية ،تطبيق مفهوم الديمقراطية في الدول المغاربية ،دراسة مقارنة ،الجزائر المغرب تونس ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة درجة دكتوراه في القانون العام ،الجزائر ،2012-2011،ص .248
) (4فوزي أوصديق ،نفس المرجع ،ص .128
25
رئيس الجمهورية الفصل األول
خصيات والكفاءات
الش ّ
األمة من بين ّ
الجمهورّية الثـّلث ( )3/1اآلخر من أعضاء مجلس ّ
الوطنية في المجاالت العلمية والمهنية واالقتصادية واالجتماعية").(1
ّ
-2دعوة البرلمان لالنعقاد في دورة غير عادية:
من أبرز الصالحيات للتأثير على البرلمان سلطة حل المجلس الشعبي الوطني ،وهو
وسيلة دستورية تضع نهاية لعهدة المجلس وتحرك إنتخابات تشريعية قبل أوانه ،ولو أن
هذه السلطة أخذت بعد ذو طابع قانوني و سياسي).(2
قد يحل المجلس الشعبي الوطني بطريقتين ،األولى وجوبية تلقائية والثانية بإرادة رئيس
الجمهورية.
.1.1الحل الوجوبي:
تجنبا لدخول العالقة بين السلطات في حلقة مفرغة وضع المؤسس الدستوري آلية من
شأنها أن تحد من التعسف في إستعمال المجلس الشعبي الوطني لصالحياته في رفض
المصادقة على مخطط عمل الحكومة المعروض عليه ،هذه اآللية نص عليها (التعديل
الشعبي الوطني من
ّ ّ ّ الدستوري )2020في (مادته " :)108إذا لم ُ
تحصل موافقة المجلس
العادية إلى غاية انتخاب
ّ الشؤون
تستمر الحكومة القائمة في تسيير ّ
حل وجوبا" ،و ّ
جديدُ ،ي ّ
الشعبي الوطني وذلك في أجل أقصاه ثالثة ( 03أشهر). المجلس
ّ ّ
) (1المادة ،121من التعديل الدستوري .2020
) (2السعيد بوشعير ،النظام السياسي الجزائري ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،سنة ،1990ص .253
26
رئيس الجمهورية الفصل األول
.2.1الحل االختياري:
يمتلك رئيس الجمهورية حل المجلس الش عبي الوطني متى رأي ذلك مناسبا وبإقدامه
على مثل هذا اإلجراء الخطير يكون قد حدد األهداف المتوخاة من وضع حد للعهدة
التشريعية للغرفة األولى للبرلمان ،وأهم هدف يكمن تصوره من وراء حل المجلس الشعبي
الوطني من طرف رئيس الجمهورية ،وهو تنظيم إنتخابات تشريعية من شأنها أن تجلب
أغلبية نيابية مساندة لرئيس الجمهورية ،ألنه ال يتصور أن يغامر رئيس الجمهورية
بمواجهة النواب بقرار الحل دون أن يدرك النتائج التي قد تترتب عليه).(1
وقد تم النص على الحل اإلختياري من خالل (المادة )151من التعديل الدستوري
الشعبي الوطني ،أو إجراء حل المجلس
يقرر ّ " :2020يمكن رئيس الجمهورّية أن ّ
ّ ّ ّ
الشعبي األمة ،ورئيس المجلس
يعية قبل أوانها ،بعد إستشارة رئيس مجلس ّ إنتخابات تشر ّ
ّ ّ
الوطني ،ورئيس المحكمة الدستورية ،والوزير األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة".
ّ
تجرى هذه االنتخابات في كلتا الحالتين ،في أجل أقصاه ثالثة ( 03أشهر) ،وإذا
ألي سبب كان ،يمكن تمديد هذا األجل لمدة أقصاها ثالثة تع ّذر تنظيمها في هذا األجل ّ
( 03أشهر) بعد أخذ رأي المحكمة الدستورية").(2
خالصة هذا العنصر أن حل البرلمان وسيلة رقابية في غاية األهمية والخطورة فهي
سالح ذو حدين ،فاذا تم إستخدامه في إطاره الدستوري و في إطار الغاية التي شرع من
أجلها كان وسيلة للحفاظ على إستقرار العالقات بين السلطات العامة في الدولة ،كما قد
يصبح وسيلة لهيمنة السلطة التنفيذية على باقي السلطات في حالة إساءة استخدامه ،كما
يخلق وضعية عدم ثقة و اإلستقرار في العالقات بين هذه السلطات).(3
)(1عمار عباس ،العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظام السياسي الجزائري ،الطبعة األولى،
دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة ،2010ص .175 ،174 ،172
) (2المادة ،151من التعديل الدستوري .2020
)(3
عبد الجميد مرزوقي (حق رئيس الدولة في حل البرلمان) ،مجلة العلوم اإلنسانية ،مجلة تصدر عن جامعة بسكرة،
عدد ( 26جوان ،)2012ص .101
27
رئيس الجمهورية الفصل األول
حيث أسند الدستور لرئيس الجمهورية الجزائري حق إصدار العفو وتحييض العقوبات
أو إستبدالها بإعتباره قاضي القضاة ،وهي الصفة التي كانت مرتبطة بشخص الملك
فبأوروبا ثم إنتقلت إلى الشخص األول في الدولة مهما كانت التسمية التي يحملها (ملك،
) (1سعيد بوشعير ،النظام السياسي الجزائري ،المرجع السابق ،ص .252
) (2عبد هللا بوقفة ،الوجيز في القانون الدستوري الجزائري ،نشأة فقها تشريعا ،المرجع السابق ،ص .72
) (3فريدة بن يونس( ،العفو الشامل والحق التشريعي لرئيس الجمهورية في القانون الجزائري) ،مجلة المفكر ،مجلة تصدر
عن جامعة بسكرة ،عدد ( ،07نوفمبر ،)2011ص .210
) (4فريدة بن يونس ،نفس المرجع ،ص .210
28
رئيس الجمهورية الفصل األول
إمبراطور ،أمير ،رئيس دولة أو رئيس الجمهورية)) ،(1وهذا من خالل نص (المادة )91
وحق تخييض العقوبات (الفقرة )08من التعديل الدستوري " :2020له ّ
حق إصدار العفو ّ
أو استبدالها").(2
قبليًا في
كما نصت (المادة )182على" :يبدي المجلس األعلى للقضاء رأيا استشارّيا ّ
حق العفو").(3
ممارسة رئيس الجمهورّية ّ
وعليه فإ ن رئيس الجمهورية ال يتحد قرار إصدار مرسوم العفو إال بعد إستشارة
المجلس األعلى للقضاء ،ورأي هذا األخير غير ملزم لرئيس الجمهورية حيث يمكنه األخذ
به أو تركه كونه ال يتعدى أنه إجراء شكلي ضروري ،الهدف منه إعالمه بقرار العفو)،(4
على العموم فإ ن رأي المجلس ليس له أي تأثير على ق اررات رئيس الجمهورية طالما
أنه مجرد رأي استشاري من جهة ،وألن رئيس الجمهورية هو رئيس المجلس األعلى
للقضاء من جهة أخرى ،كان األجدر بالمؤسس الدستوري أن يضع آليات والضمانات
التي تحول دون إستعماله ألغراض ديماغوجية وسياسية أو على نحو فيه مساس بدور
القضاء في مكافحة الجريمة ،أين يالحظ في دول العالم الثالث أنه كلما إقتربت مواعيد
اإلنتخابات الرئاسية كلما كثرت مراسيم العفو الرئاسية التي أصبح توقيعها يكاد يكون
بصفة دورية في العديد من المناسبات الرسمية ،وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج منافية
للغرض الذي أقر حق العفو من أجله).(5
ثالثا :سلطة تعيين القضاة
تنص (المادة ( )92الفقرة )08من التعديل الدستوري 2020على" :يعين رئيس
الجمهورية ال سيما في الوظائف و المهام اآلتية ....القضاة").(6
) (1سعيد بوشعير ،النظام السياسي الجزائري ،المرجع السابق ،ص .50
) (2المادة ،91من التعديل الدستوري .2020
) (3المادة ،182من التعديل الدستوري .2020
)(4
زينب عبد الالوي ،توزيع السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ظل دستور ،1996مذرة ماجستير
جامعة باتنة ،2003-2004 ،ص .50
) (5حنان مفتاح ،رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري واألمريكي _دراسة مقارنة_ مذكرة ماجستير من جامعة باتنة
.2004-2003
) (6المادة ،92من التعديل الدستوري .2020
29
رئيس الجمهورية الفصل األول
بناءا على هذا النص السابق يتضح لنا بصورة التدع أي مجال للشك بأن رئيس
الجمهورية يسيطر بصفة تكاد تكون كلية على الجهاز القضائي من الناحية العضوية،
فالقاضي معين بدوره من رئيس الجمهورية الذي بإمكانه عزله وقت ما يشاء).(1
المطلب الثاني :في الظروف اإلستثنائية
إن رئيس الجمهورية في الظروف اإلستثنائية يتمتع بحقوق واسعة ،مما يؤدي
بالمساس بحقوق وحريات األف ارد المعترف بها دستوريا فيقيدها وينتهكها على أساس الحالة
االستثنائية).(2
الفرع األول :إعالن حالتي الطوارئ والحصار
هاتان الحالتان قريبتان من بعضهما البعض ،كون المؤسس الدستوري تضمنهما في
نفس (المادة ،(3))97ومن الفروق األساسية بينهما أن حالة الطوارئ تتميز بتوسيع
سلطات الشرطة في مجال حفظ األمن ،وبالتالي تقييد الحريات العامة ،لكن الحكم يبقى
بين السلطات المدنية ،أما حالة الحصار تتميز بإنتقال السلطة الى الجيش باإلضافة طبعا
الى تقييد أشد للحريات العامة وإيقاف العمل السياسي ،الشرط الموضوعي واحد وهو وجود
ضرورة ملحة تدعو الى تقرير إحدى الحالتين ،يستنتج من هذا أن قيام رئيس الجمهورية
بتقرير إحدى الحالتين يتوقف على تقريره الخاص والمرتبط طبعا بدرجة الضرورة الملحة
فهو الذي يقدر ما إذا كانت الضرورة الملحة القائمة تستدعي حالة الطوارئ أم حالة
الحصار).(4
أوال :اإلطار القانوني للحالتين
يتضح اإلطار القانوني من خالل (المادة )97من التعديل الدستوري 2020التي
طوارئ أوالملحة ،حالة ال ّ
ّ الضرورة
يقرر رئيس الجمهورّية ،إذا دعت ّ تنص علىّ " :
لمدة أقصاها ثالثون ( 30يوما) بعد إجتماع المجلس األعلى لألمن ،وإستشارة
الحصار ّ
30
رئيس الجمهورية الفصل األول
رئيس مجلس األمة ،ورئيس المجلس الشعبي الوطني ،والوزير األول أو رئيس الحكومة،
كل التّدابير الالّزمة إلستتباب
حسب الحالة و رئيس المحكمة الدستورية ،ويتّخذ ّ
الوضع").(1
ثانيا :الشروط الالزم توافرها لتقرير حالتي الطوارئ و الحصار
-1الشروط الموضوعية:
وتتجسد الضرورة الملحة في الخطر الذي يهدد سالمة األشخاص والممتلكات والذي
من أجله إعترف رئيس الجمهورية بإتخاذ بعض التدابير اإلستثنائية ،كإعالن حالة
الطوارئ أو حالة الحصار ويعود لرئيس الجمهورية تقرير هذه الضرورة بعد عقد
إجتماعات و اإلطالع على تقارير أمنية).(2
يتعلق األمر بإشتراط إعالن حالتي الحصار والطوارئ لمدة معينة ،والمحددة في
(المادة )91من التعديل الدستوري 2020مدة أقصاها ( 30يوم) ،وإشترط موافقة
)(3
. البرلمان على استمرار الحالتين اذا ما إنتهت المدة األولى المحددة في اإلعالن
إذا أصبح الوضع أكثر خطورة عما كان عليه ،عند تقرير حالة الطوارئ أو الحصار
وبات هذا الخطر الوشيك أو الداهم وشيك الوقوع أو يوشك الوقوع على مؤسساتها أو على
إستقاللها أو على سالمة ترابها ،فإنه قد يتخذ اإلجراء وهذا حسب (المادة .)98
31
رئيس الجمهورية الفصل األول
الواقع والحقيقة أن دور هذه اإلستشارات ما هو إال إجراء شكلي ما يضفي الدور
الصوري و المجازي للبرلمان ،كون المسألة تكمن في طبيعة السلطة الرئاسية التي يواجه
32
رئيس الجمهورية الفصل األول
بها رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية ،حيث تتوسع توسعا يؤدي بها لتجاوز نطاق
الدستور التي تستمد منه شرعيتها لتكون أمام السلطة الرئاسية بتخويل من الدستور).(1
ب_ االستماع للمجلس األعلى لألمن:
هنا ورد مصطلح اإلستماع بدل من مصطلح اإلجتماع ،والوجود ألهمية التمييز بين
المصطلحين كون اإلستماع ال يكون إال عن طريق اإلجتماع ،وتكمن الحكمة في سماع
رأي المجلس األعلى لألمن في تشخيص حالة الخطر الوشيك تشخيصا أمنيا بتحليل
مواطنه وأسبابه و تحديد سبل المقاومة.
هو هيئة دستورية يترأسها رئيس الجمهورية و يتشكل من مجموع الوزراء الذين يتألف
منهم الطاقم الحكومي و ال شك أن عرض األمر على هذه الهيئة يتمثل صورة من صور
توسيع دائرة اإلستشارة ،ويجعل الرئيس في وضعية يحاط فيها بجملة من اآلراء قبل أن
يتحذ القرار الذي يناسب الوضعية).(2
-في حالة وقوع عدوان فعلي مسلح أو وشيك الوقوع المبني على العديد من القرائن،
كالتحضيرات العسكرية وحشد الجيش وممارسة بعض األعمال التخريبية من قوة
)(3
خارجية ،يمكن لرئيس الجمهورية إعالن حالة الحرب
-شروط و إجراءات إعالن الحرب.
-تنص (المادة )100من التعديل الدستوري " :2020إذا وقع ُعدوان فعلي على البالد
ّ
ِ
أو يوشك أن يقع حسب ما نصت عليه التّرتيبات المالئمة لميثاق األمم المتّحدة ،يُعلن
رئيس الجمهورّية الحرب بعد إجتماع مجلس الوزراء واإلستماع إلى المجلس األعلى
) (1عبد هللا بوقفة ،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،
،2005ص .342
) (2عمار بوضياف ،التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر،
سنة ،2012ص .64
) (3فوزي أوصديق ،مرجع سابق ،ص .137
33
رئيس الجمهورية الفصل األول
الشعبي الوطني ورئيس المحكمة لألمن وإستشارة رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس
ّ ّ ّ
الدستورية.
-يجتمع البرلمان وجوبا.
لألمة يُعلِ ُمها بذلك).(1
يوجه رئيس الجمهورّية خطابا ّ
ّ -
أوال :اإلجراءات السابقة إلعالن الحرب
نالحظ أن مصطلح "إجتماع" واسع المفهوم بموجبه ترك لرئيس الجمهورية الحرية
داخل اإلجتماع في أن يستمع أو يستشير أو يقرر ومن ثم فان تأكيد فعالية الحكومة من
عدمه داخل مجلس الوزراء وفقا لمصطلح "إجتماع" يبقى في يد رئيس الجمهورية ألنه
يترأس مجلس الوزراء فيه إشراك الحكومة معه في تقرير إعالن الحرب ،وذلك بأخذ
مشورتها و أريها بعين اإلعتبار ،أو اإلكتفاء بإعالمها بقرار إعالن الحرب.
إن رئيس الجمهورية بصفته القائد األعلى للقوات المسلحة ،ال يشترط فيه أن يكون
ملما بكل الشؤون الحربية والعسكرية ،ولهذا أوجد المشرع الدستوري "المجلس األعلى
لألمن" ،كما يسمى في مصر "مجلس الدفاع الوطني لمساعدة رئيس الجمهورية في إبداء
المشورة في ا لقضايا المتعلقة باألمن الوطني ولرئيس الجمهورية سلطة اإلشراف والرئاسة
عليه).(2
نرى بأن إجتماع رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء و اإللمام بجميع الجوانب العسكرية
وأهم اإلجراءات الالزمة للحفاظ على األمن بواسطة التقرير الذي يقدمه المجلس األعلى
لألمن ،من ثم فإن إستشارة مجلس الشعب في الجزائر ومصر ليس الغرض منه إبداء
34
رئيس الجمهورية الفصل األول
الرأي ألن اتحاذ قرار إعالن الحرب الدفاعية يحتاج الى سرعة فائقة في الوقت الحاضر
كما قال الدكتور" :يحي الجمل" ،حيث أصبحت قوة األسلحة التدميرية قد تحسم الحرب
من ساعاتها األولى ،بحيث ال تتيح الفرصة لرئيس الجمهورية لألخذ والرد حول إتخاذ
القرار المناسب.
ومن هذا فإن الغرض من هذه اإلستشارة هو إبال غ البرلمان بقرار إعالن الحرب
وباآلثار المترتبة عن هذا القرار المتمثلة في إجتماع البرلمان بقوة القانون ،ولهذا يرجع
لرئيس الجمهورية سلطة إتخاذ القرار المناسب دون تقييد بما يبديه رئيسي غرفتي البرلمان
من آراء.
المبدأ الدستوري يعبر بحق عن دو ار لبرلمان فاعل من خالل إجتماع البرلمان تلقائية
بحكم الدستور ،و لكن من خالل استنطاق المبدأ الدستوري على ما يفصح عن ذلك
التعبير المبدأ ينطوي على داللة قانونية ضمنية من منطلق أن البرلمان يجتمع من أجل
تعليق السلطة الى حين إنهاء الحرب).(1
بالرغم من إيقاف العمل بالدستور طيلة حالة الحرب يلزم الدستور رئيس الجمهورية
بتوجيه خطاب لألمة يعلمها فيه بدخول وضعية الحرب ،و هو تصرف ضروري ألن حالة
الحرب تتبعها نتائج على حريات المواطنين وحياتهم في جميع المجاالت ،فال بد من
إطالعهم على الوضع لإلعالم و بالضرورة لتقديم مبررات اللجوء الى إعالن حالة
الحرب).(1
)(1
عبد هللا بوقفة ،القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة
،2012ص .609
) (1صالح بالحاج ،مرجع سابق ،ص .213
35
رئيس الجمهورية الفصل األول
حاولنا من خالل هذا الفصل إستعراض كل ما يدور حول رئيس الجمهورية بداية من
إنتخابه ،الذي تضمن كييية ترشحه وإنتهاء عهدته الرئاسية ،وهذه تعتبر من التفاصيل
الجوهرية بإعتبارها نقطة البداية التي تعطي لرئيس الجمهورية الشرعية في ممارسة
مهامه ،وهذه األخير خصصنا لها المبحث الثاني الذي تضمن كل الصالحيات المخولة
لرئيس الجمهورية التي من خاللها تأكدنا من المكانة المهمة التي يتخذها وكمية
اإلمتيازات الممنوحة له التي فاقت حتى السلطات األخرى (التشريعية والقضائية).
36
المبحــث الول :تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة و نهاية مهامه .
المبحث الثاني :ص ـ ـ ـ ــالحي ـ ـ ــات الوزي ـ ـ ــر األول أو رئيس الحكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــومة.
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
بالنظر إلى التعديل الدستوري 2020فإن الرجل الثاني للسلطة التنفيذية له إزدواجية في
التسمية ،فقد يكون إسمه الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة ،لذلك سنتطرق إلى
كل ما يتعلق بالرجل الثاني في السلطة التنفيذية لمعرفة سبب إختالف هذه التسمية والغاية
منها ،لذلك سنتناول بالدراسة والتحليل هذا الفصل وفيه مبحثين ليكون:
المبحث األول بعنوان تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة ونهاية مهامه،
أين نتعرف من خالله على كيفية التعميم والشروط واجب توفرها لتعيين كل من الوزير األول
أو رئيس الحكومة والجهة المخول لها التعيين.
المبحث الثاني بعنوان صالحيات رئيس الحكومة أو الوزير األول ،أين سنتطرق إلى كل
ما هو مخول لهم من إمتيازات وصالحيات ،والتي قد تكون مشتركة مع جهات أخرى.
بين تعيين الرجل الثاني في السلطة التنفيذية وإنهاء مهامه مرحلة نظمها التعديل
الدستوري .2020
وجب توفر مجموعة شروط في الرجل الثاني للسلطة التنفيذية وتحديد الجهة المخول لها
التعيين.
إذا كان محول لرئيس الجمهورية سلطة تعيين الوزير األول هذا ال يعني وإن كان يتمتع
بالحرية أن تكون مطلقة) ،(1بل حدد المشرع الشرط الواجب توافره لتعيين الوزير األول في
)(1
ناجي عبد النور ،النظام السياسي الجزائري من األحادية الى التعددية السياسية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،قسنطينة
الجزائر ،سنة ،2006ص .71
37
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
نص (المادة ( )103الفقرة " :)01يقود الحكومة وزير أول في حال أسفرت اإلنتخابات
التشريعية عن أغلبية رئاسية".
نصت (المادة ( )103الفقرة )02على أنه" :يقود الحكومة رئيس حكومة ،في حال
أسفرت اإلنتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية") ،(1وهذا يكون خيار قوي كونه يحقق
التعايش بين الحكومة والبرلمان ويكفل إنسجام وتكامل برنامجها السياسي مع توجيهات
األغلبية التي إختارها الشعب إذ يفترض أن يكون برنامج الحكومة حينها هو نفسه تقريبا
البرنامج السياسي الذي حصل بفضله الحزب صاحب األغلبية في البرلمان على ثقة
الشعب).(2
نصت (المادة )110من (التعديل الدستوري )2020على أنه" :إذا أسفرت اإلنتخابات
التشريعية عن أغلبية برلمانية غير األغلبية الرئاسية".
يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة من األغلبية البرلمانية ،ويكلفه بتشكيل حكومته
ّ
وإعداد برنامج األغلبية البرلمانية.
38
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
يتبين أن الوزير األول أو رئيس الحكومة في النظام الدستوري الجزائري يعد شخصية
فريدة من نوعها ،ألنه ال يستمد شرعية وجوده في المنصب الذي يشغله من أي شرعية
شعبية أو برلمانية بل يستمد شرعيته من قرار تعيينه الصادر عن رئيس الجمهورية.
تختلف طرق نهاية مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة ،وهذا اإلختالف أقره المسسس
الدستوري ،لذلك سنتطرق إليه كما يلي:
في الجزائر قرار إنهاء مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة يعد ق ار ار سياسيا بالدرجة
األولى يمارسه رئيس الجمهورية إعتمادا على الصالحيات التي يمنحها له الدستور ،وأن هذا
اإلختصاص الذي يمارسه رئيس الجمهورية يعد إختصاصا أصيال ومستقال يجد مصدره من
الدستور) ،(2وهذا ما نصت عليه (المادة )110من (التعديل الدستوري ( )2020الفقرة :)02
يعين
المعين إلى تشكيل حكومته في أجل ثالثين ( 30يوما)ّ ،
ّ "إذا لم يصل رئيس الحكومة،
رئيس الجمهورية رئيس حكومة جديد ويكلفه بتشكيل الحكومة").(3
39
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
الفرع الثاني :اإلستقالة نظم الدستور حاالت اإلستقالة منها ما هو وجوبي و إرادي
وحاالتها هي:
-1اإلستقالة بسبب عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمل الحكومة:
من المعلوم أن الحكومة التي تنال ثقة البرلمان ينبغي لها أن تحصل على تصويت بالثقة
منه ،وفي حالة عدم منحها هذه الثقة فإنها تكون مجبرة على تقديم إستقالتها لرئيس
الجمهورية ،ولدخول الحكومة للعمل ال بد من تصويت البرلمان بالموافقة على برنامجها ،وفي
الحالة العكسية فإ ن الحكومة مجبرة على تقديم إستقالتها لرئيس الجمهورية) ،(1كما جاء في
(المادة )107من (التعديل الدستوري ّ " :)2020
يقدم الوزير األول إستقالة الحكومة لرئيس
يعين
الوطني على مخطط عمل الحكومة ّ الشعبي الجمهورّية في حالة عدم موافقة المجلس
ّ ّ ّ
الكيفيات نفسها").(2
ّ رئيس الجمهورّية من جديد وزي ار أول حسب
وتتم هذه اإلستقالة بمحض إرادة رئيس الحكومة ،وقد تحدث هذه اإلستقالة إذا ما كانت
هناك ظروف أو مشاكل يصعب معها على رئيس الحكومة مواصلة تنفيذ برنامجه ،أما ألنه
أصبح ال يمثل األغلبية البرلمانية ،وأصبحت هذه األخيرة ال توافق على مشاريع القوانين التي
40
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
يبادر بها أو رفض منحه إعتمادات مالية ،وأ ما أن رئيس الجمهورية يصدر أوامر ال تتماشى
مع برنامج حكومته ،أو إذا تعرض لضغوط و إنتقادات شديدة سواء من طرف الرأي العام أو
من طرف رئيس الجمهورية).(1
إ ن نص الدستور على تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة كقطب ثاني في السلطة
التنفيذية ،إن دل على شيء إنما يدل على أن هناك مجموعة من الصالحيات والمهام
المسندة اليه ،إذ ال يمكن إيجاد منصب دون تحديد مجموعة من السلطات لصاحب هذا
المنصب).(2
حددت مواد الدستور لسنة 2020مجموعة من الصالحيات و المهام الموكلة لكل من
الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة.
إ ذا كان رئيس الجمهورية الرئيس السامي للسلطة التنفيذية يتمتع دستوريا بسلطة تنظيمية
واسعة فإ ن الوزير األول أو رئيس الحكومة الطرف الثاني في السلطة التنفيذية يمارس سلطة
تنذيمية تنفيذية محدودة وغير مستقلة).(3
حيث نصت (المادة ( )112الفقرة )03من (التعديل الدستوري :)2020على أنه من
بين الصالحيات التي يمارسها رئيس الحكومة أو الوزير األول هو تطبيق القوانين
والتنظيمات سيتخلص في هذه المادة أن السلطة التنفيذية الموكلة للوزير األول أو رئيس
41
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
الحكومة تنصب على مجال السلطة التنظيمية المستقلة المخولة لرئيس الجمهورية من جهة
ومجال القانون المخول للسلطة التشريعية من جهة ثانية).(1
-2تنفيذ القوانين:
إنطالقا من (المادة ( )112الفقرة )03من (دستور ،)2020فان الوزير األول أو رئيس
الحكومة مكلف بتطبيق القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية سواء كانت قوانين عضوية
أو عادية ويختلف مجال سلطة الوزير األول أو رئيس الحكومة في هذه الحالة بسبب طبيعة
المواضيع والمسائل التي تتناولها القوانين الصادرة عن البرلمان).(2
) (1خاليفية بشرى ،هاللة عائشة ،المكانة الدستورية للوزير األول في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون،
تخصص قانون عام ،2016-2015 ،ص .17
) (2صويلح حسن ،مرجع سابق ،ص .213
) (3المادة ،112التعديل الدستوري .2020
42
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
لكي تطبق القوانين الموافق عليها من قبل البرلمان إرتأى المشرع الدستوري أن تكتمل
تلك التشريعات بما يستوجب من مراسيم تنفيذية تحدد بمقتضاها الضوابط الالزمة لتطبق
القوانين الواردة في صياغة غير قابلة للتنفيذ بمعنى يتطلب إكمالها بمراسيم).(1
ويجدر اإلشارة أن الفقه الدستوري ميز بين نوعين من المراسيم التنفيذية:
.1.3مراسيم التنفيذية البسيطة:
هي مراسيم يتخذها الوزير األول من تلقاء نفسه ،دون الحاجة الى وجود نص في صلب
القانون ليستدعي ذلك ما دام أن له أصال سلطة إ صدار ما يراه مناسبا من التنظيمات وطالما
أنه يستهدف تفصيل ما أجمله القانون وال يتجاوز حدود إختصاصه التنفيذي والمخول له
دستوريا.
وهي مراسيم يتطلب صدورها دعوة صريحة ومباشرة وخاصة من المشرع للوزير األول أو
رئيس الحكومة ،هذا بالنظر الى أن ما ستتضمنه من أحكام يمكنها أن تضيف شيئا جديدا
للقانون يستوجب فهمه وتفسيره فإن المراسيم التنفيذية تصدر دون أن تعرض على البرلمان،
إال أنها تثير مسسولية الحكومة إذا ما تعدت هذه المراسيم حدود القانون الذي جاءت تنفيذا
له ،وتكمن أهمية هذه المراسيم في أنه بدونها تبقى القوانين التي يصدرها البرلمان مجرد حبر
على ورق).(2
الفرع الثاني :عرض مخطط عمل الحكومة على البرلمان
نصت (المادة )106من (التعديل الدستوري )2020على" :يقدم الوزير األول مخطط
عمل الحكومة إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه ويجري المجلس الشعبي الوطني
لهذا العرض مناقشة عامة").(3
43
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
بعد مرور مخطط عمل الحكومة على مجلس الوز ارء ،كانت أهم مرحلة عليه إجتيازها
قبل أن يصبح قابال للتطبيق ضرورة عرضه على المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه،
وقد تجسد ذلك في النصوص الدستورية وهي (المادة ( )106الفقرة ،)01والتي نصت على
أن الوزير األول يقدم مخطط عمل الحكومة الى المجلس الشعبي الوطني.
وكذا (المادة ( )110الفقرة )03والتي أحالتنا إلى نفس (المادة )106إال أن (المادة
)110تختص برئيس الحكومة.
إ ن حصول الوزير األول أو رئيس الحكومة على موفقة المجلس الشعبي الوطني ال يعني
البداية الفعلية في تنفيذ البرنامج ،بل يجب تقديم عرض عن البرنامج لمجلس األمة) ،(1حيث
نصت (المادة ( )106الفقرة )03من التعديل الدستوري 2020على" :يقدم الوزير األول
عرضا حول مخطط عمل الحكومة لمجلس األمة مثلما وافق عليه المجلس الشعبي
الوطني") ،(2وكذا أحالتنا (المادة )110لنفس المادة السابقة لتقر بأن رئيس الحكومة ملزم
بتقديم برنامج حكومته لمجلس األمة ،وقد كان ذلك بعد إستحداث الغرفة الثانية من خالل
(المادة )98من (دستور .(3))1996
من خالل كلمة عرض نالحظ أن الوزير األول أو رئيس الحكومة يكتفي بتقديم عرض
على البرنامج ،أي قراءة ألهداف البرنامج ومحاوره الكبرى التي أطلع عليها المجلس الشعبي
الوطني بكل تفاصيلها وجزئياتها ونقاشها ووافق عليها).(4
44
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
الفرع الثالث :صالحية إدارة المصالح العمومية في إطار مهام الوزير األول أو رئيس
الحكومة في مجال تسيير الشؤن العامة:
يتولى رئاسة مجلس الحكومة ،كما يعمل على حسن سير اإلدارة العامة وتوزيع
الصالحيات بين أعضاء الحكومة.
أوال :رئاسة اجتماعات الحكومة
وقد نصت (المادة ( )112الفقرة )04من (دستور )2020على أن الوزير األول أو
رئيس الحكومة "يرأس مجلس الوزراء").(1
نظم الدستور مجلسان على مستوى السلطة التنفيذية هما مجلس الوزراء يرأسه رئيس
الجمهورية ومجلس الحكومة يرأسها لوزير األول أو رئيس الحكومة ،يعتبر مجلس الحكومة
اإلطار التنظيمي والجهاز الدستوري التنفيذي المالئم للوزير األول من أجل القيام بتنسيق
النشاط الحكومي وتحقيق اإلنسجام بين أعضاء الحكومة) ،(2لكن في حقيقة األمر فإن
مجلس الحكومة وإن كان يعمل تحت سلطة الوزير األول فإنه يمثل أداة لخدمة السياسة التي
يريد رئيس الجمهورية تنفيذها ،وبالتالي فإن نجلس الحكومة ال يتمتع بأي إستقاللية ألنه
يعمل في إ طار التوجيهات والبرامج التي يحددها رئيس الجمهورية ،وأن مهام الوزير األول أو
رئيس الحكومة من خالل مجلس الحكومة تكاد تقتصر فقط على التنسيق بين أعضاء الطاقم
)(3
. الحكومي وسير السياسة العامة االقتصادية ،اإلجتماعية ،الثقافية
ثانيا :توزيع الصالحيات بين أعضاء الحكومة
إ ن أول مهمة يقوم بها الوزير األول أو رئيس الحكومة المعين من طرف رئيس
الجمهورية في تشكيل الحكومة بعد مشاورات يجريها مع مكونات المجتمع المدني يقدم على
أثرها قائمة حكومته الى رئيس الجمهورية الذي يقوم بتعيينها) ،(4حيث نصت (المادة )104
45
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
من الدستور على "يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة بناءا على إقتراح من الوزير األول
أو رئيس الحكومة حسب الحالة").(1
ولم يفرض الدستور الجزائري حدا أدنى أو أقصى من الو ازرات ،ومن هنا فإن تنظيم
الطاقم الوزاري هو من صالحيات رئيس الحكومة ،فبعد تعيين رئيس الجمهورية ألعضاء
الحكومة يتولى رئيس الحكومة بموجب مرسوم تنفيذي رسم صالحيات كل وزير ضمن
الطاقم الحكومي فوق إذن من يقسم العمل بين هسالء و يضبط اإلختصاص تفاديا لتنازع
االختصاص).(2
وهذا ينطبق أيضا على الوزير األول كون الدستور خصهما بنفس المهمة وهي توزيع
الصالحيات بين أعضاء الحكومة ،وقد نصت على ذلك (المادة ( )112الفقرة )02من
التعديل الدستوري " :2020يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع إحترام األحكام
الدستورية".
ثالثا :السهر على حسن سير اإلدارة العامة
نصت عليها (المادة ( )112الفقرة األخيرة)" :يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية
والمرافق العمومية").(3
يناط باإلدارة العامة في المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات أداء وظائف معينة
كتوفير الخدمات للجمهور وممارسة بعض النشاطات وف ي حين تقوم بهذه الوظائف جميعا
تكون تحت سلطة رئيس الحكومة ،ألن هذا األخير هو من أعد برنامجه وتعهد أمام ممثلي
الشعب بتنفيذه ،ومن ثم يعود له أمر تنظيم جهاز اإلدارة وأن يصدر من التعليمات ما يضمن
حسن أداء العمل اإلداري).(4
ونفس األمر ينطبق على الوزير األول حيث نجد (المادة )112من التعديل الدستوري
2020صريحة حيث أقرت بنفس هذه الصالحية للوزير األول في فقرتها األولى حيث
نصت على" :يمارس الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة ."...
46
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
كما يعود للوزير األول أو رئيس الحكومة أمر تنظيم جهاز اإلدارة من خالل ما يصدره
من تعليمات تضمن حسب أداء العمل اإلداري في شتى القطاعات المختلفة ،وتطبيقا لهذه
السلطة يتولى الوزير األول إ صدار المراسيم التنفيذية المتعلقة بتنظيم مختلف اإلدارات وصوال
الى المصالح الخارجية للو ازرات.
المطلب الثاني :صالحيات مشتركة مع جهات أخرى
يتمتع الوزير األول أو رئيس الحكومة فضال عن كونه مساعدا لرئيس الجمهورية في عدة
مجاالت بسلطات في مواجهة البرلمان من خالل إستدعائه لإلجتماع في دورة غير عادية أو
تدخله بإ ستدعاءا للجنة المتساوية األعضاء كآلية لحل أي خالف قد ينشأ بين غرفتي
البرلمان) ،(1وكذا نفس الشيء بالنسبة لرئيس الجمهورية.
بحكم إ نتماء كل من الوزير األول أو رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الى نفس المجال
"السلطة التنفيذية" ،فبطبيعة الحال تكون هناك إختصاصات يشترك فيها كل من الطرفين.
وهذا ما نصت عليه (المادة ( )143الفقرة )01من التعديل الدستوري " :2020لكل من
الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة والنواب وأعضاء مجلس األمة حق المبادرة
بالقوانين).(3
47
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
بداية تسند مهمة إعداد المشروع التمهيدي للنص إلى الو ازرة المعنية وذلك حسب
إختصاصاتها ،وكذا القطع الذي تشرف عليه مراعية في ذلك:
48
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
نجد المشرع الدستوري قد إشترط عرض هذه المشاريع على مجلس الوزراء الذي يلعب
دو ار هاما في تحديد سياسة األمة ،من خالل مناقشته المسائل الهامة واألساسية التي تعرض
عليه إل تخاذ القرار المناسب بشأنها والذي يترأسه رئيس الجمهورية حيث يستطيع أن يعدل
ويحدد مضمون المشروع وفقا لما يقدمه من مالحظات وتوصيات وبالتالي له أن يحدد مسار
هذه المشاريع وفقا لتوجيهاته).(2
نصت عليها (المادة ( )112الفقرة )06من الدستور التي تنص على" :أنه الوزير األول
أو رئيس الحكومة" ،يعين في الوظائف المدنية للدولة التي ال تندرج ضمن سلطة التعيين
لرئيس الجمهورية أو تلك التي يفوضها له هذا األخير").(3
ال يعين رئيس الجمهورية كل المسسولين السامين في السلك المدني بل يساعده في هذه
المهمة رئيس الحكومة ،أو الوزير األول حسب الحالة ،فيعين هذا األخير لكن خارج إطار
(المادة )92من الدستور التي حصرت مجال رئيس الجمهورية في التعيين ،أي "خارج اطار
الوظائف السامية للدولة ،فرئيس الحكومة أو الوزير األول هو الذي مدراء التربية على
مستوى الواليات ومدراء التجارة ومدراء النقل ومدراء اإلدارة المحلية ومدراء الفالحة ومدراء
49
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
النشاط االجتماعي ومدراء الصحة وغيرهم ،كما يعين مدراء المراكز الجامعية ومدراء المعاهد
والمدارس العليا").(1
باإلضافة الى صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة بجانب رئيس الجمهورية
يحظى الوزير األول أو رئيس الحكومة سلطات في مواجهة البرلمان ،تتمثل في استدعائه
لإل نعقاد في دورة غير عادية على الرغم من أن هذه السلطة كسابقتها ال تتم إال بمباركة
رئيس الجمهورية.
وكون الوزير األول أو رئيس الحكومة يضطلع بدور هام في مجال حل الخالف الذي
ينشأ بين غرفتي البرلمان.
أوال :صالحية الوزير األول أو رئيس الحكومة في دعوة البرلمان لالنعقاد في دورة
غبر عادية
من المعلوم أن البرلمان ينعقد في دورات عادية وأخرى غير عادية ،بالنسبة للدورات
العادية نصت عليها (المادة )138من الدستور" :يجتمع البرلمان في دورة عادية واحدة كل
سنة مدتها عشرة أشهر".
أما فيما يخص الدورة غير العادية نصت عليها (الفقرة )04في (نفس المادة)" :يمكن
البرلمان كذلك أن يجتمع بناء على إستدعاء رئيس الجمهورية بطلب من الوزير األول أو
رئيس الحكومة حسب الحالة أو بطلب من ثلثي ( )3/2أعضاء المجلس الشعبي الوطني").(2
والغرض من الدورات غير العادية هو تدارك النقص الناتج عن الدورة العادية في المجال
التشريعي ،لكن طلب إنعقاد البرلمان في دورة غير عادية من قبل الوزير األول أو رئيس
الحكومة مرهون بموافقة رئيس الجمهورية على هذا الطلب فإذا وافق يصدر مرسوما إلنعقاد
)(1
د .عمار بوضياف ،الوجيز في القانون االداري ،مرجع سابق ،ص .92
)(2
المادة ،138التعديل الدستوري .2020
50
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
البرلمان في دورة غير عادية على هذا األساس فإن األمر يرد بالدرجة األولى لرئيس
الجمهورية ،إذ أن الدستور قد حصر اإلختصاص بيده).(1
تنص (المادة )145من الدستور على" :في حالة حدوث خالف بين الغرفتين يطلب
الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة إجتماع لجنة متساوية األعضاء ،تتكون من
أعضاء من كلتا الغرفتين في أجل أقصاه خمسة عشر ( 15يوم)).(2
إ ن هذه المادة تجعل مهمة حل الخالف بين مجلس األمة والمجلس الشعبي الوطني في
صالحيات اللجنة المتساوية األعضاء ،هذه األخيرة يعد طلب إنعقادها بيد الوزير األول أو
رئيس الحكومة فقط ،وذلك يرجع الى حرص الحكومة على إستكمال مسار صناعة القانون
ودخوله في حيز التنفيذ لإل ضطالع بمهمة تنفيذه لضمان سبر مختلف المسسسات والمرافق
بإنتظام لتلبية الحاجيات العامة).(3
أما في حالة إستمرار الخالف نصت (الفقرة األخيرة) من (المادة )145من الدستور
على "في حالة إستمرار الخالف بين الغرفتين يمكن الحكومة أن تطلب من المجلس الشعبي
الوطني الفصل نهائيا ،وفي هذه الحالة يأخذ المجلس الشعبي الوطني بالنص الذي أعدته
اللجنة المتساوية األعضاء أو النص األخير الذي صوت عليه").(4
في الحقيقة أن مهمة الوزير األول أو رئيس الحكومة هي تحريك آلية اللجنة ودوره ينتهي
فور طلبه إجتماعها ،فهو ليس رئيس أو عضو فيها ،كما أنه يشارك في وضع التقرير).(5
)(1
عبد هللا بوقفة ،السلطة التنفيذية بين التعسف و القيد ،دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع ،2006 ،ص .229
)(2
المادة ،145التعديل الدستوري .2020
)(3
عقيلة خرباشي ،مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر ،2010 ،ص .256
)(4
المادة ،145التعديل الدستوري .2020
) (5خاليفية بشرى ،معاللة عائشة ،مرجع سابق ،ص .38
51
الحكومـــــــــــــــة الفصل الثاني
52
الخــــــــــاتمة
لقد ساهمت هذه الدراسة التي دار موضوعها حول السلطة التنفيذية في ظل التعديل
الدستوري 2020من إبراز أهمية المكانة التي يحظى بها قطبي السلطة التنفيذية على
الصعيد السياسي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أو الوزير األول ،ومنه توضح أي
القطبين أكثر هيمنة بالرغم أن الظاهر يوحي لنا نوع من التوازن بين كل من رئيس
الجمهورية والوزير األول أو رئيس الحكومة ،وعليه يمكن التوصل للعديد من اإلستنتاجات
نوردها إتباعا كما يأتي:
التوصيات:
من خالل النتائج المتوصل إليها أثناء معالجة اإلشكالية محل الدراسة نقترح جملة من
التوصيات:
-التخلي عن التسمية الثنائية للرجل الثاني للسلطة التنفيذية ،إذ ال فائدة ترجى من
تعدد التسميات مادامت المهام والصالحيات واحدة.
-مادامت اإلصالحات الدستورية لم تحقق المساواة بين رئيس الجمهورية والوزير
األول ورئيس الحكومة بإعتبارهما قطبي السلطة التفيذية وجب على المؤسس
الدستوري إما السعي لتحقيق هذه المساواة أو تبني األحادية صراحة بدال من
53
الخــــــــــاتمة
التطبيق المحتشم لها من خالل ترجيح كفة رئيس الجمهورية على حساب رئيس
الحكومة أو الوزير األول.
54
قائمـــة المراجــع والمصادر
أ .الكتب:
.1سعيد بو الشعير ،عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في النظام القانوني
الجزائري ،دكتوراه من جامعة الجزائر ،سنة .1984
.2السعيد بوشعير ،النظام السياسي الجزائري ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع،
سنة .1990
.3إدريس بوكرا ،نظام انتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر ،سنة 2007
.4إندريه هوريو ،القانون الدستوري و المؤسسات السياسية ،ترجمة على مقلد شقشق
حداد عبد الحسن سعد ،الجزء الثاني ،والطبعة الثانية ،األهلية للنشر والتوزيع،
بيروت ،لبنان ،سنة .1977
.5العيفة أويحي ،النظام الدستوري ،الطبعة األولى 1423ه2002-م.
.6عبد هللا بوقفة ،القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري،
.7عبد هللا بوقفة ،السلطة التنفيذية بين التعسف و القيد ،دار الهدى للطباعة و النشر
و التوزيع.2006 ،
55
قائمـــة المراجــع والمصادر
.8عبد هللا بوقفة ،القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري ،دار الهدى للطباعة
والنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة .2012
.9عبد هللا بوقفة ،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري ،دار هومة
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2005 ،
د .عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار ريحانة. .11
د.عمار بوضياف ،التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق ،الطبعة .11
األولى ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة .2012
عمار عباس ،العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي .12
النظام السياسي الجزائري ،الطبعة األولى ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر،
سنة .2010
عقيلة خرباشي ،العالقة الوظيفية بين الحكومة والبرلمان ،دار الخلدونية للنشر .13
والتوزيع ،الجزائر ،سنة .2007
عز الدين بغدادي ،اإلختصاص الدستوري لكل من رئيس الجمهورية و رئيس .14
الحكومة ،الطبعة األول ،مكتبة الوفاء القانونية2009 ،
فدوى مرابط ،السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي ،دراسة مقارنة ،الطبعة .15
األولى ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان ،2010
فوزي أوصديق ،الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري ،الجزء الثالث .16
(السلطات الثالث) ،دون سنة ،ديوان المطبوعات الجامعية .
د .محمد هاملي ،هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام .17
الدستوري الجزائري ،دراسة مقارنة بالنظامين الدستوري المصري والفرنسي ،دار
الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية2014 ،
ناصر لباد ،الوجيز في القانون اإلداري (التنظيم ،النشاط اإلداري) ،الطبعة .18
األولى ،سطيف ،الجزائر،2006 ،
ناجي عبد النور ،النظام السياسي الجزائري من األحادية الى التعددية .19
السياسية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،قسنطينة الجزائر ،سنة .2006
56
قائمـــة المراجــع والمصادر
ب .المذكرات:
أطروحات الدكتوراه:
.1بورايو محمد ،السلطة التنفيذية في النظام الدستوري الجزائري بين الوحدة والثنائية،
أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،سنة .2012
.2عقيلة خرباشي ،مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الجزائري ،أطروحة دكتوراه،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر.2010 ،
.3سامري سامية ،تطبيق مفهوم الديمقراطية في الدول المغاربية ،دراسة مقارنة ،الجزائر
المغرب تونس ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة درجة دكتوراه في القانون العام،
الجزائر.2012-2011،
57
قائمـــة المراجــع والمصادر
.5حنان مفتاح ،رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري واألمريكي _دراسة مقارنة_
مذكرة ماجستير من جامعة باتنة .2004-2003
.6زينب عبد الالوي ،توزيع السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ظل
دستور ،1996مذرة ماجستير جامعة باتنة.2003-2004 ،
.7خاليفية بشرى ،هاللة عائشة ،المكانة الدستورية للوزير األول في الجزائر ،مذكرة
تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون ،تخصص قانون عام2016-2015 ،
.8رابح سعاد ،المركز القانوني لرئيس الحكومة ،مذكرة ماجستير تخصص قانون عام،
جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2008 ،
.9حسين صويلح ،مكانة السلطة التنفيذية في النظام الدستوري الجزائري الحالي دستور
،1996مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قالمة.
الملتقيات:
.1رسالة مجلس األمة (اإلنتخابات الرئاسية في الجزائر) ،مجلة الفكر البرلماني ،مجلة
تصدر عن مجلس األمة ،عدد ،22مارس .2009
.2فريدة بن يونس( ،العفو الشامل والحق التشريعي لرئيس الجمهورية في القانون
الجزائري) ،مجلة المفكر ،مجلة تصدر عن جامعة بسكرة ،عدد ( ،07نوفمبر
)2011
.3عبد الجميد مرزوقي (حق رئيس الدولة في حل البرلمان) ،مجلة العلوم اإلنسانية،
مجلة تصدر عن جامعة بسكرة ،عدد ( 26جوان .)2012
58
خالصة الموضـــــــوع
نظ ار للمكانة الهامة التي يحظى بها رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري
نجد أن الدستور و مختلف التنظيمات و القوانين إهتمت بكل ما يخص هذا األخير ،إنطالقا
من العملية اإلنتخابية و إعالن النتائج وصوال الى مجموع الصالحيات و اإلمتيازات المخولة
له كونه ممثل الدولة و الناطق بإسمها ،و كذا نفس األمر فيما يتعلق بالرجل الثاني في
السلطة التنفيذية الممثل في شخص الوزير األول أو رئيس الحكومة نجد مجموعة القوانين و
التنظيمات نضمت موقع هذا األخي ر داخل السلطة التنفيذية لتمنحه مجموعة الصالحيات
الواسعة التي تمكنه من إتخاذ ق اررات مهمة في الحياة السياسية للدولة ،غير أن كل ذلك يبقى
تحت سلطة رئيس الجمهورية فهو المهيمن على السلطة التنفيذية.
59
الفـــــــــــــهرس.
مـقـولـــــــــــــــــــــــــــــــــة
الفصل األول
رئيس الجمهورية
المقدمـــــة .................................................................................أ – د
مقدمة الفصـل األول 01 .........................................................................
المبحث األول :اإلطار القانوني لرئيس الجمهورية 01..............................................
المطلـب األول :إنتخاب رئيس الجمهورية 02 ......................................................
الفرع األول :الترشح لرئاسة الجمهورية02 .........................................................
الفرع الثاني :تنظيم اإلقتراع 06...................................................................
المطلب الثاني :العهدة الرئاسية14 ................................................................
الفرع األول :مدة العهدة الرئاسية14...............................................................
الفرع الثاني :طرق إنتهاء العهدة الرئاسية 15......................................................
المبحث الثاني :صالحيات رئيس الجمهورية17....................................................
المطلب األول :في الظروف العادية17............................................................
الفرع األول :إدارة السلطة التنفيذية 17 ............................................................
الفرع الثاني :الصالحيات التشريعية 22 ..........................................................
الفرع الثالث :الصالحيات القضائية 28.............................................................
المطلب الثاني :في الظروف اإلستثنائيية 30 ......................................................
الفرع األول :إعالن حالتي الطوارئ و الحصار30 .................................................
الفرع الثاني :تقرير الحالة اإلستثنائية31 ..........................................................
الفرع الثالث :إعالن حالة الحرب 33 .............................................................
خالصة الفصل األول 36 ........................................................................
الفصل الثاني
الحكومة
مقدمة الفصل الثاني 37 .........................................................................
المبحث األول :تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة و نهاية مهامه37 ............................
المطلب األول :تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة37 ..............................
الفرع األول :الشروط الواجب توافرها حسب الحالة37 ..............................................
60
الفـــــــــــــهرس.
61