المطلب الثاني

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫املطلب الثاين‪ :‬جرمية اإلرهاب و بيان صورها‬

‫إن أول مشلكة تتعرض دلى دارس موضوع اإلرهاب يه مشلكة تعريفه‪ ،‬فإىل حد يومنا هذا مل يوجد تعريف واحد جامع ملعىن اإلرهاب‬
‫رمغ ظهوره قدميا‪ ،‬و اختلفوا الفقهاء الغرب و العرب يف تعريفه بل واختلفوا كذكل من حيث وجوده فهناك البعض من يقول عىل أن اإلرهاب هو فعل‬
‫و هناك من يرى أنه رد فعل‪ ،‬و كذكل الترشيعات اختلفت من انحية حتديد أفعاهل و أنواعه‪ ،‬وذلكل سنتطرق دلراسة مفهوم جرمية اإلرهاب يف الفقرة‬
‫األوىل و بيان صورها يف الفقرة الثانية ‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تعريف جرمية اإلرهاب‬


‫عرفت جرمية اإلرهابية جدل فقهي حول تعريفها و حتديد صورها نظرا لغموضها و تداخل أراكهنا مع أراكن جرامئ أخرى‪ ،‬حيث عرف الفقيه "روالن‬
‫غوشيه" اإلرهاب بأنه "اللجوء إىل أشاكل من القتال قليةل األمهية ابلنسبة لأل شاكل املعمتدة يف الزناعات التقليدية‪ ،‬أال ويه قتل السيايس أو الاعتداء‬
‫عىل املمتلاكت"‪.1‬‬

‫بيامن اعترب الفقيه "لميكن " اإلرهاب "أنه معل يقوم عىل ختويف الناس‪ ،‬مبسامهة أعامل العنف"‪.2‬‬

‫و قد حدد الفقيه الروماين راد وليسكو يف تقريره املقدم إىل مؤمتر ابريس سنة ‪ 1931‬العنارص اجلوهرية لإل رهاب عىل النحو التايل " يعترب معل إرهايب‬
‫لك اجلرامئ و األعامل التحضريية بقصد ارتاكب اجلرامئ و االتفاقات وامجلعيات اليت هتدف عن طريق العنف أو التخويف إىل فرض مذهب معني سيايس‬
‫أو اجامتعي "‪.3‬‬

‫و رأى الفقيه "إريك دافيد " أن اإلرهاب" لك معل من أعامل العنف املسلح اذلي يرتكب لتحقيق أهداف سياسية أو فلسفية أو إيديولوجية أو‬
‫‪4‬‬
‫دينية"‪.‬‬
‫و ابلنسبة للفقهاء العرب‪ ،‬عرف ادلكتور " نبيل أمحد حلمي" أن ظاهرة اإلرهاب جرمية إنسانية دولية خمالفة لقواعد و تقاليد النظام العام ادلويل‪ ،‬و‬
‫القواعد اإلنسانية ‪ ،‬و يه الاستخدام الغري مرشوع للعنف‪ ،‬أو الهتديد بواسطة فرد أو جامعة أو دوةل‪ ،‬ينتج عنه رعب يعرض للخطر أرواحا برشية أو‬
‫هيدد حرايت أساسية‪ ،‬و يكون الغرض منه الضغط عىل امجلاعة أو ادلوةل ليك تغري سلوكها اجتاه موضوع ما‪.5‬‬

‫و تبىن ادلكتور عبد العزيز رسحان نفس تعريف حيث اعترب أن اإلرهاب يمتثل يف " لك اعتداء عىل األرواح أو املمتلاكت أو األموال العامة أو‬
‫اخلاصة ‪ ،‬يقع ابخملالفة أل حاكم القانون ادلويل مبصادره اخملتلفة‪ ،‬مبا يف ذكل املادة ‪ 38‬من النظام األسايس حملمكة العدل ادلولية"‪.6‬‬
‫و من خالل التعريفات السابقة ميكن القول بأن مجيع حاالت استعامل القوة الغري املرشوعة و ترك آاثر الرعب و الفزع يف النظام العام تعد إرهااب‪ ،‬و اليت‬
‫هيدف فاعلها إىل فرض السيطرة و مترير أفاكر سياسية أو اجامتعية معينة‪.‬‬

‫و عىل مستوى الترشيعات اجلنائية ‪،‬جند أن األغلبية مهنا قد اتفقت عىل عنرص جوهر الارهاب اذلي يمكن يف إشاعة الرعب و التخويف يف النظام‬
‫العام‪ ،‬واملس ابألمن العام لدلوةل‪ ،‬رمغ اختالف أوضاعهم الاجامتعية والسياسية والثقافية ‪.‬‬

‫‪ 1‬أدونيس العكرة‪" ،‬اإلرهاب السياسي‪ :‬بحث في أصول الظاهرة و أبعادها اإلنسانية"‪ ،‬دار الطليعة للنشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪ .86‬أورده باخوية دريس‪" ،‬جرائم‬
‫اإلرهاب في دول المغرب العربي تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب أنموذجا"‪ ،‬مقال منشور بمجلة دفاتر السياسة و القانون ‪ ،‬العدد الحادي عشر ‪ ،‬جوان ‪ ،2014‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 2‬نبيل أحمد حلمي‪ " ،‬اإلرهاب الدولي وفقا لقواعد القانون الدولي العام"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 3‬محمد مؤنس محب الدين‪ " ،‬اإلرهاب في القانون الجنائي على المستويين الوطني و الدولي"‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1987،‬ص‪ .200‬أورده يوسف مرين في أطروحته‬
‫"جريمة اإلرهاب في القانون الجزائري" لنيل دكتوراه‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬الجزائر ‪ ،2016 ،‬ص‪.310‬‬
‫‪ 4‬أحمد محمد رفعت‪" ،‬اإلرهاب في ضوء أحكام القانون الدولي واالتفاقيات الدولية و قرارات األمم المتحدة"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪5‬نبيل أحمد حلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 6‬عبد العزيز سرحان‪ "،‬تعريف اإلرهاب الدولي و تحديد مضمونه من واقع قواعد القانون الدولي و قرارات المنظمات الدولية"‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي ‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬ص‬
‫‪ .173‬أورده باخوية دريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 102‬‬
‫و ابلنسبة للترشيعات الغربية‪ ،‬فرنسا‪-‬عىل سبيل املثال مل يفرد املرشع الفرنيس قانوان خاصا جلرمية اإلرهابية بل اكتفى بوضع نصوص ملاكحفهتا مضن قانون‬
‫العقوابت‪ ،‬حيث عرف اإلرهاب يف القانون رمق ‪ 86/1020‬لعام ‪1986‬م عىل أنه‪" :‬خرق للقانون‪ ،‬يقدم عليه فرد من األفراد‪ ،‬أو تنظمي جامعي هبدف‬
‫إاثرة اضطراب خطري يف النظام العام عن طريق الهتديد ابلرتهيب" ‪ .7‬من خالل هذا التعريف حرص املرشع الفرنيس عىل إظهار طبيعة الغرض‬
‫اإلرهايب و هو اإلخالل ابلنظام العام بصورة جسمية و تدل علهيا أساليب التخويف أو الرعب اليت يستخدهما اإلرهابيون إلشاعة الاضطراب و الفوىض‬
‫بصورة عشوائية مقصودة لنرش أكرب من اخلوف و عدم الاستقرار ‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للترشيعات العربية‪ ،‬مل يعرف املرشع املرصي اجلرمية اإلرهابية كجرمية خمتلفة عن اجلرمية العادية قبل صدور القانون رمق ‪ 97‬لسنة ‪1992‬‬
‫اذلي عدل قانون العقوابت ‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 86‬منه عىل أنه " يقصد ابإلرهاب يف تطبيق أحاكم هذا القانون لك استخدام للقوة أو العنف أو‬
‫الرتويع‪ ،‬يلجأ إلهيا اجلاين تنفيذا ملرشوع إجرايم فردي أو جامعي‪ ،‬هبدف اإلخالل ابلنظام العام أو تعريض سالمة اجملمتع و أمنه للخطر‪ ،‬إذا اكن من شأن‬
‫ذكل إيذاء األشخاص أو إلقاء الرعب بيهنم أو تعريض حياهتم أو حرايهتم أو أمهنم للخطر‪ ،‬أو إحلاق الرضر ابلبيئة أو ابالتصاالت أو املواصالت أو‬
‫ابألموال أو ابملباين أو ابألمالك العامة أو اخلاصة"‪. 8‬‬

‫أما ابلنسبة للترشيع املغريب‪ ،‬فقد خص املرشع املغريب نصوص ترشيعية هامة للتصدي جرمية اإلرهابية‪ ،‬يأيت فـي مقـدمهتا القانون رمق ‪ 03.03‬املتعلق‬
‫مباكحفة الارهاب بتارخي ‪ 28‬ماي ‪ ،2003‬و مضن املقتضيات الزجرية املتعلقة هبذا القانون يف صلب اجملموعة اجلنائية يف إطار الباب األول مكرر (الفصول‬
‫‪ 218.1‬إىل ‪ 218.9‬من ق‪.‬ج) و اليت مت إصداره يف وقت قيايس و ذكل عىل إثر األحداث الفظيعة اليت عاشهتا البالد ابدلار البيضاء بتارخي ‪ 16‬ماي‬
‫‪ . 2003‬و مل يعرف املرشع املغريب اإلرهاب بل اكتفى حبرص األفعال اجملرمة اليت تعد إرهابية يف نطاق الفصل ‪ 218.1‬من القانون اجلنايئ‪ ،‬مىت اكن لها‬
‫عالقة مبرشوع فردي أو جامعي هيدف إىل املس اخلطري ابلنظام العام بواسطة التخويف أو الرتهيب أو العنف‪. 9‬‬

‫‪ 7‬مسيخ نسيمة‪ ،‬الجريمة اإلرهابية و آليات مكافحتها‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‪2021،‬ـ‪ ،2022‬ص‪. 20‬‬
‫‪ 8‬محمد عبد المحسن السعدون‪" ،‬مفهوم اإلرهاب و تجريمه في التشريعات الجنائية الوطنية و الدولية"‪ ،‬مقال منشور بمجلة مركز دراسات الكوفة‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،7‬ص ‪.141‬‬
‫‪ 9‬نور الدين العمراني‪ "،‬جهود المغرب في مجال مكافحة الجريمة اإلرهابية التجليات و المعيقات"‪ ،‬مقال منشور بمجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ ،2018 ،‬العدد ‪ ،2‬ص ‪.15‬‬

You might also like