Professional Documents
Culture Documents
الإدارة الإلكترونية و أثرها على آداء العمل الإداري في قطاع العدالة
الإدارة الإلكترونية و أثرها على آداء العمل الإداري في قطاع العدالة
جلنة املناقشة:
الصفة الرتبة االسم و اللقب
رئيسا أستاذ حماضر أ رفاف خلضر
مشرفا أستاذ حماضر ب زاوي رفيق
ممتحنا أستاذ حماضر ب سي محدي عبد املؤمن
السنة اجلامعية2022/2021:
شكر و عرفان
الحمد هلل الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهندي لوال أن هدانا هللا ..
أتقدم بجزنل الشكر و العرفان إلى األسناذ الدك تور القاضل "زاوي رف تق" لق توله اإلشراف على هذه المذكرة
الم تواضعة و على كل ما فدمه لي من تصابح و توجنهات طنلة فترة البحث.
ل
و أشكر كل من مد لي ند المشاعدة و زودني نالمعلومات الالزمة إلتمام هذا ا عمل.
إلى كل األشا نذة الكرام تكلية الحقوق الذين رافقوني طنلة الفترة الدراسية و فدموا لي ند العون،
إلى كل عانلة جامعة محمد البشتر اإلبراهيمي أهدنكم حم يعا تمرة عملي ...
إلى هؤالء حم يعا أهدي تمرة جهدي الم تواضع و أشأل هللا العلي القدبر أن ي يفع به و أن نكون جالصا لوجهه
الكريم،
مقدمـــــــة
مقدمة:
نظ ار للتغيرات االقتصادية والتكنولوجية الحاصلة في العالم بأسره نتيجة التطورات السريعة
المواكبة لجميع المجاالت سيما تلك المتعلقة بالجانب التكنولوجي ،سارعت جل الدول لمواكبة هذه
التغيرات من أجل رفع و تحسين مجال الخدمة العمومي ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،حيث يرجع األمر في األساس إلى
مدى استعداد األجهزة الحكومية لتلك الدول لتبني األنظمة التكنولوجية الحديثة و التي تتفاوت درجة
نجاحها في ذلك من دولة ألخرى.
فاإلدارة اإللكترونية أصبحت واقعا ملموسا و امتدادا طبيعيا للثورة التكنولوجية التي صاحبت
مجتمع المعلومات ،حيث وجدت الكثير من دول العالم في عالم تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت
حلوال جيدة و عصـ ـ ـ ـ ـرية للتغلب على المشكالت و المعوقات التي تحد من فعالية جهود اإلدارة
العمومية فيها ،و مدخال جديدا يمكن من خالله تحقيق نقلة نوعية لطابعها اإلداري و زيادة كفاءة و
فعالية أدائها ،حيث أ ضافت اإلدارة االلكتروني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مفاهيم جديدة في علم اإلدارة العمومية كما
غيرت الممارسات الديمقراطية.
و قد عرفت الجزائر على غرار باقي دول العالم جملة من التغيرات التي شملت مناحي الحياة
خاصة مع مطلع التسعينات من القرن الماضي ،أين هيمنت ظاهرة العولمة على مختلف المجاالت
بمـ ـ ـ ــا فيها مجال الخدمة العمومية ،و هذا ما فرض على اإلدارة العمومية الجزائرية أن تتكيف و
تتأقلم مع الوضع العالمـ ـ ـ ــي الجديد ،و بالتالي أصبحت االستعانة باإلدارة اإللكترونية أم ار محتوما ال
بد منه.
و قد أخذت الجزائر على عاتقها مسؤولية تقديم و تأمين الخدمة العمومية لمواطنيها ،هذا المجال
الذي يعتبر األداة التي تطبق من خاللها الحكومات سياستها العمومية ال ارم ـ ـ ـية إلى تحقيق
الرفاهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة االجتماعية للمواطنين خاصة قطاع العدالة باعتباره من القطاعات العامة التي تنفرد
بتقديم خدمات هامة للمواطنين.
1
مقدمـــــــة
لذلك حرصت الجزائر على تبني مشروع عصرنـ ـ ـ ـ ــة قطاع العدالة بإدراج تكنولوجيا
المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات و االتصاالت الحديثة و المتطورة و عكس ما كان معمول به من وسائل تقليدية،
األمر الذي يجعلنا نطرح التساؤل اآلتي:
ما هو الدور الذي لعبته الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية في قطاع العدالة في الجزائر؟
إن هذا التساؤل الرئيسي والذي يمثل إشكالية الدراسة يحتم علينا طرح جملة من التساؤالت
الفرعية التالية:
ما أثر و دوافع التحول نحو اإلدارة اإللكترونية نتيجة الرقمنة في الجزائر؟
ما مظاهر تطب يق الرقمنة و االستراتيجية المجسدة من طرف الجزائر للتحول نحو اإلدارة اإللكترونية
بقطاع العدالة؟
أهمية الدراسة:
و التركيز على قطاع يعتبر موضوع الرقمنة و أثره في التحول إلى اإلدارة اإللكترونية
العدالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة كنموذج ذو أهمية كبيرة جدا .حيث تكمن أهمية الدراسة في األهمية العلمية في الجانب
األكاديمي للبحث ،و األهمية العملية في الجانب العملي و الميداني للبحث.
األهمية العلمية:
تنبع من االهتمام الكبير للعالم بأسره بموضوع الرقمنة و بالتطورات الكبيرة و المذهلة الحاصلة
في هذا المجال )ما يعرف باالنفجار التكنولوجي( عبر شبكاته المختلفة .
2
مقدمـــــــة
األهمية العملية:
تتعلق بالدراسة الميدانية و العملية لقطاع العدالة في الجزائر من خالل إستراتيجية الحكومة
لرقمنة هذا القطاع لتحسين الخدمة العمومي ـ ـ ـ ـ ـة و الوقوف على كل التطورات و التغي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات في هذا
الميدان و أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م اإلنجازات و المستويات التي وصلت إليها الرقمنة في هذا القطاع و أهم الخدمات
المقدمة و المستحدثة من اإلدارة للمواطن.
أهداف الدراسة:
-محاولة الوصول إلى مفهوم جامع للرقمنة من خالل دراسة المفاهيم المختلفة.
-تبيين دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية و أثرها في التحول إلى اإلدارة اإللكترونية و
مدى فعاليتها في تبسيط و سرعة الخدمة و تخفيف األعباء و تقديم أفضل الخدمات
للمواطنين.
-تقييم االستراتيجية الـ ـ ـحديثة الستخدام الرقمنة في قطاع العدالة الجزائرية مع إبراز أهم نتائجها
الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحققة والمتوصل إليها.
-التعرف على أساليب التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية.
-التعرف على ماهية اإلدارة االلكترونية.
-مفهوم اإلدارة اإللكترونية وأهداف ومتطلبات وعوائق تطبيقها.
-التعرف على دور اإلدارة اإللكترونية في سير المرفق العام.
3
مقدمـــــــة
منهج الدراسة:
تقسيم الدراسة:
سعيا لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة للدراسة ،تم تقسيم البحث إلى فصلين ،الفصل األول
تناولنا فيه أثر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية في سير المرفق العام ،تناول
مبحثين األول خ ـ ــاص باإلطار المفاهيمي للرقمنة و اإلدارة اإللكترونية و الثاني بالرقمنة و التوجه
نحو اإلدارة اإللكترونية.
أما الفصل الثاني فخصصناه للرقمنة و عصرنة قطاع العدالة في الجزائر ،تم تقسيمه إلى
مبحثين ،المبحث األول خاص بواقع اإلدارة اإللكترونية في قطاع اإلداري الجزائري ،أما المبحث
الثاني خاص باالنجازات الموالية إلصالح و عصرنة قطاع العدالة.
4
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
تمهيد:
أصبح يعرف الوقت الحالي بالزمن االلكتروني ،حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت واقعا مفروضــــــا في كل المجاالت ،وقد أضحت مختلف المؤسسات واإلدارات
تسعى جاهدة لتطبيقها وتعميمها .وألجل ذلك نجدهــــا تقوم بتوفيــــر مختلف اإلمكانيات الالزمة
األلية منها والبشرية ،من أجل تقديم خدمات إلكترونية للمواطنين بأحسن الظروف وأسرع
األوقات.
حيث أن استخدام تكنولوجيا الرقمنة أدى وكنتيجة لذلك إلى التحول نحو اإلدارة االلكترونية
التـــي ترتكز على الرقمنة في مختلف المعامالت واألداءات إلكترونيا.
إن االستعمال المتداول لوسائل األنترنت باإلضافة إلى التطور السريع الحاصل في مجال
تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،أدى إلى إلزامية إحداث تغييرات كبيرة وجذرية في حياة العالم
المعاصر من توفير وسائل وأدوات االتصـ ـ ـ ـ ــال عبر العالم ،وتوفير وتسهيل الخدمات للمجتمعات.
و نظ ار ألهمية هذا المج ـ ـ ـ ــال ،سوف نتطرق في دراستنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا هذه على أهم المصطلحات المتعلقة
بمجال الرقمنة ،و على أهم التعاريف وأهم الخصائص المتعلقة بهـا وكذلك أهم األدبيات في هذا
الموضوع و أهمية الرقمنة:
تعد تكنولوجيا المعلومات واالتصال من أهم المجاالت التي عرفت تطو ار كبي ار في عالمنا
المعاصـ ـ ـ ــر ،وهي بذلك تعتبر إحدى العوام ـ ــل الرئيسية التي تقود إلى التقدم في العصر الحالي،
فهي قد أثرت على طريقة العيش لإلنسان من خالل كيفية التعلم والتواصل عن طريقها ،وسنحاول
في هذا المط ـ ـ ــلب التطرق إلى أهم الجوانب المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.
6
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
سنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال إضافة إلى ذكر أهم
خصائصها.
قبل التطرق والخوض في تكنولوجيا المعلومات واالتصال سنحاول التعرف على أهم المصطلحات
ذات الصلة بالموضوع ،وذلك بتناول كل مصطلح لوحده.
يعود أصل التك ـ ـ ـ ــنولوجيا تحديدا إلى اللغة الالتينية والمركبة من كلمتين وهما " "Technoوالتي
تعني الفن أو الصناعة ،وكلمة " "logosوتعني الدراسة أو العلم ،وتعني في مجملهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا علوم)
دراسات( الصناعة) الفنون( ،حيث تعد التكنولوجيا علما ألنها تركز على األساليب والبحوث
واألمور العلميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،وتعتبر فنا ألن الخبرات والمهارات الفنية تستخدم للتأكد من خدمة التكنولوجيا
1
لحاجات المنظمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والمجتمع.
يمكن تعريف المعلومات بأنها ":المعرفة التي تنتج عن عمليات معالجة البيانات ،وتساعد متخذي
الق اررات في أي منظمة على اتخاذ الق اررات الالزمة لهم ،من خالل االعتماد على الطرق التحليلية
واالستــنتاجيـ ـ ـ ــة بشكل أكبر من االعتماد على طريقة التخمين أو الحكم الحدسـ ــي والتي تضطر
2
اإلدارة للـ ـ ـ ـ ـ ــجوء إليها في غياب المعلومات ،حيث أن المعلومة تزيد المعرفة.
: 1غسان قاسم داود الالمي ،إدارة التكنولوجيا ،ط ،1دار المناهج للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ، 2007 ،ص 23 ، 22
: 2عالء عبد الرزاق سالمي ،نزم إدارة المعلومات ،منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،مصر ، 2003 ،ص 8
7
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
إن كلمة اتصال " "Communicationمأخوذة من األصل الالتيني لكلمة " "Communesوالتي
تعني عامال مشتركا ،فاالتصال وظيفة دقيقة ومح ـ ــددة ،وهي المشاركـ ـ ــة في تبادل الحقائق واألفكار
واآلراء عن طريق انتقال المعلومات واألفكار والمواقف من شخص أو جماعة إلى أشخاص أو
1
جماع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ،باستخدام رموز ذات معنى موحد ومفهوم لدى الطرفين.
تعرف تكنولوجيا المعلومات على أنها :التنظيم واالستخدام الفعال المؤثر لمعرفة االنسـ ـ ـ ـ ــان وخبرته،
من خالل وسائل ذات كفاءة تطبيقية عالية ،وتوجيه االكتشافات والقوى الكاملة المحيطة بنا لغرض
التطوير وتحقيق األداء األفضل أي التطبيق المنظم للمعرفة العلمية ومستحدثاتها من االكتشافات
2
في تطبيقات وأغراض عملية.
تكنولوجيا االتصال هي أي أداة أو جهاز أو وسيلة تساعد على إنتاج أو توزيع أو تخزين أو
استقبال أو عرض البيانات ،فهي تعرف بأنها) اآلالت أو األجهزة الخاصة أو الوسائل التي تساعد
3
على إنتاج المعلومات وتوزيعها واسترجاعها وعرضها( .
يمكن تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال بأنها " :مجموعة الوسائل المستخدمة إلنتاج واستغالل
وتوزيع المعلومات بكل أشكالها وعلى اختالف أنواعها :المكتوب ،المسموع والمرئي ،او هي
:1بشير العالق ،االتصال في المنظمات العامة ،دار اليازوري للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ، 2009 ،ص.18 ، 17 :
:2هاشم فوزي العبادي ،جليل كاظم العرضي ،نظم إدارة المعلومات ،ط ، 1دار صفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،2012 ،ص.20 :
:3حسن عماد مكاوي ،محمود علم الدين ،تكنولوجيا المعلومات و االتصال ،ط ، 1الدار العربية للنشر و التوزيع ،القاهرة ،مصر ، 2009 ،ص.68 :
8
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
مجموعـ ـ ـ ـ ــة التقنيات المستخدمة في معالجـ ـ ـ ـ ــة ونقل المعلومات خاصة اإلعالم اآللي ،اإلنترنت،
1
اإلدارة اإللكترونية لألنشطة وغيرها من الدعائم االلكترونية المساعدة في عمليات االتصال.
تتسم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت باالنتشار والسرعة ،حيث أنها تستخدم إليصـ ـ ــال المعلومات
واألنشطة إلى مجموعة من األفراد ،البيانات ،اإلجراءات ،المكونات المادية ،األجهزة والبرمجيات
2
الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تعمل مع بعضها البعض من أجل الوصول إلى األهداف المرجوة.
1ـ تقليص الوقت و المسافة :ساعدت تكنولوجيا المعلومات و االتصال على تقريب كل األماكن
إلكترونيا ،كما وفرت الكثير من الوقت في إنجاز وتحقيق مختلف العمليات .باإلضافة إلى أنها
وفرت وسائل تخزين المعلومات ذات حجم هائل مع سهولة الولوج لها.
2ـ ـ الذكاء االصطناعي :تجدر اإلشارة إلى ان الهدف من تطوير تكنولوجيا االتصال والمعلومات هو
تطوير المعارف والمهارات واستغاللها الكترونيا ،وهذا من أجل تسخير ذكاء اصطناعي يسهل عن
طريقه التحكم في عمليات اإلنتاج.
3ـ ـ تكوين شبكات االتصال :إن خلق شبكة اتصال عالقة تتكون من مجموعة من التجهيزات
المستندة على تكنولوجيات المعلومـات هو أمر استراتيجي هام يهدف إلى زيادة تدفق المعلومات بين
المستعملين و الصناعيين و كذا منتجي األالت و يسمح بتبادل المعلومات مع بقية النشاطات
األخرى
:1العياشي زرزار ،كريمة غياد ،استخدامات تكنزلوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسة االقتصادية ،ط ،1دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
،2016ص .30
:2رزان علي عمر عبد المهدي ،أثر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وعناصر المزيج التسويقي على جودة الرعاية الصحية ،مذكرة ماجستير ،تخصص
األعمال االلكترونيةن كلية األعمال ،جامعة الشرق األوسط ،عمان ،األردن ،2016 ،ص 16
9
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
4ـ ـ مشاركة المهام الفكرية مع اآللة :إن االحتكاك المعرفي بين الباحث ونظام الذكاء االصطناعي
ي ساهم في تطوير المعرفة و تقوية فرص تكوين المستخدمين من أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الشمولية و التحكم في
عملية اإلنتاج.
5ـ ـ التفاعلية :أي أن المستحمل لهذه التكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة يمكن أن يكون مستقبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل و مرسل في
نفس الوقت ،فالمشاركين في عملية االتصال يستطيعون تبادل األدوار و هو ما يسمح بخلق نوع
1
من التف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعل بين األنشطة.
6ـ ـ ـ الالتزامنية :و تعن ـ ــي إمكانية استقبال الرسالة في أي وقت يناسب المستخدم ،فالمشاركين غير
مطالبين باستخدام النظام في نفس الوقت.
7ـ ـ ـ الالمركزية :و هي خاصية تسمح باستقاللية تكنولوجيا المعلومات و االتصال ،فاإلنترنت مثال
تتمتع باستم اررية عملها في كل األحوال ،فال يمكن ألي جهة أن تعطل اإلنترنت على مستوى
العالم.
8ـ ـ ـ قابلية التحرك و الحركية :أي أنه يمكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن للمستخدم أن يستفيد من خدماتها أثناء تنقالت ـ ـ ـ ــه،
2
أي من أي مكان عن طريق وسائل اتصال كثيرة من الحاسب األلي النقال ،الهاتف النقال وغيره.
9ـ ـ قابلية التحويل :وهي إمكانية نقل المعلومات من وسيط إلى أخر كتحويل الرسالة المسموع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
إلى رسائل مطبوعة أو مقروءة مع إمكانية التحكم في نظام االتصال.
10ـ ـ ـ الالجماهرية :وتعني إمكانية توجيه الرسالة االتصالية إلى فرد واحد أو جماعة معينة بدل
توجيهها بالضرورة إلى جماهير ضخمة ،وهذا يعني إمكانية التحكم فيها حيث تصل من المنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج
إلى المستهلك.
: 1عبد الحكيم معوج ،استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في بيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،أطروحة دكتوراه ،تخصص إدارة أعمال ،كلية
العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2012 ،3ص .13 ،12
: 2أحمد مشهور ،تكنولوجيا المعلومات وأثرها على التنمية االقتصادية ،المؤتمر العربي الثالث للمعلومات الصناعية والشبكات ،المنظمة العربية للتربية
والثقافة والعلوم ،2003ص70
10
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
11ـ ـ ـ ـ الشيوع و االنتشار :و هو قابلية هذه الشبكة للتوس ـ ــع لتشمل أكثر فأكثر مساحات غير
محدودة من العالم ،بحيث تكتسب قوتها من هذا االنتشار المنهجي لنمطها المرن.
12ــــ العالمية والكونية :وهو المحيط الذي تنشط فيه هذه التكنولوجيا ،حيث تأخذ المعلومات
مسارات مختلفة ومعقدة تنتشر عبر مختلف مناطق العالم ،وهي تسمح لرأس المال بأن يتدفق
1
إلكترونيا.
: 1أحمد مشهور )،مرجع سابق ،ص ،( 07تكنولوجيا المعلومات وأثرها على التنمية االقتصادية ،المؤتمر العربي الثالث للمعلومات الصناعية والشبكات،
المنظمة العربية والثقافية والعلوم ،2003 ،ص 07
11
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
نشأة الرقمنة:
إن الغرض من هذا المشروع هو قابلية البحث في كل المصادر عبر األنترنت باعتبارها فضاء
للمعلومات والمعرفة ليمتد بعدها إلى رقمنة المكتب ــات بنية توسيع المعرفة إلى أوسع الحدود.
و مما جاء بعد العديد من االجتماعات بين القوى العظمى ،أهمها اجتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع بروكسيل 1995
الذي يهدف إلى دعم التنمية في المجال االقتصادي و االجتماعي و العلمي و الثقافي الذي تبنته
الواليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات المتحدة األمريكية بتمويل من المؤسسة القومية للعلوم و الوكالة القضائية للنا از
التابعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لـ ـ ـ ـ ــو ازرة الدفاع ليشمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل هذا المشروع إقامة ستة مكتبات رقمية تساهم في البحث
العلمي للتعليم العالي بدعم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن المؤسسات الفاعلة في الواليات المتحدة األمريكية.
أما أوروبا فقد تبنت بعض المشاريع المماثلة أطلق عليها اسم ذاكرة "ميموريا" ()mimoria
بمشارك ـ ــة المكتبة الوطنية الفرنسية وأكسفورد تاكست أرشيف ومعهد (تولون) لألبحاث العلمية
ومؤسسات في المعلوماتيـ ـ ـ ـ ــة ،أو ما يعرف بالتوجه نحو حفظ اإلنتاج الفكري اإللكتروني لقطاعات
12
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
نوعية وموضوعية ،ليرتبط بعدها بمكتبـ ــات العديد من الدول المتقدمة من خالل مشروعات عمالقة
1
للمكتبات الرقمية.
هذا التطور التاريخي الذي دام حوالي نصف قرن يبين أن هناك تسمي ـ ــات فرضت نفسهـ ـ ـ ــا على
أدبيات علـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم المكتبات والمعلومات والمكتبات اإللكترونية أو الرقمية أو االفتراضية والت ــي
حص ـ ـ ــل خلط فيمـ ـ ـ ـ ــا بينها ينبغي توضيحه حسب ما تشمله كل المواد الرقمية من أصل إلكترونـ ـ ـ ـ ــي
وتتطلب جهاز إلكتروني لتصبح مقروءة ،ألن عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة "إلكترونية" تشير إلى كيفية عمل األجهزة
أكثر من أنها صفة للبيانات التي تحتويهـ ـ ــا.
و عليه ،فإن المكتبة اإللكترونية تتألف من كل الموارد الموجودة في المكتبات التي أدخلت أجهزة
إلكتروني ـ ـ ــة و التي توجد في المكتبة الرقمية ،فالمكتبة اإللكترونية هو المصطلح األعم و األوسع
داللة حيث يشمل كال من التناظري و الرقمي و يضم كل جهود ترمي إلى استخدام أجهزة إلكترونية
مثل آالت الفيديو و قارئ ـ ـ ـ ــات الميكروفيلم و الحاسوب ،و هي تشمل مواد إلكترونية و رقمية .غير
أن هذه المصطلح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات م ـ ـ ـ ـ ــا تزال رغم شيوعها تعاني الكثير من الخلط واالضطراب بسبب عدم
اهتمام عدد من المنظرين العرب للكتـ ـ ـابة الرقمية ،والمهتمين بها لتحديد داللة هذه المصطلحات
2
وضبط حدودها.
لتفادي الغموض ،والخلط بين هذه المصطلحات فيما بينها ،والوصول إلى مفهوم ج ـ ـ ـ ــامع من
خـ ـ ـ ــالل الوقوف عند بعض التعاريف المختلفة لمصطلح الرقمنة أو التعريف الرقمي ،نذكر منها:
: 1أحمد الكبيسي ،تطور النظم األلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية ،العربية من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية ،العربية ،300العدد
،2008 ،29ص 06:
2أحمد الكبيسي ،مرجع سابق ،ص8 :
13
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
أصبح من الشائع استعمال مصطلح "الكتابة الرقمية" و "اإلبداع الرقم ـ ــي" و "الكتاب اإللكتروني" و
"الترقيم" وغيرها من المصطلحات التي تشير إلى النمط المعرفي الجديد من الكتابة الذي يشير إلى
استعمال وسائل تكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
تدل مادة "رقم" في المعاجم اللغوية العربية على جملة من المعاني أهمها التعجيم والتبيين
والكتابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والقلم والخط ،ويقول "ابن منظور" الرقم والترقيم تعجيم الكتاب و رقم الكتاب يرقمه رقما
أعجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه و بينه ،و كتاب مرقوم ،أي قد بينت حروفه بعالمـ ـ ـ ـ ـ ــاتها من التنقيط و قوله عز و
جل "كتاب مرقوم" كتاب مكتوب و المرقم القلم .والرقم :الكتابة والختم .والرق ـ ـ ـ ــم ضرب مخطط من
ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوشي ..ورقم الثوب رقمه رقما ورقمه خططه.
يعرف "سعيد يقطين" الترقيم التناظري النمط Numérisationبأنه عمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة نقل أي صنف من
الوثائق من النمط الورقي إلى النمط الرقمي ،و بذلك يصبح النص و الصورة الثابتة أو
المتحركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و الصوت أو الملف مشف ار إلى أرقام ألن هذا التحويل هو الذي يسمح للوثيقة أيا
كان نوعه ـ ـ ـ ـ ـ ــا بأن تصير قابل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لالستقبال و االستعمال بواسطة األجهزة المعلوماتية ،و هنا
يتضح أن ترقيم النص هو عملية تحويل النص المكتوب المطبوع أو المخطوط من صيغته الورقية
1
إلى صيغته الرقمية ليصبح قابال للمعاينة على شاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الحاسوب.
هناك مفاهيم أخرى تتعلق بمصطلح " الرقمنة" ذلك وفقا للسياق الذي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدم فيه ،في نظر
"تيري كيني" " " Terry Kinnyإلى الرقمنة علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أنها "عملية تحويل مصادر المعلومات على
اختالف أشكالها من الكتب ،و الدوريات ،و التسجيالت الصوتية ،و الصور المتحركة ...إلى
شكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل مقروء بواسطـ ـ ـ ـ ـ ــة تقنيات الحاسبات اآللية عبر النظام الثنائي (البيتات ) Bitsو الذي
1أحمد فرج أحمد ،الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها ،المملكة المتحدة :جامعة اإلمام محمد بن مسعود اإلسالمية.
14
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
يعتبر وحدة المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات األساسية لنظام معلومات يستند إلى الحاسبات األلية ،و تحويل
المعلومات إلى مجموعة من األرقام الثنائية يمكن أن يطلق عليها "الرقمنة" .ويتم القيام بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهذه
1
العملية بفضل االستناد إلى مجموعة من التقنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات واألجهزة المتخصصة.
و تشير "شارلوت بيرسي" " "Charlotte Burssiإلى الرقمنة على أنها منهج يسمح بتحويل
البيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانات و المعلومات من االلتزام التناظري إلى النظام الرقمي ،كما يقدم "دوج هودج" " Doug
"Hodgesمفهوم ـ ـ ـ ـ ـ ــا أخر تم تبنيه من المكتبة الوطنية الكندية ،و يعتبر فيه الرقمنة عمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أو
إجراء لتحوي ـ ـ ــل المحتوى الفكري المتاح على وسيط تخزين فيزيائي تقلـ ـ ـ ــيدي ،مثل )مقاالت
الدوريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ،و الكتب ،و المخطوطات ،و الخرائط )...إلى شكل رقمي ،و ذلك ألجل
2
معالجته ـ ـ ـ ـ ــا بواسطة الحاسب االلكتروني.
غير أن هذا المصطلح يأخذ عدة معاني حسب السياق الذي يستخدم فيـ ـ ــه ،حيث يالحظ أن الرقمنة
تعني:
في الحاسبات :تحويل البيانات إلى شكل رقمي بحيث يمكن معالجتها بواسطة الحاسب.
في سياق نظم المعلومات :تحويل النصوص المطبوعة مثل الكتب و الصور سواء (كانت صو ار
فوتوغرافية أو إيضاحات أو خرائط) و غيرها من المواد التقليدية من أشكالها التي يمكن أن تق أر
بواسطة اإلنسان (أي تناظرية) إلى األشك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال التي يق أر فيها بواسطة الحـ ـ ـ ــاسب األلي ،أي إل ـ ـ ـ ـ ـ ــى
3
إشارات ثنائي ـ ـ ـ ــة و ذلك عن طريق استخدام أجهزة المسح الضوئي ،والكاميرات الرقمية.
أما عن خص ـ ــائص الرقمنة فهي نفس الخصائص المذكـ ــورة في عنص ـ ـ ــر خصائص تكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا
المعلومات واالتصال.
: 1بهجة بومعرافي ،بن تازير مريم ،إشكالية معالجة الحروف العربية ضمن مشاريع الرقمنة بالمكتبات الرقمية بجامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية،
المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية ،ص 162
: 2سعيد يقطيني ،من النص إلى النص مدخل إلى جماليات اإلبداع التفاعلي ،بيروت :مركز الثقافي العربي ،ط ،2005 ،1ص02:
:3نجالء أحمد يس ،الرقمنة وتقنياتها في المكتبات العربية ،القاهرة :العربي للنشر والتوزيع ،ط ،2013 ،1ص20 :
15
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
نعرض في هذا الجزء بعض مفاهيم حول تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وكذا االقتصاد
الرقمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ،وبعد ذلك ننتقل إلى بعض أحدث الدراسات المنجزة حول أهمية الرقمنة في بعض
القطاعات.
تحتل تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت مكانة هامة في االقتصاديات المعاصرة ،و هي تشمل
قطاع نشاط مزدهر و قاعدة لالبتكار في مختلف القطاعات األخرى ،و تشارك )OCDG ( 2017
و ) INSEE (2019في تعريف هذا القطاع ،بحيث ينتهي إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات و
االتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت األنشطة الت ـ ـ ـ ـ ـ ــالية :نشاط اإلنتاج )إنتاج الحاسوب ،البرمجيات ،التلفاز ،الراديو،
الهاتف ...إلخ( ،و نشاط اإلنتاج )تجارة الجملة ،عتاد اإلعالم اآللي ...إلخ( و الخدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات
)االتصاالت ،خدمات اإلعالم اآللي ،خدمات السمعي البصري ...إلخ ،و يقدم "هوبرت ألكسندر
سيمون" )الحائز على جائزة نوبل في االقتصاد لسنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ( 1978تعريفا يستند إلى خصائص
تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت" ،كل معلومة يمكن لألفراد الولوج إليها ،سواء كانت شفهيا أو
رمزيا ،أو تق أر عن طريق الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسوب ،أو توجد بالكتب و تخزن بالذاك ـ ـ ـ ـرة اإللكترونية".
و قد أدى التطور واالنتشار السريع لتكنولوجيا المعلومات و االتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت إلى تغيير أساليب
ممارسة األنشطة االقتصادية و أساليب حياة األفراد فنتج عن ذلك نوع جديد من االقتصاد يسمى
باالقتصاد الرقمي و هو ما يجعله مرتبطا أساسا بتكنولوجيا المعلومات ،االتصاالت ،البرمجيات،
الفضاء اإللكتروني ،لذلك نجد أن ) INSEE (2019يربط االقتصاد الرقمي بتكنولوجيا المعلومات
و االتصاالت" ،االقتصاد الرقمي يشمل قطاع االتصاالت ،السمعي ،البصري ،البرمجيات و
االنترنت كذلك القطاعات الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تعتبر هذه التكنولوجيا أساسا لنشاطها".
16
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
و هناك من يختصر مفهوم االقتصاد الرقمي في التجارة االلكترونية لكن األصح أن االقتصـ ـ ــاد
الرقمي هو نتاج االستعمال الفعلي لتكنولوجيا المعلومات و االتصال في مجمل القطاعات
االقتصادية و من طرف اإلدارة و المؤسسات و األفراد ،فيعرف MEDEFاالقتصاد الرقمـ ـ ــي
بمجم وع القطاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الت ـ ـ ـ ـ ــي تعتمد على تكنولوجـ ــيا المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات و االتصاالت سواء في عملية
اإلنتاج أو االستخدام واالستف ـ ـ ـ ـ ــادة ،و بالنسبة لـ OCDEفتعتب ــر أن االقتصاد الرقمي يشمل العديد
من جوانب االقتصاد العالمي ،فهو بذلك يشمل البنوك ،التجارة ،الطاقة ،المواصالت ،التعليم،
الصحة و دور النشر.
و يعرف كذلك االقتصاد الرقمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي بأنه التفاعل و التكامل و التناسق بين تكنولوجيا
المعلومات و تكنولوجيا االتصاالت من جهة و بين االقتصاد الوطني و الدولي من جهة أخرى
بم ـ ـ ـ ـ ــا يحقق الشفافية الفوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و اإلتاحة لجميع المؤشرات السائدة لجميع الق اررات االقتصادية و
المالية و التجارية في الدولة خالل فترة ما.
من خالل ما سبق يظهر جليا أن تكنولوجيا المعلومات واالتصال تعتبر إحدى أهم مرتكزات
االقتصاد الرقمي ،ف االبتكارات التقنية المتواصلة كان لها أثر إيجـ ـ ـ ـ ـ ــابي على مجمل األنشطة
والمعام ـ ـ ــالت االقتصادية .كما أن انتشار االنترنت أظهر نماذج أعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال جديدة وذلك من خالل
1
توسيع المساح ـ ـ ـ ــات السوقية ومضاعفة تسريع المعامالت والمبادالت.
:1سلمى بشاري ،تطوير الرقمنة في الجزائر كألية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا ) كوفيد . ( 19
17
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
يعتبر مصطلح اإلدارة اإللكترونية من المصطلحات العلمية الحديثة تماما في مجال العلوم
اإلداريـ ـ ـ ـ ــة ،وقد تم تناوله بالعديد من التعريف نذكر منها:
-هي وظيفة انجاز األعمال باستخدام النظم والوسائل االلكترونية ،وتقوم بإنجاز الوظائف
اإلدارية من تخطيط وتنظيم ورقابة واتخاذ الق اررات من خالل استخدام نظم تكنولوجيا
المعلومات داخـ ـ ــل المنظمة من ناحية ،كما تقوم بربط المنظمة بفئة المؤثرين (من موردين،
مشترين ،عمالء ،منافسين ،أجهزة وهيئات حكومية) وذلك بهدف تطوير عالقات المنظمة
1
مع بيئتها من ناحية أخرى.
-اإلدارة اإللكترونية هي عبارة عن :استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وخاصة
شبكة االنترنت ،في جميع العمليات اإلدارية الخاصة بمنشأة ما بغية تحسين العملية
2
اإلنتاجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة وزيادة كفاءة وفعالية األداء بالمنشأة.
-اإلدارة اإللكترونية هي العملية اإلدارية القائمة على اإلمكانيات المتميزة لإلنترنت وشبكات
األعمال في تخطيط وتوجيه والرقابة على الموارد والقدرات الجوهرية للشركة واألخرين بدون
3
حدود ،من أجل تحقيق أهداف الشركة.
نستنتج من خال ل التعاريف السابقة أن اإلدارة اإللكترونية هي عملية عصرية تقوم من -
خاللها اإلدارة بتوظيف منظومة إلكترونية متكاملة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات لتحسين
العمليات اإلدارية المختلفة داخل المنظمة عبر تحويلها من العمل اليدوي إلى أعمال تدار
: 1إيهاب فاروق مصباح العاجز ،دور اثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة االلكترونية "دراسة تطبيقية على وزارة التربيةو التعليم العالي – محافظة
غزة ،رسالة ماجستير في إدارة األعمال ،قسم إدارة األعمال ،كلية التجارة ،عمادة الدراسات العليا ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطين ،2011،ص ص -38
.39
: 2محمد أحمد سمير ،اإلدارة اإللكترونية ،الطبعة األولى ،دار الميسرة للنشر و التوزيع ،عمان ،2009،ص ص .41-42
: 3نجم ،نجم عبود ،اإلدارة و المعرفة اإللكترونية(،د،ط) ،دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ،عمان ،2004 ،ص.185
18
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
بواسطة التقنيات الرقمية مما يوفر الجهد واإلنفاق وتحديد االستفادة القصوى من المعلومات
المتاحة.
كثر الجدل في األونة األخيرة بشأن مصطلحي الحكومة اإللكترونية و اإلدارة اإللكترونية هل
هما مصطلحان مختلفان أم مترادفان؟ توصلت الدراسات إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أن العالقة بينهما عالقة الجزء
بالكل ،فاإلدارة اإللكترونية هي الجزء و تعني تحويل جميع العمليات ذات الطبيعة الورقية إلى
عمليات ذات طبيعة إلكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة باستخدام التطورات التقنية الحديثة "العمل اإللكتروني" أو
إدارة بال أوراق ،تمثل الحكومة اإللكترونية الكل ،و تعني العمليات اإللكترونية التي يتم من خاللها
1
الربط بين اإلدارات التي تطبق اإلدارة اإللكترونية.
تعبير اإلدارة اإللكترونية هو المصطلح األقرب لتحقيق التوافق بين مفهوم الحركة
اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والخدمات التي تقدمها إدارات الدول على أساس أن المراد ليس ممارسة سلطة
الحكم بطريقة إلكتروني ـ ـ ــة ،وإنما إدارة األمور بطريقة إلكترونية على المستوى الحكومي ،و تعني
اإلدارة اإللكترونية تحول المصالـ ـ ــح وجهات القطاع الخاص نحو قضاء وظائفها ومهامها فيمـ ــا
يتص ـ ـ ـ ـ ـ ــل بتقديم الخدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات للجمهور والتعامل معها ،أو فيما بينها بطريقة سهل ـ ـ ــة من خالل
2
استخدام تقنية المعلوم ـ ـ ــات و تطور االتصاالت في أداء كل منها.
:1سامر مؤيد عبد اللطيف ،الحكومة اإللكترونية ،دراسة في اإلطار النظري و التطبيقي ،مجلة رسالة الحقوق ،جامعة كربالء ،كلية الحقوق ،س لسادسة،
ص.172
:2رافيق بن مرسلي ،مرجع سابق ،ص .123
19
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
تختلف اإلدارة اإللكترونية عن اإلدارة التقليدية من خالل سالسة أدائها وإيقاعها السريع ،حيث
أصبحت أداة فعالة في أيدي الجهات اإلدارية المبادرة بتطبيق التقنية في دوائرهم اإلدارية .ونميز
مما يلي العناصر التي تتميز بها اإلدارة اإللكترونية عن اإلدارة التقليدية:
-1الميزة :يمكن للوثائق اإلدارية الورقية أن تتلف مع مرور الزمن بينما النظام الرقمي لإلدارة
اإللكترونية يحفظ من التلف والتقادم ويمكن تأمينه أكثر عن طريق التخزين اإللكتروني.
-2الحفظ :في اإلدارة التقليدية تتعرض أغلب الوثائق المهمة إلى الضياع مما يتسبب في
ضياع حقوق األفراد وغيرها ،على عكس اإلدارة اإللكترونية التي يصعب فيها فقدان أية
بيانات أو ملف من الملفات التي تم حفظها علـ ـ ـ ــى الشبكة اإللكترونية ،بل من الممكن
استرجاعها بعد الحذف.
-3الضياع :من الصعب إن لم يكن مستحيال استرجاع الوثائق الملموسة بعد ضياعها أو
تلفها بينما يسهل البحث في أرشيف الشبكة عن أية معاملة في اإلدارة االلكترونية.
-4االسترجاع :تعرف اإلدارة التقليدية بارتفاع تكاليف حفظ الملفات و المعامالت و
استخراجها أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا في اإلدارة اإللكترونية فاألمر ال يكلف سوى توفر وسائط التخزين أو
الشبكة التي حملت عليها المعلومات سلفا.
-5التكاليف :تحتاج اإلدارة التقليدية إلى مساحات كبيرة ومخازن ضخمة بينما تحتاج األجهزة
المحملة عليـ ـ ـها الملفات في اإلدارة اإللكترونية إلى غرفة صغيرة.
-6المكان :تتأثر اإلدارة التقليدية بالعامل البشري بينما تضمن اإلدارة اإللكترونية برامج
حماية عـدم التالعب بالملفات والتعامالت سواء الحذف أو اإلضافة.
-7الحماية :تتأثر اإلدارة التقليدية بالعامل البشري بينما لإلدارة اإللكترونية البرامج التقنية
التي تسجل أي إج ارء يتم تسجيله بالساعة والدقيقة والثانية.
20
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
-8التوثيق أو الضبط :يقوم الموظف في اإلدارة التقليدية بإجراء توثيق أو ضبط الملفات،
مما يصعب اكتشاف األخطاء المرتكبة أثناء ذلك ،أما في اإلدارة اإللكترونية ف ـيتم التعامل
مع األمر الكترونيا من خالل برامج الحاسوب المخصصة لهذا الغرض.
-9التفاعل :تحتاج اإلدارة التقليدية إلى أيام وأشهر إلنجاز المعامالت ،بينما تتفاعل اإلدارة
اإللكترونية بسرعة فائقة مع مراجعيها.
-10السرعة :محدودية ساعات الدوام الرسمي لإلدارة التقليدية ،عكس اإلدارة اإللكترونيـ ـ ـ ـة
التي تقدم خدماتها 24ساعة يوميا.
-11مدة الخدمة :صعوبة إنجاز المهام الخاصة نتيجة اإلجراءات المتداخلة بالنسبة
ل ـ ـ ـ ـ ـإلدارة التقليدية مقارنة مع سهولة إنجازها بيسر وسهولة الكترونيا.
-12المهام :ال يتوفر لإلدارة التقليدية إمكانية االستفادة من موارد المعلوماتية على عكس
اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على استثمار الموارد المعلوماتية وتخزينها.
-13طبيعة اللقاء :تحتاج اإلدارة التقليدية إلى أيام وأشهر إلنجاز المعامالت ،أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
بالنسبة لإلدارة اإللكترونية فهي تتميز بالتفاعل السريع إذ يمكنها استقبال أالف الطلبات أو
1
الرسائل في زمن قصير وإرسال رسائل لعدد كبير.
يتضح من خالل ما سبق أن اإلدارة التقليدية تبطئ العمل اإلداري من خالل إمكانية إتالف
المعامالت الورقية وصعوبة الحصول عليها بسبب ضياعها إما سهوا أو تعمدا ،ولصيانتها تتطلب
تكاليف باهظة إلصالح التلف ،باإلضافة إلى تخصيص مساحات تخزين كبيرة من أجل ضمان
حفظها وصيانتها.
تتميز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقليدية بخصائص هامة ،يتحقق من خاللها مجموعة
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن اإليجابيات أبرزها أن الخدمة العمومية تقدم للمستفيدين بصورة مرضية و خالل مدار 24
:1حسين بن محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق ،المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارة نحو أداء متميز للقطاع الحكومي ،معهد اإلدارة العامة،
المملكة العربية السعودية ،2009 ،ص 06إلى .09
21
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
ساعة و بتكلفة مـ ـالية مناسبة ،باإلضافة إلى عنصر السرعة في إنجاز المعامالت في إطار من
الشفافية بعيدا عـن المحسوبية .كما تجدر اإلشارة إلى طابع سرية المعلومات و تقليل مخاطر
فقدانها و صغر مكان حفظها.
ـ ـ ـ تحسين مستوى الخدمة للمواطنين :هو ما يتطلب خلق بيئة عمل تتنوع فيها المهارات والكفاءات
المؤهلة مهنيا لتفادي األخطاء اليدوية التي قد تحدث عند تأدية الخدمة بالطريقة التقليدية.
ـ ـ ـ التقليل من التعقيدات اإلدارية وسهولة االستعمال واإلتاحة للجميع :إذ بفضل هذه التقنية يمكن
مرحل
القضاء على البيروقراطية السيئة التي عهدناها في إدارت ـ ـ ـ ــنا التقليدية ،من خالل اختصار ا
إنجاز المعامـ ـ ـ ـ ــالت و التقليل من عدد الدوائر القائمة على اإلنجاز في زمن قصير ،كما أنها تتيح
للزبون الحصول عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الخدمة دون عناء التنقل فهي متوفرة في كل مكان.
ـ ـ ـ تخفيض التكاليف :مـن خالل االستثمار فـي تكنولوجيا المعلومات ما يعود بالمنفعة على الجهة
مقدمة الخدمة ،فهذه اإلدارة ال تحتاج إلى توفير مباني ضخمة الستقبال الجمهور وللتقليص من
عدد الموظفين وتخفيض كمية األوراق والخدمات المستعملة في إنجاز المعامالت ،ونظ ار للتنافسية
فـ ـ ـ ـ ــإن الخدمات تقدم بأسعار منخفضة وهو ما سينعكس على تخفيض التكاليف.
ـ ـ ـ التركيز على النتائج :ينصب اهتمام اإلدارة العامة اإللكترونية على تحويل األفكار إلى نتائج
ملموسة وهو م ـ ـ ـ ــا يحقق فوائـ ـ ـ ــد ل لجمهور تتمثل خاصة في تخفيف العبء ،من خالل توفير الخدمة
بشكل مستمر على مدار الساعة م ـ ــا يسمح للزبون بالدخول على الشبكة في كل وقت ليال ونها ار
سواء في أوقات العمل الرسمية أو خارجها ،وهذا ما يوفر الجهد ،الوقت والمال.
ـ ـ ـ تحقيق الشفافية اإلدارية :تعمل اإلدارة اإللكترونية على توحيد خطوات تنفيذ الخدمة يعني إيجاد
أسلوب موحد للتعامل مع كل من يرغب في الحصول على خدمات هذه اإلدارة ،وجعل الموقع متاحا
22
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
لـ ـ ـ ـ ـ ــكل من يرغب في التعامل معها من الجمهور دون إخفاء أو حجب أي معلومة ،إال ما تعلق
منها بالحياة الخاصة لألفراد أو الماسة باألمن والسالمة العامة .كما أن العملية تتم دون أن يكـ ــون
هناك اتصال مباشر بين طالب الخدمة والموظف ،ما يفوت عليهم فرص الرشوة والتالعب ما يساهم
في مكافحة الفساد اإلداري.
من خالل المزايا التي ذكرناها سابقا ،يتضح لنا جليا أن أغلب مبررات اإلدارة اإللكترونية تعمـ ـ ـ ـ ـ ـل
علـ ـ ـ ـ ـى االنتقـ ـ ـ ـ ـ ـال و التحول الجذري من األساليب اإلدارية التقليدية إلى العمل اإللكترونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ،و
مدى مواكب ـتها للتطور النوعي و الكمي الهائل في مجال تطبيق تقني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات و نظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم المعلومات ،و
ذلك في محاولة منها تجسيد جملة من األهداف العامة التي نحاول إيجاز أهمها في النقاط التالية:
-إعادة هيكلة المؤسسة التقليدية من أجل تحسين األداء اإلداري عن طريق كسب الوقت
والتقليل من التكلفة الالزمة إلنجاز األعمال وصوال إلى خدمة عامة معقلنة.
-التخفيض من حدة الجهاز البيروقراطي والحد من تعقيداته من خالل إعادة النظر في
الموارد البشرية المتاحة والعمل على رفع كفاءتها ،ومهارتها تكنولوجيا ،والتحول نحو
االعتمـ ـ ـ ـ ـ ـاد على المراسالت االلكترونية بدال من البريد الصادر والوارد.
-التوجه نحو شفافية العمل اإلدارة وشفافية المعلومات المعروضة على جميع العمالء
والمواطنين.
23
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
-ترشيد الق اررات المتعلقة بالعمل الحكوم ـ ـ ـ ـي وتقليص االزدواجية في اإلجراءات المعقـ ـ ـدة
وتخفيض القيود البيروقراطية قدر اإلمكان من خالل تبسيط واختصار اإلجراءات.
كما قلنا سابقا فإن اإلدارة اإللكترونية تعمل على تحقيق انتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال وتحول جذري من
األساليب اإلدارية والتقليدية إلى العمل اإللكتروني ،لتجسيد األهداف التالية والتي نتناولـ ـ ــها بنوع من
التفصيل وذلك كالتالي:
يكون اإلنجاز اإللكتروني للخدمة عادة أكثر دقة وإتقانا من اإلنجاز اليدوي ،كمـ ـ ـ ـ ـ ـا أنه -
يخضع لرقابة أسهل وأدق من تلك الت ـ ـ ـي تفرض على الموظف في أداء عمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه في نظام
اإلدارة التقليدية.
وبذلك يمكن تقديم خدمات أفضل لمستحقيهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا واستغالال أمثال إلمكانيات اإلدارة من خالل
1
اتباع أساليب مشابهة ألساليب التجارة االلكترونية.
إمكانية الحصول على المعلومات المطلوبة تكون متوفرة من عدة جهات ،و بالتالي الثقة -
بصحة البيانات المتبادل ـ ـ ـة التي أعيد استخدامها ستكون مرتفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و القلق من عدم دقة
المعلومات أو عملية أخطاء اإلدخال اليدوي ستنكمش ،كما أن األعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الورقية و تعبئة
البيانات يدويا ستنعدم ،كما و ستنعدم الحاجة لتقديم نسخ من المستندات الورقية طالما أن
2
اإلمكانيات متاحة لتقديمها إلكترونيا.
كان الحصول على بعض المعلومات في ظل اإلدارات التقليدية يح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتاج إلى انتظار -
المراجع ساعات وربما أياما ،فيقدم الطلب وينتظر يوم أو يومين ،أصبح في ظل اإلدارات
: 1ماجد راغب الحلو ،الحكومة االلكترونية و المرافق العامة ،المؤتمر العلمي األول حول الجوانب القانونية و األمنية للعمليات االلكترونية منظم المؤتمر،
أكاديمية شرطة دبي –مركز البحوث و الدراسات -اإلمارات العربية المتحدة ،دبي ،ص .11:
: 2سوسن زهير المهتدي ،تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية ،الطبعة األولى ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان ،2011 ،ص.29-28
24
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
اإللكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ال يستغرق دقائق يمكن خاللها المراجع أو صاحب الطلب أن يحصل على
المعلومات بنفسه ،م ـن دون الحاجة إلى الرجوع إلى موظف قد يكون دوامه قد انتهى في
1
الوقت الذي يحتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاج فيه أحدهم إلى معلومة بشكل عاجل.
إنجاز المعاملة الكترونيا ال يستغرق غير دقائق معدودة مما يوفر الوقت الضائع في -
االنتقـ ـ ـ ـ ـ ـال إلى مقر اإلدارة والبحث عن الموظف المختص ،وانتظار الدور ،وقيام الموظف
بالتحقق من توافر شروط الخدمة المطلوبة وإنجاز المعامل ـ ـ ـ ـ ـ ـة يدويا إذا صلحت النوايا ،لذلك
فإن اإلدارة االلكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة توفر للمواطن خدماتها بسرعة من خالل دخول الصف وطول
2
انتظار الدور.
بفضل سرعة اإلنجاز أمكن االستغناء عن خدمات بعض المرافق كخدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة مرفق البريد -
العادي التقليدي في حدود كبيرة باستخـ ـ ـ ـدام البريد اإللكترونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الذي يصل إلى موقع البريد
المرسل إلي ـ ـ ـه في لحظات ،ويمكن أن يتبع الرد في لحظات أيضا إذا كان المرسل إليه مستعدا
3
للرد.
-إمكانية تسريح األفراد غير الفاعلين المحسوبين على المؤسسة ،ويكابدونها خسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائر
فادحة من جـ ـ ـ ـراء استنزاف جزء كبير من ميزانية المؤسسات من خالل الرواتب والمنح
التحفيزية و المكافآت الدورية والتي قد تكون دون وجود دور حقيقي أو مهمة مؤثرة يؤدونها،
مما يسبب إحباطا لكثير من الموظفين اللذين ال يحصلون على مميزات رغم أنهم الجنود
4
المجهولون وراء إنجاز المؤسسة .
25
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
-يحتاج إقامة نظام اإلدارة اإللكترونية في البداية إلى مبالغ غير يسيرة تنفق في شراء
األجهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزة والمعدات وإعداد برامج تدريب العاملين ،غير أن أداء الخدمات بالطريق
االلكتروني بعد ذلك تقلل تكلفة عدد الموظفين المطلوبين للعمل في اإلدارة ،واختصار
1
اإلجراءات ومراحل العمل فضال عن تخفيض أو االستغناء عن كميات األوراق واألدوات.
انطالقا من اإلدارة االلكترونية كونها م اردفة لعمليات تبسيط اإلجراءات الحكومية ،و -
تسيير النظام البيروقراطي أمام المواطنين ،من خالل إيصال الخدمات لهم بشكل سريع و
عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ادل في إطار من النزاهة و الشفافية و المساءلة الحكومية ،ووضع حد لالنحرافات و
التجاوزات عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى مستوى منظمة الخدمة العمومية باعتبارها تمثل عوامل تعرقل اإلصالح
2
التنظيمي و تجسيد صورة من صور الفس ـ ـ ـ ـ ـاد اإلداري.
تتم الخدمات إلكترونيا وعلى مدار أربع وعشرين ساع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة يوميا وخالل سبعة أيام أسبوعيـ ـا -
دون التدخل المباشر من قبل الموظف المعني شخصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،فال تبقى فرص ـة لالبتزاز الوظيفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي
والبحث عن الحصول على رشاوى و عموالت غير شرعية طالما فرصة اللقاء المباشر ما بين
3
مرسل الخدمة و متلقيها لم تحقق وجها لوجه بل فقط من خالل العالقة االلكترونية.
-توفر الشفافية في تقديم الخدمة العامة بحيث أن الواقع الجديد في تقديم الخدم ـ ـ ـ ـ ـ ـة لمنتفعيها من
كافة أطراف المجتمع المعني يحول دون توفر فرص المحاباة واالنحياز لصالح جهة أو طرف أو
26
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
مجموعـ ـ ـ ـ ـ ـة أو فرد معين على حساب األخرين وذلك بالسير وفق إرشادات وتعليمات محددة
1
إلكترونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا ال يمكن التالعب بها من قبل أي كان و لصالح أي كان.
دفعت موجة التغيير في مجال تقديم وإيصال المعلومات بجميع الحكوم ـ ـ ـ ـ ـ ــات للتحول نحو اإلدارة
اإللكترونية ،لذلك نجد عدة تطورات دفعت باتجاه اعتماد اإلدارة اإللكترونية منها ما يتعلق
بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمسؤولين الحكوميين اللذين يقومون بتطوير طرق جديدة لتطوير العم ـ ـ ــل الحكومي ،و لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيادة
الكفاءة في ت وصيل الخدمات و أحيانا استجابة لضغوط المواطنين أو قطاع األعمال أو ألطراف
أخرى لها عالقة ب ـ ـ ـ ـ ـ ــالعمل الحكومي ،و نجد في كل دولة هناك دوافع تظهر في الواقع تدعو إلى
2
التحول إلى اإلدارة اإللكترونية على حسب وضعها االقتصادي و السياسي.
جاءت اإلدارة اإللكترونية بوصفها أسلوبا إلكترونيا لإلدارة ،ولذلك فهي تهدف إلى توفير منظومة
عمل متكاملة بما يحقق تقديم أرقى الخدمات التي يلبيها المرفق العام للمستفيدين ،إضافة إلى
االستغالل األمثل لموارد المنظمة.
إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية ليس دربا من دروب الرفاهية وإنما حتمية تفرضها التغيرات
العالمية ،وقد فرض التقدم العلمي والتقني والمطالبة المستمرة برفع جودة األداء اإلداري ،كلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا من
األمور التي دعت إلى التطور اإلداري والتح ـ ــول نحو اإلدارة اإللكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،ويمثل عام ـ ـ ــل الوقت
أحد أهم العجالت التنافسية بين الدوائر والمؤسسات فلم يعد من المقبول اآلن تأخر تنفيذ العمليـ ـ ـ ــات
3
بدعوى التحسين وذلك الرتباط الفرص المتاحة أمام الدوائر والمؤسسات بعنصر الوقت.
27
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
إن دور شبكات المعلومات واالتصاالت يهدف إلى ترسيخ قيم جديدة مثل الشفافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
والمساءلة والمراجعة والمشاركة ،حيث لم يعد حك ار على مستوى إداري دون أخر بل أصبح معيار
1
النفوذ والقدرة على التأثير هو كيفية إدارة هذه المعلومات.
التسارع في الثورة المعرفية والتكنولوجية والت ـ ــي ساهمت في مختلف مجاالت الحياة اإلنسانية ،ومنها
2
نتائج عمل المنظمات العامة والخاصة ،في قطاع التكنولوجيا.
إن انتشار وتطبيق مفهوم وأساليب اإلدارة اإللكترونية في كثير من المنظمات والمجتمعات يحتم
على كل دولة االلتحاق بركب التطور ،تجنبا الحتماالت العزلة و التخلف عن مواكبة عصر
السرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والمعلومات ،و التنافس في تقديم الخدمات و السلع بناء على المعايير و السهولة و
3
الفعالية و النوعية و الكمية المالئمة.
ساهمت التوجهات العالمية المتزايدة نحو االنفتاح و الترابط و التكامل بين المجتمعات
اإلنساني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة المختلفة م ـ ـ ـ ـ ـ ــا يعرف اليوم بظاهرة العولمة كفلسفة جديدة للعالقات الكونية لها أبعاد
4
و اجتماعية و إدارية و قانونية و بيئة متكاملة. سياسية و اقتصاديـ ــة
ساهمت حركات التحرر العالمية التي تطالب بمزيد من االنفتاح و الحرية و المشاركة و احترام
حقوق اإلنسان في إحداث تغيرات في البناء المجتمعي عموما و طبيعة األنظمة السياسية و
االجتماعية على وجه الخصوص ،و قد رافق تلك التغيرات ارتفاع في مستوى الوعي و التوقعات
:1محمد كيالني شادية جابر ،نمو\ ج مقترح للخدمات التي تقدمها الحكومة اإللكترونية لطالب كلية التربية ،مجلة كلية التربية –جامعة المنصورة -ع - 60
يناير ،2006 ،ص.185
: 2ليث سعد هللا حسين ابراهيم ،الحكومة االلكترونية و تأمين الخدمات و أداء متميز لمستقبل اإلدارة العامة " إمكانيات و متطلبات التطبيق" ،المجلة العربية
لإلدارة ،مج ،24ع 20ن ،2004ص .111:
:3عبد العزيز فهد المغيرة ،معوقات تطبيق اإلدارة الغلكترونية في إجراءات العمل اإلداري من وجهة نظر موظفي ديوان وزارة الداخلية السعوديةن رسالة
لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلدارية ،كلية الدراسات العليا ،جامعة نايف العربية ،2010 ،ص.25-24:
:4المرجع نفسه ،ص .25:
28
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
الشعبية بما في ذلك نشوء رؤى في مقدمة تلك الرؤى ضرورة تحسين األداء الكلي لمؤسسات القطاع
1
العام للسياسة و اإلدارية و القضائية.
يرتكز تطبيق اإلدارة اإللكترونية وفق أدبيات قيام الحكومات االلكترونية على مجموعة مبادئ:2
لن يكون تطبيق اإلدارة اإللكترونية فعاال ،إال إذا ك ـ ـ ـان متاحا لجميع المواطني ـ ـ ـ ـ ـ ـن ،وقدرة
ال ـحصول واالستعمال الجيد لتقنيات اإلدارة االلكترونية في جميع المنازل و المدارس ...إلخ،
لكي يتمكن المواطن من تحقيق التواصل بينه و بين ما توفره اإلدارة اإللكترونية من خدمات.
-4تخفيض التكاليف:
29
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
وذلك من خالل االستثمار في تكنولوجيات المعلومات ،و تعدد المتنافسين على تقديم الخدمات
يؤدي حتما إلى تخفيف التكاليف.
وهو مبدأ أساسي من مبادئ اإلدارة اإللكترونية ،إذ تسعى وباستمرار وانتظام لتحسين مستوى األداء
وجودة المخرجات من أجل كسب رضا الزبون أو بقصد التفوق على المنافسين.
مما سبق ،نستنتج أن مبادئ اإلدارة اإللكترونية تتقاطع مع مبادئ و أهداف التسيير العموم ـ ــي
في مسعى تحسين أداء القطاع العمومي و تحقيق أقصى حد من الرفاهية االجتماعية للمواطن.
تعتمد هذه المرحلة على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول فعل الرقمنة من الناحية
النظرية ،مم ـ ــا يتيح للمسؤولين من فهم الديناميكيات والميكانيزمات التي تدفع هذه التقنيات )من
الناحية الفلسفية( ،و فرصة الستكشاف المشاريع و المبادرات التي تنشط في مجال مرافق
المعلومات بصفة خاصة ،و بعض المشاريع األخرى التي تنشط في المؤسسات ذات التوجه الربحي
بصفة عامة.
تحاول هذه المرحلة البحث في الفرص والتهديدات التي تحوم حول المشروع ودراسة كل المجاالت
التي تتصل بالمشروع من قريب أو من بعيد ،وهي مرحلة إستراتيجية في حياة المشروع ،ألنها
مرتبطة أيما ارتباط بمالمح الخط السياسي العام للبالد.
30
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
ـ ـ ـ تعيين اإلطار اإلداري والتنظيمي للمشروع :في هذه الخطوة يتم ترسيم الكثير من الشكليات
ا لتنظيمية ،والتي تجعل المعلومات تتدفق في قنواتها الرسمية ،وأهم ما يتم تحديده ،ما يلي:
ـ ـ تعيين مدير فني للمشروع والذي عادة ما يكون من الذين لهم خبرة في قيادة هذه المشاريع و بعد
هذه الخطوات يقوم أعضاء فريق المشروع بتحديد النقاط التالية:
ـ ـ تحديد المعايير الفنية التي سيتم على إثرها تطبيق الرقمنة )كالوضوح ،التباين ،أشكال الملفات( .
ـ ـ تنصيب وبرمجة خطة تقويمية في كل مرحلة ،ألجل التحكم في تدفق نشاطات المشروع.
ـ ـ شراء التجهيزات.
31
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
ـ ـ توثيق كل الق اررات المتخذة ،فهي تشكل في األخير وثيقة إدارية وتسييرية هامة.
1
إن رقمنة مجموعة من الوثائق تتم بطريقتين:
الطريقة األولى :هي وضع المواد المرقمنة و التي غالبا ما تحمل خصائص الندرة الكمية و الجودة
و كثرة الطلب على الشبكة المحلية.
الطريقة الثانية :تتمثل في وضع المواد المرقمنة مباشرة على الخط المباشر عبر موقعها في
االنترنت ،مما يعني أن المستفيدين الذين ستقدم لهم المواد المرقمنة يؤثرون في استراتيجية الرقمنة.
إن الرقمنة بمفهومه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الواسع عملية تستهلك الكثير من الجهد و تستغرق مدة زمنية طويلة ،و
تحتاج إلى الكثير من المواد المالية ،باإلضافة إلى الخبرة و الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكفاءة العالية ،و بالتالي فإن هذه
الخطوة تسمح لنا باإلجابة على السؤال "ماذا نرقمن؟"
ـ ـ التكاليف المالية العالية خاصة في ظل ندرتها ،ألن هناك الكثير من أعمال "العلبة السوداء" من
تكشيف وفهرسة وتنظيم والتي تحتاج إلى أموال الضمان السير المنتظم لها.
ـ ـ تبقى الكيانات الرقمية رهينة التغيرات والمستجدات المتالحقة في التكنولوجيا وبالتالي األخذ
بالحسبان لعمليات التحديث والتطوير والتحسين.
32
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
ـ ـ التوثيق ويجب أن تكون الوثائق موثقة بطريقة جيدة ،وهناك معلومات كافية حولها كالتعاليق.
الكثير من الدراسات تبين أن القائم بهذه العملية ،يمكن أن يكون على ثالثة أوجه ،و هي:
ـ ـ االستعانة بالموردين.
ـ ـ إجراءات الرقمنة وتقنياتها كعملية "فنية" يجري العمل بها في تكوين مجموعات1رقمية حديثة
تستجيب للمتغيرات السريعة ،لها اجراءاتها الفنية و تقنياتها المنهجية و تتمثل في :
تأتي مرحلة المسح الضوئي بعد مرحلة اختيار الوثائق وإعادة تنظيمها في شكلها التقليدي.
يمكن التمييز بين ثالثة مستويات من المصادر ،التي يتم من خاللها ممارسة عملية المسح
والتحويل الرقمي وهي كاالتي :ـ ـ التحويل من الورق أو المصغرات إلى الشكل الورقي.
33
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
يقوم مبدأ التعرف الضوئي على الحروف بالتعرف على شكل الحروف و مقارنتها باألشكال
(الخطوط) المخزنة في الحاسوب ،و تتحقق هذه العملية كلما كانت درجة التبيين عالية .و تمر
بذلك عبر ثالث مراحل أساسية ،و هي:
ـ ـ المقارنة و التمرن ،حيث يقوم الحاسوب بمقارنة الشكل الهندسي لهذه الرموز مع النماذج
الموجودة ،و في حالة عدم وجود نموذج يشبهه ،يقترح الحاسوب على المستعمل اقتراح الحرف
المناسب.
ـ ـ التعرف الذكي على الحروف باعتماده على خاصية الذكاء االصطناعي ،حيث أن في هذه
الطريقة يقوم الحاسوب باختيار الحرف القريب إلى الصحة.
ـ ـ ـ ـ التكشيف :من بيت الحلقات الهامة في السلسلة التوثيقية عملية التكشيف و الذي يعد بمثابة نظام
1
األنظمة االلكترونية الرقمية و ذروة فعاليته ،فهي التي تحدد نجاح عملية البحث واالسترجاع .
فيما بعد كما أن التكشيف هو الذي يوصلنا بالمحتوى وإيجاد الوثائق المتاحة على الشبكة ،وهي
الطريقة التي تمكن محرك البحث من العثور على إجابات ألسئلة البحث.
ومن أشهر المواصفات الدولية لمسح ،و عرض و تخزين الوثائق ،يمكن ذكر:
34
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
: pdfتركيبة قدمتها شركة Adobeتسمح بحفظ الوثيقة االلكترونية و هي كامل شكلها و يمكن
استعمالها على جميع الصيغ.
الترميز أو التكويد ،الهدف منها هو جعل هذه المعلومات أو الوثائق في بيئتها االلكترونية مهيكلة
في نموذج هندسي معين ،بحيث تكون هذه الوثائق عبارة عن مجموعة من الرموز يتحدث بها
الحاسوب و يفهمها مع غيره من الحواسيب.
عندما تنتهي من كل العمليات الفنية و التقنية للرقمنة ،تأتي مرحلة بث هذه الوثائق و المعلومات و
التي غالبا ما تكون على الموقع الخاص.
إن الحفظ الرقمي ،إنما يكتسي أهمية كونه يمتد في الزمان و ألجل طويل بعيد المدى ،لهذا فإن هذا
الحفظ ال بد أن يراعي الجدية ،بال ـ ـ ــنظر إلى تكلفته الباهظة و المجهودات الكبيرة المبذولة و الحفظ
يكون علـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الوثائق التي تم تحويلها أو التي تم إنشاؤها رقميا كالصوت و الفيديو الرقمي.
و لنجاح الحفظ ال بد أن يراعي توظيف المعايير كام ل جزئيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ،ألن الوسائط المستعملة في
الحفظ إذا كانت صالحة اليوم ،فقد ال تكون كذلك غدا ،مما يعني أننا أمام ثالث تحديات في هذا
الصدد:1
35
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
يقتضي التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية عدة متطلبات ،كما يعترض تجسيدها
العديد من المعوقات كذلك ،و من أهم هذه المتطلبات والمعوقات:
صنف الباحثون متطلبات اإلدارة اإللكترونية إلى متطلبات إدارية و أمنية الواجب مراعاتهـ ـ ـ ــا عند
تطبيق اإلدارة اإللكترونية ،و ذلك من حيث وضع استراتيجيات و خطط التأسيس و التي يمكن أن
تشمل إدارة ،أو هيئة على المستوى الوطني لها وظائف التخطيط و المتابعة و التنفيذ لمشاريع
الحكومة االلكترونية ،و في هذه المرحلة ال بد من توفير الدعم و التأييد من طرف اإلدارة العليا في
الهرم اإلداري ،مع توفير مخصصات مالية كافية إلجراء التحول المطلوب و كذا توفير البنية
التحتية لإلدارة اإللكترونية ،إذ ال بـ ـ ـ ــد من العمل على تطوير مختلف شبكات االتصاالت ،دون
إهمال التـ ـ ـ ــجهيزات التقني ــة األخرى ،من معدات و حاسبات آلية و محاولة توفيرها ،باإلضافة إلى
تطوير التنظيم اإلداري و الخدمات الهيكلية ،و مختلف الحكومية ،بما يجعلها تنسجم و مبادئ
اإلدارة اإللكترونية مثل إلغاء إدارات و استخدامات أخرى أكث ـ ـ ـ ـ ـ ــر مسايرة للتطور التكنولوجي.
باإلضافة إلى متطلب الكفاءات و المهارات المتخصصة ،و المتمثل في ضرورة وجود عنصر
بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري مؤهل ،يمتلك زادا معرفيا و يحيط بمبادئ التقدم التقني ،باإلضافة إلى حل المشاكل في
أنها ،دون إهمال جانب وضع تشريعات قانونية لتطبيق اإلدارة االلكترونية قبل لتجسيد عن طريق
تحديد اإلطار القانونـ ـ ـ ــي الذي يقر بالتحول اإللكتروني ،و أثناء التنفيذ من خالل تكملة نقائص
المكتشفة ،و ملء الفراغ القانون ـ ـ ــي الالزم ،و بعد التطبيق بوضع قواعد قانونية تضمن أمن
36
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
المعامالت اإللكترونية و تحديد اإلجراءات العقابية للجرائم اإللكترونية ،ناهيك عن متطلب توفير
خبراء لتأمين المعلومات و حماية البرامج و التعامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت و الوثائق ،أي محاولة إحداث تغييرات
جذرية و جوهرية في المفاهيم اإلدارية و الفنية ،و الحاجة إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى قيادات واعية و متحمسة ،و لها
قدرات إدارية ،أما عن المتطلبات السياسية ،فتتمثل في ضرورة وجود إرادة سياسية داعمة
إلستراتيجية التحول اإللكتروني ماديا و معنويا الجتياز العقبات التي قد تواجهه.
هناك العديد من المعوقات التي تحول أو تصعب تبني إستراتيجية بثقل اإلدارة اإللكترونية منها ) .( 23
و المتمثلة في ضعف البنية التحتية اإللكترونية ،و ضعف األنفاق على البحوث و التطوير،
باإلضافة إلى ع ــدم ضمان متطلبات اإلدارة اإللكترونية عند كل مستقبلي الخدمة ،نتي ـ ـ ــجة ضعف
الثقاف ـ ـ ـ ــة و الوعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي االلكتروني أو نتيجة ارتفاع تكلفة الحصول عليها ،باإلضافة إلى عدم كفاية
خطوط االتصال و بطئ شبكة االنترنت.
ضعف ا لمعرفة و المهارة لدى الكوادر البشرية بالمؤسسات ،فيما يتعلق بأنظمة التعامل و تبادل
المعلومات اإللكترونية ،و ضعف الخبرات في حل المشاكل أنيا و سيطرة الفكر البيروقراطي مما
يؤدي إلى مقاوم ـ ـ ـ ـ ــة عملية التغيير خوفا من زوال امتيازات سابقة و المساس بصالحياتهم و
التعرض للمساءلة أو حتى فقدان عملهم ،نظ ار لما تتميز به اإلدارة االلكترونية من شفافية في نظام
العمل.
37
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
تتمثل في صعوبة المالحقة القانونية لمخترقي المعلومات و مزوريها و طول إجراءات إثبات
تورطهم ،باإلضافة لغياب التشريعات الخاصة بأنظمة العمل اإللكتروني.
د ـ ـ ـ تحديات التكلفة:
إن االستثمار في مجال تقنيات المعلومات مكلف جدا و يتطلب صيانة متواصلة و هذا يعني أن
معظم الدول النامية تعجز في تخصيص ميزانيات بهذا الحجم.
تتطلب اإلدارة االلكترونية فتح المجال لتبادل المعلومات و الحصول عليها فور طلبها ،غال أن
خط ـ ـ ـ ـ ـ ــر القرصنة و االختراقات أو حتى الفضوليون يشكل تهديدا لخصوصية األفراد إذا لم تكن
الحكومات قادرة على حماية هذه المعلومات ،باإلضافة للتخوف من إلغاء بعض الوظائف ،إضافة
لألمية اإللكترونية و صعوبة تجسيد التواصل عبر التقنية الحديثة.
تعددت إيجابيات اإلدارة اإللكترونية مثل إمكانية تقديم الخدمات ) 7أيام 7/أيام (
) 24ساعة 24 /ساعة) من خالل بوابات إلكترونية موحدة،مع تقليل تكلفة الخدمات و تبسيط
العمليات و االجراءات و ما ينتج عنها من التخلص من بيروقراطية األداء مع تفعيل مبدأ
الشفافيـ ـ ـ ـ ـ ــة و الن ازه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و المساءلة ،باإلضافة إلى الحفاظ على البيئة من خالل تقليل الورقيات
المستعملة و تحقيق التفاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل و التواصل بين الحكومة و المواطنين و بين الحكومة و إدارات
األعم ـ ـ ـ ـ ـ ــال ،مع تحقيق مبدأ الزبون أوال و أخيرا ،من خالل جعل المواطن محور الخدمة العمومية
24غير أن العديد من االنتقادات توجه إل ـ ـ ـ ــى اإلدارة اإللكترونية ،ز يمكن تلخيصها في النقاط
التالية:
38
الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام
ـ ـ ـ ضعف تغطية اإلنترنت و جودتها في العديد من الدول و تذبذبها من منطقة إلى أخرى.
39
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
تمهيد:
من المعروف أن تكنولوجيا المعلومات واالتصال أصبحت استراتيجية تعتمد في تطوير أغلب
المجاالت بمختلف دول العالم ،حيث سعت الجزائر إلى تطبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق استراتيجية تكنولوجيا
المعلوم ـ ـ ــات واالتصاالت في مختلف المج ـ ـ ــاالت والقطاعات .ويعتبر قطاع العدالة من بين
القطاعات المهمة التي سعت الحكومة الجزائرية لتطويره وأولته اهتماما خاصا رغبة منها في مواكبة
التطور التكنولوجي العالمي الحاصل ورغبة في تحسين أداء الخدمة المقدمة للمواطنين.
عرف مركز القضاء بالجزائر ،تحوال منذ االستقالل إلى يومنا هذا ،و كان هذا التحول جد صعب
بسبب تدخل النظام السياسي و عوامل أخرى اقتصادية و اجتماعية و حتى دولية ،أثرت في بلورة
النظام القضائي الجزائري ،بالرغم من التطورات الشكلية ال تسمو إلى القضاء كسلطة.
لم تكن العدالة في نظام أحادية السلطة ،بذلك الوجه ،الذي كان يطمح إليه المواطن ،إذ بقي
القض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بوجه األحادي يحتل الدرجة السفلى في المشروع االجتماعي ،و لم يجد فيه المواطن
سندا لحماية حقوق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه المهضومة من طرف اإلدارة العمومية.
بالرغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم من تكريس كل من الدستور 63و 76لمجموع ـ ــة من الحقوق ،إال أن تجاوز الواقع
اإلطار السياسي و التشريعي السائد أنذاك ،و بصدور دستور 89تجسدت فكرة استقالل القض ــاء
عن طريق سمو القضاء من وصفه بالوظيفة إلى سلطة قضائية مستقلة ،تسهر على حم ـ ــاية
الحقوق الفردية و الجماعية،
و على تحقيق العدل بين الناس ،و أداء الخدمات القضائية و اإلدارية للمواطن بوجه عام.
40
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
وبعد التحول الذي عرفه النظام السياسي الجزائري ،من خالل انتقاله من نظام وحدة السلطة
وحماي ــة مصالح الثورة االشتراكية ،إلى نظام تعدد السلطات وحماية المصالح العليا للمجتمع.
حيث انعكس هذا التحول على المؤسسة القضائية بصفة خاصة ،وكان دستور 89و 96يتوقع
خروج القضاء من وضع الخضوع إلى موقع االستقالل والسلطة ،إال أن هذا من الناحية النظرية
ونسبيا فقط ،أما بالنسبة لالستقالل الوظيفي للقضاء المنعدم ،ال يمكن اعتبار الوظيفة القضائية
مستقلة ،إال إذا فصلت في المنازعات المعروضة عليها بصفة مستقلة عن التأثيرات الخارجية أو
الداخلية ،و دون اإلحساس بالخضوع لجهة معينة ،و من أجل قضاء مستقل يجب أن تتوفر
مجموعة من الضمانات تكمن في:
ـ ـ وجود قانون أساسي للقضاء الذي ينبغي أن يحدد بكل وضوح حقوق و واجبات القض ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ،و
يكون الوسيلة الوحيدة التي يرتكز عليها في محاسبة القضاة ،و دون الخضوع إلى جهة خارجية،
1
وهذا ال يدعم استقالل القضاء من الناحية الوظيفية.
ـ ـ تكوين القضاة عنصر أساسين مما يتعين اختيار الطبقة من أحسن المترشحين.
ـ ـ وجود نقابات مستقلة للقضاء قادرة على الدفاع على الحقوق المعنويـ ـ ـ ـ ـ ــة و المادية للقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة،
و دون الخوض في المسائل السياسية.
ـ ـ حرية الصحافة ضمانة أساسي ـ ـ ـ ـ ــة الستقالل القضاء ،مساعدة الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاضي كشف أطراف
الضغوطات.
:1شفيق شيخي ،انعدام االستقالل الوظيفي للقضاء في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،مدرسة دكتوراه في القانون األساسي و العلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو،
الجزائر 2010:ص .24
42
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
إن غياب هذه المجموعة من الضما نات ،ال يمكن أن يؤسس قضاء مستقل ،و منه يصبح
القاضي في وضعية خادم ،و هذا ما حصل في الجزائر ،تحت نظام وحدة السلطة ،أي خدمة الثورة
االشتراكية بموجب المادة 01/62من دستور 63من خالل:
ـ ـ يعتبر الجانب العضوي لجهاز القضاء ،من بين الركائز األساسية التي تضمن للقضـ ـ ــاء السير
الحسن للعمل القضائي و تكريس جزء من االستقالل ،إال أن العالقة بين السلطة التنفيذي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة،
التي خولت لهـ ــا صالحية تعيين القضاة و السلطة القضائية ،و صالحيات تنظيم مسارهم المهنـ ـ ــي،
أي خضوع القضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة للسلطة السامية للجهاز التنفيذي ،المتمثلة في مؤسسة رئيس الجمهورية و
وزير العدل ،و هنا تجعل القضاة غير مستقلين.
ـ ـ كذلك سلطة الرئيس تؤثر على استقالل العضوي للقضاة ،يظهر ذلك من خالل دستور 63و
76الذي خول لرئيس الجمهورية سلطات واسعة على القضاء بصفة عامة ،و على القضاة بصفة
خاصة ،من خالل حق الرئيس في تعيين القضاة هذا التعيين يخضع لمعايير ىسياسية.
ـ ـ ينعكس سلبا على القضاة من حيث استقاللهم ،في جميع الظروف على القاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي المحافظة
عل ـ ـ ــى المصالح العليا للثورة ،و منه يصبح القاضي مقيد و يصبح لرئيس الجمهورية التدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل في
تسيير المسار المهني للقضاء و توجيه عملهم.
ـ ـ كذلك يرئس رئيس الجمهورية المجلس األعلى للقضـ ـ ــاء ،باعتبار المجلس المؤسسة التي يعهد
لها دور حماية القضاء ،من كل أشكال التعسف و التدخل في تنظيم المسار المهني للقض ـ ـ ـ ـ ـ ــاة ،من
طرف السلطة التنفيذية ،التي يطغى ممثليها على التشكيلة العضوي ـ ـ ــة للمجلس ،رغم استلهام جميع
النصوص من القانون الفرنسي.
43
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و يتألف المجلس األعلى للقضاء في الجزائر الذي يترأسه رئيس الجمهورية من:
ـ ـ وزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر العدل و هو نائب الرئيس ،و مدير الشؤون القضائي ـ ــة و مدير اإلدارة العام ـ ـ ــة لو ازرة
العدل،
و الرئيس األول للمجلس األعلى ،و النائي العام لدى المجلس األعل ـ ــى ،إضافة إلى ثالثة ممثلين
للحزب،
و ثالثة أعضاء من المجالس المنتخبة باالقتراع العام ،يعين األعضاء الستة األخرون بموجب
مرسوم يتخذ باقتراح من الهيئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التي هم تابعون لها ،كذلك قاضيين للحكم و قاضي واحد من
النيابة العام ــة تابعين للمجالس القضائية ،و ثالثة قضاة للحكم ،و قاضـ ـ ــي واحد للنيابة العام ـ ـ ــة،
تابعين للمحاكم ينتخبهم جميعا السلك القضائي لمدة عامين ،و غير قابلين لالنتخاب من جديد طيلة
أربعة أعوام.
من خالل هذه التشكيلة يالحظ أن األغلبية الساحقة المكونة للمجلس األعلى للقضاء ،تمثل
الجهـ ـ ـ ـ ـ ــاز التنفيذي و خاصة الحزب ،و هنا يتضح أن المجلس األعلى مجرد جهاز استشاري
لرئيس الجمهورية ،دون أي دور فعال ،و سلطات و ازرة العدل تأثر على االستقالل الوظيفي للقضاة،
و بالتالي فإن دور وزير العدل كونه الرئيس السلمي لقضاة النيابـ ـ ـ ـ ــة ،بل له دور تأديبي على قضاة
الحكم ،بتوجيه إنذار كتابي بعد سماع القاضي و دون الرجوع إلى المجلس األعلـ ـ ــى للقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء و
هي وسيلة ضغط أيض ــا ،كذلك دوره في تعيين القضاة ،أما المجلس األعلى للقضاة دوره في إعطاء
و هي وسيلة إخضاع أيضا في يد السلطة الدور العام فقط ،و ميزانيته خاضعة لو ازرة الع ـ ـ ـ ــدل،
التنفيذية ،فالمشكلة ليست بسيطة ،فعدم السمـ ـ ـ ـ ـ ــاح للقضاء في السيطرة على إدارة الشؤون القضائية
عن طريق إنشاء محاكم استثنائية.
44
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
هذا النوع من المحاكم تستعمل من أجل تجنب محاكمة عادلة و منصفة ،التالعب في
اختصاصـ ـ ــات المحاكم العادية،تشكل جميعها مشكلة مستديم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في معظم البلدان العربي ـ ــة ،حيث
يتميز هذا النوع من المحاكم بإصدار أحكام دون د ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة معقمة للملف ،و يتلخص دور القاضي
في قراءة األحكام التي تقدم لهم ،و هو ما ينعكس سلبا على حقوق الدفاع ،و بالتالي يصبح دور
القاضي مجرد خادم يعمل على تنفيذ إيديولوجية معينة ،و ينسى دوره األساسي في تطبيق القانون
1
أو العمل على تحقيق العدل.
قبل التطرق إلى هذا الموض ـ ــوع ال بد لنا في البداية أن نتعرف على األرضيـ ــة التي مهدت
لمش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروع عصرنة و رقمنة قطاع العدالة أال و هي إنشاء اللجنة الوطنية إلصالح العدالة .و لقد
تأسست هذه األخيرة بموجب المرسوم الرئاسي رقم 234/99المؤرخ في 19أكتوبر 1999و
المتضمن إحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة ،2و مقره ـ ــا الجزائر العاصمـ ــة و تحت السلطة
المبـ ــاشرة لرئيس الجمهورية ،و الذي عين أعضاءها بموجب المرسوم الرئاسي ،2353-99و تتكفل
هذه اللجنة على الخصوص بما يأتي:
45
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
ـ ـ تحدد شبكات التداخل الممكنة مع المحيط المؤسساتي و االجتماعي ،و تقوم بالرقابة الحسابية و
تقترح نتيجة لذلك كل التدابير المالئمة الالزمة.
ـ ـ تقترح جميع التدابير و التوصيات المفيدة لجعل العدالة أقرب إلى المواطنين ،و جعل األدوات
القانونية و وسائل العمل أنجع ،و جعل شروط سير الجهات القضائية و مؤسسات السجون و
و تطبيقا لتوصيات هاته اللجنة صدر المرسوم التنفيذي رقم 411/02 1
كيفياته أخف وطأة.
المؤرخ في 26نوفمبر ،2002
و المتضمن إنش اء لجنة التنشيط إصالح العدالة و متابعته ،حيث نص على إنشاء لجنة تحت
سلطة وزير العدل حافظ األختام ،و التي حضرت التدابير المكونة إصالح العدالة و متابعتها و
تقييم األعمال المنجزة ،و في هذا اإلطار كلفت اللجنة بما يأتي:
ـ ـ تجنيد الخبرة الضرورية إلعداد الدراسات و وضع التدابير التنفيذية لإلصالح .
ـ ـ القيام بكل الدراسات و إجراء كل العمليات التدقيقية أو التقييمية الضرورية ألداء مهمتها.
ـ ـ القيام بصفة عامة بكل عمل ضروري لوضع تصورات و إعداد التدابير التنفيذية إلصالح
2
العدالة.
عمال بتوصيات اللجنة المنصبة إلصالح العدالة السابقة الذكر ،صدر المرسوم 333-04
: 1مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ،مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ،د .مزيتي فاتح عن المادة 5
من المرسوم الرئاسي رقم 99ـــ 234المتضمن إحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة ،المرجع السابق.
:2ا مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ،مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ،د .مزيتي فاتح عن المادتين
1و 2من المرسوم التنفيذي رقم 411-02المؤرخ في 26نوفمبر سنة ، 2002المتضمن إنشاء لجنة تنشيط إصالح العدالة و متابعته ،الجريدة الرسمية
عدد ،80الصادرة في 04ديسمبر .2002
46
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
المؤرخ في 24أكتوبر 2004و المتضمن إعادة تنظيم و ازرة العدل ،و الذي استحدث ألول مرة
مديرية جديدة سميت بمديرية عصرنة العدالة ،و التي أوكلت لها المهام التالية:
ـ ـ اقتراح األعمال و الوسائل الضرورية من أجل ترقية تنظيم العدالة وعصرنتها و رقمنتها و
متابعة إنجاز ذلك.
1
ـ ـ ضمان ترقية استعمال اإلعالم اآللي و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال.
كما صدر قانون رقم 03/15مؤرخ في 2015/02/01المتعلق بعصرنة العدالة ،و الذي يهدف
إلى عصرنة سير قطاع العدالة من خالل:
2
ـ ـ استخدام تقنية المحادثة المرئية عن بعد في اإلجراءات القضائية.
: 1مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ،مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ،د .مزيتي فاتح عن االمادة
5من المرسوم التنفيذي ،333-04المؤرخ في 24أكتوبر ،2004و المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة العدل ،الجريدة الرسمية ،67الصادرة في 24
أكتوبر .2004
:2ا مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ،مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ،د .مزيتي فاتح عن المادة
األولى للقانون رقم 03-15المؤرخ في اول فيفري ،2015و المتعلق بعصرنة العدالة ،الجريدة الرسمية عدد 06الصادر في 10فيفري .2015
47
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
يعتبر إصالح العدالة أحد المحاور الكبرى لإلصالح الوطني لذا تم بتاريخ 20أكتوبر 1999
تنصيب اللجنة الوطنية إلصالح قطاع العدالة ،و كان هدفها األساس ـ ـ ــي هو الوقوف على واقع
العدالة و تشخيص النقائص التي حالت دون األداء األمثل لهذا القطاع ،و بعد ثمانية أشهـ ـ ــر من
العمل قدمت اللجنة بتاريخ
11جوان 2000تقريرا ،اقترحت فيه ضرورة القيام بإصالح فعلي لقطاع العدالة ،قصد مسايرته
للتغييرات السياسية و االقتصادية و متطلبات العصر .1و تكلل مشروع عصرنة قطاع العدالة بعدة
2
إنجازات.
تم تزويد قطاع العدالة بموص ـ ـ ـ ـول الدخول إلى االنترنت ذو نوعية رفيعة ،في نوفمبر 2003من
أجل تحقيق األهداف الخاصة باإلدارة و الهيئات القضائيـ ـ ـة و كل المؤسسات المعنية ،و يسمح
للقطاع بإنشاء
و تسيير ذاتي التصاالته اإللكترونية و تعميم الوصول إلى المعلومة لكل موظفي العدالة.
تم إنشاء الموقع االلكتروني لو ازرة العدل في شهر نوفمبر ،2003يرمي إلى إعطاء معلومات
قانونية لعامة الناس ،أما عن المحتوى الحالي لهذا الموقع فإنه يتمن معلومات متنوعة حول تنظيم
القطاع و مهامه و برامجه و نشاطاته و كذا الخدمات التي يقدمها لعامة الناس و رابط الموقع هو
:1بلعيز الطيب"،إصالح العدالة في الجزائر ـــاإلنجاز التحدي ــ" ،دار القصبة ،الجزائر 2008،ص .12:
:2موقع وزارة العدل ،الجزائر.
48
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و في مجال تثبيت تقريب اإلدارة من المواطن و تسريع زمن تقديم الخدمة للمواطن دون حاجة
االنتقال إلى مكـ ـ ــان ما ،تم سن ـ ــة 2010فتح نافذة تسمح للمتقاضي االطالع على قضيتـ ـ ــه من
خالل اسم المستخ ـ ـ ــدم و كلمة المرور تصدرهما له الجهة القضائيـ ــة المجدولة لقضيته .كما تم
https://www.joradp.dz إنش ـ ــاء بوابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة القانون في أواخر نوفمبر 2003من خالل موقع
لتنمية المجموعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التشريعية و التنظيمية للجريدة الرسمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الص ـ ـ ـ ـ ــادرة منذ 1962و الذي دعم
1
بمحرك وفق الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع بإمكانيـ ـ ـ ـ ــة النسخ على قرص مضغوط.
تعد هذه الشبكة بمثابة إتحاد و تواصل عدة شبكات محلية على مستوى كل جهة قضائية،
بمعدل 36مجلس قض ـ ــائي 192 ،محكم ـ ــة ،ملح ـ ـ ــق 21و 127مؤسسة عقابي ـ ــة باإلضــافة إلى
اإلدارة المركزي ــة
49
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و المحكمة العليا و مجلس الدولة و المدرسة العليا للقضاء و إدارة السجون .و تهدف الشبكة إلى
خلق ما يسمى بالجهات القضائية االفتراضية ،التي ينجـ ــز من خاللها الشباك االفت ارض ـ ـ ـ ــي الموحد
الذي يعمل على تقريب اإلدارة إلى المواطن و كسر طوابير االنتظار ،كما تمثل هذه الشبكة أداة
حصرية لفك العزلة على بعض الجهات القضائية و المؤسسات العقابيةالنائية بواسطة المحاضرات
1
و االجتماعات و سماع المحبوسين عن بعد.
المبحث الثاني :اإل نجازات الموالية إلصالح و عصرنة قطاع العدالة .
سمحت الرقمنة المنتهجة من طرف و ازرة العدل منذ سنة 2004إلى تحقيق خدمة نوعية
بضمانات األداء األمن.
تشكل الشبكة القطاعية لو ازرة العدل التي تمت برمجتها في شهر سبتمبر سنة ،2004و شرع
العمل في إنجازها في نوفمبر سنة ،2005كقاعدة تحتية قابلة للتوسع في التطبيفات المعلوماتية
التي تجري تنميتها باستمرار ،العتبارات تأخذ في نفس الوقت جانب النوعية و اإلتقان .إلى جانب
الضمانات الضرورية لألمن المعلوماتي .و قد تم االنطالق في انجاز الشبكات المحلية على مستوى
موقعين تجريبيين (مجلسي قضاء الجزائر و وهران) في سنة 2004ليتم تعميمها بجميع الجهات
القضائية ،و منذ سنة 2004تم االنطالق في عملية الربط الداخلي بين مختلف الجهات القضائية
50
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و المؤسسات التابعة للقطاع .و أخي ار و في إطار التعاون مع اللجنة األوربية ،ثم وضع شبكة قمر
صناعي ( )VSATموازاة مع الشبكية الخطية.
و لقد حقق إحداث الشبكة القطاعية لو ازرة العدل األهداف التالية :
ـ ـ التبادل الفوري و المؤمن للمعطيات عبر مختلف مصالح القطاع ،لخدمة المواطن و تسهيل
حصوله على المعلومات و الخدمات في ظرف قياسي.
ـ ـ القضاء على العزلة ببعض الجهات القضائية و المؤسسىات العقابية ،و تسهيل ظروف العمل
بواسطة االطالع على فعاليات الملتقيات المحلية و الوطنية و الدولية و االجتماعات و التكوين عن
1
بعد.
:1الطيب بلعيز ،المرجع السابق –إصالح العدالة في الجزائر -اإلنجاز و التحدي ، -ص 179،178
51
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
شهد يوم 2004/02/05تدشين إنجاز هام لخدمة المواطن ،يتمثل في وضع مشروع المركز
ال وطني لصحيفة السوابق القضائية حيز التنفيذ ،ذلك قبل ثالثة أشهر من التاريخ المحدد لالستالم،
و هو يعد بمثابة مرجعية حقيقية لمفهوم اإلصالح و عصرنة العدالة في نظر المواطنين ،إذ أصبح
بإمكان المواطن استخراج البطاقة رقم 03من صحيفة السوابق القضائية من أي محكمة من
ا لمحاكم عبر التراب الوطني ،و في وقت قياسي ،بغض النظر عن مكان بلدية ميالده.
كما تم إنجاز تطبيقه جديدة وضعت حيز التنفيذ في شهر نوفمبر ،2005تسمح للجزائريين
المولودين بالخارج مكن سحب صحيفة السوابق القضائية الخاصة بهم من أي جهة قضائية داخل
التراب الوطني ،و كذلك إنجاز تطبيقه أخرى خالل سنة 2006تضمن معالجة رد االعتبار في
األجال المحددة طبقا للقانون للمحكوم عليهم بعقوبات جزائية بقوة القانون .و من أجل ضمان المزيد
من الدقة و األمن و األمن جرى العمل على تدعيم هذا المركز بأجهزة متطورة و أكثر حداثة خالل
1
سنة .2006
و اليوم يمكن ألي شخص أن يسحب صحيفة السوابق القضائية رقم 03عن طريق االنترنت و
ذلك عبر الموقع االلكتروني لو ازرة العدل حيث يمكن لكل جزائري أو أجنبي نقيم بالجزائر أن يطلب
و يتلقى ،عن طريق االنترنت القسيمة – رقم 03من صحيفة السوابق القضائية الخاصة به ،متى
2
كانت خالية من أي عقوبة.
لقد بات من الضروري اعتماد التكنولوجيات الحديثة و المتطورة لإلعالم و االتصال في حفظ و
تسيير الوثائق القضائية و اإلدارية ،مع تصنيفها و فهرستها و ترتيبها و كذا توفير وسائل الحماية
52
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
الالزمة لها ،و تعد االستراتيجية المعتمدة من طرف قطاع العدالة في هذا المجال ،جد فعالة في
البحث عن المعلومات و استرجاعها بالدقة المطلوبة ،و في وقت قياسي ،مع الحفاظ على جميع
المواصفات الخاصة بها ،فمع التزايد المستمر في حجم المعلومات و مخاطر تعرض الوثائق الورقية
للضياع ،التلف و الفقدان ،و كذا إشكالية وجوب توفير أماكن و مساحات كبيرة لتخزين الملفات
الورقية ،و قد دعت الضرورة إلى استخدام نظام التسيير اإللكتروني للوثائق ( .)GEDعن طريق
تحويل الوثائق الورقية بجميع أصنافها إلى وثائق إلكترونية .أين يتم تخزينها بقاعدة المعطيات
المركزية الخاصة باألرشيف القضائي بصفة أنية ،و تهدف هذه اآللية إلى تحقيق ما يلي:
ـ ـ توفير المساحات المكانية التي تستغل في تخزين الوثائق و الملفات الورقية (القضاء على
إشكالية القدرة االستيعابية لمخازن األرشيف).
ـ ـ توفير نسخة احتياطية من الوثائق في حالة تعرض الوثائق األصلية للتلف أو الضياع.
1
ـ ـ تحقيق ديمومة و سرعة و سهولة الوصول إليها.
:1وزارة العدل ،نظام التسيير اإللكتروني للوثائق ،مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)،ص.19 - 17 :
متاحة على الموقع. www.mjustice.dz :
53
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و على غرار هذا فإن هذه العملية تمهد في الحقيقة إلرسال الوثائق و اإلجراءات القضائية
بالطريق اإللكتروني ،و قد نصت على ذلك المواد من 09إلى 13من القانون رقم 03/15المتعلق
بعصرنة العدالة في الفصل الثالث.
يتضمن هذا ا لنظام قاعدة معطيات تجمع أهم لمعلومات المتعلقة بمساعدي القضاء ،بمختف
األصناف ،من خبراء،و محضرين قضائيين ،و موثقين ،و محامين و محافظي البيع بالمزايدة ،و
مترجمين ،و يسمح هذا النظام بالتحكم في التعيينات و حركة التنقالت ،و أماكن ممارسة العمل ،و
1
التحكم في المتابعات التأديبية و الجزائية عند االقتضاء.
يشكل نظام التسيير و المتابعة األلية لفئة المحبوسين أداة مهمة لرسم و تنفيذ سياسة فعالة في
مجال إعادة إدماج نزالء المؤسسات العقابية ،فهو يسمح بالتحكم في تسيير و متابعة وضعيات
المساجين و توزيعهم حسب درجة الخطورة اإلجرامية ،و يمكن من تحديد مسار كل محبوس بداية
من أسباب و ظروف حبسه و سلوكه أثناء فترة حبسه إلى غاية إطالق سراحه كما يساعد على
التخطيط في إنجاز مؤسسات عقابية جديدة تتماشى و المعايير المعتمدة عالميا .و قد عممت هذه
التطبيقة على مستوى كل المؤسسات العقابية بعد تكوين 800عون من مختلف المؤسسات العقابية
2
حول استعمالها.
ليس فقط هذا ،بل تم اعتماد نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ،كألية بديلة للحبس المؤقت،
و هذا بمقتضى األمر رقم 02/15المؤرخ في ،2015/07/23المعدل و المتمم لقانون اإلجراءات
54
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و تقوم هذه األلية على وضع سوار إلكتروني على مستوى كاحل المتهم طيلة فترة المراقبة
المحددة باألمر القضائي ،حيث يمتنع هذا األخير عن رؤية أشخاص معينة ،و المكوث في إقامة
معينة و عدم مغادرتها ،إال بإذن من القاضي األمر باإلجراء.
تتكفل مصالح الضب طية القضائية المختصة إقليميا بمهمة إدارة و تسيير نظام المراقبة
اإللكترونية بضمان المراقبة و المتابعة المستمرة للشخص الموضوع تحت نظام المراقبة اإللكترونية
،لتحديد مدى تواجده بالنطاق اإلقليمي المحدد بأمر الرقابة القضائية ،و التدخل المباشر و الفوري
عند رصد أي خرق لاللتزامات المفروضة على حامل الصوار اإللكتروني(ضبط المتهمة مع إخطار
القاضي األمر باإلجراء).
يبث السوار ذبذبات الكترونية (إشارات) مرتبطة بالمراكز التي تتولى مهام التلقي و المراقبة عن
بعد ،و التي تعمل بأجهزة اتصال هاتفية أو السلكية.
و يتمتع السوا ر اإللكتروني بإمكانية تحديد مكان حامله و توقيت تواجده بمكان محدد ،و في
حالة إزالته يتم إطالق نظام اإلنذار ،كما يتميز السوار اإللكتروني بجملة من الخصائص التقنية
األخرى ،فهو مقاوم للماء(عمق 30متر) مقاوم للح اررة ( 80-40درجة مئوية) ،مقاوم للرطوبة،
الغبار ،االهت اززات ،الذبذبات و الصدمات.مقاوم للتمزق ،و كذا القطع و الفتح و الربط ،مقاوم
لألشعة فوق البنفسجية ،و يتحمل قوة الضغط إلى غاية ( 150كلغ) ،قابل للشحن بواسطة شاحن
خاص به ،و مضاد للحساسية ،و يحتوي على عازل مصنوع من القماش يفصلهعن بشرة المتهم ،و
يتكون السوار االلكتروني من جزئين :األول يتضمن بطاقة إلكترونية ذات شريحة ( )SIMو أنظمة
تحديد المواقع( )GSP; LBS; GPRS; GSMو الثاني يتضمن البطارية .
55
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
يتم فتح السوار اإللكتروني بصفة أوتوماتيكية و يستعان في ذلك بمفتاح مخصص لهذا الغرض،
كما يستعين مكتب المراقبة بلوحة تحكم معلوماتية تسمح بمراقبة مختلف تحركات حامل السوار .و
يتم تسيير األشخاص الموضوعة تحت نظام المراقبة اإللكترونية بواسطة برنامج يربط بين المواقيت
و المواقع الجغرافية المعينة في األمر القضائي ،و يبين تحركات الشخص المعني بالرقابة
1
اإللكترونية و مواقع تواجده.
و في ذات الصدد صدر قانون رقم 18مؤرخ في 2018/01/30المعدل و المتمم للقانون رقم
يتمثل الوضع تحت المراقبة االلكترونية في حمل الشخص المحكوم عليه ،طيلة المدة المذكورة
في المادة 150مكرر ،1لسوار الكتروني يسمح بمعرفة تواجده في مكان تحديد اإلقامة المبين في
مقرر الوضع الصادر عن قاضي تطبيق العقوبات.
و يشترط في هذه الحالة أن ال تتجاوز العقوبة مدة 03سنوات أو العقوبة المتبقية ال تتجاوز هذه
المدة ،و ال يمكن اتخاذ مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية إال بموافقة المحكوم عليه أو ممثل
إذا كان قاصرا ،و لالستفادة من نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يجب توافر ما يلي:
:1وزارة العدل ،نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ،مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة) ص 23و . 25
متاحة على الموقع. www.mjustice.dz :
56
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
1
ـ ـ أن يسدد المعني مبالغ الغرامات المحكوم بها عليه.
المطلب الثاني :تطوير آليات التسيير الرقمية (أنظمة التسيير المواكبة إلصالح قطاع
العدالة) :
سعت مديرية العصرنة و منذ تنصيبها سنة 2004إلى تطوير أليات التسيير الرقمية.
أدخلت و ازرة العدالة على تسيير الموارد البشرية العديد من التطبيقات التي سهلت في
تسيير القطاع بشريا.
يشكل نظام تسيير الموارد البشرية أداة لتطوير و عصرنة أساليب تسيير المسار المهني للقضاة
و سائر موظفي قطاع العدالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة من أمن ـ ـ ـ ـ ـ ـاء ضبط و موظفي األسالك المشتركة ،فهو يسمح
باالنتقال من مرحلة االعتماد على التوثيق و الكتابة إلى مرحلة التسيير اآللي.
و في إطار مواصلة برنامج إصالح و عصرنة قطاع العدالة ،من خالل االستغالل األمثل
لتكنولوجيات اإلعالم و االتص ـ ـ ـال .السيما في مجال إدارة و تسيير الم ـ ـ ـوارد البشرية .قامت و ازرة
العدل بتجسيد مشروع البطاقة المهنية البيومترية و لتجسيد هذا المشروع تم :االعتماد على حل
متك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامل ،يمكن من إنش ـ ـ ـ ـ ـاء وشخصنة بطاقة مؤمنة ذات شريحة ،تتيح تخزين البيانات
01-المؤرخ في 30جانفي 2018المعدل و المتمم و المتعلق بتنظيم السجون، :1المواد 150من مكرر إلى 150مكرر 3من القانون رقم 18
الجريدة الرسمية عدد ،05الصادرة في 30جانفي .2018
57
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
البيومترية للمعني و كل المعلومات المتعلقـ ـ ـ ـة بمسـ ـ ـار المهنـ ـ ـي ،مع التوقيع االلكتروني لهذه
1
المعطيـ ـ ـات بواسطة الحلول التقني ـ ـة ( )PKIالخـ ـاصة بو ازرة العدل.
و قد تجسد ذلك بموجب القانون رقم 03/15المتعلق بعصرنة العدالة ،إذ تنص المادة 04منه
على:
"يمكن أن تمهر الوثائق و المحررات القضائيـ ـ ـ ـة التي تسلمها مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح و ازرة العدل و المؤسس ـ ـ ـات
التابعة لها و الجهات القضائية بتوقيع الكتروني تكون صلته بالمحرر األصلي مضمونه
2
بواسط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة وسيلة تحقق موثوقة".
و قد جاء القانون رقم 04/15المؤرخ في أول فبراير سنة .2015يحدد القواعد العامة المتعلقة
بالتوقيع و التصديق االلكترونيين .3و قد سمح هاذين القانونين السابقين باستعمال تكنولوجيات
4
اإلعالم و االتصال في مجال القضاء.
إن استحداث تطبيقة خاصة باستغالل البطاقة البيومترية من طرف صاحبهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،سمح بقراءة
البيانات الواردة بها مع إمكانية تحيين و تحديث المعطيات المهني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة عن بعد و كذا استخراج كافة
الشهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادات و الوثائق المتعلقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بالمسار المهن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي (شهادة العمل ،كشف الراتب ،كشف
5
الراتب السنوي )...ممضاة إلكترونيا.
الفرع الثاني :استعمال المحادثة المرئية عن بعد أثناء اإلجراءات القضائية (نظام تسيير بواسطة
الحادثة االلكترونية):
:1وزارة العدل ،مركز شخصنة شريحة اإلمضاء اإللكتروني ،مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة) ،ص 9 :و .17
متاحة على الموقع. www.mjustice.dz :
58
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
لتحقيق العدالة ،و حيث أن الشهادة محور أساسي يعتد بها لتبين وقائع القضيـ ـ ـ ــة ،و حتى ال
يحتج الشهود الشهود ببعد المسافة و عدم الحضور ،جاءت عصرنة العدالـ ـ ــة لتقف على هذا الشكل
و حله من جذوره .حيث تنـ ـ ــاول القانون رقم 03/15في فصله الرابع فكرة استعمال المح ـ ـ ــادثة
المرئية عن بعد أثناء اإلجراءات القضائية حيث تنص المادة 14من ذات القانون على:
"إذا استدعى بعد المستفة أو تطلب ذلك حسن سير العدالة ،يمكن استجواب و سماع األطراف عن
طريق المحادثة المرئية عن بعد .مع م ارعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة احترام الحقوق و القواعد المنصوص عليها في
قانون اإلجراءات الجزائية و وفقا لألحكام المنصوص عليها في هذا الفصل.
ـ ـ يتم تسجيل التصريحات على دعامة تضمن سالمتها و ترفق بملف اإلجراءات.
ـ ـ تدون التصريح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات كاملة و حرفيا على محضر يوقع من طرف القاضي المكلف بالملف و
أمين الضبط".
الفرع الثالث :رقمنة األرشيف القضائي – نظام تسيير أوامر القبض :
هذا النظام به قاعدة معطيات وطنية تسمح بسرعة النشر و التوزيع لألشخاص المبحوث عنهم
في إطار القانون ،و بسرعة و فعالية في إجراءات كف عن البحث حيث التوقيف ضمانا للحريات
الفردية ،فهو ألية معلوماتية متوفرة حاليا و موضوعة لالستعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال و االستغالل ،و هي في
1
متناول رجال القضاء و أعوان الضبطية القضائية في إطار تنفيذ أوامر القضاء.
مرافقة لهذا المسعى في رقمنة القطاع تدعمت و ازرة العدل بعدة مراكز و هياكل لتجسيدها.
59
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
تجسيدا لهذا االنفتاح على تكنولوجيات اإلعالم و اإلتصال و رقمنة قطاع العدالة ،تم تدشين مقرين
هما:
بعد اإلنج ـ ـ ـ ــازات التي حققته ـ ـ ـ ـ ـ ــا و ازرة العدل في مجال العصرنة و تحسين الخدمة العمومي ـ ــة من
تسهيل إجراءات استخراج شهادة الجنسيـ ـ ـ ـ ـ ــة و صحيفة السوابق القضائيـ ــة بإقامة شبكة معلوماتية و
قاعدة بيانات مركزية ،مما يسمح للمواطنيـ ــن باستخراج هذه الوثائق من أي جهة قضائية كانت على
المستوى الوطني،
و اعتماد التوقيع االلكتروني مما يمكن المواطنين من استخراج وثائقهم عبر االنترنت في كل واليات
الوطن إلخ ، ...تم تدشيـ ــن المقر االحتياطـ ـ ـ ـ ــي ألنظمة اإلعالم اآللي الذي يضمن استمرار تقديم
خدم ـ ـ ـ ــات نوعية للمواطن حتى في حالة حدوث عطب على مستوى الموقع المركزي .و يأتي تدشين
الموقـ ـ ـ ــع االحت ياطي من طرف وزير العدل لشخصنة الشريحة لإلمضاء اإللكتروني ،في تحقسق
األهداف التالية:
ـ ـ تعزيز و تعميق مسار عصرنة الخدمة العمومية لقطاع العدالة باالستغالل األمثل لتكنولوجيات
اإلعالم و االتصال.
ـ ـ االستغن ـ ــاء التدريجــي على العالمات الورقي ــة في مج ـ ـ ــال العقود و اإلجراءات القضائي ـ ـ ــة ،و
استبدالها بالوسائل اإللكترونية(غير الورقية).
إن األنظمة اآللية ،المعتمدة في مجال عصرنة العدالة ال يمكنها بلوغ النجاعة المرجوة ،دون
توفير آليات للحمـ ــاية و ضمـ ــان السالمـ ــة و الديموم ــة .و نظ ار لطبيعـ ــة الخدم ــة العمومية لمرفق
60
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
العدال ــة و حساسيـ ـ ـ ـ ـ ــة المعطيات القضائيـ ـ ــة الرتباطها بالمصالح الخاصــة للمواطنين ،فإن حمايـ ــة
النظام من أجل السي ـ ــر الحسن و المستمر ،تعد ضرورة استراتيجية ملحة ،و ضمان هذه الحماية
يتم من خالل إنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء موقع احتياطي ( )BACKUPلحماية مركز البيانات األساسي ( DATA
.)CENTER
يسمح الموقع االحتياطي باستم اررية مجمل الخدم ـ ـ ــات التي يقدمها قطاع العدالة بصفة مستقلة
تماما عن الموقع المركزي األساسي المتواجد باألبيار ،و ذلك في حال ـ ـ ـ ـ ــة وقوع حوادث أو كوارث
طبيعي ـ ـ ــة ،أو أعمال كيدية ...إلخ ،حيث يضمن موقع النجدة سير مجمل النظام من جديد بصفة
1
فورية و آلية.
إذ تعتبر الشبكة المعلوماتية لو ازرة العدل ،شبكة إستراتيجية لتسيير الجهات القضائية عبر كامل
التراب الوطنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي بغض النظر عن الفارق الزمني .لذلك ،فإن ضمان استمرار سير الشبكة
المعلوماتية من خالل إقامة روابط موازية باأللياف البصرية هو وسيلة لضمان الرضا المستمر
للمستخدمين و استم اررية الخدمات المقدمة من طرف الو ازرة.
في حالة حدوث أي عطل ناجم عن االنقطاع المتواصـ ـ ـ ـ ـ ــل في روابط االتصال أو في التيار
الكهربائي أو حادث راجع إلى سوء التحكم أو حوادث طبيعية ،يسهر الموقع االحتياطي على
ضمـ ــان استم اررية سير الشبكة المعلوماتي ـ ــة لو ازرة العدل بصفة دائم ــة و دون توقف ،هذا بغض
النزر عن وضعيـ ــة سير الموق ـ ـ ـ ـ ــع المركزي لألبي ـ ــار ،حيث يتم التحويل إلى الموقع االحتياطـ ــي
بصفة آلية فال يشع ـ ـ ــر المستخدم بأي انقطاع على مستوى الخدمات .و قد تمكنت هيكلة و تصميم
هذا الموقع وفقا للمعايير الدوليـ ـ ـ ـ ــة ،للتصدي لمختلف اإلشكاليات التي قد تتسبب في توقيف الموقع
الرئيسي.
61
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
إن الغرض من وضع البيانات االحتياطي ـ ـ ـ ـ ــة حيز الخدمة هو استم اررية الخدمة العمومية .وعلى
هذا األساس ،فهو يسمح ب ــ:
ـ ـ سير النظام على مستولـ ـ ـ ـ ــى المركزين الرئيسي و االحتياطي بشكل مزازي مستمـ ـ ــر و أني بحيث
يمكن للثاني االستمرار في تقديم الخدمات للمواطن بشكل مستمر و غير منقطع ،في حال توقف
الموقع المركزي عن العمل ألي سبب كان (التحويل األلي نحو الموقع االحتياطي).
ـ ـ استعمال الرابطين معا في وقت واحد لتوزيع الضغط على شبكة التحكم في ساعات العمل ،عند
حدوث أي خلل علـى مستوى أح ــد الرابطين ،يسمح بتحويل التدفق نحـ ـ ـ ــو الرابط الثاني بصفـ ـ ــة
1
آلي ـ ـ ـ ــة ،دون فقدان للمعطيـ ـ ـ ـ ـ ــات.
تتزايد حاجة المواطن للتوجيه أكثر فأكثر في عالقاتـ ـ ـ ــه مع مختلف اإلدارات .و في هذا الص ـ ــدد
يأتي استحداث وسائ ـ ـ ـ ـ ـ ــل من شأنها تقريب الخدمة العمومية لقطاع العدالة من المواطن هو حتما
من بين األفاق التي ينبغي أن تتحقق في إطار عصرنة العدالة و ذلك لتحقيق هدفين في أن واحد:
ـ ـ اإلصغاء للمواطن.
:1وزارة العدل ،المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي بالقليعة ،مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة) ،ص 6و .12
متاحة على الموقع. www.mjustice.dz :
62
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
و قد أسس مركز النداء كواجهة حيوية لمساهمة المواطن في عصرنـ ـ ـ ـ ـ ــة مرفق العدالة و هذا
بكفاءات جزائرية 100بالمئة ،كما أستحدث ليساعد بصفة جوهرية في سير نظام المعلومات على
مستوى الجهات القضائية ،من خالل شبكة االنترنيت لو ازرة العدل ،و عناصره عبارة عن تداخل بين
وسائل بشريـ ـ ــة و مهنية مادية و لوجيستيكية ،و تنظيمية باإلضافة إلى التواصل عن بعد.
حيث يقوم مرشد صوتي باللغتين العربية و الفرنسية بإعالم و توجي ـ ـ ــه المواطن حول أو نحو
المصلحة المطلوبة .و يقوم مرشدون عبر الهاتف ،تم تكوينهم بصفة خاصة لهذا األمر بإعالم ،و
توجيه ،وشرح ودراسة طلبات و اقتراحات المواطنين.
ليقوم النظام المعلوم ــاتي بصفة آلية عقب كل مكالمـ ــة هاتفية بإنش ـ ـ ـ ـ ــاء بطاقة تحتوي على
المعلومات األساسية المتعلقة بالمكالمة (رقم المتصل و شريط المكالمة) حيث يتم تسجيلها من
الممكن أرشفتها أيضا ،و يتم االطالع بصفة دورية على إحصائيات دقيقة حول انشغاالت
1
المواطنين و تظلماتهم و شكاويهم.
:1وزارة العدل ،مركز النداء لوزارة العدل ،مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة) ،ص 4و .15
متاحة على الموقعwww.mjustice.dz :
63
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
في إطار مواصلة سلسلة اإلصالحـ ـ ـ ـ ــات العميقة التي شهدها قطاع العدالة ،بادرت و ازرة العدل،
تحت إشراف وزير العدل حافظ األختام عدة مشاريع ذات بعد استراتيجي ،تهدف أساسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا إلى
ترقية أداء مرفق القضاء و مواكبة عملية التحول التكنولوجي و االرتقاء إلى مرحلة الخدمات الذكية.
و في هذا السياق ،تم إنشاء المركز لوطني لألظزمة المعلوماتية لو ازرة العدل ،للسهر على إدارة
و تسيير مختلف األنظمة المعلوماتية المستحدثة.
و سوف نقتصر فقط على دراسة النظام األلي لتسيير قاعدة المعطيات المركزية للبصمات الوراثية
ألهميته في العناصر التالية:
64
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
تعد البصمة الوراثية من أهم الوسائ ــل الحديثة لإلثبات ،بالنظر إلى أهميتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا في اإلجراءات
القضائية و إجراءات التعرف على األشخاص المفقودين أو مجهولي الهوية .و لقد حدد القانون رقم
03/16المؤرخ في 2016/06/19المتعلـ ــق باستعم ــال البصمـ ــة الوراثي ـ ــة في اإلجراءات
1
القضائي ـ ــة و التعرف عل ـ ـ ـ ـ ـ ــى األشخاص.
يتم أخذ العينات البيولوجية من أجل الحصول على البصمة الوراثية متى رأت الجهة القضائية
المختصة ضرورة لذلك ،وفقا للمقاييس العلمية المعتمدة في هذا المجال ،من طرف:
و تجرى التحاليل الوراثيـ ــة على العين ــات البيولوجية من قبل المخـ ــابر والخبراء المعتمدين طبقا
للتشري ـ ـ ــع و التنظيم المعمول بهما.
و قد استحدثت بموجب القانون المتعلق باستعم ـ ــال البصمـ ــة الوراثية في اإلجراءات القضائية و
التعرف على األشخاص ،مصلحة مركزية لدى و ازرة العدل يديرها قاضي و تساعده خلفية تقنية.
:1القانون 03/16المؤرخ في 19جوان 2016و المتعلق باستعمال البصمة الوراثية فب اإلجراءات القضائية و التعرف على األشخاص ،الجريدة الرسمية
عدد 37الصادرة في 22جوان .2016
65
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
1
ـ ـ حفظ البصمات الوراثية و ضمان سريتها.
ـ ـ ضبط استعمـ ــال البصمة الوراثيـ ــة في مجال التحريات الجزائية و إجراءات التعرف على
األشخ ـ ــاص المفقودين أو مجهولي الهوية.
ـ ـ حفظ جميع البصمات الوراثية المتحصل عليها من تحليل العينات البيولوجية وفقا للقانون.
ـ ـ إتاحة عملية البحث عن الروابط بين مختلف القضاي ــا ،مع إجراء المقارب ـ ــة عند احتمال وجود
عالقة بينها.
يتم تسجيل جميع البصمات الوراثية الناتجة عن تحليل العينات البيولوجية ،المأمور بأخذها من
طرف ا ألشخاص المخولة قانونا (قضاة نيابة ،التحقيق و الحكم) بقاعدة المعطيات الوطنية ،بسعي
من النيابة العامة و بعد تأشير القاضي المكلف بالمصلحة المركزية.
تسجل البصمات الوراثية ضمن بطاقيات ،تنشأ على مستوى قاعدة المعطيات المركزية.
ـ ـ سنة بالنسبة للمشتبه فيهم في حالة األمر بانتفاء وجه الدعوى أو الحكم بالبراءة بصفة نهائية.
:1المادتين 6و 9من القانون 03/16و المتعلق بالبصمة الوراثية ،المرجع نفسه.
66
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
1
الهوية. مجهولي المتوفين و للمفقودين بالنسبة سنة ــ
67
الفصل الثاني :الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر
27
الخاتمــــــــــــــــــة
الخاتمــــــة
في الختام يتضح لنا أن الجزائر و في محاولتها مواكبة التطور الذي يشهده العالم في مجال
التكنولوجيا و المعلومات و االتصال ،قد عرفت أهمية و ضرورة التحول من اإلدارة التقليدية إلى
اإلدارة التكنولوجية و ذلك عن طريق توظيف و تسخير إمكانيات معتبرة و توسيع مجال استعمال
و محاولة الجزائر تعميم اإلدارة اإللكترونية كإستراتيجية إصالح التسيير العمومي ،ليس بهدف
تحقيق الرفاه اال جتماعي للمواطن فقط بل لقد أضحى مطالبا اقتصاديا ملحا في عالم أصبحت
تكنولوجيا المعلومات هي الفيصل في تحديد مدى تطور الدول من تخلفها ،حيث أصبحت جل
المعامالت بمختلف أنواعها تتم عبر االنترنت ،و ذلك ما الحظناه من خالل دراستنا التي تم تسليط
الضوء على التحول نحو تطبيق إستراتيجية عصرنة قطاع العدالة بإدخال تكنولوجيا المعلومات و
االتصاالت في مختلف تعامالته كنموذج حي للتحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ،
حيث أن قطاع العدالة يعتبر من أولى القطاعات التي شهدت نقلة نوعية من هذا المجال ،حيث
وظفت بها تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و تم استبدال الطرق القديمة بالطرق الحديثة و
العصرية.
و قد الحظنا من خالل دراستنا في مجال التحول الرقمي بقطاع العدالة أنه تم تحقيق نتائج
ملموسة في تحسين و تطوير الخدمات المقدمة سواء المواطنين أو المتقاضين و كافة المتعاملين مع
67
الخاتمــــــــــــــــــة
القطاع و من أمثلة ما تم تحقيقه و تجسيده في أرض الواقع مثل إنشاء موقع إلكتروني يمكن
المواطنين من الوصول إلى تلك الخدمات بسهولة و يسر ،و من أمثلة الخدمات التي تم تسهيلها:
و طلب تسليم شهادة الجنسية الجزائرية .و أيضا إمكانية متابعة المتقاضين لملفاتهم القضائية
المطروحة أمام العدالة ،و غيرها من اإلنجازات العديدة في هذا المجال ،و ما تجدر اإلشارة إليه أنه
و على الرغم مما تم تحقيقه من إنجازات بقطاع العدالة إال أن الجزائر تبقى بعيدة من مصاف
الدول المتقدمة التي قطعت أشواطا كبيرة من التطور في مجال تطبيق تكنولوجيا المعلومات و
اإلتصال و ذلك نظ ار لعدة صعوبات و عراقيل سواء من ناحية اإلمكانيات الدولية المادية و البشرية
أو من ناحية ثقافة و وعي المواطن الجزائري بضرورة و أهمية التحول نحو إستراتيجية تكنولوجيا
المعلومات و االتصاالت.
68
قائمة المراجع
قائمـــة المراجــــع
النصوص التشريعية
المواد 150من مكرر إلى 150مكرر 3من القانون رقم 01- 18المؤرخ في 30جانفي 2018المعدل و -1
المتمم و المتعلق بتنظيم السجون ،الجريدة الرسمية عدد ،05الصادرة في 30جانفي .2018
القانون 04- 15المؤرخ في أول فيفري ،2015و المحدد للقواعد العامة بالتوقيع و التصديق اإللكترونيين، -2
القانون 03/16المؤرخ في 19جوان 2016و المتعلق باستعمال البصمة الوراثية في اإلجراءات القضائية و -3
الكتـــــــب
-1غسان قاسم داود الالمي ،إدارة التكنولوجيا ،ط ،1دار المناهج للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن.
-2عالء عبد الرزاق سالمي ،نزم إدارة المعلومات ،منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،مصر،
.2003
-3بشير العالق ،االتصال في المنظمات العامة ،دار اليازوري للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن. 2009 ،
-4هاشم فوزي العبادي ،جليل كاظم العرضي ،نظم إدارة المعلومات ،ط ، 1دار صفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،
-5حسن عماد مكاوي ،محمود علم الدين ،تكنولوجيا المعلومات و االتصال ،ط ، 1الدار العربية للنشر و
68
قائمة المراجع
-6العياشي زرزار ،كريمة غياد ،استخدامات تكنزلوجيا المعلومات و االتصاالت في المؤسسة االقتصادية ،ط ، 1
-7رزان علي عمر عبد المهدي ،أثر تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و عناصر المزيج التسويقي على جودة
الرعاية الصحية ،مذكرة ماجستير ،تخصص األعمال االلكترونية ،كلية األعمال ،جامعة الشرق األوسط ،عمان،
األردن.
-8عبد الحكيم معوج ،استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في بيئة المؤسسال الصغيرة و المتوسطة ،
أطروحة دكتوراه ،تخصص إدارة أعمال ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر
.2012 ، 3
-9أحمد مشهور ،تكنولوجيا المعلومات و أثرها على التنمية االقتصادية ،المؤتمر العربي الثالث للمعلومات الصناعية
أحمد الكبيسي ،تطور النظم األلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية ،العربية من -10
أحمد فرج أحمد ،الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها ،المملكة المتحدة :جامعة اإلمام محمد -11
سعيد يقطيني ،من النص إلى النص مدخل إلى جماليات اإلبداع التفاعلي ،بيروت :مركز الثقافي العربي -12
نجالء أحمد يس ،الرقمنة و تقنياتها في المكتبات العربية ،القاهرة :العربي للنشر و التوزيع ،ط، 1 -13
.2013
سلمى بشاري ،تطوير الرقمنة في الجزائر كألية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا ) كوفيد . ( 19 -14
69
قائمة المراجع
سامر مؤيد عبد اللطيف ،الحكومة اإللكترونية ،دراسة في اإلطار النظري و التطبيقي ،مجلة رسالة -15
حسين بن محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق ،المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارة نحو -16
أداء متميز للقطاع الحكومي ،معهد اإلدارة العامة ،المملكة العربية السعودية.2009 ،
ماجد راغب الحلو ،الحكومة االلكترونية و المرافق العامة ،المؤتمر العلمي األول حول الجوانب القانونية -17
و األمنية للعمليات االلكترونية منظم المؤتمر ،أكاديمية شرطة دبي –مركز البحوث و الدراسات -اإلمارات
سوسن زهير المهتدي ،تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية ،الطبعة األولى ،دار أسامة للنشر و التوزيع، -18
عمان2011 ،م.
عبد الحكيم عشور ،دور الحكم اإللكتروني في مكافحة الفساد اإلداري و الواليات المتحدة نموجا ،مجلة -19
كمال النقيب ،أهمية الحكومة اإللكترونية في ترشيد و تخفيض التكاليف الحكومية و دورها في معالجة -20
الفساد المالي و الغداري ،ورقة عمل مقدمة من مؤتمر دور الحكومة اإللكترونية في تحقيق الظظغدارة الرشيدة ،ع
عمار بوحوش ،نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد و العشرين( ،د،ط) ،دار الغرب اإلسالمي، -21
بيروت .2006
رأفت رضوان ،اإلدارة اإللكترونية( ،د،ط) ،مركز المعلومات و اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، -22
القاهرة.2004،
70
قائمة المراجع
محمد كيالني شادية جابر ،نمو\ج مقترح للخدمات التي تقدمها الحكومة اإللكترونية لطالب كلية التربية، -23
عبد العزيز فهد المغيرة ،معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في إجراءات العمل اإلداري من وجهة نظر -24
موظفي ديوان و ازرة الداخلية السعودية رسالة لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلدارية ،كلية الدراسات العليا،
بوحوش عمار "،نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد و العشرين" ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت، -25
.2006
رزان علي عمرعبد المهدي ،أثر تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و عناصر المزيج التسويقي على جودة -1
الرعاية الصحية ،مذكرة ماجستير ،تخصص األعمال االلكترونية كلية األعمال ،جامعة الشرق األوسط ،عمان،
األردن2016 ،
إيهاب فاروق مصباح العاجز ،دور اثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة االلكترونية "دراسة تطبيقية على -2
وزارة التربية و التعليم العالي – محافظة غزة ،رسالة ماجستير في إدارة األعمال ،قسم إدارة األعمال ،كلية
التجارة ،عمادة الدراسات العليا ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطين2011،
عبد العزيز فهد المغيرة ،معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في إجراءات العمل اإلداري من وجهة نظر -3
موظفي ديوان وزارة الداخلية السعودية رسالة لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلدارية ،كلية الدراسات العليا،
جامعة نايف العربية،2010 ،
شفيق شيخي ،انعدام االستقالل الوظيفي للقضاء في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،مدرسة دكتوراه في القانون -4
المداخالت :
أحمد مشهور ،تكنولوجيا المعلومات و أثرها على التنمية االقتصادية ،المؤتمر العربي الثالث للمعلومات -1
71
قائمة المراجع
حسين بن محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق ،المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارة نحو أداء -2
متميز للقطاع الحكومي ،معهد اإلدارة العامة ،المملكة العربية السعودية2009 ،
وزارة العدل ،إجراءات استخراج صحيفة السوابق العدلية و شهادة الجنسية عبر االنترنت ،مداخلة عبد -3
وزارة العدل ،المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي بالقليعة ،مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة -5
العدالة)،
بهجة بومعرافي ،بن تازير مريم ،إشكالية معالجة الحروف العربية ضمن مشاريع الرقمنة بالمكتبات الرقمية -6
بجامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية ،المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية،
المواقع االلكترونية
72
الفهــــــرس
شكر وعرفان
إهداء
01 مقدمة
06 الفصل األول :أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير املرفق العام
06 املبحث األول :اإلطار املفاهيمي للرقمنة و اإلدارة اإللكترونية :
06 املطلب األول :عموميات و أساسيات عن الرقمنة و تكنولوجيا املعلومـات واالتصاالت:
19 املطلب الثاني :املفاهيم النظرية لإلدارة اإللكترونية:
24 املبحث الثاني :الرقمنة و التوجه نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية
24 املطلب األول :أهداف و دوافع التحول نحو اإلدارة االلكترونية:
40 املطلب األول :واقع قطاع العدالة في الجزائر قبل دخول الرقمنة:
48 املطلب الثالث :وضع األرضية املناسبة للولوج لعالم اإلدارة اإللكترونية(اإلسراتيجية)
50 املبحث الثاني :اإلنجازات املوالية إلصالح و عصرنة قطاع العدالة .
50 املطلب األول :تحقيق خدمة نوعية محاطة بضمانات األداء األمن
57 املطلب الثاني :تطوير آليات التسيير الرقمية (أنظمة التسيير املواكبة إلصالح قطاع العدالة) :
67 خاتمة
69 قائمة املراجع
70 الفهرس
71 امللخص