Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 77

‫وزارة التعليم العايل و البحث العلمي‬

‫‪Ministry of High Education‬‬


‫جامعة حممد البشري اإلبراهيمي ـ برج بوعريريج‬
‫‪University of Mohamed el Bachir el Ibrahimi -BBA‬‬
‫كلية احلقوق و العلوم السياسية‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة ماسرت أكادميي يف احلقوق‬


‫ختصص ‪ :‬قانون االنرتنت و االعالم اآليل‬
‫املوسومة ب ـ ـ ـ ‪:‬‬

‫اإلدارة االلكرتونية و أثرها على آداء العمل اإلداري يف‬


‫قطاع العدالة‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫د‪ .‬زاوي رفيق‬ ‫غالب وسيلة‬

‫جلنة املناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم و اللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫رفاف خلضر‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ حماضر ب‬ ‫زاوي رفيق‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ حماضر ب‬ ‫سي محدي عبد املؤمن‬

‫السنة اجلامعية‪2022/2021:‬‬
‫شكر و عرفان‬

‫الحمد هلل الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهندي لوال أن هدانا هللا ‪..‬‬

‫أتقدم بجزنل الشكر و العرفان إلى األسناذ الدك تور القاضل "زاوي رف تق" لق توله اإلشراف على هذه المذكرة‬
‫الم تواضعة و على كل ما فدمه لي من تصابح و توجنهات طنلة فترة البحث‪.‬‬
‫ل‬
‫و أشكر كل من مد لي ند المشاعدة و زودني نالمعلومات الالزمة إلتمام هذا ا عمل‪.‬‬

‫إلى كل األشا نذة الكرام تكلية الحقوق الذين رافقوني طنلة الفترة الدراسية و فدموا لي ند العون‪،‬‬

‫إلى كل زمالء الدراسة وطلية جامعة البشتر االبراهيمي‪.‬‬

‫إلى كل من فدم لي كلمة طيية من تعند و من قريب‪.‬‬


‫إهداء‬
‫إلى والدي رحمه هللا ‪..‬‬

‫إلى أمي الحبيية ‪..‬‬

‫إلى إخوني و أخواني وأيناؤهم ‪،‬‬

‫إلى حم يع أضدفاني وزمالني نالدراسة‪،‬‬

‫إلى كل عانلة جامعة محمد البشتر اإلبراهيمي أهدنكم حم يعا تمرة عملي ‪...‬‬

‫إلى هؤالء حم يعا أهدي تمرة جهدي الم تواضع و أشأل هللا العلي القدبر أن ي يفع به و أن نكون جالصا لوجهه‬
‫الكريم‪،‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫نظ ار للتغيرات االقتصادية والتكنولوجية الحاصلة في العالم بأسره نتيجة التطورات السريعة‬
‫المواكبة لجميع المجاالت سيما تلك المتعلقة بالجانب التكنولوجي‪ ،‬سارعت جل الدول لمواكبة هذه‬
‫التغيرات من أجل رفع و تحسين مجال الخدمة العمومي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬حيث يرجع األمر في األساس إلى‬
‫مدى استعداد األجهزة الحكومية لتلك الدول لتبني األنظمة التكنولوجية الحديثة و التي تتفاوت درجة‬
‫نجاحها في ذلك من دولة ألخرى‪.‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية أصبحت واقعا ملموسا و امتدادا طبيعيا للثورة التكنولوجية التي صاحبت‬
‫مجتمع المعلومات‪ ،‬حيث وجدت الكثير من دول العالم في عالم تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‬
‫حلوال جيدة و عصـ ـ ـ ـ ـرية للتغلب على المشكالت و المعوقات التي تحد من فعالية جهود اإلدارة‬
‫العمومية فيها‪ ،‬و مدخال جديدا يمكن من خالله تحقيق نقلة نوعية لطابعها اإلداري و زيادة كفاءة و‬
‫فعالية أدائها‪ ،‬حيث أ ضافت اإلدارة االلكتروني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مفاهيم جديدة في علم اإلدارة العمومية كما‬
‫غيرت الممارسات الديمقراطية‪.‬‬

‫و قد عرفت الجزائر على غرار باقي دول العالم جملة من التغيرات التي شملت مناحي الحياة‬
‫خاصة مع مطلع التسعينات من القرن الماضي‪ ،‬أين هيمنت ظاهرة العولمة على مختلف المجاالت‬
‫بمـ ـ ـ ــا فيها مجال الخدمة العمومية‪ ،‬و هذا ما فرض على اإلدارة العمومية الجزائرية أن تتكيف و‬
‫تتأقلم مع الوضع العالمـ ـ ـ ــي الجديد‪ ،‬و بالتالي أصبحت االستعانة باإلدارة اإللكترونية أم ار محتوما ال‬
‫بد منه‪.‬‬

‫و قد أخذت الجزائر على عاتقها مسؤولية تقديم و تأمين الخدمة العمومية لمواطنيها‪ ،‬هذا المجال‬
‫الذي يعتبر األداة التي تطبق من خاللها الحكومات سياستها العمومية ال ارم ـ ـ ـية إلى تحقيق‬
‫الرفاهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة االجتماعية للمواطنين خاصة قطاع العدالة باعتباره من القطاعات العامة التي تنفرد‬
‫بتقديم خدمات هامة للمواطنين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫لذلك حرصت الجزائر على تبني مشروع عصرنـ ـ ـ ـ ــة قطاع العدالة بإدراج تكنولوجيا‬
‫المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات و االتصاالت الحديثة و المتطورة و عكس ما كان معمول به من وسائل تقليدية‪،‬‬
‫األمر الذي يجعلنا نطرح التساؤل اآلتي‪:‬‬

‫ما هو الدور الذي لعبته الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية في قطاع العدالة في الجزائر؟‬

‫إن هذا التساؤل الرئيسي والذي يمثل إشكالية الدراسة يحتم علينا طرح جملة من التساؤالت‬
‫الفرعية التالية‪:‬‬

‫ما مفهوم الرقمنة في الخدمة العمومية‪ ،‬و ما مفهوم اإلدارة االلكترونية؟‬

‫ما أثر و دوافع التحول نحو اإلدارة اإللكترونية نتيجة الرقمنة في الجزائر؟‬

‫ما مظاهر تطب يق الرقمنة و االستراتيجية المجسدة من طرف الجزائر للتحول نحو اإلدارة اإللكترونية‬
‫بقطاع العدالة؟‬

‫و ما هو واقع قطاع العدالة في الجزائر في ظل الرقمنة؟‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫و التركيز على قطاع‬ ‫يعتبر موضوع الرقمنة و أثره في التحول إلى اإلدارة اإللكترونية‬
‫العدالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة كنموذج ذو أهمية كبيرة جدا‪ .‬حيث تكمن أهمية الدراسة في األهمية العلمية في الجانب‬
‫األكاديمي للبحث‪ ،‬و األهمية العملية في الجانب العملي و الميداني للبحث‪.‬‬

‫األهمية العلمية‪:‬‬

‫تنبع من االهتمام الكبير للعالم بأسره بموضوع الرقمنة و بالتطورات الكبيرة و المذهلة الحاصلة‬
‫في هذا المجال )ما يعرف باالنفجار التكنولوجي( عبر شبكاته المختلفة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫باإلضافة للتوسع الكبير في استخدام الرقمنة و انتشارها في جميع المجاالت االقتصادية و‬


‫االجتماعية و الثقافية و السياسية التي تحيط بحياة الفرد و المجتمع أو ما يعرف بالبيئة الرقمية‪ ،‬و‬
‫التحول إليها فـ ـ ـ ـ ـي مختلف المجاالت و خصوصا اإلدارة العمومية (ما يعرف باإلدارة اإللكترونية) و‬
‫ضرورة التحول إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى وسائل التكنولوجيا الحديثة لعصرنة مختلف القطاعات و توفير الوقت و‬
‫الجهد و تقديم أفضل الخدمـ ـ ـ ـات للفرد و المجتمع ‪.‬‬

‫األهمية العملية‪:‬‬

‫تتعلق بالدراسة الميدانية و العملية لقطاع العدالة في الجزائر من خالل إستراتيجية الحكومة‬
‫لرقمنة هذا القطاع لتحسين الخدمة العمومي ـ ـ ـ ـ ـة و الوقوف على كل التطورات و التغي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات في هذا‬
‫الميدان و أهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م اإلنجازات و المستويات التي وصلت إليها الرقمنة في هذا القطاع و أهم الخدمات‬
‫المقدمة و المستحدثة من اإلدارة للمواطن‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة الوصول إلى مفهوم جامع للرقمنة من خالل دراسة المفاهيم المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬تبيين دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية و أثرها في التحول إلى اإلدارة اإللكترونية و‬
‫مدى فعاليتها في تبسيط و سرعة الخدمة و تخفيف األعباء و تقديم أفضل الخدمات‬
‫للمواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم االستراتيجية الـ ـ ـحديثة الستخدام الرقمنة في قطاع العدالة الجزائرية مع إبراز أهم نتائجها‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحققة والمتوصل إليها‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أساليب التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على ماهية اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية وأهداف ومتطلبات وعوائق تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على دور اإلدارة اإللكترونية في سير المرفق العام‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫‪ -‬التعرف على تجربة الجزائر من خالل مشروع العدالة االلكترونية في الجزائر‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫استخدمنا في هذه الدراسة المنهج ال ـ ـ ــوصفي التحليلي نظ ار لطبيعة الدراسة في حد ذاتها‬


‫التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تتعلق بالبحث و الكشف عن دور نظام اإلدارة االلكتروني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬و أثره في تسيير المرفق‬
‫العام من خالل تحديـ ـ ـ ـ ـ ــد متطلبات مادية و بشرية و غيرها‪ ،‬التي يقتضيها تطبيق نظام اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬إضافة إلى العوائق التـ ـ ــي تحول دون تطبيقها و كذا دراسة مشروع عصرنة قطاع‬
‫العدالة بالجزائر‪.‬‬

‫تقسيم الدراسة‪:‬‬

‫سعيا لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة للدراسة‪ ،‬تم تقسيم البحث إلى فصلين‪ ،‬الفصل األول‬
‫تناولنا فيه أثر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية في سير المرفق العام‪ ،‬تناول‬
‫مبحثين األول خ ـ ــاص باإلطار المفاهيمي للرقمنة و اإلدارة اإللكترونية و الثاني بالرقمنة و التوجه‬
‫نحو اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فخصصناه للرقمنة و عصرنة قطاع العدالة في الجزائر‪ ،‬تم تقسيمه إلى‬
‫مبحثين‪ ،‬المبحث األول خاص بواقع اإلدارة اإللكترونية في قطاع اإلداري الجزائري‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني خاص باالنجازات الموالية إلصالح و عصرنة قطاع العدالة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫أصبح يعرف الوقت الحالي بالزمن االلكتروني‪ ،‬حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت واقعا مفروضــــــا في كل المجاالت‪ ،‬وقد أضحت مختلف المؤسسات واإلدارات‬
‫تسعى جاهدة لتطبيقها وتعميمها‪ .‬وألجل ذلك نجدهــــا تقوم بتوفيــــر مختلف اإلمكانيات الالزمة‬
‫األلية منها والبشرية‪ ،‬من أجل تقديم خدمات إلكترونية للمواطنين بأحسن الظروف وأسرع‬
‫األوقات‪.‬‬

‫حيث أن استخدام تكنولوجيا الرقمنة أدى وكنتيجة لذلك إلى التحول نحو اإلدارة االلكترونية‬
‫التـــي ترتكز على الرقمنة في مختلف المعامالت واألداءات إلكترونيا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للرقمنة واإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫إن االستعمال المتداول لوسائل األنترنت باإلضافة إلى التطور السريع الحاصل في مجال‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬أدى إلى إلزامية إحداث تغييرات كبيرة وجذرية في حياة العالم‬
‫المعاصر من توفير وسائل وأدوات االتصـ ـ ـ ـ ــال عبر العالم‪ ،‬وتوفير وتسهيل الخدمات للمجتمعات‪.‬‬
‫و نظ ار ألهمية هذا المج ـ ـ ـ ــال‪ ،‬سوف نتطرق في دراستنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا هذه على أهم المصطلحات المتعلقة‬
‫بمجال الرقمنة‪ ،‬و على أهم التعاريف وأهم الخصائص المتعلقة بهـا وكذلك أهم األدبيات في هذا‬
‫الموضوع و أهمية الرقمنة‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عموميات وأساسيات عن الرقمنة وتكنولوجيا المعلومـات واالتصاالت‪:‬‬

‫تعد تكنولوجيا المعلومات واالتصال من أهم المجاالت التي عرفت تطو ار كبي ار في عالمنا‬
‫المعاصـ ـ ـ ــر‪ ،‬وهي بذلك تعتبر إحدى العوام ـ ــل الرئيسية التي تقود إلى التقدم في العصر الحالي‪،‬‬
‫فهي قد أثرت على طريقة العيش لإلنسان من خالل كيفية التعلم والتواصل عن طريقها‪ ،‬وسنحاول‬
‫في هذا المط ـ ـ ــلب التطرق إلى أهم الجوانب المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫الفرع االول‪ :‬أساسيات حول تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪:‬‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال إضافة إلى ذكر أهم‬
‫خصائصها‪.‬‬

‫ـــــ تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪:‬‬

‫قبل التطرق والخوض في تكنولوجيا المعلومات واالتصال سنحاول التعرف على أهم المصطلحات‬
‫ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬وذلك بتناول كل مصطلح لوحده‪.‬‬

‫‪ 1‬ــــ تعريف التكنولوجيا‪:‬‬

‫يعود أصل التك ـ ـ ـ ــنولوجيا تحديدا إلى اللغة الالتينية والمركبة من كلمتين وهما "‪ "Techno‬والتي‬
‫تعني الفن أو الصناعة‪ ،‬وكلمة "‪ "logos‬وتعني الدراسة أو العلم‪ ،‬وتعني في مجملهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا علوم)‬
‫دراسات( الصناعة) الفنون( ‪ ،‬حيث تعد التكنولوجيا علما ألنها تركز على األساليب والبحوث‬
‫واألمور العلميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وتعتبر فنا ألن الخبرات والمهارات الفنية تستخدم للتأكد من خدمة التكنولوجيا‬
‫‪1‬‬
‫لحاجات المنظمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والمجتمع‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ ـ تعريف المعلومات‪:‬‬

‫يمكن تعريف المعلومات بأنها‪ ":‬المعرفة التي تنتج عن عمليات معالجة البيانات‪ ،‬وتساعد متخذي‬
‫الق اررات في أي منظمة على اتخاذ الق اررات الالزمة لهم‪ ،‬من خالل االعتماد على الطرق التحليلية‬
‫واالستــنتاجيـ ـ ـ ــة بشكل أكبر من االعتماد على طريقة التخمين أو الحكم الحدسـ ــي والتي تضطر‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارة للـ ـ ـ ـ ـ ــجوء إليها في غياب المعلومات‪ ،‬حيث أن المعلومة تزيد المعرفة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ ـ تعريف االتصال‪:‬‬

‫‪ : 1‬غسان قاسم داود الالمي‪ ،‬إدارة التكنولوجيا ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المناهج للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ، 2007 ،‬ص ‪23 ، 22‬‬
‫‪ : 2‬عالء عبد الرزاق سالمي‪ ،‬نزم إدارة المعلومات‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ، 2003 ،‬ص ‪8‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫إن كلمة اتصال "‪ "Communication‬مأخوذة من األصل الالتيني لكلمة "‪ "Communes‬والتي‬
‫تعني عامال مشتركا‪ ،‬فاالتصال وظيفة دقيقة ومح ـ ــددة‪ ،‬وهي المشاركـ ـ ــة في تبادل الحقائق واألفكار‬
‫واآلراء عن طريق انتقال المعلومات واألفكار والمواقف من شخص أو جماعة إلى أشخاص أو‬
‫‪1‬‬
‫جماع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‪ ،‬باستخدام رموز ذات معنى موحد ومفهوم لدى الطرفين‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ ـ تعريف تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬

‫تعرف تكنولوجيا المعلومات على أنها‪ :‬التنظيم واالستخدام الفعال المؤثر لمعرفة االنسـ ـ ـ ـ ــان وخبرته‪،‬‬
‫من خالل وسائل ذات كفاءة تطبيقية عالية‪ ،‬وتوجيه االكتشافات والقوى الكاملة المحيطة بنا لغرض‬
‫التطوير وتحقيق األداء األفضل أي التطبيق المنظم للمعرفة العلمية ومستحدثاتها من االكتشافات‬
‫‪2‬‬
‫في تطبيقات وأغراض عملية‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ـ ـ تعريف تكنولوجيا االتصال‪:‬‬

‫تكنولوجيا االتصال هي أي أداة أو جهاز أو وسيلة تساعد على إنتاج أو توزيع أو تخزين أو‬
‫استقبال أو عرض البيانات‪ ،‬فهي تعرف بأنها) اآلالت أو األجهزة الخاصة أو الوسائل التي تساعد‬
‫‪3‬‬
‫على إنتاج المعلومات وتوزيعها واسترجاعها وعرضها( ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ ـ ـ تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪:‬‬

‫يمكن تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال بأنها‪ " :‬مجموعة الوسائل المستخدمة إلنتاج واستغالل‬
‫وتوزيع المعلومات بكل أشكالها وعلى اختالف أنواعها‪ :‬المكتوب‪ ،‬المسموع والمرئي‪ ،‬او هي‬

‫‪ :1‬بشير العالق‪ ،‬االتصال في المنظمات العامة‪ ،‬دار اليازوري للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2009 ،‬ص‪.18 ، 17 :‬‬
‫‪ :2‬هاشم فوزي العبادي‪ ،‬جليل كاظم العرضي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،2012 ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ :3‬حسن عماد مكاوي ‪ ،‬محمود علم الدين ‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الدار العربية للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2009 ،‬ص‪.68 :‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫مجموعـ ـ ـ ـ ــة التقنيات المستخدمة في معالجـ ـ ـ ـ ــة ونقل المعلومات خاصة اإلعالم اآللي‪ ،‬اإلنترنت‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية لألنشطة وغيرها من الدعائم االلكترونية المساعدة في عمليات االتصال‪.‬‬

‫تتسم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت باالنتشار والسرعة‪ ،‬حيث أنها تستخدم إليصـ ـ ــال المعلومات‬
‫واألنشطة إلى مجموعة من األفراد‪ ،‬البيانات‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬المكونات المادية‪ ،‬األجهزة والبرمجيات‬
‫‪2‬‬
‫الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تعمل مع بعضها البعض من أجل الوصول إلى األهداف المرجوة‪.‬‬

‫‪ 7‬ـــ خصائص تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪:‬‬

‫تتميز تكنولوجيا المعلومات واالتصال بمجموعة من الخصائص أهمها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تقليص الوقت و المسافة‪ :‬ساعدت تكنولوجيا المعلومات و االتصال على تقريب كل األماكن‬
‫إلكترونيا‪ ،‬كما وفرت الكثير من الوقت في إنجاز وتحقيق مختلف العمليات‪ .‬باإلضافة إلى أنها‬
‫وفرت وسائل تخزين المعلومات ذات حجم هائل مع سهولة الولوج لها‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ الذكاء االصطناعي‪ :‬تجدر اإلشارة إلى ان الهدف من تطوير تكنولوجيا االتصال والمعلومات هو‬
‫تطوير المعارف والمهارات واستغاللها الكترونيا‪ ،‬وهذا من أجل تسخير ذكاء اصطناعي يسهل عن‬
‫طريقه التحكم في عمليات اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ تكوين شبكات االتصال‪ :‬إن خلق شبكة اتصال عالقة تتكون من مجموعة من التجهيزات‬
‫المستندة على تكنولوجيات المعلومـات هو أمر استراتيجي هام يهدف إلى زيادة تدفق المعلومات بين‬
‫المستعملين و الصناعيين و كذا منتجي األالت و يسمح بتبادل المعلومات مع بقية النشاطات‬
‫األخرى‬

‫‪ :1‬العياشي زرزار‪ ،‬كريمة غياد‪ ،‬استخدامات تكنزلوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.30‬‬
‫‪ :2‬رزان علي عمر عبد المهدي‪ ،‬أثر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وعناصر المزيج التسويقي على جودة الرعاية الصحية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫األعمال االلكترونيةن كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2016 ،‬ص ‪16‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫‪ 4‬ـ ـ مشاركة المهام الفكرية مع اآللة‪ :‬إن االحتكاك المعرفي بين الباحث ونظام الذكاء االصطناعي‬
‫ي ساهم في تطوير المعرفة و تقوية فرص تكوين المستخدمين من أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الشمولية و التحكم في‬
‫عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ـ التفاعلية‪ :‬أي أن المستحمل لهذه التكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة يمكن أن يكون مستقبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل و مرسل في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬فالمشاركين في عملية االتصال يستطيعون تبادل األدوار و هو ما يسمح بخلق نوع‬
‫‪1‬‬
‫من التف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعل بين األنشطة‪.‬‬

‫‪6‬ـ ـ ـ الالتزامنية ‪ :‬و تعن ـ ــي إمكانية استقبال الرسالة في أي وقت يناسب المستخدم‪ ،‬فالمشاركين غير‬
‫مطالبين باستخدام النظام في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪7‬ـ ـ ـ الالمركزية‪ :‬و هي خاصية تسمح باستقاللية تكنولوجيا المعلومات و االتصال ‪ ،‬فاإلنترنت مثال‬
‫تتمتع باستم اررية عملها في كل األحوال‪ ،‬فال يمكن ألي جهة أن تعطل اإلنترنت على مستوى‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪8‬ـ ـ ـ قابلية التحرك و الحركية ‪ :‬أي أنه يمكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن للمستخدم أن يستفيد من خدماتها أثناء تنقالت ـ ـ ـ ــه‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أي من أي مكان عن طريق وسائل اتصال كثيرة من الحاسب األلي النقال ‪ ،‬الهاتف النقال وغيره‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ ـ قابلية التحويل ‪ :‬وهي إمكانية نقل المعلومات من وسيط إلى أخر كتحويل الرسالة المسموع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫إلى رسائل مطبوعة أو مقروءة مع إمكانية التحكم في نظام االتصال‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ ـ ـ الالجماهرية‪ :‬وتعني إمكانية توجيه الرسالة االتصالية إلى فرد واحد أو جماعة معينة بدل‬
‫توجيهها بالضرورة إلى جماهير ضخمة‪ ،‬وهذا يعني إمكانية التحكم فيها حيث تصل من المنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــج‬
‫إلى المستهلك‪.‬‬

‫‪ : 1‬عبد الحكيم معوج‪ ،‬استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في بيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2012 ،3‬ص ‪.13 ،12‬‬
‫‪ : 2‬أحمد مشهور‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات وأثرها على التنمية االقتصادية‪ ،‬المؤتمر العربي الثالث للمعلومات الصناعية والشبكات‪ ،‬المنظمة العربية للتربية‬
‫والثقافة والعلوم ‪ ،2003‬ص‪70‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫‪11‬ـ ـ ـ ـ الشيوع و االنتشار ‪ :‬و هو قابلية هذه الشبكة للتوس ـ ــع لتشمل أكثر فأكثر مساحات غير‬
‫محدودة من العالم‪ ،‬بحيث تكتسب قوتها من هذا االنتشار المنهجي لنمطها المرن‪.‬‬

‫‪12‬ــــ العالمية والكونية ‪ :‬وهو المحيط الذي تنشط فيه هذه التكنولوجيا‪ ،‬حيث تأخذ المعلومات‬
‫مسارات مختلفة ومعقدة تنتشر عبر مختلف مناطق العالم‪ ،‬وهي تسمح لرأس المال بأن يتدفق‬
‫‪1‬‬
‫إلكترونيا‪.‬‬

‫‪ : 1‬أحمد مشهور‪ )،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،( 07‬تكنولوجيا المعلومات وأثرها على التنمية االقتصادية‪ ،‬المؤتمر العربي الثالث للمعلومات الصناعية والشبكات‪،‬‬
‫المنظمة العربية والثقافية والعلوم‪ ،2003 ،‬ص ‪07‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي للرقمنة‪:‬‬

‫‪1‬ــــ نشأة مفهوم الرقمنة‪:‬‬

‫نشأة الرقمنة‪:‬‬

‫ظهرت الرقمنة في الخمسينات من القرن الماضي في كل من الواليات المتحدة و بريطانيــا من‬


‫خالل تطورات تاريخية عديدة أحدثت على مستوى مؤسسات المعلومـات التي كانت تسير بعض‬
‫األنشطة المكتبية بعد إدخال الحاسب األلي فيها‪ ،‬وذلك من خالل النتائج المحققة الختفاء‬
‫السـ ــجالت البطاقية الورقية لتحل محلهـ ـ ـ ـ ــا السجالت االلكترونية‪ ،‬و التي تسمح للمكتبات المشاركة‬
‫في شبكات السجالت و تبادلها في مجال الفهرسة التعاونية‪ ،‬و كذلك في اإلعارات بين المكتبات‬
‫حسب مشروع المكتبة الكوني ـ ـ ـ ـ ـ ــة الذي يهدف إلى توحيد الفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارس و نصوصهـ ـ ـ ـ ـ ــا في كل‬
‫مكتب ــات الع ــالم من طرف القوى العظمى الغربيــة أو ما تعرف بمجموعة السب ـ ـ ـ ــعة‪.‬‬

‫إن الغرض من هذا المشروع هو قابلية البحث في كل المصادر عبر األنترنت باعتبارها فضاء‬
‫للمعلومات والمعرفة ليمتد بعدها إلى رقمنة المكتب ــات بنية توسيع المعرفة إلى أوسع الحدود‪.‬‬

‫و مما جاء بعد العديد من االجتماعات بين القوى العظمى‪ ،‬أهمها اجتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع بروكسيل ‪1995‬‬
‫الذي يهدف إلى دعم التنمية في المجال االقتصادي و االجتماعي و العلمي و الثقافي الذي تبنته‬
‫الواليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات المتحدة األمريكية بتمويل من المؤسسة القومية للعلوم و الوكالة القضائية للنا از‬
‫التابعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لـ ـ ـ ـ ــو ازرة الدفاع ليشمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل هذا المشروع إقامة ستة مكتبات رقمية تساهم في البحث‬
‫العلمي للتعليم العالي بدعم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن المؤسسات الفاعلة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫أما أوروبا فقد تبنت بعض المشاريع المماثلة أطلق عليها اسم ذاكرة "ميموريا" (‪)mimoria‬‬
‫بمشارك ـ ــة المكتبة الوطنية الفرنسية وأكسفورد تاكست أرشيف ومعهد (تولون) لألبحاث العلمية‬
‫ومؤسسات في المعلوماتيـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬أو ما يعرف بالتوجه نحو حفظ اإلنتاج الفكري اإللكتروني لقطاعات‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫نوعية وموضوعية ‪ ،‬ليرتبط بعدها بمكتبـ ــات العديد من الدول المتقدمة من خالل مشروعات عمالقة‬
‫‪1‬‬
‫للمكتبات الرقمية‪.‬‬

‫هذا التطور التاريخي الذي دام حوالي نصف قرن يبين أن هناك تسمي ـ ــات فرضت نفسهـ ـ ـ ــا على‬
‫أدبيات علـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم المكتبات والمعلومات والمكتبات اإللكترونية أو الرقمية أو االفتراضية والت ــي‬
‫حص ـ ـ ــل خلط فيمـ ـ ـ ـ ــا بينها ينبغي توضيحه حسب ما تشمله كل المواد الرقمية من أصل إلكترونـ ـ ـ ـ ــي‬
‫وتتطلب جهاز إلكتروني لتصبح مقروءة‪ ،‬ألن عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة "إلكترونية" تشير إلى كيفية عمل األجهزة‬
‫أكثر من أنها صفة للبيانات التي تحتويهـ ـ ــا‪.‬‬

‫و عليه‪ ،‬فإن المكتبة اإللكترونية تتألف من كل الموارد الموجودة في المكتبات التي أدخلت أجهزة‬
‫إلكتروني ـ ـ ــة و التي توجد في المكتبة الرقمية‪ ،‬فالمكتبة اإللكترونية هو المصطلح األعم و األوسع‬
‫داللة حيث يشمل كال من التناظري و الرقمي و يضم كل جهود ترمي إلى استخدام أجهزة إلكترونية‬
‫مثل آالت الفيديو و قارئ ـ ـ ـ ــات الميكروفيلم و الحاسوب‪ ،‬و هي تشمل مواد إلكترونية و رقمية‪ .‬غير‬
‫أن هذه المصطلح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات م ـ ـ ـ ـ ــا تزال رغم شيوعها تعاني الكثير من الخلط واالضطراب بسبب عدم‬
‫اهتمام عدد من المنظرين العرب للكتـ ـ ـابة الرقمية‪ ،‬والمهتمين بها لتحديد داللة هذه المصطلحات‬
‫‪2‬‬
‫وضبط حدودها‪.‬‬

‫لتفادي الغموض‪ ،‬والخلط بين هذه المصطلحات فيما بينها‪ ،‬والوصول إلى مفهوم ج ـ ـ ـ ــامع من‬
‫خـ ـ ـ ــالل الوقوف عند بعض التعاريف المختلفة لمصطلح الرقمنة أو التعريف الرقمي‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -2‬تعريف الرقمنة وخصائصها‪:‬‬

‫‪1- 2‬ـــــ تعريف الرقمنة (‪:)Digitalisation‬‬

‫‪ : 1‬أحمد الكبيسي ‪ ،‬تطور النظم األلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية‪ ،‬العربية من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية‪ ،‬العربية ‪ ،300‬العدد‬
‫‪ ،2008 ،29‬ص ‪06:‬‬
‫‪ 2‬أحمد الكبيسي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪8 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫أصبح من الشائع استعمال مصطلح "الكتابة الرقمية" و "اإلبداع الرقم ـ ــي" و "الكتاب اإللكتروني" و‬
‫"الترقيم" وغيرها من المصطلحات التي تشير إلى النمط المعرفي الجديد من الكتابة الذي يشير إلى‬
‫استعمال وسائل تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫أ‪ /‬تعريف الرقمنة لغة‪:‬‬

‫تدل مادة "رقم" في المعاجم اللغوية العربية على جملة من المعاني أهمها التعجيم والتبيين‬
‫والكتابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والقلم والخط‪ ،‬ويقول "ابن منظور" الرقم والترقيم تعجيم الكتاب و رقم الكتاب يرقمه رقما‬
‫أعجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه و بينه‪ ،‬و كتاب مرقوم‪ ،‬أي قد بينت حروفه بعالمـ ـ ـ ـ ـ ــاتها من التنقيط و قوله عز و‬
‫جل "كتاب مرقوم" كتاب مكتوب و المرقم القلم‪ .‬والرقم‪ :‬الكتابة والختم‪ .‬والرق ـ ـ ـ ــم ضرب مخطط من‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوشي‪ ..‬ورقم الثوب رقمه رقما ورقمه خططه‪.‬‬

‫ب ‪ /‬تعريف الرقمنة اصطالحا‪:‬‬

‫يعرف "سعيد يقطين" الترقيم التناظري النمط ‪ Numérisation‬بأنه عمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة نقل أي صنف من‬
‫الوثائق من النمط الورقي إلى النمط الرقمي ‪ ،‬و بذلك يصبح النص و الصورة الثابتة أو‬
‫المتحركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و الصوت أو الملف مشف ار إلى أرقام ألن هذا التحويل هو الذي يسمح للوثيقة أيا‬
‫كان نوعه ـ ـ ـ ـ ـ ــا بأن تصير قابل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لالستقبال و االستعمال بواسطة األجهزة المعلوماتية‪ ،‬و هنا‬
‫يتضح أن ترقيم النص هو عملية تحويل النص المكتوب المطبوع أو المخطوط من صيغته الورقية‬
‫‪1‬‬
‫إلى صيغته الرقمية ليصبح قابال للمعاينة على شاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الحاسوب‪.‬‬

‫هناك مفاهيم أخرى تتعلق بمصطلح " الرقمنة" ذلك وفقا للسياق الذي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدم فيه‪ ،‬في نظر‬
‫"تيري كيني" "‪ " Terry Kinny‬إلى الرقمنة علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أنها "عملية تحويل مصادر المعلومات على‬
‫اختالف أشكالها من الكتب‪ ،‬و الدوريات‪ ،‬و التسجيالت الصوتية‪ ،‬و الصور المتحركة ‪ ...‬إلى‬
‫شكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل مقروء بواسطـ ـ ـ ـ ـ ــة تقنيات الحاسبات اآللية عبر النظام الثنائي (البيتات ‪ ) Bits‬و الذي‬

‫‪ 1‬أحمد فرج أحمد‪ ،‬الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها‪ ،‬المملكة المتحدة‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن مسعود اإلسالمية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫يعتبر وحدة المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات األساسية لنظام معلومات يستند إلى الحاسبات األلية‪ ،‬و تحويل‬
‫المعلومات إلى مجموعة من األرقام الثنائية يمكن أن يطلق عليها "الرقمنة"‪ .‬ويتم القيام بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهذه‬
‫‪1‬‬
‫العملية بفضل االستناد إلى مجموعة من التقنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات واألجهزة المتخصصة‪.‬‬

‫و تشير "شارلوت بيرسي" "‪ "Charlotte Burssi‬إلى الرقمنة على أنها منهج يسمح بتحويل‬
‫البيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانات و المعلومات من االلتزام التناظري إلى النظام الرقمي‪ ،‬كما يقدم "دوج هودج" " ‪Doug‬‬
‫‪ "Hodges‬مفهوم ـ ـ ـ ـ ـ ــا أخر تم تبنيه من المكتبة الوطنية الكندية‪ ،‬و يعتبر فيه الرقمنة عمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أو‬
‫إجراء لتحوي ـ ـ ــل المحتوى الفكري المتاح على وسيط تخزين فيزيائي تقلـ ـ ـ ــيدي‪ ،‬مثل )مقاالت‬
‫الدوريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‪ ،‬و الكتب ‪،‬و المخطوطات‪ ،‬و الخرائط ‪ )...‬إلى شكل رقمي‪ ،‬و ذلك ألجل‬
‫‪2‬‬
‫معالجته ـ ـ ـ ـ ــا بواسطة الحاسب االلكتروني‪.‬‬

‫غير أن هذا المصطلح يأخذ عدة معاني حسب السياق الذي يستخدم فيـ ـ ــه‪ ،‬حيث يالحظ أن الرقمنة‬
‫تعني‪:‬‬

‫في الحاسبات‪ :‬تحويل البيانات إلى شكل رقمي بحيث يمكن معالجتها بواسطة الحاسب‪.‬‬

‫في سياق نظم المعلومات‪ :‬تحويل النصوص المطبوعة مثل الكتب و الصور سواء (كانت صو ار‬
‫فوتوغرافية أو إيضاحات أو خرائط) و غيرها من المواد التقليدية من أشكالها التي يمكن أن تق أر‬
‫بواسطة اإلنسان (أي تناظرية) إلى األشك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال التي يق أر فيها بواسطة الحـ ـ ـ ــاسب األلي‪ ،‬أي إل ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫‪3‬‬
‫إشارات ثنائي ـ ـ ـ ــة و ذلك عن طريق استخدام أجهزة المسح الضوئي‪ ،‬والكاميرات الرقمية‪.‬‬

‫أما عن خص ـ ــائص الرقمنة فهي نفس الخصائص المذكـ ــورة في عنص ـ ـ ــر خصائص تكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫المعلومات واالتصال‪.‬‬

‫‪ : 1‬بهجة بومعرافي ‪ ،‬بن تازير مريم‪ ،‬إشكالية معالجة الحروف العربية ضمن مشاريع الرقمنة بالمكتبات الرقمية بجامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية‪ ،‬ص ‪162‬‬
‫‪ : 2‬سعيد يقطيني‪ ،‬من النص إلى النص مدخل إلى جماليات اإلبداع التفاعلي‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز الثقافي العربي‪ ،‬ط ‪ ،2005 ،1‬ص‪02:‬‬
‫‪ :3‬نجالء أحمد يس‪ ،‬الرقمنة وتقنياتها في المكتبات العربية‪ ،‬القاهرة‪ :‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬ص‪20 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أدبيات حول الرقمنة وأهميتها‪:‬‬

‫نعرض في هذا الجزء بعض مفاهيم حول تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وكذا االقتصاد‬
‫الرقمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬وبعد ذلك ننتقل إلى بعض أحدث الدراسات المنجزة حول أهمية الرقمنة في بعض‬
‫القطاعات‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ ـ أدبيات حول الرقمنة‪:‬‬

‫تحتل تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت مكانة هامة في االقتصاديات المعاصرة ‪ ،‬و هي تشمل‬
‫قطاع نشاط مزدهر و قاعدة لالبتكار في مختلف القطاعات األخرى‪ ،‬و تشارك )‪OCDG ( 2017‬‬
‫و )‪ INSEE (2019‬في تعريف هذا القطاع‪ ،‬بحيث ينتهي إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات و‬
‫االتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت األنشطة الت ـ ـ ـ ـ ـ ــالية ‪ :‬نشاط اإلنتاج )إنتاج الحاسوب‪ ،‬البرمجيات‪ ،‬التلفاز‪ ،‬الراديو‪،‬‬
‫الهاتف ‪ ...‬إلخ(‪ ،‬و نشاط اإلنتاج )تجارة الجملة‪ ،‬عتاد اإلعالم اآللي ‪ ...‬إلخ( و الخدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫)االتصاالت‪ ،‬خدمات اإلعالم اآللي‪ ،‬خدمات السمعي البصري ‪...‬إلخ‪ ،‬و يقدم "هوبرت ألكسندر‬
‫سيمون" )الحائز على جائزة نوبل في االقتصاد لسنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪ ( 1978‬تعريفا يستند إلى خصائص‬
‫تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪" ،‬كل معلومة يمكن لألفراد الولوج إليها‪ ،‬سواء كانت شفهيا أو‬
‫رمزيا‪ ،‬أو تق أر عن طريق الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسوب‪ ،‬أو توجد بالكتب و تخزن بالذاك ـ ـ ـ ـرة اإللكترونية"‪.‬‬

‫و قد أدى التطور واالنتشار السريع لتكنولوجيا المعلومات و االتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت إلى تغيير أساليب‬
‫ممارسة األنشطة االقتصادية و أساليب حياة األفراد فنتج عن ذلك نوع جديد من االقتصاد يسمى‬
‫باالقتصاد الرقمي و هو ما يجعله مرتبطا أساسا بتكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬االتصاالت ‪ ،‬البرمجيات‪،‬‬
‫الفضاء اإللكتروني‪ ،‬لذلك نجد أن )‪ INSEE (2019‬يربط االقتصاد الرقمي بتكنولوجيا المعلومات‬
‫و االتصاالت‪" ،‬االقتصاد الرقمي يشمل قطاع االتصاالت‪ ،‬السمعي‪ ،‬البصري‪ ،‬البرمجيات و‬
‫االنترنت كذلك القطاعات الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تعتبر هذه التكنولوجيا أساسا لنشاطها"‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫و هناك من يختصر مفهوم االقتصاد الرقمي في التجارة االلكترونية لكن األصح أن االقتصـ ـ ــاد‬
‫الرقمي هو نتاج االستعمال الفعلي لتكنولوجيا المعلومات و االتصال في مجمل القطاعات‬
‫االقتصادية و من طرف اإلدارة و المؤسسات و األفراد‪ ،‬فيعرف ‪ MEDEF‬االقتصاد الرقمـ ـ ــي‬
‫بمجم وع القطاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الت ـ ـ ـ ـ ــي تعتمد على تكنولوجـ ــيا المعلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات و االتصاالت سواء في عملية‬
‫اإلنتاج أو االستخدام واالستف ـ ـ ـ ـ ــادة‪ ،‬و بالنسبة لـ ‪ OCDE‬فتعتب ــر أن االقتصاد الرقمي يشمل العديد‬
‫من جوانب االقتصاد العالمي‪ ،‬فهو بذلك يشمل البنوك‪ ،‬التجارة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬المواصالت‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫الصحة و دور النشر‪.‬‬

‫و يعرف كذلك االقتصاد الرقمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي بأنه التفاعل و التكامل و التناسق بين تكنولوجيا‬
‫المعلومات و تكنولوجيا االتصاالت من جهة و بين االقتصاد الوطني و الدولي من جهة أخرى‬
‫بم ـ ـ ـ ـ ــا يحقق الشفافية الفوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و اإلتاحة لجميع المؤشرات السائدة لجميع الق اررات االقتصادية و‬
‫المالية و التجارية في الدولة خالل فترة ما‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يظهر جليا أن تكنولوجيا المعلومات واالتصال تعتبر إحدى أهم مرتكزات‬
‫االقتصاد الرقمي‪ ،‬ف االبتكارات التقنية المتواصلة كان لها أثر إيجـ ـ ـ ـ ـ ــابي على مجمل األنشطة‬
‫والمعام ـ ـ ــالت االقتصادية‪ .‬كما أن انتشار االنترنت أظهر نماذج أعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال جديدة وذلك من خالل‬
‫‪1‬‬
‫توسيع المساح ـ ـ ـ ــات السوقية ومضاعفة تسريع المعامالت والمبادالت‪.‬‬

‫‪ :1‬سلمى بشاري‪ ،‬تطوير الرقمنة في الجزائر كألية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا ) كوفيد ‪. ( 19‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المفاهيم النظرية لإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫يعتبر مصطلح اإلدارة اإللكترونية من المصطلحات العلمية الحديثة تماما في مجال العلوم‬
‫اإلداريـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وقد تم تناوله بالعديد من التعريف نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬هي وظيفة انجاز األعمال باستخدام النظم والوسائل االلكترونية‪ ،‬وتقوم بإنجاز الوظائف‬
‫اإلدارية من تخطيط وتنظيم ورقابة واتخاذ الق اررات من خالل استخدام نظم تكنولوجيا‬
‫المعلومات داخـ ـ ــل المنظمة من ناحية‪ ،‬كما تقوم بربط المنظمة بفئة المؤثرين (من موردين‪،‬‬
‫مشترين‪ ،‬عمالء‪ ،‬منافسين‪ ،‬أجهزة وهيئات حكومية) وذلك بهدف تطوير عالقات المنظمة‬
‫‪1‬‬
‫مع بيئتها من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية هي عبارة عن‪ :‬استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وخاصة‬
‫شبكة االنترنت‪ ،‬في جميع العمليات اإلدارية الخاصة بمنشأة ما بغية تحسين العملية‬
‫‪2‬‬
‫اإلنتاجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة وزيادة كفاءة وفعالية األداء بالمنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة اإللكترونية هي العملية اإلدارية القائمة على اإلمكانيات المتميزة لإلنترنت وشبكات‬
‫األعمال في تخطيط وتوجيه والرقابة على الموارد والقدرات الجوهرية للشركة واألخرين بدون‬
‫‪3‬‬
‫حدود‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف الشركة‪.‬‬
‫نستنتج من خال ل التعاريف السابقة أن اإلدارة اإللكترونية هي عملية عصرية تقوم من‬ ‫‪-‬‬
‫خاللها اإلدارة بتوظيف منظومة إلكترونية متكاملة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات لتحسين‬
‫العمليات اإلدارية المختلفة داخل المنظمة عبر تحويلها من العمل اليدوي إلى أعمال تدار‬

‫‪ : 1‬إيهاب فاروق مصباح العاجز‪ ،‬دور اثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة االلكترونية "دراسة تطبيقية على وزارة التربيةو التعليم العالي – محافظة‬
‫غزة‪ ،‬رسالة ماجستير في إدارة األعمال‪ ،‬قسم إدارة األعمال‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪ ،2011،‬ص ص ‪-38‬‬
‫‪.39‬‬
‫‪ : 2‬محمد أحمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسرة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2009،‬ص ص ‪.41-42‬‬
‫‪: 3‬نجم‪ ،‬نجم عبود‪ ،‬اإلدارة و المعرفة اإللكترونية‪(،‬د‪،‬ط)‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص‪.185‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫بواسطة التقنيات الرقمية مما يوفر الجهد واإلنفاق وتحديد االستفادة القصوى من المعلومات‬
‫المتاحة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الفرق بينها وبين الحكومة االلكترونية واإلدارة التقليدية‪:‬‬

‫‪1‬ـــ الفرق بين اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‪:‬‬

‫كثر الجدل في األونة األخيرة بشأن مصطلحي الحكومة اإللكترونية و اإلدارة اإللكترونية هل‬
‫هما مصطلحان مختلفان أم مترادفان؟ توصلت الدراسات إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أن العالقة بينهما عالقة الجزء‬
‫بالكل‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية هي الجزء و تعني تحويل جميع العمليات ذات الطبيعة الورقية إلى‬
‫عمليات ذات طبيعة إلكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة باستخدام التطورات التقنية الحديثة "العمل اإللكتروني" أو‬
‫إدارة بال أوراق‪ ،‬تمثل الحكومة اإللكترونية الكل‪ ،‬و تعني العمليات اإللكترونية التي يتم من خاللها‬
‫‪1‬‬
‫الربط بين اإلدارات التي تطبق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫تعبير اإلدارة اإللكترونية هو المصطلح األقرب لتحقيق التوافق بين مفهوم الحركة‬
‫اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والخدمات التي تقدمها إدارات الدول على أساس أن المراد ليس ممارسة سلطة‬
‫الحكم بطريقة إلكتروني ـ ـ ــة‪ ،‬وإنما إدارة األمور بطريقة إلكترونية على المستوى الحكومي‪ ،‬و تعني‬
‫اإلدارة اإللكترونية تحول المصالـ ـ ــح وجهات القطاع الخاص نحو قضاء وظائفها ومهامها فيمـ ــا‬
‫يتص ـ ـ ـ ـ ـ ــل بتقديم الخدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات للجمهور والتعامل معها‪ ،‬أو فيما بينها بطريقة سهل ـ ـ ــة من خالل‬
‫‪2‬‬
‫استخدام تقنية المعلوم ـ ـ ــات و تطور االتصاالت في أداء كل منها‪.‬‬

‫‪2‬ـــــ الفرق بين اإلدارة التقليدية واإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ :1‬سامر مؤيد عبد اللطيف‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دراسة في اإلطار النظري و التطبيقي‪ ،‬مجلة رسالة الحقوق‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬س لسادسة‪،‬‬
‫ص‪.172‬‬
‫‪ :2‬رافيق بن مرسلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫تختلف اإلدارة اإللكترونية عن اإلدارة التقليدية من خالل سالسة أدائها وإيقاعها السريع‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت أداة فعالة في أيدي الجهات اإلدارية المبادرة بتطبيق التقنية في دوائرهم اإلدارية‪ .‬ونميز‬
‫مما يلي العناصر التي تتميز بها اإلدارة اإللكترونية عن اإلدارة التقليدية‪:‬‬

‫‪ -1‬الميزة‪ :‬يمكن للوثائق اإلدارية الورقية أن تتلف مع مرور الزمن بينما النظام الرقمي لإلدارة‬
‫اإللكترونية يحفظ من التلف والتقادم ويمكن تأمينه أكثر عن طريق التخزين اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -2‬الحفظ‪ :‬في اإلدارة التقليدية تتعرض أغلب الوثائق المهمة إلى الضياع مما يتسبب في‬
‫ضياع حقوق األفراد وغيرها‪ ،‬على عكس اإلدارة اإللكترونية التي يصعب فيها فقدان أية‬
‫بيانات أو ملف من الملفات التي تم حفظها علـ ـ ـ ــى الشبكة اإللكترونية‪ ،‬بل من الممكن‬
‫استرجاعها بعد الحذف‪.‬‬
‫‪ -3‬الضياع‪ :‬من الصعب إن لم يكن مستحيال استرجاع الوثائق الملموسة بعد ضياعها أو‬
‫تلفها بينما يسهل البحث في أرشيف الشبكة عن أية معاملة في اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬االسترجاع‪ :‬تعرف اإلدارة التقليدية بارتفاع تكاليف حفظ الملفات و المعامالت و‬
‫استخراجها أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا في اإلدارة اإللكترونية فاألمر ال يكلف سوى توفر وسائط التخزين أو‬
‫الشبكة التي حملت عليها المعلومات سلفا‪.‬‬
‫‪-5‬التكاليف‪ :‬تحتاج اإلدارة التقليدية إلى مساحات كبيرة ومخازن ضخمة بينما تحتاج األجهزة‬
‫المحملة عليـ ـ ـها الملفات في اإلدارة اإللكترونية إلى غرفة صغيرة‪.‬‬
‫‪ -6‬المكان‪ :‬تتأثر اإلدارة التقليدية بالعامل البشري بينما تضمن اإلدارة اإللكترونية برامج‬
‫حماية عـدم التالعب بالملفات والتعامالت سواء الحذف أو اإلضافة‪.‬‬
‫‪ -7‬الحماية‪ :‬تتأثر اإلدارة التقليدية بالعامل البشري بينما لإلدارة اإللكترونية البرامج التقنية‬
‫التي تسجل أي إج ارء يتم تسجيله بالساعة والدقيقة والثانية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫‪ -8‬التوثيق أو الضبط‪ :‬يقوم الموظف في اإلدارة التقليدية بإجراء توثيق أو ضبط الملفات‪،‬‬
‫مما يصعب اكتشاف األخطاء المرتكبة أثناء ذلك‪ ،‬أما في اإلدارة اإللكترونية ف ـيتم التعامل‬
‫مع األمر الكترونيا من خالل برامج الحاسوب المخصصة لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪-9‬التفاعل‪ :‬تحتاج اإلدارة التقليدية إلى أيام وأشهر إلنجاز المعامالت‪ ،‬بينما تتفاعل اإلدارة‬
‫اإللكترونية بسرعة فائقة مع مراجعيها‪.‬‬
‫‪ -10‬السرعة‪ :‬محدودية ساعات الدوام الرسمي لإلدارة التقليدية‪ ،‬عكس اإلدارة اإللكترونيـ ـ ـ ـة‬
‫التي تقدم خدماتها ‪ 24‬ساعة يوميا‪.‬‬
‫‪ -11‬مدة الخدمة‪ :‬صعوبة إنجاز المهام الخاصة نتيجة اإلجراءات المتداخلة بالنسبة‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ـإلدارة التقليدية مقارنة مع سهولة إنجازها بيسر وسهولة الكترونيا‪.‬‬
‫‪ -12‬المهام‪ :‬ال يتوفر لإلدارة التقليدية إمكانية االستفادة من موارد المعلوماتية على عكس‬
‫اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على استثمار الموارد المعلوماتية وتخزينها‪.‬‬
‫‪ -13‬طبيعة اللقاء‪ :‬تحتاج اإلدارة التقليدية إلى أيام وأشهر إلنجاز المعامالت‪ ،‬أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬
‫بالنسبة لإلدارة اإللكترونية فهي تتميز بالتفاعل السريع إذ يمكنها استقبال أالف الطلبات أو‬
‫‪1‬‬
‫الرسائل في زمن قصير وإرسال رسائل لعدد كبير‪.‬‬

‫يتضح من خالل ما سبق أن اإلدارة التقليدية تبطئ العمل اإلداري من خالل إمكانية إتالف‬
‫المعامالت الورقية وصعوبة الحصول عليها بسبب ضياعها إما سهوا أو تعمدا‪ ،‬ولصيانتها تتطلب‬
‫تكاليف باهظة إلصالح التلف‪ ،‬باإلضافة إلى تخصيص مساحات تخزين كبيرة من أجل ضمان‬
‫حفظها وصيانتها‪.‬‬

‫تتميز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقليدية بخصائص هامة‪ ،‬يتحقق من خاللها مجموعة‬
‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن اإليجابيات أبرزها أن الخدمة العمومية تقدم للمستفيدين بصورة مرضية و خالل مدار ‪24‬‬

‫‪ :1‬حسين بن محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق‪ ،‬المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارة نحو أداء متميز للقطاع الحكومي‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،2009 ،‬ص ‪ 06‬إلى ‪.09‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫ساعة و بتكلفة مـ ـالية مناسبة‪ ،‬باإلضافة إلى عنصر السرعة في إنجاز المعامالت في إطار من‬
‫الشفافية بعيدا عـن المحسوبية‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى طابع سرية المعلومات و تقليل مخاطر‬
‫فقدانها و صغر مكان حفظها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مزايا اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫ـ ـ ـ تحسين مستوى الخدمة للمواطنين‪ :‬هو ما يتطلب خلق بيئة عمل تتنوع فيها المهارات والكفاءات‬
‫المؤهلة مهنيا لتفادي األخطاء اليدوية التي قد تحدث عند تأدية الخدمة بالطريقة التقليدية‪.‬‬

‫ـ ـ ـ التقليل من التعقيدات اإلدارية وسهولة االستعمال واإلتاحة للجميع‪ :‬إذ بفضل هذه التقنية يمكن‬
‫مرحل‬
‫القضاء على البيروقراطية السيئة التي عهدناها في إدارت ـ ـ ـ ــنا التقليدية‪ ،‬من خالل اختصار ا‬
‫إنجاز المعامـ ـ ـ ـ ــالت و التقليل من عدد الدوائر القائمة على اإلنجاز في زمن قصير‪ ،‬كما أنها تتيح‬
‫للزبون الحصول عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الخدمة دون عناء التنقل فهي متوفرة في كل مكان‪.‬‬

‫ـ ـ ـ تخفيض التكاليف‪ :‬مـن خالل االستثمار فـي تكنولوجيا المعلومات ما يعود بالمنفعة على الجهة‬
‫مقدمة الخدمة‪ ،‬فهذه اإلدارة ال تحتاج إلى توفير مباني ضخمة الستقبال الجمهور وللتقليص من‬
‫عدد الموظفين وتخفيض كمية األوراق والخدمات المستعملة في إنجاز المعامالت‪ ،‬ونظ ار للتنافسية‬
‫فـ ـ ـ ـ ــإن الخدمات تقدم بأسعار منخفضة وهو ما سينعكس على تخفيض التكاليف‪.‬‬

‫ـ ـ ـ التركيز على النتائج‪ :‬ينصب اهتمام اإلدارة العامة اإللكترونية على تحويل األفكار إلى نتائج‬
‫ملموسة وهو م ـ ـ ـ ــا يحقق فوائـ ـ ـ ــد ل لجمهور تتمثل خاصة في تخفيف العبء‪ ،‬من خالل توفير الخدمة‬
‫بشكل مستمر على مدار الساعة م ـ ــا يسمح للزبون بالدخول على الشبكة في كل وقت ليال ونها ار‬
‫سواء في أوقات العمل الرسمية أو خارجها‪ ،‬وهذا ما يوفر الجهد‪ ،‬الوقت والمال‪.‬‬

‫ـ ـ ـ تحقيق الشفافية اإلدارية‪ :‬تعمل اإلدارة اإللكترونية على توحيد خطوات تنفيذ الخدمة يعني إيجاد‬
‫أسلوب موحد للتعامل مع كل من يرغب في الحصول على خدمات هذه اإلدارة‪ ،‬وجعل الموقع متاحا‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫لـ ـ ـ ـ ـ ــكل من يرغب في التعامل معها من الجمهور دون إخفاء أو حجب أي معلومة‪ ،‬إال ما تعلق‬
‫منها بالحياة الخاصة لألفراد أو الماسة باألمن والسالمة العامة‪ .‬كما أن العملية تتم دون أن يكـ ــون‬
‫هناك اتصال مباشر بين طالب الخدمة والموظف‪ ،‬ما يفوت عليهم فرص الرشوة والتالعب ما يساهم‬
‫في مكافحة الفساد اإلداري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقمنة والتوجه نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬

‫المطلب األول‪ :‬أهداف ودوافع التحول نحو اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪1‬ـــ أهداف التحول نحو اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫من خالل المزايا التي ذكرناها سابقا‪ ،‬يتضح لنا جليا أن أغلب مبررات اإلدارة اإللكترونية تعمـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫علـ ـ ـ ـ ـى االنتقـ ـ ـ ـ ـ ـال و التحول الجذري من األساليب اإلدارية التقليدية إلى العمل اإللكترونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‪ ،‬و‬
‫مدى مواكب ـتها للتطور النوعي و الكمي الهائل في مجال تطبيق تقني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات و نظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم المعلومات‪ ،‬و‬
‫ذلك في محاولة منها تجسيد جملة من األهداف العامة التي نحاول إيجاز أهمها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إعادة هيكلة المؤسسة التقليدية من أجل تحسين األداء اإلداري عن طريق كسب الوقت‬
‫والتقليل من التكلفة الالزمة إلنجاز األعمال وصوال إلى خدمة عامة معقلنة‪.‬‬

‫‪ -‬التخفيض من حدة الجهاز البيروقراطي والحد من تعقيداته من خالل إعادة النظر في‬
‫الموارد البشرية المتاحة والعمل على رفع كفاءتها‪ ،‬ومهارتها تكنولوجيا‪ ،‬والتحول نحو‬
‫االعتمـ ـ ـ ـ ـ ـاد على المراسالت االلكترونية بدال من البريد الصادر والوارد‪.‬‬

‫‪ -‬التوجه نحو شفافية العمل اإلدارة وشفافية المعلومات المعروضة على جميع العمالء‬
‫والمواطنين‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫‪ -‬ترشيد الق اررات المتعلقة بالعمل الحكوم ـ ـ ـ ـي وتقليص االزدواجية في اإلجراءات المعقـ ـ ـدة‬
‫وتخفيض القيود البيروقراطية قدر اإلمكان من خالل تبسيط واختصار اإلجراءات‪.‬‬

‫كما قلنا سابقا فإن اإلدارة اإللكترونية تعمل على تحقيق انتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال وتحول جذري من‬

‫األساليب اإلدارية والتقليدية إلى العمل اإللكتروني‪ ،‬لتجسيد األهداف التالية والتي نتناولـ ـ ــها بنوع من‬
‫التفصيل وذلك كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دقة البيانات وتلخيص اإلجراءات اإلدارية‬

‫يكون اإلنجاز اإللكتروني للخدمة عادة أكثر دقة وإتقانا من اإلنجاز اليدوي‪ ،‬كمـ ـ ـ ـ ـ ـا أنه‬ ‫‪-‬‬
‫يخضع لرقابة أسهل وأدق من تلك الت ـ ـ ـي تفرض على الموظف في أداء عمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه في نظام‬
‫اإلدارة التقليدية‪.‬‬

‫وبذلك يمكن تقديم خدمات أفضل لمستحقيهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا واستغالال أمثال إلمكانيات اإلدارة من خالل‬
‫‪1‬‬
‫اتباع أساليب مشابهة ألساليب التجارة االلكترونية‪.‬‬

‫إمكانية الحصول على المعلومات المطلوبة تكون متوفرة من عدة جهات‪ ،‬و بالتالي الثقة‬ ‫‪-‬‬
‫بصحة البيانات المتبادل ـ ـ ـة التي أعيد استخدامها ستكون مرتفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬و القلق من عدم دقة‬
‫المعلومات أو عملية أخطاء اإلدخال اليدوي ستنكمش‪ ،‬كما أن األعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الورقية و تعبئة‬
‫البيانات يدويا ستنعدم ‪ ،‬كما و ستنعدم الحاجة لتقديم نسخ من المستندات الورقية طالما أن‬
‫‪2‬‬
‫اإلمكانيات متاحة لتقديمها إلكترونيا‪.‬‬

‫كان الحصول على بعض المعلومات في ظل اإلدارات التقليدية يح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتاج إلى انتظار‬ ‫‪-‬‬
‫المراجع ساعات وربما أياما‪ ،‬فيقدم الطلب وينتظر يوم أو يومين‪ ،‬أصبح في ظل اإلدارات‬

‫‪ : 1‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬الحكومة االلكترونية و المرافق العامة‪ ،‬المؤتمر العلمي األول حول الجوانب القانونية و األمنية للعمليات االلكترونية منظم المؤتمر‪،‬‬
‫أكاديمية شرطة دبي –مركز البحوث و الدراسات‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬دبي‪ ،‬ص ‪.11:‬‬
‫‪: 2‬سوسن زهير المهتدي ‪ ،‬تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2011 ،‬ص‪.29-28‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫اإللكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ال يستغرق دقائق يمكن خاللها المراجع أو صاحب الطلب أن يحصل على‬
‫المعلومات بنفسه‪ ،‬م ـن دون الحاجة إلى الرجوع إلى موظف قد يكون دوامه قد انتهى في‬
‫‪1‬‬
‫الوقت الذي يحتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاج فيه أحدهم إلى معلومة بشكل عاجل‪.‬‬

‫إنجاز المعاملة الكترونيا ال يستغرق غير دقائق معدودة مما يوفر الوقت الضائع في‬ ‫‪-‬‬
‫االنتقـ ـ ـ ـ ـ ـال إلى مقر اإلدارة والبحث عن الموظف المختص‪ ،‬وانتظار الدور‪ ،‬وقيام الموظف‬
‫بالتحقق من توافر شروط الخدمة المطلوبة وإنجاز المعامل ـ ـ ـ ـ ـ ـة يدويا إذا صلحت النوايا‪ ،‬لذلك‬
‫فإن اإلدارة االلكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة توفر للمواطن خدماتها بسرعة من خالل دخول الصف وطول‬
‫‪2‬‬
‫انتظار الدور‪.‬‬

‫بفضل سرعة اإلنجاز أمكن االستغناء عن خدمات بعض المرافق كخدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة مرفق البريد‬ ‫‪-‬‬
‫العادي التقليدي في حدود كبيرة باستخـ ـ ـ ـدام البريد اإللكترونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الذي يصل إلى موقع البريد‬
‫المرسل إلي ـ ـ ـه في لحظات‪ ،‬ويمكن أن يتبع الرد في لحظات أيضا إذا كان المرسل إليه مستعدا‬
‫‪3‬‬
‫للرد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ترشيد األيدي العاملة وتخفيض التكاليف‬

‫‪ -‬إمكانية تسريح األفراد غير الفاعلين المحسوبين على المؤسسة‪ ،‬ويكابدونها خسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائر‬

‫فادحة من جـ ـ ـ ـراء استنزاف جزء كبير من ميزانية المؤسسات من خالل الرواتب والمنح‬
‫التحفيزية و المكافآت الدورية والتي قد تكون دون وجود دور حقيقي أو مهمة مؤثرة يؤدونها‪،‬‬
‫مما يسبب إحباطا لكثير من الموظفين اللذين ال يحصلون على مميزات رغم أنهم الجنود‬
‫‪4‬‬
‫المجهولون وراء إنجاز المؤسسة ‪.‬‬

‫‪:1‬حسين بن محمد الحسنن مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30:‬‬


‫‪: 2‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ :3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.11-10‬‬
‫‪ :4‬حسين بن محمد الحسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11:‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫‪ -‬يحتاج إقامة نظام اإلدارة اإللكترونية في البداية إلى مبالغ غير يسيرة تنفق في شراء‬
‫األجهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزة والمعدات وإعداد برامج تدريب العاملين‪ ،‬غير أن أداء الخدمات بالطريق‬
‫االلكتروني بعد ذلك تقلل تكلفة عدد الموظفين المطلوبين للعمل في اإلدارة‪ ،‬واختصار‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات ومراحل العمل فضال عن تخفيض أو االستغناء عن كميات األوراق واألدوات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التخلص من حدة البيروقراطية وتوفير الشفافية اإلدارية‬

‫انطالقا من اإلدارة االلكترونية كونها م اردفة لعمليات تبسيط اإلجراءات الحكومية‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫تسيير النظام البيروقراطي أمام المواطنين‪ ،‬من خالل إيصال الخدمات لهم بشكل سريع و‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ادل في إطار من النزاهة و الشفافية و المساءلة الحكومية‪ ،‬ووضع حد لالنحرافات و‬
‫التجاوزات عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى مستوى منظمة الخدمة العمومية باعتبارها تمثل عوامل تعرقل اإلصالح‬
‫‪2‬‬
‫التنظيمي و تجسيد صورة من صور الفس ـ ـ ـ ـ ـاد اإلداري‪.‬‬

‫تتم الخدمات إلكترونيا وعلى مدار أربع وعشرين ساع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة يوميا وخالل سبعة أيام أسبوعيـ ـا‬ ‫‪-‬‬
‫دون التدخل المباشر من قبل الموظف المعني شخصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‪ ،‬فال تبقى فرص ـة لالبتزاز الوظيفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫والبحث عن الحصول على رشاوى و عموالت غير شرعية طالما فرصة اللقاء المباشر ما بين‬
‫‪3‬‬
‫مرسل الخدمة و متلقيها لم تحقق وجها لوجه بل فقط من خالل العالقة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬توفر الشفافية في تقديم الخدمة العامة بحيث أن الواقع الجديد في تقديم الخدم ـ ـ ـ ـ ـ ـة لمنتفعيها من‬
‫كافة أطراف المجتمع المعني يحول دون توفر فرص المحاباة واالنحياز لصالح جهة أو طرف أو‬

‫‪ :1‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11:‬‬


‫‪ :2‬عبد الحكيم عشور‪ ،‬دور الحكم اإللكتروني في مكافحة الفساد اإلداري و الواليات المتحدة نمو\جا‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬ع الحادي عشر‪( ،‬د‪،‬س‪،‬ن)‪ ،‬ص ‪-461:‬‬
‫‪.462‬‬
‫‪: 3‬كمال النقيب ‪ ،‬أهمية الحكومة اإللكترونية في ترشيد و تخفيض التكاليف الحكومية و دورها في معالجة الفساد المالي و الغداري‪ ،‬ورقة عمل مقدمة من‬
‫مؤتمر دور الحكومة اإللكترونية في تحقيق الظظغدارة الرشيدة‪ ،‬ع ‪ ،127‬من الثالثة و الثاثون‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص‪.185:‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫مجموعـ ـ ـ ـ ـ ـة أو فرد معين على حساب األخرين وذلك بالسير وفق إرشادات وتعليمات محددة‬
‫‪1‬‬
‫إلكترونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا ال يمكن التالعب بها من قبل أي كان و لصالح أي كان‪.‬‬

‫‪2‬ــــ دوافع التحول نحو اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫دفعت موجة التغيير في مجال تقديم وإيصال المعلومات بجميع الحكوم ـ ـ ـ ـ ـ ــات للتحول نحو اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لذلك نجد عدة تطورات دفعت باتجاه اعتماد اإلدارة اإللكترونية منها ما يتعلق‬
‫بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمسؤولين الحكوميين اللذين يقومون بتطوير طرق جديدة لتطوير العم ـ ـ ــل الحكومي‪ ،‬و لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزيادة‬
‫الكفاءة في ت وصيل الخدمات و أحيانا استجابة لضغوط المواطنين أو قطاع األعمال أو ألطراف‬
‫أخرى لها عالقة ب ـ ـ ـ ـ ـ ــالعمل الحكومي‪ ،‬و نجد في كل دولة هناك دوافع تظهر في الواقع تدعو إلى‬
‫‪2‬‬
‫التحول إلى اإلدارة اإللكترونية على حسب وضعها االقتصادي و السياسي‪.‬‬

‫جاءت اإلدارة اإللكترونية بوصفها أسلوبا إلكترونيا لإلدارة‪ ،‬ولذلك فهي تهدف إلى توفير منظومة‬
‫عمل متكاملة بما يحقق تقديم أرقى الخدمات التي يلبيها المرفق العام للمستفيدين‪ ،‬إضافة إلى‬
‫االستغالل األمثل لموارد المنظمة‪.‬‬

‫إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية ليس دربا من دروب الرفاهية وإنما حتمية تفرضها التغيرات‬
‫العالمية‪ ،‬وقد فرض التقدم العلمي والتقني والمطالبة المستمرة برفع جودة األداء اإلداري‪ ،‬كلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا من‬
‫األمور التي دعت إلى التطور اإلداري والتح ـ ــول نحو اإلدارة اإللكترونيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬ويمثل عام ـ ـ ــل الوقت‬
‫أحد أهم العجالت التنافسية بين الدوائر والمؤسسات فلم يعد من المقبول اآلن تأخر تنفيذ العمليـ ـ ـ ــات‬
‫‪3‬‬
‫بدعوى التحسين وذلك الرتباط الفرص المتاحة أمام الدوائر والمؤسسات بعنصر الوقت‪.‬‬

‫‪ :1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.185 :‬‬


‫‪: 2‬عمار بوحوش‪ ،‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد و العشرين‪( ،‬د‪،‬ط)‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪ ،2006‬ص ‪.184-183‬‬
‫‪ : 3‬رأفت رضوان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪( ،‬د‪،‬ط)‪ ،‬مركز المعلومات و اتخاذ القرار بمجلس الوزراء‪ ،‬القاهرة‪ ،2004،‬ص ‪.5‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫أوال‪ :‬تسارع التقدم العلمي والتكنولوجي واالستجابة لمتطلبات البيئة المحيطة‬

‫إن دور شبكات المعلومات واالتصاالت يهدف إلى ترسيخ قيم جديدة مثل الشفافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫والمساءلة والمراجعة والمشاركة‪ ،‬حيث لم يعد حك ار على مستوى إداري دون أخر بل أصبح معيار‬
‫‪1‬‬
‫النفوذ والقدرة على التأثير هو كيفية إدارة هذه المعلومات‪.‬‬

‫التسارع في الثورة المعرفية والتكنولوجية والت ـ ــي ساهمت في مختلف مجاالت الحياة اإلنسانية‪ ،‬ومنها‬
‫‪2‬‬
‫نتائج عمل المنظمات العامة والخاصة‪ ،‬في قطاع التكنولوجيا‪.‬‬

‫إن انتشار وتطبيق مفهوم وأساليب اإلدارة اإللكترونية في كثير من المنظمات والمجتمعات يحتم‬
‫على كل دولة االلتحاق بركب التطور‪ ،‬تجنبا الحتماالت العزلة و التخلف عن مواكبة عصر‬
‫السرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والمعلومات‪ ،‬و التنافس في تقديم الخدمات و السلع بناء على المعايير و السهولة و‬
‫‪3‬‬
‫الفعالية و النوعية و الكمية المالئمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ترابط المجتمعات في ظل توجهات العولمة‬

‫ساهمت التوجهات العالمية المتزايدة نحو االنفتاح و الترابط و التكامل بين المجتمعات‬
‫اإلنساني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة المختلفة م ـ ـ ـ ـ ـ ــا يعرف اليوم بظاهرة العولمة كفلسفة جديدة للعالقات الكونية لها أبعاد‬
‫‪4‬‬
‫و اجتماعية و إدارية و قانونية و بيئة متكاملة‪.‬‬ ‫سياسية و اقتصاديـ ــة‬

‫ساهمت حركات التحرر العالمية التي تطالب بمزيد من االنفتاح و الحرية و المشاركة و احترام‬
‫حقوق اإلنسان في إحداث تغيرات في البناء المجتمعي عموما و طبيعة األنظمة السياسية و‬
‫االجتماعية على وجه الخصوص‪ ،‬و قد رافق تلك التغيرات ارتفاع في مستوى الوعي و التوقعات‬

‫‪:1‬محمد كيالني شادية جابر‪ ،‬نمو\ ج مقترح للخدمات التي تقدمها الحكومة اإللكترونية لطالب كلية التربية‪ ،‬مجلة كلية التربية –جامعة المنصورة‪ -‬ع ‪- 60‬‬
‫يناير‪ ،2006 ،‬ص‪.185‬‬
‫‪ : 2‬ليث سعد هللا حسين ابراهيم‪ ،‬الحكومة االلكترونية و تأمين الخدمات و أداء متميز لمستقبل اإلدارة العامة " إمكانيات و متطلبات التطبيق" ‪ ،‬المجلة العربية‬
‫لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،24‬ع ‪20‬ن ‪ ،2004‬ص ‪.111:‬‬
‫‪ :3‬عبد العزيز فهد المغيرة‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة الغلكترونية في إجراءات العمل اإلداري من وجهة نظر موظفي ديوان وزارة الداخلية السعوديةن رسالة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلدارية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية‪ ،2010 ،‬ص‪.25-24:‬‬
‫‪:4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.25:‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫الشعبية بما في ذلك نشوء رؤى في مقدمة تلك الرؤى ضرورة تحسين األداء الكلي لمؤسسات القطاع‬
‫‪1‬‬
‫العام للسياسة و اإلدارية و القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ و مراحل تطبيق اإلدارة اإللكترونية (الرقمنة)‪:‬‬

‫‪1‬ــــ مبادئ تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫يرتكز تطبيق اإلدارة اإللكترونية وفق أدبيات قيام الحكومات االلكترونية على مجموعة مبادئ‪:2‬‬

‫‪-1‬تقديم أحسن الخدمات للمواطن‪:‬‬


‫اي جعل المواطن محور العملية اإلدارية‪ ،‬من خالل خلق بيئة عمل تتميز بمختلف الكفاءات‬
‫و المهارات المؤهلة الستخدام مختلف التكنولوجيات الحديثة‪.‬‬
‫‪ -2‬التركيز على النتائج ‪:‬‬
‫يكون تركيز الحكومـ ـ ـ ـ ـة االلكترونية (اإلدارة العامة االلكترونية)‪ ،‬منصبا على تحويل األفكار‬
‫إلى نتائج ملموسة من طرف المواطنين‪ ،‬من خالل تخفيف العبء عليهم من حيث ( الجهد‪،‬‬
‫الم ـ ـ ـ ـال‪ ،‬الوقت) و ضمان استم اررية تقديم الخدمة(‪ 7‬أيام‪ 7/‬أيام‪ 24 -‬ساعة‪ 24 /‬ساعة)‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التركيز على جودة هذه المخرجات و مالءمتها لالحتياجات على مدار الزمن‪.‬‬
‫‪-3‬سهولة االستعمال و اإلتاحة للجميع‪:‬‬

‫لن يكون تطبيق اإلدارة اإللكترونية فعاال‪ ،‬إال إذا ك ـ ـ ـان متاحا لجميع المواطني ـ ـ ـ ـ ـ ـن‪ ،‬وقدرة‬
‫ال ـحصول واالستعمال الجيد لتقنيات اإلدارة االلكترونية في جميع المنازل و المدارس ‪ ...‬إلخ‪،‬‬
‫لكي يتمكن المواطن من تحقيق التواصل بينه و بين ما توفره اإلدارة اإللكترونية من خدمات‪.‬‬

‫‪-4‬تخفيض التكاليف‪:‬‬

‫‪:1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25 :‬‬


‫‪ :2‬بوحوش عمار‪ "،‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد و العشرين"‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،2006 ،‬ص ص ‪( 191-189‬بتصرف)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫وذلك من خالل االستثمار في تكنولوجيات المعلومات‪ ،‬و تعدد المتنافسين على تقديم الخدمات‬
‫يؤدي حتما إلى تخفيف التكاليف‪.‬‬

‫‪-5‬التغير (التحديث المستمر)‪:‬‬

‫وهو مبدأ أساسي من مبادئ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ تسعى وباستمرار وانتظام لتحسين مستوى األداء‬
‫وجودة المخرجات من أجل كسب رضا الزبون أو بقصد التفوق على المنافسين‪.‬‬

‫مما سبق‪ ،‬نستنتج أن مبادئ اإلدارة اإللكترونية تتقاطع مع مبادئ و أهداف التسيير العموم ـ ــي‬
‫في مسعى تحسين أداء القطاع العمومي و تحقيق أقصى حد من الرفاهية االجتماعية للمواطن‪.‬‬

‫‪2‬ــــ مراحل تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫تمر عملية تطبيق الرقمنة بالمراحل التالية‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬التخطيط الميداني‪:‬‬

‫تعتمد هذه المرحلة على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول فعل الرقمنة من الناحية‬
‫النظرية‪ ،‬مم ـ ــا يتيح للمسؤولين من فهم الديناميكيات والميكانيزمات التي تدفع هذه التقنيات )من‬
‫الناحية الفلسفية(‪ ،‬و فرصة الستكشاف المشاريع و المبادرات التي تنشط في مجال مرافق‬
‫المعلومات بصفة خاصة‪ ،‬و بعض المشاريع األخرى التي تنشط في المؤسسات ذات التوجه الربحي‬
‫بصفة عامة‪.‬‬

‫تحاول هذه المرحلة البحث في الفرص والتهديدات التي تحوم حول المشروع ودراسة كل المجاالت‬
‫التي تتصل بالمشروع من قريب أو من بعيد‪ ،‬وهي مرحلة إستراتيجية في حياة المشروع‪ ،‬ألنها‬
‫مرتبطة أيما ارتباط بمالمح الخط السياسي العام للبالد‪.‬‬

‫وأهم ما يمكن تعيينه في هذه المرحلة‪ ،‬هو‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫ـ ـ ـ تعيين اإلطار اإلداري والتنظيمي للمشروع‪ :‬في هذه الخطوة يتم ترسيم الكثير من الشكليات‬
‫ا لتنظيمية‪ ،‬والتي تجعل المعلومات تتدفق في قنواتها الرسمية‪ ،‬وأهم ما يتم تحديده‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫ـ ـ تعيين مدير للمشروع‪.‬‬

‫ـ ـ تعيين فريق (لجنة( المشروع‪.‬‬

‫ـ ـ تعيين مدير فني للمشروع والذي عادة ما يكون من الذين لهم خبرة في قيادة هذه المشاريع و بعد‬
‫هذه الخطوات يقوم أعضاء فريق المشروع بتحديد النقاط التالية‪:‬‬

‫ـ ـ وضع األهداف العامة للمشروع‪.‬‬

‫ـ ـ القيام بعملية المسح للتعرف على احتياجات المستعملين أو المستفيدين‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد مصادر التحويل‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد التكلفة المالية المبدئية‪.‬‬

‫ـ ـ اختيار الرقمنة المحلية أو بالمورد‪.‬‬

‫ـ ـ وضع طلبات العروض و مواصفات المشروع للموردين‪.‬‬

‫ـ ـ وضع خطة واضحة للمواد التي سوف ترقمن‪.‬‬

‫توضيح الخطة التشريعية و القانونية لهذه المواد‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد المعايير الفنية التي سيتم على إثرها تطبيق الرقمنة )كالوضوح‪ ،‬التباين‪ ،‬أشكال الملفات( ‪.‬‬

‫ـ ـ تنصيب وبرمجة خطة تقويمية في كل مرحلة‪ ،‬ألجل التحكم في تدفق نشاطات المشروع‪.‬‬

‫ـ ـ شراء التجهيزات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫ـ ـ تجهيز مكان الترقيم إذا كان سيتم داخل المكتبة‪.‬‬

‫ـ ـ وضع رؤية واضحة لحفظ الكيانات الرقمية‪.‬‬

‫ـ ـ توثيق كل الق اررات المتخذة‪ ،‬فهي تشكل في األخير وثيقة إدارية وتسييرية هامة‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد نمط إستراتيجية الرقمنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إن رقمنة مجموعة من الوثائق تتم بطريقتين‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬هي وضع المواد المرقمنة و التي غالبا ما تحمل خصائص الندرة الكمية و الجودة‬
‫و كثرة الطلب على الشبكة المحلية‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬تتمثل في وضع المواد المرقمنة مباشرة على الخط المباشر عبر موقعها في‬
‫االنترنت‪ ،‬مما يعني أن المستفيدين الذين ستقدم لهم المواد المرقمنة يؤثرون في استراتيجية الرقمنة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬اختيار المواد للرقمنة‪.‬‬

‫إن الرقمنة بمفهومه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الواسع عملية تستهلك الكثير من الجهد و تستغرق مدة زمنية طويلة‪ ،‬و‬
‫تحتاج إلى الكثير من المواد المالية‪ ،‬باإلضافة إلى الخبرة و الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكفاءة العالية‪ ،‬و بالتالي فإن هذه‬
‫الخطوة تسمح لنا باإلجابة على السؤال "ماذا نرقمن؟"‬

‫‪ 1‬ـــ أهمية االختيار‪:‬‬

‫ـ ـ التكاليف المالية العالية خاصة في ظل ندرتها‪ ،‬ألن هناك الكثير من أعمال "العلبة السوداء" من‬
‫تكشيف وفهرسة وتنظيم والتي تحتاج إلى أموال الضمان السير المنتظم لها‪.‬‬

‫ـ ـ تبقى الكيانات الرقمية رهينة التغيرات والمستجدات المتالحقة في التكنولوجيا وبالتالي األخذ‬
‫بالحسبان لعمليات التحديث والتطوير والتحسين‪.‬‬

‫‪ :1‬سالم باشيوة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫ـ ـ التوثيق ويجب أن تكون الوثائق موثقة بطريقة جيدة‪ ،‬وهناك معلومات كافية حولها كالتعاليق‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬البدء في عملية الرقمنة‬

‫الكثير من الدراسات تبين أن القائم بهذه العملية‪ ،‬يمكن أن يكون على ثالثة أوجه‪ ،‬و هي‪:‬‬

‫ـ ـ االستعانة بالموردين‪.‬‬

‫ـ ـ االقتصار على امكانيات المؤسسة ‪.‬‬

‫ـ ـ االعتماد المشترك بين المؤسسة و المورد ‪.‬‬

‫ـ ـ إجراءات الرقمنة وتقنياتها كعملية "فنية" يجري العمل بها في تكوين مجموعات‪1‬رقمية حديثة‬
‫تستجيب للمتغيرات السريعة‪ ،‬لها اجراءاتها الفنية و تقنياتها المنهجية و تتمثل في ‪:‬‬

‫‪1‬ـ ـ الماسح الضوئي‪:‬‬

‫تأتي مرحلة المسح الضوئي بعد مرحلة اختيار الوثائق وإعادة تنظيمها في شكلها التقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬أشكال مصادر المسح‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين ثالثة مستويات من المصادر‪ ،‬التي يتم من خاللها ممارسة عملية المسح‬
‫والتحويل الرقمي وهي كاالتي‪ :‬ـ ـ التحويل من الورق أو المصغرات إلى الشكل الورقي‪.‬‬

‫ـ ـ التحويل من أشكال تم مسحها من قبل إلى شكل‪....‬‬

‫ـ ـ التحويل من أي شكل من أشكال التركيبات اإللكترونية إلى النظام الرقمي‪..‬‬

‫ـ ـ التعرف الضوئي على الحروف‪.‬‬

‫‪ :1‬سالم باشيوة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.114‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫يقوم مبدأ التعرف الضوئي على الحروف بالتعرف على شكل الحروف و مقارنتها باألشكال‬
‫(الخطوط) المخزنة في الحاسوب‪ ،‬و تتحقق هذه العملية كلما كانت درجة التبيين عالية‪ .‬و تمر‬
‫بذلك عبر ثالث مراحل أساسية‪ ،‬و هي‪:‬‬

‫ـ ـ مقارنة الرموز و األشكال المرقمنة بنماذج مخزنة في الحاسوب‪.‬‬

‫ـ ـ المقارنة و التمرن‪ ،‬حيث يقوم الحاسوب بمقارنة الشكل الهندسي لهذه الرموز مع النماذج‬
‫الموجودة‪ ،‬و في حالة عدم وجود نموذج يشبهه‪ ،‬يقترح الحاسوب على المستعمل اقتراح الحرف‬
‫المناسب‪.‬‬

‫ـ ـ التعرف الذكي على الحروف باعتماده على خاصية الذكاء االصطناعي‪ ،‬حيث أن في هذه‬
‫الطريقة يقوم الحاسوب باختيار الحرف القريب إلى الصحة‪.‬‬

‫ـ ـ في حال عدم معرفة الحرف المناسب‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ التكشيف‪ :‬من بيت الحلقات الهامة في السلسلة التوثيقية عملية التكشيف و الذي يعد بمثابة نظام‬
‫‪1‬‬
‫األنظمة االلكترونية الرقمية و ذروة فعاليته‪ ،‬فهي التي تحدد نجاح عملية البحث واالسترجاع ‪.‬‬

‫فيما بعد كما أن التكشيف هو الذي يوصلنا بالمحتوى وإيجاد الوثائق المتاحة على الشبكة‪ ،‬وهي‬
‫الطريقة التي تمكن محرك البحث من العثور على إجابات ألسئلة البحث‪.‬‬

‫ومن أشهر المواصفات الدولية لمسح‪ ،‬و عرض و تخزين الوثائق‪ ،‬يمكن ذكر‪:‬‬

‫‪ : txt‬تركيبة تعبر عن النصوص التي ال تحتوي على أي خصائص طوبوغرافيا‪.‬‬

‫‪ : RTE‬تركيبة تستعمل لتبادل النصوص التي تحتوي على جميع الخصائص‪.‬‬

‫‪ : 1‬سالم باشيوة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.120‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫‪ : pdf‬تركيبة قدمتها شركة ‪ Adobe‬تسمح بحفظ الوثيقة االلكترونية و هي كامل شكلها و يمكن‬
‫استعمالها على جميع الصيغ‪.‬‬

‫‪ : pcd‬تركيبة تستعمل لحفظ صور من نوع كوداك ‪.CODAK‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬الترميز و اختيار خطة الميتاداتا‪:‬‬

‫الترميز أو التكويد‪ ،‬الهدف منها هو جعل هذه المعلومات أو الوثائق في بيئتها االلكترونية مهيكلة‬
‫في نموذج هندسي معين‪ ،‬بحيث تكون هذه الوثائق عبارة عن مجموعة من الرموز يتحدث بها‬
‫الحاسوب و يفهمها مع غيره من الحواسيب‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬إتاحة الوثائق المرقمنة‪:‬‬

‫عندما تنتهي من كل العمليات الفنية و التقنية للرقمنة‪ ،‬تأتي مرحلة بث هذه الوثائق و المعلومات و‬
‫التي غالبا ما تكون على الموقع الخاص‪.‬‬

‫المرحلة السادسة‪ :‬استراتيجية الحفظ الرقمي‪:‬‬

‫إن الحفظ الرقمي‪ ،‬إنما يكتسي أهمية كونه يمتد في الزمان و ألجل طويل بعيد المدى‪ ،‬لهذا فإن هذا‬
‫الحفظ ال بد أن يراعي الجدية‪ ،‬بال ـ ـ ــنظر إلى تكلفته الباهظة و المجهودات الكبيرة المبذولة و الحفظ‬
‫يكون علـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الوثائق التي تم تحويلها أو التي تم إنشاؤها رقميا كالصوت و الفيديو الرقمي‪.‬‬

‫و لنجاح الحفظ ال بد أن يراعي توظيف المعايير كام ل جزئيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬ألن الوسائط المستعملة في‬
‫الحفظ إذا كانت صالحة اليوم‪ ،‬فقد ال تكون كذلك غدا‪ ،‬مما يعني أننا أمام ثالث تحديات في هذا‬
‫الصدد‪:1‬‬

‫ـ ـ تقادم ملف البيانات المستخدم‪.‬‬

‫‪ :1‬سالم باشيوة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.125:‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫ـ ـ تقادم الوسيط المستخدم في التخزين‪.‬‬

‫ـ ـ تقادم األجهزة المادية و البرمجة‪.‬‬

‫ــ المطلب الثالث‪ :‬متطلبات و معوقات التحول نحو اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫يقتضي التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية عدة متطلبات‪ ،‬كما يعترض تجسيدها‬
‫العديد من المعوقات كذلك‪ ،‬و من أهم هذه المتطلبات والمعوقات‪:‬‬

‫‪ 1‬ــــ متطلبات تطبيق اإلدارة اإل لكترونية‪:‬‬

‫صنف الباحثون متطلبات اإلدارة اإللكترونية إلى متطلبات إدارية و أمنية الواجب مراعاتهـ ـ ـ ــا عند‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬و ذلك من حيث وضع استراتيجيات و خطط التأسيس و التي يمكن أن‬
‫تشمل إدارة‪ ،‬أو هيئة على المستوى الوطني لها وظائف التخطيط و المتابعة و التنفيذ لمشاريع‬
‫الحكومة االلكترونية‪ ،‬و في هذه المرحلة ال بد من توفير الدعم و التأييد من طرف اإلدارة العليا في‬
‫الهرم اإلداري‪ ،‬مع توفير مخصصات مالية كافية إلجراء التحول المطلوب و كذا توفير البنية‬
‫التحتية لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ ال بـ ـ ـ ــد من العمل على تطوير مختلف شبكات االتصاالت‪ ،‬دون‬
‫إهمال التـ ـ ـ ــجهيزات التقني ــة األخرى‪ ،‬من معدات و حاسبات آلية و محاولة توفيرها‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تطوير التنظيم اإلداري و الخدمات الهيكلية‪ ،‬و مختلف الحكومية‪ ،‬بما يجعلها تنسجم و مبادئ‬
‫اإلدارة اإللكترونية مثل إلغاء إدارات و استخدامات أخرى أكث ـ ـ ـ ـ ـ ــر مسايرة للتطور التكنولوجي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى متطلب الكفاءات و المهارات المتخصصة‪ ،‬و المتمثل في ضرورة وجود عنصر‬
‫بشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري مؤهل‪ ،‬يمتلك زادا معرفيا و يحيط بمبادئ التقدم التقني‪ ،‬باإلضافة إلى حل المشاكل في‬
‫أنها‪ ،‬دون إهمال جانب وضع تشريعات قانونية لتطبيق اإلدارة االلكترونية قبل لتجسيد عن طريق‬
‫تحديد اإلطار القانونـ ـ ـ ــي الذي يقر بالتحول اإللكتروني‪ ،‬و أثناء التنفيذ من خالل تكملة نقائص‬
‫المكتشفة‪ ،‬و ملء الفراغ القانون ـ ـ ــي الالزم‪ ،‬و بعد التطبيق بوضع قواعد قانونية تضمن أمن‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫المعامالت اإللكترونية و تحديد اإلجراءات العقابية للجرائم اإللكترونية‪ ،‬ناهيك عن متطلب توفير‬
‫خبراء لتأمين المعلومات و حماية البرامج و التعامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت و الوثائق‪ ،‬أي محاولة إحداث تغييرات‬
‫جذرية و جوهرية في المفاهيم اإلدارية و الفنية‪ ،‬و الحاجة إلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى قيادات واعية و متحمسة‪ ،‬و لها‬
‫قدرات إدارية‪ ،‬أما عن المتطلبات السياسية‪ ،‬فتتمثل في ضرورة وجود إرادة سياسية داعمة‬
‫إلستراتيجية التحول اإللكتروني ماديا و معنويا الجتياز العقبات التي قد تواجهه‪.‬‬

‫‪ 2‬ــــ معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫هناك العديد من المعوقات التي تحول أو تصعب تبني إستراتيجية بثقل اإلدارة اإللكترونية منها ) ‪.( 23‬‬

‫أ ـ ـ التحديات التقنية و التكنولوجية ‪:‬‬

‫و المتمثلة في ضعف البنية التحتية اإللكترونية‪ ،‬و ضعف األنفاق على البحوث و التطوير‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ع ــدم ضمان متطلبات اإلدارة اإللكترونية عند كل مستقبلي الخدمة‪ ،‬نتي ـ ـ ــجة ضعف‬
‫الثقاف ـ ـ ـ ــة و الوعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي االلكتروني أو نتيجة ارتفاع تكلفة الحصول عليها‪ ،‬باإلضافة إلى عدم كفاية‬
‫خطوط االتصال و بطئ شبكة االنترنت‪.‬‬

‫ب ـ ـ ـ التحديات التنظيمية و اإلدارية‪:‬‬

‫ضعف ا لمعرفة و المهارة لدى الكوادر البشرية بالمؤسسات‪ ،‬فيما يتعلق بأنظمة التعامل و تبادل‬
‫المعلومات اإللكترونية‪ ،‬و ضعف الخبرات في حل المشاكل أنيا و سيطرة الفكر البيروقراطي مما‬
‫يؤدي إلى مقاوم ـ ـ ـ ـ ــة عملية التغيير خوفا من زوال امتيازات سابقة و المساس بصالحياتهم و‬
‫التعرض للمساءلة أو حتى فقدان عملهم‪ ،‬نظ ار لما تتميز به اإلدارة االلكترونية من شفافية في نظام‬
‫العمل‪.‬‬

‫ج ـ ـ ـ التحديات التشريعية و القانونية‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫تتمثل في صعوبة المالحقة القانونية لمخترقي المعلومات و مزوريها و طول إجراءات إثبات‬
‫تورطهم‪ ،‬باإلضافة لغياب التشريعات الخاصة بأنظمة العمل اإللكتروني‪.‬‬

‫د ـ ـ ـ تحديات التكلفة‪:‬‬

‫إن االستثمار في مجال تقنيات المعلومات مكلف جدا و يتطلب صيانة متواصلة و هذا يعني أن‬
‫معظم الدول النامية تعجز في تخصيص ميزانيات بهذا الحجم‪.‬‬

‫ه ـ ـ ـ التحديات األمنية و االجتماعية‪:‬‬

‫تتطلب اإلدارة االلكترونية فتح المجال لتبادل المعلومات و الحصول عليها فور طلبها‪ ،‬غال أن‬
‫خط ـ ـ ـ ـ ـ ــر القرصنة و االختراقات أو حتى الفضوليون يشكل تهديدا لخصوصية األفراد إذا لم تكن‬
‫الحكومات قادرة على حماية هذه المعلومات‪ ،‬باإلضافة للتخوف من إلغاء بعض الوظائف‪ ،‬إضافة‬
‫لألمية اإللكترونية و صعوبة تجسيد التواصل عبر التقنية الحديثة‪.‬‬

‫‪ -3‬إيجابيات و حدود اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعددت إيجابيات اإلدارة اإللكترونية مثل إمكانية تقديم الخدمات ) ‪ 7‬أيام ‪ 7/‬أيام (‬

‫) ‪ 24‬ساعة ‪ 24 /‬ساعة) من خالل بوابات إلكترونية موحدة‪،‬مع تقليل تكلفة الخدمات و تبسيط‬
‫العمليات و االجراءات و ما ينتج عنها من التخلص من بيروقراطية األداء مع تفعيل مبدأ‬
‫الشفافيـ ـ ـ ـ ـ ــة و الن ازه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و المساءلة‪ ،‬باإلضافة إلى الحفاظ على البيئة من خالل تقليل الورقيات‬
‫المستعملة و تحقيق التفاعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل و التواصل بين الحكومة و المواطنين و بين الحكومة و إدارات‬
‫األعم ـ ـ ـ ـ ـ ــال‪ ،‬مع تحقيق مبدأ الزبون أوال و أخيرا‪ ،‬من خالل جعل المواطن محور الخدمة العمومية‬
‫‪ 24‬غير أن العديد من االنتقادات توجه إل ـ ـ ـ ــى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ز يمكن تلخيصها في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير المرفق العام‬

‫ـ ـ انقطاع التيار الكهربائي أو توقف البطاريات االحتياطية المساندة‪،‬‬

‫ـ ـ ـ رداءة البرمجيات المطورة‪ ،‬أو ضعف الصيانة البرمجية‪،‬‬

‫ـ ـ ـ التكلفة الباهظة التي ال تتحملها معظم الدول و المؤسسات الكبرى‪،‬‬

‫ـ ـ ـ البطالة الناجمة عن تخفيض القوى العاملة‪،‬‬

‫ـ ـ ـ ضعف تغطية اإلنترنت و جودتها في العديد من الدول و تذبذبها من منطقة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫من المعروف أن تكنولوجيا المعلومات واالتصال أصبحت استراتيجية تعتمد في تطوير أغلب‬

‫المجاالت بمختلف دول العالم‪ ،‬حيث سعت الجزائر إلى تطبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق استراتيجية تكنولوجيا‬
‫المعلوم ـ ـ ــات واالتصاالت في مختلف المج ـ ـ ــاالت والقطاعات‪ .‬ويعتبر قطاع العدالة من بين‬
‫القطاعات المهمة التي سعت الحكومة الجزائرية لتطويره وأولته اهتماما خاصا رغبة منها في مواكبة‬
‫التطور التكنولوجي العالمي الحاصل ورغبة في تحسين أداء الخدمة المقدمة للمواطنين‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع اإلدارة اإللكترونية في قطاع اإلدارة الجزائري‬

‫المطلب األول‪ :‬واقع قطاع العدالة في الجزائر قبل دخول الرقمنة‪:‬‬

‫عرف مركز القضاء بالجزائر‪ ،‬تحوال منذ االستقالل إلى يومنا هذا‪ ،‬و كان هذا التحول جد صعب‬
‫بسبب تدخل النظام السياسي و عوامل أخرى اقتصادية و اجتماعية و حتى دولية‪ ،‬أثرت في بلورة‬
‫النظام القضائي الجزائري‪ ،‬بالرغم من التطورات الشكلية ال تسمو إلى القضاء كسلطة‪.‬‬

‫لم تكن العدالة في نظام أحادية السلطة‪ ،‬بذلك الوجه‪ ،‬الذي كان يطمح إليه المواطن‪ ،‬إذ بقي‬
‫القض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بوجه األحادي يحتل الدرجة السفلى في المشروع االجتماعي‪ ،‬و لم يجد فيه المواطن‬
‫سندا لحماية حقوق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه المهضومة من طرف اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫بالرغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم من تكريس كل من الدستور ‪ 63‬و ‪ 76‬لمجموع ـ ــة من الحقوق‪ ،‬إال أن تجاوز الواقع‬
‫اإلطار السياسي و التشريعي السائد أنذاك‪ ،‬و بصدور دستور ‪ 89‬تجسدت فكرة استقالل القض ــاء‬
‫عن طريق سمو القضاء من وصفه بالوظيفة إلى سلطة قضائية مستقلة ‪ ،‬تسهر على حم ـ ــاية‬
‫الحقوق الفردية و الجماعية‪،‬‬

‫و على تحقيق العدل بين الناس‪ ،‬و أداء الخدمات القضائية و اإلدارية للمواطن بوجه عام‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫وبعد التحول الذي عرفه النظام السياسي الجزائري‪ ،‬من خالل انتقاله من نظام وحدة السلطة‬
‫وحماي ــة مصالح الثورة االشتراكية‪ ،‬إلى نظام تعدد السلطات وحماية المصالح العليا للمجتمع‪.‬‬

‫حيث انعكس هذا التحول على المؤسسة القضائية بصفة خاصة‪ ،‬وكان دستور ‪ 89‬و‪ 96‬يتوقع‬
‫خروج القضاء من وضع الخضوع إلى موقع االستقالل والسلطة‪ ،‬إال أن هذا من الناحية النظرية‬
‫ونسبيا فقط‪ ،‬أما بالنسبة لالستقالل الوظيفي للقضاء المنعدم‪ ،‬ال يمكن اعتبار الوظيفة القضائية‬
‫مستقلة‪ ،‬إال إذا فصلت في المنازعات المعروضة عليها بصفة مستقلة عن التأثيرات الخارجية أو‬
‫الداخلية‪ ،‬و دون اإلحساس بالخضوع لجهة معينة‪ ،‬و من أجل قضاء مستقل يجب أن تتوفر‬
‫مجموعة من الضمانات تكمن في‪:‬‬

‫ـ ـ وجود قانون أساسي للقضاء الذي ينبغي أن يحدد بكل وضوح حقوق و واجبات القض ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‪ ،‬و‬
‫يكون الوسيلة الوحيدة التي يرتكز عليها في محاسبة القضاة‪ ،‬و دون الخضوع إلى جهة خارجية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وهذا ال يدعم استقالل القضاء من الناحية الوظيفية‪.‬‬

‫ـ ـ تكوين القضاة عنصر أساسين مما يتعين اختيار الطبقة من أحسن المترشحين‪.‬‬

‫ـ ـ حسن الظروف المادية و المعيشية للقاضي‪.‬‬

‫ـ ـ وجود نقابات مستقلة للقضاء قادرة على الدفاع على الحقوق المعنويـ ـ ـ ـ ـ ــة و المادية للقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة‪،‬‬
‫و دون الخوض في المسائل السياسية‪.‬‬

‫ـ ـ حرية الصحافة ضمانة أساسي ـ ـ ـ ـ ــة الستقالل القضاء‪ ،‬مساعدة الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاضي كشف أطراف‬
‫الضغوطات‪.‬‬

‫ـ ـ ضمان مبدأ عدم قابلية قضاة الحكم للنقل‪ ،‬إال بطلبهم‪.‬‬

‫‪:1‬شفيق شيخي‪ ،‬انعدام االستقالل الوظيفي للقضاء في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬مدرسة دكتوراه في القانون األساسي و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪،‬‬
‫الجزائر‪ 2010:‬ص ‪.24‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫إن غياب هذه المجموعة من الضما نات‪ ،‬ال يمكن أن يؤسس قضاء مستقل‪ ،‬و منه يصبح‬
‫القاضي في وضعية خادم‪ ،‬و هذا ما حصل في الجزائر‪ ،‬تحت نظام وحدة السلطة‪ ،‬أي خدمة الثورة‬
‫االشتراكية بموجب المادة ‪ 01/62‬من دستور‪ 63‬من خالل‪:‬‬

‫انعدام االستقالل العضوي للقضاة‪:‬‬

‫ـ ـ يعتبر الجانب العضوي لجهاز القضاء‪ ،‬من بين الركائز األساسية التي تضمن للقضـ ـ ــاء السير‬
‫الحسن للعمل القضائي و تكريس جزء من االستقالل‪ ،‬إال أن العالقة بين السلطة التنفيذي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫التي خولت لهـ ــا صالحية تعيين القضاة و السلطة القضائية‪ ،‬و صالحيات تنظيم مسارهم المهنـ ـ ــي‪،‬‬
‫أي خضوع القضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة للسلطة السامية للجهاز التنفيذي‪ ،‬المتمثلة في مؤسسة رئيس الجمهورية و‬
‫وزير العدل‪ ،‬و هنا تجعل القضاة غير مستقلين‪.‬‬

‫ـ ـ كذلك سلطة الرئيس تؤثر على استقالل العضوي للقضاة‪ ،‬يظهر ذلك من خالل دستور‪ 63‬و‬
‫‪ 76‬الذي خول لرئيس الجمهورية سلطات واسعة على القضاء بصفة عامة‪ ،‬و على القضاة بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬من خالل حق الرئيس في تعيين القضاة هذا التعيين يخضع لمعايير ىسياسية‪.‬‬

‫ـ ـ ينعكس سلبا على القضاة من حيث استقاللهم‪ ،‬في جميع الظروف على القاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي المحافظة‬
‫عل ـ ـ ــى المصالح العليا للثورة‪ ،‬و منه يصبح القاضي مقيد و يصبح لرئيس الجمهورية التدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل في‬
‫تسيير المسار المهني للقضاء و توجيه عملهم‪.‬‬

‫ـ ـ كذلك يرئس رئيس الجمهورية المجلس األعلى للقضـ ـ ــاء‪ ،‬باعتبار المجلس المؤسسة التي يعهد‬
‫لها دور حماية القضاء‪ ،‬من كل أشكال التعسف و التدخل في تنظيم المسار المهني للقض ـ ـ ـ ـ ـ ــاة‪ ،‬من‬
‫طرف السلطة التنفيذية‪ ،‬التي يطغى ممثليها على التشكيلة العضوي ـ ـ ــة للمجلس‪ ،‬رغم استلهام جميع‬
‫النصوص من القانون الفرنسي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫و يتألف المجلس األعلى للقضاء في الجزائر الذي يترأسه رئيس الجمهورية من‪:‬‬

‫ـ ـ وزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر العدل و هو نائب الرئيس‪ ،‬و مدير الشؤون القضائي ـ ــة و مدير اإلدارة العام ـ ـ ــة لو ازرة‬
‫العدل‪،‬‬

‫و الرئيس األول للمجلس األعلى‪ ،‬و النائي العام لدى المجلس األعل ـ ــى‪ ،‬إضافة إلى ثالثة ممثلين‬
‫للحزب‪،‬‬

‫و ثالثة أعضاء من المجالس المنتخبة باالقتراع العام‪ ،‬يعين األعضاء الستة األخرون بموجب‬
‫مرسوم يتخذ باقتراح من الهيئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التي هم تابعون لها‪ ،‬كذلك قاضيين للحكم و قاضي واحد من‬
‫النيابة العام ــة تابعين للمجالس القضائية‪ ،‬و ثالثة قضاة للحكم‪ ،‬و قاضـ ـ ــي واحد للنيابة العام ـ ـ ــة‪،‬‬
‫تابعين للمحاكم ينتخبهم جميعا السلك القضائي لمدة عامين‪ ،‬و غير قابلين لالنتخاب من جديد طيلة‬
‫أربعة أعوام‪.‬‬

‫من خالل هذه التشكيلة يالحظ أن األغلبية الساحقة المكونة للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬تمثل‬
‫الجهـ ـ ـ ـ ـ ــاز التنفيذي و خاصة الحزب‪ ،‬و هنا يتضح أن المجلس األعلى مجرد جهاز استشاري‬
‫لرئيس الجمهورية‪ ،‬دون أي دور فعال‪ ،‬و سلطات و ازرة العدل تأثر على االستقالل الوظيفي للقضاة‪،‬‬
‫و بالتالي فإن دور وزير العدل كونه الرئيس السلمي لقضاة النيابـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬بل له دور تأديبي على قضاة‬
‫الحكم‪ ،‬بتوجيه إنذار كتابي بعد سماع القاضي و دون الرجوع إلى المجلس األعلـ ـ ــى للقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء و‬
‫هي وسيلة ضغط أيض ــا‪ ،‬كذلك دوره في تعيين القضاة‪ ،‬أما المجلس األعلى للقضاة دوره في إعطاء‬
‫و هي وسيلة إخضاع أيضا في يد السلطة‬ ‫الدور العام فقط‪ ،‬و ميزانيته خاضعة لو ازرة الع ـ ـ ـ ــدل‪،‬‬
‫التنفيذية‪ ،‬فالمشكلة ليست بسيطة‪ ،‬فعدم السمـ ـ ـ ـ ـ ــاح للقضاء في السيطرة على إدارة الشؤون القضائية‬
‫عن طريق إنشاء محاكم استثنائية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫هذا النوع من المحاكم تستعمل من أجل تجنب محاكمة عادلة و منصفة‪ ،‬التالعب في‬
‫اختصاصـ ـ ــات المحاكم العادية‪،‬تشكل جميعها مشكلة مستديم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في معظم البلدان العربي ـ ــة‪ ،‬حيث‬
‫يتميز هذا النوع من المحاكم بإصدار أحكام دون د ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة معقمة للملف‪ ،‬و يتلخص دور القاضي‬
‫في قراءة األحكام التي تقدم لهم‪ ،‬و هو ما ينعكس سلبا على حقوق الدفاع‪ ،‬و بالتالي يصبح دور‬
‫القاضي مجرد خادم يعمل على تنفيذ إيديولوجية معينة‪ ،‬و ينسى دوره األساسي في تطبيق القانون‬
‫‪1‬‬
‫أو العمل على تحقيق العدل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحضير لمشروع رقمنة العدالة‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬إنشاء اللجنة الوطنية إلصالح العدالة‪:‬‬

‫قبل التطرق إلى هذا الموض ـ ــوع ال بد لنا في البداية أن نتعرف على األرضيـ ــة التي مهدت‬
‫لمش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروع عصرنة و رقمنة قطاع العدالة أال و هي إنشاء اللجنة الوطنية إلصالح العدالة‪ .‬و لقد‬
‫تأسست هذه األخيرة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 234/99‬المؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1999‬و‬
‫المتضمن إحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة‪ ،2‬و مقره ـ ــا الجزائر العاصمـ ــة و تحت السلطة‬
‫المبـ ــاشرة لرئيس الجمهورية‪ ،‬و الذي عين أعضاءها بموجب المرسوم الرئاسي ‪ ،2353-99‬و تتكفل‬
‫هذه اللجنة على الخصوص بما يأتي‪:‬‬

‫ـ ـ تحلل و تقوم سير المرفق العام لقطاع العدالة من مختلف جوانبه‪.‬‬

‫‪ :1‬شفيق شيخي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪32‬‬


‫‪:2‬مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ‪ ،‬مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ‪،‬د‪ .‬مزيتي فاتح عن المرسوم‬
‫الرئاسي رقم‪ 234 - 99‬العدالة المؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،1999‬و المتضمن إحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة‪.‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،74‬الصادرة في ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪.1999‬‬
‫‪ :3‬مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ‪ ،‬مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ‪،‬د‪ .‬مزيتي فاتح عن المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 99‬ـــ‪ 235‬المؤرخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ ، 1999‬و المتضمن تعيين أعضاء اللجنة الوطنية إلصالح العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،74‬الصادرة في ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪.1999‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫ـ ـ تحدد شبكات التداخل الممكنة مع المحيط المؤسساتي و االجتماعي‪ ،‬و تقوم بالرقابة الحسابية و‬
‫تقترح نتيجة لذلك كل التدابير المالئمة الالزمة‪.‬‬

‫ـ ـ تقترح جميع التدابير و التوصيات المفيدة لجعل العدالة أقرب إلى المواطنين‪ ،‬و جعل األدوات‬
‫القانونية و وسائل العمل أنجع‪ ،‬و جعل شروط سير الجهات القضائية و مؤسسات السجون و‬
‫و تطبيقا لتوصيات هاته اللجنة صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪411/02‬‬ ‫‪1‬‬
‫كيفياته أخف وطأة‪.‬‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪،2002‬‬

‫و المتضمن إنش اء لجنة التنشيط إصالح العدالة و متابعته‪ ،‬حيث نص على إنشاء لجنة تحت‬
‫سلطة وزير العدل حافظ األختام‪ ،‬و التي حضرت التدابير المكونة إصالح العدالة و متابعتها و‬
‫تقييم األعمال المنجزة‪ ،‬و في هذا اإلطار كلفت اللجنة بما يأتي‪:‬‬

‫ـ ـ تجنيد الخبرة الضرورية إلعداد الدراسات و وضع التدابير التنفيذية لإلصالح ‪.‬‬

‫ـ ـ تنظيم كل لقاء أو منتدى أو ندوة أو ملتقى ترتبط بموضوعها‪.‬‬

‫ـ ـ القيام بكل الدراسات و إجراء كل العمليات التدقيقية أو التقييمية الضرورية ألداء مهمتها‪.‬‬

‫ـ ـ القيام بصفة عامة بكل عمل ضروري لوضع تصورات و إعداد التدابير التنفيذية إلصالح‬
‫‪2‬‬
‫العدالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استحداث مديرية مركزية لعصرنة العدالة بوزارة العدل‬

‫عمال بتوصيات اللجنة المنصبة إلصالح العدالة السابقة الذكر‪ ،‬صدر المرسوم ‪333-04‬‬

‫‪ : 1‬مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ‪ ،‬مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ‪،‬د‪ .‬مزيتي فاتح عن المادة ‪5‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪99‬ـــ‪ 234‬المتضمن إحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪:2‬ا مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ‪ ،‬مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ‪،‬د‪ .‬مزيتي فاتح عن المادتين‬
‫‪ 1‬و ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 411-02‬المؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر سنة ‪ ، 2002‬المتضمن إنشاء لجنة تنشيط إصالح العدالة و متابعته‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد‪ ،80‬الصادرة في ‪ 04‬ديسمبر ‪.2002‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر‪ 2004‬و المتضمن إعادة تنظيم و ازرة العدل ‪ ،‬و الذي استحدث ألول مرة‬
‫مديرية جديدة سميت بمديرية عصرنة العدالة‪ ،‬و التي أوكلت لها المهام التالية‪:‬‬

‫ـ ـ اقتراح األعمال و الوسائل الضرورية من أجل ترقية تنظيم العدالة وعصرنتها و رقمنتها و‬
‫متابعة إنجاز ذلك‪.‬‬

‫ـ ـ ضمان ضبط م قاييس اإلجراءات و الوثائق و المستندات اإللكترونية المستعملة في الجهات‬


‫القضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ ضمان ترقية استعمال اإلعالم اآللي و تكنولوجيا اإلعالم و االتصال‪.‬‬

‫كما صدر قانون رقم ‪ 03/15‬مؤرخ في ‪ 2015/02/01‬المتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬و الذي يهدف‬
‫إلى عصرنة سير قطاع العدالة من خالل‪:‬‬

‫ـ ـ وضع منظومة معلوماتية مركزية لو ازرة العدل ‪.‬‬

‫ـ ـ إرسال الوثائق و المحررات القضائية بطريقة إلكترونية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ـ ـ استخدام تقنية المحادثة المرئية عن بعد في اإلجراءات القضائية‪.‬‬

‫‪ : 1‬مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ‪ ،‬مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ‪،‬د‪ .‬مزيتي فاتح عن االمادة‬
‫‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،333-04‬المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،2004‬و المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة العدل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،67‬الصادرة في ‪24‬‬
‫أكتوبر ‪.2004‬‬
‫‪ :2‬ا مجلة ببلوفيليا لدراسات المكتبات و المعلومات ‪ ،‬مظاهر رقمنة مرفق العدالة و أثرها على تحسين الخدمة العمومية للمتقاضين ‪،‬د‪ .‬مزيتي فاتح عن المادة‬
‫األولى للقانون رقم ‪ 03-15‬المؤرخ في اول فيفري‪ ،2015‬و المتعلق بعصرنة العدالة ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪ 06‬الصادر في ‪ 10‬فيفري ‪.2015‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وضع األرضية المناسبة للولوج لعالم اإلدارة اإللكترونية(اإلسراتيجية)‬

‫يعتبر إصالح العدالة أحد المحاور الكبرى لإلصالح الوطني لذا تم بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪1999‬‬
‫تنصيب اللجنة الوطنية إلصالح قطاع العدالة‪ ،‬و كان هدفها األساس ـ ـ ــي هو الوقوف على واقع‬
‫العدالة و تشخيص النقائص التي حالت دون األداء األمثل لهذا القطاع‪ ،‬و بعد ثمانية أشهـ ـ ــر من‬
‫العمل قدمت اللجنة بتاريخ‬

‫‪ 11‬جوان ‪ 2000‬تقريرا‪ ،‬اقترحت فيه ضرورة القيام بإصالح فعلي لقطاع العدالة‪ ،‬قصد مسايرته‬
‫للتغييرات السياسية و االقتصادية و متطلبات العصر‪ .1‬و تكلل مشروع عصرنة قطاع العدالة بعدة‬
‫‪2‬‬
‫إنجازات‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬إنجاز أرضية االنترنت (‪:) ISP‬‬

‫تم تزويد قطاع العدالة بموص ـ ـ ـ ـول الدخول إلى االنترنت ذو نوعية رفيعة‪ ،‬في نوفمبر ‪ 2003‬من‬
‫أجل تحقيق األهداف الخاصة باإلدارة و الهيئات القضائيـ ـ ـة و كل المؤسسات المعنية‪ ،‬و يسمح‬
‫للقطاع بإنشاء‬

‫و تسيير ذاتي التصاالته اإللكترونية و تعميم الوصول إلى المعلومة لكل موظفي العدالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إنجاز موقع إلكتروني لوزارة العدل‪:‬‬

‫تم إنشاء الموقع االلكتروني لو ازرة العدل في شهر نوفمبر‪ ،2003‬يرمي إلى إعطاء معلومات‬
‫قانونية لعامة الناس‪ ،‬أما عن المحتوى الحالي لهذا الموقع فإنه يتمن معلومات متنوعة حول تنظيم‬
‫القطاع و مهامه و برامجه و نشاطاته و كذا الخدمات التي يقدمها لعامة الناس و رابط الموقع هو‬

‫‪ :1‬بلعيز الطيب‪"،‬إصالح العدالة في الجزائر ـــاإلنجاز التحدي ــ"‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪ 2008،‬ص ‪.12:‬‬
‫‪:2‬موقع وزارة العدل‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫‪ ، https://www.mjustic.dz‬كمـ ـ ــا تم تطويـ ـ ـ ـ ــر انترانت ‪ ،intrant‬سنة ‪ 2005‬موجه إلى‬


‫االتص ـ ـ ـ ـ ــال الداخلي بين موظفي قطاع العدالة‪ ،‬و يساعد على العمل المشترك بين مختلف‬
‫المصالح‪ .‬كما شهدت الفترة الممتدة بين ‪ 2005‬و ‪ 2009‬إنج ـ ــاز ‪ 36‬موقع واب للمجالس‬
‫القضائية‪ ،‬كمــا تم فتح ناف\ ة للتواصل على موقع الو ازرة هدف ـ ـ ــه اإلجاب ـ ــة في وقت قياس ـ ـ ـ ــي على‬
‫أسئل ـ ــة المواطنين ودلك من خالل البريد اإللكترونـ ـ ـ ـ ــي‬

‫‪ contact@mjustice.dz‬قصد تسه يل اإلرساليات و االطالع عليها‪ .‬كم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا استفادت جميع‬


‫المجالس القضائية و المحاكم التابعة لها و اإلدارات المركزية من عناوين إلكترونية لتسهيل التواصل‬
‫و القضاء على مركزية المعلومة‪ ،‬و قد أخذت عناوين هذه العلب الشكل التالي‪:‬‬
‫‪@mjustice.dz‬اسم الجهة القضائية ‪.‬‬

‫و في مجال تثبيت تقريب اإلدارة من المواطن و تسريع زمن تقديم الخدمة للمواطن دون حاجة‬
‫االنتقال إلى مكـ ـ ــان ما‪ ،‬تم سن ـ ــة ‪ 2010‬فتح نافذة تسمح للمتقاضي االطالع على قضيتـ ـ ــه من‬
‫خالل اسم المستخ ـ ـ ــدم و كلمة المرور تصدرهما له الجهة القضائيـ ــة المجدولة لقضيته‪ .‬كما تم‬
‫‪https://www.joradp.dz‬‬ ‫إنش ـ ــاء بوابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة القانون في أواخر نوفمبر ‪ 2003‬من خالل موقع‬
‫لتنمية المجموعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التشريعية و التنظيمية للجريدة الرسمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الص ـ ـ ـ ـ ــادرة منذ ‪ 1962‬و الذي دعم‬
‫‪1‬‬
‫بمحرك وفق الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع بإمكانيـ ـ ـ ـ ــة النسخ على قرص مضغوط‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الشبكة القطاعية لوزارة العدل(الشبكة القطاعية لإلعالم اآللي)‪:‬‬

‫تعد هذه الشبكة بمثابة إتحاد و تواصل عدة شبكات محلية على مستوى كل جهة قضائية‪،‬‬
‫بمعدل ‪ 36‬مجلس قض ـ ــائي‪ 192 ،‬محكم ـ ــة‪ ،‬ملح ـ ـ ــق‪ 21‬و ‪ 127‬مؤسسة عقابي ـ ــة باإلضــافة إلى‬
‫اإلدارة المركزي ــة‬

‫‪:1‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫و المحكمة العليا و مجلس الدولة و المدرسة العليا للقضاء و إدارة السجون‪ .‬و تهدف الشبكة إلى‬
‫خلق ما يسمى بالجهات القضائية االفتراضية‪ ،‬التي ينجـ ــز من خاللها الشباك االفت ارض ـ ـ ـ ــي الموحد‬
‫الذي يعمل على تقريب اإلدارة إلى المواطن و كسر طوابير االنتظار‪ ،‬كما تمثل هذه الشبكة أداة‬
‫حصرية لفك العزلة على بعض الجهات القضائية و المؤسسات العقابيةالنائية بواسطة المحاضرات‬
‫‪1‬‬
‫و االجتماعات و سماع المحبوسين عن بعد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إنشاء مركز وطني للسوابق القضائية‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإل نجازات الموالية إلصالح و عصرنة قطاع العدالة ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تحقيق خدمة نوعية محاطة بضمانات األداء األمن‬

‫سمحت الرقمنة المنتهجة من طرف و ازرة العدل منذ سنة ‪ 2004‬إلى تحقيق خدمة نوعية‬
‫بضمانات األداء األمن‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشبكة القطاعية لو ازرة العدل‬

‫تشكل الشبكة القطاعية لو ازرة العدل التي تمت برمجتها في شهر سبتمبر سنة ‪ ،2004‬و شرع‬
‫العمل في إنجازها في نوفمبر سنة ‪ ،2005‬كقاعدة تحتية قابلة للتوسع في التطبيفات المعلوماتية‬
‫التي تجري تنميتها باستمرار‪ ،‬العتبارات تأخذ في نفس الوقت جانب النوعية و اإلتقان‪ .‬إلى جانب‬
‫الضمانات الضرورية لألمن المعلوماتي‪ .‬و قد تم االنطالق في انجاز الشبكات المحلية على مستوى‬
‫موقعين تجريبيين (مجلسي قضاء الجزائر و وهران) في سنة ‪ 2004‬ليتم تعميمها بجميع الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬و منذ سنة ‪ 2004‬تم االنطالق في عملية الربط الداخلي بين مختلف الجهات القضائية‬

‫‪ :1‬نفس المرجع السابق‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫و المؤسسات التابعة للقطاع‪ .‬و أخي ار و في إطار التعاون مع اللجنة األوربية ‪ ،‬ثم وضع شبكة قمر‬
‫صناعي (‪ )VSAT‬موازاة مع الشبكية الخطية‪.‬‬

‫و في السنوات من ‪ 2005‬إلى ‪ 2009‬تدعمت كل الجهات القضائية و كذا المؤسسات العقابية‬


‫بشبكات محلية منذ مطلع ‪ .2006‬كما تم انجاز شباك الكتروني على مستوى كل الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬يسمح بإعطاء كل المعلومات عن القضايا المسجلة‪ .‬و في وقت قياسي‪ ،‬كما يمكن أيضا‬
‫من استقبال المواطنين‪ ،‬و المحاميين‪ ،‬و فئة ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬و من خالل تخصيص‬
‫فضاءات لكل فئة‪ ،‬كما تم توسيع ربط الشبكات المحلية للمؤسسات القضائية (المحاكم‪ ،‬المجالس‬
‫القضائية‪ ،‬المحكمة العليا و مجلس الدولة) باإلدارة المركزية من بداية ‪ .2007‬إضافة إلى إنجاز‬
‫أرضية مركزية لتعزيز الشبكة ‪ ،‬قضد توفير أدوات للتسيير و التدقيق و إنجاز شبكة اتصاالت غبر‬
‫األقمار الصناعية‪ ،‬و تثبيتها على مستوى كافة الجهات القضائية و المؤسسات العقابية و انتهلى‬
‫المشروع في ‪.2009‬‬

‫و لقد حقق إحداث الشبكة القطاعية لو ازرة العدل األهداف التالية ‪:‬‬

‫ـ ـ التبادل الفوري و المؤمن للمعطيات عبر مختلف مصالح القطاع‪ ،‬لخدمة المواطن و تسهيل‬
‫حصوله على المعلومات و الخدمات في ظرف قياسي‪.‬‬

‫ـ ـ االطالع على قواعد البيانات المنشأة من طرف قطاع العدالة‪.‬‬

‫ـ ـ القضاء على العزلة ببعض الجهات القضائية و المؤسسىات العقابية‪ ،‬و تسهيل ظروف العمل‬
‫بواسطة االطالع على فعاليات الملتقيات المحلية و الوطنية و الدولية و االجتماعات و التكوين عن‬
‫‪1‬‬
‫بعد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنشاء المركز الوطني لصحيفة السوابق العدلية‬

‫‪ :1‬الطيب بلعيز‪ ،‬المرجع السابق –إصالح العدالة في الجزائر ‪ -‬اإلنجاز و التحدي ‪ ، -‬ص ‪179،178‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫شهد يوم ‪ 2004/02/05‬تدشين إنجاز هام لخدمة المواطن‪ ،‬يتمثل في وضع مشروع المركز‬
‫ال وطني لصحيفة السوابق القضائية حيز التنفيذ‪ ،‬ذلك قبل ثالثة أشهر من التاريخ المحدد لالستالم‪،‬‬
‫و هو يعد بمثابة مرجعية حقيقية لمفهوم اإلصالح و عصرنة العدالة في نظر المواطنين‪ ،‬إذ أصبح‬
‫بإمكان المواطن استخراج البطاقة رقم ‪ 03‬من صحيفة السوابق القضائية من أي محكمة من‬
‫ا لمحاكم عبر التراب الوطني‪ ،‬و في وقت قياسي‪ ،‬بغض النظر عن مكان بلدية ميالده‪.‬‬

‫كما تم إنجاز تطبيقه جديدة وضعت حيز التنفيذ في شهر نوفمبر ‪ ،2005‬تسمح للجزائريين‬
‫المولودين بالخارج مكن سحب صحيفة السوابق القضائية الخاصة بهم من أي جهة قضائية داخل‬
‫التراب الوطني‪ ،‬و كذلك إنجاز تطبيقه أخرى خالل سنة ‪ 2006‬تضمن معالجة رد االعتبار في‬
‫األجال المحددة طبقا للقانون للمحكوم عليهم بعقوبات جزائية بقوة القانون‪ .‬و من أجل ضمان المزيد‬
‫من الدقة و األمن و األمن جرى العمل على تدعيم هذا المركز بأجهزة متطورة و أكثر حداثة خالل‬
‫‪1‬‬
‫سنة ‪.2006‬‬

‫و اليوم يمكن ألي شخص أن يسحب صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ 03‬عن طريق االنترنت و‬
‫ذلك عبر الموقع االلكتروني لو ازرة العدل حيث يمكن لكل جزائري أو أجنبي نقيم بالجزائر أن يطلب‬
‫و يتلقى‪ ،‬عن طريق االنترنت القسيمة – رقم ‪ 03‬من صحيفة السوابق القضائية الخاصة به‪ ،‬متى‬
‫‪2‬‬
‫كانت خالية من أي عقوبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظام التسيير االلكتروني للوثائق‬

‫لقد بات من الضروري اعتماد التكنولوجيات الحديثة و المتطورة لإلعالم و االتصال في حفظ و‬
‫تسيير الوثائق القضائية و اإلدارية‪ ،‬مع تصنيفها و فهرستها و ترتيبها و كذا توفير وسائل الحماية‬

‫‪:1‬الطيب بلعيز ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.180،179‬‬


‫‪ :2‬وزارة العدل‪ ،‬إجراءات استخراج صحيفة السوابق العدلية و شهادة الجنسية عبر االنترنت‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫متاحة على الموقع‪. www.mjustice.dz :‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫الالزمة لها‪ ،‬و تعد االستراتيجية المعتمدة من طرف قطاع العدالة في هذا المجال ‪ ،‬جد فعالة في‬
‫البحث عن المعلومات و استرجاعها بالدقة المطلوبة‪ ،‬و في وقت قياسي‪ ،‬مع الحفاظ على جميع‬
‫المواصفات الخاصة بها‪ ،‬فمع التزايد المستمر في حجم المعلومات و مخاطر تعرض الوثائق الورقية‬
‫للضياع‪ ،‬التلف و الفقدان‪ ،‬و كذا إشكالية وجوب توفير أماكن و مساحات كبيرة لتخزين الملفات‬
‫الورقية‪ ،‬و قد دعت الضرورة إلى استخدام نظام التسيير اإللكتروني للوثائق (‪ .)GED‬عن طريق‬
‫تحويل الوثائق الورقية بجميع أصنافها إلى وثائق إلكترونية‪ .‬أين يتم تخزينها بقاعدة المعطيات‬
‫المركزية الخاصة باألرشيف القضائي بصفة أنية‪ ،‬و تهدف هذه اآللية إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫ـ ـ التبادل االلكتروني للمعلومات و الوثائق و القضاء على المعامالت الورقية‪.‬‬

‫ـ ـ توفير المساحات المكانية التي تستغل في تخزين الوثائق و الملفات الورقية (القضاء على‬
‫إشكالية القدرة االستيعابية لمخازن األرشيف)‪.‬‬

‫ـ ـ توفير نسخة احتياطية من الوثائق في حالة تعرض الوثائق األصلية للتلف أو الضياع‪.‬‬

‫ـ ـ المساهمة في تحقيق مسعى ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬

‫ـ ـ التقليل من الجهد و الوقت المطلوبين في عمليات الطباعة و النسخ‪.‬‬

‫ـ ـ توحيد معايير حفظ و تسيير الوثائق و الملفات‪.‬‬

‫ـ ـ الرفع من األداء و التقليل من األخطاء‪.‬‬

‫ـ ـ المساهمة في تجسيد اإلدارة االلكترونية و الوصول إلى مناخ المعامالت الرقمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ تحقيق ديمومة و سرعة و سهولة الوصول إليها‪.‬‬

‫‪ :1‬وزارة العدل‪ ،‬نظام التسيير اإللكتروني للوثائق‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‪،‬ص‪.19 - 17 :‬‬
‫متاحة على الموقع‪. www.mjustice.dz :‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫و على غرار هذا فإن هذه العملية تمهد في الحقيقة إلرسال الوثائق و اإلجراءات القضائية‬
‫بالطريق اإللكتروني‪ ،‬و قد نصت على ذلك المواد من ‪ 09‬إلى ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 03/15‬المتعلق‬
‫بعصرنة العدالة في الفصل الثالث‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نظام تسيير فئة مساعدي العدالة‬

‫يتضمن هذا ا لنظام قاعدة معطيات تجمع أهم لمعلومات المتعلقة بمساعدي القضاء‪ ،‬بمختف‬
‫األصناف‪ ،‬من خبراء‪،‬و محضرين قضائيين‪ ،‬و موثقين‪ ،‬و محامين و محافظي البيع بالمزايدة‪ ،‬و‬
‫مترجمين‪ ،‬و يسمح هذا النظام بالتحكم في التعيينات و حركة التنقالت‪ ،‬و أماكن ممارسة العمل‪ ،‬و‬
‫‪1‬‬
‫التحكم في المتابعات التأديبية و الجزائية عند االقتضاء‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نظام التسيير و المتابعة األلية للمحبوسين‬

‫يشكل نظام التسيير و المتابعة األلية لفئة المحبوسين أداة مهمة لرسم و تنفيذ سياسة فعالة في‬
‫مجال إعادة إدماج نزالء المؤسسات العقابية‪ ،‬فهو يسمح بالتحكم في تسيير و متابعة وضعيات‬
‫المساجين و توزيعهم حسب درجة الخطورة اإلجرامية‪ ،‬و يمكن من تحديد مسار كل محبوس بداية‬
‫من أسباب و ظروف حبسه و سلوكه أثناء فترة حبسه إلى غاية إطالق سراحه كما يساعد على‬
‫التخطيط في إنجاز مؤسسات عقابية جديدة تتماشى و المعايير المعتمدة عالميا‪ .‬و قد عممت هذه‬
‫التطبيقة على مستوى كل المؤسسات العقابية بعد تكوين ‪ 800‬عون من مختلف المؤسسات العقابية‬
‫‪2‬‬
‫حول استعمالها‪.‬‬

‫ليس فقط هذا‪ ،‬بل تم اعتماد نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬كألية بديلة للحبس المؤقت‪،‬‬
‫و هذا بمقتضى األمر رقم ‪ 02/15‬المؤرخ في ‪ ،2015/07/23‬المعدل و المتمم لقانون اإلجراءات‬

‫‪ :1‬الطيب بلعيز‪– ،‬إصالح العدالة في الجزائر ‪ -‬اإلنجاز و التحدي ‪ ، -‬ص ‪.185‬‬


‫‪ :2‬الطيب بلعيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 183‬و ‪.184‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫الجزائية ضمن المادة ‪ 125‬مكرر و القانون ‪ 03/15‬المؤرخ في ‪ ،2015/02/01‬المتعلق بعصرنة‬


‫العدالة‪.‬‬

‫و تقوم هذه األلية على وضع سوار إلكتروني على مستوى كاحل المتهم طيلة فترة المراقبة‬
‫المحددة باألمر القضائي‪ ،‬حيث يمتنع هذا األخير عن رؤية أشخاص معينة‪ ،‬و المكوث في إقامة‬
‫معينة و عدم مغادرتها ‪ ،‬إال بإذن من القاضي األمر باإلجراء‪.‬‬

‫تتكفل مصالح الضب طية القضائية المختصة إقليميا بمهمة إدارة و تسيير نظام المراقبة‬
‫اإللكترونية بضمان المراقبة و المتابعة المستمرة للشخص الموضوع تحت نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪ ،‬لتحديد مدى تواجده بالنطاق اإلقليمي المحدد بأمر الرقابة القضائية‪ ،‬و التدخل المباشر و الفوري‬
‫عند رصد أي خرق لاللتزامات المفروضة على حامل الصوار اإللكتروني(ضبط المتهمة مع إخطار‬
‫القاضي األمر باإلجراء)‪.‬‬

‫يبث السوار ذبذبات الكترونية (إشارات) مرتبطة بالمراكز التي تتولى مهام التلقي و المراقبة عن‬
‫بعد‪ ،‬و التي تعمل بأجهزة اتصال هاتفية أو السلكية‪.‬‬

‫و يتمتع السوا ر اإللكتروني بإمكانية تحديد مكان حامله و توقيت تواجده بمكان محدد‪ ،‬و في‬
‫حالة إزالته يتم إطالق نظام اإلنذار‪ ،‬كما يتميز السوار اإللكتروني بجملة من الخصائص التقنية‬
‫األخرى‪ ،‬فهو مقاوم للماء(عمق ‪ 30‬متر) مقاوم للح اررة (‪ 80-40‬درجة مئوية)‪ ،‬مقاوم للرطوبة‪،‬‬
‫الغبار‪ ،‬االهت اززات‪ ،‬الذبذبات و الصدمات‪.‬مقاوم للتمزق‪ ،‬و كذا القطع و الفتح و الربط‪ ،‬مقاوم‬
‫لألشعة فوق البنفسجية‪ ،‬و يتحمل قوة الضغط إلى غاية (‪ 150‬كلغ)‪ ،‬قابل للشحن بواسطة شاحن‬
‫خاص به‪ ،‬و مضاد للحساسية‪ ،‬و يحتوي على عازل مصنوع من القماش يفصلهعن بشرة المتهم‪ ،‬و‬
‫يتكون السوار االلكتروني من جزئين‪ :‬األول يتضمن بطاقة إلكترونية ذات شريحة (‪ )SIM‬و أنظمة‬
‫تحديد المواقع(‪ )GSP; LBS; GPRS; GSM‬و الثاني يتضمن البطارية ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫يتم فتح السوار اإللكتروني بصفة أوتوماتيكية و يستعان في ذلك بمفتاح مخصص لهذا الغرض‪،‬‬
‫كما يستعين مكتب المراقبة بلوحة تحكم معلوماتية تسمح بمراقبة مختلف تحركات حامل السوار‪ .‬و‬
‫يتم تسيير األشخاص الموضوعة تحت نظام المراقبة اإللكترونية بواسطة برنامج يربط بين المواقيت‬
‫و المواقع الجغرافية المعينة في األمر القضائي‪ ،‬و يبين تحركات الشخص المعني بالرقابة‬
‫‪1‬‬
‫اإللكترونية و مواقع تواجده‪.‬‬

‫و في ذات الصدد صدر قانون رقم ‪ 18‬مؤرخ في ‪ 2018/01/30‬المعدل و المتمم للقانون رقم‬

‫‪ 04-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي الحجة عام ‪ 1425‬الموافق ‪ 2005/02/26‬و المتضمن قانون تنظيم‬


‫السجون و إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين حيث تنص المادة ‪ 150‬مكرر على أن‪" :‬الوضع‬
‫تحت المراقبة االلك ترونية إجراء يسمح بقضاء المحكوم عليه كل العقوبة أو جزء منها خارج‬
‫المؤسسة العقابية‪.‬‬

‫يتمثل الوضع تحت المراقبة االلكترونية في حمل الشخص المحكوم عليه‪ ،‬طيلة المدة المذكورة‬
‫في المادة ‪ 150‬مكرر‪ ،1‬لسوار الكتروني يسمح بمعرفة تواجده في مكان تحديد اإلقامة المبين في‬
‫مقرر الوضع الصادر عن قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬

‫و يشترط في هذه الحالة أن ال تتجاوز العقوبة مدة ‪ 03‬سنوات أو العقوبة المتبقية ال تتجاوز هذه‬
‫المدة‪ ،‬و ال يمكن اتخاذ مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية إال بموافقة المحكوم عليه أو ممثل‬
‫إذا كان قاصرا‪ ،‬و لالستفادة من نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يجب توافر ما يلي‪:‬‬

‫ـ ـ أن يكون الحكم نهائيا‪.‬‬

‫ـ ـ أن يثبت المعني مقر سكن أو إقامة ثابتة‪.‬‬

‫‪ :1‬وزارة العدل‪ ،‬نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة) ص ‪ 23‬و ‪. 25‬‬
‫متاحة على الموقع‪. www.mjustice.dz :‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫ـ ـ أال يضر حمل السوار االلكتروني بصحة المعني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ أن يسدد المعني مبالغ الغرامات المحكوم بها عليه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطوير آليات التسيير الرقمية (أنظمة التسيير المواكبة إلصالح قطاع‬
‫العدالة) ‪:‬‬

‫سعت مديرية العصرنة و منذ تنصيبها سنة ‪ 2004‬إلى تطوير أليات التسيير الرقمية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام تسيير الموارد البشرية‪:‬‬

‫أدخلت و ازرة العدالة على تسيير الموارد البشرية العديد من التطبيقات التي سهلت في‬
‫تسيير القطاع بشريا‪.‬‬

‫نظام تسيير الموارد البشرية لموظفي العدالة‪:‬‬

‫يشكل نظام تسيير الموارد البشرية أداة لتطوير و عصرنة أساليب تسيير المسار المهني للقضاة‬
‫و سائر موظفي قطاع العدالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة من أمن ـ ـ ـ ـ ـ ـاء ضبط و موظفي األسالك المشتركة‪ ،‬فهو يسمح‬
‫باالنتقال من مرحلة االعتماد على التوثيق و الكتابة إلى مرحلة التسيير اآللي‪.‬‬

‫و في إطار مواصلة برنامج إصالح و عصرنة قطاع العدالة‪ ،‬من خالل االستغالل األمثل‬
‫لتكنولوجيات اإلعالم و االتص ـ ـ ـال‪ .‬السيما في مجال إدارة و تسيير الم ـ ـ ـوارد البشرية‪ .‬قامت و ازرة‬
‫العدل بتجسيد مشروع البطاقة المهنية البيومترية و لتجسيد هذا المشروع تم ‪ :‬االعتماد على حل‬
‫متك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامل‪ ،‬يمكن من إنش ـ ـ ـ ـ ـاء وشخصنة بطاقة مؤمنة ذات شريحة‪ ،‬تتيح تخزين البيانات‬

‫‪ 01-‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 2018‬المعدل و المتمم و المتعلق بتنظيم السجون‪،‬‬ ‫‪ :1‬المواد ‪ 150‬من مكرر إلى ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬من القانون رقم ‪18‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،05‬الصادرة في ‪ 30‬جانفي ‪.2018‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫البيومترية للمعني و كل المعلومات المتعلقـ ـ ـ ـة بمسـ ـ ـار المهنـ ـ ـي‪ ،‬مع التوقيع االلكتروني لهذه‬
‫‪1‬‬
‫المعطيـ ـ ـات بواسطة الحلول التقني ـ ـة (‪ )PKI‬الخـ ـاصة بو ازرة العدل‪.‬‬

‫و قد تجسد ذلك بموجب القانون رقم ‪ 03/15‬المتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 04‬منه‬
‫على‪:‬‬

‫"يمكن أن تمهر الوثائق و المحررات القضائيـ ـ ـ ـة التي تسلمها مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالح و ازرة العدل و المؤسس ـ ـ ـات‬
‫التابعة لها و الجهات القضائية بتوقيع الكتروني تكون صلته بالمحرر األصلي مضمونه‬
‫‪2‬‬
‫بواسط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة وسيلة تحقق موثوقة"‪.‬‬

‫و قد جاء القانون رقم ‪ 04/15‬المؤرخ في أول فبراير سنة ‪ .2015‬يحدد القواعد العامة المتعلقة‬
‫بالتوقيع و التصديق االلكترونيين‪ .3‬و قد سمح هاذين القانونين السابقين باستعمال تكنولوجيات‬
‫‪4‬‬
‫اإلعالم و االتصال في مجال القضاء‪.‬‬

‫إن استحداث تطبيقة خاصة باستغالل البطاقة البيومترية من طرف صاحبهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‪ ،‬سمح بقراءة‬
‫البيانات الواردة بها مع إمكانية تحيين و تحديث المعطيات المهني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة عن بعد و كذا استخراج كافة‬
‫الشهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادات و الوثائق المتعلقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بالمسار المهن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي (شهادة العمل‪ ،‬كشف الراتب‪ ،‬كشف‬
‫‪5‬‬
‫الراتب السنوي‪ )...‬ممضاة إلكترونيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استعمال المحادثة المرئية عن بعد أثناء اإلجراءات القضائية (نظام تسيير بواسطة‬

‫الحادثة االلكترونية)‪:‬‬

‫‪ :1‬وزارة العدل‪ ،‬مركز شخصنة شريحة اإلمضاء اإللكتروني‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‪ ،‬ص ‪ 9 :‬و ‪.17‬‬
‫متاحة على الموقع‪. www.mjustice.dz :‬‬

‫‪ :2‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 03 – 15‬و المتعلق بالعصرنة ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ :3‬القانون ‪ 04- 15‬المؤرخ في أول فيفري ‪ ، 2015‬و المحدد للقواعد العامة بالتوقيع و التصديق اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6‬الصادرة في ‪10‬‬
‫فيفري ‪.2015‬‬
‫‪ :4‬أمينة بواشي و بركاهم سالم‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.209‬‬
‫‪:5‬وزارة العدل‪ ،‬مركز شخصنة شريحة األمضاء اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.36‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫لتحقيق العدالة‪ ،‬و حيث أن الشهادة محور أساسي يعتد بها لتبين وقائع القضيـ ـ ـ ــة‪ ،‬و حتى ال‬
‫يحتج الشهود الشهود ببعد المسافة و عدم الحضور‪ ،‬جاءت عصرنة العدالـ ـ ــة لتقف على هذا الشكل‬
‫و حله من جذوره‪ .‬حيث تنـ ـ ــاول القانون رقم ‪ 03/15‬في فصله الرابع فكرة استعمال المح ـ ـ ــادثة‬
‫المرئية عن بعد أثناء اإلجراءات القضائية حيث تنص المادة ‪ 14‬من ذات القانون على‪:‬‬

‫"إذا استدعى بعد المستفة أو تطلب ذلك حسن سير العدالة‪ ،‬يمكن استجواب و سماع األطراف عن‬
‫طريق المحادثة المرئية عن بعد‪ .‬مع م ارعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة احترام الحقوق و القواعد المنصوص عليها في‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية و وفقا لألحكام المنصوص عليها في هذا الفصل‪.‬‬

‫ـ ـ يجب أن تضمن الوسيلة المستعملة سرية اإلتصال و أمانته‪.‬‬

‫ـ ـ يتم تسجيل التصريحات على دعامة تضمن سالمتها و ترفق بملف اإلجراءات‪.‬‬

‫ـ ـ تدون التصريح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات كاملة و حرفيا على محضر يوقع من طرف القاضي المكلف بالملف و‬
‫أمين الضبط"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رقمنة األرشيف القضائي – نظام تسيير أوامر القبض ‪:‬‬

‫هذا النظام به قاعدة معطيات وطنية تسمح بسرعة النشر و التوزيع لألشخاص المبحوث عنهم‬
‫في إطار القانون‪ ،‬و بسرعة و فعالية في إجراءات كف عن البحث حيث التوقيف ضمانا للحريات‬
‫الفردية‪ ،‬فهو ألية معلوماتية متوفرة حاليا و موضوعة لالستعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال و االستغالل‪ ،‬و هي في‬
‫‪1‬‬
‫متناول رجال القضاء و أعوان الضبطية القضائية في إطار تنفيذ أوامر القضاء‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تدعيم الهياكل و الوسائل الرقمية لقطاع العدالة‬

‫مرافقة لهذا المسعى في رقمنة القطاع تدعمت و ازرة العدل بعدة مراكز و هياكل لتجسيدها‪.‬‬

‫‪:1‬الطيب بلعيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫الفرع األول‪ :‬المقر اإلحتياطي ألنزمة اإلعالم اآللي و مركز النداء‪:‬‬

‫تجسيدا لهذا االنفتاح على تكنولوجيات اإلعالم و اإلتصال و رقمنة قطاع العدالة ‪ ،‬تم تدشين مقرين‬
‫هما‪:‬‬

‫‪ – 1‬المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي بالقليعة‪:‬‬

‫بعد اإلنج ـ ـ ـ ــازات التي حققته ـ ـ ـ ـ ـ ــا و ازرة العدل في مجال العصرنة و تحسين الخدمة العمومي ـ ــة من‬
‫تسهيل إجراءات استخراج شهادة الجنسيـ ـ ـ ـ ـ ــة و صحيفة السوابق القضائيـ ــة بإقامة شبكة معلوماتية و‬
‫قاعدة بيانات مركزية‪ ،‬مما يسمح للمواطنيـ ــن باستخراج هذه الوثائق من أي جهة قضائية كانت على‬
‫المستوى الوطني‪،‬‬

‫و اعتماد التوقيع االلكتروني مما يمكن المواطنين من استخراج وثائقهم عبر االنترنت في كل واليات‬
‫الوطن إلخ‪ ، ...‬تم تدشيـ ــن المقر االحتياطـ ـ ـ ـ ــي ألنظمة اإلعالم اآللي الذي يضمن استمرار تقديم‬
‫خدم ـ ـ ـ ــات نوعية للمواطن حتى في حالة حدوث عطب على مستوى الموقع المركزي‪ .‬و يأتي تدشين‬
‫الموقـ ـ ـ ــع االحت ياطي من طرف وزير العدل لشخصنة الشريحة لإلمضاء اإللكتروني‪ ،‬في تحقسق‬
‫األهداف التالية‪:‬‬

‫ـ ـ تعزيز و تعميق مسار عصرنة الخدمة العمومية لقطاع العدالة باالستغالل األمثل لتكنولوجيات‬
‫اإلعالم و االتصال‪.‬‬

‫ـ ـ االستغن ـ ــاء التدريجــي على العالمات الورقي ــة في مج ـ ـ ــال العقود و اإلجراءات القضائي ـ ـ ــة‪ ،‬و‬
‫استبدالها بالوسائل اإللكترونية(غير الورقية)‪.‬‬

‫إن األنظمة اآللية‪ ،‬المعتمدة في مجال عصرنة العدالة ال يمكنها بلوغ النجاعة المرجوة‪ ،‬دون‬
‫توفير آليات للحمـ ــاية و ضمـ ــان السالمـ ــة و الديموم ــة‪ .‬و نظ ار لطبيعـ ــة الخدم ــة العمومية لمرفق‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫العدال ــة و حساسيـ ـ ـ ـ ـ ــة المعطيات القضائيـ ـ ــة الرتباطها بالمصالح الخاصــة للمواطنين‪ ،‬فإن حمايـ ــة‬
‫النظام من أجل السي ـ ــر الحسن و المستمر ‪ ،‬تعد ضرورة استراتيجية ملحة‪ ،‬و ضمان هذه الحماية‬
‫يتم من خالل إنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء موقع احتياطي (‪ )BACKUP‬لحماية مركز البيانات األساسي ( ‪DATA‬‬
‫‪.)CENTER‬‬

‫يسمح الموقع االحتياطي باستم اررية مجمل الخدم ـ ـ ــات التي يقدمها قطاع العدالة بصفة مستقلة‬
‫تماما عن الموقع المركزي األساسي المتواجد باألبيار‪ ،‬و ذلك في حال ـ ـ ـ ـ ــة وقوع حوادث أو كوارث‬
‫طبيعي ـ ـ ــة‪ ،‬أو أعمال كيدية ‪...‬إلخ‪ ،‬حيث يضمن موقع النجدة سير مجمل النظام من جديد بصفة‬
‫‪1‬‬
‫فورية و آلية‪.‬‬

‫إذ تعتبر الشبكة المعلوماتية لو ازرة العدل‪ ،‬شبكة إستراتيجية لتسيير الجهات القضائية عبر كامل‬
‫التراب الوطنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي بغض النظر عن الفارق الزمني‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن ضمان استمرار سير الشبكة‬
‫المعلوماتية من خالل إقامة روابط موازية باأللياف البصرية هو وسيلة لضمان الرضا المستمر‬
‫للمستخدمين و استم اررية الخدمات المقدمة من طرف الو ازرة‪.‬‬

‫في حالة حدوث أي عطل ناجم عن االنقطاع المتواصـ ـ ـ ـ ـ ــل في روابط االتصال أو في التيار‬
‫الكهربائي أو حادث راجع إلى سوء التحكم أو حوادث طبيعية‪ ،‬يسهر الموقع االحتياطي على‬
‫ضمـ ــان استم اررية سير الشبكة المعلوماتي ـ ــة لو ازرة العدل بصفة دائم ــة و دون توقف‪ ،‬هذا بغض‬
‫النزر عن وضعيـ ــة سير الموق ـ ـ ـ ـ ــع المركزي لألبي ـ ــار‪ ،‬حيث يتم التحويل إلى الموقع االحتياطـ ــي‬
‫بصفة آلية فال يشع ـ ـ ــر المستخدم بأي انقطاع على مستوى الخدمات‪ .‬و قد تمكنت هيكلة و تصميم‬
‫هذا الموقع وفقا للمعايير الدوليـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬للتصدي لمختلف اإلشكاليات التي قد تتسبب في توقيف الموقع‬
‫الرئيسي‪.‬‬

‫‪:1‬أمينة بواشري و بركاهم سالم‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.215:‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫إن الغرض من وضع البيانات االحتياطي ـ ـ ـ ـ ــة حيز الخدمة هو استم اررية الخدمة العمومية‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس ‪ ،‬فهو يسمح ب ــ‪:‬‬

‫ـ ـ استنساخ الموارد الحيوية لضمان توفير الشبكة بصفة متواصلة‪.‬‬

‫ـ ـ سير النظام على مستولـ ـ ـ ـ ــى المركزين الرئيسي و االحتياطي بشكل مزازي مستمـ ـ ــر و أني بحيث‬
‫يمكن للثاني االستمرار في تقديم الخدمات للمواطن بشكل مستمر و غير منقطع‪ ،‬في حال توقف‬
‫الموقع المركزي عن العمل ألي سبب كان (التحويل األلي نحو الموقع االحتياطي)‪.‬‬

‫ـ ـ ضمان حماية المعطيات و التدفقات المتبادلة في وقت قياسي‪.‬‬

‫ـ ـ استعمال الرابطين معا في وقت واحد لتوزيع الضغط على شبكة التحكم في ساعات العمل‪ ،‬عند‬
‫حدوث أي خلل علـى مستوى أح ــد الرابطين‪ ،‬يسمح بتحويل التدفق نحـ ـ ـ ــو الرابط الثاني بصفـ ـ ــة‬
‫‪1‬‬
‫آلي ـ ـ ـ ــة‪ ،‬دون فقدان للمعطيـ ـ ـ ـ ـ ــات‪.‬‬

‫‪ - 2‬مركز النداء لوزارة العدل ‪:‬‬

‫تتزايد حاجة المواطن للتوجيه أكثر فأكثر في عالقاتـ ـ ـ ــه مع مختلف اإلدارات‪ .‬و في هذا الص ـ ــدد‬
‫يأتي استحداث وسائ ـ ـ ـ ـ ـ ــل من شأنها تقريب الخدمة العمومية لقطاع العدالة من المواطن هو حتما‬
‫من بين األفاق التي ينبغي أن تتحقق في إطار عصرنة العدالة و ذلك لتحقيق هدفين في أن واحد‪:‬‬

‫ـ ـ اإلصغاء للمواطن‪.‬‬

‫ـ ـ إعطاء أحسن صورة في تمثيل الخدمة العمومية ‪.‬‬

‫‪ :1‬وزارة العدل‪ ،‬المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي بالقليعة‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‪ ،‬ص ‪ 6‬و ‪.12‬‬
‫متاحة على الموقع‪. www.mjustice.dz :‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫و قد أسس مركز النداء كواجهة حيوية لمساهمة المواطن في عصرنـ ـ ـ ـ ـ ــة مرفق العدالة و هذا‬
‫بكفاءات جزائرية ‪ 100‬بالمئة‪ ،‬كما أستحدث ليساعد بصفة جوهرية في سير نظام المعلومات على‬
‫مستوى الجهات القضائية‪ ،‬من خالل شبكة االنترنيت لو ازرة العدل‪ ،‬و عناصره عبارة عن تداخل بين‬
‫وسائل بشريـ ـ ــة و مهنية مادية و لوجيستيكية‪ ،‬و تنظيمية باإلضافة إلى التواصل عن بعد‪.‬‬

‫حيث يقوم مرشد صوتي باللغتين العربية و الفرنسية بإعالم و توجي ـ ـ ــه المواطن حول أو نحو‬
‫المصلحة المطلوبة ‪ .‬و يقوم مرشدون عبر الهاتف‪ ،‬تم تكوينهم بصفة خاصة لهذا األمر بإعالم‪ ،‬و‬
‫توجيه ‪ ،‬وشرح ودراسة طلبات و اقتراحات المواطنين‪.‬‬

‫ليقوم النظام المعلوم ــاتي بصفة آلية عقب كل مكالمـ ــة هاتفية بإنش ـ ـ ـ ـ ــاء بطاقة تحتوي على‬
‫المعلومات األساسية المتعلقة بالمكالمة (رقم المتصل و شريط المكالمة) حيث يتم تسجيلها من‬
‫الممكن أرشفتها أيضا‪ ،‬و يتم االطالع بصفة دورية على إحصائيات دقيقة حول انشغاالت‬
‫‪1‬‬
‫المواطنين و تظلماتهم و شكاويهم‪.‬‬

‫‪ :1‬وزارة العدل‪ ،‬مركز النداء لوزارة العدل‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‪ ،‬ص ‪ 4‬و ‪.15‬‬
‫متاحة على الموقع‪www.mjustice.dz :‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المركز الوطني لألنظمة المعلوماتية لوزارة العدل‪:‬‬

‫في إطار مواصلة سلسلة اإلصالحـ ـ ـ ـ ــات العميقة التي شهدها قطاع العدالة‪ ،‬بادرت و ازرة العدل‪،‬‬
‫تحت إشراف وزير العدل حافظ األختام عدة مشاريع ذات بعد استراتيجي‪ ،‬تهدف أساسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا إلى‬
‫ترقية أداء مرفق القضاء و مواكبة عملية التحول التكنولوجي و االرتقاء إلى مرحلة الخدمات الذكية‪.‬‬

‫و في هذا السياق‪ ،‬تم إنشاء المركز لوطني لألظزمة المعلوماتية لو ازرة العدل‪ ،‬للسهر على إدارة‬
‫و تسيير مختلف األنظمة المعلوماتية المستحدثة‪.‬‬

‫تتمثل هذه األنظمة أساسا فيما يلي‪:‬‬

‫ـ ـ النظام اآللي لتسيير قاعدة المعطيات المركزية للبصمات الوراثية‪.‬‬

‫ـ ـ النظام البيومتري للتحقق من الهوية‪.‬‬

‫ـ ـ النظام اآللي للوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫ـ ـ نظام تسيير البرامج الشاملة ذات المصدر المفتوح‪.‬‬

‫ـ ـ نظام التسيير اإللكتروني للوثائق (‪.)GED‬‬

‫ـ ـ النظام األلي لإلنذار عن اختطاف‪.‬‬

‫و سوف نقتصر فقط على دراسة النظام األلي لتسيير قاعدة المعطيات المركزية للبصمات الوراثية‬
‫ألهميته في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ – 1‬االنظام اآللي لتسيير قاعدة المعطيات المركزية للبصمات الوراثية‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫تعد البصمة الوراثية من أهم الوسائ ــل الحديثة لإلثبات‪ ،‬بالنظر إلى أهميتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا في اإلجراءات‬
‫القضائية و إجراءات التعرف على األشخاص المفقودين أو مجهولي الهوية‪ .‬و لقد حدد القانون رقم‬
‫‪ 03/16‬المؤرخ في ‪ 2016/06/19‬المتعلـ ــق باستعم ــال البصمـ ــة الوراثي ـ ــة في اإلجراءات‬
‫‪1‬‬
‫القضائي ـ ــة و التعرف عل ـ ـ ـ ـ ـ ــى األشخاص‪.‬‬

‫يتم أخذ العينات البيولوجية من أجل الحصول على البصمة الوراثية متى رأت الجهة القضائية‬
‫المختصة ضرورة لذلك‪ ،‬وفقا للمقاييس العلمية المعتمدة في هذا المجال‪ ،‬من طرف‪:‬‬

‫ـ ـ ضباط و أعوان الشرطة القضائية المختصين‪.‬‬

‫ـ ـ األشخاص المؤهلين لهذا الغرض‪ ،‬تحت إشراف ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫ـ ـ األشخاص المسخرون من طرف الشرطة القضائية‪.‬‬

‫و تجرى التحاليل الوراثيـ ــة على العين ــات البيولوجية من قبل المخـ ــابر والخبراء المعتمدين طبقا‬
‫للتشري ـ ـ ــع و التنظيم المعمول بهما‪.‬‬

‫و قد استحدثت بموجب القانون المتعلق باستعم ـ ــال البصمـ ــة الوراثية في اإلجراءات القضائية و‬
‫التعرف على األشخاص‪ ،‬مصلحة مركزية لدى و ازرة العدل يديرها قاضي و تساعده خلفية تقنية‪.‬‬

‫تكلف هذه المصلحة بالمهام األساسية اآلتية‪:‬‬

‫ـ ـ تشكيل قاعدة المعطيات الوطنية الخاصة بالبصمات الوراثية‪.‬‬

‫ـ ـ إدارة و تسيير قاعدة المعطيات الوطنية‪.‬‬

‫‪ :1‬القانون ‪ 03/16‬المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 2016‬و المتعلق باستعمال البصمة الوراثية فب اإلجراءات القضائية و التعرف على األشخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 37‬الصادرة في ‪ 22‬جوان ‪.2016‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫ـ ـ حفظ البصمات الوراثية و ضمان سريتها‪.‬‬

‫‪ - 2‬األهمية العلمية لقاعدة المعطيات الوطنية الخاصة بالبصمات الوراثية‪:‬‬

‫تكتسي األهمية العلمية لهذه القاعدة فيما يلي‪:‬‬

‫ـ ـ ضبط استعمـ ــال البصمة الوراثيـ ــة في مجال التحريات الجزائية و إجراءات التعرف على‬
‫األشخ ـ ــاص المفقودين أو مجهولي الهوية‪.‬‬

‫ـ ـ حفظ جميع البصمات الوراثية المتحصل عليها من تحليل العينات البيولوجية وفقا للقانون‪.‬‬

‫ـ ـ التمكين من القيام بالبحث و المقارنة بين البصمات الوراثية‪.‬‬

‫ـ ـ إتاحة عملية البحث عن الروابط بين مختلف القضاي ــا‪ ،‬مع إجراء المقارب ـ ــة عند احتمال وجود‬
‫عالقة بينها‪.‬‬

‫‪ – 3‬تسجيل البصمات الوراثية بقاعدة المعطيات الوطنية‪:‬‬

‫يتم تسجيل جميع البصمات الوراثية الناتجة عن تحليل العينات البيولوجية‪ ،‬المأمور بأخذها من‬
‫طرف ا ألشخاص المخولة قانونا (قضاة نيابة‪ ،‬التحقيق و الحكم) بقاعدة المعطيات الوطنية‪ ،‬بسعي‬
‫من النيابة العامة و بعد تأشير القاضي المكلف بالمصلحة المركزية‪.‬‬

‫تسجل البصمات الوراثية ضمن بطاقيات‪ ،‬تنشأ على مستوى قاعدة المعطيات المركزية‪.‬‬

‫‪ – 4‬مدة حفظ البصمة الوراثية بقاعدة المعطيات المركزية‪:‬‬

‫ـ ـ سنة بالنسبة ألصول و فروع األشخاص المفقودين‪.‬‬

‫ـ ـ سنة بالنسبة للمشتبه فيهم في حالة األمر بانتفاء وجه الدعوى أو الحكم بالبراءة بصفة نهائية‪.‬‬

‫‪ :1‬المادتين ‪ 6‬و ‪ 9‬من القانون ‪ 03/16‬و المتعلق بالبصمة الوراثية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫ـ ـ سنة بالنسبة للمحكوم عليهم‪ ،‬من تاريخ سيرورة الحكم نهائيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الهوية‪.‬‬ ‫مجهولي‬ ‫المتوفين‬ ‫و‬ ‫للمفقودين‬ ‫بالنسبة‬ ‫سنة‬ ‫ــ‬

‫‪ :1‬المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 03/16‬و المتعلق بالبصمة الوراثية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬

‫‪27‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــة‬

‫الخاتمــــــة‬

‫في الختام يتضح لنا أن الجزائر و في محاولتها مواكبة التطور الذي يشهده العالم في مجال‬

‫التكنولوجيا و المعلومات و االتصال ‪ ،‬قد عرفت أهمية و ضرورة التحول من اإلدارة التقليدية إلى‬

‫اإلدارة التكنولوجية و ذلك عن طريق توظيف و تسخير إمكانيات معتبرة و توسيع مجال استعمال‬

‫تكنولوجيا المعلومات و االتصال في مختلف المجاالت و القطاعات و محاولة التطور في هذا‬

‫المجال لمنافسة غيرها من الدول المتقدمة و الوصول بركب من سبقها‪.‬‬

‫و محاولة الجزائر تعميم اإلدارة اإللكترونية كإستراتيجية إصالح التسيير العمومي‪ ،‬ليس بهدف‬

‫تحقيق الرفاه اال جتماعي للمواطن فقط بل لقد أضحى مطالبا اقتصاديا ملحا في عالم أصبحت‬

‫تكنولوجيا المعلومات هي الفيصل في تحديد مدى تطور الدول من تخلفها‪ ،‬حيث أصبحت جل‬

‫المعامالت بمختلف أنواعها تتم عبر االنترنت ‪ ،‬و ذلك ما الحظناه من خالل دراستنا التي تم تسليط‬

‫الضوء على التحول نحو تطبيق إستراتيجية عصرنة قطاع العدالة بإدخال تكنولوجيا المعلومات و‬

‫االتصاالت في مختلف تعامالته كنموذج حي للتحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ‪،‬‬

‫حيث أن قطاع العدالة يعتبر من أولى القطاعات التي شهدت نقلة نوعية من هذا المجال‪ ،‬حيث‬

‫وظفت بها تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و تم استبدال الطرق القديمة بالطرق الحديثة و‬

‫العصرية‪.‬‬

‫و قد الحظنا من خالل دراستنا في مجال التحول الرقمي بقطاع العدالة أنه تم تحقيق نتائج‬

‫ملموسة في تحسين و تطوير الخدمات المقدمة سواء المواطنين أو المتقاضين و كافة المتعاملين مع‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــة‬

‫القطاع و من أمثلة ما تم تحقيقه و تجسيده في أرض الواقع مثل إنشاء موقع إلكتروني يمكن‬

‫المواطنين من الوصول إلى تلك الخدمات بسهولة و يسر‪ ،‬و من أمثلة الخدمات التي تم تسهيلها‪:‬‬

‫طلب صحيفة السوابق العدلية‬

‫و طلب تسليم شهادة الجنسية الجزائرية ‪ .‬و أيضا إمكانية متابعة المتقاضين لملفاتهم القضائية‬

‫المطروحة أمام العدالة‪ ،‬و غيرها من اإلنجازات العديدة في هذا المجال‪ ،‬و ما تجدر اإلشارة إليه أنه‬

‫و على الرغم مما تم تحقيقه من إنجازات بقطاع العدالة إال أن الجزائر تبقى بعيدة من مصاف‬

‫الدول المتقدمة التي قطعت أشواطا كبيرة من التطور في مجال تطبيق تكنولوجيا المعلومات و‬

‫اإلتصال و ذلك نظ ار لعدة صعوبات و عراقيل سواء من ناحية اإلمكانيات الدولية المادية و البشرية‬

‫أو من ناحية ثقافة و وعي المواطن الجزائري بضرورة و أهمية التحول نحو إستراتيجية تكنولوجيا‬

‫المعلومات و االتصاالت‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمـــة المراجــــع‬

‫النصوص التشريعية‬

‫المواد ‪ 150‬من مكرر إلى ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 01- 18‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 2018‬المعدل و‬ ‫‪-1‬‬

‫المتمم و المتعلق بتنظيم السجون‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،05‬الصادرة في ‪ 30‬جانفي ‪.2018‬‬

‫القانون ‪ 04- 15‬المؤرخ في أول فيفري ‪ ،2015‬و المحدد للقواعد العامة بالتوقيع و التصديق اإللكترونيين‪،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6‬الصادرة في ‪ 10‬فيفري ‪2015‬‬

‫القانون ‪ 03/16‬المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 2016‬و المتعلق باستعمال البصمة الوراثية في اإلجراءات القضائية و‬ ‫‪-3‬‬

‫التعرف على األشخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 37‬الصادرة في ‪ 22‬جوان ‪.2016‬‬

‫الكتـــــــب‬

‫‪ -1‬غسان قاسم داود الالمي‪ ،‬إدارة التكنولوجيا ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المناهج للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪ -2‬عالء عبد الرزاق سالمي‪ ،‬نزم إدارة المعلومات‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬

‫‪.2003‬‬

‫‪ -3‬بشير العالق‪ ،‬االتصال في المنظمات العامة‪ ،‬دار اليازوري للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪. 2009 ،‬‬

‫‪ -4‬هاشم فوزي العبادي‪ ،‬جليل كاظم العرضي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬‬

‫األردن ‪2012 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬حسن عماد مكاوي ‪ ،‬محمود علم الدين ‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الدار العربية للنشر و‬

‫التوزيع‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪.2009 ،‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -6‬العياشي زرزار‪ ،‬كريمة غياد‪ ،‬استخدامات تكنزلوجيا المعلومات و االتصاالت في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬ط ‪، 1‬‬

‫دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪.2016 .‬‬

‫‪ -7‬رزان علي عمر عبد المهدي ‪ ،‬أثر تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و عناصر المزيج التسويقي على جودة‬

‫الرعاية الصحية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص األعمال االلكترونية‪ ،‬كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫األردن‪.‬‬

‫‪ -8‬عبد الحكيم معوج‪ ،‬استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في بيئة المؤسسال الصغيرة و المتوسطة ‪،‬‬

‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‬

‫‪.2012 ، 3‬‬

‫‪ -9‬أحمد مشهور‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات و أثرها على التنمية االقتصادية‪ ،‬المؤتمر العربي الثالث للمعلومات الصناعية‬

‫و الشبكات‪ ،‬المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم‪.2003،‬‬

‫أحمد الكبيسي ‪ ،‬تطور النظم األلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية‪ ،‬العربية من‬ ‫‪-10‬‬

‫الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية‪ ،‬العربية ‪ ،300‬العدد ‪.2008 ،29‬‬

‫أحمد فرج أحمد‪ ،‬الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها ‪،‬المملكة المتحدة ‪ :‬جامعة اإلمام محمد‬ ‫‪-11‬‬

‫بن مسعود اإلسالمية‪.‬‬

‫سعيد يقطيني ‪،‬من النص إلى النص مدخل إلى جماليات اإلبداع التفاعلي‪ ،‬بيروت ‪ :‬مركز الثقافي العربي‬ ‫‪-12‬‬

‫‪ ،‬ط ‪.2005 ،1‬‬

‫نجالء أحمد يس‪ ،‬الرقمنة و تقنياتها في المكتبات العربية‪ ،‬القاهرة ‪ :‬العربي للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪، 1‬‬ ‫‪-13‬‬

‫‪.2013‬‬

‫سلمى بشاري‪ ،‬تطوير الرقمنة في الجزائر كألية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا ) كوفيد ‪. ( 19‬‬ ‫‪-14‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫سامر مؤيد عبد اللطيف‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دراسة في اإلطار النظري و التطبيقي‪ ،‬مجلة رسالة‬ ‫‪-15‬‬

‫الحقوق‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬س لسادسة‪.‬‬

‫حسين بن محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق‪ ،‬المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارة نحو‬ ‫‪-16‬‬

‫أداء متميز للقطاع الحكومي‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2009 ،‬‬

‫ماجد راغب الحلو ‪ ،‬الحكومة االلكترونية و المرافق العامة‪ ،‬المؤتمر العلمي األول حول الجوانب القانونية‬ ‫‪-17‬‬

‫و األمنية للعمليات االلكترونية منظم المؤتمر‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي –مركز البحوث و الدراسات‪ -‬اإلمارات‬

‫العربية المتحدة ‪ ،‬دبي‪.‬‬

‫سوسن زهير المهتدي ‪ ،‬تكنولوجيا الحكومة اإللكترونية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع‪،‬‬ ‫‪-18‬‬

‫عمان‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫عبد الحكيم عشور‪ ،‬دور الحكم اإللكتروني في مكافحة الفساد اإلداري و الواليات المتحدة نموجا‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-19‬‬

‫المفكر‪ ،‬ع الحادي عشر‪( ،‬د‪،‬س‪،‬ن)‪.‬‬

‫كمال النقيب ‪ ،‬أهمية الحكومة اإللكترونية في ترشيد و تخفيض التكاليف الحكومية و دورها في معالجة‬ ‫‪-20‬‬

‫الفساد المالي و الغداري‪ ،‬ورقة عمل مقدمة من مؤتمر دور الحكومة اإللكترونية في تحقيق الظظغدارة الرشيدة‪ ،‬ع‬

‫‪ ،127‬من الثالثة و الثاثون‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬

‫عمار بوحوش‪ ،‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد و العشرين‪( ،‬د‪،‬ط)‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪-21‬‬

‫بيروت ‪.2006‬‬

‫رأفت رضوان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪( ،‬د‪،‬ط)‪ ،‬مركز المعلومات و اتخاذ القرار بمجلس الوزراء‪،‬‬ ‫‪-22‬‬

‫القاهرة‪.2004،‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫محمد كيالني شادية جابر‪ ،‬نمو\ج مقترح للخدمات التي تقدمها الحكومة اإللكترونية لطالب كلية التربية‪،‬‬ ‫‪-23‬‬

‫مجلة كلية التربية –جامعة المنصورة‪ -‬ع ‪- 60‬يناير‪.2006 ،‬‬

‫عبد العزيز فهد المغيرة‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في إجراءات العمل اإلداري من وجهة نظر‬ ‫‪-24‬‬

‫موظفي ديوان و ازرة الداخلية السعودية رسالة لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلدارية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪،‬‬

‫جامعة نايف العربية‪.2010 ،‬‬

‫بوحوش عمار‪ "،‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد و العشرين"‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-25‬‬

‫‪.2006‬‬

‫األطروحات و المذكرات ‪:‬‬

‫رزان علي عمرعبد المهدي ‪ ،‬أثر تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و عناصر المزيج التسويقي على جودة‬ ‫‪-1‬‬

‫الرعاية الصحية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص األعمال االلكترونية كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪2016 ،‬‬
‫إيهاب فاروق مصباح العاجز‪ ،‬دور اثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة االلكترونية "دراسة تطبيقية على‬ ‫‪-2‬‬

‫وزارة التربية و التعليم العالي – محافظة غزة‪ ،‬رسالة ماجستير في إدارة األعمال‪ ،‬قسم إدارة األعمال‪ ،‬كلية‬
‫التجارة‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪2011،‬‬
‫عبد العزيز فهد المغيرة‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية في إجراءات العمل اإلداري من وجهة نظر‬ ‫‪-3‬‬

‫موظفي ديوان وزارة الداخلية السعودية رسالة لنيل شهادة الماجستير في العلوم اإلدارية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة نايف العربية‪،2010 ،‬‬
‫شفيق شيخي‪ ،‬انعدام االستقالل الوظيفي للقضاء في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬مدرسة دكتوراه في القانون‬ ‫‪-4‬‬

‫األساسي و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪2010:‬‬

‫المداخالت ‪:‬‬

‫أحمد مشهور‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات و أثرها على التنمية االقتصادية‪ ،‬المؤتمر العربي الثالث للمعلومات‬ ‫‪-1‬‬

‫الصناعية و الشبكات‪ ،‬المنظمة العربية للتربية و الثقافـــــــــــــــــــــة و العلوم‪2003،‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫حسين بن محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بين النظرية و التطبيق‪ ،‬المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارة نحو أداء‬ ‫‪-2‬‬

‫متميز للقطاع الحكومي‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪2009 ،‬‬
‫وزارة العدل‪ ،‬إجراءات استخراج صحيفة السوابق العدلية و شهادة الجنسية عبر االنترنت‪ ،‬مداخلة عبد‬ ‫‪-3‬‬

‫الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‪،‬‬


‫وزارة العدل‪ ،‬نظام التسيير اإللكتروني للوثائق‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة العدالة)‬ ‫‪-4‬‬

‫وزارة العدل‪ ،‬المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي بالقليعة‪ ،‬مداخلة عبد الحميد عكا (المدير العام لعصرنة‬ ‫‪-5‬‬

‫العدالة)‪،‬‬
‫بهجة بومعرافي‪ ،‬بن تازير مريم‪ ،‬إشكالية معالجة الحروف العربية ضمن مشاريع الرقمنة بالمكتبات الرقمية‬ ‫‪-6‬‬

‫بجامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية‪،‬‬
‫المواقع االلكترونية‬

‫موقع وزارة العدل‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬


‫الموقع‪. www.mjustice.dz :‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪72‬‬
‫الفهــــــرس‬
‫شكر وعرفان‬
‫إهداء‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪06‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬أثـر التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية على سير املرفق العام‬
‫‪06‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للرقمنة و اإلدارة اإللكترونية ‪:‬‬
‫‪06‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬عموميات و أساسيات عن الرقمنة و تكنولوجيا املعلومـات واالتصاالت‪:‬‬
‫‪19‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬املفاهيم النظرية لإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪24‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬الرقمنة و التوجه نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬أهداف و دوافع التحول نحو اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪30‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬مبادئ و مراحل تطبيق اإلدارة اإللكترونية (الرقمنة)‪:‬‬

‫‪37‬‬ ‫ـ املطلب الثالث‪ :‬متطلبات و معوقات التحول نحو اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬


‫‪40‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬الرقمنة وعصرنة قطاع العدالة في الجزائر‬
‫‪40‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬واقع اإلدارة اإللكترونية في قطاع اإلدارة الجزائري‬

‫‪40‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬واقع قطاع العدالة في الجزائر قبل دخول الرقمنة‪:‬‬

‫‪45‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬التحضير ملشروع رقمنة العدالة‪:‬‬

‫‪48‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬وضع األرضية املناسبة للولوج لعالم اإلدارة اإللكترونية(اإلسراتيجية)‬

‫‪50‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬اإلنجازات املوالية إلصالح و عصرنة قطاع العدالة ‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تحقيق خدمة نوعية محاطة بضمانات األداء األمن‬
‫‪57‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تطوير آليات التسيير الرقمية (أنظمة التسيير املواكبة إلصالح قطاع العدالة) ‪:‬‬

‫‪60‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تدعيم الهياكل و الوسائل الرقمية لقطاع العدالة‬

‫‪67‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪69‬‬ ‫قائمة املراجع‬
‫‪70‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪71‬‬ ‫امللخص‬

You might also like