Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

‫ﺎب‬ ‫ﻛَ‬

‫ﺘ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬


‫ﻦ‬ ‫ﻣ‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫ﺔ‬ ‫َ‬
‫ﺤ‬ ‫ْ‬
‫ﻠ‬ ‫ُ‬
‫ﻣ‬ ‫ﺴ َ‬
‫ﻮن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ﻤ‬ ‫َ‬
‫ﺧ‬
‫ِ‬

‫مؤ ِِّل ُ‬
‫ُف الكتاب‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبدالرمحن بن عبدالعزيز العقل‬

‫أمجل هدية هتدهيا لإلمام الذي حتب‬


‫‪1‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة األوىل‬

‫ثبتت مرشوعيـــة صالة الرتاويح‪،‬‬


‫بالُّسَّنَــة‪ ،‬واإلمجــــاع‪ .‬والسنــ ُُة أن‬
‫ُ‬
‫تصىل مجاع ًًة يف املســـجد‪ ،‬صىل النبي‬
‫‪ ‬بالصحابـــة أربع ليـــال ثم ترك‪،‬‬
‫وقال‪ ﴿ :‬خشـــيت أن تفرض عليكم‬
‫فتعجزوا عنهـــا ﴾ متفق عليه‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪2‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثانية‬

‫أَّن األفضـــل‬‫د�لــَت ال�س ـــ ََّنة عىل َ‬


‫هَّن‪ ،‬ســـواء‬
‫للنســـاء الـــصالة يف بيوتــ َ‬
‫كانـــت فريضـــة أو نافلـــة‪ ،‬ويـــوز‬
‫ذهابـــَّن إىل املســـجد لـــصالة‬ ‫َ‬
‫الرتاويــح‪ ،‬برشط اإلذن مـــن الــــزوج‬
‫ـتُّربج والتط�ي ــب‪.‬‬
‫ـوِّيل‪ ،‬وعـــدم الـ ُ‬‫أو الـ ِ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪3‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثالثة‬

‫وقـــٌت للقياِمِ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُُك ُُّل الليل‬
‫يـــصيِّل َ‬
‫أَّوَّل الليل‬ ‫ي‬ ‫فللمرء أن‬
‫آخَره‪ ،‬اإاَّل َ‬
‫أَّن‬ ‫أو أوســـ ََطه أو َ‬
‫صالة آخر الليـــل أفضل‪،‬‬
‫ألهنا وقت التنـــزل اإلهلي‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪4‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الرابعة‬

‫قول بعضهم عنـــد القيام لصالة‬


‫الرتاويـــح‪( :‬صالة القيام أثابكم اهلل)‪،‬‬
‫غري مرشوع‪ ،‬واألصـــل يف العبادات‬
‫ـــْل عن ٍ‬
‫أحٍد‬ ‫التوقيـــف‪ ،‬كام أ ََّن ُُه مل ُُين�ق ْ‬
‫ِف قوله‪.‬‬ ‫من ال ـــ ََل ِ‬
‫�س‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪5‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة اخلامسة‬

‫ٍ‬
‫وجـــٍه أنه ‪‬‬ ‫الثابت يف ال�س ـــنة من غري‬
‫يزيُد عىل إحـــدى عرش ََة ركع ًًة ال يف‬
‫مل يكن ُ‬
‫غِريه‪ ،‬وكذلك الثابت عن‬ ‫رمضـــاَن وال يف ِ‬
‫َ‬
‫أَّن هذا هو‬ ‫الصحابة ريض اهلل عنهـــم‪ ،‬كام َ‬
‫األصح عن عمـــر‪ ،‬ولكن هـــذا ال يعني‬
‫ِ‬
‫جـــواِز الزيادة عىل إحـــدى عرشة‬ ‫عـــد ََم‬
‫ركعة‪ ،‬فـــصالة القيام غري حمصـــورة بعدٍدٍ‬
‫معٍنَّي‪ ،‬وإنام الكالم عـــن األفضلية‪.‬‬‫�ٍ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪6‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السادسة‬

‫ـــُل القيـــا ِِم ما وافـــق فيه‬ ‫أك�م ُ‬


‫املصيل ال�س ـــَّنَ ََة كميـــ ًًة وكيفي ًًة‪ ،‬فأما‬
‫الكميـــة‪ :‬فرياد هبا العـــدد‪ ،‬وهي‬
‫إحدى عرشة ركعـــة‪ ،‬وأما الكيفية‪:‬‬
‫فإنـــه ‪ ‬كان يصيِّلي مثنـــى مثنى‪،‬‬
‫ويطيل القيام والركوع والســـجود‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪7‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السابعة‬

‫ٍ‬
‫ــُْت عن النبـــي ‪ ،‬وال عن أحٍد من‬ ‫مل يث�ب ْ‬
‫ِف الَّصاِلِِحِ ‪ ،‬ختصيُص ما بني تسليامِتِ‬ ‫ال ـــ ََل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�س‬
‫الرَّتر اويِحِ ِ‬
‫بِذ ْْك ٍٍر معنَّين ‪ ،‬ولكـــن إذا أتى اإلمام‬
‫أو املأموم بني تســـليامت الرتاويح بيشء من‬
‫ذكـــر اهلل تعـــاىل‪ ،‬أو الصالة عىل رســـوله؛‬
‫اســـتنا ًًدا عىل عموم األدلـــة يف ِ‬
‫الِّذكر املطلق‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كـــٍر معنَّين أو‬ ‫املحِّل ِ‬
‫بِذ‬ ‫ِ‬ ‫دون ختصيـــص ذلك‬
‫مـــَّددة‪ ،‬فال بأس بذلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هيئة‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪8‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثامنة‬

‫من هدي الصحابـــة ‪ ‬يف الرتاويح‬


‫جعل ترويـــة قصرية بعـــد كل أربع‬
‫ركعات مـــن صالة الرتاويـــح؛ وهلذا‬
‫أَّن هذا‬
‫ســـِّميت الرتاويح بذلـــك‪ ،‬كام َ‬
‫ِ‬
‫َّممَا يـــعني عىل إقامـــة صالة الرتاويح‬
‫بنشـــاط وعزيمة‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪9‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة التاسعة‬

‫األفضل لإلمام أن يقـــرأ من حفظه؛‬


‫ألنه أدعى للخشـــوع‪ ،‬وأحفـــظ هليئة‬
‫الصالة من احلركة الكـــثرية‪ ،‬ولكن إذا‬
‫احتاج إىل القـــراءة من املصحف لضعف‬
‫حفظه فال بأس بذلـــك‪ ،‬وعىل اإلمام يف‬
‫احلالتني جماهدة النفـــس عىل تدبر معاين‬
‫اآليات والغـــوص يف أرسارها‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪10‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة العارشة‬

‫متابعة املأمـــوم لإلمام من املصحف‬


‫يكوَن‬
‫َ‬ ‫اَّلا‬ ‫ٍ‬
‫غُري مرشوعـــٍة إ للحاجة‪ ،‬كأن‬ ‫ُ‬
‫حمتاًجا إىل مـــن يتابعه لكونه‬
‫ً‬ ‫اإلمـــا ُُم‬
‫ضعيف احلفـــظ‪ ،‬فيطلـــب من أحد‬
‫ليفتـــَح عليه إن‬
‫َ‬ ‫املصـــ ِِّلني أن يتابعه‬
‫فإَّن ذلـــك ال بأس به‪.‬‬ ‫أخطـــأ‪َ ،‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪11‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة احلادية عرشة‬

‫أَّن تكرار‬ ‫الـــذي يظهـــر ‪ -‬واهلل أعلـــم ‪َ -‬‬


‫خاٌّص بـــصالة املرء وحده‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫اآليات يف القراءة‬
‫َأَّما يف صالة اإلمـــام بالَّنَاس فلـــم أجد دلياًلا‬
‫يـــدل عىل مرشوعيـــة ذلك‪ ،‬ومل أجـــد ما ُ‬
‫يدُّل‬
‫ٍ‬
‫مجاعٍة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صالِة‬ ‫النبـــَّي ‪ ‬فعل ذلـــك يف‬ ‫أَّن‬
‫عىل َ‬
‫َ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪12‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثانية عرشة‬

‫ُب اخلشـــوع‬ ‫يرشع لقـــارئ القرآن تط ُُّل ُ‬


‫واســـتدعاؤه وذلـــك َّممَا ينبغـــي إرساره‬
‫وكتمه إذا كان ذلك يف القـــراءة اجلهرية‪،‬‬
‫إاَّلا أن ُُي ْْغ ََلب الـــرء عىل ذلك فهو معذور؛‬
‫ِ‬
‫بَم ْْلِكه‪ ،‬والتباكـــي عند قراءة‬ ‫ألنه ليـــس َ‬
‫مرشوٌع يف اخللـــوات‪ ،‬إذ إنه مما‬‫ٌ‬ ‫القـــرآن‬
‫ينبغي إخفاؤه ال إفـــشاؤه‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪13‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثالثة عرشة‬

‫من ال�س ـــَنَ ِِن املهجـــورة يف قيـــام الليل‪:‬‬


‫الســـؤال عند آية الســـؤال‪ ،‬واالستعاذة عند‬
‫آيـــة الوعيد‪ ،‬وافتتـــاح الدعـــاء بحمد اهلل‬
‫والـــصالة عىل النبي ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪14‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الرابعة عرشة‬

‫ٍ‬
‫ُّب ملن أو ََت ََر ِبِ ََثاَلا ٍث أن يقـــرأ بعد الفاحتة يف‬
‫ُُيســـ ََت ََح ُ‬
‫األوىل بـ ﴿ األعىل ﴾‪ ،‬ويف الثانيـــة بـ ﴿ الكافرون ﴾‪،‬‬
‫وفــي الثالثــة بـ ﴿ اإلخالص ﴾‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪15‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة اخلامسة عرشة‬

‫دعـــاء ختـــم القـــرآن إن كان يف ٍ‬


‫وتٍر فال‬
‫إشـــكال فيه‪ ،‬وإن كان ذلك يف شـــف ٍٍع ففيه‬
‫خالف مشـــهور‪ ،‬والـــذي ينبغـــي‪ُ :‬‬
‫ترُك‬
‫التعنيف عىل من ختم يف شـــفع‪ ،‬وإن جعلها‬
‫خروًجا مـــن النزاع‪.‬‬
‫ً‬ ‫أســـلَم‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫وتـــٍر كان‬ ‫يف‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪16‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السادسة عرشة‬

‫ثابـــٌت عـــن‬
‫ٌ‬ ‫القنـــوت يف وتـــر الرتاويـــح‬
‫صحاب ــة النب ــي ‪ ،‬ومل يثب ــت عن ــه صل ــوات‬
‫بـــأَّن‬
‫اهلل وسالمـــه عليـــه؛ ولذلـــك فالقـــول َ‬
‫ُ‬
‫والرتُك أحيا�ن ــًا‬ ‫ُ‬
‫الفعـــُل أحيا�ن ــًا‬ ‫املرشوع‪:‬‬
‫قــ ـ ٌ‬
‫ـوٌل س ــديد جتتم ــع ب ــه األدل ــة‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪17‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السابعة عرشة‬

‫من املآخـــذ عىل بعض األئمـــة يف الرتاويح‬


‫تطويل الدعاء يف القنـــــوت‪ ،‬وهــــو خـالف‬
‫أَّن القنوت‬ ‫ِ‬
‫املرشوع‪ ،‬فقد د�لــَِت اآلثـــار عىل َ‬
‫ويقَّدر‬
‫قـــصٌري ال يســـتغرق دقائق معـــدودة‪َ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ذلك بمدة قراءة ســـورة االنشـــقاق أو يزيد‬
‫قلياًلا كام قـــال اإلمام أحـــد رمحه اهلل‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪18‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثامنة عرشة‬

‫ِ‬
‫القنـــوِت قبل الركوع‬ ‫الَّصواب‪ :‬جوا ُُز‬
‫َ‬
‫وبعـــده‪ ،‬واألوىل أن يكون بعـــد الركوع‬
‫عند خـــوف التشـــويش‪ ،‬أو وجود بعض‬
‫العاَّمة مـــن ينكر القنوت قبـــل الركوع‪،‬‬
‫َ‬
‫وحيدث بســـببهم ََلغط و ََغلط‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪19‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة التاسعة عرشة‬

‫ِ‬
‫القنـــوِت أن يد ُُع ََو‬ ‫جيو ُُز للداعي يف‬
‫عاُء‬
‫الُّد ُ‬ ‫بام يشـــاء‪ ،‬رشيط ََة أاَّلا يتض�م َ‬
‫ـــَن ُ‬
‫ُ‬
‫واألفضـــُل أدعية‬ ‫خمالفـــ ًًة رشع�يــ ً‬
‫ًَة‪،‬‬
‫الكتاب وال�س ـــنة؛ ألنـــا أدعية جامعة‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪20‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة العرشون‬

‫الُّدعـــاء يف الصالة مل‬ ‫مســـح الوجه بعد ُ‬


‫يثبـــت فيه يشء‪ ،‬ال عن النبـــي ‪ ،‬وال عن‬
‫وقوُل اإلمـــام‪ ﴿ :‬اللهم ِ‬
‫صِّل‬ ‫ُ‬ ‫الصحابة‪،‬‬
‫وس ِِّلم عىل ســـ ِِّيدنا حممد ﴾ بصوت مرتفع‪،‬‬
‫وقــــول املأمومني ذلك بعده‪ ،‬وقـراءة سورة‬
‫بصـــوٍت مرتف ٍٍع بعد‬ ‫ٍ‬ ‫اإلخالص واملعوذتني‬
‫كُّل هذا من البـــدع ا ُُمل ْْح ََدثة‪.‬‬
‫الصالة؛ ُ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪21‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة احلادية والعرشون‬

‫األفضل للمأمـــوم يف صالة الرتاويح أن يتابع‬


‫اإلمام ح�تــَى ينرصف من الوتـــر‪ ،‬وبعض الناس‬
‫يندفُع لقرص العـــدد يف الرتاويح دون إحدى عرشة‬
‫ُ‬
‫ركعـــة وال يكملون صالة الرتاويـــح مع اإلمام‪،‬‬
‫بل يفارقونـــه إذا اكتمل العـــدد عرشة‪ ،‬ثم يأتون‬
‫ٌ‬
‫خمالٌف‬ ‫بركعـــة الوتر بمفردهـــم‪ ،‬وهذا الفعـــل‬
‫عَّدة أوجـــه‪ :‬ترك االئـــتامم باإلمام‪،‬‬
‫لل�س ـــنة من َ‬
‫واالختالف عليـــه‪ ،‬وفوات فضـــل قيام ليلة‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪22‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثانية والعرشون‬

‫من ال�س ـــنة إذا ســـ ََّل ََم اإلما ُُم من الوتر‬
‫يقوَل‪ ﴿ :‬ســـبحان امللـــك القدوس ﴾‬ ‫أن َ‬
‫يرفـــُع هبا صوته‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مَّراٍت‪،‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ثالَث َ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪23‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثالثة والعرشون‬

‫التطُّوع مجاعـــ ًًة بعد الفراغ‬ ‫هـــو‪:‬‬ ‫ُب‬ ‫ْي‬ ‫ال ََّتْع ِ‬
‫ِق‬
‫ُ‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫يرتَّج ُُح‪ :‬جواز‬ ‫مـــن الرتاويح والوتر‪ ،‬والـــذي َ‬
‫ذلك بال كراهة‪ ،‬وحديث اـــبن عمر مرفو ًًعا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــَر ََصاَلاِت ُُك ْْم ِبالَّل�يــِْل ِو ْْت ًًرا ﴾‪،‬‬ ‫�خ‬‫اْج ََع�ل ــُوا آ‬
‫َ‬ ‫﴿ ْ‬
‫حُيحَم ُُل عىل الَّنَ ْْدب واالســـتحباب‪ ،‬ال عىل احلتم‬ ‫َ‬
‫رَّج ََح ذلك أئمـــة التحقيق‪.‬‬ ‫واإليـــاب‪ ،‬كام َ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪24‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الرابعة والعرشون‬

‫من أعظم التوفيق لإلمام أن يســـتجمع قبل الرشوع‬


‫يف اإلمامـــة القوى الـــثالث املعينـــة عىل كامل الصالة‬
‫و خشو عها ‪:‬‬
‫‪ .1‬قوة استحضار الوقوف بني يدي اهلل عز وجل‪.‬‬
‫‪ .2‬قوة االحتساب يف إسامع كالم اهلل وتزكية القلوب به‪.‬‬
‫‪ .3‬قوة استدعاء ملكة التدبر لآليات املتلوة‪.‬‬
‫واستجامع هذه الثالث هو عني التوفيق‪ ،‬وأمارة الصدق‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪25‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة اخلامسة والعرشون‬

‫اإلمامة يف الـــصالة رســـال ٌٌة عظيم ٌٌة حتمل‬


‫معـــاَين كبرية ينـــدرج حتتها جوانب‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫هِته‬ ‫يف ط ََّيا‬
‫ِ‬ ‫من القـــدوة ُ‬
‫اُخل ُُلِق�يــَة والعلم ََّية والســـلوكية‪،‬‬
‫وتقريب كتاب اهلل ‪ ‬للناس‪ ،‬واالحتســـاب‬
‫فإَّن من‬
‫يف نفـــع املســـلمني وهدايتهم‪ ،‬ولـــذا َ‬
‫أهم الضامنـــات يف حتقيق هذه الرســـالة‪ :‬أن‬
‫يتوىَّلى أهل العلـــم والفضل إمامة املســـاجد‪،‬‬
‫ثم األمثـــل فاألمثل‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪26‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السادسة والعرشون‬

‫مـــن أعظم أســـباب توفيـــق اهلل لإلمام‪:‬‬


‫اإلخالُص هلل تعـــاىل‪ ،‬فهـــو ُُروح األعامل‬ ‫ُ‬
‫عمٍل ال إخالص فيه كاجلســـد‬ ‫وكُّل ٍ‬
‫الصاحلة‪ُ ،‬‬
‫بال روح‪ ،‬وليحاذر شـــائبة ال ََّت ََط�ل ــُع ِ‬
‫للِّذكر‪،‬‬
‫وليعالج النَّيّة؛ فإ�ن ـــا ُّرِس� ُ العبودية‪ ،‬ولئن كان‬
‫فإَّن َ‬
‫محَل‬ ‫حَتحِّري اإلخالص واج ًًبا يف كل يشء؛ َ‬ ‫ِ‬
‫فِس عليـــه يف هذا البـــاب أوجب وآكد‪.‬‬ ‫الَّنَ ِ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪27‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السابعة والعرشون‬

‫ينبغي لـــن ُُو ِِّفق إلمامـــة الناس أن يســـتحرضبني‬


‫غـــًدا‪ ﴿ :‬يومئذ تعرضون ال ختفى‬
‫ً‬ ‫عينيه العرض عىل اهلل‬
‫منكم خافيـــة ﴾‪ ،‬وحديث أيب هريـــرة ريض اهلل عنه أن‬
‫ــَْو ََم ا ْْل ِِق ََي َاَم ِِة‬
‫قال‪َ﴿:‬أ ََّو ُُل ََم ْْن ُُت�س ـــ ََّع ُُر ِهِب� ِ ُُم الَّنَ ُاُر �ي ْ‬ ‫َ‬ ‫النبي ‬
‫آَن‪،‬‬ ‫ـــَر ََأ ا ْْل ُُق ْْر َ‬ ‫�ق‬ ‫َو‬ ‫‪،‬‬ ‫ُه‬ ‫َم‬ ‫َ‬
‫َّل‬‫َع‬ ‫َو‬ ‫‪،‬‬ ‫َم‬ ‫ْ‬
‫ْل‬ ‫اَلاَث ٌٌة‪َ ،...‬وَرُج ٌٌل ََتَع�ل ــََم ا ْْل ِ‬
‫ِع‬ ‫ََث َ‬
‫َ َ َ َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫َت ِفِ َيَها‬ ‫ـــاَل ‪ََ :‬فاَما ََع ِِم ْْل َ‬
‫ــَُأ � ََيِت ِبِ ِِه‪ََ ،‬ف ََع ََّر ََف ُُه ِنِ ََع�م ـــ ُُه‪ََ ،‬ف ََع ََر ََف ََها‪� ،‬ق َ‬ ‫�ف ُ‬
‫آَن‪.‬‬‫يَك ا ْْل ُُق ْْر َ‬ ‫ـــَر ْْأ ُُت ِفِ َ‬ ‫�ق‬
‫َ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َو‬ ‫‪،‬‬ ‫ُه‬ ‫ُت‬
‫ُ‬ ‫ْم‬ ‫َ‬
‫َّل‬ ‫َع‬ ‫َو‬ ‫‪،‬‬ ‫َم‬ ‫ْ‬
‫ْل‬ ‫ُت ا ْْل ِ‬
‫ِع‬ ‫؟ ََق َاَل ‪ََ :‬ت ََع ََّل ْْم ُ‬
‫ـــاَل ‪ََ :‬عاٌمِل� ٌ‪،‬‬ ‫َت ا ْْل ِِع ْْل ََم ِلِ ُُي�ق َ‬ ‫ــََك ََت ََع ََّل ْْم َ‬ ‫َت‪ََ ،‬و ََلِكِ�ن َ‬ ‫ـــاَل ‪ََ :‬ك ََذ ْْب َ‬ ‫�ق َ‬
‫يـــَل‪ُُ .‬ث ََّم ُُأ ِِم ََر‬
‫ٌئ‪ََ ،‬ف ََق ْْد ِِق َ‬ ‫اِر ٌ‬ ‫ـــاَل ‪ُُ :‬ه ََو ََق ِ‬ ‫آَن ِلِ ُُي�ق َ‬ ‫ـــَر ْْأ ََت ا ْْل ُُق ْْر َ‬
‫ََو�ق َ‬
‫ـــَي يِفي الَّنَ ِاِر﴾‪.‬‬ ‫ـــِحَب َعىَلى َوْج ِِه ِِه َح ََّتى ُُأ ْْل�ق‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِبِ ِ‬
‫ِه‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫�س‬
‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬
‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪28‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثامنة والعرشون‬

‫مأجـــوًرا يف احتســـابه‬
‫ً‬ ‫إذا كان الـــرء‬
‫باإلحســـان إىل عباد اهلل يف الصدقة‪ ،‬وإزالة‬
‫األذى عن الطريـــق‪ ،‬والكلمـــة الط ِِّيبة‪،‬‬
‫واالبتســـامة‪ ،‬وحـــل املتـــاع عىل الدابة‪،‬‬
‫ونحـــو ذلك َّممَا جاءت به ال�س ـــَّنَ ُُة؛ فأعظم‬
‫ِ‬
‫عبـــاِد اهلل بكالم‬ ‫اإلحســـاُن إىل‬
‫ُ‬ ‫من ذلك‬
‫اهلل‪ :‬إسام�ع ـــا ََو ََت ََد ُُّب ًًرا‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪29‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة التاسعة والعرشون‬

‫شـــهر رمضـــان شـــهر القـــرآن‪ ،‬وهو‬


‫الفرصـــة الثمينة لوعـــظ النـــاس بالقرآن‪،‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﵛ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬
‫ﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼ‬
‫ﱽ ﱾ ﱿ ﵚ ‪،‬و ﭧﭐﭨﭐﵛ ﲊ ﲋ‬
‫ﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓ‬
‫ﲔﲕﲖﲗﵚ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪30‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثالثون‬

‫من أمارات هداية اهلل لإلمام استشـــعار‬


‫ََأ ََج ِِّل مقاصـــد القيام يف شـــهر رمضان‪:‬‬
‫تد ُُّبر اآليات القرآنية‪ ،‬ومعايشـــتها حيث‬
‫يـــؤدي ذلـــك إىل اخلشـــوع والتذلل هلل‪،‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﵛﭐ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ‬
‫ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ‬
‫ﱣﱤﱥﱦﱧﱨ‬
‫ﱩ ﱪ ﱫﵚ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪31‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة احلادية والثالثون‬

‫ينبغي أن تكـــون قراءة القـــرآن قراءة‬


‫مـــَّود ًًة ال حتجب عن معايشـــة‬
‫َ‬ ‫مر ََّتلـــ ًًة‬
‫حقائـــق القـــرآن ومعانيـــه‪ ،‬بال تنطع يف‬
‫املخـــارج‪ ،‬وحتقيق متك�ل ــَف يف التجويد‪،‬‬
‫ومبالغـــة يف الصوت عىل حســـاب التد ُُّبر‬
‫ملعـــاين اآليات‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪32‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثانية والثالثون‬

‫عىل اإلمام وهـــو يتلو كتـــاب اهلل أن‬


‫يعايـــش اآليـــات بقلبه وفكـــره وعقله‬
‫ومشـــاعره‪ ،‬وهـــذا أدعى لفهـــم معاين‬
‫اآليـــات والغـــوص يف أعامق دالالهتا‪،‬‬
‫والوقوف عىل أرسارها واقتناص كنوزها‪،‬‬
‫واألئمة يف هذا الباب درجات‪ :‬مســـتقل‬
‫ومســـتكثر وذاهل عن هـــذه الكنوز‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪33‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثالثة والثالثون‬

‫ُ‬
‫يعرُض‬ ‫ِ‬
‫القـــرآِن وهـــو‬ ‫قـــارَئ‬
‫َ‬ ‫مـــا َ‬
‫أمجَل‬
‫كتاِب اهلل ‪ ،‬ويســـتحرض أنه هو‬‫ِ‬ ‫نف�س ـــ ُُه عىل‬
‫املخاطب بـــذه اآليات‪ ،‬فيقرأ آيـــات القرآن؛‬
‫ليـــؤ ِِّدب هبا نفســـه‪ ،‬فيضع نفســـه يف امليزان‪:‬‬
‫أيـــن هو مـــن منزلة التقـــوى‪ ،‬ومـــن منزلة‬
‫اإليامن‪ ،‬ومـــن منزلة اخلشـــوع؟ وهكذا‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪34‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الرابعة والثالثون‬

‫معرفة الوقـــف يف تالوة كتاب اهلل ‪ ‬من‬


‫ِ‬
‫ـُمِعينة عىل فهم القارئ لكتاب‬ ‫أنفع العلوم ا ْْل ُ‬
‫ُف الـــراد من كالم اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫عَر ُ‬ ‫ُي‬ ‫اهلل ‪ََ ،‬فِبِ ِ‬
‫ِه‬
‫ُ َ‬
‫وي ََّتضح للقارئ املعنى الصحيح لســـياقات‬
‫القـــرآن وبدايات ُ‬
‫اُجل�م ـــل القرآنية وهناياهتا‪،‬‬
‫ويسِّهل عىل من يســـتمع إىل القرآن أن يفهم‬ ‫ِ‬
‫فحـــرٌّي باألئمة‬ ‫آياته؛‬ ‫مـــن‬ ‫عليه‬ ‫مـــا ُُتَيِل�‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫وال ُُق ََّراء ال ســـ ََّيام يف صالة الرتاويح أن جيعلوه‬
‫أولوية‪ ،‬و ُُيو�لــُوه عناية فائقة‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪35‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة اخلامسة والثالثون‬

‫الوقـــوف عىل رؤوس اآليـــات من أقرب‬


‫ال�س ـــبل لفهم معاين اآليـــات وتد ُُّبرها‪ ،‬كام هو‬
‫هدي النبي ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪36‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السادسة والثالثون‬

‫قف مع قول اهلل تعاىل عىل لسان الشيطان ‪:‬‬


‫ﭐﵛﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ‬
‫ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿﲀ ﲁ ﲂ‬
‫ﲃﲄﲅﵚ وكـــن عىل يقني أنه لن يتقارص‬
‫الـــَّدم ‪ -‬عن‬
‫َ‬ ‫الشـــيطان ‪ -‬الذي يـــري منك جمرى‬
‫تدِّمر صفـــاء القلب‪ ،‬وتقيض‬
‫قـــذف املكايد التـــي ِ‬
‫عىل هبائـــه ومجاله‪ ،‬كي يفســـد عليـــك عملك‪ ،‬بل‬
‫لن َ‬
‫ينفَّك عنـــك بحال‪ ،‬وامليـــدان طويل‪ ،‬والرصاع‬
‫شـــديد‪ ،‬واملعركة بينك وبينه ســـجال الينقطع‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪37‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السابعة والثالثون‬

‫قال اآلجـــري يف أخالق أهل القرآن (ص‪:)82‬‬


‫﴿ينبغي ملن رزقه اهلل حســـن الصـــوت بالقرآن‬
‫أن يعلـــم أن اهلل قد خصه بـــخري عظيم فليعرف‬
‫قدر ما خصـــه اهلل به‪ ،‬وليقـــرأ هلل ال للمخلوقني‪،‬‬
‫وليحذر من امليل إىل أن يســـتمع منـــه ليحظى به‬
‫عند الســـامعني‪ ،‬رغبة يف الدنيا‪ ،‬وامليل إىل حســـن‬
‫الثناء واجلاه عند أبناء الدنيـــا﴾‪ ،‬فإن إمامة الناس‬
‫وحتسني الصـــوت بالقرآن؛ مظنة الريـــاء إاَّلا من‬
‫عصمه اهلل باملجاهـــدة وتعاهد قلبـــه‪ ،‬وهذا هو‬
‫األصـــل يف العبـــادات التي ََي ََّط�لــِع عليها الناس‬
‫يرسع إليهـــا الرياء إال من خاف مقـــام ر ِِّبه وهنى‬
‫النفـــس عن اهلوى‪.‬‬
‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬
‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪38‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثامنة والثالثون‬

‫مـــن مداخل الريـــاء املعارصة الســـعي‬


‫احلثيـــث لتصوير اإلمام نفســـه أثناء التالوة‬
‫والتفـــاين ألجل تســـجيل تالواتـــه للقرآن‬
‫نافٌع لـــو ََح ََصل ََع ََر ًًضا‬
‫أمٌر ٌ‬
‫الكريم‪ ،‬وهـــو ٌ‬
‫دون ََت ََق ُُّصد اإلمـــام وتك ُُّلفـــه‪ ،‬وأعظم من‬
‫ٌ‬
‫مدخٌل‬ ‫ذلك تقصـــد البكاء واإلبـــكاء فهو‬
‫ََخِف ٌٌّي مـــن مداخـــل الشـــيطان‪ ،‬ور ََّبام قاد‬ ‫ِ‬
‫ـــِب والفـــرح بالظهور‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صاحبـــه إىل الُعُ�ج‬
‫وحـــب الظهـــور كم قصم مـــن ظهور‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪39‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة التاسعة والثالثون‬

‫ال تتحـــدث عن نفســـك‪ ،‬وال عـــن تالوتك‬


‫وصالتك ‪-‬ولو كان عىل ســـبيل اإلخبار‪ -‬فر ََّبام‬
‫واألمـــُر يف حقيقته‬
‫ُ‬ ‫كان ذلـــك ََمز ََل ًًقا من املزالق‪،‬‬
‫(مـــدح ُُم ََب�طـــن)‪ ،‬فانتبـــه هلذا اخليـــط الدقيق‪،‬‬
‫ــَُق من يتحاشـــى احلديث عـــن النفس‬ ‫واملو�ف ُ‬
‫التجُّرد هلل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ما أمكـــن‪ ،‬ويســـتحرض دائاًما رضورة‬
‫واإلزراء بالنفس وعـــدم تزكيتها‪ ،‬ﭧﭐﭨﭐﵛﭐ ﲨ‬
‫ﲩ ﲪﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﵚ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪40‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة األربعون‬

‫من أحابيل الشـــيطان‪ :‬كثـــرة مقت النفس‬


‫علًنًا‪ ،‬وقدياًما قال أهل العلم‪ ﴿ :‬ســـب نفســـه‬
‫ِ‬
‫فحاِذ ْْر هذا الســـبيل‪ ،‬فهو خيٌطٌ‬ ‫ليمدحهـــا ﴾‪،‬‬
‫من خيوط الشـــيطان ومدخل مـــن مداخله‪،‬‬
‫واجلادة يف التوازن واالعتدال‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪41‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة احلادية واألربعون‬

‫ال تفـــرح بجمـــوع الناس مـــن خلفك‪،‬‬


‫خٌري‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫القرآن‬ ‫عىل‬ ‫ِ‬
‫النـــاِس‬ ‫اجـــتامَع‬
‫َ‬ ‫أَّن‬
‫بدعوى َ‬
‫وًّرشا لـــك‪ ،‬وقد كان‬
‫خًريا للنـــاس ّ‬ ‫ربام كان ً‬
‫الســـلف خيافون أن تكون الشـــهرة واجلامهري‬
‫من بـــاب االســـتدراج‪ ،‬ويكرهـــون ضجيج‬
‫أشـــَّد النفور‪،‬‬
‫َ‬ ‫الناس وراءهـــم وينفرون منه‬
‫وقد قـــال عمـــر ريض اهلل عنـــه يف مثل هذا‪:‬‬
‫﴿ فتنة للمتبوع ومذلة للتابع ﴾‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪42‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثانية واألربعون‬

‫َ‬
‫ضابَط‬ ‫أَّن‬
‫الذي يظهـــر ‪ -‬واهلل أعلم ‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫اإلخالِص أن يســـتوي عندك كثر ُُة الناس‬
‫تبتغَي‬ ‫وذُّم�ه ـــم‪ ،‬وأن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ومدُحهم ُ‬‫ُ‬ ‫وِقَّل ُُت ُُهم‪،‬‬
‫وقراَء�تــِك ِِر ىىَض اهلل ال رغبة‬
‫َ‬ ‫ــِك‬ ‫بصال�ت‬
‫مطلٌب عزيـــ ٌٌز‪ ،‬ال ينال إال‬
‫ٌ‬ ‫الناس‪ ،‬وهذا‬
‫باملجاهـــدة الطويلـــة‪ ،‬واإلزراء بالنفس‪،‬‬
‫ومشـــاهدة القصور والتقـــصري‪ ،‬ودوام‬
‫استشـــعار النقص واالنكســـار بني يدي‬
‫اهلل يف طلب السالمـــة والنجاة من ِ‬
‫الِعثار‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪43‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثالثة واألربعون‬

‫صالة الرتاويـــح مـــن العبـــادات اجلامعية‬


‫ختتُّص باهلدي‬ ‫ملصالــــَح كـــثرية ُ‬
‫َ‬ ‫التي ِرُش� ِ ََعت‬
‫ِ‬
‫التع�بــُدي للمســـلمني‪ ،‬لكنهـــا ال ُُت ْْغِني عن‬
‫خبايا العبـــادات التـــي تتوافر فيهـــا دوافع‬
‫حتقيق اإلخالص أكثر مـــن العبادات اجلامعية‪،‬‬
‫وأوىل النـــاس باخلبيئة وأحوجهـــم إليها من‬
‫إماًما وقـــدوة للناس‪.‬‬
‫كان ً‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪44‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الرابعة واألربعون‬

‫التوفيق والربكـــة والقبول مـــن خلفه ٌّرِس�‬


‫ٌ‬
‫عجيـــٌب‪ ،‬هـــو الرِّسر الـــذي كان يمتلكه أبو‬ ‫ٌ‬
‫األَّمة يف كل يشء‪،‬‬ ‫بكر الصديق ‪ ‬الـــذي فاق َ‬
‫ِ‬
‫القلـــوِب‪ ،‬تلك التـــي ََب ََل ََغت بأيب‬ ‫ُ‬
‫أعامُل‬ ‫إهنا‪:‬‬
‫بكـــر ‪‬إىل حيـــث ال تبلغ اآلمـــال واهلمم‪،‬‬
‫ِ‬
‫الشـــأِن يف (أعامل القلوب)‬ ‫الشـــأَن ُُكَّلّ‬
‫َ‬ ‫فـــإَّن‬
‫َ‬
‫قبل (أعامل الـــوارح)‪ ،‬والرفعـــة وعز الدنيا‬
‫واآلخـــرة بالصدق مـــع اهلل وصالح القلب‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪45‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة اخلامسة واألربعون‬

‫التك�ل ــُف مذمـــوم يف ِ‬


‫كِّل األمور ال ســـ ََّيام‬
‫يف أمـــور الرشع‪ ،‬وأئمة املســـاجد أوىل الناس‬
‫برتك التك�ل ــُف يف القراءة‪ ،‬وعـــدم اخلروج عن‬
‫الســـمت املرشوع‪ ،‬وقد ﭧﭐﭨﭐﵛﭐ ﱎ ﱏ ﱐ‬
‫ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﵚ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪46‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السادسة واألربعون‬

‫مـــن التك�ل ـــف املذموم‪ :‬تـــرك جوامع‬


‫الدعـــاء الـــوارد عـــن النبـــي ﷺ ‪-‬وما‬
‫أك ََث ََره‪ -‬و ََت ََق ُُّصد غرائب األدعية ا ََمل�س ـــجوعة‬
‫الــــُمت ََك ََّلفة‪ ،‬فينبغي االقتصار عىل الدعاء‬
‫ُ‬
‫اجلامع املأثـــور من أدعية القرآن والســـنة‪،‬‬
‫أو مـــا يف معناهـــا‪ ،‬مع اجتناب ال�س ـــجع‬
‫املتك ََّلف‪ ،‬فقـــد كان الســـلف ينهون عنه‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪47‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة السابعة واألربعون‬

‫من التكلـــف املذموم‪ :‬إطالـــة القنوت إطالة‬


‫مم�ل ــَة‪ ،‬واملبالغـــة يف رفع الصـــوت يف ُ‬
‫الُّدعاء‪،‬‬
‫حـــِّد الصياح والرصاخ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ح ََّتى يصـــل أحيا ًًنا إىل‬

‫ﭧﭐﭨﭐﵛﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ ﲠ‬
‫ﲡ ﲢ ﵚ ويف اآليـــة الكريمة إشـــارة‬
‫إىل أن املبالغـــة يف رفع الصـــوت يف الدعاء من‬
‫ا لتعد ي ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪48‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة الثامنة واألربعون‬

‫ومـــن التك ُُّلف املذمـــوم أي�ض ـــا‪ :‬املبالغة يف‬


‫الـــِّد الطبيعي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الرتتيـــل مبالغة خترج عـــن‬
‫ِ‬
‫ـــِج ََّية التي فطر‬ ‫واَألَ ْْوىَلى أن يكون الرتتيل عىل ال�س‬
‫اهلل اإلنســـان عليها‪ ،‬وأن َحُي� َ �س ـــن القارئ صوته‬
‫بالقـــرآن‪ ،‬ويتغَّنَى به مـــن غري مبالغة وتك ُُّلف؛‬
‫ألن هذا أقرب الســـتمتاع أذن الســـامع بكالم‬
‫اهلل‪ ،‬وأبعـــد عـــن اإلمالل للـــغري‪ ،‬واإلجهاد‬
‫للنفس‪ ،‬وقراءة الـــدر بال تكلف هي املتوافقة‬
‫مع طبيعة صالة الرتاويح التي يشـــهدها الكبري‬
‫والصـــغري وذو احلاجة واملريض‪.‬‬
‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬
‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪49‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة التاسعة واألربعون‬

‫إذا كان اهلل قد حباك أ�ي ـــا اإلمام نعمة الصوت‬


‫احلسن‪ ،‬فاشـــكر اهلل عليها بالتواضع‪ ،‬وكثرة محده‪،‬‬
‫وشـــكره‪ ،‬والثنـــاء عليه‪ ،‬فاملنـــة هلل الذي وهبك‬
‫الصـــوت احلســـن‪ ،‬ويرَّسر لك حفـــظ القرآن‪،‬‬
‫وهو قادر عىل أن يســـلبك هـــذه النعم يف طرفة‬
‫عني ﭧﭐﭨﭐﵛﭐ ﱠ ﱡ ﱢﱣ ﱤ‬
‫ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﵚ‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪50‬‬
‫ا ُُمل ْْل ََحة اخلمسون‬

‫َت بمـــدح إخوانك لك‪،‬‬ ‫متى مـــا ُُأ ْْع ِ‬


‫ِج ْْب َ‬
‫فف ِِّكر يف عيوبـــك ويف ذ ِِّم أعدائك إَّيّ اك‪ ،‬فإن‬
‫اســـتحقرَت عيوبك‪ ،‬فف ِِّكر فيها لو َ‬
‫ظهَر ْْت‬ ‫َ‬
‫للناس‪ ،‬هل يرضيك هـــذا‪ ،‬فحينئذ ختجل‬
‫ِ‬
‫واملنهـــُج الرشِع ُُّي‬ ‫وتعرف قـــدر نقصك‪،‬‬
‫ُ‬
‫يف هذا الباب‪ :‬ســـُّدّ باب الـــدح والتامدح؛‬
‫فتنٍة للممـــدوح‪ ﴿ ،‬وحيك‬ ‫ملا يف ذلـــك من ٍ‬
‫قطعـــت عنق صاحبك﴾‪.‬‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪51‬‬
‫هذا ما تـــيرس اختصاره من كتـــاب التباريح يف‬
‫صالة الرتاويح‪ ،‬وحيســـن الرجـــوع ألصل الكتاب‬
‫فهو أمتـــع وأنفع‪.‬‬

‫اختصار الفريق العلمي بمركز النخب العلمية‬

‫َوَصىَّلى اُهللُ َوَس ََّلَم َعىَلى ََنِبِِّيَنَا َحُم� ََّمٍدٍ‬


‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َني‪.‬‬ ‫َوَعىَلى آِلِ ِِه َوَصْحِبِ ِِه ََأ ِ‬
‫ِع‬
‫َ َ ْ َمْج� َ َ‬ ‫َ َ‬

‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬


‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪52‬‬
‫ﺎب‬ ‫ﻮن ُﻣ ْﻠﺤَ ًﺔ ِﻣ ْ‬
‫ﻦ ِ َ‬ ‫ﺴ َ‬‫َﺧ ْﻤ ُ‬
‫ﻛﺘ ِ‬
‫‪53‬‬

You might also like