Professional Documents
Culture Documents
طرق الطعن في الأحكام؛ -المسطرة، الآجال، الرسوم
طرق الطعن في الأحكام؛ -المسطرة، الآجال، الرسوم
الفوج :التاسع
الفصل :الثالث
يونس الشعباء
ميلود اصوابني محمد بن ميلود
عبد الواسع بلباز
داللته الرمز
الطبعة ط
املطبعة م
الصفحة ص
العدد ع
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
مقدمــــــة
تمر الدعوى القضائية عبر عدة مراحل ،تبتدأ من تقديم المقال الافتتاحي –ما لم يتعلق
الامر بالمسطرة الشفو ية ،-مرورا بمناقشة القضية ،وحجزها للمداولة أو التأمل ،والنطق بالحكم
إلا أن الوصول الى التنفيذ كأخر مرحلة من مراحل الدعوى القضائية ،لا يتم غالبا إلا
بعد عبور مرحلة أخرى تتجلى في الطعن في الأحكام التي أصدرتها المحاكم ،والهدف من
الطعن هو محاولة تدارك الأخطاء التي يمكن أن تقع إما في الواقع أو في القانون ،وتعتبر
فرصة جديدة للمتضررين من الاحكام القضائية للدفاع مرة أخرى عن حقوقهم ومصالحهم
سواء أمام محاكم أعلى درجة من تلك التي أصدرت الأحكام المطعون فيها أو أمام نفس
وقد عرف أحد الباحثين طرق الطعن بأنها " تلك الوسائل التي حددها القانون على
سبيل الحصر والتي بمقتضاها يتمكن الخصوم من التظلم من الاحكام الصادرة عليهم بقصد
1
إعادة النظر فيما قضت به".
كما عرفها البعض الاخر بأنها "الوسائل التي من خلالها يمكن للأفراد الدفاع عن
حقوقهم أمام القضاء ،إذ بموجبها يمكنهم المطالبة بمراجعة الأحكام الصادرة عن محاكم دنيا
2
أمام محاكم أعلى درجة ،أو بمراجعة المحاكم للأحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم".
وتتمثل الطرق التي عليها أغلب القوانين بما فيها القانون المغربي في التعرض والاستئناف
1عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون املسطرة املدنية ،ط ،2019 ،4م املعارف الجديدة الرباط ،ص .193
2عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية –دراسة في مستجدات مسودة مشروع -2018ط ،10مطبعة املعرفة مراكش ،س
،2021ص .241
1
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
والجدير بالذكر أن جمهور الفقه مجمع على أن هذه الطرق تنقسم الى قسمين؛ طرق عادية
ووجه الاختلاف بين طرق الطعن العادية وطرق الطعن غير العادية ،هو أن الأولى لا
تتطلب إجراءات استثنائية ،إذ بموجبها يمكن الطعن بناء على أي سبب سواء كان متعلقا
بالواقع أو بالقانون ،كما أن القاضي الذي ينظر فيها لا يتمتع بسلطات إضافية لتلك التي كان
يتمتع بها القاضي المصدر للحكم المطعون فيه ،أم طرق الطعن غير العادية فتتطلب إجراءات
استثنائية وسلطات إضافية ،فهي توجه ضد الأحكام الحائزة لحجية الشيء المقضي به ،والتي لم
وممارسة طرق الطعن سواء العادية منها أو غير العادية يتم باحترام مجموعة من
الإجراءات القانونية ،وذلك ل كي يقبل الطعن وينتج أثره التي قد تؤثر على مراكز أطراف
الدعوى أو الغير وكذا في موضوعها ،وقد جاء مشروع قانون المسطرة المدنية ببعض
المقتضيات بخصوص هذه الإجراءات تختلف على ما هو عليه الامر في قانون المسطرة
المدنية الحالي ،وذلك بهدف تجاوز بعض الإشكالات المطروحة في هذا الصدد.
أهمية الموضوع
يكتسي موضوع الطعن في الأحكام أهمية كبرى ،وذلك باعتباره من الوسائل التي
تهدف الى تحقيق العدالة والانصاف ومراجعة الاحكام من أجل ضمان حقوق المتقاضين
بوضع مكنة الطعن في الأحكام في متناول أطراف المنازعات وكذلك في متناول الغير للتظلم
في الأحكام التي قد تضر بحقوقه أو مصالحه ابتغاء إزالة أو تخفيف الضرر الذي لحقه جراء
2
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
المنهج المعتمد
لمقاربة دراستنا لموضوع الطعن من كل الجوانب قدر المستطاع سنعمل على اتباع
المنهج التحليلي والوصفي وذلك من خلال البحث والتوسيع في تفسير مقتضيات المواد
المنظمة للموضوع.
إشكالية الموضوع
لا شك أن تحقيق العدالة والانصاف وضمان ثقة المتقاضين أمام القضاء رهين بمدى
فعالية المقتضيات المقننة فيما يرتبط بطرق الطعن والاثار الناجمة عنها ،وهذا ما دفعنا الى
كيف يتم إعمال طرق الطعن العادية والغير العادية في الاحكام القضائية على ضوء
التقسيم التالي:
3
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
عندما يفصل القاضي في النزاع المعروض عليه و يصدر حكمه ،فإنه قد يصيب في هذا
الحكم أو يخطئ ،لان القاضي بشر والبشر ليس معصوما عن الخطأ ،ثم إن الأطراف في
النزاع أنفسهم قد يرتابون في حكم القاضي ولا يرتاحون إليه ،لهذه الاعتبارات كان لا بد من
فسح المجال للمضرور في أن يتظلم من الحكم الذي أضر به وبالتالي في أن يطعن بهذا الحكم
و يطلب إبطاله.
و يقصد بطرق الطعن الوسائل التي من خلالها يمكن للأفراد الدفاع عن حقوقهم أمام
القضاء ،إذ بموجبها يمكنهم المطالبة بمراجعة الأحكام الصادرة عن محاكم دنيا درجة أمام
محاكم أعلى درجة ،أو مراجعة المحاكم للأحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم.
وطرق الطعن على نوعين؛ طرق عادية وأخرى غير عادية –سنعرج للحديث عنها في
المبحث الثاني ،-حيث تعرف الأولى بتلك التسمية لأنها لا تتطلب إجراءات استثنائية ،إذ
بموجبها يمكن الطعن في الاحكام بناء على أي سبب ،سواء كان متعلقا بالوقائع أو بالقانون،
كما تسمى كذلك لأن القاضي الذي ينظر فيها لا يتمتع بسلطات إضافية لتلك التي كان يتمتع
3
بها القاضي المصدر للأحكام المطعون فيها ،وهي في القانون المغربي التعرض والاستئناف.
ولعل ما يميز طرق الطعن العادية هي أنها تعيد نشر الدعوى من جديد أمام محكمة
ا لطعن ،في إطار ما يسمى بالأثر الناشر ،إضافة الى ذلك أنها ترتب الأثر الواقف في التنفيذ،
ما لم ينص القانون على خلاف ذلك أو أن الحكم المطعون فيه يأتي نافذا معجلا سواء بقرار
وقد نظم المشرع المغربي الطعن بالتعرض في الفصول من 130الى 133من قانون
4
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
(المطلب الاول) ،وإذا كان للاستئناف نفس أثار التعرض فإنه مع ذلك ينفرد ببعض
يعتبر الطعن بالتعرض من طرق الطعن العادية الى جانب الاستئناف ،وهو الطر يق
والتعرض يتميز بخصوصيات تميزه عن باقي طرق الطعن الأخرى ،فهو جائز مهما كانت
قيمة النزاع ،وهو يرفع أمام المحكمة مصدرة الحكم ،والتعرض ليس من شأنه أن يغير يحدث
تغيرا في مركز الخصومة ،فمن كان منهم مدعيا يبقى كذلك ومن كان مدعى عليه يبقى في
ظل مركزه ،وكذلك هو يمارس فقط من طرف شخص كان طرفا في الخصومة التي انتهت
وللإحاطة ببحث الطعن بالتعرض كان لزاما أن نتطرق بداية الى شروط ممارسته
(الفقرة الاولى) ،لنمر بعد ذلك للتطرق لمسطرة التعرض ،حيث باحترام هذه الشروط وهذه
ل كي يكون الحكم الصادر قابلا للطعن فيه بالتعرض ينبغي أن تتوفر فيه مجموعة من
الشروط ،وبالرجوع الى الفصل 130من ق.م.م الذي نجده ينص على ما يلي" :يجوز
التعرض على الاحكام الغيابية الصادرة عن المحاكم الابتدائية إذا لم تكن قابلة
للاستئناف ،"...ونجد الفصل 352من نفس القانون 4والذي نجده يتحدث عن التعرض
4جاء في الفصل 352من ق.م.م ما يلي" :تطبق أمام املرفوع اليها االستئناف مقتضيات الفصل 130وما بعده".
5
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وعليه لممارسة الطعن بالتعرض يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط؛ منها ما هو
بالرجوع الى الفصل 130من ق.م.م والذي ينص على أنه "يجوز الطعن في الاحكام
5
الغيابية الصادرة عن المحاكم الابتدائية إذا لم تكن قابلة للطعن بالاستئناف."...
فمن خلال هذا الفصل نجد أن هنالك شرطين موضوعين للممارسة الطعن بالعرض:
يقصد بهذا الشرط أن الاحكام الغيابية هي وحدها التي تقبل الطعن بالتعرض ،ومن
والحكم الغيابي كما هو معلوم هو الذي يصدر على المدعى عليه ،والذي لم يحضر رغم
استدعائه طبقا للفصول 37و 38و 39من ق.م.م ،على أن المشرع استثنى من الفقرة
الرابعة من الفصل 47من نفس القانون المدعى عليه الذي توصل بالاستدعاء بنفسه وكان
الحكم قابلا للاستئناف ،ففي هذه الحالة يكون الحكم بمثابة حضوري اتجاه الأطراف
المتخلفة.
وينبغي التميز في الحكم الغيابي بين الذي أنبنى على عدم حضور المدعي أمام المحاكم،
وبين الذي لا يقدم فيه مذكرات دفاعه للمحكمة ،فبالنسبة للحالة الأولى؛ يتحقق الغياب بتخلف
المدعي شخصيا لأن المسطرة شفو ية ،أما بالنسبة للثاني؛ فلا يتحقق الحضور أو الغياب بحضور
الشخص أو غيابه ،وإنما بتقديم المذكرات التي تعبر عن حضوره وهذا بالنسبة للمسطرة
6
الكتابية.
5هذا طبعا بالنسبة لألحكام الصادرة عن املحاكم االبتدائية ،أما بالنسبة لألحكام الغيابية الصادرة عن محاكم االستئناف والقابلة للتعرض
فقد نص عليها الفصل 352من ق.م.م ،إذ أحال على نفس املقتضيات املنضمة للتعرض في الفصول من 130الى 133من نفس القانون.
6عبد الكريم الطالب ،م س ،ص .244
6
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ولا تتوقف الطبيعة الغيابية أو الحضور ية على الوصف الذي قررته المحكمة ،وإنما تنبني
على الحكم نفسه ،وقد أكد المجلس الأعلى -محكمة النقض حاليا -ذلك في إحدى قراراته،
حيث جاء فيه" :ل كن حيث إن الطبيعة الغيابية والحضور ية لا تتوقف على وصف المحكمة
له ،ول كن على طبيعة الحكم نفسه ،فإذا أخطأ القاضي في وصفه للحكم فإن ذلك لا يترتب
عنه بطلان الحكم المذكور ،ول كن يفتح المجال أمام المعني بالآمر للطعن حسب وصفه
7
الحقيقي".
يتعين التأكيد على أن الحضور أو الغياب لا يكفيان وحدهما لتحديد قابلية الحكم
للتعرض ،لأن المشرع استلزم شرطا أساسيا أخر يتمثل في عدم قابلية الحكم للاستئناف ،فلا
فالأحكام التي تقبل الطعن بالتعرض إذا؛ تنحصر غي تلك الاحكام الانتهائية الصادرة
8
عن المحاكم الابتدائية وأيضا الاحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الاستئناف.
مقتضيات الفصل 130من ق.م.م ،الذي جاء فيه" :يجوز التعرض على الاحكام الغيابية
أما بالنسبة للأحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الاستئناف ،فيتضح لنا هذا الشرط
من خلال إحالة الفصل 352من ق.م.م على الفصل 130أعلاه ،وما دام الفصل المحال
عليه يقنن التعرض بالنسبة للأحكام الانتهائية ،أي التي لا تقبل الاستئناف ،وحيث إن
الاحكام الاستئنافية لا تقبل هذا الطعن بطبيعة الحال ،فإن أحكامها الغيابية تقبل التعرض.
7قرار عدد 5بتاريخ ،18/1/1987منشور بمجلة املعيار عدد 15يناير ،1989 ،ص .82
8عبد الرحمان الشرقاوي ،م س ،ص .197
7
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وتنبغي الإشارة الى أن القضاء المغربي اعتبر القرارات الاستئنافية بعد النقض تكون
حضور ية في حق الطرف المحكوم عليه ،ولو لم يدل بمستنتجاته بعد الإحالة ،ما دام أنه قد
9
سبق له أن أدلى بها أمام المحكمة قبل صدور الحكم المنقوض.
ويهم التعرض باعتباره طر يق من طرق الطعن ،على سبيل الحصر المقررات الصادر
عن محاكم الموضوع ،وهذا يعني بأن التعرض لا يمكن أن ينصب على المقررات القضائية
التمهيدية ،والتي تصدرها المحكمة تمهيدا للبث في النزاع المعروض عليها بمفردها ،فالطعن في
هذه الاحكام بالتعرض يجب أن يتم تحت طائلة عدم القبول في نفس الوقت الذي يتم فيه
10
الطعن في الحكم الصادر في الموضوع.
و إذا كانت القاعدة أن الاحكام الغيابية الغير قابلة للاستئناف تقبل التعرض ،فإن
نص الفصل 153من نفس القانون على أنه "لا يطعن في هذه الأوامر
بالتعرض".
لمقتضيات الفقرة الأولى من الفصل 45من ظ.ت.ع ،كما وقع تغيره وتتميمه
11
بالقانون .14.07
9قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 29مارس ،2011نشرة قرارات محكمة النقض ،الغرفة املدنية ،ع ،2012 ،9ص .68
10جواد أمهمول ،الوجيز في املسطرة املدنية ،ط ،1مطبعة األمنية الرباط ،س ،2015ص .218
11نصت الفقرة األولى من ظهير التحفيظ العقاري كما تم تغييره وتتميمه بالقانون 14.07على ما يلي" :تفتح املناقشات بتقرير املستشار املقرر
الذي يعرض القضية واملسائل املطلوب حلها من غير أن يبدي أي رأي ،ثم يستمع الى األطراف ،إما شخصيا وإما بواسطة محاميهم ،ويقدم ممثل
النيابة العامة استنتاجاته وتبت محكمة االستئناف في القضية إما في الحين أو بعد املداولة سواء حضر األطراف أو تخلفوا دون أن يقبل أي
تعرض ضد القرار الصادر".
8
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ولا يجوز التعرض للمرة الثانية على الحكم الذي يصدر غيابيا في التعرض الأول،
13
وهذا المقتضى جاء به الفصل 133من ق.م.م.
الاحكام الصادرة عن قاضي القرب ،وذلك طبقا لمقتضيات المادة 8من القانون
14
42.10المتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته.
وفيما يخص موقف مشروع قانون المسطرة المدنية رقم 1( 02.23فبراير ،)2023
وفقا للمادة 200منه ،والتي جاء فيها " :يجوز التعرض على الاحكام الغيابية الصادرة عن
محاكم الدرجة الأولى إذ لم تكن قابلة للإستئناف"...؛ أصبح التعرض طر يقا للطعن يمكن
مباشرته ضد الاحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى ابتدائية كانت أو تجار ية أو
إدار ية ،فبعدما كان التعرض جائزا ضم أحكام المحاكم الابتدائية الإنتهائية وحدها ،أصبحت
حتى تلك التي تصدر عن المحاكم التجار ية والمحاكم الإدار ية التي تعد في الأصل قابلة
للإستئناف وغير قابلة للتعرض داخل زمرة الاحكام التي تقبل التعرض.
ثانيا :الشروط الشكلية
الى جانب الشروط الموضوعية الواجب توفرها في الحكم المتعرض عليه ،هنالك شروط
شكلية ينبغي احترامها من قبل ممارس هذا الطعن وذلك ل كي يتب قبول طعنه ،وتتمثل هذه
12ينص الفصل 378من قانون املسطرة املدنية على ما يلي" :ال يقبل التعرض على القرارات الغيابية الصادرة عن محكمة النقض".
13جاء في الفصل 133من قانون املسطرة املدنية ما يلي" :ال يقبل تعرض جديد من الشخص املتعرض الذي حكم عليه غيابيا مرة ثانية".
14حيث جاء في هذه املادة ما يلي" :يمكن للطرف املتضرر من الحكم طلب إلغائه أمام رئيس املحكمة االبتدائية داخل أجل 8أيام من تاريخ
تبليغه بالحكم ،وذلك بناء على الحاالت املحددة في املادة 9بعد".
9
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
حدد المشرع المغربي أجال التعرض في عشرة أيام ،طبقا للفصل 130من ق.م.م،
الذي جاء فيه..." :وذلك في أجل عشرة أيام من تاريخ التبليغ الواقع طبقا لمقتضيات
الفصل ."54
ومن أجل توفير المزيد من الضمانات للمتقاضي المتعرض ،فإن المشرع نص في الفقرة
الثانية من الفصل السالف الذكر بأنه "يجب تنبيه الطرف في وثيقة التبليغ الى أنه بانقضاء
وإذا كانت القاعدة في التعرض أنه يجب ممارسته داخل أجل عشرة أيام من تاريخ
التبليغ ،فإن المشرع أوجد استثناء فيما يخص هذه القاعدة ،حيث جعل الامر الصادر
تطبيقا لمسطرة الامر بالأداء قابلا للتعرض وذلك داخل أجل خمسة عشر يوما ،وهو ما
15
يستشف من الفصلان 160و 161من ق.م.م.
وقد حافظ مشروع قانون المسطرة المدنية رقم 1( 02.23فبراير )2023على نفس
الهيكلة وهي تنظيم التعرض كطر يق من طرق الطعن ،إذ لم يظف أي مادة على ما هو
كائن الأن ،إلا أنه جاء ببعض المقتضيات أهمها؛ تحديد أجل جديد لممارسة التعرض وهو
خمسة عشر( )15يوما ،من تاريخ التبليغ والذي حل محل أجل عشرة أيام المعمول بها
حاليا ،وهو المقتضى الذي جاءت به المادة 200من المشروع ،حيث نصت على ما يلي:
"يجوز التعرض على الاحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى إذ لم تكن قابلة
15جاء في الفقرة األخيرة من الفصل 160من ق.م.م ما يلي" :يكون االمر باألداء قابال للتنفيذ بمجرد صدوره ،وال يقبل أي طعن غير التعرض".
ونصت املادة 161من نفس القانون على ما يلي" :يجب أن تتضمن وثيقة تبليغ االمر باألداء ،تحت طائلة البطالن ،إعذار املحكوم عليه:
.... -
-أو أن يتعرض على األمر داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ"....
10
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
للإستئناف ،وذلك داخل أجل عشرة ( )10أيام من تاريخ التبليغ المنجز طبقا لمقتضيات
المادة 115أعلاه".
و حتى يتم قبول التعرض يجب على المتعرض أن يؤدي الرسوم القضائية ،ما لم يكن
المتعرض مستفيدا من المساعدة القضائية ،أو تعلق الامر بإحدى القضايا المعفية من أداء
الرسوم القضائية ،وبالرجوع الى ظهير 27أبر يل 1984المحدد للمصار يف القضائية في
القضايا المدنية والتجار ية الإدار ية وعلى الإجراءات القضائية وغير القضائية والعقود التي
يحررها الموثقون 16،نجد الفصل 31منه ينص على أنه" :يستوفى عن كل معرضة في حكم أو
قرار صدر غيابيا وعن جميع الإجراءات التي تستوجبها طبقا لأحكام الفصل :22
ولطاعن بالتعرض أن يؤدي الرسوم القضائية المشار إليها في الفصل 31أعلاه في أي
كتابة ضبط محكمة أراد ،وهو ما أشار إليه الفصل 7من نفس الظهير ،17وما عليه عند
توجهه لتقديم طعنه سوى الادلاء بالمخالصة التي سلمت له عند أداءه للرسوم.
و يقول الدكتور عبد العزيز الحضري في هذا الصدد" :إنه من العيب الغاء التعرض
بسبب عدم أداء الرسوم القضائية دون البحث والتقصي في مدى جدية التعرض ،مما يفوت
الفرصة على المتعرض للمثول أمام القضاء والمطالبة بحقوقه رغم تمل كه من الحجج ما يجعله
18
قادرا على إقناع المحكمة بصحة تعرضه".
16الظهير الشريف رقم 1/84/54الصادر في 27أبريل 1984ص ،520بمثابة قانون املالية لسنة ،1984والذي خضع ملجموعة من التعديالت.
17ينص الفصل 7من ظهير 27أبريل ،1984على ما يلي" :يتوفى الرسم القضائي من لدن كتابات الضبط باملحاكم ،وإذا كان الطرف املعني
باألمر ال يقيم في مقر العون القابض أمكنه أداء الرسم مقابل مخالصة الى كتابة الضبط باملحكمة التابع لها محل سكناه ،على أن يتولى بنفسه
توجيه العريضة واملستندات الى كتابة الضبط املختصة".
18عبد العزيز الحضري ،املسطرة املدنية ،د ذ ط ،م الجسور وجدة ،س ،2013ص .130
11
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
آثاره (ثانيا).
أوال :إجراءات الطعن بالتعرض
ينص الفصل 131من ق.م.م على أنه" :يقدم م التعرض واستدعاء المدعي الأصلي
للحضور طبقا للقواعد المنصوص عليها في الفصول ."39 ،39 ،37 ،31
يتبين لنا من خلال هذا الفصل أن التعرض يقدم بتصريح شفوي أو كتابي أمام المحكمة
الابتدائية حسب نوعية المسطرة المطبقة؛ الشفو ية أو الكتابية ،وبمقال كتابي دائما في حالة
19
التعرض على حكم صادر عن محكمة الاستئناف.
وبالإضافة الى البيانات المتعلقة بأسماء الأطراف وصفتهم وموطنهم ،يجب أن يتضمن
الأسس القانوني والوسائل المعتمد عليها في التعرض ،كما يجب أن ترفق به المستندات التي
20
ينوي المدعي استعمالها عند الاقتضاء.
وإذا تعدد المدعى عليهم وجب ارفاق المقال بعدد النسخ المعادل لعدد المدعى عليهم،
و يترتب عن عدم الالتزام بهذا الاجراء عدم قبول الطلب وإن كان المشرع لا ينص صراحة
على ذلك.
و يودع المقال بكتابة ضبط المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي ليسجل في سجل خاص
حسب وصوله وتار يخه ،مع بيان أسماء الأطراف وكذا تاريخ الاستدعاءات ،ثم يطبع عليه
21
وعلى الأوراق التي تصاحبه بطابع يشير الى تاريخ وصوله.
19محمد السامحي ،طرق الطعن في األحكام املدنية اإلدارية دراسة علمية مقارنة ،ط ،1مطبعة الصومعة-الرباط ،1995 ،ص.34
20عبد العزيز الحضري ،م س.130 ،
21عبد الكريم الطالب ،م س ،ص .343
12
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ويبلغ التعرض بنفس الطرق المنصوص عليها في الفصول 37و 38و 39من ق.م.م،
إذ يوجه إما بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط ،أو أحد المفوضين القضائيين ،أو عن طر يق
البريد برسالة مضمونة مع الاشعار بالتوصل ،أو بالطرق الإدار ية ،أو بالطرق الدبلوماسية،
ويسلم هذا الاستدعاء الى الشخص نفسه أو في موطنه ،أو في محل عمله أو في أي مكان أخر
يوجد به ،وينبغي أن يتم التسليم في غلاف مختوم لا يحمل إلا الاسم الشخصي والعائلي
وعنوان سكنى الطرف وتاريخ التبليغ متبوعا بتبليغ العون وطابع المحكمة.
وما تنبغي الإشارة اليه في نهاية هذه الفقرة أن ممارسة الطعن في المرحلة الاستئنافية
إن ممارسة التعرض طبقا للشروط والإجراءات المشار اليها سالفا ،يرتب أثران؛ أثر
يتبين من خلال مقتضيات الفصل 132من ق.م.م؛ 23أن أهم أثر يترتب على تقديم
التعرض ،هو وقف تنفيذ الحكم الغيابي -على غرار باقي طرف الطعن العادية -الصادر عن
المحكمة التي فصلت في الموضوع ،وبناء عليه فإن شرع في عمليات التنفيذ قبل رفع التعرض
23ينص الفصل 132من ق.م.م على ما يلي" :يوقف التعرض التنفيذ ما لم يؤمر بغير ذلك في الحكم الغيابي ،وفي هذه الحالة فإذا قدم املحكوم
عليه الطلب بإيقاف التنفيذ بتت غرفة املشورة مسبقا في طلب إيقاف التنفيذ املعجل طبقا ملقتضيات الفصل ."147
13
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ويرى أحد الباحثين في هذا الصدد أن أثر وقف التنفيذ لا يمتد الى إجراءات التنفيذ
24
المؤقتة التي يمكن اتخاذها في أي وقت بضمانة أو بدون ضمانة.
غير ان إيقاف التنفيذ لا يتم إلا إذا كان الحكم الغيابي مشمولا بالنفاذ المعجل حيث
يجب في هذه الحالة على الطاعن أن يقدم طلبا مستقلا لإيقاف النفاذ المعجل أمام المحكمة
التي تنظر في التعرض أو الاستئناف ،وفقا لمقتضيات الفصل 147من ق.م.م ،حيث
تبث المحكمة مسبقا في هذا الطلب في غرفة المشورة مستقلا عن ملف الموضوع وتبث فيه
المحكمة داخل ثلاثين يوما ،ويبقى لغرفة المشورة أن ترفض الطلب ،أو أن تقرر إيقاف
التنفيذ المعجل الى أن يقع البت في الجوهر ،كما يجوز لها أن تأمر بإيقاف التنفيذ المذكور
25
لمدة معينة أو تعليق متابعة التنفيذ كليا أو جزئيا على تقديم كفالة من طالبه.
والذي يمكن إيقافه في هذه الحالة هو النفاذ المعجل القضائي ،أما النفاذ المعجل
القانوني فلا يقبل أي مسطرة لإيقافه ،بل يمكن إثارة الصعوبة الوقتية في التنفيذ بشأنه لا
غير.
بالإضافة الى الأثر الموقف للتعرض ،نجد أن هذا الأخير له أثر ناشر ،فرغم أن المشرع
لم يشر الى هذا الأثر في نص صريح ،إلا أن الفقه يرى أن التعرض يفتح بابا المناقشة من
جديد وينقل النزاع الى محكمة الطعن بجميع ما يتضمنه من عناصر قانونية وموضوعية ،بل إنه
قد يحصل أن تعاد القضية الى نفس القاضي الذي فصل في القضية غيابيا ،ما دام أن
الطعن هو موجه ضد الحكم وليس ضد شخص القاضي ،وهو ما يسمح للمتعرض بتقديم
حججه.
14
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وفيما يتعلق بإمكانية تقديم طلبات جديدة من قبل المتعرض عليه ،فمن المسلم به أنه
يمكن تغير المتعرض عليه مستنتجاته أو يرفع طلبات جديدة إلا أنه لس بإمكانه أن ينتهز
26
فرصة عودة الخصومة أمام المحكمة ليعيد إبداء ما سبق أن رفض في مواجهته من طلبات.
كما أن محكمة التعرض وتبعا للأثر الناشر للتعرض تتمتع بكامل السلطات التي تتمتع بها
محكمة الأساس -مصدرة الحكم المطعون فيه -من حيث اتخاذ جميع إجراءات التحقيق التي
27
تراها مفيدة للفصل في النزاع.
وفي نهاية هذه الفقرة تجدر الإشارة الى أنه لا يقبل تعرض جديد من الشخص
المتعرض الذي حكم عليه غيابيا مرة ثانية ،على أنه يبقى له حق ممارسة باقي الطعون التي قد
إن نظام التقاضي في المغرب هو مبدئيا نظام التقاضي على درجتين ،وهذا يعني أن
أكثر الدعاوى ترفع أول الأمر الى محكمة الدرجة الأولى ،ثم يقوم الفر يق الخاسر غالبا
بالطعن في الحكم الصادر عن طر يق الاستئناف على مستوى محكمة أعلى درجة تسمى محكمة
الدرجة الثانية وذلك قصد إصلاح الخطأ الذي ارتكبته محكمة الدرجة الأولى.
وعليه فالاستئناف إذا الطعن الذي يقدمه الخصم الذي خسر دعواه كلا أو جزءا الى
محكمة أعلى من المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه ،ابتغاء تدقيق النزاع تانية والحكم من
جديد فيه على نحو يصحح معه الخطأ الذي تضرر منه الفر يق الخاسر ،وقد نظم المشرع
15
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
بناء على ذلك سنتطرق بداية الى نطاق تطبيق الاستئناف وأشكاله (الفقرة الاولى)،
في هذه الفقرة سنخص بالدراسة كل من النطاق الذي يمارس فيه الاستئناف
كقاعدة عامة تكون كل الاحكام قابلة للاستئناف ،لأن الطعن بالاستئناف طر يق
عادي وهو الوسيلة الأساسية التي ترد الحقوق لأصحابها ،خاصة وأن الفقرة الأولى من
الفصل 134من ق.م.م ،تقضي بأنه" :استعمال الطعن بالاستئناف حق في جميع الأحوال
الابتدائية تقبل الاستئناف ،أما تلك التي تعد انتهائية فلا يمكن الطعن فيها إلا بالطرق غير
العادية.
وعند الحديث عن نطاق تطبيق الاستئناف فإن الامر يخص تحديدا الاحكام الأحكام
الصادرة عن المحاكم الابتدائية ،وذلك طبقا لما جاء به الفصل 24حيث نص على أنه:
16
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
oالاحكام التمهيدية التي تسبق الاحكام الفاصلة في الموضوع ،وهي التي لا تفصل
في جوهر النزاع ،وإنما تقضي عادة بإجراء من إجراءات التحقيق كالخ برة،
oالاحكام التأو يلية والتفسير ية التي تصدرها المحكمة لتفسير حكم معين ،وهي
الأخرى لا تقبل الاستئناف إلا إذا كانت الاحكام موضوع التأو يل نفسها قابلة
للاستئناف.
oالأوامر الصادرة بالرفض في القضايا المتعلقة بالأوامر المبنية على طلب ،والتي
من ق.م.م.
الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض والقاضي بتأييد الأمر بالأداء ،طبقا للفقرة
وإذا كانت القاعدة أن تخضع كل الاحكام للطعن بالاستئناف فإن هناك بعض
17
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وما تنبغي الإشارة إليه في هذا الصدد ،أنه بدخول القانون رقم 38.15حيز التنفيذ،
لم نعت نتحدث عن الاحكام الصادرة عن المحاكم الابتدائية القابلة للاستئناف أمام غرف
الاستئنافات ،وأحكام قابلة للاستئناف أمام محاكم الاستئناف -استنادا الى قيمة النزاع،-
حيث أصبحت جميع الاحكام -كقاعدة -الصادرة عن المحاكم الابتدائية قابلة للاستئناف
ما تنبغي الإشارة اليه في نهاية هذه الفقرة أن مشروع قانون المسطرة المدنية جاء
بمقتضى مخالف لما هو عليه الامر في قانون المسطرة المدنية الحالي ،وذلك فيما يخص؛
استئناف الاحكام التمهيدية ،فبالرجوع الى الفقرة الثانية من المادة 213من المشروع ،والتي
جاء فيها" :يترتب عن استئناف الحكم الفاصل في الموضوع استئناف جميع الاحكام التمهيدية
الصادرة في الدعوى" ،وهو مقتضى لا نجده في قانون المسطرة المدنية الحالي إذا ما استقرئنا
الفصل 141منه ،حيث يتضح من خلال هذا الفصل أنه يجب ذكر الاحكام التمهيدية التي
بخصوص الاشكال التي يتخذها الاستئناف ،نجد أن هناك استئناف أصلي (،)1
18
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
-1الاستئناف الأصلي
تطرق المشرع للاستئناف الأصلي في الفصل 134من ق.م.م ،و يقصد بهذا النوع من
الاستئناف؛ ذلك الذي يتقدم به المستأنف الذي لم يصدر الحكم الابتدائي في صالحه.
وهكذا فإن الراغب في الاستئناف ،يجب عليه أن يتقدم بمقال استئنافي يطعن بموجبه
في الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية من ناحية الشكل ،ومن ناحية الموضوع ،داخل
28
الاجل القانوني في حالة تبليغه بالحكم ،وذلك تفاديا لعدم قبوله من ناحية الشكل.
-2الاستئناف الفرعي
عرض المشرع للإستئناف الفرعي في الفصل 135من ق.م.م ،الذي جاء فيه" :يحق
للمستأنف عليه رفع استئناف فرعي في كل الأحوال ولو كان قد طلب بدون تحفظ تبليغ
الحكم."...
و يقصد بالاستئناف الفرعي ذلك الذي يتقدم به الطرف الموجه ضده الإستئناف
الأصلي أي المستأنف عليه ،وذلك عندما يكوم الحكم الصادر ابتدائيا قضى مثلا لبعض
طلباته ،ولم ت كن لديه أصلا الرغبة في الطعن بالاستئناف ،إلا عندما توصل باستئناف أصلي
29
تقدم به خصمه ،قرر تقديم استئناف فرعي.
وقد عرف المجلس الأعلى –محكمة النقض -الاستئناف الفرعي قائلا" :إنه الاستئناف
الذي يكون ناتجا عن الاستئناف الأصلي وردا عليه ،وهو لا يتناول موضوع النزاع برمته
30
وإنما يقتصر على بقية الطلبات التي وقع إغفالها ورفضها إبتدائيا".
28حليمة بنت املحجوب بن حفو ،شرح قانون املسطرة املدنية دراسة نظرية تطبيقية معززة بأحدث االجتهادات القضائية ،ط ،1م مكتبة دار
السالم للنشر والتوزيع ،فبراير ،2022ص .176
29حليمة بنت املحجوب بن حفو ،م س ،ص .176
30القرار رقم 406الصادر بتاريخ 1985/2/20في امللف املدني عدد ،90956منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى ،العددان 38-37السنة
الحادية عشرة ،1986ص .29
19
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وهكذا يلزم لقبول الاستئناف الفرعي وجود استئناف أصلي ما زال باب المناقشة فيه
لم يتم إقفاله ،وأن يتقدم به المستأنف عليه وحده في مواجهة المستأنف الأصلي ،مع استثناء
حالة التضامن وعدم قبول النزاع للتجزئة ،إذ يقبل حينئذ ولو قدم من طرف غير المستأنف
عليه ،وإذا كان المستأنف عليه قد قبل الحكم المستأنف يتعين أن يتم القبول قبل رفع
وكذلك إذا سبق أن تنازل المحكوم عليه عن مباشرة الاستئناف الأصلي ،فإن مفاجأة
المدعي له بالاستئناف يستلزم إجازة مباشرته للإستئناف الفرعي ،وهو ما أكدته محكمة
النقض في قرار لها جاء فيه" :تكون محكمة الاستئناف قد طبقت الفصل 135من ق.م.م
تطبيقا خاطئا عندما لم تقبل استئناف المكتب الشر يف للفوسفاط الذي سبق له أن
استأنف الحكم الابتدائي ثم تنازل عن هذا الاستئناف تم تقدم باستئناف فرعي بعد تبليغه
31
بمقال استئناف خصمه".
oأنه لا يستوجب نفس الإجراءات والشروط الشكلية التي قررها المشرع لممارسة
مقال افتتاحي ولا يج بر على أداء الوجيبة القضائية ،وإنما يكفي رفع الاستئناف
31قرار صادر بتاريخ ،1989/08/10ملف إداري عدد ،86/7146منشور بمجلة املعيار عدد ،16ص .104
32عبد الكريم الطالب ،م س ،ص .253
20
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
oكذلك لا يخضع للميعاد القانوني المقررة لمباشرة الاستئناف الأصلي ،وبذلك يجوز
تقديمه حتى بعد فوات الميعاد المذكور في الفصل 134من ق.م.م بشرط ألا
oيمكن تقديم الاستئناف الفرعي من طرف المستأنف عليه ولو كان قد طلب تبليغ
الحكم بدون تحفظ ،ولا يمنع عليه تقديم مثل هذا الاستئناف ما لم يسبق له أن قبل
-3الاستئناف المثار
نص المشرع على هذا النوع من الاستئناف في الفصل 135من ق.م.م ،الذي ورد
فيه" :و يكون كل استئناف نتج عن الاستئناف الأصلي مقبولا في جميع الأحوال"...
والاستئناف المثار ،يقدم كرد فعل عن الاستئناف الأصلي كله وليس في جزء منه،
وذلك في الحالات التي يتعذر فيها تقديم استئناف فرعي ،وهو يرتبط بالنزاعات المتعددة
34
الأطراف ،أي التي تقوم بين ثلاثة أطراف أو أكثر.
ولا يلزم في الاستئناف المثار تقديمه داخل الأجل الخاص بالاستئناف الأصلي أي
ومثال الاستئناف المثار أن يتم رفع دعوى مسؤولية تقصير ية في مواجهة عدة أشخاص
كأطراف مدعى عليهم ،ويتقدم الخاسر للدعوى كمستأنف باستئناف أصلي ضد أحد هؤلاء
21
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الأطراف فقط دون الباقين ،و يكون من المحتمل أن تصدر محكمة الاستئناف قرارا
بالاستجابة لطلب المستأنف ،فيتقدم الأطراف الذين لم يوجه الاستئناف الأصلي في
مواجهتهم باستئناف مثار ،لأنه في هذه الحلة يتعذر عليهم تقديم استئناف فرعي ،وكذلك
يتعذر عليهم تقديم مقال التدخل أمام محكمة الاستئناف لأنهم كانوا أطرافا في الخصومة
35
أمام محكمة الدرجة الأولى.
بالرجوع الى مشروع قانون المسطرة المدنية ( ،)02.23نجده قد نظم الاستئناف المثار
لأول مرة بهذه التسمية في المادة 207منه 36،مع ممارسته ضد غير المستأنف أصليا شر يطة
أن يكون الهدف هو تحميل الطرف غير المستأنف بما قد يعفى منه المستأنف أصليا في حالة
- 4الاستئناف المقابل
وهو ذلك الاستئناف الذي يكون مستقلا عن الاستئناف الأصلي ،ويتعين تقديمه
داخل الاجل القانوني المحدد للطعن بالاستئناف ،وهو ينصب على كل جزء من أجزاء
الحكم ،ويهدف من خلاله المستأنف الى الرد على الاستئناف الأصلي ،ويتميز الاستئناف
oيجب أن يقدم داخل الاجل القانون المحدد للإستئناف الأصلي ،أما الاستئناف
الفرعي فلا يلتزم في بأي أجل سوى أن يباشر قبل إقفال باب المناقشة.
35الطيب الفصايلي ،الوجيز في القانون القضائي الخاص ،ج ،2ط ،1993 ،2م النجاح الجديدة الدار البيضاء ،ص .174
36نصت املادة 207من م.ق.م.م ،.على ما يلي" :يجوز توجيه االستئناف املثار ضد غير املستأنف أصليا متى كان الهدف من االستئناف األصلي
تحميل الطرف غير املستأنف بما قد يعفى منه املستأنف أصليا في حالة االستجابة مللتمسات استئنافه".
37عبد الكريم الطالب ،م س ،ص.255
22
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
oيرمي الاستئناف المقابل الى الرد على الاستئناف الأصلي ،ول كن في الحكم
برمته ،وليس في شق منه ،أما الاستئناف الفرعي فلا يتناول إلا الجانب الذي
أضر بمصلحة المستأنف عليه ،أي أنه ينصب على جزء من الحكم لا الحكم كله.
الفقرة الثانية :إجراءات الطعن باالستئناف آثاره
للطعن بالاستئناف شروط وإجراءات يجب احترامها (أولا) ،وذلك ل كي ينتج الطعن
أثاره (ثانيا).
أوال :شروط إجراءات الطعن باالستئناف
يتعين تقديم الاستئناف داخل أجل ثلاثين ( )30يوما من تاريخ التبليغ وإلا سقط
الحق في ذلك ،على أن المشرع استثنى بعض الحالات وقرر لها أجالا أخرى مخالفة شأن
استئناف الأوامر الاستعجالية والاوامر المبنية على طلب وقضايا الاسرة والقضايا المتعلقة
باستئناف الحكم القاضي بالتعرض على الأوامر الصادرة في إطار مسطرة الامر بالأداء،
وفيما يخص الأحكام الصادرة عن المحاكم الإدار ية ،والأقسام المتخصصة في القضاء
الإداري بالمحاكم الإبتدائية ،فتستأنف داخل أجل 30يوما من تاريخ التبليغ وفقا لأحكام
المادة 9من القانون 80.03المحدث للمحاكم الإدار ية ،ونفس للأمر يسري على إستئناف
الأوامر الصادرة عن رئيس المحكمة الإدار ية الصادرة طبقا للفصلان 148و 153من
ق.م.م.
23
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
المتخصصة في القضاء التجاري بالمحاكم الابتدائية ،فتستأنف داخل أجل 15يوما من تاريخ
التبليغ وهو ما نصت عليه المادة 18من القانون 53.95المحدث للمحاكم التجار ية.
على أن سر يان الاجل يبتدئ من تاريخ التبليغ الى الشخص في موطنه الحقيقي أو
المختار ،أو بالتبليغ في الجلسة إذا كان ذلك مقررا بمقتضى القانون.
وتجدر الإشارة الى أن أجل الاستئناف هو أجال كامل و يعد من النظام العام فلا
يمكن الز يادة فيه أو النقصان ،فلا يحسب يومه الأول ولا اليوم الذي ينتهي فيه.
وفي حالة وفاة المحكوم عليه يتوقف أجل الاستئناف ،ولا يبدأ في السر يان من جديد
إلا بعد مرور أجل 15يوما التي تلي تبليغ الورثة الحكم وذلك في موطن الشخص المتوفى
وهو ما نص عليه الفصل 137من ق.م.م ،وأما إذا وقع أثناء أجل الاستئناف تغيير في
أهلية أحد الأطراف يتم إيقاف الاجل ولا يبتدئ سر يانه إلا بعد نفس المدة 15-يوما-
من تبليغ الحكم لمن لهم الصفة في تسلم هذا التبليغ وهو ما جاء به الفصل .139
أما فيما يخص الأطراف الذين ليس لهم لا موطن ولا محل إقامة بالمغرب فتضاعف
الآجال ثلاث مرات لمصلحتهم وذلك طبقا لمقتضيات الفصل 136من ق.م.م.
وقد جاء مشروع قانون المسطرة المدنية رقم 02.23بمقتضى جديد؛ وهو ما ورد في
المادة ،218حيث يجوز لمن فاته أجل الطعن أن يطعن في الحكم أثناء النظر في الطعن
المرفوع داخل الاجل المحدد قانونا من أحد الأطراف ،ويشترط لقبول هذا الطعن أن يقع
خارج الاجل وأن يكون الامر متعلقا بحكم في موضوع غير قابل للتجزئة أو في التزام
38
بالتضامن أو في دعوى يوجب القانون فيها مقاضاة أشخاص معينين.
38نصت على هذا املقتض ى املادة 218من م.ق.م.م ،والتي جاء فيها" :إذا صدر حكم في موضوع غير قابل للتجزئة أو في التزام بالتضامن أو في
دعوى يوجب فيها القانون مقاضاة أشخاص معينين ،جاز ملن فاته أجل الطعن من املحكوم عليهم أو قبل الحكم ،أن يطعن فيه أثناء النظر في
الطعن املرفوع من أحد األطراف داخل االجل متبنيا طلباته".
24
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
يجب على الطرف الذي يريد ممارسة الطعن بالاستئناف أن يقوم بأداء الوجيبة
القضائية وذلك تحت طائلة عدم قبول طلبه ،وبالرجوع الى الفصل 32من ظهير 27أبر يل
إذا تعلق الامر باستئناف حكم تحضيري أو أمر صادر عن قاضي المستعجلات أ-
أو أمر على عريضة أو طلب عدم القيام بتنفيذ مؤقت أو استئناف بشأن
الاختصاص 150........................................................درهما؛
ب -إذا تعلق الامر باستئناف حكم نهائي ولو كان مقترنا باستئناف حكم تحضيري،
أو باس تئناف حكم على اعتراض في ميدان الإ يجار أو الامر بالأداء :رسم يحسب تبعا لمبلغ
أو موضوع الطلب و يحدد باعتبار التعر يفة المنصوص عليها في الفصلين 24و 25أعلاه
ت -إذا كان الاستئناف يرمي الى مجرد إلغاء حكم دون استنتاجات أو طلبات
أخرى :رسم يحسب كما هو مبين أعلاه مضافة إليه نسبة %10تبعا لمبلغ العقوبات المحكوم
بها ابتدائيا؛
يقدم الاستئناف في شكل مقال أمام كتابة ضبط المحكمة الابتدائية التي أصدرت الحكم
المطعون فيه.
25
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ويثبت وضع المقال بكتابة الضبط في سجل خاص قبل توجيهه مع المستندات المرفقة
بدون مصار يف الى كتابة ضبط محكمة الاستئناف المختصة ،ويسلم وصل للأطراف بوضعهم
39
مقالهم بشرط أم يطبوا ذلك.
وموطن أو محل إقامة كل من المستأنف والمستأنف عليه وكذا اسم وصفة وموطن الوكيل عند
الاقتضاء ،وأن يبين إذا تعلق الامر بشركة اسمها الكامل ونوعها ومركزها ،وأن يتضمن
كذلك موضوع الطلب والوقائع والوسائل المثارة ،وترفق المستندات التي يريد الطالب
40
استعمالها بالمقال.
وإذا تعدد الأطراف المستأنف عليهم ،وجب إرفاق المقال بعدد النسخ الكافية
والمطابقة لعدد هؤلاء ،وإلا طلبت كتابة من المستأنف الادلاء بها داخل أجل 10أيام،
وفي حالة انصرام هذا الاجل المذكور دون الادلاء بهذه النسخ أدرج الرئيس الأول لمحكمة
41
الاستئناف القضية في الجلسة التي يعينها وتصدر المحكمة قرارا بالتشطيب على القضية.
ومما ينبغي على المستأنف ،إرفاق مقاله بنسخة من الحكم المطعون فيه ،ول كن مع ذلك
لا يترتب على عدم الادلاء بها عدم قبول الاستئناف مادام المشرع يلزم كتابة الضبط بمحكمة
42
الاستئناف أن تطلبها من المحكمة الابتدائية.
وبعد إيداع مقال الاستئناف وتوصل محكمة الاستئناف به وفقا للقواعد السالفة ،يعين
الرئيس الأول للمحكمة المذكورة مستشارا مقررا يسلم إليه الملف في ظرف أربع وعشرين
43
ساعة.
26
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
و يصدر المستشار المقرر فورا أمرا بتبليغ مقال الاستئناف للمستأنف عليه ،و يعين تاريخ
النظر في القضية أخذا بعين الاعتبار ظروف القضية وأجال المسافة المحددة في الفصلين 40
يبلغ المستأنف عليه بالمقال و يعلم بتاريخ الجلسة وبضرورة تقديم مذكراته الدفاعية
44
والمستندات المؤيدة لمطالبه قبل الجلسة في أجل يحدده المستشار المقرر.
وتودع المذكرات والسندات المذكورة وكافة الردود والمستنتجات بكتابة ضبط محكمة
45
الاستئناف ،و يجب أن يكون عدد النسخ مساو يا لعدد الأطراف.
وإذ تعدد المستأنف عليهم ولم يقدم بعضهم مذكرات دفاعه ،نبههم المستشار المقرر
وتجدر الإشارة الى أنه لا يمكن تقديم جميع الطلبات في طور الاستئناف ،ذلك أن
الفصل 143من ق.م.م ،في فقرته الأولى يقضي بأنه" :لا يمكن تقديم أي طلب جديد
أثناء النظر في الاستئناف باستثناء طلب المقاصة أو كون الطلب الجديد لا يعدو أن يكون
كما لا يجوز أن يباشر الشخص الاستئناف مرتين ،وهو ما أكدته محكمة الاستئناف
بالدار البيضاء ،من خلال قرار صادر عنها جاء فيه" :إن المستأنفة تقدمت باستئنافين في
الحكم المطعون فيه ...حيث من الثابت أن طرق الطعن في الاحكام لا تمارس إلا مرة
واحدة ،حيث إنه استنادا الى ذلك فإنه يتعين التصريح بعدم قبول هذا الاستئناف لخرقه
46
قاعدة جوهر ية تتعلق بطرق الطعن في الاحكام وهي من صميم النظام العام".
27
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
يرتب الاستئناف أثرين اثنين يتمثلان في كونه يوقف تنفيذ الحكم المطعون فيه ،وفي أنه
-1الأثر الموقف
نصت على هذا الأثر الفقرة الأخيرة من الفصل 134من ق.م.م ،حيث جاء فيه:
"يوقف أجل الاستئناف والاستئناف نفسه داخل الاجل القانوني التنفيذ ،عدا إذا أمر
بالتنفيذ المعجل ضمن الشروط المنصوص عليها في الفصل ،"147وهكذا فالاستئناف المقدم
بصورة قانونية يؤدي الى وقف تنفيذ الحكم الابتدائي المطعون فيه ،وهي مسألة بديهية لأن
وهذا الأثر الواقف يبدأ من إيداع مقال الاستئناف داخل الاجل القانوني ،ويمتد
هذا الأثر الى حين بت محكمة الاستئناف في القضية ،فإن أصدرت قرارها بتأييد الحكم
المستأنف ،يسترجع قوته التنفيذية من جديد ،وإذا قضت بإلغاء الحكم فهذا الأخير يصير
عديم المفعول ،و يحل محله القرار الاستئنافي الجديد ،وينصب الأثر الموقف على مجموع
منطوق الحكم أ يا كانت طبيعة الحكم ،سواء كان فاصلا في الموضوع أو حكما تمهيديا بشرط
-2الأثر الناقل
يقصد بهذا الأثر أن ينقل الاستئناف النزاع من المحكمة الابتدائية الى محكمة
28
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وينتج عن هذا الأثر كذلك نشر الدعوى أمام محكمة الاستئناف ،إذ تنتقل كل
الاختصاصات الى مستشاريها ،فيصبحون ذوي الصلاحية في القيام بكل الإجراءات اللزمة
للبحث والتحقيق في النزاع ،ل كن بشرط أن تكون النقط التي أل فيها النظر إليهم قد
عرضت أمام محكمة الدرجة الأولى ،أما إذا كانت طلبات جديدة فلا تقبل إلا في حدود
47
الاستثناءات المقررة بمقتضى الفصلين 143و 144من ق.م.م.
و يترتب على بث محكمة الاستئناف في الحكم المستأنف إما تأييده أو إلغائه جزئيا أو
كليا ،فإذا أيدت الحكم الابتدائي فإن المحكمة الابتدائية هي التي تقوم بتنفيذه ،ل كن في حالة
إلغائه فإن محكمة الاستئناف هي التي تنظر في تنفيذه ما لم تعين محكمة للقيام بذلك شر يطة
48
عدم وجود مقتضيات خاصة تعين محكمة خرى.
29
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
تتميز طرق الطعن بتعددها وتنوعها ،حيث أنها ليست من نوع واحد ،فإلى جانب طرق
الطعن العادية السابق الإشارة إليها هناك طرق للطعن في المقررات القضائية تسمى بطرق
الطعن غير العادية؛ وسميت كذلك نظرا ل كونها تتميز في خصائصها وشروط ممارستها عن
طرق الطعن العادية ونذكر على سبيل المثال ما يلي :حيث إن طرق الطعن هذه لا تقبل إلا
إذا أسست على أسباب قانونية محصورة ،إلى جانب أن المحكمة المعروضة عليها الطعن تكون
سلطتها محصورة في بعض العيوب التي أثارها الطاعن فيطعنه وبالتالي هذه النوع من الطعون
تفتقر لخاصية أساسية تميز طرق الطعن العادية وهي أنها ليست ناشرة للنزاع من حيث
المبدأ.
وعموما فطرق الطعن غير العادية تنحصر في كل من تعرض الغير الخارج عن الخصومة
والطعن بإعادة النظر (المطلب الأول) إلى جانب الطعن بالنقض (المطلب الثاني).
املطلب األول :تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة والطعن بإعادة النظر
تتميز الأحكام القضائية بميزة أساسية وهي خاصية النسبية حيث أن المبدأ هو أن
الأحكام القضائية لا تضر ولا تنفع إلا من كان طرفا في الدعوى التي صدر فيها ،لأكن
قد يحدث أن يمس حكم من الأحكام بمصالح شخص لم ستدعى لا هو ولا من ينوب عنه
في الدعوى الصادر فيها ،بالتالي تجنبا للأثر السلبية لهذا الحكم على مصالحه خول المشرع لمن
أضر به حكم معين سلوك طعن يسمى بتعرض الغير الخارج عن الخصومة (الفقرة الأولى)
كما قد يصدر حكم لم يعد يقبل للطعن بطرق الطعن العادية وتتوفر حالات معينة موجبة
للطعن في هذا الحكم مما يقتضي توفير طر يق من طرق الطعن لمراجعة وإعادة النظر في هذا
الحكم ،هذا ما أدى بالمشرع المغربي إلى توفير طر يق من أجل إعادة النظر في الحكم الذي
30
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
يعتبر تعرض الغير الخارج عن الخصومة من بين أهم طرق الطعن التي وفرها المشرع
للمعنيين بالأمر من أجل إعادة النظر في الأحكام الماسة بمصالحهم ،وقد نظم المشرع هذا
الطعن في الفصول 303إلى 305من ق م م ،ونظرا لأهمية هذا الطعن يقتضي الأمر
التطرق لشروط ممارسة هذا الطعن (أولا) ثم نتحدث عن شكليات مباشرته وآثاره (ثانيا).
أوال :شروط تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة
إن مباشرة تعرض الغير الخارج عن الخصومة ليس طر يقا يمنك سلوكه من أي كان
إذ حدد المشرع مجموعة من الشروط الواجب توفرها من أجل مباشرته وهو ما سيكون
يمكن تعر يف تعرض الغير الخارج عن الخصومة بأنه طر يق من طرق الطعن غير
العادية في الأحكام وضعه المشرع في متناول كل شخص لم يكن طرفا في الدعوى ولا ممثلا
فيها ليدفع بذلك أثر الحكم الصادر فيها إذا كان هذا الحكم يمس بحقوقه ومصالحه.
ومن خلال هذا التعر يف والمقتضيات المنظمة لهذا التعرض وخصوصا الفصل 303
من ق م م يكمن إبراز أهم الشروط الواجب توفرها من أجل ممارسة هذا الطعن.
مفاد هذا الشرط هو أن تكون لمن يباشر هذا الطعن أو يريد مباشرته مصلحة في هذه
الدعوى ،وهذا بطبيعة الحال ليس تطبيق وتكريس لشرط أساسي من شروط الدعوى ألا
49عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية دراسة في ضوء مسودة مشروع ،2018مطبعة النجاح الجديدة – الدار
البيضاء ،ط :التاسعة ،2019ص.269 :
31
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وتطبيقا لما سلف ذكره نجد في قرار صادر عن محكمة النقض قضى بما يلي ":ل كن،
حيث إنه من المقرر نصا كما في تحفة الحكام في نكث العقود والأحكام ،وينقض القسم
لوارث ظهر ،ولما كان ذلك ،فإن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لما ثبت لها من وثائق
الملف أن دعوى القسمة ،محل الحكم المتعرض عليه من طرف المطلوبة ،لم تشملها ابتداء
ضمن أطرافها باعتبارها صاحبة حظ ارثي في المطلوب قسمته وأن الحكم الصادر فيها قد
مس بحقوقها ،فصح منها الطعن لثبوت مصلحتها فيه ،وقضت بقبوله لذلك ،تكون قد بنت
قضاءها على أساس ولم تخرق الفصل المحتج به والوسيلة غير جديرة بالاعتبار".50
هذا الشرط من خلال الفصل 303من ق م م ،حيث ينص هذا الفصل على ما يلي":
يمكن لكل شخص أن يتعرض على حكم قضائي يمس بحقوقه إذا كان لم يستدعى هو أو من
ينوب عنه في الدعوى" ،حيث إن من كان طرفا في الدعوى ليس له الحق في تقديم هذا
الطعن.
بمعنى آخر فإن من خول له المشرع سلوك هذا الطعن -بعد أن يتحقق الشرط السالف
الذكر المتعلق بضرورة مساس هذا الحكم بمصالح الغير الذي يريد سلوك هذا الطعن -هو من
وقد يثار تساؤل حول المقصود بالغير الذي له مباشرة هذا الطعن ،وكمحاولة لتحديد
هذا الغير نقول بأن الغير هنا يشمل كل شخص لم يكن مدعيا أو مدعى عليه أو متدخلا أو
50قرار عدد ،711صادر عن محكمة النقض بتاريخ ،2017-12-19في امللف املدني عدد 2015-4-1-977منشور بمجلة قضاء محكمة النقض
العدد 84ص .38
51قرار صادر عن املجلس األعلى عدد 3095بتاريخ ،2003-10-29منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى العدد 62سنة ،2003ص.17 :
32
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
كما يعتبر بمثابة غير ويسوغ له بالتالي سلوك تعرض الغير الخارج عن الخصومة،
الشخص الذي قام بالنيابة عنه سواء وكالة قانونية أو وكالة تعاقدية غير صحيحة شخص آخر في
الدعوى ،كما يعتبر كذلك الممثل في الدعوى من قبل شخص متجاوز لحدود هذه الوكالة
غيرا.52
وبالتالي كل من كان طرفا في الدعوى الصادر فيها الحكم سواء بصورة شخصية أو ممثل
فيها بصورة شخصية سواء حضر أو أنه تم استدعاؤه بوجه قانوني يمنع عليه سلوك طعن الغير
الخارج عن الخصومة ،وهذا أمر بديهي لأنه لا يعد غيرا بالمعنى السابق ،ونجد في هذا
الإطار قرار لمحكمة النقض – المجلس الأعلى سابقا -قضى بما يلي ":إذا كانت محكمة
الاستئناف قد قضت بعدم قبول استئناف المستأنف ل كونه لم يكن طرفا في الدعوى،
وبالتالي فليس للمستأنف الطعن في الحكم الابتدائي المذكور عن طر يق تعرض الغير الخارج
عن الخصومة ،ما دامت أوراق الدعوى ومنها الحكم الابتدائي نفسه تفيد أن المتعرض كان
طرفا في الدعوى أمام المحكمة واستدعي أمامها وفقا لما ينص عليه الفصل 303من ق م م
نوع المقرر القابل للطعن فيه عن طر يق تعرض الغير الخارج عن الخصومة -3
تعرض الغير الخارج عن الخصومة ممن مس هذا الحكم بمصالحه من حيث المبدأ ،سواء تعلق
الأمر بحكم صادر عن محاكم الدرجة الأولى أو الدرجة الثانية ،كما أن القرارات الصادرة
تعن محكمة النقض هي الأخرى تقبل هذا الطعن بصورة استثنائية وفي حدود جد ضيقة،
ويتعلق الأمر بتعرض الغير الخارج عن الخصومة بخصوص طعون إلغاء المقرات الصادرة
52مأمون الكزبري و ادريس العلوي العبدالوي ،شرح املسطرة املدنية في ضوء القانون املغربي ،الجزء األول :األحكام – طرق الطعن – التحكيم،
باقي البيانات غير مذكورة،ص .374 :
33
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
عن السلطات الإدار ية بسبب الشطط في استعمال السلطة ،وليس كل المقررات الصادرة
عن السلطة الإدار ية بسبب الشطط في السلطة ،إنما يتعلق الأمر فقط بتلك التي ينعقد
الاختصاص لمحكمة النقض ابتدائيا وانتهائيا بشأنها طبقا للمادة 9من قانون إحداث المحاكم
الإدار ية الابتدائية؛ هذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في قرار لها ومن حيثياته ":الأصل أن
القرارات الصادرة عن محكمة النقض لا تقبل الطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة،
الذي هو طعن موضوعي يستدعي مناقشة الوقائع والوثائق المدلى بها ،وإذا كان الفصل 379
من قانون المسطرة المدنية قد نص في فقرته الأخيرة على أن هذه القرارات تقبل هذا
الطر يق من الطعن متى كانت صادرة في طعون إلغاء مقررات السلطات الإدار ية ،فإن
هذا الطعن يبقى قاصرا على المقررات الإدار ية التي يطعن فيها إبتداء وانتهاء أمام محكمة
النقض ،أي المقررات المنصوص عليها في المادة 9من القانون 41.90المحدث للمحاكم
الإدار ية ،وما دام أن الأمر يتعلق بقرار إداري صادر عن مجلس الوصاية يطعن فيه أمام
ل كن قد طرح إشكال حول ما إذا كان سلوك هذا الطعن رهين بكون الحكم صادر
عن قضاء الموضوع ،أم أنه يشمل كذلك الأوامر الاستعجالية الصادرة في إطار مسطرة
القضاء الاستعجالي ،هذا الأمر فيه خلاف إن فقها وإن قضاء ،ل كن الاتجاه الراجح هو أن
هذه الأوامر هي الأخرى تقبل هذا الطعن إذا توفر شرط الإضرار والشروط الأخرى.54
وتأيدا لهذا الاتجاه الأخير نجد قرار صادر عن محكمة النقض من حيثياته ما يلي":
مناط الطعن بالتعرض الغير الخارج عن الخصومة هو الضرر الذي يصيب الغير الذي لم يكن
طرفا في القرار المتعرض عليه ولم يتمكن من الدفاع عن مصالحه ،ويستوي الأمر بين حكم
53قرار صادر عن محكمة النقض عدد 155بتاريخ 16-02-2023في امللف عدد ،3864/4/1/2019املنصة االلكترونية الخاصة باجتهادات
محمة النقض ،اطلع عليها بتاريخ 1نونبر 2023على الساعة .14:40
54مأمون الكزبري وإدريس العلوي العبدالوي ،م.س .ص.369 :
34
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
صادر عن قاضي الموضوع أو أمر صادر عن قاضي الأمور المستعجلة ،إذ لا شيء يمنع الغير
من التعرض تعرض الغير الخارج عن الخصومة على أمر استعجالي إذا تضرر منه".55
وقد حاول مشروع ق م م حسم هذا النقاش إذ نص في المادة 346منه على أنه":
يمكن لكل شخص أن يتعرض تعرض الغير الخارج عن الخصومة على مقرر قضائي يمس
حقوقه "...وعبارة المقرر القضائي كما هو معلوم أنه شاملة للأوامر الصادرة عن رئس المحكمة
إن ممارسة تعرض العير الخارج عن الخصومة قد حاول المشرع إحاطته بمجموعة من
الشكليات يجب مراعاتها حتى يتسنى قبول هذا الطعن ( )1كما أن هذا الطعن يرتب مجموعة
إلى جانب الشروط الموضوعية السابق الإشارة إليها ،هناك كذلك مجموعة من الشروط
الشكلية والإجرائية يجب مراعاتها لقبول هذا الطعن ،حيث يتطلب الأمر رفع الدعوى طبقا
لشكليات تقييد الدعوى للمحكمة المختصة (أ) تقديم هذا الطعن داخل الأجل المسموح به
(ب) تم وجوب أداء الرسم القضائي مع إرفاق هذا الطعن بوصل إيداع مبلغ مساوي
أ -رفع الدعوى طبقا للشكليات المقررة لرفع الدعوى للمحكمة المختصة
يقدم تعرض الغير الخارج عن الخصومة وفقا للقواعد المقررة للمقالات الافتتاحية
للدعوى حسب الفصل 304من ق م م ،حيث إنه ليس هناك خصوصية تميز هذا الطعن
55قرار صادر عن محكمة النقض عدد 278صادر بتاريخ 2011-02-24في امللف املدني عدد ،2010/2/3/1017املنصة االلكترونية الخاصة
باجتهادات محكمة النقض ،ثم االطالع عليها بتاريخ 1نونبر 2023على الساعة .15:05
35
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
عن الإجراءات الشكلية الواجبة لتقييد الدعوى طبقا للفصل 31و ما يليه من ق م م،
حيث يقتضي تقديم هذا الطعن إما في صورة تصريح شفوي يحرر بشأنه كاتب الضبط محضر
يوقع عليه المعني بالأمر ،56أو بموجب مقال ،57وعموما يجب أن يتضمن المحضر أو المقال
مجموعة من البيانات المحددة في الفصل 32من ق م م؛ ويتعلق الأمر أساسا ببيانات خاصة
بالأطراف وهي الأسماء العائلية والشخصية للأطراف وصفة ومهنة كل منهما وعند الاقتضاء
نفس البيانات بالنسبة للوكيل ،وقد يتعلق الأمر بشركة وفي هذه الحالة يتعين أن يتضمن
المحضر أو المقال اسمعها ونوعها ومركزها الاجتماعي ،مع تبيان موضوع الدعوى والوسائل
تجدر الإشارة إلى أن عنصر الخيار بين المحضر والمقال يكون متوفرا في حالة التعرض
الخارج عن الخصومة أمام المحكمة الابتدائية العادية مع التمييز بين حالة المسطرة الشفو ية
أو 58
والمسطرة الكتابية ،أما تقديم هذا الطعن أمام محاكم الدرجة الثانية سواء عادية
أو أمام محكمة الدرجة الأولى المتخصصة فيتعين تقديمه في شكل مقال لأن 59
متخصصة
المبدأ هو أن المسطرة أمامها مسطرة كتابية ،ونفس الأمر بالنسبة لتقديم هذا الطعن أمام
محكمة النقض.
أما بالنسبة للمحكمة التي ينعقد لها الاختصاص للبت في هذا التعرض فهي بطبيعة
الحال المحكمة المصدرة للحكم المطعون فيه ،هذا ما يستفاد من قرار صادر عن محكمة النقض
– المجس الأعلى سابقا -حيث قضى بما يلي :إن تعرض الغير الخارج عن الخصومة على حكم
36
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ابتدائي أو قرار استئنافي يجب أن يقدم للمحكمة التي أصدرت الحكم المتعرض عليه كما يستفاد
ومحكمة الاستئناف لما قبلت تعرض الغير الخارج عن الخصومة على حكم ابتدائي تكون
قد خالفت القانون وعرضت قرارها الصادر بشأن هذا التعرض للنقض".60
لم يحدد المشرع المغربي أي أجل محدد يتعين تقديم تعرض الغير الخارج عن الخصومة
داخله ،مما يعني أنه يحق لمن له الحق في سلوك هذا الطعن أن يقوم بذلك في أي وقت شاء،
ما لم يصدر من بطبيعة الحال صراحة أو ضمنا ما يفيد إقراره للحكم وقبوله ما قضى به
ول كن هذا لا يعني أن سلوك هذا الطعن مفتوح إلى الأبد ،لما في ذلك من خروج عن
المنطق القانوني السليم ،إذ من شأن القول بخلاف ذلك أن يكون الصادر لصالحه الحكم
مهدد إلى الأبد بإمكانية الطعن في ذلك الحكم ،لهذا يذهب الاتجاه الراجح فقها إلى أن
الأجل الأقصى الذي يمكن فيه قبول هذا الطعن هو أجل 15سنة إعمالا للفصل 387من
ق ل ع الذي ينص على أن جميع الدعاوى الناشئة عن الالتزام تتقادم بمرور 15سنة،
والمقرر هو أن أجل هذا التقادم يبدأ من تاريخ صدور المقرر المطعون فيه ،وفي نفس التوجه
ذهبت محكمة النقض في قرار لها ومن حيثياته ّ":طبقا للفصل 372من قانون الالتزامات
والعقود فإن التقادم لا يسقط الدعوى بقوة القانون بل لابد لمن له مصلحة فيه أن يحتج به
وليس للقاضي أن يستند إلى التقادم من تلقاء نفسه ،والمحكمة لما عللت قرارها " بأن المشرع
وان لم يحدد أجلا معينا لقبول تعرض الغير الخارج عن الخصومة ،فإن ذلك لا يعني أن
60قرار صادر عن املجلس األعلى ،عدد 3894بتاريخ 9نونبر 1994في امللف املدني رقم ،85/1789منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى ،العدد
47سنة ،/1995ص.43 :
61مأمون الكزبري وادريس العلوي العبدالوي ،م.س .ص.381 :
37
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الحق في هذا الطعن يبقى دائما ومستمرا بل إنه يسقط بمرور الزمن خاصة المدة المنصوص
عليها في الفصل 387من ق.ل.ع لاستقرار المعاملات وأنه بمضي مدة تفوق 15سنة
يكون الحق المبني عليه تعرض الخارج عن الخصومة قد سقط بالتقادم وسقط تبعا لذلك
ج -أداء الرسوم وإرفاق الطعن بوصل إيداع مبلغ الغرامة الممكن الحكم بها
المطبقة على المصار يف القضائية في القضايا المدنية والتجار ية والإدار ية وعلى الإجراءات
القضائية وغير القضائية والعقود التي يحررها الموثقون وعلى وجه الخصوص الفصل منه نجده
قد ألزم من يباشر تعرض الغير الخارج عن الخصومة أن يؤدي الرسم القضائي المستوفى عن
الحكم أو القرار المطعون فيه،بمعنى أنه يتم التمييز هنا حسب ما إذا تم الطعن ضد حكم صادر
عن محكمة الدرجة الأولى أو محكمة الدرجة الثانية أو أن التعرض منصب عن قرار صادر
عن محكمة النقض و يتم تطبيق الرسم القضائي الخاص بكل حالة.
هذا بطبيعة الحال لا يغني عن إرفاق الطعن بوصل يثبت إيداع مبلغ الغرامة في حدها
الأقصى التي من الممكن الحكم بها على من باشر هذا الطعن إذا خسره ،63حيث نص
الفصل 304من ق م م على وجوب إرفاق الطعن بهذا الوصل تحت طائلة عدم قبول
الطعن ،والمبلغ محدد طبقا للفصل 305من نفس القانون مائة درهم بالنسبة للطعن في
الأحكام الابتدائية و ثلاثمائة درهم بالنسبة لمحاكم الاستئناف وخمسمائة درهم بالنسبة لمحكمة
النقض.
62قرار صادر عن محكمة النقض عدد ،39في امللف عدد ،2017-7-1-319بتاريخ ،2015-01-27املنصة االلكترونية الخاصة باجتهادات
محكمة النقض ،اطلع عليه بتاريخ 1نونبر 2023على الساعة .16:23
63هذا املقتض ى أكد عليه الفصل 37من ظهير 27أبريل 1984الخاص بتحديد أحكام املصاريف القضائية وغير القضائية السالف ذكره.
38
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
-2آثار تقديم تعرض الغير الخارج عن الخصومة والحكم الصادر نتيجة هذا التعرض
المتفق عليه فقها هو أن سلوك تعرض الغير الخارج عن الخصومة لا يترتب عنه بشكل
حتمي وقف البت في النزاع المعروض على المحكمة ولا إيقاف التنفيذ ،ل كن يبقى للمحكمة
المعروض عليها النزاع الحق في إيقاف البت في النزاع إلى حين الفصل في تعرض الغير
الخارج عن الخصومة ،كما يمكن لها كذلك وقف تنفيذ الحكم إذا تبين لها أن التنفيذ من
شأنه الإضرار بالمتعرض ،64وللمحكمة سلطة مطلقة بهذا الخصوص وهي غالبا تجنح إلى
إيقاف تنفيذ الحكم المطعون فيه إذا ما طلب منها ذلك وتبين لها أن تنفيذ ذلك الحكم قد
يلحق ضررا فادحا لا يمكن تفاديه ،65وهذا ما ذهب فيه كذلك مشروع ق م م في المادة
أما فيما يتعلق بآثار الحكم الصادر نتيجة التعرض فنميز بين أمرين؛ إذا أخفق المتعرض
في تعرضه وتم رفض تعرضه هنا يحكم عليه بالغرامة المحددة في الفصل 305من ق م م
وهي 100درهم بالنسبة للمحكمة الابتدائية 300 ،درهم بالنسبة لمحكمة الاستئناف و 500
وما تجدر الإشارة إليه هو أن مشروع ق م م قد قام بالرفع من هذا المبلغ حيث
حددته المادة 350منه في 3000درهم أمام محاكم الدرجة الأولى 5000 ،درهم أمام
كما يلتزم بتعو يض الطرف الآخر إذا كان لذلك موجب مع أداء المصار يف القضائية
المترتبة عن تعرضه ،وتجدر الإشارة إلى أن التعو يض هنا ليس مقرونا بكون المتعرض
متعسفا في طعنه أو ارتكب تدليسا أو خطأ فادح كما هو الحال بالنسبة لطرق الطعن
64حليمة بنت املحجوب بن حفو ،شرح قانون املسطرة املدنية :دراسة نظرية تطبيقية معززة بأحدث االجتهادات القضائية ،املطبعة والوراقة
الوطنية -مراكش ،ط :األولى سنة ،2022ص.191 :
65مأمون الكزبري وإدريس العلوي العبدالوي ،م.س ً.386 :
39
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الأخرى ،بل يكفي أن يكون التعرض قد ألحق ضررا بالخصم وأن تتأكد المحكمة من وجود
هذا الضرر.66
أم ا إذا تم قبول طعن المتعرض ففي هذه الحالة فإن المحكمة المطعون أمامها تعدل عن
الحكم المتعرض عليه في حدود ما يتعلق بحقوق الغير فقط ،أما فيما يتعلق بأطراف النزاع
الأصلين فالحكم نافذ في حقهم ويتمتع من حيث المبدأ بقوة الشيء المقضي به إزاءهم.67
الفقرة الثانية :الطعن بإعادة النظر
يعتبر الطعن بإعادة النظر طر يق من طرق الطعن العادية التي يمكن للخصوم سلوكها في
الدعوى في حالات معينة ضد الأحكام الانتهائية غير القابلة للطعن بالتعرض والاستئناف
وذلك أمام نفس المحكمة مصدرة الحكم المطعون فيه قصد الرجوع فيه ،وقد نظمه المشرع
المغربي في الفصول من 402إلى 410إلى جانب حالات الطعن بإعادة النظر ضد
ومن أجل ممارسة هذا الطعن يتطلب الأمر توفر عدة شروط موضوعية(أولا) ومراعاة
الإجراءات الشكلية المتطلبة قانونا وبذلك يرتب هذا الطعن والحكم الصادر فيه عدة آثار
(ثانيا).
أوال :الشروط املوضوعية اخلاصة بالطعن بإعادة النظر
فإلى جانب الشروط الموضوعية العامة التي تطلب المشرع توفرها في كل دعوى
يجب أن يكون الحكم المطعون فيه غير قابل للطعن بطرق الطعن العادية ثم الصفة في مباشرة
هذا الطعن ( )1مع ضرورة توفر حالة من حالات الطعن بإعادة النظر (.)2
40
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
-1وجوب كون الحكم غير قابل للطعن بطرق الطعن العادية وتوفر عنصر الصفة
اشترط المشرع في إطار الفصل 402من أجل الطعن بإعادة النظر أن يكون الحكم غير
قابل للطعن بطرق الطعن العادية (أ) كما اشترط توفر عنصر الصفة في من يريد ممارسة هذا
الطعن (ب).
المقصود بهذا الشرط حسب الفصل 402هو أن يكون الحكم غير قابل للطعن فيه
بالتعرض والاستئناف ،وسنحاول في هذه النقطة التطرق للحالات التي تكون فيها الأحكام
للطعن بالتعرض ،حيث بالرجوع للفصل 130من ق م م نجده ينص على أنه تكون
الأحكام الغيابية غير القابلة للطعن بالاستئناف قابلة للطعن بالتعرض ،وبمفهوم المخالفة لهذا
المقتضى يمكن القول بأن الأحكام الحضور ية؛ ولمعرفة ما إذا كانت الأحكام حضور ية أم
للأطراف والشخصي أو بواسطة من يمثلهم ،فمتى حضروا أثناء المناداة عليهم في الجلسة
اعتبر الحكم حضوري بال نسبة إليهم .أما إذا كانت المسطرة كتابي فإنه ليس بالضرورة حضور
المدعى عليه بشكل شخصي ،بل يكفي أن يتقدم هو أو من يمثله بالجواب الكتابي عما ورد في
مقال المدعي.70
غير أنه لا يكفي أن تكون الأحكام حضور ية أو بمثابة حضور ية حتى لا تقبل الطعن
بإعادة النظر ،إنما يلزم أن تكون غير قابلة للطعن بالاستئناف ،والمبدأ أن جميع الأحكام
41
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الصادرة عن محكمة الدرجة الأولى تكون قابلة للطعن بالاستئناف ما لم يرد نص خاص
بخلاف ذلك ،وخصوصا في الحالات التي تختص فيها المحكمة الابتدائية ابتدائيا وانتهائيا
استنادا لاختصاصها القيمي والذي عاد بقوة مع مشروع ق م م حسب الفصل 30منه.
ينص الفصل 402من ق م م على ما يلي ":يمكن أن تكون الأحكام التي لا تقبل
الطعن بالتعرض والاستئناف موضوع إعادة النظر ممن كان طرفا في الدعوى أو ممن
وبالتالي قد ميز هذا الفصل بخصوص من له الصفة في مباشرة هذا الطعن بين من
كان طرفا في الدعوى ومن استدعي بصفة قانونية للمشاركة فيها ،وسنحاول تبيان المقصود
والمدعى عليه ،كما يشمل كذلك المتدخل في الدعوى سواء كان تدخله انضماميا أو
هجوميا ،71إذ بمجرد تقديم المتدخل لمقال التدخل مستوفيا لكافة شروطه وإلا يعتبر طرفا في
أما بخصوص المقصود بالمستدعى قانونا للمشاركة في الدعوى فيشمل على وجه
الخصوص الشخص الذي تم إدخاله في الدعوى طبقا للفصل 103وما يليه من ق م من
حيث ألزم المشرع استدعاء الشخص المدخل في الدعوى طبقا للفصول 37و 38و 39من
يصطلح عليه باختصام الغير يعني تكليف شخص خارج الخصومة بالدخول فيها ،وعموما
42
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
فالمدخل في الدعوى هو الآخر يحق له سلوك الطعن بإعادة النظر على اعتبار أن المشرع
استلزم في الفصل 103السالف الذكر استدعائه وممن خول له المشرع سلوك هذا الطعن من
استدعي في الدعوى.
من أجل الحديث عن حالات الطعن بإعادة النظر يجب التمييز بين الحالات التي
تخول هذا الطعن بالنسبة لمحاكم الموضوع (أ) ثم بعد ذلك الحديث عن حالات الطعن
تجدر الإشارة في بداية هذه النقطة على أن مشروع قانون المسطرة المدنية قد نص في
الفصل 429منه على أنه يمكن الطعن في "المقررات القضائية النهاية بإعادة النظر" مما يعني
أن المشرع هنا أراد حسم ذلك الجدال القائم حول ما إذا كانت الأوامر الصادرة عن
رؤساء المحاكم قابلة لهذا الطعن من عدمه ،حيث أن عبارة المقررات القضائية تشمل
توفرت يمكن للمعني بالأمر سلوك الطعن بإعادة النظر ،وسنحاول فيما يلي تبيان كل حالة
على حدا:
الإجرائي هو أن المحكمة ملزمة بالبت في حدود ما طلب منها دون أن تتجاوز هذه
الطلبات بأن تحكم بأكثر مما طلب منها؛ كأن يطلب الشخص أن تحكم له المحكمة
بمبلغ الدين الذي له على مدينه فتحكم له المحكمة على الدين والتعو يض والفوائد
مثلا دون أن يطلبها ،في هذه الحالة يحق للطرف الآخر الطعن بإعادة النظر ،أو
43
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
تغفل المحكمة البت في أحد الطلبات سواء كانت أصلية أو عارضة؛ ومثال ذلك
أن يطلب المدين من المحكمة أن تقضي له بدينه على المدين مع اعتبار دينه دينا
ممتازا فأغفلت المحكمة البت في كون الدين من الديون الممتازة من عدمه ،73أو
إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى :والمقصود بهذا النوع من التدليس كل
أعمال التدليس والمفاجآت الكاذبة التي يعمد إليها الخصم ليخدع المحكمة و يؤثر في
اعتقادها فتتصور الباطل صحيحا وتحكم لصالحه على ضوء هذا التصور.74
وفي نفس سياق هذا التعر يف نجد محكمة النقض قد ذهبت في قرار لها ،حيث نجد
من حيثياته ":ل كن حيث إن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لم تكن ملزمة بالجواب على
دفع غير مؤسس ،ما دام المقصود بالتدليس الذي يبرر إعادة النظر في الحكم هو تغيير
الحقيقة عمدا من طرف الخصم ،واستعمال طرق احتيالية بقصد إيقاع المحكمة في الغلط ،أما
ما ادعاه الطالب من وقوع خطأ في المحاسبة المطلوبة ،وإدلائه بوثيقة صادرة عنه سماها
"تقريرا إضافيا" لأول مرة في مرحلة إعادة النظر فلا يمكن اعتباره سببا من أسباب قبول
الطعن المذكور ،ما دام أنه كان بإمكانه الاحتجاج بما ذكر خلال سير المسطرة أمام محكمة
بناء الحكم على مستندات مزورة أو صرح بأنها مزورة بعد صور الحكم :والمقصودة
بالتزوير حسب الفصل 351من مجموعة القانون الجنائي هو ":تغيير الحقيقة في
44
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الوثائق بسوء نية ،تغييرا من شأنه أن يسبب ضررا ،متى وقع في محرر بأحد
ومن شروط الطعن بإعادة النظر في إطار هذه الحالة :أن يكون الحكم قد بني على
وثيقة مزورة ولا فرق بين أن يكون مرتكب الزور هو الخصم الذي صدر الحكم لصالحه أم
شخص آخر ،أن يكون الإقرار بالتزوير قد صدر بعد صدور الحكم في الدعوى الأصلية وقبل
إذا اكتشفت بعد صدور الحكم وثائق حاسمة محتكرة من قبل الطرف الآخر:
و بخصوص الشروط الخاصة بهذه الحالة هي ّأن تكون الوثيقة المحتكرة حاسمة في
الدعوى وأن تكون الوثيقة محتكرة من طرف الخصم الذي صدر الحكم
لمصلحته ،ألا يكون طالب إعادة النظر على علم بوجود تلك الوثيقة في حوزة
الخصم ،ثم أن يحصل الطاعن على الوثيقة المحتكرة بعد صدور الحكم محل إعادة
النظر.
ومن قرارت محكمة النقض التي صدرت بهذا الخصوص نجد قرار ورد فيه ما يلي":
ل كن ،حيث لئن كان من ضمن أسباب إعادة النظر أمام محكمة الاستئناف حسب الفصل
402من ق م م احتكار وثيقة من طرف الخصم فإن ذلك يتطلب توفر شرطين أساسيين
في هذه الحالة :أن تكون الوثيقة حاسمة ومنتجة في النزاع وأن تكون محتكرة لدى الخصم،
ولأن الوثيقة التي اعتمدها الطاعن في طلبه هي حكم قضائي مودع لدى المحكمة وبإمكان
كل من له المصلحة فيه أخذ نسخة منه وهي بذلك لم تكن محتكرة لدى الخصم مما يجعل
45
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
إذا وقع تناقض بين أجزاء نفس الحكم :حيث قد يتضمن الحكم الواحد أجزاء
يناقض بعضها بعضا ويستحيل بالتالي تنفيذ هذه الأجزاء معا ،وتجدر الإشارة إلى
إذا قضت نفس المحكمة وبين نفس الأطراف واستنادا لنفس الوسائل بحكمين
انتهائيين ومتناقضين وذلك بعلة عدم الإطلاع على حكم سابق أو لخطأ واقعي.
إذا لم يقع الدفاع بصفة صحيحة على حقوق إدارات عمومية أو حقوق قاصرين:
وكما هو معلوم أن الأصل هو أن المحكمة تفصل بين أطراف النزاع شخصيا أو
الإدارة ولم يكن كل منهما ممثلا تمثيلا قانونيا ،كأن يمثل كل منهما شخص ليس
ل ه الصفة القانونية للتمثيل ،أو أن هذا الشخص أهمل الدفاع عن حقوق الإدارة
أجاز المشرع المغربي في إطار الفصل 379من ق م م الطعن بإعادة النظر ضد
القرارت الصادرة عن محكمة النقض وقد حدد الحالات التي تخول ذلك وهي كالتالي:
ذات صبغة رسمية وضعت على مستندات الدعوى ثم تبين عدم صحتها عن طر يق
وثائق رسمية ج ديدة وقع الاستظهار بها فيما بعد ،ونعطي أمثلة عن ذلك :بأن
يقوم المعني بالأمر بأداء الرسوم القضائية ويشير كاتب الضبط على ظهر الملف أنه
لم يتم أدائها أو يشير خطأ إلى أن المذكرة لم يتم إيداعها أو أن الطعن قد تم خارج
78نحيل بخصوص هذه الحالة على ما سبق قوله بالنسبة للطعن بإعادة النظر أمام محاكم املوضوع.
46
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الأجل في حين إن كاتب الضبط هو من كتب خطأ على ظهر الملف أجل غير
إذا صدر القرار على أحد الطرفين لعدم إدلائه بمستند حاسم احتكره خصمه.79
إذا صدر القرار دون مراعاة الفصل 371من ق م م :هذا الفصل يتحدث عن
تشكيلة هيئة الحكم حيث أنها تتكون أمام محكمة النقض من حيث المبدأ من
خمس مستشارين بمن فيهم الرئيس ،ل كن يمكن للرئيس الأول أو لرئس الغرفة
المعروضة عليها القضية وللغرفة نفسها إحالة الحكم في أية قضية على هيئة مكونة
من غرفتين مجتمعتين ،في هذه الحالة يعين الرئيس الأول الغرفة المضافة.
صدور القرار دون مراعاة الفصل :372أي إذا لم يقع تلاوة تقرير المستشار
المقرر وذلك قبل تقديم وكلاء الأطراف ملاحظاتهم الشفو ية وقبل تقديم النيابة
العامة لمستنتجاتها ،أو عدم منح الفرصة لوكلاء الأطراف من أجل الإدلاء
بملاحظاتهم الشفو ية إذا طلبوا ذلك ،أو أن يصدر القرار دون الاستماع للنيابة
العامة.80
79نحيل على ما سبق قوله على نفس الحالة أمام قضاء املوضوع.
80حيث يعتبر حضور النيابة العامة أمام محكمة النقض إلزامي ويتعين أن تقدم مستنتجاتها في كافة القضايا.
47
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
إلى جانب الشروط الموضوعية التي تناولناها آنفا فإنه يستلزم الأمر كذلك مراعاة
مجموعة من الشكليات حتى يتسنى قبول هذا الطعن ( )1كما أن سلوك هذا الطعن يرتب
إن تقديم الطعن بإعادة النظر يقتضي تقديمه وفق الإجراءات المنصوص عليها بخصوص
تقديم المقالات الافتتاحية للدعوى ،حيث يتم رفعه أمام المحكمة المصدرة للحكم المطعون فيه،
إذ هذه الأخيرة هي التي ينعقد لها الاختصاص للبت من جديد في القضية التي سبق أن
أصدرت الحكم الذي قدم ضده الطعن بإعادة النظر ،و يجوز أن تبت فيه نفس الهيئة التي
سبق أن بتت فيه ،81و يقدم إما في شكل تصريح أو في شكل مقال ،ما لم يتعلق الأمر
بالطعن بإعادة النظر ضد قرار صادر عن محكمة الاستئناف حيث يجب تقديمه في شكل
مقال مراعاة للمسطرة الكتابية ،أما إذا كان الأمر يتعلق بإعادة النظر في قرار صادر عن
كما يجب أن يقدم هذا الطعن دخل الأجل المقرر لذلك ،وهو أجل ثلاثين يوما من
ل كن بطبيعة الحالة فسر يان الأجل يختلف باختلاف الأسباب التي يقوم عليها طلب
إعادة النظر؛ فإذا كان السبب هو التزوير أو التدليس أو اكتشاف وثائق محتكرة لدى
الطرف الآخر فلا يبدأ الّأجل إلا من يوم الاعتراف بهذه الوقائع و اكتشاف المستندات
الجديدة ،غير أنه بالنسبة لكل من حالة التدليس وحالة اكتشاف مستندات جديدة اشترط
المشرع ضرورة توفر حجة كتابية عن هذا التاريخ ،أما إذا كانت الأفعال الإجرامية ثبت
48
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وجودها من طرف محكمة زجر ية فالأجل لا يبدأ في السر يان إلا بعد أن يصبح الحكم الذي
أما إذا كان السبب هو تعارض في الأحكام فالأجل لا يسري إلا من تاريخ تبليغ
الحكم الأخير.83
كما يقتضي الأمر ضرورة أداء الرسوم القضائية طبقا لما جاء في قانون المصار يف
القضائية في إطار الفصل 37منه ،حيث نص هذا الفصل على أنه يتعين على ملتمس إعادة
ل كن هذا دون نسيان أن المعني بالأمر ملزم من أجل قبول طعنه أن يرفقه بوصل
إيداع مبلغ بكتابة الضبط المحكمة يساوي الحد الأقصى للغرامة التي يمكن الحكم بها إذا تم
رفض الطعن بإعادة النظر ،84وهذا المبلغ هو ألف درهم أمام المحكمة الابتدائية ،وألفين
وخمسمائة بالنسبة لمحاكم الاستئناف ،وخمسة آلاف درهم أمام محكمة النقض.85
تجدر الإشارة إلى أن مشروع قانون المسطرة المدنية قام بالرفع من المبلغ الواجب
إيداعه كضمانة للغرامة الممكن الحكم بها؛ حيث حددتها المادة 430من المشروع في 3000
درهم أمام محاكم الدرجة الأولى ،و 4000درهم أمام محاكم الدرجة الثانية ،و 5000درهم
سنتطرق في البداية لآثار تقديم الطعن بإعادة النظر (أ) ثم بعد ذلك سنتحدث عن
49
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
إن تقديم الطعن بإعادة النظر لا يترتب عنه من حيث المبدأ وقف تنفيذ الحكم الذي
قدم بخصوصه الطعن ،وهذا ما يميز طرق الطعن غير العادية عموما ،وقد نص المشرع المغربي
ل كن هذا لا يعني أنه لا يمكن مطلقا إيقاف تنفيذ الحكم الذي قدم بخصوصه الطعن
بإعادة النظر ،إذ يحق لمن له المصلحة تقديم طلب بذلك للمحكمة التي ستبت في الطعن،
وللمحكمة أن تستجيب لذلك إذا تبين لها أن الاستمرار في تنفيذ الحكم من شأنه أن يلحق
نميز في إطار آثار الحكم الفاصل في طلب إعادة النظر بين حالتين:
حا لة إخفاق طالب إعادة النظر في طلبه وذلك بأن تم رفض طلبه ،ففي هذه الحالة
يحكم على المعني بالأمر بالمصار يف وبغرامة لا يتجاوز حدها الأقصى الحد المحدد لفي الفصل
أما إذا تبين أن طالب إعادة النظر محق في ادعائه فإن المحكمة التي بتت في طلب إعادة
النظر تبطل المطعون فيه و يعود الأطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل صدور الحكم و يتم
50
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
مع ضرورة الإشارة إلى أنه من حق المحكمة عند إبطالها الحكم المعاد النظر فيه أن
تقضي بالتعو يض عن الضرر المترتب عن التنفيذ إذا تم لصالح طالب إعادة النظر بناء على
غير أنه إذا تعلق الأمر بحالة إعادة النظر بسبب تعارض حكمين ،فعلى المحكمة أن تقرر
إبطال الحكم الثاني وأن تقضي بوجوب تنفيذ الحكم الأول حسب شكله ومضمونه.89
املطلب الثاني :الطعن بالنقض
النقض طر يق من طرق الطعن غير العادية للنظر في الأحكام النهائية ،التي تصدر عن
جميع محاكم الممل كة ،ويهدف من يلجأ إليه إلى رفع النزاع أمام محكمة النقض التي تشكل
محكمة وحيدة في الممل كة ،سواء من حيث نوعها أو اختصاصها ،أو المسطرة المطبقة أمامها،
ونظرا لتفردها به ذه المميزات فقد ارتأى نظر المشرع ،أن يجعل مقرها بالرباط باعتبارها
مهمتها محصورة مبدئيا في السهر عن موافقة الحكم المطعون فيه لأحكام القانون أو
خروجه عنها ،فإذا وجدت أن الحكم متفق مع القانون إجرائيا وموضوعيا قضت برد الطعن،
وإلا قضت بنقض الحكم وإعادة الملف إلى المحكمة التي أصدرته أو إلى محكمة أخرى من
نفس الدرجة لتنظر فيه من جديد وفق المبادئ والأسس التي قررتها محكمة النقض وهذا ما
والطعن بالنقض لا يمكن ممارسته سوى في الحالات التي حددها القانون على سبيل
ا لحصر .كما يشترط لقبوله عدم توفر الطرف الذي مارسه على إمكانية ممارسة طر يق من
51
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
وحتى يتسنى لنا الاحاطة بالنقض كطر يق من طرق الطعن الغير العادية سنتناول
كافة المقررات القضائية الإنتهائية ،الصادرة عن محاكم الموضوع .إلا أن المشرع المغربي
استثنى من مجال هذا الطعن المقررات الإنتهائية التي تهم نزاعات تقل قيمتها عن عشرين
ألف درهم ( ،) 20000وتلك التي تهم مراجعة الوجيبة ال كرائية أو أداءها أو أداء كافة
أما القرارات الغيابية فإنها لا تقبل الطعن بالنقض مادامت تقبل التعرض .غير أن
هذه القرارات تصبح قابلة للطعن بالنقض بعد انصرام أجل التعرض ،و يختلف الأمر
بالنسبة للأحكام القابلة للاستناف .فهذه الأخيرة لا تصبح قابلة للنقض في حالة انصرام
أجل الاستناف.91
- 90ينص الفصل 353من ق م م :تبت محكمة النقض ما لم يصدرنص صريح بخالف ذلك في:
-1الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية الصادرة عن جميع محاكم اململكة باستثناء :الطلبات التي تقل قيمتها عن عشرين ألف ()20.000
درهم والطلبات املتعلقة باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو مراجعة السومة الكرائية؛
-2الطعون الرامية إلى إلغاء املقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط في استعمال السلطة؛
-3الطعون املقدمة ضد األعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم؛
-4البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها غير محكمة النقض؛
-5مخاصمة القضاة واملحاكم غير محكمة النقض؛
-6اإلحالة من أجل التشكك املشروع؛
-7اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي أو لصالح حسن سير العدالة .
-91جواد أمهمول ،املسطرة املدنية ،مطبعة النجاح الجديدة ،ط ،1الدار البيضاء ،2018ص .215
52
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
لا يمكن ممارسة الطعن بالنسبة الأحكام التمهيدية إلا في نفس الوقت الذي يمارس
فيه الطعن في الأحكام الباتة في الموضوع .92ويتعين على طالب النقض الذي يرغب في
تمديد مجال الطعن بالنقض لحكم تمهيدي أن يشير إلى ذلك صراحة في مقاله وإلا اقتصر
جاء في الفصل 359من ق .م .م ،خمسة أسباب يمكن الاستناد عليها في الطعن
عدم الاختصاص؛
فإن الطعن بالنقض لا يمكن ممارسته إلا في الحالات التي حددها القانون على سبيل
الحصر ،ويتعين على طالب النقض أن يقوم في مقاله بتحديد الأسباب التي يستند عليها في
53
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
يقصد به جميع النصوص التشر يعية الداخلية عدا ما يتعلق منها بالقواعد المسطر ية التي
يشكل خرقها سببا خاصا للنقض وتشمل هذه النصوص التشر يعية :القوانين والمراسيم
والقرارات التنظيمية الصادرة عن الإدارة ،وكذا المعاهدات الدولية المصادق عليها من
يلزم الطاعن بالنقض المستند إلى هذا السبب أن يبين النصوص القانونية التي خرقتها
وأيا كان الشكل الذي اتخذه فإن خرق القانون الموضوعي لا يمكن إثارته إلا من قبل
و يقصد بخرق القانون عدم تطبيق قاعدة قانونية واجبة التطبيق أو تطبيق قاعدة لا
وجود لها في القانون النافذ ،98ويشبه التطبيق الخاطئ للقانون الخطأ في التكييف .فهذا
الخرق يتمثل في قيام محكمة الموضوع بتطبيق قاعدة قانونية على وقائع لا تدخل في مجال
-96عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون املسطرة املدنية ط الرابعة،2019،م املعارف الجديدة الرباط ،ص .223
-97جواد أمهمول م،س217 .
-98قد قض ى محكمة النقض بهذا الصدد أن " املحكمة تخرق القانون باعراضها عن تطبيق نص قانوني لم بلغ العمل به ،واستنادها في الحكم
إلى نص آخر لم يعهد إليها بتطبيقه " قرار 21مارس - 1967مجلة املحاماة -عدد - 2ص 69مع تعليق األستاذ عبد الرحمن بن عمرو
54
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
استلزم المشرع لمباشرة النقض بناء على خرق القانون الشكلي أن يضر ذلك الخرق
وقد استقر القضاء على القواعد الإجرائية المرتبة لطلب النقض وهي:
القواعد المسطر ية التي ينتج عن خرقها بطلان الحكم ،كإغفال الحكم لعبارة "باسم
جلالة الملك".
القواعد المسطر ية المتعلقة بحقوق الدفاع ،كعدم استدعاء الأطراف بطر يقة
قانونية ،ورفض السماع للشاهد بعد أن يكون قد أدى اليمين القانونية .
القواعد المسطر ية المتصلة بالنظام العام ،كالقواعد الماسة بالصفة أو الأهلية أو
ويشترط في جميع الحالات أن يثبت الطاعن بالنقض في الحكم أو القرار تضرره من
خرق القاعدة المسطر ية التي تشكل الأساس القانوني الذي ينبني عليه الطعن بالنقض .رغم
أن بعض الاجتهادات الفقهية تذهب إلى أن اشتراط إضرار خرق القواعد الشكلية غير
لازم ،فقط يكفي أن يكون الخرق قد طال قاعدة جوهر ية لقيام وقبول الطعن.99
-3عدم الاختصاص
ردت المحكمة دعوى بعلة عدم اختصاصها للنظر فيها ،أو على العكس إذا فصلت المحكمة في
55
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
دعوى رغم أنها تخرج من اختصاصها ،فإن ذلك يصلح أن يكون سببا للنقض عليها،100
وعدم اختصاص المحكمة هو عدم صلاحيتها للبت في نزاع ما عرض عليها .
و يعتبر الاختصاص من أهم مؤسسات قانون المسطرة ،إذ إلى جانب ارتباطه الوثيق
بتعدد الأجهزة القضائية داخل الدولة الواحدة ،ارتباط النتيجة بالسبب ،فإنه يمثل ضابطا
يحدد اختصاص كل محكمة من محاكم الموضوع على أساس ترابي ونوعي حيث يتم
توز يع القضايا على المحاكم على أساس محل إقامة أطرافها أو موقع موضوعها ،والاختصاص
وفي جميع الحالات لا يمكن مطلقا للأطراف ،ولا النيابة العامة التمسك بالدفع بعدم
الاختصاص لأول مرة أمام محكمة النقض ،كما لا يمكن لهذه الأخيرة أنثيره من تلقاء
نفسها .101
فقرته الرابعة على أنه" تبت محكمة النقض ما لم يصدر نص صريح بخلاف ذلك في :
... -5
سلطاتهم؛ "....ويتخذ تجاوز السلطة أو الشطط في استعمالها عدة صور ،إلا أنه يتحقق
بشكل عام في تدخل القضاء في اختصاص السلطتين التشر يعية والتنفيذية ،كأن
يعطي القاضي نفسه حق البت في دستور ية قانون أو مرسوم ،أو يقوم بتفسير عمل
56
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
إداري يعود أمر تفسيره إلى السلطة التنفيذية ،فإن ذلك يعتبر شططا في استعمال
السلطة و يبرر نقض الحكم الذي صدر مشوبا بمثل هذا الشطط.
نظرا لأهمية تعليل الاحكام فإن دستور سنة 2011نص على وجوب تعليل الأحكام
في المادة 125بقولها " تكون الأحكام معللة وتصدر في جلسة علنية وفق الشروط المنصوص
تعليل الحكم هو التسجيل الدقيق والكامل للنشاط المبذول من طرف قاضي الموضوع
إلى غاية النطق بالحكم ،ويتمثل هذا النشاط بالخصوص في إبراز مجموعة من الأسانيد الواقعية
و يعتبر الحكم غير مرتكز على أساس قانوني أو منعدم التعليل ،عندما يكون منطوقه لا
يستند إلى تعليل قانوني أو عندما يكون التعليل الوارد في الحيثيات لا يبرر منطوق
ويرى البعض من الفقه أن انعدام الأساس القانوني ليس سوى خلل في التسبيب يمنع
ومن الصور التي تتجلى لنا في انعدام الأساس القانوني للحكم كسبب من أسباب الطعن
عدم الإشارة إلى المصدر الذي استقى منه قاضي الموضوع وقائع النزاع.
57
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
إهمال البيان الدقيق لأحد الشروط الجوهر ية الواجبة لتطبيق القانون ،فإذا أغفل
القاضي أحد شروط قيام المسؤولية التقصير ية المتمثل في الفعل الضار وحصول
الضرر ،وعلاقة السببية بين الفعل والضرر ،فإن ذلك بمثابة انعدام للأساس
عدم إبراز أسباب الحكم بشكل جلي للأساس القانوني المعتمد عليه في الحكم
بالتعو يض.
حسب الفصل 358من ق.م.م فإنه يتعين تقديم طلب الطعن بالنقض داخل أجل
ثلاثين يوما من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الشخص نفسه أو إلى موطنه الحقيقي ،وهذا
وعليه لا يسري أجل النقض إلا إذا وقع التبليغ للشخص نفسه أو إلى موطنه
الحقيقي ،أما أن يسري من التبليغ بالجلسة فهذا غير مقبول بالنسبة أمام محكمة النقض،
كما لا يسري الأجل على القرارات الغيابية ،إلا من اليوم الذي يصبح فيه التعرض غير
مقبول.
أما بالنسبة الطلبات إلغاء مقررات السلطات الإدار ية للشطط في استعمال السلطة
فتقدم داخل أجل سنتين يوما من يوم نشر أو تبليغ المقرر المطعون فيه ،غير أنه يمكن
58
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
للمعنيين بالأمر قبل انصرام الأجل المحدد للطعن النزاعي أن يرفعوا تظلما استعطافيا إلى
السلطة التي أصدرت المقرر ،أو إدار يا إلى السلطة التي تعلوها مباشرة ويمكن في هذه الحالة
تقديم الطلب إلى محكمة النقض بصفة صحيحة خلال ستين يوما ابتداء من تبليغ مقررالرفض
وقد أكد المجلس الأعلى على أنه" لا يقبل طلب الإلغاء الموجه ضد المقررات الإدار ية
إذا كان في استطاعة من يعنيهم الأمر المطالبة بحقوقهم لدى المحاكم العادية.107
وقد ألزم الفصل 354من ق.م.م أن ترفع طلبات النقض ضد الأحكام القضائية
بواسطة مقال مكتوب موقع عليه من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،و يجوز
للمحكمة في حالة ما إذا وقع المقال من طرف محام غير مقبول للترافع أمام محكمة النقض،
أو من طرف الطاعن شخصيا ولو كان محاميا مقبولا لدى محكمة النقض ،أن تشطب على
كما يتعين وفقا للفصل 365من ق.م.م على المطلوب ضده النقض إذا أراد الرد على
العر يضة التي تقدم بها الطالب أن يقدم بدوره عريضة جوابية موقع عليها من طرف محام
إلا أن الدولة سواء كانت طالبة أو مطلوبة تعفي من مساعدة المحامي ،و يوقع مقالاتها
و يجب أن تتوفر في مقال النقض استنادا إلى المفصل 355من ق.م.م تحت طائلة
59
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
بيان أسماء الأطراف العائلية والشخصية وموطنهم الحقيقي؛ فقد أوجب الفصل
المذكور أن يستدعي الخصم إلى عنوانه الحقيقي الذي أورده في دعواه ،أو تابع به المسطرة
أمام محكمة الموضوع ،حتى ولو كان قد غيره ،أو رجع الاستدعاء الموجه إليه في مرحلة
التقاضي الموضوعية بملاحظة أنه مجهول ونصب عليه قيم ،فان الطاعن يكتفي بذكر العنوان
الحقيقي لخصمه الوارد في الدعوى وليس ملزما بالبحث عن عنوانه الجديد .
-إرفاق مقال النقض بنسخة من الحكم النهائي المطعون فيه وإرفاقه علاوة على ذلك
بنسخة من المقرر الذي يرفض طلب التظلم الأولي المنصوص عليه في الفقرة الثانية من
الفصل 360أو بمستند يثبت تقديم الطلب المذكور إذا كان قد قدم.
ومقال النقض يجب أن يرفق بنسخ مساو ية لعدد الأطراف ،وإذا لم تقدم أي نسخة
أو كان ع دد النسخ غير مساو لعدد الأطراف ،تطلب كتابة الضبط من الطاعن بأن يدلي
بهذه النسخ داخل أجل 10أيام وعند انصرام الأجل وبقي الإنذار بدون مفعول يدرج
و يودع المقال بكتابة المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه أو بكتابة محكمة النقض إذا
تعلق الأمر بطلب الإلغاء ضد مقررات السلطة الإدار ية ،حيث يسجل بسجل خاص
لتوجهه بعد ذلك كتابة المحكمة التي تم إيداع العر يضة أمامها إلى كتابة ضبط محكمة النقض
مرفقا بالمستندات المرفقة به وملف الدعوى وملف المسطرة عند الاقتضاء ،وذلك دون
مصار يف.
ويسلم كاتب الضبط وصلا إلى الأطراف عند طلبه و يعتبر وصلا نسخة المقال الموضوع
عليها طابع بالتاريخ لكتابة الضبط التي تلقت طلب الطعن .110
60
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
ويتعين على طالب النقض إلى جانب ما سبق وبناء على الفصل 357من ق م م أداء
الوجبة القضائية في نفس الوقت الذي يقدم فيه مقاله تحت طائلة عدم القبول مالم يكن
خلاف طرق الطعن العادية ،لا ينتج عن الطعن بالنقض أي أثر واقف .فالقرار
المطعون فيه بالنقض يمكن مباشرة تنفيذه خلال سر يان أجل الطعن بالنقض أو بعد
ممارسته .ولا تستثنى من هذه القاعدة إلا المواد التي قام المشرع بتحديدها على سبيل الحصر.
وتتمثل هذه المواد في القضايا المتعلقة بالحالة المدنية والتحفيظ العقاري والحالات التي تتم فيها
إثارة الزور الفرعي .ولا تتوفر محكمة النقض على أية سلطة تقدير ية في هذا الصدد إذ يتعين
الأمر بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه تلقائيا إذا كان النزاع المعروض يدخل ضمن تلك التي
يحددها القانون.111
كما يمكن للمحكمة بطلب صريح من رافع الدعوى وبصفة استثنائية أن تأمر بإيقاف
تنفيذ القرارات والأحكام الصادرة في القضايا الإدار ية ومقررات السلطات الإدار ية التي
وإذا كانت القرارات الصادرة عن محكمة النقض تنتج آثارا بالنسبة للأطراف ،والحكم
المطعون فيه ،والصوائر والغرامات المدنية والتعو يضات ،فإننا نميز في هذه الأثار بين حالة
رفض الطعن وتصديق الحكم المطعون فيه ،وحالة قبول الطعن ونقض الحكم المطعون فيه.
في هذه الحالة يصبح الحكم المطعون فيه حائزا لقوة الشيء المقضي به ،و يضحى نهائيا
ولا يقبل أي طر يق آخر من طرق الطعن ،وينحصر هذا الأثر على أطراف النزاع أو من
61
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
يمثلهم ،ولا يمكن أن ينسحب عن الأغيار ،وليس هذا في حقيقة الأمر إلا إعمالا لمبدأ
نسبية أثر قوة الشيء المقضي به الأمر الذي يؤدي بالتبعية إلى تقو ية ذلك القرار وتأكيد
عليها في الفصل 361قوته التنفيذية ورفع إيقاف التنفيذ الذي يتم في الحالات المنصوص
ويرتب رفض الحكم على الخاسر بأدائه للمصار يف وللغرامة المدنية الخزينة إلى جانب
فالنقض يمكن أن يكون كليا كما يكون جزئيا ،لمحكمة النقض أن تنقض القرار كله إذا
تبين لها وجه لذلك ،كما يمكن أن تكتفي بنقضه جزئيا دون بقية الأجزاء الأخرى ،إن كان
لذلك مبرر ،حيث تكون محكمة الإحالة ملزمة بالبت فيما أحيل عليها فقط دون بقية أجزاء
الحكم التي لم تتعرض للنقض والتي أصبح فيها الحكم نهائيا ،لذلك تختلف آثار قرار قبول
ففي حالة النقض الكلي ،فإن الحكم المتضمن قبول الطعن ونقض الحكم المطعون فيه
يجرد الحكم المنقوض من آثاره كافة ،بحيث يعتبر هذا الحكم كأن لم يكن و يعاد الأطراف
و يترتب على النقض كذلك و بحكم التبعية بطلان جميع الأحكام والقرارات التي
إضافة إلى إلزام الطرف الذي كان صدر الحكم المنقوض لمصلحته أن يرد إلى الطاعن
62
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
أما في حالة النقض الجزئي ،وحيث تنص الفقرة الثانية من الفصل 369من ق م
على أنه ...":إذا بتت محكمة النقض في نقطة قانونية معينة تعين على المحكمة التي أحيل عليها
الملف أن تتقيد بقرار محكمة النقض في هذه النقطة ،"...فإن محكمة الإحالة تكون ملزمة
بالبت فيما أحيل عليها فقط دون بقية أجزاء الحكم التي لم تتعرض للنقض والتي تبقى جائزة
وفي كلتا الحالتين ،تحيل محكمة النقض الدعوى إلى محكمة أخرى من درجة المحكمة
التي نقض حكمها ،أو بصفة استثنائية على نفس المحكمة التي صدر عنها الحكم المنقوض،
ل كن بشرط أن تتكون المحكمة من قضاة لم يشاركوا بوجه من الوجوه أو بحكم وظيف ما في
على أنه بإمكان محكمة النقض بعد نقضها للحكم المحال عليها ،إن رأت أنه لم يبقى هناك
شيء يستوجب الحكم ،أن تقرر النقض بدون إحالة ،وذلك طبقا للفصل 369من ق م م.
63
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
خــــاتـــمة
وختاما أمكننا القول إن المشرع المغربي عمل من خلال المقتضيات الوارد ذكرها في
عرض موضوعنا ،على إنصاف الطرف المتضرر ،ولم يقف المشرع عند هذا الحد بل تعداه
لحماية الأغيار ممن قد يمس بمصالحهم في حكم قضائي .وهكذا رغم ما يؤاخذ على إطالة
المسطرة من خلال طرق الطعن ،وهو الأمر الذي يستعمله بعض الأطراف لإطالة أمد
القضية وتعقيد مساطرها ،إلا أنها تب قى السبيل الأنجع لحماية المتضرر من حكم أضر بمصالحه.
فمن خلال دراستنا لموضوع طرق الطعن من حيث مجالاتها وتعدد أنواعها وكذا بعض
الإشكالات التي يطرحها هذا الموضوع فإننا نجد من الواجب اتخاذ بعض الخطوات القانونية
والعملية ،من أجل تحسين آلية الطعن في الأحكام نظرا لارتباطها بتحقيق العدالة والإنصاف
وضمان حقوق المتقاضين ،بشكل يسمح بوضع ثقة المتقاضين في مؤسسة القضاء وذلك من
خلال الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المبادئ الأساسية والتي من أبرزها ما يلي :تسر يع
من المقتضيات القانونية المرتبطة بالمطعون سواء من خلال مشروع قانون المسطرة المدنية أو
في نصوص خاصة ،بشكل يساير الأهداف المرسومة في ميثاق منظومة العدالة وعلى رأسها
فعاليته ونجاعته كطر يق طعن عادي لا يمارس بكثرة في الواقع العملي .تخو يل محكمة النقض
64
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الئحة املراجع
الكتب
المدنية والتجار ية والشخصية ،د.ذط ،دار الفكر العربي مصر ،س .2004
الدار البيضاء جواد أمهمول ،المسطرة المدنية ،مطبعة النجاح الجديدة ،ط،1
.2018
جواد أمهمول ،الوجيز في المسطرة المدنية ،ط ،1مطبعة الأمنية الرباط ،س .2015
حليمة بنت المحجوب بن حفو ،شرح قانون المسطرة المدنية دراسة نظر ية تطبيقية
معززة بأحدث الاجتهادات القضائية ،ط ،1م مكتبة دار السلام للنشر والتوز يع،
فبراير .2022
حليمة بنت المحجوب بن حفو ،شرح قانون المسطرة المدنية :دراسة نظر ية تطبيقية
الطيب الفصايلي ،الوجيز في القانون القضائي الخاص ،ج ،2ط ،1993 ،2م
الرباط.
عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون المسطرة المدنية ،ط ،2019 ،4م المعارف الجديدة
الرباط.
عبد العزيز الحضري ،المسطرة المدنية ،د ذ ط ،م الجسور وجدة ،س .2013
65
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
عبد ال كريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية –دراسة في مستجدات
عبد ال كريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية دراسة في ضوء مسودة
مأمون ال كزبري و ادريس العلوي العبدلاوي ،شرح المسطرة المدنية في ضوء القانون
المغربي ،الجزء الأول :الأحكام – طرق الطعن – التحكيم ،باقي البيانات غير
مذكورة.
محمد السامحي ،طرق الطعن في الأحكام المدنية الإدار ية دراسة علمية مقارنة ،ط ،1
محمد ال كشبور ،رقابة المجلس الأعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية.
نبيل اسماعيل عمر ،قانون المرافعات المدنية والتجار ية ،نظر ية الدعوى ،الاختصاص،
الخصومة ،الحكم وطرق الطعن ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الإسكندر ية .1998
الرسائل واألطاريح اجلامعية
رجاء رفقي ،الطعن بإعادة النظر في قانون المسطرة المدنية ،بحث نهاية التدريب
محمد صابر ،أنواع الاستئنافات والطلبات أمام محكمة الاستئناف ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا ،كلية الحقوق ،جامعة القاضي عياض مراكش ،س .1998
اجملالت واملقاالت العلمية
66
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
67
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
الفهرس
مقدمــــــة 1 ..............................................................................................
املبحث األول :طرق الطعن العادية 4 ..................................................................
املطلب األول :الطعن بالتعرض 5 .......................................................................
الفقرة األوىل :شروط الطعن بالتعرض 5 ............................................................
أوال :الشروط املوضوعية 6 ..............................................................................
ثانيا :الشروط الشكلية 9 .............................................................................
الفقرة الثانية :إجراءات التعرض واثاره 12 ..........................................................
أوال :إجراءات الطعن بالتعرض 12 .....................................................................
ثانيا :أثار الطعن بالتعرض 13 .........................................................................
املطلب الثاني :الطعن باالستئناف 15 .................................................................
الفقرة األوىل :نطاق تطبيق االستئناف وأشكاله 16 ............................................
أوال :نطاق تطبيق االستئناف 16 .......................................................................
ثانيا :أشكال االستئناف 18 ...........................................................................
الفقرة الثانية :إجراءات الطعن باالستئناف آثاره 23 ..............................................
أوال :شروط إجراءات الطعن باالستئناف 23 .........................................................
ثانيا :آثار الطعن باالستئناف 28 .......................................................................
املبحث الثاني :طرق الطعن غري العادية 30 .........................................................
املطلب األول :تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة والطعن بإعادة النظر 30 ..................
الفقرة األوىل :تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة 31 ............................................
أوال :شروط تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة 31 ................................................
ثانيا :شكليات تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة وآثاره35 ..................................
الفقرة الثانية :الطعن بإعادة النظر 40 ..............................................................
68
طرق الطعن في األحكام -األجال ،والرسوم-
69