Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 72

‫ماستر‪ :‬القانون املدني املعمق‬

‫الفوج ‪:‬التاسع‬

‫الفصل ‪:‬الثالث‬

‫وحدة ‪ :‬القانون القضائي الخاص‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫طرق الطعن في األحكام‬


‫‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫إشراف فضيلة الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة الباحثين‪:‬‬

‫‪ ‬يونس الشعباء‬
‫ميلود اصوابني‬ ‫‪ ‬محمد بن ميلود‬
‫‪ ‬عبد الواسع بلباز‬

‫الموسم الجامعي‪2024/2023 :‬‬


‫كلمة شكر‬

‫اعترافا بالجميل‪ ،‬واحتراما وتقديرا للجهد‪ ،‬نتقدم بوافر الشكر وكامل‬

‫اصوابني"‬ ‫"ميلود‬ ‫االمتنان إلى أستاذنا الفاضل الدكتور‬

‫على توجيهاته والمجهودات المبذولة من قبله‪.‬‬

‫أبقاه اهلل خير قدوة وأدامه ذخرا لطالب العلم و المعرفة‪.‬‬

‫و الشكر موصول أيضا لكل أفراد ماستر المدني المعمق‪.‬‬


‫الئـــحــة المــختصــــرات‬

‫داللته‬ ‫الرمز‬

‫قانون املسطرة املدنية‬ ‫قمم‬

‫مشروع قانون املسطرة املدنية‬ ‫مقمم‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫املطبعة‬ ‫م‬

‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫العدد‬ ‫ع‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫مقدمــــــة‬
‫تمر الدعوى القضائية عبر عدة مراحل‪ ،‬تبتدأ من تقديم المقال الافتتاحي –ما لم يتعلق‬

‫الامر بالمسطرة الشفو ية‪ ،-‬مرورا بمناقشة القضية‪ ،‬وحجزها للمداولة أو التأمل‪ ،‬والنطق بالحكم‬

‫فيها والتنفيذ بعد توفر الشروط القانونية اللزمة لذلك‪.‬‬

‫إلا أن الوصول الى التنفيذ كأخر مرحلة من مراحل الدعوى القضائية‪ ،‬لا يتم غالبا إلا‬

‫بعد عبور مرحلة أخرى تتجلى في الطعن في الأحكام التي أصدرتها المحاكم‪ ،‬والهدف من‬

‫الطعن هو محاولة تدارك الأخطاء التي يمكن أن تقع إما في الواقع أو في القانون‪ ،‬وتعتبر‬

‫فرصة جديدة للمتضررين من الاحكام القضائية للدفاع مرة أخرى عن حقوقهم ومصالحهم‬

‫سواء أمام محاكم أعلى درجة من تلك التي أصدرت الأحكام المطعون فيها أو أمام نفس‬

‫المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه‪.‬‬

‫وقد عرف أحد الباحثين طرق الطعن بأنها " تلك الوسائل التي حددها القانون على‬

‫سبيل الحصر والتي بمقتضاها يتمكن الخصوم من التظلم من الاحكام الصادرة عليهم بقصد‬
‫‪1‬‬
‫إعادة النظر فيما قضت به‪".‬‬

‫كما عرفها البعض الاخر بأنها "الوسائل التي من خلالها يمكن للأفراد الدفاع عن‬

‫حقوقهم أمام القضاء‪ ،‬إذ بموجبها يمكنهم المطالبة بمراجعة الأحكام الصادرة عن محاكم دنيا‬
‫‪2‬‬
‫أمام محاكم أعلى درجة‪ ،‬أو بمراجعة المحاكم للأحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم‪".‬‬

‫وتتمثل الطرق التي عليها أغلب القوانين بما فيها القانون المغربي في التعرض والاستئناف‬

‫وتعرض الغير الخارج عن الخصومة والتماس إعادة النظر والنقض‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون املسطرة املدنية‪ ،‬ط ‪ ،2019 ،4‬م املعارف الجديدة الرباط‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ 2‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية –دراسة في مستجدات مسودة مشروع ‪-2018‬ط ‪ ،10‬مطبعة املعرفة مراكش‪ ،‬س‬
‫‪ ،2021‬ص ‪.241‬‬

‫‪1‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫والجدير بالذكر أن جمهور الفقه مجمع على أن هذه الطرق تنقسم الى قسمين؛ طرق عادية‬

‫وأخرى غير عادية‪.‬‬

‫ووجه الاختلاف بين طرق الطعن العادية وطرق الطعن غير العادية‪ ،‬هو أن الأولى لا‬

‫تتطلب إجراءات استثنائية‪ ،‬إذ بموجبها يمكن الطعن بناء على أي سبب سواء كان متعلقا‬

‫بالواقع أو بالقانون‪ ،‬كما أن القاضي الذي ينظر فيها لا يتمتع بسلطات إضافية لتلك التي كان‬

‫يتمتع بها القاضي المصدر للحكم المطعون فيه‪ ،‬أم طرق الطعن غير العادية فتتطلب إجراءات‬

‫استثنائية وسلطات إضافية‪ ،‬فهي توجه ضد الأحكام الحائزة لحجية الشيء المقضي به‪ ،‬والتي لم‬

‫يعد بالإمكان الطعن فيها بالطرق العادية‪.‬‬

‫وممارسة طرق الطعن سواء العادية منها أو غير العادية يتم باحترام مجموعة من‬

‫الإجراءات القانونية‪ ،‬وذلك ل كي يقبل الطعن وينتج أثره التي قد تؤثر على مراكز أطراف‬

‫الدعوى أو الغير وكذا في موضوعها‪ ،‬وقد جاء مشروع قانون المسطرة المدنية ببعض‬

‫المقتضيات بخصوص هذه الإجراءات تختلف على ما هو عليه الامر في قانون المسطرة‬

‫المدنية الحالي‪ ،‬وذلك بهدف تجاوز بعض الإشكالات المطروحة في هذا الصدد‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‬
‫يكتسي موضوع الطعن في الأحكام أهمية كبرى‪ ،‬وذلك باعتباره من الوسائل التي‬

‫تهدف الى تحقيق العدالة والانصاف ومراجعة الاحكام من أجل ضمان حقوق المتقاضين‬

‫بوضع مكنة الطعن في الأحكام في متناول أطراف المنازعات وكذلك في متناول الغير للتظلم‬

‫في الأحكام التي قد تضر بحقوقه أو مصالحه ابتغاء إزالة أو تخفيف الضرر الذي لحقه جراء‬

‫الحكم المطعون فيه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫المنهج المعتمد‬
‫لمقاربة دراستنا لموضوع الطعن من كل الجوانب قدر المستطاع سنعمل على اتباع‬

‫المنهج التحليلي والوصفي وذلك من خلال البحث والتوسيع في تفسير مقتضيات المواد‬

‫المنظمة للموضوع‪.‬‬
‫إشكالية الموضوع‬
‫لا شك أن تحقيق العدالة والانصاف وضمان ثقة المتقاضين أمام القضاء رهين بمدى‬

‫فعالية المقتضيات المقننة فيما يرتبط بطرق الطعن والاثار الناجمة عنها‪ ،‬وهذا ما دفعنا الى‬

‫طرح إشكالية محور ية تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫كيف يتم إعمال طرق الطعن العادية والغير العادية في الاحكام القضائية على ضوء‬

‫قانون المسطرة المدنية؟‬

‫وتتفرع عن هذه الإشكالية المحور ية مجموعة من الأسئلة الفرعية ندرجها كالاتي‪:‬‬

‫‪ o‬ما هي طرق الطعن في التشر يع المغربي؟‬

‫‪ o‬وما شروط وإجراءات كل طر يق من هذه الطرق؟‬

‫‪ o‬وما هي الاثار المترتبة عن ممارسة هذه الطرق؟‬


‫خطة البحث‬
‫من أجل معالجة الإشكالية المحور ية لموضوع البحث محل الدراسة‪ ،‬سنعتمد على‬

‫التقسيم التالي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث الأول‪ :‬طرق الطعن العادية‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬طرق الطعن غير العادية‬

‫‪3‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫املبحث األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬

‫عندما يفصل القاضي في النزاع المعروض عليه و يصدر حكمه‪ ،‬فإنه قد يصيب في هذا‬

‫الحكم أو يخطئ‪ ،‬لان القاضي بشر والبشر ليس معصوما عن الخطأ‪ ،‬ثم إن الأطراف في‬

‫النزاع أنفسهم قد يرتابون في حكم القاضي ولا يرتاحون إليه‪ ،‬لهذه الاعتبارات كان لا بد من‬

‫فسح المجال للمضرور في أن يتظلم من الحكم الذي أضر به وبالتالي في أن يطعن بهذا الحكم‬

‫و يطلب إبطاله‪.‬‬

‫و يقصد بطرق الطعن الوسائل التي من خلالها يمكن للأفراد الدفاع عن حقوقهم أمام‬

‫القضاء‪ ،‬إذ بموجبها يمكنهم المطالبة بمراجعة الأحكام الصادرة عن محاكم دنيا درجة أمام‬

‫محاكم أعلى درجة‪ ،‬أو مراجعة المحاكم للأحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم‪.‬‬

‫وطرق الطعن على نوعين؛ طرق عادية وأخرى غير عادية –سنعرج للحديث عنها في‬

‫المبحث الثاني‪ ،-‬حيث تعرف الأولى بتلك التسمية لأنها لا تتطلب إجراءات استثنائية‪ ،‬إذ‬

‫بموجبها يمكن الطعن في الاحكام بناء على أي سبب‪ ،‬سواء كان متعلقا بالوقائع أو بالقانون‪،‬‬

‫كما تسمى كذلك لأن القاضي الذي ينظر فيها لا يتمتع بسلطات إضافية لتلك التي كان يتمتع‬
‫‪3‬‬
‫بها القاضي المصدر للأحكام المطعون فيها‪ ،‬وهي في القانون المغربي التعرض والاستئناف‪.‬‬

‫ولعل ما يميز طرق الطعن العادية هي أنها تعيد نشر الدعوى من جديد أمام محكمة‬

‫ا لطعن‪ ،‬في إطار ما يسمى بالأثر الناشر‪ ،‬إضافة الى ذلك أنها ترتب الأثر الواقف في التنفيذ‪،‬‬

‫ما لم ينص القانون على خلاف ذلك أو أن الحكم المطعون فيه يأتي نافذا معجلا سواء بقرار‬

‫من المحكمة أو بقوة القانون‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع المغربي الطعن بالتعرض في الفصول من ‪ 130‬الى ‪ 133‬من قانون‬

‫المسطرة المدنية‪ ،‬ونظم الطعن بالاستئناف في الفصول من ‪ 134‬الى ‪ 146‬من نفس‬

‫‪ 3‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪.241 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫القانون‪ ،‬وللتعرض شروط وإجراءات لا بد من احترامها قصد تمكينه من انتاج أثاره‬

‫(المطلب الاول)‪ ،‬وإذا كان للاستئناف نفس أثار التعرض فإنه مع ذلك ينفرد ببعض‬

‫الخصوصيات (المطلب الثاني)‪.‬‬


‫املطلب األول‪ :‬الطعن بالتعرض‬

‫يعتبر الطعن بالتعرض من طرق الطعن العادية الى جانب الاستئناف‪ ،‬وهو الطر يق‬

‫الذي يسل كه الطاعن عندما يصدر الحكم بحقه بالصورة الغيابية‪.‬‬

‫والتعرض يتميز بخصوصيات تميزه عن باقي طرق الطعن الأخرى‪ ،‬فهو جائز مهما كانت‬

‫قيمة النزاع‪ ،‬وهو يرفع أمام المحكمة مصدرة الحكم‪ ،‬والتعرض ليس من شأنه أن يغير يحدث‬

‫تغيرا في مركز الخصومة‪ ،‬فمن كان منهم مدعيا يبقى كذلك ومن كان مدعى عليه يبقى في‬

‫ظل مركزه‪ ،‬وكذلك هو يمارس فقط من طرف شخص كان طرفا في الخصومة التي انتهت‬

‫بصدور الحكم المتعرض عليه‪.‬‬

‫وللإحاطة ببحث الطعن بالتعرض كان لزاما أن نتطرق بداية الى شروط ممارسته‬

‫(الفقرة الاولى)‪ ،‬لنمر بعد ذلك للتطرق لمسطرة التعرض‪ ،‬حيث باحترام هذه الشروط وهذه‬

‫الإجراءات ينتج التعرض أثاره (الفقرة الثانية)‪.‬‬


‫الفقرة األوىل‪ :‬شروط الطعن بالتعرض‬

‫ل كي يكون الحكم الصادر قابلا للطعن فيه بالتعرض ينبغي أن تتوفر فيه مجموعة من‬

‫الشروط‪ ،‬وبالرجوع الى الفصل ‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي نجده ينص على ما يلي‪" :‬يجوز‬

‫التعرض على الاحكام الغيابية الصادرة عن المحاكم الابتدائية إذا لم تكن قابلة‬

‫للاستئناف‪ ،"...‬ونجد الفصل ‪ 352‬من نفس القانون‪ 4‬والذي نجده يتحدث عن التعرض‬

‫في المرحلة الاستئنافية ينص على نفس المقتضى‪.‬‬

‫‪ 4‬جاء في الفصل ‪ 352‬من ق‪.‬م‪.‬م ما يلي‪" :‬تطبق أمام املرفوع اليها االستئناف مقتضيات الفصل ‪ 130‬وما بعده"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وعليه لممارسة الطعن بالتعرض يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط؛ منها ما هو‬

‫موضوعي (أولا)‪ ،‬ومنها ما هو شكلي (ثانيا)‪.‬‬


‫أوال‪ :‬الشروط املوضوعية‬

‫بالرجوع الى الفصل ‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬م والذي ينص على أنه "يجوز الطعن في الاحكام‬
‫‪5‬‬
‫الغيابية الصادرة عن المحاكم الابتدائية إذا لم تكن قابلة للطعن بالاستئناف‪."...‬‬

‫فمن خلال هذا الفصل نجد أن هنالك شرطين موضوعين للممارسة الطعن بالعرض‪:‬‬

‫‪ ‬الشرط الأول‪ :‬أن يكون الحكم غيابيا‬

‫يقصد بهذا الشرط أن الاحكام الغيابية هي وحدها التي تقبل الطعن بالتعرض‪ ،‬ومن‬

‫ثم فإن الاحكام الحضور ية لا تقبل هذا الطر يق من طرق الطعن‪.‬‬

‫والحكم الغيابي كما هو معلوم هو الذي يصدر على المدعى عليه‪ ،‬والذي لم يحضر رغم‬

‫استدعائه طبقا للفصول ‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬على أن المشرع استثنى من الفقرة‬

‫الرابعة من الفصل ‪ 47‬من نفس القانون المدعى عليه الذي توصل بالاستدعاء بنفسه وكان‬

‫الحكم قابلا للاستئناف‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون الحكم بمثابة حضوري اتجاه الأطراف‬

‫المتخلفة‪.‬‬

‫وينبغي التميز في الحكم الغيابي بين الذي أنبنى على عدم حضور المدعي أمام المحاكم‪،‬‬

‫وبين الذي لا يقدم فيه مذكرات دفاعه للمحكمة‪ ،‬فبالنسبة للحالة الأولى؛ يتحقق الغياب بتخلف‬

‫المدعي شخصيا لأن المسطرة شفو ية‪ ،‬أما بالنسبة للثاني؛ فلا يتحقق الحضور أو الغياب بحضور‬

‫الشخص أو غيابه‪ ،‬وإنما بتقديم المذكرات التي تعبر عن حضوره وهذا بالنسبة للمسطرة‬
‫‪6‬‬
‫الكتابية‪.‬‬

‫‪ 5‬هذا طبعا بالنسبة لألحكام الصادرة عن املحاكم االبتدائية‪ ،‬أما بالنسبة لألحكام الغيابية الصادرة عن محاكم االستئناف والقابلة للتعرض‬
‫فقد نص عليها الفصل ‪ 352‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬إذ أحال على نفس املقتضيات املنضمة للتعرض في الفصول من ‪ 130‬الى ‪ 133‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 6‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪6‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ولا تتوقف الطبيعة الغيابية أو الحضور ية على الوصف الذي قررته المحكمة‪ ،‬وإنما تنبني‬

‫على الحكم نفسه‪ ،‬وقد أكد المجلس الأعلى ‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬ذلك في إحدى قراراته‪،‬‬

‫حيث جاء فيه‪" :‬ل كن حيث إن الطبيعة الغيابية والحضور ية لا تتوقف على وصف المحكمة‬

‫له‪ ،‬ول كن على طبيعة الحكم نفسه‪ ،‬فإذا أخطأ القاضي في وصفه للحكم فإن ذلك لا يترتب‬

‫عنه بطلان الحكم المذكور‪ ،‬ول كن يفتح المجال أمام المعني بالآمر للطعن حسب وصفه‬
‫‪7‬‬
‫الحقيقي‪".‬‬

‫‪ ‬الشرط الثاني‪ :‬ألا يكون الحكم قابلا للاستئناف‬

‫يتعين التأكيد على أن الحضور أو الغياب لا يكفيان وحدهما لتحديد قابلية الحكم‬

‫للتعرض‪ ،‬لأن المشرع استلزم شرطا أساسيا أخر يتمثل في عدم قابلية الحكم للاستئناف‪ ،‬فلا‬

‫يقبل تبعا لذلك التعرض على كل حكم كان قابلا للاستئناف‪.‬‬

‫فالأحكام التي تقبل الطعن بالتعرض إذا؛ تنحصر غي تلك الاحكام الانتهائية الصادرة‬
‫‪8‬‬
‫عن المحاكم الابتدائية وأيضا الاحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الاستئناف‪.‬‬

‫فبالنسبة للأحكام الانتهائية الصادرة عن المحاكم الابتدائية‪ ،‬فيستشف ذلك من خلال‬

‫مقتضيات الفصل ‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬الذي جاء فيه‪" :‬يجوز التعرض على الاحكام الغيابية‬

‫الصادرة عن المحكمة الابتدائية إذا لم تكن قابلة للطعن بالاستئناف‪."...‬‬

‫أما بالنسبة للأحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الاستئناف‪ ،‬فيتضح لنا هذا الشرط‬

‫من خلال إحالة الفصل ‪ 352‬من ق‪.‬م‪.‬م على الفصل ‪ 130‬أعلاه‪ ،‬وما دام الفصل المحال‬

‫عليه يقنن التعرض بالنسبة للأحكام الانتهائية‪ ،‬أي التي لا تقبل الاستئناف‪ ،‬وحيث إن‬

‫الاحكام الاستئنافية لا تقبل هذا الطعن بطبيعة الحال‪ ،‬فإن أحكامها الغيابية تقبل التعرض‪.‬‬

‫‪ 7‬قرار عدد ‪ 5‬بتاريخ ‪ ،18/1/1987‬منشور بمجلة املعيار عدد ‪ 15‬يناير‪ ،1989 ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪8‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.197‬‬

‫‪7‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وتنبغي الإشارة الى أن القضاء المغربي اعتبر القرارات الاستئنافية بعد النقض تكون‬

‫حضور ية في حق الطرف المحكوم عليه‪ ،‬ولو لم يدل بمستنتجاته بعد الإحالة‪ ،‬ما دام أنه قد‬
‫‪9‬‬
‫سبق له أن أدلى بها أمام المحكمة قبل صدور الحكم المنقوض‪.‬‬

‫ويهم التعرض باعتباره طر يق من طرق الطعن‪ ،‬على سبيل الحصر المقررات الصادر‬

‫عن محاكم الموضوع‪ ،‬وهذا يعني بأن التعرض لا يمكن أن ينصب على المقررات القضائية‬

‫التمهيدية‪ ،‬والتي تصدرها المحكمة تمهيدا للبث في النزاع المعروض عليها بمفردها‪ ،‬فالطعن في‬

‫هذه الاحكام بالتعرض يجب أن يتم تحت طائلة عدم القبول في نفس الوقت الذي يتم فيه‬
‫‪10‬‬
‫الطعن في الحكم الصادر في الموضوع‪.‬‬

‫و إذا كانت القاعدة أن الاحكام الغيابية الغير قابلة للاستئناف تقبل التعرض‪ ،‬فإن‬

‫المشرع أوجد بعض الاستثناءات على هذا الامر‪:‬‬

‫‪ ‬الأوامر الاستعجالية الصادرة طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 149‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬حيث‬

‫نص الفصل ‪ 153‬من نفس القانون على أنه "لا يطعن في هذه الأوامر‬

‫بالتعرض"‪.‬‬

‫‪ ‬القرارات الصادرة عن محكمة الاستئناف بشأن التحفيظ العقاري‪ ،‬وذلك طبقا‬

‫لمقتضيات الفقرة الأولى من الفصل ‪ 45‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬كما وقع تغيره وتتميمه‬
‫‪11‬‬
‫بالقانون ‪.14.07‬‬

‫‪ 9‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ ،2011‬نشرة قرارات محكمة النقض‪ ،‬الغرفة املدنية‪ ،‬ع ‪ ،2012 ،9‬ص ‪.68‬‬
‫‪ 10‬جواد أمهمول‪ ،‬الوجيز في املسطرة املدنية‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬س ‪ ،2015‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 11‬نصت الفقرة األولى من ظهير التحفيظ العقاري كما تم تغييره وتتميمه بالقانون ‪ 14.07‬على ما يلي‪" :‬تفتح املناقشات بتقرير املستشار املقرر‬
‫الذي يعرض القضية واملسائل املطلوب حلها من غير أن يبدي أي رأي‪ ،‬ثم يستمع الى األطراف‪ ،‬إما شخصيا وإما بواسطة محاميهم‪ ،‬ويقدم ممثل‬
‫النيابة العامة استنتاجاته وتبت محكمة االستئناف في القضية إما في الحين أو بعد املداولة سواء حضر األطراف أو تخلفوا دون أن يقبل أي‬
‫تعرض ضد القرار الصادر"‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ ‬القرارات الصادرة عن محكمة النقض بصورة غيابية‪ ،‬كما نص الفصل ‪ 378‬من‬


‫‪12‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ ‬ولا يجوز التعرض للمرة الثانية على الحكم الذي يصدر غيابيا في التعرض الأول‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫وهذا المقتضى جاء به الفصل ‪ 133‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ ‬الاحكام الصادرة عن قاضي القرب‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات المادة ‪ 8‬من القانون‬
‫‪14‬‬
‫‪ 42.10‬المتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته‪.‬‬

‫‪ ‬الاحكام الصادرة عن المحكمين‪.‬‬

‫وفيما يخص موقف مشروع قانون المسطرة المدنية رقم ‪ 1( 02.23‬فبراير ‪،)2023‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 200‬منه‪ ،‬والتي جاء فيها‪ " :‬يجوز التعرض على الاحكام الغيابية الصادرة عن‬

‫محاكم الدرجة الأولى إذ لم تكن قابلة للإستئناف‪"...‬؛ أصبح التعرض طر يقا للطعن يمكن‬

‫مباشرته ضد الاحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى ابتدائية كانت أو تجار ية أو‬

‫إدار ية‪ ،‬فبعدما كان التعرض جائزا ضم أحكام المحاكم الابتدائية الإنتهائية وحدها‪ ،‬أصبحت‬

‫حتى تلك التي تصدر عن المحاكم التجار ية والمحاكم الإدار ية التي تعد في الأصل قابلة‬

‫للإستئناف وغير قابلة للتعرض داخل زمرة الاحكام التي تقبل التعرض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫الى جانب الشروط الموضوعية الواجب توفرها في الحكم المتعرض عليه‪ ،‬هنالك شروط‬

‫شكلية ينبغي احترامها من قبل ممارس هذا الطعن وذلك ل كي يتب قبول طعنه‪ ،‬وتتمثل هذه‬

‫الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 12‬ينص الفصل ‪ 378‬من قانون املسطرة املدنية على ما يلي‪" :‬ال يقبل التعرض على القرارات الغيابية الصادرة عن محكمة النقض"‪.‬‬
‫‪ 13‬جاء في الفصل ‪ 133‬من قانون املسطرة املدنية ما يلي‪" :‬ال يقبل تعرض جديد من الشخص املتعرض الذي حكم عليه غيابيا مرة ثانية"‪.‬‬
‫‪ 14‬حيث جاء في هذه املادة ما يلي‪" :‬يمكن للطرف املتضرر من الحكم طلب إلغائه أمام رئيس املحكمة االبتدائية داخل أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ‬
‫تبليغه بالحكم‪ ،‬وذلك بناء على الحاالت املحددة في املادة ‪ 9‬بعد‪".‬‬

‫‪9‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ ‬الشرط الأول‪ :‬يجب أن يمارس الطعن داخل الاجل القانوني‬

‫حدد المشرع المغربي أجال التعرض في عشرة أيام‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬م‪،‬‬

‫الذي جاء فيه‪..." :‬وذلك في أجل عشرة أيام من تاريخ التبليغ الواقع طبقا لمقتضيات‬

‫الفصل ‪."54‬‬

‫ومن أجل توفير المزيد من الضمانات للمتقاضي المتعرض‪ ،‬فإن المشرع نص في الفقرة‬

‫الثانية من الفصل السالف الذكر بأنه "يجب تنبيه الطرف في وثيقة التبليغ الى أنه بانقضاء‬

‫الآجل المذكور يسقط حقه في التعرض"‪.‬‬

‫وإذا كانت القاعدة في التعرض أنه يجب ممارسته داخل أجل عشرة أيام من تاريخ‬

‫التبليغ‪ ،‬فإن المشرع أوجد استثناء فيما يخص هذه القاعدة‪ ،‬حيث جعل الامر الصادر‬

‫تطبيقا لمسطرة الامر بالأداء قابلا للتعرض وذلك داخل أجل خمسة عشر يوما‪ ،‬وهو ما‬
‫‪15‬‬
‫يستشف من الفصلان ‪ 160‬و‪ 161‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وقد حافظ مشروع قانون المسطرة المدنية رقم ‪ 1( 02.23‬فبراير ‪ )2023‬على نفس‬

‫الهيكلة وهي تنظيم التعرض كطر يق من طرق الطعن‪ ،‬إذ لم يظف أي مادة على ما هو‬

‫كائن الأن‪ ،‬إلا أنه جاء ببعض المقتضيات أهمها؛ تحديد أجل جديد لممارسة التعرض وهو‬

‫خمسة عشر(‪ )15‬يوما‪ ،‬من تاريخ التبليغ والذي حل محل أجل عشرة أيام المعمول بها‬

‫حاليا‪ ،‬وهو المقتضى الذي جاءت به المادة ‪ 200‬من المشروع‪ ،‬حيث نصت على ما يلي‪:‬‬

‫"يجوز التعرض على الاحكام الغيابية الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى إذ لم تكن قابلة‬

‫‪ 15‬جاء في الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 160‬من ق‪.‬م‪.‬م ما يلي‪" :‬يكون االمر باألداء قابال للتنفيذ بمجرد صدوره‪ ،‬وال يقبل أي طعن غير التعرض"‪.‬‬
‫ونصت املادة ‪ 161‬من نفس القانون على ما يلي‪" :‬يجب أن تتضمن وثيقة تبليغ االمر باألداء‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬إعذار املحكوم عليه‪:‬‬
‫‪.... -‬‬
‫‪ -‬أو أن يتعرض على األمر داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪"....‬‬

‫‪10‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫للإستئناف‪ ،‬وذلك داخل أجل عشرة (‪ )10‬أيام من تاريخ التبليغ المنجز طبقا لمقتضيات‬

‫المادة ‪ 115‬أعلاه‪".‬‬

‫‪ ‬الشرط الثاني‪ :‬يجب أن يؤدي المتعرض الرسوم القضائية‬

‫و حتى يتم قبول التعرض يجب على المتعرض أن يؤدي الرسوم القضائية‪ ،‬ما لم يكن‬

‫المتعرض مستفيدا من المساعدة القضائية‪ ،‬أو تعلق الامر بإحدى القضايا المعفية من أداء‬

‫الرسوم القضائية‪ ،‬وبالرجوع الى ظهير ‪ 27‬أبر يل ‪ 1984‬المحدد للمصار يف القضائية في‬

‫القضايا المدنية والتجار ية الإدار ية وعلى الإجراءات القضائية وغير القضائية والعقود التي‬

‫يحررها الموثقون‪ 16،‬نجد الفصل ‪ 31‬منه ينص على أنه‪" :‬يستوفى عن كل معرضة في حكم أو‬

‫قرار صدر غيابيا وعن جميع الإجراءات التي تستوجبها طبقا لأحكام الفصل ‪:22‬‬

‫‪ -‬أمام المحكم الابتدائية‪ 50...................................................‬درهم‪.‬‬

‫‪ -‬أمام محكمة الاستئناف‪ 100...........................................‬درهم‪".‬‬

‫ولطاعن بالتعرض أن يؤدي الرسوم القضائية المشار إليها في الفصل ‪ 31‬أعلاه في أي‬

‫كتابة ضبط محكمة أراد‪ ،‬وهو ما أشار إليه الفصل ‪ 7‬من نفس الظهير‪ ،17‬وما عليه عند‬

‫توجهه لتقديم طعنه سوى الادلاء بالمخالصة التي سلمت له عند أداءه للرسوم‪.‬‬

‫و يقول الدكتور عبد العزيز الحضري في هذا الصدد‪" :‬إنه من العيب الغاء التعرض‬

‫بسبب عدم أداء الرسوم القضائية دون البحث والتقصي في مدى جدية التعرض‪ ،‬مما يفوت‬

‫الفرصة على المتعرض للمثول أمام القضاء والمطالبة بحقوقه رغم تمل كه من الحجج ما يجعله‬
‫‪18‬‬
‫قادرا على إقناع المحكمة بصحة تعرضه"‪.‬‬

‫‪ 16‬الظهير الشريف رقم ‪ 1/84/54‬الصادر في ‪ 27‬أبريل ‪ 1984‬ص ‪ ،520‬بمثابة قانون املالية لسنة ‪ ،1984‬والذي خضع ملجموعة من التعديالت‪.‬‬
‫‪ 17‬ينص الفصل ‪ 7‬من ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ ،1984‬على ما يلي‪" :‬يتوفى الرسم القضائي من لدن كتابات الضبط باملحاكم‪ ،‬وإذا كان الطرف املعني‬
‫باألمر ال يقيم في مقر العون القابض أمكنه أداء الرسم مقابل مخالصة الى كتابة الضبط باملحكمة التابع لها محل سكناه‪ ،‬على أن يتولى بنفسه‬
‫توجيه العريضة واملستندات الى كتابة الضبط املختصة"‪.‬‬
‫‪ 18‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬املسطرة املدنية‪ ،‬د ذ ط‪ ،‬م الجسور وجدة‪ ،‬س ‪ ،2013‬ص ‪.130‬‬

‫‪11‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات التعرض واثاره‬

‫للتعرض إجراءات مسطر ية لا بد من الالتزام بها (أولا)‪ ،‬وذلك ل كي ينتج التعرض‬

‫آثاره (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إجراءات الطعن بالتعرض‬

‫ينص الفصل ‪ 131‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه‪" :‬يقدم م التعرض واستدعاء المدعي الأصلي‬

‫للحضور طبقا للقواعد المنصوص عليها في الفصول ‪."39 ،39 ،37 ،31‬‬

‫يتبين لنا من خلال هذا الفصل أن التعرض يقدم بتصريح شفوي أو كتابي أمام المحكمة‬

‫الابتدائية حسب نوعية المسطرة المطبقة؛ الشفو ية أو الكتابية‪ ،‬وبمقال كتابي دائما في حالة‬
‫‪19‬‬
‫التعرض على حكم صادر عن محكمة الاستئناف‪.‬‬

‫وبالإضافة الى البيانات المتعلقة بأسماء الأطراف وصفتهم وموطنهم‪ ،‬يجب أن يتضمن‬

‫الأسس القانوني والوسائل المعتمد عليها في التعرض‪ ،‬كما يجب أن ترفق به المستندات التي‬
‫‪20‬‬
‫ينوي المدعي استعمالها عند الاقتضاء‪.‬‬

‫وإذا تعدد المدعى عليهم وجب ارفاق المقال بعدد النسخ المعادل لعدد المدعى عليهم‪،‬‬

‫و يترتب عن عدم الالتزام بهذا الاجراء عدم قبول الطلب وإن كان المشرع لا ينص صراحة‬

‫على ذلك‪.‬‬

‫و يودع المقال بكتابة ضبط المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي ليسجل في سجل خاص‬

‫حسب وصوله وتار يخه‪ ،‬مع بيان أسماء الأطراف وكذا تاريخ الاستدعاءات‪ ،‬ثم يطبع عليه‬
‫‪21‬‬
‫وعلى الأوراق التي تصاحبه بطابع يشير الى تاريخ وصوله‪.‬‬

‫‪ 19‬محمد السامحي‪ ،‬طرق الطعن في األحكام املدنية اإلدارية دراسة علمية مقارنة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة الصومعة‪-‬الرباط‪ ،1995 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 20‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬م س‪.130 ،‬‬
‫‪ 21‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.343‬‬

‫‪12‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ويبلغ التعرض بنفس الطرق المنصوص عليها في الفصول ‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬م‪،‬‬

‫إذ يوجه إما بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط‪ ،‬أو أحد المفوضين القضائيين‪ ،‬أو عن طر يق‬

‫البريد برسالة مضمونة مع الاشعار بالتوصل‪ ،‬أو بالطرق الإدار ية‪ ،‬أو بالطرق الدبلوماسية‪،‬‬

‫ويسلم هذا الاستدعاء الى الشخص نفسه أو في موطنه‪ ،‬أو في محل عمله أو في أي مكان أخر‬

‫يوجد به‪ ،‬وينبغي أن يتم التسليم في غلاف مختوم لا يحمل إلا الاسم الشخصي والعائلي‬

‫وعنوان سكنى الطرف وتاريخ التبليغ متبوعا بتبليغ العون وطابع المحكمة‪.‬‬

‫وما تنبغي الإشارة اليه في نهاية هذه الفقرة أن ممارسة الطعن في المرحلة الاستئنافية‬

‫يخضع لنفس قواعد الاستئناف ‪-‬باستثناء ما يتعلق بالرسوم القضائية‪-‬وبسلوك المسطرة‬


‫‪22‬‬
‫الكتابية وفق مقتضيات الفصلين ‪ 141‬و‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار الطعن بالتعرض‬

‫إن ممارسة التعرض طبقا للشروط والإجراءات المشار اليها سالفا‪ ،‬يرتب أثران؛ أثر‬

‫واقف‪ ،‬وأثر ناشر‪.‬‬

‫‪ -1‬الأثر الواقف للتعرض‬

‫يتبين من خلال مقتضيات الفصل ‪ 132‬من ق‪.‬م‪.‬م؛‪ 23‬أن أهم أثر يترتب على تقديم‬

‫التعرض‪ ،‬هو وقف تنفيذ الحكم الغيابي ‪-‬على غرار باقي طرف الطعن العادية‪ -‬الصادر عن‬

‫المحكمة التي فصلت في الموضوع‪ ،‬وبناء عليه فإن شرع في عمليات التنفيذ قبل رفع التعرض‬

‫فيتعين إيقافها متى ثبت أن المحكوم عليه قد تقدم بتعرضه‪.‬‬

‫‪ 23‬ينص الفصل ‪ 132‬من ق‪.‬م‪.‬م على ما يلي‪" :‬يوقف التعرض التنفيذ ما لم يؤمر بغير ذلك في الحكم الغيابي‪ ،‬وفي هذه الحالة فإذا قدم املحكوم‬
‫عليه الطلب بإيقاف التنفيذ بتت غرفة املشورة مسبقا في طلب إيقاف التنفيذ املعجل طبقا ملقتضيات الفصل ‪."147‬‬

‫‪13‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ويرى أحد الباحثين في هذا الصدد أن أثر وقف التنفيذ لا يمتد الى إجراءات التنفيذ‬
‫‪24‬‬
‫المؤقتة التي يمكن اتخاذها في أي وقت بضمانة أو بدون ضمانة‪.‬‬

‫غير ان إيقاف التنفيذ لا يتم إلا إذا كان الحكم الغيابي مشمولا بالنفاذ المعجل حيث‬

‫يجب في هذه الحالة على الطاعن أن يقدم طلبا مستقلا لإيقاف النفاذ المعجل أمام المحكمة‬

‫التي تنظر في التعرض أو الاستئناف‪ ،‬وفقا لمقتضيات الفصل ‪ 147‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬حيث‬

‫تبث المحكمة مسبقا في هذا الطلب في غرفة المشورة مستقلا عن ملف الموضوع وتبث فيه‬

‫المحكمة داخل ثلاثين يوما‪ ،‬ويبقى لغرفة المشورة أن ترفض الطلب‪ ،‬أو أن تقرر إيقاف‬

‫التنفيذ المعجل الى أن يقع البت في الجوهر‪ ،‬كما يجوز لها أن تأمر بإيقاف التنفيذ المذكور‬
‫‪25‬‬
‫لمدة معينة أو تعليق متابعة التنفيذ كليا أو جزئيا على تقديم كفالة من طالبه‪.‬‬

‫والذي يمكن إيقافه في هذه الحالة هو النفاذ المعجل القضائي‪ ،‬أما النفاذ المعجل‬

‫القانوني فلا يقبل أي مسطرة لإيقافه‪ ،‬بل يمكن إثارة الصعوبة الوقتية في التنفيذ بشأنه لا‬

‫غير‪.‬‬

‫‪ -2‬الأثر الناشر للتعرض‬

‫بالإضافة الى الأثر الموقف للتعرض‪ ،‬نجد أن هذا الأخير له أثر ناشر‪ ،‬فرغم أن المشرع‬

‫لم يشر الى هذا الأثر في نص صريح‪ ،‬إلا أن الفقه يرى أن التعرض يفتح بابا المناقشة من‬

‫جديد وينقل النزاع الى محكمة الطعن بجميع ما يتضمنه من عناصر قانونية وموضوعية‪ ،‬بل إنه‬

‫قد يحصل أن تعاد القضية الى نفس القاضي الذي فصل في القضية غيابيا‪ ،‬ما دام أن‬

‫الطعن هو موجه ضد الحكم وليس ضد شخص القاضي‪ ،‬وهو ما يسمح للمتعرض بتقديم‬

‫حججه‪.‬‬

‫‪ 24‬محمد السامحي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ 25‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.344‬‬

‫‪14‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وفيما يتعلق بإمكانية تقديم طلبات جديدة من قبل المتعرض عليه‪ ،‬فمن المسلم به أنه‬

‫يمكن تغير المتعرض عليه مستنتجاته أو يرفع طلبات جديدة إلا أنه لس بإمكانه أن ينتهز‬
‫‪26‬‬
‫فرصة عودة الخصومة أمام المحكمة ليعيد إبداء ما سبق أن رفض في مواجهته من طلبات‪.‬‬

‫كما أن محكمة التعرض وتبعا للأثر الناشر للتعرض تتمتع بكامل السلطات التي تتمتع بها‬

‫محكمة الأساس ‪-‬مصدرة الحكم المطعون فيه‪ -‬من حيث اتخاذ جميع إجراءات التحقيق التي‬
‫‪27‬‬
‫تراها مفيدة للفصل في النزاع‪.‬‬

‫وفي نهاية هذه الفقرة تجدر الإشارة الى أنه لا يقبل تعرض جديد من الشخص‬

‫المتعرض الذي حكم عليه غيابيا مرة ثانية‪ ،‬على أنه يبقى له حق ممارسة باقي الطعون التي قد‬

‫يكون الحكم قابلا لها‪ ،‬وهو ما أكده الفصل ‪ 133‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬


‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن باالستئناف‬

‫إن نظام التقاضي في المغرب هو مبدئيا نظام التقاضي على درجتين‪ ،‬وهذا يعني أن‬

‫أكثر الدعاوى ترفع أول الأمر الى محكمة الدرجة الأولى‪ ،‬ثم يقوم الفر يق الخاسر غالبا‬

‫بالطعن في الحكم الصادر عن طر يق الاستئناف على مستوى محكمة أعلى درجة تسمى محكمة‬

‫الدرجة الثانية وذلك قصد إصلاح الخطأ الذي ارتكبته محكمة الدرجة الأولى‪.‬‬

‫وعليه فالاستئناف إذا الطعن الذي يقدمه الخصم الذي خسر دعواه كلا أو جزءا الى‬

‫محكمة أعلى من المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه‪ ،‬ابتغاء تدقيق النزاع تانية والحكم من‬

‫جديد فيه على نحو يصحح معه الخطأ الذي تضرر منه الفر يق الخاسر‪ ،‬وقد نظم المشرع‬

‫المغربي الطعن بالاستئناف في الفصول من ‪ 134‬الى ‪ 146‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ 26‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ 27‬أحمد مسلم‪ ،‬أصول املرافعات‪ :‬التنظيم القضائي واإلجراءات واالحكام في املواد املدنية والتجارية والشخصية‪ ،‬د ذ ط‪ ،‬دار الفكر العربي‬
‫مصر‪ ،‬س ‪ ،2004‬ص ‪.653‬‬

‫‪15‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫بناء على ذلك سنتطرق بداية الى نطاق تطبيق الاستئناف وأشكاله (الفقرة الاولى)‪،‬‬

‫ثم اجراءاته وما يترتب عنه من آثار (الفقرة الثانية)‪.‬‬


‫الفقرة األوىل‪ :‬نطاق تطبيق االستئناف وأشكاله‬

‫في هذه الفقرة سنخص بالدراسة كل من النطاق الذي يمارس فيه الاستئناف‬

‫(أولا)‪ ،‬وكذا الاشكال التي يتخذها هذا الاستئناف (ثانيا)‪.‬‬


‫أوال‪ :‬نطاق تطبيق االستئناف‬

‫كقاعدة عامة تكون كل الاحكام قابلة للاستئناف‪ ،‬لأن الطعن بالاستئناف طر يق‬

‫عادي وهو الوسيلة الأساسية التي ترد الحقوق لأصحابها‪ ،‬خاصة وأن الفقرة الأولى من‬

‫الفصل ‪ 134‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬تقضي بأنه‪" :‬استعمال الطعن بالاستئناف حق في جميع الأحوال‬

‫عدا إذا قرر القانون خلاف ذلك‪".‬‬

‫وبالرجوع الى الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬م‪.‬م نجد أن كل الاحكام الصادرة عن المحاكم‬

‫الابتدائية تقبل الاستئناف‪ ،‬أما تلك التي تعد انتهائية فلا يمكن الطعن فيها إلا بالطرق غير‬

‫العادية‪.‬‬

‫وعند الحديث عن نطاق تطبيق الاستئناف فإن الامر يخص تحديدا الاحكام الأحكام‬

‫الصادرة عن المحاكم الابتدائية‪ ،‬وذلك طبقا لما جاء به الفصل ‪ 24‬حيث نص على أنه‪:‬‬

‫"تختص محكمة الاستئناف‪ ...‬بالنظر في استئناف أحكام المحاكم الابتدائية‪."...‬‬

‫وعموما فإن الاحكام التي تقبل الاستئناف هي‪:‬‬

‫‪ o‬الاحكام الصادر عن المحاكم الابتدائية –العادية منها والمتخصصة‪-‬والتي لا يمكن‬

‫تحديد أو تحديد قيمة النزاع فيها‪.‬‬

‫‪ o‬الأوامر الاستعجالية الصادرة عن رئيس المحكمة الابتدائية‪ ،‬طبقا لمقتضيات‬

‫الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 153‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ o‬الاحكام التمهيدية التي تسبق الاحكام الفاصلة في الموضوع‪ ،‬وهي التي لا تفصل‬

‫في جوهر النزاع‪ ،‬وإنما تقضي عادة بإجراء من إجراءات التحقيق كالخ برة‪،‬‬

‫المعاينة‪ ،‬إلا أن هذه الاحكام لا تستأنف إلا مع الاحكام الباتة في الموضوع‪،‬‬

‫وهو ما أكده الفصل ‪ 140‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ o‬الاحكام التأو يلية والتفسير ية التي تصدرها المحكمة لتفسير حكم معين‪ ،‬وهي‬

‫الأخرى لا تقبل الاستئناف إلا إذا كانت الاحكام موضوع التأو يل نفسها قابلة‬

‫للاستئناف‪.‬‬

‫‪ o‬الاحكام المتعلقة بالعمل الولائي‪.‬‬

‫‪ o‬الأوامر الصادرة بالرفض في القضايا المتعلقة بالأوامر المبنية على طلب‪ ،‬والتي‬

‫تصدر عن رئيس المحكمة أو من ينوب عنه‪ ،‬وهو ما يتضح من الفصل ‪،148‬‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ o‬الاحكام الصادرة في إطار الفقرة الأولى من الفصل ‪ 21‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وهي‬

‫الاحكام الصادرة في قضايا حوادث الشغل والامراض المهنية والمعاشات‬

‫الممنوحة في نطاق الضمان الاجتماعي‪.‬‬

‫الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض والقاضي بتأييد الأمر بالأداء‪ ،‬طبقا للفقرة‬

‫الأولى من الفصل ‪ 164‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وإذا كانت القاعدة أن تخضع كل الاحكام للطعن بالاستئناف فإن هناك بعض‬

‫الاستثناءات الواردة على ذلك نجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬الاحكام التي لا زال المشرع ينعتها بالانتهائية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ o‬الاحكام الصادرة في إطار الفقرة الأولى من الفصل ‪ 21‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬حث‬

‫"يبت القاضي في القضايا الاجتماعية انتهائيا في حدود الاختصاص المخول‬

‫للمحاكم الابتدائية والمحددة بمقتضى الفصل ‪."...18‬‬

‫‪ o‬الاحكام المتعلقة بالنزاعات الناشئة عن تطبيق الغرامات التهديدية‪ ،‬وهو ما جاء‬

‫في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 21‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ o‬الاحكام التي انقضى ميعاد استئنافها دون الطعن فيها‪.‬‬

‫وما تنبغي الإشارة إليه في هذا الصدد‪ ،‬أنه بدخول القانون رقم ‪ 38.15‬حيز التنفيذ‪،‬‬

‫لم نعت نتحدث عن الاحكام الصادرة عن المحاكم الابتدائية القابلة للاستئناف أمام غرف‬

‫الاستئنافات‪ ،‬وأحكام قابلة للاستئناف أمام محاكم الاستئناف ‪-‬استنادا الى قيمة النزاع‪،-‬‬

‫حيث أصبحت جميع الاحكام ‪-‬كقاعدة‪ -‬الصادرة عن المحاكم الابتدائية قابلة للاستئناف‬

‫أمام محكمة الاستئناف بغض النظر قيمة الطلبات‪.‬‬

‫ما تنبغي الإشارة اليه في نهاية هذه الفقرة أن مشروع قانون المسطرة المدنية جاء‬

‫بمقتضى مخالف لما هو عليه الامر في قانون المسطرة المدنية الحالي‪ ،‬وذلك فيما يخص؛‬

‫استئناف الاحكام التمهيدية‪ ،‬فبالرجوع الى الفقرة الثانية من المادة ‪ 213‬من المشروع‪ ،‬والتي‬

‫جاء فيها‪" :‬يترتب عن استئناف الحكم الفاصل في الموضوع استئناف جميع الاحكام التمهيدية‬

‫الصادرة في الدعوى"‪ ،‬وهو مقتضى لا نجده في قانون المسطرة المدنية الحالي إذا ما استقرئنا‬

‫الفصل ‪ 141‬منه‪ ،‬حيث يتضح من خلال هذا الفصل أنه يجب ذكر الاحكام التمهيدية التي‬

‫يريد المستأنف الطعن فيها بالاستئناف‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬أشكال االستئناف‬

‫بخصوص الاشكال التي يتخذها الاستئناف‪ ،‬نجد أن هناك استئناف أصلي (‪،)1‬‬

‫واستئناف فرعي (‪ ،)2‬واستئناف مثار (‪ ،)3‬بالإضافة الى الاستئناف المقابل (‪)4‬‬

‫‪18‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ -1‬الاستئناف الأصلي‬

‫تطرق المشرع للاستئناف الأصلي في الفصل ‪ 134‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬و يقصد بهذا النوع من‬

‫الاستئناف؛ ذلك الذي يتقدم به المستأنف الذي لم يصدر الحكم الابتدائي في صالحه‪.‬‬

‫وهكذا فإن الراغب في الاستئناف‪ ،‬يجب عليه أن يتقدم بمقال استئنافي يطعن بموجبه‬

‫في الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية من ناحية الشكل‪ ،‬ومن ناحية الموضوع‪ ،‬داخل‬
‫‪28‬‬
‫الاجل القانوني في حالة تبليغه بالحكم‪ ،‬وذلك تفاديا لعدم قبوله من ناحية الشكل‪.‬‬

‫‪ -2‬الاستئناف الفرعي‬

‫عرض المشرع للإستئناف الفرعي في الفصل ‪ 135‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬الذي جاء فيه‪" :‬يحق‬

‫للمستأنف عليه رفع استئناف فرعي في كل الأحوال ولو كان قد طلب بدون تحفظ تبليغ‬

‫الحكم‪."...‬‬

‫و يقصد بالاستئناف الفرعي ذلك الذي يتقدم به الطرف الموجه ضده الإستئناف‬

‫الأصلي أي المستأنف عليه‪ ،‬وذلك عندما يكوم الحكم الصادر ابتدائيا قضى مثلا لبعض‬

‫طلباته‪ ،‬ولم ت كن لديه أصلا الرغبة في الطعن بالاستئناف‪ ،‬إلا عندما توصل باستئناف أصلي‬
‫‪29‬‬
‫تقدم به خصمه‪ ،‬قرر تقديم استئناف فرعي‪.‬‬

‫وقد عرف المجلس الأعلى –محكمة النقض‪ -‬الاستئناف الفرعي قائلا‪" :‬إنه الاستئناف‬

‫الذي يكون ناتجا عن الاستئناف الأصلي وردا عليه‪ ،‬وهو لا يتناول موضوع النزاع برمته‬
‫‪30‬‬
‫وإنما يقتصر على بقية الطلبات التي وقع إغفالها ورفضها إبتدائيا‪".‬‬

‫‪ 28‬حليمة بنت املحجوب بن حفو‪ ،‬شرح قانون املسطرة املدنية دراسة نظرية تطبيقية معززة بأحدث االجتهادات القضائية‪ ،‬ط ‪ ،1‬م مكتبة دار‬
‫السالم للنشر والتوزيع‪ ،‬فبراير ‪ ،2022‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 29‬حليمة بنت املحجوب بن حفو‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 30‬القرار رقم ‪ 406‬الصادر بتاريخ ‪ 1985/2/20‬في امللف املدني عدد ‪ ،90956‬منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى‪ ،‬العددان ‪ 38-37‬السنة‬
‫الحادية عشرة ‪ ،1986‬ص ‪.29‬‬

‫‪19‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وهكذا يلزم لقبول الاستئناف الفرعي وجود استئناف أصلي ما زال باب المناقشة فيه‬

‫لم يتم إقفاله‪ ،‬وأن يتقدم به المستأنف عليه وحده في مواجهة المستأنف الأصلي‪ ،‬مع استثناء‬

‫حالة التضامن وعدم قبول النزاع للتجزئة‪ ،‬إذ يقبل حينئذ ولو قدم من طرف غير المستأنف‬

‫عليه‪ ،‬وإذا كان المستأنف عليه قد قبل الحكم المستأنف يتعين أن يتم القبول قبل رفع‬

‫الإستئناف الأصلي لا بعده‪.‬‬

‫وكذلك إذا سبق أن تنازل المحكوم عليه عن مباشرة الاستئناف الأصلي‪ ،‬فإن مفاجأة‬

‫المدعي له بالاستئناف يستلزم إجازة مباشرته للإستئناف الفرعي‪ ،‬وهو ما أكدته محكمة‬

‫النقض في قرار لها جاء فيه‪" :‬تكون محكمة الاستئناف قد طبقت الفصل ‪ 135‬من ق‪.‬م‪.‬م‬

‫تطبيقا خاطئا عندما لم تقبل استئناف المكتب الشر يف للفوسفاط الذي سبق له أن‬

‫استأنف الحكم الابتدائي ثم تنازل عن هذا الاستئناف تم تقدم باستئناف فرعي بعد تبليغه‬
‫‪31‬‬
‫بمقال استئناف خصمه‪".‬‬

‫وعلى الرغم من أن الاستئناف الفرعي تابع للإستئناف الأصلي‪ ،‬يوجد بوجوده‪،‬‬

‫ويسقط بسقوطه‪ ،‬ويبطل ببطلانه‪ ،‬فإنه يستقل ببعض المميزات منها‪:32‬‬

‫‪ o‬أنه لا يستوجب نفس الإجراءات والشروط الشكلية التي قررها المشرع لممارسة‬

‫الاستئناف الاصلي‪ ،‬وعليه لا يلزم المستأنف الفرعي بتقديم استئنافه في شكل‬

‫مقال افتتاحي ولا يج بر على أداء الوجيبة القضائية‪ ،‬وإنما يكفي رفع الاستئناف‬

‫الفرعي بمذكرة تبلغ الى المستأنف‪.‬‬

‫‪ 31‬قرار صادر بتاريخ ‪ ،1989/08/10‬ملف إداري عدد ‪ ،86/7146‬منشور بمجلة املعيار عدد ‪ ،16‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 32‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.253‬‬

‫‪20‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ o‬كذلك لا يخضع للميعاد القانوني المقررة لمباشرة الاستئناف الأصلي‪ ،‬وبذلك يجوز‬

‫تقديمه حتى بعد فوات الميعاد المذكور في الفصل ‪ 134‬من ق‪.‬م‪.‬م بشرط ألا‬

‫يتسبب في تأخير الفصل في القضية‪.‬‬

‫‪ o‬يمكن تقديم الاستئناف الفرعي من طرف المستأنف عليه ولو كان قد طلب تبليغ‬

‫الحكم بدون تحفظ‪ ،‬ولا يمنع عليه تقديم مثل هذا الاستئناف ما لم يسبق له أن قبل‬

‫صراحة الحكم المستأنف‪.‬‬

‫‪ o‬لا يجوز أن يستأنفا فرعيا من سبق له أن مارس الاستئناف الأصلي‪.‬‬

‫‪ o‬يقدم الاستئناف الفرعي مباشرة أمام محكمة الاستئناف‪ ،‬وبالتالي لا يخضع‬


‫‪33‬‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 141‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬الاستئناف المثار‬

‫نص المشرع على هذا النوع من الاستئناف في الفصل ‪ 135‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬الذي ورد‬

‫فيه‪" :‬و يكون كل استئناف نتج عن الاستئناف الأصلي مقبولا في جميع الأحوال‪"...‬‬

‫والاستئناف المثار‪ ،‬يقدم كرد فعل عن الاستئناف الأصلي كله وليس في جزء منه‪،‬‬

‫وذلك في الحالات التي يتعذر فيها تقديم استئناف فرعي‪ ،‬وهو يرتبط بالنزاعات المتعددة‬
‫‪34‬‬
‫الأطراف‪ ،‬أي التي تقوم بين ثلاثة أطراف أو أكثر‪.‬‬

‫ولا يلزم في الاستئناف المثار تقديمه داخل الأجل الخاص بالاستئناف الأصلي أي‬

‫‪ 30‬يوم من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫ومثال الاستئناف المثار أن يتم رفع دعوى مسؤولية تقصير ية في مواجهة عدة أشخاص‬

‫كأطراف مدعى عليهم‪ ،‬ويتقدم الخاسر للدعوى كمستأنف باستئناف أصلي ضد أحد هؤلاء‬

‫‪ 33‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.208‬‬


‫‪ 34‬محمد صابر‪ ،‬أنواع االستئنافات والطلبات أمام محكمة االستئناف‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬كلية الحقةق‪ ،‬جامعة القاض ي‬
‫عياض مراكش‪ ،‬س ‪ ،1998‬ص ‪.113‬‬

‫‪21‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الأطراف فقط دون الباقين‪ ،‬و يكون من المحتمل أن تصدر محكمة الاستئناف قرارا‬

‫بالاستجابة لطلب المستأنف‪ ،‬فيتقدم الأطراف الذين لم يوجه الاستئناف الأصلي في‬

‫مواجهتهم باستئناف مثار‪ ،‬لأنه في هذه الحلة يتعذر عليهم تقديم استئناف فرعي‪ ،‬وكذلك‬

‫يتعذر عليهم تقديم مقال التدخل أمام محكمة الاستئناف لأنهم كانوا أطرافا في الخصومة‬
‫‪35‬‬
‫أمام محكمة الدرجة الأولى‪.‬‬

‫بالرجوع الى مشروع قانون المسطرة المدنية (‪ ،)02.23‬نجده قد نظم الاستئناف المثار‬

‫لأول مرة بهذه التسمية في المادة ‪ 207‬منه‪ 36،‬مع ممارسته ضد غير المستأنف أصليا شر يطة‬

‫أن يكون الهدف هو تحميل الطرف غير المستأنف بما قد يعفى منه المستأنف أصليا في حالة‬

‫الاستجابة لملتمسات استئنافه‪.‬‬

‫‪ - 4‬الاستئناف المقابل‬

‫وهو ذلك الاستئناف الذي يكون مستقلا عن الاستئناف الأصلي‪ ،‬ويتعين تقديمه‬

‫داخل الاجل القانوني المحدد للطعن بالاستئناف‪ ،‬وهو ينصب على كل جزء من أجزاء‬

‫الحكم‪ ،‬ويهدف من خلاله المستأنف الى الرد على الاستئناف الأصلي‪ ،‬ويتميز الاستئناف‬

‫المقابل عن الاستئناف الفرعي بالخصائص التالية‪:37‬‬

‫‪ o‬يجب أن يقدم داخل الاجل القانون المحدد للإستئناف الأصلي‪ ،‬أما الاستئناف‬

‫الفرعي فلا يلتزم في بأي أجل سوى أن يباشر قبل إقفال باب المناقشة‪.‬‬

‫‪ o‬الاستئناف المقابل استئناف مستقل عن الاستئناف الأصلي‪ ،‬وهذا عكس‬

‫الاستئناف الفرعي الذي يعتبر تابعا وفرعيا عن الاستئناف الأصلي‪.‬‬

‫‪ 35‬الطيب الفصايلي‪ ،‬الوجيز في القانون القضائي الخاص‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪ ،1993 ،2‬م النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 36‬نصت املادة ‪ 207‬من م‪.‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،.‬على ما يلي‪" :‬يجوز توجيه االستئناف املثار ضد غير املستأنف أصليا متى كان الهدف من االستئناف األصلي‬
‫تحميل الطرف غير املستأنف بما قد يعفى منه املستأنف أصليا في حالة االستجابة مللتمسات استئنافه"‪.‬‬
‫‪ 37‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪22‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ o‬يرمي الاستئناف المقابل الى الرد على الاستئناف الأصلي‪ ،‬ول كن في الحكم‬

‫برمته‪ ،‬وليس في شق منه‪ ،‬أما الاستئناف الفرعي فلا يتناول إلا الجانب الذي‬

‫أضر بمصلحة المستأنف عليه‪ ،‬أي أنه ينصب على جزء من الحكم لا الحكم كله‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات الطعن باالستئناف آثاره‬

‫للطعن بالاستئناف شروط وإجراءات يجب احترامها (أولا)‪ ،‬وذلك ل كي ينتج الطعن‬

‫أثاره (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط إجراءات الطعن باالستئناف‬

‫‪ -1‬شروط الطعن بالاستئناف‬

‫ممارسة الطعن داخل الاجل المحدد قانونا‬ ‫أ‪-‬‬

‫يتعين تقديم الاستئناف داخل أجل ثلاثين (‪ )30‬يوما من تاريخ التبليغ وإلا سقط‬

‫الحق في ذلك‪ ،‬على أن المشرع استثنى بعض الحالات وقرر لها أجالا أخرى مخالفة شأن‬

‫استئناف الأوامر الاستعجالية والاوامر المبنية على طلب وقضايا الاسرة والقضايا المتعلقة‬

‫باستئناف الحكم القاضي بالتعرض على الأوامر الصادرة في إطار مسطرة الامر بالأداء‪،‬‬

‫والتي حدد لها أجل خمسة عشر يوما‪.‬‬

‫وفيما يخص الأحكام الصادرة عن المحاكم الإدار ية‪ ،‬والأقسام المتخصصة في القضاء‬

‫الإداري بالمحاكم الإبتدائية‪ ،‬فتستأنف داخل أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ التبليغ وفقا لأحكام‬

‫المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 80.03‬المحدث للمحاكم الإدار ية‪ ،‬ونفس للأمر يسري على إستئناف‬

‫الأوامر الصادرة عن رئيس المحكمة الإدار ية الصادرة طبقا للفصلان ‪ 148‬و ‪ 153‬من‬

‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫أما الاحكام الصادرة عن المحاكم التجار ية وكذا الاحكام الصادرة عن الاقسام‬

‫المتخصصة في القضاء التجاري بالمحاكم الابتدائية‪ ،‬فتستأنف داخل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ‬

‫التبليغ وهو ما نصت عليه المادة ‪ 18‬من القانون ‪ 53.95‬المحدث للمحاكم التجار ية‪.‬‬

‫على أن سر يان الاجل يبتدئ من تاريخ التبليغ الى الشخص في موطنه الحقيقي أو‬

‫المختار‪ ،‬أو بالتبليغ في الجلسة إذا كان ذلك مقررا بمقتضى القانون‪.‬‬

‫وتجدر الإشارة الى أن أجل الاستئناف هو أجال كامل و يعد من النظام العام فلا‬

‫يمكن الز يادة فيه أو النقصان‪ ،‬فلا يحسب يومه الأول ولا اليوم الذي ينتهي فيه‪.‬‬

‫وفي حالة وفاة المحكوم عليه يتوقف أجل الاستئناف‪ ،‬ولا يبدأ في السر يان من جديد‬

‫إلا بعد مرور أجل ‪ 15‬يوما التي تلي تبليغ الورثة الحكم وذلك في موطن الشخص المتوفى‬

‫وهو ما نص عليه الفصل ‪ 137‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وأما إذا وقع أثناء أجل الاستئناف تغيير في‬

‫أهلية أحد الأطراف يتم إيقاف الاجل ولا يبتدئ سر يانه إلا بعد نفس المدة ‪ 15-‬يوما‪-‬‬

‫من تبليغ الحكم لمن لهم الصفة في تسلم هذا التبليغ وهو ما جاء به الفصل ‪.139‬‬

‫أما فيما يخص الأطراف الذين ليس لهم لا موطن ولا محل إقامة بالمغرب فتضاعف‬

‫الآجال ثلاث مرات لمصلحتهم وذلك طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 136‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وقد جاء مشروع قانون المسطرة المدنية رقم ‪ 02.23‬بمقتضى جديد؛ وهو ما ورد في‬

‫المادة ‪ ،218‬حيث يجوز لمن فاته أجل الطعن أن يطعن في الحكم أثناء النظر في الطعن‬

‫المرفوع داخل الاجل المحدد قانونا من أحد الأطراف‪ ،‬ويشترط لقبول هذا الطعن أن يقع‬

‫خارج الاجل وأن يكون الامر متعلقا بحكم في موضوع غير قابل للتجزئة أو في التزام‬
‫‪38‬‬
‫بالتضامن أو في دعوى يوجب القانون فيها مقاضاة أشخاص معينين‪.‬‬

‫‪ 38‬نصت على هذا املقتض ى املادة ‪ 218‬من م‪.‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬والتي جاء فيها‪" :‬إذا صدر حكم في موضوع غير قابل للتجزئة أو في التزام بالتضامن أو في‬
‫دعوى يوجب فيها القانون مقاضاة أشخاص معينين‪ ،‬جاز ملن فاته أجل الطعن من املحكوم عليهم أو قبل الحكم‪ ،‬أن يطعن فيه أثناء النظر في‬
‫الطعن املرفوع من أحد األطراف داخل االجل متبنيا طلباته‪".‬‬

‫‪24‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ب‪ -‬أداء الرسوم القضائية‬

‫يجب على الطرف الذي يريد ممارسة الطعن بالاستئناف أن يقوم بأداء الوجيبة‬

‫القضائية وذلك تحت طائلة عدم قبول طلبه‪ ،‬وبالرجوع الى الفصل ‪ 32‬من ظهير ‪ 27‬أبر يل‬

‫‪ ،1984‬نجده ينص على ما يلي‪:‬‬

‫"يستوفى عن استئناف حكم محكمة ابتدائية‪:‬‬

‫إذا تعلق الامر باستئناف حكم تحضيري أو أمر صادر عن قاضي المستعجلات‬ ‫أ‪-‬‬

‫أو أمر على عريضة أو طلب عدم القيام بتنفيذ مؤقت أو استئناف بشأن‬

‫الاختصاص‪ 150........................................................‬درهما؛‬

‫ب‪ -‬إذا تعلق الامر باستئناف حكم نهائي ولو كان مقترنا باستئناف حكم تحضيري‪،‬‬

‫أو باس تئناف حكم على اعتراض في ميدان الإ يجار أو الامر بالأداء‪ :‬رسم يحسب تبعا لمبلغ‬

‫أو موضوع الطلب و يحدد باعتبار التعر يفة المنصوص عليها في الفصلين ‪ 24‬و‪ 25‬أعلاه‬

‫مضافة إليها نسبة ‪%10‬؛‬

‫ت‪ -‬إذا كان الاستئناف يرمي الى مجرد إلغاء حكم دون استنتاجات أو طلبات‬

‫أخرى‪ :‬رسم يحسب كما هو مبين أعلاه مضافة إليه نسبة ‪ %10‬تبعا لمبلغ العقوبات المحكوم‬

‫بها ابتدائيا؛‬

‫ث‪ -‬إذا تعلق الامر باستئناف حكم صادر في ميدان التحفيظ‪:‬‬

‫رسم ثابت قدره ‪ 150................................................‬درهم‪".‬‬

‫‪ -2‬إجراءات الطعن بالاستئناف‬

‫يقدم الاستئناف في شكل مقال أمام كتابة ضبط المحكمة الابتدائية التي أصدرت الحكم‬

‫المطعون فيه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ويثبت وضع المقال بكتابة الضبط في سجل خاص قبل توجيهه مع المستندات المرفقة‬

‫بدون مصار يف الى كتابة ضبط محكمة الاستئناف المختصة‪ ،‬ويسلم وصل للأطراف بوضعهم‬
‫‪39‬‬
‫مقالهم بشرط أم يطبوا ذلك‪.‬‬

‫ويتعين أن يتضمن مقال الاستئناف الأسماء العائلية والشخصية‪ ،‬وصفة أو مهنة‬

‫وموطن أو محل إقامة كل من المستأنف والمستأنف عليه وكذا اسم وصفة وموطن الوكيل عند‬

‫الاقتضاء‪ ،‬وأن يبين إذا تعلق الامر بشركة اسمها الكامل ونوعها ومركزها‪ ،‬وأن يتضمن‬

‫كذلك موضوع الطلب والوقائع والوسائل المثارة‪ ،‬وترفق المستندات التي يريد الطالب‬
‫‪40‬‬
‫استعمالها بالمقال‪.‬‬

‫وإذا تعدد الأطراف المستأنف عليهم‪ ،‬وجب إرفاق المقال بعدد النسخ الكافية‬

‫والمطابقة لعدد هؤلاء‪ ،‬وإلا طلبت كتابة من المستأنف الادلاء بها داخل أجل ‪ 10‬أيام‪،‬‬

‫وفي حالة انصرام هذا الاجل المذكور دون الادلاء بهذه النسخ أدرج الرئيس الأول لمحكمة‬
‫‪41‬‬
‫الاستئناف القضية في الجلسة التي يعينها وتصدر المحكمة قرارا بالتشطيب على القضية‪.‬‬

‫ومما ينبغي على المستأنف‪ ،‬إرفاق مقاله بنسخة من الحكم المطعون فيه‪ ،‬ول كن مع ذلك‬

‫لا يترتب على عدم الادلاء بها عدم قبول الاستئناف مادام المشرع يلزم كتابة الضبط بمحكمة‬
‫‪42‬‬
‫الاستئناف أن تطلبها من المحكمة الابتدائية‪.‬‬

‫وبعد إيداع مقال الاستئناف وتوصل محكمة الاستئناف به وفقا للقواعد السالفة‪ ،‬يعين‬

‫الرئيس الأول للمحكمة المذكورة مستشارا مقررا يسلم إليه الملف في ظرف أربع وعشرين‬
‫‪43‬‬
‫ساعة‪.‬‬

‫‪ 39‬الفصل ‪ 141‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬


‫‪ 40‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 41‬الفقرة الثانية والثالثة من الفصل ‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 42‬الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 43‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.257‬‬

‫‪26‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫و يصدر المستشار المقرر فورا أمرا بتبليغ مقال الاستئناف للمستأنف عليه‪ ،‬و يعين تاريخ‬

‫النظر في القضية أخذا بعين الاعتبار ظروف القضية وأجال المسافة المحددة في الفصلين ‪40‬‬

‫و‪ 41‬من ق‪.‬م‪.‬م عند الضرورة‪.‬‬

‫يبلغ المستأنف عليه بالمقال و يعلم بتاريخ الجلسة وبضرورة تقديم مذكراته الدفاعية‬
‫‪44‬‬
‫والمستندات المؤيدة لمطالبه قبل الجلسة في أجل يحدده المستشار المقرر‪.‬‬

‫وتودع المذكرات والسندات المذكورة وكافة الردود والمستنتجات بكتابة ضبط محكمة‬
‫‪45‬‬
‫الاستئناف‪ ،‬و يجب أن يكون عدد النسخ مساو يا لعدد الأطراف‪.‬‬

‫وإذ تعدد المستأنف عليهم ولم يقدم بعضهم مذكرات دفاعه‪ ،‬نبههم المستشار المقرر‬

‫بضرورة تقديمها وإلا صدر الحكم بمثابة حضوري في حق الجميع‪.‬‬

‫وتجدر الإشارة الى أنه لا يمكن تقديم جميع الطلبات في طور الاستئناف‪ ،‬ذلك أن‬

‫الفصل ‪ 143‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬في فقرته الأولى يقضي بأنه‪" :‬لا يمكن تقديم أي طلب جديد‬

‫أثناء النظر في الاستئناف باستثناء طلب المقاصة أو كون الطلب الجديد لا يعدو أن يكون‬

‫دفاعا عن الطلب الأصلي‪".‬‬

‫كما لا يجوز أن يباشر الشخص الاستئناف مرتين‪ ،‬وهو ما أكدته محكمة الاستئناف‬

‫بالدار البيضاء‪ ،‬من خلال قرار صادر عنها جاء فيه‪" :‬إن المستأنفة تقدمت باستئنافين في‬

‫الحكم المطعون فيه‪ ...‬حيث من الثابت أن طرق الطعن في الاحكام لا تمارس إلا مرة‬

‫واحدة‪ ،‬حيث إنه استنادا الى ذلك فإنه يتعين التصريح بعدم قبول هذا الاستئناف لخرقه‬
‫‪46‬‬
‫قاعدة جوهر ية تتعلق بطرق الطعن في الاحكام وهي من صميم النظام العام"‪.‬‬

‫‪ 44‬الفقرة الثانية من الفصل ‪.329‬‬


‫‪ 45‬الفصل ‪ 332‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ 46‬قرار رقم ‪ 1966‬الصادر بتاريخ ‪ ،1985/12/10‬منشور بمجلة املحاكم املغربية‪ ،‬عدد ‪ ،1987 ،48‬ص ‪.93‬‬

‫‪27‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار الطعن باالستئناف‬

‫يرتب الاستئناف أثرين اثنين يتمثلان في كونه يوقف تنفيذ الحكم المطعون فيه‪ ،‬وفي أنه‬

‫ينقل النزاع من المحكمة الابتدائية الى محكمة الاستئناف‪.‬‬

‫‪ -1‬الأثر الموقف‬

‫نصت على هذا الأثر الفقرة الأخيرة من الفصل ‪ 134‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬حيث جاء فيه‪:‬‬

‫"يوقف أجل الاستئناف والاستئناف نفسه داخل الاجل القانوني التنفيذ‪ ،‬عدا إذا أمر‬

‫بالتنفيذ المعجل ضمن الشروط المنصوص عليها في الفصل ‪ ،"147‬وهكذا فالاستئناف المقدم‬

‫بصورة قانونية يؤدي الى وقف تنفيذ الحكم الابتدائي المطعون فيه‪ ،‬وهي مسألة بديهية لأن‬

‫طرق الطعن العادية توقف التنفيذ‪.‬‬

‫وهذا الأثر الواقف يبدأ من إيداع مقال الاستئناف داخل الاجل القانوني‪ ،‬ويمتد‬

‫هذا الأثر الى حين بت محكمة الاستئناف في القضية‪ ،‬فإن أصدرت قرارها بتأييد الحكم‬

‫المستأنف‪ ،‬يسترجع قوته التنفيذية من جديد‪ ،‬وإذا قضت بإلغاء الحكم فهذا الأخير يصير‬

‫عديم المفعول‪ ،‬و يحل محله القرار الاستئنافي الجديد‪ ،‬وينصب الأثر الموقف على مجموع‬

‫منطوق الحكم أ يا كانت طبيعة الحكم‪ ،‬سواء كان فاصلا في الموضوع أو حكما تمهيديا بشرط‬

‫أن يستأنف مع الحكم الفاصل في الموضوع‪.‬‬

‫‪ -2‬الأثر الناقل‬

‫يقصد بهذا الأثر أن ينقل الاستئناف النزاع من المحكمة الابتدائية الى محكمة‬

‫الاستئناف‪ ،‬ويشمل النقل كل عناصر الدعوى الواقعية منها والقانونية‪.‬‬

‫و يترتب على ما سبق أن قضاة المحكمة الابتدائية يفقدون الاختصاص في النزاع‬

‫المستأنف وبالتالي ليس لهم أن ينظروا من جديد في النزاع المذكور‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وينتج عن هذا الأثر كذلك نشر الدعوى أمام محكمة الاستئناف‪ ،‬إذ تنتقل كل‬

‫الاختصاصات الى مستشاريها‪ ،‬فيصبحون ذوي الصلاحية في القيام بكل الإجراءات اللزمة‬

‫للبحث والتحقيق في النزاع‪ ،‬ل كن بشرط أن تكون النقط التي أل فيها النظر إليهم قد‬

‫عرضت أمام محكمة الدرجة الأولى‪ ،‬أما إذا كانت طلبات جديدة فلا تقبل إلا في حدود‬
‫‪47‬‬
‫الاستثناءات المقررة بمقتضى الفصلين ‪ 143‬و‪ 144‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫و يترتب على بث محكمة الاستئناف في الحكم المستأنف إما تأييده أو إلغائه جزئيا أو‬

‫كليا‪ ،‬فإذا أيدت الحكم الابتدائي فإن المحكمة الابتدائية هي التي تقوم بتنفيذه‪ ،‬ل كن في حالة‬

‫إلغائه فإن محكمة الاستئناف هي التي تنظر في تنفيذه ما لم تعين محكمة للقيام بذلك شر يطة‬
‫‪48‬‬
‫عدم وجود مقتضيات خاصة تعين محكمة خرى‪.‬‬

‫‪ 47‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.260‬‬


‫‪ 48‬الفصل ‪ 145‬من ق‪.‬م‪.‬م‬

‫‪29‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬طرق الطعن غري العادية‬

‫تتميز طرق الطعن بتعددها وتنوعها‪ ،‬حيث أنها ليست من نوع واحد‪ ،‬فإلى جانب طرق‬

‫الطعن العادية السابق الإشارة إليها هناك طرق للطعن في المقررات القضائية تسمى بطرق‬

‫الطعن غير العادية؛ وسميت كذلك نظرا ل كونها تتميز في خصائصها وشروط ممارستها عن‬

‫طرق الطعن العادية ونذكر على سبيل المثال ما يلي‪ :‬حيث إن طرق الطعن هذه لا تقبل إلا‬

‫إذا أسست على أسباب قانونية محصورة‪ ،‬إلى جانب أن المحكمة المعروضة عليها الطعن تكون‬

‫سلطتها محصورة في بعض العيوب التي أثارها الطاعن فيطعنه وبالتالي هذه النوع من الطعون‬

‫تفتقر لخاصية أساسية تميز طرق الطعن العادية وهي أنها ليست ناشرة للنزاع من حيث‬

‫المبدأ‪.‬‬

‫وعموما فطرق الطعن غير العادية تنحصر في كل من تعرض الغير الخارج عن الخصومة‬

‫والطعن بإعادة النظر (المطلب الأول) إلى جانب الطعن بالنقض (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة والطعن بإعادة النظر‬

‫تتميز الأحكام القضائية بميزة أساسية وهي خاصية النسبية حيث أن المبدأ هو أن‬

‫الأحكام القضائية لا تضر ولا تنفع إلا من كان طرفا في الدعوى التي صدر فيها‪ ،‬لأكن‬

‫قد يحدث أن يمس حكم من الأحكام بمصالح شخص لم ستدعى لا هو ولا من ينوب عنه‬

‫في الدعوى الصادر فيها‪ ،‬بالتالي تجنبا للأثر السلبية لهذا الحكم على مصالحه خول المشرع لمن‬

‫أضر به حكم معين سلوك طعن يسمى بتعرض الغير الخارج عن الخصومة (الفقرة الأولى)‬

‫كما قد يصدر حكم لم يعد يقبل للطعن بطرق الطعن العادية وتتوفر حالات معينة موجبة‬

‫للطعن في هذا الحكم مما يقتضي توفير طر يق من طرق الطعن لمراجعة وإعادة النظر في هذا‬

‫الحكم‪ ،‬هذا ما أدى بالمشرع المغربي إلى توفير طر يق من أجل إعادة النظر في الحكم الذي‬

‫تتوفر فيه الشروط الموجبة لذلك (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة‬

‫يعتبر تعرض الغير الخارج عن الخصومة من بين أهم طرق الطعن التي وفرها المشرع‬

‫للمعنيين بالأمر من أجل إعادة النظر في الأحكام الماسة بمصالحهم‪ ،‬وقد نظم المشرع هذا‬

‫الطعن في الفصول ‪ 303‬إلى ‪ 305‬من ق م م‪ ،‬ونظرا لأهمية هذا الطعن يقتضي الأمر‬

‫التطرق لشروط ممارسة هذا الطعن (أولا) ثم نتحدث عن شكليات مباشرته وآثاره (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة‬

‫إن مباشرة تعرض الغير الخارج عن الخصومة ليس طر يقا يمنك سلوكه من أي كان‬

‫إذ حدد المشرع مجموعة من الشروط الواجب توفرها من أجل مباشرته وهو ما سيكون‬

‫موضوع حديثنا في هذه النقطة‪.‬‬

‫يمكن تعر يف تعرض الغير الخارج عن الخصومة بأنه طر يق من طرق الطعن غير‬

‫العادية في الأحكام وضعه المشرع في متناول كل شخص لم يكن طرفا في الدعوى ولا ممثلا‬

‫فيها ليدفع بذلك أثر الحكم الصادر فيها إذا كان هذا الحكم يمس بحقوقه ومصالحه‪.‬‬

‫ومن خلال هذا التعر يف والمقتضيات المنظمة لهذا التعرض وخصوصا الفصل ‪303‬‬

‫من ق م م يكمن إبراز أهم الشروط الواجب توفرها من أجل ممارسة هذا الطعن‪.‬‬

‫أن يكون هذا الحكم قد مس بمصالح الغير المتعرض‬ ‫‪-1‬‬

‫مفاد هذا الشرط هو أن تكون لمن يباشر هذا الطعن أو يريد مباشرته مصلحة في هذه‬

‫الدعوى‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال ليس تطبيق وتكريس لشرط أساسي من شروط الدعوى ألا‬

‫وهو المصلحة حيث أنه لا دعوى بدون مصلحة‪.49‬‬

‫‪ 49‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون املسطرة املدنية دراسة في ضوء مسودة مشروع ‪ ،2018‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ط‪ :‬التاسعة ‪ ،2019‬ص‪.269 :‬‬

‫‪31‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وتطبيقا لما سلف ذكره نجد في قرار صادر عن محكمة النقض قضى بما يلي‪ ":‬ل كن‪،‬‬

‫حيث إنه من المقرر نصا كما في تحفة الحكام في نكث العقود والأحكام‪ ،‬وينقض القسم‬

‫لوارث ظهر‪ ،‬ولما كان ذلك‪ ،‬فإن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لما ثبت لها من وثائق‬

‫الملف أن دعوى القسمة‪ ،‬محل الحكم المتعرض عليه من طرف المطلوبة‪ ،‬لم تشملها ابتداء‬

‫ضمن أطرافها باعتبارها صاحبة حظ ارثي في المطلوب قسمته وأن الحكم الصادر فيها قد‬

‫مس بحقوقها‪ ،‬فصح منها الطعن لثبوت مصلحتها فيه‪ ،‬وقضت بقبوله لذلك‪ ،‬تكون قد بنت‬

‫قضاءها على أساس ولم تخرق الفصل المحتج به والوسيلة غير جديرة بالاعتبار"‪.50‬‬

‫ألا يكون الغير المتعرض قد استدعي شخصيا أو بواسطة نائبه‬ ‫‪-2‬‬

‫مناط تحديد شروط الطعن عن طر يق تعرض الغير الخارج عن الخصومة"‪ .51‬يستفاد‬

‫هذا الشرط من خلال الفصل ‪ 303‬من ق م م‪ ،‬حيث ينص هذا الفصل على ما يلي‪":‬‬

‫يمكن لكل شخص أن يتعرض على حكم قضائي يمس بحقوقه إذا كان لم يستدعى هو أو من‬

‫ينوب عنه في الدعوى"‪ ،‬حيث إن من كان طرفا في الدعوى ليس له الحق في تقديم هذا‬

‫الطعن‪.‬‬

‫بمعنى آخر فإن من خول له المشرع سلوك هذا الطعن ‪ -‬بعد أن يتحقق الشرط السالف‬

‫الذكر المتعلق بضرورة مساس هذا الحكم بمصالح الغير الذي يريد سلوك هذا الطعن‪ -‬هو من‬

‫كان غيرا بالنسبة لذلك الحكم‪.‬‬

‫وقد يثار تساؤل حول المقصود بالغير الذي له مباشرة هذا الطعن‪ ،‬وكمحاولة لتحديد‬

‫هذا الغير نقول بأن الغير هنا يشمل كل شخص لم يكن مدعيا أو مدعى عليه أو متدخلا أو‬

‫مدخلا في الدعوى أو ممثلا بأحد الخصوم‪.‬‬

‫‪ 50‬قرار عدد ‪ ،711‬صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ ،2017-12-19‬في امللف املدني عدد ‪ 2015-4-1-977‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض‬
‫العدد ‪ 84‬ص ‪.38‬‬
‫‪ 51‬قرار صادر عن املجلس األعلى عدد ‪ 3095‬بتاريخ ‪ ،2003-10-29‬منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى العدد ‪ 62‬سنة ‪ ،2003‬ص‪.17 :‬‬

‫‪32‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫كما يعتبر بمثابة غير ويسوغ له بالتالي سلوك تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪،‬‬

‫الشخص الذي قام بالنيابة عنه سواء وكالة قانونية أو وكالة تعاقدية غير صحيحة شخص آخر في‬

‫الدعوى‪ ،‬كما يعتبر كذلك الممثل في الدعوى من قبل شخص متجاوز لحدود هذه الوكالة‬

‫غيرا‪.52‬‬

‫وبالتالي كل من كان طرفا في الدعوى الصادر فيها الحكم سواء بصورة شخصية أو ممثل‬

‫فيها بصورة شخصية سواء حضر أو أنه تم استدعاؤه بوجه قانوني يمنع عليه سلوك طعن الغير‬

‫الخارج عن الخصومة‪ ،‬وهذا أمر بديهي لأنه لا يعد غيرا بالمعنى السابق‪ ،‬ونجد في هذا‬

‫الإطار قرار لمحكمة النقض – المجلس الأعلى سابقا‪ -‬قضى بما يلي‪ ":‬إذا كانت محكمة‬

‫الاستئناف قد قضت بعدم قبول استئناف المستأنف ل كونه لم يكن طرفا في الدعوى‪،‬‬

‫وبالتالي فليس للمستأنف الطعن في الحكم الابتدائي المذكور عن طر يق تعرض الغير الخارج‬

‫عن الخصومة‪ ،‬ما دامت أوراق الدعوى ومنها الحكم الابتدائي نفسه تفيد أن المتعرض كان‬

‫طرفا في الدعوى أمام المحكمة واستدعي أمامها وفقا لما ينص عليه الفصل ‪ 303‬من ق م م‬

‫الذي يبقى وحده‬

‫نوع المقرر القابل للطعن فيه عن طر يق تعرض الغير الخارج عن الخصومة‬ ‫‪-3‬‬

‫بطبيعة الحال لا نقاش في أن الأحكام الصادرة عن قضاء الموضوع كلها تقبل‬

‫تعرض الغير الخارج عن الخصومة ممن مس هذا الحكم بمصالحه من حيث المبدأ‪ ،‬سواء تعلق‬

‫الأمر بحكم صادر عن محاكم الدرجة الأولى أو الدرجة الثانية‪ ،‬كما أن القرارات الصادرة‬

‫تعن محكمة النقض هي الأخرى تقبل هذا الطعن بصورة استثنائية وفي حدود جد ضيقة‪،‬‬

‫ويتعلق الأمر بتعرض الغير الخارج عن الخصومة بخصوص طعون إلغاء المقرات الصادرة‬

‫‪ 52‬مأمون الكزبري و ادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح املسطرة املدنية في ضوء القانون املغربي‪ ،‬الجزء األول‪ :‬األحكام – طرق الطعن – التحكيم‪،‬‬
‫باقي البيانات غير مذكورة‪،‬ص ‪.374 :‬‬

‫‪33‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫عن السلطات الإدار ية بسبب الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬وليس كل المقررات الصادرة‬

‫عن السلطة الإدار ية بسبب الشطط في السلطة‪ ،‬إنما يتعلق الأمر فقط بتلك التي ينعقد‬

‫الاختصاص لمحكمة النقض ابتدائيا وانتهائيا بشأنها طبقا للمادة ‪ 9‬من قانون إحداث المحاكم‬

‫الإدار ية الابتدائية؛ هذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في قرار لها ومن حيثياته‪ ":‬الأصل أن‬

‫القرارات الصادرة عن محكمة النقض لا تقبل الطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة‪،‬‬

‫الذي هو طعن موضوعي يستدعي مناقشة الوقائع والوثائق المدلى بها‪ ،‬وإذا كان الفصل ‪379‬‬

‫من قانون المسطرة المدنية قد نص في فقرته الأخيرة على أن هذه القرارات تقبل هذا‬

‫الطر يق من الطعن متى كانت صادرة في طعون إلغاء مقررات السلطات الإدار ية ‪ ،‬فإن‬

‫هذا الطعن يبقى قاصرا على المقررات الإدار ية التي يطعن فيها إبتداء وانتهاء أمام محكمة‬

‫النقض‪ ،‬أي المقررات المنصوص عليها في المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 41.90‬المحدث للمحاكم‬

‫الإدار ية‪ ،‬وما دام أن الأمر يتعلق بقرار إداري صادر عن مجلس الوصاية يطعن فيه أمام‬

‫المحكمة الإدار ية فإن الطعن الحالي يبقى غير مقبول "‪.53‬‬

‫ل كن قد طرح إشكال حول ما إذا كان سلوك هذا الطعن رهين بكون الحكم صادر‬

‫عن قضاء الموضوع‪ ،‬أم أنه يشمل كذلك الأوامر الاستعجالية الصادرة في إطار مسطرة‬

‫القضاء الاستعجالي‪ ،‬هذا الأمر فيه خلاف إن فقها وإن قضاء‪ ،‬ل كن الاتجاه الراجح هو أن‬

‫هذه الأوامر هي الأخرى تقبل هذا الطعن إذا توفر شرط الإضرار والشروط الأخرى‪.54‬‬

‫وتأيدا لهذا الاتجاه الأخير نجد قرار صادر عن محكمة النقض من حيثياته ما يلي‪":‬‬

‫مناط الطعن بالتعرض الغير الخارج عن الخصومة هو الضرر الذي يصيب الغير الذي لم يكن‬

‫طرفا في القرار المتعرض عليه ولم يتمكن من الدفاع عن مصالحه‪ ،‬ويستوي الأمر بين حكم‬

‫‪ 53‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 155‬بتاريخ ‪ 16-02-2023‬في امللف عدد ‪ ،3864/4/1/2019‬املنصة االلكترونية الخاصة باجتهادات‬
‫محمة النقض‪ ،‬اطلع عليها بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪ 2023‬على الساعة ‪.14:40‬‬
‫‪ 54‬مأمون الكزبري وإدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.369 :‬‬

‫‪34‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫صادر عن قاضي الموضوع أو أمر صادر عن قاضي الأمور المستعجلة‪ ،‬إذ لا شيء يمنع الغير‬

‫من التعرض تعرض الغير الخارج عن الخصومة على أمر استعجالي إذا تضرر منه"‪.55‬‬

‫وقد حاول مشروع ق م م حسم هذا النقاش إذ نص في المادة ‪ 346‬منه على أنه‪":‬‬

‫يمكن لكل شخص أن يتعرض تعرض الغير الخارج عن الخصومة على مقرر قضائي يمس‬

‫حقوقه‪ "...‬وعبارة المقرر القضائي كما هو معلوم أنه شاملة للأوامر الصادرة عن رئس المحكمة‬

‫والأحكام الصادرة من قضاء الموضوع‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬شكليات تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة وآثاره‬

‫إن ممارسة تعرض العير الخارج عن الخصومة قد حاول المشرع إحاطته بمجموعة من‬

‫الشكليات يجب مراعاتها حتى يتسنى قبول هذا الطعن (‪ )1‬كما أن هذا الطعن يرتب مجموعة‬

‫من الآثار (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬شكليات تعرض الغير الخارج عن الخصومة‬

‫إلى جانب الشروط الموضوعية السابق الإشارة إليها‪ ،‬هناك كذلك مجموعة من الشروط‬

‫الشكلية والإجرائية يجب مراعاتها لقبول هذا الطعن‪ ،‬حيث يتطلب الأمر رفع الدعوى طبقا‬

‫لشكليات تقييد الدعوى للمحكمة المختصة (أ) تقديم هذا الطعن داخل الأجل المسموح به‬

‫(ب) تم وجوب أداء الرسم القضائي مع إرفاق هذا الطعن بوصل إيداع مبلغ مساوي‬

‫للغرامة التي يمكن الحكم بها (ج)‪.‬‬

‫أ‪ -‬رفع الدعوى طبقا للشكليات المقررة لرفع الدعوى للمحكمة المختصة‬

‫يقدم تعرض الغير الخارج عن الخصومة وفقا للقواعد المقررة للمقالات الافتتاحية‬

‫للدعوى حسب الفصل ‪ 304‬من ق م م‪ ،‬حيث إنه ليس هناك خصوصية تميز هذا الطعن‬

‫‪ 55‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 278‬صادر بتاريخ ‪ 2011-02-24‬في امللف املدني عدد ‪ ،2010/2/3/1017‬املنصة االلكترونية الخاصة‬
‫باجتهادات محكمة النقض‪ ،‬ثم االطالع عليها بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪ 2023‬على الساعة ‪.15:05‬‬

‫‪35‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫عن الإجراءات الشكلية الواجبة لتقييد الدعوى طبقا للفصل ‪ 31‬و ما يليه من ق م م‪،‬‬

‫حيث يقتضي تقديم هذا الطعن إما في صورة تصريح شفوي يحرر بشأنه كاتب الضبط محضر‬

‫يوقع عليه المعني بالأمر ‪ ،56‬أو بموجب مقال‪ ،57‬وعموما يجب أن يتضمن المحضر أو المقال‬

‫مجموعة من البيانات المحددة في الفصل ‪ 32‬من ق م م؛ ويتعلق الأمر أساسا ببيانات خاصة‬

‫بالأطراف وهي الأسماء العائلية والشخصية للأطراف وصفة ومهنة كل منهما وعند الاقتضاء‬

‫نفس البيانات بالنسبة للوكيل‪ ،‬وقد يتعلق الأمر بشركة وفي هذه الحالة يتعين أن يتضمن‬

‫المحضر أو المقال اسمعها ونوعها ومركزها الاجتماعي‪ ،‬مع تبيان موضوع الدعوى والوسائل‬

‫المثارة مع إرفاق المستندات التي ينوي المدعي استعمالها‪.‬‬

‫تجدر الإشارة إلى أن عنصر الخيار بين المحضر والمقال يكون متوفرا في حالة التعرض‬

‫الخارج عن الخصومة أمام المحكمة الابتدائية العادية مع التمييز بين حالة المسطرة الشفو ية‬

‫أو‬ ‫‪58‬‬
‫والمسطرة الكتابية‪ ،‬أما تقديم هذا الطعن أمام محاكم الدرجة الثانية سواء عادية‬

‫أو أمام محكمة الدرجة الأولى المتخصصة فيتعين تقديمه في شكل مقال لأن‬ ‫‪59‬‬
‫متخصصة‬

‫المبدأ هو أن المسطرة أمامها مسطرة كتابية‪ ،‬ونفس الأمر بالنسبة لتقديم هذا الطعن أمام‬

‫محكمة النقض‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمحكمة التي ينعقد لها الاختصاص للبت في هذا التعرض فهي بطبيعة‬

‫الحال المحكمة المصدرة للحكم المطعون فيه‪ ،‬هذا ما يستفاد من قرار صادر عن محكمة النقض‬

‫– المجس الأعلى سابقا‪ -‬حيث قضى بما يلي‪ :‬إن تعرض الغير الخارج عن الخصومة على حكم‬

‫‪ 56‬هذا بطبيعة الحال في القضايا التي تكون فيها املسطرة شفوية‪.‬‬


‫‪ 57‬واملؤهل لرفع املقاالت حسب املادتين ‪ 30‬و ‪ 31‬من قانون مهنة املحاماة هو املحامي املسجل بجدول إحدى هيئات املحامين باملغرب أو محامي‬
‫ينتمي لدولة أبرمت معها اململكة املغربية اتفاقية تسمح ملواطني كل من الدولتين بمزاولة مهنة املحاماة بالدولة األخرى‪.‬‬
‫‪ 58‬الفصول ‪ 141‬و‪ 142‬وما يليها من ق م م‪.‬‬
‫‪ 59‬تراجع القوانين املحدثة للمحاكم التجارية واإلدارية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ابتدائي أو قرار استئنافي يجب أن يقدم للمحكمة التي أصدرت الحكم المتعرض عليه كما يستفاد‬

‫ذلك من مقارنة الفصلين ‪ 303‬و ‪ 308‬من ق م م‪.‬‬

‫ومحكمة الاستئناف لما قبلت تعرض الغير الخارج عن الخصومة على حكم ابتدائي تكون‬

‫قد خالفت القانون وعرضت قرارها الصادر بشأن هذا التعرض للنقض"‪.60‬‬

‫ب‪ -‬تقديم الطعن داخل الأجل المسموح به قانونا‬

‫لم يحدد المشرع المغربي أي أجل محدد يتعين تقديم تعرض الغير الخارج عن الخصومة‬

‫داخله‪ ،‬مما يعني أنه يحق لمن له الحق في سلوك هذا الطعن أن يقوم بذلك في أي وقت شاء‪،‬‬

‫ما لم يصدر من بطبيعة الحال صراحة أو ضمنا ما يفيد إقراره للحكم وقبوله ما قضى به‬

‫خصوصا إذا نفذ ذلك الحكم وأعلن أنه لن يعترض عليه‪.61‬‬

‫ول كن هذا لا يعني أن سلوك هذا الطعن مفتوح إلى الأبد‪ ،‬لما في ذلك من خروج عن‬

‫المنطق القانوني السليم‪ ،‬إذ من شأن القول بخلاف ذلك أن يكون الصادر لصالحه الحكم‬

‫مهدد إلى الأبد بإمكانية الطعن في ذلك الحكم‪ ،‬لهذا يذهب الاتجاه الراجح فقها إلى أن‬

‫الأجل الأقصى الذي يمكن فيه قبول هذا الطعن هو أجل ‪ 15‬سنة إعمالا للفصل ‪ 387‬من‬

‫ق ل ع الذي ينص على أن جميع الدعاوى الناشئة عن الالتزام تتقادم بمرور ‪ 15‬سنة‪،‬‬

‫والمقرر هو أن أجل هذا التقادم يبدأ من تاريخ صدور المقرر المطعون فيه‪ ،‬وفي نفس التوجه‬

‫ذهبت محكمة النقض في قرار لها ومن حيثياته‪ ّ":‬طبقا للفصل ‪ 372‬من قانون الالتزامات‬

‫والعقود فإن التقادم لا يسقط الدعوى بقوة القانون بل لابد لمن له مصلحة فيه أن يحتج به‬

‫وليس للقاضي أن يستند إلى التقادم من تلقاء نفسه‪ ،‬والمحكمة لما عللت قرارها " بأن المشرع‬

‫وان لم يحدد أجلا معينا لقبول تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪ ،‬فإن ذلك لا يعني أن‬

‫‪ 60‬قرار صادر عن املجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 3894‬بتاريخ ‪ 9‬نونبر ‪ 1994‬في امللف املدني رقم ‪ ،85/1789‬منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى‪ ،‬العدد‬
‫‪ 47‬سنة ‪ ،/1995‬ص‪.43 :‬‬
‫‪ 61‬مأمون الكزبري وادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.381 :‬‬

‫‪37‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الحق في هذا الطعن يبقى دائما ومستمرا بل إنه يسقط بمرور الزمن خاصة المدة المنصوص‬

‫عليها في الفصل ‪ 387‬من ق‪.‬ل‪.‬ع لاستقرار المعاملات وأنه بمضي مدة تفوق ‪ 15‬سنة‬

‫يكون الحق المبني عليه تعرض الخارج عن الخصومة قد سقط بالتقادم وسقط تبعا لذلك‬

‫أجل التعرض المتمسك به "‪.62‬‬

‫ج‪ -‬أداء الرسوم وإرفاق الطعن بوصل إيداع مبلغ الغرامة الممكن الحكم بها‬

‫بالرجوع للظهير الشر يف ‪1.84.54‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬أبر يل ‪ 1984‬المحدد لللأحكام‬

‫المطبقة على المصار يف القضائية في القضايا المدنية والتجار ية والإدار ية وعلى الإجراءات‬

‫القضائية وغير القضائية والعقود التي يحررها الموثقون وعلى وجه الخصوص الفصل منه نجده‬

‫قد ألزم من يباشر تعرض الغير الخارج عن الخصومة أن يؤدي الرسم القضائي المستوفى عن‬

‫الحكم أو القرار المطعون فيه‪،‬بمعنى أنه يتم التمييز هنا حسب ما إذا تم الطعن ضد حكم صادر‬

‫عن محكمة الدرجة الأولى أو محكمة الدرجة الثانية أو أن التعرض منصب عن قرار صادر‬

‫عن محكمة النقض و يتم تطبيق الرسم القضائي الخاص بكل حالة‪.‬‬

‫هذا بطبيعة الحال لا يغني عن إرفاق الطعن بوصل يثبت إيداع مبلغ الغرامة في حدها‬

‫الأقصى التي من الممكن الحكم بها على من باشر هذا الطعن إذا خسره‪ ،63‬حيث نص‬

‫الفصل ‪ 304‬من ق م م على وجوب إرفاق الطعن بهذا الوصل تحت طائلة عدم قبول‬

‫الطعن‪ ،‬والمبلغ محدد طبقا للفصل ‪ 305‬من نفس القانون مائة درهم بالنسبة للطعن في‬

‫الأحكام الابتدائية و ثلاثمائة درهم بالنسبة لمحاكم الاستئناف وخمسمائة درهم بالنسبة لمحكمة‬

‫النقض‪.‬‬

‫‪ 62‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،39‬في امللف عدد ‪ ،2017-7-1-319‬بتاريخ ‪ ،2015-01-27‬املنصة االلكترونية الخاصة باجتهادات‬
‫محكمة النقض‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪ 2023‬على الساعة ‪.16:23‬‬
‫‪ 63‬هذا املقتض ى أكد عليه الفصل ‪ 37‬من ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1984‬الخاص بتحديد أحكام املصاريف القضائية وغير القضائية السالف ذكره‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ -2‬آثار تقديم تعرض الغير الخارج عن الخصومة والحكم الصادر نتيجة هذا التعرض‬

‫المتفق عليه فقها هو أن سلوك تعرض الغير الخارج عن الخصومة لا يترتب عنه بشكل‬

‫حتمي وقف البت في النزاع المعروض على المحكمة ولا إيقاف التنفيذ‪ ،‬ل كن يبقى للمحكمة‬

‫المعروض عليها النزاع الحق في إيقاف البت في النزاع إلى حين الفصل في تعرض الغير‬

‫الخارج عن الخصومة‪ ،‬كما يمكن لها كذلك وقف تنفيذ الحكم إذا تبين لها أن التنفيذ من‬

‫شأنه الإضرار بالمتعرض‪ ،64‬وللمحكمة سلطة مطلقة بهذا الخصوص وهي غالبا تجنح إلى‬

‫إيقاف تنفيذ الحكم المطعون فيه إذا ما طلب منها ذلك وتبين لها أن تنفيذ ذلك الحكم قد‬

‫يلحق ضررا فادحا لا يمكن تفاديه‪ ،65‬وهذا ما ذهب فيه كذلك مشروع ق م م في المادة‬

‫‪ 349‬منه حيث يمكن إيقاف التنفيذ بناء على طلب‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بآثار الحكم الصادر نتيجة التعرض فنميز بين أمرين؛ إذا أخفق المتعرض‬

‫في تعرضه وتم رفض تعرضه هنا يحكم عليه بالغرامة المحددة في الفصل ‪ 305‬من ق م م‬

‫وهي ‪ 100‬درهم بالنسبة للمحكمة الابتدائية‪ 300 ،‬درهم بالنسبة لمحكمة الاستئناف و ‪500‬‬

‫درهم بالنسبة لمحكمة النقض‪.‬‬

‫وما تجدر الإشارة إليه هو أن مشروع ق م م قد قام بالرفع من هذا المبلغ حيث‬

‫حددته المادة ‪ 350‬منه في ‪ 3000‬درهم أمام محاكم الدرجة الأولى‪ 5000 ،‬درهم أمام‬

‫محاكم الدرجة الثانية و‪ 10000‬أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫كما يلتزم بتعو يض الطرف الآخر إذا كان لذلك موجب مع أداء المصار يف القضائية‬

‫المترتبة عن تعرضه‪ ،‬وتجدر الإشارة إلى أن التعو يض هنا ليس مقرونا بكون المتعرض‬

‫متعسفا في طعنه أو ارتكب تدليسا أو خطأ فادح كما هو الحال بالنسبة لطرق الطعن‬

‫‪ 64‬حليمة بنت املحجوب بن حفو‪ ،‬شرح قانون املسطرة املدنية‪ :‬دراسة نظرية تطبيقية معززة بأحدث االجتهادات القضائية‪ ،‬املطبعة والوراقة‬
‫الوطنية‪ -‬مراكش‪ ،‬ط‪ :‬األولى سنة ‪ ،2022‬ص‪.191 :‬‬
‫‪ 65‬مأمون الكزبري وإدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬م‪.‬س ً‪.386 :‬‬

‫‪39‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الأخرى‪ ،‬بل يكفي أن يكون التعرض قد ألحق ضررا بالخصم وأن تتأكد المحكمة من وجود‬

‫هذا الضرر‪.66‬‬

‫أم ا إذا تم قبول طعن المتعرض ففي هذه الحالة فإن المحكمة المطعون أمامها تعدل عن‬

‫الحكم المتعرض عليه في حدود ما يتعلق بحقوق الغير فقط‪ ،‬أما فيما يتعلق بأطراف النزاع‬

‫الأصلين فالحكم نافذ في حقهم ويتمتع من حيث المبدأ بقوة الشيء المقضي به إزاءهم‪.67‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن بإعادة النظر‬

‫يعتبر الطعن بإعادة النظر طر يق من طرق الطعن العادية التي يمكن للخصوم سلوكها في‬

‫الدعوى في حالات معينة ضد الأحكام الانتهائية غير القابلة للطعن بالتعرض والاستئناف‬

‫وذلك أمام نفس المحكمة مصدرة الحكم المطعون فيه قصد الرجوع فيه‪ ،‬وقد نظمه المشرع‬

‫المغربي في الفصول من ‪ 402‬إلى ‪ 410‬إلى جانب حالات الطعن بإعادة النظر ضد‬

‫الأحكام الصادرة عن محكمة النقض‪.‬‬

‫ومن أجل ممارسة هذا الطعن يتطلب الأمر توفر عدة شروط موضوعية(أولا) ومراعاة‬

‫الإجراءات الشكلية المتطلبة قانونا وبذلك يرتب هذا الطعن والحكم الصادر فيه عدة آثار‬

‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط املوضوعية اخلاصة بالطعن بإعادة النظر‬

‫فإلى جانب الشروط الموضوعية العامة التي تطلب المشرع توفرها في كل دعوى‬

‫هناك شروط خاصة للطعن بإعادة النظر‪ ،‬حيث‬ ‫‪68‬‬


‫والمحددة في الفصل الأول من ق م م‬

‫يجب أن يكون الحكم المطعون فيه غير قابل للطعن بطرق الطعن العادية ثم الصفة في مباشرة‬

‫هذا الطعن (‪ )1‬مع ضرورة توفر حالة من حالات الطعن بإعادة النظر (‪.)2‬‬

‫‪ 66‬املرجع نفسه ص‪.387 :‬‬


‫‪ 67‬عبد الكريم الطالب م‪.‬س‪ .‬ص‪.271 :‬‬
‫‪ 68‬ويتعلق األمر باألهلية والصفة واملصلحة واإلذن بالتقاض ي عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ -1‬وجوب كون الحكم غير قابل للطعن بطرق الطعن العادية وتوفر عنصر الصفة‬

‫اشترط المشرع في إطار الفصل ‪ 402‬من أجل الطعن بإعادة النظر أن يكون الحكم غير‬

‫قابل للطعن بطرق الطعن العادية (أ) كما اشترط توفر عنصر الصفة في من يريد ممارسة هذا‬

‫الطعن (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬عدم قابلية الحكم للطعن بطرق الطعن العادية‬

‫المقصود بهذا الشرط حسب الفصل ‪ 402‬هو أن يكون الحكم غير قابل للطعن فيه‬

‫بالتعرض والاستئناف‪ ،‬وسنحاول في هذه النقطة التطرق للحالات التي تكون فيها الأحكام‬

‫مستوفية لهذا الشرط‪:‬‬

‫لمعرفة الأحكام غير القابلة للطعن بالتعرض لا بد من الرجوع للمقتضيات المنظمة‬

‫للطعن بالتعرض‪ ،‬حيث بالرجوع للفصل ‪ 130‬من ق م م نجده ينص على أنه تكون‬

‫الأحكام الغيابية غير القابلة للطعن بالاستئناف قابلة للطعن بالتعرض‪ ،‬وبمفهوم المخالفة لهذا‬

‫المقتضى يمكن القول بأن الأحكام الحضور ية؛ ولمعرفة ما إذا كانت الأحكام حضور ية أم‬

‫حيث يقتضي الأمر الحضور المادي‬ ‫‪69‬‬


‫غير ذلك نميز بين ما إذا كانت المسطرة شفو ية‬

‫للأطراف والشخصي أو بواسطة من يمثلهم‪ ،‬فمتى حضروا أثناء المناداة عليهم في الجلسة‬

‫اعتبر الحكم حضوري بال نسبة إليهم‪ .‬أما إذا كانت المسطرة كتابي فإنه ليس بالضرورة حضور‬

‫المدعى عليه بشكل شخصي‪ ،‬بل يكفي أن يتقدم هو أو من يمثله بالجواب الكتابي عما ورد في‬

‫مقال المدعي‪.70‬‬

‫غير أنه لا يكفي أن تكون الأحكام حضور ية أو بمثابة حضور ية حتى لا تقبل الطعن‬

‫بإعادة النظر‪ ،‬إنما يلزم أن تكون غير قابلة للطعن بالاستئناف‪ ،‬والمبدأ أن جميع الأحكام‬

‫‪ 69‬وتكون املسطرة شفوية كاستثناء في الحاالت الواردة في الفصل ‪ 45‬من ق م م‪.‬‬


‫‪ 70‬رجاء رفقي‪ ،‬الطعن بإعادة النظر في قانون املسطرة املدنية‪ ،‬بحث نهاية التدريب باملعهد العالي للقضاء بتاريخ ‪ 2011/2009‬ص‪17:‬‬

‫‪41‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الصادرة عن محكمة الدرجة الأولى تكون قابلة للطعن بالاستئناف ما لم يرد نص خاص‬

‫بخلاف ذلك‪ ،‬وخصوصا في الحالات التي تختص فيها المحكمة الابتدائية ابتدائيا وانتهائيا‬

‫استنادا لاختصاصها القيمي والذي عاد بقوة مع مشروع ق م م حسب الفصل ‪ 30‬منه‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصفة في ممارسة الطعن بإعادة النظر‬

‫ينص الفصل ‪ 402‬من ق م م على ما يلي‪ ":‬يمكن أن تكون الأحكام التي لا تقبل‬

‫الطعن بالتعرض والاستئناف موضوع إعادة النظر ممن كان طرفا في الدعوى أو ممن‬

‫استدعي بصفة قانونية للمشاركة فيها‪"...‬‬

‫وبالتالي قد ميز هذا الفصل بخصوص من له الصفة في مباشرة هذا الطعن بين من‬

‫كان طرفا في الدعوى ومن استدعي بصفة قانونية للمشاركة فيها‪ ،‬وسنحاول تبيان المقصود‬

‫بكل حالة من هذه الحالات‪:‬‬

‫فبخصوص أطراف الدعوى فمن المعلوم أن أطراف الدعوى تشمل كل من المدعي‬

‫والمدعى عليه‪ ،‬كما يشمل كذلك المتدخل في الدعوى سواء كان تدخله انضماميا أو‬

‫هجوميا‪ ،71‬إذ بمجرد تقديم المتدخل لمقال التدخل مستوفيا لكافة شروطه وإلا يعتبر طرفا في‬

‫الدعوى التي تدخل فيها‪.72‬‬

‫أما بخصوص المقصود بالمستدعى قانونا للمشاركة في الدعوى فيشمل على وجه‬

‫الخصوص الشخص الذي تم إدخاله في الدعوى طبقا للفصل ‪ 103‬وما يليه من ق م من‬

‫حيث ألزم المشرع استدعاء الشخص المدخل في الدعوى طبقا للفصول ‪ 37‬و ‪ 38‬و‪ 39‬من‬

‫ق م م مع إعطائه الأجل الكافي كي يدخل في الدعوى‪ ،‬وإدخال الغير في الدعوى أو ما‬

‫يصطلح عليه باختصام الغير يعني تكليف شخص خارج الخصومة بالدخول فيها‪ ،‬وعموما‬

‫‪ 71‬تدخل املشرع املغربي للتدخل اإلرادي في الفصل ‪ 111‬من ق م م‪.‬‬


‫‪72‬رجاء رفقي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.71 :‬‬

‫‪42‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫فالمدخل في الدعوى هو الآخر يحق له سلوك الطعن بإعادة النظر على اعتبار أن المشرع‬

‫استلزم في الفصل ‪ 103‬السالف الذكر استدعائه وممن خول له المشرع سلوك هذا الطعن من‬

‫استدعي في الدعوى‪.‬‬

‫‪ -2‬حالات الطعن بإعادة النظر‬

‫من أجل الحديث عن حالات الطعن بإعادة النظر يجب التمييز بين الحالات التي‬

‫تخول هذا الطعن بالنسبة لمحاكم الموضوع (أ) ثم بعد ذلك الحديث عن حالات الطعن‬

‫بإعادة النظر في القرارات الصادرة عن محكمة النقض (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬حالات الطعن بإعادة النظر أمام قضاء الموضوع‬

‫تجدر الإشارة في بداية هذه النقطة على أن مشروع قانون المسطرة المدنية قد نص في‬

‫الفصل ‪ 429‬منه على أنه يمكن الطعن في "المقررات القضائية النهاية بإعادة النظر" مما يعني‬

‫أن المشرع هنا أراد حسم ذلك الجدال القائم حول ما إذا كانت الأوامر الصادرة عن‬

‫رؤساء المحاكم قابلة لهذا الطعن من عدمه‪ ،‬حيث أن عبارة المقررات القضائية تشمل‬

‫الأحكام الصادرة عن قضاء الموضوع والأوامر الصادرة عن رؤساء المحاكم‪.‬‬

‫حدد المشرع المغربي من خلال الفصل ‪ 402‬من ق م م مجموعة من الحالات إذا‬

‫توفرت يمكن للمعني بالأمر سلوك الطعن بإعادة النظر‪ ،‬وسنحاول فيما يلي تبيان كل حالة‬

‫على حدا‪:‬‬

‫‪ ‬تجاوز المحكمة لطلب ات الأطراف‪ :‬حيث أن المبدأ المتعارف عليه في القانون‬

‫الإجرائي هو أن المحكمة ملزمة بالبت في حدود ما طلب منها دون أن تتجاوز هذه‬

‫الطلبات بأن تحكم بأكثر مما طلب منها؛ كأن يطلب الشخص أن تحكم له المحكمة‬

‫بمبلغ الدين الذي له على مدينه فتحكم له المحكمة على الدين والتعو يض والفوائد‬

‫مثلا دون أن يطلبها‪ ،‬في هذه الحالة يحق للطرف الآخر الطعن بإعادة النظر‪ ،‬أو‬

‫‪43‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫تغفل المحكمة البت في أحد الطلبات سواء كانت أصلية أو عارضة؛ ومثال ذلك‬

‫أن يطلب المدين من المحكمة أن تقضي له بدينه على المدين مع اعتبار دينه دينا‬

‫ممتازا فأغفلت المحكمة البت في كون الدين من الديون الممتازة من عدمه‪ ،73‬أو‬

‫أن تكون المحكمة قد بتت بأكثر ما طلب‪.‬‬

‫‪ ‬إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى‪ :‬والمقصود بهذا النوع من التدليس كل‬

‫أعمال التدليس والمفاجآت الكاذبة التي يعمد إليها الخصم ليخدع المحكمة و يؤثر في‬

‫اعتقادها فتتصور الباطل صحيحا وتحكم لصالحه على ضوء هذا التصور‪.74‬‬

‫وفي نفس سياق هذا التعر يف نجد محكمة النقض قد ذهبت في قرار لها‪ ،‬حيث نجد‬

‫من حيثياته‪ ":‬ل كن حيث إن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لم تكن ملزمة بالجواب على‬

‫دفع غير مؤسس‪ ،‬ما دام المقصود بالتدليس الذي يبرر إعادة النظر في الحكم هو تغيير‬

‫الحقيقة عمدا من طرف الخصم‪ ،‬واستعمال طرق احتيالية بقصد إيقاع المحكمة في الغلط‪ ،‬أما‬

‫ما ادعاه الطالب من وقوع خطأ في المحاسبة المطلوبة‪ ،‬وإدلائه بوثيقة صادرة عنه سماها‬

‫"تقريرا إضافيا" لأول مرة في مرحلة إعادة النظر فلا يمكن اعتباره سببا من أسباب قبول‬

‫الطعن المذكور‪ ،‬ما دام أنه كان بإمكانه الاحتجاج بما ذكر خلال سير المسطرة أمام محكمة‬

‫الاستئناف التجار ية والوسيلة على غير أساس"‪.75‬‬

‫‪ ‬بناء الحكم على مستندات مزورة أو صرح بأنها مزورة بعد صور الحكم‪ :‬والمقصودة‬

‫بالتزوير حسب الفصل ‪ 351‬من مجموعة القانون الجنائي هو‪ ":‬تغيير الحقيقة في‬

‫‪ 73‬مأنون الكزبري وإدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.409:‬‬


‫‪ 74‬نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬قانون املرافعات املدنية والتجارية‪ ،‬نظرية الدعوى‪ ،‬االختصاص‪ ،‬الخصومة‪ ،‬الحكم وطرق الطعن‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1998‬ص‪.303 :‬‬
‫‪ 75‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 17‬أبريل ‪.2014‬‬

‫‪44‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الوثائق بسوء نية‪ ،‬تغييرا من شأنه أن يسبب ضررا‪ ،‬متى وقع في محرر بأحد‬

‫الوسائل المنصوص عليها في القانون"‪.‬‬

‫ومن شروط الطعن بإعادة النظر في إطار هذه الحالة‪ :‬أن يكون الحكم قد بني على‬

‫وثيقة مزورة ولا فرق بين أن يكون مرتكب الزور هو الخصم الذي صدر الحكم لصالحه أم‬

‫شخص آخر‪ ،‬أن يكون الإقرار بالتزوير قد صدر بعد صدور الحكم في الدعوى الأصلية وقبل‬

‫تقديم طلب بإعادة النظر‪.76‬‬

‫‪ ‬إذا اكتشفت بعد صدور الحكم وثائق حاسمة محتكرة من قبل الطرف الآخر‪:‬‬

‫و بخصوص الشروط الخاصة بهذه الحالة هي ّأن تكون الوثيقة المحتكرة حاسمة في‬

‫الدعوى وأن تكون الوثيقة محتكرة من طرف الخصم الذي صدر الحكم‬

‫لمصلحته‪ ،‬ألا يكون طالب إعادة النظر على علم بوجود تلك الوثيقة في حوزة‬

‫الخصم‪ ،‬ثم أن يحصل الطاعن على الوثيقة المحتكرة بعد صدور الحكم محل إعادة‬

‫النظر‪.‬‬

‫ومن قرارت محكمة النقض التي صدرت بهذا الخصوص نجد قرار ورد فيه ما يلي‪":‬‬

‫ل كن‪ ،‬حيث لئن كان من ضمن أسباب إعادة النظر أمام محكمة الاستئناف حسب الفصل‬

‫‪ 402‬من ق م م احتكار وثيقة من طرف الخصم فإن ذلك يتطلب توفر شرطين أساسيين‬

‫في هذه الحالة‪ :‬أن تكون الوثيقة حاسمة ومنتجة في النزاع وأن تكون محتكرة لدى الخصم‪،‬‬

‫ولأن الوثيقة التي اعتمدها الطاعن في طلبه هي حكم قضائي مودع لدى المحكمة وبإمكان‬

‫كل من له المصلحة فيه أخذ نسخة منه وهي بذلك لم تكن محتكرة لدى الخصم مما يجعل‬

‫السبب المعتمد غير قائم"‪.77‬‬

‫‪ 76‬رجاء رفقي‪ ،‬م‪.‬س ص‪.44 :‬‬


‫‪ 77‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،367‬بتاريخ ‪ 2014-5-20‬في امللف املدني عدد ‪ 2013-2-1-4992‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض‪،‬‬
‫العدد ‪ ،78‬سنة ‪ 2014‬ص‪.72:‬‬

‫‪45‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ ‬إذا وقع تناقض بين أجزاء نفس الحكم‪ :‬حيث قد يتضمن الحكم الواحد أجزاء‬

‫يناقض بعضها بعضا ويستحيل بالتالي تنفيذ هذه الأجزاء معا‪ ،‬وتجدر الإشارة إلى‬

‫أن العبرة بالتناقض في أجزاء منطوق الحكم‪.‬‬

‫‪ ‬إذا قضت نفس المحكمة وبين نفس الأطراف واستنادا لنفس الوسائل بحكمين‬

‫انتهائيين ومتناقضين وذلك بعلة عدم الإطلاع على حكم سابق أو لخطأ واقعي‪.‬‬

‫‪ ‬إذا لم يقع الدفاع بصفة صحيحة على حقوق إدارات عمومية أو حقوق قاصرين‪:‬‬

‫وكما هو معلوم أن الأصل هو أن المحكمة تفصل بين أطراف النزاع شخصيا أو‬

‫بواسطة ممثليهم القانونين أو الاتفاقيين‪ ،‬فإذا صدر حكم ضد قاصر أو ضد‬

‫الإدارة ولم يكن كل منهما ممثلا تمثيلا قانونيا‪ ،‬كأن يمثل كل منهما شخص ليس‬

‫ل ه الصفة القانونية للتمثيل‪ ،‬أو أن هذا الشخص أهمل الدفاع عن حقوق الإدارة‬

‫أو القاصر فإن ذلك يكون سبب للطعن بإعادة النظر‪.‬‬

‫ب‪ -‬حالات الطعن بإعادة النظر ضد قرارت محكمة النقض‬

‫أجاز المشرع المغربي في إطار الفصل ‪ 379‬من ق م م الطعن بإعادة النظر ضد‬

‫القرارت الصادرة عن محكمة النقض وقد حدد الحالات التي تخول ذلك وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬ضد القرارات الصادرة استنادا على وثائق صرح او اعترف بزوريتها‪.78‬‬

‫‪ ‬ضد القرارات الصادرة بعدم القبول أو السقوط لأسباب ناشئة عن بيانات‬

‫ذات صبغة رسمية وضعت على مستندات الدعوى ثم تبين عدم صحتها عن طر يق‬

‫وثائق رسمية ج ديدة وقع الاستظهار بها فيما بعد‪ ،‬ونعطي أمثلة عن ذلك‪ :‬بأن‬

‫يقوم المعني بالأمر بأداء الرسوم القضائية ويشير كاتب الضبط على ظهر الملف أنه‬

‫لم يتم أدائها أو يشير خطأ إلى أن المذكرة لم يتم إيداعها أو أن الطعن قد تم خارج‬

‫‪ 78‬نحيل بخصوص هذه الحالة على ما سبق قوله بالنسبة للطعن بإعادة النظر أمام محاكم املوضوع‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الأجل في حين إن كاتب الضبط هو من كتب خطأ على ظهر الملف أجل غير‬

‫الذي قدم فيه الطعن في واقع الأمر‪.‬‬

‫‪ ‬إذا صدر القرار على أحد الطرفين لعدم إدلائه بمستند حاسم احتكره خصمه‪.79‬‬

‫‪ ‬إذا صدر القرار دون مراعاة الفصل ‪ 371‬من ق م م‪ :‬هذا الفصل يتحدث عن‬

‫تشكيلة هيئة الحكم حيث أنها تتكون أمام محكمة النقض من حيث المبدأ من‬

‫خمس مستشارين بمن فيهم الرئيس‪ ،‬ل كن يمكن للرئيس الأول أو لرئس الغرفة‬

‫المعروضة عليها القضية وللغرفة نفسها إحالة الحكم في أية قضية على هيئة مكونة‬

‫من غرفتين مجتمعتين‪ ،‬في هذه الحالة يعين الرئيس الأول الغرفة المضافة‪.‬‬

‫‪ ‬صدور القرار دون مراعاة الفصل ‪ :372‬أي إذا لم يقع تلاوة تقرير المستشار‬

‫المقرر وذلك قبل تقديم وكلاء الأطراف ملاحظاتهم الشفو ية وقبل تقديم النيابة‬

‫العامة لمستنتجاتها‪ ،‬أو عدم منح الفرصة لوكلاء الأطراف من أجل الإدلاء‬

‫بملاحظاتهم الشفو ية إذا طلبوا ذلك‪ ،‬أو أن يصدر القرار دون الاستماع للنيابة‬

‫العامة‪.80‬‬

‫‪ ‬إعادة النظر لخرق الفل ‪ 375‬من ق م م‪ :‬حيث يجب أن تستجمع القرارات‬

‫الصادرة عن محكمة النقض البيانات الواردة في الفصل السالف الذكر‪ ،‬مع‬

‫وجوب تعليل قراراتها‪.‬‬

‫‪ 79‬نحيل على ما سبق قوله على نفس الحالة أمام قضاء املوضوع‪.‬‬
‫‪ 80‬حيث يعتبر حضور النيابة العامة أمام محكمة النقض إلزامي ويتعين أن تقدم مستنتجاتها في كافة القضايا‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الشكلية للطعن بإعادة النظر واآلثار املرتتبة عنه‬

‫إلى جانب الشروط الموضوعية التي تناولناها آنفا فإنه يستلزم الأمر كذلك مراعاة‬

‫مجموعة من الشكليات حتى يتسنى قبول هذا الطعن (‪ )1‬كما أن سلوك هذا الطعن يرتب‬

‫مجموعة من الآثار (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬شكليات الطعن بإعادة النظر‬

‫إن تقديم الطعن بإعادة النظر يقتضي تقديمه وفق الإجراءات المنصوص عليها بخصوص‬

‫تقديم المقالات الافتتاحية للدعوى‪ ،‬حيث يتم رفعه أمام المحكمة المصدرة للحكم المطعون فيه‪،‬‬

‫إذ هذه الأخيرة هي التي ينعقد لها الاختصاص للبت من جديد في القضية التي سبق أن‬

‫أصدرت الحكم الذي قدم ضده الطعن بإعادة النظر‪ ،‬و يجوز أن تبت فيه نفس الهيئة التي‬

‫سبق أن بتت فيه‪ ،81‬و يقدم إما في شكل تصريح أو في شكل مقال‪ ،‬ما لم يتعلق الأمر‬

‫بالطعن بإعادة النظر ضد قرار صادر عن محكمة الاستئناف حيث يجب تقديمه في شكل‬

‫مقال مراعاة للمسطرة الكتابية‪ ،‬أما إذا كان الأمر يتعلق بإعادة النظر في قرار صادر عن‬

‫محكمة النقض فيجب تقديمه عن طر يق محامي مقبول للترافع لديها‪.‬‬

‫كما يجب أن يقدم هذا الطعن دخل الأجل المقرر لذلك‪ ،‬وهو أجل ثلاثين يوما من‬

‫تاريخ تبليغ الحكم المطعون فيه وإلا سقط الحق في ذلك‪.‬‬

‫ل كن بطبيعة الحالة فسر يان الأجل يختلف باختلاف الأسباب التي يقوم عليها طلب‬

‫إعادة النظر؛ فإذا كان السبب هو التزوير أو التدليس أو اكتشاف وثائق محتكرة لدى‬

‫الطرف الآخر فلا يبدأ الّأجل إلا من يوم الاعتراف بهذه الوقائع و اكتشاف المستندات‬

‫الجديدة‪ ،‬غير أنه بالنسبة لكل من حالة التدليس وحالة اكتشاف مستندات جديدة اشترط‬

‫المشرع ضرورة توفر حجة كتابية عن هذا التاريخ‪ ،‬أما إذا كانت الأفعال الإجرامية ثبت‬

‫‪ 81‬الفصل ‪ 406‬من ق م م‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وجودها من طرف محكمة زجر ية فالأجل لا يبدأ في السر يان إلا بعد أن يصبح الحكم الذي‬

‫أثبت هذه الجرائم قوة الشيء المقضي به‪.82‬‬

‫أما إذا كان السبب هو تعارض في الأحكام فالأجل لا يسري إلا من تاريخ تبليغ‬

‫الحكم الأخير‪.83‬‬

‫كما يقتضي الأمر ضرورة أداء الرسوم القضائية طبقا لما جاء في قانون المصار يف‬

‫القضائية في إطار الفصل ‪ 37‬منه‪ ،‬حيث نص هذا الفصل على أنه يتعين على ملتمس إعادة‬

‫النظر أداء الرسم المستوفى عن الحكم أو القرار المطعون فيه‪.‬‬

‫ل كن هذا دون نسيان أن المعني بالأمر ملزم من أجل قبول طعنه أن يرفقه بوصل‬

‫إيداع مبلغ بكتابة الضبط المحكمة يساوي الحد الأقصى للغرامة التي يمكن الحكم بها إذا تم‬

‫رفض الطعن بإعادة النظر‪ ،84‬وهذا المبلغ هو ألف درهم أمام المحكمة الابتدائية‪ ،‬وألفين‬

‫وخمسمائة بالنسبة لمحاكم الاستئناف‪ ،‬وخمسة آلاف درهم أمام محكمة النقض‪.85‬‬

‫تجدر الإشارة إلى أن مشروع قانون المسطرة المدنية قام بالرفع من المبلغ الواجب‬

‫إيداعه كضمانة للغرامة الممكن الحكم بها؛ حيث حددتها المادة ‪ 430‬من المشروع في ‪3000‬‬

‫درهم أمام محاكم الدرجة الأولى‪ ،‬و‪ 4000‬درهم أمام محاكم الدرجة الثانية‪ ،‬و‪ 5000‬درهم‬

‫أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫‪ -2‬آثار الطعن بإعادة النظر‬

‫سنتطرق في البداية لآثار تقديم الطعن بإعادة النظر (أ) ثم بعد ذلك سنتحدث عن‬

‫آثار الحكم الفاصل في إعادة النظر (ب)‪.‬‬

‫‪ 82‬الفصل ‪ 404‬من ق م م‪.‬‬


‫‪ 83‬الفصل ‪ 405‬من ق م م‪.‬‬
‫‪ 84‬الفصل ‪ 403‬من ق م م‪.‬‬
‫‪ 85‬الفصل ‪ 407‬من ق م م‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫أ‪ -‬آثار تقديم الطعن بإعادة النظر‬

‫إن تقديم الطعن بإعادة النظر لا يترتب عنه من حيث المبدأ وقف تنفيذ الحكم الذي‬

‫قدم بخصوصه الطعن‪ ،‬وهذا ما يميز طرق الطعن غير العادية عموما‪ ،‬وقد نص المشرع المغربي‬

‫على هذا المقتضى بصريح العبارة في الفصل ‪ 406‬من ق م م‪.‬‬

‫ل كن هذا لا يعني أنه لا يمكن مطلقا إيقاف تنفيذ الحكم الذي قدم بخصوصه الطعن‬

‫بإعادة النظر‪ ،‬إذ يحق لمن له المصلحة تقديم طلب بذلك للمحكمة التي ستبت في الطعن‪،‬‬

‫وللمحكمة أن تستجيب لذلك إذا تبين لها أن الاستمرار في تنفيذ الحكم من شأنه أن يلحق‬

‫ضررا لا يمكن تلافيه بمقدم الطعن‪.86‬‬

‫ب‪ -‬آثار الحكم الفاصل في طلب إعادة النظر‬

‫نميز في إطار آثار الحكم الفاصل في طلب إعادة النظر بين حالتين‪:‬‬

‫حا لة إخفاق طالب إعادة النظر في طلبه وذلك بأن تم رفض طلبه‪ ،‬ففي هذه الحالة‬

‫يحكم على المعني بالأمر بالمصار يف وبغرامة لا يتجاوز حدها الأقصى الحد المحدد لفي الفصل‬

‫‪ 407‬من ق م م؛ ويتعلق الأمر ب ‪ 1000‬درهم أمام محاكم الدرجة الأولى‪2500 ،‬‬

‫درهم أمام محاكم الدرجة الثانية و‪ 5000‬درهم أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫أما إذا تبين أن طالب إعادة النظر محق في ادعائه فإن المحكمة التي بتت في طلب إعادة‬

‫النظر تبطل المطعون فيه و يعود الأطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل صدور الحكم و يتم‬

‫إرجاع المبالغ المودعة مع طلب إعادة النظر‪.87‬‬

‫‪ 86‬مأمون الكزبري وادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.429 :‬‬


‫‪ 87‬الفصل ‪ 408‬من ق م م‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫مع ضرورة الإشارة إلى أنه من حق المحكمة عند إبطالها الحكم المعاد النظر فيه أن‬

‫تقضي بالتعو يض عن الضرر المترتب عن التنفيذ إذا تم لصالح طالب إعادة النظر بناء على‬

‫طلبه بطبيعة الحال‪.88‬‬

‫غير أنه إذا تعلق الأمر بحالة إعادة النظر بسبب تعارض حكمين‪ ،‬فعلى المحكمة أن تقرر‬

‫إبطال الحكم الثاني وأن تقضي بوجوب تنفيذ الحكم الأول حسب شكله ومضمونه‪.89‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن بالنقض‬

‫النقض طر يق من طرق الطعن غير العادية للنظر في الأحكام النهائية‪ ،‬التي تصدر عن‬

‫جميع محاكم الممل كة‪ ،‬ويهدف من يلجأ إليه إلى رفع النزاع أمام محكمة النقض التي تشكل‬

‫محكمة وحيدة في الممل كة‪ ،‬سواء من حيث نوعها أو اختصاصها‪ ،‬أو المسطرة المطبقة أمامها‪،‬‬

‫ونظرا لتفردها به ذه المميزات فقد ارتأى نظر المشرع‪ ،‬أن يجعل مقرها بالرباط باعتبارها‬

‫عاصمة الممل كة‪.‬‬

‫مهمتها محصورة مبدئيا في السهر عن موافقة الحكم المطعون فيه لأحكام القانون أو‬

‫خروجه عنها‪ ،‬فإذا وجدت أن الحكم متفق مع القانون إجرائيا وموضوعيا قضت برد الطعن‪،‬‬

‫وإلا قضت بنقض الحكم وإعادة الملف إلى المحكمة التي أصدرته أو إلى محكمة أخرى من‬

‫نفس الدرجة لتنظر فيه من جديد وفق المبادئ والأسس التي قررتها محكمة النقض وهذا ما‬

‫جعلها تكون محكمة القانون لا محكمة الموضوع‪.‬‬

‫والطعن بالنقض لا يمكن ممارسته سوى في الحالات التي حددها القانون على سبيل‬

‫ا لحصر‪ .‬كما يشترط لقبوله عدم توفر الطرف الذي مارسه على إمكانية ممارسة طر يق من‬

‫طرق الطعن العادية‪.‬‬

‫‪ 88‬مأمون الكزبري‪ ،‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.430 :‬‬


‫‪ 89‬الفصل ‪ 409‬من ق م م‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫وحتى يتسنى لنا الاحاطة بالنقض كطر يق من طرق الطعن الغير العادية سنتناول‬

‫شروط الطعن بالنقض في (الفقرة الاولى)‪ ،‬والمسطرة الخاصة به في (الفقرة الثانية)‪،‬‬

‫ونخصص (الفقرة الثالثة) للكلام عن أثار الطعن بالنقض‪.‬‬


‫الفقرة األوىل‪ :‬مقررات القابلة للطعن بالنقض وأسبابه‬
‫أوال‪ :‬املقررات القابلة للطعن بالنقض‬

‫طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 353‬من ق م م‪ ،‬يمكن ممارسة الطعن بالنقض في مواجهة‬

‫كافة المقررات القضائية الإنتهائية‪ ،‬الصادرة عن محاكم الموضوع‪ .‬إلا أن المشرع المغربي‬

‫استثنى من مجال هذا الطعن المقررات الإنتهائية التي تهم نزاعات تقل قيمتها عن عشرين‬

‫ألف درهم (‪ ،) 20000‬وتلك التي تهم مراجعة الوجيبة ال كرائية أو أداءها أو أداء كافة‬

‫المصار يف المتعلقة بذلك‪.90‬‬

‫أما القرارات الغيابية فإنها لا تقبل الطعن بالنقض مادامت تقبل التعرض‪ .‬غير أن‬

‫هذه القرارات تصبح قابلة للطعن بالنقض بعد انصرام أجل التعرض‪ ،‬و يختلف الأمر‬

‫بالنسبة للأحكام القابلة للاستناف‪ .‬فهذه الأخيرة لا تصبح قابلة للنقض في حالة انصرام‬

‫أجل الاستناف‪.91‬‬

‫‪ - 90‬ينص الفصل ‪353‬من ق م م‪ :‬تبت محكمة النقض ما لم يصدرنص صريح بخالف ذلك في‪:‬‬
‫‪ -1‬الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية الصادرة عن جميع محاكم اململكة باستثناء‪ :‬الطلبات التي تقل قيمتها عن عشرين ألف (‪)20.000‬‬
‫درهم والطلبات املتعلقة باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو مراجعة السومة الكرائية؛‬
‫‪ -2‬الطعون الرامية إلى إلغاء املقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط في استعمال السلطة؛‬
‫‪ -3‬الطعون املقدمة ضد األعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم؛‬
‫‪ -4‬البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها غير محكمة النقض؛‬
‫‪ -5‬مخاصمة القضاة واملحاكم غير محكمة النقض؛‬
‫‪ -6‬اإلحالة من أجل التشكك املشروع؛‬
‫‪ -7‬اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي أو لصالح حسن سير العدالة ‪.‬‬
‫‪ -91‬جواد أمهمول‪ ،‬املسطرة املدنية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء ‪،2018‬ص ‪.215‬‬

‫‪52‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫لا يمكن ممارسة الطعن بالنسبة الأحكام التمهيدية إلا في نفس الوقت الذي يمارس‬

‫فيه الطعن في الأحكام الباتة في الموضوع‪ .92‬ويتعين على طالب النقض الذي يرغب في‬

‫تمديد مجال الطعن بالنقض لحكم تمهيدي أن يشير إلى ذلك صراحة في مقاله وإلا اقتصر‬

‫مجال الطعن على الحكم البات في الجوهر‪.93‬‬


‫ثانيا‪ :‬أسباب الطعن بالنقض‬

‫جاء في الفصل ‪ 359‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪ ،‬خمسة أسباب يمكن الاستناد عليها في الطعن‬

‫بالنقض تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬خرق القانون الداخلي؛‬

‫‪ ‬خرق قاعدة مسطر ية أضر بأحد الأطراف؛‬

‫‪ ‬عدم الاختصاص؛‬

‫‪ ‬الشطط في استعمال السلطة؛‬

‫‪ ‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام التعليل‪.94‬؛‬

‫فإن الطعن بالنقض لا يمكن ممارسته إلا في الحالات التي حددها القانون على سبيل‬

‫الحصر‪ ،‬ويتعين على طالب النقض أن يقوم في مقاله بتحديد الأسباب التي يستند عليها في‬

‫طعنه بشكل واضح تحت طائلة عدم القبول‪.95‬‬

‫‪ -92‬محمد العلمي‪،‬املختصر في قانون املسطرة املدنية‪،‬ط‪.1‬ابريل‪،2019‬م املنار ‪ 2‬أكادير‪،‬ص ‪.189‬‬


‫‪ " -93‬الطعن في الحكم التمهيدي يجب أن يصرح به إن عدم تصريح الطلب بالطعن في النقض في الحكم التمهيدي يترتب عنه عدم قبول ما‬
‫أثاره في هذا اإلطار من أسباب"‪ .‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 681‬في ‪( 9/3/2005‬شكليات التقاض ي والتر افع من خالل قرارات املجلس األعلى‬
‫رقم ‪ 5‬ص ‪.197‬‬
‫‪《 -94‬يتم الحكم بعدم القبول في حالة عدم تأسيس طلبات النقض على أحد األسباب املحددة في الفصل ‪ 359‬من ق م م》‪.‬قرار محكمة‬
‫النقض عدد ‪ 264/2‬ب ‪ 2016/12/7/‬منشور في مجلة قضاء محكمة االستئناف بالدار البيضاء ع‪ 1 :‬ص ‪.212‬‬
‫‪ " -95‬يجب أن تصاع وسائل النقض في قالب وبألفاظ يمكن معها معرفة العيوب املوجهة ضد القرار املطعون فيه‪ .‬سيما إذا لم تبين هذه‬
‫الوسائل النصوص القانونية التي تم خرقها حتى يتسنى للمجلس األعلى معرفة اآلخذ ومدى تأثيرها على سالمة الحكم"‪.‬‬
‫قرارمحكمة النقض عدد ‪ 866/1‬ب ‪ 22/6/2005‬منشورفي" قرارات املجلس األعلى بغرفتين أو بجميع الغرف ‪ -‬ج ‪ 4‬ص ‪ .167‬أشار إليه‬
‫جواد أمهمول م ‪،‬س ص ‪.215‬‬

‫‪53‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ -1‬خرق القانون الداخلي‬

‫يقصد به جميع النصوص التشر يعية الداخلية عدا ما يتعلق منها بالقواعد المسطر ية التي‬

‫يشكل خرقها سببا خاصا للنقض وتشمل هذه النصوص التشر يعية‪ :‬القوانين والمراسيم‬

‫والقرارات التنظيمية الصادرة عن الإدارة‪ ،‬وكذا المعاهدات الدولية المصادق عليها من‬

‫طرف الدولة المغربية‪ ،‬وكذا الأعراف الملزمة‪.96‬‬

‫يلزم الطاعن بالنقض المستند إلى هذا السبب أن يبين النصوص القانونية التي خرقتها‬

‫المحكمة‪ ،‬وإلا كان طعنه غير مقبول ‪.‬‬

‫ويمكن أن يأخذ خرق القانون الموضوعي أشكال عدة‪:‬‬

‫‪ ‬رفض تطبيق قاعدة قانونية على واقعة معينة؛‬

‫تطبيق قاعدة قانونية على واقعة لا تدخل ضمن مجالها؛‬ ‫‪‬‬

‫تأو يل قاعدة قانونية تأو يلا خاطئا؛‬ ‫‪‬‬

‫وأيا كان الشكل الذي اتخذه فإن خرق القانون الموضوعي لا يمكن إثارته إلا من قبل‬

‫الطرف الذي تضررت مصالحه من جراء ذلك‪.97‬‬

‫و يقصد بخرق القانون عدم تطبيق قاعدة قانونية واجبة التطبيق أو تطبيق قاعدة لا‬

‫وجود لها في القانون النافذ‪ ،98‬ويشبه التطبيق الخاطئ للقانون الخطأ في التكييف‪ .‬فهذا‬

‫الخرق يتمثل في قيام محكمة الموضوع بتطبيق قاعدة قانونية على وقائع لا تدخل في مجال‬

‫تطبيقها بسبب التكييف الخاطئ الذي أعطته لها ‪.‬‬

‫‪ -96‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون املسطرة املدنية ط الرابعة‪،2019،‬م املعارف الجديدة الرباط‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪-97‬جواد أمهمول م‪،‬س‪217 .‬‬
‫‪ -98‬قد قض ى محكمة النقض بهذا الصدد أن " املحكمة تخرق القانون باعراضها عن تطبيق نص قانوني لم بلغ العمل به‪ ،‬واستنادها في الحكم‬
‫إلى نص آخر لم يعهد إليها بتطبيقه " قرار ‪ 21‬مارس ‪ - 1967‬مجلة املحاماة ‪ -‬عدد ‪ - 2‬ص ‪ 69‬مع تعليق األستاذ عبد الرحمن بن عمرو‬

‫‪54‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ -2‬خرق قاعدة مسطر ية أضرت بأحد الأطراف‬

‫استلزم المشرع لمباشرة النقض بناء على خرق القانون الشكلي أن يضر ذلك الخرق‬

‫بمصالح أحد الأطراف‪.‬‬

‫وقد استقر القضاء على القواعد الإجرائية المرتبة لطلب النقض وهي‪:‬‬

‫‪ ‬القواعد المسطر ية التي ينتج عن خرقها بطلان الحكم‪ ،‬كإغفال الحكم لعبارة "باسم‬

‫جلالة الملك"‪.‬‬

‫‪ ‬القواعد المسطر ية المتعلقة بحقوق الدفاع‪ ،‬كعدم استدعاء الأطراف بطر يقة‬

‫قانونية‪ ،‬ورفض السماع للشاهد بعد أن يكون قد أدى اليمين القانونية ‪.‬‬

‫‪ ‬القواعد المسطر ية المتصلة بالنظام العام‪ ،‬كالقواعد الماسة بالصفة أو الأهلية أو‬

‫المصلحة لمباشرة حق التقاضي‪ ،‬والقواعد المتعلقة بأداء الرسوم القضائية و القواعد‬

‫المنظمة لطرق الطعن وأجالها‪.‬‬

‫ويشترط في جميع الحالات أن يثبت الطاعن بالنقض في الحكم أو القرار تضرره من‬

‫خرق القاعدة المسطر ية التي تشكل الأساس القانوني الذي ينبني عليه الطعن بالنقض‪ .‬رغم‬

‫أن بعض الاجتهادات الفقهية تذهب إلى أن اشتراط إضرار خرق القواعد الشكلية غير‬

‫لازم‪ ،‬فقط يكفي أن يكون الخرق قد طال قاعدة جوهر ية لقيام وقبول الطعن‪.99‬‬

‫‪ -3‬عدم الاختصاص‬

‫ليس للمحكمة أن تنظر في دعوى هي من اختصاص غيرها من المحاكم‪ ،‬حيث إذا‬

‫ردت المحكمة دعوى بعلة عدم اختصاصها للنظر فيها‪ ،‬أو على العكس إذا فصلت المحكمة في‬

‫‪99 -‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.278‬‬

‫‪55‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫دعوى رغم أنها تخرج من اختصاصها‪ ،‬فإن ذلك يصلح أن يكون سببا للنقض عليها‪،100‬‬

‫وعدم اختصاص المحكمة هو عدم صلاحيتها للبت في نزاع ما عرض عليها ‪.‬‬

‫و يعتبر الاختصاص من أهم مؤسسات قانون المسطرة‪ ،‬إذ إلى جانب ارتباطه الوثيق‬

‫بتعدد الأجهزة القضائية داخل الدولة الواحدة‪ ،‬ارتباط النتيجة بالسبب‪ ،‬فإنه يمثل ضابطا‬

‫يحدد نصيب كل محكمة من القضايا التي يعرفها المجتمع ‪.‬‬

‫يحدد اختصاص كل محكمة من محاكم الموضوع على أساس ترابي ونوعي حيث يتم‬

‫توز يع القضايا على المحاكم على أساس محل إقامة أطرافها أو موقع موضوعها‪ ،‬والاختصاص‬

‫النوعي الذي يوزع القضايا على أساس نوعها وقيمتها‪.‬‬

‫وفي جميع الحالات لا يمكن مطلقا للأطراف‪ ،‬ولا النيابة العامة التمسك بالدفع بعدم‬

‫الاختصاص لأول مرة أمام محكمة النقض‪ ،‬كما لا يمكن لهذه الأخيرة أنثيره من تلقاء‬

‫نفسها ‪.101‬‬

‫الشطط في استعمال السلطة ينص الفصل ‪ 353‬من ق‪.‬م‪.‬م في‬ ‫‪-4‬‬

‫فقرته الرابعة على أنه" تبت محكمة النقض ما لم يصدر نص صريح بخلاف ذلك في ‪:‬‬

‫‪... -5‬‬

‫‪ -6‬الطعون المقدمة ضد الأعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة‬

‫سلطاتهم؛ ‪ "....‬ويتخذ تجاوز السلطة أو الشطط في استعمالها عدة صور‪ ،‬إلا أنه يتحقق‬

‫بشكل عام في تدخل القضاء في اختصاص السلطتين التشر يعية والتنفيذية‪ ،‬كأن‬

‫يعطي القاضي نفسه حق البت في دستور ية قانون أو مرسوم‪ ،‬أو يقوم بتفسير عمل‬

‫‪ -100‬ادريس العبدالوي م س ‪ ،‬من ‪177‬‬


‫‪101 -‬ابراهيم احطاب‪،‬م‪،‬س‪.‬ص‪.250:‬‬

‫‪56‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫إداري يعود أمر تفسيره إلى السلطة التنفيذية‪ ،‬فإن ذلك يعتبر شططا في استعمال‬

‫السلطة و يبرر نقض الحكم الذي صدر مشوبا بمثل هذا الشطط‪.‬‬

‫‪ -7‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام التعليل‬

‫نظرا لأهمية تعليل الاحكام فإن دستور سنة ‪ 2011‬نص على وجوب تعليل الأحكام‬

‫في المادة ‪ 125‬بقولها " تكون الأحكام معللة وتصدر في جلسة علنية وفق الشروط المنصوص‬

‫عليها في القانون "‪.‬‬

‫تعليل الحكم هو التسجيل الدقيق والكامل للنشاط المبذول من طرف قاضي الموضوع‬

‫إلى غاية النطق بالحكم‪ ،‬ويتمثل هذا النشاط بالخصوص في إبراز مجموعة من الأسانيد الواقعية‬

‫والقانونية التي يبنى عليها منطوق الحكم‪.‬‬

‫و يعتبر الحكم غير مرتكز على أساس قانوني أو منعدم التعليل ‪ ،‬عندما يكون منطوقه لا‬

‫يستند إلى تعليل قانوني أو عندما يكون التعليل الوارد في الحيثيات لا يبرر منطوق‬

‫الحكم‪،‬أو عندما يكون هذا التعليل مخالفا للواقع‪. 102‬‬

‫ويرى البعض من الفقه أن انعدام الأساس القانوني ليس سوى خلل في التسبيب يمنع‬

‫محكمة النقض من مباشرة وظيفتها‪.103‬‬

‫ومن الصور التي تتجلى لنا في انعدام الأساس القانوني للحكم كسبب من أسباب الطعن‬

‫بالنقض منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عدم الإشارة إلى المصدر الذي استقى منه قاضي الموضوع وقائع النزاع‪.‬‬

‫‪ ‬إقامة الحكم على سبب غير منتج في النزاع‪.‬‬

‫‪ -102‬ادريس العبدالوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫‪ -103‬محمد الكشبور‪ ،‬رقابة املجلس األعلى على محاكم املوضوع في املواد املدنية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪400 :‬‬

‫‪57‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ ‬إهمال البيان الدقيق لأحد الشروط الجوهر ية الواجبة لتطبيق القانون‪ ،‬فإذا أغفل‬

‫القاضي أحد شروط قيام المسؤولية التقصير ية المتمثل في الفعل الضار وحصول‬

‫الضرر‪ ،‬وعلاقة السببية بين الفعل والضرر ‪ ،‬فإن ذلك بمثابة انعدام للأساس‬

‫القانوني للحكم و يعرض حتما للنقض والإلغاء من طرف محكمة النقض‪.‬‬

‫‪ ‬عدم إبراز أسباب الحكم بشكل جلي للأساس القانوني المعتمد عليه في الحكم‬

‫بالتعو يض‪.‬‬

‫‪ ‬إيراد أسباب يحوم حولها الشك‪.104‬‬


‫الفقرة الثانية ‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض واثاره‬
‫أوال ‪ :‬مسطرة الطعن بالنقض‬

‫حسب الفصل ‪ 358‬من ق‪.‬م‪.‬م فإنه يتعين تقديم طلب الطعن بالنقض داخل أجل‬

‫ثلاثين يوما من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الشخص نفسه أو إلى موطنه الحقيقي‪ ،‬وهذا‬

‫ما لم ينص المشرع على أجل أخر بنصوص خاصة‪.‬‬

‫وعليه لا يسري أجل النقض إلا إذا وقع التبليغ للشخص نفسه أو إلى موطنه‬

‫الحقيقي‪ ،‬أما أن يسري من التبليغ بالجلسة فهذا غير مقبول بالنسبة أمام محكمة النقض‪،‬‬

‫خلافا ما عليه الأمر بالنسبة لمحاكم الاستئناف‪.105‬‬

‫كما لا يسري الأجل على القرارات الغيابية‪ ،‬إلا من اليوم الذي يصبح فيه التعرض غير‬

‫مقبول‪.‬‬

‫أما بالنسبة الطلبات إلغاء مقررات السلطات الإدار ية للشطط في استعمال السلطة‬

‫فتقدم داخل أجل سنتين يوما من يوم نشر أو تبليغ المقرر المطعون فيه‪ ،‬غير أنه يمكن‬

‫‪ -104‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.280-279 :‬‬


‫‪ -105‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬م ‪،‬س‪ ،‬من ‪.302‬‬

‫‪58‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫للمعنيين بالأمر قبل انصرام الأجل المحدد للطعن النزاعي أن يرفعوا تظلما استعطافيا إلى‬

‫السلطة التي أصدرت المقرر‪ ،‬أو إدار يا إلى السلطة التي تعلوها مباشرة ويمكن في هذه الحالة‬

‫تقديم الطلب إلى محكمة النقض بصفة صحيحة خلال ستين يوما ابتداء من تبليغ مقررالرفض‬

‫الصريح كليا أو جزئيا للطعن الإداري الأولي‪.106‬‬

‫وقد أكد المجلس الأعلى على أنه" لا يقبل طلب الإلغاء الموجه ضد المقررات الإدار ية‬

‫إذا كان في استطاعة من يعنيهم الأمر المطالبة بحقوقهم لدى المحاكم العادية‪.107‬‬

‫وقد ألزم الفصل ‪ 354‬من ق‪.‬م‪.‬م أن ترفع طلبات النقض ضد الأحكام القضائية‬

‫بواسطة مقال مكتوب موقع عليه من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض‪ ،‬و يجوز‬

‫للمحكمة في حالة ما إذا وقع المقال من طرف محام غير مقبول للترافع أمام محكمة النقض‪،‬‬

‫أو من طرف الطاعن شخصيا ولو كان محاميا مقبولا لدى محكمة النقض‪ ،‬أن تشطب على‬

‫القضية تلقائيا من غير استدعاء الطرف ‪.‬‬

‫كما يتعين وفقا للفصل ‪ 365‬من ق‪.‬م‪.‬م على المطلوب ضده النقض إذا أراد الرد على‬

‫العر يضة التي تقدم بها الطالب أن يقدم بدوره عريضة جوابية موقع عليها من طرف محام‬

‫مقبول لدى محكمة النقض‪.108‬‬

‫إلا أن الدولة سواء كانت طالبة أو مطلوبة تعفي من مساعدة المحامي‪ ،‬و يوقع مقالاتها‬

‫ومذكراتها الوزير المعني بالأمر أو موظف منتدب لهذا الغرض‪.109‬‬

‫و يجب أن تتوفر في مقال النقض استنادا إلى المفصل ‪ 355‬من ق‪.‬م‪.‬م تحت طائلة‬

‫عدم القبول البيات التالية‪:‬‬

‫‪106 -‬الفصل ‪ 369‬من ق م م‪.‬‬


‫‪ -107‬قرار صادر بتاريخ ‪ 96/7/2‬تحت عدد ‪ 4371‬في امللف ‪ 297‬عدد ‪ 90/328‬منشور بمجموعة قرارات املجلس االعلى املادة املدنية ‪96-58‬‬
‫ص‪ 39‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -108‬عبد الكريم املطالب م س‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪-109‬الفصل ‪ 354‬من ق‪.،‬م‪.‬م‬

‫‪59‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫بيان أسماء الأطراف العائلية والشخصية وموطنهم الحقيقي؛ فقد أوجب الفصل‬

‫المذكور أن يستدعي الخصم إلى عنوانه الحقيقي الذي أورده في دعواه‪ ،‬أو تابع به المسطرة‬

‫أمام محكمة الموضوع‪ ،‬حتى ولو كان قد غيره‪ ،‬أو رجع الاستدعاء الموجه إليه في مرحلة‬

‫التقاضي الموضوعية بملاحظة أنه مجهول ونصب عليه قيم‪ ،‬فان الطاعن يكتفي بذكر العنوان‬

‫الحقيقي لخصمه الوارد في الدعوى وليس ملزما بالبحث عن عنوانه الجديد ‪.‬‬

‫‪ -‬ملخص الوقائع والوسائل والمستنتجات‬

‫‪ -‬إرفاق مقال النقض بنسخة من الحكم النهائي المطعون فيه وإرفاقه علاوة على ذلك‬

‫بنسخة من المقرر الذي يرفض طلب التظلم الأولي المنصوص عليه في الفقرة الثانية من‬

‫الفصل ‪ 360‬أو بمستند يثبت تقديم الطلب المذكور إذا كان قد قدم‪.‬‬

‫ومقال النقض يجب أن يرفق بنسخ مساو ية لعدد الأطراف‪ ،‬وإذا لم تقدم أي نسخة‬

‫أو كان ع دد النسخ غير مساو لعدد الأطراف‪ ،‬تطلب كتابة الضبط من الطاعن بأن يدلي‬

‫بهذه النسخ داخل أجل ‪ 10‬أيام وعند انصرام الأجل وبقي الإنذار بدون مفعول يدرج‬

‫الرئيس القضية بالجلسة وتصدر المحكمة قرارا بعدم القبول‪.‬‬

‫و يودع المقال بكتابة المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه أو بكتابة محكمة النقض إذا‬

‫تعلق الأمر بطلب الإلغاء ضد مقررات السلطة الإدار ية‪ ،‬حيث يسجل بسجل خاص‬

‫لتوجهه بعد ذلك كتابة المحكمة التي تم إيداع العر يضة أمامها إلى كتابة ضبط محكمة النقض‬

‫مرفقا بالمستندات المرفقة به وملف الدعوى وملف المسطرة عند الاقتضاء‪ ،‬وذلك دون‬

‫مصار يف‪.‬‬

‫ويسلم كاتب الضبط وصلا إلى الأطراف عند طلبه و يعتبر وصلا نسخة المقال الموضوع‬

‫عليها طابع بالتاريخ لكتابة الضبط التي تلقت طلب الطعن ‪.110‬‬

‫‪-110‬الفصل ‪ 356‬من ق‪،‬م‪،‬م‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫ويتعين على طالب النقض إلى جانب ما سبق وبناء على الفصل ‪ 357‬من ق م م أداء‬

‫الوجبة القضائية في نفس الوقت الذي يقدم فيه مقاله تحت طائلة عدم القبول مالم يكن‬

‫الطالب في النقض متمتعا بالمساعدة القضائية‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬آثار النقض‬

‫خلاف طرق الطعن العادية‪ ،‬لا ينتج عن الطعن بالنقض أي أثر واقف‪ .‬فالقرار‬

‫المطعون فيه بالنقض يمكن مباشرة تنفيذه خلال سر يان أجل الطعن بالنقض أو بعد‬

‫ممارسته‪ .‬ولا تستثنى من هذه القاعدة إلا المواد التي قام المشرع بتحديدها على سبيل الحصر‪.‬‬

‫وتتمثل هذه المواد في القضايا المتعلقة بالحالة المدنية والتحفيظ العقاري والحالات التي تتم فيها‬

‫إثارة الزور الفرعي‪ .‬ولا تتوفر محكمة النقض على أية سلطة تقدير ية في هذا الصدد إذ يتعين‬

‫الأمر بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه تلقائيا إذا كان النزاع المعروض يدخل ضمن تلك التي‬

‫يحددها القانون‪.111‬‬

‫كما يمكن للمحكمة بطلب صريح من رافع الدعوى وبصفة استثنائية أن تأمر بإيقاف‬

‫تنفيذ القرارات والأحكام الصادرة في القضايا الإدار ية ومقررات السلطات الإدار ية التي‬

‫وقع ضدها طلب الإلغاء ‪.‬‬

‫وإذا كانت القرارات الصادرة عن محكمة النقض تنتج آثارا بالنسبة للأطراف‪ ،‬والحكم‬

‫المطعون فيه‪ ،‬والصوائر والغرامات المدنية والتعو يضات‪ ،‬فإننا نميز في هذه الأثار بين حالة‬

‫رفض الطعن وتصديق الحكم المطعون فيه‪ ،‬وحالة قبول الطعن ونقض الحكم المطعون فيه‪.‬‬

‫أ ‪ -‬أثار القرار القاضي برفض الطعن بالنقض‬

‫في هذه الحالة يصبح الحكم المطعون فيه حائزا لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬و يضحى نهائيا‬

‫ولا يقبل أي طر يق آخر من طرق الطعن‪ ،‬وينحصر هذا الأثر على أطراف النزاع أو من‬

‫‪ -111‬الفصل ‪361‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫يمثلهم‪ ،‬ولا يمكن أن ينسحب عن الأغيار‪ ،‬وليس هذا في حقيقة الأمر إلا إعمالا لمبدأ‬

‫نسبية أثر قوة الشيء المقضي به الأمر الذي يؤدي بالتبعية إلى تقو ية ذلك القرار وتأكيد‬

‫عليها في الفصل ‪ 361‬قوته التنفيذية ورفع إيقاف التنفيذ الذي يتم في الحالات المنصوص‬

‫من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫ويرتب رفض الحكم على الخاسر بأدائه للمصار يف وللغرامة المدنية الخزينة إلى جانب‬

‫الحكم عليه بالتعو يض عن الأضرار التي قد تلحق بالمطلوب في النقض‪.112‬‬

‫ب ‪ -‬آثار نقض الحكم المطعون فيه‬

‫فالنقض يمكن أن يكون كليا كما يكون جزئيا‪ ،‬لمحكمة النقض أن تنقض القرار كله إذا‬

‫تبين لها وجه لذلك‪ ،‬كما يمكن أن تكتفي بنقضه جزئيا دون بقية الأجزاء الأخرى‪ ،‬إن كان‬

‫لذلك مبرر‪ ،‬حيث تكون محكمة الإحالة ملزمة بالبت فيما أحيل عليها فقط دون بقية أجزاء‬

‫الحكم التي لم تتعرض للنقض والتي أصبح فيها الحكم نهائيا‪ ،‬لذلك تختلف آثار قرار قبول‬

‫الطعن بالنقض بحسب ما إذا كان النقض كليا أو جزئيا ‪.‬‬

‫ففي حالة النقض الكلي‪ ،‬فإن الحكم المتضمن قبول الطعن ونقض الحكم المطعون فيه‬

‫يجرد الحكم المنقوض من آثاره كافة‪ ،‬بحيث يعتبر هذا الحكم كأن لم يكن و يعاد الأطراف‬

‫إلى الوضع الذي كانوا عليه قبل صدوره‪.‬‬

‫و يترتب على النقض كذلك و بحكم التبعية بطلان جميع الأحكام والقرارات التي‬

‫ترتبط بالقرار المنقوض والتي تكون نتيجة له‪.113‬‬

‫إضافة إلى إلزام الطرف الذي كان صدر الحكم المنقوض لمصلحته أن يرد إلى الطاعن‬

‫ما قبضه منه استنادا للحكم المطعون فيه ‪.‬‬

‫‪ -112‬الفصل ‪ 376‬من ق‪،‬م‪،‬م‪.‬‬


‫‪-113‬عبد الكريم الطالب ‪.‬م‪ .‬س‪ .‬ص ‪304‬‬

‫‪62‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫أما في حالة النقض الجزئي‪ ،‬وحيث تنص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 369‬من ق م‬

‫على أنه ‪ ...":‬إذا بتت محكمة النقض في نقطة قانونية معينة تعين على المحكمة التي أحيل عليها‬

‫الملف أن تتقيد بقرار محكمة النقض في هذه النقطة‪ ،"...‬فإن محكمة الإحالة تكون ملزمة‬

‫بالبت فيما أحيل عليها فقط دون بقية أجزاء الحكم التي لم تتعرض للنقض والتي تبقى جائزة‬

‫القوة الشيء المقضي به ‪.‬‬

‫وفي كلتا الحالتين‪ ،‬تحيل محكمة النقض الدعوى إلى محكمة أخرى من درجة المحكمة‬

‫التي نقض حكمها‪ ،‬أو بصفة استثنائية على نفس المحكمة التي صدر عنها الحكم المنقوض‪،‬‬

‫ل كن بشرط أن تتكون المحكمة من قضاة لم يشاركوا بوجه من الوجوه أو بحكم وظيف ما في‬

‫الحكم الذي هو موضوع النقض‪.‬‬

‫على أنه بإمكان محكمة النقض بعد نقضها للحكم المحال عليها‪ ،‬إن رأت أنه لم يبقى هناك‬

‫شيء يستوجب الحكم‪ ،‬أن تقرر النقض بدون إحالة‪ ،‬وذلك طبقا للفصل ‪ 369‬من ق م م‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫خــــاتـــمة‬

‫وختاما أمكننا القول إن المشرع المغربي عمل من خلال المقتضيات الوارد ذكرها في‬

‫عرض موضوعنا‪ ،‬على إنصاف الطرف المتضرر‪ ،‬ولم يقف المشرع عند هذا الحد بل تعداه‬

‫لحماية الأغيار ممن قد يمس بمصالحهم في حكم قضائي‪ .‬وهكذا رغم ما يؤاخذ على إطالة‬

‫المسطرة من خلال طرق الطعن‪ ،‬وهو الأمر الذي يستعمله بعض الأطراف لإطالة أمد‬

‫القضية وتعقيد مساطرها‪ ،‬إلا أنها تب قى السبيل الأنجع لحماية المتضرر من حكم أضر بمصالحه‪.‬‬

‫فمن خلال دراستنا لموضوع طرق الطعن من حيث مجالاتها وتعدد أنواعها وكذا بعض‬

‫الإشكالات التي يطرحها هذا الموضوع فإننا نجد من الواجب اتخاذ بعض الخطوات القانونية‬

‫والعملية‪ ،‬من أجل تحسين آلية الطعن في الأحكام نظرا لارتباطها بتحقيق العدالة والإنصاف‬

‫وضمان حقوق المتقاضين‪ ،‬بشكل يسمح بوضع ثقة المتقاضين في مؤسسة القضاء وذلك من‬

‫خلال الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المبادئ الأساسية والتي من أبرزها ما يلي ‪ :‬تسر يع‬

‫من المقتضيات القانونية المرتبطة بالمطعون سواء من خلال مشروع قانون المسطرة المدنية أو‬

‫في نصوص خاصة‪ ،‬بشكل يساير الأهداف المرسومة في ميثاق منظومة العدالة وعلى رأسها‬

‫تحقيق الفعالية والنجاعة القضائية عن طر يق ‪ :‬إعادة النظر في الطعن بالتعرض ومدى‬

‫فعاليته ونجاعته كطر يق طعن عادي لا يمارس بكثرة في الواقع العملي‪ .‬تخو يل محكمة النقض‬

‫حق التصدي في حالة الطعن بالنقض للمرة الثانية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الئحة املراجع‬
‫الكتب‬

‫‪ ‬أحمد مسلم‪ ،‬أصول المرافعات‪ :‬التنظيم القضائي والإجراءات والاحكام في المواد‬

‫المدنية والتجار ية والشخصية‪ ،‬د‪.‬ذط‪ ،‬دار الفكر العربي مصر‪ ،‬س ‪.2004‬‬

‫الدار البيضاء‬ ‫‪ ‬جواد أمهمول‪ ،‬المسطرة المدنية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪.2018‬‬

‫‪ ‬جواد أمهمول‪ ،‬الوجيز في المسطرة المدنية‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة الأمنية الرباط‪ ،‬س ‪.2015‬‬

‫‪ ‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية دراسة نظر ية تطبيقية‬

‫معززة بأحدث الاجتهادات القضائية‪ ،‬ط ‪ ،1‬م مكتبة دار السلام للنشر والتوز يع‪،‬‬

‫فبراير ‪.2022‬‬

‫‪ ‬حليمة بنت المحجوب بن حفو‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية‪ :‬دراسة نظر ية تطبيقية‬

‫معززة بأحدث الاجتهادات القضائية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ -‬مراكش‪ ،‬ط‪:‬‬

‫الأولى سنة ‪.2022‬‬

‫‪ ‬الطيب الفصايلي‪ ،‬الوجيز في القانون القضائي الخاص‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪ ،1993 ،2‬م‬

‫النجاح الجديدة الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون المسطرة المدنية ط الرابعة‪،2019،‬م المعارف الجديدة‬

‫الرباط‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ط ‪ ،2019 ،4‬م المعارف الجديدة‬

‫الرباط‪.‬‬

‫‪ ‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬المسطرة المدنية‪ ،‬د ذ ط‪ ،‬م الجسور وجدة‪ ،‬س ‪.2013‬‬

‫‪65‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ ‬عبد ال كريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية –دراسة في مستجدات‬

‫مسودة مشروع ‪-2018‬ط ‪ ،10‬مطبعة المعرفة مراكش‪ ،‬س ‪.2021‬‬

‫‪ ‬عبد ال كريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية دراسة في ضوء مسودة‬

‫مشروع ‪ ،2018‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪ ،‬ط‪ :‬التاسعة ‪.2019‬‬

‫‪ ‬مأمون ال كزبري و ادريس العلوي العبدلاوي‪ ،‬شرح المسطرة المدنية في ضوء القانون‬

‫المغربي‪ ،‬الجزء الأول‪ :‬الأحكام – طرق الطعن – التحكيم‪ ،‬باقي البيانات غير‬

‫مذكورة‪.‬‬

‫‪ ‬محمد السامحي‪ ،‬طرق الطعن في الأحكام المدنية الإدار ية دراسة علمية مقارنة‪ ،‬ط ‪،1‬‬

‫مطبعة الصومعة‪-‬الرباط‪.1995 ،‬‬

‫‪ ‬محمد العلمي‪ ،‬المختصر في قانون المسطرة المدنية‪،‬ط‪.1‬ابر يل‪،2019‬م المنار ‪ 2‬أكادير‪.‬‬

‫‪ ‬محمد ال كشبور‪ ،‬رقابة المجلس الأعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية‪.‬‬

‫‪ ‬نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬قانون المرافعات المدنية والتجار ية‪ ،‬نظر ية الدعوى‪ ،‬الاختصاص‪،‬‬

‫الخصومة‪ ،‬الحكم وطرق الطعن‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬الإسكندر ية ‪.1998‬‬
‫الرسائل واألطاريح اجلامعية‬

‫‪ ‬رجاء رفقي‪ ،‬الطعن بإعادة النظر في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بحث نهاية التدريب‬

‫بالمعهد العالي للقضاء بتاريخ ‪.2011/2009‬‬

‫‪ ‬محمد صابر‪ ،‬أنواع الاستئنافات والطلبات أمام محكمة الاستئناف‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬

‫الدراسات العليا‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬س ‪.1998‬‬
‫اجملالت واملقاالت العلمية‬

‫‪ ‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪.1987 ،48‬‬

‫‪ ‬مجلة قضاء المجلس الأعلى‪ ،‬العددان ‪ 38-37‬السنة الحادية عشرة ‪.1986‬‬

‫‪66‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫‪ ‬مجلة المعيار عدد ‪.16‬‬

‫‪ ‬مجموعة قرارات المجلس الاعلى المادة المدنية ‪. 96-58‬‬

‫‪ ‬مجلة قضاء المجلس الأعلى العدد ‪ 62‬سنة ‪.2003‬‬

‫‪ ‬مجلة قضاء المجلس الأعلى‪ ،‬العدد ‪ 47‬سنة ‪.1995‬‬

‫‪ ‬نشرة قرارات محكمة النقض‪ ،‬الغرفة المدنية‪ ،‬ع ‪.2012 ،9‬‬

‫‪ ‬مجلة قضاء محكمة النقض‪ ،‬العدد ‪ ،78‬سنة ‪.2014‬‬

‫‪ ‬منشور بمجلة المعيار عدد ‪ 15‬يناير‪.1989 ،‬‬

‫‪ ‬مجلة قضاء محكمة النقض العدد ‪.84‬‬

‫‪ ‬مجلة قضاء محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ع‪. 1 :‬‬

‫‪ ‬مجلة المحاماة ‪ -‬عدد ‪. 2‬‬

‫‪67‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫الفهرس‬

‫مقدمــــــة ‪1 ..............................................................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬طرق الطعن العادية ‪4 ..................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الطعن بالتعرض ‪5 .......................................................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬شروط الطعن بالتعرض ‪5 ............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط املوضوعية ‪6 ..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية ‪9 .............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات التعرض واثاره ‪12 ..........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬إجراءات الطعن بالتعرض ‪12 .....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار الطعن بالتعرض ‪13 .........................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن باالستئناف ‪15 .................................................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬نطاق تطبيق االستئناف وأشكاله ‪16 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق تطبيق االستئناف ‪16 .......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أشكال االستئناف ‪18 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات الطعن باالستئناف آثاره ‪23 ..............................................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط إجراءات الطعن باالستئناف ‪23 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار الطعن باالستئناف ‪28 .......................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬طرق الطعن غري العادية ‪30 .........................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة والطعن بإعادة النظر ‪30 ..................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة ‪31 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة ‪31 ................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شكليات تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة وآثاره‪35 ..................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن بإعادة النظر ‪40 ..............................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫طرق الطعن في األحكام ‪-‬األجال‪ ،‬والرسوم‪-‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط املوضوعية اخلاصة بالطعن بإعادة النظر ‪40 .....................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الشكلية للطعن بإعادة النظر واآلثار املرتتبة عنه ‪48 .....................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن بالنقض ‪51 .....................................................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مقررات القابلة للطعن بالنقض وأسبابه ‪52 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬املقررات القابلة للطعن بالنقض ‪52 ............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب الطعن بالنقض‪53 ........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض واثاره‪58 ................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مسطرة الطعن بالنقض ‪58 ......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار النقض ‪61 ......................................................................................‬‬
‫خــــاتـــمة ‪64 ...........................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع ‪65 ..........................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪68 ..................................................................................................‬‬

‫‪69‬‬

You might also like