Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 72

‫أتليف‪ :‬د‪ .

‬حممد بن غيث‬
‫الواعظ بدائرة الشؤون اإلسالمية ابلشارقة‬

‫‪1‬‬
‫إذن طباعة رقم‪2014 /23043 :‬‬
‫اجمللس الوطين لإلعالم‬

‫‪ISBN978-9948-22-856-1‬‬
‫وزارة الثقافة والشباب وتنمية اجملتمع‬

‫‪2‬‬
‫دممد‪ُ،‬ن ‪ ،‬ونستحعِينُهُن ‪ ،‬ونستحغ ِف ُر‪ُ،‬ن ‪،‬‬ ‫إِ َّن الحم حد للِن ‪ُ ،‬‬
‫ومن سي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ئات فعمالنان ‪،‬‬ ‫ونعُوذُ ابلل م شن ُرروِر فن ُفسنحان ‪ ،‬ش‬
‫هادي‬ ‫يهد‪ ِ،‬للاُ فالح م ِ ل لهُن ‪ ،‬وحم شن يُ لل فال‬ ‫من ِ‬
‫ح‬ ‫حش‬
‫ي َ لهُن ‪،‬‬ ‫فره ُد ف شن ال إلهح إالَّ للاُن ‪ ،‬و شح حد‪ ُ،‬ال حر ِر ح‬
‫لهُن ‪ ،‬و ح‬
‫عبد‪ ُ،‬حورسولهُن ‪ ،‬صلى للاُ علي ِه وعلى‬ ‫فن حمم ًدا ُ‬ ‫وف شر حه ُد َّ‬
‫وسل حم تسليماً كثرياًن ‪ ،‬فما ب شع ُد‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫آله وفصحابه ح‬
‫فإن زماانً ي طر اإلنسا حن فن يبني نعمة وجود‬
‫السلطان ولزوم طاعته؛ لزمان كثر فيه اجلهلن ‪،‬‬
‫وغشيته الفنتن ‪ ،‬وتطرفت فيه األفهامن ‪ ،‬وعظم فيه‬
‫البالءن ‪ ،‬فإن مثل هذ‪ ،‬األمور من املسلمات الرواسخ‬
‫لدى كل لبيب وعاقل يشاهد ما حيل ابلبلدانن ‪ ،‬وما‬
‫مير ابألمم من حوادث الزمان‪.‬‬

‫ولكننا يف زمان كثرت ُجهالهن ‪ ،‬وتفقه فيه لغري‬


‫الدينن ‪ ،‬وغيبت فيه عقول الكثرين ‪ ،‬وهجرت فيه هذ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫امل امني واألبوابن ‪ ،‬واهتم املبِِني لذل َ بشىت التهمن ‪،‬‬
‫وجعل عند البعض عالمة على مواالة الطواغيت‬ ‫ُ‬
‫بزعمهم! وعند آخرين عالمة ردة ومروق من‬
‫الدين!!ن ‪ ،‬مع فن الناس فحوج ما يكونون إىل بيانهن ‪،‬‬
‫حيث الفنت املدهلمةن ‪ ،‬واألوضاع املرتديةن ‪ ،‬والبلدان‬
‫املشتعلةن ‪ ،‬والدعوات امل للةن ‪ ،‬واجلهل املنتشرن ‪ ،‬ال‬
‫سيما مع انتشار األفكار واملذاهب املتطرفة اهلدامةن ‪،‬‬
‫كمذهب اخلوارج ودموهمن ‪ ،‬وما هلم من أتثري على‬
‫عقول الناسن ‪ ،‬واستثمار للفراغ الفكرين ‪ ،‬وطُُرق‬
‫منحرفة يف سبيل حتقيق مآرهبمن ‪ ،‬األمر الذي فدى إىل‬
‫طعن الكثري أبحاديث السمع والطاعة ولزوم اجلماعة‬
‫والبيعةن ‪ ،‬ويف هذا رد ألحاديث رسول للا ‪‬ن ‪،‬‬
‫وإمجاع األمةن ‪ ،‬وفتح لباب الطعن مبن ينقل السنة‬
‫وينشر القن ‪ ،‬فكم من الناس إذا حدثته أبحاديث‬
‫‪4‬‬
‫السمع والطاعةن ‪ ،‬ووجوب لزوم اجلماعةن ‪ ،‬نفر‬
‫وفعرضن ‪ ،‬وغ ب وتكدرن ‪ ،‬وواجب املسلم فن‬
‫يستسلم للحقن ‪ ،‬وال جيد يف نفسه حرجا مما ق ى‬
‫رسول للا ‪ ‬ولكن قد يؤتى اإلنسان من جهلهن ‪،‬‬
‫ويلبس عليه ابلشبهن ‪ ،‬وال حول وال قوة إال ابلل‪.‬‬
‫قال ابن تيمية رمحه للا‪" :‬وكذل َ اخلوارج‪ :‬ملـا‬
‫كانوا فهل سيف وقتالن ‪ ،‬ظهرت خمالفتهم للجماعة؛‬
‫حني كانوا يقاتلون الناس‪ .‬وفما اليوم فال يعرفهم فكثر‬
‫الناس"!(‪.)1‬‬
‫مسات آخر الزمان‬
‫وإن من فبرز مسات آخر الزمان‪ :‬اجلهل والفنتن ‪،‬‬
‫ومها فمران متالزمان‪.‬‬

‫(‪ )1‬النبوات (‪.)546/1‬‬


‫‪5‬‬
‫ب‬‫فعن فيب هريرة ‪ ‬عن النيب ‪ ‬قال‪« :‬يحـتحـ حق حار ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫نت حويُل حقى الشح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض العل ُم حوتحظش حه ُر الف حُ‬ ‫الَّزحما ُن حويـُ شقبح ُ‬
‫حويح شكثُـ ُر اهلحشر ُج» قالوا‪ :‬وما اهلحشر ُج؟ قال‪« :‬ال حقشتل»(‪.)3‬‬
‫وعن رقيق قال‪" :‬كنت مع عبدللا وفيب موسى‬
‫اع ِة ألح َّماَّي ًما‬ ‫فقاال‪ :‬قال النيب ‪« :‬إِ َّن بحـ ش ح‬
‫ني يح حد ِي ال َّس ح‬
‫يحـشن ِزل فِ حيها اجلح شهل حويـُشرفح ُع فِ حيها العِل ُم حويح شكثُـ ُر فِ حيها اهلحشر ُج‬
‫حواهلحشر ُج ال حقشتل»(‪.)4‬‬

‫(‪ )2‬قال النووي‪" :‬ويلقى الشح هو إبسكان الالم وختفيف القاف‬


‫في يوضع يف القلوب"‪ .‬ررح مسلم (‪.)221/16‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬املراد إلقاؤ‪ ،‬يف قلوب الناس على اختالف‬
‫فحواهلم حىت يبخل العامل بعلمه فيرتك التعليم والفتوىن ‪ ،‬ويبخل‬
‫الصانع بصناعته حىت يرتك تعليم غري‪،‬ن ‪ ،‬ويبخل الغين مباله حىت‬
‫يهل َ الفقرين ‪ ،‬وليس املراد وجود فصل الشح ألنه مل يزل‬
‫موجودا"‪ .‬فتح الباري (‪.)17/13‬‬
‫ً‬
‫(‪ )3‬روا‪ ،‬البخاري ح(‪)7061‬ن ‪ ،‬ومسلم ح(‪)6964‬ن ‪ ،‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ )4‬روا‪ ،‬البخاري ح(‪.)7062‬‬
‫‪6‬‬
‫ابب الفنت‬

‫وفعظم فنت آخر الزمان يف السلطانن ‪ ،‬وقد مجع‬


‫النيب ‪ ‬بني هذين البابني يف فحاديث عدةن ‪ ،‬وهي‬
‫وصاماَّي عظيمةن ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫اص ‪ ‬قحال‪ُ :‬كنَّا‬ ‫عن حعشبد للاِ بشن حع شم ِرو بش ِن ال حع ِ‬
‫حم حع حر ُسول للاِ ‪ِ ‬يف حس حف ٍرن ‪ ،‬فحـنحـحزلنحا حمشن ِزالً فح ِمنَّا حم شن‬
‫صل ُح ِخبحاءح‪ُ،‬ن ‪ ،‬حوِمنَّا حم شن يـحشنـتح ِ لن ‪ ،‬حوِمنَّا حم شن ُه حو ِيف‬ ‫يُ ش‬
‫صال حة‬ ‫حج حش ِر‪ِ،‬ن ‪ ،‬إِ شذ حان حدى ُمنح ِادي حر ُسول للاِ ‪ :‬ال َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجتح حم شعنحا إِىل حر ُسول للا ‪‬ن ‪ ،‬فحـ حقال‪« :‬إِنَّهُ ملش‬ ‫حجام حعةًن ‪ ،‬فح ش‬
‫يب قحـشبلي إِال حكا حن ححقًّا حعلشي ِه فح شن يح ُدل ف َُّمتحهُ حعلى‬ ‫يح ُك شن نحِ ٌّ‬
‫حخ شِري حما يحـ شعل ُمهُ هلُشمن ‪ ،‬حويـُشن ِذ حرُه شم حرَّر حما يحـ شعل ُمهُ هلُشمن ‪ ،‬حوإِ َّن‬
‫آخحرحها‬ ‫صيب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫ف َُّمتح ُك شم حهذ‪ُ ،‬جعل حعافيحـتُـ حها يف ف َّحوهلحان ‪ ،‬حو حسيُ ُ‬
‫ور تُـشن ِك ُرونـح حهان ‪ ،‬حوحَِيءُ فِشتـنحة‪ ،‬فحـيُـحرقِ ُق بحـ شع ُ حها‬ ‫بحالء‪،‬ن ‪ ،‬حوف ُُم ‪،‬‬
‫بحـ شع ً ان ‪ ،‬حوحَِيءُ ال ِفشتـنحةُ فحـيحـ ُقول امل شؤِم ُن‪ :‬حه ِذ‪ُ ِ،‬م شهل حك ِِتن ‪ُُ ،‬ثَّ‬
‫ُ‬
‫‪7‬‬
‫ف حوحَِيءُ ال ِفشتـنحةُن ‪ ،‬فحـيحـ ُقول امل شؤِم ُن‪ :‬حه ِذ‪ ِ،‬حه ِذ‪ِ،‬ن ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تحـشن حك ِش‬
‫ُ‬
‫ب فح شن يـُحز شححز حح حع ِن النَّا ِرن ‪ ،‬حويُ شد حخل اجلحنَّةحن ‪،‬‬ ‫حح َّ‬ ‫فح حم شن ف ح‬
‫ت إِىل‬ ‫فحلتحأشتِِه منِيَّـتُه وهو يـ شؤِمن ِابللِ واليـوِم اآل ِخ ِرن ‪ ،‬وليأش ِ‬
‫حح‬ ‫ح حش‬ ‫ح ُ حُح ُ ُ‬
‫َّاس ال ِذي ُِحيب فح شن يـُ شؤتحى إِلشي ِهن ‪ ،‬حوحم شن حابيح حع إِ حم ًاما‬ ‫الن ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اعن ‪،‬‬ ‫استحطح ح‬‫ص شف حقةح يحد‪،‬ن ‪ ،‬حوحَثححرةح قحلبِهن ‪ ،‬فحليُط شعهُ إِن ش‬ ‫فحأ شحعطحا‪ ُ،‬ح‬
‫اض ِربُوا عُنُ حق اآل حخ ِر»(‪.)5‬‬ ‫فحِإ شن حجاءح ح‬
‫آخ ُر يـُنحا ِزعُهُ فح ش‬
‫وعن العرابض بن سارية ‪ ‬قال‪" :‬قح حام فِينحا‬
‫ات يحـ شوٍمن ‪ ،‬فحـ حو حعظحنحا حم شو ِعظحةً بحليغحةًن ‪،‬‬ ‫حر ُسول للا ‪ ‬ذح ح‬
‫ِ‬
‫ت ِمشنـ حها العُيُو ُنن ‪ ،‬فحِقيل‪ :‬حماَّي‬ ‫وبن ‪ ،‬حو حذ حرفح ش‬
‫ت مشنـ حها ال ُقل ُ‬
‫وِجل ِ‬
‫ح ش‬
‫اع حه شد إِلشيـنحا بِ حع شه ٍدن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حر ُسول للان ‪ ،‬حو حعظشتحـنحا حم شو ِعظحةح ُم حود ٍعن ‪ ،‬فح ش‬
‫اع ِةن ‪ ،‬حوإِ شن‬ ‫ِ‬
‫فحـ حقال‪ « :‬حعلشي ُك شم بِتحـ شق حوى للان ‪ ،‬حوال َّس شم ِع حوالطَّ ح‬
‫اختِالحفًا حر ِد ً‬
‫يدان ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حعشب ًدا ححبحشيًّان ‪ ،‬حو حستحـحرشو حن م شن بحـ شعدي ش‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫نين ‪،‬‬ ‫ين املحشهديِ ح‬ ‫ِ‬
‫فحـ حعلشي ُك شم ب ُسن َِِّتن ‪ ،‬حو ُسنَّة اخلُل حفاء الَّرارد ح‬

‫(‪ )5‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1844‬‬


‫‪8‬‬
‫تن ‪،‬‬ ‫ع وا عليـها ِابلنـَّو ِاج ِذن ‪ ،‬وإِ َّماَّي ُكم واألُمور املح حد حتا ِ‬
‫ح ش ح ُ ح ُش‬ ‫ح‬ ‫ح شح‬ ‫ح‬
‫ٍ‬
‫ضالحلة‪.)6(»،‬‬ ‫فحِإ َّن ُكل بِ شد حعة ح‬
‫ويف رواية‪" :‬قُلنحا‪ :‬حماَّي حر ُسول للاِن ‪ ،‬إِ َّن حه ِذ‪ ِ،‬مل شو ِعظحةُ‬
‫ح‬
‫ُم حوِد ٍعن ‪ ،‬فح حما حذا تحـ شع حه ُد إِلشيـنحا؟ قحال‪« :‬قح شد تحـحرشكتُ ُك شم حعلى‬
‫يُ حعشنـ حها بحـ شع ِدي إِال‬ ‫ِ‬
‫البحـشي ح اء لشيل حها حكنحـ حها ِرحها ال يحِز ُ‬
‫اختِالفًا حكثِ ًريان ‪،‬‬ ‫ َن ‪ ،‬ومن يعِ ِ‬
‫ش مشن ُك شمن ‪ ،‬فح حسيحـحرى ش‬ ‫حهال ‪ ،‬ح ح ش ح ش‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فحـ حعلشي ُك شم مبحا حعحرفشـتُ شم م شن ُسن َِِّت حو ُسنَّة اخلُل حفاء الَّرارد ح‬
‫ين‬
‫اع ِةن ‪ ،‬حوإِ شن حعشب ًدا ححبح ِشيًّان ‪ ،‬حع وا‬ ‫ِ‬
‫نين ‪ ،‬حو حعلشي ُك شم ِابلطَّ ح‬‫املحشهديِ ح‬
‫ف ححشيـثُ حما‬ ‫حعلشيـها ِابلنـَّو ِاج ِذن ‪ ،‬فحِإََّّنحا امل شؤِمن حكاجلمل األحنِ ِ‬
‫ُ ُ حح‬ ‫ح ح‬
‫انش ِق ح‬
‫(‪)7‬‬
‫يد انشـ حق حاد» ‪.‬‬

‫(‪ )6‬روا‪ ،‬ابن ماجه ح(‪)42‬ن ‪ ،‬واللفظ له ح(‪ )4607‬ح(‪)2676‬ن ‪،‬‬


‫والبزار ح(‪.)4201‬‬
‫(‪ )7‬روا‪ ،‬فمحدن ‪ ،‬ح(‪ )17141‬قال األرانؤوط‪" :‬حديث صحيح‬
‫بطرقه‪ .‬ورواهد‪،‬ن ‪ ،‬وهذا إسناد حسن"‪ .‬وابن ماجه ح(‪.)43‬‬
‫‪9‬‬
‫ولوج الفنت‬

‫فالفنت فكثر ما تلج على الناس من هذا الباب‪:‬‬


‫قال ابن تيمية رمحه للا‪ " :‬حوحكثِري‪ِ ،‬مم شَّن حخحر حج حعلى‬
‫ُوالة األُُموِر ف شحو فح شكثحـ ُرُه شم إََِّّنحا حخحر حج ليُـنحا ِز حع ُه شم حم حع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صُِرُوا حعلى اال شستشئـثحا ِر‪ُُ .‬ثَّ إِنَّهُ‬ ‫استشئـثحا ِره شم حعلشيهن ‪ ،‬حوملش يح ش‬ ‫ش‬
‫ُخحرىن ‪ ،‬فحـيحـشبـ حقى بـُ شغ ُهُ‬ ‫وب ف ش‬ ‫يح ُكو ُن ل حو ِل األح شم ِر ذُنُ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال شستِشئـثحا ِر‪ ِ،‬يـُ حع ِظ ُم تِل ح‬
‫ َ ال َّسيِئحاتن ‪ ،‬حويحـشبـ حقى املُحقاتل لهُ‬
‫ين ُكلهُ للِن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظح ًّ‬
‫اان فحنَّهُ يـُ حقاتلهُ لئحال تح ُكو حن فشتـنحة‪ ،‬حويح ُكو حن الد ُ‬
‫ب حغحر ِض ِه‪ :‬إِ َّما ِواليحة‪،‬ن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حوم شن ف شحعظحم حما ححَّرحكهُ حعلشيه طحل ُ‬
‫ِ‬
‫حوإِ َّما حمالن ‪ ،‬حك حما قحال تحـ حعاىل‪ ﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ [التوبة‪:‬‬
‫َّيب ‪ ‬فحنَّهُ قحال‪« :‬ثحالثحة‪ ،‬ال‬ ‫يح حع ِن النِ ِ‬ ‫ص ِح ِ‬‫‪]58‬ن ‪ ،‬حوِيف ال َّ‬
‫يُ حكل ُم ُه ُم للاُ حوال يحـشنظُُر إِلشي ِه شم يحـ شوحم ال ِقيح حام ِة حوال يـُحزكِي ِه شم‬
‫اب فحل ‪،‬يم‪ :‬وذكر منهم‪ « :‬حوحر ُجل حابيح حع إِ حم ًاما ال‬ ‫حوهلُشم حع حذ ‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يـُبحايِ ُعهُ إِال ل ُدنشـيحا‪ :‬إِ شن ف شحعطحا‪ ُ،‬مشنـ حها حرض حي‪ :‬حوإِ شن حمنحـ حعهُ‬
‫حس ِخ حط»‪.‬‬
‫فحِإ حذا اتَّـ حف حق ِم شن حه ِذ‪ ِ،‬اجلِ حه ِة ُرشبـ حهة‪ ،‬حو حر شه حوة‪،‬ن ‪ ،‬حوِم شن‬
‫ت ال ِفشتـنحةُ"(‪.)8‬‬ ‫ه ِذ‪ ِ،‬اجلِه ِة حرهوة‪ ،‬و ُربـهة‪ ،‬قحام ِ‬
‫ح شح ح شح ح‬ ‫ح‬
‫فاخللل يف هذا الباب ولوج للفنت من فوسع فبواهبا‪:‬‬
‫َّيب ‪ ‬قحال‪:‬‬ ‫فع شن فِحيب ُهحريشـحرحة ‪ ‬حع ِن النِ ِ‬ ‫ح‬
‫«إََِّّنحا ا ِإل حم ُام ُجنَّة‪،‬ن ‪ ،‬يـُ حقاتحل ِم شن حوحرائِِهن ‪ ،‬حويـُتَّـ حقى بِِهن ‪،‬‬
‫ِ‬
‫فحِإ شن ف ححمحر بِتحـ شق حوى للا حعَّز حو حجل حو حع حدلن ‪ ،‬حكا حن لهُ بِ حذل ح‬
‫ َ‬
‫حج‪،‬رن ‪ ،‬حوإِ شن حَيش ُم شر بِغح شِري‪ ِ،‬حكا حن حعلشي ِه ِمشنهُ»(‪.)9‬‬
‫فش‬
‫قال القاضي عياض رمحه للا‪" :‬في فنه كالساتر‬
‫وكالرتس ملنعه ومحايته بي ة املسلمنين ‪ ،‬واتقائهم مبكانه‬
‫ونظر‪ ،‬عدوهمن ‪ ... ،‬ويرجع إليه يف األمور"(‪.)10‬‬

‫(‪ )8‬منهاج السنة (‪.)541/4‬‬


‫(‪ )9‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1841‬‬
‫(‪ )10‬إكمال املعلم (‪.)249/6‬‬
‫‪11‬‬
‫وقال القرطيب رمحه للا‪" :‬يعين‪ :‬فنه يـُتَّقى بنظر‪،‬‬
‫ورفيه يف األمور العظامن ‪ ،‬والوقائع اخلطريةن ‪ ،‬وال يـُتحقدم‬
‫على رفيهن ‪ ،‬وال يُنفرد دونه أبمر مهمن ‪ ،‬حىت يكون هو‬
‫الذي يحشرع يف ذل َ"(‪.)11‬‬
‫فهو حصن حصنين ‪ ،‬وسد منيع من الفنت‬
‫والفوضى وضياع القوق‪.‬‬

‫اهتمام السلف أبحكام السلطان‬

‫ولذل َ كان السلف واألئمة يولون هذا الباب‬


‫عناية خاصةن ‪ ،‬وقح َّل فن خيلو كتاب يف العقيدة من‬
‫تقرير‪ ،‬وررحه وبيانهن ‪ ،‬وما ذاك إال لبالُ فمهيته وعظيم‬
‫رأنهن ‪ ،‬إذ به تنتظم مصاحل الدين والدنيا معاًن ‪،‬‬
‫وابإلخالل به قوالً فو فعالً فساد الدين والدنيا‪.‬‬

‫(‪ )11‬املفهم (‪.)25/4‬‬


‫‪12‬‬
‫وقد علم ابل رورة من دين اإلسالم فنه ال دين‬
‫إال مجماعةن ‪ ،‬وال مجاعة إال إبمامةن ‪ ،‬وال إمامة إال‬
‫بسمع وطاعة‪.‬‬
‫قال السن البصري رمحه للا يف األمراء‪" :‬هم‬
‫يحلون من فموران مخساً‪ :‬اجلمعةن ‪ ،‬واجلماعةن ‪ ،‬والعيدن ‪،‬‬
‫والثغورن ‪ ،‬والدود‪ .‬وللا ال يستقيم الدين إال هبمن ‪،‬‬
‫وإن جاروا وظلموا‪ .‬وللا لح حما يُصلح للا هبم فكثر مما‬
‫يُفسدونن ‪ ،‬مع فن طاعتهم وللا لغبطةن ‪ ،‬وإن فرقتهم‬
‫لكفر"(‪.)12‬‬

‫(‪ )12‬جامع العلوم والكم (‪.)217/2‬‬


‫‪13‬‬
‫صور عناية السلف أبحكام السلطان‬

‫ولقد َلت عناية السلف رمحهم للا هبذا الباب‬


‫يف صور عدةن ‪ ،‬ال سيما عند ظهور بوادر الفتنةن ‪ ،‬نظراً‬
‫ملا يرتتب على اجلهل به ‪ -‬فو إغفاله ‪ -‬من الفساد‬
‫العريض يف العباد والبالد‪:‬‬

‫الصورة األوىل‪ :‬التحذير من اخلروج على‬


‫السلطان‪:‬‬

‫مثاله ما جاء عن اإلمام فمحد رمحه للا حني‬


‫فظهر السلطان القول خبلق القرآنن ‪ ،‬وامتحن العلماءن ‪،‬‬
‫وماجت الفنت‪:‬‬
‫يسىن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قال اخلالل رمحه للا‪" :‬وف ش ِ‬
‫حخبحـحرِن حعلي بش ُن ع ح‬ ‫ح‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ححشنـبحالً يحـ ُقول ِيف ِوالحيحة ال حواث ِق‪ :‬ش‬
‫اجتح حم حع‬ ‫قحال‪ :‬حمس شع ُ‬
‫‪14‬‬
‫فُـ حق حهاءُ بحـ شغ حد حاد إِىل فِحيب حعشب ِد للاِن ‪ ،‬فحبُو بح شك ِر بش ُن عُبحـشي ٍد‬
‫اص ٍمن ‪ ،‬فح حجا ُؤوا‬ ‫وإِبـر ِاهيم بن عل ٍي املطشب ِخي وفح ش ل بن ع ِ‬
‫شُ ح‬ ‫ح شح ُ ش ُ ح ح ح ح‬
‫ت هلُشمن ‪ ،‬فحـ حقالوا‪ :‬حماَّي ف ححاب حعشب ِد‬ ‫ِ ِ‬
‫إِىل فِحيب حعشبد للان ‪ ،‬فح ش‬
‫استحأشذحنش ُ‬
‫للاِ حه حذا األح شم ُر قح شد تحـ حفاقح حم حوفح حشان ‪ ،‬يحـ شعنُو حن إِظش حه حار‪ ُ،‬خلحل ِق‬
‫ َن ‪ ،‬فحـ حقال هلُشم فحبُو حعشب ِد للاِ‪ :‬فح حما‬ ‫آن حو حغ شِري حذل ح‬ ‫ال ُقر ِ‬
‫ش‬
‫ضى إبِِ شمحرتِِه‬ ‫يدو حن؟ قحالوا‪ :‬فح شن نُ حشا ِوحرحك ِيف ف َّحان ل شسنحا نحـ شر ح‬ ‫تُِر ُ‬
‫اعةًن ‪ ،‬حوقحال هلُشم‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫حوالح ُسلطحانهن ‪ ،‬فحـنحاظححرُه شم فحبُو حعشبد للا حس ح‬
‫اع ٍةن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حعلشي ُك شم ِابلنَّكحرةِ بِ ُقلوبِ ُك شمن ‪ ،‬حوالح حختشلعُوا يح ًدا م شن طح ح‬
‫نين ‪ ،‬حوالح تح شس ِف ُكوا ِد حماءح ُك شم‬ ‫ِ‬
‫صا املُ شسلم ح‬ ‫حوالح تح ُشقوا حع ح‬
‫ني حم حع ُك ُمن ‪ ،‬انشظُُروا ِيف حعاقِبح ِة ف شحم ِرُك شمن ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حود حماءح املُ شسلم ح‬
‫ِ‬
‫اج ٍرن ‪ ،‬حوحد حار‬ ‫واصُِروا ح َّىت يس ِرتيح بـٌّر فحو يستـراح ِمن فح ِ‬
‫ح ش ُ ح ح ش ح ح ح ش ُ ش حح ح ش‬
‫ت ف ححان‬ ‫ِ‬ ‫ِيف حذل ح‬
‫حح حفظشهُ حوحم ح شوان ‪ ،‬حوحد حخل ُ‬ ‫ َ حكالح‪،‬م حكثري‪ ،‬ملش ف ش‬
‫حوفِحيب حعلى فِحيب حعشب ِد للاِ بحـ شع حد حما حم ح شوان ‪ ،‬فحـ حقال فِحيب ألحِيب‬
‫حعشب ِد للاِ‪ :‬نح شسأحل للاح ال َّسالححمةح لنحا حوألَُّم ِة ُحمح َّم ٍدن ‪ ،‬حوحما‬
‫‪15‬‬
‫ُحب ألحح ٍد فح شن يـ شفعل ه حذان ‪ ،‬وقحال فِحيب‪ :‬ماَّي فحاب عب ِد للاِ‬ ‫فِ‬
‫ح ح حش‬ ‫حح ح ح‬ ‫ح‬
‫ف اآل حتا ِر‬ ‫اب؟ قحال‪ :‬الحن ‪ ،‬حه حذا ِخالح ُ‬ ‫ص حو ‪،‬‬
‫ِ‬
‫حه حذا عشن حد حك ح‬
‫صِ ُِرن ‪ُُ ،‬ثَّ ذح حكحر فحبُو حعشب ِد للاِ قحال‪ :‬قحال‬ ‫ال ِِت ف ُِم شرحان فِ حيها ِابل َّ‬
‫اصِ شُر)ن ‪،‬‬
‫اصِ شُرن ‪ ،‬حوإِ شن ‪ ...‬حوإِ شن فح ش‬ ‫ َ فح ش‬ ‫ضحربح ح‬ ‫النَِّيب ‪( :‬إِ شن ح‬
‫صِ ُِر"!(‪.)13‬‬ ‫فحأ ححمحر ِابل َّ‬
‫ت ف ححاب حعشب ِد للاِ ِيف‬ ‫"سأحل ُ‬‫وعن فيب الارث قحال‪ :‬ح‬
‫ت‪ :‬حماَّي‬ ‫ث بِبحـ شغ حد حادن ‪ ،‬حوحه َّم قحـ شو‪،‬م ِابخلُُر ِ‬
‫وج فحـ ُقل ُ‬ ‫ف شحم ٍر حكا حن حح حد ح‬
‫وج حم حع حه ُؤالحِء ال حق شوِم؟‬ ‫ف ححاب حعشب ِد للاِ حما تحـ ُقول ِيف اخلُُر ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫فحأحنش حكر حذل ح ِ‬
‫ َ حعلشيه شمن ‪ ،‬حو حج حعل يحـ ُقول‪ُ :‬سشب ححا حن للا الد حماءح‬ ‫ح‬
‫صشبـ ُر حعلى حما حشدم ُن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آم ُر بهن ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ِ‬
‫ َ حوالح ُ‬ ‫الد حماءحن ‪ ،‬الح ف ححرى حذل ح‬
‫اح‬ ‫ِ‬ ‫فِ ِيه خيـر ِمن ال ِفشتـن ِةن ‪ ،‬يس حف ِ‬
‫ َ ف حيها الد حماءُن ‪ ،‬حويُ شستحـبح ُ‬ ‫حش‪ ،‬ح ح ُ ش ُ‬
‫فِيها األحموالن ‪ ،‬ويـشنـتـه ِ‬
‫ت حما‬ ‫ َ ف حيها املح ححا ِرُمن ‪ ،‬ف ححما حعل شم ح‬ ‫ح ش ح حُ ح ح ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫حكا حن الن ِ ِ‬
‫َّاس‬
‫ت‪ :‬حوالن ُ‬ ‫َّاس فيهن ‪ ،‬يحـ شع ِين فح َّماَّي حم الفشتـنحة؟ قُل ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )13‬السنة للخالل (‪.)90‬‬
‫‪16‬‬
‫س ُه شم ِيف فِشتـنح ٍة حماَّي ف ححاب حعشب ِد للاِ؟ قحال‪ :‬حوإِ شن‬‫اليحـ شوحم فحلشي ح‬
‫ت‬ ‫اصة‪،‬ن ‪ ،‬فحِإ حذا وقحع ال َّسيف ع َّم ِ‬
‫ح ح ش ُ ح‬ ‫حكا حن فحِإََّّنحا ِه حي فِشتـنحة‪ ،‬حخ َّ‬
‫صشبـ ُر حعلى حه حذا حويح شسل ُم‬
‫ت السبُلن ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ال ِفشتـنحةُن ‪ ،‬وانشـ حقطحع ِ‬
‫ح ح‬
‫ِ‬ ‫ل ِ‬
‫وج حعلى‬ ‫ َن ‪ ،‬حوحرفحيشـتُهُ يـُشنك ُر اخلُُر ح‬
‫ َ حخشيـ‪،‬ر ل ح‬ ‫ َ دينُ ح‬ ‫ح‬
‫آم ُر بِِه"(‪.)14‬‬ ‫ِ‬
‫األحئِ َّم ِةن ‪ ،‬حوقحال‪ :‬الد حماءحن ‪ ،‬الح ف ححرى ذحل ح‬
‫ َ حوالح ُ‬
‫الصورة الثانية‪ :‬التأكيد على الدعاء له‪:‬‬

‫ت ال ُف ح شيل بش حن‬ ‫قال البـ شغ حد ِادي رمحه للا‪ :‬حِ‬


‫"مس شع ُ‬ ‫ح‬
‫صيَّـ شرتُـ حها‬
‫ل حد شع حوًة ُم شستح حجابحةً حما ح‬ ‫ِعيح ٍ‬
‫اض يحـ ُقول‪ :‬ل شو ف َّ‬
‫حن ح‬
‫ِ‬
‫ َ حماَّي ف ححاب حعل ٍي؟ قحال‪:‬‬ ‫ف ذحل ح‬ ‫إِال ِيف اإل حم ِام قيل لهُ‪ :‬حوحكشي ح‬
‫صيَّـ شرتُـ حها ِيف‬ ‫ِ‬
‫صيَّـ شرتُـ حها ِيف نحـ شفسي ملش حَُشزِِن حوحم حىت ح‬
‫حم حىت حما ح‬
‫صال ُح العِبح ِاد حوالبِال ِد"(‪.)15‬‬ ‫ِ‬
‫صال ُح ا ِإل حمام ح‬
‫ِ‬
‫ا ِإل حمام فح ح‬

‫(‪ )14‬السنة للخالل (‪.)89‬‬


‫(‪ )15‬حلية األولياء (‪.)91/8‬‬
‫‪17‬‬
‫وكان اإلمام فمحد يقول عن إمامه‪ " :‬حوإِِِن ألح شدعُو‬
‫يد والتـَّوفِ ِيق ِيف الليل والنـَّها ِرن ‪ ،‬والتَّأشيِ ِ‬
‫يدن ‪،‬‬ ‫له ِابلت ِ ِ‬
‫ش ح ح ح‬ ‫َّسد ح ش‬ ‫ُ ش‬
‫ َ حو ِاجبًا حعل َّي" ‪.‬‬
‫(‪)16‬‬
‫حوف ححرى لهُ ذحل ح‬
‫حدعو للاح‬ ‫ويقول‪ " :‬حما حَيشِِت حعل َّي يحـ شو‪،‬م إِالَّ حوفح حان ف ُ‬
‫لهُ"(‪.)17‬‬
‫وقال الطرطوري رمحه للا‪" :‬فحقيق على كل‬
‫رعية فن ترغب إىل للا تعاىل يف إصالح السلطانن ‪،‬‬
‫وفن تبذل له نصحهان ‪ ،‬وختصه بصاحل دعائهان ‪ ،‬فإن يف‬
‫صالحه صالح العباد والبالدن ‪ ،‬ويف فساد‪ ،‬فساد‬
‫العباد والبالد"(‪.)18‬‬
‫ولذل َ قال الُرهباري رمحه للا‪" :‬إذا رفيت الرجل‬
‫يدعو على السلطان فاعلم فنه صاحب هوىن ‪ ،‬وإذا‬

‫(‪ )16‬السنة للخالل (‪.)14‬‬


‫(‪ )17‬سري فعالم النبالء (‪.)292/11‬‬
‫(‪ )18‬سراج امللوك ص(‪.)151‬‬
‫‪18‬‬
‫رفيت الرجل يدعو للسلطان ابلصالح فاعلم فنه‬
‫صاحب سنة إن راء للا‪ .‬فأ ُِمران فن ندعو هلم‬
‫ابلصالحن ‪ ،‬ومل نؤمر فن ندعو عليهم وإن ظلموان ‪ ،‬وإن‬
‫جاروا؛ ألن ظلمهم وجورهم على فنفسهمن ‪،‬‬
‫وصالحهم ألنفسهم وللمسلمني"(‪.)19‬‬
‫وقال الطحاوي رمحه للا يف بيان عقيدة فهل‬
‫وج حعلحى فحئِ َّمتِنحا حوُوالةِ ف ُُموِرحانن ‪،‬‬
‫السنة‪ " :‬حوال نحـحرى الـ ُخ ُر ح‬
‫حوإِ شن حج ُاروان ‪ ،‬حوال نح شدعُو حعلحشي ِه شمن ‪ ،‬حوال نحـشن ِزعُ يح ًدا ِم شن‬
‫اّللِ حعَّز حو حج َّل‬ ‫اع ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫اعتحـ ُه شم م شن طح ح‬
‫طح ِ‬
‫اعت ِه شمن ‪ ،‬حونحـحرى طح ح‬
‫ح‬
‫لصال ِح‬ ‫صيح ٍةن ‪ ،‬حونح شدعُو حهلُشم ِاب َّ‬ ‫فح ِري ح ةًن ‪ ،‬ما حمل َيشمروا ِمبحع ِ‬
‫ح ش ح ُُ ش‬
‫حوالش ُم حعافحاةِ"(‪.)20‬‬

‫(‪ )19‬ررح السنة ص(‪.)116‬‬


‫(‪ )20‬ررح الطحاوية البن فيب العز (‪.)540/2‬‬
‫‪19‬‬
‫بن حو ِاس ٍع‬ ‫"د حخل ُحمح َّم ُد ُ‬
‫ِ‬
‫بن حعام ٍر‪ :‬ح‬
‫ِ‬
‫وقحال حسعشي ُد ُ‬
‫حعلى األحِم شِري بِالحل ب ِن فِحيب بـُشرحد حةن ‪ ،‬فح حد حعا‪ ُ،‬إِىل طح حع ِام ِهن ‪،‬‬
‫كر‪ُ،‬‬ ‫ت‬
‫ح‬ ‫اك‬
‫ح‬ ‫ُر‬‫ف‬ ‫ِن‬‫اعت َّل حعلشي ِه (‪)21‬ن ‪ ،‬فحـغح ِ بن ‪ ،‬وقحال‪ :‬إِِ‬ ‫فح ش‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح ح‬
‫طح حع حامنحا‪.‬‬
‫قحال‪ :‬الح تحـ ُقل حذ حاك فحيـ حها األحِمشيـ ُرن ‪ ،‬فحـ حوللاِ خلِيح ُاركم‬
‫ححب إِلشيـنحا ِم شن فحبنحائِنحا(‪.)22‬‬ ‫فح‬
‫واآلتار واألقوال يف هذا املع ى كثرية جدا‪.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬التماس العذر له‪:‬‬

‫قال الطرطوري رمحه للا‪" :‬كان العلماء يقولون‪:‬‬


‫إذا استقامت لكم فمور السلطان فأكثروا محد للا‬
‫تعاىل وركر‪،‬ن ‪ ،‬وإن جاءكم منه ما تكرهون وجهو‪،‬‬

‫(‪ )21‬في اعتذر له عن األكل لعلة ومرض‪.‬‬


‫(‪ )22‬سري فعالم النبالء (‪.)122/6‬‬
‫‪20‬‬
‫إىل ما تستوجبونه بذنوبكم وتستحقونه آبتامكمن ‪،‬‬
‫وفقيموا عذر السلطانن ‪ ،‬النتشار األمور عليهن ‪ ،‬وكثرة‬
‫ما يكابد‪ ،‬من ضبط جوانب اململكةن ‪ ،‬واستئالف‬
‫األعداءن ‪ ،‬وإرضاء األولياءن ‪ ،‬وقلة الناصح وكثرة املدلس‬
‫والطامع"(‪.)23‬‬

‫الصورة الرابعة‪ :‬التحذير من الطعن فيه‪ ،‬أو‬


‫النيل من حرمته‪ ،‬وسوء األبدب معه‪:‬‬

‫وقد تكاثرت اآلتار يف النهي عن الطعن يف‬


‫األئمة‪:‬‬
‫حصح ِ‬
‫اب‬ ‫ِ ِ‬
‫قال فنس ‪ " :‬حكا حن األح حكاب ُر م شن ف ش ح‬
‫ب األُحمحر ِاء"(‪.)24‬‬
‫ر ُسول للاِ ‪ ‬يحـشنـ حه شو حان حع شن حس ِ‬
‫ح‬
‫(‪ )23‬سراج امللوك ص(‪.)151‬‬
‫(‪ )24‬السنن الواردة يف الفنت للداِن ح(‪.)141‬‬
‫‪21‬‬
‫اب ُحمح َّم ٍد ‪‬‬ ‫حصح ِ‬ ‫ِ‬
‫اان ُكبحـحر ُاؤ حان م شن ف ش ح‬
‫ويف رواية‪" :‬نحـ حه ح‬
‫وه شمن ‪،‬‬
‫صُ‬ ‫وه شمن ‪ ،‬حوال تحـ شع ُ‬
‫قحال‪ :‬ال تح ُسبوا ف حُمحراءح ُك شم حوال تحـغُش ُ‬
‫اصُِروان ‪ ،‬فحِإ َّن األح شمر إِىل قح ِر ٍ‬
‫يب"(‪.)25‬‬ ‫ح‬ ‫حواتَّـ ُقوا للاح حو ش ُ‬
‫(‪)26‬‬
‫وه شم"ن ‪،‬‬
‫"وال تحـشبـغح ُ ُ‬
‫وعند ابن فيب عاصم وغري‪ : ،‬ح‬
‫وه شم"‪.‬‬
‫صُ‬ ‫"وال تحـ شع ُ‬
‫بدل‪ :‬ح‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وقال فبو الدرداء ‪" :‬إِ َّن ف َّحول ن حفاق املحشرء طح شعنُهُ‬
‫حعلى إِ حم ِام ِه"(‪.)27‬‬
‫وقال فبو إدريس اخلوالِن رمحه للا‪" :‬إِ َّماَّي ُك شم‬
‫حوالطَّ شع حن حعلى األحئِ َّم ِة؛ فحِإ َّن الطَّ شع حن حعلشي ِه شم ِه حي الحال حقةُن ‪،‬‬

‫(‪ )25‬رعب اإلميان للبيهقي ح(‪.)7117‬‬


‫(‪ )26‬ح(‪.)1015‬‬
‫(‪ )27‬رعب اإلميان للبيهقي ح(‪.)8959‬‬
‫‪22‬‬
‫ني ُه ُم‬ ‫ِ‬
‫َّع ِرن ‪ ،‬فال إ َّن الطَّ َّعان ح‬
‫س ححال حقةُ الش ش‬ ‫ِ ِ‬
‫ححال حقةُ الدين لشي ح‬
‫اخلحائِبُو حنن ‪ ،‬حو ِرحر ُار األح شرحرا ِر"(‪.)28‬‬
‫ب‬ ‫اق السبيعي رمحه للا‪ " :‬حما حس َّ‬ ‫وقحال فحبِو إِ شس حح ح‬
‫قحـ شو‪،‬م ف ِحم حريُه شم إِال ُح ِرُموا حخشيـحر‪.)29("ُ،‬‬
‫ني حر ُجل ِمشن ُك شم ِرشبـًرا‬ ‫وقال حذيفة ‪" :‬ال ميحش ِش ح َّ‬
‫ان ليُ ِذلَّهُن ‪ ،‬فحال حوللاِ ال يحـحزا ُل قحـ شو‪،‬م فحذحلوا‬
‫إِىل ِذي سلطح ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ ِ (‪)30‬‬
‫السلطحا حن ف ِحذالءح إِىل يحـ شوم القيح حامة" ‪.‬‬
‫ويف فثر فنس ‪ ‬املتقدم‪ :‬اتفاق فكابر فصحاب‬
‫رسول للا ‪ ‬على حترمي الوقيعة يف األمراء ابلسبن ‪،‬‬
‫ألن ذل َ يف ي إىل كراهية األئمة وسقوط منزلتهمن ‪،‬‬
‫ُث اخلروج عن مجاعتهم واخلروج عليهم‪.‬‬

‫(‪ )28‬األموال البن زجنويه ح(‪.)38‬‬


‫(‪ )29‬السنن الواردة يف الفنت للداِن ح(‪.)146‬‬
‫(‪ )30‬روا‪ ،‬ابن فيب ريبة يف املصنف ح(‪.)38603‬‬
‫‪23‬‬
‫"وهذا النهي منهم رضي للا عنهم ليس تعظيماً‬
‫لذوات األمراءن ‪ ،‬وإَّنا لعظم املسئولية الِت وكلت إليهم‬
‫يف الشرعن ‪ ،‬والِت ال يقام هبا على الوجه املطلوب مع‬
‫وجود سبهم والوقيعة فيهمن ‪ ،‬ألن سبهم يف ي إل‬
‫عدم طاعتهم يف املعروفن ‪ ،‬وإىل إيغار صدور العامة‬
‫عليهمن ‪ ،‬مما يفتح جماالً للفوضى الِت ال تعود على‬
‫الناس إال ابلشر املستطرين ‪ ،‬كما فن مطاف سبهم‬
‫ينتهي ابخلروج عليهم وقتاهلمن ‪ ،‬وتل َ الطامة الكُرىن ‪،‬‬
‫واملصيبة العظمى"(‪.)31‬‬
‫صا ِحل ال حع َّامة‬ ‫ط املح ح‬‫ضشب ُ‬‫وقال القرايف رمحه للا‪ " :‬ح‬
‫س الَّر ِعيَّ ِة‬
‫ط إِال بعظمة األئمة ِيف نحـ شف ِ‬ ‫بن ‪ ،‬حوال تحـشن ح بِ ُ‬ ‫ِ‬
‫حواج ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صل ححةُ"(‪.)32‬‬ ‫اختحلفت حعلشي ِه شم ف شحو فُهينُوا تحـ حع َّذ حرت املح ش‬ ‫حوحم حىت ش‬

‫(‪ )31‬معاملة الكام ص(‪.)152-151‬‬


‫(‪ )32‬الذخرية (‪.)234/13‬‬
‫‪24‬‬
‫صوِر بش ِن‬ ‫ِ‬
‫ت ملحشن ُ‬‫ولذل َ قحال حزائ حدةُ بش ُن قُ حد حامةح‪" :‬قُل ُ‬
‫ان؟ قحال‪:‬‬ ‫املعتح ِم ِر‪ :‬إِ حذا ُكشنت صائِما ف ححانل ِمن السلطح ِ‬
‫ح‬ ‫ُ ح ً‬ ‫ُش‬
‫اب األح شه حو ِاء؟ قحال‪:‬‬‫حصح ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ :‬فحأ ححانل م شن ف ش ح‬ ‫«ال»‪ .‬قُل ُ‬
‫«نـح حع شم»"(‪.)33‬‬
‫وهذا كله من تعظيم األئمةن ‪ ،‬والقيام حبقوقهم‪.‬‬
‫قال ابن مجاعة يف مساق ذكر حقوق األئمة ‪:‬‬
‫"الَّرابِع‪ :‬فحن يعرف لهُ حع ِظيم ححقهن ‪ ،‬حوحما جيب من‬
‫تحـ شع ِظيم قدر‪،‬ن ‪ ،‬فيعامل ِمبحا جيب لهُ من االحرتام‬
‫حوا ِإل شكحرامن ‪ ،‬حوحما جعل للا تحـ حعاىل لهُ من اإلعظامن ‪،‬‬
‫حول حذل َ حكا حن العل حماء األح شعالم من فحئِ َّمة ا ِإل شسالم‬
‫يعظمون حرمتهمن ‪ ،‬ويلبون دعوهتمن ‪ ،‬حم حع زهدهم‬
‫يما لديهمن ‪ ،‬حوحما يحـ شف حعله بعض‬ ‫ِ‬
‫وورعهم حوعدم الطمع ف ح‬
‫(‪ )33‬روا‪ ،‬فبو نعيم يف حلية األولياء (‪ )41/5‬وابن فيب الدنيا يف‬
‫كتاب الصمت ح(‪.)235‬‬
‫‪25‬‬
‫س من‬ ‫ِ‬
‫املنتسبني إىل الزشهد من قلة األح حدب حم حعهمن ‪ ،‬فحلشي ح‬
‫السنة(‪.")34‬‬
‫ت حم حع فِحيب بحكحشرحة‬ ‫ب ال حع حد ِو ِي‪ُ :‬كشن ُ‬‫قحال ِزحماَّي ُد بن ُكسشي ٍ‬
‫ح‬
‫اب ِرقح ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حشحت ح ِ ِ‬
‫اق‪.‬‬ ‫بن ‪ ،‬حو حعلشيه ثيح ‪،‬‬‫ت مشنـ حُر ابش ِن حعام ٍر حوُه حو حخيشطُ ُ‬
‫اب‬ ‫فحـ حقال فحبو بِالحل(‪ :)35‬انشظُروا إِىل ف ِحم ِريُكم يلبِ ِ‬
‫س ثيح ح‬ ‫ش ح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اق‪.‬‬‫ال ُف َّس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫تن ‪ ،‬حمس شع ُ‬ ‫فحـ حقال فحبُو بح شكحرحة م شن حشحتت املشنـ حُِر‪ :‬ش‬
‫اس ُك ش‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حر ُس شول للا ‪ ‬يحـ ُق شول‪ « :‬حم شن ف ححها حن ُسلطحا حن للا ف ححهانحهُ‬
‫للاُ»(‪.)36‬‬

‫(‪ )34‬حترير األحكام ص(‪.)64‬‬


‫(‪ )35‬قال الذهيب يف سري فعالم النبالء (‪" :)20/3‬فحبُو بِالحل‪ُ :‬ه حو‬
‫بن ف حُديَّةحن ‪ِ ،‬م حن اخلححوارِِج"‪.‬‬
‫اس ُ‬
‫ِ‬
‫م شرحد ُ‬
‫(‪ )36‬روا‪ ،‬الطيالسي يف مسند‪ ،‬ح(‪)928‬ن ‪ ،‬وابن فيب عاصم يف‬
‫السنة ح(‪.)1018‬‬
‫‪26‬‬
‫والية أمر الناس واجب بديين‬

‫ووالية فمر الناس واجب من واجبات الدينن ‪،‬‬


‫وضرورة من ضرورات الياةن ‪ ،‬بل ال يقوم الدينن ‪ ،‬وال‬
‫تستقيم الدنيا إال بسلطان قاهر‪:‬‬
‫َّاس إِال‬ ‫صل ُح الن ح‬ ‫ب ‪" :‬ال يُ ش‬ ‫قحال حعلي بشن فِحيب طحال ٍ‬
‫ُ‬
‫نين ‪ ،‬حه حذا البحـر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فحمري‪ ،‬بحـٌّر ف شحو فحاج‪،‬رن ‪ ،‬قحالوا‪ :‬حماَّي فحم حري املُشؤمن ح‬
‫اجحر يـُ حؤِم ُن للاُ حعَّز حو حجل‬ ‫اج ِر؟ قحال‪" :‬إِ َّن ال حف ِ‬ ‫فح حكيف ِابل حف ِ‬
‫ش ح‬
‫اه ُد بِِه ال حع ُد َّون ‪ ،‬حويـُ شجىب بِِه ال حف شيءحن ‪ ،‬حوتُـ حق ُام‬
‫بِه السبُلن ‪ ،‬حوُجيح ح‬
‫ِ‬
‫تن ‪ ،‬حويحـ شعبُ ُد للاح فِ ِيه امل شسل ُم ِآمنًا‬ ‫ُ‬ ‫ودن ‪ ،‬حوُحيحج بِِه البحـشي‬
‫ُ‬ ‫بِِه الُ ُد‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫حجلهُ"(‪.)37‬‬ ‫حح َّىت حَيشتيحهُ ف ح‬

‫(‪ )37‬رعب اإلميان للبيهقي ح(‪.)7102‬‬


‫‪27‬‬
‫وقال اإلمام فمحد رمحه للا‪" :‬البد للمسلمني من‬
‫حاكمن ‪ ،‬فتذهب حقوق الناس؟"(‪.)38‬‬
‫حمحح حد‬‫ت فش‬ ‫صي‪ :‬حِ‬ ‫ف الِم ِ‬ ‫وقحال ُحم َّم ُد بن عو ِ‬
‫"مس شع ُ‬ ‫ش‬ ‫ح ش ُ حش‬
‫بن حشنـبل يـ ُقول‪ِ :‬‬
‫"والفشتـنحةُ إِذحا ملش يح ُك شن إِ حم ‪،‬ام يحـ ُق ُ‬
‫وم ِأب شحم ِر‬ ‫ح‬ ‫شح ح ح ح‬
‫الن ِ‬
‫َّاس"(‪.)39‬‬
‫ومن قول ابن املبارك رمحه للا‪:‬‬

‫ان ُم شع ِ لةً‬
‫"للا ي شدفحع ِابلسلطح ِ‬
‫ُح ُ‬
‫حوِر ش‬
‫ض حو حاان‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫حع شن ديشننحا حر شمححةً مشنهُ‬
‫ل شوالح األحئِ َّمةُ ملش حأتشحم شن لنحا ُسبُل‬
‫ألحقشـ حو حاان"‬ ‫حض حع ُفنحا نحـ شهباً‬
‫حوحكا حن ف ش‬

‫(‪ )38‬األحكام السلطانية للفراء ص(‪.)24‬‬


‫(‪ )39‬السنة للخالل (‪.)81/1‬‬
‫‪28‬‬
‫بحلغحهُ‬ ‫فحـيُـ حقال‪ :‬إِ َّن الَّرِرشي حد ف شحع حجبحهُ حه حذان ‪ ،‬فحل َّما فحن‬
‫إِلشي ِه‬ ‫ت قحال‪ :‬إِ َّان للِ حوإِ َّان‬ ‫ِ ِِ‬
‫ت ابش ِن املُبح حارك هبشي ح‬ ‫حم شو ُ‬
‫وان ِيف ابش ِن‬ ‫حر ِاجعُ شو حنن ‪ ،‬حماَّي فح ش ل! إِيش حذ شن للن ِ‬
‫َّاس يـُ حعز ح‬
‫املبح حارِك‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حوقحال‪ :‬ف ححما ُه حو ال حقائل‪ :‬للاُ يحدفح ُع ابلسلطحان‬
‫ُم شع ِ لةً ‪ ...‬فح حم ِن ال ِذي يح شس حم ُع حه حذا ِم ِن ابش ِن املبح حارِكن ‪،‬‬
‫ُ‬
‫ف ححقَّنحا؟(‪.)40‬‬ ‫حوالح يحـ شع ِر ُ‬
‫آد حم ال تحتِم‬ ‫وقال ابن تيمية رمحه للا‪ " :‬حوُكل بحِين ح‬
‫صل ححتُـ ُه شم ال ِيف الدنشـيحا حوال ِيف اآل ِخحرةِ إال ِابال شجتِ حم ِاع‬ ‫حم ش‬
‫اصر حعلى حجل ِ‬ ‫والتـ ِ‬
‫ب‬ ‫اص ِرن ‪ ،‬فحالتـ ح‬
‫َّع ُاو ُن حوالتـَّنح ُ ُ‬ ‫َّع ُاون حوالتـَّنح ُ‬ ‫ح ح‬
‫ارِه شم؛ حوهلححذا يـُ حقال‪:‬‬ ‫اصر ل حدفش ِع حم ح ِ‬ ‫ِِِ‬
‫حمنحافعه شم؛ حوالتـَّنح ُ ُ‬

‫(‪ )40‬سري فعالم النبالء (‪.)414/8‬‬


‫‪29‬‬
‫اجتح حمعُوا فحال بُ َّد هلُشم ِم شن‬ ‫ا ِإلنش حسا ُن حم حدِِنٌّ ِابلطَّشب ِع‪ .‬فحِإذحا ش‬
‫صل ححةح‪ .‬حوف ُُموٍر حشجيتحنِبُونحـ حها‬ ‫ِ‬
‫ف ُُموٍر يحـ شف حعلونحـ حها حشجيتحلبُو حن هبحا املح ش‬
‫ َ‬‫ني لآل ِم ِر بِتِل ح‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ملحا ف حيها م شن املحشف حس حدة؛ حويح ُكونُو حن ُمطيع ح‬
‫َّاهي عن تِل ح ِ ِ ِ‬ ‫اص ِد والن ِ‬ ‫امل حق ِ‬
‫يع بحِين ح‬
‫آد حم‬ ‫ َ املححفاسدن ‪ ،‬فح حجم ُ‬ ‫حش‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫ٍ (‪)41‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة آمر حو حان‪. "،‬‬ ‫ال بُ َّد هلُشم م شن طح ح‬
‫نصب اإلمام واجب ابإلمجاع‬
‫وقد فمجع العلماء على فرضية ووجوب نصب‬
‫اإلمام‪:‬‬
‫وعة‪ ،‬خلِالفحِة‬‫ض ح‬ ‫قال املاوردي رمحه للا‪" :‬ا ِإل حم حامةُ حم شو ُ‬
‫اس ِة الدنشـيحان ‪ ،‬حو حع شق ُد حها مل شن‬‫ح‬ ‫اس ِة ال ِدي ِن حو ِسي‬
‫ح‬ ‫ح‬ ‫النـبُـ َّوةِ ِيف ِححر‬
‫ح‬ ‫ِ ِ‬ ‫يـ ُق ِ‬
‫ب ِاب ِإل شمجح ِاع"(‪.)42‬‬ ‫وم هبحا ِيف األَُّمة حواج ‪،‬‬ ‫ح ُ‬
‫(‪ )41‬جمموع الفتاوى (‪.)62/28‬‬
‫(‪ )42‬األحكام السلطانية ص(‪.)15‬‬
‫‪30‬‬
‫وقال القرطيب رمحه للا عند قحـ شول للاِ تحـ حعاىل‪:‬‬
‫﴿ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ﴾ [البقرة‪:]30 :‬‬
‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ب إِ حم ٍام حو حخلي حفة يُ شس حم ُع لهُ‬ ‫صِ‬ ‫حصل ِيف نح ش‬ ‫" حهذ‪ ،‬اآليحةُ ف ش‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حويُطحاعُن ‪ ،‬لتح شجتحم حع بِه ال حكل حمةُن ‪ ،‬حوتحـشنـ ُف ُذ بِه ف ش‬
‫حح حك ُام‬
‫ني األَُّم ِة حوال‬ ‫ َ بحـ ش ح‬
‫وب ذحل ح‬‫ف ِيف وج ِ‬
‫اخلحلي حفة‪ .‬حوال خال ح ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِم"(‪.)43‬‬ ‫بـ ش ح ِ ِ ِ‬
‫ي حع ِن األح ح‬ ‫ني األحئ َّمة إال حما ُرِو ح‬ ‫ح‬
‫ف ف َّ‬
‫حن‬ ‫ب فح شن يـُ شعحر ح‬ ‫وقال ابن تيمية رمحه للا‪ :‬حِ‬
‫"جي ُ‬
‫ات ال ِدي ِن؛ بحل ال‬ ‫َّاس ِمن ف شحعظحِم و ِاجب ِ‬
‫ح ح‬ ‫ِواليحةح ف شحم ِر الن ِ ش‬
‫آد حم ال تحتِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قيح حام للدي ِن حوال للدنشـيحا إال هبحان ‪ ،‬فحِإ َّن بحِين ح‬
‫اج ِة بحـ شع ِ ِه شم إىل بحـ شع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضن ‪،‬‬ ‫صل ححتُـ ُه شم إال ِابال شجت حم ِاع لح ح‬ ‫حم ش‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫حوال بُ َّد هلُشم عشن حد اال شجت حما ِع م شن حرفش ٍس ‪ ...‬فحال حواج ُ‬
‫ب ِهبحا إىل للاِ"(‪.)44‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اختحاذُ األححم حارةِ دينًا حوقُـ شربحةً يحـتحـ حقَّر ُ‬

‫(‪ )43‬تفسري القرطيب (‪.)264/1‬‬


‫(‪ )44‬جمموع الفتاوى (‪.)391/28‬‬
‫‪31‬‬
‫وقال فبو عبد للا القلعي الشافعي رمحه للا‪:‬‬
‫"نظام فمر الدين والدنيا مقصودن ‪ ،‬وال حيصل‬
‫ذل َ إال إبمام موجود‪.‬‬
‫لو مل نقل بوجوب اإلمامةن ‪ ،‬ألدى ذل َ إل دوام‬
‫االختالف واهلرج إل يوم القيامة‪.‬‬
‫لو مل يكن للناس إمام مطاعن ‪ ،‬النثلم ررف‬
‫اإلسالم وضاع ‪.‬‬
‫لو مل يكن لألمة إمام قاهرن ‪ ،‬لتعطلت احملاريب‬
‫واملنابرن ‪ ،‬وانقطعت السبل للوارد والصادر‪.‬‬
‫لو خلى عصر من إمامن ‪ ،‬لتعطلت فيه األحكامن ‪،‬‬
‫وضاعت األيتامن ‪ ،‬ومل حيج البيت الرام‪.‬‬
‫لوال األئمة والق اة والسالطني والوالةن ‪ ،‬ملا‬
‫نكحت األماَّيمىن ‪ ،‬وال كفلت اليتامى‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫لوال السلطانن ‪ ،‬لكان الناس فوضىن ‪ ،‬وألكل‬
‫بع هم بع ا"(‪.)45‬‬
‫وقال العز بن عبد السالم رمحه للا‪" :‬ال حع ِاد ُل ِم شن‬
‫األحئِ َّم ِة والوالةِ وال َّك ِام ف شحعظحم فحجرا ِمن حِ‬
‫مجي ِع األح حانِم‬ ‫ُ شً ش‬ ‫حُ ح ُ‬
‫ب ُكل‬ ‫ومو حن ِمجحل ِ‬ ‫ِ‬
‫إبِِ شمجح ِاع ف شحهل ا ِإل شسالمن ‪ ،‬ألحنـ ُ‬
‫َّه شم يحـ ُق ُ‬
‫اس ٍد حر ِام ٍل"(‪.)46‬‬ ‫صا ٍحل حك ِام ٍلن ‪ ،‬ودرِء ُكل فح ِ‬
‫ح حش‬ ‫ح‬
‫أبدلة وجوب عقد اإلمارة‬

‫ومن فدلة وجوب عقد اإلمارة‪:‬‬


‫ام ُن ٓوا ْ أَطِي ُعوا ْ ٱ ذ َ‬ ‫َ َ‬
‫ّلل‬ ‫يأ ُّي َها ذٱَّل َ‬
‫ِين َء َ‬ ‫‪ -1‬قوله تعاىل‪َٰٓ ﴿ :‬‬
‫أَ‬ ‫َ ُ‬ ‫َوأَط ُ‬
‫ِنك أم﴾ [النساء‪.]59 :‬‬ ‫ُ‬ ‫ِيعوا ْ ذ‬
‫ٱلر ُسول َوأ ْو ِل ٱۡل أم ِر م‬

‫(‪ )45‬هتذيب الرماَّيسة ص(‪ )95-94‬نقال عن معاملة الكام‬


‫ص(‪.)55‬‬
‫(‪ )46‬قواعد األحكام (‪.)143/1‬‬
‫‪33‬‬
‫ففيها األمر بطاعة األمرين ‪ ،‬واألمر للوجوبن ‪،‬‬
‫فكيف يوجب للا طاعة األمري ووجود‪ ،‬ليس‬
‫واجبا؟!‬
‫‪ -2‬عن حعشبد للاِ بشن عُ حمحر رضي للا عنهما قحال‪:‬‬
‫س ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات حولشي ح‬
‫ت حر ُسول للا ‪ ‬يحـ ُقول‪ « :‬حم شن حم ح‬ ‫حمس شع ُ‬
‫عن ِق ِه بـيـعة‪،‬ن ‪ ،‬مات ِميتةً ج ِ‬
‫اهليَّةً»(‪.)47‬‬ ‫ُُ ح ش ح ح ح ح ح‬
‫فكيف ميوت من ميوت وليس يف عنقه بيعة ميتة‬
‫جاهليةن ‪ ،‬واإلمام ليس واجباً وجود‪،‬؟‬
‫‪ -3‬إمجاع الصحابة بعد موت النيب ‪ ‬على‬
‫نصب اإلمام قبل االرتغال بدفنه ‪ ‬دليل قاطع‬
‫على فنه من فهم الواجبات‪.‬‬

‫(‪ )47‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1851‬‬


‫‪34‬‬
‫ص ححابحةُ حعلى‬ ‫ت ال َّ‬ ‫حمجع ِ‬
‫قال القرطيب رمحه للا‪ " :‬حوف ش ح ح‬
‫ِ‬ ‫ص ِد ِيق بـع حد ِ ٍ‬ ‫تحـ شق ِد ِمي ال ِ‬
‫ين‬‫ني املُحهاج ِر ح‬ ‫اختالف حوقح حع بحـ ش ح‬ ‫حش ش‬
‫نين ‪ ،‬حح َّىت‬ ‫صا ِر ِيف حس ِقي حف ِة بحِين حسا ِع حدةح ِيف التـ شَّعيِ ِ‬ ‫حواألحنش ح‬
‫ص ُار‪ِ :‬منَّا ف ِحمري‪ ،‬حوِمشن ُك شم ف ِحمري‪،‬ن ‪ ،‬فح حدفحـ حع ُه شم فحبُو‬ ‫قحالت األحنش ح‬
‫ِ‬
‫ َن ‪ ،‬حوقحالوا هلُشم‪ :‬إِ َّن‬ ‫ِ‬
‫بح شك ٍر حوعُ حم ُر حوامل حهاج ُرو حن حع شن حذل ح‬
‫ِ ُ‬
‫شن ‪ ،‬حوحرحوشوا هلُُم‬ ‫ين إِال هلححذا الح ِي ِم شن قُـحريش ٍ‬ ‫ب ال تحد ُ‬ ‫ال حعحر ح‬
‫ش‪ .‬فحل شو حكا حن‬ ‫ َن ‪ ،‬فحـحر حجعُوا حوفحطحاعُوا ل ُقحريش ٍ‬ ‫اخلحبحـحر ِيف ذحل ح‬
‫ش حوال ِيف حغ شِريِه شم‬ ‫ب ال ِيف قُـحريش ٍ‬ ‫ض ا ِإل حم حام ِة حغشيـر و ِاج ٍ‬
‫ح ح‬ ‫فحـ شر ُ‬
‫ت حه ِذ‪ ِ،‬املنحاظححرةُ حوامل حح حاوحرةُ حعلشيـ حهان ‪ ،‬حول حقال‬ ‫ملا حسا حغ ش‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قححائِ‬
‫ش حوال ِيف حغ شِريِه شمن ‪،‬‬ ‫ت بِحو ِاجبح ٍة ال ِيف قُـحريش ٍ‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫ح شح ش‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َّه‬
‫ـ‬‫ن‬‫ِ‬‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫ب ُُثَّ‬ ‫فحما لِتحـنح ُاز ِع ُك شم و شجه‪ ،‬وال فحائِ حدة‪ِ ،‬يف ف شحم ٍر لشيس بِو ِاج ٍ‬
‫ح ح‬ ‫ح ح‬ ‫ح‬
‫يق ‪ ‬ملا حح ح حرتشهُ ال حوفحاةُ حع ِه حد إِىل عُ حمحر ِيف‬ ‫ح‬ ‫ص ِد‬ ‫إِ َّن ال ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ا ِإل حم حام ِةن ‪ ،‬حوملش يقل له فحد هذا فمر غري حواجب حعلشيـنحا‬
‫ٍ‬

‫‪35‬‬
‫ِ‬
‫وهبا وفحنـَّها رشكن ِمن فحرحك ِ‬
‫ان‬ ‫ َن ‪ ،‬فح حدل حعلى ُو ُج ح ح ح ُ ‪ ،‬ش ش‬ ‫حوال حعلشي ح‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ني"(‪.)48‬‬ ‫الدي ِن الذي بِه ق حو ُام املُ شسلم ح‬
‫‪ -4‬فمر النيب ‪ ‬ابلتأمري يف السفر مع قلة‬
‫العددن ‪ ،‬وقصر املدة‪:‬‬
‫حن حر ُسول للاِ ‪‬‬ ‫فع شن حعشب ِد للاِ بش ِن حع شم ٍرو ‪ ‬ف َّ‬ ‫ح‬
‫ض فحالةٍ إِال‬
‫قحال‪« :‬ال حِحيل لثحالثحِة نحـ حف ٍر يح ُكونُو حن ِأب شحر ِ‬
‫حح حد ُه شم»(‪.)49‬‬ ‫ف َّحم ُروا حعلشي ِه شم ف ح‬
‫ب ‪ ‬حأتشِم حري‬‫قال ابن تيمية رمحه للا‪" :‬فحأ شحو حج ح‬
‫اح ِد ِيف اال شجتِ حم ِاع القليل العارض يف السفرن ‪ ،‬تنبيها‬ ‫الو ِ‬
‫ح‬
‫بذل َ حعلى حسائِِر فحنشـ حو ِاع اال شجتِ حم ِاع" ‪.‬‬
‫(‪)50‬‬

‫(‪ )48‬تفسري القرطيب (‪.)264/1‬‬


‫(‪ )49‬روا‪ ،‬فمحد ح(‪.)6647‬‬
‫(‪ )50‬جمموع الفتاوى (‪.)390/28‬‬
‫‪36‬‬
‫وجوب عقد البيعة للحاكم املسلم‬
‫وعقد البيعة عقد واجب يف عنق كل مسلم‬
‫لإلمام القائم املستقر املسلمن ‪ ،‬وقد جاء الوعيد يف‬
‫عدم اعتقاد ذل َن ‪ ،‬والرتهيب من نق ها‪:‬‬
‫ف حع شن حانفِ ٍعن ‪ ،‬قحال‪ :‬حجاءح حعشب ُد للاِ بش ُن عُ حمحر إِىل حعشب ِد‬
‫ني حكا حن ِم شن ف شحم ِر الحَّرةِ حما حكا حنن ‪ ،‬حزحم حن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫للا بش ِن ُمطي ٍع ح ح‬
‫يد بش ِن ُم حعا ِويحةحن ‪ ،‬فحـ حقال‪ :‬اطشحر ُحوا ألحِيب حعشب ِد الَّر شمحح ِن‬ ‫يحِز ح‬
‫ َ‬‫سن ‪ ،‬فحتحـشيـتُ ح‬ ‫ل‬‫ج‬ ‫أل‬
‫ح‬ ‫ َ‬
‫ح‬ ‫ِوسادةًن ‪ ،‬فحـ حقال‪ :‬إِِِن مل آتِ‬
‫ح‬ ‫ش‬ ‫ش‬ ‫حح‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألُح ِدثح ح ِ ِ‬
‫ت حر ُسول للا ‪ ‬يحـ ُقولهُ‪ :‬حمس شع ُ‬ ‫ َ ححديثًا حمس شع ُ‬ ‫ح‬
‫اع ٍةن ‪ ،‬ل ِق حي‬ ‫ِ‬
‫حر ُسول للا ‪ ‬يحـ ُقول‪ « :‬حم شن حخل حع يح ًدا م شن طح ح‬
‫ِ‬
‫س ِيف‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ات‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ة‬
‫ح‬ ‫ج‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫للا يـوم ال ِقيام ِ‬
‫ح‬ ‫ش‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ش‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح حش ح ح ح‬
‫اهليَّةً»(‪.)51‬‬ ‫عن ِق ِه بـيـعة‪،‬ن ‪ ،‬مات ِميتةً ج ِ‬
‫ُُ ح ش ح ح ح ح ح‬

‫(‪ )51‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1851‬‬


‫‪37‬‬
‫قال القرطيب رمحه للا‪" :‬هي واجبة على كل‬
‫ِِ‬
‫ات‬‫س ِيف عُنُقه بحـشيـ حعة‪،‬ن ‪ ،‬حم ح‬ ‫ات حولشي ح‬‫مسلم لقوله‪ « :‬حم شن حم ح‬
‫اهليَّةً»ن ‪ ،‬غري فنه حم شن كان ِمن فهل الل‬ ‫ِميتةً ج ِ‬
‫ح ح‬
‫والعقد والشهرةن ‪ ،‬فبيعته ابلقول واملباررة ابليد؛ إن‬
‫حاضران ‪ ،‬فو ابلقول واإلرهاد عليه إن كان‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫غائبًان ‪ ،‬ويكفي حم شن ال يـُ شؤبحهُ لهُن ‪ ،‬وال يـُ شعحرف‪ :‬فن يعتقد‬
‫دخوله حتت طاعة اإلمامن ‪ ،‬ويسمع ويطيع له يف السر‬
‫واجلهرن ‪ ،‬وال يعتقد خالفًا لذل َن ‪ ،‬فإن فضمر‪ ،‬فماتن ‪،‬‬
‫مات ميتة جاهلية؛ ألنه مل جيعل يف عنقه بيعة"(‪.)52‬‬
‫َّث بِِه‬
‫"وحه حذا ححد ح‬ ‫وقال ابن تيمية ‪ -‬رمحه للا ‪ :-‬ح‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اعةح‬ ‫حعشب ُد للا بش ُن ُع حمحر ل حعشبد للا بش ِن ُمطي ِع ملَّا حخل ُعوا طح ح‬
‫يد حم حع فحنَّهُ حكا حن فِ ِيه ِم حن الظل ِم حما حكا حنن ‪ُُ ،‬ثَّ‬ ‫ف ِحم ِري حوقشتِ ِه شم يحِز ح‬
‫إِنَّهُ اقشـتحـتحل ُه حو حوُه شمن ‪ ،‬حوفحـ حعل ِأبح شهل الحَّرةِ ف ُُم ًورا ُمشن حكحرًة‪.‬‬

‫(‪ )52‬املفهم (‪.)44/4‬‬


‫‪38‬‬
‫يث حدل حعلى حما حدل حعلشي ِه حسائُِر‬ ‫ِ‬ ‫فحـعُل حم ف َّ‬
‫حن حه حذا الحد ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ـخر ُج حعلى ُوالة ف ُُموِر املُ شسلم ح‬
‫ني‬ ‫األح ححاديث م شن فحنَّهُ ال يُ ش‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِابل َّسشي ِ‬
‫ات‬‫حن حم شن ملش يح ُك شن ُمط ًيعا ل ُوالة األُُموِر حم ح‬ ‫فن ‪ ،‬حوف َّ‬
‫اهليَّةً"(‪.)53‬‬ ‫ِميتةً ج ِ‬
‫ح ح‬
‫َّيب ‪‬ن ‪،‬‬‫اس حر ِض حي للاُ عنهما حع ِن النِ ِ‬ ‫وع شن ابش ِن حعبَّ ٍ‬ ‫ح‬
‫صِ شُر حعلشي ِه‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫قحال‪ « :‬حم شن حرفحى م شن فحم ِري‪ ،‬حرشيـئًا يحكحشرُههُ فحليح ش‬
‫ات ِميتحةً‬‫اتن ‪ ،‬إِال حم ح‬
‫فحِإنَّه من فحار حق اجلم ِ‬
‫اعةح رشبـًرا فح حم ح‬ ‫ُ ح ش ح حح ح‬
‫اهليَّةً»ن ‪ ،‬حوِيف ل شف ٍظ‪ « :‬حم شن حك ِرح‪ِ ،‬م شن ف ِحم ِري‪ ِ،‬حرشيـئًا‬ ‫جِ‬
‫ح‬
‫ات ِميتحةً‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صِ شُرن ‪ ،‬فحِإنَّهُ حم شن حخحر حج م حن السلطحان رشبـًرا حم ح‬ ‫فحليح ش‬
‫اهليَّةً»(‪.)54‬‬ ‫جِ‬
‫ح‬
‫ت‬ ‫َّيب ‪ ‬قحال‪ « :‬حكانح ش‬ ‫حو حع شن فِحيب ُهحريشـحرةح ‪ ‬حع شن النِ ِ‬
‫وس ُه شم األحنشبِيحاءُن ‪ُ ،‬كل حما حهل ح‬ ‫بـنُو ِ‬
‫يب حخل حفهُ‬ ‫ َ نحِ ٌّ‬ ‫إسحرائيل تح ُس ُ‬ ‫ح ش‬
‫(‪ )53‬منهاج السنة (‪.)111/1‬‬
‫(‪ )54‬روا‪ ،‬البخاري ح (‪)5054 - 7053‬ن ‪ ،‬ومسلم (‪.)1849‬‬
‫‪39‬‬
‫يب بحـ شع ِدي حويح ُكو ُن ُخل حفاءُ فحـيح شكثُـ ُرو حنن ‪،‬‬ ‫يبن ‪ ،‬حوإِنَّهُ ال نحِ َّ‬
‫نحِ ٌّ‬
‫قحالوا‪ :‬فح حما حأتش ُم ُرحان؟ قحال‪ :‬فُوا بِبحـشيـ حع ِة األحَّول فحاألحَّولن ‪ُُ ،‬ثَّ‬
‫ِ‬
‫اه شم»(‪.)55‬‬ ‫وه شم حح َّق ُه شمن ‪ ،‬فحِإ َّن للاح حسائل ُه شم حع َّما ش‬
‫استحـ شر حع ُ‬ ‫ف شحعطُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب‬‫قال الشوكاِن رمحه للا‪" :‬فيه حدليل حعلى فحنَّهُ حجي ُ‬
‫حعلى الَّر ِعيَّ ِة ال حوفحاءُ بِبحـشيـ حع ِة ا ِإل حم ِام األحَّولن ‪ُُ ،‬ثَّ األحَّول حوال‬
‫ت األحَّول"(‪.)56‬‬ ‫حجيوز هلم املبايـعةُ ل ِإلم ِام اآلخ ِر قحـبل مو ِ‬
‫ح ش حش‬ ‫ُ ُ ُش ُح ح ح ح‬
‫يد بش حن ُم حعا ِويحةح‬ ‫َّاس يحِز ح‬
‫و حع شن انفع قحال‪" :‬ملَّا حخل حع الن ُ‬
‫حمجح حع ابش ُن عُ حمحر بحنِ ِيه حوف شحهلهُن ‪ُُ ،‬ثَّ تح حش َّه حدن ‪ُُ ،‬ثَّ قحال ف َّحما بحـ شع ُد‬
‫فحِإ َّان قح شد حابيحـ شعنحا حه حذا الَّر ُجل حعلى بحـشي ِع للاِ حوحر ُسول ِه حوإِِِن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لهُ ل حواء‪،‬‬ ‫صُ‬ ‫ت حر ُسول للا ‪ ‬يحـ ُقول إِ َّن الغحاد حر يـُشن ح‬ ‫حمس شع ُ‬
‫يحـ شوحم ال ِقيح حام ِة يـُ حقال حه ِذ‪ ِ،‬حغ شد حرةُ فُالح ٍنن ‪ ،‬حوإِ َّن ِم شن ف شحعظحِم‬
‫الغح شد ِر فح شن يـُبحايِ حع حر ُجل حر ُجالً حعلى بحـشي ِع للاِ حوحر ُسول ِهن ‪ُُ ،‬ثَّ‬

‫(‪ )55‬روا‪ ،‬البخارين ‪ ،‬ح (‪)3455‬ن ‪ ،‬ومسلم ح(‪.)1842‬‬


‫(‪ )56‬نيل األوطار (‪.)203/7‬‬
‫‪40‬‬
‫حح ‪،‬د ِمشن ُك شم يحِز ح‬
‫يدن ‪ ،‬حوالح يُ شش ِرفح َّن‬ ‫ث بحـشيـ حعتحهُ فحالح حخيشل حع َّن ف ح‬‫يحـشن ُك ح‬
‫ف ِ‬
‫صشيل ‪،‬م(‪ )57‬بحـشي ِين‬ ‫حح ‪،‬د مشن ُك شم ِيف حه حذا األح شم ِر فحـيح ُكو حن ح‬ ‫ح‬
‫(‪)58‬‬
‫حوبحـشيـنحهُ" ‪.‬‬
‫قال الُرهباري رمحه للا‪" :‬ال حيل ألحد فن يبيت‬
‫ليلة وال يرى فن ليس عليه إمام براً كان فو فاجراً ‪...‬‬
‫هكذا قال فمحد بن حنبل"(‪.)59‬‬
‫ال بيعة إال لإلمام القائم ذي الشوكة‬

‫وهذ‪ ،‬البيعة إَّنا يقوم هبا فهل الل والعقدن ‪ ،‬فتلزم‬


‫بقية الرعيةن ‪ ،‬كما تقدم يف كالم القرطيب رمحه للا‪.‬‬

‫(‪ )57‬في قطيعة بيين وبينه‪.‬‬


‫(‪ )58‬روا‪ ،‬فمحد ح(‪.)5088‬‬
‫(‪ )59‬ررح السنة ص(‪.)56‬‬
‫‪41‬‬
‫والبيعة ال تكون إال لإلمام املوجودن ‪ ،‬املعلومن ‪،‬‬
‫الذي له سلطان وقدرة يستطيع هبا فن يسوس‬
‫الناسن ‪ ،‬ال جملهول الال والعني واملكانن ‪ُ ،‬ث يدعي‬
‫اخلالفة فيتهافت على بيعته السفهاءن ‪ ،‬وخيلعون البيعة‬
‫الواجبة!!!‬
‫اع ِة‬
‫قال ابن تيمية رمحه للا‪" :‬النَِّيب ‪ ‬ف ححمحر بِطح ح‬
‫ين هلُشم ُسلطحا ‪،‬ن يحـ شق ِد ُرو حن‬ ‫وم ِ‬
‫ني الذ ح‬
‫ِ‬
‫ين املحشعل ح‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫األحئ َّمة املحشو ُجود ح‬
‫اع ِة حم شع ُد ٍوم حوال حشجم ُهولن ‪،‬‬ ‫اس ِة الن ِ‬
‫َّاس ال بِطح ح‬
‫ِ‬
‫به حعلى سيح ح‬
‫ِِ‬
‫س لهُ ُسلطحا ‪،‬نن ‪ ،‬حوال قُ شد حرة‪ ،‬حعلى حر شي ٍء‬ ‫حوال حم شن لشي ح‬
‫حصال"(‪.)60‬‬ ‫فش‬
‫قال الشيخ عبد السالم الُرجس ‪-‬رمحه للا‪:-‬‬
‫"وحجة هذا‪ :‬فن مقاصد اإلمامة الِت جاء الشرع هبا‬

‫(‪ )60‬منهاج السنة (‪.)115/1‬‬


‫‪42‬‬
‫من إقامة العدل بني الناس وإظهار رعائر للا تعاىل‬
‫وإقامة الدود ودمو ذل َ ال ميكن فن يقوم هبا‬
‫معدوم مل يوجد بعدن ‪ ،‬وال جمهول ال يعرف‪.‬‬
‫وإَّنا يقوم هبا اإلمام املوجود الذي يعرفه‬
‫املسلمون عموماً علماؤهم وعوامهمن ‪ ،‬رباهبم‬
‫وريبهمن ‪ ،‬رجاهلم ونسائهمن ‪ ،‬والذي له قدرة على إنقاذ‬
‫مقاصد اإلمامةن ‪... ،‬‬
‫فمن نزل نفسه منزلة ول األمر الذي له القدرة‬
‫والسلطان على سياسة الناسن ‪ ،‬فدعا مجاعة للسمع‬
‫والطاعة له فو فعطته تل َ اجلماعة بيعة تسمع‬
‫وتطيع له مبوجبهان ‪ ....،‬وول األمر قائم ظاهر‪ :‬فقد‬
‫حاد للا ورسولهن ‪ ،‬وخالف مقت ى الشريعةن ‪ ،‬وخرج‬
‫من اجلماعة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫فال َب طاعتهن ‪ ،‬بل حترمن ‪ ... ،‬ومن آزر‪ ،‬فو‬
‫انصر‪ ،‬مبال فو كلمة فو فقل من ذل َن ‪ ،‬فقد فعان‬
‫على هدم اإلسالمن ‪ ،‬وتقتيل فهلهن ‪ ،‬وسعى يف األرض‬
‫فساداًن ‪ ،‬وللا ال حيب املفسدين"(‪.)61‬‬

‫وجوب لزوم اجلماعة يف كل حال‬

‫والواجب على املسلم فن يلزم مجاعة املسلمني‬


‫وإمامهم مهما عظمت الفنتن ‪ ،‬وكثر الشر‪:‬‬
‫َّاس يح شسأحلو حن‬
‫فعن حذيفة ‪ ‬قال‪ " :‬حكا حن الن ُ‬
‫ِ‬
‫حسأحلهُ حع ِن الش ِ‬
‫َّر حخمحافح حة‬ ‫تفش‬ ‫حر ُسول للا ‪ ‬حع ِن اخلحشِري حوُكشن ُ‬
‫فح شن ي شد ِرحك ِينن ‪ ،‬فحـ ُقلت‪ :‬ماَّي رسول للاِ إِ َّان ُكنَّا ِيف ج ِ‬
‫اهليَّ ٍة‬ ‫ح‬ ‫ُ ح حُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حو حر ٍر فح حجاءح حان للاُ هبح حذا اخلحشِري فحـ حهل بحـ شع حد حه حذا اخلحشِري م شن‬
‫َّر ِم شن‬‫ َ الش ِ‬
‫ت‪ :‬حوحهل بحـ شع حد حذل ح‬ ‫حر ٍر؟ قحال‪« :‬نحـ حع شم»ن ‪ ،‬قُل ُ‬
‫(‪ )61‬معاملة الكام ص(‪.)40‬‬
‫‪44‬‬
‫ِِ‬
‫ت‪ :‬حوحما حد حخنُهُ؟‬ ‫حخ شٍري؟ قحال‪« :‬نحـ حع شم حوفيه حد حخ ‪،‬ن»ن ‪ ،‬قُل ُ‬
‫ف ِمشنـ ُه شم‬ ‫قحال‪« :‬قحـ شو‪،‬م يحـ شه ُدو حن بِغح شِري حه شديِي تحـ شع ِر ُ‬
‫ َ اخلحشِري ِم شن حر ٍر؟ قحال‪:‬‬ ‫ت‪ :‬فحـ حهل بحـ شع حد ذحل ح‬ ‫ِ‬
‫حوتُـشنك ُر»ن ‪ ،‬قُل ُ‬
‫حجابحـ ُه شم إِلشيـ حها‬ ‫ِ‬
‫«نحـ حع شم ُد حعاة‪ ،‬حعلى فحبشـ حواب حج حهن حَّم حم شن ف ح‬
‫ت‪ :‬حماَّي حر ُسول للاِ ِص شف ُه شم لنحا؟ قحال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫قح حذفُو‪ ُ،‬ف حيها»ن ‪ ،‬قُل ُ‬
‫« ُه شم ِم شن ِجل حدتِنحا حويحـتح حكل ُمو حن ِأبحل ِسنحتِنحا»‪.‬‬
‫ َ؟ قحال‪« :‬تحلحزُم‬ ‫ت‪ :‬فح حما حأتش ُم ُرِِن إِ شن ف شحد حرحك ِين حذل ح‬ ‫قُل ُ‬
‫ت‪ :‬فحِإ شن ملش يح ُك شن هلُشم‬ ‫ِ‬
‫ني حوإِ حم حام ُه شم»ن ‪ ،‬قُل ُ‬ ‫اعةح املُ شسلم ح‬ ‫حمجح ح‬
‫ َ ال ِفحر حق ُكل حها حول شو‬ ‫اعتح ِزل تِل ح‬ ‫اعة‪ ،‬حوال إِ حم ‪،‬ام؟ قحال‪« :‬فح ش‬ ‫حمجح ح‬
‫ت‬ ‫ت حوفحنش ح‬ ‫ َ املحشو ُ‬ ‫حصل حر حجحرةٍ حح َّىت يُ شد ِرحك ح‬ ‫ض ِأب ش‬ ‫فح شن تحـ حع َّ‬
‫ َ»(‪.)62‬‬ ‫حعلى حذل ح‬
‫ َ اخلحشِري حرٌّر؟‬ ‫ت‪ :‬فحـ حهل حوحراءح ذحل ح‬ ‫ويف رواية‪" :‬قُل ُ‬
‫ف؟ قحال‪« :‬يح ُكو ُن بحـ شع ِدي‬ ‫ت‪ :‬حكشي ح‬ ‫قحال‪« :‬نحـ حع شم» ن ‪ ،‬قُل ُ‬

‫(‪ )62‬روا‪ ،‬البخاري ح(‪)7084‬ن ‪ ،‬ومسلم ح(‪.)1847‬‬


‫‪45‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اين ‪ ،‬حوال يح شستحـنو حن بِ ُسن َِِّتن ‪ ،‬حو حسيحـ ُق ُ‬
‫وم‬ ‫فحئ َّمة‪ ،‬ال يـح شهتح ُدو حن هبُ حد ح‬
‫ني ِيف جثشم ِ‬
‫ان‬ ‫فِي ِهم ِرجال قُلوبـهم قُلوب الشَّي ِ‬
‫اط ِ‬
‫ُح‬ ‫ُ ح‬ ‫ُُ ش‬ ‫ش ح‬
‫ِ‬
‫حصنح ُع حماَّي حر ُسول للان ‪ ،‬إِ شن‬ ‫إِنش ٍ‬
‫ففش‬ ‫ت‪ :‬حكشي ح‬ ‫س» ن ‪ ،‬قحال‪ :‬قُل ُ‬
‫يع لألحِم ِرين ‪ ،‬حوإِ شن‬ ‫ِ‬
‫ َ؟ قحال‪« :‬تح شس حم ُع حوتُط ُ‬ ‫ت ذحل ح‬ ‫ف شحد حرشك ُ‬
‫حط شع»(‪.)63‬‬ ‫امسع وف ِ‬ ‫ض ِرب ظحهرحكن ‪ ،‬وف ِ‬
‫ َن ‪ ،‬فح شح ش ح‬ ‫ُخ حذ حمال ح‬ ‫ُ ح شُ ح‬
‫يث ُح حذيشـ حفةح حه حذا‬ ‫قال النووي رمحه للا ‪" :‬وِيف ح ِد ِ‬
‫ح ح‬
‫اعتِ ِه حوإِ شن‬
‫وب طح ح‬
‫ِ‬
‫ني حوإِ حمام ِه شم حوُو ُج ُ‬
‫ِ‬
‫اعة املُ شسلم ح‬
‫لزوم حمج ِ‬
‫ُُ حح‬
‫اصي ِمن ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حخذ األح شم حوال حو حغ شِري حذل ح‬
‫ َ‬ ‫فح حس حق حو حعمل املححع ح ش ش‬
‫ات لحر ُسول‬ ‫فحـت ِجب طحاعته ِيف حغ ِري مع ِ ٍ ِ ِ ِ‬
‫صيحة حوفيه ُم شعجحز ‪،‬‬ ‫ش حش‬ ‫ح ُ حُ ُ‬
‫ت‬ ‫للاِ ‪ ‬وِهي ه ِذ‪ ِ،‬األُمور ال ِِت ف ِ‬
‫حخبحـحر هبحا حوقح شد حوقحـ حع ش‬ ‫ش‬ ‫ُُ‬ ‫ح ح ح‬
‫ُكل حها"(‪.)64‬‬

‫(‪ )63‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1847‬‬


‫(‪ )64‬ررح مسلم (‪.)237/12‬‬
‫‪46‬‬
‫وقال ابن حجر رمحه للا‪ " :‬حوقحال بن بحطَّال‪ :‬فِ ِيه‬
‫اع ِة‬ ‫ح َّجة‪ ،‬جلماع ِة ال ُف حقه ِاء ِيف وج ِ ِ‬
‫وب ل ُزوم حمجح ح‬ ‫ُُ‬ ‫ح‬ ‫حح ح‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ني حوتحـ شرِك اخلُُر ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ص ح‬ ‫وج حعلى فحئ َّمة اجلحشوِر ألحنَّهُ حو ح‬ ‫الـ ُم شسلم ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه شم « ُد حعاة‪ ،‬حعلى فحبشـ حواب حج حهن حَّم» حوملش‬ ‫الطَّائ حفةح األحخ حريحة ِأبحنـ ُ‬
‫يـ ُقل فِي ِهم «تحـع ِر ُ ِ‬
‫ني حوُه شم‬ ‫ف حوتُـشنك ُر» حك حما قحال ِيف األحَّول ح‬ ‫ش ش‬ ‫ح‬
‫ َ إِال حوُه شم حعلى حغ شِري حح ٍق حوف ححمحر حم حع‬ ‫ال يح ُكونُو حن حك حذل ح‬
‫ف ِيف حه حذا‬ ‫ذحل َ بِلز ِوم اجلماع ِةن ‪ ،‬قح حال الطَّ ُِري ِ‬
‫اختُل ح‬
‫ح ش‬ ‫ح ُ حح ح‬
‫حن الش ُمحر حاد ِم حن ش‬
‫اخلححُِر‬ ‫اب ف َّ‬ ‫اع ِة ‪ ...‬حو َّ‬
‫الص حو ُ‬ ‫شاأل شحم ِر حوِيف ش‬
‫اجلح حم ح‬
‫اجلماع ِة الَّ ِذين ِيف طحاع ِة م ِن اجتمعوا علحى حأتشِم ِري‪ِ،‬‬
‫ح ح شحح ُ ح‬ ‫ح‬ ‫وم شح ح ح‬ ‫لُُز ُ‬
‫اع ِة"(‪.)65‬‬ ‫ث بحـشيـ حعتحهُ حخحر حج حع ِن ش‬
‫اجلح حم ح‬ ‫فح حم شن نح حك ح‬

‫(‪ )65‬فتح الباري (‪.)37/13‬‬


‫‪47‬‬
‫ب‬ ‫وقال الشوكاِن رمحه للا‪" :‬قحـ شولهُ‪ « :‬حوإِ شن ُ‬
‫ض ِر ح‬
‫حط شع» فِ ِيه حدليل حعلى‬ ‫امسع وف ِ‬ ‫ِ‬
‫ظح شه ُرك حوفُخ حذ حمال َ فح شح ش ح‬
‫اع ِة األُمر ِاء وإِ شن بلغُوا ِيف العس ِ‬
‫ف حواجلحشوِر‬ ‫ِ‬
‫حش‬ ‫ُو ُجوب طح ح ح ح ح ح‬
‫حخ ِذ ف شحم حواهلِ شم"(‪.)66‬‬ ‫إىل ضر ِ ِ ِ‬
‫ب الَّرعيَّة حوف ش‬‫حش‬
‫حخبحـحر فحنَّهُ‬
‫"وُه حو ‪ ‬قح شد ف ش‬ ‫وقال ابن تيمية رمحه للا‪ :‬ح‬
‫وم فحئِ َّمة‪ ،‬ال يحـ شهتح ُدو حن ِهبح شديِِه حوال يح شستحـنو حن‬
‫ َ يحـ ُق ُ‬
‫بحـ شع حد حذل ح‬
‫ني ِيف‬ ‫اط ِ‬ ‫بِسنَّتِ ِهن ‪ ،‬وبِِقي ِام ِرجال قُلوبـهم قُلوب الشَّي ِ‬
‫ُ ح‬ ‫ُُ ش‬ ‫ُ ح ح ح‬
‫اع ِة‬
‫سن ‪ ،‬حوف ححمحر حم حع حه حذا ِابل َّس شم ِع حوالطَّ ح‬ ‫ان ا ِإلنش ِ‬‫جثشم ِ‬
‫ُح‬
‫ِ‬
‫ني ف َّ‬
‫حن‬ ‫ َن ‪ ،‬فحـتحـبحـ َّ ح‬
‫حخ حذ حمال ح‬
‫ب ظح شهحرحك حوف ح‬ ‫ضحر ح‬ ‫لألحم ِرين ‪ ،‬حوإِ شن ح‬
‫ِ‬
‫ا ِإل حم حام الذي يُطحاعُ ُه حو حم شن حكا حن لهُ ُسلطحا ‪،‬نن ‪ ،‬حس حواء‪،‬‬
‫حكا حن حع ِادال ف شحو ظحالـماً"‪.‬‬

‫(‪ )66‬نيل األوطار (‪.)207/7‬‬


‫‪48‬‬
‫واألحاديث الدالة على طاعة والة اجلور متواترةن ‪،‬‬
‫فكيف أبهل العدل واخلري منهم؟‬
‫قال عدي بن حامت ‪ :‬قُلنحا‪ :‬حماَّي حر ُسول للاِ ال‬
‫اع ِة حم ِن اتَّـ حقىن ‪ ،‬حول ِك شن حم شن فحـ حعل حوفحـ حعلن ‪،‬‬ ‫ َ حع شن طح ح‬ ‫نح شسأحل ح‬
‫للاحن ‪،‬‬ ‫«اتَّـ ُقوا‬ ‫فحـ حقال‪:‬‬ ‫الشََّّرن ‪،‬‬ ‫فح حذ حكحر‬
‫حطيعُوا»(‪.)67‬‬ ‫امسعواح وف ِ‬
‫حو شح ُ‬
‫وج حعلشي ِه شم حوقِتحاهلُشم‬ ‫"وف َّحما اخلُُر ُ‬‫قال النووي رمحه للا‪ :‬ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني حوقح شد‬ ‫ني حوإِ شن حكانُوا فح حس حقةً ظحامل ح‬ ‫فح حححر ‪،‬ام إبِِ شمجح ِاع املُ شسلم ح‬
‫حمجح حع ف شحهل السن َِّة‬ ‫اهحر ِت األح حح ِاد ُ‬
‫يث ِمبحشع ح ى حما ذح حك شرتُهُ حوف ش‬ ‫تحظح ح‬
‫فحنَّهُ ال يحـشنـ حع ِزل السلطحا ُن ِابل ِف شس ِق"(‪.)68‬‬

‫(‪ )67‬روا‪ ،‬الطُراِن يف الكبري (‪ )101/17‬وابن فيب عاصم يف‬


‫السنة ح(‪.)1103‬‬
‫(‪ )68‬ررح صحيح مسلم (‪.)229/12‬‬
‫‪49‬‬
‫وقال الشوكاِن رمحه للا‪" :‬ال جيوز اخلروج على‬
‫األئمة وإن بلغوا يف الظلم في مبلُ ما فقاموا الصالة‬
‫ومل يظهر منهم الكفر البواح واألحاديث الواردة يف‬
‫هذا املع ى متواترة"(‪.)69‬‬

‫اجلماعة حصن من الفنت‬

‫وإذا فردت فن تعرف عظم هذ‪ ،‬الوصيةن ‪ ،‬وفثر‬


‫لزوم السلطان والنعمة بهن ‪ ،‬أتمل وصية النيب ‪ ‬ألمته‬
‫يف فعظم مجع رهد‪ ،‬املسلمون‪:‬‬
‫فعن ُجبحـ شِري بش ِن ُمطشعٍِم ‪ ‬قحال‪ :‬قح حام حر ُسول للاِ ‪‬‬
‫ف ِم شن ِم ً ىن ‪ ،‬فحـ حقال‪« :‬نح حَّر للاُ شامحرفً حِمس حع حم حقال ِِتن ‪،‬‬ ‫ِابخلحشي ِ‬
‫ب حح ِامل‬ ‫اهان ‪ُُ ،‬ثَّ ف َّحد حاها إِىل حم شن ملش يح شس حم شع حهان ‪ ،‬فحـ ُر َّ‬
‫فحـ حو حع ح‬

‫(‪ )69‬السيل اجلرار (‪.)556/4‬‬


‫‪50‬‬
‫فِ شق ٍه ال فِ شقه لهن ‪ ،‬ور َّ ِ ِ ٍ‬
‫ب ححامل ف شقه إِىل حم شن ُه حو فحفشـ حقهُ‬ ‫ح ُ حُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمشنهُن ‪ ،‬ثحال ‪،‬‬
‫ص‬‫ب املُشؤم ِن‪ :‬إ شخال ُ‬ ‫ث ال يُغل حعلشيه شم قحل ُ‬
‫اع ِةن ‪ ،‬فحِإ َّن‬
‫وم اجلح حم ح‬ ‫يحةُ ل حو ِل األح شم ِرن ‪ ،‬حول ُز ُ‬
‫ِ‬
‫ال حع حملن ‪ ،‬حوالنَّص ح‬
‫حد شع حوتحـ ُه شم تح ُكو ُن ِم شن حوحرائِِه»(‪.)70‬‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويف رواية‪« :‬ثحال ُ ِ‬
‫صال ال يحغل حعلشيه َّن قحل ُ‬ ‫ثخح‬
‫مسل ٍم فحب ًدا‪ :‬إِخالص العمل للِن ‪ ،‬ومنحاصحةُ والةِ‬
‫حُ ح ح ُ‬ ‫ش ُ حح‬ ‫ُش ح‬
‫ط ِم شن‬ ‫اع ِةن ‪ ،‬فحِإ َّن حد شع حوتحـ ُه شم ُِحتي ُ‬ ‫األح شم ِرن ‪ ،‬حول ُز ُ‬
‫وم اجلح حم ح‬
‫حوحرائِ ِه شم»(‪.)71‬‬
‫ِ‬
‫اهان ‪،‬‬‫وقوله ‪« :‬نح حَّر للاُ شامحرفً حمس حع حم حقال ِِتن ‪ ،‬فحـ حو حع ح‬
‫ُُثَّ ف َّحداها إِىل من مل يسمعهان ‪ ،‬فحـر َّ ِ ِ ٍ ِ‬
‫ب ححامل ف شقه ال ف شقهح‬ ‫ح ش ش ح ش حشح ُ‬ ‫ح‬
‫ب حح ِامل فِ شق ٍه إِىل حم شن ُه حو فحفشـ حقهُ ِمشنهُ»‪.‬‬‫لهُن ‪ ،‬حوُر َّ‬
‫هذا كله أتكيد على تبليُ هذ‪ ،‬الوصية لألمة‪.‬‬

‫(‪ )70‬روا‪ ،‬فمحد ح(‪.)16738‬‬


‫(‪ )71‬روا‪ ،‬فمحد ح(‪.)21590‬‬
‫‪51‬‬
‫قال ابن عبد الُر رمحه للا‪" :‬فحال تحـحرى فحنَّهُ ‪ ‬حد حعا‬
‫يدا ِمشنهُ ِيف‬
‫اها ُُثَّ ف َّحد حاها حأتشكِ ً‬ ‫ِِ‬ ‫مل شن حح ِف ح‬
‫ظ حم حقالتحهُ حهذ‪ ،‬فحـ حو حع ح‬ ‫ِح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث ال يحغل حعلشيه َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح شفظ حها حوتحـشبليغ حها حوه حي قحـ شولهُ ثحال ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ب ُم شسل ٍم"(‪.)72‬‬ ‫قحل ُ‬
‫وهذ‪ ،‬الوصاماَّي الثالث‪:‬‬
‫ِ‬
‫ث حشَ حم ُع‬‫قال ابن تيمية رمحه للا‪ " :‬حوحهذ‪ ِ،‬الثَّال ُ‬
‫وق ال ِِت ِ‬
‫لل‬ ‫اع حد‪ ُ،‬حوحشَ حم ُع الُُق ح‬ ‫فُصول ال ِدي ِن وقحـو ِ‬
‫حح‬ ‫ُ‬
‫صاحلح الدنشـيحا حواآل ِخحرةِ"(‪.)73‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫حولعبحاد‪،‬ن ‪ ،‬حوتحـشنـتحظ ُم حم ح‬
‫ث ال‬ ‫وقال ابن عبد الُر رمحه للا‪" :‬قحـ شولهُ‪« :‬ثحال ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ب ُم شؤم ٍن» فح حم شعنحا‪ ُ،‬ال يح ُكو ُن ال حقل ُ‬ ‫يحغل حعلشيه َّن قحل ُ‬
‫ِِ‬
‫ض‬‫حعلشي ِه َّن حوحم حع ُه َّن حغليال فحبح ًدان ‪ ،‬يحـ شع ِين ال يحـ شق حوى فيه حمحر ‪،‬‬

‫(‪ )72‬التمهيد (‪.)276/21‬‬


‫(‪ )73‬جمموع الفتاوى (‪.)11/1‬‬
‫‪52‬‬
‫ِ‬ ‫حوال نِحف ‪،‬‬
‫ص حح‬ ‫ص ال حع حمل لل حول ِزحم اجلح حم ح‬
‫اعةح حو حان ح‬ ‫حخل ح‬‫اق إِ حذا ف ش‬
‫فُول األح شم ِر"(‪.)74‬‬
‫صال‬ ‫وقال ابن القيم رمحه للا‪" :‬وقحوله‪« :‬ثحال ُ ِ‬
‫ثخ ح‬ ‫ح‬
‫آخر‪،‬؛ في‪ :‬ال‬ ‫ال يغِل علي ِه َّن قحلب مسل ٍم ‪ » ...‬إِىل ِ‬
‫ُ ُش‬ ‫ح حش‬
‫حيمل الغل حوال شيبقى فِ ِيه حم حع حه ِذ‪ ،‬الثَّالثحة فحِإنـ حَّها تنفى‬
‫الغل والغش حوُه حو فح حساد القلب وسخاميهن ‪ ،‬فاملخلص‬
‫لل إخالصه ميشنحع غل قلبه وخيرجه ويزيله مجلةن ‪ ،‬ألنه‬
‫قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إِىل مرضاة ربه فحلم‬
‫وضع للغل والغش ‪...‬‬ ‫يبق فِ ِيه م ِ‬
‫ح‬ ‫ش‬
‫اص ححةُ فئمة املسلمني»ن ‪ ،‬حه حذا في ا‬ ‫حوقحوله‪ « :‬حوُمنح ح‬
‫ِ ُ‬
‫يحة ال َامع الغلن ‪ ،‬إِ شذ‬ ‫منحاف للغل والغشن ‪ ،‬فحِإن النَّص ح‬
‫ِه حي ِضد‪،‬ن ‪ ،‬فحمن نصح األئمة واألمة فقد ب ِر من‬
‫الغل!‬

‫(‪ )74‬التمهيد (‪.)276/21‬‬


‫‪53‬‬
‫تهم»ن ‪ ،‬حه حذا في ا ِممَّا يطهر‬ ‫اع ش‬ ‫حوقحوله‪ « :‬حول ُزوم حمجح ح‬
‫اعة‬‫صاحبه للزومه مجح ح‬ ‫القلب من الغل والغشن ‪ ،‬فحِإن ح‬
‫فس ِهن ‪ ،‬حويكر‪ ُ،‬هلُم حما‬ ‫املسلمني حيب هلم ما حيب لنح ِ‬
‫ُ ح‬ ‫ُ‬
‫يكر‪ ،‬هلحان ‪ ،‬ويسوؤ‪ ،‬حما يسؤوهمن ‪ ،‬ويسر‪ ،‬حما يسرهمن ‪،‬‬
‫حوحه حذا ِِخبالف من ادماز حعشنـ ُهم وارتغل ابلطعن حعلشي ِهم‬
‫حوال حعشيب والذم هلُم حكفعل الراف ة واخلوارج واملعتزلة‬
‫حو حغ ِريهم فحِإن قُلوهبم ممتلئة غال وغشان ‪ ... ،‬فإهنم ال‬
‫وظ شهراً على فهل اإلسالم فأي‬ ‫يكونون قط إال فعواان ِ‬
‫حعدو قح حام لل ُمسلمني حكانُوا فعوان حذل َ ال حعدو وبطانتهن ‪،‬‬
‫حوحه حذا شفمر قد راهدته األمة ِمشنـ ُهم حومن مل يُ حشاهد فقد‬
‫مسع ِمشنهُ حما يصم اآلذان ويشجي ال ُقلوب‪.‬‬
‫ط ِم شن حوحرائِ ِه شم»ن ‪ ،‬حه حذا‬‫حوقحوله‪« :‬فحِإ َّن حد شع حوتحـ ُه شم ُِحتي ُ‬
‫من فحسن ال حكالم وفوجز‪ ،‬وففخمه مع ىن ‪ ،‬ربه حد شع حوة‬
‫املسلمني ابلسور والسياج امل ِحيط هبم املانِع من‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪54‬‬
‫دع حوة ال ِِت ِه حي حد شع حوة‬
‫ُد ُخول عدوهم حعلشي ِهم فحتل َ ال ش‬
‫اإلسالم وهم داخلوها ملـا حكانحت سورا وسياجا حعلشي ِهم‬
‫ َ‬‫اعة املسلمني فحاطت بِِه تِل ح‬ ‫فخُر فن من لزم مج‬
‫ِ حح ُ‬
‫دع حوة ال ِِت ه حي حد شع حوة اإلسالم حك حما فحاطت هبمن ‪،‬‬ ‫ال ش‬
‫فالدعوة َمع حشل األمةن ‪ ،‬وتلم رعثهان ‪ ،‬وحتيط هبحان ‪،‬‬
‫فحمن دخل ِيف مجاعتها فحاطت بِِه وشلته"(‪.)75‬‬
‫وهذا من فعظم ف ائل وَثرات لزوم مجاعة‬
‫املسلمني وإمامهمن ‪ ،‬فهي حصن وسياج من الفنتن ‪،‬‬
‫ومن األعداءن ‪ ،‬ومن ال عف والتفرق والتحزب وغري‬
‫ذل َ‪.‬‬
‫حي ححتُوطُهم وت شكنُـ ُفهم‬ ‫قال ابن األثري رمحه للا‪" :‬ف ش‬
‫يد فهل السن َِّة ُدو حن ف شحهل البِ شد حع ِة"(‪.)76‬‬
‫وحت حفظُهمن ‪ ،‬يُِر ُ‬
‫حش‬
‫(‪ )75‬مفتاح دار السعادة (‪.)278-277/1‬‬
‫(‪ )76‬النهاية يف غريب الديث (‪.)122/2‬‬
‫‪55‬‬
‫السلطان ظل هللا يف األرض‬
‫ومثل هذا الوصية قوله ‪« :‬السلطحا ُن ِظل للاِ‬
‫ِيف األحشر ِ‬
‫ضن ‪ ،‬فح حم شن فح شكحرحمهُ فح شكحرحمهُ للاُن ‪ ،‬حوحم شن ف ححهانحهُ ف ححهانحهُ‬
‫للاُ»‪.‬‬
‫ويف رواية‪« :‬السلطحا ُن ِظل للاِ ِيف األحشر ِ‬
‫ضن ‪ ،‬فح حم شن‬
‫فح شكحرحمهُ فح شكحرحم للاحن ‪ ،‬حوحم شن ف ححهانحهُ ف ححهانحهُ للاُ»(‪.)77‬‬
‫ض»ن ‪ ،‬فيه فن‬ ‫فقوله‪« :‬السلطحا ُن ِظل للاِ ِيف األحشر ِ‬
‫السلطان يف الدنيا ظل يستظل بعدلهن ‪ ،‬ويؤوى إليهن ‪،‬‬
‫ويسرتاح يف فيئه‪.‬‬
‫فالظل‪ :‬فيه استقرارن ‪ ،‬وراحةن ‪ ،‬ووقايةن ‪ ،‬وفيه‬
‫اجتماعن ‪ ،‬وفيه يقع َثر الشجرن ‪ ،‬فمن ترك الظل فقد‬
‫وقع يف السموم واللهيب والفنت وتعرض ل رابت‬
‫الشمس الِت قد تقتلهن ‪ُ ،‬ث كل واحد يف الشمس يهتم‬

‫(‪ )77‬روا‪ ،‬ابن فيب عاصم يف السنة ح(‪.)1024‬‬


‫‪56‬‬
‫مبصلحتهن ‪ ،‬فالشمس حارقةن ‪ ،‬واالجتماع مع الناس‬
‫يزيد الرارةن ‪ ،‬وإذا كان عند‪ ،‬زاد فو دمو‪ ،‬ففي الغالب‬
‫فنه يفسد مع الشمس والرن ‪ ،‬كل هذا يف خمالفة‬
‫السلطان‪!...‬‬
‫ولذل َ قال‪« :‬فح حم شن فح شكحرحمهُ فح شكحرحمهُ للاُ» «فح حم شن‬
‫فح شكحرحمهُ فح شكحرحم للاح»ن ‪ ،‬ملا فكرم ربه بطاعته وامتثال فمر‪،‬‬
‫يف السلطانن ‪ ،‬فكرمه للا ابخلري واألمن والنجاة من‬
‫الفنت يف الدنيان ‪ ،‬واألجر والكرامة يف األخرى‪.‬‬

‫ال يتساهل مع من يسعى للفنت‬

‫فمن إجالل للا إكر حام السلطانن ‪ ،‬ويف خالف‬


‫ذل َ فتح لباب الشرورن ‪ ،‬ولذل َ ال يُتساهل مع من‬
‫يسعى يف اإلخالل هبذا الباب‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫فع شن حع شرفح حجةح بش ِن ُرحريش ٍح األح شر حجع ِي ‪ ‬قحال‪ :‬حرفحيش ُ‬ ‫ح‬
‫ِ‬
‫َّاسن ‪ ،‬فحـ حقال‪« :‬إِنَّهُ‬ ‫ب الن ح‬
‫ِ‬
‫َّيب ‪ ‬حعلى املشنـ حُر حخيشطُ ُ‬ ‫النِ َّ‬
‫اتن ‪ ،‬فح حم شن حرفحيشـتُ ُمو‪ ُ،‬فح حار حق‬ ‫ِ‬
‫ات حوحهنح ‪،‬‬‫حسيح ُكو ُن بحـ شعدي حهنح ‪،‬‬
‫يد يـُ حف ِر ُق ف شحمحر ف َُّم ِة ُحمح َّم ٍد ‪ ‬حكائِنًا حم شن‬
‫اعةحن ‪ ،‬ف شحو يُِر ُ‬
‫اجلح حم ح‬
‫اع ِةن ‪ ،‬فحِإ َّن‬ ‫ِ‬
‫حكا حن فحاقشـتُلو‪ُ،‬ن ‪ ،‬فحِإ َّن يح حد للا حعلى اجلح حم ح‬
‫ض»‪.‬‬ ‫اعةح يـحشرُك ُ‬
‫الششَّيطحا حن حم حع حم شن فح حار حق اجلح حم ح‬
‫اتن ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اتن ‪ ،‬حوحهنح ‪،‬‬ ‫ويف رواية‪ « :‬حستح ُكو ُن بحـ شعدي حهنح ‪،‬‬
‫فح حم شن ف ححر حاد فح شن يـُ حف ِر حق ف شحمحر ف َُّم ِة ُحمح َّم ٍد ‪‬ن ‪ ،‬حوُه شم مجحش ‪،‬ع‬
‫ف»(‪.)78‬‬ ‫اض ِربو‪ِ ،‬ابل َّسشي ِ‬
‫فح ش ُ ُ‬
‫اتن ‪ ،‬فح حم شن‬‫ات حوحهنح ‪،‬‬ ‫ويف رواية‪« :‬إِنَّهُ حستح ُكو ُن حهنح ‪،‬‬
‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫اض ِربُو‪ُ،‬‬
‫يعن ‪ ،‬فح ش‬‫ف ححر حاد فح شن يـُ حف ِر حق ف شحمحر حهذ‪ ،‬األَُّمة حوه حي حمج ‪،‬‬
‫ف حكائِنًا حم شن حكا حن»(‪.)79‬‬ ‫ِابل َّسشي ِ‬

‫(‪ )78‬روا‪ ،‬النسائي ح(‪.) 4021-4020‬‬


‫(‪ )79‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1852‬‬
‫‪58‬‬
‫قال ابن عقيل رمحه للا‪" :‬ال حيسن يف سياسة‬
‫املل َ العفو عمن سعى على الدولة ابخلروج على‬
‫السلطان"(‪.)80‬‬
‫وقوله‪ « :‬حكائِنًا حم شن حكا حن»‪.‬‬
‫قال القرطيب رمحه للا‪" :‬في‪ :‬ال حيرتم لشرفه‬
‫ونسبهن ‪ ،‬وال يهاب لعشريته ونح حشبهن ‪ ،‬بل يبادر بقتله‬
‫قبل ررارة رر‪،‬ن ‪ ،‬واستحكام فساد‪،‬ن ‪ ،‬وعدوى‬
‫عُ ِر‪.)81("،‬‬
‫فال يقال‪ :‬عاملن ‪ ،‬داعيةن ‪ ،‬حافظ قرآنن ‪ ،‬ابرن ‪.... ،‬‬
‫كل من فراد فن يفرق اجلماعة ال يتساهل معهن ‪ ،‬ألن‬
‫تركه ترك للنار يف االرتعال واالنتشار‪.‬‬

‫(‪ )80‬الفنون (‪ )109/1‬نقال عن كتاب "بداية االدمراف وهنايته" حملمد‬


‫اإلمام ص(‪.)454‬‬
‫صبةن ‪ ،‬والعُر‪ :‬اجلرب‪.‬‬
‫الع ح‬
‫(‪ )81‬املفهم (‪)63/4‬ن ‪ ،‬والنُشبة‪ :‬ح‬
‫‪59‬‬
‫ولذل َ قال‪ « :‬حوحم شن ف ححهانحهُ ف ححهانحهُ للاُ» في ليس له‬
‫قيمة!‪.‬‬
‫ان ِابمل حدائِ ِن‬
‫فعن ِربعِ ٍي فحنَّه فحتحى ح حذيـ حفةح بن اليم ِ‬
‫ُ ش ش ح حح‬ ‫ُ‬ ‫حش ش‬
‫ح‬
‫ُختحهُن ‪ ،‬قحال‪ :‬فحـ حقال ُح حذيشـ حفةُ‪ :‬حما فحـ حعل‬ ‫ور ف ش‬‫ور‪ ُ،‬حويحـ ُز ُ‬ ‫يحـ ُز ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حح ‪،‬د؟ قحال‪ :‬نحـ حع شمن ‪،‬‬ ‫ َ حماَّي ِربشعي؟ ف ح‬
‫حخحر حج مشنـ ُه شم ف ح‬ ‫قحـ شوُم ح‬
‫َّاس إِىل عُثش حما حنن ‪،‬‬
‫وج الن ِ‬ ‫ َ ِيف حزحم ِن ُخ ُر ِ‬
‫فح حس َّمى نحـ حفًران ‪ ،‬حوذحل ح‬
‫"م شن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت حر ُسول للا ‪ ‬يحـ ُقول‪ :‬ح‬ ‫فحـ حقال ُح حذيشـ حفةُ‪ :‬حمس شع ُ‬
‫ِ‬ ‫خرج ِمن اجلم ِ‬
‫استح حذل ا ِإل حم حارحة لق حي للاح حوال حو شجهح‬
‫اعة حو ش‬‫حح ح ح حح ح‬
‫لهُ ِعشن حد‪.)82("ُ،‬‬
‫اع ٍةن ‪ ،‬ل ِق حي‬ ‫ِ‬
‫وتقدم حديث‪ « :‬حم شن حخل حع يح ًدا م شن طح ح‬
‫للاح يحـ شوحم ال ِقيح حام ِة ال ُح َّجةح لهُ»(‪.)83‬‬

‫(‪ )82‬روا‪ ،‬فمحد ح(‪.)23288‬‬


‫(‪ )83‬روا‪ ،‬مسلم ح(‪.)1851‬‬
‫‪60‬‬
‫قال النووي رمحه للا‪" :‬في ال حجة لهُ ِيف فِ شعل ِهن ‪،‬‬
‫حوال عُ شذ حر لهُ يحـشنـ حفعُهُ"(‪.)84‬‬
‫وقال القرطيب رمحه للا‪" :‬في‪ :‬ال جيد ُح َّجةً حيتج‬
‫هبا عند السؤالن ‪ ،‬فيستحق العذاب والنكال؛ ألن‬
‫رسول للا ‪ ‬قد فبلغه ما فمر‪ ،‬للا إببالغه من‬
‫وجوب السمع والطاعة ألول األمر يف الكتاب‬
‫والسنة"(‪.)85‬‬

‫عظم منزلة السلطان وجزاءه‬

‫فالسلطان ظل يف األرضن ‪ ،‬ولذل َ من عدل يف‬


‫هذا الظل يف الدنيا جازا‪ ،‬للا بظل عرره يف‬
‫األخرى‪.‬‬

‫(‪ )84‬ررح مسلم (‪.)240/12‬‬


‫(‪ )85‬املفهم (‪.)62/4‬‬
‫‪61‬‬
‫َّيب ‪ ‬قحال‪ « :‬حسشبـ حعة‪،‬‬ ‫ف حع شن فِحيب ُهحريشـحرحة ‪ ‬حع ِن النِ ِ‬
‫يُ ِظل ُه ُم للاُ ِيف ِظل ِهن ‪ ،‬يحـ شوحم الح ِظل إِال ِظلهُ‪ :‬ا ِإل حم ُام‬
‫ال حع ِادل ‪.)86(» ...‬‬
‫قال العلماء‪ :‬وإَّنا جوزي هبذا اجلزاءن ‪ ،‬ألن الناس‬
‫كانوا يف ظل عدله يف الدنيان ‪ ،‬فكان جزاؤ‪ ،‬يف اآلخرة‬
‫فن يكون يف ظل ربهن ‪ ،‬ألن اجلزاء من جنس العملن ‪،‬‬
‫وقدمه ‪ ‬يف األول؛ ألنه فف ل السبعةن ‪ ،‬وفعالهم‬
‫مرتبةن ‪ ،‬فإهنم داخلون حتت ظلهن ‪ ،‬ولعموم النفع به(‪.)87‬‬
‫مثال الناس عند وجوبد السلطان وعدمه‬

‫وقال الطرطوري ‪-‬رمحه للا‪" :-‬ومثال السلطان‬


‫القاهر لرعيتهن ‪ ،‬ورعية بال سلطان؛ مثال بيت فيه‬

‫(‪ )86‬روا‪ ،‬البخاري ح(‪)660‬ن ‪ ،‬مسلم ح(‪.)1031‬‬


‫(‪ )87‬انظر مرقاة املفاتيح (‪.)407/2‬‬
‫‪62‬‬
‫سراج منرين ‪ ،‬وحوله فئام من الناس يعاجلون صنائعهمن ‪،‬‬
‫فبينما هم كذل َ إذ طفئ السراجن ‪ ،‬فقب وا فيديهمن ‪،‬‬
‫وتعطل مجيع ما كانوا فيهن ‪ ،‬فتحرك اليوان الشريرن ‪،‬‬
‫وخشخش اهلام اخلسيسن ‪ ،‬ودبت العقرب من‬
‫مكمنهان ‪ ،‬وفسقت الفأرة من حجرهان ‪ ،‬وخرجت‬
‫الية من معدهنان ‪ ،‬وجاء اللص حبيلتهن ‪ ،‬وهاج الُرغوث‬
‫مع حقارتهن ‪ ،‬فتعطلت املنافعن ‪ ،‬واستطارت فيهم‬
‫امل ار‪ .‬كذل َ السلطان إذا كان قاهراً لرعيتهن ‪ - ،‬في‬
‫يُسمع له ويطاع ‪ -‬كانت املنفعة به عامةن ‪ ،‬وكانت‬
‫الدماء به يف فهبها حمقونةن ‪ ،‬والرم يف خدورهن‬
‫مصونةن ‪ ،‬واألسواق عامرةن ‪ ،‬واألموال حمروسةن ‪،‬‬
‫واليوان الفاضل ظاهرن ‪ ،‬واليوان الشرير من فهل‬
‫الفسوق والدعارة خاملن ‪ ،‬فإذا اختل فمر السلطان‬
‫دخل الفساد على اجلميعن ‪ ،‬ولو جعل ظلم السلطان‬
‫‪63‬‬
‫حوالً يف كفة ‪ -‬في ظلم السلطان اجلائر ‪ -‬كان‬
‫هرج الناس ساعة فرجح وفعظم من ظلم السلطان‬
‫حوالًن ‪ ،‬وكيف ال ويف زوال السلطان فو ضعف روكته‬
‫ناهبة؟ قال‬‫سوق فهل الشرن ‪ .. ،‬واللصوص وامل ح‬
‫الف يل‪ :‬جور ستني سنة خري من هرج ساعةن ‪ ،‬فال‬
‫يتم ى زوال السلطان إال جاهل مغرورن ‪ ،‬فو فاسق‬
‫يتم ى كل حمذورن ‪ ،‬فحقيق على كل رعية فن ترغب‬
‫إىل للا تعاىل يف إصالح السلطانن ‪ ،‬وفن تبذل له‬
‫نصحها وختصه بصاحل دعائهان ‪ ،‬فإن يف صالحه‬
‫صالح العباد والبالدن ‪ ،‬ويف فساد‪ ،‬فساد العباد‬
‫والبالد"(‪.)88‬‬

‫(‪ )88‬سراج امللوك ص(‪.)151-150‬‬


‫‪64‬‬
‫وهلذا كانت قاعدة السلف يف هذا الباب‬
‫العظيم‪ :‬زماَّيدة االعتناء به كلما زادت حاجة األمة‬
‫إليهن ‪ ،‬سدا لباب الفنتن ‪ ،‬وحفاظا على الدين والدنيان ‪،‬‬
‫َّاس ِخبحشٍري حما حعظَّ ُموا‬
‫وكانوا يقولون‪" :‬ال يحـحزال الن ُ‬
‫السلطحا حن"(‪.)89‬‬
‫قال ابن تيمية رمحه للا‪ " :‬حويـُ حقال‪ِ :‬ستو حن حسنحةً ِم شن‬
‫اح حدةٍ بِال سلطح ٍ‬
‫انن ‪،‬‬ ‫إم ٍام جائٍِر فحصلح ِمن ليل ٍة و ِ‬
‫ُ‬ ‫ش ُ ش ش ح‬ ‫ح ح‬
‫ َ‪ .‬فإن الوقت واملكان الذي يعدم‬ ‫َّج ِربحةُ تُـبحـِ ُ‬
‫ني حذل ح‬ ‫حوالت ش‬
‫فيه السلطان مبوت فو قتلن ‪ ،‬ومل يقم غري‪،‬ن ‪ ،‬فو َري‬
‫فيه فتنة بني طائفتنين ‪ ،‬فو خيرج فهله عن حكم‬

‫(‪ )89‬هذا قول سهل بن عبدللا رمحه للان ‪ ،‬انظر تفسري القرطيب‬
‫(‪.)260/5‬‬
‫‪65‬‬
‫سلطانن ‪ ،‬جيري فيها من الفساد يف الدين والدنيان ‪،‬‬
‫ويفقد فيه من مصاحل الدنيا والدين ماال يعلمه إال‬
‫للا‪.‬‬
‫قدر نعمة للا بهن ‪،‬‬
‫وهلذا كان السلف يـُ حعظمون ح‬
‫يتقربون به‬
‫ويرون الدعاء له ومناصحته من فعظم ما ح‬
‫إىل للا تعاىلن ‪ ،‬مع عدم الطمع يف ماله ورائسته"(‪.)90‬‬
‫فأسأل للا تعاىل فن حيفظ علينا بالدان ووالة‬
‫فمرانن ‪ ،‬ويدمي علينا فمنه ونعمهن ‪ ،‬وفن يوزعنا ركر‪،‬ن ‪،‬‬
‫ويوفقنا لطاعتهن ‪ ،‬إنه بكل مجيل كفيلن ‪ ،‬وهو حسبنا‬
‫ونعم الوكيل‪.‬‬

‫(‪ )90‬السياسة الشرعية (‪.)233/1‬‬


‫‪66‬‬
‫كان الفراغ من كتابة هذ‪ ،‬األسطر ليلة التاسع‬
‫من رهر للا احملرم سنة ٍ‬
‫ست وثالثني وفربعمئة وفلف‬
‫للهجرة النبوية‪.‬‬
‫كتبه الفقري إىل عفو موال‪ :،‬حممد بن غيث فبو‬
‫عبد للان ‪ ،‬والمد لل الذي بنعمته تتم الصالات‬
‫وتتواىل اخلريات‪.‬‬

‫***‬

‫‪67‬‬
‫احملتوتت‬

‫مسات آخر الزمان ‪5 ....................................‬‬


‫ابب الفنت ‪7 ...........................................‬‬
‫ولوج الفنت‪10 .........................................‬‬
‫اهتمام السلف أبحكام السلطان ‪12 .....................‬‬
‫صور عناية السلف أبحكام السلطان ‪14 .................‬‬
‫الصورة األوىل‪ :‬التحذير من اخلروج على السلطان ‪14 ......‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬التأكيد على الدعاء له‪17 .................‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬التماس العذر له ‪20 ......................‬‬
‫الصورة الرابعة‪ :‬التحذير من الطعن فيهن ‪ ،‬فو النيل من‬
‫حرمتهن ‪ ،‬وسوء األدب معه‪21 ............................‬‬
‫والية فمر الناس واجب ديين ‪27 .........................‬‬
‫نصب اإلمام واجب ابإلمجاع ‪30 ........................‬‬
‫فدلة وجوب عقد اإلمارة‪33 .............................‬‬

‫‪68‬‬
‫وجوب عقد البيعة للحاكم املسلم ‪37 ....................‬‬
‫ال بيعة إال لإلمام القائم ذي الشوكة ‪41 ..................‬‬
‫وجوب لزوم اجلماعة يف كل حال‪44 .....................‬‬
‫اجلماعة حصن من الفنت ‪50 ............................‬‬
‫السلطان ظل للا يف األرض‪56 ..........................‬‬
‫ال يتساهل مع من يسعى للفنت ‪57 ......................‬‬
‫عظم منزلة السلطان وجزاء‪61 .......................... ،‬‬
‫مثال الناس عند وجود السلطان وعدمه ‪62 ...............‬‬

‫***‬

‫‪69‬‬
70

You might also like