Professional Documents
Culture Documents
قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية ...
قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية ...
قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية ...
في الحضارة
االسالمية
تأليف
د .راغب السرجاني
مقدمة
إن الحمد هلل ,نحمده ونستعين به و نستهديه و نستغفره ,و نعوذ باهلل من شرور أنفسنا
و من سيئات أعمالنا ,انه من يهد اهلل فال مضل له و من يضلل فال هادي له ,و أشهد أن
.ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ,و أن محمدا عبده و رسوله
,اما بعد
بداية قبل الشروع في دراسة هذا الكتاب المعنون بقصة العلوم الطبية في الحضارة االسالمية للدكتور راغب
السرجاني ,سنقوم بتقديم فكرة شاملة حوله ,والتي تتمحور حول الحضارة االسالمية ,التي هي منذ القدم
عرفت بكونها حضارة شامخة راقية لم تترك مجاال اال و تركت فيه اثرا و بصمة ,اذ جعلت من القرأن و
السنة دستورا لها و من العلوم المختلفة كالفيزياء ,الكيمياء ,الرياضيات ,علم الفلك ,و الطب الخ .سبال
إلقامة أمورها و تيسير شؤونها و سياسة رعيتها و هذا ما جعل عن الحضارة العريقة حضارة ال تنسى و ال
احد يستطيع أن يحذفها و يمحوها من ذاكرة أي إنسان على وجه األرض ,إنها حضارة ال نظير لها ,حضارة
إذا قورنت بالحضارة الغربية األوربية الحالية ,فسنجدها بالفعل كانت حضارة و قوة دولة و نهضة حقيقية
عادلة ليست كنظيرتها الغربية ,اد هذه االخيرة ليست سوى حضارة استعمارية استثمارية قامت بسفك الدماء و
.نهب الثروات
الباب األول
علم الطب في الحضارة االسالمية
يعد الطب من أوسع جماالت العلوم احلياتية اليت اكن للمسلمني فهيا إسهامات ابرزة عىل مدار عصور حضارهتم
الزاهرة ,و اكنت تكل اإلسهامات عىل حنو غري مسبوق مشوال و متزيا و تصحيحا للمسار ,حىت ليخيل للمطلع
.عىل هذه اإلسهامات اخلادلة أكن مل يكن هناك طب قبل حضارة املسلمني
و جتلت روعة اإلسهامات اإلسالمية يف خترجي حشد عظمي من العبقرايت الطبية النادرة ,اليت اكن لها بعد هللا
.الفضل الكبري يف تغيري مسار الطب اجتاها اخر اتبعت املسري عىل هنجه أجيال األطباء إىل يوم هذا
:سنتناول يف هذا الباب هده احلقيقة ,و ذلكل من خالل الفصول التالية
الفصل االول :الطب قبل اإلسالم
الفصل الثاني :المسلمون و تطور علم الطب
الفصل الثالث :اهم إسهامات المسلمين الطبية
الفصل الرابع :المستشفيات في الحضارة اإلسالمية
الفصل الخامس :البعد اإلنساني في الطب عند المسلمين
الفصل السادس :الطب الوقائي في اإلسالم
الفصل السابع :شهادات غير المسلمين على عظمة الحضارة الطبية
المبحث األول
الطب عند قدماء المصريين
تعد الشعوب المصرية من أقدم الشعوب التي مارست الطب ووصلت فيه الى مستوى
رفيع ,لقد ابدعوا في كل من التشخيص ,عصر االمراض ,التحنيط ,التشريح ,الجراحة .و
كان هذا مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمعابد ,لوجود ألهه لشفاء االمراض و منهم االلهة ايزيس التي
كانت تعتبر مصدر لشفاء االمراض و كانوا يعبدونها و يتضرعون لها لتشفي االمراض
المستعصية .و ال نغفل دور الكهنة في ممارسة الطب ,الن قديما كان قدماء المصريين بان
المرض في صفة روح شريرة سكنت جسم االنسان و لمعالجتها يقتضي االستعانة بالتعاويذ و
التهائم و المعابد و احيانا بالسحر ,و المستحضرات الطبية المستخلصة من االعشاب و الحيوان؛
تستعمل كعوامل لطرد هذه االرواح الشريرة من جسم االنسان .كما ان قدماء المصريين دونوا
معلوماتهم و معارفهم الطبية على اوراق البردي ،و منها البردية المتعلقة باألمراض النسائية ،و
بردية اخرى تختص باألمراض الجراحية ،و بردية ابيرس التي اكثر موضوعاتها في الطب
الباطني و العقاقير الطبية ،و تشريح جسم االنسان و التعرف على وظيفة القلب.
و نهاية فان المصريين القدماء حتى لو كانوا قد مارسوا الطب على اساس عملية و منهجية احيانا
،اال ان علمهم ما زال يخلله نوع من الطالسم و التعاويذ و السحر ،و ما زالت تلعب فيه الكهنة
دورا كبيرا الى حالنا هذا .
المبحث الثاني
الطب عند البابليين
الطب عند البابليين كمثل الطب عند المصريين ،فهم ايضا كان طبهم يشوبه نوع من الكهانة و
السحر ،و المرض بالنسبة لهم كان مرضا الهيا على خطيئة تم ارتكابها من طرف المريض ؛
فالكاهن او الساحر لم يكن يحاسب عل أي خطا يرتكبه في عالج مريضه عكس الطبيب الجراح
يعاقب و تقطع ايديه عند ارتكابه اي خطأ في عالج مريضه ،حتى لو اقتضى منه قدرا كبيرا
من المال لسجن .و كل هذه العقوبات و الخدمات الطبية فرضت من طرف شريعة حمورابي.
و لقد ذكر في وادي الرافدين ثالث مذاهب للمعالجة ،اوال؛ المعالجة بالنصح و يسمى الطب
الوقائي .ثانيا؛ المعالجة بتشخيص المرض ووصف االدوية النباتية و الحيوانية و المعدنية و هذا
يسمى الطب المزاجي الطبيعي .ثالثا؛ المعالجة بالسحر و الطالسم و هذا ما يعرف بالطب
النفسي .لقد نفر االطباء من تناول المسكرات واستخدموا المس ،و عرفوا الجراحة و استعملوا
الحشيش و األفيون للتخدير عند اجراء العمليات ،و كان اهل المريض اذا ما عجزوا عند
معالجته يتم وضعه في اماكن عامة لعل يمر احد قد اصيب مثله فيصف له العالج الذي شفاه .و
ختاما لموضوع الطب عند البابليين فإن الطابع الغالب على طبهم هو الكهنوت و السحر
العتقادهم بأن نتيجة األمراض التي تصيبهم مصدرها غضب االلهة أو نتيجة للسحر و تأثيره.
المبحث الثالث
الطب عند الصيني
الطب الصيني امتاز عما كان لدى األمم السابقة لخلو طبهم من الخزعبالت و الخرافيات التافهة ،
بحيث كان اول باحث صيني اسمه شان نوتج المشهور باسم االمبراطور فيويو ،كان خواص
النباتات حيت كان يختبر تأثيرها على نفسه ،و خالصة فإن الطب الصيني أحسن بكثير من ما
كان قديما ،كما قدموا اعماال كثيرة في مجال الطب الباطني ،و اكتشفوا بعض اآلالت الجراحية
البسيطة ،كما عرفوا ايضا النبض و ما يحصل له عند التغييرات بسبب المرض ،و كان في
اعتقادهم ان من اسباب هذه االمراض هو وجود الحر و البرد و الجفاف و الرطوبة .لذلك
وضعوا تقديرات ألمراض الصدر و الرئتين؛ تأتي دائما في فصل الشتاء ،بينما الحميات تحصل
في الخريف ،و االمراض النفسية تحصل في فصل الربيع ،اما االمراض الجلدية فتظهر في
فصل الصيف .و خالصة القول فالطب الصيني كان بعيدا كل البعد عن الخرافات و الخزعبالت
.كالسحر و الكهنة و ما جاوره ،واعتمدوا على الوخز باإلبر في عالج معظم المرضى
المبحث الرابع
الطب عند الهنود
الطب عند الهنود قديما كان أيضا مزدوجا بالخرافات و األساطير فهذا ما عرفوا به ،لكنهم
اشتهروا بالجراحة بأنواعها المختلفة ،و كان في معتقدهم ان كل العلل تولد مع اإلنسان و تظهر
نتيجة ذنب أو فساد االخالط .و هناك بعض العالجات و االرشادات التي أفادت الهنود و من
األمثلة على ذلك :التلقيح ضد الجذري ،ممارسة عمليات التجميل ،ترقيع الجلد و التوليد عن
طريق البطن "العملية القيصرية" ،رتق الفتوق ،استخراج الحصى من اإلحليل ا و المثانة ،بثر
األعضاء ،تحضير السموم و مضاداتها ،استخدام الضغط و لدهون الحارة إليقاف نزيف الدم ،و
الكي لنفس الغرض .و رغم كل هذا التقدم و التوسع الذي عرفه الهنود في ميدان الطب البشري
إال ان هناك لمسات خيالية و شعوذة .و لقد بدأت مدونات الطب الهندي بكتاب اترافا فيدا ،في
هذا الكتاب نجد قائمة شاملة ألمراض مقرونة بأعراضها ،لكنها محاطة بشكل كبير بالسحر و
التعزيم ،إضافة إلى ان الهند ما زالوا يعتمدون طرائق الطب القديم في وصف األمراض و
عالجها و نجد في كتاب رج فيدا نحو الف اسم من أسماء هذه األعشاب ،و هو يحبذ الماء على
.انه حير عالج لمعظم االمراض
المبحث الخامس
الطب عند اليونانيين
الطب اليوناني بقي أمدا طويال خاضعا للخزعبالت و التجارب الخشنة و ال شك أنهم أخدوا الكثير
من معارفهم الطبية عن كل من القدماء و المصريين و البابليين .بحيث اهتم أطباء اليونان بنتاج
األمم السابقة عليهم و المجاورة لهم ،لدى فدرسوا أعمالهم في مجال الطب عن كثب و زادوا
على طب هذه الحضارة الكثير .و لقد كان اليونان فخرا ألنها أنجبت أبقراط الذي يعتبر من
عمالقة الطب الذين أنجبتهم اإلنسانية .و لقد اعتمد أهل اليونان طريقين .الطريقة األولى تعالج
المرضى بالكهانة و السحر و هذه المهنة كانوا يتوارثونها و يضنون بها عامة الناس ،و ينسبون
األمراض الى أعمال الشياطين ،و العالج إلى اعمال اآللهة ،الطريقة الثانية اشتغلت بالطب على
أساس أنه فرع من الطب الطبيعي ،واهتموا بالتشخيص الوصفي و هذا يعتبر اتجاه أو مسلك
الفالسفة .و قد ذكر الدومييلي في كتابه العلم عند العرب و اثره في تطور العلم العالمي .ان طب
اليونان حقق مستوى جيد و ملحوظ في العلم ،عكس طب األمم لهم .بيد ان الطب لم يقف فقط
في خطوات نموه عند المبادئ العامة للتشخيص و التنبؤ باألعراض و اآلراء الموجهة في
الجراحة ،انما عظمت تورته باالبتكارات العلمية الخاصة ،كاالبتكارات في التشريح ،علم
. الصحيح الطبي التفكير أساس تعد التي األعضاء وظائف
في األخير يتضح أن ،الطب اليوناني الزال يعتمد على الخزعبالت و التجارب الخشنة ؛ ألن هذا
متوارث بين األجيال بين كل جيل و جيل إال أنهم حصلوا تقدما كبيرا اثار نوعا من الدهشة ؛
عندما تحرروا من الطب الذي تديره المعابد و الكهنة و بدأ أبقراط الذي له الفضل في تحريرهم و
علمية. أسس على المبنية الطبية البحوث في البدأ
و الجدير بالذكر أن المسلمين قاموا بترجمة إنتاج أبقراط الطبي العلمي و من عمل على وثيرته
من األطباء اليونانيين ،فطوروا في منهج أبقراط ،و جعل من علم الطب علما مشاعا بين جميع
.أفراد الشعب ،حتى وصل هذا العلم الحيوي إلى مستوى عال
المبحث السادس
الطب عند الرومان
اشتهر الرومانيون باستعمال الحمية و الرياضة و الحمامات الساخنة بدل العقاقير المختلفة إال في
الحاالت التي ال بد فيها من إجراء العملية الجراحية ،كما نالوا سمعة جيدة في استخدام الموسيقى
و بعض المهدئات و الرياضة لعالج االمراض العقلية .و روما بقيت طيلة الستة قرون األولى
بعد حكم اليونانيين من غير طبيب يعمل بالقواعد العلمية في هذه الصنعة ،فكانوا يعتمدون على
التعاويذ و النصائح التقليدية التي تصل اليهم على لسان األطباء الوافدين الى البالد .و من اشهر
االطباء في العصور الرومانية و الذين كانت ألعمالهم عالقة بالطب اإلسالمي الطبيب جالينوس
و هو يوناني عاش في العصر الروماني ،و يجيئ اسمه بعد ابقراط علما و شهرة .و لقد جمع
اثار ابقراط في الطب و حفظها من الضياع ،و لقد ترجم المسلمون كتبه في عصر الترجمة ،و
يقول ابن خلدون :إمام هذه الصناعة التي ترجمت كتبه فيها من األقدمين جالينوس و تأليفه هي
.األمهات التي اقتدى بها جميع األطباء بعده
المبحث السابع
الطب عند العرب قبل اإلسالم
لقد كان التطبيب في عصر الجاهلية ذا شعبتين :فهناك شعبة تقوم في جوهرها على الكي بالن ار و
استئصال االطراف الفاسدة الخ ،...و التداوي بشرب العسل ،و منقوع بعض األعشاب النباتية ،و
اللجوء الى التهائم و التعاويذ على يد الكهان العرافين .و هناك شعبة احرى تق وم في عالجه ا على
الحمية ،ز على إسداء النصيحة وليدة الخبرة مثل قولهم :المعدة بين الداء ،و الحمية رأس الدواء
و القديد مهلك ألكله .فالعرب في الجاهلية كانوا يستعملون أدوية بسيطة و أش ربة طبيعي ة ،ل ديهم
معرفة قليلة ح ول الطب التجري بي و العق اقير و المعالج ات بالض مد واس تخدام األغذي ة و بعض
األدوي ة النباتي ة ؛ كالعس ل ال ذي يعت بر أس اس العالج ألم راض البطن ،و ث ارة أخ رى يقوم ون
بعمليات جراحية صغيرة ؛ مثل الحجامة و الكي و الب ثر و الفص د و الحمي ة ،ل ذلك فق د ن رى ان
العرب في عصرهم لم تكن لهم معرفة طبي ة غ ير م ا اختزنت ه ذاك رة الحكم اء و ق اموا الش عراء
.بتدوينه في قصائدهم
و ختاما ،يمكن القول أن الطب العربي قبل اإلسالم كان طبا ينتقل بالممارسة و التعليم شفاها من
جيل إلى جيل ،و قد أضافت إليه األعوام خبرة بعد اخرى .و الذي أثار الدهشة أن الطب عند
الجاهليين من الناحية السلبية كان يقوم على تجارب علمية بسيطة ،و استخدام العالج بالشعوذة و
السحر و الطالسم و الدجل ،و نسب األمراض إلى الشياطين ،و استئصال األطراف الفاسدة .و
كل هذه األشياء التي قاموا بها الجاهليين لم نر مثله على اإلطالق في حضارة اإلسالم ،إنما كان
.هناك طب جديد و منهج مغاير
من المبادئ التي قامت عليها حضارة اإلسالم أنها جمعت بين الروح الجسم و أن العناية
بالجسم الحتياجاته أمر ضروري ال مفر منه ،و مع أنه ليس من مهمات األنبيQQاء عليهم الصQQالة و
السالم أن يعلموا الناس الطب و ال القيام بإيضاح العلوم الكونية؛ ألن ذلك كتروك لمجهود اإلنسان
و تجQQاربهم العلميQQة إال أننQQا نجQQد مجموعQQة من األحQQاديث أو النصQQص النبويQQة تفتح المجQQال أمQQام
المسلمين ليتعلمو الطب و لعل من النصوص النبوية البارزة ،عن جابر رضي هللا عنه عن
الرسول صلى هللا عليه و سلم أنه قال " :لكل داء دواء فإن أصيب دواء الداء برأ بإذن هللا عز و
جل " ،و في حديث اخر رواه أسامة بن شريك رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه
و سلم " :تداووا فإن هللا لم يضع داء إال وضع له دواء غير داء واحد الهرم " .و كان الرسول
صلى هللا عليه و سلم يأمر بالتداوي و العالج و يأمر باإلتقان في مجال الطب ،حيث روي اإلمام
مالك أن رجال من الصحابة أصيب بجرح فنادى الرسول صلى هللا عليه و سلم على رجلين من
بني أنهار ،فنظروا إليه فسألهما الرسول (ص) أيكما أطب أي من منكم أنهر في الطب فقاال أو
في الطب خير يا رسول هللا ؟ فقال أنزل الدواء الذي أنزل األدواء يعني هللا ،حيث كان يحكم على
من عالج مريضا فاداه و لم يكن و لم يكن معروف من طرف الناس فهو من يتحمل المسؤولية
عكس الطبيب المعروف بإتقانه لعمله ،روي عبد هللا بن عمر أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم
قال :من تطبب و ال يعلم من طب فهو ضامن أي المكلف.
المبحث الثاني
المسلمون و تطور العلم
إن المسلمون لم يقفوا فقط في حدود الطب النبوي بل حاولوا أن يطوروا من معارفهم،
بل أدركوا أن العلوم الدنيوية و الطب أحدهما تحتاج إلى النظر و التجارب و الوقوف على ما
خلفت األمم األخرى ،و ذلك بدافع االستزادة من كل ما هو نافع فقد أخد األطباء المسلمين في
التعرف على الطب اليوناني من خالل البالد اإلسالمية المفتوحة ،كما أن الخلفاء اصبحوا
يستقدمون األطباء الروم الذين سرعان ما أخذ عنه األطباء المسلمون ،و نشطوا في تجربة كل ما
وقع تحت أيديهم من مؤلفات طبية و لعل هذا يعتبر من أعظم أحداث العصر األموي ،فاستقرت
العالقة األموية وازدهرت وورثت علوم المعاجم من الفرس و الروم بعد انهيار دولهم ،فترجمت
كل كتب الحضارة السابقة من إغريقية و فارسية لتعتبر حدثا مهما من الناحية الحضارية ،ألنها
فتحت بابا للعلماء العرب و المسلمون ألول مرة حيث كان الطب االسالمي في األول يعتمد على
تعليمات الرسول (ص) باإلضافة إلى عالجات طبية باألعشاب و الكي و الحجامة ،فلما كان
األطباء المسلمون يتعرفون على الطب اليوناني في المدرسة اإلسكندرية ،كانوا بتدوينه و ترجمته
إلى العربية حتى جاء العصر العباسي و كان لألطباء المسلمين معارفهم الخاصة ،حيث لم يتوقفوا
فقط عن الكتب التي حصلوا عليها من طرف الحضارة السابقة ،فلوال العرب و المسلمين الذين
قاموا بترجمة كل هذه الكتب و السعي في الحصول عليها ال كانت هذه الكنوز طعما شائعا
للحضارات ،ألن معظم هذه الكتب كانت حبيسة في الكهوف و المغارات و روايات النسيان في
بعض الخزائن ،ليأتوا العرب و المسلمون و يصححوا كل األخطاء التي كانت في السابق حيث
ازدهر علم الطب و بنيت المستشفيات واشتهرت أسماء المعة في الطب.
المبحث الثالث
منهج إسالمي فريد لدراسة الطب
المبحث األول
الجراحة
لقد ظهر علم الجراحة مع بداية الدولة اإلسالمية حيث كانوا يستعملون "صناعة اليد" التي
من اختصاص الحالقين و الحجامين الذين يقومون بعمليات جراحية بسيطة كالكي ،الفصد ،البثر.
كل هذه المعلومات و اإلرشادات استنبطوها من األطباء الذين كانوا يستقون معلوماتهم الجراحية
مما كتبه أبقراط و بولس و جالينوس و غيرهم .لكن هذه العملية التقليدية لم تدم طويال لظهور
قسم من عباقرة المسلمين الذين ساروا نحو مسار التطور و التجدد و اإلبداع .لقد كان الرازي أول
من فرق بين الجراحة و غيرها من الموضوعات الطبية ،الذي جعل لها أساس قائما على
التشريح .لهذا فالمسلمون أبدعوا بشكل كبير في مجال الجراحة حيث أنهم أول من تمكن من
استخراج المثانة لدى النساء عن طريق المهبل ،و توصلوا إلى وصف دقيق لعملية نزيف الدم؛
وجسدت هذه العملية في إحدى العائالت و تم عالجها بنجاح ،و نجحوا أيضا في عملية إيقاف
نزيف الدم بريط الشرايين الكبيرة .و لقد تمكنوا من إجراء العمليات الجراحية في كل موضع من
البدن ،و طوروا في جراحة األسنان و تقويمها و جراحة العين ،و برعوا في عملية قدح الماء
األزرق من العين و كانت نتائجها مضمونة ،حيث استطاعوا أن يجدوا أكثر من ست طرق
الستخراج الماء من العين .و الزهراوي كان أول من نجح في عملية فتح الحنجرة أي القصبة
الهوائية ،و هذه العملية أجراها على أحد خدمه .حقا لقد أبدع المسلمون بشكل رهيب في مجال
الجراحة ،حيث كانوا من أوائل من أشاروا إلى ما يسمى االن بجراحة التجميل؛ أبرزوا كيفية هذه
الجراحة في الشفة ،األنف ،األذن ...الخ ،كما مارسوا المسلمون الجراحون إجراء العمليات
الناجحة في البطن ،المجاري البولية ،الوالدة القيصرية ،تجبير الكسور ،و عمليات األنف و األذن
و الحنجرة و تقول زيجريد هونكه :إن الرازي علم تالمذته كيفية تخييط الجروح بشكل داخلي ال
يترك شيئا منها ،و التدريس المثمن نسبة إلى ثمانية في جراحات البطن و كيفية التخييط بإبرتين و
خيط واحد مثبت بهما .لقد كان الفضل الكبير للمسلمين الجراحين الذين توصلوا إلى أساليب
تطهير الجروح و تطويرهم من اليات الجراحة و أدواتها واستخدام التخدير في العمليات و
اإلنعاش و طوروا هذه األسس عما نقلوه من األمم األخرى.
أدوات الجراحة:
اخترع المسلمون الجراحون أدوات و اليات جديدة للجراحة ،ليست كالتي كانوا يستعملونها االمم
السابقون قديما ،نذكر منها:
الدست :و هو يشبه الحقيبة التي تحفظ فيها المباضع و هذه المباضع أنواع تختلف أشكاله
باختالف الوظائف التي تؤديها و لنتطرق لبعض منها :مبضع شق الجلد ،و هو حاد الطرفين،
يستخدم في حالة فتح مكان في الجلد فوق الشرايين حتى يتمكن الجراح من ربطها .و المبضع
المعطوف؛ يكون أحد طرفيه حادا و يستخدم الستئصال اللوزتين ،و من األدوات التي استخدمت
اللوزتين المقطع و يشبه المقص بطرفيه المعطوفين .و المباضع الشوكية؛ و هي نوعان :أحدهما
يستخدم لبزل البطن في جالة الورم ليسمح إدخال أنبوب دقيق لسحب الماء و االخر يشق به
الناسور .مبضع فتح األورام؛ الستخراج الصديد و القيح المتجمع فيها ،و هو ذو نصل مستدير .و
المبضع األملس؛ يستخدم في قطع الظفرة وهي تنبت لحمة تبنت عند المآقي من العين .مضبع
األذن؛ لقطع ما يسقط في األذن من أجسام غريبة .مضبع الشق العجاني؛ يستخدم لشق العجان و
هو الدبر و ما فوقه الستخراج الحصاة .و مضبع الفصد؛ و هو مبضع عريض ذو نصل يشبه
ورقة نبات االس؛ يستخدم لفصد العروق .و مضبع أملس الحافتين؛ و يستخدم لفتح األذن التي قد
تسد إما من جراء جسم خارجي أو لزيادة تنبث فيها.
الصنانير :و هي أنواع أيضا منها؛ البسيط ذو المخطاف الواحد ،و المركب ذو المخطافين أو
الثالثة مخاطيف الخ ،...و صنانير خاصة بخلع بقايا السن المكسور و هناك أيضا أدوات خاصة
لخلع األسنان و األضراس الكالليب ،منها ما يستخدم الستخراج ما ينشب في الحلق من أجسام
غريبة .و هناك أنابيب كانت تتخذ من الريش أو تصنع من الفضة و النحاس أو الحديد و هناك
مجموعة من األنابيب لكل أنبوب وظيفة يؤديها؛ فهناك أنبوب لقطع الثملة ،و هناك أنبوب هوام
األذن الخ ،...و هناك أيا بعض اآلالت كانت تستعملها القابالت في التوليد و هو اللولب .و لقد
اعتمد الجراحون المسلمون أيضا المحاجم و المحاقن ،فالمحاجم على ثالثة أشكال :منها الصغير
و المتوسط و الكبير ،و تصنع من النحاس أز من الصيني مدورة أسطوانية تستخدم لقطع النزيف.
أما المحاقن فهي نوعان؛ كبير و صغير ،و تستخدم الصغيرة لألطفال و تصنع من الفضة أو
النحاس أو الصيني.و لقد استخدم المسلمون الجراحون أيضا أدوات دقيقة الستئصال األورام و
الناسور أو لقطعها و من ذلك؛ البريد و هو أداة كالمسبار ،كما استخدموا المدس؛ و هو ألة
كالمورد لجس واستقصاء األورام .و مما استخدم في جراحة األورام المشرط؛ و هو الة تشق بها
األورام ،و هناك المكبس المجوف .ووظيفتها كبس اللسان ليتمكن الجراح من رؤية الحلق و
الكشف عن أورامه .و هناك أيضا أدوات استخدمت في جراحة الناسور ،أيضا المسبار المثقوب.
و من أدوات جراحة األورام أيضا الكاوية وهي أنوا :الكاوية المسمارية؛ و تكوى بها بواسير
الشرج و الرحم ،و الكاوية األنبوبية؛ التي تكوى بها األضراس ،و الكاوية الهاللية؛ الطرف التي
تكوى بها الفتوق الخ ،...من الكاويات .أما في جراحة العيون و األنف و األذن و الحنجرة ،فقد
أبدعوا في استخدام اليات عديدة ،و من ذلك :أنهم استخدموا البريد؛ و هو شديدة الصالبة لثقب
الملتحمة دون التعمق في الثقب .و بعدها استخدموا المقدح؛ و يستعمل بعد إجراء الثقب ،ثم
استخدموا القصبة؛ تستعمل في رفع جفن العين أثناء العملية .إضافة إلى بعض األدوات التي
استخدمت في جراحة العظام البيرم؛ و هي تستخدم لرد العظام المكسورة الناتئة على الجلد و
تسويتها ،كما استعملوا نوعا من المثاقب لثقب العظام.
التخدير و االنعاش:
لم يقتصر المسلمون الجراحون فب مجال الجراحة فقط على إجراء عمليات لم تجر مثلها من
قبل ،واكتشاف أدوات جراحية جديدة فحسب ،بل اخترعوا طرقا أخرى أضافوها إلى هذا العلم
مثل علم التخدير و االنعاش ،و يعود الفضل للمسلمين الذين اعتبروا أول من اكتشفوا المرقد
"المبنج" و هم من استعملوا التخدير ألول مرة عن طريق االستنشاق ،و لقد كان هذا االكتشاف
فتحا في مجال الطب الجراحي ،وأفضل بكثير مما كانوا يستعملونه الهنود و الرومان و اإلغريق،
الذين كانوا يجبرون مرضاهم على تناول المشروبات المسكرة لتخفيف االالم .إلى جانب اكتشافهم
الكبير وهو المرقد ،جربوا أدوية مبنجة لتخفيف االالم للذين خضعوا للعمل الجراحي أو الذين
سيخضعون لها و من ذلك؛ اللفاح ،القنب الهندي ،الشوكران .أما االنعاش ،فرغم أن المسلمين لم
يتوسعوا فيه كثيرا و ليست لهم خبرة واسعة فيه إال أنهم عرفوا مبادئه ،فكانوا يدفعون كميات من
الهواء عبر الرئتين بالضغط المتناوب ،واستخدموا في ذلك المنفاخ.
المبحث الثاني
التشريح
لقQQد صQQرح األطبQQاء المسQQلمون بQQأن الجQQراح ينبغي أن يكQQون عالمQQا بالتشQQريح و وظQQائف
األعضQQاء و مواضQQعها ليتجنب في فتح المQQواد قطQQع األعضQQاء و أطQQراف العضQQل و االوتQQار و
األلياف .و لقد ترجموا مجموعة من الكتب لجالينوس في التشريح :اختصار كتاب مQارنيس ،و في
تشQQريح الحيQQوان الحي و الميت ،و علم أبقQQراط في التشQQريح ،و تشQQريح الQQرحم و العين و االت
الصوت ،و هذه الترجمات التي قاموا بها المسلمون ساعدتهم كثيرا واستفادوا منها الكثQQير في علم
الجراحة .و عملوا في تشريح عيون الحيوانات و التي أيضا استفادوا منها خبرة ،رغم أن األطبQQاء
المسلمون لم يقوموا بعمليات في تشريح الجسد ريما ألسباب دينية أو إنسانية أو اجتماعيQQة ،و لكن
هناك من صرحوا أنهم مارسQQوا ذلQQك سQQرا .و هنQQاك دليلين يؤكQQدان على ذلQQك؛ أوال أنهم وصQQفوا
أجزاء الجسم البشري كالعين ،القلب ،الكبد ،الرحم ،وصفا بالغ الدقQQة ،و ثانيQQا أنهم خرجQQوا بQQآراء
تخالف و تنتقد األطباء اليونانيين ،و بينوا خطأهم في بعض ما ذهبوا إليه.
المبحث الثالث
طب العيون
لقد أطلق اسم الكحالة على طب العيون و كانوا يسمون المشتغلين به من األطباء باسم
الكحالين ،و لقد ترجم المسلمون ما توصلوا به من كتب علم الكحالة من الهند و اليونان و
الرومان كما فعلوا أيضا في علم الجراحة ،إلى جانب ما تم التوصل إليه في إجراء العمليات
الجراحية لقدح الماء األزرق ،و قاموا بإجراء عمليات جراحية لقدح الماء األبيض "الساد"
وابتكروا فيها أيضا ست طرق؛ كانت إحداهما بواسطة المص؛ كانوا يستخدمون في ذلك أنبوبا
زجاجيا رقيقا يدخلونه من مقدمة العين و يفتتون به العدسة المقدمة ثم تمتص هذه العدسة بعد
ذلك .و قد ألف المسلمون أيضا العديد من كتب طب العيون و جراحتها و مداواتها و من أشهر
كتب الكحالة :كتاب عشر مقاالت في العين لحنين بن إسحاق ،و يعد هذا الكتاب بداية للمسلمين
في علم الكحالة.
المبحث الرابع
طب األطفال
اهتم األطباء المسلمين بهذا التخصص و كانوا ملمين إلماما طبيا بهذا النوع من الطب إلى جانب
درايتهم و تخصصاتهم الطبية األخرى .و قد اهتموا بمراحل حياة الطفل منذ مولده و لم يكن هناك
اختالف كبير بين تقسيمهم و تقسيم المحدثين .فلقد اهتموا بكل ما يخص األطفال ،حتى أنه وضع
كتابا خصصه للمولودين في سبعة أشهر و كيفية رعايتهم ،و بحثوا في اإلرضاع و المرضع ،كما
اتفقوا على أن لبن األم هو األفضل للطفل و أجود أنواع الحليب و هذا ما يقرره الطب الحديث،
حتى أنهم بحثوا فيما ينبغي تناول المرضع في فترة الرضاعة و نصح المرضع بالتوقف عن
اإلرضاع في حاالت معينة ،و هذا بالضبط ما يؤيده الطب الحديث أما مدة االرضاع فقد حددوها
بعامين ،و لعلهم اهتدوا في ذلك بما ورد في القران ":و الوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين
أن يتم الرضاعة " .واشترطوا على أن يكون الفطام في موسم اعتدال الطقس؛ فال يكون في
الصيف القائظ و الشتاء القارس .كما تمت اإلشارة إلى أن الطفل إن أراد أن يتدرب على المشي
فال يمكن من الحركات العنيفة؛ و ال يجوز أن يحمل على المشي و القعود قبل انبعاثه إليه بالطبع؛
فيصيب ساقيه و صلبه افة.
المبحث الخامس
النساء و الوالدة
لقد توسع األطباء المسلمون في هذا المجال توسعا كبيرا فتحدثوا عن اضطرابات الطمث
و الدورة الشهرية و عن االالم المرافقة لذلك ،و تشريح الرحم و أمراضه و كتب الرازي في
أمراض النساء و الوالدة ،و ضمن ابن سينا الجزء الثالث من قانونه الحادي و العشرين كامال
مفصال عن أمراض النساء و الوالدة ،و قد شرح ابن سينا و غيره الية الوالدة و كيفية خروج
الجنين طبيعيا و الوالدة الغير الطبيعية ،و لقد أجرى األطباء المسلمون عمليات قيصرية ناجحة
بحثوا فيها وبحثوا في الحمل و الرضع ،و تطور الجنين داخل الرحم بعد اإلخصاب ،كل هذا
بحثوا فيه و توسعوا فيه وأعطوا النصائح التي يجب اتخادها إزاء كل هذا .كما شخصوا أعراض
ما نسميه حاليا بالحمل الكاذب " الرحا " ،و بينوا الصفات التشريحية المرضية له ،و أحدثوا
موضوعا عن عسر الوالدة و بينوا أن ذلك يعود إلى واحد من :الحامل ،الجنين ،الرحم ،القابلة،
أسباب |أخرى ،و بينوا تفاصيل كل واحد منها في عسر الوالدة.
المبحث السادس
الطب النفسي
كان الطب النفسي قديما في تاريخه المتعثر الطويل يواجهون الكثير من الصعوبات كاإلنكار و
الجحود ،حيث كانوا األوربيون يقيدون المجانين بسالسل و كانوا يعالجونهم بالضرب عند ارتفاع
أصواتهم بالصراخ أي أنهم يتعرضون للعنف في حالة من حاالت الطب النفسي ،حتى ظهر
األطباء و العلماء المسلمون الذين أسدوا معروفا في هذا المجال و لم يقتصروا على العالج
العضوي فحسب بل تعداه إلى العالج النفسي لذلك خصصوا جناحا في كل مستشفى كبير
لألمراض العصبية و العقلية .و قد أشار الرازي على أهمية العامل النفسي في العالج و لقد كان
أول من توصل إلى األصول النفسية لالتهاب المفاصل الروماتزمي و قد بحث كثيرا في هذا
التخصص و بين أعراض كل حالة نفسية و عواملها ومسبباتها ،و شخص بعض الحاالت ،و قد
كتب بعض األطباء رسائل و مؤلفات في الصحة النفسية كمثال؛ كتب ابن ميمون رسالة سماها "
الرسالة األفضلية " تبحث عن الحاالت النفسية المختلفة كالغضب ،السرور ،الحزن و أثرها على
الصحة.
المبحث السابع
األمراض و العالجات
الفصل الرابع :المستشفيات في الحضارة اإلسالمية
أشار الكاتب في هذا الفصل إلسQQهامات المسQQلمين في مجQQال الطب الQQتي ال تحصQQى و ال
تعQQد ،و أن لهم السQQبق في هQQذا المجQQال خاصQQة في بنQQاء المستشQQفيات الQQتي كQQانت تسQQمى سQQابقا
البيمارستانات ،فالمستشفيات كان منها الثابت و منها المتنقل بالقرى ،و في عهد السQQلطان محمQQود
السلجوقي كانت تحمل على الجمال؛ و قد يصل في بعض األحيان عQQدد الجمQQال إلى ،40كمQQا أن
المستشفيات الثابتة في المدن وصلت إلى درجة راقية و أشQQهرها العضQQدي في بغQQداد الQQذي أنشQQئ
سنة 371هجريQة ،و المستشQفى المنصQوري الكبQير بالقQاهرة الQذي أسQس سQنة 683هجريQة ،و
المستشفى النوري بدمشق الذي أسس سنة 549هجرية ،كما أن في قرطبة وحدها كان هناك أزيد
من 50مستشفى ،و قد قسمت هذه المستشفيات حسQQب التخصQQص ،فلم تكن فقQQط دورا للعالج بQQل
كانت كليات طب حقيقة يتلقى الطالب دروسQQهم من خالل قاعQQة الQQدرس و تجQQربتهم في حجQQرات
المستشQQفى ،و في اخQQر البرنQQامج يعQQد لهم امتحQQان لنيQQل إجQQازتهم في الفQQرع الQQذي تخصQQص فيQQه
باإلضQQافة إلى ضQQمها لمكQQاتب ضQQخمة كمكتبQQة ابن طولQQون بالقQQاهرة كQQانت تQQزرع بجQQانب هQQذه
البيمارستانات مزارع األعشاب الطبيQة و النباتQات العالجيQة لتجنب العQدوى داخلهQا ،كمQا أن كQل
مريض يدخل في عنبر خQاص بمرضQه و يمنح لQه مالبس جديQدة و ينQام على سQريره الخQاص و
إمالءات جديدة و أدوات خاصة ،و هذا عكس ما نجده بالمستشفى الذي أنشئ في بQQاريس بقQQرون
بعد و الذي كان يفتقر إلى أبسط شروط الوقاية و النظافQة و الراحQة ،و من أعظم المستشQفيات في
اإلسالم " مستشفى المنصوري " الذي أنشأه المنصوري سيف الدين " ،مستشفى مراكش " الذي
أنشQQأه يوسQQف يعقQQوب ،إضQQافة إلى المستشQQفيات المتخصصQQة في مستشQQفى العيQQون و الجQQذام
واألمراض العقلية .كما أشارت المستشرقة األلمانية زيغريد هونكه ، sigrid hunkeالمستشفيات
آنذاك كانت بمثابة نصب تذكارية للعبقرية العربيQQة ،فالمسQQلمون كQQان األسQQبق من الغQQرب في هQQذا
البناء بتسعة قرون على األقل و بلغوا تحقيق التكافل االجتماعي.