Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

981 -961 / )0700(‫ ديسمبر‬،70‫ العدد‬،70 ‫المجمد‬ ‫مجـمة ابـحاث قانـونية وسيـاسية‬

:‫ المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‬04/14 ‫قانون‬


‫بين متغيرات المرحمة وضرورات التعديل‬
The audiovisual activity 04/14 Law in Algeria between era changes and amendments’
requirements

*‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬


‫جامعة عبد الحميد بن باديس (مستغانم) – الجزائر‬
b.bouabdellah1981@gmail.com

0900/20/12 :‫تاريخ النشر‬ 0900/20/20 :‫تاريخ القبول‬ 0900/90/90:‫تاريخ الرسال‬

:‫ممخص‬
‫ المتعمق بالنشاط السمعي البصري يثير النقاش حول مضمونو وضرورات‬04/14 ‫ال يزال القانون رقم‬
‫ تنبيو المشرع إلى ضرورة تغيير ىذا‬:‫ أىميا‬،‫ حاولنا في ىذه الدراسة الوصول إلى مجموعة من األىداف‬،‫تعديمو‬
‫ وكذلك تقديم‬،‫القانون الذي مر عميو أكثر من ثمانية سنوات وال يزال ساري المفعول دون جدوى عممية منو‬
‫مقترحات عممية لتنظيم قطاع السمعي البصري لمزيد من االحترافية القائمة عمى حرية التعبير وحقوق‬
.‫الصحفيين‬

‫ قانون‬.‫ االشيار‬.‫ االعالم السمعي البصري‬.‫ التشريعات اإلعالمية‬.‫ حرية الرأي والتعبير‬:‫كممات مفتاحية‬
.04/14
Abstract:

The audiovisual activity 04/14 Law in Algeria continues to raise debate about its
content and the necessity of amending it. The current study aims to achieve a set of goals
.One most important goal is alert the legislator to the necessity of changing this law, which
has been in practice for more than eight years without being useful. The study also aims at
presenting practical suggestions to organize the audiovisual sector for more professionalism
that is based on Freedom of expression and rights of journalists.
Keywords: audiovisual media. Freedom of speech and expression. Media legislation.
Publicity. 04/14 Law.

‫*المؤلف المرسل‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫مقدمة‬
‫ال تزال التشريعات في مجال االعالم واالتصال والممارسة الصحفية جدل ونقاش بين األكاديميين‬
‫والباحثين في مجال العموم االجتماعية واإلنسانية عمى السواء ألنو مجال يتداخل فيو القانوني مع النفسي مع‬
‫السياسي مع االجتماعي مع المال ي واالقتصادي‪ ،‬في ىذه الدراسة سنقوم بتحميل ونقد واحد من أىم القوانين‬
‫الناظمة لمجال الصحافة واإلعالم وفي الجزائر وىو القانون رقم ‪ 04/14‬المؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ 2014‬المتعمق‬
‫بالنشاط السمعي البصري وذلك من خالل اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫مقارنة بتغير الظروف السياسية واالقتصادية والتشريعية في البالد‪ ،‬ما ىي أىم الثغرات القانونية والنقائص‬
‫التشريعية التي احتواىا قانون ‪ 04/14‬المتعمق بنشاط السمعي البصري في الجزائر مقارنة بواقع الممارسة‬
‫الميدانية؟ وما ىي أىم المقترحات العممية والتوصيات التي تعزز مطمب ضرورة تغيير ىذا القانون لتنظيم‬
‫وتطوير قطاع السمعي البصري في الجزائر؟‬
‫إشكالية ميمة سوف نتناوليا وفق المنيجية العممية المتعارف عمييا بتحديد اإلشكالية كما تمت اإلشارة‬
‫إلييا وأسباب اختير ىذا القانون الميم وأىداف الدراسة ومفاىيميا الرئيسية باإلضافة إلى أىميتيا‪ ،‬وطرح‬
‫تساؤالتي ا الرئيسية التي عمى أساسيا سوف نصل إلى نتائج ىذه الدراسة وصوال إلى الدراسة التحميمية والنقدية‬
‫ليذا القانون الميمة وحصر نتائج الدراسة في األخير لتكون مادة ميمة لممشرع الجزائري في التعديل المقبل ليذا‬
‫القانون من أجل قطاع سمعي بصري احترافي ونوعي ومؤثر‪.‬‬

‫بغرض ال وصول إلى األىداف الميمة التالية‪ :‬تنبيو المشرع إلى ضرورة تغيير ىذا القانون الذي مر عميو‬
‫أكثر من ثمانية سنوات وال يزال ساري المفعول دون جدوى عممية منو‪ ،‬وتسميط الضوء عمى البيئة الحالية التي‬
‫لم تعد تتالءم ومواد وفصول ىذا القانون مقارنة بالبيئة التي صدر فييا سنة ‪ ،2014‬واليدف األىم ىو‪ :‬تنظيم‬
‫قطاع السمعي البصري الذي سادتو الفوضى تنظيميا وميدانيا من خالل قانون جديد يتالءم والمتغيرات التي‬
‫تعرفيا الجزائر عمى كل المستويات وانتياء بتقديم مقترحات عممية لتنظيم وتحسين قطاع السمعي البصري لمزيد‬
‫من االحترافية القائمة عمى حرية الرأي والتعبير وحقوق الصحفيين‪.‬‬

‫أول‪ :‬اإلطار المنهجي لمدراسة‬


‫‪ .2‬إشكالية الدراسة‬
‫من القوانين الميمة الناظمة لقطاع االعالم في الجزائر يوجد القانون رقم ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط‬
‫السمعي البصري والذي دخل حيز التنفيذ فور صدوره في الجريدة الرسمية في ‪ 24‬فيفري ‪ 2014‬نظ ار ألىمية‬
‫ىذا القانون من جية وأىمية وحساسية قطاع السمعي البصري من جية أخرى والذي عرف في السنوات األخيرة‬
‫فوضى كبيرة عمى مستوى عمل المؤسسات اإلعالمية وعمى مستوى الممارسة الصحفية الميدانية كذلك‪ ،‬ينضاف‬

‫‪061‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫إلى كل ىذا التغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلعالمية التي عرفتيا البالد في العشر‬
‫سنوات األخيرة وما تالىا من تغيير كبير وشبو جذري الىم قوانين الجميورية وفي مقدمتيا الدستور والقوانين‬
‫ذات الصمة بيذا التعديل األكبر واألىم‪.‬‬
‫دون أن نغفل كذلك أن في شق االعالم واالتصال عرفت كباقي دول العالم انفجا ار تكنولوجيا كبي ار وتدفقا‬
‫معموماتيا كبي ار جعل من القوانين في مجال االعالم واالتصال عاجزة عن التكيف مع ىذه المتغيرات الكبيرة‬
‫والعميقة والمؤثرة كذلك‪ ،‬لذلك تأتي ىذه الدراسة لتنبو المشرع عمى ضرورة تعديل قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط‬
‫السمعي البصري والكثير من القوانين في مجال االعالم واالتصال بما يتماشى والمتغيرات التي تحدثنا عنيا‬
‫سالفا‪.‬‬
‫تبعا لما تقدم يمكن اختصار إشكالية ىذه الدراسة في التساؤل الميم التالي‪:‬‬
‫مقارنة بتغير الظروف السياسية واالقتصادية والتشريعية في البالد‪ ،‬ما ىي أىم الثغرات القانونية والنقائص‬
‫التشريعية التي احتواىا قانون ‪ 04/14‬المتعمق بنشاط السمعي البصري في الجزائر مقارنة بواقع الممارسة‬
‫الميدانية؟ وما ىي أىم المقترحات العممية والتوصيات التي تعزز مطمب ضرورة تغيير ىذا القانون لتنظيم‬
‫وتطوير قطاع السمعي البصري في الجزائر؟‬
‫سنحاول اإلجابة عن ىذه اإلشكالية من خالل دراسة عممية ونقدية لفصول ومواد وفروع ىذا القانون الميم‬
‫بإبراز نقاط قوتو ونقاط الخمل كذلك التي احتواىا‪ ،‬ثم نخمص في األخير إلى حصر أىم المقترحات التي نقدميا‬
‫لممشرع الجزائري إلدراجيا في التعديل المقبل ليذا القانون الذي ال مفر من تعديمو وتحسينو ليتكيف مع المتغيرات‬
‫التي عرفيا العالم والمنطقة والجزائر عمى السواء وذلك بتحديد أىداف الموضوع واشكاليتو وأسباب اختيارنا لو‬
‫مرو ار بأىمية الموضوع وتساؤالت الدراسة الميمة ومفاىيميا الرئيسية والدراسة التحميمية والنقدية ألىم مواد ىذا‬
‫القانون المثيرة لمجدل والمستدعية لمنقد والتحميل والتعديل كذلك وصوال إلى حصر نتائج ىذه الدراسة في األخير‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب اختيار موضوع الدراسة‬
‫‪ -‬التغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي عرفتيا الجزائر منذ سن ىذا القانون سنة ‪ 2014‬إلى‬
‫يومنا ىذا ولعل أبرزىا أحداث الحراك الشعبي التي خرج فييا المواطنون من أجل الحريات والديمقراطية وتحسين‬
‫ظروف العيش‪ ،‬وبما أن المشرع أقدم عمى تعديل الدستور كان لزاما كذلك أن تعدل الكثير من القوانين ومنيا ىذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -‬مضى عمى ىذا القانون أكثر من ‪ 08‬سنوات في بيئة متغيرة جدا‪ ،‬بحيث لم يعد ىذا القانون يستوعب الكم‬
‫اليائل من تحديات الواقع واكراىات الممارسة الصحفية‪ ،‬باإلضافة إلى أن المنظومة التشريعية والقانونية في‬
‫مجال االعالم والصحافة ماتزال منظومة قديمة الطرح وغير مواكبة لمعصر التكنولوجي الفائق المعمومات والغزير‬
‫في التحوالت والمتميز بجودة ونوعية التكنولوجيات‪.‬‬

‫‪060‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬بقي ىذا القانون حب ار عمى ورق ولم يطبق عمى أرض الواقع بسبب كمية الحشو القانوني والتشريعي‬
‫والبيروقراطي التي تضمنيا حالت دون مرونة وسالسة تطبيقو‪ ،‬شانو في ذلك شان الكثير من التشريعات القانونية‬
‫وفي مجاالت أخرى بحيث تحولت القوانين لمجرد نصوص مكتوبة ال حياة فييا‪ ،‬فما فائدة القوانين والتشريعات‬
‫إذا لم تطبق نصوصيا وموادىا‪.‬‬
‫‪ -‬عجز ىذا القانون عمى تنظيم قطاع السمعي البصري‪ ،‬بل ومنذ صدوره في الجريدة الرسمية إلى يومنا ىذا‬
‫زاد قطاع السمعي البصري في الجزائر فوضى وتعقيدا وعدم استقرار عمى كافة المستويات التنظيمية والمينية‪،‬‬
‫بالرغم من نافذة الحرية التي طالت ىذا القطاع خاصة بعد تداعيات الربيع العربية الذي ضرب المنطقة بعد سنة‬
‫‪ ،2011‬ووصمت تداعياتو إلى عددي الدول‪.‬‬
‫‪ -‬الجدل الذي أثير حول ىذا القانون منذ صدوره إلى يومنا ىذا واالنتقادات التي وجيت لمواده وفصولو منذ‬
‫أن عرض عمى البرلمان لمنقاش نياية سنة ‪ 2013‬إلى أن اعتمد رسميا ونشر في الجريدة الرسمية مطمع سنة‬
‫‪ ، 2014‬من قبل المختصين والصحفيين واألكاديميين الميتمين بالتشريعات والقوانين في مجال االعالم‬
‫والممارسة اإلعالمية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬التضييقات والمتابعات التي طالت الصحفيين واإلعالمين من طرف سمطة ضبط السمعي البصري‬
‫باإلضافة إلى القنوات التمفزيونية التي تعرضت لمتوقيف وتعرضت مؤسسات إعالمية أخرى لمعقوبات المؤقتة إما‬
‫بتوقيف البث أو الحرمان من االشيار أو اإلنذارات والتحذيرات المستمرة‪.‬‬

‫‪ .3‬أهداف الدراسة‬
‫نريد من خالل دراسة ىذا القانون ‪ 04/14‬الوصول إلى األىداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تنبيو المشرع إلى ضرورة تغيير ىذا القانون الذي مر عميو أكثر من ثمانية سنوات وال يزال ساري المفعول‬
‫دون جدوى عممية منو‪.‬‬
‫‪ -‬تسميط الضوء عمى البيئة الحالية التي لم تعد تتالءم ومواد وفصول ىذا القانون مقارنة بالبيئة التي صدر‬
‫فييا سنة ‪.2014‬‬
‫‪ -‬تنظيم قطاع السمعي البصري الذي سادتو الفوضى تنظيميا وميدانيا من خالل قانون جديد يتالءم‬
‫والمتغيرات التي تعرفيا الجزائر عمى كل المستويات‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم مقترحات عممية لتنظيم وتحسين قطاع السمعي البصري لمزيد من االحترافية القائمة عمى حرية‬
‫الرأي والتعبير وحقوق الصحفيين‪.‬‬

‫‪ .4‬أهمية الدراسة‬
‫تكمن أىمية ىذه الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪061‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬يتعمق ىذا القانون بممف التشريعات والقوانين في مجال الصحافة والممارسة اإلعالمية الميدانية‪ ،‬وىو من‬
‫الجوانب الميمة في كل الدول‪.‬‬
‫‪ -‬ترتبط ىذه بواحد من الممفات الميمة التي أثارت وال تزال الجدل والنقاش وحتى الصراع وىو ممف الحريات‬
‫ومن أبرزىا حرية الرأي والتعبير وحرية الممارسة اإلعالمية والصحفية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة قانون ناظم ألىم القطاعات في مجال الصحافة واالعالم وىو قطاع السمعي البصري صاحب أكبر‬
‫نسب المشاىدات والمحتويات المعروضة وحتى نسب التأثير العالية‪.‬‬
‫‪ -‬أىمية الظروف التي جاءت فييا ىذه الدراسة وخاصة المتغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي‬
‫تمر بيا الجزائر من خالل تداعيات الحراك الشعبي األخير‪.‬‬
‫‪ -‬تكمن أىمية ىذه الدراسة في أن قطاع السمعي البصري بدأ في التراجع واالنحصار لصالح الصحافة‬
‫اإللكترونية ومواقع التواصل االجتماعي التي ىيمنت عمى المشيد اإلعالمي واالتصالي في اآلونة األخيرة ما‬
‫استمزم الدعوى لتغيير المنظومة القانونية والتشريعية تبعا ليذه التغيرات العميقة‪.‬‬

‫‪ .5‬تساؤلت الدراسة‬
‫‪ -‬ىل الظروف التي صدر فييا ىذا القانون ىي ذاتيا الظروف التي نحن فييا اآلن وخاصة عمى المستوى‬
‫اإلعالمي واالتصالي والتكنولوجي؟‬
‫‪ -‬ما ىي أىم الثغرات القانونية والنقائص التشريعية التي احتواىا قانون ‪ 04/14‬المتعمق بنشاط السمعي‬
‫البصري في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ىل لدينا في الجزائر إشكال في قوة وجودة التشريعات والقوانين في مجال االعالم والممارسة اإلعالمية؟ ام‬
‫لدينا مشكل تطبيق ىذه القوانين عمى أرض الواقع؟‬
‫‪ -‬ما ىي أىم المقترحات العممية التي تعزز مطمب ضرورة تغيير ىذا القانون لتنظيم وتطوير قطاع السمعي‬
‫البصري في الجزائر؟‬

‫‪ .6‬مفاهيم الدراسة‬
‫‪ 2.4‬حرية الرأي والتعبير‬
‫ىي سقوط العوائق التي تحول دون أن يعبر المرء عن بفطرتو الطبيعية مجتمعة تحقيقا لغيره وسعادتو‪،‬‬
‫وحرية الكالم وحرية التعبير ىما النتيجة الط بيعية لحرية االعتقاد‪ ،‬وحرية االعتقاد تعني حرية التفكير وااليمان‬
‫بما نرى أنيا الحقيقة‪ ،‬فيي الحرية التي تجعمنا ال نضطر إلى اعتناق آراء نعتقد أنيا خاطئة‪ ،‬وحرية االعتقاد ىي‬
‫أولى الحريات‪ ،‬ألنيا تحدد جميع الحريات األخرى‪ ،‬وتتطمب الحرية عموما أن يكون المواطنون مستقمين عن‬
‫الحكومة أو السمطة بقدر المستطاع‪ ،‬أي يكون ىناك ميادين تتركيا الحكومة لمفرد دون أن تستطيع السمطة‬
‫‪1‬‬
‫المساس بيا‪.‬‬
‫‪062‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫وىذا ما جاء في مضمون المادة ‪ 19‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن لكل إنسان الحق في‬
‫الحرية‪ ،‬واعتناق اآلراء بمأمن من التدخل‪ ،‬وحرية التماس المعمومات واألفكار وتمقييا واذاعتيا بمختمف الوسائل‬
‫‪2‬‬
‫دون تقيد بحدود الدولة‪.‬‬

‫‪ 0.4‬التشريعات العالمية‬
‫تعرف التشريعات اإلعالمية ‪Information Legislations‬تمك القواعد التي ليا صفة اإللزام والمتصمة‬
‫بالنشاط اإلعالمي واالتصالي والتي تتولى تنظيم ممارساتو ووضع المعايير التي تحكم أنشطتو المختمفة‪ .‬وتنقسم‬
‫التشريعات بشكل عام إلى تشريعات تتصل بالمضمون وأخرى تتصل بالمؤسسات اإلعالمية من حيث تنظيميا‬
‫‪3‬‬
‫وادارتيا وتحديد حقوقيا وواجباتيا‪ ،‬وتشريعات تتصل بالمينة وأخي ار تشريعات إعالمية دولية‪.‬‬

‫‪ 1.4‬التشريعات العالمية‬
‫‪4‬‬
‫يسمى سمعي بصري كل الوسائل التي تستعين بالصورة السمعية البصرية‪.‬‬

‫معا‪ ،‬وتكمن أىميتيا‬


‫السمعي بصري ىو جميع الوسائل التي تستخدم فييا الصوت والصورة أو االثنين ً‬
‫حسب طريقة مجاالت استعماليا وتنوعيا وأىميتيا الحقيقية في مضامينيا التي تحمميا والتي تبرزىا في أشكال‬
‫‪5‬‬
‫فنية وجمالية تعبيرية مختمفة‪.‬‬

‫‪ 2.4‬التشريعات العالمية‬
‫ىو عممية االتصال غير الشخصي من خالل وسائل االتصال العامة بواسطة معمنين يدفعون ثمنا معينا‬
‫إليصال معمومات معينة إلى فئات معينة من المستيمكين‪ ،‬بحيث يفصح المعمن عن شخصيتو‪.‬‬

‫اإلشيار ىو كل نشاط يقوم بنشر المعمومات والبيانات عن السمع والخدمات والمنشآت بقصد إنارة بصيرة‬
‫المستيمكين في التعرف عمى حاجا م وعمى كيفية إشباعيا ومن اجل مساعدة المنتجين في اكتساب عمالء جدد‬
‫من خالل تعريف ىؤالء العمالء المرتقبين عمى السمع والخدمات التي يقدميا ىؤالء المنتجين‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫الخالص إلى القول بأن اإلشيار‪ :‬ىو وسيمة من الوسائل البيع وشكل من أشكالو وطريقة من الطرق تصريف‬
‫‪6‬‬
‫البضائع وتقديم الخدمات‪ ،‬ترتكز عمى سمسمة من األبحاث العممية السميمة من اجل اإللمام بمشاكل التسويق‪.‬‬

‫تعرفو دائرة المعارف الفرنسية بأنو " مجموعة الوسائل المستخدمة لتعريف الجميور بمنشأة تجارية أو‬
‫‪7‬‬
‫صناعية واقناعو بامتياز منتجاتيا‪.‬‬

‫‪ 3.4‬القانون ‪92/22‬‬

‫‪063‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫صدر ىذا القانون تحت مسمى‪ :‬القانون المتعمق بالنشاط السمعي البصري يوم ‪ 24‬ربيع الثاني عام‬
‫‪ 1435‬الموافق لـ ــ‪ 24 :‬فبراير ‪ ،2014‬احتوى ىذا المرسوم عمى ديباجة ‪ 113 +‬مادة موزعة عمى أبواب‬
‫وفصول وفروع عمى النحور التالي‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬أحكام عامة‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬الموضوع ومجال التطبيق‬


‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬التعاريف‬
‫الباب الثاني‪ :‬خدمات االتصال السمعي البصري‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬خدمات االتصال السمعي البصري التابعة لمقطاع العمومي‬


‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬خدمات االتصال السمعي البصري المرخصة‬
‫‪ o‬الفرع األول‪ :‬الرخصة‬
‫‪ o‬الفرع الثاني‪ :‬شروط استعمال الرخصة‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬أحكام مشتركة لكافة خدمات االتصال السمعي البصري‬
‫الباب الثالث‪ :‬سمطة ضبك السمعي البصري‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬ميام وصالحيات سمطة ضبط السمعي البصري‬


‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬تشكيل وتنظيم وسير سمطة ضبط السمعي البصري‬
‫الباب الرابع‪ :‬اإليداع القانوني واألرشفة السمعية البصرية‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬اإليداع القانوني‬


‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬األرشفة السمعية البصرية‬
‫الباب الخامس‪ :‬العقوبات اإلدارية‬

‫الباب السادس‪ :‬األحكام الجزائية‬


‫‪8‬‬
‫الباب السابع‪ :‬األحكام االنتقالية والنيائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدراسة النقدية لقانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري‬


‫‪ .1‬قانون جديد بخمفية تشريعية قديمة‬

‫أول مالحظة حول ىذا القانون أنو يندرج ضمن ثقافة التشريع القانوني في الجزائر الذي تسنو الحكومات‬
‫المختمفة والمتعاقبة بغرض الييمنة واحتواء قطاع االعالم في الجزائر‪ ،‬ذلك أن ىناك الكثير من المواد المتشابية‬
‫والعامة والفضفاضة التي تجعل من ىذه التشريعات مقيدة ألي محاولة لتعزيز حرية الرأي والتعبير أو في صالح‬
‫‪064‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫اإلعالميين والصحفيين‪ ،‬لذلك وأنت تتصفح ىذه التشريعات سواء السابقة أو الحالية بما فيما ىذا القانون لن تجد‬
‫فروقات كبيرة وال إبداعات مذكورة وال تغييرات جوىرية‪ ،‬وىذا انعكاس واضح لعدم الجدية وال الرغبة في المضي‬
‫قدما نحو صحافة حرة ومستقمة عن كل أنواع الضغوطات‪.‬‬

‫ويندرج ىذا ضمن ثقافة المشرع الجزائري في مجال الصحافة واالعالم والممارسة الصحفية منذ االستقالل‬
‫إلى يومنا ىذا‪ ،‬فإذا ما تجاوزنا الحديث عن عيد الحزب الواحد الذي تميز بالتفرد المطمق في ممكية كل وسائل‬
‫االعالم الت ي تنص أنظمتيا الداخمية عمى خدمة السياسات الحكومية‪ ،‬نجد أن ذات المنطق والتوجو ساد بعد‬
‫التعددية نياية ثمانينيات القرن المنقضي إذا نجد انفتاحا محدودا في مجال التنصيص أما الممارسة فيي تخضع‬
‫دوما لمرقابة المستمرة التي لم تفضي إلى حرية تعبير حقيقية وال إلى سمطة رابعة مستقمة عمى النحو الذي نجده‬
‫في الدول الحرة والديمقراطية التي تعمو فييا الصحافة عمى كل السمط الثالث األخرى (التشريعية والتنفيذية‬
‫والقضائية)‪.‬‬

‫‪ .2‬فجوة التنظير والممارسة‪ ..‬وغياب ضمانات الحرية‬

‫ىذا القانون الذي نحن بصدد تقييمو ونقده لم ينفذ عمى االطالق منذ سنو ونشره رسميا في الجريدة الرسمية‬
‫سنة ‪ 2014‬والدليل عمى ذلك أن قطاع السمعي البصري في الجزائر وخاصة القطاع الخاص يعرف فوضى‬
‫كبيرة وعارمة سواء تعمق بالتراخيص الممنوحة لمقنوات التي يعتقد الجزائريون أنيا جزائرية في حين أنيا قنوات‬
‫أجنبية تعمل بالترخيص‪ ،‬وحتى ىذا األخير غير ممنوح لكل القنوات‪ ،‬بل ىناك قنوات تعمل بطريقة قانونية لكنيا‬
‫ما تزال تبث وتشتغل‪ ،‬فمن المستفيد من عدم تفعيل ىذا القانون؟ ومن المستفيد من ىذه الفوضى العارمة التي‬
‫يشيدىا قطاع السمعي البصري؟ ولماذا تم سن ىذا القانون إن لم يكن ىدفو والغرض منو تنظيم القطاع وتنقيتو‬
‫مما شابو من تجاوزات؟‬

‫ويمكن في ىذا الصدد تقديم بعض الشواىد واألدلة الممموسة عمى فوضى قطاع السمعي البصري التي‬
‫تحدثنا عمييا سالفا عمى سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪ -‬القنوات السمعية البصرية التي ال تزال تعمل من دون تراخيص أمام مرأى ومسمع سمطة ضبط السمعي‬
‫البصري التي تم تقنينيا بموجب ىذا القانون‪ ،‬وال تتدخل ىذه األخيرة إال عندما تكسر ىذه القنوات الخطوط‬
‫الحمراء فتعاقب بتيمة أنيا تعمل من دون ترخيص‪ ،‬في حين أن المفروض ال تبدأ أصال في العمل والبث قبل‬
‫أن تحصل عمى تراخيص‪.‬‬
‫‪ -‬قنوات تمفزيونية معدودة فقط ىي من حصمت عمى التراخيص لمعمل‪ ،‬والسؤال المطروح ما ىي المعايير‬
‫التي بموجبيا تمنح بيا التراخيص أو تمنع منيا؟ وىذا يفتح الباب لموالء والزبونية والتدخل في الخط االفتتاحي‬
‫لممؤسسات اإلعالمية تحت سيف الترخيص المسمط عمى من يحاول تجاوز الحدود المرسومة‪.‬‬
‫‪065‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬االنتشار الواسع والمكثف لمقنوات التمفزيونية الخاصة دون دفاتر شروط مضبوطة خاصة بعد ‪2013‬‬
‫وتداعيات الربيع العربي الذي نادت شعوبو بحرية الرأي والتعبير واطالق مساحات أكبر لمرأي والرأي االخر‪،‬‬
‫فاستجابت السمطة السياسية في الجزائر ليذا المطمب خوفا من تزايد الضغط عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬قنوات تمفزيونية متشابية المضامين والحصص والخط االفتتاحي حتى مع بعض القنوات التي حاولت‬
‫التمرد‪ ،‬فمم يمحظ المتمقي الجزائري فرقا كبي ار بينيا ال في الطرح وال في المغة وال في الضيوف وال في التصاميم‬
‫واإلخراج وال في الصحفيين كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أغمب ىذه القنوات وفق القانون الجزائري ىي قنوات أجنبية‪ ،‬ال القانون الجديد سوى وضعيتيا وقام‬
‫بج أزرتيا (جعميا جزائرية اليوية) وال منح لمجميع رخصة العمل من دون تضييق أو رقابة‪.‬‬
‫‪ -‬عرفت الفترة ما بين ‪ 2014‬و‪ 2022‬غمق العددي من المؤسسات التمفزيونية الخاصة كقناة األطمس‬
‫والوطن والخبر‪ ،‬وقناة لينا والجزائرية وان (وىو عدد كبير جدا) إضافة إلى معاقبة قنوات أخرى وتجميد نشاطيا‬
‫كعقوبة مؤقتة مثمما حدث مؤخ ار مع قناة البالد وقناة الحياة‪ ،‬فبدل أن يكون ىذا القانون مطو ار ومنظما لقطاع‬
‫السمعي البصري في الجزائر زاد من الفوضى والتضييق والمراقبة‪.‬‬
‫‪" .3‬الخدمة العمومية"‪ ..‬التعريف الغامض والحرية الغائبة‬

‫مشكمة التشريع اإلعالمي في الجزائر كما العديد من التشريعات في القطاعات والمجاالت األخرى ىو‬
‫العمومية واأللفاظ والمصطمحات الواسعة والفضفاضة‪ ،‬نذكر عمى سبيل المثال ال الحصر في ىذا القانون‬
‫مصطمح "الخدمة العمومية" الذي لم يفسره المشرع ولم يضبطو بمحددات رئيسية وضوابط واضحة‪ ،‬فمفيوم‬
‫الخدمة الخدومية في اإلعالم الخاص غير الخدمة العمومية في القطاع الخاص‪ ،‬ومفيوم السمطة السياسية‬
‫الحاكمة في البالد لمفيوم الخدمة العمومية غير مفيوميا وتطبيقاتيا عند النخب المستقمة أو المعارضة أي التي‬
‫ليس ليا ارتباط وتبعية بالنظام السياسي‪ ،‬وتبقى سمطة ضبط السمعي البصري المعينة كمية ىي الجية الوحيدة‬
‫والمخولة لتفسير القوانين ومنيا مفيوم الخدمة العمومية‪.‬‬

‫عندما يتدخل السياسي في الشأن اإلعالمي فان الكثير من المفاىيم تصبح محل جدل ونقاش‪ ،‬لست‬
‫أحاكم السياسي في دخولو لمشأن اإلعالمي أو العكس فيما مجاالن متداخالن ولكن مفيوم الخدمة العمومية عمى‬
‫سبيل المثال يختمف مفيومو عند السياسي منو عند اإلعالمي‪ ،‬فالسمطة السياسية ال تريد من الصحافة أن تتدخل‬
‫في كل أو تنشر كل شيء أو تتطفل عمى بعض القطاعات والمعمومات بحجة خدمة الرأي العام وتقديم الخدمة‬
‫العمومية لممتمقي‪ ،‬كما أن اإلعالمي يرى في ىذا المفيوم الضيق لمخدمة العمومية اعتداء عمى حرية الرأي‬
‫والتعبير وتدخال ساف ار في شؤون السمطة الرابعة التي من المفروض ىي مستقمة بالكامل عن النظام السياسي‬
‫والسمطة الحاكمة في البالد‪ ،‬لذلك يجنح دائما المشرع الى تعريف الخدمة العمومية وفق ما يحقق االستقرار الذي‬

‫‪066‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫يراه ىو باإلرادة المنفردة ال كما يطالب بو االعالميون أو المختصون أو العاممون في مدال الصحافة واالعالم‪،‬‬
‫وذات التبرير والمنطق والجدل ينسحب عمى مفاىيم أخرى كالحرية والرأي اآلخر والحقوق‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ .4‬الخطار بدل الرخصة في إنشاء المؤسسات اإلعالمية‪..‬‬

‫ما يزال المشرع الجزائري وقطاع االعالم ليس استثناء يعمل وفق ثقافة التأسيس وفق الرخصة أو االعتماد‬
‫وليس االخطار الذي تطالب بو عديد الفعاليات السياسية واإلعالمية واألكاديمية في البالد‪ ،‬ففي ىذا القانون‬
‫خصص المشرع عددا كبي ار من المواد فقط في موضوع الرخصة واستغالليا ما يعكس حرصة عمى التضييق‬
‫المسبق وتشديد الشروط عمى كل من يحاول ولوج قطاع االعالم السمعي البصري الخاص سواء تعمق األمر‬
‫باألشخاص الطبيعيين أو المعنويين وذلك من المادة ‪ 20‬إلى المادة ‪ 46‬من ىذا القانون‪ ،‬ما تزال السمطة‬
‫التنفيذية المستف ردة بالتشريعات تياب من انفتاح اإلعالم الذي تعتبره كتابع وليس كشريك‪ ،‬لذلك تضع ىذه‬
‫العراقيل البيروقراطية التي تجعل من قطاع االعالم مرتين في يدىا تفتحو لمن تشاء وتغمقو في وجو من تشاء‪،‬‬
‫لذلك تبقى مسألة االخطار ىي االجراء األمثل والدليل األوضح لحرية أي قطاع‪ ،‬والغريب أن الذي يمنح‬
‫الرخصة ىي سمطة ضبط السمعي البصري التي يخضع جميع أعضائيا التسعة لمتعيين ما يجعميا رىينة الجية‬
‫التي تعينيا في حين أن أعضاءىا وجب أن يكونوا منتخبين بالكامل من قبل زمالئيم الصحفيين‪.‬‬

‫دائما عندما يطرح المعارضون أو المنتقدون لمتشريعات القانونية واإلعالمية في الجزائر لمسألة العمل‬
‫بالرخصة في تأسيس المؤسسات اإلعالمية بدل االخطار كما ىو معمول بو في كافة الدول التي تنعم فييا‬
‫الصحافة بالحرية‪ ،‬يسألون من باب االحراج أو محاولة إضعاف الحجة‪ :‬ما ىو بديمكم؟‬

‫‪ -‬ىناك بدائل عديدة ذكرنا منيا بديل االخطار ليس فقط في تأسيس المؤسسات اإلعالمية بل حتى في‬
‫تأسيس األحزاب والجمعيات والمنظمات والنقابات التي ال يجب أن تبقى مرتينة دائما تحت سيف الترخيص الذي‬
‫عادة ما يتم في مدد زمنية طويمة ويخضع لتحقيقات أمنية واجتماعية معمقة‪.‬‬
‫‪ -‬ىناك بديل آخر وىو ان سمطة ضبط السمعي البصري المشار إلييا في ىذا القانون ال يجب أن يخضع‬
‫أعضاؤىا ال لمتعيين وال لالقتراح ألن المعين ميما كان كفئا أو نزييا إال ويخضع لمسمطة التي عينتو ألنيا ليا‬
‫الحق كذلك في عزلو وفق المبدأ القانوني واإلداري الشيير‪ :‬مبدأ توازي األشكال‪ ،‬ولذلك اقترح عديد المختصين‬
‫عمى المشرع أن أعضاء سمطة ضبط السمعي البصري يخضعون جميعا لالنتخاب من قبل زمالئيم اإلعالميين‬
‫والصحفيين ضمن طرق وأنظمة انتخابية شفافة ونزيية لكي تقوم سمط الضبط المختمفة بعمميا بكل حرية‬
‫وديمقراطية وسيادية‪.‬‬

‫‪067‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬ىناك بديل آخر وىو إعادة المجمس األعمى لإلعالم عمى غرار مجالس عديدة كالمجمس األعمى لمقضاء‪،‬‬
‫ينتخب أعضاؤه من قبل الصحفيين بطريقة حرة وشفافة‪ ،‬وىو الجياز الكفيل بدراسة ومعالجة وتنظيم كل ما‬
‫يتعمق بقطاع الصحافة واالعالم ضمن تدافع ديمقراطي حر يحرر الصحافة من الييمنة والرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء و ازرة االتصال التي تعطي التراخيص وتخطر سمطة الضبط وتمارس الرقابة عمى كل مؤسسة‬
‫إعالمية قد ال تسير عمى ىوى السمطة السياسية ولذلك نالحظ في العالم الثالث الكثير من االستئساد عمى‬
‫الصحافة غمقا وتوقيفا ومحاكمات ومضايقات‪ .‬بوجود ىذه البدائل تصبح الرخصة مشروعة وقابمة لمطعن أو‬
‫النقض أو االحتجاج ألنيا صدرت عن مجالس منتخبة ومن قبل الصحفيين واإلعالميين وتتميز بالمشروعية‪.‬‬

‫‪ .5‬سمطة الضبط‪ ..‬بالنتخاب ل بالتعيين‬

‫أشار ىذا القانون إلى سمطة ضبط السمعي البصري والتي أعطاىا صالحيات واسعة جدا في منح وسحب‬
‫الرخصة وفي المراقة والمتابعة وتنفيذ العقوبات واالخطارات المختمفة‪ ،‬ليس ىذا فحسب بل إن تشكيالتيا المكونة‬
‫من تسعة أعضاء بمن فييم الرئيس كميم يخضعون لمتعيين من قبل رئيس الجميورية (يعين خمسة أعضاء من‬
‫بينيم الرئيس) عضوان من اقتراح رئيس مجمس األمة‪ ،‬وعضوان يقترحيم رئيس المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وىذا‬
‫يتعارض كمية مع استقاللية ومينية وحياد ىذه السمطة التي من المفروض أن ينتخب أعضاؤىا من قبل‬
‫الصحفيين أنفسيم‪ ،‬واألغرب من ذلك ىو ما نصمت عميو المادة ‪ 58‬من ذات القانون بأن سمطة ضبط السمعي‬
‫البصري تمارس مياميا باستقاللية تامة‪ ،‬فكيف يستوي أمر تعيينيا واستقالليتيا؟ لكن ظير ذلك مؤخ ار في‬
‫العقوبات التي فرضتيا ىذه ال سمطة عمى بعض المؤسسات اإلعالمية التي تم توقيف بعضيا وعوقبت مؤسسات‬
‫أخرى باإليقاف المؤقت عن البحث‪ ،‬بحجج مختمفة تجعل سمطة الضبط خصما لممؤسسات اإلعالمية وليس ىيئة‬
‫لمتطوير والتجويد والتحسين‪.‬‬

‫وأعتقد أن ىذه المادة (‪ )58‬تحديدا تعتبر المفصل الرئيسي في تحديد ىوية ىذا القانون المتعمق بالسمعي‬
‫البصري ولو اكتفيا فقط بيذه المالحظة ودراسة ونقد ىذه المادة لكان كافيا ووافيا لمعرفة وقياس رغبة المشرع في‬
‫إطالق الحريات وتضييق الرقابة عمى المؤسسات اإلعالمية وفي تنظيم قطاع السمعي البصري الذي عرف في‬
‫العشر سنوات األخيرة فوضى مركبة‪ ،‬فميما تم التنصيص عمى الحريات شكال إال أن أصرار المشرع في أن‬
‫تكون سمطة ضبط السمعي البصري خاضعة لمتعيين فيمكن القول بأنيا مادة ونص ضرب مصداقية القانون في‬
‫الصميم وأغمب االنتقادات والمالحظات عمى ىذا القانون كانت فييا سمطة الضبط الحاضر األكبر ألنيا تحولت‬
‫إلى فا عل ميم في ممارسة التضييق وخمق الزبونية‪ ،‬ومحاصرة الخطوط االفتتاحية لممؤسسات السمعية البصرية‪،‬‬
‫وعميو ما يزال الوضع يراوح مكانو ما لم تتغير ىذه المادة وتخضع كل سمط الضبط (سمطة ضبط الصحافة‬

‫‪068‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫المكتوبة‪ ،‬وسمطة ضبط السمعي البصري‪ ،‬وسمطة ضبط الصحافة اإللكترونية) إلى االنتخاب بدل التعيين‬
‫المفضي إلى الوقوف عمى مسافة واحدة وصارمة مع جميع المؤسسات اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ .6‬تحرير قطاع السمعي البصري العمومي‪..‬‬

‫قطاع السمعي البصري في اإلعالم العمومي والذي تممك الدولة كل أسيمو كما جاء في مواد ىذا القانون‪،‬‬
‫ما يزال مغمقا في وجو من لو رأي آخر يخالف فيو رأي السمطة بالرغم من أنو نفس القانون نص في مادتو ‪11‬‬
‫عمى أنو من الميام الرئيسية لإلعالم العمومي السمعي البصري تشجيع الحوار الديمقراطي‪ ،‬ىذا األخير الذي‬
‫يعني عرض الرأي والرأي اآلخر وىذا الذي ال يوجد لألسف الشديد فما يزال ىذا القطاع محتك ار من قبل‬
‫السمطات العمومية والتي تمنع فيو ظيور أي رأي آخر من شأنو انتقاد السمطات وتوجياتيا وسياساتيا‪.‬‬

‫لقد بقي االعالم العمومي سواء في شقو المتعمق بالصحافة المكتوبة أو السمعي أو السمعي البصري أو‬
‫الصحافة اإللكترونية مقترنا دوما في العالم الثالث بالسمطة السياسية وأنظمة الحكم في ىذه الدول يأتمر بأمرىا‬
‫وينتيي بنواىييا‪ ،‬بل ممزم كما كان عميو الحال في نظريات الفكر الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد أن يكون‬
‫مسوقا لسياسات الدولة وتوجياتيا االقتصادية واالجتماعية والعسكرية واألمنية‪ ،‬في حين أن المفروض أن كممة‬
‫عمومي تعني تقديم الخدمة العمومية التي من أساسيتاىا تقديم المعمومة الصحيحة لممتمقي حتى وان كانت نقدا‬
‫لمسمطات السياسية الحاكمة أو اعتراضا عمى توجياتيا وال يجب أن تعني "العمومية" ىي التبعية الدائمة لمنظام‬
‫السياسي أو الممكية األبدية لمؤسسات الدولة الرسمية كما ىو الحال في الدول التي تتمتع فييا الصحافة بالحرية‬
‫الكبيرة بما فييا االعالم العمومي الذي ال يختمف في الطرح والتناول والخط االفتتاحي عن االعالم الخاص‪.‬‬

‫‪ .7‬الرقابة المبالغ فيها‪ ..‬الحرية‬

‫تضمن ىذا القانون الكثير من الحشو والمبالغة في الغوص والتفصيل في الكثير من اإلجراءات والتفاصيل‬
‫سواء ما ت عمق بإجراءات منح الرخصة أو سحبيا أو فيما يتعمق بإجراءات إيداع ممف الحصول عمى الرخصة‬
‫أمام سمطة الضبط‪ ،‬باإلضافة الى الكم اليائل من اإلجراءات البيروقراطية والعقوبات اإلدارية والجزائرية التي‬
‫تضمنيا ىذا القانون والتي تعكس الخمفيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬كثرة الحشو ليست دليل صحة عمى االطالق‪ ،‬وانما يمكن فيمو بأنو أرادة واضحة نصا وتشريعا عمى‬
‫التضييق وفرض الرقابة بالقانون‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التأسيس باإلخطار ال يستدعي كل ىذه اإلجراءات البيروقراطية وكان يمكن أن يتم تجاوز كل ىذا‪،‬‬
‫لكن إجراءات الرخصة من قبل سمطة ضبط معينة بالكامل يستدعي بالضرورة كل ىذا الحشو البيروقراطي‪.‬‬

‫‪071‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬ىذا الحشو انعكس فعال عمى الممارسة اإلعالمية عمى أرض الميدان‪ ،‬والدليل الفوضى الكبيرة التي غرق‬
‫فييا القطاع دونما تغير ممحوظ باستثناء ىامش الحرية التي فرضتو األحداث في المنطقة‪.‬‬
‫‪ .8‬خوصصة الشهار‪ ..‬المطمب المؤجل‬

‫لم يشر القانون كذلك إلى مجال االشيار وطرق توزيعو وعمى الوكالة الوطنية لمنشر واالشيار التي يطالب‬
‫كذلك االعالميون والنخب عمى خوصصتيا بدل احتكارىا من قبل الدولة والقطاع العام والمحاباة والمحسوبية في‬
‫توزيع ومنح االشيار خاصة بعد الفضائح األخيرة التي عرفيا قطاع الصحافة والتي عبر عنيا مدير الوكالة‬
‫األسبق (العربي ونوغي) في حواره الشيير وغير المسبوق الذي كشف المستور عما كان يدار في الوكالة فيما‬
‫أصبح يعرف بزمن العصابة التي انتفض ضدىا وضد رموزىا الحراك الشعبي‪ ،‬كما شممت المطالب إعادة تفعيل‬
‫مشروع قانون االشيار الذي ال يزال مجمدا في أروقة البرلمان منذ سنة ‪ ،1997‬وال تزال المطالب إلى اليوم‬
‫بخوصصة ىذه الوكالة لمحاربة كل أوجو الضغط واالبتزاز‪ ،‬أما االستمرار في تبعيتيا لمقطاع العام فيو أمر غير‬
‫صحي تماما وسيزيد من متاعب قطاع الصحافة كثيرا‪.‬‬

‫إن بقاء احتكار االشيار بيد السمطات العمومية يعتبر حاج از كبي ار في وجو فتح وتوسيع حرية الرأي‬
‫والتعبير في الجزائر‪ ،‬ألنو االشيار يعتبر من جية مصدر الدخل الرئيسي لكل المؤسسات اإلعالمية‪ ،‬ومن جية‬
‫أخرى فإنو ترموميتر قياس الحريات في قطاع االعالم والممارسة الصحفية‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن خوصصة ممف‬
‫االشيار يعتبر مطمب يحوز أجماع أغمب الصحفيين واإلعالميين في الجزائر ألنيم يعممون تفاصيل وروتين ىذا‬
‫الممف وانعكاسو السمبي حتى عمى أوضاعيم االجتماعية والمالية‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أن الكثير من‬
‫المؤسسات اإلعالمية تعاني أزمات مالية خانقة تعجز فييا حتى عن دفع رواتب الموظفين والصحفيين العاممين‬
‫بيا‪ ،‬بل إن بعضيا أفمس وتوقف تماما عن العمل‪.‬‬

‫‪ .9‬التغيير العاجل لمقانون‪ ..‬المطمب الضروري‬

‫ىناك مطالبات عديدة بتغيير ىذا القانون أو تعديمو تعديال جوىريا ينيي مسألة الييمنة والتضييق واالحتواء‬
‫خاصة ونحن في زمن السماوات المفتوحة والقرية الصغيرة وصحافة المواطن‪ ،‬وحتى و ازرة االتصال أعمنت عمى‬
‫أن ىذا القانون سيتم تعديمو قريبا‪ ،‬لكن وجب أن يكون التعديل في صالح القطاع والمنتسبين لو ال أن يكون حمقة‬
‫أخرى من حمقات االحتواء‪ ،‬ال أتحدث ىنا عن المطالب التي تقف خمفيا مواقف لتصفية حسابات سياسية أو في‬
‫إطار التجاذبات العقيمة بين بعض الفواعل السياسية والسمطة الحاكمة في البالد‪ ،‬بل إن ىناك مبررات واقعية‬
‫وموضوعية تدعو لمتعديل العاجل والممح ليذا القانون تحدث عنيا سالفا كأسباب الختيار ىذا الموضوع والتي‬
‫يمكن تكرراىا وحصر بعض ىذه األسباب في المبررات الميمة التالية‪:‬‬

‫‪070‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬مضى عمى ىذا القانون أكثر من ‪ 08‬سنوات في بيئة متغيرة جدا‪ ،‬بحيث لم يعد ىذا القانون يستوعب الكم‬
‫اليائل من تحديات الواقع واكراىات الممارسة الصحفية‪.‬‬
‫‪ -‬بقي ىذا القانون حب ار عمى ورق ولم يطبق عمى أرض الواقع بسبب كمية الحشو القانوني والتشريعي‬
‫والبيروقراطي التي تضمنيا حالت دون مرونة وسالسة تطبيقو‪.‬‬
‫‪ -‬عجز ىذا القانون عمى تنظيم قطاع السمعي البصري‪ ،‬بل ومنذ صدوره في الجريدة الرسمية إلى يومنا ىذا‬
‫زاد قطاع السمعي البصري في الجزائر فوضى وتعقيدا وال استقرار عمى كافة المستويات التنظيمية والمينية‪.‬‬
‫‪ -‬الجدل الذي أثير حول ىذا القانون منذ صدوره إلى يومنا ىذا واالنتقادات التي وجيت لمواده وفصولو منذ‬
‫أن عرض عمى البرلمان لمنقاش نياية سنة ‪ 2013‬إلى أن اعتمد رسميا ونشر في الجريدة الرسمية مطمع سنة‬
‫‪ ، 2014‬من قبل المختصين والصحفيين واألكاديميين الميتمين بالتشريعات والقوانين في مجال االعالم‬
‫والممارسة اإلعالمية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬التضييقات والمتابعات التي طالت الصحفيين واإلعالمين من طرف سمطة ضبط السمعي البصري‬
‫باإلضافة إلى القنوات التمفزيونية التي تعرضت لمتوقيف وتعرضت مؤسسات إعالمية أخرى لمعقوبات المؤقتة إما‬
‫بتوقيف البث أو الحرمان من االشيار أو اإلنذارات والتحذيرات المستمرة‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫في ختام ىذه الدراسة يمكن التأكيد عمى أىمية انتباه المشرع ومن خمفو السمطات الوصية الناظمة لقطاع‬
‫االعالم والممارسة الصحفية في الجزائر إلى ضرورة تعديل وتجديد كل المنظومة القانونية ليذا القطاع الميم‬
‫وخاصة قطاع السمعي البصري الذي لم يعد قانون ‪ 04/14‬مواكبا لممتغيرات الجديدة التي تعرفيا البالد‪ ،‬وعميو‬
‫نضع بين أيدي القارئ والباحثين والمشرع عمى السواء أىم نتائج وتوصيات ىذه الدراسة التي نذكر بعضيا عمى‬
‫سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪ -‬قانون لم يعد متواكبا مع التغييرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي عرفتيا وال تزال البالد في‬
‫العشر سنوات األخيرة ألن الظروف التي تم فييا تشريع ىذا القانون غير الظروف التي نعيشيا اليوم‪ ،‬وبالتالي‬
‫يجب مراجعتو كأىم توصية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التعديل الفوري ليذا القانون وفق ما يتماشى والمتغيرات المشار إلييا سالفا تبعا لتغيير دستور‬
‫البالد سنة ‪ ،2020‬وبما يتماشى والتشريعات اإلعالمية المعاصرة القائمة عمى حرية الرأي والتعبير والفصل بين‬
‫السمطة اإلعالمية والسمطة التنفيذية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحتوي القانون عمى ضمانات لحرية الرأي والتعبير واستقاللية المؤسسات اإلعالمية في مجال السمعي‬
‫البصري والدليل عمى ذلك الفوضى التنظيمية والممارساتية في ىذا القطاع‪ ،‬خاصة موضوع االشيار الذي ندعو‬
‫كتوصية إلى فتحو وخوصصتو ضمن تشريع مستقل‪.‬‬

‫‪071‬‬
‫قانون ‪ 04/14‬المتعمق بالنشاط السمعي البصري في الجزائر‪ :‬بين متغيرات المرحمة وضرورات‬ ‫بوعبد اهلل بن عجايمية‬
‫التعديل‬

‫‪ -‬عدم اإلشارة في ىذا القانون لخوصصة االشيار يعتبر أكبر ضرب لمحريات اإلعالمية والصحفية في‬
‫قطاع الصحافة عموما وقطاع السمعي البصري عمى وجو الخصوص‪ ،‬وبالتالي نقترح أن يتم تأسيس مجمس‬
‫أعمى خاص باإلشيار الذي وجب ان يتحرر من ىيمنة السمطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬ما يزال العمل بالرخصة عائقا أمام تأسيس مؤسسات إعالمية مستقمة واحترافية أولوياتيا خدمة الجميور ال‬
‫خدمة السم طة التي تمنع التراخيص او تسحبيا وكتوصية يجب أن ينبني التأسيس بناء عمى اإلخطار فقط كما‬
‫ىو معمول بو في كل الدول‪.‬‬
‫‪ -‬سمطة ضبط السمعي البصري المشار إلييا في ىذا القانون تخضع لمتعيير ما يجعل أي محاولة‬
‫لالستقاللية أو التميز بخط تحريري ناقد أم ار مستحيال‪ ،‬وبالتالي يجب أن تخضع ىذه السمطة إلى االنتخاب بدل‬
‫التعيين‪.‬‬
‫‪ -‬غياب ثقافة الحوار بين السمطات الوصية وبين أصحاب القطاع من صحفيين وأكاديميين في إعداد‬
‫القوانين والتشريعات‪ ،‬وكتوصية ندعو إلى تفعيل المجمس األعمى لإلعالم لمناقشة قضايا االعالم والصحافة‪.‬‬
‫الهوامش‬

‫العمر محمد‪ ،‬تشريعات إعالمية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الجامعة االفتراضية السورية‪ ،‬دمشق‪ ،0202 ،‬ص‪.36 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫رشوان أحمد‪ ،‬عبد الحميد حسين‪ ،‬الديمقراطية والحرية وحقوق االنسان‪ ،‬دراسة عمم االجتماع السياسي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬المكتب‬ ‫‪2‬‬

‫الجامعي الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ،0223 ،‬ص‪.78 :‬‬


‫حجاب محمد محمد‪ ،‬المعجم اإلعالمي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،0222 ،‬ص‪.022 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫تواتي نور الدين‪ ،‬الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية في الجزائر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،0227 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.062 :‬‬
‫‪ ،Wikipedia‬سمعي بصري‪ 28 ،https://ar.wikipedia.org/wiki wikipedia ،‬نوفمبر ‪ ،0202‬التصفح‪ 06 :‬ديسمبر ‪،0200‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪https://ar.wikipedia.org‬‬
‫محمد جودت ناصر‪ ،‬الدعاية واالعالن والعالقات العامة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،0227 ،‬األردن‪ ،‬ص‪.020 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫منى الحديدي‪ ،‬اإلعالن‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،0992 ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.03 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫قانون عضوي‪ 02 ،22/02 :‬ربيع الثاني عام ‪ 0261‬الموافق لـ ‪ 02‬فبراير سنة ‪ ،0202‬يتعمق بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬العدد‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 06 ،03‬مارس ‪.0202‬‬

‫‪072‬‬

You might also like