Professional Documents
Culture Documents
القاعدة القانونية
القاعدة القانونية
-فاس -
هن إنجاز:
الدكتورة بشرى النية
الوحاضرة رقن:
2و3
السداسية األولي
هجووعة "و"
السنة الجاهعية:
2017-2016
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
2
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
3
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
4
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
كمن ىنا أتيت عبارة تنظيم السلوؾ اإلنساين كتوجيهو توجيها عاما ،للتأكيد على ضركرة
توافر صفة العموـ كالتجريد يف كل قاعدة قانونية .كما تطبق القاعدة القانونية على كل كاقعة تتوافر
فيها شركط معينة ،كليس على كاقعة زلددة كمعينة بذاهتا .مثبل:
الفصل 5من قانوف ادلسطرة ادلدنية الذم ينص على ما يلي" :جيب على كل متقاض شلارسة
حقوقو طبقا لقواعد حسن النية".
ادلادة 210من مدكنة األسرة اليت تنص على ما يلي " :كل شخص بلغ سن الرشد كمل
يثبت سبب من أسباب نقصاف أىليتو أك انعدامها يكوف كامل األىلية دلباشرة حقوقو كربمل
التزاماتو".
الفصل 77من قانوف االلتزامات كالعقود " :كل فعل ارتكبو اإلنساف عن بينة كاختيار منو،
كمن غَت أف يسمح بو القانوف ،فأحدث ضررا ماداي أك معنواي للغَت ،ألزـ مرتكبو بتعويض ىذا
الضرر ،إذا ثبت أف ذلك الفعل ىو السبب ادلباشر يف حصوؿ الضرر."...
نبلحظ من خبلؿ األمثلة السابقة ،أف القاعدة القانونية تتوجو إىل األفراد بتجرد عن
صفاهتم ومقامهم االجتماعي ،ودون ختصيص لذواهتم أو دتييز بينهم .فهذه القواعد ال تسري
على شخص معني أو واقعة معينة وزلددة ،لكن تسري على مجيع احلاالت واألشخاص ادلتوافرة
فيو شروط إعماذلا.
كذبدر اإلشارة ،إىل أنو ليس ىناؾ ما دينع أف تتوجو القاعدة القانونية لفئة معينة ،مثبل:
قواعد مدكنة الشغل ال تتوجو إىل كل الناس بل فقط لفئة زلددة كىي فئة العماؿ كادلستخدمُت
فقط .أيضا قانوف احملاماة ال يتوجو بقواعده إال إىل ىذه الفئة فقط.
5
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
كابلرغم من أف ىذه القواعد القانونية تتجو أبحكامها لفئة معينة ابلذات ،فإهنا تبقى مع
ذلك زلتفظة خباصية العموـ كالتجريد ،مثبل :القواعد القانونية ادلنظمة كاحملددة الختصاصات رئس
اجلامعة أك أحد الوزراء ىي قواعد ربدد صبلحيات ىؤالء األشخاص ،رغم أهنا تطبق على شخص
كاحد فقط ،ذلك أف األحكاـ اليت تتضمنها ذات صفة عامة تطبق على كل شخص يعُت يف
منصب من ىذه ادلناصب.
كعليو ،القاعدة القانونية ال تتناكؿ خبطاهبا أشخاصا معينُت بذكاهتم كال كقائع زلددة ،بل أف
حكمها يسرم على كل شخص أك كاقعة توافرت فيها الصفات كالشركط احملددة فيها.
ثالثا :القاعدة القانونية قاعدة ملزمة
لتكوف القاعدة القانونية قابلة للتطبيق كانفذة يف اجملتمع ،البد من فرض احًتامها ،كىذا ما
تكفلو ذلا الدكلة ،أك القوة ،أك السلطة العامة شلا جيعل القاعدة القانونية سلتلفة عن النصيحة
كالرشاد .كعليو ،البد من توافر عنصر اإللزاـ الذم يضفي على القاعدة القانونية ىبة خاصة ،حبيث
ديتثل ذلا األفراد طوعا كقهرا إف خالفوىا.
دبعٌت ،إذا مل تقًتف القاعدة القانونية جبزاء أك جرب أك إكراه على االمتثاؿ ،فبل معٌت للقاعدة
القانونية .ىذا خببلؼ قواعد اآلداب كالسلوؾ ،فمخالفة قواعد اللياقة كاآلداب الصادرة من شخص
ما كأف يضحك يف مأمت ،فلن يقع عليو جزاء من طرؼ السلطة العامة دلخالفتو لقاعدة قانونية،
كلكنو سيتعرض جلزاء معنوم كىو نظر اجلمهور إليو نظرة أتنيب.
6
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
كىذا خببلؼ األمر إذا ما خالف قاعدة قانونية فإنو سيوقع عليو اجلزاء .فمثبل :قد ديتنع
شخص ما عن السرقة أك القتل ،أك قد يدفع مبلغ الدين الذم بذمتو تلقائيا ،ليس ألف الدكلة
تعاقب على ىذه التصرفات أك ترغم األشخاص على أداء ديوهنم ،بل لوعيهم أبف سلالفة القاعدة
القانونية يًتتب عنو جزاء.
كعليو ،مفهوـ اإللزاـ يف القاعدة القانونية ،يعٍت أهنا مؤيدة من قبل الدكلة بعنصر اجلزاء،
كذلك من أجل كفالة احًتامها .لذا ،اجلزاء ىو الذم يكفل للقاعدة القانونية االحًتاـ كمن يسهر
على ذلك ىو السلطة العامة.
كللجزاء القانوين خصائص سبيزه عن أم جزاء آخر ،كلعل أىم خصائصو :أنو جزاء مادي
حسي يتخذ مظهرا خارجيا ،لذا فضل الكثَت من الفقهاء نعتو بػ "اإلجبار" .كأنو حال غري مؤجل ،
أم يوقع دبجرد حدكثو دكمنا أتجيل ،كأف من يتكفل بتطبيقو ىي السلطة العامة بفضل ما سبلكو
من كسائل اإلجبار .أما اجلزاء دلخافة قواعد الدين فأخركم كىو العقاب يف اآلخرة .كتتنوع صور
اجلزاء بتنوع القواعد القانونية ،كذلك كما يلي:
أوال :الجزاء المدني :ىو اجلرب كيكوف عن طريق التعويض كإعادة األمور إىل نصاهبا إبزالة
لذا ،اجلزاء اخللل ،أك رفع الضرر الناتج عن سلالفة القاعدة القانونية ،أك إصبلحو بقدر اإلمكاف.
ادلدين إما:
يكوف تنفيذا عينيا يتم إبجبار ادلدين على تنفيذ االلتزاـ،كإجبار البائع على تسليم الشيء
ادلبيع إىل ادلشًتم ،أك يكوف تنفيذا دبقابل يتم بطريق التعويض ،كإجبار من سبب بفعلو اخلاطئ
ضررا للغَت على دفع تعويض لو عنو ،أك أف يكوف ببطبلف االتفاؽ ادلخالف للقاعدة القانونية،
كبطبلف عقد بيع ادلخدرات.
ثانيا :الجزاء الجنائي :ىو الزجر ،أم اجلزاء الذم يًتتب على كل من خيالف قواعد
القانوف اجلنائي ،كيصطلح عليو ابلعقوبة ،حيث يتم إيقاعها على من كل من خيالفها ردعا لو كلغَته.
كيقع ىذا الردع على جسم سلالف القاعدة القانونية مثبل :السجن كاإلعداـ إذا ما اقًتؼ الشخص
جناية .احلبس لسنوات زلددة إذا ما ارتكب جنحة ،فرض اإلقامة اجلربية على سلالف القاعدة
7
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
القانونية .التجريد من حقوؽ ادلواطنة .العزؿ من الوظائف العمومية أك احلرماف من احلقوؽ السياسية
. ...
ثالثا :الجزاء اإلداري أو التأديبي :يتقرر ىذا اجلزاء ،بسبب سلالفة قواعد القانوف اإلدارم
كنظاـ الوظيفة العمومية .ك يلحق ىذا اجلزاء موظفي القطاع العاـ يف شكل عقوابت أتديبية تتخذ
عدة صور نذكر منها :اإلنذار ،التوبيخ ،احلذؼ من أسبلؾ الوظيفة ،زبفيض الدرجة ،العزؿ...
رابعا :القاعدة القانونية قاعدة اجتماعية أو قاعدة سلوك
يقصد هبذه اخلاصية ،أف القاعدة القانونية ال ديكن تصورىا إال داخل اجلماعة أك اجملتمع،
حيث تظهر احلاجة إىل تنظيم عبلقات أفراد ىذه اجلماعة بعضهم ببعض ،كضبط ىذه العبلقات
كإخضاعها للقيود كادلبادئ اليت ترمي ربقيق التوازف بُت ادلصلحة اخلاصة لؤلفراد كادلصلحة العامة
للمجتمع.
كيًتتب على ذلك ،أف القانوف دبثابة مرآة تعكس صورة اجملتمع كابلتايل القاعدة القانونية
زبتلف تبعا الختبلؼ الزماف كادلكاف ،كتتطور بتطوره كتتغَت بتغَته؛ شلا يفسر لنا اختبلؼ القوانُت
من بيئة ألخرل كمن رلتمع آلخر .مثاؿ :القانوف األمريكي يطبق يف اجملتمع األمريكي .القانوف
الفرنسي يطبق يف اجملتمع الفرنسي. ...
كما خيتلف القانوف داخل اجملتمع نفسو ،حسب تغَت الظركؼ االقتصادية كاالجتماعية
كالسياسية .مثبل :القانوف التجارم ادلغريب صدر ألكؿ مرة سنة ،1913مث عرؼ تطورات كتغيَتات
حسب تطور اجلانب التجارم يف اجملتمع ادلغريب كتطور التجارة كميداف األعماؿ ،حبيث كلما اقتضى
األمر تدخل ادلشرع ابلتغيَت كالتعديل كاحلذؼ لبعض ادلقتضيات ،إىل أف أصبح األمر يستدعي
اإللغاء الكامل ذلذا القانوف كيعوض بقانوف جديد ىو مدكنة التجارة.
8
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
9
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
-1من حيث طبيعة اجلزاء :يف القاعدة القانونية من طبيعة قسرية ،تطبقة السلطة العامة
يف اجلماعة على كل سلالف ذلا ،بينما اجلزاء يف القواعد االجتماعية فيقتصر على استنكار الناس
وامشئزازىم شلن خيرق إحداىا .كيعود السبب يف االختبلؼ ما بُت النوعُت من القواعد ادلومأ إليها،
يتمحور يف االختبلؼ يف اذلدؼ كيف ادلصاحل اليت ترمي إىل ربقيقها.
فقواعد اجملامالت والتقاليد ال ترقى إىل ادلستول الذم جيعل السلطة تتدخل لفرض اجلزاء
ترتبط القاعدة القانونية بتحقيق النظام واألمن واالستقرار ادلادم على من خيالفها .يف حُت،
داخل اجملتمع .لذا ،البد من فرض احًتامها جبزاء مادم زلسوس من طرؼ السلطة العامة على كل
من خيالفها.
-2من حيث الطبيعة يف ىذين النوعني من القواعد :تعترب قواعد السلوؾ االجتماعي
تعترب قواعد كمالية ،كتعمل على ضبايتها قواعد العادات كالتقاليد .بينما القواعد القانونية ال ميكن
محايتها إال ابإلكراه ادلادي والقسري دلخالفها ،من أجل احلفاظ على استقرار اجملتمع كمصاحل
األفراد.
املطمب الثاني :ق.ق .وقواعد األخالق والديو
يعترب التمييز بُت القواعد القانونية كقواعد الدين كقواعد األخبلؽ حديث العهد ،ذلك أنو
يف السابق كانت ىذه القواعد متداخلة فيما بينها ،ككاف الدين ىو ادلسيطر على تنظيم السلوؾ
اإلنساين كعبلقات األفراد يف اجملتمع ،فكاف كل ما أيمر بو الدين موافق لؤلخبلؽ؛ كابلتايل كاجب
اتباعو قانوان.
كامتدت بعض قواعد األخبلؽ كالدين إىل القواعد القانونية ،كقاعدة االلتزاـ بعدـ اإلضرار
ابلغَت ،كقاعدة عدـ قتل الغَت أك السرقة ....كالزالت ىذه القواعد مستمرة حىت يومنا ىذا ،كستظل
ابستمرار توجو كتنظم السلوؾ اإلنساين يف اجملتمع.
كذبدر اإلشارة ،إىل أنو إىل جانب تشابو القاعدة القانونية بقواعد الدين كاألخبلؽ ،فإف
ىناؾ مواطن لبلختبلؼ بينهما ،كذلك من حيث النطاق ،والشدة ،واجلزاء:
10
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
-1االختالف من حيث النطاق :يعترب نطاؽ القواعد القانونية أقل اتساعا من نطاؽ
القانوف األخبلقي كالدين ،ذلك أف القواعد القانونية ال هتتم بكافة أعماؿ كتصرفات اإلنساف ،بل
بقسم منها فقط كىي اجلانب ادلعامبليت لؤلفراد إزاء بعضهم البعض.
أما نطاؽ القانوف األخبلقي كالدين ،فأكسع ،ألف قواعدمها كثَتة كمتنوعة ،كال يقتصر
نطاقهما على تنظيم التصرفات اليت هتتم هبا القواعد القانونية فقط ،بل كأيضا يتناكؿ كل التصرفات
الفردية اخلاصة ،كإف مل يكن ذلا أم أثر على عبلقات اإلنساف ابآلخرين.
-2االختالف على مستوى الشدة :إف قواعد األخبلؽ أكثر تشددا من القواعد القانونية
(القانوف الوضعي) ،اليت تكوف أقل تساىبل نظرا دلقتضيات الضركرة كاستقرار ادلعامبلت االجتماعية.
فإذا كانت قواعد األخبلؽ كالدين هتدؼ دائما إىل ربقيق اإلصبلح التاـ كالكماؿ ادلطلق
للفرد ،فإف قواعد القانوف أتخذ دائما عامل ادلصلحة كادلنفعة يف اعتباره ،إىل جانب ادلثل األخبلقية
اليت حياكؿ ربقيقها.
ذلذا ،اإللزام يف القانون األخالقي ذايت ،يف حُت ىو مادي ومقرتن جبزاء يف القاعدة
القانونية ،مثبل :تنص القواعد القانونية على الوفاء ابلدين يف حدكد ال يكوف فيها الطلب ابلوفاء
ابلدين متقادما.
يف حُت ،ال يبيح القانوف األخبلقي كقواعد الدين ذلك ،ألف الدين ٍ
ابؽ يف ذمة ادلدين إىل
أف يسدده .ذلذا ،ليس كل ما تسمح بو القواعد القانونية يكوف موافقا لؤلخبلؽ ،كمثاؿ ذلك:
"الغنب" ،فوفق قواعد القانوف األخبلقي ال يعترب إنسانيا حينما يضاعف البائع شبن ادلبيع أضعافا
كثَتة ،شلا يؤدم إىل غنب فاحش للمشًتم يف عقد البيع .لكن حبسب القواعد القانونية ،ال سبنع
الغنب إال يف ظركؼ زلددة كبشركط معينة.
11
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
-3من حيث اجلزاء :زبتلف القواعد القانونية عن قواعد الدين كالقانوف األخبلقي من
حيث اجلزاء ،ذلك أف القواعد القانونية مؤيدة من قبل السلطة العامة ادلتمثلة يف الدولة واليت
تستطيع فرضها ابلقوة واإلجبار عند االقتضاء .بينما يف القانوف األخبلقي ،يقتصر اجلزاء على
وخز الضمري أو االمشئزاز دكمنا تدخل من الدكلة ،مثبل :ديتنع اإلنساف عن الكذب ألف ضمَته ال
يرتضيو لنفسو ،إما ألنو خيشى ازدراء الناس كاحتقارىم أك حجب ثقتهم عنو.
أيضا ،اجلزاء يف القاعدة القانونية مباشر كعاجل ،بينما يف القواعد األخبلقية كالدينية فآجل
غَت عاجل ،إال يف احلالة اليت ديس فيها الغَت كقتها يعاقب سلالف القاعدة األخبلقية جبزاء مناسب
لفعلو كللضرر الذم مس ابلغَت.
الفرع الثاني :أنواع القاعدة القانونية
تصنف القواعد القانونية على أنواع متعددة كفقا لوجهة النظر إليها:
أ -إذا نظران إليها من حيث طبيعة العالقة اليت تنظمها تصنف القاعدة القانونية إىل
قاعدة قانونية عامة كقاعدة قانونية خاصة.
ب -ابلنظر إىل موضوع القاعدة القانونية ،تقسم إما إىل قاعدة أساس ،أك موضوع .كإما
قاعدة شكل أك إجراءات مسطرية.
ج -ابلنظر إىل مظهر القاعدة القانونية ،تقسم إىل قاعدة قانونية مدكنة أك مكتوبة أك
قاعدة قانونية غَت مدكنة أك غَت مكتوبة.
د -أما من حيث أتثريىا على العالقة القانونية اليت تنظمها ،منيز بُت القاعدة القانونية
اآلمرة ،كالقاعدة القانونية ادلكملة ،أك ادلعلنة ،أك مفسرة.
املطمب األوه :القاعدة القانونية العاوة والقاعدة القانونية اخلاصة
من أجل التمييز بُت ىذين النوعُت من القواعد ،ننظر إىل مدل كجود الدكلة كطرؼ يف
العبلقة القانونية اليت ربكمها ىذه القواعد .فإذا كانت الدكلة طرفا يف العبلقة القانونية ابعتبارىا
صاحبة السيادة كالسلطة ،فإف ىذه العبلقة تكوف خاضعة للقانوف العاـ .كمثاؿ ذلك القواعد اليت
12
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
تنظم ادلؤسسات احلكومية كاإلدارات ،كالقواعد اليت تنظم عبلقة الدكلة دبوظفيها ،كأيضا عبلقة
الدكلة بدكلة أخرل. ...
أما إذا كانت العبلقة القانونية تربط بُت أشخاص عاديُت فعندئذ نكوف أماـ قواعد القانوف
اخلاص ،أم تلك اليت تنظم التصرفات كادلعامبلت القانونية بُت األفراد فيما بينهم أك بينهم كبُت
الدكلة ،حينما تتدخل كشخص معنوم عادم يقوـ أبعماؿ عادية بعيدة عن أعماؿ السلطة
كالسيادة .كمثاؿ ذلك :القواعد ادلنظمة للزكاج كالعقود كعقد البيع كالكراء...
13
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
حسب معيار غاية القاعدة القانونية ،فإف القانوف يكوف عاما مىت كاف يهدؼ إىل
ىذا ربقيق الصاحل العاـ ،كيكوف خاصا عندما يسعى إىل ربقيق ادلصاحل اخلاصة لؤلفراد .كلكن
ادلعيار ليس دقيقا ،ألف بعضا من قواعد القانوف العاـ تركـ ربقيق ادلصلحة اخلاصة (احلرايت يف
بعض من قواعد القانوف اخلاص أتخذ ادلصلحة العامة بعُت االعتبار ( مثاؿ:
الدستور مثبل) ،كما أف ا
النفقة بُت اآلابء كاألبناء مثبل).
حسب معيار اخلصائص اجلوىرية للقاعدة القانونية ،فإف قواعد القانوف العاـ ،ىي
آمرة خيضع فيها الفرد إلرادة الدكلة ،بينما قواعد القانوف اخلاص ىي مكملة زبضع إلرادة األفراد ،
الذين ديكنهم االتفاؽ على خبلؼ حكمها.
غَت أف ىذا ادلعيار أيضا غَت صاحل للتمييز بُت القانوف العاـ كالقانوف اخلاص ،على
اعتبار أف القانوف العاـ ليس دائما آمرا (مثبل :تنصيص الدستور على احلرايت) ،كما أف القانوف
اخلاص ليس دائما مكمبل (مثبل :منع التنازؿ عن تركة إنساف على قيد احلياة أك التصرؼ فيها أبم
تصرؼ).
أما حسب معيار جزاءات القاعدة القانونية ،ؼ
ىناؾ فوارؽ تقنية بُت القانوف العاـ
كالقانوف اخلاص ،كأىم ىذه الفوارؽ:
-يف اؿؽانوف اخلاص ،دينع على الفرد اقتضاء حقو بنفسو (نظاـ العدالة اخلاصة) ،بينما يف
إطار القانوف العاـ ،سبتلك اإلدارة امتياز التنفيذ ادلباشر كالفورم من خبلؿ احلكم القضائي.
-يف القانوف اخلاص يتم تنفيذ احلكم بواسطة طرؽ خاصة تسمى طرؽ التنفيذ ،يف حُت ال
يعمل دبثل ىذه الطرؽ يف إطار القانوف العاـ ذباه اإلدارة ،حيث يتم الفصل يف النزاعات ادلرتبطة
ابلقانوف اخلاص أماـ احملاكم العادية.
-أما النزاعات اخلاضعة للقانوف العاـ فَتجع النظر فيها إىل نوع خاص من احملاكم ىي
احملاكم اإلدارية أك احملكمة الدستورية.
14
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
كابلرغم من أمهية كل ق ذه ادلعايَت ،ىناؾ عدة ميادين يتداخل فيها كبل القانونية العاـ
كاخلاص ،شلا جعل بعض الفقهاء يتحدثوف عن ظاىرة "تعميم القانوف اخلاص" ،كبعضهم يتحدث
عن ظاىرة"خوصصة القانوف العاـ".
15
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
جـ -قانون الشغل :ىو "رلموعة من القواعد القانونية اليت تنظم عبلقات العمل الفردية
كاجلماعية اليت تنشأ بُت العماؿ كأصحاب األعماؿ" .بعبارة أخرل ينظم ىذا القانوف ،عبلقات
الشغل الفردية حيث حيدد ساعات العمل كاإلجازة األسبوعية كالسنوية ،كإجازة ادلرض ،كاحلد األدىن
لؤلجر كسن التشغيل كتشغيل األحداث كالنساء ،ككيفية إهناء عقد الشغل ،مهلة اإلخطار،
التعويض عن الطرد التعسفي ...
كما ينظم ىذا القانوف ،عبلقات الشغل اجلماعية كاالتفاقيات اجلماعية كنقاابت العماؿ،
كجلنة ادلقاكلة ،كشلثلي العماؿ ،كاإلضراب ....ىذا إىل جانب حوادث الشغل اليت قد يًتتب عنها
إصابة العامل بعجز مؤقت أك دائم....
كعليو ،ينظم ىذا القانوف كل ما يتعلق حبماية األجراء من االستغبلؿ ،ابعتبارىم الطرؼ
الضعيف يف عبلقة الشغل.
ثانجا :فروع القانون العام:
إذا كاف القانوف العاـ ىو "رلموعة من القواعد القانونية اليت تنظم عبلقات الدكلة بغَتىا من
الدكؿ كابألفراد ابعتبارىا ذات سلطة كسيادة" ،فإننا منيز يف فركع القانوف العاـ بُت القانوف العاـ
اخلارجي كيسمى ابلقانون الدويل العام ،والقانون العام الداخلي.
فعلى اعتبار أف الدكلة صاحبة السيادة قد تتدخل يف عبلقات قانونية مع أفرادىا داخل
حدكدىا اجلغرافية ،كىنا يتم ضبط ىذا النوع من العبلقات ابلقانون العام الداخلي.
لكنها قد تتدخل يف عبلقات قانونية مع دكلة أخرل ،كيف ىذه احلالة يتم اللجوء لتنظيم ىذا
النوع من العبلقات إىل القانون العام اخلارجي أو كما يطلق عليو أيضا ابلقانون الدويل العام،
كيتناكؿ القانوف العاـ الداخلي فركعا عدة ؾالقانوف الدستورم ،كالقانوف اإلدارم ،كالقانوف
ادلايل....
أ -القانون الدويل العام :ىو "رلموعة من القواعد القانونية اليت تنظم عبلقات األشخاص
ادلعنوية الدكلية ببعضها البعض ،سواء يف حالة السلم ،أك يف حالة احلرب ،أك يف حالة احلياد".
كيقصد ابألشخاص ادلعنوية الدكلية :الدكؿ كادلنظمات الدكلية .كيستمد ىذا القانوف مصادره من:
16
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
-ادلعاىدات الدكلية؛
-العادات كاألعراؼ اليت أفرزهتا ادلمارسات الدكلية؛
-ادلبادئ العامة،
-قرارات زلكمة العدؿ الدكلية ببلىام.
بـ -القانون العام الداخلي :يتكوف من عدة فركع ،كالقانوف الدستورم ،القانوف اإلدارم،
القانوف ادلايل.
-القانون الدستوري :ىو "رلموعة من القواعد األساسية اليت تبُت شكل الدكلة كنظاـ
احلكم فيها ،كربدد السلطات العامة يف الدكلة ،كنطاؽ كل سلطة .كما تبُت احلرايت العامة اليت
يتمتع هبا األفراد ،كما ذلم من حقوؽ كما عليهم من كاجبات".
-القانون اإلداري" :رلموعة من اؿؽكاعد القانونية اليت تنظم نشاط اإلدارة ،ككيفية قيامها
أبداء كظيفتها ،ككيفية مراقبة األفراد ألعماذلا ،كاجلهة ادلختصة بذلك" .كما يشمل تنظيم اجلهاز
اإلدارم يف الدكلة ،كالعبلقة بُت اإلدارة ادلركزية كاإلدارات احمللية يف األقاليم ،كالعبلقة بُت اإلدارة
كموظفيها ،كتنظيم أمواؿ الدكلة ،كالفصل يف ادلنازعات اليت تقوـ بُت اإلدارة كاألفراد(.
-القانون ادلايل :ىو "رلموعة من القواعد القانونية اليت تنظم مالية الدكلة من حيث
إيراداهتا كمصركفاهتا " ،كابلتايل فهو يبُت اإليرادات اليت تشمل إيرادات أمبلؾ الدكلة ،الضرائب،
القركض الداخلية أك اخلارجية ....
أما النفقات فتؤدل من طرؼ الدكلة كمقابل للخدمات العامة من أجل ربقيق اإلشباع
العاـ الذم ال ديكن أف يتم إال بصرؼ إيراداهتا يف شكل نفقات على سلتلف القطاعات اليت تتوفر
عليها الدكلة ،كالتعليم ،الصحة ،األمن ....كما يعُت القانوف ادلايل ،القواعد اليت تتبع يف ربضَت
ادليزانية السنوية كيف تنفيذىا.
17
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
18
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
-أما قواعد الشكل فهي رلموع القواعد القانونية اليت تبُت الطرؽ كاإلجراءات اليت على
الشخص اتباعها من أجل ضماف احًتاـ حقوقو ادلكتسبة يف إطار القواعد ادلوضوعية .كيطلق على
ىذا النوع من القواعد أيضا القواعد ادلسطرية أك اإلجرائية ،كىي ادلتمثلة يف قانوف ادلسطرة ادلدنية
كقانوف ادلسطرة اجلنائية.
املطمب الثالث :القاعدة القانونية املدونة (املكتوبة) والقاعدة القانونية غري
املدونة أو (غري املكتوبة) أو العرفية
املعيار األساس للتمييز ما بني النوعني ،ىو عنصر الكتابة .ؼ
قد تكوف القاعدة القانونية
مكتوبة ككاضحة العبارات كزلددة األحكاـ ،كتكتب من طرؼ السلطة ادلختصة إبصدار النص
القانوين .أما القاعدة القانونية غَت ادلكتوبة ،فهي اليت استقرت يف أذىاف الناس كتواتركا على العمل
هبا كاخلضوع ألحكامها ،دكف أف تكتب يف نص زلدد كالعرؼ مثبل.
املطمب الرابع :القاعدة القانونية اآلورة أو اجلازوة أو الهاهية والقاعدة
القانونية املكىمة أو املعمهة أو املفصرة
أ -مفهوم القواعد اآلمرة والمكملة ومجالها:
القاعدة القانونية اآلمرة ىي اليت ال يػجوز لؤلفراد االتفاؽ على سلالفة أحكامها أك االتفاؽ
على تبٍت أحكاـ غَت أحكامها .كترجع ىذه اإللزامية إىل ارتباطها الوثيق ابدلصاحل احليوية اليت
تنظمها كادلتعلقة ابلنظاـ العاـ داخل اجملتمع.
كتصدر ىذه القواعد عن السلطة العامة ،اليت تسهر على تنظيم كل ما يتعلق ابستتباب
األمن كالنظاـ كاالستقرار دبا حيفظ ادلصلحة العامة داخل اجملتمع .مثبل :القاعدة احملرمة للقتل فهي
قاعدة آمرة يتعُت على األفراد احًتامها كال ديكنهم التهرب من تطبيق حكمها ابالتفاؽ فيما بينهم.
األمر ابتفاؽ على القتل بدافع فهذا االتفاؽ يعد ابطبل كال حيوؿ دكف معاقبة القاتل كلو تعلق
الشفقة.
19
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
أما القاعدة ادلكملة أو ادلفسرة أو ادلعلنة فهي القواعد اليت تنظم العبلقات بُت األفراد
داخل اجملتمع كلكن يًتؾ ذلم حرية االختيار بُت التقيد أبحكامها كبُت اختيار أحكاـ أخرل .مثاؿ
ذلك ما نص عليو الفصل 230من ؽ .ؿ.ع "االلتزامات التعاقدية ادلنشأة على كجو صحيح تقوـ
مقاـ القانوف ابلنسبة دلنشئيها" كأيضا الفصل 515من ؽ .ؿ.ع "للمشًتم شبار الشيء كزكائده،
سواء أكانت مدنية أك طبيعية ابتداء من كقت من كقت سبتم البيع ،كجيب تسليمها إليو معو؛ ما مل
يقض االتفاؽ خببلفو".
فهذه القواعد ادلكملة تفًتض -اذباه إرادة األفراد -األخذ ابألحكاـ ادلنصوص عليها يف
ىذه القواعد ،يف حالة إغفاؿ أك نسياف تنظيم مسألة ما بُت الطرفُت ،من أجل تكملة إرادتيهما،
على اعتبار أف القانوف يًتؾ ذلم تنظيم مثل ىذه ادلسائل اليت ال تتعلق ابدلصاحل العليا للمجتمع ،بل
بعبلقات تربط األفراد الذين يريدكف تنظيم عبلقاهتم.
كذبدر اإلشارة ،إىل أف القواعد ادلكملة يطلق عليها أيضا القواعد ادلفسرة ،على اعتبار أف
القاعدة تفسر إرادة ادلتعاقدين يف حالة سكوهتم عن مسألة معينة.
بـ -عنرص اإللزام يف القاعدة المكملة
حينما نقوؿ أف القواعد ادلكملة ىي القواعد اليت جيوز لؤلفراد االتفاؽ على سلالفة أحكامها،
فإف ىذا ال يعٍت أهنا ليست قواعد ملزمة ماداـ يصح لؤلفراد االتفاؽ على سلالفتها .ذلك أف القواعد
ادلكملة ىي قواعد قانونية ،كخاصية اإللزاـ هتم كل أنواع القواعد القانونية على اختبلؼ أنواعها ،كل
ما ىناؾ أف القواعد القانونية ادلكملة ال تطبق إال إذا توافرت شركط تطبيقها.
كمن شركط تطبيقها عدـ كجود اتفاؽ على سلالفة أحكامها ،فإذا كقع االتفاؽ على ما
خيالف القاعدة ادلكملة فإهنا ال تطبق لعدـ توفر شركط تطبيقها ،كلكن ىذا ال ينفي عن القاعدة
ادلكملة صفة اإللزاـ.
إذف ،القواعد اآلمرة ملزمة بذاهتا ،بينما القواعد ادلكملة ملزمة إبرادة األطراؼ الذين ال
خيتاركف غَتىا مع جواز ذلك.
20
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
21
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
-الفصل 61من ؽ.ؿ.ع"ال جيوز التنازؿ عن تركة إنساف على قيد احلياة ،كال إجراء أم
تعامل فيها ،أك يف شيء شلا تشتمل عليو ،كلو حصل برضاه ،ككل تصرؼ شلا سبق يقع
ابطبل بطبلان مطلقا".
، -قاعدة قانونية مكملة إذا كانت ألفاظ النص تفيد جواز االتفاق على سلالفتها
مثاؿ :ما مل يقض االتفاؽ خببلفو" أك "ما مل يتفق على غَت ذلك" فمثل ىذه العبارات تفيد
أنو ديكن لؤلفراد االتفاؽ على سلالفة ىذه األحكاـ .مثاؿ ذلك يف القوانُت:
الفصل 637من ؽ.ؿ.ع .الذم نص على ما يلي" :مصركفات التسليم
على ادلكرم كيتحمل كل من ادلتعاقدين مصركفات رفع الشيء ادلكًتل كتسلمو ككل ذلك
ما مل جير العرؼ أك يقضي االتفاؽ خببلفو".
ادلادة 481من مدكنة التجارة" :يستحق السمسار أجرتو من الطرؼ الذم
كلفو ،ما مل يوجد اتفاؽ أك عرؼ يقضي خببلؼ ذلك".
اثنيا :ادلعيار ادلوضوعي أو ادلعنوي :يف بعض األحياف ،ال يسعف ادلعيار اللفظي من
أجل التمييز بُت القاعدة القانونية ىل ىي آمرة أك مكملة ،شلا يقتضي البحث يف مدل
ارتباط القاعدة القانونية ابلنظاـ العاـ أك ابدلصلحة الفردية.
فإذا كانت القاعدة القانونية مرتبطة ابلنظاـ العاـ كحسن اآلداب كانت قاعدة
قانونية آمرة .أما إذا كانت القاعدة القانونية مرتبطة ابدلصلحة الفردية كانت قاعدة مكملة.
لكن اإلشكاؿ الذم يطرح ىنا ،ىو ربديد مفهوـ النظاـ العاـ كحسن اآلداب
(يطلق عليو ادلشرع ادلغريب عبارة األخبلؽ احلميدة) ،ذلك أف مفهوـ النظاـ العاـ مرف
كفضفاض كيصعب ربديده بدقة ،إذ خيتلف ابختبلؼ الزماف كادلكاف تبعا لؤلفكار أك
االذباىات ادلعتمدة داخل الدكلة.
22
املدخن لدراشة العموم القانونية -------------------------------------------------األشتاذة بشرى الهية
23