الأحكام العامة للوديعة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫األحكام العامة للوديعة‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحث إشراف الدكتور‪:‬‬
‫✓ سناء الخراز‬
‫✓ حميد الرواني‬
‫✓ أسماء اليوسفي‬
‫✓ ايوب لغريسي‬
‫✓ يوسف الداودي‬

‫‪2023 /2024‬‬
‫الئحة فك الرموز‪:‬‬

‫ظهير االلتزامات والعقود‬ ‫‪:‬‬ ‫ظلع‬

‫مدونة التجارة‬ ‫‪:‬‬ ‫مت‬

‫القانون البنكي‬ ‫‪:‬‬ ‫قب‬

‫مرجع سابق‬ ‫‪:‬‬ ‫مج‬

‫صفحة‬ ‫ص ‪:‬‬

‫طبعة‬ ‫ط‪:‬‬

‫سنة‬ ‫س‪:‬‬

‫عدد‬ ‫ع‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫تعتبر المعامالت المالية من الوقائع األكثر انتشارا بين الناس عامة‪،‬‬


‫فلكل منهم وسيلته وسبيله نحو هدفه إل أن اإلنسان المسلم خاصة فال وسيلة له‬
‫ول سبيل ول هدف له إل بما تأخذ به الشريعة اإلسالمية المطهرة من أحكام‬
‫تطلق طاقته وإمكانياته وتضبط ميوله وشهواته بغير مصادمة للفطرة ول إجحاف‬
‫بحقوقه بل تدفعه نحو صالحه وسعادته ليس وحده وإنما األمة كلها في الحياتين‬
‫الدنيا واألخرة‪.1‬‬

‫فالمال هو قوام الحياة‪ ,‬واإلنسان بطبيعته يحب المال ويحب تنميته وهذا ما يفسر‬
‫ضخامة األموال التي يتم عرضها على البنوك لحفظها‪ ،‬مما يعني انتشار هذه‬
‫المعاملة فكان ذلك داعيا إلى بيان األحكام الخاصة بها وتأطيرها وعلى وجه‬
‫الخصوص عقد الوديعة‪.‬‬

‫فعقد الوديعة يعتبر من العقود ذات األهمية الكبيرة في الحياة العملية يكاد يأتي في‬
‫المرحلة بعد عقود البيع واإليجار والشركة والوكالة والمقاولة من حيث كثرة‬
‫انتشاره‪.‬‬

‫وهناك صور كثيرة من الوديعة فهناك في البنوك طرق متعددة إليداع األموال‬
‫منها حسابات الودائع النقدية وكذا الستثمارية في البنوك التشاركية ويجري العرف‬
‫في مختلف البالد على إطالق لفظ الوديعة على عقد الوديعة وعلى الشيء المودع‬
‫ذاته والوديعة قد تكون اختيارية أي بمحض إرادة المودع وقد تكون اضطرارية‬
‫أي لظروف اضطرارية أحاطت بالمودع فألجأته إلى إيداع ماله لدى الغير‪ ،‬لذلك‬

‫‪ 1‬تفريط معالي فضيلة الشيخ صالح بن عبد هللا بن حميد ‪,‬كتاب المامالت المالية أصالة ومعاصرة ‪,‬المكتبة الشاملة‬
‫‪,‬ص ‪9‬‬
‫‪4‬‬
‫هناك وديعة النقود واألشياء المثلية وهذه ل تعتبر وديعة كاملة وإنما قرض أو‬
‫وديعة ناقصة‪.‬‬

‫ومن زاوية أخرى تعتبر الودائع المصدر األساسي الذي تستقي منه البنوك مواردها‬
‫المالية عموما على اعتبار أن من الوظائف األساسية التي تناط إلى المؤسسات‬
‫البنكية هي منح الئتمان وتمويل المشاريع القتصادية وفي سبيل تحقيق هذه‬
‫األهداف ل يمكن لها أن تكتفي فقط برأس مالها الخاص لذلك تلتجئ إلى القتراض‬
‫من المودعين فقيمة رأس مال البنك تبقى ضئيلة مقارنة مع األموال التي ستحتاجها‬
‫في تدبير أنشطتها‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫كان من الطبيعي أن يستأثر موضوع الوديعة باهتمام مختلف التشريعات إذ أن‬


‫تنظيم العالقة بين المودعين والمودع لديهم أمر ل مناص منه وذلك من خالل‬
‫وضع قواعد قانونية تضبط العالقة المذكورة لحماية كل طرف‪ ،‬ألن ذلك يؤدي في‬
‫نهاية المطاف إلى حماية المصلحة العامة وتحقيق السلم الجتماعي والقتصادي‬
‫وعليه يحق التساؤل عن النظام القانوني المطبق على الوديعة ومدى مطابقته إلحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية؟‬

‫ويتفرع عن هذا اإلشكال الرئيسي مجموعة من تساؤلت الفرعية‬


‫فما المقصود بالوديعة؟‬
‫ماهي أركان عقد الوديعة؟‬
‫وما أنواعها ؟‬
‫وما هي أهم اآلثار التي تترتب على عقد الوديعة؟‬
‫ثم وأخيرا ما هي أسباب انقضاء عقد الوديعة؟‬
‫‪5‬‬
‫المناهج المعتمدة ‪:‬‬
‫لإلجابة عن هذه التساؤلت سنعمد على إتباع منهجية تعتمد على األسلوب‬
‫الوصفي من خالل التطرق إلى المفاهيم التي تخص الوديعة وأحكامها‬
‫‪,‬باإلضافة إلى اعتمادنا على األسلوب التحليلي وذلك من خالل تحليل‬
‫وتمحيص المواد التي لها عالقة بالوديعة بصفة عامة‪.‬‬

‫منهجية الموضوع‪:‬‬
‫سنحاول معالجة هذا الموضوع من خالل التصميم التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة للوديعة‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار عقد الوديعة وحاالت انقضائه‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام لعقد الوديعة‪.‬‬

‫يعتبر عقد الوديعة من العقود المسماة التي أحاطها المشرع بمجموعة من األحكام سواء في‬
‫ق ل ع أو م ت أو ق ب وقبل قيامنا بالبحث في هذه األحكام لبد من الحديث عن اإلطار‬
‫العام لعقد الوديعة وذلك من خالل البحث في ماهية الوديعة في (المطلب األول) ثم قيام عقد‬
‫الوديعة في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الوديعة‬


‫سنحاول في هذا المطلب البحث في ماهية الوديعة وذلك من خالل تخصيص‬
‫(الفقرة األولى) ل تعريف الوديعة ثم (الفقرة الثانية) لتمييز عقد الوديعة عن‬
‫بعض المفاهيم المشابهة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف الوديعة‪.‬‬
‫يعتبر عقد الوديعة من العقود التي كانت محض اختالف في تعريفها‪ ،‬حيث لم يتم‬
‫التفاق على تعريف موحد لها‪ ،‬لذلك ارتأينا على وضع مجموعة من التعريفات‬
‫الفقهية والتشريعية لتوضيح المقصود من هذا العقد‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الوديعة لغة واصطالحا‪.‬‬
‫الوديعة في اللغة مأخوذة من ودعت الشيء إذا تركته‪.‬‬
‫جاء في معجم مقاييس اللغة "ودع"‪ :‬الواو والدال والعين أصل واحد يدل على‬
‫الترك والتخلية ودعه‪ :‬تركه "(‪.)1‬‬
‫فالودع هو الترك والتخلية‪ ،‬والوديعة ما تضعه عند غيرك ليحفظه لك‪ .‬ثم إن‬
‫الوديعة من األسماء التي تستعمل في إعطاء الشيء لحفظه‪ ،‬كما تستعمل في قبوله‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫اما في الصطالح " الوديعة واحدة الودائع‪.‬‬
‫قال الكسائي يقال‪ :‬أودعته مالً‪ ،‬أي دفعته إليه ليكون وديعة عنده‪ ،‬وأودعته أيضا ً‬
‫إذا دفع إليك مالً ليكون وديعة عندك فقبلتها‪ ،‬وهو من األضداد‪ ،‬واستودعته وديعة‬
‫(‪)2‬‬
‫إذا استحفظته إياها "‬
‫والوديعة اصطالحاً‪ :‬المال المدفوع إلى من يحفظه بال عوض‪ .‬أوهي المال الذي‬
‫يودع عند شخص ألجل الحفظ‪.‬‬
‫ويطلق التعريف على العين المودعة ذاتها وعلى العقد المنظم لإليداع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريفها في التشريع المغربي‬


‫عقد الوديعة من العقود المسماة التي تنظم معامالت األفراد‪ ،‬وقد نص عليه المشرع في‬
‫ظ ل ع بالقسم الخامس من الكتاب الثاني في الفصول من ‪ 781‬الى ‪.829‬‬
‫فعرفها في الفصل ‪ 781‬بقوله الوديعة "عقد بمقتضاه يسلم شخص شيئا منقول إلى شخص‬

‫(‪ )1‬لبن فارس ص ‪ ،1047‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1422 ،1‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري ‪ ،1047/3‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫آخر يلتزم بحفظه ورده بعينه"‪ .‬ويظهر من خالل التعريف أن العنصر األساسي لعقد‬
‫الوديعة هو حفظ الشيء المودع ورده بعينه وهذا ما يميز الوديعة عن باقي العقود األخرى‬
‫‪2‬‬
‫كعقد الكراء هذا األخير الذي يعتبر حفظ الشيء عنصرا ثانوي بعد التزام بالنتفاع‪.‬‬
‫اما مدونة التجارة فلم تعرف لنا عقد الوديعة بتصنيفها‪ ،‬بل عرفت لنا عملية ايداع النقود في‬
‫المادة ‪ 509‬التي نصت على أن "عقد إيداع النقود هو العقد الذي يودع بموجبه شخص‬
‫نقودا‪ ،‬كيفما كانت وسيلة اإليداع‪ ،‬لدى مؤسسة بنكية يخول لها حق التصرف فيها لحسابها‬
‫الخاص‪ ،‬مع التزامها بردها حسب الشروط المنصوص عليها في العقد‪.‬‬
‫وكذا القانون رقم ‪ 3 103.12‬الذي نص في المادة الثانية " تعتبر أموال متلقات من الجمهور‬
‫األموال التي يتسلمها شخص من الغير على سبيل الوديعة أو غير ذلك ويحق له أن يتصرف‬
‫فيها لحسابه الخاص على أساس اللتزام بإرجاعها ألصحابها"‬
‫وقد تكرست أهمية الوديعة البنكية كونها تعتبر نقطة البدء بالنسبة لمختلف العمليات الئتمانية‬
‫الممنوحة من البنوك التي تعتمد على الودائع النقدية المتلقاة من الجمهور في اإلقراض وتمويل‬
‫المشاريع ‪.‬‬
‫وعلى غرار المشرع المغربي فقد عمل المشرع الفرنسي بوجه عام على تعريف الوديعة بأنه‬
‫"عمل يتسلم بموجبه آخر شيئا ً للغير‪ ،‬ملتزما ً بحفظه وإعادته بعينه"‪.‬‬
‫أما المشرع السوري فقد عرف الوديعة في المادة (‪ )684‬من القانون المدني بقوله‪" :‬الوديعة‬
‫عقد يلتزم به شخص أن يتسلم شيئا ً من آخر على أن يتولى حفظ هذا الشيء وعلى أن يرده‬
‫عيناً"‪.‬‬
‫والمالحظ أن التشريعات العربية أعطت للوديعة نفس التعريف على اعتبار ان أحكامها‬
‫مستنبطة من الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعريفها في الفقه‪.‬‬

‫المذهب المالكي‪.‬‬

‫‪2‬سيأتي بيان ذلك عندما نميز عقد الوديعة عن النظم المشابهة له‪.‬‬
‫‪3‬القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات الئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها الصادربتنفيده الظهير شريف رقم‬
‫‪1.14.193‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 24‬ديسمبر ‪ , 2014‬المنشور الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪6328‬بتاريخ فاتح ربيع اآلخر ‪ 1536‬الموافق ل ‪ 22‬يناير ‪)2015،‬ص ‪}46.‬‬

‫‪8‬‬
‫قالوا أن للوديعة تعريفان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬تعريفها بمعنى المصدر وهو اإليداع‪ ،‬ويلزم من تعريف الشيء المودع‪.‬‬
‫أي أنه عبارة عن توكيل على مجرد حفظ المال‪ .‬فاإليداع نوع خاص من أنواع التوكيل‬
‫ألنه توكيل على خصوص حفظ المال‪ .‬فالتوكيل على البيع والشراء‪ ،‬أو الطالق والنكاح‪ ،‬أو‬
‫الخصومة‪ ،‬ونحو ذلك ل يسمى إيداعاً‪.‬‬
‫وكذا خرج غير المال كإيداع الولد والزوجة عند الغير فإنه ل يسمى وديعة‪.‬‬
‫وكذا خرج ما ليس مقصورا ً على الحفظ كالوديعة في أمر من األمور األخرى فإن الوكيل‬
‫فيه ليس مقصورا ً على مجرد الحفظ بل التصرف أيضاً‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬تعريفها بمعنى الشيء المودع‪ ،‬فهو عبارة عن نقل مجرد حفظ الشيء المملوك‬
‫ال ذي يصح نقله إلى المودع (بفتح الدال) ومعنى ذلك أن الشيء المملوك الذي نقله كالحيوان‬
‫وأثاث المنازل والذهب والفضة يكون حفظه منوطا ً بمالكه فإيداعه عند الغير عبارة عن نقل‬
‫مجرد هذا الحفظ إليه بدون تصرف وبذلك خرج نقل الملك نفسه بالبيع والشراء والهبة‬
‫والصدقة وغير ذلك من العقود التي ينقل بها الملك من شخص آلخر كالرهن واإلجارة‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وخرج بقوله الشيء الزوجة والولد فإنهما ل يملكان‪ ،‬وخرج بقوله الذي يصح نقله العقار‬
‫ال ثابت كالدور واألراضي فإن حفظها عند الغير ل يسمى وديعة على أن بعضهم يقول إنه‬
‫يسمى وديعة ول يصح إخراجها من التعريف عند الغير ل يسمى وديعة على أن بعضهم‬
‫يقول أن بعضهم يقول إنه يسمى وديعة ول يصح إخراجها من التعريف‪ ،‬وعلى هذا فال‬
‫نقله‪4.‬‬ ‫حاجة قيد يصح‬
‫وأما تعريفها بمعنى الشيء المودع فهو عبارة عن شيء مملوك ينقل مجرد حفظه إلى‬
‫المودع ‪ -‬بفتح الدال ‪ -‬فالشيء المملوك وقوله نقل مجرد حفظه خرج ما قد عرفت أنفا ً كما‬
‫عرفت الخالف في زيادة قيد يصح نقله‪.‬‬
‫المذهب الحنفي‪.‬‬
‫الحنفية ‪ -‬قالوا‪ :‬الوديعة بمعنى اإليداع هي عبارة عن أن يسلط شخص غيره على حفظ ماله‬

‫الرابط ‪https://shamela.ws/book/9849/1206‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫صريحا ً أو دللة‪ .‬فالصريح كما إذا قال له خذ هذا المال لتحفظه عندك لي‪ .‬والدللة كما إذا‬
‫وجد شخص سلعة رجل غائب فأخذها فإنها تكون وديعة عنده بحيث إذا تركها مرة أخرى‬
‫يلزم بها أما إذا أخذها وصاحبها حاضر ثم تركها ففقدت فإنه ل يضمنها‪.‬‬
‫وأما الوديعة بمعنى الشيء فهي عند األمين ليحفظها‪ .‬والوديعة غير األمانة اسم كل شيء‬
‫غير مضمون‪ ،‬فيشمل جميه الصور ل ضمان فيها كالعارية والشيء المستأجر ونحوهما‪،‬‬
‫ول يشترط في األمانة القبول‪.‬‬
‫أما الوديعة فهي اسم لخصوص ما سترك عند األمين باإليجاب والقبول صريحا ً أو دللة‬
‫كما ستعرفه‪.‬‬
‫المذهب الشافعي‬
‫اعتبروا الوديعة بمعنى اإليداع هي العقد المقتضي الشيء المودع‪ .‬والمراد بالعقد الصيغة‬
‫المقتضية لطلب الحفظ كقول زيدا ً لعمرو استحفظك هذا المال فيقول عمرو قبلت‪ .‬وتطلق‬
‫شرعا ً على العين المودعة‪ ،‬ولكن إطالقها على العقد معنى شرعي فقط‪ ،‬أما إطالقها على‬
‫العين فهو شرعي في الحفظ فيشترط في المودع ما يشترط في الموكل ويشترط في المودع‬
‫ما يشترط في الوكيل ويعتبر في الوديعة ما يعتبر في الوكالة)‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز عقد الوديعة عن النظم األخرى وإبراز خصائصه‪.‬‬

‫تمييز عقد الوديعة من العقود المشابهة له‪:‬‬


‫‪:‬على الرغم من كون عقد الوديعة من العقود المسماة‪ ،‬إل أنه يختلف عن العقود األخرى وفق‬
‫التالي‪:‬‬
‫عقد الوديعة وعقد الكراء ‪ :‬تختلف الوديعة عن الكراء في أن الوديع ل ينتفع بالعين‬
‫المودعة‪ ،‬أما المكتري فينتفع بالعين المكتراة ويدفع أجرا ً في مقابل هذا النتفاع‪ .‬في حين أن‬
‫الوديع ل يدفع أجراً‪ ،‬بل من الممكن أن يدفع المودِع األجر وهو ما نراه في البنوك‪.‬‬
‫ومن جانب اخر فان مسؤولية الوديع أخف من مسؤولية المستأجر‪ .‬ويلتزم المو َدع عنده برد‬
‫العين إلى المودِع بمجرد طلبه ولو لم ينقض األجل‪ .‬في حين أن المستأجر ل يرد العين إل‬
‫بعد انقضاء مدة اإليجار‪...‬‬

‫‪10‬‬
‫عقد الوديعة وعقد العاريّة‪ :‬تتشابه الوديعة والعاريّة في أن كالً من الوديع والمستعير يتسلم‬
‫شيئا ً للغير يحفظه عنده ويرده إليه عند نهاية العقد‪ ،‬ولكن الوديع يتسلم الشيء ليحفظه دون‬
‫أن يستعمله‪ .‬فالغرض األساس من العقد هو الحفظ‪ ،‬كما إذا أودع شخص بضاعة عند تاجر‬
‫لحفظها في مخزنه‪ .‬أما المستعير فيتسلم الشيء لينتفع به‪ ،‬فالغرض األساسي هو استعمال‬
‫الشيء ل الحفظ‪ ،‬كما إذا تسلم الشيء ورخص له في استعماله‪ ،‬فيكون الستعمال هوا لغرض‬
‫األساسي من العقد‪.‬‬
‫عقد الوديعة وعقد القرض‪ :‬تتميز الوديعة من القرض بأن ملكية الشيء ل تنتقل بالوديعة‬
‫ول يجوز للوديع استعمال الشيء‪ ،‬ويجب رده عيناً‪ .‬أما القرض فإنه ينقل ملكية الشيء على‬
‫أن يرد مثله‪.‬‬
‫خصائص عقد الوديعة‪:‬‬
‫الوديعة عقد رضائي يلتزم الوديع بموجبه أن يتسلّم من المودِع شيئا ً ليتولى حفظه ثم يرده‬
‫إليه‪،‬وهي ل تنعقد إل بتراضي الطرفين‪ ،‬والتسليم فيها بعد النعقاد هو التزام وليس ركنا ً‬
‫فيها‪ .‬أي إن التسليم التزام في ذمة المودع بعد أن تنعقد الوديعة‪ ،‬فالعقد يتم قبل تسليم الشيء‪.‬‬
‫يستنتج مما سبق أن عقد الوديعة يتمتع بعدة خصائص أهمها‪:‬‬
‫• الوديعة عقـد رضائي‪ :‬إذ تتم بمجرد توافق اإليجاب والقبول من دون حاجة‬
‫إلى شـكل خاص‪ .‬وألنها ليست بعقد عيني فال يشترط لنعقادها تسليم الشيء‬
‫المو َدع إلى المو َدع عنده‪ ،‬ألن التسليم ليس ركنا ً في الوديعة‪ ،‬وإنما هو التزام‬
‫في ذمة الوديع بعد أن تنعقد الوديعة‪.‬‬
‫• الوديعة عقد تبرع‪ :‬الوديعة في األصل من عقود التبرع‪ ،‬وتكون من عقود‬
‫المعاوضة إذا اشترط فيها األجر‪ .‬والوديعة غير المأجورة‪ ،‬كالعاريّة‪ ،‬من عقود‬
‫التفضل ل من الهبات‪ .‬فعقود التفضل هي التي يولي المتبرع فيها المتبرع له‬
‫فائدة من دون أن يخرج عن ملكية ماله‪ .‬فالوديعة عقد تفضل ألن الوديع يتبرع‬
‫بعمله ل بماله‪ .‬أما الهبات فيخرج فيها المتبرع عن ملكية ماله‪ ،‬كعقد الهبة يخرج‬
‫فيها الواهب عن ملكية الموهوب‪.‬‬
‫• الوديعة عقد ملزم لجانب واحد‪ :‬وتبقى على هذا األصل في الغالب ألنها ل تكون‬
‫عادة مأجورة‪ .‬وإذا كانت الوديعة غير مأجورة‪ ،‬فإن المودِع ل يترتب عادة في‬

‫‪11‬‬
‫ذمته بالوديعة أي التزام‪ ،‬وتكون اللتزامات كلها في جانب المودع عنده‪ ،‬فيلتزم‬
‫بتسلم الشيء المو َدع وبحفظه وبرده‪ .‬وإذا كانت الوديعة مأجورة‪ ،‬فيلتزم المودِع‬
‫باألجر وباللتزامات التي سيأتي بحثها لحقاً‪.‬‬
‫• الوديعة ذات اعتبار شخصي‪ :‬العتبار أبرز في شخصية الوديع من شخص‬
‫المودِع‪ ،‬ومن ثم تنتهي الوديعة بموت المودع عنده‪ ،‬ول يجوز لهذا األخير أن‬
‫يحل غيره في حفظ الوديعة من دون إذن صريح من المودِع‪ ،5‬إل أن يكون‬
‫مضطرا ً إلى ذلك بسبب ضرورة ملحة وعاجلة‪.‬‬

‫• الوديعة عقد يلتزم به الوديع بحفظ الشيء المودَع‪ :‬فال تكون هناك وديعة‪ ،‬إذا‬
‫لم يكن هناك إلزام عقدي بالحفظ‪ .6‬فإذا ترك الشيء صاحبه عند آخر‪ ،‬من دون‬
‫أن يلتزم هذا األخير صراحة أو ضمنا ً بحفظه‪ ،‬لم يكن هناك عقد وديعة‪.‬‬
‫يجب أن يكون اللتزام بحفظ الشيء هو الغرض األساسي من العقـد‪ ،‬فالوديعة غرضها‬
‫األساسي هو الحفظ بالذات‪ ،‬بخالف اإليجار والعارية اللذين تع ّد الغاية األساسية منهما هي‬
‫النتفاع بالشيء‪.‬‬

‫‪5‬الفصل ‪ 792‬ظ ل ع‬
‫‪6‬هو ما اكد عليه الفصل ‪ 791‬ظ ل ع "على المودع عنده ان يسهر على حفظ الوديعة ‪"...‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قيام عقد الوديعة‪.‬‬

‫يعتبر عقد الوديعة أهم العقود التي فرضت حضورها ل على مستوى المعامالت المدنية ول‬
‫على مستوى المعامالت التجارية خاصة وأنها تعتبر عقدا بنكيا نظمه المشرع المغربي في‬
‫الكتاب الرابع من مدونة التجارة حيث افرد له أحكاما خاصة به إلى جانب األحكام المقررة‬
‫في ظهير اللتزامات والعقود‪.‬‬
‫وتأسيسا على ذلك يمكن تقسيم مطلبنا إلى فقرتين األولى مخصصة ألركان الوديعة‪،‬‬
‫والثانية تتعلق ببعض أنواع الودائع البنكية لدى البنوك التشاركية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أركان الوديعة‪.‬‬


‫ل يخرج عقد الوديعة على األركان المتطلبة في سائر العقود‪ ،‬فلكل عقد من العقود أركان‬
‫يقوم عليها وشرائط يتوقف ثبوت أحكامه على توفرها‪ .‬ومن أهم هذه األركان‪ ،‬التراضي‪،‬‬
‫األهلية‪ ،‬المحل والسبب‪.‬‬
‫❖ أول‪ :‬التراضي‪.‬‬

‫األصل في العقود أنها رضائية‪ ،‬يجب لنعقاد الوديعة توافق اإليجاب والقبول بين المودع‬
‫والمودع عنده‪ ،‬ناهيك عن تسليم الشيء المودع بمجرد التراضي إذا كان موجودا من قبل‬
‫بصفة أخرى بيد المودع عنده‪7‬ويتجسد الرضا في عقد الوديعة في تقديم المودع لطلب اإليداع‪،‬‬
‫وتعتبر موافقة البنك المودع لديه على طلب اإليداع بمثابة قبول‪ ،‬ول يكفي أن يكون الرضا‬
‫موجودا‪ ،‬بل لبد من أن يكون صحيحا خاليا من عيوب اإلرادة‪.8‬‬

‫❖ ثانيا‪ :‬األهلية‪.‬‬

‫‪ - 7‬انظر الفصل ‪ 787‬من ق ل ع‪.‬‬


‫‪ - 8‬ينص الفصل ‪ 39‬من ق ل ع على ما يلي‪ :‬يكون قابال لإلبطال الرضى الصادر عن غلط أو الناتج عن تدليس‪ ,‬أو‬
‫المنتزع بإكراه‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫لقبول الوديعة تطلب المشرع المغربي التوفر على أهلية اللتزام‪ ،‬أي كمال‬
‫األهلية في طرفي الوديعة معا‪ ،‬فمن جهة إذا عدنا إلى البنك فقد ألزمه المشرع‬
‫المغربي بأن يتأسس في شكل شركة مساهمة‪ ،‬مما يوضح لنا استحالة وجود بنك‬
‫في إطار شركة فعلية غير متمتعة بالشخصية المعنوية‪ ،‬وذلك لخضوعه لنظام‬
‫رقابة صارمة من بنك المغرب والوزارة الوصية‪ ،‬قبل حصوله على رخصة‬
‫العتماد لمزاولة المهنة البنكية‪.‬‬
‫وبالتالي األهلية التي تخصنا بالضرورة هي المتعلقة بالمودع‪ ،‬ويشترط فيه أن‬
‫يكون متوفرا على أهلية التصرف أي كامل األهلية التي حددتها مدونة األسرة في‬
‫المادة ‪ 209‬في ‪ 18‬سنة شمسية كاملة‪.‬‬
‫ويمكن ترشيد القاصر الذي بلغ ‪ 16‬سنة مع تقييد هذا اإلذن بالسجل التجاري‪،‬‬
‫أما بالنسبة للقاصر فتتم العمليات بالنسبة لهم عبر النيابة الشرعية‪.9‬‬
‫❖ تالتا‪ :‬المحل والسبب‪.‬‬

‫إن المحل في عقد الوديعة هو الشيء المودع الذي ينبغي أن يكون منقول‪ ،‬وأن‬
‫يستوفي الشروط العامة في المحل عموما‪ ،‬كذلك يجيز المشرع إيداع األشياء‬
‫المثلية والسندات واألسهم والنقود واألوراق البنكية وغيرها من السندات التي‬
‫‪10‬‬
‫تؤدي وظيفة النقود‪ ،‬على أساس أن ترد بعينها‪.‬‬

‫السبب في عقد الوديعة‪ ،‬طبقا للنظرية الحديثة هو الباعث الدافع إلى التعاقد‪ .‬وقد كانت‬
‫النظرية التقليدية للسبب تجعل السبب في الوديعة هو التسليم‪ ،‬وكانت الوديعة عقدا عينيا‬
‫بحسب هذه النظرية‪.11‬‬

‫‪ -‬انظر الفصل ‪ 784‬من ق ل ع ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬نورة غزلن شنيوي‪ ,‬الوسيط في العقود الخاصة‪ ,‬العقود المدنية و التجارية والبنكية على ضوء المستجدات‬ ‫‪10‬‬

‫التشريعية و الجتهادات القضائية في القانون المدني وقانون األعمال‪ .‬الجزء األول‪ ,‬الطبعة األولى‪2017/1438‬م‪,‬‬
‫ص‪.230‬‬
‫‪ -‬انظر في هذا السياق‪:‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪-‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ,‬الوسيط في شرح القانون المدني‪.‬الجزء السابع‪ .‬المجلد األول ‪ :‬العقود الواردة على العمل‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫وختاما لهذه الفقرة‪ ،‬ل تفوتنا اإلشارة إلى أن األصل في الوديعة أن تكون عقدا مدنيا‪ ،‬ما لم‬
‫تكن تابعة لعمل من األعمال التجارية‪ ،‬فتعتبر عندئذ عقدا تجاريا كما لو أودع تاجر بضائعه‬
‫‪12‬‬
‫في مخزن عام‪ ،‬إذ يكون العقد تجاريا من جانب كل من المودع والمودع عنده‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الوديعة‪.‬‬


‫سنتطرق في هذه الفقرة للحديث عن نوعين أساسيين من الودائع لدى البنوك التشاركية‪:‬‬
‫الودائع تحت طلب‪ ،‬ثم الودائع الستثمارية‪.‬‬

‫➢ أول‪ :‬الوديعة تحت طلب‪.‬‬

‫هي الوديعة التي يحق فيها للعميل المودع أن يطلبها في أي وقت‪ ،‬ول يهدف من ورائها‬
‫المودع الحصول على أي عائد أو ربح‪ ،‬فهي عبارة عن أموال يقدمها المتعاملون للبنك‬
‫دون قصد اإلستثمار‪ ,‬ول تدفع البنوك عليها أي عوائد لعدم ثبات رصيدها الذي قد يصبح‬
‫صفرا في أي لحظة مما ل يعطي البنك الفرصة لحتسابه ضمن خطته في الستثمار‪.13‬‬
‫وهذه الودائع هي حسابات مفتوحة لدى البنوك اإلسالمية ل تدفع عنها هذه األخيرة أي‬
‫مقابل‪ ،‬وتلتزم بإرجاعه األموال المودعة فيها حيث ما تم طلبها من قبل المودعين‪.‬‬
‫ويمكن القول على أنها بمثابة أمانة يلتزم البنك بردها عند طلبها‪ ،‬دون أن يدفع لصاحبها أي‬
‫عائد خالل فترة بقائها في حوزته‪.14‬‬
‫ويعد هذا النوع من الودائع من أهم أنواع الحسابات التي تقدمها البنوك التشاركية‪ ،‬فقد أظهر‬
‫التقرير السنوي التاسع عشر حول اإلشراف البنكي الصادر عن بنك المغرب‪ ،‬أن األبناك و‬
‫النوافد التشاركية أحصت ما يعادل ‪ 7‬مليار درهم من الودائع تحت الطلب برسم السنة المالية‬
‫‪ ,2022‬لتسجل ارتفاعا بنسبة ‪ 34‬في المائة مقارنة بسنة ‪.152021‬‬

‫المقاولة والوكالة والوديعة والحراسة‪ .‬طبعة سنة ‪,2004‬ص ‪.696‬‬


‫‪ -‬نورة غزلن شنيوي‪ ,‬م‪.‬س ‪ ,‬ص‪.231‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ -‬محمد جالل سليمان‪ :‬الودائع الستثمارية في البنوك اإلسالمية‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪,‬‬ ‫‪13‬‬

‫القاهرة مصر ‪1996‬م‪ ,‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -‬أنوار بوهالل‪ ,‬سكينة ألوات‪",‬البنوك التشاركية بالمغرب من واقع الفراغ القانوني إلى مرحلة التقنين‪ ,‬مقال منشور‬ ‫‪14‬‬

‫بالمجلة اللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد ‪ ,4‬ص‪.61‬‬


‫‪ -‬للمزيد من المعلومات زر الموقع التالي ‪:‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪15‬‬
‫➢ تانيا‪ :‬الوديعة الستثمارية‪.‬‬

‫برزت هذه الوديعة كأحد البدائل األساسية للودائع ألجل في البنوك التقليدية‪.‬‬
‫وقد عرفها المشرع المغربي في المادة ‪ 56‬من القانون ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات‬
‫الئتمان والهيئات المعبرة في حكمها والتي جاء فيها " يقصد بالودائع الستثمارية األموال‬
‫التي تتلقاها البنوك التشاركية من لدن عمالئها من أجل توظيفها في مشاريع استثمارية‬
‫ووفقا للكيفيات الم تفق عليها بين األطراف"‪.‬كما عرفها كذلك بنك أمنية المغربي التشاركي‬
‫بكونها " عبارة عن أموال تستقبلها البنوك التشاركية من عمالئها‪ ,‬وذلك من أجل توظيفها‬
‫في مشاريع استثمارية حسب ما اتفق عليه بين الطرفين‪ ,‬وترتبط عوائد هذه الودائع بنتائج‬
‫الستثمار"‪.16‬‬
‫اذن من خالل هذه التعاريف يتضح لنا على أن الوديعة الستثمارية بمثابة عقد يربط بين‬
‫البنك و العميل‪ ,‬يقوم أساسا على دفع هذا األخير مبلغ من المال للبنك‪ ,‬الذي هو اآلخر يعمل‬
‫به أو يستثمره‪ ,‬ويتحمل البنك و المودع نتائج الستثمار ربحا و خسارة‪ ,‬طبقا للقاعدة‬
‫الفقهية " الغنم بالغرم"‪.‬‬
‫وتنقسم هذه األخيرة إلى قسمين في البنوك التشاركية‪ ،‬ودائع استثمارية عامة و مخصصة‪.‬‬
‫ودائع استثمارية عامة ‪ :‬هي التي يوكل أصحابها البنك اإلسالمي في استثمارها‪,‬حسب ما‬
‫يراه مالئما‪ ،‬ويفترض أن الستثمار سيتم علال أساس المضاربة غير المشروطة‪ ،‬وتحصل‬
‫نصيب معين في األرباح التي تتحقق للبنك‪ ،‬من المشروعات التي يمولها وأمواله‪.‬ويتم‬
‫‪17‬‬
‫التوزيع عادة مرة في السنة‪ ،‬أو حسب ما وقع به التفاق‪.‬‬
‫الودائع المخصصة‪ :‬هي التي يشترط أصحابها على البنك استثمارها في مشاريع محددة‬
‫يختارونها‪ ،‬ويتحملون وحدهم مخاطرها‪ ،‬ولهم ربحها وعليهم خسارتها‪ ،‬ألنهم هم الذين‬

‫‪https://24saa.ma/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B9-‬‬
‫‪/%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84‬‬
‫‪ - 16‬انظر الموقع الرسمي لبنك أمنية المغربي التشلركي ‪ ,ar/ma.umniabank.www://https‬تم الطالع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 18‬نونبر ‪ 2023‬على الساعة ‪ 01:53‬صباحا‪.‬‬
‫‪ - 17‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ :‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ,‬الطبعة األولى المركز الثقافي‬
‫العربي‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬سنة ‪ 2000‬ص ‪.239‬‬
‫‪16‬‬
‫يحددون العملية من حيث نوعيتها وشروطها‪ ،‬وتكون البنك مجرد مسيرة لها وليست شريكة‬
‫فيها‪.‬‬
‫لكن عندما تدخل البنوك شريكة في العمليات‪ ،‬يأخذ المودعون نصيبهم من أرباحها‪،‬‬
‫وتتوزع الخسارة بين الطرفين‪ ،‬إن وقعت حسب التفاق‪ ،‬ول يمكن للمودعين سحب هذه‬
‫‪18‬‬
‫الودائع إل بإخطار سابق يوجهونه للبنك‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثار عقد الوديعة وأسباب انقضائها وضماناتها‬
‫بعد قيام عقد الوديعة صحيحا سليما مستجمع لكافة أركانه لبد له كباقي العقود أن يخلف‬
‫آثارا ونتائج على كال أطراف العالقة التعاقدية (المطلب األول) غير انه ل ينشا ليبقى على‬
‫وجه الدوام فال ما يأتي وقت وينقضي لذلك توجد ضمانات لتحاول خلق نوع من التوازن‬
‫بين أطرافه (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آثار عقد الوديعة‬
‫إن عقد الوديعة كغيره من العقود الملزمة للجانبين ينشأ التزامات متقابلة في ذمة كل من‬
‫أطراف العالقة التعاقدية إذ كل ما هو حق لطرف يعتبر التزاما على الطرف األخر لذلك‬
‫سنعمل على تناول التزامات المودع لديه في (الفقرة األولى) على أن ننتقل للحديث عن‬
‫التزامات العميل في (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التزامات المودع لديه‬
‫يلتزم المودع عنده في إطار عقد الوديعة بحفظ الشيء المودع وتوظيفه في الودائع‬
‫الستثمارية وكذا رده عند انتهاء الوديعة‬
‫• أول اللتزام بالحفظ‬
‫إن الهدف األساسي من إبرام عقد الوديعة هو حفظ الشيء المودع ومن ثم كان التزام البنك‬
‫بحفظه الشيء هو اللتزام الجوهري الذي يقع على كاهله وكان عقد الوديعة على راسي‬
‫‪19‬‬
‫عقود الحفظ واألمانة‬
‫حيث نجد الفصل ‪ 781‬من ق ا ع يقضي بأن المودع لديه يلتزم بحفظ الوديعة‪ ،‬ويأتي هذا‬
‫اللتزام مقابل التزام العميل بالتسليم الوديعة تنفيذا لعقد اإليداع‬

‫‪ - 18‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬نفس م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.242‬‬


‫‪ 19‬عبد الرزاق احمد السنهوري ‪,‬م ‪.‬س‪ ,‬ص ‪.710‬‬
‫‪17‬‬
‫ويأتي هذا اللتزام مقابل التزام العميل بتسليم الوديعة تنفيذا لعقد اإليداع‪ .20‬فكيف ما كانت‬
‫طبيعة الشيء المودع سواء وديع نقدي أو استثماريه أو اذاعه السندات يكون البنك مسؤول‬
‫عنه وعن األضرار التي قد تلحق العميل ما دام يفترض فيه ‪-‬أي البنك‪ -‬الحرص والحذر‬
‫المطلوبين في كل شخص مهني وليس حذر الرجل العادي العاقل وفي هذا اإلطار صدر‬
‫عن محكمة النقض قرار قضت فيه بأن المقرر أن البنك مسؤول عن حفظ وحراسة الوديعة‬
‫والسندات التي بين يديه‪ ,‬وان عدم حفظه للوديعة يشكل إخالل بالواجب الذي يفرضه‬
‫‪21‬‬
‫القانون وأعراف المهن البنكية‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلك يجب على المؤسسة البنكية القيام بحفظ الشيء المودع إلى أن يتم إرجاعه إلى‬
‫الزبون المودع وعليها أن تبذل في المحافظة على ما هو موضع لديها العناية التي تفرضها‬
‫عليها وظيفتها وأعرافها البنكية باعتبارها تعترف وتلقي الودائع من الجمهور‪ 22‬حيث ينص‬
‫الفصل ‪ 806‬من ق ا ع (يضمن المودع عنده هالك الشئ أو تعيبه الحاصل بفعله أو‬
‫بإهماله‪.‬‬
‫وهو يسأل أيضا عن عدم اتخاذ الحتياطات التي يشترطها العقد‬
‫وكل شرط يكون مخالف لذلك يكون عديم األثر ‪ ).‬وهذا ما تم تكريسه في قرار صادر‬
‫محكمة النقض قضت فيه بان األموال التي تودع لدى البنك تخضع إلحكام الوديعة ‪.‬‬
‫ان العالقة التي تربط المؤسسة البنكية بالزبون المودع تنظمها أحكام الوديعة ويكون البنك‬
‫ضامنا لهالك الشئ المودع عنده عمال بمقتضيات الفصل ‪ 806‬من ق ا ع ‪.‬‬
‫بل واألكثر من ذلك فان هذه المسؤولية تبقى ثابتة في حق المؤسسة البنكية حتى ولو كان‬
‫إخاللها بهذا اللتزام ناتجا عن القوه والحديث الفجائي وذلك ما يستفاد من المادة ‪ 510‬من‬
‫مدونة التجارة التي جاء في فقرتها الثانية بأنه ل يتحلل من اللتزام بالرد الذي يفقد فيها‬
‫النقود المودعة نتيجة لحالة قوه قاهرة‬
‫وما ذلك إل تطبيقا لقاعدة الغرم بالغنم ما دام أن البنك تنتفع بالودائع وتأخذ مقابال على‬
‫‪23‬‬
‫عمليه اإليداع‬

‫‪ 20‬عبد الرحمان قرمان ‪,‬العقود التجارية وعمليات الئتمان ‪,‬الطبعة الثانية ‪,‬مكتبة السفري السعودية ‪ ,2010 ,‬ص‪.293‬‬
‫‪ 21‬القرار عدد ‪, 52‬الصادر بتاريخ ‪28‬يناير ‪ 2021‬في الملف التجاري‪ ,‬ع ‪.2020/1/3/595‬‬
‫‪ 22‬محمد الفروجي ‪,‬العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي ‪,‬ط الثانية‪ ,‬س ‪ , 2000‬ص‪300‬‬
‫‪ 23‬ينص الفصل ‪807‬من ق ا ع على أن يضمن المودع عنده الهالك أو الضرر الناتج من أي سبب كان يمكنه التحرز‬
‫منه‬
‫أول – عندما يأخذ أجرا عن حفظ الوديعة‬
‫‪18‬‬
‫ول يسوغ للبنك أن ينيب عنه غيره في حفظ الوديعة ‪,‬من دوم اذن صريح من المودع ما لم‬
‫‪24‬‬
‫يكن مضطرا لذلك بسبب ضرورة ملحة كالحرب‬
‫ويقضي اللتزام بالحفظ أن تمتنع المؤسسة البنكية عن استعمال السندات المودعة أو‬
‫التصرف فيها بشكل من األشكال بغير إذن العميل المودع ‪,‬أو تستعملها ألغراضها الخاصة‬
‫‪25‬‬

‫• ثانيا‪ :‬اللتزام بتوظيف األموال في الودائع الستثمارية‬


‫في إطار عمل البنوك التشاركية يعهد لها بمناسبة تلقيها للودائع الستثمارية مهمة استثمار‬
‫تلك األموال وتوظيفها خالل المدة المتفق عليها ‪ ،‬وهنا يعتبر البنك وكيال عن المودع في‬
‫هذه العملية فيلزم بذلك بان يأخذ الحيطة في سبيل تنمية تلك األموال بطريقة تكون متطابقة‬
‫معا الرأي الصادر عن المجلس العلمي األعلى‪.‬‬
‫فالبنك هنا يبقى مقيد بما جاء في العقد وذلك باحترام المشروع الستثماري المعين من قبل‬
‫المودع بحيث إذا كانت وديعة استثمار مقيدة فالبنك هنا ملزم بالعمل في حدود المجال‬
‫والمكان المتفق عليه وإل ترتبت مسؤوليته في حالة مخالفة ذلك‪. 26‬كما يلزم بتوزيع‬
‫األرباح المحصل عليها وراء عملية الستثمار على أصحاب الودائع بعد خصم عائد‬
‫المؤسسة نظير العمل الذي بذلته في سبيل استثمار تلك الودائع دون أن يكون لها الحق في‬
‫الحصول على األرباح أو الفوائد‪.‬‬
‫• ثالثا‪ :‬اللتزام برد الوديعة‬
‫يلتزم المودع عنده عند انتهاء الوديعة برد الشيء المودع إلى المودع‪ .‬واألصل أن يكون‬
‫هذا الرد عينا‪ 27‬حتى ولو كان شيء مثليا‪ ،‬كما لو كانت الوديعة عبارة عن سندات كان‬
‫للمودع أن يطلب ردها بعينها وله أن يرفض أسهما وسندات أخرى مماثلة‪ ،‬مادام العقد ل‬
‫ينقل ملكية هذه الصكوك إلى البنك ‪.‬‬

‫ثانيا –عندما يتسلم الودائع بحكم مهنته أو وظيفته ‪.‬‬


‫‪ 24‬محمد حسن الجبر ‪,‬العقود التجارية وعمليات البنوك ‪ ,‬ط الثانية ‪,‬جامعة الملك سعود ‪ ,‬الرياض ‪ ,‬س ‪, 1998‬ص‬
‫‪269‬‬
‫‪25‬تنص المادة ‪ 512‬من مدون التجارة ل يجوز للمؤسسة البنكية استعمال السندات المودعة لديها او ممارسة الحقوق‬
‫المترتبة عنها في غير مصلحة المودع مالم يشترط خالف ذلك صراحة ‪.‬‬
‫‪ 26‬جاء في المادة ‪10‬من منشور والي بنك المغرب ( وتتحمل المؤسسة الخسائر الناجمة من جانبها عن كل إهمال أو‬
‫تقصير أو سوء تدبير أو أي فعل من أفعال الغش والتدليس او اي تصرف أخر صادر عنها مخالف للقانون وإلحكام العقد‬
‫المبرم بين المؤسسة البنكية وصاحب الوديعة او لشرط من شروطه)‬
‫‪ 27‬ينص الفصل ‪ 781‬من ق ا ع على الوديعة عقد بمقتضاه يسلم شخص شيئا منقول الى شخص اخر يلتزم بحفظه‬
‫وبرده بعينه‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫أما إذا ما كانت الوديعة نقدية فال يلزم المودع عنده إل برد قدر مماثل لها ل هيا بعينها‪.‬‬
‫مادامت النقود تنتقل إلى ملكية المؤسسة البنكية ‪.‬‬
‫هذا وقد جرى العمل على أن يطلب البنك من الزبون عند إبرام عقد اإليداع وضع نموذج‬
‫من توقيعه وتوقيع وكيله حتى يتسنى له الطمئنان إلى تنفيذ التزامه برد الوديعة إلى‬
‫صاحب الحق فيها ‪،‬وذلك عن طريق القيام أثناء كل عملية سحب للنقود المودعة بمقارنة‬
‫التوقيع المذيل به الشيك أو التحويل أو غير ذلك مع نموذج توقيع الزبون الموضوع على‬
‫البطاقة المخصصة‪ 28‬لذلك أما فيما يخص السحب بواسطة البطاقة البنكية فإن البنك‬
‫يخصص للزبون شفرة سرية يحتفظ بها شخصيا والتي ل يمكن أن يتم السحب بدون إدخال‬
‫األرقام المكونة لها في الحاسوب صحبة البطاقة البنكية ‪.‬‬
‫غير أنه يمكن للمؤسسة البنكية أن تمتنع عن إرجاع الوديعة متى كان رصيد حساب‬
‫الوديعة قد تم الحجز عليه تطبيقا للمادة ‪ 488‬وما يليها من ق ‪.‬م‪.‬م المتعلقة بحجز ما المدين‬
‫لدى الغير على أن يكون امتناع الرد في حدود المبلغ المقرر إجراء الحجز عليه أما ماعدا‬
‫‪29‬‬
‫ذلك يظل البنك ملزما بأدائه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المودع ‪.‬‬
‫يترتب على عاتق الشخص المودع مجموعة من اللتزامات والتي تتمثل باألساس في دفع‬
‫األجر وبرد المصروفات التي أنفقها المودع عنده في حفظ الوديعة ‪ ،‬وبتعويض هذا األخير‬
‫متى لحقته خسارة بسبب الوديعة‬
‫• أول‪ :‬اللتزام بدفع األجر‬
‫صحيح أن األصل في الوديعة أن أن تكون بغير اجر‪ ، 30‬غير أنه إذا تم التفاق على األجر‬
‫وجب على المودع أن يؤديه وقت انتهاء عقد الوديعة ما لم يتم التفاق على تاريخ أخر ‪.‬‬

‫‪ 28‬وفي هذا اإلطار ورد في قرار للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ 1986‬انه "إذا كان البنك نظرا لألعداد الهائلة من‬
‫عمليات صرف مختلف األوراق التجارية التي يقوم بها يوميا ل يمكن أن يلزم قبل صرف شيك أو كمبيالة إل بعد إجراء‬
‫الفحوص التقنية والدقيقة حول كل توقيع مما يستلزم خبرة خاصة ل تتوفر ال للمختصين في تحقيق الخطوط حول فانه‬
‫يجب عليه وبالضرورة ان يتأكد من هوية الطراف ومن صحة البيانات التي تتضمنها الورقة ومن سالمتها وذلك‬
‫بالفحص العادي والمتأني للتأكد من خلوها من كل ما يبعث على الشك والريبة خصوصا فيما يتعلق بمطابقة التوقيع الذي‬
‫تحمله لنموذج توقيع زبونه المودع لديه‪"..‬‬
‫المجلس العلى – قرار مدني رقم ‪ 94‬بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ -1988‬ملف مدني عدد‪ -55‬منشور بمجلة القضاء والقانون –‬
‫عدد ‪– 137‬ص ‪.166‬‬
‫‪ 29‬جاء في نص المادة ‪ " 110‬ل يتحلل المودع لديه من اللتزام بالرد إذا أدى تبعا ألمر غير موقع من طرف الودع او‬
‫وكيله عنه إل إذا كان هناك حجز ‪"...‬‬
‫‪ 30‬الوديعة في إطار القواعد العامة ل تعتبر من عقود المعاوضة من حيث األصل وإنما يجب التفاق على األجر لتكون‬
‫كذلك ‪,‬ما لم يكن المودع لديه يحترف مهنة الستداع كمؤسسات الئتمان التي تأخذ دائما مقابال على خدماتها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫وفي غياب التفاق على األجر كانت الوديعة غير مأجورة وكان المودع عنده متبرعا عندئذ‬
‫تخرج الوديعة من دائرة عقود المعاوضة لتكون من عقود التبرع‬
‫• ثانيا‪ :‬رد المصروفات‬
‫عمال بالفصل ‪ 814‬من قانون اللتزامات والعقود‪ ،‬الذي جاء في في فقرته الثانية ما يلي‬
‫"‪...‬كما أنعلى المودع أن يدفع للمودع عنده المصروفات الضرورية التي أنفقها في حفظ‬
‫الوديعة"‬
‫ونخلص من هذا الفصل المتقدم الذكر أن المودع يلتزم برد ما أنفقه المودع عنده من‬
‫المصروفات في حفظ الشيء ويجب أن تفهم عبارة "حفظ الشيء" هنا على أنها تشمل حفظ‬
‫الشيء من الهالك إذا تعرض لخطر وكذلك الحفظ العادي للشيء إذا إقتضى هذا الحفظ‬
‫مصروفات ما ‪.‬‬

‫• ثالثا‪ :‬اللتزام بالتعويض عن الضرر‬


‫يكون المودع ملتزم بتعويض المودع عنده في حالة ما إذا نتج عن الوديعة ضرر واللتزام‬
‫هنا مصدره عقد الوديعة فإذا كان الشيء المودع يتضمن عيب خفي وجب على المودع‬
‫إخطاره بذلك وإل كان مسؤول عن تعويض المودع عنده‪.‬‬
‫وقد تستحق الوديعة في يد المودع عنده فما لم يتقدم المودع لتلقي دعوى الستحقاق بنفسه‬
‫في الوقت المناسب فإن ما يصيب المودع عنده من خسائر ومصروفات بسبب دعوى‬
‫الستحقاق يرجع به على المودع ‪ ،‬والمودع عنده ل يكون ملزما بأن يتحاشى هالك الشيء‬
‫المودع بإستعمال شيء في ملكه الخاص أو بأن يختار إنقاذ الشيء المودع بدل من إنقاذ‬
‫ملكه ‪ ،‬ولكنه إذا فعل ذلك جاز له الرجوع بما تحمله من الخسارة إلنقاذ الشيء المودع ‪.‬‬
‫وهذا ماأكده الفصل ‪ 814‬في فقرته الثانية "‪...‬كما أن على المودع أن يعوض المودع‬
‫عنده عن األضرار التي يكون الشيء المودع قد سببها له ‪ ،‬أما المصروفات النافعة فإنه ل‬
‫يلتزم بدفعها إل في األحوال ووفقا لألحكام المقررة للفضالة ‪-‬تصرفات الفضولي‪"-‬‬
‫ومعنى ذلك انه إذا تضرر المودع عنده جراء حفاظه على الوديعة كان له ان يطالب‬
‫‪31‬‬
‫بالتعويض أما إذا جنى المودع من وراء هده الوديعة نفعا فيطبق على ذلك أحكام الفضالة‬
‫إل أن المودع ل يلتزم بهذا التعويض متى كانت تلك األضرار‬

‫‪ 31‬الفضالة هي صورة من صور الثراء بال سبب وهي الحالة التي يباشر الشخص باختياره او بحكم الضرورة شؤون‬
‫احد من الغير في غيابه او بدون علمه ‪,‬وبون ان يرخص له في ذلك منه او من القاضي فتقوم بذلك عالقة ممثالة للوكالة‬
‫‪21‬‬
‫أول ‪ :‬ناشئة عن خطأ تسبب فيه المودع عنده‬
‫ثانيا ‪ :‬إذا أخطر المودع عنده على وجه معتبر قانون بالضرر الذي يتهدده ولم يتخذ مع‬
‫ذلك مايلزم من الحتياطات لدرئه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتهاء الوديعة وضماناتها‬


‫سنحاول في هذا المطلب التطرق لألسباب التي تؤدي الى إنهاء عقد الوديعة (الفقرة‬
‫األولى) ثم بعد ذلك نتطرق ألهم الضمانات التي تمنحها المؤسسات البنكية للمودعين‬
‫(الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬انتهاء عقد الوديعة‪.‬‬


‫تعتبر عقد الوديعة كسائر العقود‪ ،‬فكما تتطلب شروط لنعقادها من جهة فإنها تقتضي‬
‫أسباب إلنتائها من جهة أخرى‪ ،‬منها ارادية وغير ارادية‪ ،‬التي سنقوم بعرضها كالتالي‪:‬‬
‫تنتهي الوديعة بأحد األسباب التالية‪:‬‬
‫ـ انقضاء األجل المحدد‪:‬‬
‫كأن يتفق المتعاقدان على أجل للوديعة صراحة أو ضمناً‪ ،‬فتنتهي الوديعة بانقضاء هذا‬
‫األجل‪ .‬وإذا لم يتفق الطرفان على أجل‪ ،‬يعين القاضي أجالً تنتهي فيه الوديعة‪.‬‬

‫ـ رجوع أحد المتعاقدين في الوديعة قبل انقضاء األجل‪:‬‬


‫األصل أن األجل في الوديعة معين لمصلحة المودِع‪ ،‬فيجوز له أن ينزل عن حقه‪ ،‬وأن‬
‫يطلب رد الوديعة قبل حلول األجل‪ .‬ولكن ل يجوز في هذه الحالة أن يرجع الوديع في‬
‫الوديعة بإرادته المنفردة‪ ،‬والذي يجوز له الرجوع هو المودِع وحده‪.‬‬
‫ويجوز للوديع أن يرجع في الوديعة بإرادته المنفردة في الحالتين التاليتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا كان مأذونا ً له في اسـتعمال الوديعة‪ ،‬أو كان األجل بوجه عام معينا ً في‬
‫مصلحة الوديع‪ ،‬ففي هذه الحالة يجوز للوديع وحده‪ ،‬دون المودِع‪ ،‬أن يرجع في الوديعة‬
‫بإرادته المنفردة‪ .‬ويشترط أل يستعمل الوديع هذا الحق في وقت غير مالئم للمودِع‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كانت الوديعة في مصلحة المودِع‪ ،‬ولكن طرأت على الوديع أسباب‬
‫مشروعة يتعذر عليه معها أن يستمر حافظا ً للوديعة‪ ،‬بشرط أن تكون الوديعة بال أجر‪ ،‬إذ‬

‫‪22‬‬
‫يكون المودِع في هذه الحالة متبرعا ً ول يصح أن يضار بتبرعه‪ .‬وفي هذه الحالة يجوز‬
‫للوديع أن يرجع في الوديعة بإرادته المنفردة بمجرد حدوث هذه األسباب المشروعة‪ ،‬كما‬
‫يجوز للمودِع أن يرجع بإرادته المنفردة في أي وقت‪ ،‬ألن األجل في مصلحته هو‪.‬‬
‫ـ موت الوديع‪:‬‬
‫لكون الوديعة يلحظ فيها العتبار الشخصي‪ ،‬وألنها تقوم على الثقة في شخص الوديع‪ ،‬إذ‬
‫يكون محل ثقة المودِع‪ ،‬فإن العقد ينحل بموت الوديع‪ ،‬إل إذا اتفق على غير ذلك‪ .‬وبانحالل‬
‫العقد تنتقل اللتزامات التي ترتبت على الوديع حتى وقت انحالل العقد إلى تركة الوديع بما‬
‫فيها اللتزام برد الوديعة‪ ،‬وهذا في حال كانت الوديعة لمصلحة الوديع‪.‬‬
‫وإذا مات المودِع وكانت الوديعة في مصلحة الوديع‪ ،‬فالوديعة ل تنتهي بموته‪ ،‬بل يبقى‬
‫الوديع حافظا ً للوديعة إلى أن ينقضي أجلها ألنها في مصلحته‪ .‬ولكن يجوز له الرجوع‬
‫بإرادته المنفردة ما دامت لمصلحته‪ .‬أما إذا مات المودِع والوديعة في مصلحته جاز لورثته‬
‫الرجوع عن الوديعة في أي وقت ل لموته‪ ،‬بل ألن المودِع له حق الرجوع في أي وقت لو‬
‫كان حياً‪ ،‬ما دامت في مصلحته فينتقل هذا الحق إلى ورثته‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ضمانات حماية الودائع البنكية‬

‫إن الهدف الرئيسي لجميع المودعين هو القدرة على الوصول إلى أموالهم بسهولة والحفاظ على‬
‫سالمتها‪ .‬ومن خالله تم تطوير آليات متعددة لضمان ذلك‪ ،‬بما في ذلك الرقابة البنكية أثناء تنفيذ‬
‫األنشطة المصرفية واتخاذ التدابير الالزمة في حالة مواجهة البنك لتحديات مالية أو قانونية‪.‬‬
‫يهدف كل ذلك إلى تعزيز ثقة المودعين وضمان سالمة وصولهم إلى أموالهم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة البنكية‬

‫تتم ممارس الرقابة على المؤسسات البنكية عن طريق هيئات تقريرية‪ ،‬من قبيل بنك المغرب‬
‫‪32‬‬
‫ووزير القتصاد المالية‪ ،‬باإلضافة إلى هيئات استشارية كالمجلس الوطني لالدخار والئتمان‬
‫ولجنة مؤسسات الئتمان‪ 33‬واللجنة التأديبية المؤسسات الئتمان ‪ ،34‬كل ذلك من أجل التحقق من‬

‫‪32‬المنصوص عليها في المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪.103.12‬‬


‫‪33‬المنصوص عليها في المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪.103.12‬‬
‫‪34‬المنصوص عليها في المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪.103.12‬‬
‫‪23‬‬
‫مدى التزامها بالمعايير والقواعد الحترازية‪ ،‬المنصوص عليها في القانون البنكي ودوريات‬
‫ومناشير بنك المغرب‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬تقضي المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ 103.12‬بأنه يجب على مؤسسات الئتمان‬
‫للمحافظة على سيولتها ومالءتها وتوازن وضعيتها المالية أن تتقيد في صورة فردية أو مجمعة‬
‫أو هما معا أو مجمعة فرعيا عند القتضاء بالقواعد الحترازية المحددة بمناشير يصدرها والي‬
‫بنك المغرب بعد استطالع رأي لجنة مؤسسات الئتمان والمتمثلة في الحفاظ على نسب معينة‪،‬‬
‫ومن بين تلك المؤشرات الواجب على البنك أخذها بعين العتبار نجد "معامل السيولة" الذي‬
‫يجب على البنك أن يحافظ عليه في حدود يقدرها بنك المغرب‪ ،‬بحيث يستطيع البنك توفير هذه‬
‫السيولة انطالقا من األموال المودعة لديه أو لدى بنك المغرب‪ ،‬كما يمكن توفير تلك السيولة‬
‫انطالقا من األصول القابلة للبيع أو إعادة الخصم؛ فضال عن معدل المالءة" الذي يعني مدى‬
‫قدرة البنك على تمويل مختلف المشاريع ومنح الئتمان‪ ،‬دون العتماد كليا على ودائع المودعين‪.‬‬
‫وقد حدد قرار لوزير المالية تحت رقم ‪ 1439/00‬صادر بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪ 2000‬نسبة المالءة‬
‫في ‪ % 8‬تماشيا مع النسبة المعتمدة في التحاد األوربي وقرارات لجنة بازل"‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬تعمل األبناك بقاعدة "توزيع المخاطر" التي تعني تنويع البنك المقرضية والنوعية المشاريع‬
‫الممولة‪.‬‬

‫وبما أن مؤسسات الئتمان تتخذ شكل شركة مساهمة ذات رأسمال ثابت أو تعاونية ذات رأسمال‬
‫متغير‪ ،‬عمال بالمادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ ،103.12‬فإن ملزمة بالضرورة باحترام القواعد‬
‫المحاسبية المفروضة على الشركات التجارية‪ ،‬لكن وفق الشروط المحددة بمناشير يصدرها والي‬
‫بنك المغرب‪ ،‬بعد استطالع رأي لجنة مؤسسات الئتمان والمجلس الوطني للمحاسبة‪ .35‬كما‬
‫يخضع القطاع البنكي بالمغرب الصرامة وقيود كثيرة‪ ،‬بدء من الترخيص للبنك للشروع في‬
‫العمل‪ ،‬مرورا بفرض شكل قانوني معين يشتغل في إطاره‪ ،‬وكذا بضرورة توفره على حد أدنى‬
‫من رأس المال عند اإلنشاء‪ ،‬محدد في مائة مليون وضرورة أن تكون أصول البنك أكثر من‬
‫خصومه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصندوق الجماعي لضمان الودائع‬

‫‪35‬المادة ‪ 71‬من القانون رقم ‪.103-12‬‬


‫‪24‬‬
‫تشهد العديد من قوانين الرقابة البنكية المقارنة الحديثة‪ 36‬على اهتمام متزايد بضمان حماية البنوك‬
‫وتعزيز استقرارها‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تنص العديد من القوانين البنكية على إنشاء هياكل أو‬
‫صناديق خاصة تهدف إلى تقديم الدعم المالي الضروري للمؤسسات الئتمان التي تواجه تحديات‬
‫قانونية أو مالية‪ ،‬قد تؤدي في حال عدم معالجتها إلى تصفيتها‪ .‬وتأتي هذه الخطوة كجزء من‬
‫الجهود الرامية إلى ضمان عدم وقوع البنوك في مشاكل مالية تؤدي إلى تأثير سلبي على النظام‬
‫المصرفي بأكمله‪ ،‬ومن جهة أخرى بضمان إرجاع الودائع البنكية إلى أصحابها في الحالة التي‬
‫يتم فيها تصفية أحد البنوك‪.37‬‬

‫تلزم هذه القوانين أيضا بتأمين إعادة الودائع البنكية إلى أصحابها في حالة تصفية أي بنك‪ .‬يتم‬
‫ذلك بهدف حماية حقوق المودعين وتعزيز الثقة في النظام المصرفي‪ .‬وبفضل هذه اإلجراءات‪،‬‬
‫يتم إنشاء إطار قانوني يهدف إلى تحفيز الستقرار المالي والقانوني للمؤسسات المصرفية‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬تعزيز الستدامة والنمو في القطاع المصرفي‪.‬‬

‫ولم يشكل المغرب استثناء‪ ،‬فقد قضت المادة ‪ 128‬من القانون رقم ‪ 103.12‬بأن يحدث صندوق‬
‫جماعي لضمان الودائع ألجل حماية المودعين‪.‬‬

‫وقد فرض المشرع المغربي في المادة ‪ 129‬من نفس القانون تعويض المودعين‪ ،‬في حالة عدم‬
‫توفير ودائعهم وجميع األموال األخرى القابلة لإلرجاع‪ ،‬كما يجوز للصندوق المذكور على وجه‬
‫الحتياط والستثناء‪ ،‬أن يقدم المؤسسة الئتمان التي في وضعية صعبة مساعدات قابلة لإلرجاع‬
‫وأن يساهم في رأس مالها‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يتضح أن الصندوق الجماعي لضمان الودائع يجمع بين وظيفتين‪ ،‬وقائية تتجلى في تقديم‬
‫مساعدات مالية لكل مؤسسة ائتمان تواجه صعوبات (أول)‪ ،‬ووظيفة عالجية‪ ،‬تتمثل في منح‬
‫تعويضات ألصحاب الودائع الموضوعة بينك في طور التصفية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم مساعدات للبنوك في حالة صعوبة‬

‫إن أنجع وسيلة لمعالجة صعوبات المقاولة هي التمويل الخارجي وبالتالي‪ ،‬إذا كانت المقاولة التي‬
‫تعاني من صعوبات‪ ،‬تلجأ في الغالب إلى البنوك للحصول على اإلمكانات المالية الالزمة لتمويل‬

‫‪ 36‬نذكر على سبيل المثال‪ ،‬صندوق التأمين على الودائع بالبنوك العاملة في مصر والمسجلة لدى البنك المركزي المصري‪.‬‬
‫‪37‬محمد لفروجي‪ ،‬القانون البنكي المغربي وحماية حقوق الزبناء‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص‪.416 .‬‬
‫‪25‬‬
‫مخططات التقويم المعدة إلنقاذها‪ ،‬فإن األمر ليس كذلك بالنسبة للمقاولت التي تتخذ من المهنة‬
‫‪38‬‬
‫البنكية نشاطا لها ‪.‬‬

‫ولمواجهة وضع من هذا القبيل‪ ،‬سمح المشرع المغربي في المادة ‪ 136‬من القانون رقم ‪103.12‬‬
‫للصندوق الجماعي لضمان الودائع‪ ،‬بمنح مساعدات قابلة لإلرجاع على وجه الحتياط والستثناء‬
‫لفائدة مؤسسات الئتمان التي يخشى أن تؤدي وضعيتها مستقبال إلى عدم توفر الودائع وجميع‬
‫األموال األخرى القابلة لإلرجاع‪ ،‬شريطة أن تقدم تدابير تقويمية يقبلها بنك المغرب‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يجوز للبنوك اللجوء إلى الصندوق الجماعي لضمان الودائع‪ ،‬لطلب الحصول‪ .‬على‬
‫المساعدات المالية لتجاوز الصعوبات التي تمر منها‪ .‬وتتخذ هذه المساعدات شكل قرض قابل‬
‫لإلرجاع‪ ،‬كما حول المشرع للصندوق امتيازا لستعادة تلك المساعدات‪ ،‬في حالة تصفية البنك‪،‬‬
‫طبقا لما تقضي به المادة ‪ 139‬من القانون رقم ‪.103.12‬‬

‫أما بشأن مبلغ المساعدات لم يتول القانون أمر تحديدها‪ ،‬بل منح وزير المالية سلطة تحديد المبلغ‬
‫الممكن تقديمه للبنك الذي تعترضه صعوبات‪ ،‬وكيفية تقديم هذه‪ .‬المساعدات وشروطها‪ ،‬حيث‬
‫أكدت المادة الرابعة من قرار لوزير المالية والستثمارات الخارجية (آنذاك)‪ ،‬يتعلق بالصندوق‬
‫الجماعي لضمان الودائع‪ ،39‬على كون هذا الوزير له الصالحية في توجيه تدخل هذا الصندوق‬
‫في مجال تقديم المساعدات المالية للبنوك التي تستدعي أوضاعها ذلك‪ .‬غير أن ما يالحظ على‬
‫هذه المادة كونها تركت بدورها أمر تحديد حجم مساعدات من هذا القبيل وطرق منحها لقرارات‬
‫فردية لحقة يصدرها الوزير المذكور‪ ،‬بمناسبة كل حالة من حالت تعرض أحد البنوك لمشاكل‬
‫مالية يستعصي حلها تجرد العتماد على اإلمكانيات المادية الذاتية للبنك المعني‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يعد مقبول من الناحيتين المالية والقتصادية‪ ،‬باعتبار أن وقت تعرض أحد البنوك ألزمة مالية‪،‬‬
‫قد يختلف عن وقت تعرض بنك آخر لذلك‪ ،‬وأن مصدر هذه األزمة وطبيعتها ودرجة خطورتها‬
‫وتأثيرها على التوازن المالي للبنك الذي يعاني من صعوبة‪ ،‬قد يختلف كذلك من مؤسسة بنكية‬
‫أيضا‪ ،‬حينما أعطى المجلس إدارة صندوق‬ ‫‪40‬‬
‫إلى أخرى‪ .‬وهو ما سار عليه التشريع المصري‬
‫التأمين على ودائع البنوك العامة في مصر‪ ،‬مهمة تحديد قيمة المساعدات الواجب دفعها للبنوك‬

‫‪ 38‬محمد الفروجي‪ ،‬القانون البنكي المغربي وحماية حقوق الزبناء‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص‪415 .‬‬
‫‪ 39‬جاء في هذه المادة ‪ :‬ميحدد وزير المالية والستثمارات الخارجية مبلغ المساعدات القابلة لإلرجاع التي يمكن أتم يمنحها الصندوق‬
‫المؤسسات الئتمان التي تعترضها صعوبات وكذا كيفية إرجاعها ونسبة الفائدة المترتبة عليها إناقتضى الحال ‪.‬‬
‫‪40‬في المادة ‪ 5‬من النظام األساسي لصندوق التأمين على الودائع بالبنوك العاملة في مصر والمسجلة لدى البنك المركزي المصري‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪41‬‬
‫التي تمر بأزمات مالية‪.‬‬

‫‪ -‬تعويض المودعين في حالة تصفية البنك‪.‬‬

‫حددت المادة ‪ 131‬من القانون رقم ‪ 103.12‬مجال ضمان الصندوق لتعويض المودعين عند‬
‫تصفية البنك‪ ،‬في جميع الودائع واألموال األخرى القابلة لإلرجاع التي تجمعها مؤسسة الئتمان‪،‬‬
‫باستثناء ما تلقاه من مؤسسات الئتمان األخرى والشركات التابعة لها وأعضاء أجهزة إدارتها‬
‫ورقابتها وتسييرها والمساهمين فيها الذين يملكون على األقل ‪ %5‬من حقوق التصويت‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الودائع الملقاة من الهيئات التي تقدم الخدمات المشار إليها في المواد ‪ 7‬و ‪ 16‬وكذا الهيئات‬
‫المذكورة في المادتين ‪( 19‬البندين ‪ )( 2‬و‪23‬البنود ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ 6‬و ‪ )7‬من نفس القانون‪.‬‬

‫أما بخصوص مبلغ التعويض الذي يستحقه المودع فقد حددته المادة ‪ 7‬من منشور والي بنك‬
‫المغرب الصادر بتاريخ ‪ 30‬نونبر ‪ 2006‬في ‪ 80.000‬درهم كحد أقصى‪ ،‬األمر الذي من شأنه‬
‫إلحاق ضرر بالمودعين خاصة الكبار منهم‪ ،‬فضال عما نصت عليه المادة ‪ 9‬من نفس المنشور‪:‬‬
‫يعتبر بمثابة مودع واحد ويعوض على هذا األساس‪ - :‬كل شخص يتوفر على حسابات متعددة‬
‫مهما كان عددها أو طبيعتها أو أجالها أو العملة المعمورة بها‪.‬‬

‫أصحاب الحسابات المشتركة بمعنى أن كال من الصنفين سيحصل على تعويض واحد ل يتجاوز‬
‫‪ ،‬بحيث يحتسب مقدار‬ ‫‪42‬‬
‫‪ 80.000‬درهم‪ ،‬مما يعرض أصحاب الودائع لخطر عدم اإلرجاع‬
‫التعريض على أساس صاف بعد خصم جميع القروض أو التسهيالت التي منحتها مؤسسة الئتمان‬
‫للمودع‪. 43‬‬

‫أما بخصوص إجراءات الستفادة من التعويض‪ ،‬ففي حالة تصفية أي مؤسسة بنكية يجب على‬
‫المودعين توجيه طلبات التعويض إلى المصفي‪ ،‬داخل أجل ستة أشهر‬

‫‪41‬يتم في فرنسا تقديم مساعدات مالية من طرف البنوك القائدة البنك الواقع في حالة صعوبة‪ ،‬وذلك بدعوة من والي بنك‬
‫فرنسا باعتباره رئيس اللجنة البنكية‪ ،‬بمقتضى الفقرة الثانية من المادة ‪ 52‬من القانون البنكي الفرنسي‪.‬‬
‫‪42‬أحمد المسرار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138 .‬‬
‫‪43‬ل على هذا السقف إلى ما تضت بعض التشريعات المقارنة كالتشريع المصري الذي حدد السقف األقصى لبلغ الضمان‬
‫في ‪ %90‬من مبلغ الوديعة دون يتجاوز ‪ 100‬ألف جنيه مصري‪ ،‬في حين يصل هذا السقف إلى ‪ 100‬ألف دولر في‬
‫الوليات المتحدة األمريكية وإلى ‪ 7596‬من قيمة الوديعة في حدود ‪ 30‬ألف جنيه استرليني في استراليا‪ ،‬مع العلم أن أكبر‬
‫تعويض في الدول النامية تمنحه نيجيريا ويصل إلى ما يعادل ‪ 12‬ألف دولر‪ ،‬وقد جاء المشرع التركي بحماية أكبر‬
‫للمودعين حين أعطاهم إمكانية استرداد ودائعهم بأكملها من منشروق الشمال دونأن يربط ذلك بسقف معين‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫خاتمة‬

‫بعد النتهاء من هذا العرض الذي انصب على تحليل موضوع الوديعة وذلك من خالل الوقوف‬
‫على مختلف الجوانب الشرعية والقانونية المتعلقة بهذه األخيرة‪ ،‬يتبين لنا وبجالء أهمية الودائع‬
‫بصفة عامة وبالنسبة للبنوك بصفة خاصة‪ ،‬إذ أنها تعتبر من المصادر األساسية التي تتلقى منها‬
‫أموالها سواء البنوك التقليدية او التشاركية التي تعتمد باألساس على الودائع الستثمارية هذه‬
‫األخيرة التي تعتبر بديال شرعيا موافقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫➢ قوانين ومنشورات‪:‬‬
‫➢ ظهير اللتزامات و العقود‪.‬‬
‫➢ قانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات الئتمان والهيئات المعبرة في حكمها‪.‬‬

‫➢ المؤلفات‪:‬‬

‫➢ عائشة الشرقاوي المالقي ‪ :‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬

‫➢ تفريط معالي فضيلة الشيخ صالح بن عبد هللا بن حميد‪ ،‬كتاب المعامالت المالية أصالة‬
‫ومعاصرة‪ ،‬المكتبة الشاملة ‪.‬‬
‫➢ لبن فارس‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫➢ تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري ‪ ،3/1047‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫➢ عبد الرحمان قرمان‪ ،‬العقود التجارية وعمليات الئتمان‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة السفري‬
‫السعودية ‪,2010 ,‬‬

‫➢ محمد جالل سليمان‪ :‬الودائع الستثمارية في البنوك السالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد‬
‫العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة مصر ‪1996‬م‪.‬‬

‫➢ عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ .‬الجزء السابع‪ .‬المجلد‬
‫األول‪ :‬العقود الواردة على العمل‪ :‬المقاولة والوكالة والوديعة والحراسة‪ ،‬طبعة سنة‬
‫‪.2004‬‬

‫‪29‬‬
‫➢ محمد الفروجي‪ ,‬العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة‬
‫‪.2000‬‬

‫➢ نورة غزلن شنيوي‪ ,‬الوسيط في العقود الخاصة‪ :‬العقود المدنية والتجارية والبنكية على‬
‫ضوء المستجدات التشريعية والجتهادات القضائية في القانون المدني وقانون األعمال‪.‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪1438/2017‬م‪.‬‬

‫❖ المقاالت‪:‬‬

‫➢ أنوار بوهالل‪ ،‬سكينة ألوات‪" :‬البنوك التشاركية بالمغرب من واقع الفراغ القانوني إلى‬
‫مرحلة التقنين‪ ،‬مقال منشور بالمجلة اللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد ‪.4‬‬

‫‪30‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫الئحة فك الرموز‪3.............................................................................................................. :‬‬


‫مقدمة ‪4......................................................................................................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام لعقد الوديعة‪6..................................................................................... .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية الوديعة ‪6...............................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف الوديعة‪7........................................................................................ .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز عقد الوديعة عن النظم األخرى وإبراز خصائصه‪10.............................................. .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قيام عقد الوديعة‪13.........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أركان الوديعة‪13......................................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الوديعة‪15......................................................................................... .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثار عقد الوديعة وأسباب انقضائها وضماناتها ‪17..............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آثار عقد الوديعة ‪17.........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التزامات المودع لديه ‪17.................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المودع ‪20..................................................................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انتهاء الوديعة وضماناتها ‪22...............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬انتهاء عقد الوديعة‪22.................................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضمانات حماية الودائع البنكية ‪23..........................................................................‬‬
‫خاتمة ‪28.........................................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪29................................................................................................................‬‬
‫الفهرس‪31...................................................................................................................... :‬‬

‫‪31‬‬
32

You might also like