Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫الفصل الاول‬

‫مشكلة البحث‬
‫أهمية البحث‬
‫أهداف البحث‬
‫حدود البحث‬
‫تحديد المصطلحات‬
‫مشكلة البحث‪-:‬‬
‫يعيش إنسان اليوم في عالم سمته التغير الس ريع حيث يزخ ر بمتغ يرات ال‬
‫حصر لها تتطلب منه فهمه ا والتعام ل معه ا بأس اليب مرن ة وناجح ة لكي‬
‫يتمكن من تحقيق التوافق مع ذاته ومع االخرين ‪.‬‬
‫وإذا ك ان البحث عن اس باب س لوك االنس ان يع د من مب احث علم النفس‬
‫المهمة فان محاولة العث ور على تفس ير علمي لس لوكه وافعال ه من حيث ال‬
‫أحد يشبه االخر في افعاله وتصرفاته يمكن ان تعزى الى طبيع ة االس اليب‬
‫المتبعة والمفضلة لكل شخص في حيات ه وان م ا ش هده الع الم من تغ يرات‬
‫وتط ورات في مختل ف الن واحي التعليمي ة واالجتماعي ة والسياس ية‬
‫واالقتصادية دفع الكثير من الب احثين الى الق ول ان انس ان الي وم يعيش في‬
‫عصر يتسم بالتعب واالرهاق والتوتر واتساع الطموح والتبدل السريع للقيم‬
‫والتقاليد السائدة (طاهر‪.)123: 2003 ،‬‬
‫وان تعدد مصادر الضغوط في العمل جعلت االنسان قلقا" سهل االستثارة ‪،‬‬
‫سريع االنفعال مما انعكس على ادائه الوظيفي وعالقاته بزمالئه في العم ل‬
‫وهذا ما يؤثر حتما في صحته النفسية والجسمية ‪ ،‬إذ ت ؤدي ه ذه الض غوط‬
‫الى سلب المعلم هويته المهنية وض عف الدافعي ة واألداء واإلنه اك الس ريع‬
‫ومن ثم االحتراق النفسي (عسكر‪.)15: 1986،‬‬
‫وان ظاهرة االحتراق النفسي من الموضوعات ال تي اث ارت اهتم ام العدي د‬
‫من الباحثين للقيام بدراسات متنوعة عنها لتأثيرها البالغ في الصحة النفسية‬
‫والجسمية والسيما ان اإلنسان في العصر الحديث‪ ،‬باتت تؤرق ه الكث ير من‬
‫األحداث والمواقف من الصعب التوافق معها (مشعان ‪0) 200 :1998،‬‬
‫وتشير كث ير من الدراس ات الى ان االح تراق النفس ي ل دى طلب ة الجامع ة‬
‫ويعد الحياة الجامعية المحدد االساسي لمدى تحمل الطالب للضغوط النفسية‬
‫والجس مية وبالت الي لالح تراق النفس ي ال ذي يواجه ه كم ا يمث ل طالب‬
‫الجامعة ثروة وطنية بالغة األهمية في أي مجتمع باعتبارهم الطاقة الدافع ة‬
‫نح و التق دم والتنمي ة‪ ،‬ومن ثم ف انهم بحاج ة إلى تق ديم الرعاي ة النفس ية‬
‫واالجتماعي ة والعلمي ة لهم من أج ل توظي ف طاق اتهم في تط وير وتنمي ة‬
‫مجتمعاتهم إال أن طالب الجامعة يتعرضون إلى ضغوط نفس ية واجتماعي ة‬
‫وأكاديمية متنوعة وه ذه الض غوط ق د يك ون له ا أث ر س لبي على الطالب‪،‬‬
‫حيث أن كثرة الضغوط وعدم قدرة الطالب على مواجهته ا يمكن أن ي ؤدى‬
‫بالط الب إلى الش عور بالعدي د من المش كالت النفس ية وال تي من أخطره ا‬
‫الشعور باالحتراق النفسي ولذلك اهتم الب احثون بدراس ة مش كلة االح تراق‬
‫لما يمكن أن يكون لها من آثار سلبية على مجمل حي اة األف راد عالوة على‬
‫ذلك فإن دراسة اإلحتراق النفسي لدى الطلبة تعد أمرا مهم ا حيث يمكن أن‬
‫تسهم في تجنيب طالبنا الوقوع في براثن الضغوط واالحتراق وأن نغ رس‬
‫في نفوس هم الدافعي ة إلى إكتس اب المه ارات العلمي ة والحياتي ة المناس بة‪.‬‬
‫( يوسف ‪.)1: 2005،‬‬
‫وفي ه ذا الص دد يش ير ‪ Jacobs & Dodd 2003‬إلى أن االح تراق‬
‫األك اديمي أو االح تراق المرتب ط بالدراس ة يمث ل مش كلة أكاديمي ة ج ديرة‬
‫بالدراس ة نظ رًا ألن ه يمكن أن ي ؤثر على مس توى الطالب الدراس ي‪ ،‬وق د‬
‫يؤدى بهم إلى العزوف عن الدراسة‪ ،‬ويمكن أن يؤدى الى تكوين اتجاه ات‬
‫سلبية نحو الدراسة وتشير بعض الدراسات أيض ا إلى أن الخ برات الس لبية‬
‫والضغوط التي يمر بها الطالب قد يكون لها أثر سلبى على بعض الطالب‬
‫وقد يكون هذا األثر هو الشعور ب القلق أو االكتئ اب أو الش عور ب االحتراق‬
‫النفسي الذي يمكن أن ي ؤدى إلى العدي د من المش كالت التعليمي ة والنفس ية‬
‫كما أشارت إلى ذلك دراسات‪( .‬التكريتي‪.)15: 1995،‬‬
‫أهمية البحث‪-:‬‬
‫الجامعة هي اساس بناء شخصية الطالب الجامعي من خالل تفاعله م ع من‬
‫حول ه من الن اس في بيئت ه االجتماعي ة وفي ض وء ذل ك التفاع ل ‪ ،‬تتح دد‬
‫العالقات االجتماعية ‪ ،‬وطرق التعامل وأنماط السلوك التربوي التي يه دف‬
‫اليها ذلك المجتمع (الشبلي ‪.)7 :2000،‬‬
‫ويعد الطالب محورا" أساسيا" في العملية التربوية والتعليمية بل ه و حج ر‬
‫الزاوي ة في ه ذه العملي ة ‪ ،‬فه و الق ادر على ان يجع ل من المع ارف‬
‫والمه ارات خيوط ا" قوي ة تتالحم في بن اء شخص يته ‪ ،‬ومن خالل تفاعل ه‬
‫معهم فهو يتصل بشريحة واسعة من المجتمع يتعامل ويتفاعل معه ا ت اثرا"‬
‫وت أثيرا" ‪ ،‬وي ترك بص ماته على س لوك افراده ا وتوجه اتهم في الحي اة‬
‫(نشواتي ‪ )229 :1985،‬ومهما كان مستوى المناهج ‪ ،‬والكتب الدراس ية‬
‫(أبو عالم‪ .)20 :1986،‬والعاملين في مهنة التعليم يؤثرون في تالمي ذهم‬
‫نتيجة لممارساتهم التي تعكس مهاراتهم وخلفيتهم العلمي ة وادراكهم ألهمي ة‬
‫ه ذه المهن ة ومن هن ا ت أتي أهمي ة المرحل ة الجامعي ة ودوره ا في بن اء‬
‫الج وانب المختلف ة من شخص ية الطالب ‪ ،‬وت راعي مي ولهم وحاج اتهم ‪،‬‬
‫وتتيح لهم ف رص التعب ير عن أنفس هم ‪ ،‬وته يئ األنش طة والفعالي ات ال تي‬
‫تمكنهم من التفاعل الص حيح م ع بيئ اتهم ‪ ،‬وتجعلهم ق ادرين على التواف ق‬
‫االجتماعي والنفسي (هرمز‪.)70 ، 1986،‬‬
‫ويش ير ديركه ايم ( ‪ ) Dirkheim‬إلى أن الجامع ة هي البيئ ة المناس بة‬
‫لتشكيل النماذج االخالقي ة واالجتماعي ة ونق ل حض ارة المجتم ع(الش امي ‪،‬‬
‫‪)18 :1989‬‬
‫ولقد أشارت العديد من الدراسات ومنها دراس ة ( س ويني ‪ ) Sweeny‬إلى‬
‫إن للعالقات اإلنسانية في جو الجامعة االثر األكبر في تك وين الرض ا ل دى‬
‫طالب الجامعة وهذا ينعكس بدوره على ادائهم وس لوكهم (حم دي‪:2002،‬‬
‫‪.)8‬‬
‫وان لشخصية الطالب الج امعي واتزان ه الع اطفي وص حته النفس ية أث را"‬
‫كب يرا" في س لوكه م ع اآلخ رين من جه ة وفي أدائ ه من جه ة ثاني ة (أب و‬
‫طالب ‪.) 87: 2000،‬‬
‫ونظرا" ألهمي ة ظ اهرة االح تراق النفس ي فق د حظيت باهتم ام العدي د من‬
‫الباحثين ألثارها السلبية في العنصر البش ري في مج ال العم ل واالنج از‬
‫(عسكر‪.)13: 1986 ،‬‬
‫ويعد االحتراق النفسي من الظواهر السلبية الخطيرة التي غالب ا" م ا يع اني‬
‫منه ا الطلب ة ‪ ،‬فطبيع ة ترك يزهم تتطلب منهم المش اركة الوجداني ة والتفهم‬
‫والتع اطف م ع اآلخ رين بجه د متواص ل مم ا ق د ي ؤدي بهم الى الش عور‬
‫بالتوتر واالنهاك والتعب الشديد وبالتالي الشعور بضعف الدافعية واالب داع‬
‫وتدهور الصحة النفسية (الخزرجي‪( )2 :2002،‬الجميلي‪.) 8: 2004،‬‬
‫أهداف البحث‪-:‬‬
‫التعرف على ‪-:‬‬
‫‪.1‬مستوى االحتراق النفسي لدى طلبة الجامعة‪.‬‬
‫‪.2‬دالل ة الف روق في مس توى االح تراق النفس ي ل دى طلب ة الجامع ة تبع ًا‬
‫لمتغير الجنس (ذكور – إناث ) ‪.‬‬
‫‪ .3‬داللة الف روق في مس توى االح تراق النفس ي ل دى طلب ة الجامع ة تبع ًا‬
‫لمتغير التخصص الدراسي ( علمي ‪ -‬إنساني ) ‪.‬‬
‫‪ .4‬مستوى النسق القيمي لدى طلبة الجامعة‪.‬‬
‫‪ .5‬داللة الفروق في مستوى النسق القيمي لدى طلبة الجامع ة تبع ًا لمتغ ير‬
‫التخصص الدراسي ( علمي – إنساني )‪.‬‬
‫حدود البحث‪-:‬‬
‫تحديد المصطلحات‬
‫االحتراق النفسي (‪) Psychological Burnout‬‬
‫‪-‬عرف ه فروي دن ب يرجر ( ‪ -: )Fruden Berger,1974‬بأن ه حال ة من‬
‫اإلنهاك تحصل نتيجة لألعباء والمتطلب ات الزائ دة والمس تمرة الملق اة على‬
‫ع اتق األف راد على حس اب طاق اتهم وق وتهم ‪ ،‬ويمكن التع رف على ه ذه‬
‫الحالة عبر مجموعة من األعراض النفسية والجسمية التي تص يب األف راد‬
‫بدرجة تختلف من شخص لألخر (الزيود‪)205 : 200 2 ،‬‬
‫‪ -‬عرفه نيهاس (‪ -: ) Niehaus ،1981‬بأنه النفاذ الكلي للذخيرة الذهنية‬
‫والجسمية نتيجة الجهد الزائد للوصول إلى بعض األهداف غ ير الواقعي ة ‪،‬‬
‫ذات العالقة بالوظيفة (‪) Niehaus, 26 : 1981‬‬
‫‪ -‬عرف ه ماس الك (‪ -: ) Maslach،1982‬بأن ه حال ة من االس تنزاف‬
‫االنفع الي والعبء األك ثر من طاق ة الف رد على التحم ل ‪ ،‬واإلحس اس‬
‫بالقص ور والعج ز عن تأدي ة العم ل بالمس توى المطل وب (‪: 1: 1982‬‬
‫‪) Maslach‬‬
‫‪ -‬عرفه مكارثي (‪ -: )McCarthy، 1985‬بأنه مجموعة أعراض تتميز‬
‫باإلجهاد الب دني واالنفع الي المس تمر متض منا ظه ور مواق ف س لبية نح و‬
‫العم ل وفق دان االهتم ام والتع اطف م ع اآلخ رين (‪، 30 : 1985‬‬
‫‪) McCarthy‬‬
‫‪ -‬عرفه عسكر (‪ -: )1986‬بأنه التغيرات السلبية في االتجاهات والسلوك‬
‫الخاص ة ب الفرد ‪،‬ك رد فع ل لض غوط العم ل ‪ ،‬ومن أهم مظ اهره فق دان‬
‫االهتم ام ب المراجع ‪ ،‬وأداء العم ل بطريق ة آلي ة ‪ ،‬والنقص بالدافعي ة ‪،‬‬
‫ومقاومة التغيير وفقدان االبتكارية ( عسكر ‪)9 : 1986،‬‬
‫‪ -‬عرف ه بالس (‪ -: ) Blasé ،1987‬بأن ه ن وع من أن واع ردود الفع ل‬
‫المزمن ة للض غوط ذات الت أثير الس لبي الطوي ل األم د (‪،279: 1987‬‬
‫‪)Blasé‬‬
‫‪ -‬عرفه صالح ( ‪ -: ) 1994‬بأنه حالة من اإلنهاك العاطفي او االنفع الي‬
‫والجسدي والذهني الناتج من أعباء العمل يرافقه إهمال للمراجع ورغبة في‬
‫ترك العمل (صالح ‪)21 :1994،‬‬
‫‪ -‬عرفه هيلز وهيل ز (‪ -: )Helz and Helz , 1999‬بأن ه عب ارة عن‬
‫أعباء جسمي وانفعالي نتيجة للضغط النفسي (هيلز وهيلز ‪)345: 1999،‬‬
‫‪ -‬عرفه الشربيني (‪ -: )2001‬بأنه الحال ة ال تي تح دث لألش خاص ال ذين‬
‫يقومون بأعم ال روتيني ة ممل ة حيث يص ل بهم األم ر إلى فق دان الحم اس‬
‫والتثاقل في العمل وضعف اإلنتاجية واالنجاز وع دم الق درة على االبتك ار‬
‫(الشربيني ‪.)56 :2001،‬‬
‫ونستخلص من التعاريف السابقة لالحتراق النفسي بأنه‪-:‬‬
‫حالة من االستنزاف االنفعالي والبدني من طاقة الفرد‪0‬‬
‫يظهر نتيجة التوتر والضغوط الشديدة التي يسببها العمل‪0‬‬
‫أهم مظاهره فقدان االهتمام ونقص في الدافعية وقل ة النش اط وض عف أداء‬
‫العمل‪.‬‬
‫وقد تبنت الباحثة تعريف الخزرجي لالحتراق النفسي الن الباحث ة اعتم دت‬
‫على مقياسه لالحتراق النفسي‪ ،‬حيث يع رف الخ زرجي االح تراق النفس ي‬
‫بأنه‪-:‬‬
‫(األعراض التي تظهر على المعلمين أو المعلم ات في الم دارس االبتدائي ة‬
‫والتي تتمثل في اإلجهاد االنفع الي وتبل د الش عور أو ع دم اإلحس اس بقيم ة‬
‫الفرد والتقييم السلبي للذات ولالنجازات الشخص ية ‪،‬نتيج ة ض غوط العم ل‬
‫ذات التأثير السلبي ) (الخزرجي ‪.)14 :2002،‬‬
‫اما التعريف اإلجرائي لالحتراق النفسي فهو( يتمثل باستجابات أفراد عين ة‬
‫البحث على مقي اس االح تراق النفس ي مع برا عنه ا بالدرج ة الكلي ة ال تي‬
‫يحصل عليها "المعلم أو المعلمة "على فقرات هذا المقياس)‪.‬‬

‫الفصل الثاني اإلطار النظري و الدراسات السابقة‬


‫الدراسات التي تناولت متغير االحتراق النفسي‪:‬‬
‫دراسة حس‪%%‬ين ‪ 1996‬االحتراق النفس ي ل دى طلب ة الدراس ات العلي ا من‬
‫التدريسيين واساليب تخفيفه ه دفت الدراس ة إلى معرف ة االح تراق النفس ي‬
‫لدى التدريسين المجازين دراسيا لدراسة ال دكتوراه في الجامع ات العراقي ة‬
‫وتبعا لمتغيرات الجنس والحالة االجتماعي ة وموق ع الس كن‪ .‬تك ونت العين ة‬
‫من (‪ )409‬طالبًا وطالبة من التدريسين المجازين دراسيا لقياس االح تراق‬
‫النفسي ‪ .‬أعدت الدراسة مقياسا في ضوء ابعاد مقياس ما سالش تك ون من‬
‫(‪ )42‬فق رة يجيب عنه ا المفح وص باختي ار اح د الب دائل ض عيف ج دا أو‬
‫ضعيف او معتدل او شدید او شديد جدا وبعد تحليل النتائج باستخدام تحلي ل‬
‫التب اين الثالثي اتض ح أن ال ذكور أك ثر احتراق ا نفس يا من االن اث وان‬
‫المتزوجين أكثر احتراقا من غير المتزوجين كما أن الفرق في موقع السكن‬
‫لم يكن بداللة أحصائية وبشكل عام فان أفراد العين ة يع انون من االح تراق‬
‫النفسي (حسين ‪.)7 : 1996 ،‬‬
‫دراسة باوية (‪ )2012‬هدفت الدراس ة الحالي ة إلى التع رف على مس توى‬
‫االحتراق النفسي لدى الطلبة الجامعيين في كلية العلوم االجتماعي ة بجامع ة‬
‫قاص دي مرب اح بورقل ة " م ع األخ ذ بعين االعتب ار المتغ يرات التالي ة ‪:‬‬
‫الجنس) ذكور – إناث التخصص الدراسي ( علم النفس – عل وم التربي ة )‬
‫نمط اإلقامة ( الداخلي ‪ -‬الخ ارجي ( وأث ر ه ذه المتغ يرات على االح تراق‬
‫النفسي واس تخدمت الباحث ة لجم ع بيان ات ه ذه الدراس ة مقي اس االح تراق‬
‫النفسي المصمم لهذا الغ رض‪ ،‬حيث طب ق على طلب ة الس نة الرابع ة بقس م‬
‫علم النفس وعلوم التربية بكلية العلوم االجتماعي ة على عين ة قوامه ا ‪170‬‬
‫طالب وطالبة تم اختيارهم بطريقة عشوائية‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى النت ائج‬
‫التالية ‪ :‬مستوى االحتراق النفس ي ل دي الط الب الج امعي مرتف ع ال توج د‬
‫فروق دالة إحصائيا بين متوس طات الطلب ة الج امعيين تبع ا لمتغ ير الجنس‬
‫( ذك ور (إن اث) ‪ .‬ال توج د ف روق دال ة إحص ائيا بين متوس طات الطلب ة‬
‫الجامعيين تبعا لمتغير نمط اإلقام ة الداخلي ة والخارجي ة ( ال توج د ف روق‬
‫دالة إحصائيا بين‪ .‬متوسطات الطلب ة الج امعيين تبع ا لمتغ ير التخص ص )‬
‫علم النفس وعلوم التربية‪(.‬باوية ‪.) 315 :2012 ،‬‬
‫كما هدفت دراسة (‪ )Balogun et al., 1996‬إلى الكش ف عن العالق ة‬
‫بين االحتراق واألداء األكاديمي لدى طالب الجامعة وتكونت عينة الدراسة‬
‫من ‪ 27‬طالبا بكلية العالج الطبيعي تراوحت أعمارهم بين ‪ 23 -46‬س نة‬
‫وقد طبقت عليهم قائمة االحتراق النفسي ولم تسفر نتائج الدراسة فى وجود‬
‫عالقة دالة بين التقدير الدراسي وبين أبعاد االحتراق الثالثة ‪ :‬االنهاك‪ ،‬تبلد‬
‫المشاعر والكف اءة الشخص ية‪ .‬و ه دفت دراس ة زينب ش قير (‪ )1997‬إلى‬
‫الكش ف عن العالق ة بين الض غوط النفس ية واالح تراق النفس ي‪ ،‬والتع رف‬
‫على تأثير نوع االقامة داخلية خارجي ة ون وع الدراس ة بالكلي ة على تق دير‬
‫طالبات الجامع ة للض غوط النفس ية واالح تراق تك ونت عين ة الدراس ة من‬
‫‪ 300‬طالبة بجامعة المل ك عب د العزي ز بج دة بالمملك ة العربي ة الس عودية‬
‫واستخدمت الباحثة مقياسي الض غوط واالح تراق النفس ي وانتهت الدراس ة‬
‫الى وجود عالقة ارتباطية دالة بين الضغوط النفسية واالحتراق النفسي كما‬
‫أس فرت النت ائج عن وج ود ف روق في تق دير طالب ات االقام ة الخارجي ة‬
‫وطالبات االقامة الداخلية على مقياسي الضغوط النفسية واالحتراق النفس ي‬
‫لصالح طالبات االقام ة الداخلي ة كم ا كش فت النت ائج عن وج ود ف روق في‬
‫االح تراق النفس ي لص الح طالب ات الكلي ات العلمي ة‪Balogun et al،(.‬‬
‫‪)٩٩:1996‬‬
‫و ه دفت دراس ة (‪ )Schaufeli )2002‬إلى الكش ف عن العالق ة بين‬
‫االحتراق‪ .‬والمشاركة لدى طالب الجامعة تكونت عين ة الدراس ة من ثالث‬
‫مجموعات ‪ :‬مجموعة من أسبانيا ) (‪ – )623‬مجموعة من البرتغ ال (ن (‬
‫‪ )727‬ومجموع ة من هولن دا ) (‪ – )311‬واس تخدمت الدراس ة قائم ة‬
‫ماس الش لالح تراق الدراس ي المكون ة من ثالث ة أبع اد وهي االنه اك ‪-‬‬
‫السخرية الكفاءة ومقياس المشاركة ( المكون من ثالث ة أبع اد وهي النش اط‬
‫التف اني واالس تغراق ‪ ،‬وأس فرت النت ائج عن وج ود عالق ة س لبية بين‬
‫االحتراق والمش اركة ‪ .‬كم ا كش فت النت ائج عن وج ود عالق ة بين الكف اءة‬
‫والنش اط واألداء الدراس ي ‪ .‬كم ا توص لت النت ائج أيض ا إلى تش ابه البني ة‬
‫العاملي ة لمقي اس االح تراق ومقي اس المش اركة ل دي العين ات الثالث ة‪(.‬‬
‫‪)٣١ :Schaufeli، 2002‬‬

‫وحاولت دراسة (‪ )Jacobs & Dodd )2003‬الكشف عن العالق ة بين‬


‫المساندة االجتماعية والشخصية وأعباء العمل واالحتراق لدى عينة مكون ة‬
‫من ‪ 149‬من طالب الجامعة ‪ .‬وقد طبق عليهم مقياس المساندة االجتماعية‬
‫المدركة متعدد األبعاد‪ ،‬مقي اس الحال ة المزاجي ة العام ة‪ ،‬وقائم ة ماس الش‬
‫لالحتراق النفسي وقد أوضحت النتائج أنه أمكن التنبؤ بالمستويات المرتفعة‬
‫من االح تراق من خالل الحال ة المزاجي ة الس لبية ومن أعب اء العم ل‬
‫الشخصية كما أمكن التنبؤ بالمس تويات المنخفض ة من االح تراق من خالل‬
‫الحال ة المزاجي ة االيجابي ة والمش اركة في األنش طة الالص فية والمس اندة‬
‫االجتماعي ة المدرك ة وخاص ة المس اندة االص دقاء‪Jacobs &،2003 .‬‬
‫‪.))Dod‬‬
‫أعراض االحتراق‬
‫يمكن أن نستخلص أهم أعراض االحتراق من خالل مراجعة األدبيات بأنها‬
‫االنهاك الجسدى واالنهاك االنفعالى وتدنى شعور الفرد باإلنجاز ‪ .‬وق د ق ام‬
‫جمع ة يوس ف (‪ )39( )2007‬بمراجع ة ال تراث النفس ي في ه ذا الص دد‬
‫وانتهى إلى أن هناك ثالثة أعراض رئيسية لالحتراق النفسي وهي‪:‬‬
‫اإلنهاك الجسدي ويتميز هذا الجانب بالتعب‪ ،‬وتوتر العضالت‪ ،‬والتغير في‬
‫عادات األكل والنوم‪ ،‬وانخفاض مستوى الطاقة بش كل ع ام ولع ل الع رض‬
‫األول الذي يسترعى االنتباه ه و وعك ة ص حية عام ة وتع نى الس ام ب دون‬
‫سبب ظاهر‪(،‬الخزرجي‪)24 :2002 ،‬‬
‫اإلنهاك االنفعالي ويتم التعبير عن ه بأن ه ش عور باإلحب اط والي أس والعج ز‬
‫واالكتئاب والحزن‪ ،‬والتبلد تجاه العم ل‪ ،‬ويع بر األف راد عن ه ب أن ص برهم‬
‫نقد‪ ،‬ويظه رون ش عورا متك ررا باالس تثارة والغض ب ب دون س بب مح دد‬
‫وتكون الطامة الكبرى عندما ال يبالون بأي جانب من حياتهم المهني ة ال تي‬
‫كانت مهمة جدا بالنسبة لهم‪(.‬القصير‪.)5 – 4: 1993،‬‬
‫االنه اك العقلي النفس ي حيث يش كو األف راد ال ذين يع انون من االح تراق‬
‫النفس ي من ع دم الرض ا عن أنفس هم وعن مهنهم وحي اتهم بش كل ع ام‪،‬‬
‫ويشعرون بعدم الكفاءة‪ ،‬وعدم الفعالية والدونية‪ ،‬ح تى ل و لم يكن ل ديهم أي‬
‫من ه ذه الحق ائق وم ع م رور ال وقت ينظ ر ه ؤالء األف راد إلى اآلخ رين‬
‫المرض ى‪ ،‬العمالء ‪ ،‬الزب ائن ال زمالء‪ ،‬األه ل على أنهم مص در لإلث ارة‬
‫والمش كالت ‪ .‬ويميل ون أيض ا إلى االعتق اد ب أن هن اك ش يًئ ا م ا خط أ في‬
‫أنفسهم‪ ،‬ألن العمل الذي كان يعطيهم المتع ة أص بح س طحيا وممال ومن ثم‬
‫يشعرون بلوم الذات وتأنيب الضمير ‪(.‬صالح‪.)55 :1994،‬‬

‫أسباب االحتراق‬
‫يمكن أن يح دث االح تراق نتيج ة للتفاع ل بين الخص ائص التنظيمي ة‬
‫للمؤسس ات والج وانب الشخص ية لألف راد ‪ .‬ومن أهم الج وانب الشخص ية‬
‫التي يمكن أن تك ون مص درا لالح تراق انخف اض تق دير ال ذات والص ورة‬
‫السلبية عن ال ذات وانخف اض مس توى الدافعي ة ‪ )Slivar, 2001(.‬اال أن‬
‫معظم الدراسات تش ير إلى أن الج وانب التنظيمي ة هي الس بب ال رئيس في‬
‫حدوث االحتراق‪ .‬وفي ه ذا الس ياق يؤك د جمع ة يوس ف (‪)40( )2007‬‬
‫على أن السبب األكبر لإلح تراق يق ع في بيئ ة العم ل المختل ة ال تي تس مح‬
‫بتعظيم مستويات الضغوط واإلحباط‪ ،‬والقهر لفترات طويلة من الزمن‪ ،‬في‬
‫ال وقت ال ذي ت تيح في ه مكاف ات ض ئيلة لمواجه ة ك ل ذل ك وي رى أن أهم‬
‫العوامل التي تسهم في حدوث االحتراق النفسي في بيئة العمل تش مل عبء‬
‫زائد و مزمن للعمل‪ ،‬ومه ام ميت ة وبيروقراطي ة متزاي دة‪ ،‬وأعم ال كتابي ة‬
‫وتواصل ضحل ومردود ضعيف‪ ،‬ونقص المكافآت‪ ،‬وغياب الدعم‪( .‬مقابلة‬
‫‪) 2 :1996،‬‬
‫كما حدد مجموعة عوام ل تنظيمي ة مؤسس ية ت ؤدي الي االح تراق النفس ي‬
‫ل دى الم وظفين والع املين بص فة عام ة وأش ارا إلى أن التغلب على ه ذه‬
‫األم ور يمكن أن يس هم في تحقي ق االرتب اط ال وظيفي وه ذه العوام ل هي‪:‬‬
‫ضغط العم ل ‪ work overload‬يش عر الموظ ف ب أن لدي ه أعب اء كث يرة‬
‫مناطة به وعليه تحقيقها في مدة قص يرة ج دا ومن خالل مص ادر مح دودة‬
‫وشحيحة‪ ،‬وال سيما بعد اس تغناء كث ير من الش ركات عن أع داد كب يرة من‬
‫الموظفين والعمالة‪ ،‬األعب اء الوظيفي ة على األش خاص الب اقين في العم ل‪،‬‬
‫ومطالبتهم بتحسين أدائهم وزيادة انت اجيتهم‪.‬وإن أح د محدودي ة ص الحيات‬
‫العمل المؤشرات التي تؤدي االحتراق النفسي ه و ع دم وج ود ص الحيات‬
‫التخاذ قرارات‪ .‬لحل مشكالت العمل وتتاتي هذه الوضعية من خالل وجود‬
‫سياس ات وأنظم ة ص ارمة ال تعطي مس احة من حري ة التص رف واتخ اذ‬
‫االجراء المناسب من قبل الموظف‪( .‬الجميلي ‪)41 :2004،‬‬

‫قلة التعزيز االيجابي أو نقص المكافأة على االسهامات عدما يبذل الموظف‬
‫جهدا كبيرا في العمل وما يستلزم ذلك من ساعات اضافية وأعمال ابداعي ة‬
‫دون مقاب ل م ادي أو معن وي يك ون ذل ك مؤش را آخ ر على المعان اة‬
‫واالح تراق ال ذي يعيش ه الموظ ف و ض عف مس توى االجتماعي ة يحت اج‬
‫الموظف أحيانا الى مشاركة اآلخرين في بعض الهموم واألفراح والتنفيس‪،‬‬
‫لكن بعض األعمال تتطلب فصال فيزيقيا في المك ان وعزل ة اجتماعي ة عن‬
‫اآلخ رين‪ ،‬حيث يك ون التعام ل أك ثر م ع األجه زة والحاس بات وداخ ل‬
‫المختبرات والمكاتب المغلقة و قلة االنصاف والعدل أحيانا تحميل الموظف‬
‫مسئوليات ال يكون في مقدوره تحملها ‪ .‬وعند إخالله بها يتم محاسبته‪ .‬وق د‬
‫يكون القصور في أداء العمل ليس تقاعس ا من الموظ ف‪(.‬حس ين ‪:1996،‬‬
‫‪.)30‬‬

You might also like