Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫الرتمجة وحتقيق التواصل بني الثقافات‬


‫‪Translation and realization of intercultural‬‬
‫‪communication.‬‬
‫جالل مبسوط‬ ‫أ‪.‬‬
‫دكتور ابحث‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر‬
‫املهراز فاس املغرب‬
‫‪Jalal.mabsoute@hotmail.fr‬‬

‫اتريخ النشر‪0202/27/27 :‬‬ ‫اتريخ اإلرسال‪ 0202 /22 /20:‬اتريخ القبول‪0202 /20 /02 :‬‬

‫ملخص‪ :‬يدور موضوع هذا البحث حول الرتمجة من حيث اجلانب النظري الذي يعد‬
‫املكون األساسي للممارسة الفعل الرتمجي‪ ،‬هلذا تطرقت يف هذه الورقة بشكل مباشر إىل الدور‬
‫الرئيس الذي تلعبه الرتمجة يف مد اجلسور بني احلضارات والشعوب يف مجيع جماالت احلياة اليومية‪،‬‬
‫سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية‪ ،‬ألن بواسطتها يتم شق السبل ملعرفة‬
‫الثقافات األخرى واإللطعاع عل أعرافها وتقاليدها واالستفادة منها ومن اجاراها عل مستوى مجيع‬
‫اجملاالت؛ لذلك تعترب من أهم الوسائل املستخدمة منذ القدم يف خلق هذا التفاعل الثقايف‬
‫واحلضاري الذي مي ّكن الشعوب من االستفادة من بعضها البعض السيما وأهنا حتظ مبكانة متميزة‬
‫بفضل إسهامها ال فعال والكبري يف معرفة اآلخر واالنفتاح عليه وعل ثقافته‪ ،‬مث الدخول معه يف‬
‫حوار؛ مث تناولت دور املرتجم ومسامهته يف إخراج نص حيقق ذلك التفاعل بني الثقافات‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الرتمجة‪ ،‬اللغة األصل‪ ،‬اللغة اهلدف‪ ،‬املثاقفة‪ ،‬التواصل الثقايف‪.‬‬
‫‪Abstract : The present article deals with the concept of‬‬
‫‪translation and its key role in establishing intercultural‬‬
‫‪communication and building bridges between peoples of different‬‬
‫‪cultures and civilizations around the world. Translating a‬‬
‫‪language to another one entails transmitting cultural values and‬‬
‫‪traditions of one particular cultural group to another different one.‬‬
‫‪Hence, translation is widely used as an important tool to get two‬‬
‫‪cultures closer in a way that makes peoples of different cultures‬‬
‫‪interact and exchange their values, experiences and perspectives.‬‬
‫‪In fact, translation has been long used as an effective tool‬‬
‫‪throughout the human history to open eyes to other civilizations‬‬
‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪36‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫‪and establish an on-going dialogue between different cultures and‬‬


‫‪peoples. With this in mind, the present article seeks to investigate‬‬
‫‪the role of the translator along with his contribution in producing‬‬
‫‪a text that achieves this intercultural encounter.‬‬
‫‪Key- words : Translation, original language, target‬‬
‫‪language, literacy, cultural communication .‬‬
‫تقدمي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫من املعلوم أن الشعوب ال ميكنها أن تعيش مبعزل عن بعضها بعض‪ ،‬نظرا‬
‫لوجود جمموعة من العوامل املختلفة اليت تتدخل وتساهم يف تقاراها وتعايشها ‪ -‬سواء‬
‫كانت هذه العوامل اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية ‪ -‬وتتحكم يف لطبيعة‬
‫هذا التعايش ومدى تداخله؛ ولعل عملية الرتمجة يف مشوليتها تعترب واحدة من بني‬
‫هذه العوامل الثقافية والفكرية اليت حتمل أبعادا تتجل أساسا يف إثراء الرتاث اإلنساين‬
‫ورفع العزلة الثقافية بني احلضارات واألمم‪ ،‬حيث كان كل شعب يتعرف من خعاهلا‬
‫عل آداب الشعوب األخرى‪ ،‬فيستفيد وأيخذ منها معلومات وفرية حول الواقع‬
‫االجتماعي واحلضاري لتك الشعوب‪.‬‬
‫لذلك ارأتينا يف هذا املقام أن نعاجل إشكالية الرتمجة ومسامهتها يف مد‬
‫جسور التواصل والتفاعل بني احلضارات‪ ،‬وذلك من خعال اإلجابة عن بعض األسئلة‬
‫اليت لطرحنها يف هذا السياق من قبيل‪ :‬هل تعترب الرتمجة وسيلة من وسائل التواصل‬
‫الثقايف؟ وأبي صيغة من الصيغ تساهم يف تعاقح الثقافات وخلق اجلسور التواصلية‬
‫بني احلضارات؟ وكيف ميكنها أن حتقق هذه الوظيفة بني الثقافات رغم اختعاف‬
‫مشاراها؟‪.‬‬
‫الوظيفة التواصلية للرتمجة‬ ‫‪.0‬‬
‫ميكننا من خعال هذه األسئلة وغريها أن ننفتح ونشري إىل الدور الطعائعي‬
‫الذي تؤديه الرتمجة وععاقتها ابلتداخل الثقايف بني احلضارات وكذا الوظيفة التواصلية‬
‫اليت هي جوهرها األساسي‪.‬‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪37‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫مما ال شك فيه أن عملية الرتمجة ليست بنشاط اثنوي يقتصر عل معيار‬


‫لساين يتجل يف كوهنا عبارة عن عملية نقل من لغة إىل لغة أخرى‪ ،‬كما هو متداول‪،‬‬
‫بل اجاوزت جوهرها التقين الكعاسيكي إىل ممارسة مركزية تستدعي ما هو نظري‬
‫وثقايف واقتصادي وكذا اجتماعي‪ ،‬وأصبحت آلية من اآلليات املسخرة من القدم‬
‫لتعايش األمم والشعوب‪ ،‬السيما وأهنا حتظ مبكانة متميزة بفضل إسهامها الفعال‬
‫والكبري يف معرفة اآلخر واالنفتاح عليه وعل ثقافته‪ ،‬مث الدخول معه يف حوار‪ ،‬ولعل‬
‫هذا ما أكده أنطوان برمان حينما قال إن "عملية الرتمجة هي مبنزلة اكتشاف لآلخر‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أي للغته ولثقافته‪ ،‬أو هي بسط لثنااي أفكاره وتفسريها وأتويلها وإعادة صياغتها"‪.‬‬
‫لذلك تعترب الرتمجة من أهم الوسائل املستخدمة يف خلق هذا التفاعل الثقايف‬
‫واحلضاري الذي مي ّكن الشعوب من االستفادة من بعضها البعض‪ ،‬حيث إهنا عبارة‬
‫عن "لطاقة منبع للخلق واإلبداع ‪ ، ...‬وأيضا انفتاح وإنصات وحتاور وتفاعل مع‬
‫اآلخر"‪ ،2‬فلهذا كلما تزايدت حركة الرتمجة من لغة ما إىل اللغات األخرى تزايد بذلك‬
‫الثراء الثقايف يف احلضارة اإلنسانية عموما‪ ،‬ألن بواسطتها يتم شق السبل ملعرفة‬
‫ا لثقافات األخرى وااللطعاع عل أعرافها وتقاليدها مث االستفادة منها ومن اجاراها‬
‫عل مستوى مجيع اجملاالت‪.‬‬
‫والواقع أن حضورها مرتبط اهذا التعايش والتفاعل بني احلضارات‪ ،‬ألهنا تسهم‬
‫يف ربط أشكال التواصل بني مجوع البشرية يف خمتلف بقاع العامل رغم اختعاف لغاهتا‪،‬‬
‫حيث جاء عل لسان أنطوان برمان "لن تكون منهجية‪ ،‬إال إذا كانت عملية تواصلية‬
‫وانقلة (لرسائل) لغة االنطعاق ‪ ...‬إىل لغة الوصول ‪ ،3"...‬مما يعين أن دورها‬
‫األساسي الذي تقوم به يتجل يف حتقيقها التواصل الذي يعد من وظائفها اجلوهرية‬
‫اليت تراهن عليها‪ ،‬ومن مث ال ميكننا احلديث عنها دون استحضار هذا البعد التواصلي‬
‫الذي متثله‪ ،‬فعا لطائل من وراء ترمجة ال حتقق تواصعا فعاال بني الثقافات‪ ،‬ألن هذا‬
‫التواصل إذا حتقق تكون ال حمالة استفادة متبادلة بني الثقافات‪ ،‬وهذا ما أثبته‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪38‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫املصطف عمراين يف مقاله الرتمجة بني املثاقفة والعوملة حينما دهب "‪ ...‬إىل أن الرتمجة‬
‫‪ -‬ابعتبارها جسر التواصل بني اللغات املتعددة والثقافات املختلفة واحلضارات‬
‫املتمايزة ‪ -‬من اآلليات اليت اعتمدهتا اجملتمعات منذ بداية تشكعاهتا األوىل وحىت هذه‬
‫‪4‬‬
‫اللحظة‪ ،‬يف التعريف بنمط عيشها وآدااها وفلسفتها وتقاليدها وثقافتها‪"...‬‬
‫من هنا أضحت الرتمجة والتواصل وجهني لعملة واحدة‪ ،‬حبيث تربطهما ععاقة‬
‫ولطيدة ختتزل يف عمقها واقع تعايش احلضارات املختلفة يف ظل التنوع الثقايف‪،‬‬
‫السيما وأن الوجه األول (الرتمجة) يلعب دورا لطعائعيا كبريا لتحقيق ذلك الوجه الثاين‬
‫(التواصل) بني احلضارات‪ ،‬كما أنه السبيل األقوى واألهم يف االلطعاع عل املنجزات‬
‫العلمية والثقافية وتبادل املعارف‪ ،‬مما يتيح كذلك التعرف عل ثقافات وعلوم األمم‬
‫األخرى وكذا اجديد قدرات العقل وانفتاحه عل احلركة الثقافية العاملية اليت تثري‬
‫التجربة اإلنسانية أبشكال خمتلفة‪.‬‬
‫ورمبا قد تكون عملية الرتمجة قياسا للدرجة احلضارية والثقافية اليت وصلتها‬
‫الشعوب املختلفة‪ ،‬فاألمم اليت ال تقوم برتمجة أعمال من لغات أخرى للغتها األم‪،‬‬
‫سواء كانت علمية أو ثقافية أو اقتصادية أو االجتماعية أو فنية وتبق حبيسة ثقافتها‬
‫اخلاصة‪ ،‬فتكون منعزلة مقطوعة عن سري احلضارة اإلنسانية املعاصرة‪ ،‬ألن اهلدف‬
‫األمس واألساسي للرتمجة حسب أنطوان برمان هو " ‪ ...‬إقامة ععاقة مع اآلخر‬
‫[املختلف والغريب] عل مستوى املكتوب وإخصاب الثقافة اخلاصة عرب تعاقحها مع‬
‫الثقافة األجنبية ‪.5"...‬‬
‫بناء عل هذا يتبني جليا الدور األساسي واهلام للوسالطة‪ ،‬والذي تلعبه عملية‬
‫ال رتمجة يف شكلها التقليدي‪ ،‬حيث حتقق ذلك التواصل الثقايف والفكري بني الشعوب‬
‫واحلضارات املختلفة‪ ،‬واألمر نفسه أكده املصطف عمراين بقوله "‪ ...‬كنتيجة حتمية‬
‫هلذا التواصل الكوين‪ ،‬أصبح التفاعل بني الثقافات القومية واحلضارات املختلفة يعتمد‬
‫عل الرتمجة ليس ابعتبارها ترفا فكراي بل ضرورة إنسانية أملتها شروط االختعاف‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪39‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫والقائمة بني األمم‪ ،‬ألنه لوال هذا االختعاف والتعدد ملا كانت الرتمجة ضرورية وال حىت‬
‫ممكنة"‪ ،6‬مبعىن أن من خعاهلا يتم إاتحة فرصة أكرب لتبادل وتعاقح مث توالد أفكار‬
‫جديدة تدعم بنية احلضارة اإلنسانية عموما رغم اختعاف مشاراها‪ ،‬وكذا تشكيل‬
‫فضاء معائم للحوار واملثاقفة‪ ،‬ألهنا تعد من احملركات األساسية والفعالة يف إنتاج هذا‬
‫التفاعل والتعايش اليت تربط بني تلك الثقافات اإلنسانية‪ ،‬أو ابألحرى ضرورة قصوى‬
‫للتطور والنمو وتبادل األفكار واإلجنازات فما من حضارة يف التاريخ إال واغرتفت من‬
‫حضارات أخرى‪.‬‬
‫وإذا كانت الرتمجة حتمل يف لطياهتا فكرة التقارب والتعايش مع اآلخر‬
‫واإلنصات إليه وإفادته واالستفادة منه‪ ،‬وعبارة عن جسر تواصلي عظيم يربط بني‬
‫خمتلف الثقافات‪ ،‬أو ابألحرى‪ ،‬القناة التواصلية اليت حترص عل تقليص املسافة بني‬
‫األمم عن لطريق االلطعاع عل أعماهلا األدبية واإلبداعية ومنجزاهتا وخرباهتا‪ ،‬وكذا‬
‫مسامهتها يف خلق حوار ضمين بني اجارب الشعوب‪ ،‬عرب تفاعل وتبادل الثقافات‪،‬‬
‫وتقلل من حدة التباعد والتنافر فيما بينها‪ ،‬فإن هذا ال يتأت بطبيعة احلال إال إذا‬
‫كانت هذه العملية التطبيقية ختضع إىل قواعد وأسس تراعي خصوصيات اللغتني‬
‫(اللغة األصل واللغة اهلدف)‪ ،‬حبيث إن اللغة يف جوهرها هي مبثابة الوسيلة األساسية‬
‫اليت يعتمد عليها ألطراف عملية التواصل يف منظومة الرتمجة‪ ،‬فبدون إدراك املرتجم‬
‫خلصائص اللغتني وقلة معرفته ابلرتاث الثقايف واللغوي وعدم إملامه خبصائص أساليبه‬
‫وبناءه النحوي سواء كانت لغة (األصل أو اهلدف)‪ ،‬حبيث إن سعاحه هو املعرفة‬
‫خببااي اللغة ودقائقها والفهم العميق للسياق الذي يرتجم فيه ابإلضافة إىل النص‬
‫الذي هو بصدد ترمجته‪ ،‬فقد جيد نفسه أمام عقبات لغوية وثقافية جيب أن يتغلب‬
‫عليها ويذللها حىت يتمكن من إجياد توازن مقبول بني النصني دون أن يلحق اهما‬
‫إجحافا‪ ،‬ويضمن جناح عملية التواصل بني كاتب النص ابللغة األصل واملتلقي يف‬
‫اللغة اهلدف وحىت ال يساهم يف تشويه العمل املرتجم عل املستويني الثقايف واللغوي‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪40‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫معا‪ ،‬ألن كل لغة تتوفر عل نظام خاص اها من حيث بنية كعامها تركيب مجلها‬
‫وعباراهتا فإذا اختل هذا النظام يف انحية من نواحيه لن يتحقق الفهم والتواصل‬
‫املرجو‪ ،‬لذا يقول الدكتور محيد حلميداين يف هذا الصدد "‪ ...‬ويقصدون بذلك أن ال‬
‫حيدث أي نوع من التنافر بني تلك املعطيات والبنية اللغوية اجلديدة‪ ،‬عل اعتبار أن‬
‫هاته البنية متثل ثقافة أخرى بل حضارة هلا خصوصياهتا املتميزة عن حضارة النص‬
‫‪7‬‬
‫املرتجم يف مستوى لغوي وصياغات تراعي خصوصية‬ ‫املنبع" ‪ ،‬مبعىن أن يكون النص َ‬
‫اللغة اهلدف وقواعدها وكذا ضوابطها حىت ال يتيه املتلقي وينزلق بعيدا عن أسلوب‬
‫ومضمون النص األصلي وتستعصي عليه عملية الفهم واإلفهام‪ ،‬لذلك جيب احلرص‬
‫كل احلرص من قبل املرتجم عل ضبط كل هذه القواعد واألسس اليت تساهم بنسبة‬
‫كبرية يف إخراج نص يف قالب جديد ويف لغة جديدة يراعي معايريها اللغوية‪،‬‬
‫والرتكيبية‪ ،‬والداللية‪ ،‬والصرفية‪ ،‬والنحوية والصوتية‪ ،‬وكذا اجلانب الثقايف للغتني حىت ال‬
‫تبق عملية الرتمجة جمرد عمل تقين صرف منفصل عن النسق الثقايف والسياق التارخيي‬
‫لألمم واحلضارات‪ ،‬بل عمعا منخرلطا يف صلب العملية التنموية وترسيخ القيم الكونية‬
‫املشرتكة‪ ،‬واختيارا حضاراي تؤلطره رؤية اسرتاتيجية تتصل ابملرتجم وبصميم فعل الرتمجة‬
‫الذي يزاوله‪ ،‬من حيث املوضوع والصياغة والغاية واهلدف‪ ،‬من أجل بناء فضاء‬
‫مشرتك ميجد االختعاف ويرتجم التعدد إىل تداول لألساليب واألدوات وتفاعل‬
‫وتعاقح للمعارف واخلربات‪ ،‬وكذلك إعادة بناء اهلوايت وحتريرها من هيمنة اخلطاابت‬
‫املتشبعة ابألان واخلصوصية اليت ال تقوى عل االنفتاح والنقد واملساءلة‪ ،‬ألن جوهرها‬
‫‪8‬‬
‫حسب برمان هو "االنفتاح واحلوار والتهجني والعامتركز"‪.‬‬
‫لعل ما يؤكد هذه الوظيفة التواصلية اليت تقوم اها الرتمجة هو أن احلضارات‬
‫اإلنسانية قد عرفت عل مر التاريخ أشكاال خمتلفة من التعاقح والتواصل‪ ،‬وذلك‬
‫بتبادل املعارف واخلربات يف ظل االعرتاف ابلتنوع الثقايف‪ ،‬إذ تفاعلت فيما بينها‬
‫واغرتفت من بعضها البعض يف جماالت متعددة كاألدب والفلسفة والطب‪ ،‬وسخرت‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪41‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫كل جمهوداهتا يف دراستها وتفسريها‪ ،‬من أجل بناء مسارها العلمي؛ لذا شكلت‬
‫الرتمجة قنطرة عبور األفكار وتشكيل الرؤى ومتكني الذات من االنفتاح عل اآلخر‬
‫والتواصل معه‪ ،‬حيث يقول املصطف عمراين يف هذا الصدد‪" :‬ولنا يف احلوار بني‬
‫احلضارة العربية اإلسعامية واحلضارة الغربية عل مر التاريخ شاهدا عل دور الرتمجة يف‬
‫هذا التعاقح والتواصل ‪ ...‬فاحلضارة العربية اإلسعامية يف حلظة من حلظات بناء‬
‫صرحها الكبري مل تتقوقع عل نفسها‪ ،‬بل حاولت يف إلطار املثاقفة وعرب حركية الرتمجة‬
‫أن تتفاعل مع احلضارات األخرى وأن تغرتف من منابعها يف ميادين الفلسفة واملنطق‬
‫واألدب والنقد واهلندسة والكيمياء والطب وغريها من اجملاالت‪ ،9"...‬والشاهد عل‬
‫هذا هو استفادة احلضارة اليواننية من احلضارات األخرى القدمية اليت جاورهتم‬
‫كاحلضارة الفارسية واملصرية القدمية وترمجت عنهم كنوز العلم والتنجيم والفن‬
‫والرايضيات‪ ،‬واليت اقتبست عنها ضرواب من العلوم واملعارف‪ ،‬واألمر نفسه ابلنسبة إىل‬
‫الثقافة العربية حيث عرفت فضل الرتمجة حىت أهنم أخذوا بنقل العديد من املعارف‬
‫كانوا حباجة إليها عن الشعوب اليت كانت حتيط اها وانتعشت واحتكت اها‪ ،‬كالروم‬
‫يف الشمال والفرس يف الشرق واألحباش يف اجلنوب‪ ،‬وأخذت منها فرضيات وقواعد‬
‫أعادت صياغتها وبناءها يف قالب آخر عل يد علماء عرب تطوروا بواسطة ما‬
‫حصلوا عليه من معارف وعلوم عن لطريق ترمجة جمموعة من املؤلفات عن الرتاث‬
‫اهلندي والفارسي واليوانين القدمي‪ ،‬عل سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬مؤلفات أرسطو‬
‫"كاألخعاق"‪ ،‬وكتاب "الطبيعة" الذي ترمجهما حنني بن اسحق‪ ،‬وابن املقفع الذي‬
‫نقل مؤلف "كليلة ودمنة" من اللغة الفارسية إىل العربية يف عهد اخلليفة ابن جعفر‪،‬‬
‫لذلك يقول دمحم الديداوي يف هذا الصدد "وخبصوص العربية‪ ،‬فإن ما ترجم إليها قدميا‬
‫خارج نطاق اللغة التخصصية‪ ،‬أي لغة الفلسفة والعلم آنذاك‪ ،‬وعدده قليل ال يكاد‬
‫يذكر‪ ،‬إال أنه ظل شهورا مذكورا‪ ،‬ومن ذلك كتاب كليلة ودمنة‪ ،‬الذي نقله ابن املقفع‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪42‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫نقل املبدع‪ ،‬إذ أدخل به الوسائل اجلمالية للغة الفارسية ألسلوب اجلاحظ وبيانه الذي‬
‫‪10‬‬
‫أتثر به‪ ،‬وكتاب ألف ليلة وليلة‪ ،‬الذي كيفه العرب مع بيئتهم وثقافتهم وجمتمعهم"‪.‬‬
‫دور املرتجم يف إجناح هذه الوظيفة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وعليه‪ ،‬إذا كان هدف عملية الرتمجة التداخل الثقايف وتولطني املعرفة بني‬
‫الشعوب‪ ،‬كما جاء من قبل‪ ،‬فقد يكون ذلك يف حال أن املرتجم‪ ،‬بطبيعة احلال‪،‬‬
‫يقوم ابلدور امللق عل عاتقه مبسؤولية واحرتافية أثناء ممارسة مهنته الرتمجية‪ ،‬ألنه‬
‫يعترب العنصر احملوري حيث بواسطته يتم إنشاء ععاقة أتثري وأتثر؛ لذلك يعد دوره‬
‫حموراي ابلنسبة للمبادئ واملناهج األساسية يف عملية الرتمجة؛ إذ من الضروري أن يكون‬
‫أمينا وفيا خعال قيامه ابلرتمجة‪ ،‬ليس فقط يف نقل الكلمات‪ ،‬بينما يف نقل احلمولة‬
‫الثقافية واملعرفية للنص األصلي لعل هذا ما يشري إليه األستاذ الدكتور أمحد بن‬
‫‪12‬‬
‫رمضان(‪ )11‬بقوله "‪ ...‬جيب عل املرتجم األخذ بعني االعتبار القيمة الثقافية"‪،‬‬
‫مبعىن جيب عليه فهم النص والتعبري عما فهمه آخذا بعني االعتبار نوعية أسلوب‬
‫املؤلف وتعبرياته ودالالت عصره‪ ،‬واستحضار اجلمهور الذي سيرتجم له مراعيا ظروفه‬
‫حىت تكون الرتمجة أمينة‪ ،‬خصوصا وان املراد ابألمانة يف هذا املضمار هو نقل‬
‫مضمون النص األصلي بدون حتريق فيه‪ ،‬ولكن بدون تشويه يف شكل اللغة اليت ينقل‬
‫إليها‪ ،‬وهذا ما اشرتلطه الدكتور سعيد علوش حينما قال "يشرتط يف الرتمجة خفة الروح‬
‫وحضور البال‪ ،‬واتساع جماري اخليال‪ ،‬مع القدرة عل السبك واحلبك والتعبري الفصيح‬
‫والسليم‪ ،‬واملطالعة املستمرة‪ ،‬واملران الذي ال يعرف الكلل وال امللل‪ ،‬وجيب أن تكون‬
‫الرتمجة أمينة التأدية‪ ،13"...‬هلذا يتضح من خعال هذه املبادئ األساسية ضرورة‬
‫األخذ بعني االعتبار قضية األمانة والوفاء اليت تعد من القضااي األساسية اليت تساهم‬
‫يف حتقيق اهلدف املنشود من عملية الرتمجة يف شقها التطبيقي ألهنا تعترب من‬
‫أخعاقيات املرتجم‪ ،‬السيما وأن هذه األخعاق هتدف إىل حتقيق كل ما يرجوا املرء‬
‫الوصول إليه بطرق اجعله يقرتب من اآلخر ومن ثقافته‪ ،‬لذا فأمانة املرتجم اليت‬
‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪43‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫نتحدث عنها هنا ال تقتصر عل تعليم العلم واألمانة يف نقله‪ ،‬بل تتجل يف الدقة‬
‫وحتري الفهم الصحيح واألمني للمعىن مبا يضمن إحداث نفس األثر الذي يتضمنه‬
‫النص األصلي عل مستوى املضمون واحملتوى الثقايف‪ ،‬ألن بواسطة وفائه وأمانته‬
‫يسهم يف تطوير ثقافة اجملتمع من خعال ما ينقله إىل ثقافة اللغة اليت يرتجم إليها‪،‬‬
‫ذلك من أجل أن يتحقق الدور الذي تراهن عليه الرتمجة بني الثقافات‪ ،‬حيث يعترب‬
‫دورا حيواي يف بناء صرح حضارات الشعوب من خعال مسامهتها يف إرساء قواعد‬
‫التداخل الثقايف بني احلضارات ويتفادى الصدام الذي قد ينشأ بني الثقافات عن‬
‫لطريق عدم أمانته واحرتامه لألفكار واخلصائص الثقافية للنص األصلي؛ وكما جيب‬
‫عليه أيضا أن يكون ملما إملاما اتما ابحلقل الذي يشتغل فيه من أجل أن ححيدث أتثريا‬
‫مماثعا ومطابقا للتأثري الذي يتضمنه النص األصلي كي ال يتم تشويهه وعدم حتقيق‬
‫الغاية من العمل املرتجم ابلنسبة إىل املتلقي‪ ،‬هلذا تطرق األديب والكاتب اجلاحظ يف‬
‫كتابه احليوان إىل هذا املوضوع رغم أنه مل يكن مرتمجا " ‪ ...‬لذلك كانت غاية صلته‬
‫ابألمر أنه كان غزير االلطعاع عل ما جرت ترمجته يف عصره من العلوم واآلداب من‬
‫لغاته املختلفة كالفارسية واليواننية واهلندية ‪ ،14" ...‬بينما كان ذا اهتمام واسع‬
‫ابلرتمجات العربية املنجزة‪ ،‬إذ إنه قام بتعديل عدة نسخ عربية حيث استطاع‬
‫مبوسوعيته حتديد دور املرتجم وشرولطه من خعال نصه الشهري "والبد للرتمجان من أن‬
‫يكون بيانه يف نفس الرتمجة يف وزن علمه يف نفس املعرفة‪ ،‬وينبغي أن يكون أعلم‬
‫الناس ابللغة املنقولة واملنقول إليها حىت يكون فيهما سواء وغاية‪ .‬مىت وجدانه أيضا‬
‫قد تكلم بلسانني علمنا أنه قد أدخل الضيم عليهما ألن كل واحدة من اللغتني‬
‫‪15‬‬
‫اجتذب األخرى وأتخذ منها وتعرتض عليها‪." ...‬‬
‫من هنا ميكننا أن نستشف الشروط األساسية والضرورية اليت سطرها اجلاحظ‬
‫واليت جيب توفرها يف املرتجم من أجل احلصول عل ترمجة معائمة ومرضية تراعي ذلك‬
‫التبادل والتداخل الثقايف بني الشعوب وتدحض الصدام وفك العزلة‪ ،‬وتدعم احلوار‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪44‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫والتعاقح بني أمم األرض فتسهل التواصل بينها وتفتح النوافذ عل الثقافات األخرى‪،‬‬
‫وكل هذا يتطلب من املرتجم اكتساب مهارات متعددة تتعلق مبا هو معريف‪ ،‬وثقايف‪،‬‬
‫ولغوي‪ ،‬وتنظيمي مث تواصلي‪ ،‬حىت يتمكن من الوصول إىل جوهر مضمون النص‬
‫األصلي ونقله وإيصال أفكاره بكل ما حتويه من مكوانت لغوية وداللية وثقافية إىل‬
‫نص بلغة اهلدف بكفاءة وأمانة عالية‪ ،‬ألن الرتمجة تعد من أهم الروافد اليت تصب يف‬
‫الثقافة اإلنسانية وتعمل عل تطويرها‪ ،‬لذلك فإلطعاع املرتجم وإملامه بثقافة أهل اللغة‬
‫اليت ينقل منها أو إليها يكون الوسيلة الفعالة يف إنتاج وخلق وتوسيع دائرة احلوار‬
‫التواصلي احلضري واملثاقفة(‪ ،)16‬ألن هذا ما ذهب إليه عبد السعام بنعبد العايل‪،‬‬
‫املرتجم ومنوه وتكاثره‬
‫عندما قال "فليست الرتمجة إذن هي ما يضمن حياة للنص َ‬
‫فحسب‪ ،‬وإمنا هي ما يضمن أيضا حياة اللغة والفكر ومنومها‪ .‬ورمبا هلذا السبب فإن‬
‫أزه عصور الفكر غالبا ما تقرتن ابزدهار حركة الرتمجة‪ .‬اهذا املعىن تكون الرتمجة‪ ،‬ال‬
‫‪17‬‬
‫ععامة عل تبعية ونقل واجمد وموت‪ ،‬وإمنا عل انفتاح وغليان وتعاقح وحياة"‪.‬‬
‫نتوصل مما سبق إىل أن عملية الرتمجة عبارة عن اخليط الناظم الذي يربط بني‬
‫اجملتمعات بعضها البعض من أجل التعبري عن أفكارها ومشاعرها‪ ،‬وكذا الوسيلة الدالة‬
‫عل عظمة االختعاف وسبيعا هادفا إىل الثراء واالغتناء ودعم نسيح احلضارة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مث القنطرة اليت تتواصل وتتفاهم اها احلضارات املتباينة املتباعدة‪ ،‬ألن‬
‫بواسطتها يتم تقريب ذلك التباعد وتزدهر النهضة الفكرية والثقافية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية للشعوب‪ ،‬ألهنا تعرب عن أبعاد حضارية قابلة للتعميم واالنتشار عن لطريق‬
‫تفاعل الثقافات يف إلطار الععاقات املبنية عل التمازج والتبادل الثقايف احلر‪ ،‬واإلبداع‬
‫بني خمتلف الشعوب الثقافية عرب الكلمة الفاعلة؛ لذلك كلما اجنبت هذه العملية‬
‫االستععاء الثقايف إال وجنحت يف نشر ثقافة التعاقح والتمازج واملثقافة‪ ،‬وتلبية احلاجة‬
‫التواصلية بني اإلنسان‪ ،‬سواء كانوا فرادى أو مجاعات‪ ،‬ويف كل احلقب واألماكن‪،‬‬
‫ذلك بتأثريها اإلجيايب العميق يف وجدان املتلقي لتصبح جزءا من تراثه الثقايف‪ .‬فهي‪،‬‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪45‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫ابلدرجة األوىل‪ ،‬من اجلانب الثقايف واحلضاري‪ ،‬نشاط إنساين ثقايف حي قادر عل‬
‫حتويل موارد اجملتمع إىل قوى حمركة للطاقات اإلبداعية فيه‪ ،‬ولديها القدرة عل حتول‬
‫الثقافة إىل فعل حضاري‪ ،‬مث دينامية قوية لتغيري اجملتمع‪ ،‬بعد أن أصبح العامل كله‬
‫مساحة ثقافية واحدة يف عصر العوملة‪ ،‬يعيش نوعا من التفاعل اليومي واملباشر بني‬
‫خمتلف أشكال الثقافات واللغات والشعوب‪.‬‬
‫خامتة‬ ‫‪.4‬‬
‫خعاصة القول تبق الرتمجة عملية ال غىن عنها يف عصران الراهن‪ ،‬ذلك أهنا‬
‫السبيل الثقايف الناجع لعاتصال بني الثقافات اإلنسانية بتبادل األفكار واملعارف‬
‫واآلراء يف شىت احلقول الفكرية بذلك يقول الدمريال إن "الرتمجة هي نشاط إنساين‬
‫عاملي أصبحت ضرورية‪ ،‬يف كل احلقب ويف مجيع أحناء العامل‪ ،‬ابلنسبة إىل االتصاالت‬
‫بني اجملتمعات النالطقة بلغات خمتلفة‪ ،‬سواء كانت هذه االتصاالت فردية أو مجاعية‪،‬‬
‫آنية أو مستمرة‪ ،‬مرتبطة بتيارات التبادالت االقتصادية أو تظهر يف مناسبات السفر‬
‫أو تقوم اهدف تقنني املؤسسايت"‪.18‬‬
‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪ - 1‬أنطوان برمان‪ ،‬الرتمجة واحلرف أو مقام البعد‪ ،‬تر‪ .‬عزالدين اخلطايب‪ ،‬املنظمة العربية للرتمجة‪،‬‬
‫بريوت ط ‪ ،0212 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 2‬املرجع نفسه ص‪12 .‬‬
‫‪ - 3‬املرجع نفسه ص‪69 .‬‬
‫‪ - 4‬املصطف عمراين‪ ،‬الرتمجة بني املثاقفة والعوملة‪ ،‬جملة فكر ونقد السنة ‪ 12‬العدد ‪ ،69‬فرباير‬
‫‪ ،0221‬دار النشر املغربية‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ص‪.09 .‬‬
‫‪ - 5‬أنطوان برمان‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 6‬مصطف عمراين‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ - 7‬محيد حلميداين‪ ،‬الرتمجة األدبية التحليلية – ترمجة شعر بودلري منوذجا – مشروع البحث‬
‫النقدي ونظرية الرتمجة‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪ ،0229 ،‬ص ‪.6‬‬
‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪46‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫‪8‬‬
‫‪- Antoine Berman, L’épreuve de L’étranger, culture et traduction dans‬‬
‫‪l’Allemagne Romantique, Gallimard,1984 ,p. 16.‬‬
‫‪ - 9‬املصطف عمراين‪ ،‬ص‪.02 .‬‬
‫‪ -10‬دمحم الديداوي‪ ،‬مفاهيم الرتمجة‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬البيضاء‪ ،0222 ،‬ص‪.20 .‬‬
‫( ‪ ) 11‬أستاذ الدراسات اإلسبانية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر املهراز فاس‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪- Ahmed BENRAMDAE , problemas de la didactica de la traduccion‬‬
‫‪la tarea de traducir del español al arabe y viceversa, Mgriberia, año 3. 2009,‬‬
‫‪Facultad de Letras y Ciencias Humanas Dhar el Mahraz, féz, p. 194 .‬‬
‫‪ - 13‬سعيد علوش‪ ،‬شعرية الرتمجات املغربية لألدبيات الفرنسية‪ ،‬منشورات مدرسة امللك فهد العليا‬
‫للرتمجة‪ ،‬لطنجة‪ ،‬ص‪.02 .‬‬
‫‪ -14‬حسن حبراوي‪ ،‬أبراج اببل‪ ،‬شعرية الرتمجة‪ :‬من التاريخ إىل النظرية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية الرابط‪ ،‬ط‪ .0212 .1 .‬ص‪99 .‬‬
‫‪ -15‬اجلاحظ‪ ،‬أبو عثمان‪ :‬احليوان‪ ،‬ج‪ ،1 .‬تح‪ .‬عبد السعام هارون‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ ،1696‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ -)16‬اجدر اإلشارة إىل أن مصطلح املثقافة هو فعل ثقايف تواصلي يوحي إىل التعاقي‪ ،‬والتمازج‬
‫والتفاعل وتبادل األفكار‪ ،‬ألته خيتزل يف عمقه واقع تعايش ثقافات خمتلفة‪ ،‬ويعرب عن جمموعة من‬
‫الظواهر النااجة عن احتكاك مستمر ومباشر بني جمموعات أفراد تنتمي إىل ثقافات خمتلفة يؤدي إىل‬
‫تبادل أفكارهم ومعرفة ما لديهم‪ ،‬وااللطعاع عل أمناط تفكريهم وأساليب حياهتم‪ ،‬وابتكار السبل‬
‫اليت متكنه من حتقيق ذلك مث االستفادة منه مبا جيده انفعا ومفيدا‪.‬‬
‫‪ -17‬عبد السعام بنعبد العايل‪ ،‬الرتمجة واملثاقفة‪ ،‬جملة الوحد‪ ،‬السنة ‪ ،9‬العدد ‪ ،90-91‬أكتوبر‪/‬‬
‫نونرب ‪ ،1616‬ص ‪.1‬‬
‫‪18‬‬
‫‪- Jean-René, LADMIRAL , traduir : théorèmes pour la traduction,‬‬
‫‪Gallimard, Paris, 1994, p. 11.‬‬
‫‪ -‬قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬
‫أنطوان برمان‪ ،‬الرتمجة واحلرف أو مقام البعد‪ ،‬تر‪ .‬عزالدين اخلطايب‪ ،‬املنظمة العربية‬ ‫‪.1‬‬
‫للرتمجة‪ ،‬بريوت ط‪.0212 ،1 .‬‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪47‬‬
‫جملة متثالت جملة علمية أكادميية‪/‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ISSN:2437-0622‬‬

‫اجلاحظ‪ ،‬أبو عثمان‪ :‬احليوان‪ ،‬ج‪ ،1 .‬تح‪ .‬عبد السعام هارون‪ ،‬دار الكتاب العريب‪،‬‬ ‫‪.0‬‬
‫بريوت‪.1696 ،‬‬
‫حسن حبراوي‪ ،‬أبراج اببل‪ ،‬شعرية الرتمجة‪ :‬من التاريخ إىل النظرية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلنسانية الرابط‪ ،‬ط‪.0212 .1 .‬‬
‫محيد حلميداين‪ ،‬الرتمجة األدبية التحليلية – ترمجة شعر بودلري منوذجا – مشروع البحث‬ ‫‪.1‬‬
‫النقدي ونظرية الرتمجة‪ ،‬ط‪ .‬األوىل‪.0229 ،‬‬
‫سعيد علوش‪ ،‬شعرية الرتمجات املغربية لألدبيات الفرنسية‪ ،‬منشورات مدرسة امللك فهد‬ ‫‪.9‬‬
‫العليا للرتمجة‪ ،‬لطنجة‪.‬‬
‫عبد السعام بنعبد العايل‪ ،‬الرتمجة واملثاقفة‪ ،‬جملة الوحد‪ ،‬السنة ‪ ،9‬العدد ‪،90-91‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أكتوبر‪ /‬نونرب ‪.1616‬‬
‫دمحم الديداوي‪ ،‬مفاهيم الرتمجة‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬البيضاء‪.0222 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫املصطف عمراين‪ ،‬الرتمجة بني املثاقفة والعوملة‪ ،‬جملة فكر ونقد السنة ‪ 12‬العدد ‪،69‬‬ ‫‪.1‬‬
‫فرباير ‪ ،0221‬دار النشر املغربية‪ ،‬البيضاء‪.‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Ahmed BENRAMDAE , problemas de la didactica de la‬‬
‫‪traduccion la tarea de traducir del español al arabe y viceversa, Mgriberia,‬‬
‫‪año 3. 2009, Facultad de Letras y Ciencias Humanas Dhar el Mahraz, féz‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Antoine Berman, L’épreuve de L’étranger, culture et traduction‬‬
‫‪dans l’Allemagne Romantique, Gallimard,1984 .‬‬
‫‪Jean-René, LADMIRAL , traduir : théorèmes pour la traduction,‬‬
‫‪Gallimard, Paris, 1994‬‬

‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪0202‬‬ ‫جملة متثالت الثقافية والفكرية والثقافية‪ ،‬إبداع‪ ،‬تواصل‪ ،‬نقد‬
‫‪48‬‬

You might also like