Professional Documents
Culture Documents
ملخـص
هدفت الدراسة الحالية إلى تبيان دور القرينة كوسيلة من وسائل اإلثبات الجنائي ،وابراز الدور المهم الذي تلعبه القرائن بنوعيها
القانونية والقضائية في اإلثبات الجنائي في القانون األردني باإلثبات ،اتفاق القضاة والفقهاء على أن القرائن هي أصل ثابت
جاء الدليل بإثباتها ،وتعطيهم حرية اختيار الدليل وحرية استنباطه ،وتعتبر دليالً على جواز االعتماد عليها والحكم بها ،واستقر
القضاء األردني على إعطاء القرائن حجية اإلثبات ،وجواز االستناد إليها ،واعتبارها صالحة كدليل في المسائل الجنائية.
الكلمات الدالة :القرينة ،اإلثبات الجنائي.
آخر ،إذا لم يحرر عقدا بذلك وبحضور عدد من الشهود فإنه يعد المقدمـــــة
أن امتالك أحد أطراف الدعوى محر اًر كتابياً يعني سارقاً ويعدم ،و ّ
إقامة قرينة قاطعة لصالحه بحيث ال يسمع ضده أي دليل آخر بما األصل في األشياء اإلباحة ما لم يتقرر العكس بنص
فيه الشهادة (.)3 القانون ،والمجهول المستنتج من هذا األصل هو براءة المشتكى
ومع التطور التكنولوجي الذي شهده العالم انعكست آثاره على عليه من التهمة المنسوبة إليه حتى تثبت إدانته بحكم قضائي
كافة نواحي الحياة ومنها الميدان الجنائي حيث استفاد محترفو شرعي( ،)1فاإلثبات ووسائله من الموضوعات التي تحتل أهمية
اإلجرام من الوسائل المتقدمة واألدوات التقنية المتطورة في ارتكاب في مجال البحث وال حاجة إلى التدليل على هذه األهمية في
الجرائم وخاصة اإلجرام المنظّم العابر للحدود ،ولهذا كان من حياة البشر ،إذ يكفي أن نشير إلى أنها هي الوسائل التي تم ّكن
الضروري مواكبة هذا التطور وادخال وسائل حديثة جديدة في القضاء -الذي هو أهم سلطة في الدولة وأسماها -من القيام
عملية اكتشاف الجرائم وذلك نتيجة لتطور فكر المجرم ،والذي بمهمته التي هي تحقيق العدالة وصيانة المجتمع عن طريق
بات يعمل قبل إقدامه على نشاطه اإلجرامي على التفكير في إيصال الحقوق إلى أربابها وايقاع العقوبات على مستحقيها،
أسلوب ال يترك آثار مادية تدل عليه لذا حاولت أجهزة البحث ألنه ال يتهيأ للقاضي أن بتوصل إلى الحقيقة والباطل من بين
والتحقيق االستعانة بالوسائل العلمية الحديثة في إثبات الجريمة ما يعرض عليه من قضايا ،إال بواسطة هذه الحجج والبراهين،
علّها تفك الخيوط المتشابكة للواقعة اإلجرامية التي من الصعب ومن بين هذه الوسائل ،بل ويعتبر أهمها -نظ اًر لما يثيره
كشف مرتكبيها فيما لو اعتمدنا فقط على الوسائل التقليدية التي تطبيقها واالعتماد عليها أمام القضاء -وسيلة اإلثبات
هي عادة أقل فاعلية مقارنة بوسائل ارتكاب الجرائم(.)4 بالقرائن(.)2
وعليه سيحاول في هذا البحث أن نتكلم عن القرائن في اإلثبات فالهدف الرئيسي للقضاء هو الوصول إلى الحقيقة واصدار
ثم
الجنائي ،فنبين أوالً مفهوم اإلثبات الجنائي وأهدافه ،ومن ّ أحكام وق اررات تتصف بالعدل واإلنصاف ،مما يتطلب منه أن
نتحدث عن مفهوم القرائن لغةً واصطالحاً وقانونياً ،والتصنيفات يسلك سبالً شاقة في عملية اإلثبات هذه ،وذلك بجمع األدلة
المتعددة لها ،ودورها في تعزيز أدلة اإلثبات الجنائي. الالزمة إلظهار الحقيقة ،ثم يكون عليه أن يستخلص من تلك
األدلة ما يحقق له القناعة الالزمة من كونها كافية أو غير كافية
أهداف البحث الجرمي إلى المتهم ،ففي قانون حمورابي المتعلق لنسبة الفعل ُ
تتحدد أهداف الدراسة من أهمية الموضوع محل البحث وهو البينات القضائية صو اًر متعددة
باإلثبات الجنائي بالذات ،أخذت ّ
دور القرينة كوسيلة من وسائل اإلثبات الجنائي ،ولقد كان منها الكتابة ،فالمشتري لبعض األموال من عبد أو من أي رجل
الهدف من تناول هذا الموضوع ليس فقط تناول القرائن في حد
ذاتها وشرحها وتوضيح مقوالتها ،ولكن للتطرق إلى مدى * جامعة البلقاء التطبيقية ،األردن .تاريخ استالم البحث
الحاجة لها وربطها في واقع الحياة الفعلية عند التطبيق ،ومما ،2016/08/09وتاريخ قبوله .2016/10/28
© 2018عمادة البحث العلمي /اجلامعة األردنية .مجيع احلقوق حمفوظة. - 357 -
وضاح العدوان القرائن وحجيتها ...
على الواقع األردني. سبق يمكن إجمال أهداف الدراسة فيما يلي:
-1التعريف على مفهوم كل من القرينة واإلثبات الجنائي.
خطة البحث -2إبراز الدور المهم الذي تلعبه القرائن بنوعيها القانونية
وقد جاءت هذه الدراسة ،إضافة للمقدمة والخاتمة في مبحثين، والقضائية في اإلثبات الجنائي في القانون األردني باإلثبات.
وفق الخطة التالية: -3تعزيز القناعة لدى القاضي بموجب القرائن الثابتة
المبحث األول :اإلثبات الجنائي. -1 الستكمال قناعته في حل المنازعة المعروضة أمامه.
المطلب األول :مفهوم اإلثبات الجنائي. - -4بيان دور القرينة وأهميتها العلمية والعملية من خالل
المطلب الثاني :أهداف اإلثبات الجنائي - طرحها في مناهج المعاهد والكليات ذات العالقة.
المبحث الثاني :القرينة. -2
المطلب األول :مفهوم القرينة. - أهمية البحث
المطلب الثاني :التصنيفات المتعددة للقرائن - تنبع أهمية الدراسة بالجوانب التالية:
المطلب الثالث :دور القرائن في تعزيز أدلة اإلثبات -3 -1عدم وجود العديد من اإلسهامات في مجال دراسة
الجنائي. أساليب ووسائل اإلثبات بالقرائن في األردن وفي الوقت نفسه
إن وجدت بعض هذه اإلسهامات إال أنها لم تتعدى واقع إلقاء
الدراسات السابقة الضوء على مثل هذه اآلليات وتوضيح دورها بشكل نظري
دراسة الحالحلة ،أيمن خالد فاضل ،)2007( ،دور القرائن مجرد دون اللجوء إلى توضيح وسائل الردع والتي يمكن اللجوء
في اإلثبات الجنائي ،دراسة ماجستير ،جامعة مؤتة ،األردن. إليها في حال غياب تلك اآلليات.
تناول الباحث في هذه األطروحة دور القرائن في اإلثبات -2تعتبر القرائن دليالً غير مباشر من أدلة اإلثبات،
الجنائي من خالل عدة فصول سبقها مبحث تمهيدي تحدث فيه وبالتالي فهي تمثل جزءاً في سد ثغرة البحث العلمي في مجال
عن معنى القرينة في اللغة وال ّشرع والقانون والفقه وعن أركانها القانون الجنائي وآليات إنفاذه.
وتقسيماتها وتطرق الفصل األول إلى أهمية القرائن في اإلثبات
الجنائي موضحاً تمييز القرينة عن أدلة اإلثبات في الدعوى إشكاليات البحث
ومبيناً دور القرينة في تعزيز األدلة بالدعوى الجنائية ودورها تتمثل إشكالية البحث من كون القرائن تكون واردة على
أيضاً عند إجراءات جمع األدلة وتطرق كذلك إلى مشكالت استنباط أمر مجهول غير واضح المعالم باالستناد ألمر معلوم،
القرائن المتعلقة بذلك ،وفي الفصل الثاني ّبين الباحث القرائن ووفقاً لعملية منطقية وممنهجة في االستنباط ،بحيث تتواءم مع
العلمية والعملية مبيناً دور الدليل العلمي في اإلثبات ومبدأ الحيثيات المعروضة وتكون في مجملها معززة لقناعة القاضي
االقتناع القضائي ،وآراء الفقهاء في ذلك ،وعرج في هذا الفصل للوصول لحل النزاع المعروض أمامه ،بغرض الوقوف على
على البصمات باعتبارها من أهم األدلة العلمية ،وحجيتها في مدى األثر القانوني المترتب على القرائن في القانون األردني
اإلثبات الجنائي ،وانتقل بعد ذلك إلى القرائن المستمدة من وايجاد مرتكزاتها القانونية وأسسها ،ومدى أثرها في الدعوة من
اآلثار والتحاليل ودورها في اإلثبات الجنائي ،وكذلك إلى قرائن حيث التعهد بااللتزام بنصوصها والوسائل القضائية واستخراج
التسجيالت والتصوير ودورهما في اإلثبات الجنائي ،وفي تقدير فاعليتها وطبيعتها القانونية وتأثيرها على سير العملية
الفصل الثالث واألخيرّ ،بين الباحث دور القرينة في مراحل القضائية وخضوعها للقضاء ،وسيحاول في هذا البحث اإلجابة
بناء علىً الدعوى الجنائية والدور االستقصائي للمحكمة عن السؤال التالي:
وبين أيضاً في هذا الفصل دور القرائن في إثبات القرائنّ ، أ -ما مدى مشروعية األخذ بالقرينة بالنظر إلى
وبين
ظروف الجريمة وأركانها ودورها في تكوين قناعة القاضي ّ النصوص القانونية األردنية في اإلثبات الجنائي؟
حجية القرينة في الفقه والقضاء األردني ،وأخي اًر ،الخاتمة ،وقد
توصل إليها والمقترحات التي ّ ّبين الباحث االستنتاجات التي منهجية البحث
تبين من خالل تلك الدراسة الدور الكبير للقرائن، دعا إليه ،وقد ّ سيعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي في قراءة
حيث تدعم وتساند وسائل اإلثبات األخرى نظ اًر لموضوعيتها، وتحليل النصوص القانونية الواردة في هذا الصدد واستقراء
وحجيتها في الفقه والقضاء األردني ،ذلك أن القضاء استقر آراء الكتاب في الكتب القانونية ذات العالقة وتطبيق ذلك
القضائية المختصة باإلجراءات الجنائية على حقيقة واقعة ذات على إعطاء القرائن حجية في اإلثبات ،وهذا واضح من خالل
أهمية قانونية ،وذلك بالطرق التي حددها القانون ووفق القواعد ق اررات محكمة التمييز األردنية المتعددة.
التي أخضعها لها ،كما أن دور اإلثبات هو التنقيب عن الدليل حجية القرائن في ّ عمار رجا،)2009( ، دراسة الخليفاتّ ،
وتقديمه وتقديره وكون اإلثبات في الدعوى الجنائية ليس ركناً اإلثبات الجنائي ،دراسة ماجستير ،جامعة مؤتة ،األردن.
من أركان الحق ولكنه عنصر هام لدعم الحق واظهاره وتأكيده، ائن كإحدى وسائل اإلثبات وأقدمها ،وتُعد تناولت الدراسة القر ُ
وتوصلت الدراسة إلى نتائج متعددة و من أهمها ،إن المشرع بعد
إحدى وسائل ُمكافحة الجريمة في العصر الحديث خاصةً َ
الليبي لم ينص على ذكر تعريف للقرينة بوجه عام في قانون تطور وسائل وأساليب الجريمة في محاولة للهروب من قَبضة
اإلجراءات الجنائية ،وكذلك لم ُيعرف القرائن القانونية والقرائن العدالة والفرار من العقاب ،وقد احتلت مكانةً بارزةً نتيجةً للتقدم َ
القضائية مع إنه ذكر القرائن كأحد وسائل اإلثبات ،ويمكن أن إطار كشف الجريمة ،كما احتلت هذه األهمية ِ العلمي في
تتوفر قرائن خالل التحقيق أو المحاكمة تجعل المحكمة تقتنع لدورها البارز في تعزيز األدلة في الدعوى وخاصةً الشهادة
في طروحات أمامها أو عالمات وامارات تجعلها تقتنع بصحة الجرمي،
أن لها دو اًر بار اًز في استظهار القصد ُ واالعتراف ،كما َّ
دليل معين. الممكنة للوصول ائن هي ":إعمال كافة المكنات العقلية ُ والقر ُ
دراسة عمرو ،محمد طيب ،)2013( ،بعنوان :اإلثبات ألمر مجهول من واقعة دارجة على سبيل الجزم واليقين ،أوهي
الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة والقانون ،األكاديمية مبني
ًّ عقلي
ًّ بناء على قياسالحصول على الغيب من المعلوم ً
للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،العدد ( ،)9ص.85-79 ائن مكاناً بار اًز بين أدلة اإلثبات على المنطق" .وتحت ُل القر ُ
حيث تضمنت تلك الدراسة البحث في القرائن القضائية خاصةً في ضوء مبدأ ُحرَّية القاضي الجزائي في االقتناع ،وفي
كوسيلة من وسائل اإلثبات الجزائي ،إذ أنها ال تدل على األمر ائن علىحيث أصبحت القر ُ ُ ضوء ظهور نظام األدلة العلمية،
المستهدف من اإلثبات فحسب وانما تصلح أن تكون دليالً قائماً ولم تَ ُع ْد الشهادةُ
درجة واحدة مع باقي وسائل اإلثباتْ ،
بذاته يغني عن سواها من األدلة األخرى ،ذلك أن اإلثبات في اف هي األدلةُ الوحيدةُ التي يركن إليها القاضي الجزائي واالعتر ُ
المجال الجزائي يتعلق بوقائع مادية يتعذر إعداد الدليل بشأنها في تكوين عقيدته ،ولم يعالج المشرعُ األردني وسائل اإلثبات
مسبقاً ،وفضالً عن ذلك فإن التقدم العلمي الهائل الذي عم الجزائي ،ولكنه تبنى نظام ُحريَّة القاضي الجزائي في االقتناع
مختلف المجاالت قد زاد من أهمية القرائن بالنسبة للوقائع وفقاً للمادة ( )147من قانون أصول المحاكمات الجزائية،
المادية ،ذلك أن المجرمين قد استفادوا بشكل كبير من وجعل للقاضي ُسلطةً واسعةً في تقدير األدلة ،بحيث ترك له
التطورات العلمية ،مما صعب مهمة القضاء في الكشف عنهم المجال في أن ينفذ إلى الحقيقة من أي دليل ،مع بعض
باالعتماد على وسائل اإلثبات التقليدية ،وقد توصل إلى االستثناءات الواردة على ذلك والتي تُعتبر رجوعاً إلى نظام
مجموعة من النتائج منها أن القرائن القضائية من أهم وسائل وقد تبنت محكمة التمييز األردنية المفهوم األدلة القانونيةْ ،
اإلثبات الجزائي ،نظ اًر لكونه يتعلق بوقائع مادية يصعب أن ترد الموسع لمبدأ االقتناع القضائي الذي يشمل قبول الدليل
عليها وسائل اإلثبات المباشرة ،وتزداد هذه األهمية اتساعاً مع وتقديره ،حيث تؤكد محكمة التمييز على ُحريَّة القاضي الجزائي
الثورة العلمية الهائلة التي تشهدها مختلف العلوم المتصلة في تكوين اقتناعه من أي دليل يرتاح إليه ،ما لم يفرض عليه
بفحص الدالئل المادية والمعنوية. القانون األخذ بدليل معين ،كما َّأنها وفي العديد من اجتهاداتها
فما يميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات السابقة أنها بينت الدور الذي تلعبه القرائن في الدعوى الجزائية ،حيث
تتناول القرينة ودورها في اإلثبات الجنائي في القانون األردني، اعتبرت القرينة دليالً من أدلة اإلثبات لها قيمتها الكبيرة بين
وتختلف عن الدراسات السابقة في أنها ال تتناول القرينة من وسائل اإلثبات في الدعوى الجزائية.
منظور الشريعة اإلسالمية أو قرينة البراءة وحدها أو القرينة الرزام ،محمد علي مختار ،)2009( ،اإلثبات ّ دراسة
القضائية وحدها في اإلثبات ،بل جاءت لتعالج القرينة وأدلة بالقرائن في القانون الجنائي ،دراسة ماجستير ،الجامعة الحرة
اإلثبات في القانون األردني. في هولندا.
حددت الدراسة عدة أهداف من أهمها أن اإلثبات في
المبحث األول :اإلثبات الجنائي القضايا الجنائية يهدف إلى إظهار الحقيقة ،إذ ال ُيعقل إنزال
يعد نظام اإلثبات من أكثر النظم الجنائية تطو اًر ،وتزداد العقوبة بمتهم إال إذا ثبت حصول جريمة ،وتبين إن المتهم هو
سيما
أهميته في القانون خاصة في مجال اإلثبات الجنائي ،ال ّ الفاعل ونسبة التهمة المسندة إليه ،واقامة الدليل لدى السلطات
الشريعة اإلسالمية تقوم على توخي مصلحة المكلفين من التيسير أن الجريمة واقعة تنتمي إلى الماضي وليس في وسع المحكمة أن
في إثبات الحقوق وتجريد الدعوى ووسائل اإلثبات مما كان تعاينها بنفسها وتتعرف على حقيقتها وتستند إلى ذلك فيما تقضي
يشوبها في الشرائع التي سبقت. به في شأنها ،ومن ثم يتعين عليها أن تستعين بكافة الوسائل
الحجة المطلقة سواء ّ ويقصد باإلثبات بمعناه العام إقامة المكونة للنزاع، ّ المطروحة أمامها الستجماع كافة العناصر
اء أكان أمام القاضي أم أكان ذلك على حق أم على واقعة ،وسو ً ويتوجب على القاضي الفصل في المنازعة المعروضة عليه
اء كان عند التنازع أم قبله ،أما اإلثبات بمعناه أمام غيره ،وسو ً واال ع ّد منك اًر للعدالة ،وبذلك ينبغي وجوباً أن يستعين بأدلة
الخاص فهو إقامة الحجة أمام القضاء وفقاً للطرق التي حددتها اإلثبات.
الشريعة على حق أو واقعة وتترتب عليها آثار شرعية. يعول عليها القاضي في التحقق من فاإلثبات أداة ضرورية ّ
واإلثبات باالصطالح القانوني هو عملية اإلقناع بأن واقعة الوقائع القانونية وسلطته في تقدير األدلة ،فكل نظام قانوني
بناء على وجود أو حصول واقعة مادية حصلت أو لم تحصلً ، وتنظيم قضائي يقتضي حتماً وجود نظام لإلثبات ،فهذا النظام
ماضية أو حاضرة أو تقرير واقعة أو وقائع ،وقيل أيضاً إقامة ال ينقطع تطبيقه في المحاكم كل يوم فيما يعرض لها من
الدليل لدى السلطات المختصة على حقيقة واقعية ذات أهمية وسنبين
ّ خصومات ،وعليه سيتناول هذا المبحث في مطلبين،
قانونية وذلك بالطرق التي حددها القانون وفق القواعد التي في المطلب األول مفهوم اإلثبات الجنائي وفي المطلب الثاني
أخضعها إليه(.)9 أهداف اإلثبات الجنائي.
كما ال بد من التعرف على النواحي اللغوية والفقهية والقانونية المطلب األول :مفهوم اإلثبات الجنائي:
لمفهوم الجنائي من خالل اآلتي: اإلثبات هو إقامة الدليل على وجود واقعة قانونية ترتب عليها
الجنائي في اللغة :مأخوذة من الفعل جنى جناية أي أذنب، آثار معينة ،أمام القضاء بالطرق التي حددها القانون ،وتتكون
ويقال جنى على نفسه والذنب ،وجنى وجنيا أي تناولها من عناصر اإلثبات الجنائي من مجموعة من األدلة والتي يمكن من
علي أي ّادعىتجنى ّ منبتها ،وجنى الثمرة لفالن ،ويقال فالن ّ خاللها كشف وقائع الجريمة ونسبة ارتكابها إلى فاعلها ،ويتحدد
علي ذنب لم أرتكبه(.)10 ّ على ضوء هذه األدلة االختصاص ،ومن ثم تحال إلى المحكمة
الجنائي في الفقه اإلسالمي :قيل الجناية :اسم لفعل محرم المختصة وفي اإلدانة والحكم عند توفرها وكفايتها ،حيث أن
شرعاً سواء كان في مال أو نفس ،ولكن في عرف الفقهاء يراد طرق اإلثبات في الدعاوى الجنائية تعتبر من الوسائل التي
إطالق اسم الجناية الفعل في النفس واألطراف ،وهي كل فعل تعتمدها المحكمة في تحديد المسؤولية عن تلك الواقعة ،وتم ّكنها
عدوان على نفس أو مال ،ولكنها في العرف مخصوصة بما من ترسيخ قناعتها في ثبوت واقعة معينة تشكل مخالفة للقانون.
وسموا الجنايات على األموال يحصل فيه تعدي على األبدانّ ، ولغرض اإلحاطة بالتعريفات التي تناولت اإلثبات ال بد من
غصباً ونهباً وسرقة وخيانة واتالفاً(.)11 التعرف عليه من النواحي اللغوية والشرعية واالصطالحية
الجنائي في القانون :الجناية في القانون يقابلها الجنحة، (القانونية):
والمخالفة هي كل فعل أو امتناع يعود بالضرر على المجتمع اإلثبات لغة :اإلثبات في اللغة مأخوذ من القول ثبت الشئ إذا
ويعاقب عليها القانون عقوبة شانئة ( ،)12أو يصنع له تدبي اًر أستقر ،وثبت ثبوتاً وثباتاً أي استقر ،فيقال :ثبت بالمكان أقام
احت ارزياً. صححه فيه ،ويقال :ثبت األمر أي صح وتحقق وثبت األمرّ :
المطلب الثاني :أهداف اإلثبات الجنائي: وحقّقه ،ويقال :اثبت الكتاب :سجله ،واثبت الحق :أقام حجته(.)5
إن الهدف األساسي لإلثبات في المواد الجنائية والتي ال اإلثبات شرعاً :يقصد به اإلتيان بالدليل الذي يثبت الحق أو
وشاق يستلزم الدقة والتفكير الناضج، ٍّ تأتي إال بعد بحث ٍّ
جاد الواقعة المطروحة أمام القضاء وفقاً للطرق المحددة شرعاً( ،)6فقد
وذلك بالقيام بعدة إجراءات من شأنها الحصول على أدلة تساهم أولت الشريعة اإلسالمية اهتمام ًا كبي اًر بقواعد اإلثبات وقد ورد
في إظهار الحقيقة ،ولعل أهم هذه األدلة هو ما يتخلف عن في القرآن الكريم العديد من النصوص الشرعية التي عنت
الجريمة من آثار مادية تساهم في إظهار الحقيقة سواء فيما تباإلثبات عناية فائقة ،يقول اهلل تعالى "َي ْم ُحو اللّهُ َما َي َشاء َوُيثْبِ ُ
يتعلق باألفعال المرتكبة أو فيما يتعلق بشخصية المتهم الذي ندهُ أُم ا ْل ِكتَاب"( ،)7وكذلك األحاديث واآلثار النبوية الشريفة َو ِع َ
يكون محل المتابعة الجنائية ،واظهار الحقيقة يتم من خالل والروايات العديدة الخاصة باإلثبات وطرقه ،فقد ورد في الحديث
إثبات الجرائم ونسبتها إلى المتهم (.)13 النبوي الشريف "لو يعطى الناس بدعواهم ألدعى ناس دماء رجال
من خالل ذلك نجد بأن جوهر الضروريات لدى القضاء وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه" ( ،)8ففلسفة اإلثبات في
والقرينة هي ما يستخلصه القاضي أو المشرع من أمر الجنائي والقضاء بشكل عام هو التحري والبحث بشكل دقيق
معلوم للداللة على أمر مجهول (.)21 عن الحقيقة ،سواء تعلّق األمر بالعناصر المادية للجريمة أو
عرفها بعض فقهاء القانون المقارن بأنها :استنباط فقد ّ بتلك العناصر التي لها جانب معنوي(.)14
الشارع أو القاضي أم اًر مجهوالً من أمر معلوم .
()22
أما البعض اآلخر فيرى أنها :األمارة التي نص عليها المبحث الثاني :القرينة
الشارع أو استنبطها أئمة الشريعة باجتهادهم أو استنتجها تعد القرائن من الوسائل التي يتم تجهيزها إلثبات الواقعة
القاضي من الحادثة وظروفها وما يكتنفها من أحوال ،والسبب محالً لإلثبات ،ألنها من الوسائل التي تتهيأ مقدماً وقت قيام
في هذا الترجيح أن التعريف كان جامعاً مانعاً ،أما كونه النزاع على الحق المراد إثباته وغير مهيأة مسبقاً ،وبذلك تعتبر
جامعاً :فألنه جمع كل أنواع القرائن الفقهية ،سواء تلك القرائن حجية ملزمة بتحديد القانون لمدى حجيتها ،على نحو تكون ّ
التي نص عليها الشارع ،أو القرائن التي نتجت عن اجتهاد أئمة حجية
ّ ذات تكون أو العكس، إثبات تقبل ال قاطعة ة الحجي
ّ هذه
الفقه المجتهدين ،أو القرائن التي تنتج عن نظر القاضي في غير قاطعة يمكن إثبات عكسها( ،)15كما وتعد من الوسائل
القضية والظروف المتعلقة بها ،وأما كونه مانعاً :فألنه يعرف غير المباشرة في اإلثبات ،كونها ال تنصب مباشرة بداللتها
القرينة عند الفقهاء فقط ،بينما التعريفات األخرى تشمل القرينة على الواقعة المراد إثباتها ،بل تستخلص من طرق اإلثبات(،)16
عند الفقهاء وغيرهم من أصحاب العلوم األخرى(.)23 لذا سيتناول في هذا المبحث ثالثة مطالب ،تم تخصيص األول
المطلب الثاني :التصنيفات المتعددة للقرائن: لبيان مفهوم القرينة ،والثاني لبيان التصنيفات المتعددة للقرائن،
تعددت تصنيفات القرائن ،وجاءت التعريفات السابقة متفقة والمطلب الثالث عن دور القرائن في تعزيز أدلة اإلثبات
على أن القرائن نوعان: الجنائي.
ظمة بالتشريع .1قرائن قانونية :وهي تلك القرائن المن ّ المطلب األول :مفهوم القرينة
عبر عنها بالنتائج أووالمنصوص عليها بموجب القانون ،سواء ّ القرينة في اللغة :هي العالمة أو ما شاكل ذلك مما يومئ إلى
اإلمارات ،كما هو الحال في نشر القانون في الجريدة الرسمية الشيء وال يدل عليه داللة قاطعة ،ووردت القرينة في كالمهم بعدة
الذي يفترض علم الناس به. معان ،القاسم المشترك بين كل ما وردت فيه مادة (ق ر ن)
وتهدف القرائن القانونية إلى تحقيق المصلحة العامة من ومشتقاتها هي التالزم والمقارنة والمصاحبة ،يقال :فالن قرين
خالل وقف عملية التقاضي عند حدود معينة ال يجوز تجاوزها، لفالن أي مصاحب له ،ويقال :اقترن الشيء بغيره أي صاحبه.
المقضية ،كما وتهدف إلى الحدّ كاكتساب الحكم حجية القضية والقرينة في الشريعة :لم يتطرق فقهاء اإلسالم القدامى
من التحايل على القانون وذلك لحماية مصلحه خاصة. لتعريفها رغم ذكرهم لها والعمل بها في مسائل كثيرة مكتفين بعطف
.2قرائن قضائية :هي التي يستخلصها القاضي من التفسير أو المرادف عند الحديث عن القرينة ،فيقولون القرينة
الواقعة المعلومة لمعرفة الواقعة المجهولة ،وتخضع لقدرة واألمارة والعالمة ،ويفهم من كالمهم أنها أمارات معلومة تدل على
القاضي الذهنية وفطنتة مراعياً في ذلك ثبوت الواقعة المكونة أمور مجهولة ،وهو ما أشار إليه أهل اللغة ،إال ما ذكره الجرجاني
للقرينة ،بحيث تكون جازمة ال تحتمل التأويل ،على سبيل بقوله :هي أمر يشير إلى المطلوب (.)17
المثال( :وجود توقيع المستلم على إيصال االستالم قرينة على وقد عرفها فقهاء اإلسالم المحدثون بأنها األمارة البالغة حد
تسلمه المال) ،وكذلك الحرص في االستنتاج واالستنباط على اليقين( ،)18وكل أمارة ظاهرة تقارن شيئاً خفياً فتدل عليه(.)19
استخدام األسلوب المنطقي السليم والممنهج ،بحيث يكون وفي الفقه اإلسالمي هي اإلمارة أو العالمة التي تدل على
استنتاج الواقعة المجهولة المراد إثباتها من الواقعة المعلومة شيء مجهول على سبيل الظن ،فهي مأخوذة من المقارنة
متناسقاً مع باقي ظروف الواقعة واألدلة األخرى. قوة
قوية الداللة أو ضعيفة حسب ّ والمصاحبة ،فقد تكون ّ
ويمكن أن تكون قرائن إقناعية أو فعلية ،وقرائن قانونية، المصاحبة وضعفها ،وقد تكون بدرجة القطع أو بدرجة
وتقسم حسب قوتها وقيمتها في اإلثبات إلى قرائن قوية االحتمال البعيد جداً ،والمرجع في ضبطها قوة الذهن والفطنة
وضعيفة ،أو قرائن قاطعة وغير قاطعة(.)24 واليقظة.
فالقرائن بنوعيها تُمهّد الطريق للقاضي وتعزز قناعته في فالقرينة هي الصلة القانونية التي قد ينشئها القانون بين وقائع
الدعوى وبناء الحكم الجنائي ،فمن جانب القرائن القانونية تنص معينة ،أو هي نتيجة يتحتم على القاضي أن يستنتجها من وقائع
البينات األردني لسنة 1952على أن المادة ( )40من قانون ّ معينة(.)20
-3تعتبر القرائن القضائية كلها غير قاطعة ،وقابلة دائماً "القرينة التي ينص عليها القانون تغني من تقررت لمصلحته
إلثبات العكس ،أما القرائن القانونية فبعضها قاطع وال يقبل عن أية طريقة أخرى من طرق اإلثبات على أنه يجوز نقض
اإلثبات بالعكس ،وبعضها يجوز نقضه بإثبات العكس. هذه القرينة بالدليل العكسي ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك"،
أما في الشريعة اإلسالمية ،فهي تنتظم في نوعين اثنين من وبالنظر إلى هذه المادة نالحظ أنها تقسم إلى قسمين:
القرائن وهي القرائن الشرعية الثابتة التي نص عليها النص أ -القرينة اليقينية الثابتة :فهي تعفي من تقررت لصالحه
القرآني صراحة ،باعتبارها ملزمة للقاضي ،ودوره فيها يقتصر من عبء إثبات الواقعة األصلية المطلوب إثباتها ،وال تقبل
على مدى التحقق من انطباق القرينة الشرعية على الواقعة ثم الدليل العكسي.
اءوا َعلَ ٰى يعملها متى توافرت شروطها ،كقوله تعالى" َو َج ُ ب -القرينة البسيطة غير الثابتة :فالفرض القانوني فيها
ص ْبٌرت لَ ُك ْم أ َْنفُ ُس ُك ْم أ َْم ًار ۚ فَ َ يص ِه بِ َدم َك ِذبۚ قَا َل َب ْل َس َّولَ ْ قَ ِم ِ يقبل إثبات العكس كما هو الحال في التأشير على سند الدين
ون" ،وقوله ِ َّ ِ
ان َعلَ ٰى َما تَصفُ َ َجمي ٌل ۚ َواللهُ ا ْل ُم ْستَ َع ُ حجة على الدائن إلى أن يثبت بما يستفاد منه براءة ذمه لمدين ّ
()26
إن للقرائن دور بالغ األهمية في مجال اإلثبات الجنائي، القاضي السليم المؤسس على دراية واسعة للشهادة يستدعي
باعتبارها دليل أصيل أو مكمل أو معزز لألدلة األخرى، إلمامه بالدراسات النفسية واالجتماعية التي تساعده في كشف
والسبب في هذا أنها تبنى على وقائع ملموسة ويكون تأثيرها الجوانب النفسية لشخص الشاهد ومدى صدقه أو كذبه ويعتمد
واضح من بداية الخصومة لنهايتها ،والسبب في ذلك هو أنها هذا على فطنة القاضي وذكاؤه ،وبالتالي القرائن القضائية تبقى
أصبحت الوسيلة األكثر اعتماداً في القضاء الجنائي في الوسيلة األكثر فاعلية في تقدير وتقييم الشهادة.
عصرنا هذا نظ اًر للتقدم العلمي والتكنولوجي في المجاالت وتعتبر الخبرة مصدر الكثير من القرائن التي يتم استنتاجها
كافة ،خاصة بعد أن لجأ المجرمون إلى استخدام أدق الوسائل من الدالئل المادية ،فلها دور مؤثر وبارز في تحديد مدى قيام
العلمية الحديثة في ارتكاب جرائمهم دون ترك آثار تدل عليهم. المسؤولية عن طريق الخبرات النفسية والعقلية والطبية بصفة
كما أن هذه الق ارئن تجعل للقضاء مطلق الحرّية في عامة(.)28
االختيار واالستنباط المناسب والذي يكون متفقاً مع المنازعة القرائن التي تعزز األدلة غير المباشرة :ال بد من -2
المطروحة ضمن أسس منهجية سليمة ومتوافقة مع مقتضيات أن تكون القرائن التي يستخلصها القاضي أثناء بحثه ذات
النزاع المعروض. ارتباط مباشر بالوقائع المطروحة للبحث والنتائج المراد الوصول
فالقرائن القانونية تعتبر من أدلة اإلثبات غير المباشرة ،وبها إليها ،فعلى سبيل المثال تعتبر البصمات التي يتركها الجاني
تتحقق المصلحة العامة وتستقر المعامالت ،كونها ملزمة أو ما يوجد على ثياب المتهم من دم وشهادة الشهود بمكان
للقضاء والخصومة ،وال يجوز التوسع فيها ،أما بالنسبة للقرائن الجريمة وقت ارتكاب الوقائع كل ذلك يوحي بصلة الجاني
القضائية فهي من أهم وسائل اإلثبات الجنائي نظ اًر لكونها بالوقائع المنسوبة إليه ،فإذا تبين للقاضي ارتباطها بالوقائع
تتعلق بالوقائع المادية ،هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى تزداد المطروحة فعليه تأكد إثبات واقعة القتل وارتبط االتهام بالجاني،
أهميتها مع الثورة العلمية الهائلة التي تشهدها مختلف العلوم أما إذا تعددت القرائن وتبين عدم ارتباطها بالوقائع المعروضة
التي تتصل بفحص الدالئل المادية والمعنوية. أما القاضي ،فعليه استبعادها والحكم ببراءة الجاني على أن
إال أننا ال نستطيع القول الجازم بأن هذه الحرية الممنوحة يرافق ذلك تعليالً كافياً(.)29
للقاضي في االستنباط تكون دائماً متوافقة مع مقتضيات البينات األردني رقم ( )30لسنة 1952 واستناداً إلى قانون ّ
القانون ،فال بد من حدوث التطاول والتجاوز في هذا االستنباط المعدل بموجب القانون رقم ( )37لسنة ،2001والمعدل و ّ
الذي قد يخرج القاضي أحياناً عن المنهجية القانونية السليمة بموجب القانون رقم ( )16لسنة ،2005حيث تنص المادة ()2
وغير المنضبطة في بعض األحيان. البينات إلى (األدلّة الكتابية ،الشهادة،على ما يلي :تقسم ّ
وعليه يتوجب أن يكون القاضي على قدر من اللباقة تعد القرائن
القرائن ،اإلقرار ،اليمين ،والمعاينة والخبرة) ،وعليه ّ
العلمية والفطنة والدقة في فهمه للواقع وربط االستنباط بالوقائع المشرع األردني
ّ البينات القانونية بحسب نص نوعاً من أنواع ّ
المعروضة أمامه بشكل متناسق ،بحيث يقوده في كثير من واعتبارها وسيلة من وسائل اإلثبات غير المباشر(.)30
األحيان إلظهار الحقيقة المرجوة من عمله. وهذا ما يؤكده قرار محكمة التمييز األردنية رقم
النتائج: البينات ما يسعف 1981/189بأنه "ليس بأحكام قانون ّ
-1أن وسائل اإلثبات في القانون الجنائي ليست محصورة البينة
المحكمة في تصنيف القرائن إلى قرائن ترقى إلى مرتبة ّ
في عدد معين يفترض االقتصار عليه وال تجاوزه إلى غيره، البينة القانونية ،فالقرائن
القانونية وأخرى ال ترقى إلى مرتبة ّ
وانما هي وسائل إثبات إلظهار العدالة ،وكل ما يؤدي إلى البينات
بحكم المادة الثانية من هذا القانون نوع من أنواع ّ
إظهار العدالة هو طريقة من طرق اإلثبات. القانونية فإذا وجدت في الدعوى فهي وسيلة إثبات مقبولة
-2اتفاق القضاة والفقهاء على أن القرائن هي أصل ثابت قانونياً"(.)31
جاء الدليل بإثباتها ،وتعطيهم حرية اختيار الدليل وحرية
استنباطه ،وتعتبر دليالً على جواز االعتماد عليها والحكم بها، الخاتمة
ولكنها قد يكون لها أثر سلبي في تطاول بعض القضاة تناولت هذه الدراسة موضوع القرينة ودورها في اإلثبات
الضعفاء في االستنباط ،كون القاضي يصيب أحياناً ويخطئ الجنائي ،كون قواعد اإلثبات تحتل أهمية بالغة في فروع
أحيانا أخرى ،لكونه بش اًر وغير معصوم عن الخطأ. القانون ،فالحق دون دليل يسنده هو كالعدم سواء بسواء،
-3استقر القضاء األردني على إعطاء القرائن حجية والدليل هو الذي يدعم الحق ويجعله سائداً.
الحرص في االستنتاج واالستنباط ،وضرورة استخدام األسلوب اإلثبات ،وجواز االستناد إليها ،واعتبارها صالحة كدليل في
المنطقي والسليم ،معتمدة بذلك على قوة ذكاءه ورزانة نظرته المسائل الجنائية ،في حال كان هناك تحليالً سليماً وفحص
ودقة فهمه للوقائع الثابتة في حق المجني عليه. عميق للدالئل ،واالستقصاء في جمع المعلومات ،وأن تتوفر في
-3االستقصاء في جمع المعلومات والدالئل الكافية القاضي شروط االستنباط الصحيح.
لصحة الواقعة الثابتة ،معتمدا على ما توصل إليه البحث -4للقرائن دور هام وخصب في اإلثبات الجنائي كونها
العلمي من علوم ثابتة وتوظيفها في مجاله ،كونها تساهم في مبنية على وقائع ملموسة ،حيث تعتبر في بعض الحاالت
تعزيز أدلة اإلثبات األخرى ،وباعتبارها المعيار الذي يوازن به الدليل الوحيد في إحقاق الحق واقامة العدل بين األفراد إذا
القاضي بين األدلة المختلفة وتقييم الدليل من حيث صدقه أو انعدمت أدلة اإلثبات األخرى.
كذبه. التوصيات:
إشراك المدعي العام في دورات متخصصة وبشكل مستمر -1زيادة عدد القضاة (الجنائي) وحصر عدد القضايا
لمساعدتهم باستخدام األساليب الحديثة للكشف عن األفعال المنظورة لهم ،كون اإلثبات الجنائي يتطلب من القاضي جهداً
الجرمية ،وتمكينهم في إثبات الحقيقة عن طريق القرائن العلمية. سيما في أعمال القرائن.
ذهنياً ودقة عالية ووقت كافي ال ّ
-2يفترض على القاضي الجنائي أن يراعي منتهى
المصادر والمراجع
ثاني ا :معاجم اللغة
الرازي ،م ،)1953( ،مختار الصحاح ،المطبعة األميرية ،القاهرة، أولا :المصادر:
ط ،١فصل الثاء ،مادة ثبت. القرآن الكريم.
مجمع اللغة العربية ،المعجم الوسيط ،بيروت ،دار إحياء التراث السنة النبوية الشريفة.
التعديالت ،إثراء للنشر والتوزيع ،مكتبة الجامعة ،الشارقة، العربي ،ج ،1ط ،4باب الثاء.
الطبعة األولى. ثالث ا :الكتب القانونية:
النووي ،م .)1929( .المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، بدوي ،أ( .بدون سنة نشر) ،معجم المصطلحات القانونية ،دار الكتب
ج ،2المطبعة المصرية. المصري ،القاهرة ،ط.1
رابع ا :الرسائل واألطاريح الجامعية: بطيمي ح .)1998( .القضاء بالقرائن ،رسالة ماجستير ،جامعة
أبو داسر ،عد .)2012( .إثبات الدعوة الجنائية دراسة مقارنة ،رسالة الجزائر.
دكتوراه غير منشورة ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية، بكر ،ع .)2007( .شرح قانون اإلثبات رقم 107لسنة ، 1171الطبعة
المملكة العربية السعودية. الثانية.
الحالحلة ،أ .)2007( .دور القرائن في اإلثبات الجنائي ،دراسة الجالل ،م( ،بدون سنة نشر) .التعويض المادي عن الضرر األدبي،
ماجستير ،جامعة مؤتة ،األردن. أو المادي غير المباشر الناتج عن الجناية أو الدعوى الكيدية،
حجية القرائن في اإلثبات الجنائي ،دراسة الخليفات ،عّ .)2009( . رابطة العالم اإلسالمي ،المجمع الفقهي اإلسالمي ،أستاذ أصول
ماجستير ،جامعة مؤتة ،األردن. الفقه المشارك بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء.
خليفة ،إلهام .)2014( .دور البصمات واآلثار المادية األخرى في زبدة ،م .)2001( .القرائن القضائية ،موفم للنشر والتوزيع الجزئر.
القانون الجنائي -دراسة معمقة في كل أنواع آثار مسرح الجريمة الزحيلي ،م .)1981( .وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمية ،مكتبة
ومدى قطعيتها في اإلثبات الجنائي ،العدد (.)1 دار البيان ،بيروت ،دار البيان ،ط.3
الرزام ،م .)2009( .اإلثبات بالقرائن في القانون الجنائي ،دراسة ّ الزرقا ،م .)2003( .المدخل الفقهي العام ،دار القلم دمشق،الطبعة
ماجستير ،الجامعة الحرة في هولندا. الثانية ،ج.2
عباسي ،خ .)2014( .الوسائل الحديثة في اإلثبات الجنائي في الزيلعي ،ف1315( .هـ) .تبين الحقائق شرح كنز الدقائق ،المطبعة
القانون الجزائري ،دراسة ماجستير غي منشورة ،جامعة محمد الكبرى األميرية ببوالق ،مصر ،ط.1
خيضر بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية. السوسي ،م .)2010( .تعريف القرائن وحكمها ،عميد كلية الشريعة
العجمي ،ع .)2011( .دور القرائن في اإلثبات المدني :دراسة غزة.، في اإلسالمية بالجامعة والقانون
مقارنة بين القانون األردني والكويتي ،رسالة ماجستير غير .http://site.iugaza.edu.ps/msousi
منشورة ،جامعة الشرق األوسط ،كلية الحقوق. شرف الدين ،أ .)2005( .أصول اإلثبات في المواد المدنية
عطا هلل ،م .)2001( .اإلثبات بالقرائن في القانون اإلداري والشريعة والتجارية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة األولى.
اإلسالمية ،رسالة دكتوراه غير منشورة كلية الحقوق ،جامعة الشهاوي ،ق .)2006( .نظرية اإلثبات في المواد المدنية والتجارية،
أسيوط. دار النهضة العربية القاهرة ،الطبعة األولى.
عمور ،م .)2013( .اإلثبات الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة الشيخ ،م .)1996( .موسوعة الفقه اإلسالمي– الجزء الثاني -جمعية
والقانون ،دراسة منشورة األكاديمية للدراسات االجتماعية الدراسات اإلسالمية القاهرة– مطبعة مخيمر.
واإلنسانية ،العدد ( ،)9ص.85-79 عبيد ،ر .)1982( .مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري،
الفواعره ،م .)2012( .قرينة اإلدانة في التشريعات الجزائية :دراسة دار الجيل للطباعة مصر.
مقارنة ،مجلة الشريعة والقانون ،المارات العربية المتحدة، علي ،ع .)2000( .اإلثبات في المواد المدنية والتجارية ،دار
العدد ،49ص.405-239 النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة األولى.
خامس ا :القوانين: فهمي ،ع .)2011( .درر الحكام شرح مجلة األحكام ،تعريب :
البينات األردني رقم ( )30لسنة 1952والمعدل بموجب قانون ّ المحامي فهمي ،الحسيني ،دار الكتب العلمية بيروت ،ج .4
القانون رقم ( )37لسنة ،2001والمعدل بموجب القانون رقم الكيالني ،م .)2010( .قواعد اإلثبات وأحكام التنفيذ ،المجلد الرابع،
( )16لسنة .2005 دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة (.)4
سادس ا :الق اررات القضائية: مبروك ،ن .)2006( .محاضرات في اإلثبات الجنائي ،الجزء الثاني،
قرار محكمة التمييز حقوق رقم ،1981/189تاريخ ،1981/6/9 الطبعة الثالثة ،دار هومه الجزائر.
منشورات مركز عدالة. البينات األردني آلخر المنصور ،أ .)2011( .شرح أحكام قانون ّ
heve Ets Re
* Wadah S. Al-Adwan
ABSTRACT
The present study aimed to identify the role of Presumption as a means of criminal matters, and to
highlight the important role played by the Presumption of legal, judicial, both in the criminal matters
in the Jordanian law, proof, judges and jurists agreed that the evidence is of a fixed asset Evidence
comes Bathbadtha, and give them the freedom to choose the directory and freedom deduced, the
evidence on the permissibility of reliable and governance, and settled Jordanian judiciary to give
Presumption Authentic evidence, passport invoked, and considered valid as evidence in criminal
matters.
Keywords: Presumption, criminal matters.
________________________________________________
* Al-Balqa’ Applied University, Jordan. Received on 09/08/2016 and Accepted for Publication on 28/10/2016.