PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ،45‬العدد ‪2018 ،1‬‬

‫وحجيتها في اإلثبات الجنائي‬


‫ّ‬ ‫القرائن‬

‫*‬ ‫وضاح سعود العدوان‬

‫ملخـص‬
‫هدفت الدراسة الحالية إلى تبيان دور القرينة كوسيلة من وسائل اإلثبات الجنائي‪ ،‬وابراز الدور المهم الذي تلعبه القرائن بنوعيها‬
‫القانونية والقضائية في اإلثبات الجنائي في القانون األردني باإلثبات‪ ،‬اتفاق القضاة والفقهاء على أن القرائن هي أصل ثابت‬
‫جاء الدليل بإثباتها‪ ،‬وتعطيهم حرية اختيار الدليل وحرية استنباطه‪ ،‬وتعتبر دليالً على جواز االعتماد عليها والحكم بها‪ ،‬واستقر‬
‫القضاء األردني على إعطاء القرائن حجية اإلثبات‪ ،‬وجواز االستناد إليها‪ ،‬واعتبارها صالحة كدليل في المسائل الجنائية‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬القرينة‪ ،‬اإلثبات الجنائي‪.‬‬

‫آخر‪ ،‬إذا لم يحرر عقدا بذلك وبحضور عدد من الشهود فإنه يعد‬ ‫المقدمـــــة‬
‫أن امتالك أحد أطراف الدعوى محر اًر كتابياً يعني‬ ‫سارقاً ويعدم‪ ،‬و ّ‬
‫إقامة قرينة قاطعة لصالحه بحيث ال يسمع ضده أي دليل آخر بما‬ ‫األصل في األشياء اإلباحة ما لم يتقرر العكس بنص‬
‫فيه الشهادة (‪.)3‬‬ ‫القانون‪ ،‬والمجهول المستنتج من هذا األصل هو براءة المشتكى‬
‫ومع التطور التكنولوجي الذي شهده العالم انعكست آثاره على‬ ‫عليه من التهمة المنسوبة إليه حتى تثبت إدانته بحكم قضائي‬
‫كافة نواحي الحياة ومنها الميدان الجنائي حيث استفاد محترفو‬ ‫شرعي(‪ ،)1‬فاإلثبات ووسائله من الموضوعات التي تحتل أهمية‬
‫اإلجرام من الوسائل المتقدمة واألدوات التقنية المتطورة في ارتكاب‬ ‫في مجال البحث وال حاجة إلى التدليل على هذه األهمية في‬
‫الجرائم وخاصة اإلجرام المنظّم العابر للحدود‪ ،‬ولهذا كان من‬ ‫حياة البشر‪ ،‬إذ يكفي أن نشير إلى أنها هي الوسائل التي تم ّكن‬
‫الضروري مواكبة هذا التطور وادخال وسائل حديثة جديدة في‬ ‫القضاء‪ -‬الذي هو أهم سلطة في الدولة وأسماها‪ -‬من القيام‬
‫عملية اكتشاف الجرائم وذلك نتيجة لتطور فكر المجرم‪ ،‬والذي‬ ‫بمهمته التي هي تحقيق العدالة وصيانة المجتمع عن طريق‬
‫بات يعمل قبل إقدامه على نشاطه اإلجرامي على التفكير في‬ ‫إيصال الحقوق إلى أربابها وايقاع العقوبات على مستحقيها‪،‬‬
‫أسلوب ال يترك آثار مادية تدل عليه لذا حاولت أجهزة البحث‬ ‫ألنه ال يتهيأ للقاضي أن بتوصل إلى الحقيقة والباطل من بين‬
‫والتحقيق االستعانة بالوسائل العلمية الحديثة في إثبات الجريمة‬ ‫ما يعرض عليه من قضايا‪ ،‬إال بواسطة هذه الحجج والبراهين‪،‬‬
‫علّها تفك الخيوط المتشابكة للواقعة اإلجرامية التي من الصعب‬ ‫ومن بين هذه الوسائل‪ ،‬بل ويعتبر أهمها‪ -‬نظ اًر لما يثيره‬
‫كشف مرتكبيها فيما لو اعتمدنا فقط على الوسائل التقليدية التي‬ ‫تطبيقها واالعتماد عليها أمام القضاء‪ -‬وسيلة اإلثبات‬
‫هي عادة أقل فاعلية مقارنة بوسائل ارتكاب الجرائم(‪.)4‬‬ ‫بالقرائن(‪.)2‬‬
‫وعليه سيحاول في هذا البحث أن نتكلم عن القرائن في اإلثبات‬ ‫فالهدف الرئيسي للقضاء هو الوصول إلى الحقيقة واصدار‬
‫ثم‬
‫الجنائي‪ ،‬فنبين أوالً مفهوم اإلثبات الجنائي وأهدافه‪ ،‬ومن ّ‬ ‫أحكام وق اررات تتصف بالعدل واإلنصاف‪ ،‬مما يتطلب منه أن‬
‫نتحدث عن مفهوم القرائن لغةً واصطالحاً وقانونياً‪ ،‬والتصنيفات‬ ‫يسلك سبالً شاقة في عملية اإلثبات هذه‪ ،‬وذلك بجمع األدلة‬
‫المتعددة لها‪ ،‬ودورها في تعزيز أدلة اإلثبات الجنائي‪.‬‬ ‫الالزمة إلظهار الحقيقة‪ ،‬ثم يكون عليه أن يستخلص من تلك‬
‫األدلة ما يحقق له القناعة الالزمة من كونها كافية أو غير كافية‬
‫أهداف البحث‬ ‫الجرمي إلى المتهم‪ ،‬ففي قانون حمورابي المتعلق‬ ‫لنسبة الفعل ُ‬
‫تتحدد أهداف الدراسة من أهمية الموضوع محل البحث وهو‬ ‫البينات القضائية صو اًر متعددة‬
‫باإلثبات الجنائي بالذات‪ ،‬أخذت ّ‬
‫دور القرينة كوسيلة من وسائل اإلثبات الجنائي‪ ،‬ولقد كان‬ ‫منها الكتابة‪ ،‬فالمشتري لبعض األموال من عبد أو من أي رجل‬
‫الهدف من تناول هذا الموضوع ليس فقط تناول القرائن في حد‬
‫ذاتها وشرحها وتوضيح مقوالتها‪ ،‬ولكن للتطرق إلى مدى‬ ‫* جامعة البلقاء التطبيقية‪ ،‬األردن‪ .‬تاريخ استالم البحث‬
‫الحاجة لها وربطها في واقع الحياة الفعلية عند التطبيق‪ ،‬ومما‬ ‫‪ ،2016/08/09‬وتاريخ قبوله ‪.2016/10/28‬‬

‫© ‪ 2018‬عمادة البحث العلمي‪ /‬اجلامعة األردنية‪ .‬مجيع احلقوق حمفوظة‪.‬‬ ‫‪- 357 -‬‬
‫وضاح العدوان‬ ‫القرائن وحجيتها ‪...‬‬

‫على الواقع األردني‪.‬‬ ‫سبق يمكن إجمال أهداف الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف على مفهوم كل من القرينة واإلثبات الجنائي‪.‬‬
‫خطة البحث‬ ‫‪ -2‬إبراز الدور المهم الذي تلعبه القرائن بنوعيها القانونية‬
‫وقد جاءت هذه الدراسة‪ ،‬إضافة للمقدمة والخاتمة في مبحثين‪،‬‬ ‫والقضائية في اإلثبات الجنائي في القانون األردني باإلثبات‪.‬‬
‫وفق الخطة التالية‪:‬‬ ‫‪ -3‬تعزيز القناعة لدى القاضي بموجب القرائن الثابتة‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلثبات الجنائي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫الستكمال قناعته في حل المنازعة المعروضة أمامه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلثبات الجنائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -4‬بيان دور القرينة وأهميتها العلمية والعملية من خالل‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف اإلثبات الجنائي‬ ‫‪-‬‬ ‫طرحها في مناهج المعاهد والكليات ذات العالقة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القرينة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم القرينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أهمية البحث‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التصنيفات المتعددة للقرائن‬ ‫‪-‬‬ ‫تنبع أهمية الدراسة بالجوانب التالية‪:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور القرائن في تعزيز أدلة اإلثبات‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪ -1‬عدم وجود العديد من اإلسهامات في مجال دراسة‬
‫الجنائي‪.‬‬ ‫أساليب ووسائل اإلثبات بالقرائن في األردن وفي الوقت نفسه‬
‫إن وجدت بعض هذه اإلسهامات إال أنها لم تتعدى واقع إلقاء‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫الضوء على مثل هذه اآلليات وتوضيح دورها بشكل نظري‬
‫دراسة الحالحلة‪ ،‬أيمن خالد فاضل‪ ،)2007( ،‬دور القرائن‬ ‫مجرد دون اللجوء إلى توضيح وسائل الردع والتي يمكن اللجوء‬
‫في اإلثبات الجنائي‪ ،‬دراسة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫إليها في حال غياب تلك اآلليات‪.‬‬
‫تناول الباحث في هذه األطروحة دور القرائن في اإلثبات‬ ‫‪ -2‬تعتبر القرائن دليالً غير مباشر من أدلة اإلثبات‪،‬‬
‫الجنائي من خالل عدة فصول سبقها مبحث تمهيدي تحدث فيه‬ ‫وبالتالي فهي تمثل جزءاً في سد ثغرة البحث العلمي في مجال‬
‫عن معنى القرينة في اللغة وال ّشرع والقانون والفقه وعن أركانها‬ ‫القانون الجنائي وآليات إنفاذه‪.‬‬
‫وتقسيماتها وتطرق الفصل األول إلى أهمية القرائن في اإلثبات‬
‫الجنائي موضحاً تمييز القرينة عن أدلة اإلثبات في الدعوى‬ ‫إشكاليات البحث‬
‫ومبيناً دور القرينة في تعزيز األدلة بالدعوى الجنائية ودورها‬ ‫تتمثل إشكالية البحث من كون القرائن تكون واردة على‬
‫أيضاً عند إجراءات جمع األدلة وتطرق كذلك إلى مشكالت‬ ‫استنباط أمر مجهول غير واضح المعالم باالستناد ألمر معلوم‪،‬‬
‫القرائن المتعلقة بذلك‪ ،‬وفي الفصل الثاني ّبين الباحث القرائن‬ ‫ووفقاً لعملية منطقية وممنهجة في االستنباط‪ ،‬بحيث تتواءم مع‬
‫العلمية والعملية مبيناً دور الدليل العلمي في اإلثبات ومبدأ‬ ‫الحيثيات المعروضة وتكون في مجملها معززة لقناعة القاضي‬
‫االقتناع القضائي‪ ،‬وآراء الفقهاء في ذلك‪ ،‬وعرج في هذا الفصل‬ ‫للوصول لحل النزاع المعروض أمامه‪ ،‬بغرض الوقوف على‬
‫على البصمات باعتبارها من أهم األدلة العلمية‪ ،‬وحجيتها في‬ ‫مدى األثر القانوني المترتب على القرائن في القانون األردني‬
‫اإلثبات الجنائي‪ ،‬وانتقل بعد ذلك إلى القرائن المستمدة من‬ ‫وايجاد مرتكزاتها القانونية وأسسها‪ ،‬ومدى أثرها في الدعوة من‬
‫اآلثار والتحاليل ودورها في اإلثبات الجنائي‪ ،‬وكذلك إلى قرائن‬ ‫حيث التعهد بااللتزام بنصوصها والوسائل القضائية واستخراج‬
‫التسجيالت والتصوير ودورهما في اإلثبات الجنائي‪ ،‬وفي‬ ‫تقدير فاعليتها وطبيعتها القانونية وتأثيرها على سير العملية‬
‫الفصل الثالث واألخير‪ّ ،‬بين الباحث دور القرينة في مراحل‬ ‫القضائية وخضوعها للقضاء‪ ،‬وسيحاول في هذا البحث اإلجابة‬
‫بناء على‬‫ً‬ ‫الدعوى الجنائية والدور االستقصائي للمحكمة‬ ‫عن السؤال التالي‪:‬‬
‫وبين أيضاً في هذا الفصل دور القرائن في إثبات‬ ‫القرائن‪ّ ،‬‬ ‫أ‪ -‬ما مدى مشروعية األخذ بالقرينة بالنظر إلى‬
‫وبين‬
‫ظروف الجريمة وأركانها ودورها في تكوين قناعة القاضي ّ‬ ‫النصوص القانونية األردنية في اإلثبات الجنائي؟‬
‫حجية القرينة في الفقه والقضاء األردني‪ ،‬وأخي اًر‪ ،‬الخاتمة‪ ،‬وقد‬
‫توصل إليها والمقترحات التي‬ ‫ّ‬ ‫ّبين الباحث االستنتاجات التي‬ ‫منهجية البحث‬
‫تبين من خالل تلك الدراسة الدور الكبير للقرائن‪،‬‬ ‫دعا إليه‪ ،‬وقد ّ‬ ‫سيعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي في قراءة‬
‫حيث تدعم وتساند وسائل اإلثبات األخرى نظ اًر لموضوعيتها‪،‬‬ ‫وتحليل النصوص القانونية الواردة في هذا الصدد واستقراء‬
‫وحجيتها في الفقه والقضاء األردني‪ ،‬ذلك أن القضاء استقر‬ ‫آراء الكتاب في الكتب القانونية ذات العالقة وتطبيق ذلك‬

‫‪- 358 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ،45‬العدد ‪2018 ،1‬‬

‫القضائية المختصة باإلجراءات الجنائية على حقيقة واقعة ذات‬ ‫على إعطاء القرائن حجية في اإلثبات‪ ،‬وهذا واضح من خالل‬
‫أهمية قانونية‪ ،‬وذلك بالطرق التي حددها القانون ووفق القواعد‬ ‫ق اررات محكمة التمييز األردنية المتعددة‪.‬‬
‫التي أخضعها لها‪ ،‬كما أن دور اإلثبات هو التنقيب عن الدليل‬ ‫حجية القرائن في‬ ‫ّ‬ ‫عمار رجا‪،)2009( ،‬‬ ‫دراسة الخليفات‪ّ ،‬‬
‫وتقديمه وتقديره وكون اإلثبات في الدعوى الجنائية ليس ركناً‬ ‫اإلثبات الجنائي‪ ،‬دراسة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫من أركان الحق ولكنه عنصر هام لدعم الحق واظهاره وتأكيده‪،‬‬ ‫ائن كإحدى وسائل اإلثبات وأقدمها‪ ،‬وتُعد‬ ‫تناولت الدراسة القر ُ‬
‫وتوصلت الدراسة إلى نتائج متعددة و من أهمها‪ ،‬إن المشرع‬ ‫بعد‬
‫إحدى وسائل ُمكافحة الجريمة في العصر الحديث خاصةً َ‬
‫الليبي لم ينص على ذكر تعريف للقرينة بوجه عام في قانون‬ ‫تطور وسائل وأساليب الجريمة في محاولة للهروب من قَبضة‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وكذلك لم ُيعرف القرائن القانونية والقرائن‬ ‫العدالة والفرار من العقاب‪ ،‬وقد احتلت مكانةً بارزةً نتيجةً للتقدم‬ ‫َ‬
‫القضائية مع إنه ذكر القرائن كأحد وسائل اإلثبات‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫إطار كشف الجريمة‪ ،‬كما احتلت هذه األهمية‬ ‫ِ‬ ‫العلمي في‬
‫تتوفر قرائن خالل التحقيق أو المحاكمة تجعل المحكمة تقتنع‬ ‫لدورها البارز في تعزيز األدلة في الدعوى وخاصةً الشهادة‬
‫في طروحات أمامها أو عالمات وامارات تجعلها تقتنع بصحة‬ ‫الجرمي‪،‬‬
‫أن لها دو اًر بار اًز في استظهار القصد ُ‬ ‫واالعتراف‪ ،‬كما َّ‬
‫دليل معين‪.‬‬ ‫الممكنة للوصول‬ ‫ائن هي‪ ":‬إعمال كافة المكنات العقلية ُ‬ ‫والقر ُ‬
‫دراسة عمرو‪ ،‬محمد طيب‪ ،)2013( ،‬بعنوان‪ :‬اإلثبات‬ ‫ألمر مجهول من واقعة دارجة على سبيل الجزم واليقين‪ ،‬أوهي‬
‫الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة والقانون‪ ،‬األكاديمية‬ ‫مبني‬
‫ًّ‬ ‫عقلي‬
‫ًّ‬ ‫بناء على قياس‬‫الحصول على الغيب من المعلوم ً‬
‫للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد (‪ ،)9‬ص‪.85-79‬‬ ‫ائن مكاناً بار اًز بين أدلة اإلثبات‬ ‫على المنطق"‪ .‬وتحت ُل القر ُ‬
‫حيث تضمنت تلك الدراسة البحث في القرائن القضائية‬ ‫خاصةً في ضوء مبدأ ُحرَّية القاضي الجزائي في االقتناع‪ ،‬وفي‬
‫كوسيلة من وسائل اإلثبات الجزائي‪ ،‬إذ أنها ال تدل على األمر‬ ‫ائن على‬‫حيث أصبحت القر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضوء ظهور نظام األدلة العلمية‪،‬‬
‫المستهدف من اإلثبات فحسب وانما تصلح أن تكون دليالً قائماً‬ ‫ولم تَ ُع ْد الشهادةُ‬
‫درجة واحدة مع باقي وسائل اإلثبات‪ْ ،‬‬
‫بذاته يغني عن سواها من األدلة األخرى‪ ،‬ذلك أن اإلثبات في‬ ‫اف هي األدلةُ الوحيدةُ التي يركن إليها القاضي الجزائي‬ ‫واالعتر ُ‬
‫المجال الجزائي يتعلق بوقائع مادية يتعذر إعداد الدليل بشأنها‬ ‫في تكوين عقيدته‪ ،‬ولم يعالج المشرعُ األردني وسائل اإلثبات‬
‫مسبقاً‪ ،‬وفضالً عن ذلك فإن التقدم العلمي الهائل الذي عم‬ ‫الجزائي‪ ،‬ولكنه تبنى نظام ُحريَّة القاضي الجزائي في االقتناع‬
‫مختلف المجاالت قد زاد من أهمية القرائن بالنسبة للوقائع‬ ‫وفقاً للمادة (‪ )147‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية‪،‬‬
‫المادية‪ ،‬ذلك أن المجرمين قد استفادوا بشكل كبير من‬ ‫وجعل للقاضي ُسلطةً واسعةً في تقدير األدلة‪ ،‬بحيث ترك له‬
‫التطورات العلمية‪ ،‬مما صعب مهمة القضاء في الكشف عنهم‬ ‫المجال في أن ينفذ إلى الحقيقة من أي دليل‪ ،‬مع بعض‬
‫باالعتماد على وسائل اإلثبات التقليدية‪ ،‬وقد توصل إلى‬ ‫االستثناءات الواردة على ذلك والتي تُعتبر رجوعاً إلى نظام‬
‫مجموعة من النتائج منها أن القرائن القضائية من أهم وسائل‬ ‫وقد تبنت محكمة التمييز األردنية المفهوم‬ ‫األدلة القانونية‪ْ ،‬‬
‫اإلثبات الجزائي‪ ،‬نظ اًر لكونه يتعلق بوقائع مادية يصعب أن ترد‬ ‫الموسع لمبدأ االقتناع القضائي الذي يشمل قبول الدليل‬
‫عليها وسائل اإلثبات المباشرة‪ ،‬وتزداد هذه األهمية اتساعاً مع‬ ‫وتقديره‪ ،‬حيث تؤكد محكمة التمييز على ُحريَّة القاضي الجزائي‬
‫الثورة العلمية الهائلة التي تشهدها مختلف العلوم المتصلة‬ ‫في تكوين اقتناعه من أي دليل يرتاح إليه‪ ،‬ما لم يفرض عليه‬
‫بفحص الدالئل المادية والمعنوية‪.‬‬ ‫القانون األخذ بدليل معين‪ ،‬كما َّأنها وفي العديد من اجتهاداتها‬
‫فما يميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات السابقة أنها‬ ‫بينت الدور الذي تلعبه القرائن في الدعوى الجزائية‪ ،‬حيث‬
‫تتناول القرينة ودورها في اإلثبات الجنائي في القانون األردني‪،‬‬ ‫اعتبرت القرينة دليالً من أدلة اإلثبات لها قيمتها الكبيرة بين‬
‫وتختلف عن الدراسات السابقة في أنها ال تتناول القرينة من‬ ‫وسائل اإلثبات في الدعوى الجزائية‪.‬‬
‫منظور الشريعة اإلسالمية أو قرينة البراءة وحدها أو القرينة‬ ‫الرزام‪ ،‬محمد علي مختار‪ ،)2009( ،‬اإلثبات‬ ‫ّ‬ ‫دراسة‬
‫القضائية وحدها في اإلثبات‪ ،‬بل جاءت لتعالج القرينة وأدلة‬ ‫بالقرائن في القانون الجنائي‪ ،‬دراسة ماجستير‪ ،‬الجامعة الحرة‬
‫اإلثبات في القانون األردني‪.‬‬ ‫في هولندا‪.‬‬
‫حددت الدراسة عدة أهداف من أهمها أن اإلثبات في‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلثبات الجنائي‬ ‫القضايا الجنائية يهدف إلى إظهار الحقيقة‪ ،‬إذ ال ُيعقل إنزال‬
‫يعد نظام اإلثبات من أكثر النظم الجنائية تطو اًر‪ ،‬وتزداد‬ ‫العقوبة بمتهم إال إذا ثبت حصول جريمة‪ ،‬وتبين إن المتهم هو‬
‫سيما‬
‫أهميته في القانون خاصة في مجال اإلثبات الجنائي‪ ،‬ال ّ‬ ‫الفاعل ونسبة التهمة المسندة إليه‪ ،‬واقامة الدليل لدى السلطات‬

‫‪- 359 -‬‬


‫وضاح العدوان‬ ‫القرائن وحجيتها ‪...‬‬

‫الشريعة اإلسالمية تقوم على توخي مصلحة المكلفين من التيسير‬ ‫أن الجريمة واقعة تنتمي إلى الماضي وليس في وسع المحكمة أن‬
‫في إثبات الحقوق وتجريد الدعوى ووسائل اإلثبات مما كان‬ ‫تعاينها بنفسها وتتعرف على حقيقتها وتستند إلى ذلك فيما تقضي‬
‫يشوبها في الشرائع التي سبقت‪.‬‬ ‫به في شأنها‪ ،‬ومن ثم يتعين عليها أن تستعين بكافة الوسائل‬
‫الحجة المطلقة سواء‬ ‫ّ‬ ‫ويقصد باإلثبات بمعناه العام إقامة‬ ‫المكونة للنزاع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المطروحة أمامها الستجماع كافة العناصر‬
‫اء أكان أمام القاضي أم‬ ‫أكان ذلك على حق أم على واقعة‪ ،‬وسو ً‬ ‫ويتوجب على القاضي الفصل في المنازعة المعروضة عليه‬
‫اء كان عند التنازع أم قبله‪ ،‬أما اإلثبات بمعناه‬ ‫أمام غيره‪ ،‬وسو ً‬ ‫واال ع ّد منك اًر للعدالة‪ ،‬وبذلك ينبغي وجوباً أن يستعين بأدلة‬
‫الخاص فهو إقامة الحجة أمام القضاء وفقاً للطرق التي حددتها‬ ‫اإلثبات‪.‬‬
‫الشريعة على حق أو واقعة وتترتب عليها آثار شرعية‪.‬‬ ‫يعول عليها القاضي في التحقق من‬ ‫فاإلثبات أداة ضرورية ّ‬
‫واإلثبات باالصطالح القانوني هو عملية اإلقناع بأن واقعة‬ ‫الوقائع القانونية وسلطته في تقدير األدلة‪ ،‬فكل نظام قانوني‬
‫بناء على وجود أو حصول واقعة مادية‬ ‫حصلت أو لم تحصل‪ً ،‬‬ ‫وتنظيم قضائي يقتضي حتماً وجود نظام لإلثبات‪ ،‬فهذا النظام‬
‫ماضية أو حاضرة أو تقرير واقعة أو وقائع‪ ،‬وقيل أيضاً إقامة‬ ‫ال ينقطع تطبيقه في المحاكم كل يوم فيما يعرض لها من‬
‫الدليل لدى السلطات المختصة على حقيقة واقعية ذات أهمية‬ ‫وسنبين‬
‫ّ‬ ‫خصومات‪ ،‬وعليه سيتناول هذا المبحث في مطلبين‪،‬‬
‫قانونية وذلك بالطرق التي حددها القانون وفق القواعد التي‬ ‫في المطلب األول مفهوم اإلثبات الجنائي وفي المطلب الثاني‬
‫أخضعها إليه(‪.)9‬‬ ‫أهداف اإلثبات الجنائي‪.‬‬
‫كما ال بد من التعرف على النواحي اللغوية والفقهية والقانونية‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلثبات الجنائي‪:‬‬
‫لمفهوم الجنائي من خالل اآلتي‪:‬‬ ‫اإلثبات هو إقامة الدليل على وجود واقعة قانونية ترتب عليها‬
‫الجنائي في اللغة‪ :‬مأخوذة من الفعل جنى جناية أي أذنب‪،‬‬ ‫آثار معينة‪ ،‬أمام القضاء بالطرق التي حددها القانون‪ ،‬وتتكون‬
‫ويقال جنى على نفسه والذنب‪ ،‬وجنى وجنيا أي تناولها من‬ ‫عناصر اإلثبات الجنائي من مجموعة من األدلة والتي يمكن من‬
‫علي أي ّادعى‬‫تجنى ّ‬ ‫منبتها‪ ،‬وجنى الثمرة لفالن‪ ،‬ويقال فالن ّ‬ ‫خاللها كشف وقائع الجريمة ونسبة ارتكابها إلى فاعلها‪ ،‬ويتحدد‬
‫علي ذنب لم أرتكبه(‪.)10‬‬ ‫ّ‬ ‫على ضوء هذه األدلة االختصاص‪ ،‬ومن ثم تحال إلى المحكمة‬
‫الجنائي في الفقه اإلسالمي‪ :‬قيل الجناية‪ :‬اسم لفعل محرم‬ ‫المختصة وفي اإلدانة والحكم عند توفرها وكفايتها‪ ،‬حيث أن‬
‫شرعاً سواء كان في مال أو نفس‪ ،‬ولكن في عرف الفقهاء يراد‬ ‫طرق اإلثبات في الدعاوى الجنائية تعتبر من الوسائل التي‬
‫إطالق اسم الجناية الفعل في النفس واألطراف‪ ،‬وهي كل فعل‬ ‫تعتمدها المحكمة في تحديد المسؤولية عن تلك الواقعة‪ ،‬وتم ّكنها‬
‫عدوان على نفس أو مال‪ ،‬ولكنها في العرف مخصوصة بما‬ ‫من ترسيخ قناعتها في ثبوت واقعة معينة تشكل مخالفة للقانون‪.‬‬
‫وسموا الجنايات على األموال‬ ‫يحصل فيه تعدي على األبدان‪ّ ،‬‬ ‫ولغرض اإلحاطة بالتعريفات التي تناولت اإلثبات ال بد من‬
‫غصباً ونهباً وسرقة وخيانة واتالفاً(‪.)11‬‬ ‫التعرف عليه من النواحي اللغوية والشرعية واالصطالحية‬
‫الجنائي في القانون‪ :‬الجناية في القانون يقابلها الجنحة‪،‬‬ ‫(القانونية)‪:‬‬
‫والمخالفة هي كل فعل أو امتناع يعود بالضرر على المجتمع‬ ‫اإلثبات لغة‪ :‬اإلثبات في اللغة مأخوذ من القول ثبت الشئ إذا‬
‫ويعاقب عليها القانون عقوبة شانئة (‪ ،)12‬أو يصنع له تدبي اًر‬ ‫أستقر‪ ،‬وثبت ثبوتاً وثباتاً أي استقر‪ ،‬فيقال‪ :‬ثبت بالمكان أقام‬
‫احت ارزياً‪.‬‬ ‫صححه‬ ‫فيه‪ ،‬ويقال‪ :‬ثبت األمر أي صح وتحقق وثبت األمر‪ّ :‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف اإلثبات الجنائي‪:‬‬ ‫وحقّقه‪ ،‬ويقال‪ :‬اثبت الكتاب‪ :‬سجله‪ ،‬واثبت الحق‪ :‬أقام حجته(‪.)5‬‬
‫إن الهدف األساسي لإلثبات في المواد الجنائية والتي ال‬ ‫اإلثبات شرعاً‪ :‬يقصد به اإلتيان بالدليل الذي يثبت الحق أو‬
‫وشاق يستلزم الدقة والتفكير الناضج‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫تأتي إال بعد بحث ٍّ‬
‫جاد‬ ‫الواقعة المطروحة أمام القضاء وفقاً للطرق المحددة شرعاً(‪ ،)6‬فقد‬
‫وذلك بالقيام بعدة إجراءات من شأنها الحصول على أدلة تساهم‬ ‫أولت الشريعة اإلسالمية اهتمام ًا كبي اًر بقواعد اإلثبات وقد ورد‬
‫في إظهار الحقيقة‪ ،‬ولعل أهم هذه األدلة هو ما يتخلف عن‬ ‫في القرآن الكريم العديد من النصوص الشرعية التي عنت‬
‫الجريمة من آثار مادية تساهم في إظهار الحقيقة سواء فيما‬ ‫ت‬‫باإلثبات عناية فائقة‪ ،‬يقول اهلل تعالى "َي ْم ُحو اللّهُ َما َي َشاء َوُيثْبِ ُ‬
‫يتعلق باألفعال المرتكبة أو فيما يتعلق بشخصية المتهم الذي‬ ‫ندهُ أُم ا ْل ِكتَاب"(‪ ،)7‬وكذلك األحاديث واآلثار النبوية الشريفة‬ ‫َو ِع َ‬
‫يكون محل المتابعة الجنائية‪ ،‬واظهار الحقيقة يتم من خالل‬ ‫والروايات العديدة الخاصة باإلثبات وطرقه‪ ،‬فقد ورد في الحديث‬
‫إثبات الجرائم ونسبتها إلى المتهم (‪.)13‬‬ ‫النبوي الشريف "لو يعطى الناس بدعواهم ألدعى ناس دماء رجال‬
‫من خالل ذلك نجد بأن جوهر الضروريات لدى القضاء‬ ‫وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه" (‪ ،)8‬ففلسفة اإلثبات في‬

‫‪- 360 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ،45‬العدد ‪2018 ،1‬‬

‫والقرينة هي ما يستخلصه القاضي أو المشرع من أمر‬ ‫الجنائي والقضاء بشكل عام هو التحري والبحث بشكل دقيق‬
‫معلوم للداللة على أمر مجهول (‪.)21‬‬ ‫عن الحقيقة‪ ،‬سواء تعلّق األمر بالعناصر المادية للجريمة أو‬
‫عرفها بعض فقهاء القانون المقارن بأنها‪ :‬استنباط‬ ‫فقد ّ‬ ‫بتلك العناصر التي لها جانب معنوي(‪.)14‬‬
‫الشارع أو القاضي أم اًر مجهوالً من أمر معلوم ‪.‬‬
‫(‪)22‬‬

‫أما البعض اآلخر فيرى أنها‪ :‬األمارة التي نص عليها‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬القرينة‬
‫الشارع أو استنبطها أئمة الشريعة باجتهادهم أو استنتجها‬ ‫تعد القرائن من الوسائل التي يتم تجهيزها إلثبات الواقعة‬
‫القاضي من الحادثة وظروفها وما يكتنفها من أحوال‪ ،‬والسبب‬ ‫محالً لإلثبات‪ ،‬ألنها من الوسائل التي تتهيأ مقدماً وقت قيام‬
‫في هذا الترجيح أن التعريف كان جامعاً مانعاً‪ ،‬أما كونه‬ ‫النزاع على الحق المراد إثباته وغير مهيأة مسبقاً‪ ،‬وبذلك تعتبر‬
‫جامعاً‪ :‬فألنه جمع كل أنواع القرائن الفقهية‪ ،‬سواء تلك القرائن‬ ‫حجية ملزمة بتحديد القانون لمدى حجيتها‪ ،‬على نحو تكون‬ ‫ّ‬
‫التي نص عليها الشارع‪ ،‬أو القرائن التي نتجت عن اجتهاد أئمة‬ ‫حجية‬
‫ّ‬ ‫ذات‬ ‫تكون‬ ‫أو‬ ‫العكس‪،‬‬ ‫إثبات‬ ‫تقبل‬ ‫ال‬ ‫قاطعة‬ ‫ة‬ ‫الحجي‬
‫ّ‬ ‫هذه‬
‫الفقه المجتهدين‪ ،‬أو القرائن التي تنتج عن نظر القاضي في‬ ‫غير قاطعة يمكن إثبات عكسها(‪ ،)15‬كما وتعد من الوسائل‬
‫القضية والظروف المتعلقة بها‪ ،‬وأما كونه مانعاً‪ :‬فألنه يعرف‬ ‫غير المباشرة في اإلثبات‪ ،‬كونها ال تنصب مباشرة بداللتها‬
‫القرينة عند الفقهاء فقط‪ ،‬بينما التعريفات األخرى تشمل القرينة‬ ‫على الواقعة المراد إثباتها‪ ،‬بل تستخلص من طرق اإلثبات(‪،)16‬‬
‫عند الفقهاء وغيرهم من أصحاب العلوم األخرى(‪.)23‬‬ ‫لذا سيتناول في هذا المبحث ثالثة مطالب‪ ،‬تم تخصيص األول‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التصنيفات المتعددة للقرائن‪:‬‬ ‫لبيان مفهوم القرينة‪ ،‬والثاني لبيان التصنيفات المتعددة للقرائن‪،‬‬
‫تعددت تصنيفات القرائن‪ ،‬وجاءت التعريفات السابقة متفقة‬ ‫والمطلب الثالث عن دور القرائن في تعزيز أدلة اإلثبات‬
‫على أن القرائن نوعان‪:‬‬ ‫الجنائي‪.‬‬
‫ظمة بالتشريع‬ ‫‪ .1‬قرائن قانونية‪ :‬وهي تلك القرائن المن ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم القرينة‬
‫عبر عنها بالنتائج أو‬‫والمنصوص عليها بموجب القانون‪ ،‬سواء ّ‬ ‫القرينة في اللغة‪ :‬هي العالمة أو ما شاكل ذلك مما يومئ إلى‬
‫اإلمارات‪ ،‬كما هو الحال في نشر القانون في الجريدة الرسمية‬ ‫الشيء وال يدل عليه داللة قاطعة‪ ،‬ووردت القرينة في كالمهم بعدة‬
‫الذي يفترض علم الناس به‪.‬‬ ‫معان‪ ،‬القاسم المشترك بين كل ما وردت فيه مادة (ق ر ن)‬
‫وتهدف القرائن القانونية إلى تحقيق المصلحة العامة من‬ ‫ومشتقاتها هي التالزم والمقارنة والمصاحبة‪ ،‬يقال‪ :‬فالن قرين‬
‫خالل وقف عملية التقاضي عند حدود معينة ال يجوز تجاوزها‪،‬‬ ‫لفالن أي مصاحب له‪ ،‬ويقال‪ :‬اقترن الشيء بغيره أي صاحبه‪.‬‬
‫المقضية‪ ،‬كما وتهدف إلى الحد‬‫ّ‬ ‫كاكتساب الحكم حجية القضية‬ ‫والقرينة في الشريعة‪ :‬لم يتطرق فقهاء اإلسالم القدامى‬
‫من التحايل على القانون وذلك لحماية مصلحه خاصة‪.‬‬ ‫لتعريفها رغم ذكرهم لها والعمل بها في مسائل كثيرة مكتفين بعطف‬
‫‪ .2‬قرائن قضائية‪ :‬هي التي يستخلصها القاضي من‬ ‫التفسير أو المرادف عند الحديث عن القرينة‪ ،‬فيقولون القرينة‬
‫الواقعة المعلومة لمعرفة الواقعة المجهولة‪ ،‬وتخضع لقدرة‬ ‫واألمارة والعالمة‪ ،‬ويفهم من كالمهم أنها أمارات معلومة تدل على‬
‫القاضي الذهنية وفطنتة مراعياً في ذلك ثبوت الواقعة المكونة‬ ‫أمور مجهولة‪ ،‬وهو ما أشار إليه أهل اللغة‪ ،‬إال ما ذكره الجرجاني‬
‫للقرينة‪ ،‬بحيث تكون جازمة ال تحتمل التأويل‪ ،‬على سبيل‬ ‫بقوله‪ :‬هي أمر يشير إلى المطلوب (‪.)17‬‬
‫المثال‪( :‬وجود توقيع المستلم على إيصال االستالم قرينة على‬ ‫وقد عرفها فقهاء اإلسالم المحدثون بأنها األمارة البالغة حد‬
‫تسلمه المال)‪ ،‬وكذلك الحرص في االستنتاج واالستنباط على‬ ‫اليقين(‪ ،)18‬وكل أمارة ظاهرة تقارن شيئاً خفياً فتدل عليه(‪.)19‬‬
‫استخدام األسلوب المنطقي السليم والممنهج‪ ،‬بحيث يكون‬ ‫وفي الفقه اإلسالمي هي اإلمارة أو العالمة التي تدل على‬
‫استنتاج الواقعة المجهولة المراد إثباتها من الواقعة المعلومة‬ ‫شيء مجهول على سبيل الظن‪ ،‬فهي مأخوذة من المقارنة‬
‫متناسقاً مع باقي ظروف الواقعة واألدلة األخرى‪.‬‬ ‫قوة‬
‫قوية الداللة أو ضعيفة حسب ّ‬ ‫والمصاحبة‪ ،‬فقد تكون ّ‬
‫ويمكن أن تكون قرائن إقناعية أو فعلية‪ ،‬وقرائن قانونية‪،‬‬ ‫المصاحبة وضعفها‪ ،‬وقد تكون بدرجة القطع أو بدرجة‬
‫وتقسم حسب قوتها وقيمتها في اإلثبات إلى قرائن قوية‬ ‫االحتمال البعيد جداً‪ ،‬والمرجع في ضبطها قوة الذهن والفطنة‬
‫وضعيفة‪ ،‬أو قرائن قاطعة وغير قاطعة(‪.)24‬‬ ‫واليقظة‪.‬‬
‫فالقرائن بنوعيها تُمهّد الطريق للقاضي وتعزز قناعته في‬ ‫فالقرينة هي الصلة القانونية التي قد ينشئها القانون بين وقائع‬
‫الدعوى وبناء الحكم الجنائي‪ ،‬فمن جانب القرائن القانونية تنص‬ ‫معينة‪ ،‬أو هي نتيجة يتحتم على القاضي أن يستنتجها من وقائع‬
‫البينات األردني لسنة ‪ 1952‬على أن‬ ‫المادة (‪ )40‬من قانون ّ‬ ‫معينة(‪.)20‬‬

‫‪- 361 -‬‬


‫وضاح العدوان‬ ‫القرائن وحجيتها ‪...‬‬

‫‪ -3‬تعتبر القرائن القضائية كلها غير قاطعة‪ ،‬وقابلة دائماً‬ ‫"القرينة التي ينص عليها القانون تغني من تقررت لمصلحته‬
‫إلثبات العكس‪ ،‬أما القرائن القانونية فبعضها قاطع وال يقبل‬ ‫عن أية طريقة أخرى من طرق اإلثبات على أنه يجوز نقض‬
‫اإلثبات بالعكس‪ ،‬وبعضها يجوز نقضه بإثبات العكس‪.‬‬ ‫هذه القرينة بالدليل العكسي ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك"‪،‬‬
‫أما في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فهي تنتظم في نوعين اثنين من‬ ‫وبالنظر إلى هذه المادة نالحظ أنها تقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫القرائن وهي القرائن الشرعية الثابتة التي نص عليها النص‬ ‫أ‪ -‬القرينة اليقينية الثابتة‪ :‬فهي تعفي من تقررت لصالحه‬
‫القرآني صراحة‪ ،‬باعتبارها ملزمة للقاضي‪ ،‬ودوره فيها يقتصر‬ ‫من عبء إثبات الواقعة األصلية المطلوب إثباتها‪ ،‬وال تقبل‬
‫على مدى التحقق من انطباق القرينة الشرعية على الواقعة ثم‬ ‫الدليل العكسي‪.‬‬
‫اءوا َعلَ ٰى‬ ‫يعملها متى توافرت شروطها‪ ،‬كقوله تعالى" َو َج ُ‬ ‫ب‪ -‬القرينة البسيطة غير الثابتة‪ :‬فالفرض القانوني فيها‬
‫ص ْبٌر‬‫ت لَ ُك ْم أ َْنفُ ُس ُك ْم أ َْم ًار ۚ فَ َ‬ ‫يص ِه بِ َدم َك ِذبۚ قَا َل َب ْل َس َّولَ ْ‬ ‫قَ ِم ِ‬ ‫يقبل إثبات العكس كما هو الحال في التأشير على سند الدين‬
‫ون" ‪ ،‬وقوله‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ان َعلَ ٰى َما تَصفُ َ‬ ‫َجمي ٌل ۚ َواللهُ ا ْل ُم ْستَ َع ُ‬ ‫حجة على الدائن إلى أن يثبت‬ ‫بما يستفاد منه براءة ذمه لمدين ّ‬
‫(‪)26‬‬

‫ِّد َها لَ َدى‬ ‫يصهُ ِم ْن ُدُبر َوأَْلفََيا َسي َ‬ ‫ت قَم َ‬


‫تعالى "واستَبقَا ا ْلباب وقَ َّد ْ ِ‬
‫َ َْ َ َ َ‬ ‫العكس‪.‬‬
‫َن ُي ْس َج َن أ َْو‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫وء‬‫س‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫َه‬ ‫ِ‬
‫اء َ ْ َ َ ْ‬
‫أ‬ ‫ب‬ ‫اد‬‫َر‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا ْلَب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ت َما َج َز ُ‬ ‫اب قَالَ ْ‬ ‫أما الجانب المتعلق بالقرائن القضائية والتي تنص عليها‬
‫اه ٌد ِم ْن‬‫اب أَلِيم (‪ )25‬قَا َل ِهي راوَدتْنِي ع ْن َن ْف ِسي و َش ِه َد َش ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َع َذ ٌ ٌ‬ ‫البينات األردني لسنة ‪ 1952‬على أن‬ ‫المادة (‪ )1\43‬من قانون ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ِْ‬
‫ت َو ُه َو م َن ا ْل َكاذبِ َ‬
‫ين‬ ‫يصهُ قُ َّد م ْن قُُبل فَ َ‬
‫ص َدقَ ْ‬ ‫ان قَم ُ‬ ‫َهلهَا إِ ْن َك َ‬ ‫"القرائن القضائية هي القرائن التي لم ينص عليها القانون‬
‫ت و ُهو ِمن َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫الصادق َ‬ ‫يصهُ قُ َّد م ْن ُدُبر فَ َك َذَب ْ َ َ َ‬ ‫ان قَم ُ‬ ‫(‪َ )26‬وِا ْن َك َ‬ ‫ويستخلصها القاضي من ظروف الدعوى ويقتنع بأن لها داللة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال إَِّنهُ م ْن َك ْيد ُك َّن إِ َّن‬ ‫ِ‬
‫يصهُ قُ َّد م ْن ُدُبر قَ َ‬ ‫ِ‬
‫(‪َ )27‬فلَ َّما َأرَى قَم َ‬ ‫معينة ويترك لتقدير القاضي استنباط هذه القرائن"‪ ،‬وعليه‬
‫ِ‬
‫يم (‪"(28‬‬ ‫َك ْي َد ُك َّن َعظ ٌ‬ ‫ابتداء ولم يشير إليها‬ ‫فالقرائن القضائية لم ينص عليها القانون‬
‫(‪.)27‬‬
‫ً‬
‫أما النوع اآلخر من القرائن الشرعية استنباط واجتهاد الفقهاء‬ ‫من بعيد أو من قريب بموجب نص المادة أعاله‪ ،‬إال أن‬
‫وعليه نجد قرينة حمل من ال زوج لها تدل على الزنا‪ ،‬وقرينة‬ ‫القاضي وبموجب سلطته التقديرية الواسعة يستخلص القرائن‬
‫الرائحة على شرب الخمر‪ ،‬ووجود المسروق تحت ثياب السارق‬ ‫الدالة من ظروف الدعوى‪ ،‬فقد تكون عبارة عن آثار يتركها‬
‫قرينة على السرقة‪.‬‬ ‫الجاني كالبصمات‪ ،‬أو صادرة من المجني عليه تُضبط على‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور القرائن في تعزيز أدلة اإلثبات‬ ‫مالبس أو جسم الجاني كبقع الدم مثال‪ ،‬أو مستخلصة من‬
‫الجنائي‪:‬‬ ‫مسرح الجريمة كالوصول إلى األسلحة المستعملة في ارتكابها‪،‬‬
‫تساهم القرائن بدور ملموس في اإلثبات من خالل تعزيزها‬ ‫وهذا يعني أنه وطبقاً لمبدأ حرية القاضي في االقتناع واإلثبات‬
‫ألدلة اإلثبات المباشرة كاالعتراف وشهادة الشهود والخبرة مثالً‪،‬‬ ‫فإن‬
‫وتساوي األدلة وتساندها وعدم تفضيل دليل على آخر‪ّ ،‬‬
‫وكذلك دورها في تعزيز األدلة غير المباشرة خاصة أمام سلطة‬ ‫القرائن شأنها شأن وسائل اإلثبات األخرى تخضع لتقدير‬
‫التحقيق‪ ،‬وسيتم تناول دورها على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫القاضي‪.‬‬
‫‪ -1‬القرائن التي تعزز األدلة المباشرة‪ :‬ال يستند في‬ ‫فمن خالل مراجعة مجموعة من الدراسات المتعلقة بموضوع‬
‫اإلدانة على االعتراف وحده كدليل‪ ،‬ويشترط أن يطابق الحقيقة‪،‬‬ ‫البحث‪ ،‬يمكن استخالص بعض الفوارق بين القرائن القانونية‬
‫وللقاضي الحرّية في تقدير قيمة االعتراف أو العدل عنه‪،‬‬ ‫والقضائية متمثلة باآلتي(‪:)25‬‬
‫فالقرائن المستخلصة من مختلف ظروف ومالبسات القضية‬ ‫‪ -1‬تعتبر القرائن القانونية أدلة إثبات تعفي من تقديم‬
‫يمكن أن تؤكد اعتراف المتهم أو تنفيه بشكل مغاير للحقيقة‬ ‫الدليل‪ ،‬وتتميز بدالالتها وثبوتها وعموميتها‪ ،‬أما القرائن‬
‫وفقاً للتصور المنطقي والعقلي‪ ،‬وعليه فإن إقرار المتهم بأنه هو‬ ‫القضائية فتعتبر أدلة إثبات يتوصل بها الخصم إلى إثبات‬
‫الذي قتل الضحية بالمسدس وأقيم الدليل على اعترافه‬ ‫دعواه‪ ،‬وليس لها صفة التجريد كونها ال تتقرر مقدماً ومختلفة‬
‫بالمعاينات المادية والشهود وضبط السالح في المكان الذي‬ ‫حسب ظروف الدعوى‪.‬‬
‫أدلى به والتأكد من استعماله بموجب تقرير الخبرة‪ ،‬فكلها قرائن‬ ‫‪ -2‬القرائن القضائية مصدرها القاضي وغير ملزمة له‪،‬‬
‫تؤكد صحة االعتراف‪ ،‬أما الشهادة فتقتصر على ما سمعه أو‬ ‫ويستنبطها من ظروف كل قضية وال يمكن حصرها‪ ،‬أما القرائن‬
‫رآه‪ ،‬فالقرائن تلعب دو اًر مهماً بالنسبة لها متمثلة في مساندتها‬ ‫المشرع من النصوص‬ ‫ّ‬ ‫القانونية فمصدرها القانون‪ ،‬ويستنبطها‬
‫وتعزيزها أو نفيها‪ ،‬فللقاضي أن يعزز قناعته بما يعرض عليه‬ ‫القانونية الصريحة‪ ،‬وتعد ملزمة للقاضي‪ ،‬ومثال ذلك‪( :‬كل من‬
‫من قرائن‪ ،‬وتقدير قوتها من خالل المعروض عليه‪ ،‬فتقدير‬ ‫بلغ سن الثامنة عشر سنة يعتبر راشداً)‪.‬‬

‫‪- 362 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ،45‬العدد ‪2018 ،1‬‬

‫إن للقرائن دور بالغ األهمية في مجال اإلثبات الجنائي‪،‬‬ ‫القاضي السليم المؤسس على دراية واسعة للشهادة يستدعي‬
‫باعتبارها دليل أصيل أو مكمل أو معزز لألدلة األخرى‪،‬‬ ‫إلمامه بالدراسات النفسية واالجتماعية التي تساعده في كشف‬
‫والسبب في هذا أنها تبنى على وقائع ملموسة ويكون تأثيرها‬ ‫الجوانب النفسية لشخص الشاهد ومدى صدقه أو كذبه ويعتمد‬
‫واضح من بداية الخصومة لنهايتها‪ ،‬والسبب في ذلك هو أنها‬ ‫هذا على فطنة القاضي وذكاؤه‪ ،‬وبالتالي القرائن القضائية تبقى‬
‫أصبحت الوسيلة األكثر اعتماداً في القضاء الجنائي في‬ ‫الوسيلة األكثر فاعلية في تقدير وتقييم الشهادة‪.‬‬
‫عصرنا هذا نظ اًر للتقدم العلمي والتكنولوجي في المجاالت‬ ‫وتعتبر الخبرة مصدر الكثير من القرائن التي يتم استنتاجها‬
‫كافة‪ ،‬خاصة بعد أن لجأ المجرمون إلى استخدام أدق الوسائل‬ ‫من الدالئل المادية‪ ،‬فلها دور مؤثر وبارز في تحديد مدى قيام‬
‫العلمية الحديثة في ارتكاب جرائمهم دون ترك آثار تدل عليهم‪.‬‬ ‫المسؤولية عن طريق الخبرات النفسية والعقلية والطبية بصفة‬
‫كما أن هذه الق ارئن تجعل للقضاء مطلق الحرّية في‬ ‫عامة(‪.)28‬‬
‫االختيار واالستنباط المناسب والذي يكون متفقاً مع المنازعة‬ ‫القرائن التي تعزز األدلة غير المباشرة‪ :‬ال بد من‬ ‫‪-2‬‬
‫المطروحة ضمن أسس منهجية سليمة ومتوافقة مع مقتضيات‬ ‫أن تكون القرائن التي يستخلصها القاضي أثناء بحثه ذات‬
‫النزاع المعروض‪.‬‬ ‫ارتباط مباشر بالوقائع المطروحة للبحث والنتائج المراد الوصول‬
‫فالقرائن القانونية تعتبر من أدلة اإلثبات غير المباشرة‪ ،‬وبها‬ ‫إليها‪ ،‬فعلى سبيل المثال تعتبر البصمات التي يتركها الجاني‬
‫تتحقق المصلحة العامة وتستقر المعامالت‪ ،‬كونها ملزمة‬ ‫أو ما يوجد على ثياب المتهم من دم وشهادة الشهود بمكان‬
‫للقضاء والخصومة‪ ،‬وال يجوز التوسع فيها‪ ،‬أما بالنسبة للقرائن‬ ‫الجريمة وقت ارتكاب الوقائع كل ذلك يوحي بصلة الجاني‬
‫القضائية فهي من أهم وسائل اإلثبات الجنائي نظ اًر لكونها‬ ‫بالوقائع المنسوبة إليه‪ ،‬فإذا تبين للقاضي ارتباطها بالوقائع‬
‫تتعلق بالوقائع المادية‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى تزداد‬ ‫المطروحة فعليه تأكد إثبات واقعة القتل وارتبط االتهام بالجاني‪،‬‬
‫أهميتها مع الثورة العلمية الهائلة التي تشهدها مختلف العلوم‬ ‫أما إذا تعددت القرائن وتبين عدم ارتباطها بالوقائع المعروضة‬
‫التي تتصل بفحص الدالئل المادية والمعنوية‪.‬‬ ‫أما القاضي‪ ،‬فعليه استبعادها والحكم ببراءة الجاني على أن‬
‫إال أننا ال نستطيع القول الجازم بأن هذه الحرية الممنوحة‬ ‫يرافق ذلك تعليالً كافياً(‪.)29‬‬
‫للقاضي في االستنباط تكون دائماً متوافقة مع مقتضيات‬ ‫البينات األردني رقم (‪ )30‬لسنة ‪1952‬‬ ‫واستناداً إلى قانون ّ‬
‫القانون‪ ،‬فال بد من حدوث التطاول والتجاوز في هذا االستنباط‬ ‫المعدل بموجب القانون رقم (‪ )37‬لسنة ‪ ،2001‬والمعدل‬ ‫و ّ‬
‫الذي قد يخرج القاضي أحياناً عن المنهجية القانونية السليمة‬ ‫بموجب القانون رقم (‪ )16‬لسنة ‪ ،2005‬حيث تنص المادة (‪)2‬‬
‫وغير المنضبطة في بعض األحيان‪.‬‬ ‫البينات إلى (األدلّة الكتابية‪ ،‬الشهادة‪،‬‬‫على ما يلي‪ :‬تقسم ّ‬
‫وعليه يتوجب أن يكون القاضي على قدر من اللباقة‬ ‫تعد القرائن‬
‫القرائن‪ ،‬اإلقرار‪ ،‬اليمين‪ ،‬والمعاينة والخبرة)‪ ،‬وعليه ّ‬
‫العلمية والفطنة والدقة في فهمه للواقع وربط االستنباط بالوقائع‬ ‫المشرع األردني‬
‫ّ‬ ‫البينات القانونية بحسب نص‬ ‫نوعاً من أنواع ّ‬
‫المعروضة أمامه بشكل متناسق‪ ،‬بحيث يقوده في كثير من‬ ‫واعتبارها وسيلة من وسائل اإلثبات غير المباشر(‪.)30‬‬
‫األحيان إلظهار الحقيقة المرجوة من عمله‪.‬‬ ‫وهذا ما يؤكده قرار محكمة التمييز األردنية رقم‬
‫النتائج‪:‬‬ ‫البينات ما يسعف‬ ‫‪ 1981/189‬بأنه "ليس بأحكام قانون ّ‬
‫‪ -1‬أن وسائل اإلثبات في القانون الجنائي ليست محصورة‬ ‫البينة‬
‫المحكمة في تصنيف القرائن إلى قرائن ترقى إلى مرتبة ّ‬
‫في عدد معين يفترض االقتصار عليه وال تجاوزه إلى غيره‪،‬‬ ‫البينة القانونية‪ ،‬فالقرائن‬
‫القانونية وأخرى ال ترقى إلى مرتبة ّ‬
‫وانما هي وسائل إثبات إلظهار العدالة‪ ،‬وكل ما يؤدي إلى‬ ‫البينات‬
‫بحكم المادة الثانية من هذا القانون نوع من أنواع ّ‬
‫إظهار العدالة هو طريقة من طرق اإلثبات‪.‬‬ ‫القانونية فإذا وجدت في الدعوى فهي وسيلة إثبات مقبولة‬
‫‪ -2‬اتفاق القضاة والفقهاء على أن القرائن هي أصل ثابت‬ ‫قانونياً"(‪.)31‬‬
‫جاء الدليل بإثباتها‪ ،‬وتعطيهم حرية اختيار الدليل وحرية‬
‫استنباطه‪ ،‬وتعتبر دليالً على جواز االعتماد عليها والحكم بها‪،‬‬ ‫الخاتمة‬
‫ولكنها قد يكون لها أثر سلبي في تطاول بعض القضاة‬ ‫تناولت هذه الدراسة موضوع القرينة ودورها في اإلثبات‬
‫الضعفاء في االستنباط‪ ،‬كون القاضي يصيب أحياناً ويخطئ‬ ‫الجنائي‪ ،‬كون قواعد اإلثبات تحتل أهمية بالغة في فروع‬
‫أحيانا أخرى‪ ،‬لكونه بش اًر وغير معصوم عن الخطأ‪.‬‬ ‫القانون‪ ،‬فالحق دون دليل يسنده هو كالعدم سواء بسواء‪،‬‬
‫‪ -3‬استقر القضاء األردني على إعطاء القرائن حجية‬ ‫والدليل هو الذي يدعم الحق ويجعله سائداً‪.‬‬

‫‪- 363 -‬‬


‫وضاح العدوان‬ ‫القرائن وحجيتها ‪...‬‬

‫الحرص في االستنتاج واالستنباط‪ ،‬وضرورة استخدام األسلوب‬ ‫اإلثبات‪ ،‬وجواز االستناد إليها‪ ،‬واعتبارها صالحة كدليل في‬
‫المنطقي والسليم‪ ،‬معتمدة بذلك على قوة ذكاءه ورزانة نظرته‬ ‫المسائل الجنائية‪ ،‬في حال كان هناك تحليالً سليماً وفحص‬
‫ودقة فهمه للوقائع الثابتة في حق المجني عليه‪.‬‬ ‫عميق للدالئل‪ ،‬واالستقصاء في جمع المعلومات‪ ،‬وأن تتوفر في‬
‫‪ -3‬االستقصاء في جمع المعلومات والدالئل الكافية‬ ‫القاضي شروط االستنباط الصحيح‪.‬‬
‫لصحة الواقعة الثابتة‪ ،‬معتمدا على ما توصل إليه البحث‬ ‫‪ -4‬للقرائن دور هام وخصب في اإلثبات الجنائي كونها‬
‫العلمي من علوم ثابتة وتوظيفها في مجاله‪ ،‬كونها تساهم في‬ ‫مبنية على وقائع ملموسة‪ ،‬حيث تعتبر في بعض الحاالت‬
‫تعزيز أدلة اإلثبات األخرى‪ ،‬وباعتبارها المعيار الذي يوازن به‬ ‫الدليل الوحيد في إحقاق الحق واقامة العدل بين األفراد إذا‬
‫القاضي بين األدلة المختلفة وتقييم الدليل من حيث صدقه أو‬ ‫انعدمت أدلة اإلثبات األخرى‪.‬‬
‫كذبه‪.‬‬ ‫التوصيات‪:‬‬
‫إشراك المدعي العام في دورات متخصصة وبشكل مستمر‬ ‫‪ -1‬زيادة عدد القضاة (الجنائي) وحصر عدد القضايا‬
‫لمساعدتهم باستخدام األساليب الحديثة للكشف عن األفعال‬ ‫المنظورة لهم‪ ،‬كون اإلثبات الجنائي يتطلب من القاضي جهداً‬
‫الجرمية‪ ،‬وتمكينهم في إثبات الحقيقة عن طريق القرائن العلمية‪.‬‬ ‫سيما في أعمال القرائن‪.‬‬
‫ذهنياً ودقة عالية ووقت كافي ال ّ‬
‫‪ -2‬يفترض على القاضي الجنائي أن يراعي منتهى‬

‫‪ )16‬الكيالني‪ ،‬م‪ .‬قواعد اإلثبات وأحكام التنفيذ‪.‬‬ ‫الهوامش‬


‫‪ )17‬عمور‪ ،‬م‪ .‬اإلثبات الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة‬
‫والقانون‪.‬‬ ‫‪ )1‬الفواعره‪ ،‬م‪ .‬قرينة اإلدانة في التشريعات الجزائية‪.‬‬
‫‪ )18‬فهمي‪ ،‬ع‪ .‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬تعريب‪:‬‬ ‫‪ )2‬عطا هلل‪ ،‬م‪ .‬اإلثبات بالقرائن في القانون اإلداري والشريعة‬
‫المحامي فهمي‪ ،‬الحسيني‪.‬‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ )19‬الزرقا‪ ،‬م‪ .‬المدخل الفقهى العام‪.‬‬ ‫‪ )3‬بكر‪ ،‬ع‪ .‬شرح قانون اإلثبات رقم ‪ 107‬لسنة ‪.1171‬‬
‫‪ )20‬عبيد‪ ،‬ر‪ .‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري‪.‬‬ ‫‪ )4‬عباسي‪ ،‬خ‪ .‬الوسائل الحديثة في اإلثبات الجنائي في القانون‬
‫‪ )21‬زبدة‪ ،‬م‪ .‬القرائن القضائية‪.‬‬ ‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ )22‬مرجع سابق‪ ،‬احمد‪ .‬إ‪.‬‬ ‫‪ )5‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫‪ )23‬أنظر‪ :‬السوسي‪ ،‬م‪ .‬تعريف القرائن وحكمها‪.‬‬ ‫العربي‪.‬‬
‫‪ )24‬مرجع سابق‪ ،‬العجمي‪ ،‬ع‪.‬‬ ‫‪ )6‬الشيخ محمد أبو زهرة‪ ،‬موسوعة الفقه اإلسالمي –الجزء الثاني‪.‬‬
‫البينات األردني آلخر‬‫‪ )25‬أنظر‪ :‬المنصور‪ ،‬أ‪ ،‬شرح أحكام قانون ّ‬ ‫‪ )7‬سورة الرعد‪ ،‬آية ‪.39‬‬
‫التعديالت‪ ،‬وشرف الدين‪ ،‬أ‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية‬ ‫‪ )8‬النووي‪ .)1929( ،‬روه مسلم‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪.‬‬
‫والتجارية‪ .‬وعلي‪ ،‬ع‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪.‬‬ ‫‪ )9‬أبو داسر‪ ،‬ع‪ .‬إثبات الدعوة الجنائية دراسة مقارنة‪.‬‬
‫والشهاوي‪ ،‬ق‪ ،‬نظرية اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪.‬‬ ‫‪ )10‬المرجع السابق‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪ )26‬سورة يوسف‪ ،‬آية (‪.)18‬‬ ‫‪ )11‬الجالل‪ ،‬م‪ .‬التعويض المادي عن الضرر األدبي أو المادي‬
‫‪ )27‬سورة يوسف‪ ،‬من اآلية (‪ )25‬إلى اآلية (‪.)29‬‬ ‫غير المباشر الناتج عن الجناية أو الشكوى الكيدية‪.‬‬
‫‪ )28‬المرجع السابق‪ ،‬خنفوسي (‪.)2013‬‬ ‫‪ )12‬بدوي‪ ،‬أ‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪.‬‬
‫‪ )29‬بطيمي حسين‪ ،)1998( ،‬القضاء بالقرائن‪.‬‬ ‫‪ )13‬مرجع سابق‪،‬عباسي‪ ،‬وخليفة‪ ،‬إلهام‪ .)2014( ،‬دور‬
‫المعدل‬
‫البينات األردني رقم (‪ )30‬لسنة ‪ 1952‬و ّ‬ ‫‪ )30‬قانون ّ‬ ‫البصمات واآلثار المادية األخرى في القانون الجنائي‪.‬‬
‫بموجب القانون رقم (‪ )37‬لسنة ‪.2001‬‬ ‫‪ )14‬مبروك نصر الدين‪ .)2006( ،‬محاضرات في اإلثبات‬
‫‪ )31‬تمييز حقوق رقم ‪ ،1981/189‬تاريخ ‪ ،1981/6/9‬منشورات‬ ‫الجنائي‪.‬‬
‫مركز عدالة‪.‬‬ ‫‪ )15‬العجمي‪ ،‬ع‪ .‬دور القرائن في اإلثبات المدني‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫ثاني ا‪ :‬معاجم اللغة‬
‫الرازي‪ ،‬م‪ ،)1953( ،‬مختار الصحاح‪ ،‬المطبعة األميرية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫أولا‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫ط‪ ،١‬فصل الثاء‪ ،‬مادة ثبت‪.‬‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث‬ ‫السنة النبوية الشريفة‪.‬‬

‫‪- 364 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ،45‬العدد ‪2018 ،1‬‬

‫التعديالت‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬الشارقة‪،‬‬ ‫العربي‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،4‬باب الثاء‪.‬‬
‫الطبعة األولى‪.‬‬ ‫ثالث ا‪ :‬الكتب القانونية‪:‬‬
‫النووي‪ ،‬م‪ .)1929( .‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪،‬‬ ‫بدوي‪ ،‬أ‪( .‬بدون سنة نشر)‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬دار الكتب‬
‫ج‪ ،2‬المطبعة المصرية‪.‬‬ ‫المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫رابع ا‪ :‬الرسائل واألطاريح الجامعية‪:‬‬ ‫بطيمي ح‪ .)1998( .‬القضاء بالقرائن‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫أبو داسر‪ ،‬عد‪ .)2012( .‬إثبات الدعوة الجنائية دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬ ‫الجزائر‪.‬‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪،‬‬ ‫بكر‪ ،‬ع‪ .)2007( .‬شرح قانون اإلثبات رقم ‪ 107‬لسنة‪ ، 1171‬الطبعة‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫الثانية‪.‬‬
‫الحالحلة‪ ،‬أ‪ .)2007( .‬دور القرائن في اإلثبات الجنائي‪ ،‬دراسة‬ ‫الجالل‪ ،‬م‪( ،‬بدون سنة نشر)‪ .‬التعويض المادي عن الضرر األدبي‪،‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫أو المادي غير المباشر الناتج عن الجناية أو الدعوى الكيدية‪،‬‬
‫حجية القرائن في اإلثبات الجنائي‪ ،‬دراسة‬ ‫الخليفات‪ ،‬ع‪ّ .)2009( .‬‬ ‫رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬المجمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬أستاذ أصول‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫الفقه المشارك بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء‪.‬‬
‫خليفة‪ ،‬إلهام‪ .)2014( .‬دور البصمات واآلثار المادية األخرى في‬ ‫زبدة‪ ،‬م‪ .)2001( .‬القرائن القضائية‪ ،‬موفم للنشر والتوزيع الجزئر‪.‬‬
‫القانون الجنائي‪ -‬دراسة معمقة في كل أنواع آثار مسرح الجريمة‬ ‫الزحيلي‪ ،‬م‪ .)1981( .‬وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مكتبة‬
‫ومدى قطعيتها في اإلثبات الجنائي‪ ،‬العدد (‪.)1‬‬ ‫دار البيان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار البيان‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫الرزام‪ ،‬م‪ .)2009( .‬اإلثبات بالقرائن في القانون الجنائي‪ ،‬دراسة‬ ‫ّ‬ ‫الزرقا‪ ،‬م‪ .)2003( .‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬دار القلم دمشق‪،‬الطبعة‬
‫ماجستير‪ ،‬الجامعة الحرة في هولندا‪.‬‬ ‫الثانية‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫عباسي‪ ،‬خ‪ .)2014( .‬الوسائل الحديثة في اإلثبات الجنائي في‬ ‫الزيلعي‪ ،‬ف‪1315( .‬هـ)‪ .‬تبين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬المطبعة‬
‫القانون الجزائري‪ ،‬دراسة ماجستير غي منشورة‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫الكبرى األميرية ببوالق‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬‬ ‫السوسي‪ ،‬م‪ .)2010( .‬تعريف القرائن وحكمها‪ ،‬عميد كلية الشريعة‬
‫العجمي‪ ،‬ع‪ .)2011( .‬دور القرائن في اإلثبات المدني‪ :‬دراسة‬ ‫غزة‪.،‬‬ ‫في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫بالجامعة‬ ‫والقانون‬
‫مقارنة بين القانون األردني والكويتي‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫‪.http://site.iugaza.edu.ps/msousi‬‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬كلية الحقوق‪.‬‬ ‫شرف الدين‪ ،‬أ‪ .)2005( .‬أصول اإلثبات في المواد المدنية‬
‫عطا هلل‪ ،‬م‪ .)2001( .‬اإلثبات بالقرائن في القانون اإلداري والشريعة‬ ‫والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬ ‫الشهاوي‪ ،‬ق‪ .)2006( .‬نظرية اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪،‬‬
‫أسيوط‪.‬‬ ‫دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫عمور‪ ،‬م‪ .)2013( .‬اإلثبات الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة‬ ‫الشيخ‪ ،‬م‪ .)1996( .‬موسوعة الفقه اإلسالمي– الجزء الثاني‪ -‬جمعية‬
‫والقانون‪ ،‬دراسة منشورة األكاديمية للدراسات االجتماعية‬ ‫الدراسات اإلسالمية القاهرة– مطبعة مخيمر‪.‬‬
‫واإلنسانية‪ ،‬العدد (‪ ،)9‬ص‪.85-79‬‬ ‫عبيد‪ ،‬ر‪ .)1982( .‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري‪،‬‬
‫الفواعره‪ ،‬م‪ .)2012( .‬قرينة اإلدانة في التشريعات الجزائية‪ :‬دراسة‬ ‫دار الجيل للطباعة مصر‪.‬‬
‫مقارنة‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬المارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫علي‪ ،‬ع‪ .)2000( .‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار‬
‫العدد‪ ،49‬ص‪.405-239‬‬ ‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬القوانين‪:‬‬ ‫فهمي‪ ،‬ع‪ .)2011( .‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬تعريب ‪:‬‬
‫البينات األردني رقم (‪ )30‬لسنة ‪ 1952‬والمعدل بموجب‬ ‫قانون ّ‬ ‫المحامي فهمي‪ ،‬الحسيني‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪ ،‬ج ‪.4‬‬
‫القانون رقم (‪ )37‬لسنة ‪ ،2001‬والمعدل بموجب القانون رقم‬ ‫الكيالني‪ ،‬م‪ .)2010( .‬قواعد اإلثبات وأحكام التنفيذ‪ ،‬المجلد الرابع‪،‬‬
‫(‪ )16‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة (‪.)4‬‬
‫سادس ا‪ :‬الق اررات القضائية‪:‬‬ ‫مبروك‪ ،‬ن‪ .)2006( .‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫قرار محكمة التمييز حقوق رقم ‪ ،1981/189‬تاريخ ‪،1981/6/9‬‬ ‫الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومه الجزائر‪.‬‬
‫منشورات مركز عدالة‪.‬‬ ‫البينات األردني آلخر‬ ‫المنصور‪ ،‬أ‪ .)2011( .‬شرح أحكام قانون ّ‬
‫‪heve Ets Re‬‬

‫‪- 365 -‬‬


‫وضاح العدوان‬ ‫القرائن وحجيتها ‪...‬‬

‫‪Presumption and Its Role of Proof in Criminal Matters‬‬

‫* ‪Wadah S. Al-Adwan‬‬

‫‪ABSTRACT‬‬
‫‪The present study aimed to identify the role of Presumption as a means of criminal matters, and to‬‬
‫‪highlight the important role played by the Presumption of legal, judicial, both in the criminal matters‬‬
‫‪in the Jordanian law, proof, judges and jurists agreed that the evidence is of a fixed asset Evidence‬‬
‫‪comes Bathbadtha, and give them the freedom to choose the directory and freedom deduced, the‬‬
‫‪evidence on the permissibility of reliable and governance, and settled Jordanian judiciary to give‬‬
‫‪Presumption Authentic evidence, passport invoked, and considered valid as evidence in criminal‬‬
‫‪matters.‬‬
‫‪Keywords: Presumption, criminal matters.‬‬

‫( ‪ )1‬الفواعره‪ ،‬م‪ .‬قرينة اإلدانة في التشريعات الجزائية‪.‬‬


‫‪ ))2‬عطا هلل‪ ،‬م‪ .‬اإلثبات بالقرائن في القانون اإلداري والشريعة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫(‬
‫( ‪ 3‬بكر ‪ ،‬ع‪ .‬شرح قانون اإلثبا ت رقم ‪ 107‬لسنة ‪. 1171‬‬
‫( ‪)4‬عباسي‪ ،‬خ‪ .‬الوسائل الحديثة في اإلثبات الجنائي في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫((‪ ))65‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجم ع اللغة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫( ‪ )7‬الشيخ محم د أبو زهرة‪ ،‬موسوع ة الفقه اإلسالم ي– الجزء الثاني‪.‬‬
‫سورة الرعد‪ ،‬آية ‪.39‬‬
‫‪ ))8‬النووي‪ .) 1929( ،‬روه مسلم ‪ ،‬شرح صحيح مسلم ‪.‬‬ ‫(‬
‫(‪9‬‬
‫‪ ) 10‬أبو داسر‪ ،‬ع‪ .‬إثبات الدعوة الجنائية دراسة مقارنة‪.‬‬ ‫(‬
‫المرجع السابق‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬ص‪. 141‬‬
‫( ‪ ) 11‬الجالل‪ ،‬م‪ .‬التعويض المادي عن الضرر األدبي أو المادي غير المباشر الناتج عن الجناية أو الشكوى الكيدية‪.‬‬
‫(‪ )12‬بدوي‪ ،‬أ‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪.‬‬
‫(‪)13‬مرجع سابق‪،‬عباسي‪ ،‬وخليفة‪ ،‬إلهام‪ .)2014( ،‬دور البصمات واآلثار المادية األخرى في القانون الجنائي‪.‬‬
‫(‪)14‬مبروك نصر الدين‪ .)2006( ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪.‬‬
‫(‪)15‬العجمي‪ ،‬ع‪ .‬دور القرائن في اإلثبات المدني‪.‬‬
‫(‪)16‬الكيالني‪ ،‬م‪ .‬قواعد اإلثبات وأحكام التنفيذ‪.‬‬
‫( ‪)17‬عمور‪ ،‬م‪ .‬اإلثبات الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة والقانون‪.‬‬
‫‪ )) 19‬فهمي‪ ،‬ع‪ .‬درر الحكام شرح مجل ة األحكام‪ ،‬تعريب ‪ :‬المحامي فهمي‪ ،‬الحسيني‪.‬‬
‫( ‪18‬‬
‫(‬
‫الزرقا‪ ،‬م‪ .‬المدخ ل الفقهى العام‪.‬‬
‫‪ ))20‬عبيد‪ ،‬ر‪ .‬مبادئ اإلجراءا ت الجنائية في القانون المصري‪.‬‬ ‫(‬
‫( ‪ 21‬زبدة‪ ،‬م‪ .‬القرائن القضائية‪.‬‬
‫( ‪ ) 22‬مرجع سابق‪ ،‬احمد‪ .‬إ‪.‬‬
‫( ‪ ) 23‬أنظر‪ :‬السوسي‪ ،‬م ‪ .‬تعريف القرائن وحكمها ‪.‬‬
‫( ‪) 24‬مرجع سابق‪ ،‬العجمي‪ ،‬ع‪.‬‬
‫( ‪ ) 25‬أنظر‪ :‬المنصور‪ ،‬أ‪ ،‬شرح أحكام قانون البيّنات األردني آلخر التعديالت‪ ،‬وشرف الدين‪ ،‬أ‪ ،‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ .‬وعلي‪ ،‬ع‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ .‬والشهاوي‪ ،‬ق‪ ،‬نظرية اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪.‬‬
‫)‪ (26‬سورة يوسف‪ ،‬آية (‪.) 18‬‬
‫)‪ ( 27‬سورة يوسف‪ ،‬من اآلية (‪ ) 25‬إلى اآلية (‪.)29‬‬
‫)‪ ( 28‬المرجع السابق‪ ،‬خنفوسي (‪.) 2013‬‬
‫)‪ ( 29‬بطيمي حسين‪ ،) 1998( ،‬القضاء بالقرائن‪.‬‬
‫)‪ ( 30‬قانون البيّنات األردني رقم (‪ ) 30‬لسنة ‪ 1952‬والمع دّل بموجب القانون رقم (‪ ) 37‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫)‪ ( 31‬تمييز حقوق رقم ‪ ، 1981/ 189‬تاريخ ‪ ، 1981/ 6/ 9‬منشورات مركز عدالة‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراج ع‬


‫أول‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫السنة النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ثانياا‪ :‬معاجم اللغة‬


‫الرازي‪ ،‬م‪،) 1953( ،‬مختار الصحاح‪،‬المطبعة األميرية‪،‬القاهرة‪ ،‬ط‪، ١‬فصل الثاء‪،‬مادة ثبت‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مجم ع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ، 4‬باب الثاء‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ثالثاا‪ :‬الكتب القانونية‬


‫بدوي‪ ،‬أ‪( .‬بدون سنة نشر ) ‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬دار الكتب المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪.1‬‬
‫بكر‪ ،‬ع‪ .) 2007( .‬شرح قا نون اإلثبات رقم ‪ 107‬لسنة ‪ ، 1171‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بطيمي ح ‪ . ) 1998( .‬القضاء بالقرائن‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الجالل‪ ،‬م ‪( ،‬بدون سنة نشر )‪ .‬التعويض المادي عن الضرر األدبي‪ ،‬أو المادي غير المباشر الناتج عن الجناية أو الدعوى الكيدية‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬المجمع الفق هي اإلسالمي‪ ،‬أستاذ أصول الفقه المشارك بكلية الشريعة والقانون جامعة صنع اء‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫زبدة‪ ،‬م‪ . ) 2001( .‬القرائن القضائية‪ ،‬موفم للنشر والتوزيع ا لجزئر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬م‪ .) 1981( .‬وسائل اإلثبات في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مكتبة دار البيان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار البيان‪ ،‬ط‪.3‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الزرقا‪ ،‬م ‪ .) 2003( .‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬دار القلم دمشق‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ج‪.2‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الزيلعي‪ ،‬ف ‪ 1315( .‬هـ) ‪ .‬تبين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬المطبعة الكبرى األميرية ببوالق‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪.8‬‬
‫السوسي‪ ،‬م ‪ . ) 2010( .‬تعريف القرائن وحكمها‪ ،‬عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة اإلس المية في غزة‪. http ://site.iu gaza.edu.ps /msousi .،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫شرف الدين‪ ،‬أ‪ . ) 2005( .‬أصول اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫‪. 10‬‬
‫الشهاوي‪ ،‬ق ‪ .) 2006( .‬نظرية اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫‪. 11‬‬
‫الشيخ ‪ ،‬م ‪ . ) 1996( .‬موسوع ة الفقه اإلسالم ي– الجزء الثاني‪ -‬جمعية الدراسات اإلسالمي ة القاهرة– مطبع ة مخيمر ‪.‬‬ ‫‪. 12‬‬
‫عبيد‪ ،‬ر ‪ .) 1982( .‬مبادئ اإلجراءات الجنائية ف ي القانون المصري‪ ،‬دار الجيل للطباعة مصر‪.‬‬ ‫‪. 13‬‬
‫علي‪ ،‬ع ‪ .) 2000( .‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫‪. 14‬‬
‫فهمي‪ ،‬ع ‪ . ) 2011( .‬درر الحكام شرح مجل ة األحكام‪ ،‬تعريب ‪ :‬المحامي فهمي‪ ،‬الحسيني‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت ‪ ،‬ج ‪.4‬‬ ‫‪. 15‬‬
‫الكيالني‪ ،‬م ‪ .) 2010( .‬قواعد اإلثبات وأحكام التنفيذ‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة (‪.) 4‬‬ ‫‪. 16‬‬
‫مب روك ‪ ،‬ن ‪ . ) 2006( .‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومه الجزائر‪.‬‬ ‫‪. 17‬‬
‫المنصور‪ ،‬أ ‪ .) 2011( .‬شرح أحكام قانون البيّنات األردني آلخر التعديالت‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬الشارقة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫‪. 18‬‬
‫النووي‪ ،‬م‪ .) 1929( .‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬ج‪ ، 2‬المطبعة المصرية‪.‬‬ ‫‪. 19‬‬

‫رابعاا‪ :‬الرسائل واألطاريح الجامعية‬


‫أبو داسر‪ ،‬عد ‪ . ) 2012( .‬إثبات الدعوة الجنائية دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن س عود اإلسالمية‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحالحلة‪ ،‬أ‪ . ) 2007( .‬دور القرائن في اإلثبات الجنائي‪ ،‬دراسة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حجية القرائن في اإلثبات الجنائي‪ ،‬دراسة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫الخليفات‪ ،‬ع ‪ّ . ) 2009( .‬‬ ‫‪.3‬‬
‫خليفة‪ ،‬إلهام ‪ . ) 2014( .‬دور البصمات واآلثار المادية األخرى في القانون الجنائي ‪ -‬دراسة معمقة في كل أنواع آثار مسرح الجريمة ومدى قطعي تها في اإلثبات الجنائي‪ ،‬العدد (‪.) 1‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الرزّام‪ ،‬م ‪ . ) 2009( .‬اإلثبات بالقرائن في القانون الجنائي‪ ،‬دراسة ماجستير‪ ،‬الجامعة الحرة في هولندا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫عباسي‪ ،‬خ ‪ .) 2014( .‬الوسائل الحديثة في اإلثبات الجنائي في القانون الجزائري‪ ،‬دراسة ماجستير غي منشورة‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسك رة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم ا لسياسية ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫العجمي‪ ،‬ع ‪ . ) 2011( .‬دور القرائن في اإلثبات المدني‪ :‬دراسة مقارنة بين القانون األردني والكويتي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جا معة الشرق األوسط‪ ،‬كلية الحقوق ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عطا هلل‪ ،‬م‪ . ) 2001( .‬اإلثبات بالقرائن في القانون اإلداري والشريعة اإلسال مية‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة كلية الح قوق‪ ،‬جامعة أس يوط‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عمور‪ ،‬م ‪ .) 2013( .‬اإلثبات الجزائي بالقرائن القضائية بين الشريعة والقانون‪ ،‬دراسة منشورة األكاديمي ة للدراسات االجتم اعي ة واإلنسانية‪ ،‬العدد (‪ ،) 9‬ص‪. 85- 79‬‬ ‫‪.9‬‬
‫الفواعره‪ ،‬م ‪ .) 2012( .‬قرينة اإلدانة في التشريعات الجزائية ‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬المارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد‪ ، 49‬ص‪. 405- 239‬‬ ‫‪. 10‬‬
‫خامساا‪ :‬القوانين‬
‫قانون البيّنات األردني رقم (‪ )30‬لسنة ‪ 1952‬والمعدل بموجب القانون رقم (‪ ) 37‬لسنة ‪ ، 2001‬والمعدل بموجب القانون رقم (‪ ) 16‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫‪.1‬‬
‫سادساا‪ :‬القرارات القضائية‬
‫‪ - 1‬قرار محكمة التمييز حقوق رقم ‪ ، 1981/ 189‬تاريخ ‪ ، 1981/ 6/ 9‬منشورات مركز عدالة‪.‬‬

‫________________________________________________‬
‫‪* Al-Balqa’ Applied University, Jordan. Received on 09/08/2016 and Accepted for Publication on 28/10/2016.‬‬

‫‪- 366 -‬‬

You might also like