Professional Documents
Culture Documents
العبادات توقيفية
العبادات توقيفية
((العبادات توقيفية))
بقلم :عايد الشعراوي
طالعتنا مجلة الفكر اإلسالمي الصادرة عن دار الفتوى في لبنان ،في عددها السابع /لشهر ذي القعدة من
عام 1407هـ وفي الصفحة األخيرة ص 130وهي صفحة تتوج عادة بكلمتي (المال والبنون) وتحت عنوان
(عيٌد بال قيم) يقول كاتب المقال الذي وقع اسمه بـ "أبو البنين":
(مضى عيد الفطر بأيامه الثالثة وشعرت مع األوالد بأننا عشنا فرحة العيد ولو مع قليل من الغصة ..ولم
تكد األيام الثالثة تمضي مع الفرحة النسبية حتى فاجأنا مصرع الرئيس رشيد كرامي فإذا بقيم الفرح والنعمة
والرضا تسرق حتى من عيون األطفال ويغدو عيدهم بال قيم) انتهى كالم الكاتب (أبو البنين).
الـوعـي – العـدد الثالث -السـنـة األولى -ذو الحجة 1407هـ -آب 1987م
1
على ذلك كوُنها أيام عيد كما يف حديث عائشة وال صح من قوله أهنا أيام أكل وشرب كما يف حديث الباب ألن ذلك
ال مينع العمل فيها بل قد شرع فيها أعلى العبادات وهو ذكر اهلل تعالى ولم يمتنع فيها إال الصوم.
سادسًا :ضرورة أن يتميز عيدا الفطر واألضحى عن غريمها من املناسبات ألهنما ختام عبادة هي ركن الصوم
وعبادة أخرى ركن احلج ،وألن فيهما عبادة من صالة وذكر هلل كما قال ابن أيب محزة ( شرع فيها أعلى العبادات وهو
ذكر اهلل تعاىل.
سابعًا :يرتتب على ما تقدم أن ال نعّظم املناسبات األخرى مثل ذكرى املولد النبوي ،وذكرى اهلجرة كما نعّظم
العيدين وال أن نطلق عليها اسم عيد ،بل تبقى ذكرى ،ويضاف إىل ذلك أن ال نسّم ي املناسبات العائلية واالجتماعية،
والذكريات الوطنية والقومية أعيادًا ،وال عيد األم والطفل ،وعيد العمال ،وال ذكرى الزواج ،وال ذكرى والدة طفل ،وال
أية مناسبة أخرى مهما كان شأهنا.
ثامنًا :جيب أن ال نقع يف خطأ حساب عدد أيام العيد بعدد أيام العطلة الرمسية املعلنة من قبل رئيس احلكومة كما
حصل مع صاحبنا "أبو البنني" غفر اهلل له ولنا وللمؤمنني أمجعني.
تاسعًا :أن ال منّد د شعائر العيد والتهاين بالعيد مع متديد أيام اإلجازة الرمسية ،لكي حنافظ على حدود العيد وال
نتجاوزها فتصبح مع طول املدة عادة وتتكرس بدعة مضَّلة قد تطول أيامها بقدر طول عيد امليالد أو عيد الفصح ،كما
حيصل من حرص معظم اجلهات الرمسية على تسمية عطلة امليالد بـ (عطلة نصف السنة) وعطلة الفصح بـ (عطلة الربيع)
وليس ذلك من قبيل املصادفة بل عن عمد وسبق تصميم.
عاشرًا :أوّج ه نصيحة صادقة للكاتب "أبو البنني" والذي أعرفه وأعرف أي منصب مهم يشغل ،أن يّتقي اهلل
وحسب .فأعياد املسلمني كّلها قيم ،وتعّلم الناس القيم ،وليست بدون قيم كما كتبت .فال ختلط بني قيم العيد وبني
احنراف القيم عند البشر .وكل ما جرى ال يعّطل شعائر العيد مهما كان حجم ما حصل .وحيق يل أخريًا أن أسال من أين
جئت باليومني الذين أضفتهما على يوم العيد؟!.
ـــــ
( )1املغين :البن قدامة ،اجلزء الثالث ،صفحة .97
( )2نيل األوطار :الشوكاين ،اجلزء الثالث ،ص .312
الـوعـي – العـدد الثالث -السـنـة األولى -ذو الحجة 1407هـ -آب 1987م
2