Professional Documents
Culture Documents
أحمد شوقي يرثي الخلافة
أحمد شوقي يرثي الخلافة
بعد أن ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخالفة اإلسالمية في سنة ،1924وأزيل اإلسالم من الوجود السياسي
ومن المجتمع في األرض كلها ،كان من المنتظر طبيعيًا أن يهتز العالم اإلسالمي كله إللغائها وأن تحصل رّج ة عنيفة
في ك ل مك ان من أجله ا لكن الواق ع أن ه لم يحص ل ش يء من ذل ك ،وم ا ج اوز الت أثر س وى أف راد قالئ ل...
وكان شعب الهند ،أكثر أبناء األمة اإلسالمية تأثرًا على زوال الخالفة اإلسالمية .وظه ر في مص ر ت أثر على
أفراد ظهر في قصائد بعض الشعراء ومن بينهم الشاعر أحمد شوقي ،كما ظهر في محاولة عقد مؤتمر للخالفة في
نة .1924 اس تي ألغيت فيه نة ال الس
لقد كان الشاعر أمحد شوقي ـ رمحه اهلل ـ من أكثر الشعراء تأثرًا على اخلالفة ،بعد هدمها ،وبرز تأثره يف قصيدته
ا: ال فيه يت ق ة وال اء اخلالف يت قاهلا يف رث ال
ونعيِت بين معالم األفراح عادت أغاني العرس رجَع نواِح
كفنِت في ليِل الزفاف بثوبه
. .
تبكي عليِك بَم دَم ٍع سَح اح الهند َو اِلهة ومصر حزينة
. .
. .
مث ينتقل بعد ذلك إىل بيان أن الذين داوت حرهبم ألعداء املسلمني جراح اخلالفة اليت أصيبت هبا ،هؤالء قد كان
ص لحهم م ع احللف اء قتًال للخالف ة وإلغ اًء هلا وأهنم ق د هتك وا بأي ديهم أعظم فخ ر هلم ومزق وه ،أهنم نزع وا خ ري م ا ُيتجلى
وخلعوا أفخر ما ُيلبس ،وبني عشية وضحاها بأسرع مما يتصور العقل أطاحوا مبجد الدهر الذي عمروه يف قرون فيقول:
قتلك َس لُم ُه مو بغير ِج راح إن الذين َأَس ْت ِج راَح ك حرُبهم
. .
قد طاح بين عشّية وَص باح حَس ب أتى طوُل الليالي دونه
. .
مث يتحدث عن رابطة اخلالفة كيف أهنا فصمت عراها وقد كانت أكرب عالقة تصل األخ بأخيه وجتمع األرواح إىل
بعضها ،وأهنا كانت تنظم املسلمني بنظام واحد وصف واحد يف مجيع األحوال ،وبني أن هذا العمل إمنا فعلة شرير سيء
ول: اء فيق ل احلي ق قلي اخلل
كانت أبَّر عالِئق األرواح وعالقة ُفصمت ُعرى أسباِبها
جمعة على الِبّر الحضوَر وربما
. .
. .
مث يعلن أن م ا فعله ه ذا الشرير الوقح إن ه و إال كفر براح أي كفر واض ح يرتكب جه ارًا .وه و يشري هنا إىل
احلديث الشريف يف شأن طاعة اخللفاء الظاملني «قيل يا رسول اهلل أفال ننابذهم بالسيف ،فقال :ال ،ما أقاموا الصالة ،إال
أن تروا كفرًا بواح ًا» فالشاعر يقول إن ما فعله هذا العربيد من إلغاء اخلالفة كفر براح أي ينابذ عليه بالسيف فيقول:
وأتى بكفٍر في البالد َبراِح أفتى ُخ ُز عَبلة وقال ضاللًة
. .
مث ينحى بالالئمة على األتراك لسكوهتم عنه فيقول :هؤالء الذين ألغيت اخلالفة فيهم ومل يفهموا معىن الغائها إمنا
خلقوا للحرب ،فال يتكلمون إال باحلرب وال يسمعون إال بلغ ة احلرب .ويقص د من ذل ك الطعن بفهمهم ملع ىن ه ذا األم ر الفظي ع ال ذي أوج ده فيهم فيق ول:
ُخ لقوا لفقِه كتيبة وسالح إن الذين جرى عليهم فقُه ه
أو خوطبوا َس ِم عوا بصّم رماح
. .
مث يعتذر عن مهامجته ملصطفى كمال وقد كان ميدحه بأنه إمنا يسري مع احلق حيث كان ،واحلق أوىل من الرجال
حرم ة وأح ق منهم بالنص ر ،والرج ل مهم ا عظمت شخص يته فإن ه يه زم إذا م ا ه وجم ب احلق .فيق ول:
ُن
وأقول من رّد الحقوَق ِإباحي؟
. .
.
الحق أولى من ولِّيك حرمًة .
أو خِّل عنَك مواقَف الُنّص اح فامدح على الحق الرجاَل وُلمُه ُم و
َه َر ٌم غليُظ مناكِب الُصّف اح ومن الرجال إذا انبريت ِلهْد ِم ِه م
. .
عقيدة وشريعة من الدولة ومن شؤون احلياة ووضع مكانه مث يطلب أداء النصيحة ملصطفى كمال لعله يرجع عن غيه فقد أزال اإلسالم
ول: ة ،فيق دين عن الدول ل ال دة فص ر عقي دة الكف ة وعي ريعة الغربي ام الرأمسايل والش ر النظ ام الكف نظ
إن الجواد يثوب بعد ُج ماح أّدوا إلى الغازي النصيحَة ينتصح
. .
كيف احتياُلك في صريِع الراِح إن الغروَر سقى الرئيَس براِح ه
. .
مث يهاجم األتراك ألهنم تركوا مصطفى كمال يفعل ما يشاء ،فقد رفعوه إىل مصاف اآلهلة يف التعظيم واطلقوا يده
فيهم حىت تناول كل ما ح ّر م اهلل ،واغرت بطاعة اجلماهري له ،وأن ذلك قد كان ألن األمة مل تكن يف ذلك الوقت واعية،
واألم ة غ ري الواعي ة ال ت درك قيم ة اجملد وال تس تميت باحملافظ ة علي ه وال تعطى من ه إال الس راب اللم اع ،فيق ول:
حتى تناول كّل غيِر ُمباح هم أطلقوا يده كقيصَر فيهمو
. .
مث خيتتم القصيدة يف حتذير املسلمني من عاقبة الغاء اخلالفة وينهى عن اعطائها للشريف حسني الذي خان األمة
اإلس المية وح ارب اجليش اإلس المي إىل ج انب اإلجنل يز الكف ار ويعطي نب وءة فيم ا سيحص ل من ج راء الغ اء اخلالف ة بإن ه
سيكثر دعاة الكفر والضالل لتحويل املسلمني عن دينهم وسيشهد املسلمون يف كل بقعة من بقاع البالد اإلسالمية فتنة
للمسلمني عن إسالمهم وحتويًال عن احلق إىل الباطل وعن اهلدى إىل الضالل وسيكون الدليل لكل شخص املال واإلرهاب
ول: وءة ،فيق ه مث خيلص للنب ل أيام ة يف ك رته للخالف ذكر أوًال نص د .في د والوعي أي الوع
عْز ل يداَفع دونه بالّر اِح ال تبذلوا ُبْر َد النبّي لعاجز
ِباألمس أوهى المسلمي ِج راحٍة
. .
فيها ُيباع الديُن بيَع َسَم اِح وَلتشهُد ن بكل أرٍض فتنًة
وهوى النفوِس وحقِد ها الِم لحاِح ُيفتى على ذهِب المعّز وسيِف ه
. .
. .
أي أن املعز لدين اهلل الفاطمي حني دخل القاهرة مد الذهب والسيف وقال هذا حسيب وهذا نسيب ،فقالوا له أنت
ك أي على املال واخلوف. يفىت على ذل هس اعة أن ول الش ول اهلل ،فيق ابن بنت رس