Professional Documents
Culture Documents
33114
33114
ثقافة المنظمة مدخل استراتيجي إلدارة الموارد البشرية من أجل إنجاح عملية
التغيير
:الملخص
تتسم بيئة األعمال يف وقتنا الراهن جبملة من املميزات من أمهها جند تزايد حدة املنافسة
معدالت عالية لالبتكار، الرتكيز على وضع اسرتاتيجيات تنافسية حتقيقا ملوقع تنافسي قوي،العامليـة
، كل هذه املتغريات جعلت عملية التغيـري التنظيمي من أولويات املرحلة، العوملة،والتغيري التكنولوجي
وضرورة اختيار،لذلك نلحظ اهتماما متزايدا على مستوى إدارة املوارد البشري ــة مبوضوع إدارة التغري
. واليت تعترب الثقافة التنظيمية واحدة منها،اسرتاتيجيات ناجحة إلجناح العملية
. ثقافة املنظمة، إدارة املوارد البشرية، مقاومة التغيري، إدارة التغيري، التغيري:الكلمات المفتاحية
Résumé:
Caractérisé l'environnement des affaires à l'époque actuelle, entre
autres caractéristiques de la plus importante compétition mondiale
trouver accrue, l'accent est mis sur le développement de stratégies
concurrentielles pour répondre sites concurrentiels forts, des taux élevés
de l'innovation et le changement technologique, la mondialisation, toutes
ces variables a rendu le processus de changement organisationnel des
priorités de la scène, de sorte que nous constatons un intérêt croissant
niveau humain de la gestion des ressources de la question de la gestion
du changement, et la nécessité de choisir des stratégies efficaces pour le
succès de l'opération, qui est la culture organisationnelle est l'un d'entre
eux.
Mots clés: changement, gestion du changement, la résistance au
changement, gestion des ressources humaines, la culture de
l'organisation.
مقدم ــة:
التغيري عملية ضرورية للمؤسسات ،ومفروضة عليها نتيجة التغيريات اليت تواجهها ،ويقصد
به ذلك العمل املخطط له سلفا على أسس علمية مبا يتماشى واإلمكانيات املتاحة للمؤسسة يف
حدود أهدافها املسطرة مسبقا ،وبالتايل فالتغيري ال يعترب غاية يف حد ذاته ،وإمنا يعترب كوسيلة للووول
ألفضل النتائج ،واحلقيقة األكيدة هي أن املورد البشري هو حمور هذا التغيري ،لذلك البد على إدارة
املوارد البشرية أن تقوم بدورها االسرتاتيجي إلجناح وتسيري هذه العملية على أحسن ما يرام ،مبا حيقق
أهداف املؤسسة وقيادة التغيري بشكل فعال ،ويف هذا اإلطار يتم طرح التساؤل التايل:
إلى أي مدى تقع مسؤولية إدارة الموارد البشرية في اعتماد الثقافة التنظيمية كاستراتيجية
لتسيير ونجاح عملية التغيير التنظيمي في المؤسسات في الوقت الراهن؟
أهداف الدراسة :هتدف الدراسة إىل حتديد طبيعة العالقة بني إدارة املوارد البشرية واإلدارة العليا،
وبالتايل حتديد درجة السلطة يف فرتات التغيري.
أهمية الدراسة :تنبع أمهية الدراسة من أمهية إدارة املوارد البشرية يف املؤسسات ،فهي أوبحت النقطة
الفارقة ملواجهة التغيري ،أو التكيف معه ،وحىت إحداثه إن اقتضت الضرورة ،خاوة أن العامل متغري
ومتقلب ،ولن يتحقق هذا الدور الفعال دون إعطاء األمهية للمورد البشري الذي يعترب رأس املال
البشري احلقيقي للمؤسسة الذي ينجح أي تغيري ،ويضمن تسيري فعال له.
تقسيمات الدراسة:
المحور األول :ماهية الثقافة التنظيمية.
المحور الثاني :ماهية إدارة املوارد البشرية.
المحور الثالث :التغيري التنظيمي.
المحور الرابع :إدارة املوارد البشرية وقيادة التغيري.
رابعا -أنواع الثقافة التنظيمية :هناك عدة أنواع من الثقافة التنظيمية هي:
-1الثقافة القوية :هي" احلد الذي جيعل األعضاء يتبعون ما متليه عليهم اإلدارة ،وكمكن القول أن
ثقافة املنظمة قوية يف حالة كوهنا تنتشر وحتظى بالثقة والقبول مع مجيع أو معظم أعضاء املنظمة
ويشرتكوا يف جمموعة متجانسة من القيم واملعتقدات والتقاليد واملعايري اليت حتكم سلوكياهتم واجتاهاهتم
9
داخل املنظمة ،ومما جيعل الثقافة قوية كون القيم األساسية قوية ويشرتك فيها العاملون.
-2الثقافة الضعيفة :الثقافة اليت ال يتم اعتناقها بقوة من أعضاء املنظمة وال حتظى بالثقة والقبول
الواسع من معظمهم ،وتفتقر املنظمة يف هذه احلالة إىل التمسك املشرتك بني أعضائها بالقيم
واملعتقدات ،وهنا سيجد أعضاء املنظمة وعوبة يف التوافق والتوحد مع املنظمة أو مع أهدافها
وقيمها 10.وحيتاج العاملون فيها إىل توجيهات اإلدارة.
-3الثقافة المثالية :جيب أن متتلكها كل املنظمات الراغبة يف النجاح ،وتعتمد على حتديد كل مهمة
11
أحسن طريقة لألداء أي حتديد اهلياكل بدون غموض فكل شيء مضبوط لتحسني األداء.
-4الثقافة التكيفية (الموقفية) :ضرورة تكيف الثقافة التنظيمية مع الظروف البيئية ،ذلك أن
اختيار ثقافة تنظيمية جيدة يتوقف على الظروف اليت متر هبا املنظمة ذلك أنه ال توجد ثقافة مثالية
12
تصلح لكل املنظمات ويف كل الظروف البيئية.
المحور األول :ماهية إدارة الموارد البشرية:
تعد إدارة املوارد البشرية حجر الزاوية يف العملية اإلدارية ،فاملنظمة تعتمد يف حتقيق رسالتها
على مواردها البشرية ،وما يتمتع به أفرادها من مهارات وقدرات وما لديهم من طاقات ودوافع
وطموحات تسمح هلم برسم السياسات واخلطط واالسرتاتيجيات والربامج ،وهلذا يعد جناح املنظمات
يف حتقيق غاياهتا األساسية متوقف على نوعية املوارد البشرية فيها ،وعلى اإلدارة الفعالة هلذه املوارد
البشرية ،وسنتعرض يف هذا احملور إىل طبيعة إدارة املوارد البشرية ،أبعادها وعناورها.
أوال -مفهوم إدارة الموارد البشرية :أعطيت العديد من املفاهيم إلدارة املوارد البشرية وأمهها ما
يلي:
«-إدارة األفراد ذلك اجلزء من الوظيفة اإلدارية املتعلق بالعالقات اإلنسانية يف املنظمة ،أو ذلك اجلزء
من اإلدارة املتعلق بالعاملني وبعالقاهتم يف املنظمة ،الذي يهدف إىل رفع مستوى كفاءة العاملني
13
و إىل حتقيق العدالة فيما بينهم».
-6حتقيق العدالة وتكافؤ الفرص جلميع العاملني من حيث الرتقية ،األجور ،التدريب والتطوير عندما
يصبحون مؤهلني لذلك؛
-7االحتفاظ بالسجالت املتعلقة بكل شخص يعمل يف املنظمة؛
-8حتقيق التعاون الفعال بني العاملني؛
19
-9تنمية العالقات الطيبة يف العمل.
رابعا -وظائف إدارة الموارد البشرية :سامهت التحديات اليت تواجهها املنظمة يف تطوير الوظائف
20
اليت متارسها إدارة املوارد البشرية ،وكمكن إمجال هذه الوظائف كالتايل:
-1تحليل وتصميم وتوصيف الوظائف :ويقصد به التعرف على واجبات ومسؤوليات كل وظيفة،
وحتديد مواوفات من يشغلها ،ويرتبط هذا النشاط بتحليل الوظائف ،تصنيفها ،توويفها ،وحتديد
الواجبات واملسؤوليات املنوطة بكل مستوى وظيفي معني يف املنظمة.
-2تخطيط الموارد البشرية :هو حتديد احتياجات املنظمة من املوارد البشرية كما ونوعا ،وفقا
لطبيعة النشاطات املراد إجنازها يف املنظمة ،كما يقصد به التنبؤات النظامية للطلب أو احلاجة للموارد
البشرية ،وعرض هذه املوارد يف املنظمة خالل فرتة مستقبلية.
-3استقطاب الموارد البشرية :وهو العملية اليت كمكن هبا جذب طاليب العمل للتقدم للمنظمة
لشغل الوظائف الشاغرة ،وقد يتم ذلك عن طريق اإلعالن ،وهناك مصدرين للحصول على املوارد
البشرية ،املصدر الداخلي واخلارجي ومن املمكن الرتكيز على واحد منهما أو كليهما.
-4اختيار الموارد البشرية :هي عملية انتقاء األفراد الذين تتوافر لديهم املؤهالت الضرورية ،واملناسبة
لشغل وظائف معينة يف املنظمة ،ويرتبط هذا النشاط بتحديد سبل االختيار والتعيني للموظفني من
خالل إجراء عمليات التعيني ،واالختيار ،واملقابالت والشروط الالزمة لذلك.
-5تقييم األداء :وهو حتليل أداء الفرد بكل ما يتعلق به من وفات نفسية ،أو بدنية ،أو مهارات
فنية ،أو سلوكية ،أو فكرية ،وذلك هبدف حتديد نقاط القوة والضعف والعمل على تعزيز األوىل،
ومعاجلة الثانية كضمانة أساسية لتحقيق فاعلية املنظمة.
-6تدريب وتطوير العاملين :هو اجلهود اإلدارية والتنظيمية اليت هتدف إىل حتسني قدرة اإلنسان
على أداء عمل معني ،أو القيام بدور حمدد يف املنظمة اليت يعمل فيها ،ويساهم التدريب يف تلبية
احتياجات املنظمة ملواكبة التطور العلمي والتكنولوجي من خالل قوة العمل املؤهلة.
-7تصميم أنظمة األجور والحوافز :تصميم أنظمة األجور املتعلقة بكل مستوى وظيفي معني،
إضافة إىل حتديد احلوافز املادية واملعنوية على املستوى الفردي أو اجلماعي للعاملني يف املنظمة ،ووفقا
لألداء املنوط هبم ،وهتتم هذه الوظيفة بتحديد قيمة كل وظيفة وأمهيتها النسبية وحتديد أجرها.
-8التعويضات المالية وغير المالية :وتشمل قيمة كل وظيفة قياسا باألعمال واملهام املتفق عليها
مع املنظمة ،وذلك بتخصيص رواتب وأجور حيكمها سلم أجور يكون على شكل درجات يف
الغالب ،كذلك فان ا ملنظمة متنح العاملني مزايا إضافية تأخذ وورة امتيازات ،وعالوات كالتأمني
الصحي وغريه.
-9عالقات العاملين :ويقصد بصيانة ورعاية العاملني وضع ضوابط تقدمي اخلدمات االجتماعية،
والثقافية ،والرتفيهية ،وكافة التسهيالت اليت تسهم يف حتسني أجواء العالقات السائدة بالعمل من
الثقة واملودة وغريها من الضوابط ذات األمهية يف خلق الوالء واالنتماء.
-10السالمة والصحة المهنية :هي النشاطات واإلجراءات اإلدارية اخلاوة بوقاية العاملني من
املخاطر النامجة عن األعمال اليت يزاولوهنا ،ومن أماكن العمل اليت تؤدي إىل إوابتهم باألمراض
املهنية واحلوادث ،وهتتم هذه الوظيفة بوضع نظم السالمة املهنية والرعاية الصحية ،واالجتماعية
للعاملني.
-11تخطيط المسار الوظيفي :هتتم هذه الوظيفة بتخطيط اجلهود املختلفة للعاملني عرب اجلهود
الرمسية والنظامية اليت تساعد العاملني يف تطورهم ،وتقدمهم باعتبارهم موردا هاما للمنظمة ،وهذه
الربامج تتيح الفروة للعاملني بالرتقية والتدريب مبا يتناسب مع مهارات وقدرات العاملني.
-12إدارة الحركة الوظيفية( :الترقية والنقل) :هتتم إدارة املوارد البشرية بتحديد مواقع األفراد
العاملني يف املنظمة ،وكيف تتغري وفقا لدرجات التطورات الوظيفية ،أو ألسباب تتعلق برغباهتم ،أو
برغبات املنظمة نفسها مما يعين أن األفراد يف حركة مستمرة سواء داخل أو خارج املنظمة ،وهذه
احلركة تلزم إدارة املوارد البشرية على أن تقوم بإعداد خطط جيدة ،وإتباع املنهج اإلداري السليم الذي
يقود يف النهاية إىل تقليل التكاليف ،والزيادة يف اإلنتاج ،ويتم ذلك عن طريق الرتقية أو النقل.
ويتضح من خالل ذلك أن إدارة املوارد البشرية هتتم بكل األنشطة املتعلقة باملورد البشري بداية
بالتخطيط للموارد البشرية إىل غاية حتقيق كل التسهيالت الفاعلة واملؤدية إىل خلق الوالء واالنتماء
للمنظمة ،وكلما حققت املنظمة هذه األهداف كلما أدى ذلك إىل تطورها وحتقيق التفوق.
خامسا -التحديات التي تواجهها إدارة الموارد البشرية :نتيجة التغيريات احلاولة يف
بيئة العمل ،تولدت عدة حتديات وعقبات أمام إدارة املوارد البشرية لتحقيق أهدافها جتاه العاملني من
21
جهة ،وجتاه املنظمة من جهة أخرى ،وأهم هذه التحديات ما يلي:
-1تحديات العولمة التنافسية :أوبح احلصول على املوارد البشرية خيضع إىل اتفاقيات ومعايري
دولية ومعايري العمل السائدة ،مما جعل التعامل مع العاملني خاضع لقوانني وتشريعات ليست حملية
فقط ،بل دولية ،إضافة إىل أن التنافسية بني الشركات متعددة اجلنسيات جعلت من اختيار العاملني
أمرا خاضعا إىل متغريات خمتلفة.
-2التحديات البيئية :التغيريات اليت مست بيئة العمل ،ومهارات العاملني ،وقيمهم ،ومتطلباهتم
الثقافية ،جعلت من التحلي باملرونة الشاملة ،واالستجابة الفاعلة للمتغريات البيئية أمرا ضروريا.
-3التغيرات في تركيب القوى العاملة :أوبحت املرأة تنافس الرجل يف العديد من الوظائف ،وهذا
سيلقي عبء جديد على إدارة املوارد البشرية نتيجة املطالبة بتحقيق املساواة بني اجلنسني ،كما يسمح
هذا االندماج الكبري للعنصر النسوي بتقليده مناوب كربى داخل التنظيم ،وهذا يتطلب من اإلدارة
إعداد خطط خاوة هبن (رعاية وحية ،األمومة.... ،إخل) لذا ينبغي على إدارة املوارد البشرية أن
تكون مستعدة للتجاوب مع عمالة خاوة من اجلنس اآلخر.
-4نظام معلومات إدارة الموارد البشرية :وهو حتدي كبري يف عصر املعلومات ،فاإلدارة حتتاج إىل
نظم معلومات حديثة تشتمل على بيانات ،وخطط إدارة املوارد البشرية يف شكل قسم متخصص
يقدم النصح لإلدارة.
-5تغير القيم واالتجاهات :تلعب القيم دورا مهما بالنسبة إلدارة املوارد البشرية ،اليت يقع على
عاتقها كيفية وضع خطة قادرة على استغالل هذه القيم واالجتاهات (الوالء و االلتزام )....يف سبيل
حتقيق األهداف املسطرة ،خاوة مع االنفتاح العاملي مبا أوبح يعرف بظاهرة العوملة وما أفرزته من
آثار على اإلدارة واألعمال ،لذلك جيب على إدارة املوارد البشرية أن تضع إسرتاتيجية مناسبة تأخذ
يف احلسبان هذه االختالفات للقيم بني األفراد واجتاهاهتم.
-6زيادة حجم القوى العاملة :وهذا راجع إىل ارتفاع وحتسني املستوى الصحي لألفراد ،والثاين
ارتفاع مستوى التعليم بني األفراد ،وهذا من شأنه توفري أفراد متخصصني ذوي كفاءات عالية يف سوق
العمل ،مما حيتم على إدارة املوارد البشرية وضع خطط جيدة الستقطاب األفراد املناسبني.
-7التشريعات واللوائح الحكومية :هناك قيود تفرضها احلكومات على املنظمة ،وإدارة املوارد
البشرية ،إذ جيب عليها العمل هبذه التشريعات والتقيد هبا.
ويتضح مما سبق أن البيئة املتغرية اليت تعيش فيها املنظمة تتميز بالديناميكية ،و عدم االستقرار،
مما أفرز حتديات وجب التكيف معها ،والتحلي باملرونة الكاملة لتحقيق استجابة فعالة هلذه املتغريات.
ومما سبق يتضح أن إدارة املوارد البشرية هي إدارة للكفاءات البشرية ،واالستثمار الناجح هلا،
والتحكم يف باقي املوارد واستخدامها ،لذلك وجود إدارة مستقلة للموارد البشرية ضرورة حتمية،
وليست اختيار ،وهي دعامة أساسية تعتمد عليها املنظمات احلديثة القائمة على املعرفة ورأس املال
البشري.
المصدر:مصطفى حممود أبو بكر ،التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة-مدخل تطبيقي إلعداد وتطوير
التنظيم اإلداري ،-اإلسكندرية ،الدار اجلامعية ،2002 ،ص .33
25
من املتغريات اليت تفرزها البيئة اخلارجية احمليطة باملؤسسة مايلي :
-البيئة االقتصادية احمللية تفرز تغريات يف أسعار الفائدة ،مستويات األجور ،أسعار الصرف ...اخل،
إضافة إىل التغيريات الدولية.
-تغريات البيئة السياسية الداخلية مثل التوجهـات السيـاسية احلكومية املـالية والنقدية ،وتغريات البيئة
السياسية اخلارجية مثل آثار االتفاقيات السياسية واالقتصادية.
-التقدم التكنولوجي والفين.
-التشريعات والقوانني والبيئة االجتماعية مثل :أمناط الطلب على املنتجات.
-التغيري يف الثقافة واليت تؤثر بدورها على القيم واالجتاهات والسلوك للفرد يف املؤسسة مهما كان
دوره.
-2المتغيرات التي تفرزها البيئة الداخلية :من املتغريات اليت تفرزها البيئة الداخلية للمؤسسة
نذكر ما يلي:
26
المصدر :علي شريف وحممد سلطان :مدخل معاصر في مبادئ اإلدارة ،اإلسكندرية ،الدار اجلامعية،8331 ،
ص.330
أوال -المدخل الوظيفي :ويهتم بفلسفة ورسالة وأهداف وإسرتاتيجية املنظمة ،ومتثل الفلسفة ثوابتها
وحركة العاملني فيها.
-1تغيير فلسفة ورسالة المنظمة إن تغيري فلسفة املنظمة يكون ضروريا إما كنتيجة لتغيري الرسالة
واألهداف واإلسرتاتيجيات ،أو بشكل مستقل ،وهو إعادة تطويع املوارد وترشيد استخدامها مبا يسهم
32
يف حتسني بلوغ أهداف جديدة وختفيض التكلفة أو حتسني اجلودة أو زيادة اإلنتاجية .
-2تغيير األهداف واإلستراتيجيات :تقوم بعض املنظمات بإجراء تعديالت يف أهدافها ويف
اإلسرتاجتيات املطبقة لتحقيق تلك األهداف استجابة لتغريات البيئة احمليطة ،وقد حيدث هذا التغري
يف جانب من اجلوانب اإلسرتاجتية فقد تقوم املنظمة بتغري أهدافها اإلسرتاجتية أو تغري أهدافها العامة
للمنافسة (مثل :التمايز ،أو الرتكيز ،أو القيادة يف التكاليف) ،أو حىت تغيري إسرتاجتياهتا من توسع إىل
انكماش ،وإذا كانت املنظمة مكونة من توليفة من وحدات األعمال ،فإنه كمكن أن تغري من توليفة
هذه الوحدات ،وذلك من خالل ضم أو بيع بعض الوحدات ،ومثال ذلك أن تقرر املنظمة الدخول
33
مع مؤسسة أخرى يف نوع من االستثمار املشرتك أو تتجه إىل األسواق الدولية .
ثانيا -المدخل اإلنساني :ركز الكثري من الكتاب والباحثني عند إحداث التغيري من خالل األفراد
القائمني بالعمل على ناحيتني أساسيتني مها:
-1التغيير المادي لألفراد :من خالل االستغناء عن بعض العاملني أو إحالل غريهم حملهم.
-2التغيير النوعي لألفراد :وذلك بالرتكيز على رفع املهارات وتنمية القدرات أو تعديل أمناط
السلوك من خالل نظم التدريب أو تطبيق قواعد املكافآت واجلزاءات التنظيمية.
ومن الباحثني من ركز على النواحي اإلنسانية عند إحداث التغيري التنظيمي يف املنظمة ،وذلك من
34
خالل إدخال التغيري يف جمالني أساسيني مها:
-1المهارات واألداء :ويستخدم لذلك ثالث مداخل:
أ -اإلحالل :أي االستغناء عن العاملني احلاليني واستبداهلم بأفراد أكثر كفاءة وإنتاجية ،إال أن هذا
اإلحالل يصعب تطبيقه.
ب -التحديث التدريجي للعاملين :مبعىن وضع شروط ومعايري جديدة الختيار العاملني اجلدد.
ج -تدريب العاملين :أي تدريب العاملني املوجودين على رأس العمل هبدف حتسني أدائهم للعمل
من خالل إكساهبم مهارات جديدة.
-2االتجاهات واإلدراك والسلوكيات والتوقعات:
وذلك بأن يتم التغيري من خالل االجتاهات واإلدراك والتوقعات ،كما كمكن تغيري ثقافة املنظمة
35
وسلوك األفراد وسلوك اجملموعات .
ثالثا -المدخل الهيكلي :وهو ذلك املدخل الذي يعمل على إحداث التغيري من خالل إجراء تعديل
وتغيري يف اهليكل التنظيمي للمنظمة ، 36حيث أن التغيري يف اهليكل التنظيمي قد تتم من خالل إعادة
توزيع االختصاوات وجتميع الوظائف ،وإعادة تصميم طرق االتصال وقنوات تدفق السلطة
واملسؤولية ،باإلضافة إىل استحداث وحدات تنظيمية أو استبعاد أخرى ،وما يرتتب على ذلك من
37
تعديالت يف عناور التنظيم األخرى.
رابعا -المدخل التكنولوجي:و يتم الرتكيز فيه إلحداث التغيري على إعادة تركيب وتدفق العمل
وعلى أمناط العمل وأساليبه ،أو على الوسائل املستخدمة يف أداء العمل ،أو إدخال معدات وأدوات
وأساليب جديدة يف العمل38 ،ويأخذ التغيري التكنولوجي عدة أشكال أمهها :استخدام تقنيات
حديثة بغرض زيادة اإلنتاجية وخفض التكاليف ،أو استبدال اآلالت الكاتبة بأجهزة الكومبيوتر
39
الشخصية .
خامسا -مدخل عبر تغيير الترتيبات المادية :ويشمل تغيري الرتتيبات املادية ،تغيري املسافات
والرتتيبات يف موقع العمل ،كما جيب أن يكون الرتكيب الداخلي ملوقع العمل بعيدا عن العشوائية وأن
تأخذ اإلدارة بعني االعتبار متطلبات العمل ،فعلى سبيل املثال كمكن التخلص من اجلدران والتقسيمات
الداخلية ،وفتح املكاتب على بعضها فيصبح من السهل على العاملني االتصال مع بعضهم.
سادسا -إدارة التغيير:
إدارة التغيري التنظيمي" :فلسفة إلدارة املؤسسة ،تتضمن التدخل املخطط يف أحد ،أو بعض جوانب
املؤسسة لتغيريها ،هبدف زيادة فعاليتها وحتقيق التوافق املرغوب ،مع مربرات التغيري ،40إذن تأيت
لتعرب عن كيفية استخدام أفضل الطرق اقتصادا ،وفعالية إلحداث التغيري ،بقصد بلوغ أهداف
41
املنظمة احملددة.
يتضح من خالل ما سبق أن إدارة التغيري أسلوب عمل أو فلسفة يف إدارة أعمال املنظمة،
وليست جمرد ردود أفعال،و أن اإلدارة الفعالة للتغيري التنظيمي تستلزم وجود هيئة خمتصة لرود كافة
التغيريات اليت حتدث يف البيئة اخلارجية للمنظمة أو بيئتها الداخلية.
سابعا -مقاومة التغيير والمصادر المسببة لها :تعترب مقاومة التغيري رد فعل طبيعي رافض للتغيري،
42
وهلا عدة أسباب هي:
-1مصادر مرتبطة بشخصية الفرد :اخلوف من اجملهول ،تفضيل االستقرار.
-2مصادر مرتبطة بطريقة إحداث التغيير :الوقت املخصص ،و املوارد املتوفرة للتكيف مع الوضع
اجلديد ،مدى إشراك األفراد و احرتام مهاراهتم و كفاءاهتم ،مصداقية وكيل التغيري...اخل.
-3مصادر مرتبطة بالنظام االجتماعي :عدم االنسجام مع القيم واملبادئ و القناعات املوجودة،
ومدى تأثري التغيري على متاسك النظام ،رفض الوضع غري املألوف.
ثالثا -ثقافة المنظمة مدخل استراتيجي إلدارة الموارد البشرية من أجل إنجاح عملية التغيير
الثقافة التنظيمية متس شعور الفرد يف جانبه النفسي وتظهر يف سلوكه ،وكذلك ممارسات
اإلدارة وأسلوهبا يف حتقيق أهداف املنظمة ،ومن أهم العوامل اليت حتدد اختيار إسرتاتيجية التغيري جند
ث قافة املنظمة :يكون اختيار إسرتاتيجيات التغيري حسب ثقافة املنظمة وذلك وفقا ملبدأين :التصرف
على القيم اإلنسانية مثل حتسني االتصال والعالقات و التصرف على قيم املردود كتحسني النوعية
واإلنتاجية واألداء اجلماعي وال ننسى أن تطور املنظمة ال كمكن أن حيدث يف وورة جيدة إال كنتيجة
لتطور كل األنساق التحتية أي ال بد من تناول نسقي شامل للمنظمة ،وعليه فالقدرة على تغيري
الثقافة أمر معقد خاوة ألهنا تؤثر وتتأثر باألنساق األخرى فأي تبديل ينجر عنه حتما تغيري للثقافة،
وطاملا أن الثقافة تتغري ببطء لكنها ال تتحول مبرسوم لكن املشكل املطروح كيف يتحقق التغيري بنفس
املوارد البشرية؟ يف هذه احلالة ال بد من تشخيص عقلية وقيم جمموعة العمل اليت ستكون حمل إحداث
التغيري إذا كان تغيري االجتاه وعبا فإن تغيري الثقافة أوعب بكثري وذلك على اعتبار أن تغيري الثقافة
يعين التخلص من جمموعة مرجعية مندجمة يف أعماق أفراد املنظمة واإلنسان كما هو معلوم كميل أساسا
إىل التمسك والتشبث بطريقة روتينية بعامله وحياته وهذا ما يشكل العائق األول أمام حماوالت التغيري
45
وهذه هي مسؤولية ادارة املوارد البشرية
الخاتمة والتوصيات:
التغيري هو احلقيقة الوحيدة يف عامل اليوم ،وان مل حيدث مببادرة املؤسسة سيفرض عليها كرد
فعل لضغط احمليط ،وكمكن أن كمس جانبا واحدا من جوانب املؤسسة كاهليكل ،الثقافة،
التكنولوجية..،أو شامال كمس مجيع اجملاالت يف نفس الوقت ،وختتلف أساليب إدارة هذا التغيري
حسب ظروف حدوثه ،وفلسفة اإلدارة العليا ونظرهتا للمورد البشري يف املؤسسة ،ألنه العامل األقوى
تأثريا على عملية التغيري ،وبالتايل عليه يتوقف فشلها أو جناحها ،ومن الضروري حتمل إدارة املوارد
البشرية إدارة هذا التغيري ،ومسؤوليته ،وكمكنها أن تنجح التغيري باختيار الثقافة التنظيمية إلسرتاتيجية
لتسيري فعال هلذا التغيري .
أما التوويات اليت نقدمها يف هذا اخلصوص هي:
قائمة المراجع:
-1مصطفى عشوي ،عبد احلفيظ مقدم ،الخلفية الثقافية للقيادة في المؤسسة االقتصادية ،أعمال امللتقى
الدويل حول الثقافة والتسيري ،ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ،8332 ،ص . 273
-2سعد ياسني غالب :اإلدارة اإلسرتاتيجية ،دار اليازوري ،عمان ،2002 ،ص . 30
-3أندرو دي سيزالجي ومارك جي واالس ،السلوك التنظيمي واألداء ،ترمجة أبو القاسم أمحد اإلدارة العامة
بالرياض ،8337 ،ص . 251
-4مصطفى حممود أبو بكر ،دليل التفكير االستراتيجي وإعداد الخطة اإلستراتيجية ،الدار اجلامعية اإلسكندرية،
،2000ص .838
-5خضري كاظم حممود الفرجيات ،السلوك التنظيمي -مفاهيم معاصرة -إثراء للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان،
ط ،2003 ،8ص .265
-6حممد بن غالب العويف ،الثقافة التنظيمية وعالقتها بالتزام الوظيفي ،رسالة ماجستري منشورة ،إشراف مازن
فارس رشيد ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،2005 ،ص .23
-7حممود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل ،عمان ،األردن ،فيفري ،2003
ص .382
-8سعود عبد العزيز الشمري ،ثقافة المؤسسة والجودة الشاملة ،جملة الكهرباء ،العدد /01
www.alkahraba.com
-9حسني حرمي ،إدارة المنظمات ،منظور كلي ،احلامد للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان ،ط ،2003 ،8ص .261
-10نفس املرجع ،ص .826
-11كمال قامسي ،المقومات والمعوقات الثقافية لتطبيق نظامي إدارة الجودة الشاملة واإليزو ،9000يف
املؤسسة الصناعية اجلزائرية ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف اإلدارة واألعمال جامعة املسيلة ،حتت إشراف زين
العابدين بروش ،2003 ،ص .32
-12حممد طاهر بوباية ،اتجاهات الهيئة الوسطى اإلدارية نحو نماذج الثقافة التنظيمية ،دراسة ميدانية أجريت
ملؤسسات إنتاجية و خدماتية ،رسالة ماجستري يف علم النفس التنظيم والعمل ،حتت إشراف اهلامشي لوكيا ،معهد
علم النفس والعلوم الرتبوية ،جامعة اجلزائر ،8335 ،ص .23
-13نادر أمحد أبو شيخة ،إدارة الموارد البشرية :إطار نظري وحاالت عملية ،دار وفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن ،2080 ،ص ص .22 ،23
-14عمر ووفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2006 ،
ص ص .82 ،83