Baru 230727 221059

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫‪1‬‬

‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫(‪)1‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫إن الحمد ل َّله‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال َّله من شرور‬
‫َّ‬
‫أنفسنا ومن س ِّيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده ال َّله فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال‬
‫هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله َّإال ال َّله وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫أن محمد ًا‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬صىل ال َّله عليه وعىل آله وأصحابه وس َّلم تسليم ًا كثير ًا‪.‬‬
‫أ َّما ُ‬
‫بعد‪:‬‬
‫فا َّتقوا ال َّله ‪ -‬عبا َد ال َّله ‪َّ -‬‬
‫حق التَّقوى‪ ،‬واستمسكوا من اإلسالم‬
‫بالعروة الوثقى‪.‬‬
‫أيها المسلمون‪:‬‬
‫محم ٍد صىل ال َّله عليه وسلم‪ ،‬ومجع له‬
‫امتن ال َّله عىل الخلق ببعثة نب ِّينا َّ‬
‫اك َشاه ًيدا َو ُمبَ ِ ي ً‬
‫ّشا‬ ‫ِب إنَّا أَ ْر َسلْ َن َ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫يف رسالته بين البشارة والنِّذارة {يَا أ ُّي َها انلَّ‬
‫ي ي‬
‫اجا ُّمن ً‬
‫ِس ً‬ ‫َ َ ً َ َ ً َ َّ‬
‫اَّللي بإذْنيهي َو ي َ‬
‫الرسالة‬ ‫ِّ‬ ‫نعوت‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫وأعطاه‬ ‫‪،‬‬‫}‬‫ا‬ ‫يري‬ ‫يي‬ ‫ونذييرا * وداعييا إيَل‬
‫ُ ْ َ ٌ ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ‬
‫يز عليْهي َما‬ ‫أكملها‪ ،‬قال سبحانه‪{ :‬لقد َجاءك ْم َر ُسول ِم ْين أنفسيكم ع يز‬
‫َ ٌ َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ك ْم} أي‪ :‬عىل‬ ‫عن ُّيت ْم}‪ ،‬أي‪َ :‬يعز عليه ما يشق عليكم‪{ ،‬ح يريص علي‬

‫المحسن بن ُم َح َّم ٍد ال َقاسم َو َّف َق ُه ال َّل ُه‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬الثالث والعشرون من‬
‫(‪ )1‬ألقاها الشيخ د‪َ .‬عبدُ ُ‬
‫شهر مجادى اآلخرة‪ ،‬سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة وألف من الهجرة‪ ،‬يف مسجد الرسول ﷺ‪.‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬ ‫‪2‬‬

‫يني َر ُؤوف َّرح ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬


‫هدايتكم ونفعكم‪{ ،‬بال ُم ْؤ يمن َ‬
‫ييم}‪ ،‬قال ال َّثعلبي رمحه ال َّله‪َ « :‬ال‬ ‫ي‬

‫ُيهم ُه إ َّال َشأ ُن ُكم؛ َفإ َّن ُه َال ُيرضيه إ َّال ُد ُخو ُل ُك ُم َ‬
‫الجنَّ َة»‪.‬‬
‫ناصح لهم‪ ،‬ومن كمال نُصحه أن ب َّين ألُ َّمته ما يخا ُفه‬
‫ٌ‬ ‫مشفق عىل ُأ َّمته‬
‫عليهم من االعتقادات ومشقة التَّشريع وتنفير النَّاس عن اإلسالم‪ ،‬والدنيا‬
‫الزمان وتغير الحال‪ ،‬وعقوبات الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫وفتنتها وما يكون يف آخر َّ‬
‫وبيانُه ذلك ألُ َّمته ٌ‬
‫دليل عىل أ َّنها ُتبتَىل هبا‪ ،‬و َت ُ‬
‫ظهر فيها‪.‬‬
‫فأشد ما خافه النَّبي صىل ال َّله عليه وس َّلم عىل ُأ َّمته من االعتقادات‬
‫ف َما َأ َخ ُ‬
‫اف‬ ‫الرياء بتزيين العبادات لآلخرين‪ ،‬فقال‪« :‬إِ َّن َأ ْخ َو َ‬ ‫وقوعها يف ِّ‬
‫ول ال َّل ِه؟ َق َال‪:‬‬
‫س َ‬ ‫الش ْر ُك ا َ‬
‫أل ْص َغ ُر َيا َر ُ‬ ‫الشرِ ُك ا َ‬
‫أل ْص َغ ُر‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬و َما ِّ‬ ‫َع َل ْي ُك ُم ِّ‬
‫الر َيا ُء» (رواه أمحد)‪ ،‬بل خافه عليهم أكثر من خوفه عليهم من المسيح‬ ‫ِّ‬
‫والسالم‪َ « :‬أ ََل ُأ ْخبِ ُر ُك ْم بِ ََم ُه َو َأ ْخ َو َ‬
‫ف َع َل ْي ُك ْم‬ ‫الصالة َّ‬
‫الدَّ جال‪ ،‬قال عليه َّ‬
‫الشر ُك َ ِ‬ ‫الم ِسيحِ الدَّ َج ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الخفي؛ َأنْ َي ُق َ‬
‫وم‬ ‫ال؟ َقا ُلوا‪َ :‬ب َلى‪َ ،‬ف َق َال‪ْ ِّ :‬‬ ‫ع ْندي َم َن َ‬
‫الر ُج ُل ُي َص ِّلي َف ُي َز ِّي ُن َص ََل َت ُه لِ ََم َي َرى ِم ْن َن َظرِ َر ُجل» (رواه أمحد)‪.‬‬
‫َّ‬
‫الشرك األصغر شديد ًا فما الظ َّن بخوفه عىل‬
‫وإذا كان خو ُفه عليهم من ِّ‬
‫ُأ َّمته من ِّ‬
‫الشرك األكبر‪ ،‬قال ابن الق ِّيم رمحه ال َّله‪« :‬التَّوحيد ألطف شيء‬
‫وأنزهه وأنظفه وأصفاه‪ ،‬فأدنى شيء َيخدشه ويد ِّنسه و ُي َؤ ِّثر فيه‪ ،‬فهو‬
‫كأبيض ثوب يكون‪ُ ،‬ي َؤ ِّثر فيه أدنى أثر‪ ،‬وكالمرآة الصافية جد ًا أدنى شيء‬
‫‪3‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫يؤثر فيها»‪.‬‬
‫محم ٍد صىل ال َّله عليه وسلم خاتمة الشرائع‪ ،‬اختصت‬
‫َّ‬ ‫وشريع ُة نب ِّينا‬
‫ُ ُ َّ ُ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ َ‬
‫ال يُر ُ‬
‫يد‬ ‫بالكمال والسهولة وال ُيسر‪ ،‬قال سبحانه‪{ :‬ي يريد اَّلل بيكم اليْس و ي‬
‫ك ُم الْ ُع ْ َ‬
‫ْس‬
‫ُ‬
‫والسالم لهذه‬‫َّ‬ ‫الة‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫عليه‬ ‫عث‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫العظيم‬ ‫األصل‬ ‫وهبذا‬ ‫‪،‬‬ ‫}‬ ‫بي‬
‫الس ْم َح ِة» (رواه أمحد)‪.‬‬ ‫األُمة‪ ،‬قال صىل ال َّله عليه وس َّلم‪« :‬ب ِع ْث ُت بِ َ ِ ِ ِ‬
‫الحنيف َّية َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫والسالم عىل ُأ َّمته ما ُيضاد ذلك من العنت‬
‫الصالة َّ‬
‫وقد خشي عليه َّ‬
‫والمشقة بأن ُتزاد عليهم الفرائض فيعجزوا عنها‪ ،‬أو أن َتك ُث َر عليهم‬
‫رب ُه ليلة اإلسراء والمعراج َل َّما ُفرضت‬
‫قصروا فيها‪ ،‬فراجع َّ‬
‫األوامر ف ُي ِّ‬
‫الصالة مخسين‪َ ،‬‬
‫وسأله التَّخفيف ألُ َّمته حتى صارت مخس صلوات (متفق‬ ‫َّ‬
‫عليه)‪.‬‬
‫وكان َيدَ ُع بعض األعمال مخافة أن تفرض عليهم‪ ،‬قالت عائشة رضي‬
‫حب َأنْ َي ْع َم َل بِ ِه؛‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ َلي َد ُع ال َعم َل َو ُه َو ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّله عنها‪« :‬إِنْ َكانَ َر ُس ُ‬

‫َخ ْش َي َة َأنْ َي ْع َم َل بِ ِه الن ُ‬


‫َّاس َف ُي ْف َر ُض َع َل ْي ِه ْم» (متفق عليه)‪.‬‬
‫وقد يعمل العمل الصالح فإذا تسابق الناس عليه وهو شاق مل يفعله‬
‫تم الناس‬ ‫معهم لئال ُيف َر َض عليهم؛ فقام ليايل من رمضان يف المسجد فائ َّ‬
‫بصالته فترك الخروج عليهم ثم قال‪َ « :‬خ ِش ْي ُت َأنْ ُت ْف َر َض َع َل ْي ُك ْم؛‬
‫َف َت ْع ِ‬
‫ج ُزوا َع ْنهَ ا» (متفق عليه)‪.‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬ ‫‪4‬‬

‫ال مخافة أن ُي َث ِّقل عىل ُأ َّمته‪ ،‬قالت‬


‫وكان ال يعمل أما َم أصحابه أعما ً‬
‫يه ََم َو ََل ُي َص ِّل ِ‬
‫يه ََم‬ ‫عائشة رضي ال َّله عنها عن الركعتين بعد العصر « َكانَ ُي َص ِّل ِ‬

‫ف َع ْنهُ ْم» (رواه‬ ‫حب َما ُي َخ ِّف ُ‬ ‫ج ِد ََمَا َف َة َأنْ ي َث ِّق َل َع َلى ُأمتِ ِه‪َ ،‬و َكانَ ي ِ‬
‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫في َ‬
‫البخاري)‪.‬‬
‫وأسهل من غير أن ُيقارب إثم ًا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وكان يختار لنفسه وألُ َّمته ما كان َ‬
‫أيسر‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ َب ْي َن َأ ْم َر ْي ِن إِ ََّل َأ َخ َذ‬
‫س ُ‬
‫قالت عائشة رضي ال َّله عنها‪َ « :‬ما ُخ ِّي َر َر ُ‬
‫َّاس ِم ْن ُه» (متفق عليه)‪.‬‬ ‫َأ ْي َس َر ُه ََم َما َل ْم َي ُك ْن إِ ْثَمً‪َ ،‬فإِنْ َكانَ إِ ْثَمً َكانَ َأ ْب َع َد الن ِ‬

‫واإلسال ُم َي َت َأ َّلف النَّاس و ُي َر ِّغ َبهم الدخول فيه لما فيه من سعادهتم يف‬
‫الدَّ ارين‪ ،‬وال َّله جعل أحد مصارف الزكاة‪ :‬المؤلف َة قلوهبم‪ ،‬قال سبحانه‪:‬‬
‫ُُ‬ ‫ْ َّ‬
‫يني َعليْ َها َوال ُم َؤل َفةي قل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ات ل يل ُف َق َراء َوال َم َساكيني َوال َعا يمل َ‬ ‫ْ‬
‫{إ َّن َما َّ‬
‫الص َدق ُ‬ ‫َ‬
‫وب ُه ْم}‪ ،‬وكان‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫والسالم يعطيهم من الفيء عطاء من ال يخشى الفقر‪ ،‬ويبذل‬


‫الصال ُة َّ‬
‫عليه َّ‬
‫أيض ًا للمسلمين ما ُي َث ِّبتهم عىل الدين‪.‬‬
‫الصالة والسالم عىل ُأمته ما ُينَ ِّفرها عن ٍ‬
‫اإلسالم‪،‬‬ ‫وخشي النَّبي عليه َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فترك إعادة بناء الكعبة عىل قواعد إبراهيم بعد فتح مكة‪ ،‬وقال‪ََ « :‬مَا َف َة َأنْ‬
‫َت ْن ِف َر ُق ُلو ُبهُ ْم» (متفق عليه)‪.‬‬
‫وال َّله ز َّين الدنيا وه َّيأها وجع َلها َمعبر ًا لآلخرة‪ ،‬وقد خاف النَّبي صىل‬
‫ال َّله عليه وسلم عىل ُأ َّمته أن َتفتنَهم الدنيا عن حقيقة االستعداد ل َما بعدها‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫يك ْم َما ُيخرِ ُج ال َّل ُه َل ُك ْم‬ ‫والسالم‪« :‬إِ َّن َأ ْك َث َر َما َأ َخ ُ‬


‫اف َع َل ُ‬ ‫الصال ُة َّ‬
‫فقال عليه َّ‬
‫ال‪َ :‬ز ْهر ُة الد ْن َيا» (متفق‬ ‫ض؟ َق َ‬ ‫ات ا َ‬
‫أل ْر ِ‬ ‫ض‪ِ ،‬ق َيل‪َ :‬و َما َب َر َك ُ‬ ‫ِم ْن بر َك ِ‬
‫ات ا َ‬
‫أل ْر ِ‬ ‫ََ‬
‫عليه)‪.‬‬
‫وخشي النبي صىل ال َّله عليه وسلم عىل ُأ َّمته التَّنا ُف َس عىل الدنيا أشدَّ‬
‫الف ْق َر َأ ْخ َشى َع َل ْي ُك ْم‪َ ،‬و َلكِ ِّني‬ ‫من خشيته عليها من الفقر‪ ،‬فقال‪َ « :‬وال َّل ِه َما َ‬

‫وها‬ ‫َأ ْخ َشى َأنْ ُت ْب َس َط الد ْن َيا َع َل ْي ُكم َك ََم ُب ِس َط ْت َع َلى َم ْن َكانَ َق ْب َل ُك ْم؛ َف َت َنا َف ُس َ‬
‫وها‪َ ،‬ف َتهْ لِ َك ُك ْم َك ََم َأ ْه َل َك ْتهُ ْم» (متفق عليه)‪.‬‬
‫َك ََم َت َنا َف ُس َ‬
‫ٍ‬
‫اختبار وفتنة‪ُ ،‬يبتَىل العباد كلهم فيها بأنواع الفتن‪ ،‬قال‬ ‫والحيا ُة دار‬
‫الح ِصيرِ‬ ‫الرسول صىل ال َّله عليه وسلم‪ُ « :‬ت ْعر ُض ِ‬
‫الف َت ُن ع َلى ال ُق ُل ِ‬
‫وب َك َ‬ ‫َ‬
‫ُعود ًا ُعود ًا» (رواه مسلم)‪ ،‬قال النَّووي رمحه ال َّله‪« :‬أي‪ُ :‬تعاد و ُت َك َّرر شيئ ًا بعد‬
‫شيء»‪.‬‬
‫وأخبر النَّبي صىل ال َّله عليه وسلم َّ‬
‫أن الفتن كثير ٌة كمواقع القطر‪ ،‬ومنها‬
‫والسالم عىل‬ ‫الصالة َّ‬ ‫كبار‪ ،‬ومنها فتن َت ُموج كموج البحر‪ ،‬وقد خشي عليه َّ‬ ‫ٌ‬
‫ُأمته الوقوع فيها والتَّأثر هبا فقال‪« :‬إِ َّن ِِما َأ ْخ َشى َع َلي ُكم‪َ :‬شهَ َو ِ‬
‫ات ال َغ ِّي فِي‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ُب ُطونِ ُك ْم َو ُف ُر ِ‬
‫الصالة‬ ‫وج ُك ْم‪َ ،‬و ُمض ََّلت الف َت ِن» (رواه أمحد)‪ ،‬وكان عليه َّ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫والسالم يتعوذ بال َّله منها يف صالته‪ ،‬يقول‪َ « :‬و َأ ُعو ُذ بِ َك م ْن ف ْت َنة َ‬
‫الم ْح َيا‬ ‫َّ‬
‫ت» (متفق عليه)‪.‬‬ ‫َوالمَم ِ‬
‫ََ‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬ ‫‪6‬‬

‫وأمر أصحابه بال َّت َعوذ منها‪ ،‬قال زيد بن ثابت رضي ال َّله عنه‪َ « :‬أ ْق َب َل‬ ‫َ‬
‫النَّبِي ﷺ بِ َو ْج ِه ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ت َعو ُذوا بِال َّل ِه ِم َن ِ‬
‫الف َت ِن َما َظهَ َر منها َو َما َب َط َن‪َ ،‬قا ُلوا‪:‬‬ ‫َّ‬
‫الف َت ِن َما َظهَ َر ِم ْنهَ ا َو َما َب َط َن» (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫َن ُعو ُذ بِال َّل ِه ِم َن ِ‬

‫تميم الدَّ اري رضي ال َّله عنه َل َّما‬ ‫والمسيح الدَّ جال َخل ُقه ٌ‬
‫كبير‪ ،‬قال عنه ٌ‬ ‫ُ‬
‫رآه‪َ « :‬أ ْع َظ ُم إِ ْن َسان َر َأ ْي َنا ُه َقط َخ ْلق ًا»‪ ،‬ويوشك أن ُيؤ َذن له يف الخروج‪َ « ،‬وإِ َذا‬
‫الجب ِ‬ ‫َخر َج ي ِفر الن ُ ِ ِ‬
‫ال» (رواه مسلم)‪ ،‬وفتنة الدَّ جال فتن ٌة كبيرة‪ ،‬قال‬ ‫َّاس م ْن ُه في ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫اع ُة َأ ْك َب َر ِم ْن‬
‫الس َ‬
‫وم َّ‬
‫ِ‬
‫والسالم‪َ « :‬ما َكا َن ْت ف ْت َنة َو ََل َت ُكونُ َح َّتى َت ُق َ‬ ‫الصال ُة َّ‬ ‫عليه َّ‬
‫ال‪َ ،‬و ََل ِم ْن َنبِ ٍّي إِ ََّل َو َق ْد َح َّذ َر ُه ُأ َّم َت ُه» (رواه أمحد)‪.‬‬
‫فِ ْت َن ِة الدَّ َّج ِ‬
‫الصالة والسالم عىل ُأمته منه فقال‪َ « :‬غ ْي ُر الدَّ َّج ِ‬
‫ال‬ ‫وقد خشي عليه َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يج ُه ُدو َن ُك ْم‪َ ،‬وإِنْ َي ْخ ُر ُج‬
‫ج ُ‬ ‫َأ ْخ َو ُفنِي َع َل ْي ُك ْم! إِنْ َي ْخ ُر ُج َو َأ َنا فِ ْي ُك ْم َف َأ َنا َح ِ‬
‫ِ‬
‫يفتي َع َلى ُك ِّل ُم ْسلم» (رواه‬
‫ج ُيج َن ْف ِس ِه‪َ ،‬وال َّل ُه َخلِ َ ِ‬ ‫َو َل ْس ُت فِ ْي ُك ْم َفا ْم ُرؤ َح ِ‬

‫مسلم)‪.‬‬
‫الربانيون ورث ُة األنبياء‪َ ،‬يخشون رهبم و ُي َب ِّينون للنَّاس دينَهم‪،‬‬
‫والعلما ُء َّ‬
‫وقد خاف النَّبي صىل ال َّله عليه وسلم ممن ُيز ِّين الباطل ويكتم الحق‪ ،‬قال‬
‫ِ‬ ‫اف َع َلي ُكم‪ :‬ا َ ِ‬
‫ألئ َّم ُة ُ‬
‫المضلونَ » (رواه‬ ‫ف َما َأ َخ ُ ْ ْ‬
‫والسالم‪َ « :‬أ ْخ َو ُ‬
‫عليه الصالة َّ‬
‫أمحد)‪.‬‬
‫الرسول صىل ال َّله عليه وسلم عىل من ُيضل األ َّم َة أشد من‬
‫وخوف َّ‬
‫ُ‬
‫‪7‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫ذر رضي ال َّله عنه‪ُ « :‬ك ْن ُت َأ ْم ِشي َم َع‬ ‫خوفه عليهم من الدَّ جال‪ ،‬قال أبو ٍ‬

‫ال َأ ْخ َو ُفنِي َع َلى ُأ َّمتِي ‪َ -‬قا َلهَ ا َث ََل ًثا ‪َ ،-‬ق َال‪:‬‬
‫ول ال َّل ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ل َغ ْي ُر الدَّ َّج ِ‬
‫َرس ِ‬
‫ُ‬
‫ال َأ ْخ َو ُف َك َع َلى ُأ َّمتِ َك؟ َق َال‪:‬‬‫ول ال َّل ِه! َما َه َذا ا َّل ِذي َغ ْي ُر الدَّ َّج ِ‬
‫س َ‬ ‫ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ‬
‫ين» (رواه أمحد)‪.‬‬ ‫َأئِ َّم ًة ُم ِض ِّل َ‬
‫واللسان أعظم الجوارح خطر ًا وأقواها أثر ًا‪ ،‬وقد خاف النَّبي صىل ال َّله‬
‫ُ‬
‫عليه وسلم عىل ُأ َّمته َغ َوائ َل ألسنتها‪ ،‬قال سفيان بن عبدال َّله ال َّثقفي رضي‬
‫ول ال َّل ِه‪ُ :‬ق ْل‪َ :‬ر ِّب َي‬
‫س ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ال َّله عنه‪« :‬يا رس َ ِ‬
‫ول ال َّله! َح ِّد ْثني بِأ ْمر َأ ْع َتص ُم بِه‪َ ،‬ق َال َر ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫اف َع َل َّي؟ َف َأ َخ َذ‬ ‫ف َما َت َخ ُ‬ ‫ول ال َّل ِه! َما َأ ْخ َو ُ‬
‫س َ‬ ‫ال َّل ُه‪ُ ،‬ثم ا ِ‬
‫س َتق ْم‪ُ ،‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ‬
‫َّ ْ‬
‫ان َن ْف ِس ِه‪ُ ،‬ث َّم َق َال‪َ :‬ه َذا» (رواه الترمذي)‪.‬‬
‫بِلِ َس ِ‬

‫وكان النَّبي صىل ال َّله عليه وسلم َيخاف عىل ُأ َّمته أن ُت َع َ‬


‫اج َل بالعقوبة‬
‫اج َأ بالعذاب‪ ،‬قالت عائشة رضي ال َّله عنها‪َ « :‬كانَ ال َّنبِي ﷺ َوإِ َذا‬ ‫أو ُت َف َ‬
‫ِ‬
‫س ِّر َي‬‫الس ََم ُء َت َغ َّي َر َل ْو ُن ُه‪َ ،‬و َخ َر َج َو َد َخ َل‪َ ،‬و َأ ْق َب َل َو َأ ْد َب َر‪َ ،‬فإِ َذا َم َط َر ْت ُ‬
‫َت َخ َّي َلت َّ‬
‫َع ْن ُه‪َ ،‬ف َع َر ْف ُت َذلِ َك فِي َو ْج ِه ِه‪َ .‬قا َل ْت َعائِ َش ُة‪َ :‬ف َس َأ ْل ُت ُه‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ل َع َّل ُه َيا َعائِ َش ُة!‬
‫َ َ َّ َ َ ْ ُ َ ً ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ٌ ُ ْ ُ َ‬
‫َك ََم َق َال َق ْو ُم َعاد‪{ :‬فلما رأوه َعريضا مستقبيل أودييت ي يهم قالوا هذا َعريض مم يطرنا‬
‫ٌ َ َ َ ٌ َ‬ ‫َْ َُ َ َْْ َ ْ‬
‫اب أ يِل ٌم}» (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫جل ُتم بيهي رييح فييها عذ‬ ‫بل هو ما استع‬

‫وكما خاف النَّبي صىل ال َّله عليه وسلم علينا عقوبات الدنيا خاف‬
‫علينا عذاب اآلخرة‪ ،‬قال عبدال َّله بن عمرو بن العاص رضي ال َّله عنهما‪:‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬ ‫‪8‬‬

‫يم‪َ { :‬ر ِّب إِنَّهُ َّن َأ ْض َل ْل َن َكثِ ًيرا ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َت ََل النَّبِي ﷺ َق ْو َل ال َّله َع َّز َو َج َّل في إِ ْب َراه َ‬
‫يسى َع َل ْي ِه‬ ‫ِ‬
‫َّاس َف َم ْن َتبِ َعنِي َفإِن َُّه ِم ِّني َو َم ْن َع َصانِي َفإِن ََّك َغ ُفور َر ِحيم}‪َ ،‬و َق َال ع َ‬
‫الن ِ‬

‫الس ََل ُم‪{ :‬إِنْ ُت َع ِّذ ْبهُ ْم َفإِنَّهُ ْم ِع َبا ُد َك َوإِنْ َت ْغ ِف ْر َلهُ ْم َفإِن ََّك َأ ْن َت ا ْل َع ِز ُيز ا ْل َحكِ ُيم}‪،‬‬
‫َّ‬
‫َف َر َف َع َي َد ْي ِه َو َق َال‪ :‬ال َّلهُ َّم ُأ َّمتِي ُأ َّمتِي‪َ ،‬و َب َكى‪َ ،‬ف َق َال ال َّل ُه َع َّز َو َج َّل‪َ :‬يا ِج ْبرِ ُيل‬
‫ِ‬ ‫ا ْذ َه ْب إِ َلى ُُمَ َّمد‪َ ،‬و َرب َك َأ ْع َل ُم‪َ ،‬ف َس ْل ُه َما ُي ْبكِ َ‬
‫يك؟ َف َأ َتا ُه ِج ْبرِ ُيل َع َل ْيه َّ‬
‫الص ََل ُة‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ بِ ََم َق َال‪َ ،‬و ُه َو َأ ْع َل ُم‪َ ،‬ف َق َال ال َّل ُه‪َ :‬يا‬ ‫س ُ‬ ‫َ َ‬
‫الس ََل ُم‪َ ،‬ف َسأ َل ُه َفأ ْخ َب َر ُه َر ُ‬‫َو َّ‬
‫ِ‬
‫يك في ُأ َّمت َك َو ََل َن ُسو ُء َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك» (رواه‬ ‫ِج ْبرِ ُيل‪ ،‬ا ْذ َه ْب إِ َلى ُُمَ َّمد‪َ ،‬ف ُق ْل‪ :‬إِنَّا َ‬
‫س ُن ْرض َ‬
‫مسلم)‪.‬‬
‫الشفاعة َلدَ يه‪،‬‬ ‫بالمقام المحمود؛ ف َي ُ‬
‫أذن له يف َّ‬ ‫ويو َم القيامة ُيكر ُمه ربه َ‬
‫فتح ال َّل ُه عليه من محامده وال َّثناء‬ ‫فما َيل َب ُث َأن َيخ َّر ساجد ًا بين َيدَ ي ِّ‬
‫ربه ف َي ُ‬
‫عليه شيئ ًا مل يكن ُيحسنه قبل ذلك‪ ،‬ثم يقول له ربه‪َ « :‬يا ُُمَ َّم ُد! ْار َف ْع َر ْأ َ‬
‫س َك‪،‬‬
‫ول‪َ :‬يا َر ِّب! ُأ َّمتِي ُأ َّمتِي!»‬ ‫س ْل ُت ْع َط‪َ ،‬و ْاش َف ْع ُت َش َّف ْع‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬
‫َو ُق ْل ُي ْس َم ْع َل َك‪َ ،‬و َ‬
‫(متفق عليه)‪.‬‬

‫و َل َّما َو َصف صىل ال َّله عليه وس َّلم ألمته َمش َهد العبور عىل ِّ‬
‫الصراط يف‬
‫ف الكالليب للعباد ُتلقيهم يف نار جهنَّم‪ ،‬وما َيعتَري العبا َد‬ ‫اآلخرة‪ ،‬وتخط َ‬
‫اله َلع وال َف َزع والخوف عىل أنفسهم؛ ب َّين أنَّه يف ذلك الموقف‬ ‫ٍ‬
‫عندئذ من َ‬
‫الصر ِ‬ ‫ِ‬
‫اط َي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ر ِّب!‬ ‫خائف عىل ُأ َّمته فقال‪َ « :‬و َنبِي ُك ْم َقائم َع َلى ِّ َ‬
‫ٌ‬ ‫العظيم‬
‫‪9‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫س ِّل ْم!» (رواه مسلم)‪.‬‬


‫س ِّل ْم َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫وبعد‪ ،‬أيها المسلمون‪:‬‬
‫حذر من اقتراف الذنوب ك ِّلها‪ ،‬وأ َم َر باجتناهبا‪ ،‬قال سبحانه‪:‬‬
‫فال َّله َّ‬
‫َْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َّ َّ َ َ ْ ُ َ‬ ‫{ َو َذ ُروا ْ َظاه َ‬
‫اإلثم سيجزون بيما َكنوا‬
‫ي‬ ‫ون‬‫يب‬
‫س‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫يين‬ ‫اَّل‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ين‬
‫ط‬ ‫ا‬‫ب‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ي‬ ‫ث‬‫اإل‬
‫ي‬ ‫ير‬
‫ََْ ُ َ‬
‫وصى به النَّبي‬ ‫َتفون}‪ ،‬وما خافه النَّبي ﷺ عىل ُأ َّمته أحق بالحذر‪َّ ،‬‬
‫ومما َّ‬ ‫يق ي‬
‫والعض عىل نصائحه بالنَّواجذ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫صىل ال َّله عليه وسلم ُأ َّمته التَّمسك هبديه‬
‫اش ِد َ‬
‫ين‬ ‫اء الر ِ‬
‫َّ‬
‫الخ َل َف ِ‬
‫سن َِّة ُ‬ ‫ِ‬
‫والسالم‪َ « :‬ع َل ْي ُك ْم بِ ُسنَّتي َو ُ‬ ‫َّ‬ ‫الصالة‬ ‫قال عليه َّ‬
‫اج ِذ» (رواه أمحد)‪.‬‬ ‫المهْ ِد ِّي َ‬
‫ين‪َ ،‬ت َم َّس ُكوا بِهَ ا‪َ ،‬و َعضوا َع َل ْيهَ ا بِالن ََّو ِ‬ ‫َ‬

‫أعوذ بال َّله من الشيطان الرجيم‬


‫ُ ْ َ ُ َّ َ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ َ َّ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ ِ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫كم ماَّ‬ ‫{قل أطييعوا اَّلل وأطييعوا الرسول فإين تولوا فإينما عليهي ما حيل وعلي‬
‫َّ ْ َ َ ُ‬
‫غ ال ْ ُمب ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُ ُ ُ ََْ ُ ََ ََ‬
‫لَع َّ‬ ‫حيلْ ُت ْ‬
‫ُِ‬
‫ني}‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫اْل‬ ‫ال‬‫ي‬ ‫إ‬ ‫ل‬
‫ي‬ ‫و‬‫س‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫وا‬‫د‬ ‫ت‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫وه‬‫يع‬‫ط‬‫ي‬ ‫ت‬ ‫ِإَون‬ ‫م‬
‫بارك ال َّله يل ولكم يف القرآن العظيم‪ ،‬ونفعني ال َّله وإ َّياكم بما فيه من‬
‫آيات والذكر الحكيم‪.‬‬
‫أقول قويل هذا‪ ،‬وأستغفر ال َّله يل ولكم ولجميع المسلمين من كل‬
‫ْ‬
‫ذنب‪ ،‬فاستغفروه‪{ ،‬إنَّ ُه ُه َو ال َغ ُف ُ‬
‫ور َّ‬
‫الرحييم}‪.‬‬ ‫ي‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬ ‫‪10‬‬

‫الخطبة الثانية‬
‫الحمد ل َّله عىل إحسانه‪ ،‬والشكر له عىل توفيقه وامتنانه‪ ،‬وأشهد أن ال‬
‫إله َّإال ال َّله وحده ال شريك له تعظيم ًا لشأنه‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫أن نب َّينا محمد ًا عبده‬
‫ورسوله‪ ،‬صىل ال َّله عليه وعىل آله وأصحابه وس َّلم تسليم ًا مزيد ًا‪.‬‬
‫أيها المسلمون‪:‬‬
‫َْ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ ُ ْ َ ُ‬
‫يينك ْم‬ ‫إال باإليمان‪ ،‬قال سبحانه‪{ :‬اِلوم أكملت لكم د‬ ‫ال تتم النِّعم َّ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ َ ْ ُ َ َْ ُ ْ ْ‬
‫وأتممت عليكم ن يعم يت}‪ ،‬وكل مسلم مأمور أن يدعو َّ‬
‫ربه بالهداية يف كلِّ‬
‫يم}‪ ،‬وعىل المؤمن أن يخاف من َفقد هذه‬ ‫الم َ‬
‫ستقي َ‬ ‫صالة {اهدينَا ِ ي َ‬
‫الّص َاط ُ‬

‫النِّعمة أو نُقصاهنا‪ ،‬فالزم هدي النَّبي صىل ال َّله عليه وس َّلم ُ‬


‫وسنَّته‪ ،‬واحذر‬
‫مما حذرك منه‪ ،‬وخف مما خاف عليك؛ لتأمن يف اآلخرة إذا خاف النَّاس‪،‬‬
‫َّ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ْ‬
‫فطاعة ال َّله ورسوله جالبة لألمن‪ ،‬قال سبحانه‪{ :‬اَّليين آمنوا ولم يلبيسوا‬
‫َ َ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ َ ُ ُ َ ْ ُ َ ُ ُّ ْ َ ُ َ‬
‫ون}‪.‬‬‫إييمانهم بيظل ٍم أولـئيك لهم األمن وهم مهتد‬

‫أن ال َّل َه أمركم بالصالة والسالم عىل نب ِّيه‪ ،‬فقال يف محكم‬


‫ُث َّم اعلموا َّ‬
‫آم ُنوا َص ُّلوا َعلَيهيْ‬ ‫ِب يَا َأ ُّي َها َّاَّل َ‬
‫يين َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُّ َ َ‬
‫ون َلَع انلَّ ِ‬‫التنزيل‪{ :‬إين اَّلل ومالئيكته يصل‬
‫يي‬
‫َو َس ِل ُيموا ت َ ْسل ً‬
‫ييما}‪.‬‬

‫محمد‪ ،‬وارض ال َّل َّ‬


‫هم عن خلفائه‬ ‫َّ‬ ‫صل وس ِّلم وبارك عىل نب ِّينا‬
‫هم ِّ‬
‫ال َّل َّ‬
‫َ‬
‫وعثمان‬ ‫وعمر‬
‫َ‬ ‫الراشدين‪ ،‬الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون ‪ -‬أبي ٍ‬
‫بكر‬
‫‪11‬‬
‫ما خافه النبي ﷺ على أمته‬

‫الصحابة أمجعين‪ ،‬وعنَّا معهم بجودك وكرمك يا أكرم‬


‫وعيل ‪ ،-‬وعن سائر َّ‬
‫ٍّ‬
‫األكرمين‪.‬‬
‫َّ‬
‫وأذل ِّ‬
‫الشرك والمشركين‪ ،‬ود َّمر‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم أعز اإلسالم والمسلمين‪،‬‬

‫أعدا َء الدِّ ين‪ ،‬واجعل ال َّل َّ‬


‫هم هذا البلد آمن ًا مطمئن ًا رخا ًء وسائر بالد‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ادلن َيا َح َس َنة َوِف اآلخ َيرة ي َح َس َنة َوق َينا َعذ َ‬
‫{ َر َّب َنا آت َينا ف ُّ‬
‫اب انلَّاري}‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫هم أنت ال َّله ال إله َّإال أنت‪ ،‬أنت الغني ونح ُن الفقراء‪ ،‬أنزل علينا‬
‫ال َّل َّ‬
‫الغيث وال تجعلنا من القانطين‪.‬‬

‫هم أغثنا‪ ،‬ال َّل َّ‬


‫هم أغثنا‪.‬‬ ‫هم أغثنا‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫ال َّل َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ َ ُ‬
‫اِسين}‪.‬‬
‫{ربنا ظلمنا أنفسنا ِإَون لم تغفير نلا وترحنا نلكونن مين اْل ي ي‬
‫وويل عهده ل َما تحبه وترضى‪ ،‬وخذ بناصيتهما لل ِّبر‬
‫َّ‬ ‫ال َّل َّ‬
‫هم َو ِّفق إمامنا‬
‫والتقوى‪ ،‬وانفع هبما اإلسالم والمسلمين‪.‬‬
‫عبا َد ال َّله‪:‬‬
‫ُْ ْ َ َ َْ َ َ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ان ِإَويتاء ذيي القرَب وينَه ع ين الفحشاء‬
‫اإلحس ي‬‫{إين اَّلل يأمر بيالعد يل و ي‬
‫َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َّ ُ ْ َ َ َّ ُ َ‬
‫ون}‪ ،‬فاذكروا ال َّله العظيم الجليل‬ ‫ْغ يعيظكم لعلكم تذكر‬ ‫والمنك ير واْل ي‬
‫يذكركم‪ ،‬واشكروه عىل آالئه ونعمه يزدكم‪ ،‬ولذكر ال َّله أكبر‪ ،‬وال َّله يعلم‬
‫ما تصنعون‪.‬‬

You might also like