Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫محاضرات مادة المناخ الدينامي الخاصة بالسداسية الثالثة شعبة الجغرافيا ‪.

‬‬

‫تحت إشراف األستاذ الدكتور ‪ :‬إبراهيم الشراد‪.‬‬

‫إنجاز الطالب ‪ :‬هشام أودادس‪.‬‬


‫تعتبر الحرارة هي المحرك األساس للمناخ الدينامي حيث يتولد عن الحرارة المنخفضة ضغوط مرتفعة تشهد‬
‫حركة نزول عمودية للهواء في اتجاه عقارب الساعة في حين يتولد عن الحرارة المرتفعة ضغوط منخفضة تشهد‬
‫حركة صعود عمودية للهواء عكس عقارب الساعة‪ ،‬كما أن الهواء يعرف حركة أفقية تنطلق من مناطق الضغط المرتفع‬
‫نحو مناطق الضغط المنخفض ‪.‬‬

‫_‪- 1‬خصائص الطبقة السفلى للهواء التروبوسفير‪:‬‬

‫*كل التقلبات المناخية تحدث على مستوى هاته الطبقة باإلضافة إلى دورتي المياه الصغرى و الكبرى‪.‬‬

‫*الحرارة تنخفض مع االرتفاع إلى غاية التروبوبوز ‪.‬‬

‫*سمك طبقة التروبوسفير ينخفض من المنطقة االستوائية ‪ 14‬كلم نحو المناطق القطبية حوالي ‪ 8‬كلم ‪.‬‬

‫*يشهد التروبوسفير حركة أفقية للهواء بالموازاة مع حركات عمودية تصاعدية تحمل الهواء الساخن الرطب نحو‬
‫األجواء العليا و حركات نزول تحمل الهواء البارد و الجاف نحو سطح األرض ‪.‬‬

‫_ ‪- 2‬العوامل المؤثرة في المناخ‪:‬‬


‫_تأثر المناخ بالموقع العرضي ( ال عالقة للمناخ بخطوط الطول) و ذلك الختالف الكمية االشعاعية الشمسية من منطقة‬
‫عرضية ألخرى ‪.‬‬

‫_التضاريس حيث تختلف درجة الحرارة و الرطوبة حسب االرتفاع ‪.‬‬

‫_اختالف توزيع اليابس و البحار ‪.‬‬

‫_التيارات البحرية الباردة الدافئة حيث تسهل عملية التبخر كلما ارتفعت درجة حرارة هاته التيارات ‪.‬‬

‫_دوران األرض حول نفسها و حول الشمس مما يتولد عنه تعاقب الليل والنهار و اختالف الفصول و هي المسؤولة‬
‫عن الظواهر المناخية خالل االنقالبين الشتوي و الصيفي باإلضافة إلى قوة كوريوليس؛ لذلك فإن خط االستواء المناخي‬
‫يتزحزح شماال و جنوبا بالتوازي مع الحركة الظاهرية للشمس كما أن الكتل الهوائية للدروة الهوائية العامة تعرف نفس‬
‫الظاهرة ‪.‬‬

‫‪-1-‬‬
‫_الكتل الهوائية حيث تتولد االضطرابات عن التقاء الكتل الجوية الباردة بأخرى ساخنة و رطبة‪ ،‬يعمل التيار النفاث في‬
‫األجواء العليا على تسريع عملية تخليط هاته الكتل المختلفة الخصائص من حيث الحرارة و الرطوبة ‪.‬‬

‫_ ‪ - 3‬الرياح المحلية‪:‬‬

‫أ_ نسيم الجبل و نسيم الوادي‪:‬‬

‫خالل ساعات النهار يتسخن أعلى الجبل أكثر مما يتسخن الوادي و بالتالي ينتج ضغط مرتفع في السفح و آخر منخفض‬
‫في القمة فيحدث نسيم الوادي أي الرياح تتجه من الوادي نحو القمة ؛ و خالل ساعات الليل يحدث العكس إذ تتبرد‬
‫القمة أكثر من السفح و بالتالي ينتج ضغط مرتفع على مستوى القمة و آخر منخفض على مستوى الوادي و منه تكون‬
‫حركة الهواء من القمة نحو الوادي أو ما يسمى نسيم الجبل ‪.‬‬

‫ب_ نسيم البر و نسيم البحر‪:‬‬

‫خالل ساعات النهار تسخن القارة أكثر من البحر و بالتالي ينتج ضغط مرتفع فوق البحر و آخر منخفض فوق القارة مما‬
‫يجعل الرياح تتجه من البحر نحو القارة أو ما يصطلح عليه نسيم البحر‪،‬؛ و خالل ساعات الليل تتبرد القارة أكثر من‬
‫البحر و بالتالي يحدث ضغط مرتفع على مستوى القارة و آخر منخفض فوق البحر فتتجه الرياح من القارة نحو المحيط‬
‫في إطار ما يعرف بنسيم البر ‪.‬‬

‫_‪ -4‬المناخ الدينامي ‪:‬‬


‫المناخ الدينامي بصفة عامة يهتم بدراسة الحاالت المتتالية لحركة الكتل الهوائية بالغالف الجوي و التوزيع النطاقي‬
‫لهاته الكتل الهوائية سواء على مستوى االرتفاع ( المستوى العمودي) أو النطاقي ( المستوى األفقي) و ما يرتبط بهذه‬
‫الحركات من تغيرات لحاالت الجو و المناخ بسيادة حالة االستقرار أو االضطرابات الجوية و التغيرات النطاقية و‬
‫الزمنية للمناخ ‪.‬‬

‫نعتمد في تفسير اآلليات المتحكمة في تنوع و اختالف الحاالت الجوية على الحركة الظاهرية للشمس و دوران األرض‬
‫حول هذا النجم المشع و التنوع في توزيع الفصول و كذلك حسب موقعها من خطوط العرض و بالتالي سنتحدث عن‬
‫الحركة الدينامية لهاته الكتل بين مراكز الضغوط الجوية على مستوى نطاقات خطوط العرض أي ما بين المناطق‬
‫القطبية و الشبه قطبية ( مناطق الخصاص الحراري) و المناطق البيمدارية و الشبه مدارية ( مناطق الفائض الحراري)‬
‫تظهر بداية تأثير التيار النفاث بعملية تسريع اختالط الكتل الهوائية الباردة و الساخنة التي تتباين خصائصها من ناحية‬
‫الضغط و الرطوبة‪ .‬هناك العديد من السمات و المميزات التي ينبغي أن يقف عندها الدارس لعلم المناخ الدينامي و التي‬
‫من بينها ‪:‬‬

‫_دراسة مناخية مقبولة يجب أن ال تقل عن ‪ 33‬سنة ‪.‬‬

‫_المناخ يدرس المتغيرات الجوية داخل الطبقات الجوية خاصة طبقة التروبوسفير ‪.‬‬

‫_الحاالت الجوية تتعاقب في تسلسل زمني اعتيادي حيث يسود االستقرار صيفا و يعرف النصف الشمالي من الكرة‬
‫األرضية اضطرابات و تقلبات جوية خالل فصل الشتاء و العكس في النصف الجنوبي‪.‬‬

‫_الحاالت غير العادية مثل سقوط البرد صيفا و هبوب رياح الشرگي خالل فصل الربيع مما يحتم على عالم المناخ‬
‫دراسة أسباب هاته الحاالت ‪.‬‬

‫_اإلشعاع الشمسي هو المسؤول عن االختالفات المناخية ألنه مصدر الطاقة بالنسبة لألرض ( الضوء و الحرارة)‪.‬‬

‫_الحرارة هي المحرك األساسي لدينامية الكتل الهوائية و هي مرتبطة باألساس بكمية اإلشعاع الشمسي ‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫_دوران األرض حول نفسها يولد قوة كوريوليس لذلك تجنح حركة الهواء نحو اتجاه معين ‪.‬‬

‫_ضرورة توثيق كل الدراسات المناخية عبر الزمن من خالل الخرائط‪ ،‬صور األقمار الصناعية‪ ،‬صور فوتوغرافية‬
‫(ذوبان الثلوج‪ ، )...‬الحفريات األثرية (المستحاثات تدل على تغير المناخ)‪ ،‬زحف الرمال ( تغير مناخي)‪.‬‬

‫_الخرائط المناخية ال تتشابه أبدا فكل يوم له خريطة مناخية مغايرة لليوم الذي سبقه أو الذي يليه ‪.‬‬

‫_كل الظواهر الطبيعية لها تأثير على المناخ ‪.‬‬

‫‪ _5‬دراسة الضغوط الدينامية ‪:‬‬


‫وحدات الضغوط الدينامية عبارة عن وحدات للضغوط الدائمة أو الشبه دائمة ( الضغط المرتفع اآلصوري ضغط دائم‪،‬‬
‫المنخفض الصحراري منخفض شبه دائم)‪ ،‬و هو مرتبط بالحركة العمودية للهواء على مستوى األجواء العليا بغض‬
‫النظر عن درجة حرارة الهواء؛ و تتخذ مراكز هذه الوحدات للضغوط الدينامية مراكز للضغوط المرتفعة و المنخفضة‪.‬‬
‫_ بالنسبة لمراكز الضغط المرتفع الدينامي يكون الهواء في حركة نزول متواصلة من األجواء العليا نحو سطح األرض‬
‫(‪ )DESCENDANCE‬الشيء الذي يجعله يتكدس على سطح األرض و تزداد كتلته فينضغط و ينتج عن ذاك ضغط‬
‫دينامي مرتفع دون األخذ بعين االعتبار درجة حرارة هذا الهواء (بارد‪/‬ساخن)؛ و من بين النماذج الممثلة لهاته‬
‫الضغوط المرتفعة نجد الضغط المرتفع الدينامي لجزر اآلصور بعرض المحيط األطلسي و الضغط المرتفع‬
‫الدينامي لجزر هاواي بعرض المحيط الهادي‪.‬‬

‫_ مراكز الضغط المنخفض الدينامية تتكون عندما يكون الهواء في حركة تصاعدية فيخف‪ ،‬تقل كتلته‪ ،‬يتمدد و َي ْن ُتج‬
‫ضغط دينامي منخفض على سطح األرض دون األخذ بعين االعتبار درجة حرارة الهواء؛ و من بين النماذج نجد الضغط‬
‫المنخفض الدينامي لجزيرة أيسلندا أو الضغط المنخفض الدينامي ألليوشيان ( شمال شرق اسيا الهمااليا)‪.‬‬

‫إلى جانب هذه الضغوط الدينامية الدائمة نجد ضغوطا حرارية موسمية تنشأ نتيجة االختالف و التباين لمستوى درجة‬
‫الحرارة على سطح األرض و كذلك بين مساحة القارات و البحار‪.‬‬

‫هذا االختالف يؤدي إلى ظهور المراكز الدينامية الموسمية خالل الشتاء والصيف مثل الضغط المرتفع المتعلق بسيبيريا‬
‫و أالسكا و الضغط المنخفض المتعلق بالصحاري‪.‬‬

‫تتشكل الضغوط المرتفعة الموسمية على مستوى القارات خالل االنقالب الشتوي‪.‬‬

‫من أهل خصائص هذه المراكز الموسمية‪:‬‬

‫_ ضعيفة السمك ال تتجاوز ‪ 3‬أو ‪ 4‬كيلومترات و هي من نوع غشائي لها تأثير ضعيف على الدورة الهوائية العامة‪.‬‬

‫_ وحدات الضغوط الهوائية الموسمية الحرارية المنخفضة تحدث خالل فصل الصيف و هي مرتبطة بارتفاع درجة‬
‫الحرارة لمدة طويلة على سطح القارات حيث يتسخن الهواء و يصعد نحو األعلى مشكال مراكز للضغوط الموسمية‬
‫المنخفضة مثل مركز الضغط الحراري المنخفض الموسمي للصحراء الكبرى وسط أفريقيا‪ ،‬الضغط الحراري المنخفض‬
‫الموسمي وسط الواليات المتحدة األمريكية و الضغط الحراري المنخفض الموسمي بالتبت‪.‬‬

‫_ الضغوط المرتفعة الموسمية تحدث شتاء حيث يتبرد الهواء و يزداد وزنه فينزل مشكال وحدات مراكز للضغوط‬
‫المرتفعة الموسمية مثل مركز الضغط المرتفع الموسمي لسيبيريا‪ ،‬مركز الضغط المرتفع الموسمي ألالسكا بالواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫_ تغير الضغوط الجوية مكانها و تنتقل حسب الظروف المناخية‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫_ قوة الضغط المنخفض تكون في مركزه باعتباره يستقبل الكتل الهوائية‪.‬‬

‫_ قوة الضغط المرتفع تكون في أطرافه مادام يفرع الكتل الهوائية‪.‬‬

‫_ مراكز الضغط المنخفض هي مناطق اإلعصار باعتبارها تستقبل و تجمع الكتل الهوائية التي يكون مصدرها الضغط‬
‫المرتفع ( ضد اإلعصار)‪.‬‬

‫_ منطقة األعاصير تقع ما بين مناطق الركود االستوائية و مدار الجدي‪.‬‬

‫_ يتحول اإلعصار إلى اضطراب كلما اتجه المنخفض من الغرب نحو الشرق‪.‬‬

‫_ الصغط المرتفع يمد الضغط المنخفض بالهواء البارد و في نفس الوقت يتصاعد الهواء الساخن نحو األعلى األمر‬
‫الذي تتولد عنه التساقطات‪.‬‬

‫_ تحدث االضطرابات على مستوى التقاء الضغط المرتفع بالضغط المنخفض و تسمى الجبهة‪.‬‬

‫_ غزارة األمطار على مستوى مركز الضغط المنخفض و يشهد مركز الضغط المرتفع تساقطات مطرية ضعيفة أو ما‬
‫يعرف ببقايا مؤخرة االضطراب‪.‬‬

‫_ يمكن تحديد نوعية الضغط ( مرتفع أو منخفض) انطالقا من حركة الكتل الهوائية فإن كانت في اتجاه عقارب الساعة‬
‫فالضغط مرتفع أما في حالة كونها تنحو نحو منحى يخالف عقارب الساعة فالضغط يكون منخفضا‪.‬‬

‫‪ _6‬بنية الغالف الجوي على المستوى العمودي ‪:‬‬

‫الغالف الجوي هو غالف يحيط باألرض يتكون من غازات أهمها اآلزوت‪ ،‬األوكسجين‪ ،‬ثاني أكسيد الكربون‪ .‬غازات‬
‫أخرى نادرة من بينها بخار الماء‪ ،‬هذا األخير له دور هام و هو نفس دور طبقة األوزون أي امتصاص األشعة فوق‬
‫البنفسجية و هي األشعة الطويلة التي ترسلها األرض ليال أو ما يطلق عليه اإلشعاع األرضي؛ لذلك فبخار الماء يساهم‬
‫في الحد من االنخفاض الشديد في درجات حرارة األرض ( الرطوبة تحافظ على الحرارة) و هذا ما يسمى االحتباس‬
‫الحراري حيث تنخفض الحرارة بدرجة واحدة عن كل مئة متر نحو األعلى في الهواء الجاف بينما تنخفض بنصف‬
‫درجة في الهواء الرطب؛ و بالتالي فالهواء وسط مائع به غازات باإلضافة إلى الغبار و العوالق أي خليط يسمح بحدوث‬
‫التفاعالت الترمودينامية ( الحرارية‪ ،‬الحركية) و تفاعالت فيزيائية و كيميائية‪.‬‬

‫‪ _7‬العالقة بين الحرارة و الرطوبة على المستوى العمودي ‪:‬‬

‫الهواء يمتاز باحتوائه على نسبة من الرطوبة حتى في المناطق الصحراوية‪ ،‬هذه الرطوبة تتخذ وضعية غازية ( بخار‬
‫الماء)‪ ،‬هذا األخير له مصدران أساسيان أولهما التبخر الفيزيائي للمسطحات المائية ( بحار‪ ،‬بحيرات‪ ،‬أنهار) و ثانيهما‬
‫النتح أي تبخر الهواء المتواجد على مستوى النبات‪ .‬و من تم فالمسؤول عن التوزيع غير المتكافئ لبخار الماء الذي‬
‫يشكل نسبة ‪0.001‬من الغالف الجوي هو باألساس الحرارة و المسطحات المائية لذلك تتباين الكتل الهوائية من حيث‬
‫الرطوبة و التي تتوزع بشكل غير متكافئ على امتداد الغالف الجوي‪ .‬وبما أن دينامية الكتل الهوائية خاضعة أيضا‬
‫لعامل الحرارة فإن الرطوبة التي تحملها تتأثر بشكل كبير بدرجات الحرارة فينتج عنها ما نسميه دورة الماء ‪:‬‬

‫تسخين الهواء‪ ،‬تبخره‪ ،‬صعوده نحو األجواء العليا‪ ،‬التكاثف‪ ،‬التساقطات و هكذا دواليك إذ تتبخر نسبة ‪ 65 ٪‬من‬
‫األمطار بينما ‪ 24٪‬تشكل الجريان المائي أما ‪ 11٪‬فتتسرب نحو المياه الجوفية‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ _8‬الحصيلة االشعاعية ‪:‬‬
‫مع توالي الليل و النهار و باستثناء المناطق القطبية ( تعرف اختالف التوزيع االشعاعي على مدى ‪ 6‬أشهر) تبدو‬
‫الحصيلة االشعاعية مختلفة حيث تكون إيجابية ( الحرارة) نهارا و سلبية ليال‪.‬‬

‫اإلشعاع الصافي أو المجمل خالل الليل‪:‬‬

‫( ‪)A - T‬‬

‫اإلشعاع الصافي أو المجمل خالل النهار‪:‬‬

‫( ‪)D + S )- ( A - T‬‬

‫‪ _D‬االشعاع المباشر‪.‬‬

‫‪ _S‬االشعاع المنتشر بالغالف الجوي‬

‫‪ _T‬االشعاع الخاص باألرض‬

‫‪ _A‬اإلشعاع األرضي ‪ +‬االشعاع الجوي خالل النهار‬

‫يختلف توزيع الحرارة على المستوى العرضي كما يختلف على مدار اليوم حيث تنخفض درجة الحرارة ليال و ترتفع‬
‫نهارا و تسجل الحرارة القصوى وقت الزوال أما الحرارة الدنيا فقبيل شروق الشمس‪.‬‬

‫المتوسط الحراري = الحرارة القصوى ‪ +‬الحرارة الدنيا ‪.2/‬‬

‫المتوسط الحراري ال يدل على الواقع الحراري لذلك فالمدى الحراري أكثر أهمية منه ألنه يعطي صورة واضحة عن‬
‫الواقع الحراري‪.‬‬

‫المدى الحراري = الحرارة القصوى ‪ -‬الحرارة الدنيا‪.‬‬

‫و يمكن أن نحسب المدى الحراري اليومي‪ ،‬الشهري‪ ،‬الفصلي و السنوي بنفس القاعدة‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ :‬اختالف المدى الحراري على نفس خطوط العرض راجع الختالف توزيع اليابس و البحار‪.‬‬

‫‪ _9‬التيارات البحرية ‪:‬‬


‫تعد التيارات البحرية مسؤولة عن ‪ 40 ٪‬من الظواهر المناخية أما الكتل الهوائية فتساهم ب ‪60 ٪‬؛ من هنا يتضح أن‬
‫للتيارات البحرية دور هام في تحديد مالمح المناخ‪.‬‬

‫تنطلق التيارات البحرية الباردة من مناطق الخصاص الحراري أي من القطب الشمالي نحو المناطق البيمدارية ثم تتجه‬
‫نحو القطب الجنوبي لتعاود المسير نحو القطب الشمالي مرورا بمناطق الفائض الحراري على المستوى البيمداري و‬
‫بالتالي فإنها تصل دافئة نحو القطبين‪.‬‬

‫تساهم التيارات البحرية الدافئة في تسخين الماء و بالتالي الرفع من عملية تبخر مياه البحار مع األخذ بعين االعتبار‬
‫قوة و سرعة التيارات البحرية و كثافة المياه التي تحددها نسبة الملوحة‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫يتم التبادل الحراري بين المياه الساخنة و الباردة من خالل الحركة العمودية للمياه بين السطح و األعماق ( األخدود‬
‫البحري في المحيط الهادي عمقه يصل إلى ‪ 14‬كيلومتر) و تعتبر التيارات البحرية هي المسؤولة عن هاته العملية أما‬
‫الحركة األفقية أي األمواج فمرتبطة بحركة الرياح‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ :‬تمثل التيارات الباردة في الخرائط المناخية باللون األزرق أما التيارات الدافئة فتمثل بلون أحمر‪.‬‬

‫‪ _ 10‬النظريات المفسرة للدورة الهوائية العامة ‪:‬‬

‫تطور النظريات المفسرة للدورة الهوائية العامة سواء القديمة أو الحديثة اعتمادا على مفهوم الخلية‪.‬‬

‫أ_ تعريف الخلية ‪:‬‬

‫دورة هوائية تتولد عن التباين و الفرق في توزيع الطاقة الشمسية على سطح األرض الشيء الذي يؤدي إلى حركات‬
‫عمودية و أفقية داخل طبقة التروبوسفير؛ من مميزات الخلية جنوحها لحركة تصاعدية في المناطق األكثر سخونة‬
‫بالمستويات السفلى للتروبوسفيرو بحركة نزول على مستوى المناطق األكثر برودة؛ هاتان الحركات العموديتان تتميزان‬
‫بالتموج و التعرج انطالقا من المناطق ذات الطابع البارد نحو المناطق الساخنة على مستوى األجواء العليا من طبقة‬
‫التروبوسفير‪.‬‬

‫ب_ نظرية المدخنة االستوائية‪:‬‬

‫تعتمد في أساسها على كمية الطاقة التي مصدرها الشمس و تتلقاها األرض و تختلف حسب الموقع العرضي و حسب‬
‫الفصول‪ ،‬و على اعتبار سطح األرض سطحا متجانسا ( غالبا ما يعتبرونه محيطا) و منه فالمناطق البيمدارية تتلقى‬
‫كمية طاقية و إشعاعية أكثر مما تفقده ( الفائض الحراري) بينما يحدث العكس في العروض العليا ( القطبين) حيث‬
‫الحرارة منخفضة إذ تتلقى كمية طاقية أقل ( منطقة الخصاص)؛ و بالتالي تستند نظرية المدخنة االستوائية على تبادل‬
‫حراري بين مناطق الفائض و الخصاص الحراري؛ و هي من أقدم النظريات و تتبنى خلية طولية واحدة تقوم على‬
‫عملية التوزيع و التبادل الحراري بين المناطق االستوائية الحارة و المناطق القطبية الباردة‪.‬‬

‫ج_ نظرية هادلي ‪:‬‬

‫وضع نموذجا لدورة هوائية عامة تنقسم إلى خليتين طوليتين مردهما إلى عملية تصاعد الهواء على مستوى المناطق‬
‫المعتدلة؛ و يعتبر هادلي أن الرياح ال تكمل مسارها كما رسمته المدخنة االستوائية بل يرى وجود ضغط مرتفع في‬
‫المناطق المدارية بين القطب و المناطق االستوائية و بالتالي قسم الخلية األولى إلى قسمين و وضع نظرية ترغم الكتل‬
‫الهوائية على النزول في المناطق المعتدلة عند حدود خط عرض ‪ ،30‬كما أكد على وجود الرياح التجارية و الرياح‬
‫الغربية و قد عمل على ترسيمها بسبب تدخل قوة كورياليس ( قوة دوران األرض حول نفسها)‪.‬‬

‫تنتج قوة كورياليس عن القوة العطالية التي تؤثر على األجسام المتحركة فوق سطح األرض و بالتالي تغير اتجاه الكتل‬
‫الهوائية فتجنح نحو اليمين في النصف الشمالي من الكرة األرضية و نحو اليسار في نصفها الجنوبي‪.‬‬

‫د _ نظرية فيريل ‪:‬‬

‫تطوير نظرية هادلي اعتمادا على الفيزياء و علوم األرض و بالتالي أضاف فيريل خلية أخرى بين خطي عرض ‪ 30‬و‬
‫‪ ،60‬و قد قسم هذه الخلية اعتمادا على التيارات الهوائية عند العروض الوسطى و العروض العليا‪ ،‬و بالتالي نجد تأكيدا‬
‫لوجود الرياح التجارية و الغربية و قوة كورياليس و الحركة المحورية لألرض حيث أثبت أن هذه العوامل لها تأثير‬
‫على الكتل الهوائية و أضاف تأثير التيارات البحرية؛ بالنسبة لفيريل الرياح الغربية هي نتيجة لدوران األرض حول‬
‫نفسها من خالل الحركة المحورية لألرض كما أن الكتل الهوائية بصفة عامة تتأثر بهذه الحركة‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫و قد طورت أبحاث روسباي (‪)1930‬و بلمان ( ‪ )1951‬نظرية فيريل بعد اكتشاف التيار النفاث الذي يلعب دورا أساسيا‬
‫في خلط الكتل الهوائية الباردة‪ ،‬هذا التيار النفاث يكون أفقيا أو شبه أفقي صيفا حيث تكون قوته ضعيفة و عند حلول‬
‫فصل الشتاء يصير متموجا و تزداد قوته بسبب التباينات الحرارية‪ .‬بناء على ما سبق تم اعماد ‪ 6‬خاليا ‪ 3‬منها شمال‬
‫خط االستواء و ‪ 3‬جنوبه حيث أخذت أسماء مكتشفيها ‪:‬‬

‫_ خلية هادلي ما بين خطي عرض ‪ 0‬و ‪.30‬‬

‫خلية فيريل ما بين خطي عرض ‪ 30‬و ‪.60‬‬

‫_ الخلية القطبية ما بين خطي عرض ‪ 60‬و ‪.90‬‬

‫‪ _ 11‬العوامل المؤثرة في تغيير الضغوط الجوية ‪:‬‬


‫أ_ الحرارة على مستوى القطبين و خط االستواء‪.‬‬

‫ب_ العامل الدينامي ‪ :‬حركة الهواء في صعودها و هبوطها‪.‬‬

‫_ كلما ارتفعت درجة الحرارة على سطح األرض يتمدد الهواء بفعل تسخنه فتضعف كثافته و يقل وزنه ثم يصعد نحو‬
‫األجواء العليا مشكال على سطح األرض ضغطا منخفضا‪.‬‬

‫_ كلما انخفضت الحرارة يبرد الهواء‪ ،‬يتكدس‪ ،‬تزداد كثافته‪ ،‬يزداد وزنه مما يتولد عنه عمليات نزول من األجواء العليا‬
‫نحو سطح األرض فيشكل عليها ضغطا مرتفعا‪.‬‬

‫_ العامل الدينامي ‪ :‬الحركة العمودية للهواء الصاعد أو النازل بفعل التقاء كتل هوائية دون األخذ بعين االعتبار درجات‬
‫الحرارة و من تم تتخذ وحدات الكتل الهوائية شكل ضغوط مرتفعة في حالة النزول و ضغوط منخفضة في حالة الصعود؛‬
‫و بالتالي يتشكل الضغط المرتفع ذو األصل الدينامي عندما تكون الكتل الهوائية في حالة نزول حيث أن عمليات النزول‬
‫المتواصلة ينتج عنها تكدس الهواء على سطح األرض فيعرف حالة انضغاط و يزداد وزنه و كثافته مشكال ضغطا‬
‫مرتفعا دون األخذ بعين االعتبار درجة حرارته و من بين هاته الضغوط المرتفعة الدينامية نجد الضغوط المدارية‬
‫المرتفعة ( الضغط المرتفع اآلصوري و الضغط المرتفع لجزر هاواي)‪.‬‬

‫و عندما يتسخن تقل الكثافة و ينخفض الوزن الهواء يكون الهواء في حركة تصاعدية محدثا بذلك منخفضا جويا يسمى‬
‫المنخفض الدينامي دون األخذ بعين االعتبار برودة الهواء أو سخونته و من األمثلة على الضغوط المنخفضة ذات‬
‫األصل الدينامي نجد المنخفض األيسلندي و الضغط المنخفض على سطح الجزر الكندية شمال أمريكا‪.‬‬

‫_ عموما يمكننا تصنيف الضغوط الدائمة حسب العوامل المؤثرة فيها؛ فهناك ضغوط ناتجة عن عامل دينامي حراري‬
‫و هي الضغط المرتفع القطبي و الضغط المنخفض للمناطق االستوائية في حين هناك ضغوط تنجم عن عامل دينامي فقط‬
‫و هي الضغط المرتفع شبه المداري و الضغط المنخفض في المناطق المعتدلة‪.‬‬

‫‪ _ 12‬العوامل المؤثرة في مناخ المغرب ‪:‬‬


‫يتأثر مناخ المغرب بعدة عوامل أهمها‪:‬‬

‫_ الموقع العرضي حيث يقع المغرب بين المناطق الشبه مدارية و المناطق المعتدلة و بالتالي فدرجة الحرارة ترتفع‬
‫كلما اتجهنا جنوبا و تنخفض انطالقا من الجنوب نحو الشمال‪.‬‬

‫_ القرب من البحر يولد الرطوبة و يلطف الجو حيث ترتفع الحرارة كلما اتجهنا من المناطق الساحلية نحو نظيرتها‬
‫القارية‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫_ تذبذب الكتل الهوائية حسب الفصول فهناك رياح جافة كالشرگي صيفا و أخرى رطبة كالرياح الغربية خالل فصل‬
‫الشتاء‪.‬‬

‫_ التيارات البحرية كالتيار البحري الكناري البارد الذي يحد من نسبة تبخر مياه البحر و بالتالي تخفيض نسبة رطوبة‬
‫الجو‪.‬‬

‫_ المنخفضات الجوية و الكتل الهوائية حيث يتأثر المغرب بالمنخفض األيسلندي خالل فصل الشتاء‪.‬‬

‫_ المرتفع اآلصوري له تأثير كبير و واضح على مناخ المغرب حسب موقعه من خطوط العرض و قربه من المناطق‬
‫الشبه مدارية وفق الحاالت التالية ‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬الضغط اآلصوري مهيمن إلى غاية الجزر اإلنجليزية مما يشكل حاجزا أمام الكتل الهوائية الرطبة في‬
‫الشمال الغربي و بالتالي سيادة حاالت الجفاف و استقرار الجو‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬انكماش الضغط اآلصوري حتى جنوب الجديدة يسمح بمرور الكتل الرطبة فيشهد شمال المغرب‬
‫تساقطات‪.‬‬

‫_ الحالة الثالثة ‪ :‬انكماش الضغط اآلصوري إلى أقصى الجنوب ( جزر اآلصور ) ينتج عنه اضطرابات و تساقطات على‬
‫مستوى االمتداد الجغرافي بكل بقاع المغرب شمال خليج أكادير‪.‬‬

‫‪ _ 13‬أهم الكتل الهوائية المتوالية على العروض المعتدلة و هوامشها الجنوبية‪:‬‬


‫تنقسم الكتل الهوائية المتوالية على العروض المعتدلة و هوامشها الجنوبية إلى نوعين من حيث المصدر و إلى ‪4‬‬
‫أصناف من حيث الخصائص‪ :‬و هي الكتل الهوائية المدارية و الكتل الهوائية القطبية‪.‬‬

‫أ_ الكتل الهوائية المدارية‪:‬‬

‫مصدرها المرتفع الشبه المداري و تنقسم بدورها إلى صنفين‪:‬‬

‫_ الكتل الهوائية المدارية البحرية الجنوبية الغربية‪:‬‬

‫هذا الهواء ينطلق من الضغط المرتفع اآلصوري و هو هواء بارد و جاف يتعرض لعملية التسخين و حمولة من‬
‫الرطوبة ألنه يمر فوق وسط بحري شاسع ينتمي للمناطق الشبه المدارية و أحيانا تصبح درجة حرارته أكثر من حرارة‬
‫المياه البحرية خصوصا عندما يمر بالتيار الكناري البارد؛ درجة إشباعه بالرطوبة تعود لعملية التسخين بهذه المناطق؛‬
‫حيث يسود االستقرار أي ال تحدث االضطرابات إال عندما يصطدم بكتل هوائية باردة آتية من الشمال ثم تعود حالة‬
‫االستقرار الذي يدوم فترة طويلة من السنة ابتداء من نهاية الربيع و إلى غاية منتصف الخريف و في بعض األحيان قد‬
‫يهيمن لفترة أطول خالل فصل الخريف و الشتاء و الربيع و هذا ما يحد من مظاهر االضطرابات فيسود جو مستقر و في‬
‫هذه الحالة يهيمن الضغط اآلصوري المرتفع إلى شمال شبه جزيرة أيبيريا و حدود إنجلترا؛ هذه الحاالت المستقرة قد‬
‫ترافقها بعض مظاهر الرطوبة كالضباب و الندى أو وجود سحب مرتفعة ( أمطارها ال تصل إلى األرض)‪ ،‬و عندما‬
‫يتراجع الضغط اآلصوري المرتفع شيئا ما نحو الجنوب و الجنوب الغربي يمكن للكتل الهوائية القطبية الباردة أن تتقدم‬
‫نحو الجنوب و تحدث مناطق الصراع و االلتقاء و حدوث الجبهات و االضطرابات الجوية‪.‬‬

‫_ الكتل الهوائية المدارية القارية الجنوبية الشرقية‪:‬‬

‫تنطلق من الصحراء الكبرى حارة و جافة و عندما تمر فوق البحر األبيض المتوسط تتحمل بالرطوبة نظرا الرتفاع‬
‫درجة حرارتها و قابليتها لحمل الرطوبة زيادة على أن مياه البحر األبيض المتوسط تكون ساخنة و بتوغل هاته الكتل‬
‫الهوائية الساخنة و المحملة بالرطوبة نحو الشمال تكون مسؤولة عن حدوث التساقطات المطرية العنيفة و العاصفية‬
‫( األمطار الحمراء‪ ،‬أمطار الدم‪ ،‬أمطار الغضب كما تسميها الكنيسة ‪ ).‬أما خالل فصل الشتاء فإن هذا النوع من الهواء‬
‫يكون مستقرا شمال الصحراء الكبرى و حدود شمال إفريقيا‪.‬‬
‫‪-8-‬‬
‫ب_الكتل الهوائية القطبية ‪:‬‬

‫مصدرها مناطق الضغط المرتفع القطبية و الشبه القطبية الشمالية تمتاز بضعف االشباع من حيث الرطوبة ألن الهواء‬
‫بهذه المناطق بارد و متكدس و غير قابل لحمل كمية مهمة من الرطوبة و ينقسم بدوره إلى قسمين ‪:‬‬

‫_ الهواء القطبي البحري‪:‬‬

‫هذا النوع من الهواء ينطلق من المحيط المتجمد الشمالي و أيسلندا باردا و ال يحمل معه رطوبة مهمة‪ ،‬اتجاهه شمالي‬
‫غربي عندما يتقدم نحو الجنوب؛ و في المحيط فإن عملية االلتقاء و االحتكاك و المرور بهذه المناطق تساهم في‬
‫التخلص من برودته المفرطة و بالتالي يعرف حالة عدم االستقرار خصوصا عند تجاوزه خط عرض ‪ 60‬و عندما يتقدم‬
‫نحو الجنوب األكثر سخونة فإن هذه العملية تساهم في تسخين قاعدته و خلق ظروف االنقالب الحراري و عدم‬
‫االستقرار و التي سوف تهم المجال المعتدل و الهوامش خاصة شمال غرب أفريقيا‪.‬‬

‫_ الهواء القطبي القاري‬

‫امتداد لتطور الهواء القطبي البحري و عندما يتقدم فوق القارة فإنه يفقد الرطوبة و بالتالي سوف يكون ضغطا مرتفعا‬
‫خصوصا عندما يستقر وسط القارة األوروبية فإنه يتكدس من جديد و من خصائصه الجفاف و البرودة و أحيانا ً يهم‬
‫الحاشية الجنوبية من المناطق المعتدلة و شمال إفريقيا‪.‬‬

‫نستخلص أن المناطق المعتدلة و حاشيتها الجنوبية تمتاز بتنوع الفصول خالل السنة و أحيانا خالل الفصول نفسها مع‬
‫العلم ان األسباب الكامنة وراء كل هذا التنوع هي العالقة بين مراكز الضغط المرتفع القطبي و مراكز الضغط المرتفع‬
‫الشبه المداري و ذلك ارتباطا بظواهر فلكية كالحركة الظاهرية للشمس و تأثير قوة كورياليس ؛هذا النطاق يمتاز‬
‫بشساعته الجغرافية ( يضم كثافة سكانية مهمة) ‪،‬كما يشهد التبادالت و االلتقاءات بين هاذين النوعين من الكتل‬
‫الهوائية ذات الخصائص الفيزيائية المتباينة من حيث الحرارة و الرطوبة و عند التقائها يحدث الصراع في مجال‬
‫الجبهات و االضطرابات الجوية‪ .‬يبقى التباين في هذا المجال الجغرافي بين المحيطات و القارات و التباين الحراري بين‬
‫المناطق القطبية و المدارية و مصادر الرطوبة ( المحيط) دون أن نغفل دور التيار النفاث شبه المداري في عملية‬
‫التخليط السريع لهذه الكتل المتباينة مسؤوال عن حدوث ممر شبه قاري لالضطرابات الجوية خالل مرحلة معينة من‬
‫السنة و جو مستقر عندما يهيمن الضغط المرتفع اآلصوري خالل فترة مهمة من السنة و ذلك على نطاق واسع إلى‬
‫حدود خط عرض ‪.60‬‬

‫‪ _ 14‬خلية ولكر (كتل هوائية نطاقية على المستوى األفقي)‬


‫بداية القرن العشرين اهتم العالم البريطاني ولكر بالعالقة الوطيدة و المباشرة بين الضغوط الجوية شرق المحيط الهادي‬
‫و بين الضغوط المقابلة في الغرب أي شرف آسيا‪ ،‬هذه االختالفات كانت هي االرهاصات و الدوافع و باعتماد مقاييس‬
‫مناخية من أجل إثبات وجود دورة هوائية نطاقية بالمناطق االستوائية حملت اسم مكتشفها فأصبحت تسمى خلية ولكر‪.‬‬

‫خلية ولكر خلية جوية فوق المحيط الهادي تتميز بوجود تيارات هوائية نازلة شرق المحيط الهادي مصدرها األجواء‬
‫العليا و عند التقائها بالمياه البحرية الباردة نظرا لوجود تيار بحري بارد يتولد ضغط مرتفع و بالتالي يكون منطلقا لكتل‬
‫هوائية باردة و جافة تتجه غربا نحو شرق آسيا و بفعل مرورها فوق بمياه أكثر دفئا و تتحمل بالرطوبة فينتهي بها‬
‫األمر حركة صعودية للهواء‪ ،‬فينتج عنها سحب تصاعديا بهذه المناطق خاصة بأرخبيل إندونيسيا و جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫و يفسر وجود هذه الخلية بالتوزيع غير المتماثل للحرارة بين شرق المحيط الهادي و غربه و بالتالي فهذه الرياح‬
‫المتجهة من شرق محيط الهادي نحو الغرب ( الرياح التجارية) تكون محملة بكميات كبيرة من الحرارة و الرطوبة‬
‫بالهوامش االستوائية و هذه الحالة في إطار الدورة الكاملة تسمى خلية ولكر أو الخلية النطاقية لولكر‪ .‬و حين يحدث‬
‫تغير لمستوى حرارة المحيط بهذه المناطق يمكن أن يحدث انقسام لهذه الخلية يعطي خليتين إحداهما تتوجه نحو شرق‬
‫المحيط و األخرى غربه و هو ما يعرف بظاهرة النينيو‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ _ 15‬ظاهرة النينيو المناخية ‪:‬‬
‫ظاهرة طبيعية مناخية تصيب في ترددها المحيط الهادي كل ‪ 4‬أو ‪ 12‬سنة؛ حيث ترتفع درجة حرارة المياه السطحية‬
‫للمحيط الهادي بشكل متفاوت و كبير خاصة في هذه المناطق بين نهاية فصلي الربيع و الخريف الشيء الذي يؤدي إلى‬
‫تكون كتل و تيارات مائية دافئة في المناطق المدارية بين الساحل الغربي للمحيط الهادي عند أمريكا الجنوبية و الساحل‬
‫الشرقي آلسيا و أيضا قد يهم الساحل الشمالي لقارة أستراليا؛ تحرك هذه الكتل المائية الدافئة باتجاه الشرق نحو‬
‫سواحل أمريكا الجنوبية يمتد تأثيرها و قد يحدث تغيرات مناخية و بيئية في مختلف أنحاء العالم؛ و لإلشارة فإن ظاهرة‬
‫النينيو لم يستطع العلماء تحديد سببها الحقيقي و أيضا فترات تكرارها عبر الزمن و بالتالي استحالة التنبؤ بحدوثها و‬
‫الكيفية التي تحدث بها‪.‬‬

‫إن عملية التسخين في مياه المحيط الهادي و بمرور التيارات الساخنة في نطاق عمليات التبادل الحراري على مستوى‬
‫سطح و أعماق البحار قد تحدث تغيرا في درجة حرارة المياه و بالتالي يحدث انكسار الخلية العادية مما يؤدي إلى‬
‫حدوث ظاهرة النينيو و يمكن لهذه الظاهرة أن تعطي بعض األمطار الغزيرة و تساقط الثلوج خاصة نهاية الخريف و‬
‫بداية الشتاء و قد تؤدي إلى خسائر فادحة في األرواح و الممتلكات و كذلك بأضرار اقتصادية على مستوى السواحل‬
‫التي تصيبها‪.‬‬

‫ومن أهم المالحظات أن ظاهرة النينيو لها تأثير كبير على الطقس والمناخ في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫هناك أيضا ً الخلية األطلسية إلى حدود البرازيل وكذلك الخلية الهندية والخلية اإلفريقية اال أنها أقل أهمية من خلية‬
‫ولكر‪.‬‬

‫‪ _16‬التغيرات العمودية للضغط و تأثيرها على سطح األرض‪:‬‬


‫كلما ارتفعنا عن سطح األرض ينخفض الضغط تدريجيا ً و أيضا ً تنخفض درجة الحرارة و بالتالي نستنتج أن هناك حالة‬
‫من عدم التطابق بين مستوى سطح األرض و األجواء العليا إلى حدود ‪ 16180‬متر؛ حيث نجد ضغطا منخفضا على‬
‫مستوى األجواء العليا و هناك حاالت عكسية إذ يتم رصد ضغط منخفض على سطح األرض و ضغط مرتفع باألجواء‬
‫العليا و هذا ما يعرف بحاالت عدم التطابق‪ .‬و لإلشارة فإن حاالت عدم التطابق مرتبطة بالعامل الحراري و نتحدث هنا‬
‫عن مراكز التأثير عند سطح األرض و المالحظة األساسية التي يجب االنطالق منها هو أن التوزيع العمودي للضغط‬
‫يشهد تناقصا في األجواء العليا هذا التناقص مرتبط أساسا بتناقص كثافة الهواء‪ ،‬فهذا األخير يكون منضغطا في األجواء‬
‫السفلى و غير منضغط في األجواء العليا؛ و بشكل عام فإن كثافة الهواء المتكدس تقل مع االرتفاع و تناقص درجة‬
‫الحرارة؛ و تجدر اإلشارة إلى أن هذه القاعدة غير ثابتة و تطرأ عليه تغيرات تبعا لعدة عوامل‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال ‪:‬‬

‫هواء حار عند سطح األرض حرارته ‪ 35‬درجة تكون كثافته ضعيفة و ضغطه حوالي ‪ 850‬ميليبار و كلما صعدنا نحو‬
‫األجواء العليا يتراجع الهواء ببطء و بالتالي سوف يزداد ضغطه (‪ 1000‬ميليبار) أما الحرارة فتنخفض‪ .‬هنا نتحدث‬
‫كذلك عن عدم التطابق بالنسبة للضغط بين سطح األرض و األجواء العليا أي ضغوط مرتفعة تعلوها ضغوط منخفضة أو‬
‫العكس ضغوط منخفضة تعلوها ضغوط مرتفعة‪.‬‬

‫_ ظاهرة عدم التطابق‪:‬‬

‫تهم مراكز التأثير الكبرى سواء كان مرتفعا أو منخفضا والسبب راجع للعامل الحراري أي التسخين أو التبريد المفرط‬
‫لسطح األرض وبالتالي تتولد ظاهرة عدم التطابق على مستوى األجواء العليا أي ظاهرة الضغوط القشرية التي تتميز‬
‫بكونها غير سميكة وقد تكون متطورة جدا تترتب عنها نتائج وخيمة وخطيرة (إعصار‪ ،‬اضراب جوي عنيف)‪.‬‬

‫_ ظاهرة التطابق‪:‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫هذه الظاهرة تهم مراكز التأثير الكبرى وهي ناتجة عن عوامل دينامية؛ وهي ضغوط تستقر في نفس االتجاه (سميكة)‬
‫تحافظ على نفس الخصائص على المستوى العمودي‪ ،‬تمتاز بسمك مهم ألنها ذات أصل دينامي وتسمى أيضا بمراكز‬
‫الضغط الدينامية من النوع السميك حيث أنها تمتد من األجواء العليا حتى سطح األرض‪.‬‬

‫بعض األمثلة ‪ :‬تطور مركز الضغط اآلصوري حيث يمكن أن نصنفه ضمن النوع الدينامي و الحراري فمثال هناك حالة‬
‫يعرفها للضغط الدينامي اآلصوري الذي من مميزاته)أنه ضغط مرتفع حرارته مهمة‪ ،‬خاصية هاته تمتاز بالتجانس من‬
‫األسفل نحو األعلى و هي ميزة ظاهرة التطابق الدينامي لكن عند حدوث تبريد مفرط للسطح يمتاز بتفاوت حراري في‬
‫األجواء العليا و هذا ما يعطي حالة الضغط اآلصوري القشري؛ و نستنتج أنه لما يضعف تأثير السطح من حيث التبريد‬
‫أو التسخين تبقى الضغوط مطابقة في حين عندما يتدخل عامل الحرارة قد تحدث نوعا من عدم التطابق لكن من الصنف‬
‫القشري ‪pelliculaire.‬‬

‫‪- 11 -‬‬

You might also like