Professional Documents
Culture Documents
اللغة بين الاتصال والتواصل
اللغة بين الاتصال والتواصل
اللغة بين الاتصال والتواصل
تمهيد:
-التواصل هو عملٌة تبادل وتفاعل وتشارك وجدانً ،قٌمً ومعرفً بٌن طرفٌن أو أكثر " تنتهً إلى فهم أفضل للعالقات
االجتماعٌة بحسبان هابرماس.
ٌ -تحقق التواصل بؤنساق غٌر لسانٌة كاإلشارات واإلٌماءات ،الطقوس ...لكن النسق اللسانً ٌبقى أرقى االنساق وأقدرها على
تحقٌق تواصل فعال ،لذلك كان الحدٌث عن اللغة حاضرا بقوة فً نقاش الفعل التواصلً .
-لٌتحقق التواصل ال بد من توافر عناصر أربعة هً :المرسل – المتلقً -الرسالة – القناة – المرجع
-البحث فً التواصل قدٌم وتناوله متعدد فً مجاال ت معرففٌة عدة ،لكن راهنٌته فً سٌاقنا الحالً باتت أكثر فً ظل واقع تراجعت
فٌه كثٌر من المفاهٌم عن الخصوصٌة والمحلٌة – الداخل والخارج حتى إن الحدود بٌن الهوٌات أمست خادعة ومزٌفة كما ٌإكد علً
حرب فً ( حدٌث النهاٌات :فتوحات العولمة ومآزق الهوٌة ص )81
-فً سٌاق هذه الراهنٌة نتناول نص سمٌر استٌتٌة نبحث من خالله مفهومً التواصل و االتصال ودور اللغة فً تحققهما.ا
انطالقا من العنوان وهو جملة اسمٌة تقوم على مفهومٌن بٌنهما تعالق لفظً وداللً – االتصال والتواصل ٌتحققان باللغة فً
معناها العام ،وكذا بداٌة النص ونهاٌته نفترض أننا بصدد مقالة تفسٌرٌة تتناول مفهومً التواصل واالتصال .ومن ثم تكون العالقة
بٌن النص والعنوان قائمة على الترابط ،فالعنوان تكثٌف لقضٌة النص واألخٌر شرح وتفسٌر لها
ٌكشف النص عن مدلولً االتصال والتواصل ،ودور اللغة فً تحققهما ،مبٌنا أن االتصال ،هو إبالغ ٌ ،قوم به الباث هدفه
اإلٌصال ،عكس التواصل الذي هو فعل تشاركً ٌهدف إلى الوصل ،بكل ما ٌستضمره من معان وقٌم نفسٌة اجتماعٌة فكرٌة ..كما
ٌلفت النص إلى بعض المجاالت التً تعنى بالفعل التواصلً مثل اإلعالم والفكر واألدب.
1قضايا النص:
توزع النص إلى أربع وحدات داللٌة كبرى تناولت القضاٌا التالٌة:
اعتمد الكاتب فً عرض أفكار النص منهجا استنباطٌا ،انطلق فٌه من العام إلى الخاص .بدأ بفكرة عامة عن دور اللغة فً
تحقٌق االتصال والتواصل ،لٌنتقل إلى تبٌان الفروق بٌن المفهومٌن ،وأشكال حضورهما
ج-األساليب الحجاجية :
لما كان النص مقالة بحثٌة تروم الشرح والتفسٌر ،فقد عمد صاحبها إلى جملة من أسالٌب الحجاج تدعم تصوره لمفهوم
التواصل ،وتشرح الفرق بٌنه وبٌن االتصال ،من هذه األسالٌب نجد
-المقارنة بٌن االتصال والتواصل كما فً قوله " ألن االتصال ٌكفً لحدوثه إرسال من طرف واحد ،ولٌس كذلك
االتصال"...
-المثال :فً استدعائه لوسائل االإعالم – األدب والفكر " والروائً الذي ٌنشئ"...
-الشرح والتفسٌر :من سمات التواصل ...
-السرد والوصف " :اقترنت حٌاة اللغة...
د -الخصائص اللغوية واألسلوبية
ٌ-هٌمن على النص األسلوب الخبري ،انسجاما والغاٌة التفسٌرٌة
-وظف الكاتب جمال طوٌلة ،أسعفته فً عملٌة الشرح والتفسٌر
ٌ -هٌمن الطابع التقرٌري على لغة النص ،فهً لغة واضحة مباشرة هدفها اإلبالغ واإلقناع
-توظٌف أسلوب اإلثبات ( التوكٌد) لغاٌة البٌان ،خاصة والنص ٌشٌر إلى أن هنا خلطا وقر فً أذهان الناس
بخصوص التواصل واالتصال
-توظٌف الكاتب مجموعة من الروابط اللغوٌة ذات األبعاد المنطقٌة أسهمت فً تقوٌة أفكار النص ،كما ضمنت
اتساق بنائه ،من هذه الروابط ،االستدراك ( لكن ) ،اإلضراب (بل) ،التعلٌل (ألن) ،االستنتاج (إذن)...
تركٌب وتقوٌم
ننتهً فً خاتمة هذا التحلٌل إلى أن أننا بصد مقالة تفسٌسرٌة ،أوضحت ما بٌن االتصال والتواصل من تماٌز و لقاء ،وإن
كانت معنٌة بإبراز مفهوم التواصل وتبٌان أشكال حضوره وأبعاده ،موظفة ألجل ذلك لغة تقرٌرٌة مباشرة استندت إلى جمل خبرٌة
طوٌلة ،ضمنت سٌرورة الوصف والتفسٌر ،بما استدعته من أمثلة وصاغته من مقارنات وفق منهجٌة عرض انطلقت من العام إلى
الخاص.
والحدٌث عن التواصل – فً رأٌنا -حدٌث ملح فً زمن كثرت وتعددت فٌه وسائل االتصال مع مالحظة الغٌاب أوٌكاد للفعل
التواصلً ،وفً ذلك ما فٌه من تغٌٌب للقٌم اإلنسانٌة المبنٌة – ٌفترض – على معانً التقارب والتعارف