Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫سورة البينة‬

‫سورة البينة هي سورة مدنية‪ ،‬من المفصل‪ ،‬آياتها ‪ ،8‬وترتيبها في المصحف ‪،98‬‬
‫في الجزء الثالثين‪ ،‬بدأت بأسلوب نفي ﴿َلْم َي ُك ِن اَّلِذيَن َكَفُروا ِم ْن َأْه ِل اْلِك َت اِب َو اْلُم ْش ِر ِكيَن‬
‫ُم ْن َفِّك يَن َح َّت ى َت ْأِتَي ُهُم اْلَب ِّي َن ُة ‪[ ﴾١‬البينة‪ ،]1:‬نزلت بعد سورة الطالق‪.‬‬

‫‪+‬سبب نزول سورة البينة‬


‫نزلت سورة البينة في الصحابي الجليل ُأبّي بن كعب رضي هللا عنه‪ ،‬إذ سمع الصحابي‬
‫عبدهللا بن مسعود رضي هللا عنه يقرأ القرآن على غير القراءة التي عهدها ُأبي بن كعب‬
‫من رسول هللا عليه الصالة والسالم‪ ،‬فأنكرها عليه‪ ،‬وقد تجادل كليهما مع بعضهما على‬
‫صحة قراءة كل منهما‪ ،‬فاحتكما لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فأقر قراءتهما كليهما‪،‬‬
‫وقال عليه الصالة والسالم ُألبي أن هللا تبارك وتعالى أوحى إليه أن يقرأ القرآن على سبع‬
‫أحرف‪ ،‬أي بسبع قراءات‪ ،‬كلها تتوافق مع لسان قبيلة قريش‪ ،‬وكلها صحيحة وموتورة‬
‫وثابته عنه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فأنزل هللا تبارك وتعالى هذه السورة الكريمة إلزالة الشك‬
‫من قلب هذا الصحابي الجليل ُأبي بن كعب رضي هللا عنه‪ ،‬وتزيد من إيمانه‪ ،‬وفي نزول‬
‫السورة فيه رضي هللا عنه ما رواه أنس بن مالك ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال ‪“ :‬قاَل النبُّي َص َّلى‬
‫ُهللا عليه وسَّلَم ُأِلَب ٍّي ‪ :‬إَّن َهَّللا َأَمَر ِني َأْن َأْق َر َأ َع َلْي َك الُقْر آَن قاَل ُأَب ٌّي ‪ :‬آُهَّلل َس َّماِني َلَك ؟ قاَل ‪ُ :‬هَّللا‬
‫َس َّماَك لي َفَج َع َل ُأَب ٌّي َي ْبِكي‪ ،‬قاَل َقَت اَد ُة‪َ :‬فُأْن ِبْئ ُت أَّن ُه َقَر َأ عليه‪َ{ :‬لْم َي ُك ِن اَّلِذيَن َكَفُروا ِمن َأْه ِل‬
‫الِك َت اِب}” [صحيح البخاري خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح]‬

‫‪+‬سبب تسمية سورة البينة بهذا االسم‬


‫سبب تسمية سورة البينة بهذا االسم يعود لورود لفظ البينة في اآلية الكريمة األولى منها‪،‬‬
‫بقوله تعالى‪َ{ :‬لْم َي ُك ِن اَّلِذيَن َكَفُروا ِم ْن َأْه ِل اْلِك َت اِب َو اْلُم ْش ِر ِكيَن ُم ْن َفِّك يَن َح َّت ى َت ْأِتَي ُهُم اْلَب ِّي َن ُة }‪.‬‬

‫‪ +‬سورة البينة‬
‫َلْم َي ُك ِن اَّلِذيَن َكَفُروا ِم ْن َأْه ِل اْلِك َت اِب َو اْلُم ْش ِر ِكيَن ُم ْن َفِّك يَن َح َّت ى َت ْأِتَي ُهُم اْلَب ِّي َن ُة ‪ :‬لم يكن‬ ‫‪1‬‬
‫الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم العالمة التي‬
‫وعدوا بها في الكتب السابقة‪.‬‬
‫َر ُسوٌل ِمَن ِهَّللا َي ْت ُلو ُصُح ًفا ُم َط َّه َر ًة ‪ :‬وهي رسول هللا محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬يتلو‬ ‫‪2‬‬
‫قرآًن ا في صحف مطهرة‪.‬‬
‫ِفيَه ا ُكُتٌب َقِّي َم ٌة ‪ :‬في تلك الصحف أخبار صادقة وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى‬ ‫‪3‬‬
‫صراط مستقيم‪.‬‬
‫َو َم ا َتَفَّر َق اَّلِذيَن ُأوُتوا اْلِك َت اَب ِإاَّل ِم ْن َب ْع ِد َم ا َج اَء ْت ُهُم اْلَب ِّي َن ُة ‪ :‬وما اختلف الذين أوتوا‬ ‫‪4‬‬
‫الكتاب من اليهود والنصارى في كون محمد صلى هللا عليه وسلم رسوال حقا‪ ،‬لما يجدونه‬
‫من نعته في كتابهم‪ ،‬إال من بعد ما تبينها أنه النبي الذي وعدوا به في التوراة واإلنجيل‪،‬‬
‫فكانوا مجتمعين على صحة نبوته‪ ،‬فلما بعث جحدوها وتفرقوا‪.‬‬
‫َو َم ا ُأِمُروا ِإاَّل ِلَي ْع ُبُد وا َهَّللا ُم ْخ ِلِص يَن َلُه الِّد يَن ُح َنَفاَء َو ُيِقيُموا الَّص اَل َة َو ُيْؤ ُتوا الَّز َك اَة‬ ‫‪5‬‬
‫َو َذ ِلَك ِديُن اْلَقِّي َم ِة‪ :‬وما أمروا في سائر الشرائع إال ليعبدوا هللا وحده قاصدين بعبادتهم وجهه‪،‬‬
‫مائلين عن الشرك إلى اإليمان‪ ،‬ويقيموا الصالة ويؤدوا الزكاة‪ ،‬وذلك هو دين االستقامة‪،‬‬
‫وهو اإلسالم‪.‬‬
‫ِإَّن اَّلِذيَن َكَفُروا ِم ْن َأْه ِل اْلِك َت اِب َو اْلُم ْش ِر ِكيَن ِفي َن اِر َج َه َّن َم َخ اِلِديَن ِفيَه ا ُأوَلِئَك ُه ْم َش ُّر‬ ‫‪6‬‬
‫اْلَب ِر َّيِة‪ :‬إن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين عقابهم نار جهنم خالدين فيها‪،‬‬
‫أولئك هم أشد الخليقة شًر ا‪.‬‬
‫ِإَّن اَّلِذيَن آَم ُنوا َو َعِم ُلوا الَّصاِلَح اِت ُأوَلِئَك ُه ْم َخ ْيُر اْلَب ِر َّيِة‪ :‬إن الذين صدقوا هللا واتبعوا‬ ‫‪7‬‬
‫رسوله وعملوا الصالحات‪ ،‬أولئك هم خير الخلق‪.‬‬
‫َج َز اُؤ ُه ْم ِع ْن َد َر ِّب ِه ْم َج َّن اُت َع ْد ٍن َت ْج ِر ي ِم ْن َت ْح ِتَه ا اَأْلْن َه اُر َخ اِلِديَن ِفيَه ا َأَب ًد ا َر ِض َي ُهَّللا‬ ‫‪8‬‬
‫َع ْن ُهْم َو َر ُضوا َع ْن ُه َذ ِلَك ِلَم ْن َخ ِش َي َر َّبُه‪ :‬جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات إقامة واستقرار‬
‫في منتهى الحسن‪ ،‬تجري من تحت قصورها األنهار‪ ،‬خالدين فيها أبدا‪ ،‬رضي هللا عنهم‬
‫فقبل أعمالهم الصالحة‪ ،‬ورضوا عنه بما أعد لهم من أنواع الكرامات‪ ،‬ذلك الجزاء الحسن‬
‫لمن خاف هللا واجتنب معاصيه‪.‬‬

‫‪+‬مضامين السورة‬
‫تضمنت سورة البينة في إطارها العام موقف أهل الكتاب من رسالة نبي هللا محمد ‪-‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،-‬وموضوع إخالص العبادة هلل تعالى‪ ،‬كما أتت على ذكر مصير السعداء‬
‫واألشقياء في الدار اآلخرة‪ ،‬ومما تضمنته سورة البينة أيًض ا ما يأتي‪:‬‬
‫ابتدأت السورة بالحديث عن اليهود والنصارى وتكذيبهم لدعوة الرسول ‪-‬عليه الصالة‬
‫والسالم‪ -‬مع علمهم بصدق نبوته‪.‬‬
‫تحدثت سورة البينة عن إخالص العبادة هلل ‪-‬جّل وعال‪ -‬الذي أمر به جميع األديان و إفراده‬
‫تعالى والتوجه له بكافة األقوال واألفعال‪.‬‬
‫ختمت السورة الكريمة بالحديث عن مصير أهل الكتاب والمشركين وخلودهم في نار جهنم‬
‫ومصير المؤمنين وخلودهم في جنات النعيم‪.‬‬

‫‪+‬ما هي القيم الموجودة في سورة البينة‬


‫تقرب العباد من هللا وإخالص العبادة له دون رياء او كذب‪.‬‬
‫جزاء المؤمنين ومن اتبعوا النبي محمد صلى هللا عليه وسلم بحسن الخاتمة وخلودهم األبدي‬
‫في الجنة‪.‬‬
‫تكذيب اليهود والنصارى لسيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم بالرغم من علمهم بصدق نبوته‪.‬‬
‫مصير المشركين ومن كذبوا الرسول صلى هللا عليه وسلم بالعذاب في األخرة وخلودهم في‬
‫نار جهنم‪.‬‬

‫‪+‬العبر المستفادة من سورة البينة‬


‫‪-‬القرآن يؤخذ بالتلقى‬
‫‪ -‬القرآن قيم ال عوج فيه‬
‫‪-‬التحذير من التفرق واالختالف والضالل بعد العلم‬

You might also like