Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 38

‫المدن االقتصادي‬ ‫القانون‬ ‫ر‬

‫ماست‬
‫ي‬
‫وحدة‪ :‬الضمانات العينية والشخصية‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫رهن القيم املنقولة‬

‫تحت رإشاف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫عبد السالم بتروع‬
‫نجالء فاكس‬ ‫نعيمة اكريشطة‬
‫سهام العيمش‬ ‫هند نية‬
‫بومهدي صباح‬ ‫سكينة مفلح‬
‫أمينة بدراوي‬ ‫فاطمة الزهراء الخلفاوي‬
‫خولة بوقنادل‬ ‫الهاشم‬
‫ي‬ ‫مازن راشد‬
‫حميد فاطمة الزهراء‬ ‫ر‬
‫البلوش‬ ‫ليال خليفة‬
‫ي‬
‫السباع‬
‫ي‬ ‫حكيمة‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬


‫المقدمة‪:‬‬

‫الت يمكن‬ ‫ن‬


‫الت تجري بي األطراف وهذه المعامالت ي‬
‫إن القانون جاء لينظم المعامالت ي‬
‫أن تنصب عىل عقارات كما يمكن أن تنصب عىل منقوالت ي‬
‫والت تشكل محال للتعاقد وباعثا له‬
‫الشء تنطلق من ماهيته‬
‫ي‬ ‫الت تشكلها واعتبارا أن قيمة‬
‫وذلك بالنظر للقيمة المالية والمادية ي‬
‫فالشء هو الذي يحدد القيمة إال أن هذه األشياء ليس ن‬
‫بالضورة أن يتم تفويتها حت تنتج‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫القيمة بل إن مجرد حيازتها قد يعط لها قيمة فهذه األشياء ليس ن‬
‫بالضورة أن تكون يف حد‬ ‫ي‬
‫ذاتها محال للتداول والتعاقد بل قد تشكل ضمانا للتعاقد ووفاء األطراف ن‬
‫بالتامها من تم‬
‫ن‬
‫العيت هذا األخت قد ينصب عىل‬ ‫أصبحت األشياء تشكل ضمانات عينية وطهر مفهوم الضمان‬
‫ي‬
‫عقار فيسىم رهنا رسميا فقد ينصب عىل منقول ويسىم ضمانا منقوال‪ ،‬إال أن هذا المنقول‬
‫ن‬
‫يكف أن تتم حيازة الوثيقة والسند الذي‬ ‫ن‬
‫ليس بالضورة أن يتم حيازته حيازة مادية وفعلية بل ي‬
‫القانون وفق ما هو منظم لكل منقول عىل حدى و من ثم ظهر مفهوم القيم‬ ‫ن‬ ‫يثبت وجودها‬
‫ي‬
‫فف حد ذاتها تشكل تلك الوثائق قيمة مالية ومادية توازي المنقول المتعلق بها‬ ‫ن‬
‫المنقولة ي‬
‫ن‬
‫المدن هو الشيعة العامة وهو القانون األسبق فقد اهتم‬ ‫وانطالقا من ذلك فإذا كان القانون‬
‫ي‬
‫بالموضوع فيما يتعلق بتداول القيم المنقولة وذلك من خالل الرهن الحيازي فالرهن الحيازي‬
‫إن كان يرد عىل منقوالت بشكل عام فيمكن أن يرد عىل القيم ولكن هذا القانون بحكم التطورات‬

‫االقتصادية و ظهور مقاوالت اقتصادية عبارة عن شكات خاصة شكة المساهمة ي‬


‫والت تشكل‬
‫األسهم باعتبارها سندات تجسد القيم المنقولة وكذلك ظهور الحاجة إىل استثمار القروض‬
‫ن‬
‫وجعلها يف حد ذاتها قيمة مالية يمكن من خاللها تشجيع االستثمار وجلب التمويل فظهرت‬
‫تبعا لذلك سندات القرض باعتبارها قيما منقولة يمكن تداولها وبيعها وشائها والقيام بمختلف‬

‫‪1‬‬
‫والت‬
‫التضفات كما ظهر مؤسسات ائتمانية تسهر عىل تداول األسهم ومنها مؤسسة البورصة ي‬
‫من ضمن مهامها مراقبة تداول تلك السندات ‪ .‬إذن فظهور القيم المنقولة كان نتيجة حتمية‬
‫الت افرزها التطور سواء من حيث األشخاص االقتصادية أو من حيث‬ ‫للحاجة االقتصادية ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫االقتصاديي‬ ‫لفاعلي‬‫المتدخلي يف مجال االقتصاد كمكنة قانونية تخلق رأس مال بالنسبة ل‬
‫وجعل المنقول والعقار عىل حد سواء مصدرا لخلق االستثمار بعدما تبث أن الوسائل لم تعد‬
‫تكف للقيام و تحقيق تداول األموال خاصة أمام ظهور أشكال جديدة من المعامالت لم تعد‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫والت‬
‫والت تشكل لفيها األسهم حصصا فيها ي‬
‫تتالءم مع تلك األشكال التقليدية كظهور الشكات ي‬
‫يمكن تداولها ‪ ،‬كما ظهرت البورصة باعتبارها مؤسسة مبنية أساسا عىل تداول القيم‪ ،‬كما أن‬
‫البنك شكل مجاال لتداول سندات عبارة عن قيم تتعلق بالقروض أو ما أصبح يعرف‬
‫ي‬ ‫العمل‬
‫بتسنيد الديون الرهنية‪.‬‬

‫ن‬
‫المغرن شأنه يف ذلك شأن التشيعات المقارنة اهتم بتنظيم مجال الضمانات‬
‫ي‬ ‫والمشع‬
‫العينية المنقولة منها خاصة بالنظر لتطوره االقتصادي ومن تم فإن األشكال التقليدية لتنظيم‬
‫ن‬
‫االلتامات والعقود فكان‬ ‫تداول األموال لم تعد كافية و إن كان االهتمام بها بدأ بصدور قانون‬
‫ه عبارة عن قيم‬
‫والت ي‬
‫ي‬ ‫لزاما أن تتضمن التشيعات الجديدة تنظيما لتداول تلك الضمانات‬
‫منقولة وصدرت العديد من النصوص سيتم التطرق إليها عند مالمسة الموضوع‪ ،‬وإذا كان‬
‫الرهن كمؤسسة تهدف إىل خلق االستثمار وذلك عن طريق إعطاء الدائن الراهن ضمانات عن‬
‫ن‬
‫االلتام‬ ‫ن‬
‫بااللتامات هذا‬ ‫طريق ما يقدمه المدين المرتهن من عقار أو منقول لضمان و الوفاء‬
‫ه أيضا منقوال فقد تشكل‬ ‫ن‬
‫ه األخرى ي‬
‫الذي يعتت التاما أصليا وانطالقا من كون القيم المنقولة ي‬
‫محال لذلك الضمان وذلك عن طريق جعلها محال للرهن هذا الرهن الذي لم يغفله المشع‬
‫ونظمه أيضا من خالل مجموعة من النصوص ‪ ،‬ومن تم فإن محاولة التطرق تتطلب الجواب‬
‫ه‪:‬‬
‫عىل مجموعة من األسئلة و ي‬

‫‪2‬‬
‫ما مدى نجاعة اإلطار التشيع للتنظيم مؤسسة رهن القيم المنقولة ن‬
‫بي النصوص العامة‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫وماه اآلثار‬
‫ي‬ ‫الت أقرها المشع يف هذا المجال؟‬
‫ماه اإلجراءات ي‬
‫ي‬ ‫والنصوص الخاصة؟ ثم‬
‫المتتبة ألطراف عقد رهن القيم المنقولة؟ وهل من شانها تحقيق الضمانات لكل األطراف؟‬

‫يع المنظم لرهن القيم‬ ‫ن‬


‫يقتض التعرض أوال لإلطار التش ي‬
‫ي‬ ‫إن الجواب عىل هذه األسئلة‬
‫ن‬
‫المنقولة يف مبحث أول ليتم التعرض فيما بعد آلثار رهن القيم المنقولة بالنسبة لألطراف‬
‫التاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫وذلك وفق التصميم‬

‫القانون لرهن القيم المنقولة‪.‬‬


‫ي‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار‬

‫الثان‪ :‬آثار رهن القيم المنقولة‪.‬‬


‫ي‬ ‫المبحث‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫ن‬
‫إن أهمية الموضوع تتز أوال من خالل دور رهن القيم المنقولة يف تشجيع االستثمار و جعل‬
‫ن‬
‫األموال مصدرا جديدا لهذا االستثمار عن طريق تسنيد تلك األموال يف شكل قيم منقولة قابلة‬
‫للتداول وقابلة للرهن كما تتز من كون الرهن هو مؤسسة مهمة باعتبارها ضمانا لطرفيها األول‬
‫ن‬
‫الثان بالنسبة لحصوله عىل تمويل من الدائن كما تتز من كونها‬
‫بالنسبة الستخالص دينه و ي‬
‫آن دون اللجوء إىل إبرام قروض‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وسيلة قانونية تتمت بالشعة والفعالية للحصول عىل تمويل ي‬
‫مع المؤسسات البنكية وفق عقد القرض بشكله التقليدي كما أن األهمية العليمة تتز من خالل‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫والت لم تركز عىل دراسة رهن القيم المنقولة يف‬‫ي‬ ‫قلة الدراسات واألبحاث يف هذا المجال‬
‫مختلف جوانبها مما يدعو الباحث لتناولها بالدراسة وذلك لفحص واختبار مدى نجاعة اإلطار‬
‫يع وتعامل القضاء مع هذه المؤسسة رغم قلة االجتهادات ‪.‬‬ ‫والتش‬ ‫ن‬
‫القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫القانون لرهن القيم المنقولة‪.‬‬


‫ي‬ ‫اإلطار‬

‫‪4‬‬
‫لقد شكلت القيم المنقولة منذ ظهورها وسيلة تمويلية جماعية‪ 1‬بامتياز ورافدا قانونيا‬
‫النتقال ر‬
‫التوات‪ ،‬وأرضية أساسية لتقوية االقتصاد الحديث وازدهاره‪2.‬‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬


‫يقتض منا بداية التطرق‬
‫ي‬ ‫ذلك‬ ‫ف‬‫القانون لها والشوط والمساطر المتبعة ي‬
‫ي‬ ‫ولدراسة اإلطار‬
‫إىل ماهية القيم المنقولة وأنواعها (المطلب األول) ثم شوط ومساطر رهن القيم المنقولة‬
‫ن‬
‫الثان)‪.‬‬
‫(المطلب ي‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية القيم المنقولة‪.‬‬

‫الت‬
‫الت تتمتع بها والمزايا ي‬
‫تعد القيم المنقولة من أبرز أدوات استثمار المتاحة نظرا للمرونة ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫تحملها‪ ،‬سنتعرف يف هذا المطلب عىل ماهية القيم المنقولة حيث ارتأينا يف تقسيمه إىل تعريف‬
‫القيم المنقولة (الفقرة األوىل)‪ ،‬ثم التطرق ألنواعها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬تعريف القيم المنقولة‪.‬‬

‫الت تنص عىل أنه‪:‬‬ ‫ن‬


‫عرف المشع القيم المنقولة ضمن قانون البورصة يف مادته الثانية ي‬
‫“تعتت قيما منقولة السندات الصادرة عن أشخاص معنوية عامة أو خاصة‪ ،‬والقابلة للتحويل‬
‫ن‬
‫والت تخول حسب كل صنف من أصنافها حقوقا‬ ‫ي‬ ‫التداول‪،‬‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫أو‬ ‫حساب‬ ‫ف‬‫بقيدها ي‬
‫مماثلة للملكية أو الدين العام ن يف ممتلكات الشخص المعنوي الذي يصدرها"‪.‬‬

‫‪ 1‬بالنظر إلى الصعوبات املادية واملعنوية التي تواجه التجار في خلق أنشطة اقتصادية هامة و إنشاء مشاريع تجارية ضخمة فقد تحولت وجهت العديد منهم إلى‬
‫االستثمار الجماعي باتفاق بينهم من خالل مساهمة كل واحد منهم برأسماله في تحقيق الهدف الجماعي املوحد‪ ،‬راجع في هذا الشأن أحمد شكري السباعي‬
‫الوسيط في القانون التجاري املغربي واملقارن‪ ،‬الجزء الثاني في الشركات الطبعة الثانية ‪ 1980‬مكتبة املعارف ص ‪ ،،9‬وعز الدين بنستي‪،‬الشركات في التشريع‬
‫املغربي واملقارن الجزء األول في النظرية العامة للشركات مطبعة النجاح الجديدة الطبعة الثانية ‪ 1988‬ص‪.11‬‬
‫‪F. NIZARD la notion de titre négociable thèse Paris 2 2000 p 4.2‬‬

‫‪5‬‬
‫ن‬
‫فالمشع حاول إيجاد مفهوم وتصنيفات القيم المنقولة‪ ،‬إىل أن الصعوبة تتجىل يف عدم‬
‫وجود تعريف محدد وموحد للقيم المنقولة‪.‬‬

‫نف ن‬
‫حي عرف الفقه القيم المنقولة‪" :‬بأنها حقوق مالية قابلة للتداول يصدرها شخص‬ ‫ي‬
‫جماع تخول صاحبها حق التداخل ن يف شؤون مصدرها"‪.‬‬
‫ي‬ ‫معنوي ألجل الحصول عىل تمويل‬

‫وعرفها البعض اآلخر بأنها أوراق مالية تختلف عن األوراق التجارية من حيث األسس القانونية‬
‫وه حسب المادة ‪ 243‬من قانون شكات المساهمة‪ ،‬األسهم وسندات‬ ‫الت يقوم عليها ي‬
‫ي‬
‫االستثمارات وسندات القرض‪.‬‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫فرنش وبصدور القانون رقم ‪ 1211-82‬الصادر يف ‪ 23‬ديسمت ‪1982‬‬ ‫ي‬ ‫أما يف التشي ع ال‬
‫ن‬
‫الفرنش يف المادة ‪1‬‬
‫ي‬ ‫الجماع للقيم المنقولة حيث عرفها المشع‬
‫ي‬ ‫والمتعلق بهيئات التوظيف‬
‫يىل‪ " :‬تعتت قيما منقولة لتطبيق هذا القانون السندات الصادرة عن األشخاص المعنوية‬ ‫كما ي‬
‫تضف حقوقا مماثلة لكل‬ ‫العامة أو الخاصة القابلة لالنتقال بالقيد نف الحساب أو بالحيازة والت ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫فئة‪ ،‬وتمكن من الحصول عىل حق الدائنية العامة عىل ذمة الشخص المصدر"‪.‬‬

‫ه‬‫الت ي‬
‫ونالحظ أن هذا التعريف قد استبعد من فئة القيم المنقولة قسيمات الخزينة ي‬
‫ن‬
‫سندات لحاملها تثبت من الدائني عن المقاوالت ي‬
‫الت تصدرها مقابل تمويل تحصل عليه من‬
‫مقاولة أخرى أو مؤسسات القرض‪.3‬‬

‫بينما اعتت قانون البورصة‪ ،4‬السندات الصادرة عن أشخاص معنوية عامة أو خاصة وقابلة‬
‫ن‬
‫والت تخول بحسب كل صنف من أصنافها‬ ‫للتحويل بقيدها يف حساب أو عن طريق التداول ي‬

‫‪ 3‬طيبي كريمة‪ ،‬الطبعة القانونية للقيم المنقولة الصادرة عن شركات المساهمة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬الجزائر ‪ 2012‬صفحة ‪.17‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة الثانية من الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.211‬الصادر في ربيع الثاني ‪( 1414‬شتنبر ‪ )1993‬المتعلق ببورصة القيم‬
‫ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 4223‬صادر بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1993‬صفحة ‪.1882.‬‬

‫‪6‬‬
‫ن‬
‫ه قيم‬
‫ي‬ ‫يصدرها‪،‬‬ ‫الذي‬ ‫المعنوي‬ ‫الشخص‬ ‫متلكات‬ ‫م‬ ‫ف‬‫حقوقا مماثلة للملكية أو الدين العام ي‬
‫منقولة‪.‬‬

‫ن‬
‫أما قانون الوديع المركزي فقد اعتت يف حكم القيم المنقولة‪ ،‬سندات الديون القابلة للتداول‪،‬‬
‫ن‬
‫وكل حق مرتبط بالقيم المنقولة الواردة يف قانون البورصة سواء أكان هذا الحق قابال للتداول‬
‫لذلك‪5‬‬ ‫أم من شأنه أن يصت قابال‬

‫فمن خالل ما سبق وفضال عن شكات البورصة والوديع المركزي المذكوران أعاله واللذان‬
‫ن‬
‫يتوليان الوساطة يف إبرام المعامالت وشاء القيم المنقولة وبيعها بالوكالة أنشأت هيأت‬
‫ن‬
‫متخصصة تتوىل بدورها شاء قيم منقولة لفائدة المستثمرين وبيعها يف الوقت المناسب بناء‬
‫عىل طلبهم وإدارة المحفظات لفائدتهم‪.‬‬

‫الت تهدف باألساس إىل تفادي‬


‫الجماع ي‬
‫ي‬ ‫الت تعرف بهيئات التوظيف‬
‫ه ي‬ ‫هذه الهيئات ي‬
‫الماىل وخلق وسائل وقنوات لتشجيع فئات من المدخرين‬
‫ي‬ ‫اإلقصاء من ولوج السوق‬
‫والمستثمرين عىل توظيف موجوداتهم من القيم المنقولة بالبيع والشاء مما يوفر سيولة‬
‫ئ‬
‫وتعت االدخار‪.‬‬ ‫الماىل وتحفز‬ ‫تنعكس إيجابا عىل السوق‬
‫ي‬
‫ن‬
‫وف المغرب أحدثت بموجب الظهت رقم ‪ .213.93.1‬المعدل والمتمم بموجب القانون‬
‫ي‬
‫الجماع للقيم المنقولة تسع إىل مساعدة األشخاص الدين ال ختة‬
‫ي‬ ‫‪ 01.53‬هيئات التوظيف‬
‫لهم بسوق المال وتقنياته عىل توظيف مدخراتهم وقيمهم المنقولة عىل أحسن وجه وهذه‬
‫ن‬
‫نوعي شكات االستثمار ذات الرأسمال المتغت وصناديق التوظيف المشتكة‪.‬‬ ‫الهيئات عىل‬

‫‪ 5‬المادة األولى من قانون رقم ‪.35.96‬‬

‫‪7‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الوطت‪ ،‬حيث‬
‫ي‬ ‫االدخار‬ ‫وحماية‬ ‫بتشجيع‬ ‫وذلك‬ ‫مهمة‬ ‫ادوار‬ ‫ف‬‫حيث أن هاته األختة تتز ي‬
‫استطاعت بما لها من مزايا تشجيع المستثمرين عىل توظيف مدخراتهم وتتمثل هذه المرايا‬
‫يىل‪:‬‬
‫فيها ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ 1‬البساطة‪ :‬حيث إنه القتناء منتوج هذه الهيئات ي‬
‫يكف أن تمأل المدخر استمارة االكتتاب يف‬
‫ن‬
‫إحدى شبابيك األبناك وأداء المبلغ المقرر لذلك دون الحاجة إىل حساب أو تحت أمر يف‬
‫البورصة‪.‬‬
‫‪ 2‬الشفافية شحة لتشعب سنداتها الدوري وخضوعها لمراقبة صارمة‪.‬‬
‫‪ 3‬الضمان‪ :‬إذ تعتت هذه الهيئة وسيلة فعالة للتضامن ضد المخاطر من خالل تنوي ع‬
‫توظيفاتها‪.‬‬

‫الجماع من خالل مجموعة من الزوايا فنجد أن‬


‫ي‬ ‫الت ابرزتها هيئات التوظيف‬
‫ومع األهمية ي‬
‫اقت الحسابات من جهة أخرى‪.‬‬
‫المشع نظم لها رقابة عىل مجلس القيم من جهة ومر ي‬
‫ن‬
‫فالمشع قد نظمها من خالل مجلس القيم يف الفصول من ‪ 95‬إىل ‪ 97‬وقد أخضع هذا‬
‫الجماع للقيم‬
‫ي‬ ‫القانون لمراقبة مجلس القيم المنقولة كل من الهيئات المكلفة بالتوظيف‬
‫وماسك حسابات أسهم وحصص الهيئات‬
‫ي‬ ‫المنقولة ومؤسساتها المستة ومؤسساتها الوديعة‬
‫الجماع للقيم المنقولة‪.‬‬
‫ي‬ ‫المكلفة بالتوظيف‬

‫وتمارس هذه الرقابة إما نف ن‬


‫عي المكان بواسطة مأمور مخلف أو من خالل الوثائق‬ ‫ي‬
‫الت يطالها المجلس‪.‬‬
‫والمعلومات ي‬
‫ن‬
‫اقت الحسابات فقد نظمها المشع يف الفصول من ‪ 98‬إىل ‪ 105‬ولقد ألزم‬
‫أما من جهة مر ي‬
‫المشع المؤسسة المستة أو مجلس إدارة إحدى شكات االستثمار ذات رأس المال المتغت‬
‫ن‬
‫بتعيي مراقبا للحسابات عن كل ثالث سنوات مالية‪ .‬وتناط بمر ي‬
‫اقت الحسابات هذه مهمة‬
‫‪8‬‬
‫الجماع للقيم المنقولة‬
‫ي‬ ‫مستديمة للقيام بالتحقق من دفاتر وقيم الهيئة المكلفة بالتوظيف‬
‫ومراقبة صحة وصدق حساباتها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع القيم المنقولة‪.‬‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫تصدر شكات المساهمة اوراقا مالية أو ما اصطلح عليه يف القسم التاسع يف الباب الثامن‬
‫وه أوراق تختلف عن االوراق‬
‫من الكتاب الرابع المتعلق بالعقود الجارية بالقيم المنقولة ي‬
‫وه حسب المادة من ‪ 243‬من قانون‬
‫الت تقوم عليها‪ ،‬ي‬
‫التجارية من حيث األسس القانونية ي‬
‫مغرن‪ .‬االسهم وشهادات االستثمار وسندات القرض‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشكات ال‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لألسهم‬

‫وه تمثل القيمة المالية‬


‫الت تصدرها شكات المساهمة‪ ،‬ي‬‫تشكل األسهم أهم القيم المنقولة ي‬
‫ن‬
‫الت يساهم بها المساهم يف الشكة‪ ،‬إذ أن رأسمال هذه األختة يقسم إىل أقسام القيمة‪ ،‬كل‬
‫ي‬
‫قسم يمثله سهم‪.‬‬

‫المغرن خفض الحد‬


‫ي‬ ‫وبالرجوع اىل التعديل الجديد القانون رقم( ‪ 6) 20.05‬نجد أن المشع‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫االدن للقيمة االسمية لالسهم إىل ‪ 50‬درهما ‪ ،‬وبالنسبة للشكات المقيدة اسهمها يف البورصة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫إىل ‪ 10‬دراهم (‪ )246‬يف صيغتها الجديدة) وذلك بغرض التشجيع عىل االكتتاب يف أسهم‬
‫ن‬
‫شكات المساهمة من قبل المدخرين الصغار ‪ ،‬ولضمان سيولة افضل لالسهم المسعرة يف‬
‫الت تصعب فيها المعامالت بالنسبة للمذخري الصغار‪.7‬‬‫البورصة بغرض تنشيط هذه األختة ي‬
‫الت تصدرها شكات المساهمة؟! بالنسبة ألنواع االسهم ي‬
‫فه متعددة‬ ‫ه أنواع االسهم ي‬
‫فما ي‬

‫‪ 6‬املادة ‪.246‬‬
‫‪ 7‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد‪ ،‬الجزء الثاني الشركات التجارية‪ ،‬دار االفاق العربية للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫االسهم نجد‪ :‬االسهم‬ ‫الت تقف وراء إصدار السهم فمن أهم أنواع‬
‫ومتنوعة‪ ،‬نظرا االسباب ي‬
‫الرأسمال‪ ،‬نف ن‬ ‫ن‬
‫حي أن‬ ‫ي‬ ‫الت تمثل المساهمة النقدية يف‬
‫ه ي‬ ‫النقدية العينية‪ :‬فاألسهم النقدية ي‬
‫المغرن نجد‬
‫ي‬ ‫االسهم العينية تمثل المساهمة فيه‪ ،‬وبالرجوع إىل المادة ‪ 21‬من قانون الشكات‬
‫الباف‬
‫ي‬ ‫أن المشع نص عىل أنه االسهم العينية يجب الوفاء بها كاملة عند تأسيس الشكة‪ ،‬أما‬
‫األساس كيفية الوفاء به‪.‬‬
‫ي‬ ‫فيحدد النظام‬

‫ن‬
‫أما بالنسبة لالسهم العادية و االسهم الممتازة‪ :‬فإذا كان األصل يف االسهم أن تكون عادية أي‬
‫األساس يسمح‬
‫ي‬ ‫تمنح ألصحابها حقوقا متساوية ‪ ،‬فإن ليس هناك ما يمنع الشكة اذا كان نظامها‬
‫بذلك مثال إعطاء فائدة من االسهم منافع و حقوقا ال تمنحها االسهم العادية مثل نسبة‬
‫مقطوعة من االرباح قبل توزيعها أو حق العضوية نف مجلس اإلدارة ‪ ،‬أو إعطاء السهم ر‬
‫أكت من‬ ‫ي‬
‫صوت واحد اثناء التصويت‪8.‬‬

‫ن‬
‫المغرن يف الفقرة األوىل من المادة ‪245‬‬
‫ي‬ ‫أما االسهم االسمية واالسهم للحامل‪ :‬نص المشع‬
‫المغرن عىل أنه تكون االسهم وسندات القرض أما أسمية أو لحاملها‪.‬‬
‫ي‬ ‫من قانون الشكات‬

‫ن‬
‫فاألسهم االسمية ال تتجسد ماديا يف شكل صكوك وانما بمجرد المناولة وغالبا ما يفضل‬
‫المساهمون شكل السهم للحامل لما يوفره من سهولة التداول‪ ،‬واقتصاد تكلفته بإضافة إىل‬
‫الشية الحيازة‪.‬‬

‫‪ 8‬املادة ‪ 262‬قانون الشركات املغربي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ثانيا‪ :‬سندات القرض‬

‫باف القيم‬ ‫ن ن‬
‫المغرن سندات القرض وانما حدد لها متتي تشتك فيهما مع ي‬
‫ي‬ ‫لم يعرف المشع‬
‫المنقولة و هما قابلية هذه السندات للتداول وعرفها بعض الفقه‪ 9‬بأنها أوراق مالية قابلة‬
‫للتداول‪ ،‬تصدرها شكات المساهمة و تطرحها االكتتاب العام للحصول عىل قرض طويل االجل‬
‫ن يف الغالب‪.‬‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫نوعي من السندات‪ :‬سندات القرض‬ ‫وف جميع االحوال يمكن لشكات المساهمة أن تصدر‬
‫ي‬
‫اسهم‪10.‬‬ ‫العادية ‪ ،‬و سندات القرض القابلة للتحويل إىل‬

‫ولكن التساؤل المطروح فيما يخص سندات القرض هو‪ :‬هل يمكن لدائن صاحب سندات‬
‫ن‬
‫القرض سواء االسمية أو يعتت مساهما يف الشكة؟‬

‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫‪11‬‬


‫يعت صاحب السند و صاحب السهم يكمن يف‬
‫يرى بعض الفقه أن االختالف بي الطرفي ي‬
‫منطق التمويل‪.‬‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫بالنسبة للمساهم ينطلق يف تمويله من رغبته يف تقوية األموال الخاصة الشخص المعنوي‬
‫المصدر‬

‫أما بالنسبة الدائن السندي‪ ،‬فإن أمواله تمكن الشخص المعنوي المصدر من موارد مالية‬
‫لمواجهة احتياجات طارئة‪.‬‬

‫‪ 9‬فؤاد معالل ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪266‬‬

‫‪ 10‬للمزيد من التفاصيل حول سندات القرض راجع فؤاد معالل ص ‪226- 232‬‬
‫‪ 11‬محمد سعيد الراض ي ص‪.62‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالثا‪ :‬شهادات االستثمار‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫تمت قانون ‪ 17.95‬بخلق ورقة مالية جديدة‪ ،‬تتمثل يف شهادات االستثمار‪ ،‬وقد اخذ القانون‬
‫الفرنش لسنة ‪ 1983‬المتعلق بتطوير وتنمية االستثمار‬
‫ي‬ ‫المغرن هذه التقنية عن القانون‬
‫ي‬
‫وحماية االدخار‪.‬‬

‫ن‬
‫المساهمي اصحاب األغلبية‬ ‫عندما اقر المشع هذه الورقة الجديدة فإنه سع إىل إعطاء‬
‫فرصا اخرى لتوسيع القدرة المالية للشكة دون التأثت عىل مراكز القرار فيها‪.‬‬

‫الثان‪ :‬رشوط ومساطر رهن القيم المنقولة‪.‬‬


‫ي‬ ‫المطلب‬

‫إذا كانت القيم المنقولة مجموعة حقوق صادرة مبدئيا عن شخص معنوي تخول لمالكها‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫مجموعة من االمتيازات‪ ،‬من بينها الحق يف تداول تلك القيم وهذا ما نص عليه المشع يف‬
‫الفصل ‪ 1174‬من ق‪.‬ل‪ .‬ع‪ .‬وقد جاء فيه‪ ”:‬كل ما يجوز بيعه بيعا صحيحا يجوز رهنه‪ “.‬ونظرا‬
‫لكون موضوعنا يتعلق برهن القيم المنقولة فان إجراءات إنشاء هذا الرهن تختلف بحسب ما‬
‫ن‬
‫إذا كانت القيم المراد رهنها يف حكم المنقوالت المعنوية او المادية‪.‬‬

‫ن‬
‫وسنحاول يف هذا المطلب التطرق إىل شوط رهن القيم المنقولة (الفقرة األوىل)‪ ،‬ثم نتطرق‬
‫ن‬
‫يف (الفقرة الثانية) إىل مسطرة رهن القيم المنقولة‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬رشوط رهن القيم المنقولة‪.‬‬

‫ن‬
‫يشتط يف القيم المنقولة محل الرهن أن تكون قابلة للتداول وأن تكون مملوكة للراهن‬
‫وقابلة للتسليم أو الحيازة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫*بالنسبة ر‬
‫لشط القابلية للتداول ‪ :‬فبالرجوع إىل مجموعة من النصوص القانونية خصوصا‬
‫ن‬
‫يتبي أن‬ ‫المواد ‪ 12292‬؛‪13285‬؛ ‪14 247‬من القانون رقم ‪ 17.95‬المنظم لشكات المساهمة‪،‬‬
‫ن‬
‫المشع حدد تاري خ بداية تداول القيم المنقولة‪ ،‬بعد تقييد الشكة يف السجل التجاري‪ ,‬أو‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫متواليتي و بعد الموافقة‬ ‫ماليتي‬ ‫لسنتي‬ ‫تحقيق الزيادة يف رأس المال أو بعد اختتام الشكة‬
‫ن‬
‫المساهمي ‪.15‬‬ ‫عىل قوائمها التكيبية من طرف‬

‫وتعد القابلة للتداول خاصية مشتكة ن‬


‫بي جميع القيم المنقولة الن التداول يدور مع القيم‬
‫المنقولة وجودا و عدما‪ ،‬إضافة إىل ذلك التداول يعتت من النظام العام و يستفاد ذلك من‬
‫يىل‪” :‬إن شكة المساهمة شكة تجارية بحسب‬ ‫المادة األوىل من ق‪.‬ش‪.‬م‪ .‬ي‬
‫الت تنص عىل ما ي‬
‫شكلها و كيفما كان غرضها يقسم رأسمالها إىل أسهم قابلة للتداول ممثلة لحصص نقدية أو‬
‫المغرن اعتت قابلية‬
‫ي‬ ‫عينية دون حصة صناعية "‪.‬وبناء عىل هذه المادة يمكن القول أن المشع‬
‫ن‬
‫بالتاىل ال يجوز االتفاق عىل‬
‫ي‬ ‫التداول احد العنارص األساسية يف تعريفه لشكات األموال و‬
‫ن‬
‫إسقاطها يف نظام الشكة‪.‬‬

‫السباع‪ 16‬يذهب إىل القول‬


‫ي‬ ‫ونظرا ألهمية خاصية التداول فان الفقيه األستاذ أحمد شكري‬
‫إن انتفاء هذه الخاصية ن‬
‫(يعت التداول) عن القيم المنقولة يخرج الشكة المصدرة لها من طائفة‬
‫ي‬
‫ن‬
‫الفرنش يف أحد القرارات الصادرة عنه والذي تضمن” أن‬
‫ي‬ ‫شكات االموال ‪,‬وهذا ما أكده القضاء‬
‫ن‬
‫األساس لشكة مساهمة‪ ،‬يزيل عنها صفة‬
‫ي‬ ‫النص عىل عدم قابلية األسهم للتداول يف النظام‬

‫‪ "12‬سندات القرض سندات قابلة للتداول تمنح برسم نفس اإلصدار‪ ،‬نفس حقوق الدين‪ ،‬عن نفس القيمة االسمية‪ .‬ال يمكن أن تقل هذه القيمة االسمية عن‬
‫‪50‬درها غير انه بالنسبة للشركات املقيدة أسهمها في بورصة القيم يحدد الحد األدنى للقيمة االسمية في ‪ 10‬دراهم‪”.‬‬
‫‪“ 13‬يجب أن تكون شهادة حق التصويت اسمية‪ .‬وتكون شهادة االستثمار قابلة للتداول‪ ،‬وتساوي قيمتها االسمية قيمة األسهم وحينما تكون األسهم مقسمة‬
‫تكون شهادات االستثمار كذلك”‪.‬‬
‫‪“14‬ال تصبح األسهم قابلة للتداول إال بعد تقييد الشركة في السجل التجاري أو تحقيق الزيادة في رأس املال”‪.‬‬
‫‪ 15‬تنص الفقرة األولى من املادة ‪ 293‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪ .‬على ما يلي‪ :‬ال يسمح بإصدار هذه السندات إال لشركات املساهمة‪ ،‬التي تم إنشاؤها منذ سنتين واختتمت‬
‫سنتين ماليتين متواليتين وتمت املوافقة على قوائمها التركيبية من طرف املساهمين”‪.‬‬
‫‪16‬احمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في الشركات واملجموعات وذات النفع االقتصادي شركات املساهمة‪ ،‬الجزء‪ ،3‬املعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،1998 ،‬ص‪.315.‬‬

‫‪13‬‬
‫ن‬
‫المساهمة‪ ،‬و أن النص يف عقد إحدى شكات األشخاص عىل قابلية الحصة للتداول يجعلها‬
‫شكة مساهمة مختلة التأسيس‪.17‬‬

‫*أن يكون المرهون مملوكا للمدين و قابال للتسليم ‪ :‬بالرجوع إىل ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬و بالضبط‬
‫ن‬
‫الفصل‪ 1171‬نجد أن المشع اشتط لصحة الرهن الحيازي توفر أهلية التضف بعوض يف‬
‫بالتاىل فإذا لم يقم الراهن للقيم المنقولة محل الرهن أو متضفا فيها فيتصور‬
‫ي‬ ‫الشء المرهون و‬
‫ي‬
‫يرهنه‪18.‬‬ ‫بالتاىل ال‬ ‫الشء ال يعطيه و‬
‫ي‬ ‫انه يستطيع منح المرتهن أي حق عليها الن فاقد ي‬

‫يشتط كذلك يف المرهون أن يكون قابال للتسليم أو الحيازة ‪ : 19‬ذلك أن هذه األختة‬ ‫*و ر‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫عيت يقوم عىل أساس‬‫تعتت ركنا يف عقد الرهن الحيازي و ال ينعقد بدونها‪ ،‬ألن عقد الرهن عقد ي‬
‫انتقال حيازة المرهون إىل الدائن المرتهن‪ ،‬الن القيم المنقولة إما أن تكون ن يف حكم المنقوالت‬
‫ن‬
‫المادية يثبت تسليمها بحيازة السند‪ ،‬و إما أن تكون يف حكم المنقوالت المعنوية‪ ،‬أي القيم‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الت يثبت تسليمها حكما بالقيد يف سجالت الشكة أو بالقيد يف‬ ‫المنقولة االسمية أو المسعرة ي‬
‫الحساب‪.20‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مساطر رهن القيم المنقولة‪.‬‬


‫ن‬
‫الت تتتب عىل القيم المنقولة‪ ،‬التداول والتص رف يف ملكيتها حيث تعتت‬
‫إن أهم الحقوق ي‬
‫الت تقوم عليها ش ركات األموال‪.‬‬
‫هذه الحقوق من األساس يات ي‬

‫أل ن ه ذه األ ختة ال تقوم عىل الطابع الشخص ي للش ركاء كما هو الحال بالنس بة لش ركات‬
‫ن‬
‫يعت المساس‬
‫األش خاص‪ ،‬و الج دير بال ذكر أن التص رف و التنازل عن القيم المنقول ة‪ ،‬ال ي‬

‫‪ 17‬قرار صادر عن محكمة النقض الفرنسية أشار إليه احمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري واملقارن‪ ،‬الجزء‪ ،6‬املعرفة‪ ،‬الرباط‪،1984 ،‬‬
‫ص‪143.‬‬
‫‪ 18‬احمد شكري السباعي‪ ،‬م س‪ ،.‬ص ‪.344‬‬
‫‪19‬ينص الفصل ‪ 1188‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬على انه‪ ”:‬يتم الرهن الحيازي بتراض ي الطرفين على إنشاء الرهن زيادة على ذلك بتسليم الش يء املوهون فعليا أو إلى أحد من‬
‫الغير يتفق عليه املتعاقدين”‪.‬‬
‫‪ 20‬محمد الدغماوي‪ ،‬رهن القيم املنقولة‪ ،‬رسالة لنيل املاستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬مراكش‪ ،2015-2014 ،‬ص‪51.‬‬

‫‪14‬‬
‫ن‬
‫وبالتاىل فالش ركة‬
‫ي‬ ‫أخر‬ ‫محل‬ ‫مساهم‬ ‫إحالل‬ ‫ف‬‫برأس مال الش ركة‪ ،‬فواقع ة التنازل و التص رف تكمن ي‬
‫ال ت دفع قيم ة األس هم والسندات الت يتم التنازل و التضف نف ملكيتها‪21.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫وبالرجوع إىل مقتض يات المادة ‪ 245‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪ .‬نجد أن المش رع ينص عىل أن‪ ”:‬الس ند‬
‫ن‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫”‬ ‫المناولة‬ ‫بمجرد‬ ‫ينتقل‬ ‫للحامل‬ ‫ند‬ ‫الس‬ ‫بينما‬ ‫جل‪،‬‬ ‫الس‬ ‫ف‬ ‫االس ي‬
‫ىم ينتقل بإجراء تحويل ي‬
‫فان رهن القيم المنقولة يختلف باختالف شكل هذه األختة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رهن القيم المنقولة للحامل‪.‬‬

‫المغرن كيفي ة رهن القيم لحاملها أول مرة من خالل ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬وقد‬
‫ي‬ ‫لق د عال ج المش رع‬
‫اس تعمل عبارة "س ندات لحاملها" واشتط أن تس لم داخل ظرف مغلق و إذا سلمت النقود من‬
‫غت أن يغلق عليها‪ ،‬طبقت عليها عىل سبيل القياس أحكام القرض‪.‬‬

‫ولكن إذا كان المشع قد فرض شكلية معينة النعقاد رهن القيم المنقولة لحاملها ن يف ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫بشء من البساط ة و التساهل و دون‬
‫فإنه عىل نقيض من ذلك تعامل مع رهن القيم لحاملها ي‬
‫التش بث بالش كليات و يتض ح ذلك من خالل قراءة الفقرة الرابع ة من المادة ‪ 245‬م ن ق‪.‬ش‪.‬م‪.‬‬
‫حي ث نص عىل انه ينتقل الس ند للحامل بمجرد المناولة‪ 22‬أما المش رع المص ري فق د تناول رهن‬
‫القيم لحاملها من خالل القانون التجاري الجدي د رقم ‪ 17‬لسنة ‪ ،1999‬وذلك من خالل المادة‬
‫‪ 120‬الفقرة الثالثة حيث جاء فيها ‪":‬تنقل حيازة الحقوق بالصكوك الثابتة فيها‪ ،‬وإذا كان الصك‬
‫مودعا عند الغت اعتت تسليم إيصال اإليداع بمثابة تس ليم الصك ذاته بش رط أن يكون ه ذا‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫األخت معينا ل دى الدائن المرتهن‪ ،‬و يف هذه الحالة يعتت المودع قد تخىل عن كل حق له يف‬

‫‪ 21‬محمد الدغماوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪58 .‬‬


‫‪ 22‬املادة ‪ 245‬من ق ل ع إ"ن القيم املنقولة اإلسمية ال تجسم ماديا‪ .‬وينتج حق حاملها بمجرد تقييدها في سجل التحويالت املشار إليه في الفقرة األخيرة من هذه‬
‫املادة‪ .‬كل سند لم يتم إنشاؤه ماديا‪ ،‬يعتبر إسميا‪ .‬يمكن لكل حامل قيمة منقولة أن يختار بين الشكل اإلسمي والشكل للحامل ما لم ينص القانون على خالف‬
‫ذلك"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫حبس الصك لحسابه لسبب سابق عىل الرهن‪ ،‬ما لم يكن قد احتفظ بهذا الحق عند قبوله‬
‫حيازة الصك لحساب الدائن المرتهن‪." 23‬‬
‫ن‬
‫المغرن نص المش رع الفرنس ي يف قانون ‪ 3‬يناير ‪ 1983‬انه‬
‫ي‬ ‫و عىل نقيض المش رع المص ري و‬
‫لم يع د باإلمك ان رهن القيم لحاملها عن طريق التس ليم المادي‪ ،‬ذلك أن األمر يحتم تس جيل‬
‫ن‬
‫القيم للحامل يف حساب خاص و ينجز الرهن عن طريق توقيعه من صاحبه‪ ،‬و يتضمن المبلغ‬
‫ن‬
‫المدين به‪ ،‬و طبيعة السند المرهون‪ ،‬و يفت ح ه ذا الحس اب يف اسم صاحبه و يمس كه الش خص‬
‫االعتباري ال ذي أص دره أو الوس يط الماىل‪ ،‬و يس لم لل دائن المرتهن ش هادة بإنشاء الرهن‪24.‬‬
‫ي‬

‫وق د واصل المش رع الفرنس ي اإلص الح من خالل قانون ‪ 09‬يوليوز ‪ ،1991‬ال ذي تض من‬
‫الت تخضع لها القيم المنقولة والحصص‬
‫مقتض يات جدي دة تخص التأمينات القضائي ة ي‬
‫االجتماعية بصفة عامة‪.‬‬
‫ئ‬
‫قضان النعقاد الرهن‪ ،‬بعد القيام‬ ‫حيث ألزم المشع الدائن بتقديم طلب ترخيص‬
‫ي‬
‫الت تكون مؤقتة ونهائية‪.‬‬
‫باإلشهارات‪ ،‬هذه األختة ي‬
‫ئ‬
‫القضان لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد حسب‬ ‫ن‬
‫التامي‬ ‫فاإلشهار المؤقت هو الذي يحفظ‬
‫ي‬
‫الفصل ‪ 257‬من قانون ‪ 9‬يوليوز‪.1991‬‬
‫ن ن‬ ‫ئ‬
‫يلع يف حالة عدم‬ ‫النهان‪ ،‬فيتم خالل ش هرين من إقامة اإلش هار المؤقت الذي‬
‫ي‬ ‫إما اإلش هار‬
‫النهان ‪ ،‬و نشت إىل أن هذه اإلجراءات تخص القيم المنقولة كيفما كان شكلها‪25.‬‬‫ئ‬ ‫إجراء اإلش هار‬
‫ي‬

‫‪ 23‬يوسف طباش‪ ،‬تحقيق رهن القيم املنقولة في التشريع املغربي واملقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق السويس ي‪ ،2004،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 24‬بخصوص قيد القيم لحاملها في الحساب لدى املشرع الفرنس ي‪ ،‬راجع احمد شكري السباعي‪ ]،‬الوسيط في القانون التجاري…‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ص‪153 .‬‬
‫‪25‬يوسف طباش‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪41 .‬‬

‫‪16‬‬
‫ن‬
‫إضافة إىل ذلك تضيف التشيعات المقارنة شكلية أخرى يف تسليم المرهون (القيم لحاملها)‬
‫إىل الدائن المرتهن أو إىل أحد األغيار‪ ،‬وبقاء المرهون تحت يده إىل ن‬
‫حي انتهاء مدة العقد‪ ،‬وهذا‬
‫ن‬
‫المغرن يف المادة ‪ 539‬من مدونة التجارة عىل أنه‪ ”:‬إذا س بق للدائن‬
‫ي‬ ‫ما نص عليه المش رع‬
‫المرتهن أن حاز سندات القيم عىل اعتبار آخر‪ ،‬عاد حائزا لها كدائن مرتهن من وقت إبرام الرهن‪.‬‬

‫إذا كانت الس ندات المرهون ة بيد الغت العتبار آخر‪ ،‬فال يعد الدائن المرتهن حائزا لها إال ابتداء‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يتعي عليه فتحه عند أول طلب‪“.‬‬ ‫من التاري خ الذي يقيدها هذا الغت يف حساب خاص‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الت يتطلب‬
‫متر التشيعات يف اشتاط الحيازة يتمثل يف كون عقد الرهن من العقود العينية ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫دائت الراهن اآلخرين من حيث‬
‫فيها التسليم‪ ،‬إضافة إىل رغبتها يف إزالة كل شك يمكن أن يهدد ي‬
‫بالتاىل مصدرا‬
‫ي‬ ‫اعتبار القيم المرهونة الموجودة تحت يده‪ ،‬مازالت جزءا من ثروته الخاصة و‬
‫لالستدانة‪26.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رهن القيم المنقولة االسمية‪.‬‬


‫ن‬
‫االسىم تجاه األغيار بإجراء‬
‫ي‬ ‫نص المشع يف المادة ‪ 245‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪ .‬عىل انه‪ ":‬ينتقل السند‬
‫تحويل ن يف السجل المعد لهذا الغرض‪.‬‬

‫االجتماع سجال‪ ،‬يسىم سجل التحويالت‪،‬‬


‫ي‬ ‫يجب عىل كل شكة مساهمة أن تمسك بمقرها‬
‫يقيد به ترتيبيا وبمراعاة تاريخها االكتتابات والتحويالت لكل فئة من القيم المنقولة االسمية‪،‬‬
‫وترقم صفحاتها‪ ،‬ويوقع عليه من طرف رئيس المحكمة‪.‬‬

‫يحق لكل حامل لقيمة اس مية صادرة عن ش ركة‪ ،‬أن يحصل عىل نس خة مش هود بمطابقتها‬
‫ن‬
‫وف حالة ضياع السجل تمنح‬ ‫من طرف رئيس مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬ي‬
‫للنسخ قوة اإلثبات"‪.‬‬

‫‪ 26‬يوسف طباش‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.24‬‬

‫‪17‬‬
‫فمن خالل هذه المقتض يات التش ريعية‪ ،‬نالحظ أن المش رع قد أعط لس جالت الش ركة قوة‬
‫ثبوتية قاطعة‪ ،‬بحيث يجب أن تتضمن هذه السجالت أي تغيت‬
‫ن‬
‫يطرأ عىل مس توى ملكية القيم المنقولة االسمية حت يحتج بها ضد األغيار‪ ،‬و يف مواجهة‬
‫الشكاء و الشكة نفسها‪ ،‬أما بخصوص رهن األسهم و السندات االس مية للش ركات المالية‬
‫ن‬
‫الت يتم انتقالها بتقييدها يف سجالت الشكة‪ ،‬فإنه يمكن أن‬
‫والص ناعية والتجارية أو المدنية و ي‬
‫يتم تقييد ما يفيد رهنها نف تلك السجالت‪27.‬‬
‫ي‬

‫المغرن إمكانية إخضاع رهن األسهم االسمية رهنا حيازيا‬


‫ي‬ ‫إضافة إىل ذلك أعط المشع‬
‫ن‬
‫بموافقة الشكة المصدرة‪ ،‬أما عند الشوع يف مسطرة التحقيق الجتي للقيم المرهونة‪ ،‬فتعتت‬
‫الموافقة عىل مش روع الرهن الحيازي بمثابة قبول المفوت إليه‪ ،‬إال إذا فض لت الش ركة المصدرة‬
‫رأسمالها‪28.‬‬ ‫بعد التفويت إعادة شاء األسهم قصد تخفيض‬
‫ن‬
‫وإذا ك ان م ا قي ل ينطبق عىل القيم االس مية الص ادرة عن الش ركات غت المس عرة أس همها يف‬
‫البورص ة‪ ،‬الغت المقبول ة س نداتها ل دى عمليات الوديع المركزي‪ ،‬فإنه ا تعتت مقبول ة بحكم‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الق انون‪ ،‬فالمش رع ق د ح دد كيفي ة رهن القيم المنقول ة يف حساب اته بحيث يتم رهنه ا يف‬
‫الحساب رهنا حيازيا تجاه الشخص المعنوي المصدر أو تجاه األغيار وذلك مقابل تضي ح‬
‫مؤرخ وموقع من صاحب الحساب‪ ،‬ويجب أن يحدد التضي ح المبلغ المستحق مبلغ السندات‬
‫المرهونة وطبيعتها‪.‬‬

‫يتم تحويل الس ندات المرهونة إىل حساب خاص مفتوح باسم صاحبه و ممسوك من طرف‬
‫الشخص المعنوي المصدر‪ ،‬حيث يتم تسليم شهادة إقامة الرهن الحيازي للدائن المرتهن و‬

‫‪ 27‬راجع املادة ‪ 1197‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬


‫‪ 28‬راجع املادة ‪ 256‬من ق‪.‬ش‪.‬م‪ ،‬واملادة ‪ 59‬من القانون ‪ 05.96‬املتعلق بشركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم والشركة ذات‬
‫املسؤولية املحدودة وشركة املحاصة‪ 13( ،‬فبراير ‪ ،)1997‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 4478‬بتاريخ (‪1‬ماي ‪ )1997‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.97.49‬الصادر في ‪ 5‬شوال ‪ 1417‬ص‪.‬‬
‫‪1058‬‬

‫‪18‬‬
‫ن‬
‫الت تس تبدل أو تس تكمل بها السندات المرهونة عن‬
‫ي‬ ‫ندات‬ ‫الس‬ ‫جميع‬ ‫الرهن‬ ‫وعاء‬ ‫ف‬‫تدخل ي‬
‫طريق التبادل أو التجميع أو القسمة أو الرصد دون مقابل أو االكتتاب نقدا أو بوسيلة أخرى‪،‬‬
‫الحساب‪29.‬‬ ‫ما لم يتم االتفاق عىل خالف ذلك منذ تاري خ التضي ح المقدم من طرف صاحب‬
‫ن‬ ‫أما عن أثار رهن القيم المنقولة‪ ،‬فتتجىل نف ن‬
‫طرف عقد رهن القيم‬‫ي‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫حقوق‬‫و‬ ‫امات‬‫الت‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الثان‪.‬‬
‫المنقولة‪ ،‬الدائن المرتهن و المدين الراهن و هذا ما سنتناوله يف المبحث ي‬

‫‪ 29‬راجع املادة ‪ 35‬من قانون رقم ‪ 35.96‬املتعلق بإحداث وديع مركزي وتأسيس نظام عام لقيد بعض القيم في الحساب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الثان‪:‬‬
‫ي‬ ‫المبحث‬

‫آثار رهن القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المغرن‬
‫ي‬ ‫يدخل رهن القيم المنقولة ضمن دائرة الضمانات العينية ‪ ،‬حيث رتب المشع‬
‫مجموعة من االثار القانونية ضمن مجموعة من النصوص التشيعية المخصصة لهذه‬
‫ن‬
‫القواني وعىل رأسها‬ ‫الضمانات وقد عالج موضوع رهن القيم المنقولة ضمن مجموعة من‬
‫ن‬
‫االلتامات والعقود من خالل الفصل ( ‪ ) 1124‬وأيضا قانون المسطرة المدنية من خالل‬ ‫قانون‬
‫يع مع صدور مدونة التجارة سنة‬
‫مقتضيات التنفيذ الجتي عىل المنقول وتواىل االهتمام التش ي‬
‫‪ 1996‬من خالل المادة ( ‪ ) 340‬المتعلقة بتحقيق الرهن الحيازي والتجاري ‪ ،‬كل ذلك بغية‬
‫حماية حقوق الغت من الضياع إثر وجود الرهن عىل هذه القيم المنقولة‪.‬‬

‫ن‬
‫والتامات‬ ‫ن‬
‫يقتض منا لدراسة آثار رهن القيم المنقولة التطرق اىل حقوق‬ ‫وعليه فإنه‬
‫ي‬
‫المتعاقدين ضمن عملية رهن القيم المنقولة حيث يستوجب منا التطرق اىل حقوق ن‬
‫والتامات‬
‫ن‬
‫الثان)‪.‬‬ ‫ن‬
‫المدين الراهن (المطلب األول) وحقوق والتامات الدائن المرتهن (المطلب ي‬
‫المطلب األول‪ :‬حقوق ر‬
‫والتامات المدين الراهن للقيم المنقولة‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يتتب عىل رهن القيم المنقولة آثار يف مواجهة أطراف العملية التعاقدية والمتمثلة يف‬
‫ن‬ ‫مآبي الراهن والمرتهن فكل ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫التام يتحمله الراهن فهو يف نفس‬ ‫وااللتامات المتبادلة‬ ‫الحقوق‬
‫الوقت حق للمرتهن والعكس صحيح‪.‬‬

‫ن‬
‫فقرتي‪ ،‬حقوق المدين الراهن (الفقرة‬ ‫ن‬
‫وااللتامات ضمن‬ ‫وقد ارتأينا توضيح هذه الحقوق‬
‫األوىل) ن‬
‫والتامات المدين الراهن (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬حقوق المدين الراهن‪:‬‬


‫ن‬
‫إن المدين الراهن شأنه شأن الدائن له حقوق عىل القيم المنقولة الناتجة عن حقه يف ملكية‬
‫تلك القيم المرهونة فالرهن ال ن ن‬
‫يتع الملكية من الراهن كما هو معلوم‪ ،‬رغم ان هذا الرهن يحد‬
‫التميت نف إطار هذه الحقوق ن‬
‫بي الحقوق‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫من المزايا الممنوحة له يف إطار هذه الملكية‪ ،‬ووجب‬
‫ي‬

‫‪21‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وبي حقوق تفرضها طبيعة الرهن‬ ‫المتعلقة بصفة الشيك او المساهم يف الشكة (أوال)‬
‫الحيازي(ثانيا)‪.‬‬

‫الشيك او المساهم ف ر‬
‫الشكة‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬حقوق المتعلقة بصفة ر‬
‫ي‬
‫ن‬
‫مما ال شك فيه أن الشيك او المساهم يف الشكة يبف من أهم من له حقوق عىل القيم‬
‫ن‬
‫المنقولة المرهونة وذلك ناتج عن حقه يف ملكية هذه القيم‪ ،‬إذ كما سبق وذكرنا ان الرهن ال‬
‫نن‬
‫يتع هذه القيم من ملكية راهنها بل يحد من المزايا المخولة له إثر هذا الحق‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الحقوق يف حق التصويت (‪ )1‬وحق االعالم (‪ )2‬وحق االكتتاب يف أسهم جديدة‪(3).‬‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫األكت أهمية للمساهم أو الشيك يف‬ ‫‪ )1‬الحق يف التصويت‪ :‬هو أحد الحقوق الفردية‬
‫إدارة الشكة‪ ،‬والذي يسمح له باتخاذ القرارات نف الجمعيات العامة للشكة كيفما كان نوعها‪30‬‬
‫ي‬
‫حيث تنص المادة ‪ 259‬من قانون ‪ 17-95‬عىل انه "يكون مع مراعاة أحكام المواد ‪ 257‬و‪260‬‬
‫ن‬
‫و‪ 261‬حق التصويت المتتب عن أسهم راس المال أو أسهم االنتفاع كما تم تعريفها يف المادة‬
‫ن‬
‫ويعط كل سهم الحق يف صوت واحد عىل‬ ‫ي‬ ‫‪ ،202‬متناسبا مع نصيب راس المال الذي يمثله‪،‬‬
‫ن‬
‫األقل‪ .‬ويعد كل شط مخالف كأن لم يكن‪ .‬ويحتفظ المدين الراهن بهذا الحق يف حالة رهن‬
‫القيم المنقولة‪ ،‬إعماال للفقرة األختة من المادة ‪ 129‬من القانون نفسه‪ ،‬حيث نصت عىل انه‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يف حالة رهن األسهم حيازيا فان مالكها ال يفقد حقه يف التصويت‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ )2‬الحق يف اإلعالم‪ :‬يتمتع المساهم بالحق يف اإلعالم حول وضعية الشكة وأفاق‬
‫ن‬
‫المساهمي قبل انعقاد الجمعيات العامة‬ ‫تطورها‪ ،‬وهدف المشع من وراء فرض وجوب إعالم‬
‫هو تمكينهم من إبداء الرأي وإصدار قرار دقيق فيما يخص إدارة أعمال الشكة وستها فان‬
‫وبي الشكة‪ ،‬ال يحول بينه ن‬
‫وبي االستفادة‬ ‫الراهن المساهم لهذه القيم الت تعتت الرابطة بينه ن‬
‫ي‬

‫‪ 30‬محمد الدغماوي‪ ،‬رسالة لنيل املاستر في القانون الخاص‪ ،‬تحت عنوان رهن القيم املنقولة‪ ،‬بجامعة القاض ي عياض بمراكش ‪ 2015-2014،‬ص‪.51‬‬

‫‪22‬‬
‫الت يستمد منها‬
‫من هذا الحق‪ ،‬بحيث يبف من حقه االطالع عىل الوثائق المحاسبية للشكة ي‬
‫الت تساعده عىل الخروج بفكرة موضوعية عن حقيقة الوضعية المالية للشكة‪.31‬‬
‫المعلومات ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ )3‬حق االكتتاب يف أسهم جديدة‪ :‬يبف للمدين الراهن الحق يف االكتتاب يف األسهم لزيادة‬
‫ن‬
‫وبالتاىل يظل متمتعا بصفته كمساهم يف‬
‫ي‬ ‫رأس المال‪ ،‬مادام انه يبف مالكا لألسهم المرهونة‪،‬‬
‫ن‬
‫وف حالة‬‫شكات المساهمة‪ ،‬ويطبق هذا الحكم عند تحويل جزء من رأس المال إىل أسهم‪ ،‬ي‬
‫ن‬
‫للمساهمي‪.‬‬ ‫تحويل جزء من األرباح إىل أسهم تسلم‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق تفرضها طبيعة عقد الرهن الحيازي‬

‫يىل‪:‬‬ ‫ن‬
‫تتمثل هذه الحقوق يف ما ي‬

‫‪ .1‬حق إنشاء رهن الحق عىل القيم المرهونة‪:‬‬

‫إن ملكية القيم المرهونة ال تنتقل بالرهن إىل الدائن المرتهن‪ ،‬بل تبف بيد المدين الراهن‪ ،‬فهذا‬
‫األخت يملك حق إنشاء رهن الحق عليها‪ ،‬وذلك وفق المسطرة المحددة لرهن القيم المشار‬
‫ئ‬
‫إليها سابقا‪ ،‬وبموجب الفصل(‪ )1128‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فأنه يجوز لمن رهن ي‬
‫ينش عليه‬ ‫سء ان‬ ‫‪32‬‬

‫ن‬
‫وف هذه الحالة يحوز المرتهن الحائز األول القيم المرهونة لحساب‬
‫رهنا آخر ذا مرتبة ثانية ي‬
‫الثان كما يحوزها لحساب نفسه‪ ،‬وذلك ابتداء من الوقت الذي يخطر فيه بطريقة‬ ‫المرتهن ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫الثان‪.‬‬
‫قانونية من المدين الراهن أو المرتهن ي‬
‫‪ .2‬حق ر‬
‫استداد المرهون بعد سداد الدين‪:‬‬

‫بمجرد انقضاء الرهن ن‬


‫يلتم الدائن المرتهن برد المرهون مع توابعه إىل المدين‪ ،‬وإما إىل الغت‬
‫للشء المرهون‪ ،‬كما يلزم بأن يقدم له حسابا عما قبضه من ثماره‪ .‬وإذا ما أدى المدين‬
‫ي‬ ‫المالك‬

‫‪ 31‬عزيز أطوبان‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ‪ ،‬تحت عنوان حماية الحقوق األساسية للمساهمين ‪ ،‬بجامعة الحقوق أكدال‪ ،‬الرباط ‪،2005-2004‬ص‪.490‬‬
‫‪ 32‬ينص الفصل ‪1128‬على‪ :‬ال يصح أن تتجاوز الكفالة ما هو مستحق على املدين‪ ،‬إال فيما يتعلق باألجل‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قيمة الدين المضمون بالقيم موضوع الرهن وجب عىل الدائن المرتهن رد هذه القيم وما يكون‬
‫قد ترتب عنها من أرباح‪ ،‬إال أن ن‬
‫التام الدائن المرتهن بالرد ال يشي عىل مجموع القيم مت رهنت‬
‫بشكل منفصل‪ ،‬حيث يكون كل جزء منها ضمانا لجزء من الدين بحيث ال يحق استداد القيم‬
‫ن‬
‫للفصلي ‪331201‬و ‪ 341209‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪.‬‬ ‫المرهونة المقابلة لهذا الجزء وذلك استنادا‬
‫‪ .3‬معاينة ر‬
‫الشء المرهون وصيانته‪:‬‬
‫ي‬
‫ن‬
‫إن حق المحافظة عىل القيم المرهونة وصيانتها يأخذ مفهوما آخر يف غالب األحيان خاصة إذا‬
‫كانت هذه القيم مسعرة بالبورصة حيث أنها ال تتعرض للتلف واالندثار بالشكل الذي يهدد‬
‫ن‬ ‫باف المنقوالت فه لها خصوصية ن‬
‫تمتها عن هذه األختة‪ ،‬فالقيم إما تدخل يف حكم المنقول‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫المادي فتكون الحيازة فيه فعلية‪ ،‬وإما تدخل يف حكم المنقول المعنوي فتكون الحيازة فيه‬
‫الشء المرهون وصيانته طبقا للفصل‬
‫قانونية‪ ،‬عموما فإن الدائن المرتهن ملزم بالمحافظة عىل ي‬
‫(‪ 35 )1204‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وهو ما ينطبق عىل القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ .4‬حق تفويت المرهون‪:‬‬


‫ن‬
‫ينص الفصل( ‪ ) 1178‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أن للراهن الحق يف تفويت ي‬
‫الشء المرهون‪ ،‬غت أنه علق‬ ‫‪36‬‬

‫للشء المرهون عىل شط وفاء الدين‬‫ي‬ ‫نفاذ هذا تفويت الذي يجريه المدين أو الغت المالك‬
‫ن‬
‫المضمون من أصل وتوابع‪ ،‬و قد اشتط المشع عدم شيان هذا التفويت يف مواجهة الدائن‬

‫‪ 33‬ينص الفصل ‪1202‬على‪ :‬ال يحق للمدين املتضامن أو للوارث الذي دفع حصته من الدين املشترك أن يطلب استرداد نصيبه من الش يء‪ ،‬مادام الدين لم‬
‫يدفع بتمامه‪ .‬وكذلك ال يحق للدائن املتضامن أو للوارث الذي قبض حصته من الدين أن يرد املرهون إضرارا بباقي الدائنين أو الورثة الذين لم يستوفوا‬
‫حقوقهم بعد‪.‬‬
‫‪ 34‬ينص الفصل ‪1209‬على‪ :‬بمجرد انقضاء الرهن يلتزم الدائن برد املرهون مع توابعه‪ ،‬إما إلى املدين وإما إلى الغير املالك للمرهون‪ ،‬كما يلتزم بان يقدم له‬
‫حسابا عما قبضه من ثماره‪.‬‬
‫‪ 35‬ينص الفصل ‪1204‬على‪ :‬يلتزم الدائن بان يسهر على حراسة الش يء أو الحق املرهون‪ ،‬وعلى املحافظة عليه بنفس العناية التي يحافظ بها على األشياء التي‬
‫يملكها‪.‬‬
‫‪ 36‬ينص الفصل ‪1178‬على‪ :‬في الحالة املنصوص عليها في الفصل السابق‪ ،‬ينتقل الرهن على الثمن إذا كان أجل الدين لم يحل بعد‪ .‬فإذا كان هذا األجل قد حل‪،‬‬
‫حق للدائن مباشرة امتيازه على الثمن‪ ،‬وذلك دون إخالل بحقه في الرجوع على املدين بما تبقى من دينه إذا لم يكف ثمن املرهون الستيفائه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ارتض هذا األخت إقراره‪ ،‬وما يستنتج من ارتضائه لهذا التفويت تنازله عن الرهن الذي‬‫إال إذا ن‬

‫األصىل الذي يبف قائما‪ ،‬وإنما ينتقل الرهن عىل الثمن إذا كان أجل الدين‬ ‫ن‬
‫االلتام‬ ‫ن‬
‫ينقض دون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫لم يحل بعد‪ ،‬عموما فحق الراهن طلب بيع القيم المنقولة حق منصوص عليه قانونا ا دام‬
‫الرهن ال ينقل ملكية القيم المرهونة إىل الدائن المرتهن‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ر‬
‫التامات المدين الراهن‪.‬‬

‫إن المجال االقتصادي له أهمية قصوى كونه يتداخل مع عدة مجاالت ومن مظاهر انتعاشه‬
‫ن‬
‫تتمت بتجميع رؤوس األموال عت‬ ‫الت‬
‫ه الشكات وخاصة شكات األموال (شكات المساهمة) ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫ممتة للسندات واألسهم‬ ‫قابلية القيم للتداول‪ ،‬ويشكل مبدأ حرية التداول خاصية جوهرية‬
‫حيث أن تخلفها أو حظرها يفقدها وظيفتها‪ ،‬فقدرة المساهم عىل التنازل عن أسهمه بكل حرية‬
‫وبدون تعقيدات‪ ،‬لن يؤثر ذلك عىل وضعية الشكة وبقائها واستمرارية نشاطها‪ ,‬فالشكة اذا‬
‫تسع اىل استقطاب وجلب مدخرين يضعون أموالهم رهن اشارتها عت االنضمام اليها مما يشكل‬
‫العالية‪37.‬‬ ‫تمويال مهما لماليتها يغنيها عن اللجوء اىل االقتاض ذي التكلفة المالية‬

‫الشء الذي يتتب عنه تحمل المدين‬ ‫ويشكل رهن القيم المنقولة أحد صور هذا التداول ي‬
‫ن‬ ‫اللتامات متعددة‪ ،‬فالمدين الراهن ال ن‬
‫الراهن ن‬
‫يلتم إزاء الدائن المرتهن للقيم اال يف الحدود‬
‫المقررة بالنسبة لمقدم الضمانات العينية‪ ،‬والغاية وراء ذلك ضمان استيفاء الدائن لدينه‬
‫ن‬
‫االلتامات فيما‬ ‫وتعويضه عما يلحقه من مضوفات بسبب وجود المرهون بيده‪ ،‬وتتجىل هذه‬
‫يىل‪:‬‬
‫ي‬

‫‪ 37‬عبد الرحيم شميعة‪ ,‬الشركات التجارية‪,2020,‬ص ‪321‬‬

‫‪25‬‬
‫أوال‪ :‬ر‬
‫التام المدين الراهن بسالمة الرهن ونفاذه‬

‫ن‬
‫االلتامات الملقاة عىل عاتق المدين الراهن ما جاءت به المادة ‪ 1179‬من ظ ل‬ ‫فمن ن‬
‫بي‬
‫الت منعته من القيام بأي عمل قد ينقص من قيمة القيم المرهونة عن قيمتها اثناء ابرام‬ ‫ع‪38‬‬
‫ي‬
‫للشء‬
‫ي‬ ‫عقد الرهن فأي عمل مادي من شأنه أن يؤدي إىل اإلنقاص من القيمة االقتصادية‬
‫المرهون‪ ،‬كأن يقوم بإتالفه أو حرمان المرتهن من حيازته أو الحد من االنتفاع به‪.‬‬

‫وبي مباشة حقوقه المستمدة من العقد وعن طريق‬ ‫بي الدائن ن‬ ‫فكل ما يمكن أن يحول ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫التسجيل يف سجل الشكة‪ 39‬كأن يثقل القيم المرهونة برهن اخر يكون يف مواجهة المرتهن‬
‫األول كما أن المدين يضمن للدائن المرتهن النفاذ ن يف مواجهته او مواجهة الغت‪.‬‬

‫االلتام بضمان تعرضه الشخض كما ن‬


‫يلتم أيضا بضمانه تعرض‬ ‫ن‬ ‫كما ن‬
‫يلتم الراهن تنفيذا لهذا‬
‫ي‬
‫ن‬
‫العي المرهون من شأنه ان يحبس حق الدائن‬ ‫الغت وذلك بدفع كل ادعاء للغت بحق عىل‬
‫القانون الصادر من المدين الراهن يكون مباشة تضف يتعارض وحق‬ ‫ن‬ ‫المرتهن‪ ،‬فالتعرض‬
‫ي‬
‫ن‬
‫الدائن أو من شأنه أن يؤثر يف هذا الحق فال يجوز للراهن القيام بتضفات عن قصد أو بسوء‬
‫االرصار بالدائن وبالتاىل يكون الراهن مخال بالضمان ومعرضا للمسؤولية كما ن‬
‫يلتم‬ ‫ن‬ ‫نية بهدف‬
‫ي‬
‫سلت ينتقص م ن ال ضمان الذي يخوله الرهن للدائن المرتهن كما‬
‫إيجان أو ي‬
‫ي‬ ‫الراهن عن كل عمل‬
‫ن‬
‫نون الصادر من الغت‪.‬‬ ‫ن‬
‫يلتم أيضا بدفع التعرض القا ي‬
‫ثانيا‪ :‬ر‬
‫التام المدين الراهن بتسليم المرهون وبنفقات العقد‬
‫ن‬
‫التسليم يف الرهن الحيازي يشكل أهمية كبتة‪ ،‬تتحقق بانتقال حيازة المرهون اىل الدائن‬
‫ن‬ ‫المرتهن‪ ،‬وهو اجراء ال ن‬
‫غت عنه لنفاذ الرهن الحيازي يف مواجهة الغت كما اشارت لذلك الفقرة‬

‫‪ 38‬املادة ‪ 1179‬من ق ل ع‪ " :‬من أنشأ رهنا ال يحق له أن يجري أي فعل من شأنه أن ينقص قيمة املرهون عما كانت عليه عند إبرام الرهن وال أن يمنع من‬
‫مباشرة الحقوق الناشئة من الرهن لصالح الدائن‬
‫‪ 39‬سجل الشركة‪ ":‬كل شركة مساهمة لها ان تمسك بمقرها االجتماعي سجال يسمى سجل التحويالت يقيد به ترتيبا وبمراعاة تاريخ االكتتاب والتحويالت لكل‬
‫فئة من القيم املنقولة‪ ...‬ويوقع عليه من طرف رئيس املحكمة" الفقرة األخيرة من املادة ‪245‬‬

‫‪26‬‬
‫ن‬
‫األوىل من المادة ‪ 1193‬من ظ ل ع‪ 40‬ويضطلع التسليم يف الرهن الحيازي بعدة وظائف‪،‬‬
‫فباإلضافة إىل الوظيفة اإلنشائية لهذا التسليم‪ ،‬فهو يمكن الدائن من حبس المرهون إىل أن‬
‫ن‬
‫يدفع المدين دينه المضمون‪ ،‬كما أن هذا التسليم يفيد يف إعالم الغت بأن المرهون لم يعد من‬
‫أمالك الراهن الحرة الخالية من حقوق الغت عليها‪.‬‬

‫لذلك فالمشع ألزم المدين الراهن بتسليم القيم فعليا إىل الدائن المرتهن أو إىل أحد األغيار‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫فااللتام المتتب يف ذمة الراهن يتمثل يف تسليم المرهون اىل‬ ‫الذي يتفق عليه المتعاقدان‪،‬‬
‫الدائن او اىل وكيل الضمانات يعينه المتعاقدان او رئيس المحكمة االبتدائية عند تعذر ذلك‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫االلتام بتسليم‬ ‫بالنسبة لألطراف وهو جاء يف مضمون المادة ‪ 1198‬من ظ ل ع ويشي عىل‬
‫ن‬
‫االلتام بتسليم الشء المبيع ‪41‬‬ ‫الشء المرهون أحكام‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫الت انفقت اثناء قيد‬ ‫ن‬


‫كما يضمن الرهن أصل الدين ويضمن أيضا كافة المضوفات الضورية ي‬
‫ن‬
‫الت أصدرت القيم كما تشمل أيضا نفقات العقد عند تنفيذه‬
‫عقد الرهن يف سجالت الشكة ي‬
‫الت‬ ‫‪42‬‬
‫كنفقات تسليم القيم المرهونة او نفقات ردها ‪ ,‬فالمدين إذا ملزم بأداء كافة المضوفات ي‬
‫ن‬
‫انفقت للمحافظة عىل المرهون حسب ما ورد يف المادة ‪ 1216‬من ظ ل ع‪ ،‬فالنفقات السابقة‬
‫إذا تكون عىل نفقة المدين ما لم يتفق الطرفان عىل خالف ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثان‪ :‬حقوق ر‬


‫والتامات الدائن المرتهن‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫بمعت أنه يستلزم نقل حيازة القيم المرهونة إىل‬ ‫ن‬
‫عيت‬
‫إن عقد رهن القيم المنقولة هو عقد ي‬
‫الدائن المرتهن أو إىل الغت الذي يتفق عليه المتعاقدان‪ ،‬وذلك من أجل ضمان حقوق الدائن‬

‫‪ 40‬املادة ‪ 1193‬من ظ ل ع‪" :‬االتفاق الذي يلتزم شخص بمقتضاه‪ ،‬بأن يرهن شيئا معينا يخول للدائن الحق في طلب تسلم املرهون‪ ،‬وعند عدم تسليم املرهون‬
‫إليه يكون له الحق في التعويض"‬
‫‪ 41‬إذا اتفق على إيداع املرهون في يد الغير دو تعيينه ولم يصل الطرفان إلى اتفاق على اختيار من يباشر هذه املهمة‪ ،‬تولت املحكمة اختيار شخص من بين‬
‫ن‬
‫األشخاص الذين يعينهم الطرفان‪.‬‬
‫‪ 42‬املادة ‪ 1210‬من ظ ل ع " مصروفات رد املرهون تقع على عاتق املدين‪ ،‬ما لم يتفق على غير ذلك‬

‫‪27‬‬
‫المرتهن (الفقرة األوىل) ولكن نف مقابل ذلك يتتب عىل وجود القيم بيد المرتهن ن‬
‫التامات تقع‬ ‫ي‬
‫عىل عاتقه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬حقوق الدائن المرتهن‪.‬‬

‫للدائن المرتهن كما تدل عىل ذلك تسميته صفتان‪ :‬صفة الدائن وصفة المرتهن‪ ،‬وعليه‬
‫ن‬
‫رئيسيي هما‪ :‬حقوق يستمدها من الضمان العام عىل أموال المدين‬ ‫ن‬
‫قسمي‬ ‫سنقسم حقوقه إىل‬
‫والت ال‬
‫ي‬ ‫وه تندرج ضمن الحقوق الشخصية‬
‫المرهونة وغت المرهونة‪ ،‬باعتباره دائنا عاديا ي‬
‫يتمتع بموجبها الدائن بأي امتياز‪ ،43‬وحقوق ثانية يباشها عىل القيم المرهونة‪ ،‬باعتباره دائنا‬
‫وه بطبيعة الحال حقوق عينية تبعية‪ ،‬يتمتع داخلها هذا األخت بامتيازات تضمن له‬
‫مرتهنا‪ ،‬ي‬
‫ن‬
‫دائت الرهن‪ ،‬إضافة إىل حق التتبع‬
‫باف ي‬‫األصىل كحبس القيم وحق األولوية عىل ي‬
‫ي‬ ‫استيفاء حقه‬
‫التاىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫وسنتطرق لهذه الحقوق وفق الشكل‬

‫أوال‪ :‬الحق يف الحيازة والحبس‬

‫سنتناول الحق ن يف الحيازة‪ ،‬ثم بعد ذلك حق الحبس‪.‬‬

‫‪ :1‬حق الحيازة‬
‫ن‬
‫نستخلص حق الدائن المرتهن يف حيازة القيم المرهونة من خالل إلزام المشع للمدين الراهن‬
‫بتسليمها فعليا إىل الدائن المرتهن أو إىل أحد األغيار الذي يتفق عليه المتعاقدان لتسلمها‪ ،‬فإذا‬
‫ن‬
‫الطرفي كان التسليم حكما‪ ،44‬أما إذا‬ ‫برض‬‫كانت القيم المنقولة نف يد الدائن وقت الرهن ن‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫فيكف أن يقوم هذا األخت بإخطار‬
‫ي‬ ‫المدين‬ ‫لحساب‬ ‫يحوزها‬ ‫وكان‬ ‫الغت‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫يد‬ ‫ف‬‫وجدت ي‬

‫‪ 43‬عبد اللطيف حمدان‪ ،‬التأمينات العينية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1998 ،‬ص‪ ،.610 .‬أشار إليه محمد الدغماوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.88.‬‬
‫‪ 44‬محمد الدغماوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.89 .‬‬

‫‪28‬‬
‫حائز القيم بإنشاء الرهن‪ ،‬وابتداءا من هذا اإلخطار يعتت الغت الحائز‪ ،‬حائزا للقيم المرهونة‬
‫لحساب الدائن‪.‬‬

‫‪ :2‬حق الحبس‪:‬‬
‫ن‬
‫يستوف حقه والمصاريف الخاصة بالعمليات‬
‫ي‬ ‫للدائن المرتهن حق حبس القيم المرهونة حت‬
‫التبعية‪.45‬‬

‫االلتامات والعقود‪ ،46‬بحيث يخول هذا الحق‬ ‫ن‬ ‫ن‬


‫بمقتض قانون‬ ‫وحق الحبس هو حق منظم‬
‫ن‬
‫يستوف دينه كامال من نفقات وفوائد وملحقات‬
‫ي‬ ‫للدائن المرتهن أن يحبس القيم المرهونة إىل أن‬
‫أخرى‪ ،‬وال يقتض حق الرهن عىل القيم المرهونة وحدها وإنما يمتد ليشمل كذلك األرباح‬
‫الت تكون خاللها تحت يد الدائن‪.47‬‬ ‫ن‬
‫الناجمة عن هذه القيم يف الفتة ي‬

‫ثانيا‪ :‬حق االمتياز والتتبع وحق بيع المرهون‬

‫سنتطرق لحق االمتياز (‪ ،)1‬حق التتبع (‪ ،)2‬حق بيع المرهون (‪.)3‬‬

‫‪ :1‬حق االمتياز‬

‫ن‬
‫الدائني‬ ‫ن‬
‫يتقاض دينه المضمون بالرهن قبل غته من‬ ‫ن‬
‫ومقتض هذا الحق أن الدائن المرتهن‬
‫ن‬
‫العاديي‪ ،‬فإذا تزاحم معهم عىل ثمن القيم المبيعة تقدم عليهم‪ ،‬بشط أن يكون الرهن ساريا‬
‫ن‬
‫يف مواجهتهم‪ ،‬وبالرجوع إىل الفصل ‪ 1196‬من ق ل ع نجد المشع ينص عىل أن االمتياز عىل‬
‫حي نجد المادة ‪ 542‬من‬ ‫السندات لحاملها يتقرر بتسليم السندات المرهونة إىل الدائن‪ ،‬نف ن‬
‫ي‬
‫بي األطراف أو‬‫مدونة التجارة نصت عىل أن امتياز المرتهن يبف قائما من تاري خ إنشائه سواء ن‬

‫‪ 45‬ن‪.‬م‪ ،.‬ص‪.90.‬‬
‫‪ 46‬الفصل ‪ 1184‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪“ :‬الرهن الحيازي للمنقول يخول للدائن الحق في أن يحبس الش يء املرهون إلى تمام الوفاء بالدين…‪.”.‬‬
‫‪ 47‬محمد الدغماوي‪ ،‬ن ‪.‬م‪ ،.‬ص‪.91-90 .‬‬

‫‪29‬‬
‫اتجاه الغت عىل الناتج والمبالغ المستوفاة من الدين أو السندات المسلمة عوضا عن السندات‬
‫الت قد أعطيت عىل وجه الرهن‪.48‬‬
‫ي‬

‫ونستشف من خالل هذه المادة أن الدائن المرتهن للقيم المنقولة يتمتع بحق االمتياز‬
‫بمرتبته المحددة له وقت إنشاء الرهن‪ ،‬ويظل محتفظا بها سواء فيما بينه ن‬
‫وبي المدين الراهن‬
‫للقيم المنقولة أو اتجاه الغت‪ ,49‬ويشمل هذا االمتياز أرباح القيم المرهونة وملحقاتها‪.‬‬

‫‪ :2‬حق التتبع‬
‫ن‬
‫ومعناه أن للدائن المرتهن أن يتبع المرهون سواء كان بيد الراهن أو يف أي يد انتقل إليها إذا‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يستوف‬
‫ي‬ ‫عيت عليه‪ ،‬إذ يجوز للدائن المرتهن أن‬
‫ما تضف به الراهن للغت ببيعه أو بتتيب حق ي‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫صىل أو المالك‬‫ي‬ ‫األ‬ ‫حقه عند حلول أجل الدين‪ ،‬بالتنفيذ عىل محل الرهن يف مواجهة المالك‬
‫العيت الذي ترتب عىل محل الرهن‬ ‫ن‬ ‫الجديد الذي انتقل إليه محل الرهن بالبيع أو صاحب الحق‬
‫ي‬
‫طالما كان الرهن ساريا ن يف مواجهتهم‪.50‬‬
‫ن‬
‫وإذا كان هذا الحق يصعب إعماله بالنسبة للقيم المنقولة للحامل‪ ،‬ألن القاعدة يف هذا‬
‫الخصوص ه أن الحيازة نف المنقول سند للملكية مما يحول ن‬
‫بي الدائن المرتهن وممارسته‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تأخذ حكم المنقوالت‬
‫لهذا الحق‪ ،‬فإنه يمكن تصور حق التتبع بالنسبة للقيم المنقولة ي‬
‫المعنوية “القيم االسمية” من خالل شهادة إقامة الرهن الحيازي‪.51‬‬

‫‪ :3‬حق بيع المرهون‪:‬‬

‫‪ 48‬محمد الدغماوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪.93.‬‬


‫‪ 49‬هذا ما أكده االجتهاد القضائي ممثال في محكمة النقض حيث جاء في قراراتها ما يلي‪“ :‬يكون البنك الذي جعل أذنية الصندوق ضمانا لدينه عند تاريخ توقيع‬
‫عقد القرض‪ ،‬محقا باملطالبة بتصفية الرهن‪ ،‬ما دام يتمتع باالمتياز واألولوية على أي دائن آخر…”‪ ،‬قرار صادر عن محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،302‬ملف رقم‬
‫‪ ،01-1273‬بتاريخ ‪ ،206/03/20‬منشور بمجلة قضاء املجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،66‬ص‪ 419 .‬وما بعدها‪ ،.‬أشار إليه محمد الدغماوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.93.‬‬
‫‪ 50‬نفس املرجع‪ .‬ص‪.94 .‬‬
‫‪ 51‬املادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ ،35/96‬املتعلق بإحداث وديع املركزي الصادر بموجب الظهير الشريف رقم ‪ ،1.96.246‬بتاريخ ‪ 29‬من شعبان ‪ ،1417‬جريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،4448‬بتاريخ ‪ 16‬يناير ‪ ،1997‬ص‪.80.‬‬

‫‪30‬‬
‫ن‬
‫يف األصل ال يجوز للدائن المرتهن أن يطالب ببيع القيم المرهونة‪ ،‬إال إذا حل أجل االستحقاق‬
‫ولم يبادر المدين إىل سداده كون المرهون عرضة للتلف أو الهالك‪.‬‬

‫ونظرا لكون القيم المنقولة ال تعرض للتلف أو االندثار بالشكل الذي يهدد المنقوالت‪ 52‬فإن‬
‫ه حالة الركود‪ ،‬واختالل التوازن‬
‫الت يمكن أن نتصور فيها تعرض القيم المنقولة للتلف ي‬
‫الحالة ي‬
‫ن‬
‫بي العرض والطلب عليها‪ ،‬فإذا تحققت هذه العوامل فإن من شأنها أن تؤدي إىل الركود‬
‫وبالتاىل انخفاض قيمة القيم المنقولة محل الرهن‪ ،‬لذلك يحق للمرتهن عندما‬
‫ي‬ ‫االقتصادي‪،‬‬
‫ن‬
‫القاض‪ ،‬وإثبات حالة القيم المنقولة بعد‬ ‫ينذر الوضع بمثل هذه الحاالت وبعد أخذه لموافقة‬
‫ي‬
‫ن‬
‫تقدير قيمتها أن يلجأ إىل بيعها‪ ،‬ويحل الثمن الناتج عن البيع يف هذه الحالة محل القيم‬
‫المنقولة‪.53‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ر‬
‫التامات الدائن المرتهن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫نظم المشع المغرن ن‬
‫االلتامات والعقود انطالقا من‬ ‫التامات الدائن المرتهن يف قانون‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الفصول ‪ 1204‬إىل ‪ .1215‬حيث حدد مجموعة من االلتامات ي‬
‫الت تقع عىل عاتق الدائن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫االلتامات والعقود‪.‬‬ ‫المرتهن‪ ،‬وذلك يف نصوص متفرقة من قانون‬

‫االلتامات الت تقع عىل عاتق الدائن المرتهن‪ ،‬فمن ن‬


‫ن‬ ‫ن‬
‫الضوري ان‬ ‫ي‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫معرض‬ ‫وف‬
‫ي‬
‫حي انقضاء‬‫تسلم حيازة الشء المرهون إىل الدائن المرتهن‪ ،‬وذلك عىل سبيل الضمان إىل ن‬
‫ي‬
‫الضر‬‫االلتامات الت تكون الغاية منها تفادي الحقاق ن‬‫ن‬ ‫الرهن‪،‬وهو ما يفرض عليه مجموعة من‬
‫ي‬
‫ن‬
‫بالمدين الراهن‪ ،‬وهذا األخت الذي يتخىل عن حيازة القيم المنقولة لفائدة الدائن المرتهن‪ .‬و يف‬
‫الت تتتب بذمته‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫حالة وجود هذه الحيازة بيد الغت التم هذا الغت بنفس االلتامات ي‬

‫‪ 52‬محمد الفروجي‪ ،‬العقود‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪399.‬‬


‫‪ 53‬محمد الدغماوي‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ص‪.95.‬‬

‫‪31‬‬
‫ن‬
‫االلتام بحفظ القيم المنقولة (اوال)‪،‬‬ ‫ومن اجل بيان ن‬
‫التامات الدائن المرتهن سنتوقف عند‬
‫تم عدم التضف ن يف المرهون وإرجاعه بعد استيفاء الدين (ثانيا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬بخصوص ر‬
‫االلتام بحفظ القيم المنقولة‬

‫يقع عىل عاتق الدائن المرتهن ن‬


‫التامه بحفظ المال المرهون وحمايته من الهالك والتلف‪ ،‬اذ‬
‫يجب عليه أن يبدل نف ذلك عناية الرجل المعتاد‪ .‬ن‬
‫فالتام الدائن المرتهن بحفظ المال ينبع من‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫تقتض بذل العناية االزمة لحماية المال المرهون‪.‬‬ ‫التام عقدي يرتب مسؤولية تعاقدية‬ ‫كونه ن‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يتعي عليه أخبار الراهن بكل خطر او تهديد‬ ‫وف حالة تقلص هذه العناية فإنه يعد مقضا‪ ،‬لدى‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫االلتام‬ ‫وإال ترتب عن هذا التقصت مسؤولية والزم الدائن المرتهن بتعويض الراهن‪ .‬ي‬
‫وف اطار‬
‫بحفظ القيم المنقولة نص المشع المغرن نف الفصل ‪ 1204‬عىل انه " ن‬
‫يلتم الدائن بان يسهر‬ ‫ي ي‬
‫الت يحافظ بها عىل‬
‫الشء او الحق المرهون وعىل المحافظة عليه بنفس الغاية ي‬
‫عىل حراسة ي‬
‫الت يملكها‪"54‬‬
‫األشياء ي‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬عدم الترصف يف المرهون وارجاعه بعد استيفاء الدين‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬


‫أساسيتي‪ :‬فاألوىل‬ ‫نقطتي‬ ‫بخصوص عدم التضف يف المرهون وارجاعه‪ ،‬سنوزع الدراسة إىل‬
‫تتعلق بعدم است عمال المرهون والتضف فيه‪ ،‬والثانية تنص عىل ارجاع القيم المرهونة بعد‬
‫استفتاء الدين‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم استعمال المرهون والترصف فيه‪:‬‬

‫جدير بالذكر ان الشء المرهون يتم تسليمه إىل الدائن المرتهن عىل سبيل الضمان‪ ،‬مع ن‬
‫التامه‬ ‫ي‬
‫بالمحافظة عليه ليتم رده بالحالة الت تسلمه عليها وذلك عند انتهاء الرهن‪ .‬ذلك ان هذا ن‬
‫االلتام‬ ‫ي‬
‫يشمل كذلك الدائن الذي يحوز القيم المنقولة لحاملها وال يمكنه التضف فيها اال بعد ان يؤذن‬

‫‪ 54‬الفصل ‪ 1204‬من ظهير االلتزامات والعقود‬

‫‪32‬‬
‫ئ‬
‫الفجان مع حفظ حق المدين‬ ‫ن‬
‫االلتام يسأل الدائن حت عن نتيجة الحادث‬ ‫له‪ ،‬وإذا أخل بهذا‬
‫ي‬
‫او الغت المالك للمرهون بالتعويض‪.55‬‬

‫‪ -2‬ارجاع القيم المرهونة بعد استفتاء الدين‪:‬‬

‫الت تسلمه عليها وذلك عند انتهاء‬


‫يقع عىل عاتق الدائن المرتهن ارجاع المرهون بالحالة ي‬
‫ن‬
‫االلتام ال يمكن أن يتحلل منه اال بعد اثباته ان سببا أجنبيا حال دون تحقيق‬ ‫الرهن‪ ،‬وهذه‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪ 56‬ن‬
‫االلتام الملف عىل الدائن المرتهن فانه يجد اساسه يف‬ ‫وف إطار الحديث عن هذا‬ ‫ذلك ‪ .‬ي‬
‫الفصل ‪ 1209‬الذي ينص عىل ما يىل‪":‬بمجرد ما ن‬
‫ينقض الرهن يلزم الدائن برد المرهون وتوابعه‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اما اىل المدين واما اىل الغت المالك للمرهون كما يلزم بان يقدم له حسابا عما قبضه من ثمار‪.57‬‬

‫‪ 55‬انظر الفصل ‪1207‬‬


‫‪ 56‬عمر النافعي‪ ،‬م س‪،‬ص ‪ 200-199‬اشار اليه محمد الدغماوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪99‬‬
‫‪ 57‬الفصل ‪ 1209‬من ظهير االلتزامات والعقود‬

‫‪33‬‬
‫الخاتمة‬
‫تطرقنا من خالل الموضوع السابق حول رهن القيم المنقولة نظرا لمرونة التعامل بها وحقوق‬
‫وامتيازات الدائن المرتهن وبما ان القيم المنقولة تم وضعها موضع الرهن فكذلك هناك مساطر‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يجب اتباعها يف كيفه التداول و التضف يف ملكيتها وكذلك تطرقنا اىل اثار رهن القيم المنقولة‬
‫الت‬ ‫ن‬
‫مما ترتبه من حقوق و التامات للمدين وشكات المساهمة تعتت من الضمانات الموكدة ي‬
‫تشجع الدائن المرتهن عىل التعامل باسمها لذلك امكن للمساهم ان يقدم أسهمه ضمانا لدائنه‬
‫ن‬
‫المغرن لم يستوعب اهميه وحيوية االستثمار يف القيهم المنقولة‬
‫ي‬ ‫‪ 58‬وانطالقا مما سبق المشع‬
‫الت حاول من خاللها تاطت عقد رهن القيم المنقولة و‬
‫بالرغم من كل المقتضيات القانونية ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫كذلك يف غته من أدوات التمويل األخرى وبذلك يظهر لنا تطور جديد يف مجال ضمان الحقوق‬
‫وباألخص الحقوق العينة ودفع اىل التعامل وتسهيل الحركة االقتصادية باداه قانونية كفية‬
‫ن‬
‫االئتمان‪.‬‬ ‫لضمان الحقوق واستكمال العائق الذي كان يسود الجانب‬
‫ي‬

‫‪ 58‬األسهم املرهونة فيي سوق األوراق املالية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫البنك‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬ ‫•محمد الفروج ‪ ،‬العقود البنكية ن‬


‫بي مدونة التجارة والقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2012،‬‬
‫•استاذ فؤاد معالل نف شح القانون التجاري الجديد الجزء ن‬
‫الثان الصفحه ‪ 266-234‬محمد‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اض ص ‪.62‬‬ ‫ن‬
‫سعيد الر ي‬
‫ن‬
‫•األسهم المرهونة يف سوق األوراق المالية‬
‫ن‬
‫السباع‪ ،‬الوسيط يف القانون التجاري والمقارن‪ ،‬الجزء‪ ،6‬المعرفة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ي‬ ‫• احمد شكري‬
‫‪،1984‬‬
‫ن‬
‫• عبد الرحيم شميعة الشكات التجارية يف ضوء اخر التعديالت القانونية‪ .‬الطبعة ‪2020‬‬

‫المجالت‪:‬‬
‫ن‬
‫•مجلة علمية محكمة‪-‬مسارات يف أبحاث ودراسات القانونية‪-‬العدد الثالث‪-‬ملف‬
‫الصحافة‪-33/2014:‬رقم ‪PE0051.2016‬‬

‫األعمال الجامعية‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫القاض‬
‫ي‬ ‫•محمد دغماوي‪ ،‬رهن القيم المنقولة‪ ،‬رسالة لنيل الماست يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪.2015،‬‬

‫•محمد فتوح‪-‬جرائم القيم المنقولة‪-‬رسالة لنيل شهادة الماست‪-‬تخصص قانون األعمال‪-‬كلية‬


‫ن‬
‫الثان بالدار البيضاء‪.2019,‬‬
‫الحقوق‪-‬جامعة الحسن ي‬
‫‪35‬‬
‫ن‬
‫المغرن‪-‬تخصص ماست االستشارة القانونية ذات الصبغة‬
‫ي‬ ‫•رهن القيم المنقولة يف التشي ع‬
‫المالية لإلدارات والمقاوالت‪-‬كلية الحقوق‪-‬جامعة وجدة‪.2018،‬‬

‫نصوص قانونية‪:‬‬
‫ن‬
‫االلتامات والعقود‬ ‫•قانون‬

‫المغرن‬
‫ي‬ ‫•قانون الشكات‬

‫•مدونة التجارة‪.‬‬

‫•المادة الثانية من قانون البورصة‬

‫• قانون شكات المساهمة‪.‬‬

‫الجماع للقيم المنقولة‪.‬‬


‫ي‬ ‫الفرنش المتعلق بهيئات التوظيف‬
‫ي‬ ‫•المادة األوىل من القانون‬
‫ر‬
‫االلكتونية‪:‬‬ ‫المواقع‬

‫‪Maroclaw.com‬‬

‫‪36‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪1 .................................................................................................... :‬‬

‫القانون لرهن القيم المنقولة ‪4 ............................................‬‬


‫ي‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية القيم المنقولة ‪5 .............................................................‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬تعريف القيم المنقولة‪5 ............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع القيم المنقولة ‪9 ..............................................................‬‬

‫الثان‪ :‬رشوط ومساطر رهن القيم المنقولة ‪12 ........................................‬‬


‫ي‬ ‫المطلب‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬رشوط رهن القيم المنقولة‪12 .................................................. .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مساطر رهن القيم المنقولة‪14 ............................................... .‬‬

‫الثان‪ :‬آثار رهن القيم المنقولة‪20 ......................................................... :‬‬


‫ي‬ ‫المبحث‬

‫والتامات المدين الراهن للقيم المنقولة‪21 .......................... :‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حقوق ر‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬حقوق المدين الراهن‪21 .......................................................... :‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬ر‬
‫التامات المدين الراهن ‪25 ........................................................‬‬
‫المطلب الثان‪ :‬حقوق ر‬
‫والتامات الدائن المرتهن‪27 ............................................. :‬‬ ‫ي‬
‫الفقرة االوىل‪ :‬حقوق الدائن المرتهن‪28 ......................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ر‬
‫التامات الدائن المرتهن ‪31 ........................................................‬‬

‫الخاتمة ‪34 ....................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪35 .......................................................................................... :‬‬

‫‪37‬‬

You might also like