Professional Documents
Culture Documents
ويقول الدكتور عباس ميراخور
ويقول الدكتور عباس ميراخور
صندوق النقد الدولي ،إن خبراء االقتصاد الدولي كانوا يعتقدون باستحالة وجود نظام مالي إسالمي
ألنهم كانوا يرون استحالة قيام نظام ليس فيه فائدة ربوية ،وقد دفعهم هذا إلى السخرية من إمكانية
حصول ذلك معتبرين أن نظاما كهذا سيكون " اقتصاد الفودو" (نوع من أنواع السحر) باعتباره ال
.يقوم على قواعد حقيقية
ويضيف ميراخور أنه مع حلول منتصف العقد الثامن من القرن الماضي ،وتوجه إيران وباكستان
والسودان نحو نظام إسالمي للتمويل والصيرفة ،وقيام تلك الدول بعرض تفاصيل خططها ،بدأت تظهر
.االعتراضات الواقعية المقدمة من خبراء االقتصاد الرأسمالي والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية
أوال :السماح بوجود قروض دون فائدة سيفتح الباب على طلب كبير للقروض يقابله غياب كامل
للعروض ،بمعنى أن كل الناس سترغب بنيل قروض ألنها زهيدة التكلفة إذ ال فائدة عليها ،بالمقابل
.سيمتنع أصحاب المال عن اإلقراض لعدم استفادتهم من ذلك
ثانيا :النظام المالي الذي يعتمد على قروض دون فائدة لن يتمكن من الموازنة بين العرض والطلب،
كما أن غياب الفائدة سيعني غياب االدخار في المجتمع ،وبغياب االدخار لن يكون هناك استثمارات وال
.تنمية
ثالثا :في النظام الذي يغيب فيه الربا لن تتمكن الحكومات من ممارسة أي سياسة نقدية ألنها ستفتقد
.األدوات المالية
رابعا :الدول التي تطبق مثل هذا النظام ستفقد القدرة على اجتذاب أموال من الخارج ،أما رؤوس
.األموال الموجودة بالداخل فستفر مغادرة السوق المحلية
ويلفت ميراخور إلى أنه بحلول عام ،1988كان خبراء االقتصاد قد تمكنوا من استخدام آليات
.التحليل المالي واالقتصادي الحديثة إلثبات عدم صحة تلك االنتقادات لألسباب التالية
أوال :يمكن إقامة نظام مالي مصمم دون سعر ثابت للفائدة ،بل إن األبحاث الحديثة أثبتت عدم وجود
نظرية قادرة على تقدم تفسير مقنع يشرح سبب وجود معدل فائدة اسمية .كما أثبتت األبحاث أن عدم
وجود فائدة ثابتة على المال ال يعني بالضرورة أنه بعد انتهاء القرض لن يحقق صاحب األصول
.المالية أي عائد
ثانيا :العائد على المال في االقتصاد اإلسالمي ينتج عن العوائد الفعلية المتحققة في القطاعات التي
جرى فيها استثمار المال .وبالتالي فإن االستثمار ليس مرتبطا بالفائدة بل بالعائد المتوقع لالستثمار،
وهذا العائد هو ما يدفع الناس الختيار االستثمار أو االدخار ،وال ضرورة بالتالي لربط كل هذه
.العوامل بالفائدة الثابتة
ثالثا :غياب الربا سيعزز نمو االقتصاد ،ولن يمنع الحكومات من امتالك أدوات مالية إذ بوسع الخبراء
.تصميم أدوات مالية يمكن للسلطات اللجوء إليها إلدارة السيولة
رابعا :ال مبرر لالعتقاد بأنه في غياب الفائدة المحددة مسبقا ستقوم رؤوس األموال المحلية بمغادرة
.السوق إذ يمكن اجتذابها من خالل العائد المتوقع على االستثمار بالمشاريع
ويضيف ميراخور ،في محاضرة سابقة له ،أن الخلل الموجود في النظام الرأسمالي القائم على الفائدة
كان قد لفت انتباه عدد كبير من خبراء االقتصاد ،وبينهم األمريكي هايمن مينسكي ،الذي رأى أن
النظام الرأسمالي سيعاني من أزمات دائمة بسبب التفاوت الذي ال يمكن معالجته بين االلتزامات
المالية ،فهناك الودائع ،وهي عبارة عن قروض قصيرة األجل ،واألصول ،وهي عبارة عن استثمارات
طويلة األجل ،ما سيخلق حالة مستمرة من السباق بين المصارف على رفع الفوائد الجتذاب األموال بما
.يفتح الباب أمام األزمات
كما سبق لالقتصادي المعروف بجامعة شيكاغو ،لويد ميتزلر ،أن قدم في العقدين الخامس والسادس من
القرن الماضي مقترحا إلقامة نظام اقتصادي للتعاقد بديل عن النظام الحالي يقوم على أساس "القيمة"
.وليس " الدين" ،مؤكدا أن هذا سيسمح بقيام نظام يتجاوز أزمات النظام المصرفي الحالي
وفي عام 1985قدم الباحث االقتصادي محسن خان دراسة باتت ضمن أبرز الدراسات التاريخية
التي نشرها صندوق النقد الدولي ،عرض فيها للتشابه الكبير بين ما طرحه ميتزلر وبين األصول
.المالية اإلسالمية
https://arabic.cnn.com/business/2014/07/27/islamic-finance-report