Professional Documents
Culture Documents
13 المرافق العامة.pdf - 2023.04.17 - 05.03.43pm
13 المرافق العامة.pdf - 2023.04.17 - 05.03.43pm
13 المرافق العامة.pdf - 2023.04.17 - 05.03.43pm
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• تحويل :بيذه الطريقة تقوم الجية المختصة بتحويل مشروع خاص الى مشروع عام
يرى الفقه والقضاء ان هناك وسيمتين يمكن لكل منهما ان تنشا المرفق العام -:
• بموجب قانون او بناء عمى قانون (وهذا عمى سبيل االستثناء) /منح االختصاص في انشاء الم ارفق
العامة الى السمطة التشريعية ,لذا فان المشرع الدستوري عندما يقرر ان المرفق العام ينشأ بقانون ,
فانو يمنح ىذا االختصاص الى البرلمان ,وىذا يعني امرين متالزمين -:االول /ان المشرع
الدستوري قد منح االختصاص في انشاء المرافق العامة الى البرلمان ,ثانيا /حرمان السمطة التنفيذية
من انشائو بشكل منفرد ,ويبرر الفقو ىذا االمر ىو من اجل سيطرة البرلمان عمى اموال الدولة ,الن
الكممة االخيرة في الموازنة العامة لمدولة تكون لو ,وىذا يجعل االعتمادات المالية خاضعة لو ,ولما
كان المرفق العام ال يقوم إال بتخصيص االموال لو ومنحو القدر الكافي لنشاطو من االعتماد المالي ,
ناسب ان يكون البرلمان ىو المختص بأنشائو ,فيو ينشئوُ ويمنحوُ االعتماد المالي في الوقت ذاتو ,
واعتمد البعض االخر من الفقو عمى تبريره من خالل تمتع المرفق العام بوسائل السمطة العامة .
• بموجب قرار من السمطة التنفيذية قرار اداري (وهذا هو االصل) /تمنح بعض الدساتير اختصاص
انشاء المرافق العامة الى السمطة التنفيذية لتنشئوُ بقرار الئحي ,وغالباً ما يكون من اختصاصات
رئيس الحكومة سواء أكان رئيساً لمدولة كما ىو الحال في االنظمة الممكية والرئاسية ,او رئيساً لموزراء
وىو ما عميو الحال في االنظمة البرلمانية .
اما السبب في منح السمطة التنفيذية ىذا االختصاص باعتبارىا االقدر عمى تقدير الحاجات العامة التي
يجب عمى الدولة اشباعيا ,وذلك لقربيا من الجميور ,مضافاً الى انيا ىي المعنية بادارة ىذه المرافق
العامة او االشراف عمييا ,فيي تقع ضمن مسؤولياتيا ووظائفيا الرئيسة ,ولذا لالدارة او السمطة التنفيذية
انشاء المرافق العامة بقرار اداري الئحي .
1
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما في العراق فان الدساتير المتعاقبة لم تتعرض النشاء المرافق العامة وتمنح اختصاصو لجية معينة بل
لم يتعرض لبيان أي شان من شؤون المرافق العامة ألنو لم يذكرىا اصالً ,ىذا من الناحية النظرية ,اما
من الناحية العممية والتطبيقية فيمكن القول بان المرافق العامة في العراق تنشأ بقرار اداري بتفويض من
القانون ,ذلك ان الجية التي ليا انشاء المرافق العامة ىي الو ازرات ,فكل و ازرة ليا انشاء ما تحتاج اليو
الوزرة
من المرافق العامة الداء وظائفيا المنوط بيا تحقيقيا ,فعمى سبيل المثال منح قانون ادارة البمديات ا
الحق في انشاء مرافق عامة عدة مختمفة الغراض النشاء المرافق الترفييية كالحدائق والمتنزىات العامة ,
وانشاء االسواق العامة والمتاحف والمكتبات وغيرىا .
ثانياً /الغاء المرافق العامة -:يقصد بالغاء المرافق العامة انياء وجوده القانوني ,اما الوجود المادي فقد
ينتيي ايضاً ويكون الغاء .
يمغى المرفق العام من الجية والطريقة التي يحددىا سند انشائو .
في حال عدد التحديد فان القاعدة العامة ان الجية التي ليا حق االلغاء ىي ذاتيا الجية التي انشأت
المرفق العام لمتماثل بين االنشاء وااللغاء .
ينبغي االلتفات الى ان المرفق العام يدار من قبل نوعين من الوسائل التي يستخدميا الداء نشاطو :
-1الموظف العام /في حال الغاء المرفق العام ليس من حق الموظفين االعتراض عمى االلغاء تحت أي
ذريعة ال سيما وان الغائو تحددهُ المصمحة العامة ىذا من جية ,اما الجية الثانية فتتعمق بوضعيم
الوظيفي ,فال يعني الغاء المرفق العام خسارتيم لمراكزىم القانونية ,بل يعني ايجاد البديل ليم ,سواء
أكان البديل ىو ابقائيم في وظائفيم مع نقميم الى العمل في مرفق اخر ,او انياء خدماتيم وتسوية
حقوقيم الوظيفية بشرط تعويضيم عن خسارتيم لوظائفيم .
-2المال العام /تؤول االموال بعد الغاء المرفق العام الى الجية التي حددىا سند انشائو ,وفي حال عدم
التحديد الجية فالى خمفو القانوني ,فاذا كانت اموالو باالصل ىي اموال عامو فترجع الى مصدر
اموالو كالدولة او احد اشخاص القانون العام ,اما اذا كانت باالصل تبرعات وىبات من االفراد او
الييئات الخاصة فانيا توظف في مشروعات تؤدي الغرض ذاتو الذي كان يؤديو المرفق الممغي اذا
وجد واال فتوظف في مشروع يؤدي غرضاً قريبا من الذي كان يؤديو الممغي .
2
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاعدة سير المرافق العامة بانتظام واطراد -:ال تقتصر اىمية المرافق العامة عمى انشائيا لتقديم اوالً/
الخدمة التي اقتنعت الجية ذات االختصاص بوجوب توفيرىا لمجميور فحسب ,بل استم ارره بتقديميا عمى نحو
منتظم ,فيذا االستمرار بتقديم الخدمة ال يقل اىمية عن انشائو ,ومن ىنا يستطيع االفراد عند توقف المرافق
العامة عن تقديم خدماتو ليم وألي سبب كان باإلمكان تفاديو فان المنتفعين بتمك الخدمات ليم المجوء الى
القضاء لرفع الدعوى عمى االدارة ومطالبتو ان يمزم االدارة بالعودة الى تقديم الخدمة وتعويضيم عما اصابيم
من اضرار نتيجة توقفيا عن تقديميا .
وتترتب عمى ىذا المبدأ القاضي باستمرار سير المرافق العامة بانتظام واطراد نتائج عدة ,وىي في مجمميا
تنظمو وتستبعد عنو أي حدث لو تأثير سمبي عمى استم ارره بتقديم خدمتو ,وفيما يأتي بيان ليذه النتائج :
-1تحريم االضراب /االضراب يعرف بانو :امتناع العاممين بعضاً او كالً عن اداء ميام وظائفيم بقصد
الضغط عمى ذوي الشأن التنفيذ طمباتيم .
وقد يكون االضراب ال سيما في صورتو الجماعية ,اىم عامل ييدد مبدأ سير المرافق العامة بانتظام
ويسبب لو الشمل ,والنتيجة المترتبة عميو ىي ايقاف استم ارره في تقديم
واطراد ألنو يوقفو عن العمل ُ
الخدمة ,وقد يكون خطي اًر في بعض المجاالت كأضراب العاممين في المرافق االمنية ,او في المرافق
الصحية او في المرافق االقتصادية ,وقت يؤدي الى التخمف العممي والثقافي ,وقد ُيساء استخدام
االضراب وذلك عندما ال يسعى لتحقيق اىداف تتصل بالعمل في المرافق العامة ,وانما يتعمق بأغراض
سياسية وطائفية ,ولذا ال يمكن غض الطرف عن االضراب في المرافق العامة .
وقد اختمفت الدولة في مسألة تحريم االضراب وعدمو فبعضيا لم يحرمو وسمحت لمعاممين في مرفق عام
ما بممارستو ألجل تحقيق مطالبيم ونظمتو قانوناً ,ودول اخرى قامت بتحريمو ,ويمكن القول ان االعم
االغمب في الدول حرمتو بما فييا بعض الدول الرأسمالية كالواليات المتحدة االمريكية وانكمت ار وسويس ار
وبمجيكا .
وكان العراق من الدول التي حرمت االضراب وجعمتو جريمة وقررت العقوبة عمى ممارستو ,وقد جاء
النص عمى ذلك في الفصل السادس تحت عنوان الجرائم الماسة بسير العمل من قانون العقوبات ,حيث
انو نص عمى ان "يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتين وبغرامة ال تزيد عمى مائتي دينار او بأحدي
ىاتين العقوبتين ,كل موظف او مكمف بخدمة عامة ترك عممو ولو بصورة االستقالة او امتنع عمداً عن
واجب من واجبات وظيفتو او عممو " ولم يقتصر تحريم االضراب عمى العراق بل حرمتو دول عربية اخرى
كمبنان والجزائر ومصر وغيرىا .
3
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2تنظيم استقالة الموظفين /االستقالة ىي :طمب الموظف العمومي من الجية المختصة قبول تركوُ
لموظيفة بصورة نيائية.
ان استقالة الموظف حق من حقوقو بحسب االصل ,وىذا يعني ان عمى الجية المختصة قبوليا ,ولكن ىل
يجب عمييا قبوليا مطمقاً وميما كانت الظروف ؟ الجواب /كال ,فعندما يكون ترك الموظف لعممو واالنقطاع
عن ميام وظيفتو يحدث خالل في سير المرفق العام ,كما اذا كان يشغل وظيفة تؤثر في صمب نشاط المرفق
العام ,وال يوجد بديل يحل محل الموظف طالب االستقالة ,ففي ىذه الحالة ال تمزم الجية المختصة بقبول
االستقالة ,بل يجب عمييا رفض االستقالة او تأجيل البت فييا الى حين توافر بديل لو ,عمى اال يتجاوز ذلك
الفترة المحددة لمبت في االستقالة وىي ثالثون يوماً وىذا كمو من اجل المحافظة عمى سير المرفق العام بانتظام
واطراد .
-3تبرير نظرية الموظف الفعمي /ال يستطيع أي شخص مباشرة العمل في المرفق العام ,بل ال يحق ألي
شخص ممارسة ميام الوظيفة العامة اال اذا كان قد تم تعيينو لممارستيا بعد ان يكون قد استوفى شروط
التعيين وصدر تعيينو بقرار صحيح ,اما اذا تمت ممارسة ميام الوظيفة العامة من شخص غير معين ليا
,فان عممو يعد باطالً ألنو معين بعيب عدم االختصاص وىو عدم القدرة عمى مباشرة عمل قانوني معين
جعمو المشرع من سمطة ىيئة او فرد اخر .
وقد تحدث ظروف استثنائية تمنع الموظفين من القيام بميام عماليم واداء واجبات وظائفيم ,كحالة الحرب او
الفيضان او الحريق او االنقالب او الثورة او أي حدث يجبر السمطة االدارية عمى االختفاء او يسمبيا القدرة
عمى ممارسة ميام عمميا ,فيبادر الى العمل الوظيفي شخص ال يتصف بصفة الموظف العام ويباشر اصدار
القرار االداري موظف ولكنو ال صمة لو باتخاذ الق اررات االدارية ,وىي اعمال بحسب االصل باطمة ألنيا
معيبة بعيب عدم االختصاص اال انيا في مثل ىذه الظروف تكون اعماال صحيحة وغير مشوبة بذاك العيب ,
وما يجعل ىذه االعمال صحيحة ويب رر عد بطالنيا ىو مبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد ,وذلك ألنو لو
ال قيام ىؤالء االشخاص بأداء العمل الوظيفي في الظرف االستثنائي ,مع غياب السمطة االدارية لتعطل
المرفق العام وتوقف عن ممارسة انشطتو االعتيادية ,مما يؤدي الى حرمان الجميور من الخدمات التي انشئ
من اجل توفيرىا ليم .
-4عدم جواز الحجز عمى اموال المرفق العام /من االحكام المتسالم عمييا في التشريعات المدنية الحجز
عمى اموال المدين الستيفاء الديون واعادتيا الى الدائنين ,فاموال المدين يعدىا القانون ضمانو الداء
حقوق الدائنين ,ومن باب المثال نص القانون المدني العراقي عمى ان " اموال المدين جميعيا ضامنة
لموفاء بديونو" وتحجز ىذه االموال بحكم تصدره محكمة البداءة بناء عمى طمب احد الدائنين .
4
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وىل تجري ىذه القاعدة عمى اموال المرفق العام عندما يكون مديناً وليست لو القدرة عمى الوفاء بدينو ؟
بالتأكيد ال تجري ىذه القاعدة ىنا وال يجوز الحجز عمى اموال المرفق العام بأي حال من االحوال ,وذلك
ان المرفق العام يستطيع ممارسة نشاطو من خالل وسيمتين ميمتين احداىما ىي االموال العامة ,فمما ال
شك فيو انو سيتوقف عن اداء ميامو وتوفير الخدمات لمجميور فيما اذا تم الحجز عمى اموالو وبيعت في
المزاد العمني لسداد ديونو والوفاء بحقوق دائنيو ,وىذا يخالف مبدا سير المرفق العام بانتظام واطراد .
-5نشأة نظرية الظروف الطارئة /ان من طرق ادارة المرفق العام ىو طريق ادارتو بوساطة اشخاص القانون
الخاص ,كعقد االلتزام ,وفي اثناء ادارة المرفق العام من االفراد او اشخاص القانون الخاص قد يتعرض
لظرف استثنائي لم يكن متوقعاً يجعل من الوفاء بالتزامات العقد عمى المتعيد صعبة ,أي ان الظرف
االستثنائي ال يجعل الوفاء بااللتزام مستحيالً وال يحرر المتعيد منو كما يحدث عند تعرضو لمقوة القاىرة ,
إال انو يجعل تنفيذ االلتزام مرىقاً ,أي ينال المتعيد ارىاق مالي شديد الن الظرف االستثنائي أحدث
اختالالً جسيماً بالتوازن المالي لمعقد ,عمى اال تكون تمك الظروف متوقعة في مرحمة سابقة ال لإلدارة وال
لمممتزم .
في ىذه الحالة ال يستطيع المتعيد او الممتزم التخمي عن التزامو والتحمل من العقد الذي ابرمو مع االدارة ,
ولكن المشكمة ىي ان االختالل في التوازن المالي لمعقد قد يؤثر سمباً عمى سير المرافق العامة بانتظام
واطراد ألنو قد يدفع الممتزم الى ايقاف نشاطو ,وىذا ما ال يمكن السماح بحدوثو ,ومن اجل الحفاظ عمى
سير المرفق العام بانتظام واطراد في ىذه الظروف االستثنائية انشأ القضاء الفرنسي ىذه النظرية وىي
نظرية الظروف الطارئة واوجب عمى االدارة اعادة التوازن المالي لمعقد من اجل عدم االخالل بسير المرفق
العام واتاحة الفرصة اماه لالستمرار بتقديم خدماتو لمجميور .
-6اختصاص االدارة بفرض العقوبات االنضباطية /يتمثل الكيان المادي لممرفق العام بأمرين :االول – ىو
الموظف العام والثاني – ىو المال العام ,فكالىما يمثل ركناً من االركان المادية التي تمكنو من ممارسة
نشاطو وأي خمل يقع من أي منيما سيؤثر عمى سير المرفق العام بانتظام ,ولذا عندما يقوم الموظف العام
باألخالل بميامو الوظيفية فيو في الحقيقة يقوم باألخالل بمبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد ,ولمحفاظ
عمى ىذا المبدأ يجب اال يسمح لمموظف بمثل ىذا االخالل ,وىذا ما افرز الحاجة الى تقرير العقوبة عميو
عند صدور مخالفة عنو ,والتي تقوم بوظيفة الجزاء عمى المخالفة وردعو وردع االخرين عن االتيان بيا ,
ولذا منحت السمطة االدارية االختصاص في ايقاع العقوبات االنضباطية الى الموظف الذي يخل بواجبات
وظيفتو من اجل ضمان سير المرفق العام بانتظام واطراد .
ثانياً /قاعدة قابمية المرافق العامة لمتغير والتطور -:ان من خصائص الحياة البشرية انيا حياة متكاممة ,
بمعنى ان االنسانية تسعى الى الكمال وتحاول خالل سيرىا الزمني االرتقاء بنفسيا في مدارجو ,وىذا يعني ان
5
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ىذه الحياة في حركة دائميو مستمرة ,بل وفي تغير وتطور دائم ومستمر ال يقف عند حد وال يتوانى في
مسيرتو تمك ,وىذه المسيرة االنسانية من شأنيا ان تفرز العديد من االحتجاجات ,قد يكون بعضيا جديد لك
يكن لو وجود في ا لسابق وقد تقتنع سمطة الدولة بان عمييا تمبيتيا فتقوم بأنشاء مرفق عام لتحقيقيا ,وقد تكون
تمك الحاجات موجودة سابقاً لكنيا اخذت في التغير والتطور مدفوعة بتغير وضع الحاجة بتغير وضع الجميور
خالل سيرهُ الزمني ,وعندما تكون ىذه الحاجة قد تم تأسيس مرفق عام لتمبيتيا في وقت سابق ,فمعنى عمى
المرفق العام السير بشكل مواز لسير الجميور والتغير بشكل يتناسب مع تغير حاجة الجميور ,والتطور
بشكل ينسجم مع تطور المجتمع .
ثالثا /قاعدة المساواة في االنتفاع بالمرافق العامة -:ىذه ىي القاعدة الثالثة واالخيرة من القواعد التي تحكم
ال مرافق العامة ,واىميتيا ال سيما في جانب المساواة ال تقتصر عمى المرفق العام وخدماتو بل تتعداه الى
القانون ذاتو ,حيث تمثل الركن القويم وحجز الزاوية والقاعدة االساس التي تحكم قواعد القانون بشكل عام ,
وحاصميا فيما يتعمق بالمرفق العام ىو اداؤه خدماتو الى كل من يطمبيا من االفراد الذين تتوافر فييم شروط
االستفادة منيا ,وذلك من دون تمييز بينيم بسبب المون او الجنس او المغة او الدين او المركز االجتماعي او
االقتصادي او ألي سبب اخر .
اذا لم تمتزم االدارة بيذا المبدأ وقامت بمخالفتو فتترتب عمى ذلك جزاءات يفرضيا عمييا القضاء من خالل
دعوى االلغاء او التعويض ,بمعنى ان الفرد الذي تتوافر فيو شروط االستفادة من الخدمات التي يقدميا
المرفق العام ومع ذلك ترفض االدارة تمتعو بيا ,ان يرفع دعوى عمى االدارة امام القضاء يطعن فييا بقرار
االدارة القاضي برفض تدخميا لتحقيق استفادتو منو .
وال تتوقف المساواة بين االفراد في االنتفاع بخدمات المرفق العام ,وانما تصل النوبة الى المساواة بينيم في
تحمل اعباءه ,أي تكون ىذه المساواة من مقتضيات المساواة االولى ,فاذا كان االنتفاع من خدمات المرفق
العام ليس مجانياً وانما يستفاد منيا في مقابل رسم مثالً يدفعو المستفيد فيجب المساواة بين الجميع في تسديد
ىذه الرسوم من دون تمييز بينيم ,ىذا بشكل عام ويمكن ان يستثنى من تحمل اعباءه ويعفى منيا كمياً او
جزئياً بعض االصناف ,كالفقراء والمعوزين ,او صغار السن او كبار السن او المتقاعدين او غيرىم ,وذلك
لتوافر خصوصية زائدة لدييم تدفع الى معاممتيم معاممة خاصة ,وال يقدح ىذا االستثناء بالقاعدة ,بل مقتضى
ىذا االستثناء ىو العدالة االجتماعية ,فمن غير المنطقي ان يعامل الصغير معاممة الكبير .
اما االساس الذي يستند اليو ىذا المبدأ فقد ارجعو بعض الفقو الى مبدا المساواة امام القانون وىو مبدا غالبا ما
تنص عميو الدساتير فمثالً جاء في الدستور العراقي " العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس
6
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
او العرق او القومية او االصل او لمون او الدين او المذىب او المعتقد او الرأي او الوضع االقتصادي او
االجتماعي"
اوالً /ادارة الدولة لممرفق العام -:من البداىة بمكان ان االصل في ادارة المرافق العامة ىو لمدولة ,ويكون
ذلك من خالل االدارة العامة او السمطة االدارية فييا ,ولكن ىذا الطريق الرئيس يمكن ان ينشق الى طريقين
فرعيين ,في احداىما تقوم الدولة بإدارة المرفق العام بصفة منفردة ,وفي الثاني تديره بصفة مشتركة وكما
يمي:
-1انفراد الدولة بإدارة المرفق العام -:يقع عمى عاتق الدولة اشباع الحاجات العامة ال سيما الضرورية منيا
,ولذا فان ادارتيا المباشرة لممرافق العامة التي تؤدي ميمة تحقيق النفع العام ,ومن دون ان تشرك في
ذلك بعض اشخاص القانون الخاص ,تعتبر من اولى واجباتيا ىي االصل في ادارة المرافق العامة ,
ونقصد بانفراد الدولة بإدارة المرفق العام ,ىو ادارتيا مباشرتاً ومن دون مشاركة اشخاص القانون الخاص
,اما االدارة المباشرة لمدولة فأنيا تعني قيام الدولة بو ازراتيا او بإحدى اشخاص القانون العام بإدارة المرفق
العام ,ويمكن لإلدارة العامة او الدولة استخدام أي من النظامين وىي بصدد ادارة المرفق العام ,وىما
نظام االدارة المركزية ونظام االدارة الالمركزية :
أ -ادارة الدولة لممرفق العام وفقاً لنظام المركزية االدارية /ان ىذا االسموب في ادارة المرفق العام يمثل
االسموب التقميدي الذي تستخدمو الدولة منذ نشأتيا ,ويعني قيام الدولة بإدارة المرفق العام بشكل
مباشر من خالل و ازرة من و ازراتيا ذات صمة او االختصاص الذي يرتبط بنشاطو .
ب -ادارة الدولة لممرفق العام وفقاً لنظام الالمركزية االدارية /يتجسد ىذا االسموب من اىم مظير لو وىو
قيام الدولة بأنشاء شخص عام ومنحو الشخصية المعنوية وتخصيصو إلدارة مرق معين .
وأياً كان االسموب الذي تعتمده الدولة في ادارة المرافق العامة ,فيناك جممة من النتائج تترتب عمى انفراد
الدولة بإدارة المرفق العام ,ويمكن اجمال ىذه النتائج ب ـ :
7
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خضوع المرفق العام ألحكام القانون العام /وعمى االخص احكام القانون االداري ,وىذا يعني ان
المنازعات الخاصة بو ىي من اختصاص القضاء االداري (اذا كانت الدولة تأخذ بنظام القضاء
المزدوج)
ان اموال المرفق العام ىي اموال ممموكة لمدولة .
ان العاممين في المرافق العامة التي تنفرد الدولة بإدارتيا ىم عاممون لدى الدولة أي انيم موظفون
عامون ,وعمى ىذا فيم يخضعون ألحكام الموظفين العاممين في الدولة .
تمتعيا بامتيازات السمطة العامة ومنحيا الحق في استخدام وسائميا كاعتبار ق ارراتيا ق اررات ادارية ,
وما تبرمو من عقود تمثل عقود ادارية ,كما ويمكنيا استخدام وسيمة التنفيذ الجبري او المباشر .
خضوعيا لرقابة الدولة ,وىذه الرقابة اما ان تكون رقابة مباشرة أي رقابة رئاسية وذلك في حال
المرافق التي تدار بنظام المركزية االدارية او تخضع لنظام الرقابة الخاصة بالمرافق العامة ذات
الالمركزية االدارية كالوصايا فيي تخضع ألشراف ورقابة الدولة ممثمة بسمطتيا االدارية .
-2االدارة المشتركة لممرفق العام /ىناك من المرافق العامة ما تمتاز بصفات خاصة كالمرافق العامة
االقتصادية ,وىذه الصفات تجعل من انفراد الدولة بإدارتيا امر غير مجد ,فيناك العديد من القيود
االدارية والمالية تكبل يد االدارة عند انفرادىا بمباشرة شؤون المرفق العام ,وقد تحد من قدرة العاممين عمى
االبداع واالبتكار ,كما قد تتسرب الييا االعتبارات السياسية ,وىذا واضح جدا في المشروعات
االقتصادية ,سواء أكانت تجارية ام صناعية او غيرىا ,كما ان ادخال االفراد في مثل ىذه المرافق
كمشاركين يجعميا اكثر نشاطاً وانتاجاً ,فاألفراد في مشروعاتيم ال يبتغون سوى الربح عادة .
ثانياً /ادارة المرافق العامة بوساطة اشخاص القانون الخاص -:تختمف ىذه الطريقة عن الطريقة السابقة
بصورتييا في انيا تجعل اشخاص القانون الخاص ينفردون بإدارة المرفق العام ,وىو االسموب الذي يعبر عنو
بالتزام المرفق العام او امتياز المرفق العام ,وىو اسموب في ادارة المرفق العام تمجأ اليو الدولة عندما تسعى
الى تخفيف االعمال عن كاىل االدارة بحيث ترفع عنيا عبء ادارة بعض المرافق العامة ,او انيا تسعى الى
تخفيف االعباء المالية عمى الخزينة العامة ,وتجعل ادارتو بالكامل وعبئو المالي عمى عاتق اشخاص القانون
الخاص او االفراد ,وىذا الذي يسمى بالممتزم والذي يبرم مع االدارة عقداً يسمى (عقد االلتزام) وىو احد انواع
العقود االدارية .
-1مضمون التزام او امتياز المرفق العام /يدور ىذا االسموب حول قيام الدولة او احد االشخاص العامة
فييا ,بأسناد او ابرام عقد اداري مع احد اشخاص القانون الخاص ,سواء أكان فرد او شركة خاصة
إلدارة مرفق عام معين ,فيو في االصل عقد اداري يسمى عقد االمتياز او عقد االلتزام.
8
(المحاضرة الثالثة عشر) القانون اإلداري (المرحلة الثانية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2الطبيعة القانونية لعقد االلتزام /يقصد بالطبيعة القانونية لعقد االلتزام ىو اندراجو تحت أي من عقود
القانون ,وقد اختمف الفقو في طبيعتو ,فبرزت ثالث مذاىب :
أ -المذىب االول -:انو عقد من عقود القانون العام ,فيو يصدر عن االدارة بإرادتيا المنفردة .
ب -المذىب الثاني -:انو عقد من عقود القانون الخاص ,فيو عقد اعتيادي ال يختمف عن عقود
القانون الخاص االخرى .
ت -المذىب الثالث -:انو عقد ذو طبيعة خاصة ,وبشكل اكثر وضوحاً ىو عقد ذو طبيعة مزودة ,
فيو من جية يحمل بعض من خصائص العقود االدارية ,كما انو من الجية الثانية يحمل بعض
من خصائص العقود المدنية او عقود القانون الخاص ,ولذا يمكن مالحظة نوعين من النصوص
التي تتضمنيا مثل ىذه العقود :
النصوص الالئحية
النصوص التعاقدية
-3حقوق االدارة مانحة االمتياز وحقوق الممتزم /ىناك جممة من الحقوق تترتب عمى عقد االمتياز ,
بعضيا يرجع الى االدارة وبعضيا االخر الى الممتزم :
حقوق االدارة -:يتمثل في حقيا في الرقابة واالشراف ,وحق توقيع الجزاءات عمى المتعاقد ,وحق
التعديل عمى العقد ,وحق استرداد المرفق العام .
حقوق الممتزم -:فحقو يتجمى في استيفاء الرسوم من المستفيدين من خدمات المرفق العام ,وحقو في
االستفادة مما تقدمو لو االدارة من االعانات والتسييالت التي نص عمييا العقد ,وحقو في استمرار
التوازن المالي لمعقد ,وحقو في التعويض العادل عن االضرار واالعباء التي لحقتو نتيجة قيام االدارة
بأجراء التعديالت عمى العقد .
-4انتياء عقد االلتزام /يمكن ان ينتيي عقد االلتزام بإحدى نحوين :
النياية الطبيعية /وتعني انتياء عقد االلتزام عند حمول اجل انتيائو الذي نص عميو العقد ذاتو ,او
عندما ينفذ ما يترتب عميو من التزامات تنفيذاً كامالً .
النياية المبتسرة /والتي تعني انتياء العقد نياية غير طبيعية ,وذلك عندما ينتيي اما قبل حمول
االجل النتيائو والذي حددتو نصوصو ,او قبل ان ينفذ ما يترتب عميو من التزامات تنفيذاً كامالً ,
كما ىو الحال في الفسخ جزاء عمى االخالل الذي وقع في العقد من احد طرفيو ,او بسبب القوة
القاىرة .
9