13 المرافق العامة.pdf - 2023.04.17 - 05.03.43pm

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫انشاء والغاء المرافق العامة‬


‫اوالً ‪ /‬انشاء المرافق العامة ‪ -:‬يقصد بأنشاء المرافق العامة ىو تأسيس مشروعات تعمل عمى اشباع‬
‫الحاجات العامة او تحقيق النفع العام ‪ ,‬لذلك فأن انشائيا سوف يكون وفق طريقتين ‪-:‬‬

‫ابتداء أي الول مرة‬


‫ً‬ ‫• استحداث ‪ :‬بيذا الطريق يتم انشاء المرفق العام من خالل استحداث مشروع عام‬
‫(مثل انشاء مستشفى في منطقة ال يوجد فييا اي مستشفى)‬

‫• تحويل ‪ :‬بيذه الطريقة تقوم الجية المختصة بتحويل مشروع خاص الى مشروع عام‬

‫يرى الفقه والقضاء ان هناك وسيمتين يمكن لكل منهما ان تنشا المرفق العام ‪-:‬‬

‫• بموجب قانون او بناء عمى قانون (وهذا عمى سبيل االستثناء) ‪ /‬منح االختصاص في انشاء الم ارفق‬
‫العامة الى السمطة التشريعية ‪ ,‬لذا فان المشرع الدستوري عندما يقرر ان المرفق العام ينشأ بقانون ‪,‬‬
‫فانو يمنح ىذا االختصاص الى البرلمان ‪ ,‬وىذا يعني امرين متالزمين ‪ -:‬االول ‪ /‬ان المشرع‬
‫الدستوري قد منح االختصاص في انشاء المرافق العامة الى البرلمان ‪ ,‬ثانيا ‪ /‬حرمان السمطة التنفيذية‬
‫من انشائو بشكل منفرد ‪ ,‬ويبرر الفقو ىذا االمر ىو من اجل سيطرة البرلمان عمى اموال الدولة ‪ ,‬الن‬
‫الكممة االخيرة في الموازنة العامة لمدولة تكون لو ‪ ,‬وىذا يجعل االعتمادات المالية خاضعة لو ‪ ,‬ولما‬
‫كان المرفق العام ال يقوم إال بتخصيص االموال لو ومنحو القدر الكافي لنشاطو من االعتماد المالي ‪,‬‬
‫ناسب ان يكون البرلمان ىو المختص بأنشائو ‪ ,‬فيو ينشئوُ ويمنحوُ االعتماد المالي في الوقت ذاتو ‪,‬‬
‫واعتمد البعض االخر من الفقو عمى تبريره من خالل تمتع المرفق العام بوسائل السمطة العامة ‪.‬‬

‫• بموجب قرار من السمطة التنفيذية قرار اداري (وهذا هو االصل) ‪ /‬تمنح بعض الدساتير اختصاص‬
‫انشاء المرافق العامة الى السمطة التنفيذية لتنشئوُ بقرار الئحي ‪ ,‬وغالباً ما يكون من اختصاصات‬
‫رئيس الحكومة سواء أكان رئيساً لمدولة كما ىو الحال في االنظمة الممكية والرئاسية ‪ ,‬او رئيساً لموزراء‬
‫وىو ما عميو الحال في االنظمة البرلمانية ‪.‬‬

‫اما السبب في منح السمطة التنفيذية ىذا االختصاص باعتبارىا االقدر عمى تقدير الحاجات العامة التي‬
‫يجب عمى الدولة اشباعيا ‪ ,‬وذلك لقربيا من الجميور ‪ ,‬مضافاً الى انيا ىي المعنية بادارة ىذه المرافق‬
‫العامة او االشراف عمييا ‪ ,‬فيي تقع ضمن مسؤولياتيا ووظائفيا الرئيسة ‪ ,‬ولذا لالدارة او السمطة التنفيذية‬
‫انشاء المرافق العامة بقرار اداري الئحي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اما في العراق فان الدساتير المتعاقبة لم تتعرض النشاء المرافق العامة وتمنح اختصاصو لجية معينة بل‬
‫لم يتعرض لبيان أي شان من شؤون المرافق العامة ألنو لم يذكرىا اصالً ‪ ,‬ىذا من الناحية النظرية ‪ ,‬اما‬
‫من الناحية العممية والتطبيقية فيمكن القول بان المرافق العامة في العراق تنشأ بقرار اداري بتفويض من‬
‫القانون ‪ ,‬ذلك ان الجية التي ليا انشاء المرافق العامة ىي الو ازرات ‪ ,‬فكل و ازرة ليا انشاء ما تحتاج اليو‬
‫الوزرة‬
‫من المرافق العامة الداء وظائفيا المنوط بيا تحقيقيا ‪ ,‬فعمى سبيل المثال منح قانون ادارة البمديات ا‬
‫الحق في انشاء مرافق عامة عدة مختمفة الغراض النشاء المرافق الترفييية كالحدائق والمتنزىات العامة ‪,‬‬
‫وانشاء االسواق العامة والمتاحف والمكتبات وغيرىا ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬الغاء المرافق العامة ‪ -:‬يقصد بالغاء المرافق العامة انياء وجوده القانوني ‪ ,‬اما الوجود المادي فقد‬
‫ينتيي ايضاً ويكون الغاء ‪.‬‬

‫يتم الغاء المرفق العام بأحدى الطريقتين ‪-:‬‬

‫‪ ‬يمغى المرفق العام من الجية والطريقة التي يحددىا سند انشائو ‪.‬‬
‫‪ ‬في حال عدد التحديد فان القاعدة العامة ان الجية التي ليا حق االلغاء ىي ذاتيا الجية التي انشأت‬
‫المرفق العام لمتماثل بين االنشاء وااللغاء ‪.‬‬

‫ينبغي االلتفات الى ان المرفق العام يدار من قبل نوعين من الوسائل التي يستخدميا الداء نشاطو ‪:‬‬

‫‪ -1‬الموظف العام ‪ /‬في حال الغاء المرفق العام ليس من حق الموظفين االعتراض عمى االلغاء تحت أي‬
‫ذريعة ال سيما وان الغائو تحددهُ المصمحة العامة ىذا من جية ‪ ,‬اما الجية الثانية فتتعمق بوضعيم‬
‫الوظيفي ‪ ,‬فال يعني الغاء المرفق العام خسارتيم لمراكزىم القانونية ‪ ,‬بل يعني ايجاد البديل ليم ‪ ,‬سواء‬
‫أكان البديل ىو ابقائيم في وظائفيم مع نقميم الى العمل في مرفق اخر ‪ ,‬او انياء خدماتيم وتسوية‬
‫حقوقيم الوظيفية بشرط تعويضيم عن خسارتيم لوظائفيم ‪.‬‬
‫‪ -2‬المال العام ‪ /‬تؤول االموال بعد الغاء المرفق العام الى الجية التي حددىا سند انشائو ‪ ,‬وفي حال عدم‬
‫التحديد الجية فالى خمفو القانوني ‪ ,‬فاذا كانت اموالو باالصل ىي اموال عامو فترجع الى مصدر‬
‫اموالو كالدولة او احد اشخاص القانون العام ‪ ,‬اما اذا كانت باالصل تبرعات وىبات من االفراد او‬
‫الييئات الخاصة فانيا توظف في مشروعات تؤدي الغرض ذاتو الذي كان يؤديو المرفق الممغي اذا‬
‫وجد واال فتوظف في مشروع يؤدي غرضاً قريبا من الذي كان يؤديو الممغي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القواعد التي تحكم سير المرافق العامة‬

‫قاعدة سير المرافق العامة بانتظام واطراد ‪ -:‬ال تقتصر اىمية المرافق العامة عمى انشائيا لتقديم‬ ‫اوالً‪/‬‬
‫الخدمة التي اقتنعت الجية ذات االختصاص بوجوب توفيرىا لمجميور فحسب ‪ ,‬بل استم ارره بتقديميا عمى نحو‬
‫منتظم ‪ ,‬فيذا االستمرار بتقديم الخدمة ال يقل اىمية عن انشائو ‪ ,‬ومن ىنا يستطيع االفراد عند توقف المرافق‬
‫العامة عن تقديم خدماتو ليم وألي سبب كان باإلمكان تفاديو فان المنتفعين بتمك الخدمات ليم المجوء الى‬
‫القضاء لرفع الدعوى عمى االدارة ومطالبتو ان يمزم االدارة بالعودة الى تقديم الخدمة وتعويضيم عما اصابيم‬
‫من اضرار نتيجة توقفيا عن تقديميا ‪.‬‬

‫وتترتب عمى ىذا المبدأ القاضي باستمرار سير المرافق العامة بانتظام واطراد نتائج عدة ‪ ,‬وىي في مجمميا‬
‫تنظمو وتستبعد عنو أي حدث لو تأثير سمبي عمى استم ارره بتقديم خدمتو ‪ ,‬وفيما يأتي بيان ليذه النتائج ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحريم االضراب ‪ /‬االضراب يعرف بانو ‪ :‬امتناع العاممين بعضاً او كالً عن اداء ميام وظائفيم بقصد‬
‫الضغط عمى ذوي الشأن التنفيذ طمباتيم ‪.‬‬
‫وقد يكون االضراب ال سيما في صورتو الجماعية ‪ ,‬اىم عامل ييدد مبدأ سير المرافق العامة بانتظام‬
‫ويسبب لو الشمل ‪ ,‬والنتيجة المترتبة عميو ىي ايقاف استم ارره في تقديم‬
‫واطراد ألنو يوقفو عن العمل ُ‬
‫الخدمة ‪ ,‬وقد يكون خطي اًر في بعض المجاالت كأضراب العاممين في المرافق االمنية ‪ ,‬او في المرافق‬
‫الصحية او في المرافق االقتصادية ‪ ,‬وقت يؤدي الى التخمف العممي والثقافي ‪ ,‬وقد ُيساء استخدام‬
‫االضراب وذلك عندما ال يسعى لتحقيق اىداف تتصل بالعمل في المرافق العامة ‪ ,‬وانما يتعمق بأغراض‬
‫سياسية وطائفية ‪ ,‬ولذا ال يمكن غض الطرف عن االضراب في المرافق العامة ‪.‬‬
‫وقد اختمفت الدولة في مسألة تحريم االضراب وعدمو فبعضيا لم يحرمو وسمحت لمعاممين في مرفق عام‬
‫ما بممارستو ألجل تحقيق مطالبيم ونظمتو قانوناً ‪ ,‬ودول اخرى قامت بتحريمو ‪ ,‬ويمكن القول ان االعم‬
‫االغمب في الدول حرمتو بما فييا بعض الدول الرأسمالية كالواليات المتحدة االمريكية وانكمت ار وسويس ار‬
‫وبمجيكا ‪.‬‬
‫وكان العراق من الدول التي حرمت االضراب وجعمتو جريمة وقررت العقوبة عمى ممارستو ‪ ,‬وقد جاء‬
‫النص عمى ذلك في الفصل السادس تحت عنوان الجرائم الماسة بسير العمل من قانون العقوبات ‪ ,‬حيث‬
‫انو نص عمى ان "يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتين وبغرامة ال تزيد عمى مائتي دينار او بأحدي‬
‫ىاتين العقوبتين ‪ ,‬كل موظف او مكمف بخدمة عامة ترك عممو ولو بصورة االستقالة او امتنع عمداً عن‬
‫واجب من واجبات وظيفتو او عممو " ولم يقتصر تحريم االضراب عمى العراق بل حرمتو دول عربية اخرى‬
‫كمبنان والجزائر ومصر وغيرىا ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬تنظيم استقالة الموظفين ‪ /‬االستقالة ىي ‪ :‬طمب الموظف العمومي من الجية المختصة قبول تركوُ‬
‫لموظيفة بصورة نيائية‪.‬‬

‫ان استقالة الموظف حق من حقوقو بحسب االصل ‪ ,‬وىذا يعني ان عمى الجية المختصة قبوليا ‪ ,‬ولكن ىل‬
‫يجب عمييا قبوليا مطمقاً وميما كانت الظروف ؟ الجواب ‪ /‬كال ‪ ,‬فعندما يكون ترك الموظف لعممو واالنقطاع‬
‫عن ميام وظيفتو يحدث خالل في سير المرفق العام ‪ ,‬كما اذا كان يشغل وظيفة تؤثر في صمب نشاط المرفق‬
‫العام ‪ ,‬وال يوجد بديل يحل محل الموظف طالب االستقالة ‪ ,‬ففي ىذه الحالة ال تمزم الجية المختصة بقبول‬
‫االستقالة ‪ ,‬بل يجب عمييا رفض االستقالة او تأجيل البت فييا الى حين توافر بديل لو ‪ ,‬عمى اال يتجاوز ذلك‬
‫الفترة المحددة لمبت في االستقالة وىي ثالثون يوماً وىذا كمو من اجل المحافظة عمى سير المرفق العام بانتظام‬
‫واطراد ‪.‬‬

‫‪ -3‬تبرير نظرية الموظف الفعمي ‪ /‬ال يستطيع أي شخص مباشرة العمل في المرفق العام ‪ ,‬بل ال يحق ألي‬
‫شخص ممارسة ميام الوظيفة العامة اال اذا كان قد تم تعيينو لممارستيا بعد ان يكون قد استوفى شروط‬
‫التعيين وصدر تعيينو بقرار صحيح ‪ ,‬اما اذا تمت ممارسة ميام الوظيفة العامة من شخص غير معين ليا‬
‫‪ ,‬فان عممو يعد باطالً ألنو معين بعيب عدم االختصاص وىو عدم القدرة عمى مباشرة عمل قانوني معين‬
‫جعمو المشرع من سمطة ىيئة او فرد اخر ‪.‬‬

‫وقد تحدث ظروف استثنائية تمنع الموظفين من القيام بميام عماليم واداء واجبات وظائفيم ‪ ,‬كحالة الحرب او‬
‫الفيضان او الحريق او االنقالب او الثورة او أي حدث يجبر السمطة االدارية عمى االختفاء او يسمبيا القدرة‬
‫عمى ممارسة ميام عمميا ‪ ,‬فيبادر الى العمل الوظيفي شخص ال يتصف بصفة الموظف العام ويباشر اصدار‬
‫القرار االداري موظف ولكنو ال صمة لو باتخاذ الق اررات االدارية ‪ ,‬وىي اعمال بحسب االصل باطمة ألنيا‬
‫معيبة بعيب عدم االختصاص اال انيا في مثل ىذه الظروف تكون اعماال صحيحة وغير مشوبة بذاك العيب ‪,‬‬
‫وما يجعل ىذه االعمال صحيحة ويب رر عد بطالنيا ىو مبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد ‪ ,‬وذلك ألنو لو‬
‫ال قيام ىؤالء االشخاص بأداء العمل الوظيفي في الظرف االستثنائي ‪ ,‬مع غياب السمطة االدارية لتعطل‬
‫المرفق العام وتوقف عن ممارسة انشطتو االعتيادية ‪ ,‬مما يؤدي الى حرمان الجميور من الخدمات التي انشئ‬
‫من اجل توفيرىا ليم ‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم جواز الحجز عمى اموال المرفق العام ‪ /‬من االحكام المتسالم عمييا في التشريعات المدنية الحجز‬
‫عمى اموال المدين الستيفاء الديون واعادتيا الى الدائنين ‪ ,‬فاموال المدين يعدىا القانون ضمانو الداء‬
‫حقوق الدائنين ‪ ,‬ومن باب المثال نص القانون المدني العراقي عمى ان " اموال المدين جميعيا ضامنة‬
‫لموفاء بديونو" وتحجز ىذه االموال بحكم تصدره محكمة البداءة بناء عمى طمب احد الدائنين ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وىل تجري ىذه القاعدة عمى اموال المرفق العام عندما يكون مديناً وليست لو القدرة عمى الوفاء بدينو ؟‬
‫بالتأكيد ال تجري ىذه القاعدة ىنا وال يجوز الحجز عمى اموال المرفق العام بأي حال من االحوال ‪ ,‬وذلك‬
‫ان المرفق العام يستطيع ممارسة نشاطو من خالل وسيمتين ميمتين احداىما ىي االموال العامة ‪ ,‬فمما ال‬
‫شك فيو انو سيتوقف عن اداء ميامو وتوفير الخدمات لمجميور فيما اذا تم الحجز عمى اموالو وبيعت في‬
‫المزاد العمني لسداد ديونو والوفاء بحقوق دائنيو ‪ ,‬وىذا يخالف مبدا سير المرفق العام بانتظام واطراد ‪.‬‬
‫‪ -5‬نشأة نظرية الظروف الطارئة ‪ /‬ان من طرق ادارة المرفق العام ىو طريق ادارتو بوساطة اشخاص القانون‬
‫الخاص ‪ ,‬كعقد االلتزام ‪ ,‬وفي اثناء ادارة المرفق العام من االفراد او اشخاص القانون الخاص قد يتعرض‬
‫لظرف استثنائي لم يكن متوقعاً يجعل من الوفاء بالتزامات العقد عمى المتعيد صعبة ‪ ,‬أي ان الظرف‬
‫االستثنائي ال يجعل الوفاء بااللتزام مستحيالً وال يحرر المتعيد منو كما يحدث عند تعرضو لمقوة القاىرة ‪,‬‬
‫إال انو يجعل تنفيذ االلتزام مرىقاً ‪ ,‬أي ينال المتعيد ارىاق مالي شديد الن الظرف االستثنائي أحدث‬
‫اختالالً جسيماً بالتوازن المالي لمعقد ‪ ,‬عمى اال تكون تمك الظروف متوقعة في مرحمة سابقة ال لإلدارة وال‬
‫لمممتزم ‪.‬‬
‫في ىذه الحالة ال يستطيع المتعيد او الممتزم التخمي عن التزامو والتحمل من العقد الذي ابرمو مع االدارة ‪,‬‬
‫ولكن المشكمة ىي ان االختالل في التوازن المالي لمعقد قد يؤثر سمباً عمى سير المرافق العامة بانتظام‬
‫واطراد ألنو قد يدفع الممتزم الى ايقاف نشاطو ‪ ,‬وىذا ما ال يمكن السماح بحدوثو ‪ ,‬ومن اجل الحفاظ عمى‬
‫سير المرفق العام بانتظام واطراد في ىذه الظروف االستثنائية انشأ القضاء الفرنسي ىذه النظرية وىي‬
‫نظرية الظروف الطارئة واوجب عمى االدارة اعادة التوازن المالي لمعقد من اجل عدم االخالل بسير المرفق‬
‫العام واتاحة الفرصة اماه لالستمرار بتقديم خدماتو لمجميور ‪.‬‬
‫‪ -6‬اختصاص االدارة بفرض العقوبات االنضباطية ‪ /‬يتمثل الكيان المادي لممرفق العام بأمرين ‪ :‬االول – ىو‬
‫الموظف العام والثاني – ىو المال العام ‪ ,‬فكالىما يمثل ركناً من االركان المادية التي تمكنو من ممارسة‬
‫نشاطو وأي خمل يقع من أي منيما سيؤثر عمى سير المرفق العام بانتظام ‪ ,‬ولذا عندما يقوم الموظف العام‬
‫باألخالل بميامو الوظيفية فيو في الحقيقة يقوم باألخالل بمبدأ سير المرفق العام بانتظام واطراد ‪ ,‬ولمحفاظ‬
‫عمى ىذا المبدأ يجب اال يسمح لمموظف بمثل ىذا االخالل ‪ ,‬وىذا ما افرز الحاجة الى تقرير العقوبة عميو‬
‫عند صدور مخالفة عنو ‪ ,‬والتي تقوم بوظيفة الجزاء عمى المخالفة وردعو وردع االخرين عن االتيان بيا ‪,‬‬
‫ولذا منحت السمطة االدارية االختصاص في ايقاع العقوبات االنضباطية الى الموظف الذي يخل بواجبات‬
‫وظيفتو من اجل ضمان سير المرفق العام بانتظام واطراد ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬قاعدة قابمية المرافق العامة لمتغير والتطور ‪ -:‬ان من خصائص الحياة البشرية انيا حياة متكاممة ‪,‬‬
‫بمعنى ان االنسانية تسعى الى الكمال وتحاول خالل سيرىا الزمني االرتقاء بنفسيا في مدارجو ‪ ,‬وىذا يعني ان‬

‫‪5‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ىذه الحياة في حركة دائميو مستمرة ‪ ,‬بل وفي تغير وتطور دائم ومستمر ال يقف عند حد وال يتوانى في‬
‫مسيرتو تمك ‪ ,‬وىذه المسيرة االنسانية من شأنيا ان تفرز العديد من االحتجاجات ‪ ,‬قد يكون بعضيا جديد لك‬
‫يكن لو وجود في ا لسابق وقد تقتنع سمطة الدولة بان عمييا تمبيتيا فتقوم بأنشاء مرفق عام لتحقيقيا ‪ ,‬وقد تكون‬
‫تمك الحاجات موجودة سابقاً لكنيا اخذت في التغير والتطور مدفوعة بتغير وضع الحاجة بتغير وضع الجميور‬
‫خالل سيرهُ الزمني ‪ ,‬وعندما تكون ىذه الحاجة قد تم تأسيس مرفق عام لتمبيتيا في وقت سابق ‪ ,‬فمعنى عمى‬
‫المرفق العام السير بشكل مواز لسير الجميور والتغير بشكل يتناسب مع تغير حاجة الجميور ‪ ,‬والتطور‬
‫بشكل ينسجم مع تطور المجتمع ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬قاعدة المساواة في االنتفاع بالمرافق العامة ‪ -:‬ىذه ىي القاعدة الثالثة واالخيرة من القواعد التي تحكم‬
‫ال مرافق العامة ‪ ,‬واىميتيا ال سيما في جانب المساواة ال تقتصر عمى المرفق العام وخدماتو بل تتعداه الى‬
‫القانون ذاتو ‪ ,‬حيث تمثل الركن القويم وحجز الزاوية والقاعدة االساس التي تحكم قواعد القانون بشكل عام ‪,‬‬
‫وحاصميا فيما يتعمق بالمرفق العام ىو اداؤه خدماتو الى كل من يطمبيا من االفراد الذين تتوافر فييم شروط‬
‫االستفادة منيا ‪ ,‬وذلك من دون تمييز بينيم بسبب المون او الجنس او المغة او الدين او المركز االجتماعي او‬
‫االقتصادي او ألي سبب اخر ‪.‬‬

‫اذا لم تمتزم االدارة بيذا المبدأ وقامت بمخالفتو فتترتب عمى ذلك جزاءات يفرضيا عمييا القضاء من خالل‬
‫دعوى االلغاء او التعويض ‪ ,‬بمعنى ان الفرد الذي تتوافر فيو شروط االستفادة من الخدمات التي يقدميا‬
‫المرفق العام ومع ذلك ترفض االدارة تمتعو بيا ‪ ,‬ان يرفع دعوى عمى االدارة امام القضاء يطعن فييا بقرار‬
‫االدارة القاضي برفض تدخميا لتحقيق استفادتو منو ‪.‬‬

‫وال تتوقف المساواة بين االفراد في االنتفاع بخدمات المرفق العام ‪ ,‬وانما تصل النوبة الى المساواة بينيم في‬
‫تحمل اعباءه ‪ ,‬أي تكون ىذه المساواة من مقتضيات المساواة االولى ‪ ,‬فاذا كان االنتفاع من خدمات المرفق‬
‫العام ليس مجانياً وانما يستفاد منيا في مقابل رسم مثالً يدفعو المستفيد فيجب المساواة بين الجميع في تسديد‬
‫ىذه الرسوم من دون تمييز بينيم ‪ ,‬ىذا بشكل عام ويمكن ان يستثنى من تحمل اعباءه ويعفى منيا كمياً او‬
‫جزئياً بعض االصناف ‪ ,‬كالفقراء والمعوزين ‪ ,‬او صغار السن او كبار السن او المتقاعدين او غيرىم ‪ ,‬وذلك‬
‫لتوافر خصوصية زائدة لدييم تدفع الى معاممتيم معاممة خاصة ‪ ,‬وال يقدح ىذا االستثناء بالقاعدة ‪ ,‬بل مقتضى‬
‫ىذا االستثناء ىو العدالة االجتماعية ‪ ,‬فمن غير المنطقي ان يعامل الصغير معاممة الكبير ‪.‬‬

‫اما االساس الذي يستند اليو ىذا المبدأ فقد ارجعو بعض الفقو الى مبدا المساواة امام القانون وىو مبدا غالبا ما‬
‫تنص عميو الدساتير فمثالً جاء في الدستور العراقي " العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس‬

‫‪6‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫او العرق او القومية او االصل او لمون او الدين او المذىب او المعتقد او الرأي او الوضع االقتصادي او‬
‫االجتماعي"‬

‫طرق ادارة المرافق العامة‬


‫ان مسؤولية ادارة المرافق العامة تقع عمى كاىل الدولة ‪ ,‬فيي المسؤولة عن اشباع الحاجات العامة وتحقيق‬
‫النفع العام واستيداف المصمحة العامة ‪ ,‬اال ان ىذا ال يعني قيام الدولة او السمطة االدارية بإدارة المرفق العام‬
‫بشكل مباشر ‪ ,‬بل لدييا اكثر من خيار تتمكن من ادارة المرفق العام بوساطتو ‪ ,‬وىذا يعني تعدد طرق ادارة‬
‫المرافق العامة ‪ ,‬ويمكن ان نميز بين طريقين رئيسيين ‪ ,‬وىما االدارة المباشرة لممرفق العام او منح ادارتو‬
‫المباشرة ألشخاص القانون الخاص ‪ ,‬وكما يمي ‪-:‬‬

‫اوالً ‪ /‬ادارة الدولة لممرفق العام ‪ -:‬من البداىة بمكان ان االصل في ادارة المرافق العامة ىو لمدولة ‪ ,‬ويكون‬
‫ذلك من خالل االدارة العامة او السمطة االدارية فييا ‪ ,‬ولكن ىذا الطريق الرئيس يمكن ان ينشق الى طريقين‬
‫فرعيين ‪ ,‬في احداىما تقوم الدولة بإدارة المرفق العام بصفة منفردة ‪ ,‬وفي الثاني تديره بصفة مشتركة وكما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬انفراد الدولة بإدارة المرفق العام ‪ -:‬يقع عمى عاتق الدولة اشباع الحاجات العامة ال سيما الضرورية منيا‬
‫‪ ,‬ولذا فان ادارتيا المباشرة لممرافق العامة التي تؤدي ميمة تحقيق النفع العام ‪ ,‬ومن دون ان تشرك في‬
‫ذلك بعض اشخاص القانون الخاص ‪ ,‬تعتبر من اولى واجباتيا ىي االصل في ادارة المرافق العامة ‪,‬‬
‫ونقصد بانفراد الدولة بإدارة المرفق العام ‪ ,‬ىو ادارتيا مباشرتاً ومن دون مشاركة اشخاص القانون الخاص‬
‫‪ ,‬اما االدارة المباشرة لمدولة فأنيا تعني قيام الدولة بو ازراتيا او بإحدى اشخاص القانون العام بإدارة المرفق‬
‫العام ‪ ,‬ويمكن لإلدارة العامة او الدولة استخدام أي من النظامين وىي بصدد ادارة المرفق العام ‪ ,‬وىما‬
‫نظام االدارة المركزية ونظام االدارة الالمركزية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ادارة الدولة لممرفق العام وفقاً لنظام المركزية االدارية ‪ /‬ان ىذا االسموب في ادارة المرفق العام يمثل‬
‫االسموب التقميدي الذي تستخدمو الدولة منذ نشأتيا ‪ ,‬ويعني قيام الدولة بإدارة المرفق العام بشكل‬
‫مباشر من خالل و ازرة من و ازراتيا ذات صمة او االختصاص الذي يرتبط بنشاطو ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ادارة الدولة لممرفق العام وفقاً لنظام الالمركزية االدارية ‪ /‬يتجسد ىذا االسموب من اىم مظير لو وىو‬
‫قيام الدولة بأنشاء شخص عام ومنحو الشخصية المعنوية وتخصيصو إلدارة مرق معين ‪.‬‬

‫وأياً كان االسموب الذي تعتمده الدولة في ادارة المرافق العامة ‪ ,‬فيناك جممة من النتائج تترتب عمى انفراد‬
‫الدولة بإدارة المرفق العام ‪ ,‬ويمكن اجمال ىذه النتائج ب ـ ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬خضوع المرفق العام ألحكام القانون العام ‪ /‬وعمى االخص احكام القانون االداري ‪ ,‬وىذا يعني ان‬
‫المنازعات الخاصة بو ىي من اختصاص القضاء االداري (اذا كانت الدولة تأخذ بنظام القضاء‬
‫المزدوج)‬
‫‪ ‬ان اموال المرفق العام ىي اموال ممموكة لمدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬ان العاممين في المرافق العامة التي تنفرد الدولة بإدارتيا ىم عاممون لدى الدولة أي انيم موظفون‬
‫عامون ‪ ,‬وعمى ىذا فيم يخضعون ألحكام الموظفين العاممين في الدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬تمتعيا بامتيازات السمطة العامة ومنحيا الحق في استخدام وسائميا كاعتبار ق ارراتيا ق اررات ادارية ‪,‬‬
‫وما تبرمو من عقود تمثل عقود ادارية ‪ ,‬كما ويمكنيا استخدام وسيمة التنفيذ الجبري او المباشر ‪.‬‬
‫‪ ‬خضوعيا لرقابة الدولة ‪ ,‬وىذه الرقابة اما ان تكون رقابة مباشرة أي رقابة رئاسية وذلك في حال‬
‫المرافق التي تدار بنظام المركزية االدارية او تخضع لنظام الرقابة الخاصة بالمرافق العامة ذات‬
‫الالمركزية االدارية كالوصايا فيي تخضع ألشراف ورقابة الدولة ممثمة بسمطتيا االدارية ‪.‬‬

‫‪ -2‬االدارة المشتركة لممرفق العام ‪ /‬ىناك من المرافق العامة ما تمتاز بصفات خاصة كالمرافق العامة‬
‫االقتصادية ‪ ,‬وىذه الصفات تجعل من انفراد الدولة بإدارتيا امر غير مجد ‪ ,‬فيناك العديد من القيود‬
‫االدارية والمالية تكبل يد االدارة عند انفرادىا بمباشرة شؤون المرفق العام ‪ ,‬وقد تحد من قدرة العاممين عمى‬
‫االبداع واالبتكار ‪ ,‬كما قد تتسرب الييا االعتبارات السياسية ‪ ,‬وىذا واضح جدا في المشروعات‬
‫االقتصادية ‪ ,‬سواء أكانت تجارية ام صناعية او غيرىا ‪ ,‬كما ان ادخال االفراد في مثل ىذه المرافق‬
‫كمشاركين يجعميا اكثر نشاطاً وانتاجاً ‪ ,‬فاألفراد في مشروعاتيم ال يبتغون سوى الربح عادة ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬ادارة المرافق العامة بوساطة اشخاص القانون الخاص ‪ -:‬تختمف ىذه الطريقة عن الطريقة السابقة‬
‫بصورتييا في انيا تجعل اشخاص القانون الخاص ينفردون بإدارة المرفق العام ‪ ,‬وىو االسموب الذي يعبر عنو‬
‫بالتزام المرفق العام او امتياز المرفق العام ‪ ,‬وىو اسموب في ادارة المرفق العام تمجأ اليو الدولة عندما تسعى‬
‫الى تخفيف االعمال عن كاىل االدارة بحيث ترفع عنيا عبء ادارة بعض المرافق العامة ‪ ,‬او انيا تسعى الى‬
‫تخفيف االعباء المالية عمى الخزينة العامة ‪ ,‬وتجعل ادارتو بالكامل وعبئو المالي عمى عاتق اشخاص القانون‬
‫الخاص او االفراد ‪ ,‬وىذا الذي يسمى بالممتزم والذي يبرم مع االدارة عقداً يسمى (عقد االلتزام) وىو احد انواع‬
‫العقود االدارية ‪.‬‬

‫‪ -1‬مضمون التزام او امتياز المرفق العام ‪ /‬يدور ىذا االسموب حول قيام الدولة او احد االشخاص العامة‬
‫فييا ‪ ,‬بأسناد او ابرام عقد اداري مع احد اشخاص القانون الخاص ‪ ,‬سواء أكان فرد او شركة خاصة‬
‫إلدارة مرفق عام معين ‪ ,‬فيو في االصل عقد اداري يسمى عقد االمتياز او عقد االلتزام‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫(المحاضرة الثالثة عشر)‬ ‫القانون اإلداري (المرحلة الثانية)‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬الطبيعة القانونية لعقد االلتزام ‪ /‬يقصد بالطبيعة القانونية لعقد االلتزام ىو اندراجو تحت أي من عقود‬
‫القانون ‪ ,‬وقد اختمف الفقو في طبيعتو ‪ ,‬فبرزت ثالث مذاىب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المذىب االول ‪ -:‬انو عقد من عقود القانون العام ‪ ,‬فيو يصدر عن االدارة بإرادتيا المنفردة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المذىب الثاني ‪ -:‬انو عقد من عقود القانون الخاص ‪ ,‬فيو عقد اعتيادي ال يختمف عن عقود‬
‫القانون الخاص االخرى ‪.‬‬
‫ت‪ -‬المذىب الثالث ‪ -:‬انو عقد ذو طبيعة خاصة ‪ ,‬وبشكل اكثر وضوحاً ىو عقد ذو طبيعة مزودة ‪,‬‬
‫فيو من جية يحمل بعض من خصائص العقود االدارية ‪ ,‬كما انو من الجية الثانية يحمل بعض‬
‫من خصائص العقود المدنية او عقود القانون الخاص ‪ ,‬ولذا يمكن مالحظة نوعين من النصوص‬
‫التي تتضمنيا مثل ىذه العقود ‪:‬‬
‫‪ ‬النصوص الالئحية‬
‫‪ ‬النصوص التعاقدية‬

‫‪ -3‬حقوق االدارة مانحة االمتياز وحقوق الممتزم ‪ /‬ىناك جممة من الحقوق تترتب عمى عقد االمتياز ‪,‬‬
‫بعضيا يرجع الى االدارة وبعضيا االخر الى الممتزم ‪:‬‬
‫‪ ‬حقوق االدارة ‪ -:‬يتمثل في حقيا في الرقابة واالشراف‪ ,‬وحق توقيع الجزاءات عمى المتعاقد ‪ ,‬وحق‬
‫التعديل عمى العقد ‪ ,‬وحق استرداد المرفق العام ‪.‬‬
‫‪ ‬حقوق الممتزم ‪ -:‬فحقو يتجمى في استيفاء الرسوم من المستفيدين من خدمات المرفق العام ‪ ,‬وحقو في‬
‫االستفادة مما تقدمو لو االدارة من االعانات والتسييالت التي نص عمييا العقد ‪ ,‬وحقو في استمرار‬
‫التوازن المالي لمعقد ‪ ,‬وحقو في التعويض العادل عن االضرار واالعباء التي لحقتو نتيجة قيام االدارة‬
‫بأجراء التعديالت عمى العقد ‪.‬‬

‫‪ -4‬انتياء عقد االلتزام ‪ /‬يمكن ان ينتيي عقد االلتزام بإحدى نحوين ‪:‬‬
‫‪ ‬النياية الطبيعية ‪ /‬وتعني انتياء عقد االلتزام عند حمول اجل انتيائو الذي نص عميو العقد ذاتو ‪ ,‬او‬
‫عندما ينفذ ما يترتب عميو من التزامات تنفيذاً كامالً ‪.‬‬
‫‪ ‬النياية المبتسرة ‪ /‬والتي تعني انتياء العقد نياية غير طبيعية ‪ ,‬وذلك عندما ينتيي اما قبل حمول‬
‫االجل النتيائو والذي حددتو نصوصو ‪ ,‬او قبل ان ينفذ ما يترتب عميو من التزامات تنفيذاً كامالً ‪,‬‬
‫كما ىو الحال في الفسخ جزاء عمى االخالل الذي وقع في العقد من احد طرفيو ‪ ,‬او بسبب القوة‬
‫القاىرة ‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like