Professional Documents
Culture Documents
الإصلاح الضريبي الوطني
الإصلاح الضريبي الوطني
الإصلاح الضريبي الوطني
وقد عرفت بالدنا سلسلة من اإلصالحات الجبائية منذ فجر االستقالل ،توجت بصدور قانون
اإلطار اإلصالح الجبائي بموجب ظهير 23أبريل ،1984والذي حاول تطوير وهيكلة المنطومة
بعد ذلك ،عرف النظام الضريبي المغربي محطات إصالحية متباينة ومختلفة ،انطالقا من
إصالح الضريبة على األرباح العقارية ،ثم المناظرة الوطنية حول الجبايات لسنة ،1999
وإصالح المنظومة الجبائية المحلية بالقانون رقم 47,063الذي جاء كإصالح للقانون القديم رقم
، 30,89وتجميع النصوص والمساطر المتعلقة بالمادة الضريبة في كتاب واحد هو المدونة
العامة للضرائب لسنة ،2007مرو ار بالمناظرة الوطنية الثانية حول الجبايات سنة .2013
وقد شكلت المناظرة الثالثة للجبايات المنعقدة يومي 3و 4بالصخيرات مناسبة إلدراج إصالح
النظام الضريبي الوطني ،توجت بصدور القانون رقم 07,20بتغيير وتتميم القانون رقم 47,06
المتعلق بجبايات الجماعات الترابية سنة 2020واعتماد القانون اإلطار رقم 69,19المتعلق
4
باإلصالح الضريبي في يوليوز .2021
شأنه تجاوز كل االختالالت المالية الداخلية والخارجية .وبغية مواكبة األوضاع المالية
واالقتصادية واالجتماعية.
) 3تجدر اإلشارة إلى أن القانون 47.06تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم 07.20الصادر بتنفيذه بالظهير الشريف رقم 1.20.91
صادر في 16من جمادى األولى 1442 )31ديسمبر (2020بتنفيذ القانون رقم 20.07بتغيير وتتميم القانون رقم 06.47المتعلق
بجبايات الجماعات المحلية ،الجريدة الرسمية عدد 16 – 6948جمادى األولى 31) 1442ديسمبر (.2020
الحسين الكتيف ،إصالح النظام الضريبي المغربي على ضوء المناظرات الوطنية ص 1 4
أهمية الموضوع:
في كون النظام الضريبي يلعب دورا حاسما في رسم التوجهات االقتصادية للدولة ،من منطق
االستراتيجية التي تمثلها السياسات الضريبية في تحديد األهداف الكبرى للدولة ،خصوصا مع
تجاوز التصور التقليدي لالقتطاع الجبائي باعتباره وسيلة للحصول على موارد مالية لتمويل
النفقات العمومية.
إشكالية الموضوع:
تتمحور اإلشكالية الرئيسية للموضوع حول مسار اإلصالحات التي يعرفها النظام الضريبي
الوطني وإلى أي حد ساهمت اإلصالحات الضريبية في إرساء نظام ضريبي عادل وفعال
متوازن من أجل العدالة الجبائية ؟
5ظهير شريف رقم 4.73.37صادر في 14رجب 13) 4111أبريل (4171يتضمن األمر بتنفيذ القانون رقم 3.83المتعلق بوضع إطار للصالح
الضريبي ،جريدة رسمية عدد 3834بتاريخ 31رجب 1) 4111ماي ،(4171ص551 ..
6سؤال اإلصالح الضريبي ص 15
بعد استقالله عن االستعمار الفرنسي ورث المغرب نظاما ضريبيا يخدم المصالح سلطات
الحماية الفرنسية ،ويتماشى مع طبيعة النظام السائد آنذاك ،فقد عرف المغرب في فترات مختلفة
من تاريخه ،سياسات ضريبية وخططا لإلصالح الجبائي ،حيث نجد مثل هذه الخطة في
المحاوالت التي قام بها كل من السلطان موالي الحسن األول وابنه موالي عبد العزيز في أواخر
القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلصالح الجباية والمالية العامة المتردية آنذاك ،والتي
لم تعد تساير بيت المال والبالد ،لمواجهة القوى األجنبية المتربصة بالمغرب ،كما نجد مثل هذه
الخطة في أحكام اتفاقية الجزيرة الخضراء لسنة ، 1906والبنيات الجبائية الجديدة التي أدخلتها
سلطات الحماية الفرنسية إلى المغرب سنة 1912والتي كانت تنسجم مع مصالح الدول
7
االستعمارية ومصالح فرنسا
غداة االستقالل ،ورث المغرب نظاما جبائيا تحكمه أبعاد مالية محضة ،حيث احتفظ
المغرب في المرحلة األولية من استقالله بهذا النظام ،مكتفيا فقط بتحوير بعض مقتضياته
الشكلية وإدخال بعض التعديالت بواسطة القوانين المالية السنوية
مباشرة بعد خروج سلطات الحماية سيقوم المغرب بمجموعة من االصالحات ،ذلك أن
الضرائب التي كانت مفروضة في عهد الحماية يطغى عليها حماية المصالح الفرنسية في تلك
الفترة وبالتالي أصبح المغرب ملزم بالقيام بمجموعة من التغيرات عرفت مراحل متعددة ،وقد كان
أول إصالح سيقوم به المغرب كان سنة 24مايو 1957بحيث تم من خالله إعادة تنظيم
الضريبة الجمركية ،وفرضت أيضا ضريبة بلدية بمقتضى ظهير 27يوليوز 1956لصالح
ميزانية البلديات ،وضريبة السيارات بمقتضى ظهير 13يوليوز. 1957
في سنة 1961سيقوم المغرب بإصدار 8ظهائر بحيث تم إدخال تعديالت على
بعض الضرائب كالمرتبات واألجور والضريبة الحضارية ...كما حدثت ضرائب جديدة كالضريبة
الفالحية محل الضريبة الترتيب ،وبمقتضى قانون المالية لسنة 1972تأسست الضريبة التكميلية
على الدخل االجمالي لألشخاص الطبيعيين كما تأسست الضريبة على القيم المنقولة بمقتضى
قانون المالية ،1979وقد عرفت الضريبة مجموعة من التغييرات في قوانين المالية ،ولكنها
عبد السالم أديب ،السياسة الضريبية واستراتيجية التنمية ،دراسة تحليلية للنظام الجبائي المغربي ،2000-1956الطبعة األولى ،1998ص 7
تغييرات ليست بالجوهرية وال بالمهمة وال حتى بالمؤثرة على ميزانية الدولة لكن أهم إصالح هو
ذلك الذي سيأتي سنة 1984ليضع مجموعة من التغييرات المهمة في المجال الجبائي المغربي
8 .
وفي غياب استراتيجية واضحة ومنسجمة وتجميعية في مجال إصالح النظام الجبائي
للمغرب المستقل ،بقي التمسك باالعتبارات المالية والتي تشكل فيها الضرائب غير المباشرة
حصة األسد في التمويل الوطني للمالية العامة .كما أبقى على الطابع النوعي للنظام الضريبي
الذي يتوزع بتوزع الواقعة المنشئة للضريبة سواء كانت فالحية ،أو مهنية ،أو عقارية ،أو أجرية
أو مرتبطة بالقيم المنقولة .لذلك حافظ النظام الجبائي النوعي على خصائص التفرد في السعر
والنسب حسب صنف كل ضريبة ،والتي تعتبر من أهم قواعد العدالة الضريبية .9
ولدت فكرة اإلصالح مع مؤشرات اإلحساس بظهور األزمة المالية التي شهدها المغرب
خالل النصف الثاني من عقد السبعينات التي مان من الصعب إخفاء تجلياتها وأسبابها لتأثر
المواطنين بمختلف شرائحهم وتشكيالتهم بانعكاساتها ،زمع تطور وتفاقم األزمة أصبح طرح
مسألة اإلصالح الضريبي أكثر إلحاحا من قبل .طلبت السلطات المغربية سنة 1978من
صندوق النقد الدولي مساعدة فنية في الميدان الجبائي بهدف دراسة النظام النوعي القائم آنذاك
10 إلبراز نواقصه وصياغة حلول لتجاوزها .
لقد كانت بداية هدا االصالح ستة 1982من خالل خطاب وزير المالية بمناسبة
عرضه لمشروع قانون اإلطار أمام اللجنة المكلفة بالمالية ،وقد جاء قانون اإلطار لتجاوز
مجموعة من االختالالت أبرزها محاولة تحقيق مبدأ االنصاف والعدالة ثم محاولة تجاوز البطء
لهذه األسباب وغيرها كان لزاما على الحكومة المغربية اتخاد المبادرة والقيام بإصالح
يتسم بالشمولية والعمق ويهدف الى المساهمة الفعالة في التنمية على مختلف األصعدة
االقتصادية واالجتماعية والمالية ،وأبرز المجاالت التي شملها االصالح:
ـ عدم تشديد العبء الضريبي على المكلفين الحاصلين على الدخل من مصدر واحد.
إن أهم ما ميز هذا االصالح هو جمع وحصر الضرائب في ثالث ضرائب فقط اثنان
منها تتجلى في الضرائب المباشرة وهي الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات ،وأخرى
غير مباشرة تتجلى في الضريبة على القيمة المضافة وبالتالي جمع شتات الضرائب التي
14
عرفها المغرب على مر سنوات.
عبد الفتاح بلخال الضرائب في المغرب الجزء االول مطبعة دار ابي رقراق للطباعة والنشر ص32 15
مقتضيات مشتركة ،ويضم الجزء الثاني المتعلق بقواعد التحصيل اما الجزء الثالث فيضم
الجزاءات المتعلقة بالتحصيل...
الكتاب الثاني :المساطر الجبائية ويضم قسم خاص بمراقبة الضريبة من حيث حق مراقبة
االدارة ووجوب االحتفاظ بالوثائق المحاسبية مسطرة تصحيح اسس الضريبة.....
الكتاب الثالث :يضم واجبات ورسوم اخرى ،يشتمل على قسمين ،يتعلق القسم االول
16 بواجبات التمبرل بينما يتناول القسم الثاني الضريبة الخصوصية السنوية على السيارات
اتسمت المناظرة األولى للجبايات بأنها مناظرة وطنية تتعلق بالضريبة ،سميت بالجلسات
الوطنية الجبائية ،ترأسها الوزير األول السيد عبد الرحمان اليوسفي ،الذي ألقى كلمة االفتتاح.
وقد شارك في هذه الجلسات وزير االقتصاد والمالية السيد فتح هللا ولعلو ،المدير العام للضرائب
المردودية من خالل توسيع الوعاء الضريبي عن طريق إدخال ضمن الحقل •
الضريبي األسس التي لم يتم إخضاعها للضريبة بحكم القانون أو بحكم الواقع
والتقليص من اإلعفاءات الجبائية؛
التبسيط للقوانين واإلجراءات الجبائية ضمانا الستيعاب الضريبة من قبل الملزم •
إن أهم مقتضى تضمنه قانون المالية لسنة 2007هو إصدار المدونة العامة للضرائب
وفقا للمادة ،5الذي تم بموجبها تجميع كل القوانين والنصوص التي تضمنها كتاب الوعاء
والتحصيل وكتاب المساطر الجبائية في نص واحد ،وذلك تفاديا للتشتت وكثرة اإلحاالت والجرائد
الرسمية التي طبعت القانون الضريبي السابق ،وهذا اإلجراء جاء ليصب في مبدأ التبسيط
والمالئمة التي طال انتظاره من طرف المتدخلين في الحقل الضريبي منذ أكثر من عقد ،وقد تم
حسم مسألة إصدار المدونة من طرف البرلمان سنة .2006وقد أدمجت الضرائب والرسوم التي
كانت تجبى لفائدة الجماعات المحلية كالضريبة الحضرية وضريبة النظافة والضريبة المهنية في
جدع الجبايات المحلية في إطار مشروع اإلصالح بمقتضى القانون .47.06
وباإلضافة إلى تدوين النصوص القانونية في المدونة العامة للضرائب ،تضمن قانون المالية -
كما أشار إلى ذلك بعض المهتمين بالحقل الضريبي-إصالحات ضريبية تمثلت في تعديالت
ويندرج إصدار المدونة العامة للضرائب سنة 2007في سياق اإلصالحات التي تقوم
بها السلطات العمومية ،انطالقا من التوجيهات السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس
نصره اهلل وأيده والهادفة إلى تحسين المحيط القانوني والجبائي واالقتصادي لالستثمار وذلك
بتحديث األنظمة القانونية والمالية .وعلى صعيد آخر وتبعا اللتزامات المغرب تجاه األوساط
الدولية واتفاقيات التبادل الحر الموقعة مع كل من االتحاد األوربي والواليات المتحدة األمريكية
ومصر واألردن وتركيا ،فإن االنفتاح التدريجي لالقتصاد الوطني يستلزم وضع آليات للعمل
والتواصل في الميدان الجبائي رهن إشارة المستثمرين ،تتسم بالوضوح والشمولية والسهولة .وقد
مكنت المناظرة الوطنية األولى حول الجبايات المنعقدة يومي 26و 27نوفمبر 1999والتي
انبثقت عنها توصيات اعتبرت بمثابة خالصة لتشخيص واقع المنظومة الجبائية الوطنية ،من
رسم مسار عملية تدوين المقتضيات الجبائية والتي مرت بالمراحل التالية :
• التحيين التدريجي للنصوص الجبائية بواسطة مقتضيات تهدف إلى المالئمة والتبسيط
ومسايرة تطور المحيط العام لالقتصاد ؛
يونس مليح ،النظام الضريبي المغربي المسار ،الحصيلة واآلفاق مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية مرجع سابق ص 15 22
يعرف النظام الضريبي الحالي اختالالت كبيرة تتمثل في ارتفاع نسبة الضرائب غير
المباشرة التي تتميز بمردوديتها وطابعها الالمنصف والالعادل ،إذ تساهم في المداخيل الضريبية
حسب القانون المالية لسنة 2020بحوالي %43,81مقابل %44,54من الموارد تساهم بها
الضرائب المباشرة باإلضافة إلى تمركز الضغط حول ثالث ضرائب أساسية ،وهي الضريبة على
القيمة المضافة والضريبة على الشركات والضريبة على الدخل حيث تمثل ما بين 76و %
77من المداخيل الضريبية .وحتى النظام التصاعدي لسعار الضريبة على الدخل ،يعرف بعض
النقائص ،فالحد الدنى المعفى من هذه الضريبة جد ضئيل ،ويالحظ أيضا فيما يخص تصاعد
األسعار ،بحيث الدخول الصغرى والمتوسطة تعرف تصاعدا سريعا لسعارها ،وفي المقابل نجد
الدخول الكبرى تعرف استق ار ار واضحا في حدة التصاعد ،مما يوثر سلبا على النظام الضريبي،
ويجعل من الدخول الضعيفة والمتوسطة هي الدخول الكثر مساهمة في المداخيل الضريبية،
ر التساع شريحتها ولالرتفاع النسبي ألسعار المطبقة عليها.25
نظ ا
24يونس مليح ،النظام الضريبي المغربي المسار ،الحصيلة واآلفاق مرجع سابق ص 120
25يونس عفوري ،تقييم النظام الضريبي المغربي في ضوء العدالة الضريبية ،مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية/عدد
خاص ،ص417
إن تقييم النظام الجبائي المغربي يكشف بشكل ملحوظ تناسل العديد م النواقص الناتجة
ع عدم استق ارره وثباته وتعرضه لتغييرات م حني آلخر ،وأوجه الضعف والقصور فيما يتعل
بالفعالية والعدالة اليت تحول دون 2تحقيق أهدافه التحفيزية وتنزيل نموذج التنمية االقتصادية
ومواكبة متطلبات االستدامة البيئية ؛ وخر دليل ،هو يجم التعديالت اليت طرأت على المدونة
العامة للضرائب منذ دخولها حيز التنفيذ سنة 2007؛ إذ بلغ مجموع التعديالت أكثر م 161
تعديال ،علما أن مواد المدونة تا تتعدى 117مادة ،وهي وضعية م شأنها التأثر بصفة بالغة
على استقرار أوضاع المستثمرين ورجال األعمال ،الذي يفقدون الرؤية في وضعية النصوص
الجاري هبا العمل ،مما حيول دون ترجيعهم على االستثمار وإنجاز مشاريع مستقبلية ،وأيمانا
ترييل األشرطة االقتصادية إلى فضاءات أجنبية 3أخرى تتميز باستقرار النصوص الجبائية
26
لالستثمار . وبأكثر جاذبية
ليس من المعقول وال من العدل أن تبقى مردودية نظامنا الضريبي مبنية ومركزة على
فئة محدودة من الملزمين ،بحيث 74%من حصيلة الضريبة على الدخل تأتي من فئة
المأجورين ،كما إن أقل من 2%من الشركات تساهم بأكثر من 80%من محصول الضريبة
على الشركات ،باإلضافة إلى أن 69%من الشركات تصرح بالعجز دون احتساب الشركات
الحديثة النشأة ،إذن يمكن استنتاج أن النظام الضريبي المغربي ال يحقق وال يستجيب لقواعد
العدالة الضريبية ،باإلضافة إلى هذا الواقع البد من اإلشارة كذلك إلى التآكل المتزايد للقاعدة
الضريبية الناتج من جهة عن تزايد وتعدد اإلعفاءات الضريبية غير المنتجة اقتصاديا أو
اجتماعيا والتي تتجاوز اليوم 3%من الناتج الداخلي الخام ،والى التآكل الناجم عن استفحال
ظاهرة التملص الضريبي والقطاع غير المهيكل وما ينجم عن ذلك من تأثير سلبي على التنمية
االقتصادية والعدالة االجتماعية والتماسك االجتماعي ،لذلك فإن توسيع الوعاء الضريبي ومراجعة
اإلعفاءات غير المبررة وإدماج القطاع غي ار لمنظم تأتي على رأس أولويات اإلصالح الضريبي.
إن النظام الضريبي المغربي الحالي هو تتويج لتصور تاريخي استمد جذوره من التقاليد
والدين معا .كما أنه نتيجة لسيرورة إصالحات تهدف إلى عصرنة جهاز الدولة .وقد مر هذا
التصور بعدة مراحل ،كان الهدف الرئيسي منها هو مواجهة اإلكراهات المرتبطة بالميزانية
والضغوط المختلفة ،دونً أن تكون بالضرورة جزءا من رؤية شاملة .وبالتالي ،افتقر هذا
التصور إلى مسار العمل واألهداف من حيث الفعالية واإلنصاف اللذين تم إبعادهما من سلم
28 األولويات
وصفت اللجنة في تقريرها بأن النظام الجبائي الحالي ،هو نظام غير منصف،
والمداخيل المعبأة ضعيفة مقارنة بإمكانات االقتصاد الوطني ،مشيرة الى أنه هناك عدة
اختالالت تفسر مكامن الضعف الحالية في هذا النظام ،و المحددة باختصار حسب ما ورد
في الملحق الثاني للتقرير العام للنموذج التنموي:
خليل اللواح ،تأثير الجباية على مناخ األعمال ،مرجع سابق ص 130 27
اكسفام ص مؤشر العدالة الــضــريــبــيــة تحليل النظام الضريبي المغربي اكتوبر 2020ص 6 28
وتعد عدالة النظام الضريبي إحدى القضايا الشائكة التي يدور حولها خالف كبير بين
الكتاب والمفكرين .إذ تعتبر من أهم المبادئ التي يجب مراعاتها عند اختيار أو تصميم النظام
31 الضريبي
إن موضوع عدالة النظام الضريبي من المواضيع التي يجب معالجتها وفق مقاربة
تأخذ بعين االعتبار طبيعة الدولة وعدد سكانها والثروات التي تتواجد فيها ،إذ يصعب المقارنة
ضريبيا بين دولة بترولية وأخرى ال تملك أي ثروات طبيعية ،باإلضافة إلى أن لكل دولة
32، أولوياتها وأهدافها
يقول المفكر والسياس ي الفرنس ي جان باتيست كولبير ،أن الضريبة تنبني على ثالث
مبادئ أساسية وهي: -المبدأ األول هو توسيع القاعدة الضريبية :حتى تحقق الهدف الذي
تصبو إليه في إيراداتك بأقل معدالت ضريبية ممكنة . -المبدأ الثاني هو فرض ضرائب على
العناصر ذات الطلب غير المرن :من أجل الحد من اآلثار المشوهة للنظام الضريبي على
30المهدي السهيمي ،إشكالية صناعة القرار الضريبي وسؤال العدالة الضريبية بالمغرب ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام 2021جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية والسياسية بسطات 2021 2020ص9
31يوسف عفوري مرجع سابق ص129
32يونس عفوري مرجع سابق 421
أنماط أوسع من النشاط االقتصادي . -المبدأ الثالث :أن تفرض الضرائب على الجهات التي
تكون تكاليف منفعتها الخاصة من دفع الضرائب أقل ،أي األغنياء.
فغاية أي نظام ضريبي هي الوصول إلى العدالة الضريبية ،التي تم التأسيس لها من
خالل الفصل 39من الدستور الذي ألزم فيها المشرع الدستوري جميع المغاربة على قدم المساواة
تحمل التكاليف العمومية كل على قدر استطاعته والتي للقانون وحده إحداثها وتوزيعها وفقا
لإلجراءات التي يقرها الدستور ،أي أن الضرائب والرسوم تكون في فرضها وإلزاميتها عامة
وموحدة تفرض على جميع الشخاص والموال في الدولة فال يعفى أحد منها دون مبرر ،حتى
يشارك الجميع في دعم التكاليف والنفقات العامة ،وهو إلزام يسعى إلى تحقيق العدالة الضريبية
والتي تتحقق عن طريق التوزيع العادل للعبء الضريبي بين كافة الشرائح االجتماعية
.33
يتسم النظام الجبائي المغربي بغياب العدالة الجبائية وكثرة التعديالت وعدم استقرار التشريع
الضريبي وتعقد النصوص الضريبية وضعف فعالية بعض الضرائب واالقتطاعات ،وكذا عدم
توسيع الوعاء الجبائي ليشمل قطاعات اقتصادية أخرى كأعالي البحار واألنشطة االقتصادية
غير المهيك لة ،مع عدم مواكبة المداخيل الضريبية لحجم اإلنفاق ولالستراتيجيات التنموية الوطنية
وللحاجيات واالنتظارات المشروعة للساكنة ،إضافة إلى الطابع المعقد لنظام الجبايات المحلية
وعدم انسجام مكوناته وقلة نجاعته وكذا ضعف حكامته.34
يظهر تحليل توزيع العبء الضريبي الذي تمثله ضريبة الدخل على األشخاص الطبيعيين
حالة من الظلم الضريبي بين الموظفين واألجراء ودافعي الضرائب اآلخرين الذين يعملون
إن السمة الرئيسية للضريبة على الشركات في المغرب هي تركيزها على عدد قليل جدا من
الشركات .فوفقا لتحقيق أجرته مؤسسة" أنفوريسك " 2في عام 2017،فإن أفضل 10شركات
مغربية تساهم بنسبة % 25من إيرادات الضريبة على الشركات.
ويرتفع هذا الرقم إلى % 37عندما يتم الحديث عن أفضل 100شركة في المغرب .والعبء
الضريبي ،ال سيما في مجال الضريبة على الشركات ،يؤثر على المقاوالت بشكل يفتقد للمساواة،
وفي الحقيقة ،فإنه ال يطال إال عددا قليال من الشركات ،بالنظر لكون نسبة كبيرة من الشركات
الخاضعة للضريبة على الشركات تعلن عن نتائج سلبية محايدة ،األمر الذي يعفيها من أداء
هذه الضريبة .ففي سنة 2010،من بين 155000مقاولة خاضعة للضريبة على الشركات،
عمليا 3/2من الشركات تعلن نتائج سلبية أو محايدة .وفي سنة 2011حيث ارتفع عدد المقاوالت
الخاضعة للضريبة على الشركات إلى 165740،تؤدي % 2من المقاوالت الكبرى) حوالي
3300مقاولة (ما قدره % 80من الضريبة على الشركات ،علما أنه باإلضافة إلى كون
78%من المقاوالت الصغيرة جدا) أقل من 3ماليين في رقم أعمالها ( ،تصرح % 85منها
36. بالعجز أو ال تؤدي إال المساهمة الدنيا
ثالثا :الضريبة على القيمة املضافة وسؤال العدالة الضريبية
إن المتتبع لسلسة لتعديالت التي همت الضريبة على القيمة المضافة منذ دخولها إلى حيز
التطبيق بداية من فاتح أبريل 1986،يكشف عن خطة المشرع في تغليب هاجس لممردودية
على حساب العدالة الضريبية .وعلى الرغم من كون الضريبة على القيمةالضافة تعرف بأنها
أكثر الضرائب حيفا ،إال أنها ال تزال األداة الضريبية الرئيسية في العديد من البلدان عبر العالم
المهدي السهيمي ،إشكالية صناعة القرار الضريبي وسؤال العدالة الضريبية بالمغرب مرجع سابق ص 69 35
إن الضريبة على القيمة المضافة تقوم على أسعار قيمية تطبق على الجميع بدون تمييز
ودون 280مراعاة القدرة التكليفية للخاضع للضريبة كما تعتبر أسعار الضريبة على القيمة
المضافة جد مرتفعة أغلب الباحثين يعتبرون الضريبة على القيمة المضافة ضريبة غير عادلة،
وذلك أل عبئها يتحمله في النهاية المستهلك النهائي ،ولكونها ال تأخذ بعين االعتبار الظروف
االجتماعية واالقتصادية للمكلف .وتشكل حيفا تجاه الفئات الضعيفة اقتصاديا ،وهذا إن دل على
شيء إنما يدل على أولوية الهدف المالي لصانعي القرار الضريبي على حساب العدالة الضريبية
37 للبلد كل سنة
إن من األسباب الرئيسية وراء عدم عدالة نظامنا الضريبي المغربي هو عدم الوضوح والشبابية
التي تشوب التشريع الضريبي .فمن بين أهم األسباب التهرب الضريبي ،هو اعتقاد المستثمرين
أن لجوء الحكومةة إلى زيادة الضرائب عليهم ،سيقلل من هامش الربح المتوقع لديهم ،وهو ما
يزيد من احتمال لجوء ه هؤالء إلى إيجاد فجوات فنية وقانونية تساعدهم على التهرب من
الضريبة .وهنالك العديد من األسباب التي تؤدي إلى التهرب الضريبي ،منها ما هو قانوني
وسياسي ،ومنها اإلقتصادي ومنها االجتماعي ،يمكن إجمالها فيما يلي :
•أسباب فنية وقانونية :حيث هنالك العديد من التعديالت التي جرى إدخالها على قانون الضريبة
معقدة وغير واضحة المعالم لغير المتخصصين ،إضافة إلى عدم استقرار التشريعات الضريبية؛
•اتساع نشاط القطاع غير المهيكل وعدم وجود أي تشريعات لتحصيل الضرائب من هذا
القطاع ،األمر الذي عمل على ارتفاع نسبة التهرب الضريبي ،كون المؤسسات المسؤولة عن
اإلدارة الضريبية غير قادرة على تحديد عدد ونوعية العاملين المكلفين بدفع الشريبة؛
•أسباب اقتصادية واجتماعية ،منها :عدم كفاءة اإلنفاق العام ،وإحساس الشخص بعدم
الحصول على المنفعة المرجوة من وراء دفع الضرائب ،باإلضافة إلى ارتفاع المستوى العام
يتعين أيضا على كل إصالح للنظام الضريبي المغربي أن يعني على القل بالهندسة
العامة ،التي ينبغي أن تبقى قائمة على الضرائب الكبرى ،أي الضريبة على القيمة المضافة،
والضريبة على الدخل ،والضريبة على الشركات ،وكذا بالنصوص التي تحدد تفاصيلها كما
تحدد الممارسة الضريبية على أرض الواقع
40 .
إن العدالة الضريبية انطالقا من المناظرة الوطنية الثانية حول الجبايات ،هي الرفع من
مردودية النظام الضريبي الحالي ،وذلك من خالل توسيع الوعاء وتحسين األداء اإلدارة الضريبية،
وبناء عالقات الثقة بين الملزم واإلدارة الضريبية ،والتقليص المعقلن والمتدرج لالستثناءات
واإلعفاءات الضريبية .وعلى هذا ،فإن الربط سيصبح أفقيا بين عنصري العدالة والمردودية؛
هذه األخيرة التي ستقتضي إعطاء األولوية لتوسيع الوعاء الضريبي ،وما سيتبع ذلك من العمل
38يونس مليح ،تأمالت تفي مفهوم العدالة الضريبية المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج 165-166،يوليوز-
أكتوبر 2022ص
39الحسين الكتيف إصالح النظام الضريبي المغربي على ضوء المناظرات الوطنية ص 1
40يوسف عفوري م س ص 430
على تحسين أداء اإلدارة الضريبية ،وبناء عالقات الثقة بين هذه األخيرة والملزم ،والتقليص
المعقلن والمتدرج لإلعفاءات الضريبية ) .أما العدالة الضريبية انطالقا من المناظرة الوطنية
الثالثة حول الجبايات ،والتي تم اإلشارة من خاللها لعدم توازن النظام الضريبي ،األمر الذي
أكدته من خالل كون أن 50في المائة من الموارد المالية المت أتية من الضرائب الثالث
مجتمعة) الضريبة على الدخل؛ والضريبة على الشركات؛ والضريبة على القيمة المضافة (ت
أتي فقط من 140مقاولة .وبالنسبة للضريبة على الدخل 73في المائة من المداخيل تأتي من
الضريبة على الدخول واألجور المعتبرة في حكمها ،في مقابل فقط 5في المائة مت أتية من
41. الدخول المهنية
لقد أصبح توسيع القاعدة الضريبية مسألة عدالة وإنصاف بقدر ما هو مسألة مداخيل
للدولة وضغط ضريبي على دافعي الضرائب ،فرفض دفع الضرائب ،أو على األقل الشعور
بأنها مرتفعة جدا ،اليعود إلى مقدار الضريبة بحد ذاتها بمقدار ما يعود إلى الشعور بأن
الناس ال تؤدي ضرائبها بالطريقة ذاتها ،وأن قسمة األعباء الضريبية ليست عادلة.42
فمن أجل إصالح النظام الضريبي المغربي ليصبح نظاما عادال ومتكامال يمكن من
خالله مجابهة األزمات ،يجب الشروع اآلن وبشكل سريع ،في تحليل ودراسة نظامنا الضريبي
المغربي وفق طريقة نقدية من أجل استخراج نواقص ونقط الضعف الكامنة في هذا النظام،
والعمل على إيجاد حلول بديلة من أجل إصالح نظامنا الضريبي في شقه المتعلق بالعدالة
الضريبية ،ألن أي إصالح يرتبط بالعدالة فهو يمس بشكل أساسي مسألة غاية في األهمية
وهي العدالة االجتماعية .لذلك ،يجب إشراك الجميع في هذا المشروع سواء أحزاب سياسية
43
التي تغيب عنها الرؤى الشمولية لإلصالح الضرريبي في جل برامجها
41يونس مليح ،تأمالت تفي مفهوم العدالة الضريبية المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،مرجع سابق ص 32.33
42يوسف عفوري م س ص 431
43يونس مليح ،تأمالت تفي مفهوم العدالة الضريبية المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،مرجع سابق ص 41
المطلب الثاني :القانون اإلطار 69.19وخارطة اإلصالح
بعد مرور ثالثة عقود على اإلصالح الضريبي لسنة 1984كان البد من مراجعة أسس
النظام الجبائي من أجل معالجة االختالالت المالحظة ومالءمته مع التطورات التي عرفتها
الثالثة حول الجبايات التي نظمت سنة , 2019ومن أجل وضع الخطوط العريضة لإلصالح
الجبائي ،تم إعداد القانون-اإلطار بعد عدة مشاورات مع جميع الفاعلين المعنيين تعبي ار عن
إرادتهم والتزامهم الجماعي ،بشكل يتطابق مع األوراش الكبرى للنموذج التنموي الجديد التي تمكن
من التحول .ويحدد هذا القانون-اإلطار األهداف األساسية إلصالح جبائي مندمج (فقرة أولى)
تعزيز مساهمة جبايات الدولة والجماعات الترابية في تمويل سياسات التنمية االقتصادية
واإلجتماعية؛ تخفيض العبء الجبائي على الخاضعين للضريبة بالموازاة مع توسيع الوعاء
الضريبي؛
التقائية األنظمة التفضيلية مع القواعد والمعايير الدولية ومع الممارسات الفضلى المعمول بها
التطبيق التدريجي لمبدأ فرض الضريبة على الدخل اإلجمالي لألشخاص الذاتيين؛
ترشيد التحفيزات الجبائية بالنظر أثرها االجتماعي واالقتصادي واألولويات الوطنية الواردة في
التقائية القواعد المنظمة لجبايات الجماعات الترابية ومالءمتها مع القواعد المنظمة لجبايات
الدولة وتجميع الرسوم المتعلقة باألنشطة االقتصادية وتلك المتعلقة بالممتلكات العقارية؛
تبسيط ومالءمة النظام الجبائي المطبق على أنشطة القرب ذات الدخل المحدود؛
44القانون -اإلطار رقم 69.19المتعلق باإلصالح الجبائي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.21.86صادر في 15من ذي
الحجة 26 1442يوليو 2021ج ر عدد 7007
يهدف اإلصالح الجبائي ،موضوع القانون اإلطار رقم 4569.19الصادر بتاريخ 26
يوليوز 2021 ،إلى وضع نظام جبائي فعال ومنصف ومتوازن ومنتج ،من شأنه أن يتيح
،كما أن ذات القانون من شأنه وضع حد لالختالالت والمشاكل التي تعاني منها المنظومة
الجبائية الحالية ،وذلك من خالل تحديد مبادئه وأهدافه وآليات تطبيقه وفق أولويات محددة ،وكذا
بتتميم وتعديل ما هو غائب في النظام الحالي ،والذي يهم مجموعة من اإلشكاالت والثغرات
المتعلقة أساسا بجانب االنصاف والعدالة باعتبار هاذين المبدأين هما الركيزة األساسية ألي
إصالح كيفما كان ،وهذا ما ارتكز عليه القانون الجديد ،والهادف إلرساء و ضمان مساواة الجميع
أمام الضريبة لتحقيق العدالة الجبائية المنشودة ،كما عمل أيضا على تخفيض العبء الجبائي
على الخاضعين للضريبة بالموا ازة مع عقلنة االمتيازات و اإلعفاءات الضريبية الغير مبررة
الممنوحة لفائدة بعض األنشطة و القطاعات ،وفق ما هو ساري بالنظام الحالي ،كما عمل أيضا
هذا القانون االصالحي على إعادة النظر في الجدول التصاعدي ألسعار الضريبة على الدخل
المطبقة على األشخاص الذاتيين ،عكس ما هو جاري به العمل وفق نظام جزافي غير عادل،
يتعين على الدولة من أجل تنزيل سياستها الجبائية أن تأخذ بعين االعتبار األولويات التالية:
تشجيع االستثمار المنتج للقيمة المضافة والمحدث لفرص الشغل ذات جودة ؛
إعادة التوزيع الفعال وتقليص الفوارق قصد تعزيز العدالة والتماسك اإلجتماعيين؛
بنيات الدعم المسماة» الحاضنات أو المسرعات «والتي تقدم للمقاولين خدمات في مجال
إحداث المقاوالت؛
47سهام العلوي ،اإلصالح الجبائي :السياق-المضامين-الخالصات ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني www.almindar .maيوم
14أكتوبر , 2021تاريخ التصفح 2024/01/06
إعادة النظر في الجدول التصاعدي ألسعار الضريبة على الدخل المطبقة على األشخاص
مالءمة وتحسين نظام المساهمة المهنية الموحدة من أجل تسريع إدماج القطاع غير
المهيكل
العمل على المالءمة مع قواعد الحكامة الجيدة المعمول بها دوليا فيً االتفاقيات
والمعاهدات المبرمة في هذا اإلطار؛ مجال الجبايات وفق -ضمان حقوق الملزمين
إلصالحات متواصلة ،بحيث يتم إدخال تجديدات عليه مع كل قانون مالي جديد 50
وقد تضمن مشروع قانون المالية رقم 51 55.23لسنة 2024إجراءات جديدة تخص أساسا
الضريبة على القيمة المضافة ،وذلك وفق مقاربة تدريجية .ويتوخى إصالح هذه الضريبة،
تضمن قانون المالية للسنة المالية ( 2024رقم ،)55.23عددا من المقتضيات الضريبية ّ
ظر دخولها حيز التنفيذ مع فاتح يناير 2024
وكذا التدابير الجمركية الجديدة التي من المنت َ
منها :
ونص قانون المالية للعام الجديد على اإلعفاء الضريبي “دون الحق في الخصم” لمنتجات
“اللوازم واألدوات المدرسية والمواد الخام الداخلة في تركيبتها” ،مع “الزبدة المشتقة من الحليب
ذي األصل الحيواني ،باستثناء المنتجات األخرى المشتقة من الحليب” ،ثم منتجات “السردين
(مصبرات) ومسحوق الحليب ،والصابون المنزلي (في شكل قطع أو كتل)” .كما ال َّ
معلب
ّ
نصت المقتضيات ذاتها على أن “تُعفى من الضريبة (دون الحق في الخصم) أنواع الحليب
بالرضع” ،وفق القانوني المالي كما جرى تعديله والمصادقة عليه.
الخاص ُّ
في وقت كانت الحكومة قد اقترحت ،خالل مناقشة مشروع مالية “ ،2024زيادات تدريجية”
موحد لسعر الضرائب المحصلة عن طريق القيمة في أفق “تحقيق استقرار ضريبي وتنسيق ّ
المضافة” بحلول العام ،2026استقر قانون المالية بعد التعديالت ّ
المقدمة عليه “اإلعفاء مع
عدادات
الحق في الخصم من ضريبة القيمة المضافة على الماء وخدمات التطهير وإيجار ّ
االستهالك المنزلي للماء”.
ونص القانون المالي ذاته على “إعفاء ضريبة القيمة المضافة ،دون خصم ،في حدود اإلتاوات
ورسوم الترخيص المدرجة في القاعدة الضريبية لضريبة القيمة المضافة عند االستيراد” ،إذ
يمنح هذا اإلعفاء في حدود مبلغ ضريبة القيمة المضافة المدفوعة عند االستيراد فيما يتعلق
باإلتاوات ورسوم الترخيص المذكورة أعاله”.
كما أشار قانون المالية إلى “حجز الضريبة في المنبع عن العمليات المنجزة من قبل ّ
“موردي
السلع التجهيزية واألشغال الخاضعين للضريبة على القيمة المضافة”.
أبرز اإلعفاءات الضريبية شملت أيضا “الضريبة على القيمة المضافة حين االستيراد” ،إذ
نص القانون على إعفاء “البضائع المشار إليها في المادة (I – “91ألف” – °1و °2و°3
و °8و °9و°) 10باستثناء الذرة والشعير”.
تضمن قانون المالية للعام “ 2024تأطي ار قانونيا لتطبيق معدل الضريبة على الشركات ”“IS
ّ
البالغ 35في المائة.
واستكمل القانون المالي أحكام الفقرة “ب” من المادة -I 19من مدونة الضرائب بـ”عدم تطبيق
األحكام التي تستبعد الشركات التي تحقق نتيجة ضريبية صافية تقل عن 100مليون درهم
لمدة 3سنوات محاسبية متتالية” ،مع “تطبيق معدل 20في المائة عندما يكون صافي الربح
مساويا لهذا المبلغ المحقق أو أكبر منه نتيجة للعائدات غير الجارية (التي تتألف من عائدات
من التصرف في األصول الثابتة)”.53
17:00 . 53يوسف يعكوبي مقال منشور بالجريدة االلكترونية هيسبريس تم تصفحه بتاريخ الجمعة 29دجنبر - 2023
ضمن مسار يرتقب انتهاؤه مع قانون مالية 2026في إطار البرمجة الميزانياتية للثالث
سنوات المقبلة ،من المرتقب أن تدشن الحكومة عبر قانون مالية “ 2024زيادات تدريجية في
موحد لسعر
بعض أصناف ضريبة القيمة المضافة” في أفق “تحقيق استقرار ضريبي وتنسيق ّ
الضرائب المحصلة عن طريق القيمة المضافة” بحلول العام ،2026حسب ما كانت أوردته
الوثائق المرفقة بقانون المالية ونوقش في غرفتي البرلمان.
في هذا الصدد ،أشار قانون المالية إلى ضرورة “المالءمة التدريجية ّ
لمعدالت ضريبة القيمة
ونص على “التقارب التدريجي نحو ِ َّ
المعدلين أو س ْع َرْين بحلول عام ّ ”2026 المضافة ذات
معدلين أو ِسعرْين بخصوص تطبيق الـ””TVA؛ أي 10بالمائة و 20بالمائة.َّ
وتسعى الحكومة إلى تنسيق ومواءمة معدالت ضريبة القيمة المضافة “المطبقة على المياه
وكذلك خدمات الصرف الصحي واستئجار عدادات المياه لالستخدام المهني” ،والتي تبلغ حاليا
7في المائة من خالل رفعها إلى 10في المائة اعتبا ار من 1يناير .2024
المطبق
ّ كما أشار النص القانوني ذاته للتنسيق التدريجي لمعدل الضريبة على القيمة المضافة
على الطاقة الكهربائية ،والتي تبلغ حاليا 14في المائة من خالل رفعها إلى 20في المائة
بحلول عام 2026مع “المواءمة التدريجية لمعدل ضريبة القيمة المضافة المطبقة على
استئجار عدادات الكهرباء والتي تصل حاليا بنسبة 7في األحمر إلى 20األحمر في عام
54
”.2026
جدير بالدكر أيضا أنهو ابتداء من فاتح يناير 2024،تغير وتتمم أحكام االمواد 6و 10و
19و 29و 30و 34و 35و II 38-و 39و 60و 65و 70و 88و 89و 91و
92و 93و 99و 101و 102و 103و II 104-و 106و 112و 117و 121و
123و 124و 125و 125المكررة مرتين و - III 129و 133و - II 135و 139
- IVو 154المكررة مرتين و 171و 174و 175و 177و 182و 204و 216و
- VIII 220و 221المكررة و - V 232و - (VII XXX - 247ألف و VIII XXX
و( XXXXIمن المدونة العامة للضرائب املحدثة بموجب امالدة 5من قانون اماللية رقم
عالوة على ذلك ،تضمن مشروع قانون المالية لسنة 2024مقتضيات أخرى من بين أهدافها
حفظ حقوق الملزمين وتعزيز الثقة بينهم وبين اإلدارة الضريبية .وفي هذا اإلطار ،تم إرساء
نظام يؤسس لمبدأ الحق للملزم في تدارك الخطأ وإمكانية التسوية وبصفة تلقائية لتصريحاته
التي كانت موضوع اختالالت صدتها اإلدارة الضريبية .كما تمت وبصفة استثنائية برسم سنة
2024،إعادة وضع اإلجراء المتعلق بالتسوية الطوعية للوضعية الجبائية للخاضعين للضريبة
كما أقره قانون المالية لسنة 2020.وهمت هذه اإلجراءات كذلك تحسين وتبسيط مساطر
الفحص لمجموع الوضعية الضريبية لألشخاص الذاتيين ،وتبسيط المسطرة المتعلقة بالتعسف
في استعمال حق يخوله القانون وذلك باإلبقاء فقط على تقديم الطعون ذات الصلة أمام اللجنة
بالضريبة.56 الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة
خاتمة
يتبين لنا أن النظام الضريبي الوطني ال يزال بعيدا عن العدالة واإلنصاف رغم اإلصالحات
التي انخرط فيها في ظل غياب سياسة جبائية تتسم بالوضوح واالنسجام والنجاعة ،وفق رؤية
بعيدة المدى ،وباعتماد مقاربة عقالنية وتشاركية وتوافقية ،مع إرادة سياسية قوية في التنزيل
والدعم ومنطق تدريجي في التفعيل ،مع مراعاة اإلكراهات والتشريعات الوطنية والدولية مع
❖ مقاالت
• المجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية ،ع 99مزدوج ،160-159يوليوز أكتوبر
2021
• يونس مليح النظام الضريبي والنموذج التنموي الجديد .أية عالقة
❖ المواقع اإللكترونية
• www.assahifa.com
• www.hespress.ma
• www.almindar.ma
الفهرس
Table des matières
الفقرة األولى :فترة الحماية وبداية االستقالل إلى غاية 5 ........................... 1984
المبحث الثاني :النظام الضريبي وآفاق تحقيق العدالة الجبائية 16 ................................
الفقرة الثانية :اإلصالح الجبائي وسبل تحقيق العدالة الضريبية 17 ........................