Professional Documents
Culture Documents
أساليب البحث في الظاهرة الاجرامية
أساليب البحث في الظاهرة الاجرامية
-يعتبر أسلوب المقارنة أسلوبا مكمال لإلحصاء الجنائي وتتجلى أهميته في أنه يربط
بين العينات المدروسة التي من خالل مقارنتها ببعضها البعض يتم استخالص
القواعد العامة في علم اإلجرام.
-يمكن أن تشمل المقارنة المجرمين وغير المجرمين الستخالص نقط الشبه
واالختالف بينهم في مرحلة أولى تمهيدا الستخالص الصفات المشتركة بين
المجرمين وحدهم والتي تعتبر دوافع إجرامية.
األسلوب التكاملي
-لم تتمكن المناهج العلمية المطبقة في علم اإلجرام من شرح الظاهرة اإلجرامية
بشكل دقيق ،سواء الفردية المعتمدة من طرف المدارس البيولوجية والنفسية ،أو
الجماعية المعتمدة من طرف المدارس االجتماعية.
-نادى بعض علماء اإلجرام بتطبيق منهج يسمح باإللمام بالظاهرة اإلجرامية
المركبة ويتعلق األمر بالمنهج التكاملي ويمتاز بأخذه بعين االعتبار العوامل
المتعددة للسلوك اإلجرامي ،بما في ذلك العوامل المقبولة التي اعتمدتها المدارس
السابقة البيولوجية واالجتماعية والنفسية.
-تتسم الدراسات التي اعتمدت المنهج التكاملي بالدقة والمصداقية مما جعلها
دراسات علمية ناجحة في علم اإلجرام.
أهم النظريات المفسرة للسلوك اإلجرامي
-لم تبدأ الدراسات العلمية للظاهرة اإلجرامية إال من عهد قريب وقد حاولت تفسير السلوك
اإلجرامي بطريقة علمية في سياق إجابتها على السؤال المتعلق بــــ" :لماذا يسلك اإلنسان
مسلكا إجراميا؟
-اهتمت ثالثة مذاهب رئيسية بتفسير السلوك االجرامي ويتعلق األمر بالمذهب الفردي
والمذهب االجتماعي والمذهب المختلط.
المذهب الفردي :يعزي هذا المذهب الجريمة أساسا إلى المجرم نفسه.
-تأثر أنصار هذا المنهج بالمنهج التجريبي القائم على المالحظة والتفسير فانطلقوا من
شخصية المجرم وذاته من النواحي العضوية والنفسية والعقلية لتفسير السلوك اإلجرامي.
-على الرغم من انطالق هذا المذهب من شخصية المجرم وذاته ومدى إسهامها في ارتكاب
الجريمة ،فإنهم اختلفوا فيما بينهم حول مدى قوة تأثير كل عامل من العوامل الفردية
ومدى رجحانه على باقي العوامل.
-أكثر المدارس شهرة في هذا المذهب :المدرسة الوضعية اإليطالية-المدرسة التكوينية
األمريكية-مدرسة التحليل النفسي.
المدرسة الوضعية اإليطالية
-من أقطاب هذه المدرسة سيزار لومبروزو وأنريكو فيري ورفاييل كاروفالو.
-يعتبر لومبروزو األب الروحي لعلم اإلجرام ويرجع له الفضل في دراسة شخصية المجرم عل أساس علمي
سليم ،وقد مكنته مهنته كطبيب من التعمق في دراسته حيث توصل إلى نظرية ضمنها في كتابه الشهير
االنسان المجرم ،وخلص إلى تميز المجرم بصفات خاصة عضوية ونفسية.
-من الناحية العضوية للمجرم مالمح خاصة تكمن في عدم انتظام جمجمته ووجود تجويف غير عادي
بمؤخرة جمجمته مثل القردة ،إضافة إلى كثافة الشعر في الرأس والجسم وضيق في الجبهة وضخامة
الفكين وطول األذنين أو قصرهما وبروزهما الى الخارج مع عدم انتظام األسنان وعدم استقامة األنف
والطول المفرط في األطراف واألصابع.
من الناحية النفسية والعقلية والمزاجية :الحظ لومبروزو أن المجرمين يتميزون بكثرة الوشوم وبذاءتها
واستنتج أنهم يتميزون بغلظة في قلوبهم وعدم اإلحساس باأللم مما يدفع إلى ارتكاب الجرائم بكل سهولة
ويسر.
-يتميز المجرمون كذلك بحدة المزاج والميل نحو الكسل والغرور والميل نحو اإلدمان والرغبة الملحة في
المقامرة وااليمان بالخرافات والشعور بعدم االستقرار النفسي والعاطفي وفقدان السيطرة على النفس.
التمييز بين النموذج االجرامي الكامل و النموذج االجرامي غير الكامل
-ميز لومبروزو بين النموذج االجرامي الكامل والنموذج االجرامي غير الكامل.
-يتميز النموذج اإلجرامي الكامل بوجود أكثر من خمس سمات انحطاطية ،أما
النموذج غير الكامل فتقل سماته االنحطاطية عن الخمس دون الثالث.
-ال يعتبر نموذجا إجراميا من تقل سماته االنحطاطية عن ثالث.
-السمات االنحطاطية التي يتميز بها المجرم تميزه عن غيره ،وتزيد من قابلية
الفرد وتضاعف استعداده الرتكاب الجرائم أكثر من غيره.
الخالصة :المجرم شخص مغلوب على أمره ألنه طبع على اإلجرام فهو مجرم
بالفطرة أو الميالد.
تقدير نظرية لومبروزو
-يرجع للومبروزو الفضل في دراسة المجرم دراسة علمية ركزت على الجانبين العضوي والنفسي ،غير أن
نظريته لم تسلم من النقد الشديد نظرا لعنايتها بدراسة أعضاء جسم المجرم وشخصيته ،واغفال دراسة
العوامل االجتماعية والبيئية ،وكذا اعتقاده بوجود المجرم بالميالد.
-غالى لومبروزو في تمييز المجرمين بصفات جسدية معينة وبنى نظريته على دراسة بعض المجرمين
األحياء واألموات ،ولم يقم الدراسة على عدد مماثل من غير المجرمين للجزم بتميز المجرمين بالصفات
التي ذكرها دون غيرهم مما أفقد دراسته المصداقية.
-دفعت هذه االنتقادات لومبروزو إلى إعادة النظر فيما توصل إليه ،فانتهى إلى تصنيف المجرمين إلى عدة
طوائف وهي:
المجرم الفطرة أو الوراثة :يتميز هذا النوع من المجرمين بوجود صفات ومقاييس انثربولوجية ترتد الى
األزمنة األولى من مراحل تطور الحياة وكان يتميز بها الحيوان واالنسان البدائي وتختلف عن المالمح
الطبيعية لإلنسان العادي. .
المجرم المجنون :يرتكب الجريمة تحت تأثير المرض العقلي وينبغي وضعه في مصحة عقلية لتجنب شره.
المجرم بالعادة :وهو من اعتاد على اإلجرام بسبب ظروفه االجتماعية واتصاله بالمجرمين وادمانه.
المجرم بالصدفة :يعزى إجرامه الى الظروف والمواقف التي يجد نفسه فيها وتدفعه إلى اإلجرام صدفة أو
بسبب حب الظهور أو التقليد.
-المجرم بالعاطفة :يتميز بحساسية مفرطة تدفع به إلى االنفعاالت الهوجاء والعواطف المختلفة من غضب
وغيرة وحقد.
أنريكو فيري
-يعتبر فيري تلميذا للومبروزو واهتم بشأن التأثير العضوي البيولوجي ،غير أنه خالفا ألستاذه لومبروزو اعتد
بالعوامل االجتماعية والنفسية واالقتصادية والجغرافية والسياسية كأسباب الرتكاب الجرائم.
-يعتبر فيري مؤسس الجناح البيولوجي االجتماعي للمدرسة اإليطالية/كما أسس علم االجتماع الجنائي وقد ابتدع
أيضا ما يعرف بقانون التشبع االجرامي أو الكثافة اإلجرامية.
-علم االجتماع الجنائي هو العلم الذي يسعى لفهم أسباب السلوك المنحرف بهدف فهم وعزل تفاعل العوامل
المختلفة التي تدفع ببعض الناس القتراف بعض األفعال اإلجرامية ،ويهدف هذا العلم إلى عالج الجاني وتقليل
حدوث الجرائم.
-التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية وضع فيري أُسسا ً للجريمة والسلوك اإلجرامي بمعادلة تشبه المعادلة
الكيميائية أطلق عليها قانون التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية ،وأرجعها إلى عوامل ثالثة:
-1عوامل طبيعية :مثل الموقع لجغرافي والمناخ واألحول الجوية ..الخ.
-2عوامل فردية :مثل السن والجنس والخصائص العضوية والعوامل الموروثة.
-3عوامل اجتماعية :مثل كثافة السكان والعادات والتقاليد والتنظيم السياسي والظروف االقتصادية وغيرها.
وخلص الى أنه في مجتمع معين وتحت تأثير ظروف شخصية معينة وعوامل اجتماعية وعوامل طبيعية معينة،
ترتكب جرائم معينة ال تزيد وال تنقص وأطلق على ذلك التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية.
-كل حدث غير طبيعي كثورة،أو حرب ..يؤدي إلى اطراد سريع في معدل اإلجرام،وسرعان ما يعود المعدل إلى حالته
السابقة بعد زوال هذا الحدث.
يري فيري أن العوامل البيولوجية ال تنتج أثرها إال إذا صادفت بيئة اجتماعية معينة،وبغير هذه البيئة تظل العوامل
الفردية غير منتجة.
-الجريمة ذات مصدر مركب بيولوجي اجتماعي طبيعي وهذا المصدر يتراوح من حيث وسائله وقوته بحسب
الظروف بين األشخاص واألشياء واألزمنة واألمكنة.
المنهج الذي اعتمده فيري وتصنيفه للمجرمين
-التزم فيري في بحوثه ودراساته بالمنهج التجريبي الذي سلكه لومبروزو واختار عيّنة تتكون من أشخاص مجانين
و"سجناء وجنود ،وقد راعى في اختيارهم أن يكونوا من األماكن ذاتها التي ينتمي إليها المجرمون ،ومن نفس
المستوى االجتماعي.
-صنف فيري المجرمين الى خمس أصناف وهي:
-1المجرم بالوالدة أو بالغريزة :وهو المجرم الذي ال يستطيع مقاومة غريزته وما ينتج عن ذلك من دوافع إجرامية
ورثها منذ الوالدة.
-2المجرم المجنون :وهو المجرم الذي يرتكب األفعال اإلجرامية المخالفة لقواعد المجتمع وقوانينه نتيجة لتخلفه
أو لمرضه العقلي.
-3المجرم بالصدفة :وهو المجرم الذي يرتكب فعله اإلجرامي نتيجة لظروف عائلية وبيئية -اجتماعية وثقافية-
أكثر من كونه ناتجًا عن عوامل شخصية أو نفسية متوارثة.
-4المجرم العاطفي :وهو المجرم الذي يرتكب جرائمه نتيجة لعدم تمكنه من السيطرة على نوازعه وانفعاالته.
-5المجرم المعتاد:وهو المجرم الذي تكونت لديه العادة على ارتكاب األفعال المخالفة للقانون والعادات والتقاليد
االجتماعية.
-توصل فيري من خالل أبحاثه إلى أن المسؤولية الجنائية تقوم على أساس من التضامن االجتماعي الذي يفرض
على المجتمع مسؤولية الدفاع عن نفسه من خالل تدابير وقائية أكثر منها عقابية .
جاروفالو
لم يتفق جاروفالو مع لومبروزو حينما فسر الظاهرة اإلجرامية ،باالرتداد الوراثي واالنحطاط المرضي،ولم
يتفق مع فيري حول الطبيعة المركبة للجريمة.
يرى جاروفالو أن الجريمة ترجع إلى ما سماه باالنحطاطية األخالقية،أي تقهقر الصفات األخالقية التي
اكتسبها اإلنسان بحكم التطور والعودة به إلى مستوى أدنى من المستوى العادي للبشر،ويرى بأن أهمية
العوامل الطبيعية واالجتماعية تأتي في الدرجة الثانية،ألن تأثير هذه العوامل في تقديره ال يمس الجوهر.
-جا روفالو هو قاضي وخبير قانوني في علم الجريمة،وأول من استخدم هذا المصطلح وقد كرس حياته
لدراسة القوانين وتطوير النظرية الوضعية لعلم،وتميز بتفرقته بين الجرائم الطبيعية والمصطنعة.
-الجريمة الطبيعية هي الجريمة التي تعرفها وتعاقب عليها القوانين الجنائية في كل الدول ،ألنها منافية
لمشاعر العدل والخير والعاطفة والشفقة واألمانة.
-تختلف الجرائم المصطنعة باختالف الدول ويتوقف تجريمها على النظم والظروف الحضارية لكل
دولة،وتتكون من األفعال المنتهكة لمكونات ثقافية مصطنعة وهي العواطف غير الثابتة كالديانات والعادات
والتقاليد.
صنف جاروفالو المجرمين حسب درجة انحطاطيتهم األخالقية إلى أربع فئات:المجرم القاتل وهو الذي
تنعدم عنده عاطفة الشفقة انعداما كامال.
المجرم بالعنف:هو الذي تضعف عنده عاطفة الشفقة وال تنعدم.
-المجرم السارق:وهو الذي تنعدم فيه األمانة.
المجرم الشهواني:يتميز بضعف الحس األخالقي.
-اقترح جاروفالو نظاما عقابيا لرد الفعل ضد الجريمة تطرق فيه للتمييز بين أنماط كثيرة من
المجرمين،والهدف من ذلك حماية المجتمع بصفة أصلية وتقويم سلوك الجاني مستقبال بصفة تبعية.
المدرسة التكوينية األمريكية
-يعتبر العالم األمريكي أرنست ألبير هوتون من أبرز المؤيدين للومبروزو في أمريكا وهو
أستاذ األنثروبولوجيا(علم مختص بدراسة اإلنسان) بجامعة هارفارد وقد قام بدراسات واسعة
شملت العديد ممن أدينوا من قبل القضاء وتم ايداعهم بالمؤسسات العقابية ودور اإلصالح
والرعاية االجتماعية ؛ كما قام بإجراء مقارنة على مجموعات من غير المجرمين ممن تتوافر
فيهم ذات الصفات العضوية ويتماثل مستوى ذكائهم ومستواهم الثقافي والحضاري بعضهم
أسوياء و آخرون غير أسوياء.
-نشر هوتون سنة 1939نتائج أبحاثه التي توصل من خاللها إلى أن المجرمين يتميزون
بوجود عالمات ارتدادية مثل التي توصل إليها لومبروزو وبوجود انحطاط جسماني موروث
ونقص ودونية بيولوجية ،واستدل على هذا االنحطاط بوجود شذوذ عضوي يتمثل في انحدار
ورفع الشفاه ،وضالة حجم األذن ،وطول الرقبة ورفعها وهبوط
الجبهة ،وفرطحة األنف ُ ،
األكتاف ،فضالً عن انتشار عادة الوشم بين المجرمين ،وكثافة ونعومة شعر الرأس وميله
للون الضارب للحمرة وغير األشيب ،وميل العيون للون الرمادي المشوب بالزرقة.
-ذ هب هوتون إلى حد تأكيد أن االنحطاط الجسماني الموروث يختلف باختالف المجرمين ،
فالقتلة يمتازون بطول القامة وامتالء الجسم ،وقصار القامة المفرطين في الوزن يرتكبون
الجرائم الجنسية.
تقدير نظرية هوتون
-يرجع لهوتون الفضل في التركيز على شخصية المجرم والبحث بداخلها عن تفسير للسلوك اإلجرامي.
-إذا كان هوتون قد تفادى النقد الذي وجه إلى لومبروزو فيما يتعلق بأسلوب البحث ،إذ شملت دراساته ،
المجرمين وغير المجرمين ،فإن نظريته لم تسلم من النقد لالعتبارات التالية:
-تفتقد النظرية للموضوعية لعدم تقديمها دليالً علميا ً واحدا ً على أن االنحطاط الجسماني الذي يتميز به
المجرمون هو انحطاط يرجع إلى عامل الوراثة دون غيره من العوامل ،مع إغفال دور العوامل البيئية
واالقتصادية أو الثقافية.
-انتقد هوتون حينما قال أن خصائص المجرمين تختلف تبعا ً الختالف نوع الجريمة المرتكبة ،ذلك ألنه
اكتفى باإلحصاءات الرسمية ،بينما قد يرتكب جرائم أخرى وال يتم اكتشافها أو معرفة الجاني.
-من جهة ثانية فقد استند هوتون على عينات ال تفي باحتياجات الدراسة العلمية السليمة التي تشترط
التمثيل الجيد للعينة ،فاألشخاص الذين اختارهم كعينات للدراسة ال يمكن أن يمثلوا كل نسيج المجتمع
األمريكي المتسم بتعدد تركيباته األنثروبولوجية والعرقية.
-إضافة إلى ذلك أقام هوتون أبحاثه على طائفة نزالء السجون الذي حكم القضاء بإدانتهم على أساس أن
هذه الطائفة تمثل جميع المجرمين ،والحقيقة أنها ال تضم غير نسبة محدودة منهم ،فهي ال تضم الذين
حكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية ولكن مع إيقاف التنفيذ أو الذين حكم عليهم بالغرامة فقط .كما أن جز ًء
ال بأس به من المجرمين لم يكتشف أمرهم بعد ويبقون خارج المؤسسات العقابية.
وليام شيلدون -
-اهتم شيلدون بالبناء العضوي لإلنسان ،وأضاف إليه ما أسماه التكوين العقلي والمزاجي للشخصية .
-قسم و صنف شيلدون الشخصيات حسب السمات الجسدية للفرد ،وأسس نظريته على هذا األساس ،وأثبت
في نظريته وجود عالقة بين الصفات الجسدية ،وصفات الشخص فأصحاب الصفات الجسدية المتشابهة
متشابهون في أغلب األحيان في شخصياتهم.
-أسس شيلدون نظريته على أساس أن طبيعة الجسم ،هي التي تحدد طبيعة الفرد االنفعالية وتنعكس على
سلوكه ،ويشكل ذلك شخصيته.
-قسم شيلدون صفات جسم اإلنسان إلى أربعة أنواع عامة ترتبط بأربعة طباع شخصية متميزة وهذه
األنواع هي :
اوال :الشخص ذو الجسم المستدير يكون الشخص سمينا وجسمه غير متناسق يحب الطعام والشراب بكل
أصنافه ويجد فيه متعة كبيرة ذو شخصية مرحة وال يحب العزلة و يميل لالكتئاب على الرغم من مرحه
وخفة روحه معظم الوقت.
ثانيا :الشخص مفتول العضالت يتميز هذا الشخص بجفاف وخشونة الطباع وعدم الليونة ،في عالج
المشاكل و يحب السيطرة على اآلخرين وهو شخص قيادي بطبعه.
ثالثا :الشخص ذو الجسم المستطيل :يتميز هذا الشخص بتكوين عضلي ضعيف ويميل إلى االنطوائية
ويهتم بالموسيقى و قراءة الكتب والروايات وتأليفها ،ويفضل مشاهدة التلفزيون في المنزل.
رابعا :الشخص ذو الجسم المتوازن :يتميز هذا الشخص بتكوين عضلي طبيعي متساوي ،ويتميز بجسم
متناسق ويمارس حياته عادة بشكل طبيعي ،متزن فكريا وفي قراراته وهو من الشخصيات األكثر شيوعا.
-يستشف من نظرية شيلدون ،أنه صنف خصائص الشخصية حسب التكوين الجسمي للشخص غير أن
هذه األبعاد الجسمية ليست لها عالقة دائمة بالطباع والشخصية ،خاصة بعد تطور علم اإلجرام.
المدرسة النفسية
-بعد اخفاق التكوين البيولوجي في الكشف عن سبب الجريمة ظهر ت المدرسة النفسية
والتي حاول أنصارها سبر أغوار الجانب الخفي من الشخصية اإلنسانية للكشف عن علة
الجريمة ويعد سيغموند فرويد رائد هذا االتجاه.
-بدأ فرويد تفسيره للسلوك اإلجرامي بتقسيم النفس إلى ثالثة أقسام:
-قسم الذات أو الذات الدنيا ويرمز إليه بــــــــ :الهو ويشمل االستعدادات الموروثة والنزعات
الغريزية والميول الفطرية التي تتمركز في الالشعور.
-قسم األنا :وهو الجانب الشعوري العاقل من النفس الذي يضم مجموعة من الملكات العقلية
ويرمز إليه ايكو وتحاول األنا إقامة نوعا من االنسجام والتكيف بين النزعات الغريزية من
جهة والعادات وبين العادات والتقاييد من جهة أخرى.
-قسم األنا العليا وهو الجانب المثالي من النفس الذي يضم مجموعة المثل والقيم والعادات
والتقاليد الموروثة والروادع التي تولدها القيم الدينية واألخالقية واالجتماعية ويعرف هذا
القسم بالضمير ودوره هو مراقبة األنا ومساءلتها.
تفسير السلوك اإلجرامي حسب فرويد
-يرجع السلوك اإلجرامي حسب فرويد إما إلى عجز األنا عن تكييف الميول الفطرية والغريزية لدى
الشخص مع متطلبات الحياة االجتماعية وتقاليدها أو إلى التسامي بها أو كبتها في الالشعور وإما
الى عجز األنا العليا عن أداء وظيفتها المتمثلة في الردع.
-أورد فرويد أمثلة لما يحدث في جوانب النفس البشرية من خلل واضطراب أهمها عقدة أوديب
وعقدة الذنب.
عقدة أوديب :تنطلق من الغريزة الجنسية التي يختلف اتجاهها بحسب مراحل العمر المختلفة .
في المراحل األولى يحب الطفل ذاته ويعجب بها .
في المرحلة الثانية تتجه عواطف الطفل نحو اآلخر فيميل في البداية نحو أفراد من جنسه
في مرحلة الحقة تبدأ الغريزة الجنسية بالنضج فيميل الشخص نحو الجنس اآلخر.
تحب الطفلة أباها ويحب الطفل أمه فيكره أباه وتكره الفتاة أمها وتعتبرها منافسة لها في هذا الحب.
-يشمل األب الطفل بحبه ورعايته فيتولد في نفس األخير صراعا سببه تناقض في المشاعر نحو
والده فيحبه ألنه يعطف عليه ويرعاه ويكرهه ألنه ينافسه في حبه ألمه ومن هنا تأتي عقدة أوديب.
عقدة الذنب
تتكون هذه العقدة في المراحل األولى لحياة اإلنسان ،فيسيطر على الشخص شعور بالذنب بسبب مغاالة الوالدين في
توبيخه حينما كان طفال ،وتوجيه العقوبة القاسية إليه على الرغم من بساطة األخطاء التي ارتكبها،وهذا التصرف
يدفع الطفل إلى االعتقاد بأن األخطاء البسيطة هي خطايا كبيرة يستحق من أجلها العقاب.
-يرى فرويد أن شدة الشعور بالخطيئة قد يكون من أقوى البواعث على اإلجرام ال نتيجة الجرم ذاته ،وأن الكشف
عن هذا الشعور المرضي أهم خطوة في سبيل العالج.
-يصاب الشخص باالضطراب النفسي نتيجة غياب األنا العليا او ضعفها في فترة زمنية فيرتكب سلوك شاذ غير
مألوف ال يوصف بالجريمة ،ثم يستعيد ضميره وهنا تنشأ عقدة الشعور بالذنب والخطيئة لديه وذلك بسبب الشعور
بتقصير األنا العليا في السيطرة على التوازن النفسي،ويظل الشعور بالذنب يطارده حتى يدفعه إلى ارتكاب الجريمة
للتحرر من الشعور بالذنب عن طريق العقاب الذي يناله نتيجة للجريمة التي ارتكبها.
-عقدة الذنب هي حالة نفسية غير طبيعية تسيطر على وجدان الشخص وأفكاره،وتجعله يعيش في دوامة جلد الذات
بسبب خطأ ارتكبه تجاه نفسه أو اتجاه غيره،فيتحول األمر إلى عقدة تتحكم بحياته،وقد يصاب باالكتئاب لعدم قدرته
على ممارسة حياته بشكل طبيعي.
-ينتج عن هذه الحالة مجموعة من اآلثار السلبية وهي:الشعور الدائم بالقلق،األرق،لوم الذات بشكل مستمر،ضعف
تقدير الذات،الميل الى العزلة،التردد والبقاء في منطقة الراحة خوفا من األخطاء،العصبية واالنفعال،اإلدمان،اإلصابة
باألمراض النفسية كاالكتئاب والفصام والوسواس القهري،اإلصابة ببعض األمراض العضوية كالسكري وأمراض
القلب.
تقدير نظرية فرويد
رغم المحاوالت الجدية و الدراسات العلمية التي خلصت إليها نظرية فرويد إال أنها لم تسلم
من النقد ويؤخذ عليها ما يلي:
-أنها ترتكز على جانب واحد من شخصية االنسان وهو الجانب النفسي(الحتمية
السيكولوجية) ،وت قول بأن ضعف األنا األعلى أو الضمير ،يقود دائما إلى طريق الجريمة ،و
هذا غير صحيح فبعض الناس يضعف صوت الضمير لديهم و لكنهم ال يرتكبون الجرائم.
-يؤخذ على فرويد ارتكازه على جهاز مفاهيمي ال يستند على أساس علمي سليم كالهو واألنا
واألنا األعلى.
-لم تقدم النظرية برهان علمي على صحتها ،لدرجة أن بعض أنصارها يعتقدون أن من
يجادلهم يعاني من خلل نفسي و هذا الخلل هو الذي يدفعه إلى نقدها.
تفسير السلوك االجرامي في ضوء المذهب
االجتماعي
حاولت هذه النظرية إعطاء تفسيرات علمية للظاهرة اإلجرامية وأعزتها إلى عوامل اجتماعية --
ألن هذه األخيرة تؤثر في تكوين شخصية المجرم وفي تحديد سلوكه المنحرف وقد اعتبر
روادها السلوك اإلجرامي ظاهرة اجتماعية وتم ربط الجريمة بالمجتمع ،وبكل القيم التي
تحركه وتؤثر في سلوك اإلنسان.
-تركز الدراسات السوسيولوجية في ميدان الجريمة على استعمال الوسائل العلمية التي
توفرها األبحاث االجتماعية وتطبيق قواعدها لدراسة الجريمة.
-لسبر أغوار هذا المذهب ارتأينا التطرق ألهم النظريات االجتماعية التي انتشرت في أوروبا
والنظريات التي انتشرت في أمريكا.
رواد المذهب االجتماعي األوروبي
-أعطى رواد هذه المدرسة أولوية للعوامل االجتماعية في تفسير الظاهرة
اإلجرامية،وينتسب إليها مجموعة من الرواد،الذين فسروا الجريمة بالعامل
االجتماعي،غير أنهم اختلفوا فيما بينهم حول بلورة دوره كسبب لإلجرام.
-من بين رواد هذا االتجاه نذكر الكاساني وكابرييل تارد ودوركهايم.
-عاصر الكاساني وكابرييل تارد ودوركهايم لومبروزو وانتقدوا أفكاره وجاءت
أفكارهم كرد فعل ألفكار المدرسة التكوينية.
ال كاساني
-يرجع للعالم والطبيب الفرنسي ال كاساني الفضل في التركيز على دور المحيط االجتماعي في
تفشي الجرائم ،حيث ذهب إلى أن المجتمعات هي التي تصنع المجرمين ،وشبهها بالتربة
الصالحة إلنبات الجريمة ،كما شبه ال كاساني المجرم بالجرثومة التي ال ضرر منها إال منذ
اللحظة التي تجد فيها الوسط المالئم لنموها ،كما أكد أن المجتمعات ال تحصل إال على المجرمين
الذين تستحقهم.
-تدخل في الوسط االجتماعي حسب ال كاساني العوامل الطبيعية والجغرافية والثقافية
واالجتماعية إضافة إلى سوء التغذية وتعاطي المواد المسكرة والمخدرة ،وخلص إلى أن السلوك
اإلجرامي هو نتاج هذا الوسط بحكم ما يحدثه من تأثير في اإلنسان.
تقدير نظرية ال كاساني
يؤخذ على أفكار ال كاساني المغاالة في اعتبار الوسط االجتماعي العامل األساسي في إحداث
الظاهرة اإلجرامية ،غير أنه ال ينبغي إنكار فضل نظريته في تسليط الضوء على عامل الوسط
االجتماعي الذي يلعب دورا كبيرا في ارتكاب الجريمة.
كابرييل تارد
-اهتم عالم االجتماع الفرنسي كابرييل تارد بالجريمة وبعلم النفس االجتماعي ،ومن أهم كتبه
القيمة نذكر اإلجرام المقارن والفلسفة العقابية وقوانين التقليد ودراسات جنائية واجتماعية
والفلسفة العقابية.
-يرى كابرييل تارد أن تنشئة الفرد االجتماعية ومعتقداته الثقافية ومحاكاته لآلخرين أسبابا
دافعة لإلجرام ،ورفض ان يكون لإلجرام عالقة بالتكوين البيولوجي خالفا لما ذهب إليه
لومبروزو.
-يذهب كابرييل تارد إلى أن السلوك االجرامي ليس نمطيا سلوكيا وراثيا ،وإنما يكتسب
بالتقليد الذي يتم بين فرد وآخر أو من جيل إلى جيل أو من المدينة إلى القرية.
-يفترض كابرييل تارد إلتمام عملية التقليد أن يكون الوسط االجتماعي موسوما بسوء
التنظيم ،مما يتيح فرصة االتصال بين المجرمين وغير المجرمين ،وتعتبر الجريمة حسب
كابرييل تارد حرفة أو مهنة خاصة يتهيأ لها اإلنسان منذ الصغر ،ويتأتى ذلك من خالل تظافر
عوامل نفسية واجتماعية وثقافية ،تساعد على تأهيله الحتراف اإلجرام ،واالنتساب إلى
عالمه.
قوانين التقليد
صاغ كابرييل تارد ثالثة قوانين للتقليد لتفسير السلوك اإلجرامي:
)1القاعدة األولى :تقتضي بأن يتجه التقليد من الداخل إلى الخارج ومفاد ذلك أن األفراد يقلدون
بعضهم البعض بصورة أكثر ظهورا كلما كانوا متقاربين ،وتفسر هذه القاعدة إجرام األطفال الذين
يتربون في وسط غير سوي.
)2القاعدة الثانية :يأخذ التقليد طريقه من القوي إلى الضعيف أي تقليد المرؤوس لرئيسه األعلى
،ويمكن االستدالل على ذلك بتقليد األفراد المكونين للعصابات اإلجرامية لرؤساء هذه العصابات.
)3القاعدة الثالثة :تقوم على وجود موضات داخل فكرة التقليد نفسها ،فالموضة الجديدة تطرد
الموضة القديمة ،فاإلنسان يقلد ما هو حديث دون القديم مما يفسر تطور اإلجرام واستعمال وسائل
جديدة تواكب التطور الذي تعرفه المجتمعات ،ونذكر على سبيل المثال الجرائم االلكترونية.
-أضاف كابرييل تارد الى فكرته حول التقليد دراسته عن المجرم المعتاد ،وهي دراسة أغنت علم
اإلجرام سيما وأنه نظر إلى المجرم المعتاد كمجرم ال أمل في إصالحه العتياده العيش دون شغل
ودون عقاب ،وهو ما دفع المهتمين بعلم اإلجرام الى التفطن بخطورة المجرمين المعتادين،
ومحاولة إيجاد ما يناسبهم من عقوبات.
تقدير نظرية كابرييل تارد
-يؤخذ على كابرييل تارد تشبعه بقانونه األخالقي ،إذ اعتبر أن مستوى اإلجرام مؤشرا حقيقيا
لألخالق في مجتمع معين ،وهو ما ينتج عنه بالضرورة التالزم بين األخالق والجريمة.
-يالئم هذا التطابق نوع ضئيل من الجرائم وهي الجرائم الطبيعية أي الماسة بالشعور العام بالشفقة
واألمانة ،األمر الذي جعل تارد أسير نزعته الفردية ،وال يقول بالقطيعة بين الفعل األخالقي والفعل
االجتماعي ،كإحدى الخصائص األساسية لعلم السوسيولوجيا في عصره.
-يؤخذ على نظرية تارد حول التقليد أيضا تجاهلها للعوامل المتداخلة االجتماعية واالقتصادية التي
تدفع الى ارتكاب الجريمة.
-ال يمكن تفسير السلوك االجرامي باالعتماد على نظرية التقليد لوحدها ،وانما يتعين مراعاة حقيقة
التفاوت النسبي في التأثير في األفراد ،فهؤالء ليسوا على درجة واحدة من التأثر ،فبعضهم قد يكون
لديه استعداد إيجابي للتقليد بحكم تكوين شخصيته ،وال يتوافر مثل هذا االستعداد لدى البعض اآلخر
فيرفضون التقليد ،والقول بخالف ذلك يعني انضمام كافة أفراد المجتمع الى الجريمة وهذا غير
صحيح .
اميل دوركهايم
اعتبر الفيلسوف وعالم االجتماع الفرنسي إميل دوركهايم الجريمة ظاهرة طبيعية ترتبط وجودا وعدما بالمجتمع ،فعلى الرغم من -
تعبيرها عن انعدام الشعور والتضامن في المجتمع الذي تنتشر فيه ،فإنها مع ذلك تعد عالمة من عالمات الصحة في المجتمع.
-توصل دركهايم من خالل أبحاثه إلى أن الجريمة هي وليدة الوسط االجتماعي ،فال توجد أسبابها في الفرد المجرم ألن الفرد من صنع
المجتمع،وال يوجد مجتمع بدون جريمة،إذ حيث توجد المعايير والقواعد السلوكية ،توجد االنحرافات والسلوك المخالف للضوابط
والمعايير االجتماعية.
-انطلق دوركهايم في دراسته السوسيولوجية من القطيعة مع النزعة الفردية التي كانت سائدة في القرن ، 18فلم يسلم بأن الفرد هو
أساس تقييم األشياء ،ولم يسلم بأن المجتمع ال يتكون إال من مجموع أفراده ،وإنما يمثل شيئا آخر له وجود في حد ذاته أسماه دوركهايم
الضمير الجماعي الذي يبقى تأثيره قويا على األفراد ويمارس نوعا من القهر واإللزام على األفراد من الخارج ،لذلك ذهب دوركهايم إلى
أن السلوك يكون إجراميا حينما يؤدي الشعور الجماعي.
تتمة
ذهب دوركهايم في تفسيره للسلوك اإلجرامي إلى أن الحياة في المجتمع تفترض وجود قدر من النظام فيه ،فإذا أصيب هذا
النظام بالخلل ،انطلق أفراده نحو تحقيق رغباتهم على نحو يخالف ما أرساه المجتمع من نظام ،مما يفسر ارتفاع الجرائم في
-اعتبر دوركهايم الجريمة مالزمة لكل مجتمع ينشد التطور ،وهي ظاهرة طبيعية من صنع المجتمع من خالل ما يجرمه من
أنماط سلوكية بموجب القواعد السائدة فيه ،فإذا استطاع المجتمع القضاء نهائيا على هذه الظاهرة ،تالشى المعيار الذي
-تأكيدا لطرحه ذهب دوركهايم إلى أن الجريمة تمثل مرضا اجتماعيا ويجب قبولها لالعتبارات التالية:
االعتبارات
-تعتبر الجريمة ظاهرة طبيعية ومتوقعة في المجتمعات نظرا لوجودها على مر السنين.
-تصبح الجريمة غير طبيعية عندما تزيد على المعدل المتوسط المقرر لها.
-يدل انخفاض عن المعدل المتوسط المقرر لها على وجود ظاهرة اجتماعية غير سوية كالقمع وتضييق
الحريات.
-ال يمكن اعتبار الجريمة ظاهرة مرضية في حالة عدم تأثيرها سلبا على المهام الوظيفية للمجتمع ،بل هي
ظاهرة طبيعية عادية ،وهي تعبير عن صحة المجتمع وسالمة نظمه عند عدم تعديها المتوسط المحدد لها.
-استعمل دوركهايم مفهوم الالمعيارية واعتبرها سببا لالنحراف االجتماعي ،وهي كحالة الالقانون في
عالقتها مع اإلجرام ،ويقصد بذلك الوضعية التي يجد فيها الفرد نفسه عاجزا عن تحقيق الرغبات الطبيعية
التي بدونها ال يمكن للحياة أن تستقيم ،فالمجتمع يعجز عن توفير بعض الرغبات والحاجات لألفراد مما
يدفعهم إلى البحث عن تحقيقها ،وعند عجزهم يستبيحون كل الوسائل بما في ذلك الجرائم التي يرتكبونها
نتيجة غياب قاعدة أو معيار يستندون إليه في سلوكهم السوي داخل المجتمع.
رواد المذهب االجتماعي في أمريكا
م
من أهم المدارس والنظريات االجتماعية التي سادت في أمريكا هناك نظرية التفكك االجتماعي-نظرية تصارع الثقافات-
في المقابل يتسم المجتمع المتحضر باتساع نطاقه وتعدد الجماعات المتباينة فيه ،مما يؤدي الى تعارض المصالح وتضاربها
بين فئاته ،ومن تجليات الصراع المجتمعي الصراع بين فئة المتحررين وفئة المحافظين،وفئة األميين وفئة المتعلمين،وفئة
-خلص علماء االجرام في أبحاثهم إلى أن السلوك اإلجرامي ظاهرة اجتماعية تعبر عن الالتوافق والالنتماء االجتماعيين ،و
يزدادان في المجتمعات المركبة التي يضعف فيها دور المؤسسات غير الرسمية في اإلشراف على الضبط المطلوب الذي يناط
.بالسلطات الرسمية،والتي تفرض قيما رسمية يشكل الخروج عنها جريمة يعاقب عليها القانون
تقدير نظرية التفكك االجتماعي
-اتسمت هذه النظرية بالواقعية وصادفت الصواب في طرحها القائل بتميز المجتمعات المتحضرة بالتفكك االجتماعي
وتطور االجرام وزيادته مقارنة مع المجتمعات التقليدية ،الشيء الذي يفسر ارتفاع معدل الجريمة داخل المدن الكبرى
مقارنة مع القرى أو المدن الصغرى .
-يؤخذ على النظرية اقتصارها على عامل التفكك االجتماعي كدافع لإلجرام ،وإغفالها للعوامل األخرى ،فضال على أنه
ال يمكن األخذ بهذا الطرح على إطالقه ،فبعض أفراد المجتمع فقط يرتكبون أفعاال إجرامية دون البعض اآلخر ،على
الرغم من تأثرهم جميعا بعامل التفكك االجتماعي.
ثانيا:نظرية تصارع الثقافات
-تنسب هذه النظرية لعالم االجتماع واإلجرام األمريكي تورسين سيلين الذي نشر كتابا سنة 1938تحت عنوان تنازع
الثقافات والجريمة ،تطرق فيه للدور الذي يلعبه تنازع الثقافات في تكوين الظاهرة اإلجرامية.
-تعتبر نظرية تصارع الثقافات امتدادا لنظرية التفكك االجتماعي ،ومفادها تعارض وتناقض ثقافات وقيم ومبادئ معينة تسود
في إحدى الجماعات مع ثقافات وقيم ومبادئ تسود في جماعات أخرى ،فإما ينسجم الفرد مع مبادئها أو يرفضها ،ويترتب
على ذلك ارتكاب السلوك اإلجرامي ويتخذ التصارع مظهران:
-تصارع خارجي أي تصارع الثقافة واختالفها في مجتمع معين مع مجتمع آخر أو بين دولة ودولة ويرجع بعض العلماء
أسباب هذا الصراع إلى ثالثة عوامل :االستعمار وذلك بأن يفرض المستعمر مبادئ وقواعد على أفراد الشعب بالدولة التي تم
احتاللها والتي قد تتعارض مع بعض المبادئ التي كانت تعتنقها هذه الدولة وقد تتعارض معها فتصبح بعض األفعال التي
كانت مباحة في نظر هذه الدولة أفعاال إجرامية في نظر المستعمر(تعدد الزوجات -العالقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج).
الهجرة :يترتب على الهجرة تسرب ثقافة الجماعة المهاجرة الى دولة المهجر فيفضي ذلك إلى حدوث نزاع بين ثقافتين
متباينتين بسبب تمسك الجماعة المهاجرة بثقافتها،وهذا ما الحظه سيلين في المجتمع األمريكي الذي يتكون في األصل من
مجموعات وفدت إليه من كافة أنحاء العالم.
االتصال في مناطق الحدود :ويتعلق األمر بالصراع بين ثقافة دولتين تتالصق حدودهما اإلقليمية ويندمج رعاياهما معا ً و
يفضي االتصال بين أفراد الدولتين المتجاورتين مع اختالف حضارتيهما إلى تعارض سلوك األفراد المنتمين إليهما.
تصارع داخلي
-من أشكال هذا التنازع الثقافي تضارب وتعارض األفكار السائدة في مجتمع واحد كمؤسسة األسرة ،و
المدرسة ،و األندية ،وجماعة العمال وقد تسود في كل واحدة من هذه الجماعات مبادئ تختلف عن تلك
التي تسود في األخرى وتتعارض معها في االتجاه ،فيميل الفرد إلى السلوك الذي قد يرضي إحداها فحسب
وهو سلوك قد يكون غير مشروع.
-من مظاهر هذا الصراع التصادم الذي ينشأ بين الثقافة األصلية السائدة في المجتمع وبين الثقافات
الفرعية التي تسود في جماعة صغيرة فينجم عن ذلك أفعاال مجرمة كما هو الشأن بالنسبة لجرائم الثأر
التي ترتكب في بعض الثقافات الفرعية ،وتعتبره عمال مشروعا وواجبا على أبنائها ،بخالف الثقافة
األصلية التي تشجبه لمخالفته أحكام القانون.
•
تقدير نظرية تصارع الثقافات
للنظرية جانب من الصحة في طرحها القائل بدور النظام االجتماعي بتفاعالته والمبادئ السائدة فيه في التأثير في األفراد نتيجة
الصراع الثقافي األمر الذي قد يكون دافعا إلى ارتكاب الجرائم ،غير أنها ال تستطيع لوحدها تقديم تفسير كلي للظاهرة اإلجرامية،
إذ ال يصح أن يقدم كل األفراد الذين يعانون من هذا الصراع على ارتكاب أفعال إجرامية ،األمر الذي يستشف منه أنه توجد عوامل
أخرى تساهم في إحداث الظاهرة اإلجرامية مما يجعل النظرية تتسم بالقصور.
•
ثالثا :نظرية االختالط التفاضلي
-نادى بهذه النظرية العالم األمريكي سذرالند الذي ينتمي إلى مدرسة شيكاغو األمريكية.
-يرى سذرالند أن السلوك اإلجرامي ال يمكن أن يرجع في كل األحوال إلى عامل الفقر أو إلى بعض
العوامل األخرى ،كالعوامل النفسية واالجتماعية التي تتصل بالفقراء ،فهناك من األغنياء من يخالف
القانون من أجل غايات يسعى إلى الوصول إليها.
-يعد سذرالند أول من ركز على إجرام األغنياء أو يسمى بالجرائم التي يرتكبها ذوو الياقات
البيضاء.
-انطلق سذرالند من أن السلوك اإلجرامي ليس سلوكا موروثا وال ثمرة عامل واحد ،وإنما هو
سلوك يكتسبه الفرد عن طريق االحتكاك واالختالط مع المجرمين ،فبدون االحتكاك باآلخرين ال
تحدث عملية تعلم السلوك اإلجرامي،ويصبح الفرد مجرما عندما تغلب لديه عوامل مخالفة القواعد
القانونية على عوامل احترام هذه القواعد.
-تقوم نظرية االختالط التفاضلي على محاولة علمية لشرح السلوك اإلجرامي المنحرف الذي يظهر
نتيجة صراع بين معايير الثقافات المختلفة التي يتكون منها المجتمع.
متى يظهر السلوك اإلجرامي؟
يظهر السلوك اإلجرامي حينما تطغى المعايير الجانحة السائدة في جماعة على المعايير المتكيفة التي تحكم المجتمع الكلي ،وقد فسر
سذرالند ذلك كما يلي:
)-1ال يولد المجرم مجرما وإنما يكتسب السلوك اإلجرامي عن طريق التعلم من غيره.
)-2يكتسب السلوك الجانح عن طريق التواصل واالحتكاك بأشخاص آخرين ،وقد يكون ذلك لفظيا أو باإلشارة أو التقليد.
)-3يتم تعلم السلوك اإلجرامي ضمن جماعة محصورة تتميز بالعالقات المباشرة والشخصية ،وال تساهم وسائل اإلعالم إال بدور ثانوي
في نشأة السلوك المنحرف.
-)-4يشمل التدريب على االنحراف تعلم التقنيات اإلجرامية مع توجيه الميول والدوافع نحو الجريمة.
)-5يصبح الفرد مجرما عند طغيان التفسيرات المضادة للقانون ،على التفسيرات التي تؤيده وتحترمه .
-)-6تتنوع العوامل الفارقة من حيث التواتر المدة واألسبقية والشدة،فإذا تأثر الشخص بمعايير منحرفة وجانحة قبل أن يتعرض لتأثير
المعايير المتكيفة أو السوية قد يصبح جانحا بشكل نهائي والعكس صحيح.
)-7على الرغم من أن السلوك الجانح يرتكب لتلبية حاجات وأهداف معينة ،إال أنه ال يفسر من خاللها ،ألن السلوك غير الجانح هو
أيضا تعبير عن نفس الحاجات والقيم ،فاللص يسرق من أجل الحصول على النقود وهي قيمة ،والعامل يعمل من أجل تحقيق نفس الغاية
لذلك فكل التفسيرات التي تتناول االنحراف غير مجدية ألنها نفسها تفسر السلوكيات السوية.
•
تقدير النظرية
-تعتبر نظرية االختالط التفاضلي من النظريات الرائدة في تفسير السلوك اإلجرامي،وقد قامت
على مجموعة من الفرضيات المترابطة ،فضال عن تقاطع العديد من الدراسات الحديثة مع
هذه النظرية.
-غير أن النظرية تعرضت لعدة انتقادات أبرزها عجزها وقصورها في تفسير تفاوت
االستجابة بين شخص وآخر من المخالطين للعناصر اإلجرامية،إذ ينحرف البعض دون البعض
اآلخر،إضافة إلى إغفال النظرية لجرائم الصدفة والجرائم العاطفية.
-لم تتمكن النظرية أيضا من تفسير اختالف تأثير البيئة باختالف التكوين الفردي لألشخاص
الذين يعيشون فيها.
-لم تتمكن النظرية كذلك من تفسير الجرائم التي ترتكب في ثورة االنفعال ،أو الجرائم التي
تقع في فترات الطفولة المبكرة ،قبل أن يخالط الطفل غيره مدة كافية لتعلم السلوك اإلجرامي.
رابعا :نظرية ميرتون/التراخي االجتماعي
-تعتبر دراسة ميرتون قفزة نوعية في الفهم العلمي للسلوك اإلجرامي وقد اعتمد في نظريته على تجاوز
العوامل المنعزلة ،واهتم بالبنية االجتماعية بما فيها من تناقضات تدفع بالفرد إلى الخروج عن التنظيم
االجتماعي ،والسقوط في اإلجرام بفعل غياب المعايير االجتماعية.
-حاول ميرتون أن يعتمد في التفسيرات االجتماعية لالنحراف نظرة متكاملة للمجتمع األمريكي ،فانطلق من
تحليل البنية االجتماعية محاوال معرفة األسباب التي تدفع بعض األفراد إلى السلوك اإلجرامي.
-توصل ميرتون إلى حصر األنماط السلوكية اعتمادا على مفهوم الالمعيارية أو حالة عدم النظام التي
تسيطر على المجتمع وتجعله بدون وسيلة ثقافية يعتمدها الناس لتحقيق رغباتهم ،فيضطرون إلى اإلجرام
كوسيلة لبلوغ أهدافهم.
-لشرح نظريته ينطلق ميرتون من أن أغلب الناس لديهم رغبات وغرائز ليست بالضرورة طبيعية ،وإنما
هي مجموعة من األهداف واإلغراءات التي ينتجها المجتمع وتكرسها الثقافة السائدة فيه ،ويترتب على
عدم توفير اإلمكانيات وإتاحة الفرص لجميع فئات المجتمع لتحقيقها ،لجوء بعضهم إلى وسائل غير
مشروعة إلشباعها ،بعدما يتعذر عليه ذلك بوسائل مشروعة.
الوسائل العلمية التي اعتمد عليها ميرتون
-تنحصر الوسائل العلمية التي يعتمد عليها ميرتون لدراسة كل بنية اجتماعية في عنصرين
هامين هما األهداف والمعايير.
-األهداف :ينطلق ميرتون من أن كل مجتمع يحدد ألفراده مجموعة من األهداف واالهتمامات
التي غالبا ما تكون مشروعة ومرتبة حسب أهميتها.
-المعايير :هي مجموع القواعد التي تحكم السلوك وتضبط وسائل الوصول إلى األهداف وذلك
باتباع طرق معينة يسهر على تنظيمها المجتمع .والمعايير هي التي تنظم الوسائل التي
تختلف بحسب قيمتها االجتماعية ،فهناك الوسائل المثلى والمستحسنة والممنوعة.
-يذهب ميرتون إلى أنه كلما وجد توازن بين هذين العنصرين كلما كانت السلوكات داخل البنية
تعكس ذلك التوازن.
-إذا تم التركيز على األهداف على حساب المعايير،ستصبح كل الوسائل صالحة للوصول إلى
األهداف المنشودة ،وسيصبح المجتمع هش وموسوم ببنية مصابة بالخلل.
مدارس ونظريات أخرى
المدرسة الجغرافية
-يعود الفضل في تأسيس هذه المدرسة إلى العالم البلجيكي كتيليه والعالم الفرنسي جيري اللذين قاما
بدراسة اإلحصاءات الجنائية التي نشرت في فرنسا منذ سنة .1826
-الحظ جيري ارتفاع معدالت جرائم االعتداء على األشخاص في المناطق الجنوبية الفرنسية،وخاصة في
فصل الصيف،وزيادة جرائم االعتداء على األموال في المناطق الشمالية في فصل الشتاء ،وهذا ما دفعه إلى
القول بوجود عالقة بين الموقع الجغرافي ودرجة الحرارة من جهة،ومعدالت الجريمة من جهة ثانية.
-صاغ جيري فكرته في ما أسماه قانون الحرارة اإلجرامي.
-خلص كتيليه إلى نفس النتيجة التي توصل إليها كيري ،وإن عمم فكرته بشكل أوسع وربطها بمجموع
القارة األوروبية.
تقدير النظرية :صادفت هذه النظرية الصواب عند ربطها الجريمة بالعوامل الجغرافية المناخية،وربطها ذلك
بكم الجرائم ونوعها من خالل قانون الحرارة اإلجرامي،إال أنها عجزت عن تقديم تفسير كامل للظاهرة
اإلجرامية.
-يذهب أنصار المذهب التكويني إلى أن التأثير ال يأتي من العوامل البيئية المناخية مباشرة،وإنما مما تحدثه
تلك العوامل من تأثيرات عميقة في شخصية الفرد من الناحيتين العضوية والنفسية.
المدرسة االشتراكية
-تستمد هذه المدرسة أصولها الفكرية من الفكر االشتراكي ،وقد ذهب بعض العلماء االشتراكيين وعلى
رأسهم الفيلسوف األلماني كارل ماركس و انجلز ،إلى أن النظام الرأسمالي هو العامل المفسر و المؤدي
إلى السلوك االجرامي.
-فالجريمة في نظر هؤالء هي جريمة مصطنعة ال وجود لها حقيقة ،و إنما هي نتاج الطبقة البورجوازية،
ونتيجة لصراع طبقي بين القوى العاملة و الطبقة البورجوازية ،فهذه األخيرة تشغل الطبقة العمالية و
تستغلها اقتصاديا و اجتماعيا علما أن الثروة التي يمتلكونها مكتسبة من خالل عمل العمال،فالنظام
الرأسمالي هو الذي ينتج اإلجرام الذي يعتبر رد فعل ضد الظلم االجتماعي.
-من الطبيعي أن تلجأ هذه الطبقات المستغلة و المظلومة إلى الجريمة السترداد حقوقها المسلوبة منها.
-ينادي أنصار هذا االتجاه إلى تطبيق النظام االشتراكي و يعتبرونه هو الحل الختفاء الجرائم ،بحيث ال
يمكن أن تختفي الجرائم إال في ظله،ألنه مجتمع يقوم على التضامن والمودة ،وال مكان فيه لجهاز الدولة
الفوقي ،وما يتفرع عنه من أدوات ووسائل قمعية كالقانون والسجون..
-تأثر بهذه النظرية عالم االجتماع الهولندي بونجر الذي ربط الجريمة بالنظام الرأسمالي ورفض إرجاع
أسبابها إلى العوامل الفسيولوجية الوراثية ،كما رفض الربط بين الجريمة واألخالق والقيم الدينية التي
ليست سوى إفرازات لما يخلفه النظام االقتصادي الرأسمالي من عالقات اجتماعية فاسدة قوامها حب الذات
والرغبة في السيطرة من طرف األغنياء والحقد والكراهية من طرف الفقراء.
-كما أكد بونجر أن ما يتسم به النظام الرأسمالي من سمات كامنة في تحقيق الربح وفائض اإلنتاج ،يفضي
إلى ظهور سلوكات منحرفة داخل المجتمع كالسرقة.
تقدير النظرية
-يرجع لهذه المدرسة الفضل في تسليط الضوء على مساوئ النظام الرأسمالي وما يؤدي إليه
التقسيم الطبقي من ظهور جرائم ترتبط أساسا بالظروف المادية االقتصادية .
-غير أنه إذا استطاعت هذه النظرية تفسير جرائم االعتداء على األموال،فإنها لم تستطع
تفسير جرائم االعتداء على األشخاص .
-أخفق أنصار النظرية في إيجاد تفسير مقنع في ارتكاب بعض األشخاص دون غيرهم
لإلجرام ،على الرغم من خضوعهم لنظام اقتصادي واحد.
-يعاب على النظرية ربطها المطلق للظاهرة اإلجرامية بطبيعة النظام الرأسمالي،والحال أن
العوامل االقتصادية على الرغم من تأثيرها فإنها مجرد عامل يضاف إلى العوامل األخرى
كالتكوينية منها واالجتماعية.
دور المذهب المختلط في تفسير السلوك اإلجرامي
-يتوسط المذهبين الفردي ( الذي يعزي الجريمة إلى المجرم نفسه دون االهتمام بتأثير العوامل
االجتماعية) والمذهب االجتماعي (الذي يرجع أسباب الجريمة إلى المحيط االجتماعي الذي يعيش
فيه المجرم) مذهب ثالث يطلق عليه المذهب المختلط والذي يأخذ بالعوامل الفردية والعوامل
االجتماعية والبيئية وإن غلب بعض هذه العوامل على األخرى حسب كل حالة من الحاالت.
-لم يتبلور المنهج التكاملي في نظرية واضحة األسس والمضامين إال بظهور نظرية االستعداد
اإلجرامي للعالم اإليطالي دي توليو والذي اعتمد منهجا تكامليا للكشف عن أسباب الجريمة.
-تأثر دي توليو بأبحاث لومبروزو ودراساته وجعل منها منطلقا لتأسيس نظريته عن االستعداد
اإلجرامي ،وحاول تحليل شخصية المجرم بوصفها المصدر األول للسلوك اإلجرامي ،واعتبر
الجريمة سلوكا فرديا بيولوجيا اجتماعيا يحدث بسبب استجابة الدوافع الغريزية للمؤثرات
الخارجية.
أساس نظرية دي توليو
-يرى دي توليو أن اإلنسان يتمتع بتكوين نفسي وتكوين عقلي وآخر عصبي يجعله قابال
لإلصابة بأمراض معينة ولديه أيضا تكوينا إجراميا ،فإذا ما صادف مؤثرا أو عامال خارجيا
يوقظه هاجت غرائزه دونما رادع يكبحها فيرتكب الجرائم.
-يتوفر االستعداد اإلجرامي عند المجرمين فقط الذين ال يستطيعون مقاومة غرائزهم والتكيف
مع البيئة االجتماعية بسبب الخلل العضوي والنفسي المولد لالستعداد اإلجرامي ،بخالف
األسوياء اللذين ال يتأثرون بعوامل المحيط االجتماعي.
-تقوم فكرة االستعداد اإلجرامي حسب دي توليو على وجود نوعين من العوامل ،تتمثل األولى
في وجود خلل في النمو العاطفي لدى المجرم ،بسبب عوامل تتصل بغرائزه مما يحول دون
تقبله للقيم االجتماعية السائدة في مجتمعه ،وتتمثل الثانية في العيوب الجسمانية الناجمة عن
الخلل الوظيفي دي الصلة باإلفرازات الغددية ،والذي يخلق الشخصية السيكوباتية غير
القادرة على التوافق مع المجتمع.
-ال تكفي حسب دي توليو العوامل المذكورة أعاله و المحققة لالستعداد اإلجرامي لتحقق
الجريمة ،وإنما ينبغي أن تتفاعل مع العوامل الخارجية الكامنة في البيئة االجتماعية.
أنواع االستعداد اإلجرامي حسب دي توليو
يتميز هذا النمط من المجرمين بأن لديه إفراط في القوى الغريزية وقابلية كبيرة للهيجان واالنفعال ،وهذا اإلفراط يؤدي إلى أفعال يغلب فيها التعسف والتعدي والعنف.-
-يقسم دي توليو المجرم بالتكوين ذو االتجاه العصبي السيكوباتي إلى :مجرم ذي اتجاه صرعي،ومجرم ذي اتجاه هستيري،ومجرم ذي اتجاه نورستاني.
-المجرم ذي االتجاه الصرعي :يتميز بهذا النوع بوجود خلل في الوظائف العصبية المتعلقة بالحركة النفسية المتولدة من المؤثرات الخارجية ،ويعزى ذلك لخلل يسود
إف ارزات الغدد وخاصة الغدة الدرقية ويكون لدى هذا النمط غلو في غريزتي الدفاع والقتال وقابلية لسهولة االنفعال تصل به أحيانا إلى حد الوقوع في حالة تشنج قد
تفضي به إلى ارتكاب أفعال إجرامية كجرائم االعتداء على المال أو العرض أو األشخاص..
-
• .
المجرم ذو االتجاه الهستيري :يتوفر غالبا في النساء المحترفات للدعارة كما يميل هذا النمط إلى ارتكاب جرائم النصب
-المجرم ذو االتجاه النورستاني :تسود لديه حالة من اإلرهاق العصبي يتولد عليها إما توتر نفسي أو انقباض نفسي يتجلى
في هيمنة التوجس والقلق اللذان يتحوالن إلى قابلية مفرطة لالنفعال تؤدي إلى أفعال عنيفة،وتتجلى الحالة الثانية في بروز
انهيار عصبي مصحوب بضعف اإلرادة وميل إلى الخمول يفضيان أحيانا بالشخص إلى ارتكاب أفعال إجرامية أقل خطورة مثل
التسول.
المجرم ذو االتجاه المختلط
•
-هو المجرم الذي يجمع في شخصيته بعض خصائص واضطرابات األنواع السابقة.
-وتصدر عن هذا النوع أفعاال إجرامية غاية في الخطورة وتتفاعل لديه تيارات عديدة من الشذوذ
النفسي المتوافر في أكثر من اتجاه واحد تعزز الميل اإلجرامي الكامن في نفسه ،وتيسر لهذا الميل
الفرصة للظهور بصورة غاية في الجسامة والشذوذ.
)3المجرم المجنون
-سلك دي توليو منهجا تكامليا للكشف عن أسباب الظاهرة اإلجرامية يتمثل في الربط بين
العوامل الفردية (الذاتية) المتمثلة في التكوين البيولوجي والعوامل االجتماعية المتمثلة في
البيئة المحيطة بالمجرم.
-يرجع لدي توليو ال فضل في توجيه الباحثين نحو االهتمام بدراسة السلوك اإلجرامي
دراسة متكاملة باعتباره نتاج عوامل فردية واجتماعية .
-غير أنه يؤخذ على نظرية دي توليو الربط المطلق بين االستعداد اإلجرامي الفطري
والجريمة ،وأيضا إنكارها ألي دور مستقل للعوامل االجتماعية فدور هذه األخيرة مشروط
بوجود التكوين اإلجرامي ،وهو ما نفاه بعض الباحثون بعلة أن الكثير من الجرائم تقع
بسبب العوامل االجتماعية والبيئية المحيطة بالمجرم بغض النظر عن عامل التكوين أو
االستعداد اإلجرامي.