علي العجيلي

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 21

‫دور السياسات االقتصادية في عالج مشكلة التضخم في االقتصاد الليبي‬

‫خالل الفترة ‪ 2018-2004‬م‪.‬‬

‫د‪/‬خالد علي العجيلي احمد المحجوبي‬

‫استاذ االقتصاد المساعد‬

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‬

‫جامعة صبراته‬

‫ليبيا‬

‫‪Ahmad71n@yahoo.com‬‬
:‫الملخص‬
‫يهدف هذه البحث إلى دراسة السياسات االقتصادية ودورها في كبح ومعالجة ظاهرة التضخم‬
‫ومدى فاعلي ة السياس ات االقتص ادية في‬، ‫ م‬2018 - 2004 ‫في االقتص اد الليبي خالل الفترة‬
‫حيث‬، ‫إض فاء ن وع من االس تقرار في مس تويات االس عار والمس توى المعيش ي للف رد في ليبي ا‬
‫وتوص ل البحث الى مجموع ة من النت ائج ك ان من‬، ‫ينتهج ه ذا البحث المنهج التحليلي الوص في‬
‫أهمه ا أن للسياس ات االقتص ادية دورًا ب ارزًا في عالج مش كلة التض خم رغم وج ود العدي د من‬
‫العراقيل والعوامل التي حدت من فاعلية هذه السياسات ومن هذه العوامل ما تمر به البالد من‬
‫ويوصي‬، ‫انقسام سياسي وعدم استقرار امني وفساد سياسي واقتصادي في السلطات المتعاقبة‬
‫البحث بمجموعة من التوصيات كان ابرزها أن تطبيق السياسات االقتصادية لن يكون فعاال في‬
.‫ظروف االنقسام السياسي واالقتصادي ودون توفر الحد االدنى من االستقرار االمني‬
: ‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ االقتصاد الليبي – ظاهرة التضخم‬- ‫السياسات االقتصادية‬

Abstract
The aim of this work is to study the economic policies and their role in curbing and
dealing the phenomenon of inflation in the Libyan economy during the period 2004 to
2018, in addition to the effectiveness of the economic policies in providing a kind of
stability in the levels of prices and standard of living in Libya. By using the
descriptive analytical approach; we presented a series of obtained results where the
most important of which was that the economic policies play a prominent role in the
treatment of the problem of inflation despite the existence of many obstacles and
factors that limited the effectiveness of these policies. Add to that the political
division, the insecurity and the political and economic corruption in the different
authorities. In this study, we came up with a set of recommendations; the most
prominent of which was that the application of economic policies will not be effective
in the circumstances of political and economic division and insecurity.

Keywords:

Economic Policies - The Libyan Economy - The Phenomenon of Inflation.


‫المقدمة ‪:‬‬
‫لق د أدت االح داث السياس ية ال تي وقعت في ليبي ا في الع ام ‪ 2011‬م إلى اختالل في الن اتج‬
‫المحلي االجم الي وخاص ة ان ليبي ا تعتم د بش كل رئيس ي على انت اج وتص دير النف ط والغ از‬
‫الطبيعي في مقابل استيراد ما تحتاج ه من سلع وخ دمات ‪،‬فقد توقفت جميع برامج التنمية في‬
‫البالد وانسحبت اغلب الشركات االجنبية العاملة في ليبيا إثر هذه االحداث ‪،‬وهو ما نتج عنه‬
‫عج ز في الموازن ة العام ة بش كل مس تمر ‪،‬مم ا ادى الى اس تنزاف احتي اطي البالد من العمالت‬
‫الص عبة وش هدت ليبي ا انخف اض في قيم ة عملته ا ام ام العمالت االجنبي ة( حيث انخفض ت قيم ة‬
‫ال دينار اللي بي ام ام العمالت االخ رى بنح و س بعة الى ثم ان اض عاف) وارتف اع مس تمر في‬
‫المس توى الع ام لألس عار وه و م ا ي دعوا الى دراس ة ه ذه الظ اهرة االقتص ادية والخ روج بنت ائج‬
‫وتوصيات مجدية تساهم في حل هذه المشكلة وتفادى المشاكل المترتبة عليها مستقبال‪.‬‬
‫مشكلة البحث ‪- :‬‬
‫يع اني االقتص اد اللي بي في ه ذه الف ترة من االرتف اع المس تمر في األس عار االم ر ال ذي يع رض‬
‫ويه دد الحي اة المعيش ية لألف راد في المجتم ع اللي بي ال ذي أص بح يعيش ح االت الفق ر ب ل والفق ر‬
‫المدقع ‪،‬خاصة مع ظهور مشكلة السيولة وعدم القدرة على تسييل المرتبات الشهرية وتوقف‬
‫وعرقلة أغلب المؤسسات االقتصادية ‪،‬ناهيك عن االنقطاع المتكررة للكهرباء والذي يستمر في‬
‫بعض االماكن لعدة ايام نتيجة لألحداث التي تشهدها البالد منذ سنوات‪ .‬إن مشكلة هذا البحث‬
‫تتمحور حول السؤال الرئيسي االتي‪:‬‬

‫س ‪ /‬م ا ه و دور السياس ات االقتص ادية في عالج مش كلة التض خم في االقتص اد اللي بي خالل‬
‫الفترة ‪ 2018-2004‬م؟‬

‫فرضية البحث ‪- :‬‬


‫يبنى هذا البحث على فرضية رئيسية تقول أن هناك دور واضح وفعال للسياسات االقتصادية‬
‫في عالج مشكلة التضخم الي يعاني منها االقتصاد الليبي خالل الفترة ‪ 2018 - 2004‬م‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫دراسة مفهوم التضخم واهم عوامله وأثاره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قياس التضخم في االقتصاد الليبي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة دور السياسات االقتصادية في عالج مشكلة التضخم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخروج بمجموعة من النتائج وتقديم التوصيات المناسبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية الدراسة ‪- :‬‬
‫إن هذا البحث يستمد أهميته من مدى أهمية وخطورة ظاهرة التضخم واألسباب والعوام ل ال تي‬
‫تض افرت وس اهمت في نش وء الظ اهرة مح ل البحث ‪،‬وك ذلك من اهمي ة السياس ات االقتص ادية‬
‫التي يمكن من خاللها الحد من تفاقم المشكلة واالتجاه نحو وضع الحلول الجذرية لها‪.‬‬
‫منهجية البحث ‪: -‬‬
‫يتب ع ه ذا البحث المنهج التحليلي الوص في معتم دا على البيان ات والمعلوم ات المتعلق ة بالظ اهرة‬
‫وأهم العوام ل ال تي ادت الى تفاقمه ا واهم السياس ات االقتص ادية المتبع ة خالل ف ترة‬
‫البحث ‪،‬معتم دين في ذل ك على التق ارير والنش رات المختص ة وخاص ة الص ادرة عن الجه ات‬
‫المحلي ة مث ل مص رف ليبي ا المرك زي ودي وان المحاس بة والجه ات ذات العالق ة‪.‬حيث تم تقس يم‬
‫البحث الى ثالث ة اج زاء بم ا يتماش ى وأهداف ه‪،‬حيث يتن اول الج زء االول مفه وم التض خم واهم‬
‫عوامل ه وأث اره ‪،‬بينم ا يهتم الج زء الث اني بقي اس التض خم في االقتص اد اللي بي ‪،‬ويتض من الجزء‬
‫الثالث دور السياسات االقتصادية في عالج مشكلة التضخم ونختم بالنتائج والتوصيات‪.‬‬
‫أوًال ‪ /‬مفهوم التضخم وأهم عوامله وأثاره‪.‬‬
‫االقتصادي الشهير فيليبس يعتبر أن التضخم من ضروريات التنمية االقتصادية ‪،‬فوجود نسبة‬
‫محددة من التضخم تعتبر ضرورية لديمومة العجلة االقتصادية واستمرارية دورانها ‪،‬وهو ما‬
‫دعى العديد من االقتصاديات الى التعايش مع نسبة معينة ومعقولة من التضخم‪.1‬‬
‫إن التضخم كظاهرة اقتصادية هو االرتفاع المستمر في االسعار‪،‬حيث تنشئ هذه الظاهرة من‬
‫عدم التوافق بين نمو حجم السيولة النقدية التي تمتلكها الوحدات االقتصادية ونمو حجم السلع‬
‫والخدمات المتاحة في السوق‪ .2‬وقد يكون التضخم ناتج عن ارتف اع تك اليف االنت اج أو وج ود‬
‫ف ائض في الطلب الكلي أو نتيج ة لت أثير دف ع االرب اح واألج ور وق د يك ون تض خما جزئي ا او‬
‫كليا ‪،‬كما تشكل التوقعات التضخمية احدى العوامل المساعدة في تغذية االرتفاع في معدالت‬
‫التضخم ‪،‬ويعتبر التضخم ظاهرة معقدة ومركبة ‪،‬وبالتالي فان التضخم ناتج عن عوامل متعددة‬
‫ق د تك ون متض اربة فيم ا بينه ا وه ذه العوام ل س تؤدي الى اختالل في العالق ات الس عرية أي‬
‫اس عار الس لع والخ دمات االس تهالكية واإلنتاجي ة من ناحي ة وأس عار عوام ل االنت اج من ناحي ة‬
‫اخ رى وه ذا االختالل س يعمق من حال ة التف اوت بين دخ ول عناص ر االنت اج واالس تقرار‬
‫االقتصادي مما يخلق اختالل في التوازن االجتماعي بين الطبقات‪.3‬‬

‫‪ - 1‬حميد فرج األعظمي ‪ 2000،‬م ‪،‬االثار االقتصادية لرسالة التدبير إليقاف التضخم الجامح في االقتصاد العراقي ‪،‬مجلة دراسات‬
‫اقتصادية ‪،‬العدد ‪، 2‬بيت الحكمة ‪،‬بغداد‪،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ 2‬كمال البصري ‪ 2006،‬م ‪،‬التضخم وأزمة الوقود عام ‪ 2006‬م ‪،‬مجلة العراق لإلصالح االقتصادي ‪،‬عدد خاص عن التضخم ودور‬
‫السياسات المالية واالقتصادية‪،‬بغداد ‪.11-9،‬‬
‫‪ - 3‬فالح خلف الربيعي ‪ 2006 ،‬م ‪،‬تفسير ظاهرة التضخم في االقتصاد العراقي ‪،‬مجلة العراق لإلصالح االقتصادي ‪ ،‬عدد خاص‬
‫عن التضخم ودور السياسات المالية واالقتصادية‪،‬بغداد ‪،‬ص‪.33‬‬
‫لق د أظه رت بيان ات ال رقم القياس ي ألس عار المس تهلك في ليبي ا خالل الف ترة ‪ 2004‬ح تى الرب ع‬
‫االول من س نة ‪ 2018‬وباس تخدام س نة ‪ 2003‬م كس نة اس اس ‪،‬ارتفاع ا ملحوظ ا في اس عار‬
‫المستهلك خاصة خالل عامي ‪ 2017 -2016‬م وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية واألمنية والتي منها‪-: 4‬‬
‫الصراع السياسي وما صاحبه من انقسام في مؤسسات الدولة السيادية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التوق ف الت ام وش به التوق ف في إنت اج وتص دير النف ط الخ ام ‪،‬نتيج ة لألح داث واألزم ة‬ ‫‪-2‬‬
‫الحاص لة ب الحقول والم واني النفطي ة ‪،‬باإلض افة الى انخف اض اس عاره في االس واق الدولي ة م ع‬
‫بداي ة النص ف الث اني من ع ام ‪ 2014‬م‪ .‬االم ر ال ذي نتج عن ه عج ز مس تمر في الميزاني ة‬
‫العام ة ‪،‬كمحص لة لت دني اس عار النف ط والتوس ع غ ير الم دروس في االنف اق الع ام وخاص ة بن د‬
‫المرتب ات والمهاي ا ‪ ،‬وتس جيل عج ز في م يزان الم دفوعات خالل الف ترة ‪2016 - 2013‬‬
‫م ‪،‬األمر الذي ترتب عليه لجوء المصرف المركزي إلى فرض القيود على استخدامات النقد‬
‫األجنبي للحد من استنزافها‪.‬‬
‫تس جيل تراج ع في الن اتج المحلي االجم الي باألس عار الجاري ة خالل الف ترة ‪- 2013‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ 2016‬م ‪،‬بسبب تدني إنتاج النفط الخام وصادراته وضعف اإلنتاجية المحلية مع الزيادة في‬
‫االستهالك المحلي‪.‬‬
‫انخفاض قيمة الدينار الليبي أمام العمالت األجنبية في السوق الموازي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫استمرار حالة عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ بما سيكون عليه الوضع االقتصادي‬ ‫‪-5‬‬
‫في البالد ‪،‬فضال عن سيطرة عدد قليل من التجار على سوق السلع والخدمات‪.‬‬
‫توس ع حجم اقتص اد الظ ل في ظ روف االنقس ام السياس ي وت ردى األوض اع‬ ‫‪-6‬‬
‫األمنية ‪،‬باإلضافة إلى زيادة حجم تهريب السلع المدعومة والمستوردة حسب السعر الرسمي‬
‫للدوالر إلى الدول المجاورة ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ /‬قياس التضخم في االقتصاد الليبي‪.‬‬
‫إن قي اس التض خم يعتم د على التغ يرات ال تي تح دث في مس تويات األس عار‪،‬ويعتم د ك ذلك على‬
‫تطبيق بعض المعايير لتحديد األسباب التي أدت إلى التضخم‪.‬‬
‫األرقام القياسية لألسعار التي تعرف بأنها عبارة عن متوسطات مقارنة نس بية وزمني ة‬ ‫أ‪-‬‬
‫لألس عار‪،‬مث ل ال رقم القياس ي ألس عار الجمل ة وال رقم القياس ي ألس عار التجزئ ة وال رقم القياس ي‬
‫الضمني‪.‬‬
‫الفج وة التض خمية وهي اح د المع ايير المس تخدمة في تحدي د االس باب ال تي ت ؤدي الى‬ ‫ب‪-‬‬
‫تغيرات مستويات األسعار ومن اهم المعايير المستخدمة في قياس الفجوة التضخمية ‪-:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬مصرف ليبيا المركزي ‪،‬ادارة البحوث واإلحصاء ‪،‬تقرير خاص عن التضخم واألرقام القياسية ألسعار المستهلك ‪ 2018،‬م‪.‬‬
‫معيار فائض الطلب الكلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معيار فائض المعروض النقدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معيار معامل االستقرار النقدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن ظ اهرة التض خم ليس ت بالجدي دة في االقتص اد اللي بي فالتض خم موج ود في االقتص اد اللي بي‬
‫منذ السبعينات ومرورا بفترة الحصار على ليبيا من قبل القوة العظمى خالل تسعينيات القرن‬
‫الماض ي وك ذلك خالل ف ترة االزم ة المالي ة العالمي ة وبع دها بداي ة االح داث في الع ام ‪ 2011‬م‬
‫الى الع ام ‪ 2018‬م‪ ،‬وه و م ا أكدت ه التق ارير والنش رات االقتص ادية المحلي ة الص ادرة عن‬
‫مصرف ليبيا المركزي والعديد من الدراسات المهتمة بالموضوع خالل الفترة المذكورة‪.‬‬
‫الرقم القياسي العام ألسعار المستهلك في ليبيا ‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يعتبر الرقم القياسي العام ألسعار المستهلك من المؤشرات الهامة التي تستخدم لقياس التغيرات‬
‫في المس توى الع ام لألس عار ‪،‬وه و م ا يمكنن ا من امكاني ة الحكم على م دى نج اح السياس ات‬
‫االقتص ادية المنف ذة ألج ل مكافح ة التض خم والمحافظ ة على الق وة الش رائية للنق ود ال تي تعكس‬
‫بصورة واضحة مدى ثبات المستوى المعيشي للفرد عند ثبات الدخل‪ .‬وتحقيقا لهذا الهدف فأننا‬
‫اعتمدنا على البيانات الخاصة بالرقم القياسي ألسعار المستهلك خالل الفترة ‪2018 - 2004‬‬
‫م ‪،‬وباستخدام سنة ( ‪ )100 = 2003‬كسنة أساس ‪،‬حيث أظهرت بيانات الرقم القياسي العام‬
‫ألس عار المس تهلك خالل ه ذه الف ترة ارتفاع ا ملحوظ ا في اس عار المس تهلك ‪،‬خصوص ا خالل‬
‫ع امي ‪ 2017-2016‬م وذل ك نتيج ة لمجموع ة من الظ روف السياس ية واالقتص ادية‬
‫واالجتماعية واألمنية التي تمر بها البالد والتي سبق ذكرها سالفا‪.‬‬
‫لق د س جل ال رقم القياس ي الع ام ألس عار المس تهلك اتجاه ا تص اعديا مرتفع ا من ‪ 231.9‬في ع ام‬
‫‪ 2016‬إلى ‪ 297.9‬في ع ام ‪ 2017‬م بمع دل نم و س نوي ق دره ‪ % 28.5‬و ‪323.4‬بنهاي ة‬
‫الرب ع األول ‪ 2018‬مس جًال تض خمًا ق دره ‪ ، % 19.5‬بينم ا س جل في الس نة الس ابقة تض خما‬
‫ق دره ‪ % 28.5‬والج دول الت الي يوض ح اتجاه ات ال رقم القياس ي ومع دل التض خم خالل الف ترة‬
‫‪ 2004‬وحتى نهاية الربع االول من عام ‪ 2018‬م‪ .‬ومن خالل النظر الى البيانات الواردة في‬
‫الجدول المقابل نجد أن المستوى العام ألسعار المستهلك قد ارتفع من ‪ % 100‬عام ‪ 2003‬م‬
‫وهي س نة االس اس إلى ‪ 323.4‬خالل الرب ع االول من الع ام ‪ 2018‬م وه و أعلى رقم قياس ي‬
‫عام خالل فترة الدراسة ‪،‬حيث ارتفع بنسبة ‪ %223‬خالل الخمسة عشرة سنة االخيرة‪ .‬بينما‬
‫س جل مع دل التض خم ‪ %19.5، %28.5، %25.9، %9.8‬على الت والي خالل الس نوات‬
‫‪2018، 2017، 2016، 2015‬م‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪)1‬الرقم القياسي العام ألسعار المستهلك ومعدالت التضخم خالل الفترة ‪2018-2004‬م‬
‫نمو التضخم‪%‬‬ ‫التضخم‪%‬‬ ‫معدل نمو الرقم القياسي‪%‬‬ ‫الرقم القياسي السعار المستهلك‬ ‫السنة‬
‫‪-‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪101.3‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪105.5‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪42.3 -‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪112.0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪313.3‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪123.7‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪67.7‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪126.7‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪76.9 -‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪126.7‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪129.8‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪562.5‬‬ ‫‪15.9‬‬ ‫‪15.9‬‬ ‫‪150.4‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪61.6‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪159.6‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪57.3 -‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪163.7‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪7.7 -‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪167.7‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪308.3‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪184.2‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪164.28‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪231.9‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪297.9‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪31.6 -‬‬ ‫‪19.5‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪323.4‬‬ ‫‪31/03‬‬
‫‪2018‬‬
‫المصدر‪ /‬مصلحة االحصاء والتعداد نقال عن مصرف ليبيا المركزي ‪،‬تقرير خاص عن التضخم واألرقام القياسية ألسعار المستهلك ‪ 2018،‬م‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬معدالت التضخم خالل الفترة ‪2018-2004‬م‪.‬‬

‫معدل‬
‫التضخم‪03‬‬

‫‪52‬‬

‫‪02‬‬

‫‪51‬‬

‫‪01‬‬

‫‪5‬‬
‫‪4002‬‬

‫‪5002‬‬

‫‪6002‬‬

‫‪7002‬‬

‫‪8002‬‬

‫‪9002‬‬

‫‪0102‬‬

‫‪1102‬‬

‫‪2102‬‬

‫‪3102‬‬

‫‪4102‬‬

‫‪5102‬‬

‫‪6102‬‬

‫‪7102‬‬

‫‪8102‬‬

‫‪0‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ /‬بيانات الجدول السابق‬

‫الرقم القياسي الضمني في ليبيا‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫وهو من المؤشرات التي تعكس التغيرات في المستوى العام لألس عار‪،‬حيث تعتمده العديد من‬
‫المنظم ات الدولي ة وخاص ة ص ندوق النق د ال دولي ك دليل على وج ود التض خم في اقتص اديات‬
‫ال دول ‪،‬ومم ا يم يز ه ذا المقي اس ه و ان ه يتض من اس عار جمي ع الس لع والخ دمات في االقتص اد‬
‫المقاس سواء كانت سلع استهالكية او وسيطة او انتاجية ‪،‬حيث يتم احتسابه من المعادلة التالية‬
‫‪-:‬‬

‫الرقم القياسي الضمني = (الناتج المحلي االجمالي باألسعار الجارية لسنة ما ‪ /‬الناتج المحلي االجمالي باالسعار الثابتة لنفس السنة) ‪x 100‬‬

‫إذا ك ان ال رقم القياس ي الض مني = ‪ 100‬ه ذا يع ني ع دم وج ود ض غوط تض خمية ويع بر عن‬
‫االس تقرار في مس تويات االس عار أم ا إذا زاد عن ‪ 100‬ف إن ذل ك يع بر عن وج ود ض غوط‬
‫تض خمية في االقتص اد‪،‬كم ا أن انخفاض ه عن ‪ 100‬يع بر عن انخف اض في مس تويات‬
‫األسعار‪.5‬حيث نالحظ أن الرقم القياسي الضمني قد زاد عن قيمة ‪ 100‬خالل كل فترة الدراسة‬
‫وباس تثناء الع ام ‪ 2009‬م وأخ ذ في االرتف اع الش ديد اعتب ارا من الع ام ‪ 2011‬م وه و م ا يش ير‬
‫الى ارتف اع الض غوط التض خمية في االقتص اد اللي بي وخاص ة بع د وق وع االح داث في الع ام‬
‫‪ 2011‬م‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )2‬الرقم القياسي الضمني في ليبيا‪.‬‬
‫الرقم القياسي الضمني‬ ‫الناتج المحلي االجمالي‬ ‫الناتج المحلي االجمالي‬ ‫السنوات‬
‫‪100 × )2(/)1( = %‬‬ ‫باألسعار الثابتة (‪)2‬‬ ‫باألسعار الجارية (‪)1‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪151.3‬‬ ‫‪44,087.241‬‬ ‫‪66,618.587‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪169.6‬‬ ‫‪46,583.6‬‬ ‫‪79,029.9‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪189.6‬‬ ‫‪48,898.0‬‬ ‫‪92,693.6‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪129.4‬‬ ‫‪69,798.0‬‬ ‫‪90,344.6‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪94.1‬‬ ‫‪67,712.3‬‬ ‫‪63,689.1‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪125.1‬‬ ‫‪69,863.0‬‬ ‫‪87,375.0‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪168.2‬‬ ‫‪23,294.2‬‬ ‫‪39,171.1‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪192.2‬‬ ‫‪52,344.2‬‬ ‫‪100,627.3‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪263.4‬‬ ‫‪25,058.3‬‬ ‫‪65,994.5‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪375.1‬‬ ‫‪8,229.0‬‬ ‫‪30,871.0‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ /‬الجدول من اعداد الباحث اعتمادا على‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ، 58‬الربع الثاني ‪ 2018‬م‪ ،‬الجدول ‪.24،25‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مصرف ليبا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،54‬الربع االول‪2013 ،‬م‪ ،‬الجدول رقم ‪.24،25‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مصلحة االحصاء والتعداد ليبيا‪ ،‬الكتيب االخصائي‪ 2010،‬م‪ ،‬ملف االقتصاد‪،‬جداول الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ - 5‬احمد محمد صالح الجالل (‪،)2006‬دور السياسات النقدية والمالية في عالج التضخم في البلدان النامية‪،‬دراسة حالة الجمهورية‬
‫اليمنية ‪ 2003-1990‬م‪،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬ص‪.28‬‬
‫ب‪ -‬الفجوة التضخمية في ليبيا‪.‬‬
‫لمعرفة االسباب التي تقف وراء االرتفاعات التي تحدث في المستوى العام لالسعار فإننا‬
‫س نعتمد على بعض المع ايير ال تي تمكنن ا من معرف ة اس باب التض خم ‪،‬مث ل معي ار ف ائض‬
‫المعروض النقدي ‪،‬ومعيار معامل االستقرار النقدي ومعيار االفراط النقدي‪.‬‬
‫معيار فائض المعروض النقدي في ليبيا ‪: -‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يس تخدم ه ذا المعي ار لقي اس الفج وة التض خمية عن طري ق قي اس الف رق بين التغ ير في ع رض‬
‫النقود‬
‫والتغ ير في الطلب عليها عن د أس عار ثابت ة خالل ف ترة زمني ة معين ة ‪،‬ويتم حس اب الطلب الكلي‬
‫على النقود من خالل النسبة بين العرض الكلي للنقود والناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابت ة‬
‫‪،‬أما الفجوة التضخمية فيتم حسابها وفقا لهذا المعيار كما هو موضح بالجدول رقم (‪ )3‬وكذلك‬
‫من خالل المعادلة التالية ‪-:‬‬

‫الفجوة التضخمية = التغير في الناتج المحلي االجمالى ( عرض النقود ‪ /‬الناتج المحلي االجمالي باالسعار الثابتة) – التغير في عرض النقود‬

‫ووفقا لهذا المعيار فان الفجوة التضخمية تتكون عندما يكون هناك زيادة في المعروض النقدي‬
‫عن الطلب النقدي‪ .6‬من خالل تتبع البيانات الواردة في الجدول رقم (‪ ) 3‬نجد ان كمية عرض‬
‫النقود في االقتصاد الليبي قد ارتفعت من ‪ 17,096.3‬مليار دينار ليبي في العام ‪ 2005‬م الى‬
‫‪ 69,404.7‬ملي ار دين ار في الع ام ‪ 2014‬م‪ ،‬وذل ك بزي ادة في كمي ة ع رض النق ود ق درها‬
‫‪ 52,308.4‬مليار دينار وهو ما يعني نموها بمعدل ‪ %300‬خالل الفترة ‪ 2014 – 2005‬م‪.‬‬
‫أما بالنسبة للطلب على النقود فقد شهد ارتفاعات متتالية باستثناء العام ‪ 2012‬م‪ ،‬وذلك خالل‬
‫الفترة المشار اليها‪ ،‬ونتيجة للتغيرات التي حصلت في حجم الطلب والعرض على النقود مما‬
‫س اهم في زي ادة الفج وة التض خمية من ‪ 2,411.1‬ملي ار دين ار ع ام ‪ 2006‬الى ‪127,080.9‬‬
‫ملي ار دين ار في الع ام ‪ 2011‬م ال ذي ب دأت خالل ه االح داث واالض طرابات بليبي ا ‪،‬ثم زادت‬
‫الفجوة التضخمية الى ان سجلت ‪ 142,269.7‬مليار دينار ليبي في العام ‪ 2014‬م عند ح دوث‬
‫ازمة الحقول النفطية وشبه توقف لإلنتاج والتصدير للنفط وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة‬
‫القوة القاهرة‪.‬‬
‫اما نسبة فائض المعروض النقدي فقد أخذت بين االرتفاع واالنخفاض خالل الفترة المذكورة‬
‫ح تى بداي ة االح داث في س نة ‪ 2011‬م ال تي س جلت نس بة ف ائض للمع روض النق دي ق درها‬

‫‪ - 6‬المرجع السابق ص ‪.100‬‬


‫‪ % 545.5‬ثم ‪ % 1,728.9‬في الع ام ‪ 2014‬م ‪،‬وه و م ا يش ير الى اختالل العالق ة بين‬
‫عرض النقود والطلب عليها‪،‬وهو ما يعني عدم وجود استقرار نقدي خالل الفترة المذكورة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )3‬الفجوة التضخمية ونسبة فائض المعروض النقدي خالل الفترة ‪ 2014-2005‬م‬
‫نسبة فائض‬ ‫الفجوة‬ ‫تغير الطلب على‬ ‫الطلب على‬ ‫التغير في‬ ‫عرض النقود‬ ‫التغير في‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫السنوات‬
‫المعروض‬ ‫التضخمية (‪-)4‬‬ ‫المعروض النقدي‬ ‫المعروض‬ ‫عرض النقود (‬ ‫‪M2‬‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫االجمالي‬
‫النقدي ‪( %‬‬ ‫(‪)7(=)6‬‬ ‫(‪)6(=)2()5‬‬ ‫النقدي‬ ‫‪)4‬‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫باالسعار‬
‫‪)1(/)7‬‬ ‫(‪)1(/)3‬‬ ‫الثابتة‬
‫‪100‬‬ ‫=(‪)5‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17,096.3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪44,087.2‬‬ ‫‪2005‬‬


‫‪5.1‬‬ ‫‪2,411.1‬‬ ‫‪1,48.5‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪2,559.6‬‬ ‫‪19,655.9‬‬ ‫‪2,496.35‬‬ ‫‪46,583.6‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪12.4‬‬ ‫‪6,053.3‬‬ ‫‪1,272.9‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪7,326.2‬‬ ‫‪26,982.1‬‬ ‫‪2,314.4‬‬ ‫‪48,898.0‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪1.21‬‬ ‫‪849.4‬‬ ‫‪11,913‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪12,762.4‬‬ ‫‪39,744.5‬‬ ‫‪20,900‬‬ ‫‪69,798.0‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪3,061.1‬‬ ‫‪_1,355.7‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪4,416.8‬‬ ‫‪44,161.3‬‬ ‫_‪2,085.7‬‬ ‫‪67,712.3‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪769.9‬‬ ‫‪1,419.5‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪2,189.4‬‬ ‫‪46,350.7‬‬ ‫‪2,150.7‬‬ ‫‪69,863.0‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪545.5‬‬ ‫‪127,080.9‬‬ ‫_‪115,490.6‬‬ ‫‪2.48‬‬ ‫‪11,590.2‬‬ ‫‪57,940.9‬‬ ‫‪46,568.8-‬‬ ‫‪23,294.2‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪56.1‬‬ ‫_‪29,359.9‬‬ ‫‪35,150.5‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪5,790.6‬‬ ‫‪63,731.5‬‬ ‫‪29,050‬‬ ‫‪52,344.2‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪320.5‬‬ ‫‪80,310.6‬‬ ‫‪_75,036.2‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪5,274.4‬‬ ‫‪69,005.9‬‬ ‫‪27,285.9 -‬‬ ‫‪25,058.3‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪1728.9‬‬ ‫‪142,269.7‬‬ ‫_‪141,870.9‬‬ ‫‪8.43‬‬ ‫‪398.8‬‬ ‫‪69,404.7‬‬ ‫‪16,829.3 -‬‬ ‫‪8,229.0‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ /‬الجدول من اعداد الباحث اعتمادا على‪- :‬‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ، 58‬الربع الثاني ‪ 2018‬م‪ ،‬الجدول ‪، 3‬والجدول ‪.24،25‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مصرف ليبا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،54‬الربع االول‪2013 ،‬م‪ ،‬الجدول رقم ‪ ،3‬والجدول ‪.24،25‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-2‬معيار معامل االستقرار النقدي في ليبيا ‪- :‬‬


‫يستخدم هذا المعيار لقياس العالقة بين حجم عرض النقود والناتج المحلي اإلجمالي باألسعار‬
‫الثابتة ويستند على نظرية كمية النقود ‪،‬التي ترى أن الزيادة في كمية النقود دون ارتباط دقيق‬
‫بينه ا وبين الزي ادة في الن اتج الق ومي الحقيقي من أهم العوام ل ال تي تس اهم في تك وين االختالل‬
‫بين تيار اإلنفاق النقدي وتيار العرض الحقيقي من السلع والخدمات ‪،‬مما يدفع باألسعار نحو‬
‫االرتفاع‪، 7‬حيث يصاغ هذا المعيار على النحو االتي ‪-:‬‬

‫‪B= ΔM/ M – ΔY/ Y‬‬

‫حيث أن ‪ B :‬تمثل معامل االستقرار‪.‬‬


‫‪ M ÷ M Δ‬تمثل معدل التغير في كمية عرض النقود‪: .‬‬
‫‪ Y ÷ Y Δ‬تمثل معدل التغير في الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة‪.‬‬

‫‪ - 7‬رمزي زكي (‪ ) 1980‬مشكلة التضخم في مصر اسبابها ونتائجها مع برنامج مقترح لمكافحة الغالء‪ ،‬جمهورية مصر‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪،1980،‬ص‪.135‬‬
‫أن التس اوي بين مع دل التغ ير في الن اتج المحلي االجم الي باألس عار الثابت ة (الحقيقي) ومع دل‬
‫التغير في عرض النقود يعني ثبات مستويات االسعار في االقتصاد ‪ ،‬حيث تشير قيمة ‪B= 0‬‬
‫الى ذلك ‪،‬بينما عندما تكون قيمة ‪ B‬موجبة فإن ذلك يعني ان معدل التغير في عرض النقود‬
‫اك بر من مع دل التغ ير في الن اتج المحلي االجم الي الحقيقي وه و م ا يع ني وج ود ض غوط‬
‫تض خمية ت دفع باألس عار الى االرتف اع ‪،‬ام ا اذا ك انت قيم ة ‪ B‬س البة ف ان ذل ك يع ني ان مع دل‬
‫التغير في عرض النقود اصغر من معدل التغير في الناتج القومي الحقيقي ‪،‬االمر الذي يدفع‬
‫باألسعار الى االنخفاض‪ .‬بمقارنة معدل نمو الناتج الحقيقي مع معدل نمو عرض النقود يجد ان‬
‫معامل االستقرار النقدي ‪ B‬أخذ قيم موجبة لكل سنوات الدراسة باستثناء العام ‪ 2012‬م ‪،‬وهو‬
‫ما يعني وجود ضغوط تضخمية تدفع بالمستوى العام لألسعار لالرتفاع المستمر‪.‬االمر الذي‬
‫يعني ان االقتصاد الليبي يعاني من حالة عدم االستقرار النقدي‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )4‬يوضح معدل االستقرار النقدي‪.‬‬


‫و معدل االستقرار‬ ‫دل النم‬ ‫مع‬ ‫الس نوا الناتج المحلي االجمالي مع دل النم و عرض النقود‬
‫السنوي في ع رض النقدي ‪B‬‬ ‫الس نوي للن اتج ‪M2‬‬ ‫باالسعار الثابت‬ ‫ت‬
‫)‪B=(2)-(1‬‬ ‫النقود‬ ‫المحلي (‪%)1‬‬
‫(‪%)2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪17,096.3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪44,087.2‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪10.46‬‬ ‫‪14.96‬‬ ‫‪19,655.9‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪46,583.6‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪32.3‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪26,982.1‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪48,898.0‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪47.2‬‬ ‫‪39,744.5‬‬ ‫‪42.7‬‬ ‫‪69,798.0‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪44,161.3‬‬ ‫‪2.9-‬‬ ‫‪67,712.3‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1.73‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪46,350.7‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫‪69,863.0‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪91.65‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪57,940.9‬‬ ‫‪66.65-‬‬ ‫‪23,294.2‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪114.6-‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪63,731.5‬‬ ‫‪124.7‬‬ ‫‪52,344.2‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪60.1‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪69,005.9‬‬ ‫‪52.1-‬‬ ‫‪25,058.3‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪67.6‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪69,404.7‬‬ ‫‪67.1-‬‬ ‫‪8,229.0‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ /‬الجدول من اعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول السابق‪.‬‬

‫ثالثًا‪ /‬دور السياسات االقتصادية في عالج مشكلة التضخم في االقتصاد الليبي‪.‬‬


‫يعتبر االقتصاد الليبي اقتصادا ريعي ًا بامتياز وأحادي المصدر‪،‬يتأثر سلبا وإ يجابا بإنتاج النفط‬
‫وتص ديره وأس عاره ‪،‬حيث ت دنت االي رادات النفطي ة من ‪ 53.3‬ملي ار دوالر في عام ‪ 2012‬م‬
‫الى ‪ 4.8‬ملي ار دوالر في الع ام ‪ 2016‬م بانخف اض نس بته ‪ % 91‬وه و م ا انعكس على‬
‫االي رادات الممول ة للميزاني ة العام ة حيث انخفض ت من ‪ 70‬ملي ار دين ار الى ‪ 8.6‬ملي ار دين ار‬
‫وهو ما اثر سلبا على قيمة الدينار الليبي وعلى قوته الشرائية‪.‬لقد تدنى مستوى الناتج القومي‬
‫االجم الي خالل الس نوات الثم اني االخ يرة نتيج ة االقف ال المتعم د لحق ول النف ط وتوق ف انتاج ه‬
‫وتص ديره ‪،‬وف اقت الخس ائر ‪ 160‬ملي ار دوالر وذل ك حس ب م ا اورده محاف ظ مص رف ليبي ا‬
‫المركزي في المؤتمر الصحفي المنعقد في ‪ 23‬ابريل ‪.2017‬‬
‫يشكل التضخم خطرا بليغًا على اقتصاديات الدول سواء كانت متقدمة او متخلفة باإلضافة الى‬
‫االث ار االقتص ادية واالجتماعي ة التي تص احب اثار هذه الظ اهرة ‪ ،‬وهو ما دعى الى ض رورة‬
‫اتخ اذ مجموع ة من السياس ات االقتص ادية ال تي من ش أنها وض ع ح د لالرتف اع المس تمر في‬
‫االس عار والتخفي ف من ح دة اآلث ار االقتص ادية واالجتماعي ة ال تي تول دها الض غوط التض خمية‬
‫وتس اهم في تحقي ق االس تقرار في االقتص اد الق ومي‪ .‬وتعت بر السياس ات المالي ة والنقدي ة من أهم‬
‫السياس ات االقتص ادية المس تخدمة في كبح ظ اهرة التض خم ‪،‬حيث تك ون السياس ة المالي ة م ع‬
‫السياسة النقدية جناحين رئيسيين للسياسة االقتصادية الكلية والتي عن طريق استخدامها يمكن‬
‫الت أثير على مس توى النش اط االقتص ادي وتحقي ق أه داف اقتص ادية كلي ة ‪،‬فالسياس ة المالي ة‬
‫بمفهومها الواسع تؤلف التغيرات المعتمدة في حجم وشكل وتوقيت فرض الضرائب واإلنفاق‬
‫الحكومي وعمليات الدين العام للتأثير على النشاط االقتصادي في االتجاه المطلوب‪.8‬‬
‫السياسة المالية ودورها في عالج ظاهرة التضخم في ليبيا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تستخدم السياسة المالية مجموعة من االدوات منها ‪-:‬‬
‫االنفاق العام والضرائب والدين العام‪ .‬حيث تقوم الدولة بإتباع سياسة تخفيض االنفاق العام او‬
‫زي ادة الض رائب او االث نين مع ا من أج ل الت أثير على الفج وة التض خمية في االقتص اد ومن ثم‬
‫التخفيض التدريجي لألسعار‪.‬‬
‫من خالل تتب ع البيان ات ال واردة في الج دول المقاب ل نج د أن بن د االي رادات العام ة ق د أخ ذ في‬
‫االنخف اض بع د اح داث ‪ 2011‬مقارن ة بالس نوات الس ابقة‪ .‬حيث انخفض بن د االي رادات العام ة‬
‫الى ‪ 8,595.2‬مليار دينار في عام ‪ 2016‬م‪ ،‬وذلك بسبب ما تشهده البالد من انقسام سياسي‬
‫وعدم استقرار على كل االصعدة ‪،‬االمر الذي ادى الى تدني انتاج وتصدير النفط المورد شبه‬
‫الوحي د لالقتص اد اللي بي ‪،‬ثم اخ ذ بن د االي رادات العام ة في االرتف اع الت دريجي الى ان وص ل‬

‫‪8‬‬
‫‪- D. M. Mithani, 1998, Modern Public Finance: Theory and Practice, Himalaya Publishing House,‬‬
‫‪Delhi,p322.‬‬
‫‪ 16,705.4‬ملي ار دين ار بنهاي ة النص ف االول للع ام ‪ 2018‬م ‪،‬نتيج ة للتط ور الت دريجي في‬
‫كمية االنتاج وارتفاع اسعار النفط عالميا‪.‬‬
‫لقد شهد بند النفقات العامة انخفاض ًا كبيرًا بعد االحداث في عام ‪ 2011‬م ‪،‬حيث انخفض هذا‬
‫البن د من ‪ 54,498.8‬ملي ار دين ار ع ام ‪ 2010‬م الى ‪ 28,788.4‬ملي ار دين ار في الع ام‬
‫‪ 2016‬م و‪ 16,897.0‬ملي ار دين ار بنهاي ة النص ف االول من ع ام ‪ 2018‬م‪ .‬وم رد ه ذه‬
‫االنخفاضات الحاصلة ببند النفقات العامة هو اتباع سياسة مالية تقشفية ‪،‬التي تضمنت تخفيض‬
‫بن د مخصص ات التح ول (التنمي ة) خالل الف ترة المش ار اليه ا ‪،‬حيث انخفض ت من ‪23,729.4‬‬
‫ملي ار دين ار في الع ام ‪ 2010‬م الى ‪ 1,398.3‬ملي ار دين ار في الع ام ‪ 2016‬م ثم الى ‪651.6‬‬
‫مليون دينار بنهاية النصف االول من عام ‪ 2018‬م‪.‬‬
‫رغم هذا االنخفاض في بند االنفاق التنموي إال ان المقابل له في االنفاق التسييري كان على‬
‫العكس تماما ‪،‬حيث ارتفع بند االنفاق التسييري من ‪ 15,121.3‬مليار دينار في عام ‪ 2010‬م‬
‫الى ‪ 42,598.5‬ملي ار دين ار في الع ام ‪ 2013‬م و ‪ 24,834.4‬ملي ار دين ار في نهاي ة الع ام‬
‫‪ 2017‬م ‪،‬ثم ‪ 13,018.3‬مليار دينار بنهاية النصف االول من عام ‪ 2018‬م‪ .‬ومرد ذلك الى‬
‫الزي ادات غ ير المدروس ة في مرتب ات بعض القطاع ات ‪،‬وإ ض افة مرتب ات جدي دة ومب الغ فيه ا‬
‫لمنتسبي الكتائب االمنية والعسكرية (خلق وظائف جديدة أغلبها حبر على ورق) التي تكونت‬
‫خالل وبعد االح داث ‪،‬باإلض افة الى تحقيق رغب ات العدي د ممن يرغبون في العم ل بالس فارات‬
‫والقنص ليات الليبي ة في الخ ارج والرف ع من قيم ة المرتب ات الممنوح ة له ذا القط اع ‪،‬حيث بلغت‬
‫قيمة المرتبات ‪ % 60‬من اجمالي الميزانية‪ .9‬باإلضافة الى التسرب الذي يعاني منه االقتصاد‬
‫الليبي في شكل عمليات تهريب منظم شمل السلع االساسية والكمالية من غذاء ودواء وسيارات‬
‫وآالت ومع دات انت اج ووق ود وأنته ا ب الخردة من المع ادن وال ورق والبالس تيك ‪،‬بس بب غي اب‬
‫دور ال وزارات والهيئ ات واإلدارات المس ئولة ض من االدارة العام ة للدول ة من ذ بداي ة االح داث‬
‫وال تي منه ا وزارة الع دل ووزارة الداخلي ة ووزارة االقتص اد والتج ارة ومص لحة الجم ارك‬
‫المسئولة على منافذ الدولة ومكافحة التهريب والجباية والحماية‪.‬‬
‫كم ا س اهمت الفوض ى في خل ق الوح دات التجاري ة الخاص ة دون ض وابط ومع ايير في وج ود‬
‫مئ ات الش ركات المتهافت ة على طلب االعتم اد والعمل ة االجنبي ة بالس عر الرس مي لل دينار‬
‫اللي بي ‪،‬حيث مارس ت ه ذه الش ركات ض غوطا كب يرة على المص رف المرك زي والمص ارف‬
‫التجاري ة ‪،‬مم ا ادى الى افس اد اص حاب ال ذمم الض عيفة ‪،‬االم ر ال ذي ت رتب علي ه اس تنزاف‬
‫احتياطي النقد االجنبي وانعدام تحقيق اية قيم مضافة في االقتصاد الوطني أو اية منافع حقيقية‬
‫للمجتم ع ‪،‬حيث تمث ل ه ذه الش ركات نح و ‪ % 60‬من اقتص اد الظ ل ال ذي يس تنزف مق درات‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬البيان الصحفي لمحافظ مصرف ليبيا المركزي‪ 23،‬ابريل ‪ 2017‬م‪.‬‬
‫الشعب من النقد االجنبي دون القيام بدفع المستحق عليها من رسوم وضرائب ويتولى تهريب‬
‫السلع واألصول الى خارج البالد‪.‬‬
‫إن السياسة المالية في ليبيا مسئولة عن تدني االيرادات غير النفطية ‪،‬ومسئولة عن عدم ترشيد‬
‫النفق ات العام ة ‪،‬وبالت الي فهي تتحم ل وبش كل ج زئي العج ز الم الي في الميزاني ة‬
‫العامة ‪،‬فاستشراء الفساد في القطاع العام والتهرب الضريبي وتقاعس الجهات العامة عن دفع‬
‫المس تحقات والمبالغ ة في بن د االنف اق التس ييري والتوقع ات الخاطئ ة في اس عار النف ط ‪،‬جميعه ا‬
‫كانت وراء فشل السياسة المالية في ليبيا‪.‬‬
‫لقد اتخذت الحكومات المتتابعة في ليبيا بعد احداث ‪ 2011‬م مجموعة من االجراءات والتدابير‬
‫الوقائي ة للح د من العج ز في الميزاني ة العام ة وم يزان الم دفوعات وإ يق اف اس تنزاف احتي اطي‬
‫الدول ة الليبي ة من العمل ة األجنبي ة ‪،‬حيث اعتم دت الحكوم ة منظوم ة ال رقم الوط ني في ص رف‬
‫المرتبات حتى ال تحدث االزدواجية في الحصول على مرتبات من الدولة ‪،‬وقررت الحكومة‬
‫تقليص عدد العاملين في السفارات الليبية والبعثات الدبلوماسية بالخارج وذلك في سبيل تقليص‬
‫النفق ات العام ة وح اولت إع ادة النظ ر في موض وعات ال دعم الس لعي ‪،‬إال ان ع دم ت وفر البيئ ة‬
‫االمنية والقانونية واإلدارية يجعل من االصالح والعالج ضرب من الخيال‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ )5‬االيرادات العامة والنفقات العامة في االقتصاد الليبي خالل الفترة ‪ 2018-2004‬م‪.‬‬
‫اإلنفاق العام‬ ‫السنوات اإليرادات العامة‬
‫نفق‪TTTTTTTTT‬ات االجمالي‬ ‫الدعم‬ ‫التحول‬ ‫التسييرية‬ ‫غ‪TTTTTTTTTTT‬ير االجمالي‬ ‫النفطية‬
‫اخرى‬ ‫النفطية‬
‫‪30,883.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18,99‬‬ ‫‪11,890.‬‬ ‫‪53,366‬‬ ‫‪4,728.‬‬ ‫‪48,638‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪44,115.‬‬ ‫‪3,337.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪28,90‬‬ ‫‪11,874.‬‬ ‫‪72,741‬‬ ‫‪8,324.‬‬ ‫‪64,417‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.0‬‬
‫‪35,677.‬‬ ‫‪6,440.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18,98‬‬ ‫‪10,252.‬‬ ‫‪41,785‬‬ ‫‪6,438.‬‬ ‫‪35,347‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.0‬‬
‫‪54,498.‬‬ ‫‪7,628.‬‬ ‫‪8,019.‬‬ ‫‪23,72‬‬ ‫‪15,121.‬‬ ‫‪61,503‬‬ ‫‪5,790.‬‬ ‫‪55,713‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.0‬‬
‫‪23,366.‬‬ ‫‪1,372.‬‬ ‫‪4,414.‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪17,580.‬‬ ‫‪16,813‬‬ ‫‪983.2‬‬ ‫‪15,830‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪53,941.6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11,708‬‬ ‫‪5,500.‬‬ ‫‪36,733.0‬‬ ‫‪70,131.‬‬ ‫‪3,199.‬‬ ‫‪66,932.‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪.6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪65,283.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9,408.‬‬ ‫‪13,276‬‬ ‫‪42,598.5‬‬ ‫‪54,763.‬‬ ‫‪2,987.‬‬ ‫‪51,775.‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪43,814.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12,439‬‬ ‫‪4,482.‬‬ ‫‪26,892.0‬‬ ‫‪21,543.‬‬ ‫‪1,566.‬‬ ‫‪19,976.‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪.8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪36,014.9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8,219.‬‬ ‫‪3,861.‬‬ ‫‪23,933.1‬‬ ‫‪16,843.‬‬ ‫‪6,245.‬‬ ‫‪10,597.‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪28,788.4‬‬ ‫‪350.0‬‬ ‫‪5,723.‬‬ ‫‪1,398.‬‬ ‫‪21,315.8‬‬ ‫‪8,595.2‬‬ ‫‪1,929.‬‬ ‫‪6,665.5‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪32,692.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5,970.‬‬ ‫‪1,887.‬‬ ‫‪24,834.4‬‬ ‫‪22,337.‬‬ ‫‪3,128.‬‬ ‫‪9,209.0‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪16,897.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3,227.‬‬ ‫‪651.6‬‬ ‫‪13,018.3‬‬ ‫‪16,705‬‬ ‫‪1,100.‬‬ ‫‪15,605.‬‬ ‫‪30/6/‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪2018‬‬
‫الجدول من اعداد الباحث اعتمادا على ‪-:‬‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ، 58‬الربع الثاني ‪ 2018‬م‪ ،‬الجدول رقم ‪.29‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مصرف ليبا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،54‬الربع االول‪2013 ،‬م‪ ،‬الجدول رقم ‪.29‬‬ ‫‪-2‬‬

‫السياسة النقدية ودورها في عالج ظاهرة التضخم في ليبيا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬


‫ان م ا يتطلب ه ال دور الفاع ل للسياس ة النقدي ة وعم ق تأثيره ا في النش اط االقتص ادي ه و معرف ة‬
‫البيئ ة االقتص ادية ال تي تنف ذ فيه ا ه ذه السياس ات ‪،‬فه ذه البيئ ة هي ال تي تح دد اه داف السياس ة‬
‫النقدية ونوع االدوات التي تستخدمها ‪،‬وآلية عملها وأنسب السبل لتحقيق تلك االهداف‪.‬‬
‫تعد كل من عمليات السوق المفتوحة وسعر اعادة الخصم ونسبة االحتياطي االلزامي والسيولة‬
‫القانونية وشهادات ايداع مصرف ليبيا المركزي وتسهيل االيداع لليلة واحدة من أهم االدوات‬
‫المستخدمة لدى السلطة النقدية في ليبيا‪.‬‬
‫عن د دراس ة دور السياس ة النقدي ة في عالج ظ اهرة التض خم في االقتص اد اللي بي خالل الف ترة‬
‫‪ 2004‬م‪ 2018 -‬م ‪،‬يمكن ان نم يز بين مرحل تين واض حتين وهم ا المرحل ة الممت دة من ع ام‬
‫‪ 2004‬م – ‪ 2010‬م ‪ ،‬والمرحل ة الممت دة بين بداي ة االح داث في ع ام ‪ 2011‬م وح تى ت اريخ‬
‫اعداد هذا البحث ‪-:‬‬
‫المرحلة االولى (‪ 2010 – 2004‬م)‬ ‫أ‪-‬‬
‫أخذ معدل نمو عرض النقود في التزايد خالل هذه المرحلة ‪ ،‬بسبب السياسة المالية التوسعية‬
‫المتمثل ة في زي ادة االنف اق الع ام على مش روعات التنمي ة المختلف ة وتزاي د حجم االق راض‬
‫المصرفي (نتيجة االرتفاع الذي شهدته اسعار النفط) إال أن معدل نمو الناتج المحلي االجمال‬
‫الحقيقي غير النفطي (‪ )100=2003‬قد تراجع ليصل في نهاية الفترة الى ‪، % 5.8‬بينما أخذ‬
‫مستوى التضخم في التغير استجابة للتغيرات في عرض النقود وهو ما يوضحه الجدول رقم (‬
‫‪.)6‬‬

‫الج‪TT‬دول رقم(‪ )6‬مع‪TT‬دالت نم‪TT‬و ع‪TT‬رض النق‪TT‬ود ع‪ 2‬والن‪TT‬اتج المحلي اإلجم‪TT‬الي الحقيقي غ‪TT‬ير النفطي‪ ،‬ومع‪TT‬دل‬
‫التضخم‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5.8‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫نم‪TTT‬و الن‪TTT‬اتج المحلي االجم‪TTT‬الي غ‪TTT‬ير ‪13.1‬‬
‫النفطي‬
‫‪22.5‬‬ ‫‪47.3‬‬ ‫‪37.3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30.2‬‬ ‫نمو عرض النقود ع‪2‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫معدل التضم (‪)100=2003‬‬
‫المص در‪ /‬مص رف ليبي ا المرك زي‪،‬تط ور السياس ة النقدي ة والمص رفية في الجماهيري ة العربي ة الليبي ة الش عبية‬
‫االش تراكية العظمى ‪،‬ورق ة مقدم ة لل دورة االعتيادي ة الرابع ة والثالثين لمجلس مح افظي المص ارف المركزي ة‬
‫ومؤسسات النقد العربية ‪،‬طرابلس ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2010‬م ‪،‬الجدول رقم ‪، 7‬ص‪.25‬‬

‫المرحلة الثانية (‪ 2011‬م – ‪ 2018‬م)‬ ‫ب‪-‬‬


‫أخ ذ مع دل نم و ع رض النق ود في التزاي د خالل ه ذه المرحل ة ‪ ،‬بس بب زي ادة االنف اق على‬
‫الميزانية التسييرية ‪،‬إال ان معدالت النمو في عرض النقود قد سجلت ادنى نسبة لها في العام‬
‫‪ 2014‬م نظ را لتص اعد حدة الظ روف االمني ة والسياس ية التي تمر بها البالد وما تس ببت فيه‬
‫ه ذه الظ روف من ش به توق ف إلنت اج وتص دير النف ط الم ورد االساس ي له ذا البل د ‪،‬إض افة الى‬
‫انخفاض اسعار النفط خالل هذه الفترة ‪،‬في حين ان معدل نمو الناتج المحلي االجم الي الحقيقي‬
‫غير النفطي قد سجل معدالت نمو سالبة خالل السنوات ‪ 2011،2013،2014‬نتيجة للظروف‬
‫السياس ية واألمني ة ال تي تم ر به ا ليبي ا خالل الس نوات االولى من ه ذه المرحل ة باس تثناء الع ام‬
‫‪2012‬م الذي حقق الناتج المحلي االجمالي الحقيقي غير النفطي خالله معدل نمو موجب قدره‬
‫‪ ،%42‬هذا وقد خلت كل مصادر البيانات المحلية عن حجم الناتج المحلي االجمالي للسنوات‬
‫‪ 2018- 2015‬ح تى ت اريخ كتاب ة ه ذا البحث‪ .‬أم ا بالنس بة الى مع دالت التض خم فنالح ظ‬
‫اس تجابتها للتغ يرات الحاص لة في ع رض النق ود ب المفهوم الموس ع وذل ك خالل المرحل ة الثاني ة‬
‫الممتدة من بداية ‪ 2011‬وحتى منتصف العام ‪ 2018‬م ‪ ،‬حيث يوضح الجدول المقابل العالقة‬
‫بين نمو عرض النقود ونمو معدالت التضخم‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ ) 7‬نمو الناتج المحلي االجمالي غير النفطي ومعدل نمو عرض النقود ومعدالت‬
‫التضخم خالل الفترة ‪2018 -2011‬م‪.‬‬
‫‪30.06.2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪26-‬‬ ‫‪6.8-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪51 -‬‬ ‫نم‪TTTTTTTT‬و الن‪TTTTTTTT‬اتج‬
‫المحلي‬
‫االجم‪TTTT‬الي غ‪TTTT‬ير‬
‫النفطي‪%‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪15.6‬‬ ‫‪22.5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪25‬‬ ‫نم‪TTTTTTT‬و ع‪TTTTTTT‬رض‬
‫النقود ع‪2‬‬
‫‪19.5‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫مع‪TT T‬دل التض‪TT T‬م ( ‪15.9‬‬
‫‪)100=2003‬‬
‫الجدول من اعداد الباحث اعتمادا على ‪-:‬‬
‫بيانات الجدول رقم ‪.1‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ، 58‬الربع الثاني ‪ 2018‬م‪ ،‬الجدول رقم ‪،3‬الجدول رقم ‪.24‬‬ ‫‪-2‬‬

‫لق د ق ام المص رف المرك زي في ليبي ا بمجموع ة من المح اوالت واإلج راءات في س بيل كبح‬
‫ظ اهرة التض خم الج امح وعالج مش كلة الس يولة ال تي يش هدها االقتص اد اللي بي خالل الس نوات‬
‫التي عقبت احداث ‪ 2011‬م ‪،‬لعل من ابرزها اصدار المنشور رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 2018‬م المؤرخ‬
‫في ‪ 2018-09-23‬م والمتض من للضوابط المتض منة الس تعمال النق د االجنبي ألغ راض فتح‬
‫االعتم اد المس تندي‪ .‬والمنش ور رقم ‪ 9‬لس نة ‪ 2018‬م الم ؤرخ في ‪ 2018-09-23‬م‬
‫والمتضمن للضوابط المتضمنة لبيع النقد االجنبي لألغراض الشخصية والدراسة والعالج‪.‬‬
‫إن المتوق ع من خالل تطبيق هذه السياسة هو زيادة االيرادات للحكومة نتيجة فرض ضريبة‬
‫ق درها ‪ %183‬على مبيع ات النق د االجن بي ‪،‬يقابل ه ارتف اع في اس عار الس لع ال تي يس توردها‬
‫ص ندوق موازن ة االس عار مقارن ة ب الفترة ال تي ك ان اس تيرادها بالس عر الرس مي لل دوالر في‬
‫المصرف المركزي‪ .‬حيث سيتم معاملة هذه السلع معاملة واردات القطاع الخاص‪.‬‬
‫ان اتب اع ه ذه السياس ة لن تمن ع ته ريب المحروق ات مث ل الب نزين ( ال ذي ال ي زال س عره ث ابت‬
‫بالدينار الليبي ‪1‬لتر = ‪ 0.15‬دينار) ‪،‬الن سعر البنزين وفق السعر الجديد للدوالر في البنك‬
‫المركزي ( بعد فرض الضريبة والذي اصبح يقارب من ‪ 3.9‬دينار ليبي بدال من ‪ 1.4‬دينار‬
‫ليبي) قد انخفض‪،‬االمر الذي يعني أنه اصبح اكثر عرضة للتهريب من ذي قبل‪.‬‬
‫إن اسعار العمالت االجنبية مثل الدوالر واليورو سوف تنخفض الى نحو مقارب للسعر الجديد‬
‫‪ ،‬هذا لو استمرت الدولة في العمل بهذا النحو ‪،‬كما ان اسعار السلع االخرى التي كانت تورد‬
‫بأسعار السوق الموازية سوف تشهد انخفاض ملحوظاً‪.‬‬
‫ان تنفيذ ونجاح مثل هذه السياسة مرهون بمدى توفر العمالت الصعبة لدى الحكومة التي ليس‬
‫هن اك من مص در له ا غ ير الص ادرات النفطي ة ‪،‬وه و م ا يع ني أن ه ذه السياس ات مرهون ة‬
‫باستمرارية االنتاج والتصدير وأسعار النفط‪.‬‬
‫ان قيام السلطات النقدية بفرض ضريبة على سعر بيع النقد االجنبي من الممكن ان يساهم في‬
‫حل مشكلة التضخم في البالد شريطة تخفيض النسبة (‪ )%183‬حتى تصل بعد امد الى الصفر‬
‫وه و م ا يع ني ع ودة الس عر الحقيقي للعمالت الص عبة الى الس عر الرس مي‪ .‬اال ان نج اح ه ذه‬
‫السياس ة مره ون بترش يد االنف اق الع ام‪ ،‬وتفعي ل السياس ات التجاري ة وقي ام مص لحة الجم ارك‬
‫بواجباتها الحمائية وضبط عمليات التسرب والتهريب ‪ ،‬االمر الذي سيكون له نتائج واضحة‪.‬‬
‫رابعًا ‪ /‬النتائج والتوصيات‬
‫النتائج‬
‫لقد توصل البحث الى النتائج التالية‪:‬‬
‫أظه رت بيان ات ال رقم القياس ي الع ام ألس عار المس تهلك خالل ف ترة البحث ارتفاع ا‬ ‫‪-1‬‬
‫ملحوظا في اسعار المستهلك ‪،‬خصوصا خالل عامي ‪ 2017-2016‬م وذلك نتيجة لمجموعة‬
‫من الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية واألمنية التي تمر بها البالد‪.‬‬
‫ال رقم القياس ي الض مني زاد عن قيم ة ‪ 100‬خالل ك ل ف ترة الدراس ة وباس تثناء الع ام‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 2009‬م وأخ ذ في االرتف اع الش ديد اعتب ارا من الع ام ‪ 2011‬م وه و م ا يش ير الى ارتف اع‬
‫الضغوط التضخمية في االقتصاد الليبي وخاصة بعد وقوع االحداث في العام ‪ 2011‬م‪.‬‬
‫نتيجة للتغيرات التي حصلت في حجم الطلب والعرض على النقود مما ساهم في زيادة‬ ‫‪-3‬‬
‫الفج وة التض خمية من ‪ 2,411.1‬ملي ار دين ار ع ام ‪ 2006‬الى ‪ 127,080.9‬ملي ار دين ار في‬
‫الع ام ‪ 2011‬م ال ذي ب دأت خالل ه االح داث واالض طرابات بليبي ا ‪،‬ثم زادت الفج وة التض خمية‬
‫الى ان س جلت ‪ 142,269.7‬ملي ار دين ار لي بي في الع ام ‪ 2014‬م عن د ح دوث ازم ة الحق ول‬
‫النفطي ة وش به توق ف لإلنت اج والتص دير للنف ط وأعلنت المؤسس ة الوطني ة للنف ط حال ة الق وة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫أخذت نسبة فائض المعروض النقدي في االرتفاع واالنخفاض حتى بداية االحداث في‬ ‫‪-4‬‬
‫س نة ‪ 2011‬م ال تي س جلت نس بة ف ائض للمع روض النق دي ق درها ‪ % 545.5‬ثم ‪1,728.9‬‬
‫‪ %‬في الع ام ‪ 2014‬م ‪،‬وه و م ا يش ير الى اختالل العالق ة بين ع رض النق ود والطلب‬
‫عليها‪،‬وهو ما يعني عدم وجود استقرار نقدي خالل الفترة المذكورة‪.‬‬
‫بمقارن ة مع دل نم و الن اتج الحقيقي م ع مع دل نم و ع رض النق ود نج د ان معام ل‬ ‫‪-5‬‬
‫االس تقرار النق دي ‪ B‬أخ ذ قيم موجب ة لك ل س نوات الدراس ة باس تثناء الع ام ‪ 2012‬م ‪،‬وه و م ا‬
‫يعني وجود ضغوط تضخمية تدفع بالمستوى العام لألسعار لالرتفاع المستمر‪.‬االمر الذي يعني‬
‫ان االقتصاد الليبي يعاني من حالة عدم االستقرار النقدي‪.‬‬
‫لق د ق امت الحكوم ة بتط بيق سياس ات مالي ة تقش فية به دف تخفيض بن د النفق ات‬ ‫‪-6‬‬
‫العام ة ‪،‬تض منت تخفيض بند مخصص ات التنمي ة‪،‬حيث انخفض ت من ‪ 23,729.4‬مليار دينار‬
‫في العام ‪ 2010‬م الى ‪ 1,398.3‬مليار دينار في العام ‪ 2016‬م ثم الى ‪ 651.6‬مليون دينار‬
‫بنهاي ة النص ف االول من ع ام ‪ 2018‬م‪ .‬رغم ه ذا االنخف اض في بن د االنف اق التنم وي إال ان‬
‫المقابل له في االنفاق التسييري كان على العكس تماما ‪،‬حيث ارتفع بند االنفاق التسييري من‬
‫‪ 15,121.3‬ملي ار دين ار في ع ام ‪ 2010‬م الى ‪ 42,598.5‬ملي ار دين ار في الع ام ‪ 2013‬م و‬
‫‪ 24,834.4‬مليار دينار في نهاية العام ‪ 2017‬م ‪،‬ثم ‪ 13,018.3‬مليار دينار بنهاية النصف‬
‫االول من عام ‪ 2018‬م‪ .‬ومرد ذلك الى الزيادات غير المدروسة في مرتبات بعض القطاعات‬
‫‪،‬وإ ضافة مرتبات جديدة ومبالغ فيها لمنتسبي الكتائب االمنية والعسكرية (خلق وظائف جديدة‬
‫أغلبها حبر على ورق) التي تكونت خالل وبعد االحداث ‪،‬باإلضافة الى تحقيق رغبات العديد‬
‫ممن يرغب ون في العم ل بالس فارات والقنص ليات الليبي ة في الخ ارج والرف ع من قيم ة المرتب ات‬
‫الممنوحة لهذا القطاع‪.‬‬
‫لقد بلغت قيمة المرتبات ‪ % 60‬من اجمالي الميزانية االمر الذي يعد من الغرائب والعجائب‬
‫في ميزانيات الدول‪،‬ذلك ما يثبت تخبط وعدم ترشيد السياسة المالية المتبعة في ليبيا خالل هذه‬
‫الفترة‪.‬‬
‫لق د س اهمت الس لطة النقدي ة في ليبي ا في تعمي ق مش كلة التض خم وخاص ة عن دما فق دت‬ ‫‪-7‬‬
‫القدرة على توحيد سلطاتها في غرب البالد وشرقها ‪،‬وإ فراطها في حجم اصداراتها النقدية مما‬
‫دفع مستويات االسعار لالرتفاع‪.‬‬
‫ان قيام السلطات النقدية بفرض ضريبة على سعر بيع النقد االجنبي من الممكن ان يساهم‬ ‫‪-8‬‬
‫في ح ل مش كلة التض خم في البالد ش ريطة تخفيض النس بة (‪ )%183‬ح تى تص ل بع د ام د‬
‫الى الصفر وهو ما يعني عودة السعر الحقيقي للعمالت الصعبة الى السعر الرسمي‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫اتب اع سياس ة مالي ة تقش فية على مس توى ك ل النفق ات التس ييرية والتنموي ة ‪،‬ومراع اة‬ ‫‪-1‬‬
‫العدالة االجتماعية في توزيع الدخول ‪،‬وإ عادة النظر في فكرة رفع الدعم بشكل نهائي ‪،‬وذلك‬
‫بالطريقة التي تضمن وصول السلع الضرورية لكل االفراد بالمجتمع على حد سواء وخاصة‬
‫في ه ذه الف ترة الحرج ة ال تي يم ر به ا الليب يين( أي يجب ان نعم ل على ض مان وص ول‬
‫الضروريات لكل افراد الشعب وتأجيل غير ذلك من النفقات الى أن يستتب االمن والسيطرة‬
‫الكاملة على قنوات الفساد بالدولة الليبية)‪.‬‬
‫ان نجاح السلطة النقدية في سياساتها مرهون بتوحيد سلطاتها في شرق وغرب البالد‬ ‫‪-2‬‬
‫وبترش يد االنف اق الع ام كأح د أدوات السياس ة المالي ة‪،‬وتفعي ل السياس ات التجاري ة وقي ام مص لحة‬
‫الجمارك بواجباتها الحمائية وضبط عمليات التسرب والتهريب‪.‬‬
‫ان ال دور الفاع ل للسياس ات االقتص ادية في معالج ة مش كلة االرتف اع المس تمر في‬ ‫‪-3‬‬
‫المس توى الع ام لألس عار يك ون ذا فاعلي ة إذا م ا ت وفرت البيئ ة المناس بة لتطبيقه ا (من اس تقرار‬
‫امني وسياسي واقتصادي واجتماعي)‪ .‬فعدم توفر البيئة االمنية والقانونية واإلدارية يجعل من‬
‫االصالح والعالج ضرب من الخيال‪.‬‬

‫المراجع‪/‬‬
‫أوًال المراجع العربية‬
‫الكتب‬
‫رم زي زكي (‪ )1980‬مش كلة التض خم في مص ر اس بابها ونتائجه ا م ع برن امج مق ترح‬ ‫‪-1‬‬
‫لمكافحة الغالء‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪،‬القاهرة‪،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫مايك ل اب دجمان (‪ )1999‬االقتص اد الكلي النظري ة والسياس ة‪،‬المملك ة العربي ة‬ ‫‪-2‬‬
‫السعودية‪،‬الرياض‪،‬دار المريخ‪.‬‬
‫ريتش ارد موس جريف (‪ )1992‬المالي ة العام ة في النظري ة والتط بيق‪،‬المملك ة العربي ة‬ ‫‪-3‬‬
‫السعودية‪،‬الرياض‪،‬دارالمريخ‪.‬‬
‫الرسائل العلمية‬
‫احمد محمد ص الح الجالل (‪،)2006‬دور السياسات النقدية والمالية في عالج التضخم‬ ‫‪-1‬‬
‫في البل دان النامي ة‪،‬دراس ة حال ة الجمهوري ة اليمني ة ‪ 2003-1990‬م‪،‬جامع ة الجزائ ر‪ ،‬كلي ة‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬رسالة ماجستير‪.‬‬
‫الدوريات العلمية والتقارير والنشرات االقتصادية‪.‬‬
‫حمي د ف رج األعظمي ‪ 2000،‬م ‪،‬االث ار االقتص ادية لرس الة الت دبير إليق اف التض خم‬ ‫‪-1‬‬
‫الجامح في االقتصاد العراقي ‪،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪،‬العدد ‪، 2‬بيت الحكمة ‪،‬بغداد‪.‬‬
‫كم ال البص ري ‪ 2006،‬م ‪،‬التض خم وأزم ة الوق ود ع ام ‪ 2006‬م ‪،‬مجل ة الع راق‬ ‫‪-2‬‬
‫لإلصالح االقتصادي ‪،‬عدد خاص عن التضخم ودور السياسات المالية واالقتصادية‪،‬بغداد‪.‬‬
‫فالح خلف الربيعي ‪ 2006 ،‬م ‪،‬تفسير ظاهرة التضخم في االقتصاد العراقي ‪،‬مجلة‬ ‫‪-3‬‬
‫العراق لإلصالح االقتصادي ‪ ،‬عدد خاص عن التضخم ودور السياسات المالية‬
‫واالقتصادية‪،‬بغداد‪.‬‬
‫مصرف ليبيا المركزي ‪،‬ادارة البحوث واإلحصاء ‪،‬تقرير خاص عن التضخم واألرقام‬ ‫‪-4‬‬
‫القياسية ألسعار المستهلك ‪ 2018،‬م‪.‬‬
‫مص رف ليبي ا المرك زي‪،‬البي ان الص حفي لمحاف ظ مص رف ليبي ا المرك زي‪ 23،‬ابري ل‬ ‫‪-5‬‬
‫‪.2017‬‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪،‬النشرة االقتصادية‪،‬المجلد ‪ ، 58‬الربع الثاني ‪ 2018‬م‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪،‬النشرة االقتصادية‪،‬المجلد ‪،54‬الربع االول‪2013 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫مصلحة االحصاء والتعداد ليبيا ‪ ،‬الكتيب االخصائي‪ 2010،‬م‪ ،‬ملف االقتصاد‪،‬جداول‬ ‫‪-8‬‬
‫الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬
‫مص رف ليبي ا المرك زي‪،‬تط ور السياس ة النقدي ة والمص رفية في الجماهيري ة العربي ة‬ ‫‪-9‬‬
‫الليبي ة الش عبية االش تراكية العظمى ‪،‬ورق ة مقدم ة لل دورة االعتيادي ة الرابع ة والثالثين لمجلس‬
‫محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪،‬طرابلس ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2010‬م‪.‬‬
‫المراجع االجنبية‬
- D. M. Mithani, 1998, Modern Public Finance: Theory and Practice, Himalaya
Publishing House, Delhi,p322.

You might also like