Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫ماستر األسرة في الق انونين المغربي والمق ارن‬

‫الفوج الثامن‬
‫الفصل الثالث‬
‫وحدة ق انون الحالة المدنية‬
‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبات الباحثات‪:‬‬

‫الدكتور سعيد العيطوني‬ ‫‪ -‬سليمة خالص‬


‫حسناء بوتزيل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مريمة العباسي‬
‫‪ -‬رحمة أفخار‬

‫الموسم الجامعي‬

‫‪2024/2023‬‬
‫‪1‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫الئحة فك الرموز‬

‫مس‬ ‫مرجع سابق‬

‫نم‬ ‫نفس المرجع‬

‫ط‬ ‫الطبعة‬

‫ص‬ ‫الصفحة‬

‫قح م‬ ‫ق انون الحالة المدنية‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫اهتمت الشريعة االسالمية منذ قرون بالحالة المدنية عبر حثها لآلباء باختيار افضل األسماء‬
‫الشخصية ألبنائهم لقول الرسول صلى هللا عليه و سلم "أحب األسماء الى هللا عبد هللا وعبد‬
‫الرحمان وأصدقها حارث وهمام و اقبحها حرب و مرة " اضافة الى حرصها اشد الحرص‬
‫على االهتمام بالنسب والعناية به اذ اعتبرته من الكليات الخمس التي امر بالمحافظة عليها‬

‫وهي الدين و النفس والنسل و العقل والمال كما وضع له قواعد وضوابط محددة وجعل‬
‫الزوجية طريقا له مصداقا لقوله تعالى‪{ :‬وهلل جعل لكم من أنفسكم ازواجا و جعل لكم من‬
‫أزواجكم بنين و حفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يومنون وبنعمة هللا هم يكفرون}‪ ،1‬كما‬
‫أمر بان ينسب األبناء الى آبائهم الحقيقيين مصداقا لقوله تعالى ‪{:‬و ما جعل أدعياءكم أبناءكم‬
‫ذلكم قولكم بأفواهكم }‪. 2‬اال انه بالرغم من هذا الحرص في الموضوع لم يكن المجتمع االسالمي‬
‫في حاجة الى ايجاد مؤسسة تقوم بترسيم مختلف وقائع الشخص ألن الثقة و الورع السائدين‬
‫آنذاك جعل من الشهادة اهم وسيلة تمكن من اثبات حالة الشخص من زواج و نسب و غيرهما‪.‬‬

‫اما بالنسبة للمغرب فانه لم يعرف الحالة المدنية بشكلها الحديث اال مع دخول الحماية‬
‫الفرنسية وذلك بإصدار ظهير يونيو ‪ 1913‬الذي اقتصر تطبيقه على الفرنسيين واألجانب‬
‫المقيمين بالمهدية والقنيطرة ليعمم بعد نجاحه ويشمل كافة الفرنسيين واألجانب بظهير ‪ 4‬شتنبر‬
‫‪ 1915‬ولم تعطى للمغاربة امكانية االستفادة من هذا النظام اال بمقتضى ظهير ‪ 2‬شتنبر ‪1931‬‬
‫الذي تبنى معظم بنوده ظهير ‪ 8‬مارس ‪.1950‬‬

‫و بعد االستقالل مدد نظام الحالة المدنية الى كافة ارجاء المملكة بمقتضى ظهير ‪ 7‬يوليوز‬
‫‪ 1958‬و ‪ 21‬يوليوز ‪ ،1959‬والى حدود سنة ‪ 1963‬اصبح التسجيل في الحالة المدنية اجباريا‬
‫وتوالت االصالحات والتعديالت على هذه المؤسسة رغم العوائق بإصدار عدة نصوص تنقيحية‬
‫و تعديلية فرضتها الظرفية والتطور الذي تعيشه البالد‪ ،‬وكان آخرها ظهير ‪ 3‬اكتوبر ‪2002‬‬
‫الذي عدل و نقح من مقتضيات نظام الحالة المدنية السابق كما جاء بمجموعة من المستجدات‬

‫‪ 1‬سورة النحل ‪،‬اآلية ‪72‬‬


‫‪ 2‬سورة األحزاب ‪،‬اآلية ‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫من اهمها وضعه تعريفا للحالة المدنية ألول مرة من خالل موضوعها و نطاق تطبيقها بمقتضى‬
‫المادة األولى من القانون ‪ 37.99‬التي جاء فيها ما يلي‪" :‬يقصد بعبارة الحالة المدنية في هذا‬
‫القانون و في النصوص التنظيمية الصادرة لتطبيقه نظام يقوم على تسجيل و ترسيم الوقائع‬
‫المدنية األساسية لألفراد من والدة و وفاة و زواج و طالق ‪،‬وضبط جميع البيانات المتعلقة بها‬
‫من حيث نوعها و تاريخ و مكان حدوثها في سجالت الحالة المدنية "‪ ،‬الذي عدل هو اآلخر‬
‫بمقتضى ظهير شريف رقم ‪ 1.21.81‬الصادر في ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 14( 1442‬يوليو ‪)2021‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫يكتسي موضوع التطور التاريخي و االجتماعي لنظام الحالة المدنية أهمية بالغة ذلك ان‬
‫معرفة اهم المحطات التي مر بها هذا النظام ليخرج الى الوجود تبرز مدى مساهمته في‬
‫المحافظة على اصالة و تاريخ و هوية الشعوب‪ ،‬كما ان التفصيل في المستجدات التي جاء بها‬
‫تحيلنا لمعرفة مدى اهميته على المستوى الوطني والتي تظهر في توثيق األحوال المدنية‬
‫األساسية لألشخاص وتوفر مادة حيوية لألبحاث واالحصائيات لضبطها لوثيرة النمو‬
‫الديمغراغي و حركة السكان ‪،‬كما انها تدعم النظام و األمن عن طريق مدها للسلطات العامة‬
‫ببيانات األفراد و كذلك على المستوى الدولي من خالل مسايرة ركب التطور الدولي و الرفع‬
‫من مستوى الفرد واألمة ‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫لم يكن نظام الحالة المدنية بالمغرب وليد اللحظة بل جاء بعد مجموعة من المحطات التاريخية‬

‫األمر الذي يدفع بنا الى طرح اشكالية جوهرية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي السيرورة التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية؟‬

‫وتتفرع عن هذه االشكالية بعض األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي اهم المحطات التي طبعت تطور نظام الحالة المدنية بالمغرب؟‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬ما هي الوسائل التي سخرت من اجل تعميم هذا القانون؟ وما هي العوائق التي شهدها؟‬
‫‪ -‬ما هي ابرز االصالحات والمستجدات التي شهدها نظام الحالة المدنية؟‬

‫المنهج المعتمد‪:‬‬

‫ولمعالجة موضوع األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‪ ،‬اعتمدنا على المنج‬
‫التاريخي وذلك من خالل ابراز السيرورة التاريخية والمراحل التي مر بها نظام الحالة المدنية‪،‬‬
‫والمنهج الوصفي وذلك من خالل الوقوف على ابرز محطات تعديل قانون الحالة المدنية‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫وفي ضوء ما سبق ارتأينا اإلجابة على اشكالية الموضوع وفق التصميم اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي واالجتماعي لنظام الحالة المدنية بالمغرب‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬تعميم وتحديث نظام الحالة المدنية بالمغرب وأهم العوائق التي‬
‫شهدها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي واالجتماعي لنظام الحالة المدنية بالمغرب‬

‫لم تعرف الدولة المغربية الحالة المدنية بشكلها الحديث اال مع دخول الحماية الفرنسية و ذلك‬
‫بإصدار ظهير يونيو ‪ 1913‬الذي اطلق عليه تجربة المهدية بالقنيطرة القتصار تطبيقه على‬
‫الفرنسيين و االجانب المقيمين بالمهدية و القنيطرة ‪(...‬المطلب األول) اال انه بعد االستقالل‬
‫مدد نظام الحالة المدنية الى كافة ارجاء المملكة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام الحالة المدنية قبل عهد الحماية وخاللها‬

‫سنتن اول في هذا المطلب الحديث عن كل من نظام الحالة المدنية قبل فترة الحماية الفرنسية‬
‫(الفقرة األولى) ونظام الحالة المدنية خالل فترة الحماية الفرنسية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬نظام الحالة المدنية قبل فترة الحماية الفرنسية‬

‫قبل فرض الحماية الفرنسية على المغرب بموجب معاهدة فاس بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪1912‬‬
‫كانت البالد ال تعرف اي نظام للحالة المدنية على الشكل الحديث ‪،‬فمنذ انتشار االسالم بالمغرب‬
‫و هو يطبق قواعد الفقه االسالمي خصوصا المذهب المالكي في كافة المجاالت التي تهم‬
‫الشخص‪ ،‬ومما تتميز به الشريعة اإلسالمية في هذا الشأن ؛ ضبط الوقائع بما يتوافق والحفاظ‬
‫على مقصد النسل والعرض‪ ،‬ومنه تنظيم الزواج بدء بالخطبة وانتهاء بإعالن الزواج إلى غاية‬
‫انحالله اذا قدر هللا ‪،‬لتثبت النسب وما يتصل به‪ ،‬كما اعتنت بضبط الوقائع المحددة لشخصية‬
‫اإلنسان منذ وال دته كاختيار اسمه الشخصي وتحديد مركزه من حيث جنسه وأهليته إلى غاية‬
‫وفاته النتقال حقوق المتوفى إلى الورثة والموصى لهم ‪ .‬إال أن عدم وجود مؤسسة عامة أو‬
‫خاصة‪ ،‬ترسم لديها هذه الوقائع‪ ،‬أدى بالشخص الذي يريد إثبات حالته‪ ،‬سواء نسبه أو زواجه‬
‫او طالقه ‪ ...‬أن يلجأ إلى الشهادة باعتبارها من اهم وسائل االثبات في الفقه االسالمي وهو‬
‫األمر الذي سار على نهجه المواطنين المغاربة آنذاك خاصة العائالت الشريفة و التي تنتمي‬
‫الى الزوايا بحيث كانوا يوثقون احوالهم المدنية بواسطة الشهادات اللفيفية التي يسلمها العدول‬
‫او قضاة الشرع ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما المغاربة اليهود فظلوا منذ القدم خاضعين ألحوالهم الشخصية العبرية بحيث كانت تثبت‬
‫جميع وقائع الحالة المدنية لديهم بواسطة شهادات موضوعة من طرف العدل اليهودي‬
‫‪3‬‬
‫"صوفريم"‪.‬‬

‫اما بالنسبة لألجانب المقيمين بالمغرب فقد كان يطبق في شأنهم مبدأ شخصية القوانين؛ ذلك‬
‫أن الفرنسيون المقيمون بالمغرب كانوا آنذاك خاضعين لألمر الملكي الفرنسي الصادر بتاريخ‬
‫‪ 13‬مارس ‪ 1781‬عن الملك السادس عشر ( ‪ ) 1793- 1754‬والذي كان ينظم سلطات رجال‬
‫الدين الكاثوليكيين وخاصة في كل ما كان يتعلق بالقيام بوظائف ضابط الحالة المدنية‪.‬‬

‫وفي هذا الشأن‪ ،‬كان رجال الدين يمسكون ثالثة سجالت‪ :‬األول خاص بالتنصير‪ ،‬والثاني‬
‫بالزواج‪ ،‬والثالث بالدفن‪ ،‬وكانت هذه السجالت تمنح لرجال الدين كل سنة من طرف قناصلة‬
‫فرنسا المعتمدين لها لدى المغرب‪.‬‬

‫ومع تغير الوضع بنشأة نظام االمتيازات األجنبية‪ ،‬أصبح لألجانب حقوقا مستمدة من قانونهم‬
‫الداخلي‪ ،‬وقد تزكى ذلك بمجموعة من المعاهدات المبرمة بين المغرب والدول األوربية‬
‫كالمعاهدة المغربية السويدية المبرمة في ‪ 16‬ماي ‪، 1763‬واتفاقية ‪ 1767‬المبرمة مع فرنسا‪،‬‬
‫ومعاهدة ‪ 1856‬مع بريطانيا ‪،4‬و صدور مدونة نابوليون بونابارت ‪-‬مدونة القانون المدني‬
‫الفرنسي – التي جاءت بتغيير النظام الذي كان متبعا بموجب األمر الملكي السالف الذكر‬
‫بمقتضى الفصلين ‪ 47‬و ‪ 48‬و في هذا الصدد ينص الفصل ‪ 47‬على ان ‪" :‬كل رسم الحالي‬
‫المدنية للفرنسيين حرر في بلد اجنبي يكون صحيحا اذا حرر بالشكل المعمول به في هذا البلد‬
‫"اما الفصل ‪ 48‬فيقضي بأن ‪ :‬رسم الحال المدنية للفرنسيين الذي حرر في بلد اجنبي يكون‬
‫صحيحا اذا تلقاه األعوان الديبلوماسيين او القناصلة طبقا للقوانين الفرنسية " ‪5‬و جذير بالذكر‬
‫في هذا الصدد ان هذان الفصالن ما زاال ساريا المفعول الى يومنا هذا ‪.‬‬

‫‪ 3‬محمد الشافعي ‪،‬الجذور التاريخية ألنظمة خاصة في المغرب ‪،‬سلسلة البحوث القانونية ‪،‬العدد ‪ ،2022، 30‬المطبعة والوراقة‬
‫الوطنية‪ ،‬مراكش‪،‬ص‪149:‬‬
‫‪ 4‬عبد اللطيف تجاني ‪ ،‬نظام الحالة المدنية في ضوء القانون المغربي الجديد‪ ،‬الطبعة األولى ‪، 2003 ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء ‪،‬ص‪39 :‬‬

‫محمد الشافعي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪150:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫وسيرا على نفس نهج القنصلية الفرنسية‪ ،‬تولت القنصليات األجنبية لمواطنيها المقيمين‬
‫بالمغرب قبل الحماية تحرير رسوم الحالة المدنية طبقا للشكل المحدد في قوانينهم الوطنية‬
‫ومسك سجالت خاصة بذلك وبعث نظائر منها الى وزارة الخارجية لبلدانها‪.‬‬

‫اال انه نظرا لعدم وجود االدارات القنصلية بجميع مدن المغرب فان القضاء الفرنسي اضطر‬
‫الى االعتراف برسوم الحالة المدنية من والدة وزواج ‪...‬التي تم انشاؤها استنادا الى شهادة‬
‫الشهود و لو بدون حجة كتابية األمر الذي سيدفع بسلطات الحماية الفرنسية الى انشاء نظام‬
‫الحالة المدنية كمؤسسة قانونية ابان فرض الحماية على المغرب (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام الحالة المدنية خالل فترة الحماية الفرنسية‬

‫على إثر فرض الحماية على المغرب بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ 1912‬صدرت مجموعة من‬
‫القوانين‪ ،‬منها ظهير ‪ 13‬يونيو ‪ 1913‬الذي نظم الحالة المدنية ألول مرة‪ ،‬غير أنه اقتصر من‬
‫حيث المكان على منطقة المهدية والقنيطرة على سبيل التجربة‪ ،‬نظرا لكثرة الجالية األوربية‬
‫بها؛ ومن حيث الموضوع كان ينظم الوالدة والوفاة فقط‪ ،‬بخالف القانون الفرنسي الذي كان‬
‫يشمل جميع وقائع الحالة المدنية‪ .‬و في نفس السياق فبموجب مقتضيات هذا الظهير الذي استقى‬
‫اغلب قواعده من نظام الحالة المدنية المطبق آنذاك في فرنسا يصرح بالوالدة خالل مدة ثالثة‬
‫أيام بعد الوضع و يقع هذا التصريح من األب ان كان او من حضر الوضع او من وضعت األم‬
‫بمحله خارج منزلها‪ .‬ويحرر رسم الوالدة حينا بمحضر شاهدين‪ .‬ويذكر فيه اليوم الذي وقع‬
‫فيه الوضع و الساعة و المكان و جنس المولود و االسم الذي سمي به مع ذكر اسم األب و األم‬
‫و جنسيتهما و اسم الشهود‪ .‬ومن خالل العمل بهذه التجربة اكثر من سنتين تبين لإلدارة‬
‫الكولونيالية نجاعتها و اهميتها بالنسبة للمستعمر الفرنسي بصفة خاصة و لألجانب غير‬
‫المسلمين بصفة عامة‪، 6‬األمر الذي دفع بالسلطات الفرنسية الى تعميم نظام الحالة المدنية من‬
‫حيث المكان على باقي اجزاء المنطقة الجنوبية للحماية الفرنسية بموجب ظهير ‪ 4‬شتنبر‬
‫‪ 1915‬و من حي ث الموضوع كل من الوالدات‪ ،‬والوفيات‪ ،‬والزواج‪ ،‬والطالق‪ .‬إال أنه من حيث‬

‫‪ 6‬محمد الشافعي ‪،‬الحالة المدنية بالمغرب ‪،‬مدخل تاريخي للحالة المدنية دراسة في القانون رقم ‪، 99.37‬الطبعة األولى ‪2006،‬‬
‫‪،‬المطبعة و الوراقة الوطنية مراكش ‪،‬ص‪18-17:‬‬
‫‪8‬‬
‫األشخاص اقتصر فقط على الفرنسيين واألجانب غير المسلمين المقيمين بالمغرب بشكل‬
‫اختياري فضلت لهم الحرية في تسجيل وقائهم سواء لدى ضابط الحالة المدنية طبقا لظهير‬
‫‪ 1915‬او لدى قنصل بلدهم األصلي ‪ ،‬أما المغاربة فقد ظلوا خاضعين في ترسيم وقائعهم إلى‬
‫المؤسسة التوثيقية‪ ،‬التي يشكلها العدول والقاضي الشرعي ‪.‬وفي ‪ 1931/09/02‬أصدر المشرع‬
‫ظهيرا تم بمقتضاه تمديد ظهير ‪ 4‬شتنبر ‪1915‬إلى المغاربة لكن بالنسبة للوالدات والوفيات‬
‫وعلى سبيل االختيار‪ ،‬في حين ظل إثبات واقعتي الزواج والطالق خاضعتان بصفة أساسية‬
‫لمبادئ الفقه المالكي ‪.‬‬

‫وبالرغم من أن المغاربة أصبحوا يستفيدون من نظام الحالة المدنية فإن عددا جد قليل منهم‬
‫من كان يبادر إلى التسجيل لعدة اسباب نذكر منها اعتباره ذو جذور مسيحية و بالتالي يمس‬
‫بصميم احوالهم الشخصية المستمدة من الشريعة اإلسالمية و التي اعتادوا اثباتها وفقا للشهادات‬
‫اللفيفية ثم اصدار هذا النص في السنة الموالية لصدور الظهير البربري بتاريخ ‪ 16‬ماي‬
‫و‪ 1930‬الذي عرف مقاومة شديدة من طرف المغاربة ‪،‬األمر الذي أدى إلى إصدار تشريع‬
‫يصبح بموجبه نظام الحالة المدنية إجباريا للمغاربة بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 1950‬غير أن إعداده‬
‫صادفه مجموعة من النقاشات بين الحماية والسلطات المغربية‪ ،‬أساسها أن المغرب دولة‬
‫إسالمية‪ ،‬وأن االسم هو من عناصر الحالة الشخصية للمسلم‪ ،‬ومن تم يجب مراقبة اختياره من‬
‫طرف مغاربة مسلمين لهم اطالع بالشريعة اإلسالمية واألعراف المحلية‪ ،‬أما إسناد هذا‬
‫االختصاص للفرنسيين من شأنه أن ت صبح أسماء المغاربة مخالفة للنظام العام المغربي‪ ،‬مع‬
‫االختالف الحاصل بين القانون الفرنسي وقواعد الفقه اإلسالمي المتعلقة بمدة الحمل والنسب‬
‫وإبرام عقود زواجهما و انحالله أمام ضابط الحالة المدنية‪ .7‬مما أدى إلى حمل ظهير ‪ 8‬مارس‬
‫‪ 1950‬االزدواجية‪ ،‬بين نظام الحالة المدنية الفرنسي من جهة‪ ،‬ونظام األحوال الشخصية‬
‫المغربي من جهة أخرى‪ .‬ومنه‪ ،‬أصبح لمؤسسة الحالة المدنية قانونان يحكمان مقتضياتها‪:‬‬

‫‪ -‬ظهير ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬لفائدة األجانب بالمغرب سواء الفرنسيين أو غيرهم‬

‫‪ 7‬عبد اللطيف تجاني ‪،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪50:‬‬


‫‪9‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫‪ -‬وظهير ‪ 5‬مارس ‪ 1950‬الذي أصبحت مقتضياته نافذة بمجرد صدور القرار الوزاري بتاريخ‬
‫‪ 3‬أبريل ‪، 1950‬الذي أجبر بعض الفئات من المغاربة على الخضوع لنظام الحالة المدنية‬
‫ويتعلق األمر بـ كل والدة أو وفاة تؤدي إلى الحصول على إعانة قانونية عائلية و أعقاب الذين‬
‫سبق لهم أن استفادوا من نظام الحالة المدنية بمقتضى ظهير‪ 2‬شتنبر ‪.8 1931‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام الحالة المدنية بعد االستق الل‬

‫على الرغم من وجود نظام الحالة المدنية بالمغرب في عهد الحماية‪ ،‬ظل تسجيل الوالدات‬
‫والوفيات اختياريا ً بالنسبة للمغاربة وإجباريا ً فقط لفئة معينة منهم أي تلك الفئة التي كانت تستفيد‬
‫من اإلعانات العائلية التي تخولها لهم الوالدات والوفيات‪ ،‬وبعد االستقالل وإلى حدود سنة‬
‫‪ 2002‬لم يأتي المشرع المغربي بأي جديد في الحالة المدنية‪ ،‬بل كرس ما كان يجري به العمل‬
‫في عهد الحماية دون إحداث أي تغيير جذري وهذا ما سوف ندرسه من خالل الفقرة األولى‬

‫(تكريس نظام الحالة المدنية لعهد الحماية) والفقرة الثانية (نظام الحالة المدنية بعد سنة ‪.)1976‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكريس نظام الحالة المدنية لعهد الحماية‬

‫بعد حصول المغرب على االستقالل بتاريخ ‪ 18‬نونبر ‪ 1956‬بدأت كل القوى السياسية‬
‫واالجتماعية تفكر وراء المغفور له جاللة الملك محمد الخامس في النهوض بالبالد‪ ،‬وبالتالي‬
‫التخلص من التبعية التي كانت للمستعمر‪ ،‬غير أنه في المجال التشريعي بقيت كل القوانين التي‬
‫وضعتها السلطات الفرنسية خالل الحماية سارية المفعول كقانون االلتزامات والعقود – القانون‬
‫التجاري – قانون المسطرة المدنية – القانون البحري إلى غير ذلك من القوانين‪ ،‬فيما يطبق‬
‫نظام الحالة المدنية على المغاربة الخاضعين لمقتضيات ‪ 8‬مارس ‪ 1950‬والذي كان يعتبر في‬
‫حقيقة األمر تمديدا ً لظهير ‪ 4‬شتنبر ‪ ، 1915‬كما أن الفرنسيين واألجانب الغير المسلمين‬
‫المقيمين بالمغرب ظلوا خاضعين لمقتضيات ظهير ‪ 4‬شتنبر ‪.9 1915‬‬

‫‪ 8‬امبارك حنين ‪ ،‬الدليل العملي في الحالة المدنية‪ ،‬العدد الثامن ‪،‬مننشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪( 2001،‬بدون ذكر المطبعة) ص‪13:‬‬
‫‪ 9‬محمد الشافعي – الحالة المدنية بالمغرب " مدخل تاريخي للحالة المدنية دراسة في القانون رقم ‪ " 37.99‬الطبعة األولى – المطبعة والوراقة‬
‫الوطنية مراكش – ص ‪28‬‬

‫‪10‬‬
‫وبخصوص ظهير ‪ 8‬مارس ‪ 1950‬الذي أدخلت عليه بعض التعديالت وخاصة على‬
‫مقتضياته المتعلقة بالتسجيل في الحالة المدنية‪ ،‬كالتعديالت التي أدخلها ظهير ‪ 17‬غشت ‪1960‬‬
‫وظهير ‪ 4‬دجنبر ‪، 1963‬كما صدرت بعض الظهائر تتعلق بتمديد هذا الظهير إلى كل من‬
‫طنجة التي كان بها نظام الحالة المدنية خاص باألجانب‪ ،‬الذي تم تمديده بمقتضى ظهير ‪7‬‬
‫يوليوز ‪، 1958‬كما تم تمديد هذا النظام بموجب ظهير ‪ 21‬يوليوز ‪ 1959‬إلى منطقة الشمال‬
‫سابقا ً التي كان بها نظام الحالة المدنية خاص باإلسبان‪ ،‬ليمدد نفس النظام بعد ذلك إلى مدينة‬
‫قصد تسجيل المغاربة المولودين آنذاك في المناطق‬ ‫طرفاية في فاتح يناير ‪1961‬‬
‫الصحراوية‪.10‬‬

‫كما أن ظهير ‪ 12‬نونبر ألغى كتابة الرسوم باللغة الفرنسية بالنسبة للمغاربة‪ ،‬ولم يبقى‬
‫للمواطن رسمان واحد باللغة العربية والثاني باللغة الفرنسية بل رسم واحد‬

‫محرر باللغة العربية مع تضمينه التاريخ الهجري ثم الميالدي كما أنه لم يبقى هذا الرسم يترجم‬
‫بالحروف الالتينية باستثناء االسم العائلي والشخصي ففي مطلع سنة ‪ 1970‬مدد العمل بظهير‬
‫‪ 8‬مارس ‪ 1950‬وبظهير ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬المحال عليه تمديد إقليميا ً إلى مدينة سيدي إفني بعدما‬
‫ثم استرجعها سنة ‪.1969 11‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام الحالة المدنية بعد سنة ‪1976‬‬

‫بموجب ظهير المؤرخ بتاريخ ‪ 17‬فبراير ‪ 1976‬انتقلت كل االختصاصات في ميدان‬


‫الحالة من األمانة العامة للحكومة إلى وزارة الداخلية‪ ،‬وأن ظهير ‪ 1976‬المتعلق بالميثاق‬
‫الجماعي أناط مهمة ضابط الحالة المدنية برؤساء المجالس الجماعية من خالل الفصل ‪ 45‬منه‬
‫الذي حلت محله المادة ‪ 51‬من الميثاق الجماعي الصادر بالقانون رقم ‪ 78.00‬التي تقضي بأنه‪:‬‬
‫" يعتبر رئيس المجلس الجماعي ضابط الحالة المدنية ويمكنه تفويض هذه المهمة إلى النواب‬
‫كما يمكنه تفويضها أيضا ً للموظفين الجماعيين ‪ "...‬وعلى غرار باقي أقاليم المملكة األخرى‬

‫نفس المرجع – ص ‪29‬‬ ‫‪10‬‬

‫نفس المرجع – ص ‪29‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪11‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫تم تمديد نظام الحالة المدنية إلى كل من العيون والسمارة سنة ‪ 1977‬ومدينة بوجدور سنة‬
‫‪ 1978‬واقليم وادي الذهب في فاتح أكتوبر ‪.197912‬‬

‫محمد الشافعي – الجذور التاريخية ألنظمة خاصة في المغرب – الطبعة ‪ - 2022‬المطبعة والوراقة الوطنية ص ‪161‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تعميم وتحديث نظام الحالة المدنية وأهم العوائق التي شهدها‬

‫ظلت مؤسسة الحالة المدنية بالمغرب تعاني من عدة عوائق وصعوبات تحول دون تطويرها‬
‫ورقيها إلى المستوى المنشود لها وذلك منذ خضوع المغاربة لنظام الحالة المدنية إلى يومنا‬
‫هذا‪ ,‬أن المغرب عن طريق مختلف المتدخلين في هذا الشأن عمل على تجاوز هذه العراقيل‬
‫تارة عبر إطالق حمالت وطنية لتعميم نظام الحالة المدنية وتارة أخرى عبر إجراء إصالحات‬
‫على النصوص المنظمة لهذا النظام وكذا إصالح وضعية مكاتب الحالة المدنية‪ ,‬وتبعا لذلك‬
‫سنتناول في المطلب االول عوائق نظام الحالة المدنية ومحاوالت تعميمه بينما في المطلب‬
‫الثاني سنعرض اإلصالح الذي مر به هذا النظام‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عوائق نظام الحالة المدنية بالمغرب ومحاوالت تعميمه‬

‫سنقسم هذا المطلب إلى فقرتين‪ ،‬األولى سنعرض فيها العوائق القانونية والبشرية والمالية‬
‫لنظام الحالة المدنية‪ ،‬والثانية سنعرض فيها محاوالت المغرب لتعميم نظام الحالة المدنية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العوائق القانونية والبشرية والمالية لنظام الحالة المدنية بالمغرب‬

‫على الرغم من تدخل المشرع المغربي لتغيير وتتميم العديد من النصوص القانونية المنظمة‬
‫للحالة المدنية وكذلك على الرغم من الدور الذي تقوم به كل من وزارتي الداخلية والعدل (عن‬
‫طريق تعليمات‪ ,‬مناشير‪ ,‬دوريات‪ ,)13‬إال أن مؤسسة الحالة المدنية عرفت عدة عراقيل حالت‬
‫دون تطويرها ورقيها إلى مستوى المؤسسات الحديثة‪ ,‬ويمكن تحديد هذه العراقيل من خالل‬
‫الدراسات التي قامت بها وزارة الداخلية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 13‬دورية وزير العدل عدد ‪ 48‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2005‬الموجهة إلى الرؤساء األولين بمحاكم االستئناف ورؤساء المحاكم‬
‫االبتدائية حول قضايا الحالة المدنية‪.‬‬
‫ودورية وزير العدل عدد ‪ 49‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2005‬الموجهة إلى السادة الوكالء العامين لدى محاكم االستئناف ووكالء الملك‬
‫لدى المحاكم االبتدائية حول قضايا الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫أوال‪ :‬عدم مالءمة النصوص المنظمة للحالة المدنية للواقع المغربي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم إقبال العديد من المواطنين على التصريح بالوالدات والوفيات‪ ،‬مما أدى إلى ضعف‬
‫التسجيل بالحالة المدنية حيث اثبتت الدراسات التي تمت في الموضوع خالل السبعينات أن‬
‫نسبة تسجيل المواطنين بالحالة المدنية لم يتجاوز ‪ 40‬بالمائة من مجموع سكان المملكة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضعف وعي المسؤولين وكذلك المواطنين بأهمية الحالة المدنية وعدم اعتبارها من‬
‫المرافق الحيوية للجماعات والدولة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تردي مستوى األعمال بمكاتب الحالة المدنية حيث كانت ترتكب بها عدة مخالفات‬
‫وأخطاء منها مثال‪ :‬عدم توقيع المصرحين للرسوم او عدم تحرير الرسوم بعد تلقي التصريح‪،‬‬
‫بقاء الرسوم دون التوقيع عليها من طرف الضابط المحررة باسمه‪....‬‬

‫خامسا‪ :‬ضعف اإلمكانيات البشرية والمادية لمكاتب الحالة المدنية‪ ،‬مما أثر سلبا وبطريقة‬
‫مباشرة على سير ومردودية هذه المرافق‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ضعف تكوين وتأهيل موظفي وأعوان مكاتب الحالة المدنية سواء داخل المغرب أو‬
‫في مكاتب الحالة المدنية بالقنصليات والسفارات المغربية بالخارج‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬ضعف الرقابة على المسؤولين عن الحالة المدنية سواء كانت الرقابة إدارية أو قضائية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬قصور النصوص حيث ظلت العديد من الوقائع بدون حلول قانونية واضحة‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬عدم التنسيق وعدم التكامل بين نظام الحالة المدنية ومدونة األجوال الشخصية الملغاة‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬سوء الترجمة للنصوص القانونية المنظمة للحالة المدنية وخاصة ظهير ‪ 4‬شتنبر‬
‫‪ 1915‬حيث كانت عامال من بين عوامل أخرى أدت أساسا إلى سوء فهم هذه النصوص‪,‬‬
‫وبالتالي عدم تطبيق تلك النصوص تطبيقا سليما‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تعميم نظام الحالة المدنية‬

‫ولما كان تحديث قطاع الحالة المدنية بالمملكة وفق تصورات علمية وعملية دقيقة‪ ,‬تماشيا مع‬
‫البرامج الحكومية الهادفة لتطوير اإلدارة المغربية والرفع من مردوديتها‪ ,‬ومسايرة التحوالن‬
‫الجديدة التي عرفتها المملكة‪ ,‬أصبح يفرض بالضرورة تعميم نظام الحالة المدنية على سائر‬
‫ا لمواطنين‪ ,‬ومن أجل بلوغ هذا الهدف تم إطالق حملتين األولى سنة ‪( 2008‬أوال)‪ ,‬والثانية‬
‫سنة ‪( 2018‬ثانيا)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أوال‪ :‬الحملة الوطنية لتعميم التسجيل في الحالة المدنية لسنة ‪2016-2008‬‬

‫تنفيذا للخطة الوطنية لتأهيل مؤسسة الحالة المدنية اتخذت مجموعة من التدابير من اإلجراءات‬
‫الالزمة لتحقيق تعميم شامل للتسجيل بالحالة المدنية ومن أبرزها وضع برنامج لحملة وطنية‬
‫واسعة النطاق‬

‫‪ .1‬تتمحور الحملة حول أربع مستويات أساسية‪:‬‬


‫‪ ‬الحملة المؤسساتية‪:‬‬
‫‪ -‬تتوجه هذه الحملة إلى مختلف الوزارات ووسائل اإلعالم والمجتمع المدني إلخبارهم‬
‫بالخطة وتحسيسهم بأهمية مساهمتهم في الحملة‪.‬‬
‫‪ -‬كما تم تنظيم ندوة وطنية يومي ‪ 7‬و‪ 8‬يوليوز من سنة ‪ 2008‬لفائدة مفتشي الحالة المدنية‬
‫حول أهداف الحملة وتمكينهم من الوسائل اإلرشادية الخاصة بها‪ ,‬وحول طرق ومناهج‬
‫التواصل مع المواطنين‪.‬‬
‫‪ ‬الحملة اإلعالمية الوطنية‪ :‬وذلك عبر اإلخبار المباشر للمواطنين بأهمية تسجيل أبنائهم‬
‫في سجالت الحالة المدنية باستعمال مختلف وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة‬
‫والمقروءة والوسائل التقليدية المعمول بها في العالم القروي‪.‬‬

‫‪ - 14‬الصادرة بشأنها الدورية المشتركة بين وزير العدل (رقم ‪ 19‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 29‬يوليوز ‪ )2008‬ووزير الداخلية (رقم ‪D-5627‬‬
‫بتاريخ ‪ 4‬أغسطس ‪ )2008‬والموجهة إلى السادة والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم والمقاطعات والرؤساء األولين لمحاكم‬
‫االستئناف والوالء العاملين لدى محاكم االستئناف ورؤساء المحاكم االبتدائية ووكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية حول الحملة‬
‫الوطنية لتعميم التسجيل في الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫‪ ‬الحملة اإلقليمية‪ :‬وذلك بخلق خلية إقليمية لإلشراف على حملة تعميم التسجيل بسجالت‬
‫الحالة المدنية‪ ,‬وتتبع سير أعمال الفرق المتنقلة التي ستحدث داخل النفوذ الترابي لكل‬
‫جماعة‪.‬‬
‫‪ ‬الحملة المحلية ‪ :‬تعتمد على عمل الفرق المتنقلة التي تتولى مهمة إحصاء األشخاص‬
‫الغير المسجلين بالحالة المدنية‪ ,‬وإعداد الملفات اإلدارية التي ستعرض على القضاء‬
‫للنظر فيها‪ ,‬والعمل على تيسير مهمة تسجيل المواطنين بالحالة المدنية‪ ,‬وتحدث هذه‬
‫الفرق على مستوى كل جماعة حضرية وقروية‪.‬‬
‫‪ .2‬أهداف الحملة‪:‬‬

‫نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬حماية حقوق األطفال وتثبيت هويتهم والحفاظ عليها خاصة بالنسبة للتسجيل في الحالة‬
‫المدنية (لضمان حقوقهم‪ :‬الوقاية‪ ،‬الصحة‪ ،‬السالمة الجسدية والنفسية‪ ،‬التمدرس ‪.)...‬‬
‫‪ ‬تفعيل مقتضيات القانون المتعلق بالحالة المدنية فيما يرمي إليه من إلزامية خضوع‬
‫جميع المغاربة لنظام الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم وتيسير تطبيق المخططات الوطنية التنموية‪ ،‬وخاصة مخططات التنمية البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء بمؤسسة الحالة المدنية‪ ،‬وجعلها تعكس الدور المنوط بها القائم على تسجيل‬
‫وترسيم الوقائع المدنية األساسية لألفراد وضبط جميع بياناتها‪.‬‬
‫‪ ‬توفير خدمات جيدة للمواطنين‪ ،‬واستغالل عقالني لمعطيات الحالة المدنية على جميع‬
‫المستويات‪.‬‬
‫‪ .3‬العوائق والصعوبات أمام الحملة‪:‬‬

‫وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تعذر إنجاز رسوم ثبوت الزوجية عند عدم توفر عقد الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬وجود اختالف في الوثائق المطلوبة لالستفادة من مسطرة المساعدة القضائية التي أقرها‬
‫القانون لتمكين األشخاص والمعوزين من ممارسة حقوقهم أو الدفاع عنها أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬البطء في تصفية قضايا الحالة المدنية ودعاوى الزوجية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وقد تم توجيه دورية مشتركة بين وزارة العدل ‪(19‬س‪ 2‬بتاريخ ‪ ،)2008‬ووزارة الداخلية (رقم‬
‫‪ D-5627‬بتاريخ ‪ 4‬أغسطس ‪ ،)2008‬إلى جميع المتدخلين من رؤساء المحاكم االبتدائية‬
‫واالستئنافية ووكالء الملك بها وإلى والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم وعماالت‬
‫المقاطعات وذلك من أجل القيام بما يجب القيام به لتجاوز هذه المعيقات ومن أجل المساهمة‬
‫في إنجاح الحملة‪ ،‬وتوفير جميع اإلمكانيات المادية والبشرية واللوجيستيكية‪ ,‬ووضعها رهن‬
‫إشارة الخلية اإلقليمية والفرق المتنقلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المرحلة األولى للحملة الوطنية لتسجيل األطفال غير المسجلين في سجالت الحالة‬
‫‪15‬‬
‫المدنية (الفترة الممتدة من شتنبر ‪ 2017‬إلى غاية ‪ 18‬ماي ‪)2018‬‬

‫لقد كرس الدستور المغربي المبادئ األساسية لحماية حقوق الطفل والنهوض بها‪ ,‬إذ أناط‬
‫بالدولة مهمة السعي إلى توفير الحماية القانونية‪ ,‬واالعتبار االجتماعي والمعنوي لجميع‬
‫االطفال‪ ,‬بكيفية متساوية‪ ,‬بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية (الفصل ‪ ,)32‬وجعل توفير‬
‫تعليم أساسي عصري لألطفال‪ ,‬ميسر ودي جودة من واجب كل من األسرة والدولة (الفصل‬
‫‪ ,) 31‬وألن حق الطفل في التمتع بهويته بما في ذلك جنسيته واسمه وصالته العائلية‪ ,‬مدخال‬
‫للتمتع بباقي حقوقه األساسية‪ ,‬قررت الحكومة إطالق حملة وطنية لتسجيل األطفال غير‬
‫المسجلين في سجالت الحالة المدنية‪ ,‬وكانت هذه الحملة على مراحل وسنكتفي بعض المرحلة‬
‫األولى فقط الممتدة من شتنبر ‪ 2017‬إلى غاية ‪ 18‬ماي ‪.2018‬‬

‫وقد استهدفت هذه الحملة عموما الحاالت األساسية المتعلقة بعدم تسجيل األطفال في سجالت‬
‫الحالة المدنية‪ ،‬كتلك المترتبة عن معاناة األزواج من صعوبات مادية أو جغرافية تحول دون‬
‫تسجيل أبنائهم‪ ,‬أو تلك التي تتعلق باألزواج الذين تطبع عالقاتهم نزاعات‪ ,‬أو تلك لتي تخص‬
‫األبناء مجهولي النسب‪.‬‬

‫‪ - 15‬تم إطالقها بمنشور رئيس الحكومة رقم ‪ 12/2017‬الصادر بتاريخ ‪ 04‬شتنبر‪.2017‬‬


‫‪17‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫‪ – )1‬اللجن التي تم إحداثها‬

‫وارتكزت الحملة على مبدأ التعبئة والتواصل بين الفاعلين الرئيسيين ومختلف المعنيين‪ ,‬وقد‬
‫تم إحداث االليات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬على المستوى المركزي‪ :‬إحداث لجنة وزارية مشتركة لتسجيل االطفال في‬
‫سجالت الحالة المدنية‬

‫ويعهد إليها السهر على تنفيذ قرار مجلس الحكومة المتعلق بمعالجة موضوع تسجيل األطفال‬
‫في سجالت الحالة المدنية‪ ،‬ورفع تقارير دورية للسيد رئيس الحكومة‪ ,‬وكذا التوصيات‬
‫واالقتراحات المتعلقة بتنفيذ القرار‪.‬‬

‫‪ ‬على المستوى الجهوي‪ :‬لجن جهوية لتسجيل األطفال في سجالت الحالة المدنية‬

‫وتعهد إليها عدة مهام من بينها‪:‬‬

‫تنسيق وتأطير عمل اللجن اإلقليمية‪.‬‬


‫البت في الحاالت التي تحيلها عليها اللجان اإلقليمية‪.‬‬
‫تقديم تقارير شهرية مفصلة للجنة الوزارية المشتركة‪....‬‬
‫‪ ‬على المستوى االقليمي‪ :‬لجت إقليمية لتسجيل األطفال في سجالت الحالة المدنية‬

‫وتناط بها المهام التالية‪:‬‬

‫حصر الئحة األطفال غير المسجلين بمن فيهم األطفال المتمدرسون وتجميع المعطيات‬
‫المتعلقة بوضعيتهم‪.‬‬
‫االشراف على إعداد المعنيين باألمر للملفات والوثائق المتعلقة باألطفال غير المسجلين‬
‫في سجالت الحالة المدنية وتصنيفها والسهر على عرضها على القضاء والسلطات‬
‫اإلدارية المختصة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إعداد تقارير شهرية مفصلة تجال على اللجنة الجهوية‪ ,‬تستعرض تتبع عملية التسجيل‬
‫في سجالت الحالة المدنية وحصيلة هذه العملية‪ ,‬وكذا اإلكراهات والمعيقات التي قد‬
‫تواجهها‪.‬‬
‫تعبئة وتتبع عمل الفرق المتنقلة التي تحدثها اللجنة قصد تحسيس المواطنين بأهمية هذه‬
‫العملية وتجميع المعطيات المتعلقة بغير المسجلين في سجالت الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ – )2‬حصيلة الحملة‬

‫جدول تلخيصي لإلحصائيات المتعلقة بتسجيل األطفال في الحالة المدنية برسم الفترة الممتدة‬
‫من شتنبر ‪ 2017‬إلى غاية ‪ 18‬ماي ‪:2018‬‬

‫عدد‬ ‫الملفات‬ ‫عدد البالغين المسجلين‬ ‫عدد األطفال المسجلين‬ ‫العدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬
‫األحكام‬ ‫المعروضة‬ ‫التقديري‬ ‫الفرق‬ ‫مكاتب‬
‫التصريحية‬ ‫على‬ ‫(دون سن ‪)18‬‬ ‫لغير‬ ‫المتنقلة‬ ‫الحالة‬
‫الصادرة‬ ‫القضاء‬ ‫المسجلين‬ ‫المدنية‬
‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬
‫خالل‬
‫الحملة‬

‫‪2287‬‬ ‫‪943‬‬ ‫‪10011‬‬ ‫‪9910‬‬

‫‪16808‬‬ ‫‪39481‬‬ ‫‪83682‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪2110‬‬


‫‪3230‬‬ ‫‪19921‬‬

‫‪19‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلصالح التدريجي لنظام الحالة المدنية‬

‫ظل خضوع المغاربة لنظام الحالة المدنية اختياريا‪ ،‬باستثناء فئة معينة منهم حيث كانت‬
‫هناك الكثير من األسباب حالت دون تسجيلهم (وذلك راجع باألساس لعدم توفر العديد من‬
‫المواطنين على رسوم الزواج عند التصريح بأول والدة‪ ،‬عدم تمديد نظام الحالة المدنية إلى‬
‫باقي أقا ليم المملكة‪ ،‬اإلهمال أو الالمباالة التي يتصف بها بعض المواطنين‪ ،‬غياب مسطرة‬
‫قانونية واضحة المعالم لفتح مكاتب فرعية للحالة المدنية‪ ،)...‬األمر الذي نجم عنه تزايد‬
‫المطالب النادية بإصالح نظام الحالة المدنية‪ ،‬مما أفضى عنه اتخاذ مجموعة من اإلجراءات‬
‫اإلصالحية التي انصبت أساسا على تغيير النصوص القانونية‪ ،‬كما استهدفت وضعية مكاتب‬
‫الحالة المدنية‪.‬‬

‫وفي ضوء ما سبق سنخصص هذا المطلب للحديث عن إصالح وضعية مكاتب الحالة‬
‫المدنية (الفقرة األولى)‪ ،‬لننتقل للحديث عن إصالح النصوص القانونية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إصالح وضعية مكاتب الحالة المدنية‬

‫ال يمكن إدخال أي إصالح على مؤسسة الحالة المدنية دون إصالح الوضعية التي توجد‬
‫عليها مكاتب هذه المؤسسة‪ ،‬بيد أن أي برنامج إصالحي مرتبط بالرفع من مستوى األعمال‬
‫بمكاتب الحالة المدنية‪ ،‬لتصبح هذه المؤسسة قادرة على االستجابة لمطالب المرتفقين بأقصى‬
‫ما يمكن من الضبط والدقة والسرعة‪ ،‬ألن أي خلل قد يحدث في سيرها سيؤثر ال محالة على‬
‫مصالح المواطنين‪ ،‬الشيء الذي فرض في العقود األخيرة التركيز على تخليصها من المشاكل‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬وكان ذلك عن طريق عدة وسائل من بينها‪.16‬‬

‫‪ 16‬محمد الشافعي‪ ،‬الحالة المدنية بالمغرب‪ -‬مدخل تاريخي للحالة المدنية دراسة في القانون رقم ‪ ،-37.99‬سلسلة البحوث‬
‫القانونية ‪ ،13‬ط األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ -‬مراكش‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪20‬‬
‫أوال‪ :‬توعية ضباط الحالة المدنية‬

‫تم تحقيق هذه الوسيلة وفق طرقتين‪ ،‬تتمثل األولى في تنظيم ندوات لفائدة ضباط الحالة‬
‫المدنية‪ ،17‬وذلك من خالل تعريفهم بأهمية مؤسسة الحالة المدنية ودورها في المجتمع‪ .18‬أما‬
‫الوسيلة الثانية فتمثلت في تزويد الضباط بالمراجع القانونية الالزمة لممارسة مهامهم‪ ،‬ومن‬

‫‪ 17‬لقد أناط المشرع وظيفة ضابط الحالة المدنية برؤساء المجالس الجماعية بمقتضى المادة ‪ 102‬من القانون التنظيمي رقم ‪،113.14‬‬
‫المتعلق بالجماعات‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليوز ‪ ،2015‬التي نصت على ما يلي‪( :‬يعتبر رئيس المجلس الجماعي ضابطا للحالة المدنية‪،‬‬
‫ويمكنه تفويض هذه المهمة إلى النواب‪ ،‬كما يمكنه تفويضها أيضا للموظفين الجماعيين طبقا ألحكام القانون المتعلق بالحالة المدنية)‪.‬‬
‫يختص رئيس مجلس المقاطعة أو نوابه بناء على تفويض منه‪ ،‬داخل الدائرة الترابية للمقاطعة‪ ،‬بما يلي‪" :‬الحالة المدنية ‪ ،"...‬طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 237‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫وقد استثنى المشرع من هذا المبدأ العتبارات خاصة جماعات المشور‪ ،‬حيث يمارس باشا كل جماعة منها االختصاصات المسندة إلى‬
‫رؤساء المجالس الجماعية ويؤازره مساعد يمكن أن يفوض إليه جزءا من اختصاصاته وينوب عنه إذا تغيب أو عاقه عائق (المادة ‪113‬‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪ ،113.14‬المتعلق بالجماعات)‪.‬‬
‫أما فيما يخص المهام التي أناطها المشرع لضباط الحالة المدنية فتتمثل في‪:‬‬
‫•بالنسبة للمواطن‪:‬‬

‫تضمين مختلف التصاريح التي يتوصل بها في السجالت المعدة لهذا الغرض‪ ،‬ونقل كل األوامر واألحكام القضائية الحاملة للصيغة‬
‫التنفيذية؛‬

‫تضمين البيانات الهامشية بمجرد التوصل بها وتوقيعها؛‬

‫تسليم النسخ لذوي الرسوم المسجلين في الحالة المدنية عند طلبها؛ والدفاتر العائلية‪.‬‬

‫العناية بالسجالت وصيانتها والحفاظ على مستنداتها؛‬

‫تبليغ النيابة العامة بالتسجيالت المضاعفة‪ ،‬وإرسال السجالت النظائر في نهاية كل سنة إليها من أجل مراقبتها‪.‬‬

‫توقيع الرسوم والبيانات الهامشية‪.‬‬

‫ملء أوراق احصائيات الحالة المدنية‪.‬‬

‫مسك السجالت والحفاظ عليها‪.‬‬

‫•بالنسبة لإلدارات‪:‬‬

‫بعث احصائيات الحالة المدنية الى كل من وزارة الداخلية – قسم الحالة المدنية ‪ -‬والمندوبيات الجهوية السامية للتخطيط‪.‬‬

‫بعث لوائح المتوفين الراشدين تتضمن أسماء وأرقام بطاقات تعريفهم الوطنية وآخر محل سكناهم الى الجهات المختصة (اللجن االدارية‬
‫لالنتخابات – مديرية التشخيص القضائي لألمن الوطني – صناديق التقاعد ‪.)...‬‬

‫بعث لوائح التصاريح بالوالدات المتلقاة خالل السنوات الفارطة وأيضا لوائح األطفال الذين بلغوا ‪ 4‬سنوات خالل ‪ 31‬دجنبر من السنة‬
‫المنصرمة الى المندوبيات اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين األطر والبحث العلمي‪.‬‬

‫وبشكل عام كل ما يتعلق بتسيير مكتب الحالة المدنية والرقي به نحو األفضل في إطار النصوص القانونية المعمول بها في هذا الميدان‪.‬‬
‫‪ https://www.alhalalmadania.ma‬تاريخ االطالع ‪ ،2023/10/27‬على الساعة ‪.16:30‬‬

‫كانت هذه الندوات تنظم من طرف مفتشين متخصصين تابعين لقسم الحالة المدنية بوزارة الداخلية‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪21‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫أهم النصوص القانونية والدوريات والمناشر الصادرة في ميدان الحالة المدنية نجد‪ :‬دليل مكاتب‬
‫الحالة المدنية‪ ،‬جدول الموافقة بين التاريخين الهجري والميالدي‪ ،‬كشاف األسماء العائلية‪...‬‬

‫ثانيا‪ :‬تكوين ضباط الحالة المدنية‬

‫ترتبط الوضعية اإلدارية للموظف أساسا بالتكوين والتأهيل المهني‪ .‬وبخصوص الساهرين‬
‫على مصلحة الحالة المدنية‪ ،‬سعت الجماعات المحلية بالتعاون مع اإلدارة المركزية لوزارة‬
‫الداخلية ممثلة في مديرية تكوين األطر وقسم الحالة المدنية‪ ،‬إلى توفير األعداد الكافية من‬
‫موظفي الحالة المدنية حيث تأسس سلك للمحررين وآخر للكتاب في مراكز التكوين لإلدارات‬
‫الجهوية التابعة لوزارة الداخلية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إصالح النصوص المنظمة للحالة المدنية‪ ،‬وأهم مستجدات القانون ‪36.21‬‬

‫سنخصص هذه الفقرة للحديث عن سيرورة إصالح النصوص المنظمة للحالة المدنية‬
‫(أوال)‪ ،‬لننتقل للوقوف على أهم المستجدات التي جاء بها القانون ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إصالح النصوص المنظمة للحالة المدنية‬

‫عوض إصالح نظام الحالة المدنية إصالحا جذريا‪ ،‬أدخلت عدة تعديالت على ظهيري ‪4‬‬
‫شتنبر ‪ 1915‬و‪ 8‬مارس ‪( 1950‬قبل إلغائهما) وكان ذلك على النحو اآلتي‪:19‬‬

‫‪ ‬نقل اختصاصات األمين العام للحكومة فيما يتعلق بالحالة المدنية إلى وزير الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬منح صفة ضابط الحالة المدنية لرئيس المجلس الجماعي‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية انعقاد األنكحة على الصيغ المعينة في الحالة المدنية بين المغاربة واألجنبيات‬
‫أو المغربيات واألجانب‪.‬‬
‫‪ ‬منح بعض االختصاصات لألعوان الدبلوماسيين والقناصل العاملين بالخارج في مجال‬
‫الحالة المدنية‪.‬‬

‫محمد الشافعي‪ ،‬الحالة المدنية بالمغرب‪ ،‬م س‪ ،‬ص من ‪ 38‬إلى ‪.40‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬التصريحات القضائية المتعلقة بالحالة المدنية وتصحيح وثائقها‪.‬‬
‫‪ ‬التنظيم المالي للجماعات المحلية وهيئاتها وخاصة النفقات اإلجبارية بالنسبة لها‪.‬‬
‫‪ ‬إدخال مقتضيات متعلقة بتغيير االسم العائلي وإحداث لجنة عليا للحالة المدنية بوزارة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬تمديد أجل التصريح بالوفاة من ‪ 3‬أيام إلى ‪ 15‬يوما‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث بطاقتي الحالة المدنية الشخصية والعائلية‪.‬‬

‫وبموازاة مع هذه اإلصالحات التشريعية‪ ،‬ثم إعداد مشروع قانون سنة ‪ 1982‬يلغي ويعوض‬
‫كل من ظهيري ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬و‪ 8‬مارس ‪ 1950‬بنصوص جديدة تقوم على األسس التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تعميم الحالة المدنية؛‬


‫‪ -‬تمديد نظام الحالة المدنية إلى وقائع الزواج والطالق والتطليق؛‬
‫‪ -‬توحيد الحالة المدنية بالنسبة للمغاربة واألجانب؛‬
‫‪ -‬تبسيط المساطر؛‬
‫‪ -‬مطابقة الحالة المدنية مع األحوال الشخصية؛‬

‫وقد أحيل هذا المشروع على األمانة العامة للحكومة خالل شهر أبريل من سنة ‪ ،1982‬غير‬
‫أنه لم يكتب له الخروج إلى حيز الوجود‪.‬‬

‫ولكن على الرغم من إدخال العديد من اإلصالحات ولو جزئية على مؤسسة الحالة المدنية‬
‫منذ السبعينات‪ ،‬والتي أدت كثيرا إلى تحسين أوضاع هذه المؤسسة‪ ،‬أصبحت الحاجة ملحة‬
‫خالل العقود األخيرة من القرن العشرين إلى إعادة النظر في مؤسسة الحالة المدنية‪ ،‬ومعالجتها‬
‫معالجة شاملة حتى تصبح مرجعا للمعطيات اإلحصائية وأداة فعالة للتحليل االقتصادي‪ ،‬وهذا‬
‫أمر رهين بالسعي إلنجاز إصالح اإلطار القانوني لمؤسسة الحالة المدنية ومد مكاتبها بكل‬
‫اإلمكانيات البشرية والمادية إلزالة العراقيل التي تعوق سيرها الطبيعي ومردوديتها‪ .‬وفي هذا‬
‫الشأن تدخ ل المشرع إلدخال إصالح جذري على نظام الحالة المدنية الذي كان مطبقا بالمغرب‬
‫منذ أن وضعته رسميا الحماية الفرنسية سنة ‪ ،1915‬وأصدر في هذا الصدد القانون رقم ‪37.99‬‬
‫المتعلق بالحالة المدنية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.0َ2.239‬بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر‬

‫‪23‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫‪ ،2002‬الذي هو األخر أدخلت عليه هو اآلخر تعديالت فيما بعد بمقتضى ظهير شريف رقم‬
‫‪ 1.21.81‬الصادر في ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 14( 1442‬يوليو ‪ )2021‬بتنفيذ القانون رقم ‪36.21‬‬
‫المتعلق بالحالة المدنية‪ ،‬وذلك راجع للتطور الذي يعرفه المغرب في العديد من المجاالت‪،‬‬
‫وخاصة في المجال المعلوماتي والرقمي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهم المستجدات التي جاء بها القانون ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‬

‫يعتبر القانون رقم ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 22‬يونيو‬
‫‪ ،2023‬أخير محطة تم تسجيلها في مسلسل إصالح نظام الحالة المدنية‪ ،‬ومن بين المستجدات‬
‫التي جاء بها نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إلزام المشرع في القانون رقم ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية ضباط الحالة المدنية‪ ،‬بأن‬
‫يحرروا رسوم الحالة المدنية باللغة العربية‪ ،‬مع كتابة األسماء الشخصية والعائلية‬
‫لصاحب الرسم وألصوله بحروف “تيفيناغ” والحروف الالتينية‪.20‬‬

‫‪ ‬رقمنة الحالة المدنية على المستوى الوطني‪ ،‬وسجل وطني للحالة المدنية‪ ،‬لتسجيل‬
‫وترسيم وتحيين وحفظ الوقائع المدنية األساسية لألفراد‪ ،‬من والدة ووفاة وزواج‬
‫وانحالل ميثاق الزوجية عن طريق نظام معلوماتي وطني‪.21‬‬

‫‪ ‬اعترافه بالخنثى مع إمكانية تغيير جنسه استنادا للمادة ‪ 28‬من هذا القانون‪ ،‬الذي نص‬
‫على ما يلي‪" :‬يدعم التصريح بوالدة الخنثى بشهادة طبية تحدد جنس المولود‪ ،‬ويعتمد‬
‫عليها في تحرير الرسم‪ ،‬وإذا حدث تغيير على جنس الخنثى في المستقبل فيغير‬
‫بمقتضى حكم صادر عن المحكمة المختصة"‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث الدفتر العائلي االلكتروني‪.22‬‬
‫‪ ‬بيان كيفية تسجيل المولود من أبوين مجهولين‪ ،‬أو مجهول األب‪ ،‬أو مولود وقع التخلي‬
‫عنه بعد الوضع‪.‬‬

‫‪ 20‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 19‬من القانون ‪.36.21‬‬


‫‪ 21‬المادة األولى من القانون ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ 22‬المادة ‪ 45‬من ق ح م‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ ‬التصريح بوقائع الحالة المدنية من والدة ووفاة وزواج وانحالل ميثاق الزوجية بأي‬
‫مكتب للحالة المدنية سواء داخل المغرب أو خارجه‪ ،‬عبر النظام المعلومياتي المعد‬
‫لهذا الغرض‪ ،‬ويمكن أيضا للمرتفق القيام بالتصريح األولي بالوقائع المشار إليها عبر‬
‫المنظومة الرقمية‪.23‬‬
‫‪ ‬إلزام مديري ومتصرفي المؤسسات الصحية المدنية والعسكرية ومكاتب الصحة‬
‫والمؤسسات السجنية ومراكز اإلصالح والتهذيب ومؤسسات الرعاية االجتماعية‬
‫وغيرها من المؤسسات المعنية‪ ،‬بالقيام بالتصريح األولي بالوالدات والوفيات الواقعة‬
‫في األماكن التابعة لها‪ ،‬عن طريق إحدى وسائل االتصال المرتبطة بالمنظومة‬
‫الرقمية‪.24‬‬
‫‪ ‬التبادل االلكتروني لمعطيات الحالة المدنية مع الشركاء‪.25‬‬
‫‪ ‬تم نقل بموجب هذا القانون أيضا بعض اختصاصات النيابة العامة إلى السلطة المركزية‬
‫المكلفة بالداخلية‪ ،‬والسلطة المركزية المكلفة بالخارجية‪ ،‬مع االحتفاظ للنيابة العامة‬
‫ببعض الصالحيات‪ ،‬من بينها احتفاظها –أي النيابة العامة‪ -‬بمتابعة ضباط الحالة المدنية‬
‫وموظفوها أثناء اخاللهم بضوابط الحالة المدنية‪ ،‬أو بسبب أخطائهم المهنية الجسيمة‪.26‬‬
‫واالحتفاظ أيضا للنيابة العامة بصالحيتها بالتصريح بالمواليد من أبوين مجهولين أو‬
‫بالمولود الذي وقع التخلي عنه بعد الوضع‪...27‬‬

‫الفقرة األولى والثانية من المادة ‪ 19‬من القانون ‪.36.21‬‬ ‫‪23‬‬

‫الفقرة األولى من المادة ‪ 20‬من ق ح م‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ 25‬المادة ‪ 46‬من مرسوم رقم ‪ 2.22.04‬الصادر في ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 22( 1444‬يونيو ‪ )2023‬لتطبيق ق ح م‪.‬‬
‫‪ 26‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪.36.21‬‬
‫‪ 27‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 14‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.22.04‬الصادر في ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 22( 1444‬يونيو ‪ )2023‬لتطبيق‬
‫القانون رقم ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫خاتمة‬

‫إن الوصول اليوم إلى قانون جديد يتعلق بالحالة المدنية والذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪22‬‬
‫يونيو ‪ 2023‬والرغبة في خلق قاعدة الكترونية من خالل رقمنة العقود اإللكترونية‪ ،‬وإحداث‬
‫منظومة رقمية وطنية كسجل الوطني للحالة المدنية الذي يتضمن جميع الرسوم اإللكترونية‬
‫المكونة للقاعدة المركزية لمعطيات الحالة المدنية‪ ،‬والعمل على خلق بوابة الحالة المدنية وهو‬
‫موقع الكتروني اخباري يمكن للمرتفق والسلطات والمؤسسات والهيئات المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 20‬من هذا القانون‪ ،‬من التصريح األولي بمختلف وقائع الحالة المدنية من والدة أو‬
‫وفاة أو زواج أو انحالل ميثاق الزوجية الشيء الذي يؤسس لمبدأ تقريب اإلدارة إلى المواطنين‬
‫وتقليص المصاريف وربح الوقت والجهد‪ ،‬باإلضافة إلى احداث الدفتر العائلي اإللكتروني‪،‬‬
‫لم يكون أمر سهل بل كانت من ورائه العديد من التجارب القانونية واإلرهاصات األولية‬
‫والتي عرفت في تطبيقاتها العملية بعض اإلخفاقات منذ عهد الحماية وصوالً إلى اليوم والتي‬
‫تحرى المشرع في دقتها وفي تحديد االختصاصات المسندة لكل جهة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف تجاني‪ ،‬نظام الحالة المدنية في ضوء القانون المغربي الجديد‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الشافعي‪ ،‬الجذور التاريخية ألنظمة خاصة في المغرب‪ ،‬سلسلة البحوث‬
‫القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،2022، 30‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬محمد الشافعي‪ ،‬الحالة المدنية بالمغرب‪ ،‬مدخل تاريخي للحالة المدنية دراسة‬
‫في القانون رقم ‪ ، 99.37‬ط األولى ‪، 2006،‬المطبعة و الوراقة الوطنية‬
‫مراكش‪.‬‬
‫‪ ‬أمبارك حنين‪ ،‬الدليل العملي في الحالة المدنية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬الطبعة األولى ‪( ،2001‬بدون ذكر المطبعة)‪.‬‬
‫القوانين والمراسيم‪:‬‬
‫‪ ‬المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.22.04‬الصادر في ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 22( 1444‬يونيو ‪)2023‬‬
‫لتطبيق القانون رقم ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.21.81‬الصادر في ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 14( 1442‬يوليو ‪ )2021‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫المناشر والدوريات‪:‬‬
‫‪ ‬دورية وزير العدل عدد ‪ 48‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2005‬الموجهة إلى الرؤساء األولين‬
‫بمحاكم االستئناف ورؤساء المحاكم االبتدائية حول قضايا الحالة المدنية‬
‫‪ ‬دورية وزير العدل عدد ‪ 49‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2005‬الموجهة إلى السادة الوكالء‬
‫العامين لدى محاكم االستئناف ووكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية حول قضايا الحالة‬
‫المدنية‪.‬‬

‫‪ ‬الدورية المشتركة بين وزير العدل (رقم ‪ 19‬س ‪ 2‬بتاريخ ‪ 29‬يوليوز ‪ )2008‬ووزير‬
‫الداخلية (رقم ‪ D-5627‬بتاريخ ‪ 4‬أغسطس ‪ )2008‬والموجهة إلى السادة والة الجهات‬

‫‪27‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫وعمال العماالت واألقاليم والمقاطعات والرؤساء األولين لمحاكم االستئناف والوالء‬


‫العاملين لدى محاكم االستئناف ورؤساء المحاكم االبتدائية ووكالء الملك لدى المحاكم‬
‫االبتدائية حول الحملة الوطنية لتعميم التسجيل في الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ ‬منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 12/2017‬الصادر بتاريخ ‪ 04‬شتنبر‪.2017‬‬
‫المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ https://www.alhalalmadania.ma‬‬

‫‪28‬‬
‫الفهرس‬

‫الئحة فك الرموز ‪2 .......................................................................................‬‬

‫مقدمة ‪3 ....................................................................................................‬‬

‫واالجتماع لنظام الحالة المدنية بالمغرب ‪6 .............‬‬


‫ي‬ ‫المبحث األول‪ :‬التطور الت ي‬
‫اريخ‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام الحالة المدنية قبل عهد الحماية وخاللها ‪6 .........................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬نظام الحالة المدنية قبل ر‬
‫فتة الحماية الفرنسية ‪6 ........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام الحالة المدنية خالل ر‬
‫فتة الحماية الفرنسية ‪8 .....................‬‬

‫الثان‪ :‬نظام الحالة المدنية بعد االستقالل ‪10 .........................................‬‬


‫المطلب ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬تكريس نظام الحالة المدنية لعهد الحماية ‪10 ................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام الحالة المدنية بعد سنة ‪11 ...................................... 1976‬‬
‫ر‬
‫الثان‪ :‬تعميم وتحديث نظام الحالة المدنية وأهم العوائق ي‬
‫الت شهدها ‪13 .....‬‬ ‫ي‬ ‫المبحث‬

‫المطلب األول‪ :‬عوائق نظام الحالة المدنية بالمغرب ومحاوالت تعميمه‪13 ............‬‬
‫ر‬
‫والبشية والمالية لنظام الحالة المدنية بالمغرب‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬العوائق القانونية‬
‫‪13 .....................................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعميم نظام الحالة المدنية ‪15 ...............................................‬‬

‫التدريخ لنظام الحالة المدنية ‪20 .................................‬‬


‫ي‬ ‫الثان‪ :‬اإلصالح‬
‫ي‬ ‫المطلب‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬إصالح وضعية مكاتب الحالة المدنية ‪20 .....................................‬‬

‫أوال‪ :‬توعية ضباط الحالة المدنية ‪21 .........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تكوين ضباط الحالة المدنية ‪22 ........................................................‬‬

‫‪29‬‬
‫األصول التاريخية واالجتماعية لنظام الحالة المدنية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إصالح النصوص المنظمة للحالة المدنية‪ ،‬وأهم مستجدات القانون‬
‫‪22 ............................................................................................ 36.21‬‬

‫أوال‪ :‬إصالح النصوص المنظمة للحالة المدنية ‪22 .........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهم المستجدات ي‬


‫الت جاء بها القانون ‪ 36.21‬المتعلق بالحالة المدنية ‪24 .....‬‬

‫خاتمة ‪26 ..................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع ‪27 .......................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪29 ................................................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like