Professional Documents
Culture Documents
الحقوق النقابية (نماذج لنقابات عالمية)
الحقوق النقابية (نماذج لنقابات عالمية)
64
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
طرف الحكومات الوطنية حتى يقع ضمان التوزيع من وجهة نظرمنظمة الشغل العاملية :
املتكافئ للفوائد الاقتصادية املتأنية من طرف تقوم النقابة بالتعبير عن مطالب الطبقة
املبادالت والاستثمارات ويجب أن تتم مساعدة تلك العمالية في إصالح وضعها وقصد التغيير من ظروف
املكونات على إيجاد توازن بين الجودة الاقتصادية العمل القائمة ،ومشاركتها في التسيير ،كما أنها تشكل
()8
والعدالة الاجتماعية" .ويقصد بذلك أن التوسع في قوة ضاغطة على صاحب العمل ،لصالح العمال
النشاط الاقتصادي العالمي بشكل حر،يجب أن وألاجراء ،وكل الذين يسعون للدفاع عن حقوقهم
تقابله شروط لحماية مصالح املوظفين وإلاجراء ،فهذا الاقتصادية والاجتماعية والقضاء على أشكال
ألامر حسب نظر منظمة الشغل ال يشكل عائقا أمام التهميش والاستغالل الرأسمالي .ومع تطور وظيفة
تحرير الاقتصاد بل يعمل على تفادي بعض النقابة وتنوع مهامها من املهام الاجتماعية
املمارسات السلبية في سوق العمل كعمليات التسريح والاقتصادية وأيضا السياسية ،أصبحت تعرف بتلك
العمالي. املنظمة العمالية الرسمية التي لها هيكلها التنظيمي،
فأول منظمة عمالية دولية تمثلت في تجمع ويكون املنخرطين فيها من العمال في مهن مختلفة،
ملنظمات واتحادات من العمال ألاوروبيين خاصة من وال يستثني العمل النقابي الطبقة الشغيلة فحسب
انجلترا وفرنسا وأملانيا ،وجاء ذلك نتيجة لجلب انجلترا وإنما هناك نقابات تخص إلاطارات وأرباب العمل،
عمالة أجنبية اثناء إلاضرابات التي عمت صناعة وكل من له وظيفة ومصالح مهنية واجتماعية يسعى
التعدين سنة ،8181ولقد أوجد هذا إلاجراء لدى إلى حمايتها عبر انخراطه في نقابة مهنية.
نقابات العمال البريطانيين شعورا بالحاجة إلى تكوين وبتعقد وتطور نظام العمل وقوانينه ،وبتأزم
منظمة دولية لحماية العمال ،فعقد أول اجتماع في عالقات العمل الصناعية ،خالل مراحل النمو
لندن سنة 8181وحضره ممثلون عن ايطاليا، الاقتصادي والتكنولوجي ،أصبح الدخول في التفاوض
فرنسا ،بولونيا ،أملانيا وسويسرا .أما املنظمة العمالية بين الطرفي العمالي وأرباب العمل ضرورة وحتمية
الدولية الثانية ،فكانت بين سنة 8181إلى 8781 لفض الصراع داخل محيط العمل .وبالتالي أصبحت
حيث شهدت أوروبا الغربية في سنوات 8111إلى النقابة ضرورة فهي عبارة عن جهاز تنظيمي يضم
8171إضرابات بسبب سلبيات التصنيع والبطالة جماعات تمثيلية عمالية ،تعبر عن مطالبها وتدافع
التي أخذت تنتشر على أوسع نطاق ،فأقرت الفئات عن مصالحها ،من نقابات عمال آلاراض ي ،التجار،
العمالية بضرورة تعاون دولي لحماية العمال، املوظفين ،ألاطباء..
وتشكلت املنظمة الدولية الثانية في باريس ،8117 ومن وجهة نظر املنظمة العاملية للشغل باعتبارها
وكان هذا التاريخ إلاقرار على تقصير ساعات العمل أعلى هيئة تنظيمية عاملية تختص بعالم التشغيل
إلى 1ساعات وإقرار ألاول من مايو 8171عيدا وبالعمال ،فإنها تعترف بأن املنافسة العاملية تجعل
للعمال. ألاعراف والحكومات تعمد إلى التخفيض في تكلفة اليد
وأخيرا تشكلت املنظمة الدولية الثالثة بين العاملة ،وترى هذه املنظمة أن العوملة هي "ظاهرة
8781إلى 8797بعقد مؤتمر في موسكو سنة 8787 يجب أن تخضع للرقابة وأن يتم التحكم فيها من
65
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
بمشاركة العمال عن طريق زيادة أجورهم ورفع حضره وفود 79دولة من بينهم الزعماء الشيوعيين في
مستوى معيشة العمال ،وضمان تكافؤ الفرص أمام أمريكا ،وكان عقد مؤتمر املنظمة الثالثة سنة 8791
الجميع" وهذه املنظمة هي من أهم املنظمات الدولية ليقوم بإنشاء ألاقسام والفروع الشيوعية في كل أنحاء
التي تعالج قضايا العمال وتحمي شروط العمل، العالم ،كما تم عقد مؤتمر " للكومنترن" في سنة
ويوجد مقرها في جنيف منذ .8718وبعد الحرب ( 8798هي مجلس النواب في ظل الحكم الشيوعي
العاملية الثانية أصبحت منظمة العمل العاملية لها اللينيني بعد ثورة )8789واضطر "لينين" إلى تكوين
صالحيات جديدة تتمثل في التكامل بين السياسات خاليا نقابية في أغلب دول العالم إال أن اتجاه آخر
الاقتصادية والسياسات الاجتماعية ،لكنها كانت يضم الاشتراكيين في أوروبا رفض التعاون معه فانبثق
تعمل على عقد الاجتماعات لتحليل الواقع في سنة 8799ما يسمى " عن اتحادهم
الاقتصادي العالمي دون أن تضع سياسات اقتصادية باألنترناسيونال العمالي الاشتراكي" الذي كان أقرب إلى
واضحة ،ألن الواقع العمالي آنذاك كان يعرف انتعاشا املنظمة الثانية .وعن الاتحاد الدولي لنقابات العمال،
في مستوى املعيشة للعمال خاصة بين سنوات فقد ظهر أمام قوة ونشاط املنظمات الدولية املوالية
ألاربعينات ومنتصف السبعينات من القرن املاض ي، للشيوعية كان إنشاء نقابات العمال النظامية ،فعقد
وذلك ألسباب سياسية تخص انتشار للنظام
2880 2880 2890 الدول
الاشتراكي .لكن الوضع الراهن يختلف عن سابقه،
7.1 89.8 99.7 فرنسا
حيث ترى منظمة الشغل العاملية أن للنقابات في
79.7 78.8 77 أملانيا
اقتصاد اللبيرالي الجديد –في عهد العوملة -دور هام
78.7 17.7 71.18 إيطاليا
يخص تثبيت قاعدتها وقوتها ،لتفادي تراجع منخرطيها
97.9 19 89.9 السويد
وتأثيرها على العالقات املهنية.
81.1 77.8 11.1 بريطانيا
كما يبين ذلك الجدول أدناه نسبة تراجع الانتساب
()1 97.9 99.7 88.8 ال.م.أ
النقابي في أوروبا
مؤتمر في باريس سنة 8117ليشمل دول أوروبا
الغربية ،وأسس بعده الاتحاد الدولي للنقابات عام
تطور نسبة الانتساب (الانخراط) النقابي الى
8787في سان فرانسيسكو.
مجموع العمال في أوروبا
أما عن منظمة العمل الدولية OITفهي
ويالحظ في الاحصاءات الخاصة بنسب
الانخراط في النقابات تضاؤال هاما على املستوى فرع من معاهدة الصلح التي عقدت بعد الحرب
العاملية ألاولى 8787في باريس ،ولقد تم "تعديل
العالمي ،فالجدول التالي يبين تطور نسب الانتساب
مبادئ وأهداف منظمة العمل الدولية في دورتها
(أي الانخراط العمالي) للنقابات في العالم:
السادسة والعشرين بموجب اعالن فيالدلفيا سنة
1002 2888 2881 2881 2888 2881 8711تضمن وجوب تشغيل ألايدي العاملة والسعي
%00 %08 %20 %21 %21 %28 لتحقيق التشغيل ...وتحسين عالقات العمل الفردية
66
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
67
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
النقابي مقترن بمسألة التهديد بنقل مواقع إلانتاج الدول وتواجه صعوبات عدة ويمكن التأكد من حجم
فأي وسيلة تستخدم من قبل العمال والنقابيين هذه املخاطر من خالل التطلع إلى " التقارير السنوية
كاإلضراب للضغط على املستخدم وعلى رب العمل لالتحاد الدولي للنقابات الحرة ،ففي عام 9111سجل
يكون تهديد بنقل مواقع العمل للضغط على حرية هذا الاتحاد خروقات للحقوق النقابية ألاساسية في
التجمع وعلى حق التفاوض وهو الشائع استخدامه في 887بلدا والحظ في عام 9118تزايدا ملحوظا في
عهد العوملة إال أن هذه إلاجراءات القمعية ال تنف الخروقات الخطيرة ،ففي عام 9111تم اغتيال أو
وجود تحدي ومواجهة للمنظمات النقابية باملطالبة خطف أو انتحار بعد تهديد حوالي 981من النقابيين
بحقوق اجتماعية وحريات نقابية ومنع تشغيل كما تعرض 9778للضرب والتعذيب بينما صرف
الصغار .فإن النظام الليبرالي املستجد يستخدم 87877من أعمالهم كما تم التصدي لـ 789إضرابا
()8
مختلف العمليات الرأسمالية املتطورة لتحقيق ".
وفرض سيطرته املادية ونفوذه السياس ي ودمجه بين إن هذا الوضع الذي آلت إليها الحقوق
الرأس املال الصناعي والرأس مال املصرفي في مختلف النقابية بفعل العوملة وألامر الذي زاد من تفاقم هذه
الدول لتدعيم قواعد الاحتكار العام للتجارة العاملية الحقوق وتدني الوضع الاجتماعي للعمال هو البعد
وعائداتها كما أن إخضاع و " التهام " الرأس املال املتزايد بين أمكنة إلانتاج ومواقع اتخاذ القرارات
الوطنية وإخضاع اقتصاديات البلدان ألاقل تطورا في إلاستراتيجية كذلك إن تطبيق نظام العوملة يختلف
املجال الصناعي يمكن أن يتم باستخدام وسائل من بلد آلخر ويختلف من البلدان القوية املصنعة عن
سلمية وغير سلمية أي عسكرية ونهب ثرواتها الدول النامية فهي تخضع لضغوطات صندوق النقد
الطبيعية وبالتالي الانحطاط الاجتماعي واملوت الدولي F.M.Iوتعلم حكوماتها بتطبيق سياسة التخلي
()9
الجماعي للشغيلة الفقيرة " عن املطالب الاجتماعية كشرط لتسديد ديونها كما
لقد قدمت دراسات اجتماعية موضوع أن الشركات الاحتكارية في هذه الدول تشهد استخدام
الانحرافات في ميدان السياس ي والاقتصادي وعالقة غير شرعية من خالل " إغراءات" ألاجور املتدنية
شركات احتكارية عاملية التي تسعى لقمع الحركات وظروف العمل السيئة " فجميع أشكال التميز هذه
العمالية من خالل اغتيال نقابيين ،ألامر الذي وصف تأخذ طابع التفرقة الجنسية إذ أن التلزيم الثانوي
بالبعد العالمي ألشكال الانحرافات الناتجة عن والعمالة املؤقتة أو املوسمية والوظائف بدوام غير
العوملة .ومن خالل الشكل أدناه تتبين الصلة بين كامل والوظائف غير املصرح عنها تقع قسوتها على
()1
صور الانحراف امللموس في املجتمعات الحديثة كاهل النساء ،ففي بعض الصناعات التصديرية
وتطبيق نظام العوملة: تتمركز النساء في أسفل الهرم حيث يضعف ضمان
()8
العمل وهنا غالبا يعملن من دون تنظيم نقابي ".
شكل يبين عالقة الانحراف الاقتصادي وبهذا تكون الشركات املتعددة الجنسيات
والسياس ي في ظل العوملة بالقمع النقابي: بعيدة عن سلطة الحكومات ومتحررة من القيود التي
انح ـ ــراف سياس ي انح ـ ــراف تضعها التشريعات الوطنية وعقود العمل.الحق
68
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
69
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
الاستغالل الالمحدود للشركات العمالقة حيث يالحظ والخصخصة والاستثمار الاجنبي ،فهي آلان غارقة في
في نهاية القرن املاض ي ( )81أن ارتفاعا ملموسا في قيمة الديون مع عجزها عن إلانتاج واملنافسة .وبالتالي هذا
الناتج العالمي مقابل انتشار الفقر والحاجة الوضع ال محال ينعكس على وضعية الطبقة العمالية
وانخفاض ملستوى املعيشة للفئات الدنيا من الطبقة التي هي مرتبطة باملشروع الاقتصادي وبالبرامج
الكادحة في املجتمع وتدهورا في القدرة الشرائية املرحلية في إلاصالح وبالتغيير الاقتصادي العالمي،
للعمال في حين النمو الاقتصادي قد وصل في هذه فتمسها آليات التسريح العمالي وبإلغاء امتيازاتها
املرحلة إلى زيادة بلغت أحيانا .%811وأمام هذه املادية والاجتماعية.
الوضعية فقد تراجع بل ضعف الدور النقابي في وكانت املواجهة ألغلب الدول النامية ومنها
فرض مطالب الطبقات الكادحة في هذه الدول(الهند، أيضا الدول املتقدمة إزاء سياسات التقشف هذه
املكسيك ،افريقيا الوسطى )...على الطبقة الحاكمة املعلنة ،وهذا التقليص الخاص باإلتفاق الحكومي
خاصة في القطاع الخاص الذي بفعل قانون العمل على الخدمات الاجتماعية للعمال ،فكانت اشكال
يزيد من صالحيات أصحاب العمل ويقيد حقوق املواجهة ظهور حركات مناهضة للعوملة منها حركة
العمال ،وبهذا كان ضعف العمل النقابي بسبب سياتل 8777وهي أول ملتقى نضالي للحركات العاملية
التخوف من إضاعة منصب العمل ،وكان الانخراط وجملة " يوبيل " 9111التي تضمنت حملة من اجل
النقابي ضئيال ،بحيث أصبح اللجوء إلى إلاضراب على إلغاء ديون العالم الثالث...الخ
مستوى الوحدات وكثيرا ما يشكل نزاعات عمالية وفي مؤتمر لالتحاد الدولي للنقابات الحرة
()88
ال تمتلك سلطة قاعدية ،واملنظمة النقابية Hcfutسنة ،)87(9111قال " بيل جوردان " السكرتير
القرارات إلادارية فيما يتعلق بإستراتيجية الشركة أو العام لالتحاد أن وضعية العمل صعبة ،وظروف
بتغيير امللكية مما أضعفها. املطلبية العمالية أضحت أصعب ،بحيث أن كميات
ثالثا) الحق النقابي من خالل بعض من التجارب هائلة من الثروة أخذت تتركز في أيدي أناس غير
العاملية : خاضعين للمساءلة ويديرون الشركات العمالقة
أصبح اقتصاد السوق هو النموذج املرجعي متعددة القوميات ،كما يقول رئيس مؤتمر نقابات
املعترف به عامليا ،وهو ما يؤكد ضرورة دعم منظمة جنوب أفريقيا -في نفس املؤتمر السابق -مخاطبا
العمل الدولية ومختلف النقابات والاتحادات النقابيين ملختلف الدول :ان العوملة تزيد من سوء
العمالية وغيرها ...لتطوير أنظمتها قصد تحقيق التوزيع غير املتكافئ للقوة بين ألاغنياء والفقراء وبين
العدالة الاجتماعية والحماية العمالية في ظل هذه البلدان املتقدمة والبلدان النامية ،ومحاربة العوملة
التحوالت الاقتصادية والسياسية للعالم. مسألة معقدة لها أطراف متعددة لجنسيات مختلفة
لقد حملت " العوملة " إلى عالم العمل وإلى والعمل على مواجهة هذا النظام الجديد صعب
املحيط الاجتماعي للعامل مجموعة من التطورات ومعقد.
السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،من بينها تدفق وفي هذا املجال تشير إلاحصائيات الى تفش ي
الاستثمارات ألاجنبية ،تداخل ألاسواق املالية ،زيادة ظاهرة البطالة والفقر في الدول النامية بسبب
70
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
-في فرنس ــا :املؤسسات الصناعية الفرنسية تعيش نصيب الشركات املتعددة الجنسيات في الامتيازات
يوميا على واقع إلاضرابات العمــالية في مختلف املادية ،وأمام كل ذلك كان تقييد الحركة النقابية،
النشاطات الانتاجية ،منها ألسباب إلاغالق وفقا ملسألة مؤداها أن الاستثمارات ألاجنبية ال تتوجه
للمؤسسات العاجزة عن إلانتاج وبسبب املنافسة إال للبالد ذات املستويات املنخفضة من التكاليف
ولتسريح العديد من العمال ،فلقد خفضت خالل وذات الحركة النقابية الضعيفة.
"خمس سنوات ( )8778-71عدد العمال على نحو وإذا كانت السلطة يجبرها وضعها الاقتصادي
دؤوب وما يثير الفزع ليس هو معدل البطالة الذي زاد أن تطبق إلاجراءات الالزمة لتنمية اقتصادها حتى لو
عن %89فقط ،فإلى جانب هذا هناك ما يقارب من كان على حساب الجانب الاجتماعي (من قدرة شرائية،
%18من مجموع العاملين يتعين عليهم التعايش مع وتكاليف باهضة في املعيشة ،وتعطل الاجور )...إال أن
عقود عمل مؤقتة أو بعقود عمل ال تحميهم من النقابات بدورها تتحمل قدرا كبيرا من املسؤولية في
التسريح املفاجئ و %91من كل فرص العمل الجديدة ذلك ،وهذا بسبب الانشقاق والتصدع الحاصل بين
كانت في 8771مؤقتة ال غير في الوقت ذاته تخسر ألاعضاء النقابيين ،خاصة بين من يؤيد ويعارض
النقابات العمالية أعضاؤها وتأثيرها ومنظورها الاقتصاد املعولم ،حيث انقسمت الهياكل النقابية في
()89
بإستمرار". عدة دول في العالم ،إلى تشكيالت نقابية بخلفية
وعلى هذا فإن النقابات تقود تحديات كبرى، إيديولوجية متعددة ،تعكس تعارضا كبيرا للمصالح
منها مشكلة متعلقة بالدعم املادي وبطبيعة النشاط فيما بين النقابات والعمال .وهنا نستند الى تحليل
الاقتصادي ونوع املنافسة التجارية العاملية التي تحدد خص واقع العمل النقابي في اروبا حيث جاء ":يكمن
استراتيجية املنظمة النقابية " ،فإن قوة الاتحادات أكبر تقصير ارتكبه قادة أوروبا النقابيون في إهمالهم
العمالية تختلف حسب القدرة املادية للتنظيم وحجم تأسيس تنظيم نقابي صلب ومؤثر تنطوي تحت لوائه
الدعم الحكومي الذي تحصل عليه هذه الاتحادات جميع نقابات الاتحاد ألاوروبي ،أن هذا هو السبب
()81
" لعدم وجود مجالس عمالية أوروبية قادرة على
وكخالصة لهذه الدولة ،نستنتج ان دور التحرك ،ولهذا السبب أيضا صار باإلمكان تعزيز
النقابة وقدرتها التفاوضية يختلف باختالف بعض العاملين في املصانع بالعاملين آلاخرين في
()88
املؤسسات الصناعية ،فهي تزداد في الصناعات البلدان املختلفة ".
سريعة النمو حيث تفسر آلية التفاعل للعمل النقابي ولعل التحاليل املقارنة للنشاط النقابي وطبيعة
وللمحيط الذي يعمل فيه ،فتؤدي املمارسة النقابية الحركة العمالية تكون أكثر وضوح ،من خالل بعض
في هذه املؤسسات فعالة ومستوى الانخراط النقابي التجارب من الدول الغربية في ميدان الحق النقابي،
يزداد ،وتكون نتائجه على خدمة العمال ،كتحسين التي تبين لنا عالقة املنظمة النقابية بحقيقة املطالب
أجورهم وتقديم املكافآت والعالوات ونحكم على هذا العمالية ،ومن التجارب التي نستند إليها التصنيف
بأن هناك فرضية أساسية وهي أن تطور العمل التالي :
-8و اقع النقابات في الدول املتقدمة:
71
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
-في بريطاني ــا :نعود في الحديث عن املمارسة النقابية النقابي يكون في كنف اقتصادي مزدهر ( وليس
إلى عهد تولي زمام الحكم حزب املحافظين في ماي العكس)
()91
و الذي كان يقوده "جيمس برايور Prior 8797 -في الواليات املتحدة ألامرييية :لقد انخفضت قوة
فكلف بكبح سلطة النقابات العمالية حسب العمالة ألامريكية وأيضا انخفضت الفئة من الحاملين
املنتخبين املحافظين وإخضاعها لحكم القانون، لبطاقة النقابات العمالية ،أي املنخرطين فيها -كما
فكانت إضرابات العمال تشل صناعة الصلب وهو وضحنا سابقا في الجدول -يعود إلى تراجع الوعي
أول إضراب من نوعه كانت له آثار واسعة وعرض الطبقي فهذا معيار أساس ي للمحللين إلاجتماعيين.
أمره على املحاكم وتوالت إلاضرابات إلى أن عمت وتعود عوامل ذلك إلى التخلي عن التفكير بالصراع
القطاعين العام والخاص بداية من 91جانفي 8711 والتعارض مع مصالح أرباب العمل ،والى ظهور مطالب
،فهنا أصدرت الحكومة آنذاك قانونا خاصا عرف وحركات جديدة تتعايش والتنظيم الجديد كنقابة
بقانون العمل الجديد ،تضمن مسؤولية إلاضراب الشراكة ،التسيير الجماعي ،إعادة التأهيل ،التكوين
وحددت مواده طبيعة العقوبات على ذلك. العمالي لرفع املردودية ،شرط لحماية املكتسبات
ولقد تجسد الواقع النقابي هذا ،من خالل العمالية في العمل .
حدة التنافسية التي عاشتها للعديد من النقابات فكل كذلك أثبتت إلاحصائيات في الو.م.أ عن
نقابة ترغب في أن تحافظ على عضوية املنتمين إليها، إحدى الشركات العمالقة شركة Caterpillarتحت
وتعمل على زيادة أعضائها وهي تعارض النقابات إدارة " " Donald Fitesالذي إثر خسارتها التجأ إلى
املنافسة لها ،حيث جاءت أثرها اتفاقية على شكل التخلي عن بعض ألاجزاء وتفضيل عمال آخرين كيد
الئحة مبادئ " برلنجترون " Bridluigtonهدفها عاملة رخيصة الاجر من اليابان واملكسيك وكانت
التخفيف من حدة النزاع بين النقابات. نقابة )United Auto Workers( UAWتمثل نحو 81
-في أمل ــانيا الاتحادية :لقد نجحت الحكومة ألف عامال منهم 1/8منتسبين إلى هذه النقابة ،إال أن
()98
في تحقيق ذروة استقطاب لالستثمارات ألاملانية الرأسمالي Fitesأعلن عن تشغيل عاملين جدد بأدنى
عن طريق املنح النقدية السخية في املبادالت التجارية أجر من ألاجر املتفق عليه مع النقابة ،وعندما اللجء
العاملية ،ورغم أن أملانيا هي البلد الغني نسبيا والذي الى إلاضراب كان إعالنه عن تعويض العمال املضربين
يعرف الرفاه موزعا بين سكانه ،إال أن النقابات لم ،فإن قانون العمل ألامريكي يمنع تسريح املضربين،
تسلم من وجود تذمر لوضعية العمال ،ففي عهد إال أنه يسمح باالستعانة بعمال ممتنعين عن إلاضراب
املستشار " هاموت كول " وأيام الحملة الانتخابية في ملواصلة إلانتاج "(.)87
ماي 8778بمدينة سكوبو Schhopanوبمصانع ومن خالل هذه السياسات املجحفة ضد
Bunaالحظ إحباطا لدى السكان حيث كان البعض املضربين كان على النقابات إعادة النظر في هياكلها
يصـرخ " فكروا في عائلتنا " وطالبت رئيسة النقابة وفي أسلوب عملها وخلق سياسة جديدة ،ملواجهة
العمالية لهذه املصانع ،بحماية 1آالف فرصة عمل التحديات الجديدة والستعادة ثقة الطبقة العاملة في
متبقية من 81ألف. العمل النقابي.
72
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
-التجربة البرازيلية :تتبنى البرازيل سياسة -التجربة البولندية :تمثلت التجربة البولندي في كثير
الخصخصة للعديد من املؤسسات الاقتصادية، من الفوض ى وإلاضرابات والاحتجاجات الاجتماعية،
فكان التسريح الكبير للعمال ،والتهميش الكلي للطبقة فكان التوجه نحو الخصخصة والاستثمار ألاجنبي
العمالية باستغاللها وذلك من خالل تقليص أجورها، لعالج ألازمة ،شأنها شأن باقي الدول التي عرفت النهج
وزيادة ساعات العمل وحتى بإستخدام قوى عاملة الشيوعي سابقا ،فكانت النتائج التي خلفتها مشروعات
من النساء وألاطفال بأقل تكلفة في العديد من القطاع الخاص تقليص للعمالة غير املؤهلة،
القطاعات إلانتاجية (الفالحية والصناعية) لصالح فارتفعت معدالت البطالة حيث وصلت إلى % 71في
الشركات املتعددة الجنسيات " وقد برهن بالفعل أوائل التسعينات من القرن املاض ي ،كما انخفضت
إلاصالح الاقتصادي عن نتائجه الكارثية داخل العالم أجور العمال وارتفعت ألاسعار وكانت السلبيات في
الثالث ،وظهرت عواقبه الاجتماعية في أمريكا الالتينية تدني ملستوى املعيشة للطبقات الكادحة خاصة
()99
بعد الانهيار الاقتصادي بداية في املكسيك والبرازيل الطبقة العمالية.
خالل الثمانينات والتسعينات ثم ألارجنتين سنة وتعد نقابة "التضامن" التي تأسست سنة
)97(" 9111وأمام هذه التجاوزات التي مست القوى 8718كنقابة مستقلة عن الحزب الشيوعي النقابة
العاملة وحتى التوازن البيئي للدول ،كانت التي تعمل على ترسيخ إلاصالح الاقتصادي حيث
الاحتجاجات منظمة من طرف النقابات ومنظمات حققت سنة 8717مقاعد في مجلس النواب وساهمت
املجتمع املدني والحركات املناهضة للعوملة الرأسمالية في املشروع الاقتصادي ملا بعد الشيوعية ،بالتركيز على
دون تحقيق غايتها. التفاوض مع أرباب العمل ومع الحكومة حول مسائل
إن التغير الاقتصادي والسياسات املوجهة في التعاقد والاجور ...ولكن مشكلة القطيعة بين هذه
مختلف دول العالم بما فيها الدول النامية نحو تبني النقابة والطبقة العمالية أضحى جليا بعد اهتمام
نظام العوملة ،بدعوى حياة أفضل واقتصاد أحسن أعضاء النقابة بالسلطة واملناصب العليا في الحكم
لم يحقق سوى املعضالت الاجتماعية ،وإذا كان رجال البرملاني ،وبالرغم من ان الاقتصاد البولندي في هذه
ألاعمال والاقتصاد يدعمون التجارة الحرة والتنمية املرحلة قد عرف رواجا ونموا ملموسا بمعدل %91
ويستخدمون املقاييس الاقتصادية مثل إجمالي الناتج سنة ، 8777إال أن وضعية العمال كانت مزرية من
الوطني ،فإن على الواقع ال تتحقق هذه املقاييس ألنها حيث انخفاض قدرتها الشرائية ومشاكل عدة في
ال تنفع التنمية الشاملة ،وال النمو الحقيقي لنمط العمل ،فكان اللجوء الى إلاضرابات العمالية تعبيرا
الاقتصادي لدول الجنوب وإنما هي لصالح املؤسسات عن أزمة العمال مع القيادة النقابية لنقابة "
املتعددة الجنسيات " ،لقد التزمت دول شرق آسيا التضامن " التي لم تخدم مصالحها ،وأصبحت ال
باإلصالح الاقتصادي ،لكن ماذا حدث ؟ 71مليون تمثل إال الطرف الحكومي فهي بعيدة عن القاعدة
أندونيس ي يعيشون البؤس ...وفي روسيا أصبح %11 خاصة بعد تضاؤل عدد منتسبيها من %71إلى% 11
من املجتمع يعيشون حالة الفقر "( )91فهذا ما آلت وهذا يمثل أزمة في العمل النقابي لهذا البلد.
73
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
للقرارات والاتفاقيات العمالية الجماعية والاهتمام إليه العوملة وهذه هي وضعية الشعوب ،العالم أمام
أكثر بمسألة النضال ضد البطالة وسوق الشغل، تباطؤ في الحركة النقابية وفشلها في التغيير.
()98
التي تخص الطبقة فحسب جريدة املناضل وعن التجارب النقابية التي شهدها الحقل
العاملة في املغرب ألاقص ى ،حددت ثالثة مستويات النقابي في العالم الرأسمالي أيضا ،فإن آثار العوملة
متعلقة بالجانب التنظيمي وكذا الجانب املطلبي على قوة الفعل النقابي في املؤسسات الصناعية منها
الخاص بالنضال العمالي وهي: التجربة امليسييية( )98فحول مضمون هذه التجربة
-8كيف يمكن تنظيم املطرودين داخل النقابات؟ حيث بأن فعاليات العوملة وأثرها على الحق النقابي ونوع
ال يوجد هيكل تنظيمي داخل النقابات لتنظيم العمال العالقات املهنية بعد الدخول في نظام العوملة ،قد
املطرودين وبالتالي ضرورة دمج مطالب بخصوص أضعف من قوة العمل النقابي ،وأدى إلى الاختالل بين
البطالة والتسريحات والنضال ضدهما. الفعل النقابي ونوع املطالب العمالية ،وكان ذلك من
-9املطالبة بترسيم العمال املؤقتين واملتدربين. خالل بحث ميداني ألنواع النقابات ونشاطها في
-7املطالبة بالتعويض عن البطالة وذلك بإحداث ضريبة املؤسسات الصناعية التي منها نقابات محلية
على رأس املال واملقاولين ويجب أن تكون هذه ( )G.T.Mونقابات مستقلة ( )FATوملخص هذا
التعويضات بقيمة الحد ألادنى لألجر املتقاض ى من البحث يتجلى في أن دور النقابات أصبح موجه لتطوير
طرف العمال لتحقيق حاجياتهم الاجتماعية ،وهذا أشكال التفاوض والتوافق مع إلادارة للحفاظ على
التعويض نقطة انطالق لتجسيد وحدة العمال، وظائف العمال.
وتتجسد الحقوق النقابية في تطبيقها وتوضح الدراسة مسألة هامة تتعلق بأن
للنضال النقابي وذلك في مجموع الدول السابقة، السبع مصانع التي أجريت عليها هذه الدراسة هي من
كانجلترا ،وفرنسا،بولندا البرازيل واملغرب ،وأنها أهم املؤسسات املعترف لها بفاعلية التسيير وإلانتاج،
جمعت نقاط مشتركة ملطالبها: وأن امللكية تعود إلى شركات متعددة الجنسيات،
ضرورة إقرار الحقوق النقابية وتجسيد الحق في وتعتمد في سيرورة العمل على التركيب وإنتاج قطع
التنظيم النقابي. الغيار واملحركات ،وتضم في مجموعتها 1811عامال،
تحسين ظروف العمل والشروط التفاوضية. نصف هذا العدد هو منخرط في نقابات متعددة منها
ضرورة إشراك النقابات في مختلف القرارات املستقلة ومنها التابعة للمؤسسات املحلية ...واملالحظ
واملشاريع الحكومية. في هذا البحث أن كل املمارسات النقابية هي معبر عنها
حماية وتوسيع الحريات النقابية. بغير الشرعية ،وأن صاحب العمل ال يعترف بها.
مراجعة منظومة ألاجور والعالوات.. -1و اقع العمل النقابي في الدول النامية :
وهنا يؤكد النقابيون أيضا في تقاريرهم على ان الدول النامية وواقع العمل النقابي
ضرورة الاستفادة من خبرات التنظيمات النقابية بمؤسساتها الاقتصادية خاصة ،يكون بالتطلع الى أن
الدولية( )99التي ال تختلف فيما بينها في ظروفها ،بحكم ما تعيشه الطبقة العاملة في املغرب ألاقص ى
أنها تتجه إلى نظام عالمي واحد ،يطبق فيه قواعد كمثيالتها من الدول النامية ،حيث الحجم املتنامي
74
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
وتالحم بين النقابات املختلفة ملواجهة السلبيات اقتصاد السوق واملنافسة التجارية بالرغم من
الناجمة عن التحوالت الاقتصادية الراهنة. اختالف اللغات والثقافات والنظم الاجتماعية .كما
()91
وفي مؤلف حول " العوملة البريئة والعوملة التي خصت تقييم إلاصالح أن أغلب التقارير
()71
املتآمرة " للباحثة " ماريا نقريبونتي ديليفاريس " الاقتصادي للدول النامية تؤكد على أن برنامج
حيث ترى وجهة نظر أخرى بأن العوملة لها وجهان، إلاصالح الاقتصادي قد أدى إلى تصاعد كبير في تدفق
وجه بريء يتمثل في التجارة العاملية الحرة ،والوجه رؤوس ألاموال الاجنبية ،لكن مع رفع تكاليف املعيشة
املتآمر وهو مصدر للتباين والظلم في العالم ،فلقد لجميع املواطنين ،وأدى ذلك إلى انحسار فرص العمل
أجبرت الدول النامية لفتح حدودها للتجارة العاملية (خاصة الشباب ذوي الشهادات) وإلى تفش ي البطالة
دون أن تكون مستعدة وأصبح البقاء لألقوى ،وترى وانخفاض ألاجور الحقيقية في جميع القطاعات
هذه الباحثة أن نوعية الحياة الاقتصادية وتدهور نوعية الخدمة الصحية والتعليمية
والاجتماعية ،تمثل مجموعة من التطورات املتوازية والاجتماعية بشكل عام -هذا حسب التقارير
التي ترجعنا إلى ظروف العصور الوسطى وتستعرض السابقة -عن برنامج إلاصالح الاقتصادي في الدول
في بحثها مجموعة من املعطيات إلاحصائية منها أن النامية ،ومن إلاحصائيات أرقام ونسب عن دولة
811مليون طفل يعملون في ظروف سيئة منهم من مصر تدل على ارتفاع العجز في امليزان التجاري (7.9
يباع فهي بمثابة أسواق جديدة للعبودية)78(.وبذلك مليار دوالر 8778/78بعدما كان 9.8مليار دوالر عام
فإن الحركة النقابية هي املسؤولة عن وضع الطبقة )8718وتصاعد حجم الدين إلى أن وصل 811مليار
العاملة وهي التي عليها أن تحمي حقوق العمال بتنظيم ...بعدما كان )... 87
الصفوف ،وبتحديث آلياتها النضالية وليس إلقاء فكانت املعارضة واملناهضة ضد العوملة من
اللوم على العوملة "،فهناك من ال يرى القطب املواضيع التي أثارت اهتمام العديد من الباحثين
إلانساني من العوملة ويصب غضبه على العوملة وعلى فنجد أطروحة " أجيتون كريستوف "( )97التي قدمها
التكنولوجيا كما فعلت الطبقة العاملة في فجر الثورة في كتابه " العالم لنــا " تتناول عدة إشكاليات منها:
الصناعية حين لجأ العمال إلى تحطيم آلاالت لضعف إشكالية العالقة في العمل بين املستوى املحلي والعمل
وعيهم وعدم إدراكهم بأن آلاالت أنها تخدم مصالحهم على املستوى العالمي كذلك العالقة بين البحث عن
في املدى البعيد ألنها تخفف من أعباء عملهم ...إن الهوية في كافة أشكالها متضمنة مطالب النقابات
سبب تعميق استغاللهم ورمي بعضهم في أحضان وبين ضرورة التحالفات الواسعة على مستوى
البطالة أنها هي العالقات الرأسمالية التي يجب توجيه القطاعات الاجتماعية من اجل مطالب أكثر عمومية
()79
فإن البطالة وانتشارها من النض ــال ضده ــا "... وصاغ فكرة هامة كانت حول إمكانية تحول هذه
املسائل التي يطرحها الحق النقابي ،كحق من حقوق الحركات إلى محرك نحو عوملة بديلة من خالل وجود
الانسان ( العمل) والتي تضاعفت نتيجة لهذه رؤية مشتركة للعالم ومن خالل توسيع الاتصاالت بين
الشركات الاحتكارية التي تزداد انتشارا في العديد من الحركات النقابية حتى تتحقق الديمقراطية النقابية
دول العالم الثالث خاصة لفرض سيطرتها" ،فتقرير
75
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
الوطنية ،لتصبح البطالة أمرا مفروضا على الاستثمار لعام 8779جاء بأن شركة ABBالتي تكونت
املجتمع..وتؤثر العوملة بصورة مباشرة في الطبقات عام 8719من اندماج سويدية " "ASEAبأخرى
الفقيرة في الدول العربية وعلى اليد العاملة داخل سويسرية ضخمة " "Broun Boveryوالتي استثمرت
()78
الدولة ،مما تزيد من البطالة فيها". 7.8مليار دوالر شملت اندماج 81شركة أخرى
رابعا) التحديات اليبرى للنقابة ...في ظل العوملة: وتسيطر حاليا على 8711شركة منها 871في بلدان
()77
أدت إلى إن هذه الظروف الصعبة، العالم الثالث و 18في بلدان شرقي أوروبا ".
استبدال النقابات إلستراتيجيتها املطلبية من إدراجها فإن هذه الشركات هي املسؤولة عن
في مسائل تخص املشاركة في اتخاذ القرارات استغالل العمال وعن تحديد ألاسعار ووضع القواعد
الضرورية للعمل ومستويات هذه املشاركة من لتحقيق أكبر ربح ،وتطوير قوى إلانتاج واملنافسة
مستوى الاستماع إلى مستوى املناقشة فمستوى وغيرها ...وللنقابات دور في الحد من هذه السياسات
()78
هذا بالرغم من وجود صراع التصويت املمارسة من قبل الشركات الاحتكارية ،فكما قيل فعال
صناعي(اضرابات) بين العمال وأرباب العمل وحتى مع أن العوملة " تقوم على اقتصاديات املنفعة وإحالل
()71
إلادارة في مسائل قوامها تحسين ظروف عيش العمال العالقات الاقتصادية الليبرالية في العالم" .
واملحافظة على فرص العمل للعمال ،دون جدوى إن استغالل اليد العاملة وتعويضها بأخرى،
"وقد أدى هذا التغير ال فقط إلى تآكل النقابات أينما توفرت الظروف يحول دون تحقيق وضمان
العماليةن وإنما أيضا إلى إفراز بيروقراطية نقابية املنصب وبالتالي إن هذه الظروف وغيرها ...من
()79
حيث عاجزة عن تعديل القوى لصالح العمال . التأثيرات املباشرة وغير مباشرة لظاهرة عوملة
يتمثل سبب هذا العجز في كون اهتمامات العمال الاقتصاد التي تنعكس على الحق النقابي وعلى
تنحصر في زيادة ألاجور والاشتراك في ألارباح ،في حين الطبقة العمالية وعلى آلياتها املطلبية .كما أن التطور
اهتمامات أصحاب العمل في جني ألارباح وهنا يحدث النقابي في املسائل التنظيمية هو محرك الاساس ي
التصادم بين الفريقان ،فيأخذ العمل النقابي أشكاال ملمارسة حقيقية للعمل النقابي الناجح في الواقع ،أي
عديدة منها إلاضراب والاحتجاج ،وتكون مواقف باكتساب منهجية موحدة ملطالب عمالية في مختلف
أصحاب العمل (من أرباب عمل ومسيرين) التهديد القطاعات الصناعية في الدول النامية لحمايتها
والفصل وأحيانا إغالق املصنع إلجبار العمال على كحقوق ولتحقيقها كأهداف.
تغيير مطالبهم ،أو العمل على القضاء على النقابة وال تقتصر آثار العوملة على النظام الدولي
ويحل هذا الجهاز ويتم فصل املمثلين أو معاقبتهم أو فحسب ،وإنما تمس حياة الانسان وتؤثر فيها ،أينما
استخدام العنف ضدهم في الكثير من ألاحوال في كان بشكل مباشر و غير مباشر ...ما دامت العالقات
الدول الصناعية منها وخاصة الدول النامية. الاجتماعية تقوم على أساس العامل الاقتصادي وهو
وفي مفارقة أخرى تعتمد النقابة على املسايرة العامل املهيمن في العالقات الاجتماعية ،وأن الدولة
والتأقلم والتهدئة للوضع الذي تمر به املؤسسات غير قادرة على فرض قيود على السلع والخدمات
إلانتاجية الصناعية ،منها في خضم مصطلحات الاجتماعية ،وانما غير قادرة على تنمية صناعتها
76
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
كما أن التوجه للعمل النقابي في ظل اقتصاد جديدة للمهمة النقابية من كالنقابة "املقاولة" إلى
السوق و نظام العوملة ،قد جعل الباحثين والنقابيين "املواطنة" من جهة ضعف ثقافة العمل وأيضا غياب
يقترحون بعض الحلول لتقوية النضال النقابي أمام وفراغ في القانون ألاساس ي الخاص بالعمال من جهة
تنامي سلطة أرباب العمل ،فهذا الك ــاتب Don Gallin ثانية ،وإن "التغير الاجتماعي الذي يحدث في
( )11في كتابه يرى بأن على النقابة أن: املجتمعات الصناعية املعاصرة ينعكس على طبيعة
تقوم باستعمال إستراتيجية متكيفة مع الظروف النضال العمالي كطبقة ،ويعد هذا التغير صفة
آلاتية وتحسين هذه إلاستراتيجية بنظرية املوقف في أساسية من صفات املجتمع وال يمكن أن يخضع
تسوية الخالفات. إلرادة معينة بل أنه نتيجة لتيارات اجتماعية وعوامل
اتباع سياسة التحالف للدفاع عن حقوق ألافراد. ثقافية واقتصادية وسياسية ،يتداخل بعضها في
()71
توظيف العنصر النسوي في العمل النقابي ( منها بعض ويؤثر بعضها في بعض" ...
نسبة اليد العاملة النسوية في أوروبا سنة 8777 فالحركات العمالية اليوم هدفها مواجهة قوى
يتجاوز .)%19 السوق وتسعى إلى تحقيق نقابية عاملية على أنقاض
ترقية سلوك وثقافة أعضاء املنظمات النقابية الليبرالية العاملية ،والدور النقابي الحديث يتجلى في
بالتخلي عن الطرق الكالسيكية في املجال التفاوض ي. ممارسات للحق النقابي املناهض للعوملة واشكالها،
تكوين مطالب منطقية (مسألة ألاجور ،الاستقرار خاصة على مستوى دول أمريكا الالتينية وفي آسيا،
الوظيفي ،ساعات العمل )... هذه النقابات التي تأخذ على عاتقها تحديات متعددة
اكتساب التجربة من مختلف القطاعات املحلية منها :ضعف البنى الاقتصادية ،الفقر ،البطالة ،غياب
إن الحق في املمارسة النقابية وفي التوعية ألاجور وغياب الشروط املواتية للعمل ...الخ.
العمالية حق من الحقوق ألاساسية ،حتى تكون نسبة وهنا نسجل بأن " الحجة التاريخية للنقابات
الانخراط في املنظمة النقابية كبيرة وتزداد القوة تستند في نضالها من أجل الاعتراف بها اعترافا قانونيا
التفاوضية للنقابات .ومن جانب آخر عرفت املسيرة كطرف في املفاوضات على ألاجور واملسائل العمالية
النقابية في العالم أسلوبا مغايرا من املمارسة النقابية املختلفة ،تستدل إلى القول بأن صاحب العمل ليس
ومنعطفا جديدا ،يتمثل في بعث نقابات اندماجية عبارة عن فرد قانوني كالعامل أي الفرد ،ذلك أن
واتحادات عمالية عاملية ،تجتمع وتعقد مؤتمراتها صاحب العمل يحشد خلفه إلامكانيات الفنية واملادية
الدولية ملناقشة معايير العمل وحقوق العمال، ...على خالف العامل الذي يفتقر إلى هذا الدعم
ومواجهة قرارات منظمة التجارة العاملية ومن ويملك قوة جهده وقد اضطرت املؤسسات الصناعية
اللقاءات الهامة اللقاء ،الذي تحت شعار( )18لنجعل الرأسمالية إلى التسليم بهذه الحجة ،فأصبحت
()77
مسيرة العوملة تسير في مصالح التنمية وشعوب العالم النقابات تمثل طرفا في التعاقد معترفا به قانونيا ".
77
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
(7) Rapport annuel des violations des droit قوانين عادلة ،ويحترم فيه معايير العمل طبقا ملا ورد
syndicaux (2002), confédération international في ميثاق منظمة العمل الدولية.
des syndicaux libre, Bruxelles.www.itrus- الخالصة:
csi.org إن العوملة هي لحظة من لحظات التاريخ
( )1ابراهيم عبد الهادي امليليجي ودمحم محمود املهدلي: الحضاري العالمي ،وهذه اللحظة هي متداخلة أشد
العوملة و أثرها على التخطيط الاجتماعي ،املكتب تداخال في املعاني واملفاهيم وأنها تملك آليات متعددة
الجامعي مصر ،1999ص.899 اقتصادية وسياسية وأخرى ثقافية ،وهي توظف
( )8آالن غريش :أطلس العوملة ،ترجمة سمير عطية، مفاهيم متعددة لها أشكال واسعة ومعممة ال يمكن
مطبعة دار الكتب ،لبنان ،9117صص .98-91 حصر مجالها في إطار ضيق أو أحادي ،إال أن ضرورة
( )8آالن غريش ،مرجع سبق ذكره ،ص .98 التمييز فيما بينها ،فاملوضوع املتعلق بالطبقة العاملة
( ))9ابراهيم استنبولي :الحوار املتمدن ،العدد 117 وواقعها ومطالبها وحقوقها ،يجعلنا نركز على الجانب
( )71/8/11في instanb57@mail.sy :عنوان املقال : الاقتصادي للعوملة خاصة ،فالنظام الاقتصادي
العوملة الليبرالي الجديد يستغل قوى وثروات الشعوب النامية
نهاية أسطورة. لصالح ثراء وهيمنة أقلية من الدول ،ولزيادة العوائد
( )1علي عبد الرزاق جلبي :املشيالت الاجتماعية ،دار وألارباح لصالح الشرك ــات الضخمة مقابل إدارة
املعرفة الجامعية ،إلاسكندرية ،9118ص 889 واستغالل العمال ألهدافها ،وحينها يجب على
( )7حامد عمار :مواجهة العوملة في التعليم النقابات أن تقف أمام خيار التحدي لهذه الوضعية
والثقافة ،مكتبة الدار العربية للكتاب ،مصر ،9111 وحماية الطبقة العاملة ،ووضع إستراتيجية عمل
ص .11 جديدة بتفعيل نشاطها كمنظمة عمالية ،من خالل
( )81ضياء مجيد املوسوي :سوق العمل والنقابات تواصلها فيما بينها كنقابات واكتساب التجارب،
العمالية في اقتصاد السوق الحرة ،ديوان وإعطائها حق التمثيل العمالي ،واستقالليتها وحريتها في
املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،9119ص .889 ممارسة الحق النقابي.
()88املرجع السابق ،ص .888
( )89موفق النقيب :العوملة وألامركة ،دار الرائي، قائمة املراجع :
دمشق ،الطبعة ،9111 ،8ص.88 ()8حزب العمل الوطني الديمقراطي (تونس) نشرية
( )87بيتر ألكسندر :العوملة ومقاومتها ،مجلة نظرية داخلية ،العدد 9ماي/جوان ،9119على
الاقتصاد واملجتمع ،الرباط ،العدد ،7املغرب، Ayassar@hezbelomal.orrgاملوقع الالكتروني:
نوفمبر،9119صص .89/88 (9) Rapport sur le travail dans le monde ,
( )81دمحم الزناتي :العوملة رأسمال جامع وديمقراطية organisation internationale du travail, Grève
منتكسة ،مجلة الاقتصاد واملجتمع ،مرجع سابق، site: internet www.ilo .org
صص .7-1
78
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
ـ L'industrie automobile au Mexique ( )88كاوجة دمحم الصغير :أداء املنظمات النقابية في
livre: Relations industrielles, 2003, vol 58 ظل التحوالت الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،
n°01. إلالكتروني: املوقع على ، جسور مجلة
, http://id.erudit.org/dérudit www.jusur.net
( )98عن جريدة املناضل-ة بتاريخ ألاحد 8ماي ــو ( )88هانس بيتر مارتين وهارك ،فخ العوملة ،مرجع
،9118العدد ،9املوقع الالكتروني: سبق ذكره ،ص .781
webmaster@almounadil-a info ( )89املرجع السابق ،ص .988
( )99يحيى أبو زكريا :الحركة النقابية ،التعددية ( )81مدحت القريش ي ،اقتصاديات العمل ،دار وائل
النقابية ،الثقافة النقابية ،ثالثي موحد لبناء للنشر ،ألاردن ،9119،ص .811
الديمقراطية ،مقال في املوقع الالكتروني : ( )87هانس بيترماتين وهارالد شومان ،مرجع سبق
bilahoudoud.net /shouth ذكره صص .871-879
() 91جودة عبد الخالق :سياسات التثبيت والتييف ( )91اللورد دينيج :نقابات العمال بين العمال
الهييلي في مصر ،إصالح اقتصادي أم مرض؟ تقرير والسياسة ،ترجمة هنري رياض ،دار الجليل ،بيروت،
مقدم للمؤتمر العلمي للبحوث الاقتصادية ،القاهرة لبنان ،8719ص.91/98
،8779ص .81 ()98هانس بيترمان ،مرجع سبق ذكره ،صص -797
( )97ارجع :أجيتون كريستوف :العالم لنا ،ترجمة .797
طارق كامل ،مكتبة النشر والتوزيع ،دمشق .9118 ( )99انظر كاوجه دمحم الصغير ، :مرجع سابق مأخوذ
( )71 Maria Negreponti-délivarris, عن صدف دمحم محمود :دور النقابات العمالية في ظل
Mondialisation innocente et mondialisation التحول الاقتصادي خالل فترة التسعينات.املوقع
conspiratrice, ANDRU, Alger n°4, 2008, p 235. الالكترونيwww.peps :eu.eg/esdc:
(78) ibid., p.244. ( )97دمحم العودي :فقراء زمن العوملة ،دار التوحيدي
( )79سعاد خيري :العوملة وحدة صراع للنشر والتوزيع ووسائط الاتصال ،الرباط ،ط،8
النقيضين(عوملة الرأس مال والعوملة إلانسانية)، ،9111صص .89-88
دار الكنوز ألادبية ،بيروت ،9111 ،ص .89 ( )91دمحم عبد القادر حاتم :العوملة ما لها ...وما
( )77املرجع السابق ،ص .19 عليها ،الهيئة املصرية العامة للكتاب ،مصر،9118 ،
( )71جاسم دمحم زكريا :مفهوم العاملية في التنظيم ص .91
الدولي املعاصر ،منشورات الحلبي ،دمشق ،9118ص ( 98) CHRISTIAN Levesque, Article: la
.119 mondialisation et le pouvoir des syndicaux
)78سهيل حسين الفتالوي :العوملة و آثارها في locaux de
الوطن العربي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
ألاردن ،ط،9188 ،9ص978.
79
جوان 1028 العدد الثاني مجلة دراسات في حقوق إلانسان
80