Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫‪move trade union action in the current situation, beside‬‬


‫‪the democratization of the union , the development of‬‬ ‫الحقوق النقابية‬
‫‪relations and cooperation between regional and local‬‬
‫‪trade unions are also the tasks that today's union seeks‬‬ ‫(نماذج لنقابات عالمية)‬
‫‪to confront globalization and new forms of the global‬‬
‫‪economy.‬‬
‫د‪.‬بن حمزة حورية – جامعة الطارف –‬
‫‪Keywords: trade union right, freedom of association,‬‬ ‫‪houriabenhamza@yahoo.fr‬‬
‫‪union, economic establishment.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يمثل الحق النقابي أحد اهم الحقوق‬
‫امللخص‪:‬‬
‫الانسانية حيث تعود الى أقدم الحقوق املدنية‬
‫يمثل محتوى هذا املقال قراءة ألهم‬
‫والسياسية التي جسدتها نضاالت الطبقة العمالية في‬
‫التي تبرز حق‬ ‫الجوانب التشريعية والتنظيمية‬
‫اروبا في نهاية القرن الثامن عشر وخاصة بعد الثورة‬
‫النقابي‪ ،‬ومدى تطبيقه في محيط العمل خاصة في‬
‫الفرنسية سنة ‪ ، 8971‬وتعيش الحركة العمالية‬
‫ظل التحوالت الاقتصادية الراهنة بانتشار الشركات‬
‫والنقابية آلان تطورات مغايرة في آليات نضالها‪ ،‬وتؤكد‬
‫العاملية ‪ ،‬والتطرق الى بعض التجارب العاملية‬
‫في مساعيها على حماية العمال في مختلف بدول العالم‬
‫الدول‪،‬‬ ‫للمنظمات النقابية في العديد من‬
‫عبر وسائل الاتصال الحديثة‪ ،‬ومن خالل انتشار‬
‫واستخالص أهدافها وخصائصها وانعكاساتها على‬
‫الواسع للمعلومات عبر الندوات واللقاءات فيما بين‬
‫الواقع العمالي‪.‬‬
‫العمال وممثليهم ‪ ،‬فالحق النقابي وما تضمنته‬
‫فإن تطوير الثقافة النقابية وتوسيع قاعدتها‬
‫مختلف القوانين واملراسيم العاملية جاءت لتدافع عن‬
‫وعضويتها وتطوير آليات ااملمارسة النقابية من‬
‫حقوق العامل وللتصدي ألشكال الاستغالل الذي‬
‫املسائل الجوهرية التي تحرك العمل النقابي في الوضع‬
‫تطبقه الشركات الاجنبية املختلفة في مجال الاجور‬
‫الراهن‪ ،‬إلى جانب دمقرطة النقابة وتطوير العالقات‬
‫والتوظيف وألامن داخل محيط العمل؟ فما هو واقع‬
‫والتعاون فيمابين النقابات إلاقليمية واملحلية هي‬
‫الحقوق النقابية وما مدى تطبيقها في واقع املؤسسة‬
‫أيضا من املهام التي تسعى إليها نقابة اليوم ملواجهة‬
‫الاقتصادية ؟‬
‫العوملة وألاشكال الجديدة لالقتصاد العالمي‪.‬‬
‫أوال) الحق النقابي من وجهة نظراملنظمات ألاممية‪:‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الحق النقابي‪ ،‬الحرية النقابية‪،‬‬
‫تتحدد املمارسات النقابية في القانون الدولي‬
‫النقابة‪ ،‬املؤسسة الاقتصادية‪.‬‬
‫للعمل‪ ،‬من خالل مجموعة من النصوص التشريعية‬
‫‪Abstract‬‬
‫العاملية التي تمثل املصدر الرئيس ي للممارسة‬ ‫‪The content of this article is a reading of the most‬‬
‫‪important legislative and organizational aspects that‬‬
‫النقابية‪ ،‬ومع التحوالت الاقتصادية الراهنة للعالم‪،‬‬ ‫‪highlight the right of trade unionists and their‬‬
‫‪applicability in the work environment, especially under‬‬
‫فإن شروط العمل تتغير باستمرار والتي من شأنها أن‬ ‫‪the light of the current economic transformations by‬‬
‫‪the spread of international companies, addressing‬‬
‫تؤثر على عالقات العمل وعلى الحق النقابي‪ ،‬لذا‬ ‫‪some of the international experiences of trade union‬‬
‫‪organizations in many states and drawing their‬‬
‫سنحاول في جزئنا املوالي عرض أهم املنظمات العاملية‬ ‫‪objectives and characteristics in the labor factsc‬‬
‫‪ontext.‬‬
‫املتعلقة بقوانين الشغل وموقفها من العمل النقابي‪:‬‬ ‫‪The development of trade union culture,also the‬‬
‫‪expansion of its membership base and the development‬‬
‫‪of trade union mechanisms are fundamental issues that‬‬

‫‪64‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫طرف الحكومات الوطنية حتى يقع ضمان التوزيع‬ ‫من وجهة نظرمنظمة الشغل العاملية ‪:‬‬
‫املتكافئ للفوائد الاقتصادية املتأنية من طرف‬ ‫تقوم النقابة بالتعبير عن مطالب الطبقة‬
‫املبادالت والاستثمارات ويجب أن تتم مساعدة تلك‬ ‫العمالية في إصالح وضعها وقصد التغيير من ظروف‬
‫املكونات على إيجاد توازن بين الجودة الاقتصادية‬ ‫العمل القائمة‪ ،‬ومشاركتها في التسيير‪ ،‬كما أنها تشكل‬
‫(‪)8‬‬
‫والعدالة الاجتماعية" ‪ .‬ويقصد بذلك أن التوسع في‬ ‫قوة ضاغطة على صاحب العمل‪ ،‬لصالح العمال‬
‫النشاط الاقتصادي العالمي بشكل حر‪،‬يجب أن‬ ‫وألاجراء‪ ،‬وكل الذين يسعون للدفاع عن حقوقهم‬
‫تقابله شروط لحماية مصالح املوظفين وإلاجراء‪ ،‬فهذا‬ ‫الاقتصادية والاجتماعية والقضاء على أشكال‬
‫ألامر حسب نظر منظمة الشغل ال يشكل عائقا أمام‬ ‫التهميش والاستغالل الرأسمالي‪ .‬ومع تطور وظيفة‬
‫تحرير الاقتصاد بل يعمل على تفادي بعض‬ ‫النقابة وتنوع مهامها من املهام الاجتماعية‬
‫املمارسات السلبية في سوق العمل كعمليات التسريح‬ ‫والاقتصادية وأيضا السياسية‪ ،‬أصبحت تعرف بتلك‬
‫العمالي‪.‬‬ ‫املنظمة العمالية الرسمية التي لها هيكلها التنظيمي‪،‬‬
‫فأول منظمة عمالية دولية تمثلت في تجمع‬ ‫ويكون املنخرطين فيها من العمال في مهن مختلفة‪،‬‬
‫ملنظمات واتحادات من العمال ألاوروبيين خاصة من‬ ‫وال يستثني العمل النقابي الطبقة الشغيلة فحسب‬
‫انجلترا وفرنسا وأملانيا‪ ،‬وجاء ذلك نتيجة لجلب انجلترا‬ ‫وإنما هناك نقابات تخص إلاطارات وأرباب العمل‪،‬‬
‫عمالة أجنبية اثناء إلاضرابات التي عمت صناعة‬ ‫وكل من له وظيفة ومصالح مهنية واجتماعية يسعى‬
‫التعدين سنة ‪ ،8181‬ولقد أوجد هذا إلاجراء لدى‬ ‫إلى حمايتها عبر انخراطه في نقابة مهنية‪.‬‬
‫نقابات العمال البريطانيين شعورا بالحاجة إلى تكوين‬ ‫وبتعقد وتطور نظام العمل وقوانينه‪ ،‬وبتأزم‬
‫منظمة دولية لحماية العمال‪ ،‬فعقد أول اجتماع في‬ ‫عالقات العمل الصناعية‪ ،‬خالل مراحل النمو‬
‫لندن سنة ‪ 8181‬وحضره ممثلون عن ايطاليا‪،‬‬ ‫الاقتصادي والتكنولوجي‪ ،‬أصبح الدخول في التفاوض‬
‫فرنسا‪ ،‬بولونيا‪ ،‬أملانيا وسويسرا‪ .‬أما املنظمة العمالية‬ ‫بين الطرفي العمالي وأرباب العمل ضرورة وحتمية‬
‫الدولية الثانية‪ ،‬فكانت بين سنة ‪ 8181‬إلى ‪8781‬‬ ‫لفض الصراع داخل محيط العمل‪ .‬وبالتالي أصبحت‬
‫حيث شهدت أوروبا الغربية في سنوات ‪ 8111‬إلى‬ ‫النقابة ضرورة فهي عبارة عن جهاز تنظيمي يضم‬
‫‪ 8171‬إضرابات بسبب سلبيات التصنيع والبطالة‬ ‫جماعات تمثيلية عمالية‪ ،‬تعبر عن مطالبها وتدافع‬
‫التي أخذت تنتشر على أوسع نطاق‪ ،‬فأقرت الفئات‬ ‫عن مصالحها‪ ،‬من نقابات عمال آلاراض ي‪ ،‬التجار‪،‬‬
‫العمالية بضرورة تعاون دولي لحماية العمال‪،‬‬ ‫املوظفين‪ ،‬ألاطباء‪..‬‬
‫وتشكلت املنظمة الدولية الثانية في باريس ‪،8117‬‬ ‫ومن وجهة نظر املنظمة العاملية للشغل باعتبارها‬
‫وكان هذا التاريخ إلاقرار على تقصير ساعات العمل‬ ‫أعلى هيئة تنظيمية عاملية تختص بعالم التشغيل‬
‫إلى ‪ 1‬ساعات وإقرار ألاول من مايو ‪ 8171‬عيدا‬ ‫وبالعمال‪ ،‬فإنها تعترف بأن املنافسة العاملية تجعل‬
‫للعمال‪.‬‬ ‫ألاعراف والحكومات تعمد إلى التخفيض في تكلفة اليد‬
‫وأخيرا تشكلت املنظمة الدولية الثالثة بين‬ ‫العاملة‪ ،‬وترى هذه املنظمة أن العوملة هي "ظاهرة‬
‫‪ 8781‬إلى ‪ 8797‬بعقد مؤتمر في موسكو سنة ‪8787‬‬ ‫يجب أن تخضع للرقابة وأن يتم التحكم فيها من‬

‫‪65‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫بمشاركة العمال عن طريق زيادة أجورهم ورفع‬ ‫حضره وفود ‪ 79‬دولة من بينهم الزعماء الشيوعيين في‬
‫مستوى معيشة العمال‪ ،‬وضمان تكافؤ الفرص أمام‬ ‫أمريكا‪ ،‬وكان عقد مؤتمر املنظمة الثالثة سنة ‪8791‬‬
‫الجميع" وهذه املنظمة هي من أهم املنظمات الدولية‬ ‫ليقوم بإنشاء ألاقسام والفروع الشيوعية في كل أنحاء‬
‫التي تعالج قضايا العمال وتحمي شروط العمل‪،‬‬ ‫العالم‪ ،‬كما تم عقد مؤتمر " للكومنترن" في سنة‬
‫ويوجد مقرها في جنيف منذ ‪ .8718‬وبعد الحرب‬ ‫‪( 8798‬هي مجلس النواب في ظل الحكم الشيوعي‬
‫العاملية الثانية أصبحت منظمة العمل العاملية لها‬ ‫اللينيني بعد ثورة ‪ )8789‬واضطر "لينين" إلى تكوين‬
‫صالحيات جديدة تتمثل في التكامل بين السياسات‬ ‫خاليا نقابية في أغلب دول العالم إال أن اتجاه آخر‬
‫الاقتصادية والسياسات الاجتماعية‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫يضم الاشتراكيين في أوروبا رفض التعاون معه فانبثق‬
‫تعمل على عقد الاجتماعات لتحليل الواقع‬ ‫في سنة ‪ 8799‬ما يسمى "‬ ‫عن اتحادهم‬
‫الاقتصادي العالمي دون أن تضع سياسات اقتصادية‬ ‫باألنترناسيونال العمالي الاشتراكي" الذي كان أقرب إلى‬
‫واضحة‪ ،‬ألن الواقع العمالي آنذاك كان يعرف انتعاشا‬ ‫املنظمة الثانية‪ .‬وعن الاتحاد الدولي لنقابات العمال‪،‬‬
‫في مستوى املعيشة للعمال خاصة بين سنوات‬ ‫فقد ظهر أمام قوة ونشاط املنظمات الدولية املوالية‬
‫ألاربعينات ومنتصف السبعينات من القرن املاض ي‪،‬‬ ‫للشيوعية كان إنشاء نقابات العمال النظامية‪ ،‬فعقد‬
‫وذلك ألسباب سياسية تخص انتشار للنظام‬
‫‪2880‬‬ ‫‪2880‬‬ ‫‪2890‬‬ ‫الدول‬
‫الاشتراكي‪ .‬لكن الوضع الراهن يختلف عن سابقه‪،‬‬
‫‪7.1‬‬ ‫‪89.8‬‬ ‫‪99.7‬‬ ‫فرنسا‬
‫حيث ترى منظمة الشغل العاملية أن للنقابات في‬
‫‪79.7‬‬ ‫‪78.8‬‬ ‫‪77‬‬ ‫أملانيا‬
‫اقتصاد اللبيرالي الجديد –في عهد العوملة‪ -‬دور هام‬
‫‪78.7‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪71.18‬‬ ‫إيطاليا‬
‫يخص تثبيت قاعدتها وقوتها‪ ،‬لتفادي تراجع منخرطيها‬
‫‪97.9‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪89.9‬‬ ‫السويد‬
‫وتأثيرها على العالقات املهنية‪.‬‬
‫‪81.1‬‬ ‫‪77.8‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫بريطانيا‬
‫كما يبين ذلك الجدول أدناه نسبة تراجع الانتساب‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪97.9‬‬ ‫‪99.7‬‬ ‫‪88.8‬‬ ‫ال‪.‬م‪.‬أ‬
‫النقابي في أوروبا‬
‫مؤتمر في باريس سنة ‪ 8117‬ليشمل دول أوروبا‬
‫الغربية‪ ،‬وأسس بعده الاتحاد الدولي للنقابات عام‬
‫تطور نسبة الانتساب (الانخراط) النقابي الى‬
‫‪ 8787‬في سان فرانسيسكو‪.‬‬
‫مجموع العمال في أوروبا‬
‫أما عن منظمة العمل الدولية ‪ OIT‬فهي‬
‫ويالحظ في الاحصاءات الخاصة بنسب‬
‫الانخراط في النقابات تضاؤال هاما على املستوى‬ ‫فرع من معاهدة الصلح التي عقدت بعد الحرب‬
‫العاملية ألاولى ‪ 8787‬في باريس‪ ،‬ولقد تم "تعديل‬
‫العالمي‪ ،‬فالجدول التالي يبين تطور نسب الانتساب‬
‫مبادئ وأهداف منظمة العمل الدولية في دورتها‬
‫(أي الانخراط العمالي) للنقابات في العالم‪:‬‬
‫السادسة والعشرين بموجب اعالن فيالدلفيا سنة‬
‫‪1002‬‬ ‫‪2888‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫‪2888‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫‪ 8711‬تضمن وجوب تشغيل ألايدي العاملة والسعي‬
‫‪%00‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫لتحقيق التشغيل ‪...‬وتحسين عالقات العمل الفردية‬

‫‪66‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫نقابيون تعرضوا للعنف ‪ 789 :‬في أمريكا‪ 98 ،‬في‬


‫أوروبا‪ 7 ،‬في الشرق ألاوسط‪ 187،‬في أفريقيا و ‪8178‬‬ ‫النسبة من مجموع العمال املنتسبين للنقابات في‬
‫في آسيا واستراليا‪.‬‬ ‫العالم (‪)1002-2881‬‬
‫نقابيون مسجونون‪ :‬آسيا واستراليا نحو ‪8187‬‬ ‫كان لقمة كوبنهاجن سنة ‪ 8778‬مجال‬
‫نقابي‪ ،‬أفريقيا ‪ ،788‬في أوروبا ‪ ،91‬في الشرق ألاوسط‬ ‫ملناقشة آليات الشغل والتوظيف وكذلك في كيفية‬
‫‪ 9‬وفي أمريكا ‪ 8918‬عامال‪.‬‬ ‫تحسين ظروف العمل وضمان حقوق العمال وتوفير‬
‫نقابيون تعرضوا لالغتيال‪ 818 :‬في أمريكا‪ 9 ،‬في‬ ‫املزيد من الخدمات حسب منظمة (‪ )OIT‬التي تؤكد‬
‫أوروبا‪ 9 ،‬في أفريقيا وفي آسيا واستراليا ‪ 88‬نقابيا‪.‬‬ ‫على أن تنمية برامج إلاصالحات الهيكلية ال يكون إال‬
‫فالوضع الخطير هذا الذي آلت إليه النقابة‬ ‫بإشراك ممثلي النقابات الوطنية‪ ،‬فالحركة العمالية‬
‫في مختلف أنحاء العالم تستدعي سياسات العمل‬ ‫والنقابية تمثل القوة الفعلية الوحيدة املعارضة وهو‬
‫والتفاوض ألاكثر سلمية كمواجهة كل التأثيرات‬ ‫ما يجعل الحكومات تجتنب إشراكها في تلك‬
‫الناتجة عن العوملة والتخفيف منها‪.‬‬ ‫املفاوضات‪.‬‬
‫‪ -1‬من وجهة نظرالتقاريرألاممية للنقابات‪:‬‬ ‫بالنسبة للنقابات فإن مسألة الشغل‬
‫إذا كان صندوق النقد الدولي أحد أجنحة‬ ‫ومقاييسه يعتبر أمر هام جدا ألنه الوسيلة للتحكم في‬
‫النظام العولمي والذي تعرفه " بذلك التعاون‬ ‫ظاهرة العوملة وعليها أن تضع إجراءات وشروط‬
‫الاقتصادي املتنامي ملجموع دول العالم والذي يحتمه‬ ‫أساسية للعمل وحماية املناصب والتوظيف العمالي‪،‬‬
‫ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر‬ ‫فهناك ‪ 811‬اتفاقية ‪ Conventions‬عاملية حول‬
‫الحدود إضافة إلى تدفق رؤوس ألاموال الدولية‬ ‫العمل تتعلق بإلغاء العمل إلاجباري‪ ،‬عمل ألاطفال‪،‬‬
‫والانتشار املتســارع للتقنية في أرجــاء العــالم كله "(‪.)1‬‬ ‫عدم املساواة بين الرجل واملرأة في املكافآت لنفس‬
‫فإن هذا الهدف لن يتحقق حسب مصالح‬ ‫العمل‪ ،‬حرية العمل النقابي والحق في املفاوضات‬
‫الرأسمالية الجديدة إال من خالل الضغط على‬ ‫املشتركة (تضمنته اتفاقيات العمل رقم ‪ 19‬و‪ )71‬إال‬
‫الحكومات لضبط شروط تحقيق املنفعة بالتسريح‬ ‫أن تطبيق هذه الشروط التي تمثل الحقوق ألاساسية‬
‫العمالي وبزيادة الضرائب على السكان وبمنع أي‬ ‫للعمال غير مضمون فمنظمة العمل الدولية (‪)OIT‬‬
‫تنظيم عمالي يقف ضد هذه املصالح املادية‬ ‫استطاعت أن تسن قوانين وسياسات لحماية عالم‬
‫والاقتصادية وأمس ى الحق النقابي مهدد‪ ،‬فالحياة‬ ‫الشغل إال أنها ال تملك آليات الرقابة خاصة وأن‬
‫النقابية تمر بمرحلة ضعف عام بالرغم من أن حرية‬ ‫(‪ )OIT‬لم تنجح في تفادي ما يتعرض له آالف النقابيين‬
‫الانتساب إلى النقابة هو اختياري والتفاوض الجماعي‬ ‫من مضايقات وسجن وحتى قتل‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫حق ملتزم به وحتى الحق في إلاضراب مسموح به في كل‬ ‫على هذه الحالة في‬ ‫وتؤكد إلاحصائيات‬
‫الاتفاقيات وعقود العمل وقوانينه‪.‬‬ ‫النسب التالية لسنة ‪:9119‬‬
‫بالرغم من الاتفاقيات الدولية فإن املمارسة‬
‫النقابية ال تزال محفوفة باملخاطر في العديد من‬

‫‪67‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫النقابي مقترن بمسألة التهديد بنقل مواقع إلانتاج‬ ‫الدول وتواجه صعوبات عدة ويمكن التأكد من حجم‬
‫فأي وسيلة تستخدم من قبل العمال والنقابيين‬ ‫هذه املخاطر من خالل التطلع إلى " التقارير السنوية‬
‫كاإلضراب للضغط على املستخدم وعلى رب العمل‬ ‫لالتحاد الدولي للنقابات الحرة‪ ،‬ففي عام ‪ 9111‬سجل‬
‫يكون تهديد بنقل مواقع العمل للضغط على حرية‬ ‫هذا الاتحاد خروقات للحقوق النقابية ألاساسية في‬
‫التجمع وعلى حق التفاوض وهو الشائع استخدامه في‬ ‫‪ 887‬بلدا والحظ في عام ‪ 9118‬تزايدا ملحوظا في‬
‫عهد العوملة إال أن هذه إلاجراءات القمعية ال تنف‬ ‫الخروقات الخطيرة‪ ،‬ففي عام ‪ 9111‬تم اغتيال أو‬
‫وجود تحدي ومواجهة للمنظمات النقابية باملطالبة‬ ‫خطف أو انتحار بعد تهديد حوالي ‪ 981‬من النقابيين‬
‫بحقوق اجتماعية وحريات نقابية ومنع تشغيل‬ ‫كما تعرض ‪ 9778‬للضرب والتعذيب بينما صرف‬
‫الصغار‪ .‬فإن النظام الليبرالي املستجد يستخدم‬ ‫‪ 87877‬من أعمالهم كما تم التصدي لـ ‪ 789‬إضرابا‬
‫(‪)8‬‬
‫مختلف العمليات الرأسمالية املتطورة لتحقيق‬ ‫‪".‬‬
‫وفرض سيطرته املادية ونفوذه السياس ي ودمجه بين‬ ‫إن هذا الوضع الذي آلت إليها الحقوق‬
‫الرأس املال الصناعي والرأس مال املصرفي في مختلف‬ ‫النقابية بفعل العوملة وألامر الذي زاد من تفاقم هذه‬
‫الدول لتدعيم قواعد الاحتكار العام للتجارة العاملية‬ ‫الحقوق وتدني الوضع الاجتماعي للعمال هو البعد‬
‫وعائداتها كما أن إخضاع و " التهام " الرأس املال‬ ‫املتزايد بين أمكنة إلانتاج ومواقع اتخاذ القرارات‬
‫الوطنية وإخضاع اقتصاديات البلدان ألاقل تطورا في‬ ‫إلاستراتيجية كذلك إن تطبيق نظام العوملة يختلف‬
‫املجال الصناعي يمكن أن يتم باستخدام وسائل‬ ‫من بلد آلخر ويختلف من البلدان القوية املصنعة عن‬
‫سلمية وغير سلمية أي عسكرية ونهب ثرواتها‬ ‫الدول النامية فهي تخضع لضغوطات صندوق النقد‬
‫الطبيعية وبالتالي الانحطاط الاجتماعي واملوت‬ ‫الدولي ‪ F.M.I‬وتعلم حكوماتها بتطبيق سياسة التخلي‬
‫(‪)9‬‬
‫الجماعي للشغيلة الفقيرة "‬ ‫عن املطالب الاجتماعية كشرط لتسديد ديونها كما‬
‫لقد قدمت دراسات اجتماعية موضوع‬ ‫أن الشركات الاحتكارية في هذه الدول تشهد استخدام‬
‫الانحرافات في ميدان السياس ي والاقتصادي وعالقة‬ ‫غير شرعية من خالل " إغراءات" ألاجور املتدنية‬
‫شركات احتكارية عاملية التي تسعى لقمع الحركات‬ ‫وظروف العمل السيئة " فجميع أشكال التميز هذه‬
‫العمالية من خالل اغتيال نقابيين‪ ،‬ألامر الذي وصف‬ ‫تأخذ طابع التفرقة الجنسية إذ أن التلزيم الثانوي‬
‫بالبعد العالمي ألشكال الانحرافات الناتجة عن‬ ‫والعمالة املؤقتة أو املوسمية والوظائف بدوام غير‬
‫العوملة‪ .‬ومن خالل الشكل أدناه تتبين الصلة بين‬ ‫كامل والوظائف غير املصرح عنها تقع قسوتها على‬
‫(‪)1‬‬
‫صور الانحراف امللموس في املجتمعات الحديثة‬ ‫كاهل النساء‪ ،‬ففي بعض الصناعات التصديرية‬
‫وتطبيق نظام العوملة‪:‬‬ ‫تتمركز النساء في أسفل الهرم حيث يضعف ضمان‬
‫(‪)8‬‬
‫العمل وهنا غالبا يعملن من دون تنظيم نقابي ‪".‬‬
‫شكل يبين عالقة الانحراف الاقتصادي‬ ‫وبهذا تكون الشركات املتعددة الجنسيات‬
‫والسياس ي في ظل العوملة بالقمع النقابي‪:‬‬ ‫بعيدة عن سلطة الحكومات ومتحررة من القيود التي‬
‫انح ـ ــراف سياس ي‬ ‫انح ـ ــراف‬ ‫تضعها التشريعات الوطنية وعقود العمل‪.‬الحق‬

‫‪68‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫الشرائية ويزيد استغالل الطبقة العمالية‪ ،‬ولتوضيح‬ ‫اقتصادي‬


‫هذه املخاطر ومدى مواجهتها في تجارب بعض من‬ ‫الفساد‬ ‫الفساد واستثمار‬
‫الدول وخاصة بعض املنظمات النقابية في الدول‬ ‫استئجار‬ ‫رأس املال‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وهنا نعود إلى إحصاءات تقدمها التقارير‬ ‫من‬ ‫شخصيات‬ ‫استئجار‬
‫ألاممية ملنظمة الشغل العاملية وبعض البحوث‬ ‫الجريمة املنظمة‬ ‫من‬ ‫شخصيات‬
‫امليدانية التي تبين القمع املستخدم ضد النقابات‬ ‫ألداء خدمات بما‬ ‫الجريمة املنظمة‬
‫وتؤكد أيضا بعض التجارب العاملية في مسألة تضاؤل‬ ‫في ذلك الاغتيال‬ ‫الخدمات‬ ‫ألداء‬
‫(‪)81‬‬
‫في دور النقابية وخاصة دورها الاحتجاجي في العديد‬ ‫مع‬ ‫والتعامل‬ ‫تشمل قمع نقابات‬
‫من القطاعات بحيث طور املديرون ورؤساء العمل‬ ‫وقمع‬ ‫املخدرات‬ ‫والخرق‬ ‫العمال‬
‫وأصحابه خطط وإستراتيجية العمل‪ ،‬حتى‬ ‫املثقفين‪...‬‬ ‫العمدي للممتلكات‬
‫يستطيعون من خاللها تفادي تأسيس أي تنظيم‬ ‫وإغراق النفايات‬
‫نقابي أو احتجاجي‪ ،‬فتتم عملية توزيع العمال في‬ ‫غير‬ ‫السامة‬
‫وحدات متباعدة جغرافيا‪ ،‬وتكون منفصلة أحيانا‬ ‫الشرعية ‪....‬‬
‫إقليميا وسياسيا عن بعضها وعن املقر ألاساس ي‬
‫للشركة ألام‪ ،‬وكذلك من حيث مسألة التسيير‬ ‫اتحادات الجريمة املنظمة (وانحراف الطبقات‬
‫(‪)88‬‬
‫تعمل على‬ ‫والتنظيم وهذه حسب تعبير املحللين‬ ‫الدنيا ‪)...‬‬
‫انهيار القاعدة العمالية والنقابية‪.‬‬
‫إن دخول عالم اليوم إلى نموذج الرأسمالية‬ ‫ثانيا) و اقع العمل النقابي في ظل العوملة‪:‬‬
‫في عهدها الجديد الذي يعرف تراكما ماليا ضخما ‪،‬‬ ‫يرى البورجوازيون أن العوملة هي عبارة عن‬
‫وهيمنة للشركات الاحتكارية ملختلف اقتصاديات‬ ‫تكامل الاقتصاديات الوطنية واندماجها في السوق‬
‫العالم فإن " معظم ثروات العالم تتجمع في دول‬ ‫العاملية وأنها تعبر عن تقدم وازدهار وأنها من إنجازات‬
‫الشمال وأمريكا وهنا تبرز سمة أساسية في املعادلة‬ ‫النظام الرأسمالي‪ ،‬وهذا الرأي مبنى على مفهوم‬
‫حيث أكثرية ساحقة ليس لديها إال القليل للحياة‪،‬‬ ‫التقدم الذي أساسه قانون املنافسة ويخضع‬
‫وأقلية محدودة جدا تملك الكثير من اجل الحياة‬ ‫املنتجين للعمل بهدف تطوير عملية إلانتاج‬
‫وهكذا مقابل عوملة ألاغنياء هناك عوملة الفقراء‬ ‫الرأسمالي‪ ،‬فيؤدي إلى " الته ــام " بمعنى إخضاع بعض‬
‫(‪))89‬‬
‫آلاخذة باملواجهة واملعارضة " ‪.‬‬ ‫الرأسماليين للبعض آلاخر‪ ،‬ألامر الذي يخلق صراعا‬
‫من هنا تكون املواجهة واملعارضة في فكرة‬ ‫في املنافسة ويزيد من عمليات الاستغالل لعدد كبير‬
‫مطلبية بسيطة تنطلق من قاعدة عمالية التي تمسها‬ ‫من العمال‪ ،‬فمخاطر العوملة تجري على املستوى‬
‫هذه الصفات ‪ :‬صفة الفقر‪ ،‬البطالة والتهميش‪،‬‬ ‫الاقتصادي‪ ،‬فهي " مرتبطة بعالم القدرة على‬
‫فالدول النامية قد تضررت كثيرا من هيمنة الشركات‬ ‫التنافس وآليات العرض والطلب ‪ )7(".‬ومنه تنعكس‬
‫الاحتكارية بعد فتح حدودها القتصاد السوق‬ ‫املخاطر على املستوى الاجتماعي فتتدهور القدرة‬

‫‪69‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫الاستغالل الالمحدود للشركات العمالقة حيث يالحظ‬ ‫والخصخصة والاستثمار الاجنبي‪ ،‬فهي آلان غارقة في‬
‫في نهاية القرن املاض ي (‪ )81‬أن ارتفاعا ملموسا في قيمة‬ ‫الديون مع عجزها عن إلانتاج واملنافسة‪ .‬وبالتالي هذا‬
‫الناتج العالمي مقابل انتشار الفقر والحاجة‬ ‫الوضع ال محال ينعكس على وضعية الطبقة العمالية‬
‫وانخفاض ملستوى املعيشة للفئات الدنيا من الطبقة‬ ‫التي هي مرتبطة باملشروع الاقتصادي وبالبرامج‬
‫الكادحة في املجتمع وتدهورا في القدرة الشرائية‬ ‫املرحلية في إلاصالح وبالتغيير الاقتصادي العالمي‪،‬‬
‫للعمال في حين النمو الاقتصادي قد وصل في هذه‬ ‫فتمسها آليات التسريح العمالي وبإلغاء امتيازاتها‬
‫املرحلة إلى زيادة بلغت أحيانا ‪ .%811‬وأمام هذه‬ ‫املادية والاجتماعية‪.‬‬
‫الوضعية فقد تراجع بل ضعف الدور النقابي في‬ ‫وكانت املواجهة ألغلب الدول النامية ومنها‬
‫فرض مطالب الطبقات الكادحة في هذه الدول(الهند‪،‬‬ ‫أيضا الدول املتقدمة إزاء سياسات التقشف هذه‬
‫املكسيك‪ ،‬افريقيا الوسطى‪ )...‬على الطبقة الحاكمة‬ ‫املعلنة‪ ،‬وهذا التقليص الخاص باإلتفاق الحكومي‬
‫خاصة في القطاع الخاص الذي بفعل قانون العمل‬ ‫على الخدمات الاجتماعية للعمال‪ ،‬فكانت اشكال‬
‫يزيد من صالحيات أصحاب العمل ويقيد حقوق‬ ‫املواجهة ظهور حركات مناهضة للعوملة منها حركة‬
‫العمال‪ ،‬وبهذا كان ضعف العمل النقابي بسبب‬ ‫سياتل ‪ 8777‬وهي أول ملتقى نضالي للحركات العاملية‬
‫التخوف من إضاعة منصب العمل‪ ،‬وكان الانخراط‬ ‫وجملة " يوبيل ‪ " 9111‬التي تضمنت حملة من اجل‬
‫النقابي ضئيال‪ ،‬بحيث أصبح اللجوء إلى إلاضراب على‬ ‫إلغاء ديون العالم الثالث‪...‬الخ‬
‫مستوى الوحدات وكثيرا ما يشكل نزاعات عمالية‬ ‫وفي مؤتمر لالتحاد الدولي للنقابات الحرة‬
‫(‪)88‬‬
‫ال تمتلك سلطة‬ ‫قاعدية‪ ،‬واملنظمة النقابية‬ ‫‪ Hcfut‬سنة ‪ ،)87(9111‬قال " بيل جوردان " السكرتير‬
‫القرارات إلادارية فيما يتعلق بإستراتيجية الشركة أو‬ ‫العام لالتحاد أن وضعية العمل صعبة‪ ،‬وظروف‬
‫بتغيير امللكية مما أضعفها‪.‬‬ ‫املطلبية العمالية أضحت أصعب‪ ،‬بحيث أن كميات‬
‫ثالثا) الحق النقابي من خالل بعض من التجارب‬ ‫هائلة من الثروة أخذت تتركز في أيدي أناس غير‬
‫العاملية ‪:‬‬ ‫خاضعين للمساءلة ويديرون الشركات العمالقة‬
‫أصبح اقتصاد السوق هو النموذج املرجعي‬ ‫متعددة القوميات‪ ،‬كما يقول رئيس مؤتمر نقابات‬
‫املعترف به عامليا‪ ،‬وهو ما يؤكد ضرورة دعم منظمة‬ ‫جنوب أفريقيا ‪-‬في نفس املؤتمر السابق‪ -‬مخاطبا‬
‫العمل الدولية ومختلف النقابات والاتحادات‬ ‫النقابيين ملختلف الدول‪ :‬ان العوملة تزيد من سوء‬
‫العمالية وغيرها‪ ...‬لتطوير أنظمتها قصد تحقيق‬ ‫التوزيع غير املتكافئ للقوة بين ألاغنياء والفقراء وبين‬
‫العدالة الاجتماعية والحماية العمالية في ظل هذه‬ ‫البلدان املتقدمة والبلدان النامية‪ ،‬ومحاربة العوملة‬
‫التحوالت الاقتصادية والسياسية للعالم‪.‬‬ ‫مسألة معقدة لها أطراف متعددة لجنسيات مختلفة‬
‫لقد حملت " العوملة " إلى عالم العمل وإلى‬ ‫والعمل على مواجهة هذا النظام الجديد صعب‬
‫املحيط الاجتماعي للعامل مجموعة من التطورات‬ ‫ومعقد‪.‬‬
‫السياسية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬من بينها تدفق‬ ‫وفي هذا املجال تشير إلاحصائيات الى تفش ي‬
‫الاستثمارات ألاجنبية‪ ،‬تداخل ألاسواق املالية‪ ،‬زيادة‬ ‫ظاهرة البطالة والفقر في الدول النامية بسبب‬

‫‪70‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫‪ -‬في فرنس ــا‪ :‬املؤسسات الصناعية الفرنسية تعيش‬ ‫نصيب الشركات املتعددة الجنسيات في الامتيازات‬
‫يوميا على واقع إلاضرابات العمــالية في مختلف‬ ‫املادية‪ ،‬وأمام كل ذلك كان تقييد الحركة النقابية‪،‬‬
‫النشاطات الانتاجية‪ ،‬منها ألسباب إلاغالق‬ ‫وفقا ملسألة مؤداها أن الاستثمارات ألاجنبية ال تتوجه‬
‫للمؤسسات العاجزة عن إلانتاج وبسبب املنافسة‬ ‫إال للبالد ذات املستويات املنخفضة من التكاليف‬
‫ولتسريح العديد من العمال‪ ،‬فلقد خفضت خالل‬ ‫وذات الحركة النقابية الضعيفة‪.‬‬
‫"خمس سنوات (‪ )8778-71‬عدد العمال على نحو‬ ‫وإذا كانت السلطة يجبرها وضعها الاقتصادي‬
‫دؤوب وما يثير الفزع ليس هو معدل البطالة الذي زاد‬ ‫أن تطبق إلاجراءات الالزمة لتنمية اقتصادها حتى لو‬
‫عن ‪ %89‬فقط‪ ،‬فإلى جانب هذا هناك ما يقارب من‬ ‫كان على حساب الجانب الاجتماعي (من قدرة شرائية‪،‬‬
‫‪ %18‬من مجموع العاملين يتعين عليهم التعايش مع‬ ‫وتكاليف باهضة في املعيشة‪ ،‬وتعطل الاجور‪ )...‬إال أن‬
‫عقود عمل مؤقتة أو بعقود عمل ال تحميهم من‬ ‫النقابات بدورها تتحمل قدرا كبيرا من املسؤولية في‬
‫التسريح املفاجئ و ‪ %91‬من كل فرص العمل الجديدة‬ ‫ذلك‪ ،‬وهذا بسبب الانشقاق والتصدع الحاصل بين‬
‫كانت في ‪ 8771‬مؤقتة ال غير في الوقت ذاته تخسر‬ ‫ألاعضاء النقابيين‪ ،‬خاصة بين من يؤيد ويعارض‬
‫النقابات العمالية أعضاؤها وتأثيرها ومنظورها‬ ‫الاقتصاد املعولم‪ ،‬حيث انقسمت الهياكل النقابية في‬
‫(‪)89‬‬
‫بإستمرار‪".‬‬ ‫عدة دول في العالم‪ ،‬إلى تشكيالت نقابية بخلفية‬
‫وعلى هذا فإن النقابات تقود تحديات كبرى‪،‬‬ ‫إيديولوجية متعددة‪ ،‬تعكس تعارضا كبيرا للمصالح‬
‫منها مشكلة متعلقة بالدعم املادي وبطبيعة النشاط‬ ‫فيما بين النقابات والعمال‪ .‬وهنا نستند الى تحليل‬
‫الاقتصادي ونوع املنافسة التجارية العاملية التي تحدد‬ ‫خص واقع العمل النقابي في اروبا حيث جاء ‪ ":‬يكمن‬
‫استراتيجية املنظمة النقابية‪ " ،‬فإن قوة الاتحادات‬ ‫أكبر تقصير ارتكبه قادة أوروبا النقابيون في إهمالهم‬
‫العمالية تختلف حسب القدرة املادية للتنظيم وحجم‬ ‫تأسيس تنظيم نقابي صلب ومؤثر تنطوي تحت لوائه‬
‫الدعم الحكومي الذي تحصل عليه هذه الاتحادات‬ ‫جميع نقابات الاتحاد ألاوروبي‪ ،‬أن هذا هو السبب‬
‫(‪)81‬‬
‫"‬ ‫لعدم وجود مجالس عمالية أوروبية قادرة على‬
‫وكخالصة لهذه الدولة‪ ،‬نستنتج ان دور‬ ‫التحرك‪ ،‬ولهذا السبب أيضا صار باإلمكان تعزيز‬
‫النقابة وقدرتها التفاوضية يختلف باختالف‬ ‫بعض العاملين في املصانع بالعاملين آلاخرين في‬
‫(‪)88‬‬
‫املؤسسات الصناعية‪ ،‬فهي تزداد في الصناعات‬ ‫البلدان املختلفة ‪".‬‬
‫سريعة النمو حيث تفسر آلية التفاعل للعمل النقابي‬ ‫ولعل التحاليل املقارنة للنشاط النقابي وطبيعة‬
‫وللمحيط الذي يعمل فيه‪ ،‬فتؤدي املمارسة النقابية‬ ‫الحركة العمالية تكون أكثر وضوح‪ ،‬من خالل بعض‬
‫في هذه املؤسسات فعالة ومستوى الانخراط النقابي‬ ‫التجارب من الدول الغربية في ميدان الحق النقابي‪،‬‬
‫يزداد‪ ،‬وتكون نتائجه على خدمة العمال‪ ،‬كتحسين‬ ‫التي تبين لنا عالقة املنظمة النقابية بحقيقة املطالب‬
‫أجورهم وتقديم املكافآت والعالوات ونحكم على هذا‬ ‫العمالية ‪ ،‬ومن التجارب التي نستند إليها التصنيف‬
‫بأن هناك فرضية أساسية وهي أن تطور العمل‬ ‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -8‬و اقع النقابات في الدول املتقدمة‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫‪ -‬في بريطاني ــا‪ :‬نعود في الحديث عن املمارسة النقابية‬ ‫النقابي يكون في كنف اقتصادي مزدهر ( وليس‬
‫إلى عهد تولي زمام الحكم حزب املحافظين في ماي‬ ‫العكس)‬
‫(‪)91‬‬
‫و الذي كان يقوده "جيمس برايور ‪Prior‬‬ ‫‪8797‬‬ ‫‪ -‬في الواليات املتحدة ألامرييية‪ :‬لقد انخفضت قوة‬
‫فكلف بكبح سلطة النقابات العمالية حسب‬ ‫العمالة ألامريكية وأيضا انخفضت الفئة من الحاملين‬
‫املنتخبين املحافظين وإخضاعها لحكم القانون‪،‬‬ ‫لبطاقة النقابات العمالية ‪،‬أي املنخرطين فيها‪ -‬كما‬
‫فكانت إضرابات العمال تشل صناعة الصلب وهو‬ ‫وضحنا سابقا في الجدول ‪ -‬يعود إلى تراجع الوعي‬
‫أول إضراب من نوعه كانت له آثار واسعة وعرض‬ ‫الطبقي فهذا معيار أساس ي للمحللين إلاجتماعيين‪.‬‬
‫أمره على املحاكم وتوالت إلاضرابات إلى أن عمت‬ ‫وتعود عوامل ذلك إلى التخلي عن التفكير بالصراع‬
‫القطاعين العام والخاص بداية من ‪ 91‬جانفي ‪8711‬‬ ‫والتعارض مع مصالح أرباب العمل‪ ،‬والى ظهور مطالب‬
‫‪ ،‬فهنا أصدرت الحكومة آنذاك قانونا خاصا عرف‬ ‫وحركات جديدة تتعايش والتنظيم الجديد كنقابة‬
‫بقانون العمل الجديد‪ ،‬تضمن مسؤولية إلاضراب‬ ‫الشراكة‪ ،‬التسيير الجماعي‪ ،‬إعادة التأهيل‪ ،‬التكوين‬
‫وحددت مواده طبيعة العقوبات على ذلك‪.‬‬ ‫العمالي لرفع املردودية‪ ،‬شرط لحماية املكتسبات‬
‫ولقد تجسد الواقع النقابي هذا‪ ،‬من خالل‬ ‫العمالية في العمل ‪.‬‬
‫حدة التنافسية التي عاشتها للعديد من النقابات فكل‬ ‫كذلك أثبتت إلاحصائيات في الو‪.‬م‪.‬أ عن‬
‫نقابة ترغب في أن تحافظ على عضوية املنتمين إليها‪،‬‬ ‫إحدى الشركات العمالقة شركة ‪ Caterpillar‬تحت‬
‫وتعمل على زيادة أعضائها وهي تعارض النقابات‬ ‫إدارة "‪ " Donald Fites‬الذي إثر خسارتها التجأ إلى‬
‫املنافسة لها‪ ،‬حيث جاءت أثرها اتفاقية على شكل‬ ‫التخلي عن بعض ألاجزاء وتفضيل عمال آخرين كيد‬
‫الئحة مبادئ " برلنجترون " ‪ Bridluigton‬هدفها‬ ‫عاملة رخيصة الاجر من اليابان واملكسيك وكانت‬
‫التخفيف من حدة النزاع بين النقابات‪.‬‬ ‫نقابة ‪ )United Auto Workers( UAW‬تمثل نحو ‪81‬‬
‫‪ -‬في أمل ــانيا الاتحادية‪ :‬لقد نجحت الحكومة‬ ‫ألف عامال منهم ‪ 1/8‬منتسبين إلى هذه النقابة‪ ،‬إال أن‬
‫(‪)98‬‬
‫في تحقيق ذروة استقطاب لالستثمارات‬ ‫ألاملانية‬ ‫الرأسمالي ‪ Fites‬أعلن عن تشغيل عاملين جدد بأدنى‬
‫عن طريق املنح النقدية السخية في املبادالت التجارية‬ ‫أجر من ألاجر املتفق عليه مع النقابة‪ ،‬وعندما اللجء‬
‫العاملية‪ ،‬ورغم أن أملانيا هي البلد الغني نسبيا والذي‬ ‫الى إلاضراب كان إعالنه عن تعويض العمال املضربين‬
‫يعرف الرفاه موزعا بين سكانه‪ ،‬إال أن النقابات لم‬ ‫‪ ،‬فإن قانون العمل ألامريكي يمنع تسريح املضربين‪،‬‬
‫تسلم من وجود تذمر لوضعية العمال‪ ،‬ففي عهد‬ ‫إال أنه يسمح باالستعانة بعمال ممتنعين عن إلاضراب‬
‫املستشار " هاموت كول " وأيام الحملة الانتخابية في‬ ‫ملواصلة إلانتاج "(‪.)87‬‬
‫ماي ‪ 8778‬بمدينة سكوبو ‪ Schhopan‬وبمصانع‬ ‫ومن خالل هذه السياسات املجحفة ضد‬
‫‪ Buna‬الحظ إحباطا لدى السكان حيث كان البعض‬ ‫املضربين كان على النقابات إعادة النظر في هياكلها‬
‫يصـرخ " فكروا في عائلتنا " وطالبت رئيسة النقابة‬ ‫وفي أسلوب عملها وخلق سياسة جديدة‪ ،‬ملواجهة‬
‫العمالية لهذه املصانع‪ ،‬بحماية ‪ 1‬آالف فرصة عمل‬ ‫التحديات الجديدة والستعادة ثقة الطبقة العاملة في‬
‫متبقية من ‪ 81‬ألف‪.‬‬ ‫العمل النقابي‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫‪ -‬التجربة البرازيلية ‪ :‬تتبنى البرازيل سياسة‬ ‫‪ -‬التجربة البولندية‪ :‬تمثلت التجربة البولندي في كثير‬
‫الخصخصة للعديد من املؤسسات الاقتصادية‪،‬‬ ‫من الفوض ى وإلاضرابات والاحتجاجات الاجتماعية‪،‬‬
‫فكان التسريح الكبير للعمال‪ ،‬والتهميش الكلي للطبقة‬ ‫فكان التوجه نحو الخصخصة والاستثمار ألاجنبي‬
‫العمالية باستغاللها وذلك من خالل تقليص أجورها‪،‬‬ ‫لعالج ألازمة‪ ،‬شأنها شأن باقي الدول التي عرفت النهج‬
‫وزيادة ساعات العمل وحتى بإستخدام قوى عاملة‬ ‫الشيوعي سابقا‪ ،‬فكانت النتائج التي خلفتها مشروعات‬
‫من النساء وألاطفال بأقل تكلفة في العديد من‬ ‫القطاع الخاص تقليص للعمالة غير املؤهلة‪،‬‬
‫القطاعات إلانتاجية (الفالحية والصناعية) لصالح‬ ‫فارتفعت معدالت البطالة حيث وصلت إلى ‪ % 71‬في‬
‫الشركات املتعددة الجنسيات " وقد برهن بالفعل‬ ‫أوائل التسعينات من القرن املاض ي‪ ،‬كما انخفضت‬
‫إلاصالح الاقتصادي عن نتائجه الكارثية داخل العالم‬ ‫أجور العمال وارتفعت ألاسعار وكانت السلبيات في‬
‫الثالث‪ ،‬وظهرت عواقبه الاجتماعية في أمريكا الالتينية‬ ‫تدني ملستوى املعيشة للطبقات الكادحة خاصة‬
‫(‪)99‬‬
‫بعد الانهيار الاقتصادي بداية في املكسيك والبرازيل‬ ‫الطبقة العمالية‪.‬‬
‫خالل الثمانينات والتسعينات ثم ألارجنتين سنة‬ ‫وتعد نقابة "التضامن" التي تأسست سنة‬
‫‪ )97(" 9111‬وأمام هذه التجاوزات التي مست القوى‬ ‫‪ 8718‬كنقابة مستقلة عن الحزب الشيوعي النقابة‬
‫العاملة وحتى التوازن البيئي للدول‪ ،‬كانت‬ ‫التي تعمل على ترسيخ إلاصالح الاقتصادي حيث‬
‫الاحتجاجات منظمة من طرف النقابات ومنظمات‬ ‫حققت سنة ‪ 8717‬مقاعد في مجلس النواب وساهمت‬
‫املجتمع املدني والحركات املناهضة للعوملة الرأسمالية‬ ‫في املشروع الاقتصادي ملا بعد الشيوعية‪ ،‬بالتركيز على‬
‫دون تحقيق غايتها‪.‬‬ ‫التفاوض مع أرباب العمل ومع الحكومة حول مسائل‬
‫إن التغير الاقتصادي والسياسات املوجهة في‬ ‫التعاقد والاجور‪ ...‬ولكن مشكلة القطيعة بين هذه‬
‫مختلف دول العالم بما فيها الدول النامية نحو تبني‬ ‫النقابة والطبقة العمالية أضحى جليا بعد اهتمام‬
‫نظام العوملة‪ ،‬بدعوى حياة أفضل واقتصاد أحسن‬ ‫أعضاء النقابة بالسلطة واملناصب العليا في الحكم‬
‫لم يحقق سوى املعضالت الاجتماعية‪ ،‬وإذا كان رجال‬ ‫البرملاني‪ ،‬وبالرغم من ان الاقتصاد البولندي في هذه‬
‫ألاعمال والاقتصاد يدعمون التجارة الحرة والتنمية‬ ‫املرحلة قد عرف رواجا ونموا ملموسا بمعدل ‪%91‬‬
‫ويستخدمون املقاييس الاقتصادية مثل إجمالي الناتج‬ ‫سنة ‪ ، 8777‬إال أن وضعية العمال كانت مزرية من‬
‫الوطني‪ ،‬فإن على الواقع ال تتحقق هذه املقاييس ألنها‬ ‫حيث انخفاض قدرتها الشرائية ومشاكل عدة في‬
‫ال تنفع التنمية الشاملة‪ ،‬وال النمو الحقيقي لنمط‬ ‫العمل‪ ،‬فكان اللجوء الى إلاضرابات العمالية تعبيرا‬
‫الاقتصادي لدول الجنوب وإنما هي لصالح املؤسسات‬ ‫عن أزمة العمال مع القيادة النقابية لنقابة "‬
‫املتعددة الجنسيات‪ " ،‬لقد التزمت دول شرق آسيا‬ ‫التضامن " التي لم تخدم مصالحها‪ ،‬وأصبحت ال‬
‫باإلصالح الاقتصادي‪ ،‬لكن ماذا حدث ؟ ‪ 71‬مليون‬ ‫تمثل إال الطرف الحكومي فهي بعيدة عن القاعدة‬
‫أندونيس ي يعيشون البؤس ‪ ...‬وفي روسيا أصبح ‪%11‬‬ ‫خاصة بعد تضاؤل عدد منتسبيها من ‪ %71‬إلى‪% 11‬‬
‫من املجتمع يعيشون حالة الفقر "(‪ )91‬فهذا ما آلت‬ ‫وهذا يمثل أزمة في العمل النقابي لهذا البلد‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫للقرارات والاتفاقيات العمالية الجماعية والاهتمام‬ ‫إليه العوملة وهذه هي وضعية الشعوب‪ ،‬العالم أمام‬
‫أكثر بمسألة النضال ضد البطالة وسوق الشغل‪،‬‬ ‫تباطؤ في الحركة النقابية وفشلها في التغيير‪.‬‬
‫(‪)98‬‬
‫التي تخص الطبقة‬ ‫فحسب جريدة املناضل‬ ‫وعن التجارب النقابية التي شهدها الحقل‬
‫العاملة في املغرب ألاقص ى‪ ،‬حددت ثالثة مستويات‬ ‫النقابي في العالم الرأسمالي أيضا‪ ،‬فإن آثار العوملة‬
‫متعلقة بالجانب التنظيمي وكذا الجانب املطلبي‬ ‫على قوة الفعل النقابي في املؤسسات الصناعية منها‬
‫الخاص بالنضال العمالي وهي‪:‬‬ ‫التجربة امليسييية(‪ )98‬فحول مضمون هذه التجربة‬
‫‪ -8‬كيف يمكن تنظيم املطرودين داخل النقابات؟ حيث‬ ‫بأن فعاليات العوملة وأثرها على الحق النقابي ونوع‬
‫ال يوجد هيكل تنظيمي داخل النقابات لتنظيم العمال‬ ‫العالقات املهنية بعد الدخول في نظام العوملة‪ ،‬قد‬
‫املطرودين وبالتالي ضرورة دمج مطالب بخصوص‬ ‫أضعف من قوة العمل النقابي‪ ،‬وأدى إلى الاختالل بين‬
‫البطالة والتسريحات والنضال ضدهما‪.‬‬ ‫الفعل النقابي ونوع املطالب العمالية‪ ،‬وكان ذلك من‬
‫‪ -9‬املطالبة بترسيم العمال املؤقتين واملتدربين‪.‬‬ ‫خالل بحث ميداني ألنواع النقابات ونشاطها في‬
‫‪ -7‬املطالبة بالتعويض عن البطالة وذلك بإحداث ضريبة‬ ‫املؤسسات الصناعية التي منها نقابات محلية‬
‫على رأس املال واملقاولين ويجب أن تكون هذه‬ ‫(‪ )G.T.M‬ونقابات مستقلة (‪ )FAT‬وملخص هذا‬
‫التعويضات بقيمة الحد ألادنى لألجر املتقاض ى من‬ ‫البحث يتجلى في أن دور النقابات أصبح موجه لتطوير‬
‫طرف العمال لتحقيق حاجياتهم الاجتماعية ‪ ،‬وهذا‬ ‫أشكال التفاوض والتوافق مع إلادارة للحفاظ على‬
‫التعويض نقطة انطالق لتجسيد وحدة العمال‪،‬‬ ‫وظائف العمال‪.‬‬
‫وتتجسد الحقوق النقابية في تطبيقها‬ ‫وتوضح الدراسة مسألة هامة تتعلق بأن‬
‫للنضال النقابي وذلك في مجموع الدول السابقة‪،‬‬ ‫السبع مصانع التي أجريت عليها هذه الدراسة هي من‬
‫كانجلترا‪ ،‬وفرنسا‪،‬بولندا البرازيل واملغرب ‪ ،‬وأنها‬ ‫أهم املؤسسات املعترف لها بفاعلية التسيير وإلانتاج‪،‬‬
‫جمعت نقاط مشتركة ملطالبها‪:‬‬ ‫وأن امللكية تعود إلى شركات متعددة الجنسيات‪،‬‬
‫ضرورة إقرار الحقوق النقابية وتجسيد الحق في‬ ‫وتعتمد في سيرورة العمل على التركيب وإنتاج قطع‬
‫التنظيم النقابي‪.‬‬ ‫الغيار واملحركات ‪،‬وتضم في مجموعتها ‪ 1811‬عامال‪،‬‬
‫تحسين ظروف العمل والشروط التفاوضية‪.‬‬ ‫نصف هذا العدد هو منخرط في نقابات متعددة منها‬
‫ضرورة إشراك النقابات في مختلف القرارات‬ ‫املستقلة ومنها التابعة للمؤسسات املحلية‪ ...‬واملالحظ‬
‫واملشاريع الحكومية‪.‬‬ ‫في هذا البحث أن كل املمارسات النقابية هي معبر عنها‬
‫حماية وتوسيع الحريات النقابية‪.‬‬ ‫بغير الشرعية‪ ،‬وأن صاحب العمل ال يعترف بها‪.‬‬
‫مراجعة منظومة ألاجور والعالوات‪..‬‬ ‫‪ -1‬و اقع العمل النقابي في الدول النامية ‪:‬‬
‫وهنا يؤكد النقابيون أيضا في تقاريرهم على‬ ‫ان الدول النامية وواقع العمل النقابي‬
‫ضرورة الاستفادة من خبرات التنظيمات النقابية‬ ‫بمؤسساتها الاقتصادية خاصة‪ ،‬يكون بالتطلع الى أن‬
‫الدولية(‪ )99‬التي ال تختلف فيما بينها في ظروفها‪ ،‬بحكم‬ ‫ما تعيشه الطبقة العاملة في املغرب ألاقص ى‬
‫أنها تتجه إلى نظام عالمي واحد‪ ،‬يطبق فيه قواعد‬ ‫كمثيالتها من الدول النامية‪ ،‬حيث الحجم املتنامي‬

‫‪74‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫وتالحم بين النقابات املختلفة ملواجهة السلبيات‬ ‫اقتصاد السوق واملنافسة التجارية بالرغم من‬
‫الناجمة عن التحوالت الاقتصادية الراهنة‪.‬‬ ‫اختالف اللغات والثقافات والنظم الاجتماعية‪ .‬كما‬
‫(‪)91‬‬
‫وفي مؤلف حول " العوملة البريئة والعوملة‬ ‫التي خصت تقييم إلاصالح‬ ‫أن أغلب التقارير‬
‫(‪)71‬‬
‫املتآمرة " للباحثة " ماريا نقريبونتي ديليفاريس "‬ ‫الاقتصادي للدول النامية تؤكد على أن برنامج‬
‫حيث ترى وجهة نظر أخرى بأن العوملة لها وجهان‪،‬‬ ‫إلاصالح الاقتصادي قد أدى إلى تصاعد كبير في تدفق‬
‫وجه بريء يتمثل في التجارة العاملية الحرة‪ ،‬والوجه‬ ‫رؤوس ألاموال الاجنبية ‪ ،‬لكن مع رفع تكاليف املعيشة‬
‫املتآمر وهو مصدر للتباين والظلم في العالم‪ ،‬فلقد‬ ‫لجميع املواطنين‪ ،‬وأدى ذلك إلى انحسار فرص العمل‬
‫أجبرت الدول النامية لفتح حدودها للتجارة العاملية‬ ‫(خاصة الشباب ذوي الشهادات) وإلى تفش ي البطالة‬
‫دون أن تكون مستعدة وأصبح البقاء لألقوى‪ ،‬وترى‬ ‫وانخفاض ألاجور الحقيقية في جميع القطاعات‬
‫هذه الباحثة أن نوعية الحياة الاقتصادية‬ ‫وتدهور نوعية الخدمة الصحية والتعليمية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬تمثل مجموعة من التطورات املتوازية‬ ‫والاجتماعية بشكل عام ‪-‬هذا حسب التقارير‬
‫التي ترجعنا إلى ظروف العصور الوسطى وتستعرض‬ ‫السابقة‪ -‬عن برنامج إلاصالح الاقتصادي في الدول‬
‫في بحثها مجموعة من املعطيات إلاحصائية منها أن‬ ‫النامية‪ ،‬ومن إلاحصائيات أرقام ونسب عن دولة‬
‫‪ 811‬مليون طفل يعملون في ظروف سيئة منهم من‬ ‫مصر تدل على ارتفاع العجز في امليزان التجاري (‪7.9‬‬
‫يباع فهي بمثابة أسواق جديدة للعبودية‪)78(.‬وبذلك‬ ‫مليار دوالر ‪ 8778/78‬بعدما كان ‪ 9.8‬مليار دوالر عام‬
‫فإن الحركة النقابية هي املسؤولة عن وضع الطبقة‬ ‫‪ )8718‬وتصاعد حجم الدين إلى أن وصل ‪ 811‬مليار‬
‫العاملة وهي التي عليها أن تحمي حقوق العمال بتنظيم‬ ‫‪ ...‬بعدما كان ‪)... 87‬‬
‫الصفوف‪ ،‬وبتحديث آلياتها النضالية وليس إلقاء‬ ‫فكانت املعارضة واملناهضة ضد العوملة من‬
‫اللوم على العوملة‪ "،‬فهناك من ال يرى القطب‬ ‫املواضيع التي أثارت اهتمام العديد من الباحثين‬
‫إلانساني من العوملة ويصب غضبه على العوملة وعلى‬ ‫فنجد أطروحة " أجيتون كريستوف "(‪ )97‬التي قدمها‬
‫التكنولوجيا كما فعلت الطبقة العاملة في فجر الثورة‬ ‫في كتابه " العالم لنــا " تتناول عدة إشكاليات منها‪:‬‬
‫الصناعية حين لجأ العمال إلى تحطيم آلاالت لضعف‬ ‫إشكالية العالقة في العمل بين املستوى املحلي والعمل‬
‫وعيهم وعدم إدراكهم بأن آلاالت أنها تخدم مصالحهم‬ ‫على املستوى العالمي كذلك العالقة بين البحث عن‬
‫في املدى البعيد ألنها تخفف من أعباء عملهم ‪...‬إن‬ ‫الهوية في كافة أشكالها متضمنة مطالب النقابات‬
‫سبب تعميق استغاللهم ورمي بعضهم في أحضان‬ ‫وبين ضرورة التحالفات الواسعة على مستوى‬
‫البطالة أنها هي العالقات الرأسمالية التي يجب توجيه‬ ‫القطاعات الاجتماعية من اجل مطالب أكثر عمومية‬
‫(‪)79‬‬
‫فإن البطالة وانتشارها من‬ ‫النض ــال ضده ــا ‪"...‬‬ ‫وصاغ فكرة هامة كانت حول إمكانية تحول هذه‬
‫املسائل التي يطرحها الحق النقابي‪ ،‬كحق من حقوق‬ ‫الحركات إلى محرك نحو عوملة بديلة من خالل وجود‬
‫الانسان ( العمل) والتي تضاعفت نتيجة لهذه‬ ‫رؤية مشتركة للعالم ومن خالل توسيع الاتصاالت بين‬
‫الشركات الاحتكارية التي تزداد انتشارا في العديد من‬ ‫الحركات النقابية حتى تتحقق الديمقراطية النقابية‬
‫دول العالم الثالث خاصة لفرض سيطرتها‪" ،‬فتقرير‬

‫‪75‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫الوطنية‪ ،‬لتصبح البطالة أمرا مفروضا على‬ ‫الاستثمار لعام ‪ 8779‬جاء بأن شركة ‪ ABB‬التي تكونت‬
‫املجتمع‪..‬وتؤثر العوملة بصورة مباشرة في الطبقات‬ ‫عام ‪ 8719‬من اندماج سويدية "‪ "ASEA‬بأخرى‬
‫الفقيرة في الدول العربية وعلى اليد العاملة داخل‬ ‫سويسرية ضخمة "‪ "Broun Bovery‬والتي استثمرت‬
‫(‪)78‬‬
‫الدولة‪ ،‬مما تزيد من البطالة فيها‪".‬‬ ‫‪ 7.8‬مليار دوالر شملت اندماج ‪ 81‬شركة أخرى‬
‫رابعا) التحديات اليبرى للنقابة ‪ ...‬في ظل العوملة‪:‬‬ ‫وتسيطر حاليا على ‪ 8711‬شركة منها ‪ 871‬في بلدان‬
‫(‪)77‬‬
‫أدت إلى‬ ‫إن هذه الظروف الصعبة‪،‬‬ ‫العالم الثالث و‪ 18‬في بلدان شرقي أوروبا ‪".‬‬
‫استبدال النقابات إلستراتيجيتها املطلبية من إدراجها‬ ‫فإن هذه الشركات هي املسؤولة عن‬
‫في مسائل تخص املشاركة في اتخاذ القرارات‬ ‫استغالل العمال وعن تحديد ألاسعار ووضع القواعد‬
‫الضرورية للعمل ومستويات هذه املشاركة من‬ ‫لتحقيق أكبر ربح‪ ،‬وتطوير قوى إلانتاج واملنافسة‬
‫مستوى الاستماع إلى مستوى املناقشة فمستوى‬ ‫وغيرها‪ ...‬وللنقابات دور في الحد من هذه السياسات‬
‫(‪)78‬‬
‫هذا بالرغم من وجود صراع‬ ‫التصويت‬ ‫املمارسة من قبل الشركات الاحتكارية‪ ،‬فكما قيل فعال‬
‫صناعي(اضرابات) بين العمال وأرباب العمل وحتى مع‬ ‫أن العوملة " تقوم على اقتصاديات املنفعة وإحالل‬
‫(‪)71‬‬
‫إلادارة في مسائل قوامها تحسين ظروف عيش العمال‬ ‫العالقات الاقتصادية الليبرالية في العالم‪" .‬‬
‫واملحافظة على فرص العمل للعمال‪ ،‬دون جدوى‬ ‫إن استغالل اليد العاملة وتعويضها بأخرى‪،‬‬
‫"وقد أدى هذا التغير ال فقط إلى تآكل النقابات‬ ‫أينما توفرت الظروف يحول دون تحقيق وضمان‬
‫العماليةن وإنما أيضا إلى إفراز بيروقراطية نقابية‬ ‫املنصب وبالتالي إن هذه الظروف وغيرها‪ ...‬من‬
‫(‪)79‬‬
‫حيث‬ ‫عاجزة عن تعديل القوى لصالح العمال ‪.‬‬ ‫التأثيرات املباشرة وغير مباشرة لظاهرة عوملة‬
‫يتمثل سبب هذا العجز في كون اهتمامات العمال‬ ‫الاقتصاد التي تنعكس على الحق النقابي وعلى‬
‫تنحصر في زيادة ألاجور والاشتراك في ألارباح‪ ،‬في حين‬ ‫الطبقة العمالية وعلى آلياتها املطلبية‪ .‬كما أن التطور‬
‫اهتمامات أصحاب العمل في جني ألارباح وهنا يحدث‬ ‫النقابي في املسائل التنظيمية هو محرك الاساس ي‬
‫التصادم بين الفريقان‪ ،‬فيأخذ العمل النقابي أشكاال‬ ‫ملمارسة حقيقية للعمل النقابي الناجح في الواقع‪ ،‬أي‬
‫عديدة منها إلاضراب والاحتجاج‪ ،‬وتكون مواقف‬ ‫باكتساب منهجية موحدة ملطالب عمالية في مختلف‬
‫أصحاب العمل (من أرباب عمل ومسيرين) التهديد‬ ‫القطاعات الصناعية في الدول النامية لحمايتها‬
‫والفصل وأحيانا إغالق املصنع إلجبار العمال على‬ ‫كحقوق ولتحقيقها كأهداف‪.‬‬
‫تغيير مطالبهم‪ ،‬أو العمل على القضاء على النقابة‬ ‫وال تقتصر آثار العوملة على النظام الدولي‬
‫ويحل هذا الجهاز ويتم فصل املمثلين أو معاقبتهم أو‬ ‫فحسب‪ ،‬وإنما تمس حياة الانسان وتؤثر فيها ‪ ،‬أينما‬
‫استخدام العنف ضدهم في الكثير من ألاحوال في‬ ‫كان بشكل مباشر و غير مباشر ‪...‬ما دامت العالقات‬
‫الدول الصناعية منها وخاصة الدول النامية‪.‬‬ ‫الاجتماعية تقوم على أساس العامل الاقتصادي وهو‬
‫وفي مفارقة أخرى تعتمد النقابة على املسايرة‬ ‫العامل املهيمن في العالقات الاجتماعية‪ ،‬وأن الدولة‬
‫والتأقلم والتهدئة للوضع الذي تمر به املؤسسات‬ ‫غير قادرة على فرض قيود على السلع والخدمات‬
‫إلانتاجية الصناعية‪ ،‬منها في خضم مصطلحات‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬وانما غير قادرة على تنمية صناعتها‬

‫‪76‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫كما أن التوجه للعمل النقابي في ظل اقتصاد‬ ‫جديدة للمهمة النقابية من كالنقابة "املقاولة" إلى‬
‫السوق و نظام العوملة‪ ،‬قد جعل الباحثين والنقابيين‬ ‫"املواطنة" من جهة ضعف ثقافة العمل وأيضا غياب‬
‫يقترحون بعض الحلول لتقوية النضال النقابي أمام‬ ‫وفراغ في القانون ألاساس ي الخاص بالعمال من جهة‬
‫تنامي سلطة أرباب العمل‪ ،‬فهذا الك ــاتب ‪Don Gallin‬‬ ‫ثانية‪ ،‬وإن "التغير الاجتماعي الذي يحدث في‬
‫(‪ )11‬في كتابه يرى بأن على النقابة أن‪:‬‬ ‫املجتمعات الصناعية املعاصرة ينعكس على طبيعة‬
‫تقوم باستعمال إستراتيجية متكيفة مع الظروف‬ ‫النضال العمالي كطبقة‪ ،‬ويعد هذا التغير صفة‬
‫آلاتية وتحسين هذه إلاستراتيجية بنظرية املوقف في‬ ‫أساسية من صفات املجتمع وال يمكن أن يخضع‬
‫تسوية الخالفات‪.‬‬ ‫إلرادة معينة بل أنه نتيجة لتيارات اجتماعية وعوامل‬
‫اتباع سياسة التحالف للدفاع عن حقوق ألافراد‪.‬‬ ‫ثقافية واقتصادية وسياسية‪ ،‬يتداخل بعضها في‬
‫(‪)71‬‬
‫توظيف العنصر النسوي في العمل النقابي ( منها‬ ‫بعض ويؤثر بعضها في بعض‪" ...‬‬
‫نسبة اليد العاملة النسوية في أوروبا سنة ‪8777‬‬ ‫فالحركات العمالية اليوم هدفها مواجهة قوى‬
‫يتجاوز ‪.)%19‬‬ ‫السوق وتسعى إلى تحقيق نقابية عاملية على أنقاض‬
‫ترقية سلوك وثقافة أعضاء املنظمات النقابية‬ ‫الليبرالية العاملية‪ ،‬والدور النقابي الحديث يتجلى في‬
‫بالتخلي عن الطرق الكالسيكية في املجال التفاوض ي‪.‬‬ ‫ممارسات للحق النقابي املناهض للعوملة واشكالها‪،‬‬
‫تكوين مطالب منطقية (مسألة ألاجور‪ ،‬الاستقرار‬ ‫خاصة على مستوى دول أمريكا الالتينية وفي آسيا‪،‬‬
‫الوظيفي‪ ،‬ساعات العمل ‪)...‬‬ ‫هذه النقابات التي تأخذ على عاتقها تحديات متعددة‬

‫اكتساب التجربة من مختلف القطاعات املحلية‬ ‫منها‪ :‬ضعف البنى الاقتصادية‪ ،‬الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬غياب‬

‫والعاملية‪.‬‬ ‫الخدمات الصحية والاجتماعية ‪ ،‬ضعف مستوى‬

‫إن الحق في املمارسة النقابية وفي التوعية‬ ‫ألاجور وغياب الشروط املواتية للعمل ‪...‬الخ‪.‬‬

‫العمالية حق من الحقوق ألاساسية‪ ،‬حتى تكون نسبة‬ ‫وهنا نسجل بأن " الحجة التاريخية للنقابات‬

‫الانخراط في املنظمة النقابية كبيرة وتزداد القوة‬ ‫تستند في نضالها من أجل الاعتراف بها اعترافا قانونيا‬

‫التفاوضية للنقابات‪ .‬ومن جانب آخر عرفت املسيرة‬ ‫كطرف في املفاوضات على ألاجور واملسائل العمالية‬

‫النقابية في العالم أسلوبا مغايرا من املمارسة النقابية‬ ‫املختلفة‪ ،‬تستدل إلى القول بأن صاحب العمل ليس‬

‫ومنعطفا جديدا‪ ،‬يتمثل في بعث نقابات اندماجية‬ ‫عبارة عن فرد قانوني كالعامل أي الفرد‪ ،‬ذلك أن‬

‫واتحادات عمالية عاملية‪ ،‬تجتمع وتعقد مؤتمراتها‬ ‫صاحب العمل يحشد خلفه إلامكانيات الفنية واملادية‬

‫الدولية ملناقشة معايير العمل وحقوق العمال‪،‬‬ ‫‪ ...‬على خالف العامل الذي يفتقر إلى هذا الدعم‬

‫ومواجهة قرارات منظمة التجارة العاملية ومن‬ ‫ويملك قوة جهده وقد اضطرت املؤسسات الصناعية‬

‫اللقاءات الهامة اللقاء‪ ،‬الذي تحت شعار(‪ )18‬لنجعل‬ ‫الرأسمالية إلى التسليم بهذه الحجة‪ ،‬فأصبحت‬
‫(‪)77‬‬
‫مسيرة العوملة تسير في مصالح التنمية وشعوب العالم‬ ‫النقابات تمثل طرفا في التعاقد معترفا به قانونيا ‪".‬‬

‫والهادف إلى إرساء نظام التجارة الدولية قائما على‬

‫‪77‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫‪(7) Rapport annuel des violations des droit‬‬ ‫قوانين عادلة‪ ،‬ويحترم فيه معايير العمل طبقا ملا ورد‬
‫‪syndicaux (2002), confédération international‬‬ ‫في ميثاق منظمة العمل الدولية‪.‬‬
‫‪des‬‬ ‫‪syndicaux libre, Bruxelles.www.itrus-‬‬ ‫الخالصة‪:‬‬
‫‪csi.org‬‬ ‫إن العوملة هي لحظة من لحظات التاريخ‬
‫(‪ )1‬ابراهيم عبد الهادي امليليجي ودمحم محمود املهدلي‪:‬‬ ‫الحضاري العالمي‪ ،‬وهذه اللحظة هي متداخلة أشد‬
‫العوملة و أثرها على التخطيط الاجتماعي‪ ،‬املكتب‬ ‫تداخال في املعاني واملفاهيم وأنها تملك آليات متعددة‬
‫الجامعي مصر ‪ ،1999‬ص‪.899‬‬ ‫اقتصادية وسياسية وأخرى ثقافية‪ ،‬وهي توظف‬
‫(‪ )8‬آالن غريش‪ :‬أطلس العوملة‪ ،‬ترجمة سمير عطية‪،‬‬ ‫مفاهيم متعددة لها أشكال واسعة ومعممة ال يمكن‬
‫مطبعة دار الكتب‪ ،‬لبنان ‪ ،9117‬صص ‪.98-91‬‬ ‫حصر مجالها في إطار ضيق أو أحادي‪ ،‬إال أن ضرورة‬
‫(‪ )8‬آالن غريش ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫التمييز فيما بينها‪ ،‬فاملوضوع املتعلق بالطبقة العاملة‬
‫(‪ ))9‬ابراهيم استنبولي‪ :‬الحوار املتمدن‪ ،‬العدد ‪117‬‬ ‫وواقعها ومطالبها وحقوقها‪ ،‬يجعلنا نركز على الجانب‬
‫(‪ )71/8/11‬في ‪ instanb57@mail.sy :‬عنوان املقال ‪:‬‬ ‫الاقتصادي للعوملة خاصة ‪ ،‬فالنظام الاقتصادي‬
‫العوملة‬ ‫الليبرالي الجديد يستغل قوى وثروات الشعوب النامية‬
‫نهاية أسطورة‪.‬‬ ‫لصالح ثراء وهيمنة أقلية من الدول‪ ،‬ولزيادة العوائد‬
‫(‪ )1‬علي عبد الرزاق جلبي‪ :‬املشيالت الاجتماعية‪ ،‬دار‬ ‫وألارباح لصالح الشرك ــات الضخمة مقابل إدارة‬
‫املعرفة الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية ‪ ،9118‬ص ‪889‬‬ ‫واستغالل العمال ألهدافها‪ ،‬وحينها يجب على‬
‫(‪ )7‬حامد عمار ‪ :‬مواجهة العوملة في التعليم‬ ‫النقابات أن تقف أمام خيار التحدي لهذه الوضعية‬
‫والثقافة‪ ،‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪ ،‬مصر ‪،9111‬‬ ‫وحماية الطبقة العاملة ‪ ،‬ووضع إستراتيجية عمل‬
‫ص ‪.11‬‬ ‫جديدة بتفعيل نشاطها كمنظمة عمالية ‪ ،‬من خالل‬
‫(‪ )81‬ضياء مجيد املوسوي‪ :‬سوق العمل والنقابات‬ ‫تواصلها فيما بينها كنقابات واكتساب التجارب‪،‬‬
‫العمالية في اقتصاد السوق الحرة‪ ،‬ديوان‬ ‫وإعطائها حق التمثيل العمالي‪ ،‬واستقالليتها وحريتها في‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،9119‬ص ‪.889‬‬ ‫ممارسة الحق النقابي‪.‬‬
‫(‪)88‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.888‬‬
‫(‪ )89‬موفق النقيب‪ :‬العوملة وألامركة‪ ،‬دار الرائي‪،‬‬ ‫قائمة املراجع ‪:‬‬
‫دمشق‪ ،‬الطبعة ‪ ،9111 ،8‬ص‪.88‬‬ ‫(‪)8‬حزب العمل الوطني الديمقراطي (تونس) نشرية‬
‫(‪ )87‬بيتر ألكسندر‪ :‬العوملة ومقاومتها‪ ،‬مجلة‬ ‫نظرية داخلية‪ ،‬العدد ‪ 9‬ماي‪/‬جوان ‪ ،9119‬على‬
‫الاقتصاد واملجتمع ‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد‪ ،7‬املغرب‪،‬‬ ‫‪Ayassar@hezbelomal.orrg‬املوقع الالكتروني‪:‬‬
‫نوفمبر‪،9119‬صص ‪.89/88‬‬ ‫‪(9) Rapport sur le travail dans le monde ,‬‬
‫(‪ )81‬دمحم الزناتي‪ :‬العوملة رأسمال جامع وديمقراطية‬ ‫‪organisation internationale du travail, Grève‬‬
‫منتكسة‪ ،‬مجلة الاقتصاد واملجتمع‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪site: internet www.ilo .org‬‬
‫صص ‪.7-1‬‬

‫‪78‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫ـ ‪L'industrie automobile au Mexique‬‬ ‫(‪ )88‬كاوجة دمحم الصغير‪ :‬أداء املنظمات النقابية في‬
‫‪livre: Relations industrielles, 2003, vol 58‬‬ ‫ظل التحوالت الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫‪n°01.‬‬ ‫إلالكتروني‪:‬‬ ‫املوقع‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫جسور‬ ‫مجلة‬
‫‪, http://id.erudit.org/dérudit‬‬ ‫‪www.jusur.net‬‬
‫(‪ )98‬عن جريدة املناضل‪-‬ة بتاريخ ألاحد ‪ 8‬ماي ــو‬ ‫(‪ )88‬هانس بيتر مارتين وهارك‪ ،‬فخ العوملة‪ ،‬مرجع‬
‫‪ ،9118‬العدد ‪ ،9‬املوقع الالكتروني‪:‬‬ ‫سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.781‬‬
‫‪webmaster@almounadil-a info‬‬ ‫(‪ )89‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.988‬‬
‫(‪ )99‬يحيى أبو زكريا‪ :‬الحركة النقابية‪ ،‬التعددية‬ ‫(‪ )81‬مدحت القريش ي‪ ،‬اقتصاديات العمل‪ ،‬دار وائل‬
‫النقابية‪ ،‬الثقافة النقابية‪ ،‬ثالثي موحد لبناء‬ ‫للنشر‪ ،‬ألاردن‪ ،9119،‬ص ‪.811‬‬
‫الديمقراطية‪ ،‬مقال في املوقع الالكتروني ‪:‬‬ ‫(‪ )87‬هانس بيترماتين وهارالد شومان‪ ،‬مرجع سبق‬
‫‪bilahoudoud.net /shouth‬‬ ‫ذكره صص ‪.871-879‬‬
‫(‪) 91‬جودة عبد الخالق‪ :‬سياسات التثبيت والتييف‬ ‫(‪ )91‬اللورد دينيج‪ :‬نقابات العمال بين العمال‬
‫الهييلي في مصر‪ ،‬إصالح اقتصادي أم مرض؟ تقرير‬ ‫والسياسة‪ ،‬ترجمة هنري رياض ‪ ،‬دار الجليل‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫مقدم للمؤتمر العلمي للبحوث الاقتصادية‪ ،‬القاهرة‬ ‫لبنان ‪ ،8719‬ص‪.91/98‬‬
‫‪ ،8779‬ص ‪.81‬‬ ‫(‪)98‬هانس بيترمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬صص ‪-797‬‬
‫(‪ )97‬ارجع‪ :‬أجيتون كريستوف‪ :‬العالم لنا‪ ،‬ترجمة‬ ‫‪.797‬‬
‫طارق كامل‪ ،‬مكتبة النشر والتوزيع‪ ،‬دمشق ‪.9118‬‬ ‫(‪ )99‬انظر كاوجه دمحم الصغير‪ ، :‬مرجع سابق مأخوذ‬
‫(‬ ‫)‪71‬‬ ‫‪Maria‬‬ ‫‪Negreponti-délivarris,‬‬ ‫عن صدف دمحم محمود‪ :‬دور النقابات العمالية في ظل‬
‫‪Mondialisation innocente et mondialisation‬‬ ‫التحول الاقتصادي خالل فترة التسعينات‪.‬املوقع‬
‫‪conspiratrice, ANDRU, Alger n°4, 2008, p 235.‬‬ ‫الالكتروني‪www.peps :eu.eg/esdc:‬‬
‫‪(78) ibid., p.244.‬‬ ‫(‪ )97‬دمحم العودي‪ :‬فقراء زمن العوملة‪ ،‬دار التوحيدي‬
‫(‪ )79‬سعاد خيري‪ :‬العوملة وحدة صراع‬ ‫للنشر والتوزيع ووسائط الاتصال‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪،8‬‬
‫النقيضين(عوملة الرأس مال والعوملة إلانسانية)‪،‬‬ ‫‪ ،9111‬صص ‪.89-88‬‬
‫دار الكنوز ألادبية‪ ،‬بيروت‪ ،9111 ،‬ص ‪.89‬‬ ‫(‪ )91‬دمحم عبد القادر حاتم‪ :‬العوملة ما لها ‪...‬وما‬
‫(‪ )77‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫عليها‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪،9118 ،‬‬
‫(‪ )71‬جاسم دمحم زكريا‪ :‬مفهوم العاملية في التنظيم‬ ‫ص ‪.91‬‬
‫الدولي املعاصر‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬دمشق‪ ،9118‬ص‬ ‫‪( 98) CHRISTIAN Levesque, Article: la‬‬
‫‪.119‬‬ ‫‪mondialisation et le pouvoir des syndicaux‬‬
‫‪)78‬سهيل حسين الفتالوي ‪ :‬العوملة و آثارها في‬ ‫‪locaux de‬‬
‫الوطن العربي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫ألاردن‪ ،‬ط‪،9188 ،9‬ص‪978.‬‬

‫‪79‬‬
‫جوان ‪1028‬‬ ‫العدد الثاني‬ ‫مجلة دراسات في حقوق إلانسان‬

‫(‪ )78‬طارق كمال‪ :‬علم النفس املنهي والصناعي‪،‬‬


‫مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬إلاسكندرية ‪ ،9119‬صص‬
‫‪.917-919‬‬
‫(‪ )79‬منظمة العمال العربية‪ :‬املنتدى العربي للشغل‪،‬‬
‫ورقة عمل حول انعكاسات ألازمة العاملية على البطالة‬
‫والتشغيل في البلدان العربية‪ ،‬تقرير حسين‬
‫الديماس ي‪ ،‬املوقع ‪.alolabor.org/final‬‬
‫(‪ )71‬دمحم بدوي السيد‪ :‬مبادئ علم الاجتماع‪ ،‬دار‬
‫املعرفة الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية ‪ ،8771‬ص ‪999‬‬
‫(‪ )77‬دمحم محمود الجوهري‪ ،‬علم الاجتماع الصناعي‬
‫والتنظيم‪ ،‬دار امليسرة ‪،‬عمان ‪،‬ط‪ ،8،9117.‬صص‬
‫‪.881-889‬‬
‫‪11) Don Gallin -Président du Global Institute‬‬
‫‪)Article forum( :Entre conséquence et‬‬
‫‪resistance domaine public: www.domaine,‬‬
‫‪public.ch /articles.21 sep2001‬‬
‫(‪ )18‬كان عقد اللقاء الوزاري الرابع ملنظمة التجارة‬
‫العاملية في الدوحة بحضور نقابة الاتحاد العمالي‬
‫العالمي اللقاء مثل ‪ 11‬نقابة عن نحو ‪ 881‬مليون‬
‫عامل‪ ،‬جريدة الشرق ألاوسط‪ ،‬العدد ‪ ، 1719‬بتاريخ‬
‫‪ 7‬نوفمبر ‪.9118‬‬

‫‪80‬‬

You might also like