Professional Documents
Culture Documents
المراحل التاريخية للأفلام السينمائية في الجزائر
المراحل التاريخية للأفلام السينمائية في الجزائر
ملخص:
حظيت السينما الجزائرية منذ نشأتها بمكانة مرموقة على المستوى العربي و العالمي،
فرغم األزمات التي مرت بها ،إال أنها استطاعت أن تنتشر عبر وسائل اإلعالم الدولية ،وأن
تاخد مكانتها في املحافل الدولية ،و لعل خير دليل على ذلك ،حصولها على السعفة الذهبية
في مهرجان كان الدولي عام ،1975للفيلم " وقائع سنين الجمر" للمخرج محمد لخضر
حامينة .كما ارتبطت السينما الجزائرية بمحيطها الجغرافي و السياس ي و االجتماعي
واالقتصادي والثقافي ،إال أنها في اآلونة األخيرة تراجعت و تذبذبت األعمال السينمائية في
الجزائر ،وهذا راجع إلى عدة أسباب ،كهجرة املخرجين ،وعدم وعي الجمهور بدور السينما،
وضيق حيز التعبير ،ضف إلى ذلك العشرية السوداء(فترة التسعينيات).
البد من اهتمام النقاد والدراسيين والمهتمين بمجال السينما ،وان ينهضوا بهذا الفن ،و
الذي يحمل في طياته عدة أهداف منشودة تعمل على رقي و ازدهار تفكير املجتمع الجزائري،
و هذا من خالل دراستها مواضيع الساعة .فالفيلم السينمائي مثال يعتبر وثيقة اجتماعية،
تسهم في توثيق األحداث السياسية و االجتماعية و الفكرية ،و رسم ديناميكية املجتمع ،كما
يسهم في فهم العالقة الجدلية بين اإلنسان و املجتمع.
كلمات مفتاحية :مراحل ،تاريخ ،الفيلم ،السينما.
111
) ( عبدالوهاب بردق
Abstract :
Since its inception, Algerian cinema has enjoyed a prominent position on the Arab and
international levels. Despite the crises it has experienced, it has been able to spread through
the international media and to take its place in international forums. In 1975, for the film
"The Chronicles of the Years" by Mohamed Lakhdar Hamina. Algerian cinema has also been
associated with its geographical, political, social, economic and cultural surroundings.
Recently, however, the film business in Algeria has declined. This is due to several reasons,
such as emigration of filmmakers, the public's lack of awareness of cinemas and the narrow
space of expression, (The 1990s).
It is necessary to pay attention to critics, academics and those interested in the field of
cinema, and to promote this art, which carries with it a number of goals that seek to promote
and flourish the thinking of Algerian society, and this through the study of current topics. The
film, for example, is a social document that contributes to documenting political, social and
intellectual events, drawing the dynamics of society and contributing to understanding the
dialectical relationship between man and society.
Keywords : : phase; history; film; cinema.
________________________________________
wahab13abdou13@gmail.com : اليميل، بردق عبدالوهاب:المؤلف المرسل
: مقدمة.1
173
المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر
في عالم اإلنسان ومحيطه ،ظهرت عدة وسائل اتصالية ،وأنماط و أنساق تعبيرية متعددة،
والتي تطورت باستمرار ،بحيث سايرت مراحل وتطور املجتمعات البشرية ،بتطور وسائل
التكنولوجية و العلوم ،ومختلف أنماط الفنون ،والتي اعتمدت على مبدأ احتياجات
ومتطلبات الفرد ،ومن بين هذه الوسائل ما عرف بفن السينما.
تعتبر السينما من بين أهم وسائل التعبير و االتصال ،القادرة على نقل األفكار ،و تمرير
الرسائل ،و مخاطبة العقول ،من خالل الصورة والحركة و الصوت و الزمن ،وذلك بإعادة
إنتاج و تركيب الواقع المعاش .فرغم مواكبة هذا الفن التطورات التكنولوجيا ،و السيما في
الدول المتقدمة ،حيث أصبح فن مستقل مثل بقية الفنون ،إال انه ال يزال يعاني العديد من
المعوقات ،وخاصة في العالم المتخلف ،كالسينما الجزائرية.
تبوأت السينما الجزائرية خالل فترة وجيزة من نشأتها المكانة الالئقة ضمن السينما
العالمية ،فقد تميزت من حيث الوالدة و الهدف و المسار عن جميع تجارب السينما في
الوطن العربي ،بالرغم من أنها بدأت متأخرة نسبيا من حيث التاريخ عن تجارب السينما في
كل من مصر و سورية و لبنان و العراق ،ورغم أنها ولدت إبان الحرب التحريرية ،إال أن
بعض التجارب التي خاضتها والتي ارتبطت مواضيعها بمحيطها السياس ي و االجتماعي و
االقتصادي وجدت مكانها ضمن املحافل الدولية ،فتاريخ السينما الجزائرية و محطاتها ،جزء
ال يتجزأ من تاريخ السينما العربية ،و لكن الواقع أنها لم تنشأ و تتطور في مسار خطي
مستقيم ومنتظم ،فكانت بين التألق تارة و بين التراجع تارة أخرى .و بناءا على ما تقدم ذكره،
سنحاول في هذا البحث ؛ التعرف على مراحل تطور السينما الجزائرية ،بطرح السؤال األتي:
ماهي المراحل التي مرت بها السينما الجزائرية ؟
111
( عبدالوهاب بردق )
ظهرت السينما في الجزائر ،فور ظهور السينماتوغراف على يد لومبير سنة 2820م ،فبعد
أيام قليلة من العروض السينمائية لإلخوان لومبير بباريس ،و مع بداية ،2820قام الفرنس ي
الجزائري المولد " فليكس مسجيش " Felix Mesguicheبتصوير مشاهد من الجزائر
العاصمة ووهران و عرضها على المستوطنين( ،)2ولكن" سارت فيها عملية عرض األفالم
ببطء من بدايتها ،و لم تسجل الصحافة إال أسماء قليلة من الرواد أتو من فرنسا لعرض
األفالم ،مثل البروفيسور "دافيد" ،الذي عرض أفالم "ميليه" في الجمعية األدبية لمدينة
وهران في سنة ،2822و رجل استعراض اسمه "جودار" أتى سائحا في سنة ،2222و لم تنشأ
في الجزائر أية دار عرض سينمائي قبل ،2228و بحلول 2220لم يتجاوز عدد دور العرض
السينمائي بها سبع دور عرض"( .)0فحسبت هذه البدايات للمستعمر الذي سخرها لخدمة
مصالحه ووجوده ،فكانت تخدم المستعمرين و ليس للجزائريين عالقة بها ،حيث كانت تزداد
دور العرض السينمائية وفقا لمتطلبات هذه الفئة ،فكلما ازداد عدد األوربيين في الجزائر،
انتشرت دور العرض السينمائية و زاد عددها حتى بلغ 202دار عرض في سنة ،2211و قد
تمركزت في المدن الكبرى التي كانت تقطنها الجالية الفرنسية ،فكانت األفالم المعروضة
تعكس ذوق المستعمرين( .)1لقد وظفت السينما في هذه المرحلة كوسيلة من الوسائل
اإليديولوجية الرامية إلى إثبات الشرعية االستعمارية ،تعمل على ترسيخ ثقافتها الفرنسية و
محاربة الثقافة العربية اإلسالمية " ،فالمستعمر يهدف أساسا إلى أن يفرض على من
استعمرهم قبول صورة اإلنسان األدنى ،و معايشتها بدرجة ما"( .)0ومن أمثلة ذلك "
السخرية من المست عمر :و من هذه األفالم نذكر :المسلم المضحك ،و علي ينفخ في
الزيت .)0( "...
يمكن تصنيف مضامين السينما الكولونيالة إلى ثالث مراحل مرت بها :
173
المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر
-المرحلة األولى :هي مرحلة الفيلم الغرائبي ،و هي المرحلة التي كان يصور فيها الفرد
الجزائري على أنه كائن غريب يثير فضول األوربيين و تسليتهم ،حيث استخدمت الطبيعة
الجزائرية كخلفية أو ديكورا جميال ،بحيث كان هدف هذه األفالم البحث عن الغرابة و عن
المنظر الساحر ،و هو ما جسده فليكس في أعماله ،ومن بين هذه األفالم التي توحي بالغرابة
فيلم "الواحة" و فيلم "حديقة الله" ،فحجب العرب عن الظهور في تلك األفالم الروائية يعد
بشكل ما انعكاسا نموذجيا النعدام أهمية الجزائريين في الحياة المستعمرة (.)0
-المرحلة الثانية :هي مرحلة التحقير ،حيث عملت السينما الكولونيالية على إبراز األهالي
كمخلوقات دونية غير قادرة على التفكير ،و بحاجة ماسة إلى من ينقدها ،و ذلك بتصوير
األوربي كشخصية منقذة و حاملة للحضارة ،فكانت األفالم عبارة عن مغامرات بطولية تبرز
قوة و تحضر األوربي و ضعف و همجية الجزائري ،ومن األفالم التي كانت تعكس ذلك :
المسلم المضحك ،علي ينفخ في الزيت ،إضافة إلى فيلم Tartarin de tarasconل
" "B.Raymondالذي صوره ببوسعادة حيث أظهرا لشخصية الجزائرية على انها ساذجة و
على درجة مضحكة من الغباء ( .)0كما يعتبر فيلم "وجوه محجبة أرواح مغلقة
" " visagevoilé ames closesل " "henry rousselمن بين أكثر األعمال التي شوهت
الشخصية الجزائرية ،تناولها بشكل صريح من خالل شخصية القايد املحبة للملذات و
القصص الغرامية التافهة ،مع التركيز على تعاون القايد مع المستعمر و إعطائه كل ما يملك
حتى نساؤه ،و المرأة داللة على الهوية و األرض(.)8
-المرحلة الثالثة :استعملت السلطات الفرنسية السينما كوسيلة للدعاية بشكل مدروس
ومؤسس لمسيرة السينما الكولونيالية ،فبعد إحداث 8ماي ،2200و التي شاهدت غليان
شعبي في كل من سكيكدة و قالمة و خراطة ،فأثرت بشكل مباشر على قطاع السينما ،و
111
( عبدالوهاب بردق )
أصابت السلطات االستعمارية بذعر شديد ،خوفا من الثورة الشعبية ،و ُحملت السينما
مسؤولية هذا التمرد في أوساط الشعب(.)2
عملت السينما في الجزائر على تصوير العديد من األفالم القصيرة حيث أن " قبل حرب
التحرير وحتى عام 1946م لم يكن في الجزائر سوى مصلحة فوتوغرافية واحدة ،وفي عام
1947م أنشأ الفرنسيون مصلحة سينمائية أنتجت عددا من األشرطة القصيرة عرضت
وترجمت في أغلبيتها إلى لغتين،وهذه األفالم تقسم إلى األنواع التالية :أفالم تتعلق باآلداب
والعادات الجزائرية -أفالم ثقافية -أفالم وثائقية -أفالم حول التربية الصحية -أفالم عن
الزراعة -أفالم عن الدعاية السياسية "( .)22ومن أشهر تلك األفالم " :قيصرية 1949م،
اإلسالم 1949م ،العيد غير المنتظر 1959م،أغنى ساعات إفريقيا الرومانية ،هيبون
الملكية ،رعاة الجزائر" ( .)22وفي عام 2208أحدثت مصلحة اإلذاعة السينمائية ،وكانت هذه
ا لمصلحة تضم مجموعة من القوافل لتحمل إلى الواحات البعيدة في جنوب الجزائر أفالما
مسلية .وهناك أفالم أخرى كفلمي الصبيتان و اليتيمة و الهدف منها إضحاك األوربي و ليس
اكتشاف السكان األصليين للبلد(.)20
111
( عبدالوهاب بردق )
حمينة وإنتاج مصلحة السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية (النسخ
السلبية موجودة في يوغوسالفيا).
-عمري ثماني سنوات :انتج عام ،2202وهو فيلم قصير أخرجه كل من يان واولغا لوماسون
ورونيه فوتييه ،إنتاج لجنة موريس آودان ،وهو من إعداد فرانز فانون ورونيه فوتييه.
-ياسمينة :انتج عام 2202وهو فيلم متوسط ،أخرجه محمد األخضر حمينة ،أنتجته
مصلحة السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية.
-صوت الشعب :انتج عام 2202من إخراج محمد األخضر حمينة وجمال شندرلي وإنتاج
مصلحة السينما التابعة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
-بنادق الحرية :انتج عام 2202من إخراج جمال شندرلي ومحمد األخضر حمينة ،سيناريو :
سارج ميشيل وإنتاج مصلحة السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية.
-خمسة رجال وشعب:انتج عام 2200من إخراج رونيه فوتييه (النسخة السلبية توجد في
تلفزيون جمهورية ألمانيا الد يمقراطية).
اتبعت السينما الجزائرية في هذه المرحلة نهج واحد ،فكانت تنادي من اجل التحرر ،كما
عملت على دعم القضية الجزائرية ،وإبراز فضائح االستعمار التي ارتكبها في حق المدنيين
العزل.
شهدت الفترة 2200إلى 2282انجاز 220فيلما طويال و قصيرا و 210فيلما إخباريا تم
انجازها في الجزائر ،ليصل املجموع إلى 180فيلما و شريطا ،فكانت نسبة األفالم االجتماعية
01بالمئة ،و المضامين السياسية 02بالمائة ،و األفالم التاريخية 20بالمائة ،و المواضيع
االقتصادية 20بالمائة ،و المواضيع الثقافية 22بالمائة ،و التقنية 0بالمائة ،و كان حض
اللغة العربية 80بالمائة ،و 21بالمائة باللغة الفرنسية ،و 1بالمائة اشرطة صامتة "(.)22
فبلغ إنتاج األفالم الطويلة حتى عام 1974مثال حوالي خمسة وعشرين فيلما ،واإلنتاج
المشترك حوالي ثالثة عشر فيلما في الفترة نفسها،باإلضافة إلى تسعة أفالم من األفالم
القصيرة و المتوسطة الخيالية ،وتسعة عشر فيلما للتلفزيون وعشرات األفالم الوثائقية
القصيرة .أما مراحل التطوير التالية للسينما بعد مرحلة البداية فكان منها تكوين لجنة
السينما عام 2202ومصلحة السينما عام 2202واإلذاعة والتلفزيون وتكوين مركز
السمعيات والبصريات عام 2200ثم تتالت خطوات أخرى هامة وهي كما يلي"(:)02
-عام :2201إنشاء الديوان الوطني لألحداث الجزائرية وإنشاء مركز التوزيع الشعبي
(السينما ا لمتجولة).
-عام 2200إنشاء ا لمركز الوطني للسينما وتبعه :تنظيم ورقابة اإلنتاج والتوزيع وإنشاء
المركز التجريبي للتوزيع الشعبي ،ودار اآلثار السينمائية الوطنية الجزائرية ،وا لمعهد
الوطني للسينما ،وتأميم االستغالل السينمائي.
-عام : 2200إنشاء مصلحة السينما باملحافظة السياحية للجيش الوطني الشعبي.
-عام : 2200تكوين الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائيين (إنتاج وتوزيع) ،وإنشاء ا
لمركز الجزائري للسينما (تنظيم-تفتيش -رقابة -برمجة -توزيع ثقافي-دار اآلثار السينمائية-
السينما ا لمتنقلة -نوادي السينما-التوزيع الشعبي) ،باإلضافة إلى إصدار قانون تنظيم الفن
والصناعة السينمائية وإلغاء ا لمركز الوطني للسينما وا لمعهد الوطني للسينما حيث عهد به
إلى البلديات.
111
( عبدالوهاب بردق )
سنة 1972م " ،عرق أسود " لسيدي علي مازيف سنة 1972م " ،حرب التحرير" من إخراج
المصالح السمعية البصرية " ،دورية نحو الشرق" لعمار العسكري سنة 1972م " ،منطقة
محرمة " ألحمد هالم" ،عطلة المفتش الطاهر" لموس ى حداد سنة 1973م " ،اإلرث " ملحمد
بوعماري سنة 1974م" ،هروب حسن طيرو" لمصطفى بديع سنة 1974م" ،وقائع سنوات
الجمر" ملحمد األخضر حمينة سنة 1974م (." )00
في هذه المرحلة عالجت األفالم السينمائية الجزائرية كل القضايا القومية ،كما عالجت
المواضيع االجتماعية ،بهدف التوعية و اإلرشاد من اجل التطور و الرقي.
111
( عبدالوهاب بردق )
كما مثل فيلم "عمر قتلته رجولته " السينما الجزائرية ،وهو فيلم طويل مخرجه مرزاق
علواش ،عرض سنة 2200في برنامج السينما العربية بأرشيف الفيلم الفرنس ي ،اذ حقق
نجاحا كبير في العديد من المهرجانات الدولية ،حيث عرض في أسبوع النقاد في مهرجان كان،
وفي مهرجان السينما الشابة ببرلين ،وفي مهرجان الدول الناطقة بالفرنسية ،حيث فاز
بالجائزة األولى ،وعرض في أسبوع األفالم الجزائرية بدمشق .وهناك مجموعة أخرى من
األفالم الجديدة للسينما الجزائرية في هذا االتجاه ومنها " :مغامرات بطل " لمرزاق علواش،
"ليلى وأخواتها " لسيد علي مازيف " ،زيتون أبو الحيالت" لنادر محمد عزيزي "،تشريح
مؤامرة " لحمد سليم رياض " ،المفيد " لعمار العسكري)00(.
في الثمانينات و بعد وفاة الرئيس هواري بومدين شهدت بروز وزوال العديد من
المؤسسات السينمائية ،ففي سنة 2280حل المكتب الجزائري لصناعة و تجارة السينما
الذي انشأ عام ،2200اذ تم توزيع مهام المكتب إلى هيئتين منفصلتين ،المؤسسة القومية
إلنتاج السينمائي ،والمؤسسة القومية للتوزيع ودور العرض ،حيث تم التخلي عن االحتكار،
و بيعت العديد من دور العرض إلى القطاع الخاص ،فأصبح بإمكان السينمائيين من إنشاء
شركات اإلنتاج الخاصة بهم(.)00
ومن بين األفالم التي أنتجت في الثمانينات " :رجل و نوافذ " في 2280لمرزاق علواش ،و
عندما انتقل إلى فرنسا أنتج فيلم " حب في باريس" في ،2280و قدم لخضر حمينة فيلم " ريح
األمل " في ،2281و" الصورة الخيرة " في ،2280كما جسد فيلم "ملحمة الشيخ بوعمامة" لبن
عمر بختي في ،2281فيلم"علي في بالد السراب في 2282ملحمد راشدي ،و فيلم " االنقطاع "
في 2280ملحمد شويخ ،و فيلم " صراح الحجر" في 2280لعبدالرحمان بوقرموح في ،2280و
فيلم " القلعة " ملحمد شويخ ،ومن األفالم السينمائية النسوية ،فيلم " زردة أو أغاني
النسيان " للروائية أسيا جبار في ،2280و يعتبر ثاني أفالمها بعد فيلم " نوبة النساء جبل
شنوة " في ،2202و فيلم " قصة لقاء " في 2281إلبراهيم تساكي ،و فيلم" لوس وردة الرمال "
173
المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر
في 2288لرشيد بلحاج ،و فيلم " سقف و عائلة " في 2280للرابح العراجي .كما ارتبطت
السينما الجزائرية في الثمانينات بالمشاكل االجتماعية (.)00
أما بال نسبة لفترة التسعينيات و هي فترة العشرية السوداء ،فقد مرت الجزائر بفترة صعبة
جدا ،و غادر العديد من المثقفين و الفنانين ،و عرفت السينما ركودا و إفالس فني ،فتخلت
الدولة عن هذا القطاع ،وحلت المراكز السينمائية التي كانت تشرف عليها الدولة ،ففي
سنتي 2228و 2222حلت كل من الوكالة الوطنية ،لإلحداث الفيلمية ،ENPA ،ANAFو
المركز الوطني للفن و الصناعة السينماتوغرافية .CAAICولكن رغم ذلك فلقد استمر عدد
من املخرجين في تقديم أعماله ،كفيلم " اطفال النيون" إلبراهيم تساكي ،و فيلمي " شرف
القبيلة " في 2221وفيلم " أضواء " في 2220ملحمد زموري ،وفيلم " ليلة القدر" في 2220
للسيد السليماني ،وفيلم " الخريف " لمالك حمينة ،وفيلم "يوسف أسطورة النائم السابع "
في 2221ملحمد بشير شويخ ،و فيلم " باب الواد سيتي" في 2220لمرزاق علواش ،و فيلمي "
شاب " في ، 2222و فيلم " امراتان " في 2222لعمار تريبش ،و فيلم " سالم يا بن العم "
في 2220لرشيد بوشارب ،والفيلم الكوميدي " كرنفال في دشرة " في 2220ملحمد اوقاس ي،
ومن األفالم االمازيغية نجد " :جبل باية " في 2220لعزالدين مدور(.)08
111
( عبدالوهاب بردق )
العربية ،)0220و إنتاج مشترك ،و إنتاج أجنبي و باألخص فرنس ي .وقد شهدت هذه المرحلة
اهتمام بمواضيع مختلفة و متشعبة ،كما تناولوا املخرجون الجزائريون في مواضيعه في
بداية األمر فترة العنف التي عاشتها الجزائر ،ومن بين هذه األفالم " ،رشيدة " في 0221ملحمد
شويخ " ،المنارة " لبلقاسم حجاج " ،بركات " في 0220لجميلة صحراوي وهو إنتاج مشترك
بين الجزائر و فرنسا ،و فيلم " مال وطني "في 0222لفاطمة بلحاج " ،العالم األخر" في 0222
لمرزاق علواش " ،شاي آنيا " لسعيد ولد خليفة .كما شهد موضوع الثورة الجزائرية حضورا
في السينما ،و لكن بشكل مغاير ،وهدفها التعريف بالقضية الجزائرية من خالل تناول كفاح
الشعب و تضحياته من اجل الحرية ،وويالت و بطش االستعمار ،ومن أهم الخرجين :لخضر
حمينة ،جمال شندرلي ،و الفرنس ي رونيه فوتيه ،ومن بين األفالم المشهورة :فيلم " معركة
الجزائر" في 2200لاليطالي جيلو بونتي كورفو و الفائز بجائزة "االسد الذهبي" في مهرجان
برلين ،و الذي منع من العرض إلى غاية عام ،0220ضف إلى ذلك ،فيلم " شرف القبيلة "
ملحمد زموري " ،األهالي أو البلديون " في 0220لرشيد بوشوارب " ،خراطيش قلواز" في 0220
لمهدي شارف " ،مصطفى بن بولعيد " في 0220ألحمد راشيدي .كما حظيت المرأة وهمومها
في هذه الفترة باهتمام املخرجين ،و قد تناولت قضايا حساسة ،كظاهرة االغتصاب ،
الدعارة ،...ومن بين هذه األفالم" :ما وراء المرأة " لنادية شرابي " ،دليس بالوما و فيفا
اللجيري" في 0220لنذير مقناش و التي مولته وزارة الثقافة الجزائرية.
من بين األعمال المقتبسة من الروايات نذكر :رواية " زينب " من تأليف محمد حسين
هيكل و إخراج محمد كريم ،والتي ظهرت على الشاشة مرتين ،مرة فيلم صامت عام ،2212
ومرة في فيلم ناطق عام ،2200و رواية " العصا و األفيون" للروائي االمازيغي مولود معمري،
والذي أخرجه احمد راشدي في ،2202ورواية " ريح الجنوب " لعبد الحميد بن هدوقة والذي
أخرجه محمد سليم رياض في .2200
173
المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر
ومن المسرحيات التي حولت إلى أفالم سينمائية :مسرحية "حسن طيرو" لرويشد والتي
افلمها لخضر حمينة في ،2208ومسرحية "الغولة" لرويشد و التي افلمها مصطفى كاتب في
.2200
ومن بين األفالم التي لجأت نسبيا إلى األدب :مساهمة الروائي مولود معمري في كتابة
السيناريو و التعليق لفيلم " فجر المعذبين" والذي أخرجه محمد راشدي في ،2200وكتابة
الروائي رشيد بوجدرة سيناريو فيلم "علي في بالد السراب" و الذي أخرجه احمد راي في
،2208و سيناريو فيلم " نهلة " لفاروق بلوفة في .2202
أما بالنسبة ألفالم األلفية الثالثة فنالحظ تعامل السينما مع األدب بصورة محتشمة ،وهذا
راجع إلى هيمنة املخرج على العمل السينمائي في كل مراحله من الكتابة إلى اإلخراج ،لكن رغم
ذلك فهناك أعمال سينمائية تعاملت مع األعمال األدبية ومن بينها :رواية "إغفاء الميموزا"
المين الزاوي التي حوله سعيد ولد خليفة إلى فيلم "شاي أنيا" في ،0221كما اقتبس
الكسندر اركادي من رواية فضل الليل على النهار لياسمينة خضرا في إنتاجه لفيلم سينمائي
من 202د ،كما حولت رواية "موريتوري" لياسمين خضرا إلى فيلم سينمائي باللغة الفرنسية
من إخراج عكاشة توتيا في )02(.0220
.0خاتمة :
كانت السينما في بداية األمر وسيلة من وسائل الترويج و التسلية ،لكن سرعان ما تحولت
إلى وسيلة تثقيفية ،تطرح العديد من المواضيع ،وتعالج مجموعة من القضايا اإلنسانية،
فهي مرتبطة ببيئة ومحيط اإلنسان ،كما جسدت في اغلب أعمالها التاريخه ،سبل عيشه،
مشاكله االجتماعية و السياسية و االقتصادية ،...وبالتالي أرخت حياته منذ ظهورها.
ولدت السينما الجزائرية في صلب الحرب التحريرية ،ولكن رغم ذلك تمكنت من الوصول
إلى العالمية ،و تجسيد مختلف القضايا اإلنسانية ،و السيما الدفاع عن قضية حرب
111
( عبدالوهاب بردق )
التحرير ،و توضيح الرؤية للعالم حول ظلم وبطش االستعمار ،و الجرائم الفرنسية
المقترفة في حق الشعب الجزائري ،كما أنها سجلت ثقافته من عادات و تقاليد ،متناولة في
مواضيعها واقعه المعاش.
أصبحت تعتبرالسينما إحدى طرق التفكير و التأمل ،وهذا من خالل طرق معالجتها
للقضايا االنسانية .وعليه يرجى االهتمام بهذه الوسيلة التعبيرية ،و التي تقوم بتناول أهم
مواضيع الساعة باستعمال أساليب خاصة بها تتطلب وعي المتلقي.
الهوامش :
)voir : abdelghani megherbi, les algériens au mimoir du cinéma colonial, contribution a -(1
la sosiologie de la decolonialisation, édition S.N.E.D, 1982, p15.
) -(2ليزبيت مالكموس ،روى ازمر ،السينما العربية و اإلفريقية ،ترجمة سهام عبد السالم ،مراجعة
هاشم النحاس،ط ،2الهيئة العامة للشؤون المطابع االميرية ،القاهرة ،ص.00
( -)1المرجع نفسه ،ص.00
( -)0المرجع نفسه ،ص02
(-)0المرجع السابق.
(voir : abdelghani megherbi, Référence Précédent, p59-)0
(voir : Ibid, p63 )0
(voir : Ibid, p78-)0
)voir : Ibid, p02-p02 -(8
(voir : Ibid, p00-)2
(-)22الكسان جان ،السينما في الوطن العربي ،العدد ،02عالم المعرفة ،املجلس الوطني للثقافةو الفنون
و االداب بالكويت ،2280 ،ص.020
( -)22المرجع نفسه.
(voir : abdelghani megherbi, Référence Précédent, p72 -)20
173
المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر
(-)21عبدالقادر التلمساني ،فنون السينما ،املجلس االعلى للثقافة ،الهيئة العامة لشؤون المطابع
االميرية ،القاهرة ،0222 ،ص.210
(lotfi meherzi, le cinima algérien institution, imaginaire, idiologie, édution sned, alger, -)20
1980, p62.
(cinéma, production cinématographique,1957-1973, ministére de l’information et de la -)20
culture/ service des arts audio – visuels/ p12.
( -)20الكسان جان،مرجع سبق ذكره ،ص.020
( )20المرجع نفسه ،ص.028
( -)28المرجع نفسه ،ص.ص.022 ،
(lotfi meherzi op cit, p133-)22
( -)02الكسان جان ،مرجع سبق ذكره ،ص .002
(voir : cinéma, production cinématographique, 1957-1973, op cit, p.p,104 ;106 ;108. -)02
)(22المرجع نفسه ،ص.ص.010-000،
(-)23المرجع نفسه ،ص.010
( -)00منصور كريمة ،اتجاهات السينما الجزائرية في االلفية الثالثة ،مذكرة دكتوراه ،جامعة وهران،
الجزائر ،0221-0220 ،ص.00
(-)00الكسان جان ،المرجع السابق ،ص.ص010-010،
( -)00ليزبيت مالكموس ،مرجع سابق ،ص.220
( -)00منصور كريمة ،مرجع سابق ،ص.ص.00-00،
( -)08المرجع نفسه ،ص.ص.00-01،
(-)02المرجع نفسه ،ص.ص.220-211 ،
.0الكسان جان ،السينما في الوطن العربي ،العدد ،02عالم المعرفة ،املجلس الوطني للثقافةو
الفنون و االداب بالكويت.2280 ،
.1ليزبيت مالكموس ،روى ازمر ،السينما العربية و اإلفريقية ،ترجمة سهام عبد السالم ،مراجعة
هاشم النحاس،ط ،2الهيئة العامة للشؤون المطابع االميرية ،القاهرة.
.0منصور كريمة ،اتجاهات السينما الجزائرية في االلفية الثالثة ،مذكرة دكتوراه ،جامعة وهران،
الجزائر.
باللغة الفرنسية:
1. abdelghani megherbi, les algériens au mimoir du cinéma colonial, contribution a la
sosiologie de la decolonialisation, édition S.N.E.D, 1982.
2. lotfi meherzi, le cinima algérien institution, imaginaire, idiologie, édution sned, alger,
1980.
3. cinéma, production cinématographique,1957-1973, ministére de l’information et
de la culture/ service des arts audio – visuels.
173