Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫املجلد ‪ / 70‬الع ــدد‪ ،)0729( 70 :‬ص ‪210 -229‬‬ ‫مجلـة الحوارالثقافي‬

‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬


‫‪The historical stages of filmmaking in Algeria‬‬
‫بردق عبدالوهـاب‬
‫تحت إشراف‪ :‬بولقدام نادية‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد – تلمسان‬
‫‪wahab13abdou13@gmail.com‬‬
‫تاريخ النشر‪0222/20/20 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪0222/20/20. :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪0228/20/20 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫حظيت السينما الجزائرية منذ نشأتها بمكانة مرموقة على المستوى العربي و العالمي‪،‬‬
‫فرغم األزمات التي مرت بها ‪ ،‬إال أنها استطاعت أن تنتشر عبر وسائل اإلعالم الدولية‪ ،‬وأن‬
‫تاخد مكانتها في املحافل الدولية‪ ،‬و لعل خير دليل على ذلك‪ ،‬حصولها على السعفة الذهبية‬
‫في مهرجان كان الدولي عام ‪ ،1975‬للفيلم " وقائع سنين الجمر" للمخرج محمد لخضر‬
‫حامينة‪ .‬كما ارتبطت السينما الجزائرية بمحيطها الجغرافي و السياس ي و االجتماعي‬
‫واالقتصادي والثقافي‪ ،‬إال أنها في اآلونة األخيرة تراجعت و تذبذبت األعمال السينمائية في‬
‫الجزائر‪ ،‬وهذا راجع إلى عدة أسباب‪ ،‬كهجرة املخرجين‪ ،‬وعدم وعي الجمهور بدور السينما‪،‬‬
‫وضيق حيز التعبير‪ ،‬ضف إلى ذلك العشرية السوداء(فترة التسعينيات)‪.‬‬
‫البد من اهتمام النقاد والدراسيين والمهتمين بمجال السينما‪ ،‬وان ينهضوا بهذا الفن‪ ،‬و‬
‫الذي يحمل في طياته عدة أهداف منشودة تعمل على رقي و ازدهار تفكير املجتمع الجزائري‪،‬‬
‫و هذا من خالل دراستها مواضيع الساعة‪ .‬فالفيلم السينمائي مثال يعتبر وثيقة اجتماعية‪،‬‬
‫تسهم في توثيق األحداث السياسية و االجتماعية و الفكرية‪ ،‬و رسم ديناميكية املجتمع‪ ،‬كما‬
‫يسهم في فهم العالقة الجدلية بين اإلنسان و املجتمع‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية ‪ :‬مراحل‪ ،‬تاريخ‪ ،‬الفيلم‪ ،‬السينما‪.‬‬
‫‪111‬‬
) ‫( عبدالوهاب بردق‬

Abstract :
Since its inception, Algerian cinema has enjoyed a prominent position on the Arab and
international levels. Despite the crises it has experienced, it has been able to spread through
the international media and to take its place in international forums. In 1975, for the film
"The Chronicles of the Years" by Mohamed Lakhdar Hamina. Algerian cinema has also been
associated with its geographical, political, social, economic and cultural surroundings.
Recently, however, the film business in Algeria has declined. This is due to several reasons,
such as emigration of filmmakers, the public's lack of awareness of cinemas and the narrow
space of expression, (The 1990s).
It is necessary to pay attention to critics, academics and those interested in the field of
cinema, and to promote this art, which carries with it a number of goals that seek to promote
and flourish the thinking of Algerian society, and this through the study of current topics. The
film, for example, is a social document that contributes to documenting political, social and
intellectual events, drawing the dynamics of society and contributing to understanding the
dialectical relationship between man and society.
Keywords : : phase; history; film; cinema.

________________________________________
wahab13abdou13@gmail.com :‫ اليميل‬، ‫ بردق عبدالوهاب‬:‫المؤلف المرسل‬

:‫ مقدمة‬.1

173
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫في عالم اإلنسان ومحيطه‪ ،‬ظهرت عدة وسائل اتصالية‪ ،‬وأنماط و أنساق تعبيرية متعددة‪،‬‬
‫والتي تطورت باستمرار‪ ،‬بحيث سايرت مراحل وتطور املجتمعات البشرية‪ ،‬بتطور وسائل‬
‫التكنولوجية و العلوم‪ ،‬ومختلف أنماط الفنون‪ ،‬والتي اعتمدت على مبدأ احتياجات‬
‫ومتطلبات الفرد‪ ،‬ومن بين هذه الوسائل ما عرف بفن السينما‪.‬‬
‫تعتبر السينما من بين أهم وسائل التعبير و االتصال‪ ،‬القادرة على نقل األفكار‪ ،‬و تمرير‬
‫الرسائل‪ ،‬و مخاطبة العقول‪ ،‬من خالل الصورة والحركة و الصوت و الزمن‪ ،‬وذلك بإعادة‬
‫إنتاج و تركيب الواقع المعاش‪ .‬فرغم مواكبة هذا الفن التطورات التكنولوجيا‪ ،‬و السيما في‬
‫الدول المتقدمة‪ ،‬حيث أصبح فن مستقل مثل بقية الفنون‪ ،‬إال انه ال يزال يعاني العديد من‬
‫المعوقات‪ ،‬وخاصة في العالم المتخلف‪ ،‬كالسينما الجزائرية‪.‬‬
‫تبوأت السينما الجزائرية خالل فترة وجيزة من نشأتها المكانة الالئقة ضمن السينما‬
‫العالمية‪ ،‬فقد تميزت من حيث الوالدة و الهدف و المسار عن جميع تجارب السينما في‬
‫الوطن العربي‪ ،‬بالرغم من أنها بدأت متأخرة نسبيا من حيث التاريخ عن تجارب السينما في‬
‫كل من مصر و سورية و لبنان و العراق‪ ،‬ورغم أنها ولدت إبان الحرب التحريرية‪ ،‬إال أن‬
‫بعض التجارب التي خاضتها والتي ارتبطت مواضيعها بمحيطها السياس ي و االجتماعي و‬
‫االقتصادي وجدت مكانها ضمن املحافل الدولية‪ ،‬فتاريخ السينما الجزائرية و محطاتها‪ ،‬جزء‬
‫ال يتجزأ من تاريخ السينما العربية‪ ،‬و لكن الواقع أنها لم تنشأ و تتطور في مسار خطي‬
‫مستقيم ومنتظم‪ ،‬فكانت بين التألق تارة و بين التراجع تارة أخرى‪ .‬و بناءا على ما تقدم ذكره‪،‬‬
‫سنحاول في هذا البحث ؛ التعرف على مراحل تطور السينما الجزائرية‪ ،‬بطرح السؤال األتي‪:‬‬
‫ماهي المراحل التي مرت بها السينما الجزائرية ؟‬

‫‪ .0‬بدايات السينما في الجزائرقبل الثورة ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫ظهرت السينما في الجزائر‪ ،‬فور ظهور السينماتوغراف على يد لومبير سنة ‪2820‬م‪ ،‬فبعد‬
‫أيام قليلة من العروض السينمائية لإلخوان لومبير بباريس‪ ،‬و مع بداية ‪ ،2820‬قام الفرنس ي‬
‫الجزائري المولد " فليكس مسجيش " ‪ Felix Mesguiche‬بتصوير مشاهد من الجزائر‬
‫العاصمة ووهران و عرضها على المستوطنين(‪ ،)2‬ولكن" سارت فيها عملية عرض األفالم‬
‫ببطء من بدايتها‪ ،‬و لم تسجل الصحافة إال أسماء قليلة من الرواد أتو من فرنسا لعرض‬
‫األفالم‪ ،‬مثل البروفيسور "دافيد"‪ ،‬الذي عرض أفالم "ميليه" في الجمعية األدبية لمدينة‬
‫وهران في سنة ‪ ،2822‬و رجل استعراض اسمه "جودار" أتى سائحا في سنة ‪ ،2222‬و لم تنشأ‬
‫في الجزائر أية دار عرض سينمائي قبل ‪ ،2228‬و بحلول ‪ 2220‬لم يتجاوز عدد دور العرض‬
‫السينمائي بها سبع دور عرض"(‪ .)0‬فحسبت هذه البدايات للمستعمر الذي سخرها لخدمة‬
‫مصالحه ووجوده‪ ،‬فكانت تخدم المستعمرين و ليس للجزائريين عالقة بها‪ ،‬حيث كانت تزداد‬
‫دور العرض السينمائية وفقا لمتطلبات هذه الفئة‪ ،‬فكلما ازداد عدد األوربيين في الجزائر‪،‬‬
‫انتشرت دور العرض السينمائية و زاد عددها حتى بلغ ‪ 202‬دار عرض في سنة ‪ ،2211‬و قد‬
‫تمركزت في المدن الكبرى التي كانت تقطنها الجالية الفرنسية‪ ،‬فكانت األفالم المعروضة‬
‫تعكس ذوق المستعمرين(‪ .)1‬لقد وظفت السينما في هذه المرحلة كوسيلة من الوسائل‬
‫اإليديولوجية الرامية إلى إثبات الشرعية االستعمارية‪ ،‬تعمل على ترسيخ ثقافتها الفرنسية و‬
‫محاربة الثقافة العربية اإلسالمية‪ " ،‬فالمستعمر يهدف أساسا إلى أن يفرض على من‬
‫استعمرهم قبول صورة اإلنسان األدنى‪ ،‬و معايشتها بدرجة ما"(‪ .)0‬ومن أمثلة ذلك "‬
‫السخرية من المست عمر‪ :‬و من هذه األفالم نذكر‪ :‬المسلم المضحك ‪ ،‬و علي ينفخ في‬
‫الزيت ‪.)0( "...‬‬

‫يمكن تصنيف مضامين السينما الكولونيالة إلى ثالث مراحل مرت بها ‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫‪ -‬المرحلة األولى ‪ :‬هي مرحلة الفيلم الغرائبي‪ ،‬و هي المرحلة التي كان يصور فيها الفرد‬
‫الجزائري على أنه كائن غريب يثير فضول األوربيين و تسليتهم‪ ،‬حيث استخدمت الطبيعة‬
‫الجزائرية كخلفية أو ديكورا جميال‪ ،‬بحيث كان هدف هذه األفالم البحث عن الغرابة و عن‬
‫المنظر الساحر‪ ،‬و هو ما جسده فليكس في أعماله‪ ،‬ومن بين هذه األفالم التي توحي بالغرابة‬
‫فيلم "الواحة" و فيلم "حديقة الله" ‪ ،‬فحجب العرب عن الظهور في تلك األفالم الروائية يعد‬
‫بشكل ما انعكاسا نموذجيا النعدام أهمية الجزائريين في الحياة المستعمرة (‪.)0‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬هي مرحلة التحقير‪ ،‬حيث عملت السينما الكولونيالية على إبراز األهالي‬
‫كمخلوقات دونية غير قادرة على التفكير‪ ،‬و بحاجة ماسة إلى من ينقدها‪ ،‬و ذلك بتصوير‬
‫األوربي كشخصية منقذة و حاملة للحضارة‪ ،‬فكانت األفالم عبارة عن مغامرات بطولية تبرز‬
‫قوة و تحضر األوربي و ضعف و همجية الجزائري‪ ،‬ومن األفالم التي كانت تعكس ذلك ‪:‬‬
‫المسلم المضحك‪ ،‬علي ينفخ في الزيت‪ ،‬إضافة إلى فيلم ‪ Tartarin de tarascon‬ل‬
‫"‪ "B.Raymond‬الذي صوره ببوسعادة حيث أظهرا لشخصية الجزائرية على انها ساذجة و‬
‫على درجة مضحكة من الغباء (‪ .)0‬كما يعتبر فيلم "وجوه محجبة أرواح مغلقة‬
‫" ‪ " visagevoilé ames closes‬ل "‪ "henry roussel‬من بين أكثر األعمال التي شوهت‬
‫الشخصية الجزائرية ‪ ،‬تناولها بشكل صريح من خالل شخصية القايد املحبة للملذات و‬
‫القصص الغرامية التافهة‪ ،‬مع التركيز على تعاون القايد مع المستعمر و إعطائه كل ما يملك‬
‫حتى نساؤه‪ ،‬و المرأة داللة على الهوية و األرض(‪.)8‬‬

‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬استعملت السلطات الفرنسية السينما كوسيلة للدعاية بشكل مدروس‬
‫ومؤسس لمسيرة السينما الكولونيالية‪ ،‬فبعد إحداث ‪ 8‬ماي ‪ ،2200‬و التي شاهدت غليان‬
‫شعبي في كل من سكيكدة و قالمة و خراطة‪ ،‬فأثرت بشكل مباشر على قطاع السينما‪ ،‬و‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫أصابت السلطات االستعمارية بذعر شديد‪ ،‬خوفا من الثورة الشعبية‪ ،‬و ُحملت السينما‬
‫مسؤولية هذا التمرد في أوساط الشعب(‪.)2‬‬
‫عملت السينما في الجزائر على تصوير العديد من األفالم القصيرة حيث أن " قبل حرب‬
‫التحرير وحتى عام ‪1946‬م لم يكن في الجزائر سوى مصلحة فوتوغرافية واحدة‪ ،‬وفي عام‬
‫‪1947‬م أنشأ الفرنسيون مصلحة سينمائية أنتجت عددا من األشرطة القصيرة عرضت‬
‫وترجمت في أغلبيتها إلى لغتين‪،‬وهذه األفالم تقسم إلى األنواع التالية ‪:‬أفالم تتعلق باآلداب‬
‫والعادات الجزائرية ‪ -‬أفالم ثقافية ‪ -‬أفالم وثائقية‪ -‬أفالم حول التربية الصحية ‪ -‬أفالم عن‬
‫الزراعة ‪ -‬أفالم عن الدعاية السياسية "(‪ .)22‬ومن أشهر تلك األفالم ‪ " :‬قيصرية ‪ 1949‬م‪،‬‬
‫اإلسالم ‪ 1949‬م‪ ،‬العيد غير المنتظر ‪ 1959‬م‪،‬أغنى ساعات إفريقيا الرومانية‪ ،‬هيبون‬
‫الملكية‪ ،‬رعاة الجزائر" (‪ .)22‬وفي عام ‪2208‬أحدثت مصلحة اإلذاعة السينمائية‪ ،‬وكانت هذه‬
‫ا لمصلحة تضم مجموعة من القوافل لتحمل إلى الواحات البعيدة في جنوب الجزائر أفالما‬
‫مسلية‪ .‬وهناك أفالم أخرى كفلمي الصبيتان و اليتيمة و الهدف منها إضحاك األوربي و ليس‬
‫اكتشاف السكان األصليين للبلد(‪.)20‬‬

‫‪.1‬السينما أثناء الثورة ‪:‬‬


‫مع انطالق الثورة الجزائرية‪ ،‬ووعي الشعب الجزائري بأهمية هذه الوسيلة (السينما) في‬
‫الدعاية و الدفاع عن حقوق الشعوب المنهوبة‪ ،‬بدأت السينما الجزائرية تخطو أولى‬
‫خطواتها بطريقة سليمة‪ ،‬بحيث لعبت دورا هاما في النضال الذي خاضها الشعب من اجل‬
‫التحرر‪.‬فقد " ولدت السينما الجزائرية أثناء ثورة الجزائر‪ ،‬حينما نظمت فرق الجيش‬
‫التحرير الجزائري إدارة سينمائية عسكرية أنتجت العديد من الجرائد السينمائية و األفالم‬
‫التسجيلية " (‪ ،)21‬فكانت أول فرقة فنية تابعة لجبهة التحرير الوطني‪ ،‬و التي خدمة القضية‬
‫الجزائرية بكشف للرأي الدولي‪ ،‬عدالة القضية و شرعية الكفاح الوطني ضد االستعمار‪.‬‬
‫"ففي سنة ‪2200‬و بعد االتفاق مع " رينيه فوتيه " و "عبان رمضان" تم إنشاء أول مدرسة‬
‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫سينمائية جزائرية في أعالي الجبل " ‪ "l’ecoledecinéma du maquis‬بالوالية األولى للمنطقة‬


‫الخامسة و بالضبط في تبسة أطلق عليها اسم " فريد فريد " ‪.)20("groupe farid‬فاخرج‬
‫فيلمه الشهير" الجزائر تحترق – ‪ "l’algerie en flammes‬إذ أنتجه بين عامي ‪ 2200‬و فيفري‬
‫‪( 2208‬فيلم قصير‪20‬ملم) مع شركة ‪( RDA‬جمهورية ألمانيا الديمقراطية)(‪ .)20‬ومن بين‬
‫العروض التلفزيونية التي أنتجتها هذه المدرسة‪ ،‬ووزعت على شبكات تلفزيون البلدان‬
‫االشتراكية في تلك الفترة ‪ :‬شريط عن المدرسة نفسها‪ ،‬شريط عن ممرضات جيش التحرير‪،‬‬
‫صور و مشاهد عن مهاجمة مناجم الونزة‪ ،‬و لم تتعدى هذه المدرسة أربعة أشهر‪،‬و في‬
‫عام‪ 2202- 2202‬اوجب على الثورة تطوير وتنظيم السينما‪ ،‬و ذلك بإنشاء لجنة السينما‬
‫مرتبطة بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ‪،‬كما تم تأسيس مصلحة السينما للحكومة‬
‫المؤقتة‪ ،‬و أخيرا أقامة مصلحة للسينما تابعة لجيش التحرير الوطني(‪.)20‬‬
‫" وهكذا نجد أن السينما في الجزائر ولدت ومعها عوامل حيويتها كفن إنساني ملتزم بقضايا‬
‫الناس والوطن‪ ،‬وقد حرصت على أن تحفظ أشرطتها في أماكن مأمونة ‪ ،‬وقد كان وال بد في‬
‫هذه ا لمرحلة من جمع األفالم خارج البالد‪ ،‬فهربت النسخ السلبية لألفالم المصورة‪،‬‬
‫وجمعت في يوغوسالفيا وثائق مصلحة السينما التابعة لجيش التحرير الوطني ومصلحة‬
‫السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية " (‪.)20‬عرفت هذه المرحلة انجاز‬
‫أول األفالم الجزائرية تماشيا مع الكفاح المسلح‪ ،‬ومن بين هذه األفالم ‪)28( :‬‬
‫‪ -‬ساقية سيدي يوسف‪ :‬انتج عام ‪ 2208‬وهو فيلم قصير أخرجه بيار كليمون وقام باإلدارة‬
‫(التركي) وكان اإلنتاج لبيار كليمون نفسه (النسخ السلبية للفيلم توجد لدى ا لمنتج)‪.‬‬
‫‪ -‬الالجئون ‪ :‬انتج عام ‪ ،2208‬وهو فيلم قصير من إنتاج وإخراج بيار كليمون‪.‬‬
‫‪ -‬جزائرنا ‪ :‬فيلم طويل يعتمد على صور فيلم (حرية الجزائر) الذي أخرجه ساشافييرني عام‬
‫‪ ،2200‬وصور فيلم (أمة الجزائر)الذي أخرجه رونيه فوتييه في عام ‪ 2200‬وصور التقطتها‬
‫شندرلي في الجبال‪ .‬والفيلم من إخراج الدكتور شولي ‪ ،‬وجمال شندرلي ومحمد لخضر‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫حمينة وإنتاج مصلحة السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية (النسخ‬
‫السلبية موجودة في يوغوسالفيا)‪.‬‬
‫‪ -‬عمري ثماني سنوات‪ :‬انتج عام ‪ ،2202‬وهو فيلم قصير أخرجه كل من يان واولغا لوماسون‬
‫ورونيه فوتييه‪ ،‬إنتاج لجنة موريس آودان‪ ،‬وهو من إعداد فرانز فانون ورونيه فوتييه‪.‬‬
‫‪ -‬ياسمينة‪ :‬انتج عام ‪ 2202‬وهو فيلم متوسط ‪ ،‬أخرجه محمد األخضر حمينة‪ ،‬أنتجته‬
‫مصلحة السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬صوت الشعب‪ :‬انتج عام ‪ 2202‬من إخراج محمد األخضر حمينة وجمال شندرلي وإنتاج‬
‫مصلحة السينما التابعة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬بنادق الحرية‪ :‬انتج عام ‪ 2202‬من إخراج جمال شندرلي ومحمد األخضر حمينة ‪ ،‬سيناريو ‪:‬‬
‫سارج ميشيل وإنتاج مصلحة السينما التابعة للحكومة ا لمؤقتة للجمهورية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬خمسة رجال وشعب‪:‬انتج عام ‪ 2200‬من إخراج رونيه فوتييه (النسخة السلبية توجد في‬
‫تلفزيون جمهورية ألمانيا الد يمقراطية)‪.‬‬
‫اتبعت السينما الجزائرية في هذه المرحلة نهج واحد‪ ،‬فكانت تنادي من اجل التحرر‪ ،‬كما‬
‫عملت على دعم القضية الجزائرية‪ ،‬وإبراز فضائح االستعمار التي ارتكبها في حق المدنيين‬
‫العزل‪.‬‬

‫‪.4‬السينما الجزائرية ما بعد االستقالل ‪:‬‬


‫أ عتبرت مرحلة ما بعد االستقالل المرحلة االنتقالية للسينما الجزائرية‪ ،‬و التي تحمل وجع‬
‫املجتمع وتناقضاته و أماله و أحالمه‪ ،‬فقد واجهت السينما الجزائرية مشكلة التأسيس و‬
‫التجهيز لقاعدة سينمائية من شأنها تحقيق إستراتيجية ثقافية و ايديولوجية تحقق‬
‫طموحات الشعب‪ ،‬الن الوضع العام للجزائر لم يعطي اهتمام للقطاع الثقافي ‪ ،‬فقد ولى‬
‫اهتمام ألوليات أخرى أكثر ضرورة ‪ ،‬لكن و بالرغم من ذلك‪ ،‬استمرت السينما الجزائرية في‬
‫إنتاج أفالم تمجد الثورة و تعالج مخلفات الحرب‪.‬فان حسب إحصائيات وزارة الثقافة ‪ ،‬قد‬
‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫شهدت الفترة ‪ 2200‬إلى ‪ 2282‬انجاز ‪ 220‬فيلما طويال و قصيرا و ‪ 210‬فيلما إخباريا تم‬
‫انجازها في الجزائر‪ ،‬ليصل املجموع إلى ‪ 180‬فيلما و شريطا ‪ ،‬فكانت نسبة األفالم االجتماعية‬
‫‪01‬بالمئة‪ ،‬و المضامين السياسية ‪ 02‬بالمائة‪ ،‬و األفالم التاريخية ‪ 20‬بالمائة‪ ،‬و المواضيع‬
‫االقتصادية ‪ 20‬بالمائة‪ ،‬و المواضيع الثقافية ‪ 22‬بالمائة ‪ ،‬و التقنية ‪ 0‬بالمائة ‪ ،‬و كان حض‬
‫اللغة العربية ‪ 80‬بالمائة ‪ ،‬و ‪ 21‬بالمائة باللغة الفرنسية ‪ ،‬و ‪ 1‬بالمائة اشرطة صامتة "(‪.)22‬‬
‫فبلغ إنتاج األفالم الطويلة حتى عام ‪ 1974‬مثال حوالي خمسة وعشرين فيلما‪ ،‬واإلنتاج‬
‫المشترك حوالي ثالثة عشر فيلما في الفترة نفسها‪،‬باإلضافة إلى تسعة أفالم من األفالم‬
‫القصيرة و المتوسطة الخيالية‪ ،‬وتسعة عشر فيلما للتلفزيون وعشرات األفالم الوثائقية‬
‫القصيرة ‪.‬أما مراحل التطوير التالية للسينما بعد مرحلة البداية فكان منها تكوين لجنة‬
‫السينما عام ‪ 2202‬ومصلحة السينما عام‪ 2202‬واإلذاعة والتلفزيون وتكوين مركز‬
‫السمعيات والبصريات عام ‪ 2200‬ثم تتالت خطوات أخرى هامة وهي كما يلي"(‪:)02‬‬
‫‪ -‬عام ‪ :2201‬إنشاء الديوان الوطني لألحداث الجزائرية وإنشاء مركز التوزيع الشعبي‬
‫(السينما ا لمتجولة)‪.‬‬
‫‪ -‬عام ‪ 2200‬إنشاء ا لمركز الوطني للسينما وتبعه ‪ :‬تنظيم ورقابة اإلنتاج والتوزيع وإنشاء‬
‫المركز التجريبي للتوزيع الشعبي‪ ،‬ودار اآلثار السينمائية الوطنية الجزائرية‪ ،‬وا لمعهد‬
‫الوطني للسينما‪ ،‬وتأميم االستغالل السينمائي‪.‬‬
‫‪ -‬عام ‪ : 2200‬إنشاء مصلحة السينما باملحافظة السياحية للجيش الوطني الشعبي‪.‬‬
‫‪ -‬عام ‪ : 2200‬تكوين الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائيين (إنتاج وتوزيع)‪ ،‬وإنشاء ا‬
‫لمركز الجزائري للسينما (تنظيم‪-‬تفتيش‪ -‬رقابة‪ -‬برمجة‪ -‬توزيع ثقافي‪-‬دار اآلثار السينمائية‪-‬‬
‫السينما ا لمتنقلة‪ -‬نوادي السينما‪-‬التوزيع الشعبي)‪ ،‬باإلضافة إلى إصدار قانون تنظيم الفن‬
‫والصناعة السينمائية وإلغاء ا لمركز الوطني للسينما وا لمعهد الوطني للسينما حيث عهد به‬
‫إلى البلديات‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫‪ -‬عام ‪ : 2208‬إنشاء مركز التوزيع السينمائي‪.‬‬


‫‪ -‬عام ‪ : 2202‬احتكار اإلنتاج والتوزيع لصالح الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائية‪.‬‬
‫‪ -‬عام ‪ : 2200‬دمج ديوان األحداث الجزائرية بالديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائية‬
‫وتكليف هذا الديوان بإنتاج وتوزيع مجلة األحداث المصورة‪.‬‬
‫‪ -‬عام ‪ : 2200‬إنشاء مديرية السينما والوسائل السمعية والبصرية بوزارة األعالم والثقافة‪.‬‬
‫يمكن ان نحص ي في مجال األفالم الوثائقية أكثر من ثالثين عمال من بينهما فيلم " استفتاء‬
‫عام ‪ ،" 2200‬و أفالم ملحمد اخضر حمينة‪ ،‬كفيلم " وعد جويلية "‪ ،‬وفيلم "نور للجميع" و"‬
‫فيلم مرة أخرى " في ‪ 2201‬و فيلم " مكافحة األمية " في ‪2201‬و فيلم "عليك بالعناية " في‬
‫‪ ،2200‬و أفالم أخرى ألحمد رشدي منها " أيادي كالعصافير"‪ ،‬وفيلم " اقرأ "‪ ،‬و أفالم مشتركة‬
‫ألحمد بوزيان و حمينة كفيلم " إعالن الحرب على بيوت القصدير" في ‪ ،2200‬وفيلم "حملة‬
‫التشجير" في ‪ ،2200‬وفيلم " لكن في يوم من نوفمبر"‪،‬و فيلم " لبيك ايها الحجر األسود"‬
‫في‪ ،2200‬و فيلم" كوبا نعم "‪ ،‬وفيلم " القدس " في ‪ ،2200‬وفيلم " سوق الجزائر" لحمينة ‪ ،‬و‬
‫قدم غوتي ددوش فيلم" الوان الجزائر" في ‪ ،2200‬و فيلم " الحج الى مكة " لعلي يحي‪ ،‬كذلك‬
‫فيلم " تكلموا " لحمينة‪ ،‬وفيلم " شبيبة الثورة " ‪ ،‬و فيلم " حدار من األلغام" ألحمد بوزيان‬
‫‪،‬وفيلم" األمير عبدالقادر" سنة ‪ 2200‬لحمينة‪ ،‬وفيلم " الخطوات االولى " للعربي محمد(‪.)02‬‬
‫وأما األفالم الطويلة التي أنتجت في هذه المرحلة ‪ " :‬سلم حديث العهد " لجاك شاربي ‪1964‬‬
‫م‪ " ،‬الليل يخاف من الشمس " لمصطفى بديع ‪ 1965‬م‪ " ،‬فجر المعذبين" ألحمد راشدي‬
‫سنة ‪ 1965‬م‪ " ،‬ريح األوراس " ملحمد األخضر حمينة لسنة ‪ 1966‬م‪ " ،‬الطريق" ملحمد سليم‬
‫رياض سنة ‪ 1968‬م‪ " ،‬حسن طيرو" ملحمد األخضر حمينة سنة ‪ 1968‬م‪" ،‬الجحيم " في سن‬
‫العاشرة ‪ 1969‬م‪ " ،‬الخارجون عن القانون" لتوفيق فارس ‪ 1969‬م‪" ،‬قصص من الثورة‬
‫التحريرية" لرابح العراجي سنة ‪ 1969‬م‪" ،‬األفيون والعصا" ألحمد راشدي سنة ‪ 1970‬م‪" ،‬‬
‫تحيا يا ديدو" ملحمد زينات سنة ‪ 1971‬م‪ " ،‬لكي تحيا الجزائر" ملحمد عزيزي سنة ‪1972‬م‪" ،‬‬
‫الغولة (اللي فات مات)" لمصطفى كاتب سنة ‪ 1972‬م‪ " ،‬األسرة الطيبة " لجعفر دامرجي‬
‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫سنة ‪ 1972‬م‪ " ،‬عرق أسود " لسيدي علي مازيف سنة ‪ 1972‬م‪ " ،‬حرب التحرير" من إخراج‬
‫المصالح السمعية البصرية‪ " ،‬دورية نحو الشرق" لعمار العسكري سنة ‪ 1972‬م‪ " ،‬منطقة‬
‫محرمة " ألحمد هالم‪" ،‬عطلة المفتش الطاهر" لموس ى حداد سنة ‪ 1973‬م‪ " ،‬اإلرث " ملحمد‬
‫بوعماري سنة ‪ 1974‬م‪" ،‬هروب حسن طيرو" لمصطفى بديع سنة ‪ 1974‬م‪" ،‬وقائع سنوات‬
‫الجمر" ملحمد األخضر حمينة سنة ‪ 1974‬م (‪." )00‬‬
‫في هذه المرحلة عالجت األفالم السينمائية الجزائرية كل القضايا القومية‪ ،‬كما عالجت‬
‫المواضيع االجتماعية‪ ،‬بهدف التوعية و اإلرشاد من اجل التطور و الرقي‪.‬‬

‫‪.5‬السينما الجزائرية الجديدة ‪:‬‬


‫انطلقت السينما الجزائرية الجديدة مع الجيل الثاني الذي عاصر بداية سنوات‬
‫االستقالل‪ ،‬فبعد عشر سنوات من االستقالل (‪ ،)2200‬إذ بعد الثورة الصناعية و القرارات‬
‫السياسية و االقتصادية و االجتماعية التي أصدرتها الدولة كتأميم املحروقات‪ ،‬و مجانية‬
‫العالج‪ ،‬و إصالح التعليم العالي‪ ،‬و التسيير االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬وبعد إنتاج مجموعة من‬
‫األفالم السينمائية و التي أنتجها التلفزيون الجزائري هي‪" :‬عائالت طيبة " من إخراج جعفر‬
‫دامرج‪ " ،‬العرق األسود " من إخراج سيد علي مازيف‪ " ،.‬الفحام " من إخراج محمد‬
‫بوعماري‪ " ،‬منطقة محرمة " من إخراج احمد العالم‪ " ،‬نوة " من إخراج عبد العزيز طولبي‪" ،‬‬
‫الطارفة" من إخراج هاشمي شريف‪ " ،‬الغاصبون " من إخراج األمين مرباح‪ " ،‬المصب" من‬
‫إخراج محمد شويخ‪ " ،‬يوميات عامل شاب " من إخراج محمد افتيسان‪ " ،‬بالقرب من‬
‫الصفصاف" من إخراج موس ى حداد‪ ،‬والتي تميزت باالقتراب من الواقع المعاصر للجزائر‪ ،‬اذ‬
‫شهد مهرجان األيام السينمائية بقرطاج عام ‪ ،2200‬مولد السينما الجزائرية بفضل فيلم "‬
‫الفحام" الذي عرض بنجاح(‪ ،)01‬وفيلم الحزية ملحمد حازر لي في ‪.)00( 2200‬‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫كما مثل فيلم "عمر قتلته رجولته " السينما الجزائرية ‪ ،‬وهو فيلم طويل مخرجه مرزاق‬
‫علواش‪ ،‬عرض سنة‪ 2200‬في برنامج السينما العربية بأرشيف الفيلم الفرنس ي ‪ ،‬اذ حقق‬
‫نجاحا كبير في العديد من المهرجانات الدولية‪ ،‬حيث عرض في أسبوع النقاد في مهرجان كان‪،‬‬
‫وفي مهرجان السينما الشابة ببرلين‪ ،‬وفي مهرجان الدول الناطقة بالفرنسية‪ ،‬حيث فاز‬
‫بالجائزة األولى‪ ،‬وعرض في أسبوع األفالم الجزائرية بدمشق‪ .‬وهناك مجموعة أخرى من‬
‫األفالم الجديدة للسينما الجزائرية في هذا االتجاه ومنها‪ " :‬مغامرات بطل " لمرزاق علواش‪،‬‬
‫"ليلى وأخواتها " لسيد علي مازيف‪ " ،‬زيتون أبو الحيالت" لنادر محمد عزيزي‪ "،‬تشريح‬
‫مؤامرة " لحمد سليم رياض‪ " ،‬المفيد " لعمار العسكري‪)00(.‬‬
‫في الثمانينات و بعد وفاة الرئيس هواري بومدين شهدت بروز وزوال العديد من‬
‫المؤسسات السينمائية‪ ،‬ففي سنة ‪ 2280‬حل المكتب الجزائري لصناعة و تجارة السينما‬
‫الذي انشأ عام ‪ ،2200‬اذ تم توزيع مهام المكتب إلى هيئتين منفصلتين‪ ،‬المؤسسة القومية‬
‫إلنتاج السينمائي‪ ،‬والمؤسسة القومية للتوزيع ودور العرض‪ ،‬حيث تم التخلي عن االحتكار‪،‬‬
‫و بيعت العديد من دور العرض إلى القطاع الخاص‪ ،‬فأصبح بإمكان السينمائيين من إنشاء‬
‫شركات اإلنتاج الخاصة بهم(‪.)00‬‬
‫ومن بين األفالم التي أنتجت في الثمانينات ‪ " :‬رجل و نوافذ " في ‪ 2280‬لمرزاق علواش‪ ،‬و‬
‫عندما انتقل إلى فرنسا أنتج فيلم " حب في باريس" في‪ ،2280‬و قدم لخضر حمينة فيلم " ريح‬
‫األمل " في ‪ ،2281‬و" الصورة الخيرة " في ‪ ،2280‬كما جسد فيلم "ملحمة الشيخ بوعمامة" لبن‬
‫عمر بختي في‪ ،2281‬فيلم"علي في بالد السراب في ‪ 2282‬ملحمد راشدي‪ ،‬و فيلم " االنقطاع "‬
‫في ‪ 2280‬ملحمد شويخ‪ ،‬و فيلم " صراح الحجر" في ‪ 2280‬لعبدالرحمان بوقرموح في ‪ ،2280‬و‬
‫فيلم " القلعة " ملحمد شويخ‪ ،‬ومن األفالم السينمائية النسوية‪ ،‬فيلم " زردة أو أغاني‬
‫النسيان " للروائية أسيا جبار في ‪ ،2280‬و يعتبر ثاني أفالمها بعد فيلم " نوبة النساء جبل‬
‫شنوة " في ‪ ،2202‬و فيلم " قصة لقاء " في ‪ 2281‬إلبراهيم تساكي‪ ،‬و فيلم" لوس وردة الرمال "‬

‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫في ‪ 2288‬لرشيد بلحاج‪ ،‬و فيلم " سقف و عائلة " في ‪ 2280‬للرابح العراجي‪ .‬كما ارتبطت‬
‫السينما الجزائرية في الثمانينات بالمشاكل االجتماعية (‪.)00‬‬

‫أما بال نسبة لفترة التسعينيات و هي فترة العشرية السوداء‪ ،‬فقد مرت الجزائر بفترة صعبة‬
‫جدا‪ ،‬و غادر العديد من المثقفين و الفنانين‪ ،‬و عرفت السينما ركودا و إفالس فني‪ ،‬فتخلت‬
‫الدولة عن هذا القطاع‪ ،‬وحلت المراكز السينمائية التي كانت تشرف عليها الدولة‪ ،‬ففي‬
‫سنتي ‪2228‬و‪ 2222‬حلت كل من الوكالة الوطنية‪ ،‬لإلحداث الفيلمية ‪ ،ENPA ،ANAF‬و‬
‫المركز الوطني للفن و الصناعة السينماتوغرافية ‪ .CAAIC‬ولكن رغم ذلك فلقد استمر عدد‬
‫من املخرجين في تقديم أعماله‪ ،‬كفيلم " اطفال النيون" إلبراهيم تساكي‪ ،‬و فيلمي " شرف‬
‫القبيلة " في ‪ 2221‬وفيلم " أضواء " في ‪ 2220‬ملحمد زموري‪ ،‬وفيلم " ليلة القدر" في ‪2220‬‬
‫للسيد السليماني‪ ،‬وفيلم " الخريف " لمالك حمينة‪ ،‬وفيلم "يوسف أسطورة النائم السابع "‬
‫في ‪ 2221‬ملحمد بشير شويخ‪ ،‬و فيلم " باب الواد سيتي" في ‪ 2220‬لمرزاق علواش‪ ،‬و فيلمي "‬
‫شاب " في ‪ ، 2222‬و فيلم " امراتان " في ‪ 2222‬لعمار تريبش‪ ،‬و فيلم " سالم يا بن العم "‬
‫في‪ 2220‬لرشيد بوشارب‪ ،‬والفيلم الكوميدي " كرنفال في دشرة " في ‪ 2220‬ملحمد اوقاس ي‪،‬‬
‫ومن األفالم االمازيغية نجد‪ " :‬جبل باية " في ‪ 2220‬لعزالدين مدور(‪.)08‬‬

‫‪.6‬السينما الجزائرية في االلفية الثالثة‪:‬‬


‫صارعت السينما الجزائرية في هذه المرحلة‪ ،‬من اجل إثبات نفسها‪ ،‬وجراء األزمة التي مرت‬
‫بها وتخلي الدولة عنها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى التمويل األجنبي الذي يفرض شروط‬
‫على املخرجين حول مواضيع أفالمهم‪ ،‬هذه الظروف أفرزت سينما قائمة على الدعم‬
‫االجانبي‪ ،‬و قد وجدت ثالث أنواع من اإلنتاج ‪ :‬إنتاج جزائري قليل في إطار المناسباتية‬
‫(كتظاهرة ألفية الجزائر ‪ ،0222‬تظاهرة الجزائر بفرنسا‪ ،0221‬و الجزائر عاصمة الثقافة‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫العربية‪ ،)0220‬و إنتاج مشترك‪ ،‬و إنتاج أجنبي و باألخص فرنس ي ‪.‬وقد شهدت هذه المرحلة‬
‫اهتمام بمواضيع مختلفة و متشعبة‪ ،‬كما تناولوا املخرجون الجزائريون في مواضيعه في‬
‫بداية األمر فترة العنف التي عاشتها الجزائر‪ ،‬ومن بين هذه األفالم‪ " ،‬رشيدة " في ‪ 0221‬ملحمد‬
‫شويخ‪ " ،‬المنارة " لبلقاسم حجاج‪ " ،‬بركات " في ‪ 0220‬لجميلة صحراوي وهو إنتاج مشترك‬
‫بين الجزائر و فرنسا ‪ ،‬و فيلم " مال وطني "في ‪ 0222‬لفاطمة بلحاج‪ " ،‬العالم األخر" في ‪0222‬‬
‫لمرزاق علواش‪ " ،‬شاي آنيا " لسعيد ولد خليفة‪ .‬كما شهد موضوع الثورة الجزائرية حضورا‬
‫في السينما‪ ،‬و لكن بشكل مغاير‪ ،‬وهدفها التعريف بالقضية الجزائرية من خالل تناول كفاح‬
‫الشعب و تضحياته من اجل الحرية‪ ،‬وويالت و بطش االستعمار‪ ،‬ومن أهم الخرجين ‪ :‬لخضر‬
‫حمينة‪ ،‬جمال شندرلي‪ ،‬و الفرنس ي رونيه فوتيه‪ ،‬ومن بين األفالم المشهورة ‪ :‬فيلم " معركة‬
‫الجزائر" في ‪ 2200‬لاليطالي جيلو بونتي كورفو و الفائز بجائزة "االسد الذهبي" في مهرجان‬
‫برلين‪ ،‬و الذي منع من العرض إلى غاية عام ‪ ،0220‬ضف إلى ذلك‪ ،‬فيلم " شرف القبيلة "‬
‫ملحمد زموري‪ " ،‬األهالي أو البلديون " في ‪ 0220‬لرشيد بوشوارب‪ " ،‬خراطيش قلواز" في ‪0220‬‬
‫لمهدي شارف‪ " ،‬مصطفى بن بولعيد " في ‪ 0220‬ألحمد راشيدي‪ .‬كما حظيت المرأة وهمومها‬
‫في هذه الفترة باهتمام املخرجين‪ ،‬و قد تناولت قضايا حساسة‪ ،‬كظاهرة االغتصاب ‪،‬‬
‫الدعارة‪ ،...‬ومن بين هذه األفالم‪" :‬ما وراء المرأة " لنادية شرابي‪ " ،‬دليس بالوما و فيفا‬
‫اللجيري" في ‪ 0220‬لنذير مقناش و التي مولته وزارة الثقافة الجزائرية‪.‬‬
‫من بين األعمال المقتبسة من الروايات نذكر‪ :‬رواية " زينب " من تأليف محمد حسين‬
‫هيكل و إخراج محمد كريم‪ ،‬والتي ظهرت على الشاشة مرتين‪ ،‬مرة فيلم صامت عام ‪،2212‬‬
‫ومرة في فيلم ناطق عام‪ ،2200‬و رواية " العصا و األفيون" للروائي االمازيغي مولود معمري‪،‬‬
‫والذي أخرجه احمد راشدي في ‪ ،2202‬ورواية " ريح الجنوب " لعبد الحميد بن هدوقة والذي‬
‫أخرجه محمد سليم رياض في ‪.2200‬‬

‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫ومن المسرحيات التي حولت إلى أفالم سينمائية‪ :‬مسرحية "حسن طيرو" لرويشد والتي‬
‫افلمها لخضر حمينة في ‪ ،2208‬ومسرحية "الغولة" لرويشد و التي افلمها مصطفى كاتب في‬
‫‪.2200‬‬
‫ومن بين األفالم التي لجأت نسبيا إلى األدب ‪ :‬مساهمة الروائي مولود معمري في كتابة‬
‫السيناريو و التعليق لفيلم " فجر المعذبين" والذي أخرجه محمد راشدي في ‪ ،2200‬وكتابة‬
‫الروائي رشيد بوجدرة سيناريو فيلم "علي في بالد السراب" و الذي أخرجه احمد راي في‬
‫‪،2208‬و سيناريو فيلم " نهلة " لفاروق بلوفة في ‪.2202‬‬
‫أما بالنسبة ألفالم األلفية الثالثة فنالحظ تعامل السينما مع األدب بصورة محتشمة‪ ،‬وهذا‬
‫راجع إلى هيمنة املخرج على العمل السينمائي في كل مراحله من الكتابة إلى اإلخراج‪ ،‬لكن رغم‬
‫ذلك فهناك أعمال سينمائية تعاملت مع األعمال األدبية ومن بينها ‪ :‬رواية "إغفاء الميموزا"‬
‫المين الزاوي التي حوله سعيد ولد خليفة إلى فيلم "شاي أنيا" في ‪ ،0221‬كما اقتبس‬
‫الكسندر اركادي من رواية فضل الليل على النهار لياسمينة خضرا في إنتاجه لفيلم سينمائي‬
‫من ‪202‬د‪ ،‬كما حولت رواية "موريتوري" لياسمين خضرا إلى فيلم سينمائي باللغة الفرنسية‬
‫من إخراج عكاشة توتيا في ‪)02(.0220‬‬

‫‪.0‬خاتمة ‪:‬‬
‫كانت السينما في بداية األمر وسيلة من وسائل الترويج و التسلية‪ ،‬لكن سرعان ما تحولت‬
‫إلى وسيلة تثقيفية‪ ،‬تطرح العديد من المواضيع‪ ،‬وتعالج مجموعة من القضايا اإلنسانية‪،‬‬
‫فهي مرتبطة ببيئة ومحيط اإلنسان‪ ،‬كما جسدت في اغلب أعمالها التاريخه‪ ،‬سبل عيشه‪،‬‬
‫مشاكله االجتماعية و السياسية و االقتصادية ‪ ،...‬وبالتالي أرخت حياته منذ ظهورها‪.‬‬
‫ولدت السينما الجزائرية في صلب الحرب التحريرية‪ ،‬ولكن رغم ذلك تمكنت من الوصول‬
‫إلى العالمية‪ ،‬و تجسيد مختلف القضايا اإلنسانية‪ ،‬و السيما الدفاع عن قضية حرب‬

‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫التحرير‪ ،‬و توضيح الرؤية للعالم حول ظلم وبطش االستعمار‪ ،‬و الجرائم الفرنسية‬
‫المقترفة في حق الشعب الجزائري‪ ،‬كما أنها سجلت ثقافته من عادات و تقاليد‪ ،‬متناولة في‬
‫مواضيعها واقعه المعاش‪.‬‬
‫أصبحت تعتبرالسينما إحدى طرق التفكير و التأمل‪ ،‬وهذا من خالل طرق معالجتها‬
‫للقضايا االنسانية‪ .‬وعليه يرجى االهتمام بهذه الوسيلة التعبيرية‪ ،‬و التي تقوم بتناول أهم‬
‫مواضيع الساعة باستعمال أساليب خاصة بها تتطلب وعي المتلقي‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬
‫)‪voir : abdelghani megherbi, les algériens au mimoir du cinéma colonial, contribution a -(1‬‬
‫‪la sosiologie de la decolonialisation, édition S.N.E.D, 1982, p15.‬‬
‫)‪ -(2‬ليزبيت مالكموس ‪ ،‬روى ازمر‪ ،‬السينما العربية و اإلفريقية‪ ،‬ترجمة سهام عبد السالم‪ ،‬مراجعة‬
‫هاشم النحاس‪،‬ط‪ ،2‬الهيئة العامة للشؤون المطابع االميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫(‪ -)1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫(‪ -)0‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪02‬‬
‫(‪-)0‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪voir : abdelghani megherbi, Référence Précédent, p59-)0‬‬
‫(‪voir : Ibid, p63 )0‬‬
‫(‪voir : Ibid, p78-)0‬‬
‫)‪voir : Ibid, p02-p02 -(8‬‬
‫(‪voir : Ibid, p00-)2‬‬
‫(‪-)22‬الكسان جان‪ ،‬السينما في الوطن العربي‪ ،‬العدد‪ ،02‬عالم المعرفة‪ ،‬املجلس الوطني للثقافةو الفنون‬
‫و االداب بالكويت‪ ،2280 ،‬ص‪.020‬‬
‫(‪ -)22‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪voir : abdelghani megherbi, Référence Précédent, p72 -)20‬‬

‫‪173‬‬
‫المراحل التاريخية لألفالم السينمائية في الجزائر‬

‫(‪-)21‬عبدالقادر التلمساني‪ ،‬فنون السينما‪ ،‬املجلس االعلى للثقافة‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع‬
‫االميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،0222 ،‬ص‪.210‬‬
‫(‪lotfi meherzi, le cinima algérien institution, imaginaire, idiologie, édution sned, alger, -)20‬‬
‫‪1980, p62.‬‬
‫(‪cinéma, production cinématographique,1957-1973, ministére de l’information et de la -)20‬‬
‫‪culture/ service des arts audio – visuels/ p12.‬‬
‫(‪ -)20‬الكسان جان‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.020‬‬
‫(‪ )20‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.028‬‬
‫(‪ -)28‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص‪.022 ،‬‬
‫(‪lotfi meherzi op cit, p133-)22‬‬
‫(‪ -)02‬الكسان جان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫(‪voir : cinéma, production cinématographique, 1957-1973, op cit, p.p,104 ;106 ;108. -)02‬‬
‫)‪(22‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص‪.010-000،‬‬
‫(‪-)23‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫(‪ -)00‬منصور كريمة‪ ،‬اتجاهات السينما الجزائرية في االلفية الثالثة‪ ،‬مذكرة دكتوراه ‪،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0221-0220 ،‬ص‪.00‬‬
‫(‪-)00‬الكسان جان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪010-010،‬‬
‫(‪ -)00‬ليزبيت مالكموس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫(‪ -)00‬منصور كريمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.00-00،‬‬
‫(‪ -)08‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص‪.00-01،‬‬
‫(‪-)02‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص‪.220-211 ،‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .2‬عبدالقادر التلمساني‪ ،‬فنون السينما‪ ،‬املجلس االعلى للثقافة‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع‬
‫االميرية‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫( عبدالوهاب بردق )‬

‫‪ .0‬الكسان جان‪ ،‬السينما في الوطن العربي‪ ،‬العدد‪ ،02‬عالم المعرفة‪ ،‬املجلس الوطني للثقافةو‬
‫الفنون و االداب بالكويت‪.2280 ،‬‬
‫‪ .1‬ليزبيت مالكموس ‪ ،‬روى ازمر‪ ،‬السينما العربية و اإلفريقية‪ ،‬ترجمة سهام عبد السالم‪ ،‬مراجعة‬
‫هاشم النحاس‪،‬ط‪ ،2‬الهيئة العامة للشؤون المطابع االميرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .0‬منصور كريمة‪ ،‬اتجاهات السينما الجزائرية في االلفية الثالثة‪ ،‬مذكرة دكتوراه ‪،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1. abdelghani megherbi, les algériens au mimoir du cinéma colonial, contribution a la‬‬
‫‪sosiologie de la decolonialisation, édition S.N.E.D, 1982.‬‬
‫‪2. lotfi meherzi, le cinima algérien institution, imaginaire, idiologie, édution sned, alger,‬‬
‫‪1980.‬‬
‫‪3. cinéma, production cinématographique,1957-1973, ministére de l’information et‬‬
‫‪de la culture/ service des arts audio – visuels.‬‬

‫‪173‬‬

You might also like