Professional Documents
Culture Documents
Cours Zenouda
Cours Zenouda
اإلقليمية و العولمة
السداسي الثاني
إعداد األستاذة:
زنودة منى
تمهيد:
شهد العالم منذ خمسينات القرف العشرين بروز أطراؼ ذات تأثير كبير على الساحة الدولية،فإلى جانب
الدولة القومية التي ظلت محور التفاعالت الدولية منذ تحديد معالمها خالؿ مؤتمر وستفاليا ( 1848القائم على
ثالث أبعاد أساسية :السيادة ،االستقاللية و المساواة ) ،برزت للساحة الدولية نمطين متكاملين و متناقضين -في
نفس الوقت -من العالقات التفاعلية للدوؿ القومية و التي أسفرت على والدة شكلين جديدين من البنى الدولية:
التكامالت اإلقليمية ،و المنظمات الدولية ذات الطابع العالمي:
-حيث يهدؼ الشكل األوؿ إلى بناء تكتالت إقليمية (اقتصادية باألساس) بين مجموعة من الدوؿ ذات
الخصائص المشتركة و المتجانسة اقتصاديا و سياسيا و حتى اجتماعيا و ثقافيا(.اإلقليمية)
-في حين يتجلى النمط الثاني من خالؿ مجمل الجهود الدولية إلقامة عالقات اقتصادية حرة على المستوى
العالمي بهدؼ إزالة القيود و الحواجز التي لطالما فرضتها الدولة الوطنية ( .العولمة)
و يتجلى الطابع التكاملي بين الظاىرتين ( اإلقليمية و العولمة) في قيامهما معا على مبدأ إزالة الحدود و القيود
الوطنية إلى نحو أوسع من حدود الدولة القومية على النحو التالي:
مستوى إقليمي اإلقليمية
مستوى عالمي العولمة
لكن بالمقابل ،في حين تهدؼ اإلقليمية إلى حماية اقتصاديات الدوؿ المتكاملة من اآلثار السلبية التي يمكن أف
تحدثها العولمة و محاولة بناء فضاءات تعاونية إقليمية للنهوض باقتصاديات ىذه الدوؿ و ذلك باتخاذ إجراءات
حمائية حوؿ االقتصاديا ت اإلقليمية .تهدؼ العولمة إلزالة كل ما ىو محلي (سواء كاف وطني أو إقليمي ) نحو
نظاـ متعدد األطراؼ و األبعاد .و بالتالي فاف أي محاولة لحماية االقتصاديا ت الوطنية أو اإلقليمية سيحد من
قدرة و أداء المؤسسات الدولية الداعمة للعولمة.
ستتمحور ىذه المحاضرات حوؿ اإلشكالية التالية:
كيف أثرت العولمة على دور و أداء التكامالت اإلقليمية على المستويين النظري و العملي؟ و كيف يمكن
تصور مستقبل التكامالت اإلقليمية في ظل نظاـ دولي يتجو نحو إزالة الحدود الوطنية و اإلقليمية إلى إطارىا
العالمي؟
حماور احملارضات:
مفهوـ العولمة(التعريف،مجاالت ،األدوات ،السلبيات و االيجابيات)...
تعريف اإلقليمية و أسباب ظهورىا.
األصوؿ الفكرية و النظرية لإلقليمية من الكالسيكية إلى اإلقليمية الجديدة.
التكامل االقتصادي كأىم أوجو اإلقليمية.
ظهور و انتشار التكامالت اإلقليمية في العالم.
التفسيرات النظرية للتكامل الدولي (اإلقليمي).
مراحل(أنواع) التكامالت اإلقليمية:
-اتفاقية اؿتفضيالت اؿتجارية.
-منطقة اؿتجارة اؿحرة .
-االتحاد اؿجمركي .
-اؿسوؽ اؿمشتركة .
-الوحدة االقتصادية (االتحاد االقتصادي).
-االتحاد النقدي.
-اؿتكامل االقتصادي اؿكامل .
تأثير العولمة على التكامالت اإلقليمية(إجراءات منظمة التجارة العالمية).
نماذج عن أىم التكتالت اإلقليمية في العالم (السداسي الثاني).
1غربي محمد"،تحديات العولمة وآثارىا عمى العالـ العربي".مجمة اقتصاديات شماؿ إفريقيا ،العدد،06:ص.20:
2نفس المرجع،ص ص.21-20:
3أسامة مجذوب ،العولمة و اإلقميمية:مستقبؿ العالـ العربي في التجارة الدولية.ط ،2:القاىرة :الدار المصرية المبنانية2001.ص.56:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
4
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
و يمكن القوؿ أف القاسم المشترؾ بين التعريفات السابقة ىو الطابع الكوني و العالمي للعالقات التي تربط الدوؿ
بعضها ببعض ،حيث ال تعترؼ بالحدود و القيود الوطنية التي كانت تفرضها الدولة القومية في السابق ،خصوصا
بعد التطورات الكبيرة التي شهدىا ميداف تكنولوجي ا االتصاالت و المعلوماتية من جهة و الدور الذي تلعبو
المنظمات الدولية العالمية و الشركات المتعددة الجنسيات من جهة ثانية.
وضمن ىذا اإلطار يرى برىاف غليوف في مؤلفو"ثقافة العولمة" أف المقصود بالعولمة ىو الدخوؿ في مرحلة من
االندماج العالمي األعمق على عدة مستويات:4
/1المستوى األوؿ :و المتمثل في المنظومة المالية حيث أصبحنا نعيش في إطار سوؽ واحدة لرأس الماؿ ،و
بورصة عالمية واحدة رغم تعدد مراكز نشاطها.
/2المستوى الثاني :المنظومة اإلعالمية و االتصالية حيث يتاح لجميع سكاف العالم االرتباط من خالؿ الصحن
الهوائي بالقنوات التلفزيونية ذاتها الموجودة في كل العالم ،و التي تتوجو في بثها لجمهور عالمي أو معولم أكثر
فأكثر ال لجمهور محلي.
/3المستوى الثالث :المنظومة المعلوماتية من خالؿ شبكة االنترنت التي تمكن األفراد من تفقد المعلومات بغض
النظر عن الحدود السياسية و الخصوصيات الثقافية.
و على العموـ يمكن تحديد ثالث مداخل أساسية لمحاوالت تعريف العولمة خصوصا في ظل غموض و تعدد
أبعاد ظاىرة العولمة حيث يمكن حصرىا في ما يلي:5
/1المدخل األوؿ :يرى في العولمة مجموعة مسارات متشابكة اقتصاديا ،ماليا ،تكنولوجيا ،ثقافيا ،سياسيا،
اجتماعيا ،و قيميا.تشمل العالم ككل واحد و تحركو فواعل فوؽ وطنية( األمم المتحدة،البورصات ،الشركات
المتعددة الجنسيات.)...
4برىاف غميوف ،سمير أميف،حوارات القرف الجديد:ثقافة العولمة وعولمة الثقافة،ط.2:لبناف :دار الفكر المعاصر.2002،ص
ص.17-16:
5امحند برقوؽ "،مفاىيـ في السياسة المقارنة الجديدة" محاضرة (،محاضرات النظـ السياسية المقارنة ،القيت عمي طمبة السنة الثانية
عموـ سياسية.)2009/2008.ص04:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
5
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
ت الفردية ،بطريقة تعكس /2المدخل الثاني :يحدد مفهوـ العولمة في محاوالت تنميط قيم موحدة للسلوكيا
توجهات عالمية متجانسة.
/3المدخل الثالث :و الذي يرى في العولمة كحراؾ إنساني يتماشى و طبيعة الوضع الدولي الذي تهيمن عليو
الواليات المتحدة األمريكية ماديا و الغرب حضاريا ،حيث يهدؼ في األخير إلى محاولة أمركة العالم و نشر
النموذج المعيشي األمريكي.
الناحي التاريخية للمصطلح ،فرغم اتفاؽ الكثيرين على أف العولمة
ة ىذا من ناحية الحدود المعرفية للمفهوـ ،أما من
ىي ظاىرة اكتسحت العالم بعد نهاية الحرب الباردة بتراجع األيديولوجية االشتراكية لحساب االنتصار الكبير
لإليديولوجية اللبرالية الرأسمالية الغربية ،أين أصبح العالم يشهد سيطرة فكر و قيم واحدة تجسد نموذج الحياة
األمريكي ،و يرى الدكتور خالد حربي في ىذا اإلطار أف ":انفراد الواليات المتحدة األمريكية بمحاولة استحواذ
globalisationعاـ القوة العالمية...جعلها تحاوؿ فرض ىيمنتها على العالم فدشنت مصطلح العولمة
6
1991حينما ظهر في قاموس أكسفورد"
لكن بالمقابل ىناؾ من يرجع ظهور فكرة عولمة العالم -دمج العالم في منظومة واحدة -إلى مرحلة اإلمبراطوريات
القديمة أين حاولت اإلمبراطورية الرومانية مثال توحي د كل الدويالت تحت لواء الحضارة الرومانية .أما من حيث
ارتباط العولمة بالحياة االقتصادية ،فيتفق كثيروف أف أولى مراحلها قد بدأت في الخمسينات و الستينات من القرف
الماضي أين تضافرت الجهود من اجل تقليص القيود السياسية المفروضة على التجارة الدولية ،خصوصا بعد
بروت وودز المنشئة للمؤسسات االقتصادية العالمية.
الحرب العالمية الثانية و عقد اتفاقية ف
-2أبعاد و مجاالت العولمة:
للعولمة عدة أبعاد و مجاالت :اقتصادية،سياسية،اجتماعية،و ثقافية سنركز على أىم بعدين االقتصادي و السياسي:
أ /العولمة االقتصادية :تعد العولمة في شقها االقتصادي أىم أبعاد العولمة ،حيث تعرؼ على أنها تعني":اندماج
أسواؽ العالم في حقوؿ التجارة و االستثمارات ،و انتقاؿ رؤوس األمواؿ و القوى العاملة و التقانة ضمن إطار من
رأسمالية حرية األسواؽ"،ىذا و يعرفها صندوؽ النقد الدولي على أنها":التعاوف االقتصادي المتنامي لمجموع دوؿ
العالم و الذي يحتمو ازدياد حجم التعامل بالسلع و الخدمات و تنوعها عبر الحدود،إضافة إلى رؤوس األمواؿ و
االنتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كلو".
6خالد حربي،العولمة بيف الفكريف اإلسالمي و الغربي:دراسة مقارنة،االسكندرية:دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر .2008،ص.07:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
6
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
بالتالي فاف العولمة في شقها االقتصادي تهدؼ إلى تحويل العالم إلى منطقة اقتصادية موحدة ،تختفي فيها
7
الحواجز و القيود و اندماج االقتصاديات العالمية ضمن نطاؽ النظاـ االقتصادي الموحد .و من أىم مالمحها:
- 1تحرير التجارة الدولية تحت لواء المنظمة العالمية للتجارة.
- 2التحالفات اإلستراتيجية للشركات العالمية وزيادة تدفق االستثمارات األجنبية المباشرة.
- 3التزايد المستمر النتشار التكتالت االقتصادية اإلقليمية.
- 4التطور المذىل والسريع في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.
ب /العولمة السياسية :تشكل العولمة السياسية أكثر أبعاد العولمة خطورة ،حيث تميل العولمة في بعدىا السياسي
إلى االتجاه الذي يوازي بين مفهومي العولمة و األمركة .فالعولمة السياسية مرتبطة إلى حد كبير بالفلسفة اللبرالية،
كما تعكس التصورات التي طرحتها مرحلة ما بعد الحرب الباردة و التي تهدؼ إلى خلق نموذج حكم صالح لكل
الدوؿ و الشعوب و الثقافات.
8
و من أىم محددات العولمة السياسية:
ضرورة بناء تصور موحد و إلزامي لحقوؽ اإلنساف ال تعترؼ ال بالثقافة و ال بالدين و ال تعترؼ بالحدود،
و ال بالسيادة و ال باالختصاص الداخلي للدولة.
جعل الديمقراطية نظاـ الحكم الوحيد القادر على التكيف مع منطلقات العولمة.
جعل الديمقراطية حقفعيستخدـ لتغيير األنظمة السياسية باسمو ،و ترفض األنظمة االنقالبية باسم ،و
يتدخل في الشؤوف الداخلية باسمو كما كاف في حاؿ تدخل األمم المتحدة ،عن طريق تدخل الواليات
المتحدة األمريكية في ىاييتي سنة 1994إلرجاع نظاـ حكم منتخب بعد أف كاف ضحية انقالب
عسكري.
تفعيل منطق دولة الحق و القانوف .
أما المحدد األخير فيهدؼ إلى خلق آليات الرشادة و العقالنية السياسية عن طريق فرض فلسفة الحكم
الراشد .
7عبد الوىاب رميدي "،التكتالت االقتصادية اإلقميمية في عصر العولمة و تفعيؿ التكامؿ االقتصادي في الدوؿ الناميػة -:دراسة
تجارب مختمفة –"مذكرة دكتوراه (.جامػعة الج ػزائر كميػة العموـ االقتصاديػة وعموـ التسييػر )2007-2006،ص.90:
8أمحند برقوؽ،مرجع سابؽ.ص ص8-7:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
7
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
-3مؤسسات العولمة:
المقصود بمؤسسات العولمة مجمل الهياكل المؤسساتية الدولية التي أنشئت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
والتي عملت على تأكيد أىمية إقامة نظاـ عالمي يجمع جميع الدوؿ دوف تمييز ،وقد لعبت منظمة األمم المتحدة
والمنظمات التابعة لها دورا رئيسا في تأكيد ىذه األىمية والدعوة لضرورة إيجاد شكل من أشكاؿ"الفوقية" فوؽ
الدوؿ والحكومات ،وعلى الحكومات أف تتنازؿ عن جزء من سيادتها إف لم تكن كاملة لصالح آليات
اكبر،ليشكل ذلك في األخير حكومة العولمة.
ففي الجانب السياسي تلعب منظمة األمم المتحدة الدور األكبر في محاولة نشر ثقافة العالم الموحد علميا،
وىناؾ من يسميها بالحكومة العالمية و قد أسست المنظمة على أنقاض عصبة األمم التي جاءت تجسيدا لنظرية
األمن الجماعي وقد ظهرت أوؿ محاولة رئيسة إلنشاء نظاـ أمن جماعي في نهاية الحرب العالمية األولى ،مع
توقيع ميثاؽ عصبة األمم .ومثلت المادة 10من الميثاؽ التي تضمن السالـ ،مع المادة 16التي تؤمن التهديد
جوىر األمن الجماعي .وقد طُلب في المادة 10من كل دولة عضو ضماف وحدة أراضي الدوؿ
َر بالرد المضاد،
األعضاء األخرى وسالمتها السياسية .ولتأمين ىذا الوعد ،كانت كل دولة عضو) وفقاً للمادة ( 16بحالة حرب
تلقائية مع أي ٍد
معتد .و األمم المتحدة اليوـ تحاوؿ أف تلعب ىذا الدور من خالؿ تحقيق ثالث أىداؼ
9
أساسية:
الحفاظ على السالـ العالمي.
تطوير عالقات ودية بين الدوؿ والتعاوف الدولي في حل المشكالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية
واإلنسانية.
وتعزيز احتراـ حقوؽ اإلنساف والحريات األساسية.
تضم األمم المتحدة مجموعة منوعة من الهيئات المسماة بالوكاالت المتخصصة التي تنظم نشاطات محددة
وتضع المعايير العالمية .تضم ىذه الهيئات صندوؽ النقد الدولي ،البنك الدولي ،منظمة الصحة العالمية ،منظمة
تضـ األمـ المتحدة ست ىيئت أساسية(الجمعية العمومية ،مجمس األمف ،األمانة العامة ،المجمس االقتصادي واالجتماعي ،محكمة
العدؿ الدولية مجمس األمناء)
9مارتف غريفيثس ،تيري اوكالىاف ،المفاىيـ األساسية في العالقات الدولية(.تر :مركز الخميج لألبحاث).اإلمارات العربية المتحد ة:
مركز الخميج لألبحاث. 2008،ص.74:
٘
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
8
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
األغذية والزراعة ) اؿفاو( ،منظمة التربية والعلوـ والثقافة) يونسكو( ،صندوؽ الطوارئ الدولي لمساعدة الطفولة
)يونيسف( ،اللجنة العليا لالجئين ،وبرنامج البيئة التابع لألمم المتحدة.
أما من الناحية االقتصادية فتشرؼ على إيجاد البنية الهيكلية التحتية واألساسية لالقتصاد الدولي المعولم ثالث
مؤسسات دولية المبينة في الشكل التالي:
منظمة التجارة العالمية
العولم ػػة
وقد أنشأت ىذه المؤسسات لتشكل اإلطار المؤسسي المتكامل للنظاـ االقتصادي العالمي ويتم من خاللها تأكيد
10
عالمية االقتصاد ،حيث أنشأت سنة 1945ضمن اتفاؽ بروتن وودز:
منظمة التجارة العالمية ( world trade organization):تنشط ىذه المنظمة في مجاؿ إيجاد
و تأسيس مجموعة القواعد االرتكازية الداعمة لحرية التجارة و تنمية الروابط التي توحد األسواؽ العالمية.
أنشأت المنظمة سنة 1948كاتفاؽ متعدد األطراؼ سمي باالتفاقية العامة للتعريفات و التجارة
) (Gaatو بعد عقد عدة جوالت للمفاوضات التجارية -كاف آخرىا جوالت االوروغواي -1995تم
اإلعالف عن تأسيس المنظمة الفعلي.
البنك الدولي :انشأ ىذا البنك من اجل تمويل أعماؿ إعادة البناء و التعمير لما دمرتو الحرب العالمية
الثانية ،و تنمية اقتصاديات الدوؿ المتخلفة من خالؿ تقديم القروض و المعونات الفنية للدوؿ األعضاء.
يضم البنك مجموعة من المؤسسات و ىي :البنك الدولي لإلنشاء و التعمير ،الرابطة الدولية للتنمية،
مؤسسة التمويل الدولية.
صندوؽ النقد الدولي :و وظيفتو دعم استقرار أسعار الصرؼ و المحافظة على التدابير المنظمة للصرؼ
بين الدوؿ األعضاء و إزالة القيود المفروضة على الصرؼ األجنبي و التي تعوؽ نمو التجارة الدولية.
الواردات العالمية وحوالي % 94من الصادرات المصنعة ،في حين أف سكانها ال يتجاوز اؿ % 20من
سكاف العالم.
و في نفس السياؽ ال تؤدي التجارة إلى توزيع متكافئ وعادؿ ألرباحها بين الدوؿ المتاجرة ،ففي عاـ
1994كاف % 70من مجمل التجارة العالمية من نصيب القوى الكبرى ،وبالتالي ستكوف المنافع
الحاصلة ،من نفس الطبيعة .
أما ثقافيا فتدعو العولمة إلى ثقافة عالمية تحتوي منظومة من المعايير الخاصة لفرضها على العالم اجمع
بغض النظر عن التمايزات المختلفة بين الدوؿ خصوصا في ظل التطورات الحاصلة في الميداف
االتصاالتي والمعلوماتي ،مما يؤدي إلى المساس بالهويات الثقافية والوطنية للدوؿ.
ىذا ويتفق كثيروف أف العولمة تتجو نحو تفريغ اإلعالـ من الهوية الوطنية ودخوؿ المزيد من العناصر
الثقافية الغربية ،وعلى الرغم من وجود حوالي 6000لغة في العالم ،فإف % 90من بيانات االنترنت
تبث بلغة واحدة -اللغة االنكليزية -وىذا يحمل في طياتو تهميش ثقافات ولغات أخرى ويلغي التنوع
الثقافي واللغوي على مستوى العالم ،خاصة وأف معظم المعلومات الوافدة ىي من العالم المتقدـ ،وىذا
يعكس تناقضاً آخر يتمثل في كوف وسائل اإلعالـ على الرغم من عولمتها إال أف اإلعالـ نفسو
والمعلومات غير معولمة وغير متاحة في معظم دوؿ العالم بسبب األمية اللغوية.
و السؤاؿ األىم الذي يطرح نفسو ىنا ىو انو إذا سلمنا بحتمية العولمة كمرحلة تاريخية فكيف يجب أف
تتعامل الدوؿ الضعيفة خاصة مع السلبيات انفة الذكر؟ و لنتساءؿ بطريقة موضوعية ىل يكمن الخلل في
العولمة كمفهوـ و كتيار يحاوؿ نشر قيم عالمية األبعاد أدت في تجلياتها إلى خدمة أطراؼ معينة على حساب
أطراؼ أخرى أـ أف الخلل األساسي يجد جذوره في ضعف الدوؿ الضعيفة و عدـ قدرتها على المنافسة؟
تبعيتها للعالم الخارجي و لكن دوف االنعزاؿ عنو .كما تهدؼ إلى زيادة سعة و حجم األسواؽ الذي سيؤدي بدوره
إلى تحسين اإلنتاجية و زيادة رفاىية الدوؿ األعضاء ،وحرية تنقل األفراد.
15نفس المرجع،ص.29:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
13
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
و في نفس السياؽ ،تهدؼ الدوؿ من خالؿ التكامل إلى التمتع بوفرة اإلنتاج الكبير ،وىذا عند قياـ
ارتفاع نسبة التجارة البينية بين الدوؿ التكامل الذي يؤدي اتساع األسواؽ .كما يؤدي التكامل إلى
المتكاملة وىذا ما يجعلها تخفض من التبعية االقتصادية ،أو تكوف لها درجة عالية من االستقاللية
االقتصادية بالنسبة للدوؿ الخارجة عن المنطقة التكاملية و ىذا ما يؤدي إلى االرتباط أكثر بين الدوؿ
المتكتلة من خالؿ تشابك اقتصادياتها وأسواقها.
أما سياسيا ،فقد اقتنعت العديد من الدوؿ أف تشابك العالقات االقتصادية من خالؿ التكامل سيساعد
على ارتباط الدوؿ األعضاء وزيادة الثقة بينهما في المنطقة التكاملية ،بذلك تتجنب ىذه الدوؿ خطر
الصراع السياسي فيما بينها ،وخير مثاؿ على ذلك حل الصراعات الحدودية خاصة و التي كانت قائمة بين
فرنسا وألمانيا بعد إقامة المجموعة األوربية للفحم والصلب عاـ .1951
نظرا لتيقن الدوؿ و الحكومات بعدـ قدرتها على العمل انفراديا سواءا سياسيا أو اقتصاديا ،نظرا لتعدد و
تعقد المشاؾؿ التي تواجهها من جهة ،و قصور اإلجراءات الوطنية على معالجتها معالجة صحيحة.
أصبحت االتفاقيات و والتكامال ت اإلقليمية الحل األمثل لهذه الدوؿ من اجل التعامل بجدية و كفاءة
لحل المشاكل المختلفة و ذلك بتبني سياسات تعاونية لحل المشاكل المتجانسة و المشتركة.
فشل نظاـ األمن الجماعي -الذي ظهر بعد الحرب العالمية األولى الذي أفضى إلى تأسيس عصبة األمم
و األمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية -في الحفاظ على المن و السلم الدوليين كما كاف منتظرا
خاصة قياـ الحرب العالمية الثانية و وشوؾ قيامها خالؿ الحرب الباردة .كل ىذه الظروؼ دفعت الدوؿ
إلى محاولة حماية نفسها عن طريق تشكيل التحالفات اإلقليمية.
و في نفس السياؽ ،فاف استمرار تضارب المصالح و الصراع بين القوى الكبرى خالؿ الحربين أدى
بالدوؿ للتيقن باف تحقيق التوافق و االنسجا ـ في المصالح على المستوى العالمي و بين جميع الدوؿ
خصوصا الكبرى ىو أمر صعب إف لم يكن مستحيال ،بالتالي فاف األسهل و األضمن ىو توحيد المصالح
في إطارىا اإلقليمي بطريقة أكثر فعالية.
احملارضة امثامثة:
ا ألصول امفكرية و امنظرية م إلقلميية من امالكس يكية اإىل ا إلقلميية اجلديدة
شهد مفهوـ اإلقليمية تطورا ملحوظا من الناحيتين النظرية و العملية ،فبعد ظهور التوجهات المبكرة
لإلقليمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و التي قامت على فكرة التكتل و التعاوف بين دوؿ المنطقة الواحدة من
اجل النهوض باقتصادياتها.شهد مفهوـ اإلقليمية تطورا كبيرا خالؿ ثمانينات القرف العشرين من خالؿ ظهور ما
يسمى باإلقليمية الجديدة ، new regionalismالتي جاءت نتاج ظروؼ العولمة االقتصادية خصوصا مع
مطلع التسعينات.فتسعى اإلقليمية الجديدة إلى تحرير قوى السوؽ من خالؿ االعتماد على تفعيل دور القطاع
الخاص و تحقيق االندماج في االقتصاد العالمي من خالؿ زيادة االعتماد على التصدير الموجو نحو الخارج.كما
تسعى إلى تعزيز درجة التكامل عن طريق إزالة الحواجز أماـ تدفق االستثمارات و الخدمات وفقا لتشريعات و
قواعد موحدة.
16
وقد ظهرت اإلقليمية الجديدة في شكلين أساسيين:
.1تكتالت تجارية قائمة على فرضية تسهيل العالقات التجارية بين الدوؿ األعضاء ،تنطلق في شكل مناطق
للتجارة الحرة و قد تتطور لتصل لدرجة االتحاد االقتصادي مثل االتحاد األوربي.
.2تكتالت صناعية قائمة على فكرة التخصص و تقسيم العمل في صناعة واحدة أو مجموعة من الصناعات
بين الدوؿ األعضاء .و كمثاؿ على ذلك مثلث النمو اإلقليمي الفرعي الذي ربط بين التكنولوجيا و القوة
المالية في سنغافورة و العمالة و الموارد في اندونيسيا.
17
اإلقليمي الجديدة ما يلي:
ة و من بين أىم أوجو التمييز بين اإلقليمية في شكلها الكالسيكي و
من الناحية الجغرافية حسب الصيغة التقليدية للتكامل فإنو يضم دوال متجاورة جغرافيا .لكن
حسب الصيغة الجديدة للتكامل فإنو ليس من الضروري أف يكوف بين دوؿ متجاورة ،ولكن قد
16عالوي محمد لحسف "،اإلقميمية الجديدة :المنيج المعاصر لمتكامؿ االقتصادي اإلقميمي" .مجمة الباحث .عدد.07 :
.2010/2009ص.105:
17عبد الوىاب رميدي ،مرجع سابؽ ،ص ص.20-18 :
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
15
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
يكوف بين إقليم أو أكثر متجاورين .بذلك تهدؼ اإلقليمية الجديدة إلى تخفيض معوقات تدفق
التجارة بين الدوؿ بغض النظر عن كونها متجاورة أو حتى قريبة أو بعيدة عن بعضها البعض.
التقليدي قدرا كبيرا
ة اإلقليمي
ة من ناحية الخصائص اإلقليمية المشتركة يتطلب قياـ التكامل حسب
من التجانس والتقارب االقتصادي ألف ذلك يؤدي إلى مزيد من خطى التقارب بين الدوؿ ،أما
حسب المنهج الجديد فإنو ال يتطلب ذلك بل على العكس تماما فإنو قد يقوـ بين أعضاء تتباين
مستوياتهم االقتصادية ويعتمد على وجود أعضاء متقدـيف يتولوف قيادة التكتل.
اإلقليمية الكالسيكية أف ىناؾ ثقال من حيث الخصائص االجتماعية والثقافية :ترى الصيغة
للعوامل االجتماعية والثقافية في التقارب ،حيث تسهل تقبل إحالؿ التفاىم والتقارب محل التنابذ
والتصارع ،حتى بلوغ الهدؼ النهائي من التكامل وىو الوحدة .وعلى عكس ذلك نجد الصيغة
الجديدة تسمح للتكامل أف يقوـ بين أعضاء لهم ثقافات متباعدة وتسمح بالخصوصيات وتعتمد
على تبادؿ التفاىم بين أعضائها.
من ناحية سياسية فإف الدوافع السياسية للصيغة التقليدية للتكامل ىي تحقيق األمن والسالـ
وإيقاؼ الحروب ،ألف ىذا الشكل ظهر بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية .أما الصيغة
الجديدة للتكامل وبسبب اختالؼ الظروؼ الدولية التي ظهرت فيها عن ظروؼ المنهج
التقليدي ،نجد دوافعها السياسية تركز على دعم االستقرار السياسي لدوؿ التكامل.
عود في أساس نشأتها إلى جهود السلطات
وفي نفس السياؽ ،فاف الصيغة التقليدية لإلقليمية ت
الرسمية في الدوؿ األطراؼ ،لكن في الصيغة الجديدة لها فإف تلك الدعوى -دعوى اإلنشاء-
قد تعود إلى قطاع األعماؿ والشركات عابرة القوميات (القطاع الخاص).
ىناؾ من يطلق على مفهوـ اإلقليمية الجديدة مصطلح اإلقليمية المفتوحة ،بمعنى أف ىذه
التكتالت قد تسمح بتخفيض القيود على واردات الدوؿ غير األعضاء بالتكتل .إال أف درجة
التحرير ليست بالضرورة مرتفعة مثل مستواىا بين الدوؿ األعضاء.
-قامت على اإلحالؿ محل الواردات و االنسحاب -تقوـ على التوجو نحو التصدير و االندماج في
االقتصاد العالمي. من االقتصاد العالمي.
-تخصيص الموارد باالعتماد على قوى السوؽ. -تخصيص الموارد و االعتماد على التخطيط و
-يدفعها القطاع الخاص. القرارات السياسية.
-التكامل يشمل كافة السلع و الخدمات و -دفعتها الجهود الحكومية.
االستثمار. -التكامل أساسا في السلع الصناعية.
-تقوـ على التكامل العميق. -تعاملت أساسا مع الحواجز الجمركية
-تطبيق قواعد متساوية على كل الدوؿ مع السماح -وفرت معاملة تفضيلية للدوؿ األقل نموا.
بفترات زمنية للتأقلم.
18عبد المطمب عبد الحميد" ،السوؽ العربية المشتركة ،الواقع والمستقبؿ في األلفية الثالثة" ،القاىرة :مجموعة النيؿ العربية،2002 ،
ص30
19عبد الوىاب رميدي،مرجع سابؽ،ص30:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
18
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
لعل التعريفات السابقة تميل في تحديدىا لمفهوـ التكامل للتوجهات الغربية القائمة على تحير التجارة واقتصاد
السوؽ ،و من اجل اإلحاطة أكثر بمفهوـ التكامل البد من اإلشارة لوجهة النظر الفكر االشتراكي لمفهوـ التكامل،
حيث يعرؼ بكونو ":عملية موضوعية تخضع لتخطيط منظم و صارـ تهدؼ إلى تقريب مستويات التطور
االقتصادي بصفة متساوية للدوؿ االشتراكية عن طريق إنشاء مؤسسات اقتصادية قوية على المستوى الوطني و
إقامة عالقات اقتصادية متينة بين الدوؿ المعنية توخيا لتوسيع أىدافها 20 ".من ىنا يركز االشتراكيوف على شرط
التوزيع المتكافئ للمنفعة المرجوة من التكامل و الذي يهدؼ باألساس إلى تقريب مستويات التطور االقتصادي
بين الدوؿ المتكاملة .و التكامل االقتصادي حسب االشتراكيين يعتمد المرحلية في تنسيق اقتصاديات الدوؿ و
ذلك بهدؼ حل المشاكل االقتصادية العالقة و التي من شانها إعاقة التنمية في ىذه الدوؿ ،و ذلك عن طريق
تعميق تقسيم العمل بين الدوؿ المعنية حسب إمكانيات كل دولة.و انطالقا من ىنا فاف التكامل االقتصادي ال
يعبر عن توحيد اقتصاديات الدوؿ المتكاملة ( توحيد األسواؽ) ،و إنما يعتمد على إعادة ىيكلة اآلليات
االقتصادية على مستوى كل دولة و تعميق العالقات التبادلية بين الدوؿ المعنية.و يمكن حصر أىم أركاف التكامل
21
وفق وجهة النظر االشتراكية –التي تميزه عن التكامل في الفكر اللبرالي -في النقاط التالية:
-التنمية المتكافئة.
-التأكيد على احتراـ سيادة الدولة قيد التكامل و عدـ التوجو إلقامة دولة موحدة مقاـ الدوؿ األعضاء.
-تقسيم العمل و التخصص كبديل لتوحيد السوؽ القائم في الفكر الليبرالي.
و كمرحلة متقدمة نحو توسع عالقات التعاوف و االعتماد المتبادؿ بين الدوؿ المتكاملة ،يبرز مفهوـ
التكامل السياسي ،و الذي يعد المرحلة األسمى و النهائية لعملية التكامل .و المالحظ انو لم تكتب ألي تكتل
اقتصادي اليوـ أف وصل إلى ىذا الحد من التكامل حتى االتحاد األوربي الذي يعد من التجارب الرائدة في ىذا
الميداف و ذلك نظرا للعديد من األسباب التي تحاوؿ نظرية التكامل أف تعالجها .فيعرؼ كارؿ دويتش التكامل
السياسي بأنو ":الحالة التي تمتلك فيها جماع ة معينة تعيش في منطقة معينة شعورا كافيا بالجماعة و تماثال في
20خميفة مراد"،التكامؿ االقتصادي العربي عمى ضوء الطروحات النظرية و المرجعيات القانونية :تجارب و تحديات" ،مذكرة
ماجستير (،جامعة الحاج لخضر باتنة،كمية الحقوؽ،قسـ العموـ القانونية.)2006/2005،ص.44:
21نفس المرجع،ص".45
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
19
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
مؤسساتها االجتماعية و سلوكها االجتماعي إلى درجة تتمكن فيها ىذه الجماعة من التطور بشكل سلمي 22 ".و
يركز دويتش ىنا على قدرة األفراد داخل المجتمع الواحد على التالحم لدرجة حل خالفاتهم بطريقة سلمية دوف
اللجوء للعنف.
و بشكل أكثر تحديد يعرؼ ارنست ىاس التكامل بكونو ":العملية التي تتضمن تحوؿ الوالءات و النشاطات
السياسية لقوى سياسية في دوؿ متعددة و مختلفة نحو مركز جديد تكوف لمؤسساتو صالحيات تتجاوز صالحيات
الدوؿ القومية القائمة" 23 .انطالقا من ىذا التعريف يضيف ىاس بعد جديد لدراسة التكامل سواءا الدولي أو
اإلقليمي ،و المتعلق بمسالة نقل الوالءات من إطارىا المحلي (الدولة القومية) إلى إطارىا الواسع (التكتل بين
الدوؿ المتكاملة) .و استنادا لتعريف ىاس للتكامل عرؼ ليوف ليندبورغ في دراستو عن السوؽ األوربية المشتركة
24
التكامل ب:
-العملية التي تتجاوز من خاللها الدوؿ القومية الرغبة و القدرة في إدارة شؤونها المحلية و الدولية
الهامة(سياستها الداخلية و الخارجية) باستقالؿ عن بعضها البعض ،و تسعى بدال من ذلك للوصوؿ لقرارات
مشتركة أو تفويض عملية اتخاذ القرار لهيئة مركزية جديدة.
-العملية التي تجد من خاللها القوى السياسية(الفاعلوف السياسيوف) ضرورة لنقل طموحاتهم و نشاطاتهم
السياسية لمركز جديد.
انطالقا من ىذا التعريف نجد أف التكامل في شقو السياسي يؤدي لتشكيل تكتل دولي جديد ،كما يؤدي
بالمقابل إلى زواؿ الصفة الرسمية للدوؿ المتكاملة ألنها ستتنازؿ –انطالقا من دخولها في عملية التكامل – عن
كامل سيادتها للمؤسسات السياسية المركزية الجديدة.
و من اجل اإلحاطة بجميع النواحي المفاىيمية لمصطلح التكامل تجدر اإلشارة إلى الفرؽ بينو و بين بعض
المفاىيم المشابهة من اجل إزالة اللبس بين ىذه المفاىيم:
22جيمس دورتي ،روبرت بالتسغراؼ.النظريات المتضاربة في العالقات الدولية (،تر :.وليد عبد الحي) .بيروت :كاظمة لمنشر
والترجمة والتوزيع. 1985،ص.271:
23نفس المرجع ،نفس الصفحة.
24نفس المرجع،ص.272:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
20
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
التكامل و التعاوف :يعرؼ التعاوف على انو العمليات التي تتم بين دولتين أو أكثر في مجاؿ اقتصادي
25بذلك يكوف معين ،بهدؼ تحقيق منفعة مشتركة و لمدة زمنية محددة على أساس المعاملة بالمثل.
التعاوف قاعدة أو أساس التكامل و الخطوة األولى المؤدية إليو ،حيث انو في ظل التعاوف تحتفظ
الوحدات االقتصادية المتعاونة بخصائصها المتميزة من دوف أف ينشأ عنو مؤسسات جديدة .أما في ظل
التكامل فتنشا عنو مؤسسات جديدة مع وجود نية توسع العالقات التعاونية إلى ابعد من النشاط المحدد
في بادئ األمر .يمكن حصر أىم االختالفات في:
-التعاوف ذو طابع مؤقت إلى أف تتحقق األىداؼ المرجوة منو.
-يكوف التعاوف في مجاؿ محدد دوف أف يتوسع إلى مجالت أخرى.
التكامل و االندماج :بالنسبة لمصطلح االندماج ،ىناؾ من يوازي بين المصطلحين من الناحية
المفاىيمية،لكن ىناؾ اتجاه آخر بالمقابل يرى أف مفهوـ اونندماج ىو مفهوـ أوسع و أعمق من مفهوـ
التكامل .حيث أف االندماج يعبر عن المرحلة التي يتم فيها التنازؿ كليا عن السيادة الوطنية للدوؿ
المتكاملة لصالح مؤسسات التكامل ،ليصبح بذلك االندماج السياسي آخر مراحل العملية التكاملية.
التكامل و التحالف :يعرؼ التحاؿؼ بكونو :عبارة عن اتفاؽ بين دولتين أو أكثر لمواجهة خطر أو أخطار
مشتركة لتحقيق أغراض معينة ،فالتحالف يمكن أف يكوف سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا موجو ضد وحدة
أو وحدات دولية معينة أو ضد كل عمل يشكل خطرا على دوؿ التحالف .وانطالقا من ىذا التعريف
يمكن استخالص أىم الفرو قا ت بين المصطلحين في أف التحاؿ ؼ مرتبط في تأسيسو و استمراريتو
بالخطر الذي يتهدد امن الدوؿ المتحالفة حيث يزوؿ بزواؿ ىذا الخطر ،بينما يتميز التكامل باالستمرارية
و الديمومة من اجل تحقيق األىداؼ المسطرة.
- 2أنواع التكامالت اإلقليمية :تتعدد أنواع و أشكاؿ التكامل سواءا اإلقليم ي أو الدولي حسب
المجاؿ الذي تنطلق منو العملية التكاملي و التي تؤدي في األخير إلى تحديد شكلو النهائي.
26
و يمكن حصرىا في:
حيث يتمثل أساسا في تشكيل التكامل االقتصادي:ويعتبر من أسهل أنواع التكامل و أكثرىا مالءمة
ت أىمها :توحيد التشريعات األسواؽ االقتصادية المشتركة التي تتم عن طريق مجموعة من اإلجراءا
الضريبية و الجمركية ،إزالة كل العوائق التي تحوؿ دوف التدفق الحر للسلع و الخدمات ورؤوس األمواؿ
بين مختلف مناطق السوؽ.
التكامل االجتماعي :يعني عملية نقل الو الءات القومية لشعوب المنطقة التكاملية من مستوى الدولة إلى
مستوى يتعدى حدودىا ،أو ما يسمى بالوعي الفوؽ قومي.
التكامل األمني :يتجلى في مختلف الترتيبات األمنية المشتركة ،بحيث تتفق الدوؿ المشاركة في ىذه
الترتيبات على اتخاذ القرارات المتعلقة بأمنها المشترؾ بطريقة مشتركة من حيث التخطيط ،التنفيذ و
القيادة .و يتفق الكثيروف في ىذا اإلطار أف ىذا النوع من التكامل ال يحدث عادة إال في ظروؼ األزمات
و تفاقم التهديدات و األخطار المشتركة.
التكامل السياسي :يقصد بالتكامل السياسي إدماج المؤسسات السياسية القومية و نقل السيادة على
السياسة الخارجية و األمنية إلى أجهزة دولية مشتركة .و التكامل السياسي ال يتطلب دائما إلغاء
الحكومات الوطنية -مثلما ىو الحاؿ في نموذج الوحدة الفدرالية ،-و لكنو قد يقتصر على نقل سلطاتها
في بعض االختصاصات إلى ىذه المؤسسات وفق نمط التكامل الكنفدرالي الذي ال يتطلب تخلي الدولة
عن سيادتها الكاملة خصوصا في سياستها الداخلية.
و مما الشك فيو أف التكامل السياسي يعد من أصعب أنواع التكامل تحقيقا و ذلك أف ىذا النمط من
التكامل يؤدي إلى تقييد سياسة الدولة و سلطتها في عملية اتخاذ القرارات المناسبة لمواطنيها .كما
يصطدـ ىذا النوع من التكامل بالنزعات و االعتبارات القومية مما دفع بالبعض الشتراط التكامل
االقتصادي كخطوة أولى سابقة لو.
/3شروط التكامل اإلقليمي :من اجل تحقيق التكامل الناجح بين الدوؿ و ضماف فعاليتو البد من توافر مجموعة
27
من الشروط األساسية من اجل تجنب فشل المحاوالت التكاملية ومن أىم ىذه الشروط نذكر ما يلي:
التقارب الجغرافي :يعتبر التقارب الجغرافي من أىم الشروط األساسية لنجاح التكامل خاصة االقتصادي
منها،ىذا نظرا لسهولة انتقاؿ السلع والخدمات والعمالة داخل المنطقة التكاملية ،كما يخفض من
تكاليف النقل التي قد تكوف متباعدة أو متناثرة جغرافيا ،لذا فإف التقارب الجغرافي يعد من دعامات
التكامل بين الدوؿ لسهولة االتصاؿ بينها واتساع نطاؽ تبادلها التجاري وتسيير انتقاؿ عناصر اإلنتاج،
وبالرغم من توفر وتقدـ وسائل النقل والمواصالت بين الدوؿ المتكاملة في الوقت الراىن ،إال أف التقارب
الجغرافي يبقى لو أىمية كبيرة في التكامل وليس شرطا ضروريا لو.
اإلرادة السياسية :إف غياب اإلرادة السياسية بين مجموعة الدوؿ التي أرادت التكامل فيما بينها تعتبر من
أىم أسباب فشل التكامل االقتصادي ،لذا يجب على الحكومات التي تتفاوض لالرتباط بالتزامات
ستؤدي في نهاية األمر إلى خلق مؤسسات لالندماج اإلقليمي أف تدرؾ منذ البداية أف ىذه االلتزامات
تنطوي على وضع حدود متفق عليها لحرية العمل الوطني ،وىذه الحدود ال يقبلها بلد ما ،إال إذا أيقن انو
من الضروري أو على األقل من المفيد اقتصاديا االنضماـ إلى تكتل اقتصادي إقليمي من أجل اإلسراع
في عملية التنمية االقتصادية .كما يجب أف يقنع الرأي العاـ في كل بلد بأف كل واحد من األعضاء في
التكتل االقتصادي سيحافظ على التزاماتو بأمانة ،ويقوـ ببذؿ الجهد المطلوب إلنجاح التكتل كما يقبل
كل التضحيات المؤقتة التي يتطلبها العمل المشترؾ.
تجانس االقتصاديات القابلة للتكامل :يجب أف يكوف التكامل بين اقتصاديات ذات ىياكل متجانسة
ومتماثلة وقابلة للتكامل ،وتكاملها يعني خلق فضاء حقيقي متضامن من حيث ال وجود لالختالفات
االقتصادية بين الدوؿ األعضاء ،وإال سيسيطر اقتصاد بلد ما على اقتصاديات الدوؿ األخرى .وفي ىذه
) الحالة تتشكل وحدة اقتصادية مسيطرة ،كما كاف الحاؿ مع مجلس التعاوف االقتصادي المتبادؿ
الكوميكوف( حيث سيطر االتحاد السوفياتي في المجاؿ االقتصادي والسياسي على الدوؿ األعضاء.
تنسيق السياسات االقتصادية القومية :حرية انتقاؿ السلع بين مختلف الدوؿ التي تنظم في تكامل
اقتصادي ال تكفي لضماف تنسيق السياسات االقتصادية ،فال بد من توفر جميع الشروط التي تسمح
للمنتج بالعمل والمنافسة في ظروؼ طبيعية وىذا التنسيق ينبغي أف يتناوؿ شؤوف التعريفة الجمركية،
والسياسة التجارية تجاه الدوؿ الواقعة خارج المنطقة ،وشؤوف األوضاع االجتماعية وسياسة االستثمار ،وال
بد من مفاوضات طويلة يتطلبها تنسيق التشريعات والسياسات االقتصادية ،ووضع أجهزة متخصصة
ومؤسسات تتمتع بالصالحيات المطلوبة لمتابعة ىذا العمل على ضوء التغييرات التي تطرأ على السياسات
االقتصادية ومقتضيات الظروؼ االقتصادية.
تجانس القيم االجتماعية والثقافية :االقتصاديات التي تكوف متناسبة ومتجانسة في القيم والنظم االجتماعية
والسياسية والثقافية ىي قادرة على تحقيق تكامل اقتصادي بسهولة ،على عكس االقتصاديات المتعارضة
في القيم والنظم ،فكلما كانت المجتمعات متقاربة ومتماثلة كلما كانت نسبة النجاح في التكامل مرتفعة.
ىناؾ من يضيف ،و في نفس السياؽ ،أف التجانس بين الوحدات الدولية المتكاملة من حيث وحدة اللغة،
التاريخ ،الترا ث ،و الدين يساعد ىذه الوحدات على ترسيخ نظرة فوؽ وطنية حيث يشمل وحدة في
28
القومية.
تشابو القيم :و يعني تشابو و تقارب المعتقدات و النظم القيمية لصناع القرار في الدوؿ المتكاملة في
العديد من الميادين،خصوصا تلك المتعلقة بالديمقراطية،التداوؿ على السلطة ،حقوؽ اإلنساف ،القضايا و
التوجهات االقتصادية...
تحقيق المصلحة المشتركة :حيث يهدؼ التكامل إلى تحقيق المصالح المشتركة بين الدوؿ المتكاملة و
التي تتمحور أساسا حوؿ تحسين و تطوير مستوياتها االقتصادية .و يشترط ىنا ضرورة تنظيم العالقات
بصورة تكفل توزيع المكاسب بشكل عادؿ و متوازف حيث يضمن عدـ استحواذ احد األطراؼ على
29
المكاسب دوف أطراؼ أخرى.
شهد المجتمع الدولي تأسيس العديد من التكتالت االقتصادية اإلقليمية بنمطيها الكالسيكي و الجديد،
حيث شهدت فترة الخمسينات و الستينات من القرف الماضي ظهور تنظيمات إقليمية توافق في خصائصها مفهوـ
اإلقليمية الكالسيكية ،في حين شهدت نهاية الثمانينات و مطلع التسعينات تأسيس تكتالت إقليمية وفق خصائص
اإلقليمية الجديدة المواكبة للتطورات التي طرأت على الحياة االقتصادية الدولية في ظل عولمة االقتصاد.
ففي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تأسست العديد من التنظيمات اإلقليمية انخرطت فيها عديد
الدوؿ بغض النظر عن مستواىا االقتصادي سواءا كانت دوال نامية أو متقدمة ،أو مذىبها االقتصادي رأسمالية أو
اشتراكية .و ذلك من اجل مواجهة تحديات ىذه الفترة ،فظهرت التكتالت االقتصادية في صورة مشروعات فردية
قدمتها الواليات المتحدة األمريكية للدوؿ األوربية و دوؿ الشرؽ األوسط ،مثل مشروع "مارشاؿ" الذي ىدؼ
إلى تقديم المساعدات االقتصادية المصحوبة بشروط سياسية و عسكرية.
وقد كانت الدوؿ األوربية أوؿ من ساىم في نشأة ىذه التكتالت وذلك بحكم ما تعرضت إليو من أزمات
اقتصادية نتيجة للحرب العالمية الثانية ،فذاقت ويالت الهزيمة وأصبحت ىذه دوؿ منهارة اقتصاديا وعاجزة عن
اقتصادياتو ا ومواجهة السيطرة المفروضة من النمو فأدركت بأنو البد من تكتلها ومن جميع النواحي إلعادة بناء
طرؼ الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد السوفيتي ،ومواكبة مختلف التطورات الكبيرة في العلم والتكنولوجيا.
من ىنا تكتلت دوؿ أوروبا الغربية في شكل سوؽ مشتركة سنة ، 1957وكانت ىذه األخيرة صورة مثلى للعديد من
30
االقتصاديين والسياسيين الذين اعتبروىا نموذجا يحتذي بو بين مجموعات دولية أخرى.
ثم انتقلت ظاىرة التكتالت إلى مجموعة أخرى من الدوؿ ،فنشأت منطقة التجارة الحرة ألمريكا الالتينية،
"الكوميكوف" أما في والسوؽ المشتركة لدوؿ أمريكا الوسطى ،وعمدت دوؿ أوربا الشرقية على إنشاء منظمة
استغؿ إلدارة قطاع الفحـ و الصمب مف خالؿ توقيع معاىدة إنشاء الجماعة األوربية لمفحـ و الصمب و التي ضمت كؿ
مف :بمجيكا،فرنسا،ألمانيا،ايطاليا،ىولندا و لكسمبورغ في افريؿ ، 1951كؿ ذلؾ بيدؼ التوصؿ إلى سوؽ أوربية مشتركة في ىاتيف
القطاعيف اإلستراتيجييف.
30عبد الوىاب رميدي،مرجع سابؽ.ص.32:
الكوميكون :منطقة التعاوف االقتصادي ألقطار أوربا الشرقية ،تأسست كرد عمى التكتالت األوربية في 25ديسمبر .1949
المنطقة العربية تم إنشاء السوؽ العربية المشتركة ،كما نشأت أيضا اتفاقات إقليمية في المنطقة اإلفريقية والمنطقة
اآلسيوية .
و نظرا للتقدـ الكبير الذي شهده التكامل األوربي بدأت الواليات المتحدة األمريكية في التفكير في إقامة تجمع
إقليمي خاص بها و يعزز قدرتها التنافسية المتآكلة فبدأت بتشكيل منطقة التجارة الحرة بينها و بين كندا سنة
1989و الذي توسع فيما بعد ليصبح منطقة التجارة الحرة ألمريكا الشمالية "النافتا" .31
و على العموـ أصبحت التكتالت االقتصادية تشكل خريطة العالم ،و يمكن تحديدىا فيما يلي:
(النافتا) وذلك في القارة األمريكية :تم التوقيع على إنشاء منطقة التجارة الحرة ألمريكا الشمالية
من الترتيبات سنة ، 1992وتمهد لقياـ تكتل األمريكيتين الشمالية والجنوبية ،كما تم إنشاء الكثير
اإلقليمية بين العديد من دوؿ أمريكا الالتينية.
في أوربا :كانت التطورات أسرع فقاـ االتحاد األوربي ،الذي يعتبر من أجدر التكتالت االقتصادية
القائمة حاليا ،وزاد عدد الدوؿ في عضويتو حيث يضم 25دولة ،إضافة إلى تكاملو النقدي واستخداـ
العملة الموحدة (األورو) مع مطلع سنة ، 1999ودخولو في اتفاقيات تجارة حرة وفي اتحاد جمركي
مع تركيا ،واتفاقيات شراكة مع دوؿ جنوب البحر المتوسط.
في شرؽ آسيا :حيث وقعت دوؿ جنوب شرؽ آسيا اتفاؽ للتجارة الحرة عرؼ باسم (اإلفتا) ،كما
أنشئ في منطقة آسيا منتدى التعاوف االقتصادي لدوؿ شرؽ آسيا والمحيط الهادي (األبيك
.)APEC
والتي بدأت بمشروع السوؽ العربية المشتركة سنة ، 1964ثم محاولة إقامة في المنطقة العربية
تجمعات إقليمية كمجلس التعاوف الخليجي واتحاد المغرب العربي.
أما في إفريقيا قامت ترتيبات وتكتالت إقليمية لعل أبرزىا إقامة السوؽ المشتركة لشرؽ وجنوب إفريقيا
العالمي.
ة (الكوـيسا) ،التي تسعى إلى تنسيق الجهود لمواجهة ما يحدث في البيئة االقتصادية
EU
NAFTA EFTA
ASEAN
GCC APEC
AFTA
Mercosur
2
حاوؿ العديد من المنظرين و الدارسين للعالقات السياسية و االقتصادية الدولية تقديم اطر نظرية و
منهاجيو لدراسة التكامل الدولي في شقيو العالمي و اإلقليمي .و من أبرزىا:
النظرية الدستورية :تنطلق النظرية الدستورية في دراسة التكامل الدولي من التركيز على الجانب
السياسي للتكامل ،حيث يرى منظروىا أف الخطوة األولى لبناء التكامل تتم بتكوين الوحدة
السياسية ىذه الوحدة التي تشترط في تأسيسها توفر اإلرادة السياسية لدى النخب و القيادات
السياسية للدوؿ األعضاء للتنازؿ عن سلطاتها في وحدتها القومية لصالح مؤسسات االتحاد .و
قد ظهر اتجاىين أساسيين ضمن ىذه النظرية:
.1الكنفدرالية :و تعني اتفاقا بين مجموعة من الدوؿ بهدؼ تكوين مؤسسات و أجهزة
مشتركة تعمل على اإلشراؼ على مجاالت محددة يتم االتفاؽ عليها في بداية االتحاد.
و تتنازؿ الدوؿ المتحدة لهذه األجهزة عن جزئ من سيادتها بالقدر الذي يسمح لها
بالقياـ بمهامها .و من أىم ما يتميز بو ىذا النوع من االتحاد:
-ينشأ االتحاد الكنفدرالي بموجب اتفاؽ تعاىدي بين مجموعة من الدوؿ يتم بوضع معاىدة منشأة.
-ليس بالضرورة أف يشمل كل نواحي االتحاد السياسي ،فقد ينشأ إلدارة مجاؿ محدد مثل المجاؿ
األمني.
-تبقي الدوؿ ضمن ىذا االتحاد على جزئ من سيادتها خصوصا ذلك المتعلق بإدارة سياستها
الخارجية.
-يمكن للدولة المنخرطة ضمن ىذا االتحاد االنسحاب منو إذا ما أيقنت أف ىذا االتحاد ال يخدـ
مصالحها.
.2الفدرالية :تعرؼ الفدرالية على أنها المنهج أو الطريقة التي يتم بمقتضاىا عملية تقسيم
سلطات الحكومة و التي في إطارىا يتم تحديد مجاؿ التعاوف بين الحكومة المركزية و
الحكومات الجهوية .فيشمل االتحاد الفدرالي تشكيل حكومة مركزية تضم الدوؿ
المنخرطة في االتحاد و التي تصبح –بمجرد انخراطها حكومات فرعية -و يتم توزيع
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
28
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
الصالحيات بينها و بين حكومة الفدرالية عن طريق دستور مكتوب يحمي و يضمن
حقوؽ و حريات كل الواليات أو المقاطعات .و أىم ما يتميز بو االتحاد الفدرالي:
-أوؿ خطوة لقياـ االتحاد تتم بوضع الدستور الفدرالي الذي يضمن التوزيع العادؿ للصالحيات و
المنافع بين الحكومة المركزية و الحكومات الفرعية.
-تتنازؿ الدولة بانخراطها في االتحاد الفدرالي عن كامل سيادتها (الداخلية و الخارجية) لدولة
االتحاد.
-يؤدي قياـ االتحاد الفدرالي إلى قياـ كائن دولي جديد يتعامل باسم الدوؿ المنخرطة فيو.
-تتمتع الدوؿ المتحدة باالستقاللية في تسيير شؤونها الداخلية ووضع النظاـ الداخلي المناسب لها
بشرط أف ال يتعارض مع القانوف العاـ لالتحاد.
-يتمتع كل المواطنين داخل كل الواليات بحق ممارسة السلطة و المشاركة السياسية في إدارة
الحكومة المركزية وؼؽ مبدأ التعددية ( من خالؿ الجهازين التنفيذي و التشريعي ).
و من أشهر األمثلة على االتحاد الفدرالي و الذي أثبتت نجاحها االتحاد الفدرالي األمريكي و االتحاد السويسري.
و إذا ما أردنا حصر أىم االختالفات بين النموذجين لالتحاد السياسي وفق المنظور الدستوري في الجدوؿ التالي:
-يحتوي النظاـ الفدرالي على محكمة فدرالية قراراتها -باحتفاظ الدولة بشخصيتها القانونية و السياسية
ملزمة و مهمتها فض النزاعات بين دوؿ االتحاد. ضمن ىذا االتحاد فاف أي نزاعات بينها و بين باقي
األطراؼ تخضع إلرادتها الخاصة و قد تؤدي إلى
انسحابها من االتحاد.
-يكتسب مواطنو الدوؿ المتحدة مواطنة دولة -يحتفظ مواطنو الدوؿ المتحدة بمواطنتهم األصلية.
االتحاد.
و ضمن نفس السياؽ التنظيري للمدرسة الدستورية القائم على دراسة التكامل السياسي بين الدوؿ ،يمكن اإلشارة
ىنا إلى إسهامات الباحث "أميتاي اتزيوني" –رغم انتمائو أساسا للمدرسة الوظيفية -حيث حاوؿ من خالؿ مقاربتو
للتكامل التركيز على الوحدة السياسية التي تهدؼ إليها العملية التكاملية و التي تتم حسبو وفقا ألربع مراحل
أساسية:32
.1حالة الدولة ما قبل االتحاد :يشترط بناء عالقات اعتماد متبادؿ بين الدوؿ األطراؼ في بعض القطاعات.و
يركز اتزيوني ىنا على دور النخب السياسية في تفعيل التكامل سواءا الداخلية أـ الخارجية( الدعم الدولي
مثل الدعم األمريكي أثناء بدايات االتحاد األوربي).
.2عملية التوحيد (من خالؿ القوى الفاعلة) :بعد قياـ الوحدة السياسية يأتي دور النخب خاصة الداخلية
منها في تفعيل عملية التوحيد عن طريق استخداـ الوسائل القسرية(وسائل اإلكراه :الشرطة ،الجيش )...و
الوسائل النفعية(الوسائل و المنافع االقتصادية و المالية ،)...كما دعى اتزيوني ضمن ىذه المرحلة إلى
االىتماـ بتشكيل ىوية اجتماعية موحدة من خالؿ نشر قيم و شعارات التوحيد.
.3عملية التوحيد من خالؿ القطاعات :حيث تتعمق عملية التوحيد السياسي مع تزايد تدفق السلع و األفراد
بين الدوؿ المتكاملة ،خصوصا في ظل ما يسمى بمبدأ االنتشار spiloverو الذي سيضمن انتشار و
توسع التكامل من قطاع إلى قطاعات أخرى.
.4نضوج عملية التوحيد (مرحلة االنتهاء) :و تعتمد ىذه المرحلة على مدى نجاح المراحل السابقة و
تحقيقها لألىداؼ المتوخاة منها.
لقد بنى اتزيوني نموذجو للتكامل على مجموعة من الفرضيات األساسية نذكر منها:33
-إف عدد الدوؿ المشاركة في االتحاد يؤثر على نجاح أو فشل عملية التوحيد ،حيث أثبتت
التجارب المختلفة أف التكامالت التي تشارؾ فيها نخب قليلة القت نجاحا أكثر من تلك
التي تشهد مشاركة العديد من النخب ،وذلك أف تعدد النخب يعني تعدد وجهات النظر و
بالتالي تعدد المشكالت .و يقترح اتزيوني ىنا شرط المساواة بين أطراؼ الوحدة كحل
للتعامل مع مشكلة التعدد.
-جهود التوحيد بين الدوؿ النامية اقل احتماال للنجاح منها بالنسبة للدوؿ المتقدمة ،و ذلك
راجع لما تتميز من انتشار لالمية و نقص في المهارات السياسية و التنظيمية الضرورية لمعالجة
مشاكل التوحيد و التكامل اإلقليمي.
و أىم ما يمكن قولو في األخير ،ىو أف طموحات منظري المدرسة الدستورية و الهادفين للتأسيس للوحدة
السياسية كخطوة أولى نحو االندماج الدولي اثبت الواقع أنها أفكار مثالية أكثر منها واقعية و قد اثبت فشلها عدـ
قدرة العديد من التجارب الوحدوية خصوصا بين الدوؿ ذات السيادة من الوصوؿ إلى مرحلة االندماج السياسي و
االستمرارية في التوحد.
يعتمد ميتراني في تحليلو للتكامل الدولي على "مبدأ االنتشار" و الذي يعني أف تطور التعاوف الدولي في مجاؿ
معين سيؤدي إلى خلق تعاوف في مجاالت أخرى األمر الذي يؤدي بدوره إلى تحقيق التعاوف الدولي و من ثم
السلم العالمي .ذلك أف التعاوف خصوصا في مجالو االقتصادي سيؤدي إلى نقل االىتماـ من القضايا السياسية
الحادة إلى المشكالت الفنية و االقتصادية.
و ابرز ما يمكن مالحظتو على ىذا االتجاه ىو:
-التركيز على الجانب االقتصادي و الفني على حساب الجانب السياسي المثير للصراعات.
-الدعوة إلنشاء منظمات دولية ترعى الشؤوف الدولية المشتركة.
-ضرورة تسيير ىذه المؤسسات من طرؼ فنيين متخصصين و منفصلين عن النشاطات السياسية.
لكن و نظرا لتركيز ميتراني على التكامل في إطاره الدولي العالمي إضافة لعدـ توفر نموذج واقعي يستند إليو في
تفسيره للتكامل ،حاوؿ منظروف آخروف االستفادة من األخطاء و االنتقادات التي وجهت للوظيفية األصلية و
أسسوا لما يسمى بالوظيفية الجديدة حيث ابتعدوا عن مفهوـ التكامل الدولي ليبحثوا حوؿ مقومات التكامل
اإلقليمي.
تركز الوظيفية الجديدة على مفهوـ "التكامل القطاعي" و الذي يتطلب وضع قطاع معين أو مجموعة من
القطاعات تحت المراقبة و التسيير المشترؾ لهذه الدوؿ في إطار التكامل .مع التشديد على ضرورة
االنطالؽ بما يسمى"بالقطاع الحيوي" الذي يحتل مكانة إستراتيجية بالنسبة للدوؿ المتكاملة.
ياسي و غير
االنطالؽ من القطاع الحيوي –حسب الوظيفيين الجدد -سيضمن تأييد و حركية النخب اا ة
السياسية من جماعات المصالح التي سترى في ىذا النوع من التكامل تحقيقا لمصالحها .و تأييد
35
النخب سيؤدي بدوره إلى الدفع بمسار التكامل إلى األماـ.
و في نفس السياؽ فاف نجاح التجربة التكاملية يكوف مضمونا أكثر بين الدوؿ الديمقراطية و المتطورة
صناعيا حيث أف أىم أسباب فشل التجارب التكاملية في دوؿ العالم الثالث ىو غياب العامل
الديمقراطي و العالقات المفتوحة في المجتمع.و ذلك راجع إلى أف الدوؿ الديمقراطية تفتح قنوات
الحوار و االتصاؿ بين السلطة السياسية من جهة و جماعات المصالح و األحزاب السياسية من جهة
ثانية ،ىذه األخيرة تلعب دورا كبيرا في تفعيل التكامل من خالؿ الدفاع على مصالحوا التي تحققها
36
العملية التكاملية في قطاعات مشتركة و حيوية بين الدوؿ المتكاملة.
فالوظيفيوف الجدد ىنا حاولوا االستفادة من أخطاء الوظيفيين األصليين الذين حاولوا الفصل بين السياسة و
االقتصاد و التقليل من دور الجوانب السياسية من خالؿ فرضية أف المنفعة التي تحققها المنظمات الدولية
ستتكفل بنقل و تحويل الوالء من الدولة القومية إلى المنظمات الدولية.
إلى جانب الدور الحيوي للنخب في تفعيل عملية التكامل ،تحدث الوظيفيوف على ما سموه ب"مبدأ
االنتشار" الذي يعني انتشار و توسع العملية التكاملية من قطاع إلى آخر و ذلك نظرا للنجاحات و
المنفعة التي يحققها التكامل في القطاع الحيوي.
يعد "ارنست ىاس" من بين أىم مؤسسي النظرية و يسمى بأب الوظيفية الجديدة ،لذلك يجدر التطرؽ إلى أىم
إسهاماتو في موضوع التكامل قصد التعمق أكثر في حيثيات النظرية.
و قد ركز ىاس دراستو على التجربة األوربية من خالؿ "ىيئة الفحم و الصلب" حيث ركز على ضرورة حساب
احتماالت الربح و الخسارة من طرؼ الدوؿ المتكاملة و المتعلق أساسا في قدر المصالح التي تحققها للنخب
المعنية في القطاع العاـ و الخاص ،وذلك نظرا لدورىا الهاـ في تطوير التكامل فيما بعد .بذلك يكوف ىاس قد
احل مفهوـ الرفاه (المكاسب التي يحققها التكامل) محل وسائل اإلكراه التي دعى اتزيوني الستخدامها لتفعيل
37
التكامل.
و في موضوع االنتشار ،يرى ىاس أف إدراؾ النخب المختلفة ألىمية التكامل من خالؿ مكاسبها من تكامل
القطاعات يدفعهم للمطالبة و السعي لتوسيع التكامل لقطاعات و مجاالت أخرى ":إف الذين يحققوف منافع من
38
المنظمات فوؽ القومية في قطاع محدد يميلوف بشكل ملحوظ إلى تأييد التكامل في قطاعات أخرى".
يرى ىاس أف التكامل السياسي ىو آخر مراحل العملية التكاملية بكونو ":العملية التي تتضمن تحوؿ الوالءات و
النشاطات السياسية لقوى سياسية في دوؿ متعددة و مختلفة نحو مركز جديد تكوف لمؤسساتو صالحيات تتجاوز
صالحيات الدوؿ القومية القائمة" لكن الوصوؿ لهذه المرحلة يتطلب تحقيق مجموعة من الشروط التي قسمها إلى
39
ثالث مجموعات أساسية:
المجموعة األولى :تتعلق بالشروط األولية للتكامل و يحددىا ىاس في:
-التوافق في حجم الوحدات السياسية( لكي ال تهيمن دولة على دولة أخرى).
-التعددية السياسية و االجتماعية.
-االتساؽ النخبوي( من حيث القيم و المصالح).
-زيادة وتيرة التبادؿ بين الوحدات.
المجموعة الثالثة : :يسميها ىاس بالمتغيرات الحركية بمعنى تلك التي تتعلق بتواصل
المسار التكاملي:
-نسبة المبادالت التجارية بين الوحدات بعد الوحدة االقتصادية(.زيادة في الوتيرة)
-مستوى قدرة األطراؼ على التكيف لمواجهة األزمات.
* من بين أىم االنتقادات التي وجهت لوجهة نظر ىاس حوؿ التكامل ىو االنتقاد الذي وجهو ستانلي
ىوفماف ، و الذي يرى أف التكامل السياسي سيعيق التكامل االقتصادي أكثر من خدمتو ذلك أف تجاوز المشاكل
و الحساسيات السياسية يعد أمرا صعبا إف لم نقل مستحيال .و بالمقابل يقترح ىوفماف أف يتم التكامل فيما سماه
بقضايا السياسة الدنيا( المسائل االقتصادية و االجتماعية) و الذي سيتيح للدولة تحقيق الرفاه االقتصادي ،و ترؾ
المسائل العليا(القضايا األمنية،السياسة الخارجية )...من اختصاص الدولة وحدىا.
النمو االقتصادي وتنوع التجارة ،وعادة ما يتم تحديد فترة زمنية لتنفيذ منطقة التجارة الحرة يتم خاللها
إزالة العوائق التجارية بين الدوؿ األعضاء في المنطقة التكاملية (إزالة القيود الجمركية بصفة تدريجية) .و
أىم ما يتميز بو ىذا النوع من التكامل:
ال تمنع منطقة التجارة الحرة قياـ أي دولة عضو فيها بعقد اتفاقيات جديدة مع دوؿ أخرى.
قد تقتصر منطقة التجارة الحرة (في عملية تحريرىا للتجارة) على بعض المنتجات دوف
البعض اآلخر ،لذا يمكن اعتبارىا أبسط الصيغ في أي مشروع تكاملي فهي تمهد لالنطالؽ
إلى مراحل أكثر تقدما في درجات التكامل االقتصادي.
كما أنها ال تثير بين دولتين أو أكثر على مستوى اإلقليم أي تعقيدات فنية أو قانونية في
التطبيق .ولهذا شهدت كثير من دوؿ العالم خالؿ العقدين األخيرين تحركات وجهود واسعة
نحو إقامة مناطق للتجارة الحرة انسجاما مع توجهات تحرير التجارة العالمية .ومن أبرز صور
مناطق التجارة الحرة في العصر الحديث ،منطقة التجارة الحرة ألمريكا الشمالية ) النافتا ( ،
التي تقتصر على نوع معين من السلع وىناؾ بعض مناطق التجارة الحرة األحادية
و من أمثلتها والخدمات وعادة ما يطلق عليها اسم اتفاقية تنمية وتيسير التبادؿ التجاري
1981والتي تضمنت التحرير الفوري والمباشر االتفاقية الموقعة بين الدوؿ العربية عاـ
لتبادؿ المنتجات الزراعية.
.3االتحاد الجمركي :يعتبر مرحلة أكثر تقدما و عمقا من المرحلة السابقة ،يتم فيها إلغاء مختلف
الحواجز الجمركية المفروضة على التجارة البينية للدوؿ األعضاء في المنطقة التكاملية ،حيث
ال تقتصر على مجموعة من السلع مثل المراحل السابقة ،و األىم من ذلك يتم توحيد الرسوـ
أو التعريفة الجمركية لكل الدوؿ األعضاء تجاه العالم الخارجي فتصبح األقاليم الجمركية للدوؿ
األعضاء المشتركة إقليما جمركيا واحدا ،كما أف الدوؿ األعضاء في االتحاد الجمركي ليس لها
الحرية في عقد اتفاقيات تجارية مع الدوؿ الخارجية عن االتحاد أو حتى تجديد االتفاقيات
المعقودة مع ىذه الدوؿ(على عكس منطقة التجارة الحرة) ،والهدؼ من ذلك ىو الحرص على
Customs Union
فعالية التعريفة الجمركية الموحدة وزيادة المركز التنافسي للدوؿ السابقة ،وفي غالب األحواؿ
تكوف االتحادات الجمركية أكثر كفاءة من درجات التكامل االقتصادي وتسمح بالتكامل بين
األسواؽ بدرجة أكبر ولكنها أيضا تحتاج إلى تنظيم أكثر ووضع قيود أوثق على سياسات الدوؿ
األعضاء .و أىم ما يتميز بو ىذا النوع من التكامل:
وحدة القانوف الجمركي بين الدوؿ األعضاء ووحدة التعريفة الجمركية.
وحدة تداوؿ السلع بين الدوؿ األعضاء.
وحدة التعريفة الجمركية بالنسبة لبقية دوؿ العالم غير األعضاء في االتحاد.
توزيع حصيلة الرسوـ الجمركية المفروضة على واردات الدوؿ األعضاء من العالم الخارجي حسب معادلة
صندوؽ مستقل و متخصص في ىذا الشأف. يتفق عليها ،وتتولى توزيع األنصبة بين الدوؿ األعضاء
ويتضح من ىذا أف االتحاد الجمركي يتميز على منطقة التجارة الحرة في توحيد مستوى الرسوـ الجمركية
في كل الدوؿ األعضاء في مواجهة العالم الخارجي وىو بذلك ال يواجو المشكلة التي تواجهها منطقة
التجارة الحرة عادة والخاصة بإعادة التصدير وما ينجم عنها من احتماالت انحراؼ التجارة عن طرقها
الطبيعية داخل نطاؽ المنطقة.
ويعد االتحاد الجمركي أكثر درجات التكامل االقتصادي تعقيدا ،الحتوائو على ترتيبات تنطوي على الكثير من
التنسيق في صنع القرارات ،وإدارة معقدة بغية إنشاء االتحاد واإلشراؼ عليو ،وكثيرا ما يعتبر االتحاد الجمركي
مؤشرا ،على أف الدوؿ األعضاء تنوي إتباع سياسة تكامل بدال من مجرد تعاوف .ومن األمثلة البارزة لالتحادات
1922مع انضماـ ىولندا إلى ىذا الجمركية نذكر االتحاد الجمركي الذي قاـ بين لكسمبورغ وبلجيكا لسنة
نيلوكس" الذي يعتبر أوؿ تجربة رائدة
االتحاد سنة 1947ودخل حيز التنفيذ سنة ، 1948ويسمى باتحاد "الب
في مشروع التكامل االقتصادي.
.4السوؽ المشتركة :يتم في ىذه المرحلة من مراحل التكامل االقتصادي إلغاء الرسوـ الجمركية
وتوحيد التعريفة الجمركية إزاء العالم ،لخارجي (اتحاد جمركي) كما يتم إلغاء القيود على حركة
Common Market
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
38
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
انتقاؿ عناصر اإلنتاج (رؤوس األمواؿ ،السلع،الخدمات ،العمالة أو األفراد )...فيما بين الدوؿ
األعضاء .فيتم دمج أسواؽ السلع والخدمات ودمج أسواؽ عناصر اإلنتاج وبالتالي تصبح
المنطقة التكاملية عبارة عن سوؽ واحدة ،مما يؤدي إلى مضاعفة فرص االستثمار وزيادة كفاءة
استخداـ عناصر اإلنتاج ،من شأنو أف يجذب كال من رأس الماؿ والعمل الماىر تحو األقاليم
المتقدمة في االتحاد ،كذلك فإف حرية انتقاؿ المنتجات تقيد الصناعات القوية على حساب
من زيادة الصناعات الناشئة خاصة إذا كانت ىذه األخيرة في األقاليم الفقيرة وما يترتب عنها
مدى التفاوت في مستويات المعيشية بين ىذه األقاليم ،وتعتبر األسواؽ المشتركة خطوة ىامة
للوصوؿ إلى وحدة اقتصادية وسياسية كاملة .ومن األمثلة البارزة للسوؽ المشتركة نجد السوؽ
األوربية المشتركة التي أنشئت بمقتضى معاىدة رومػا التي تم التوقيع عليها سنة ،1957وفي
المنطقة العربية تم االتفاؽ على إنشاء سوؽ عربية مشتركة وىذا سنة .1964
.5الوحدة االقتصادية (االتحاد االقتصادي) :في ىذه الدرجة التكاملية ال يقتصر األمر على إلغاء
انتقاؿ عناصر اإلنتاج ،و توحيد التعريفة القيود المفروضة على تبادؿ السلع والخدمات و
إنما يشمل االتحاد االقتصادي توحيد الجمركية للدوؿ األعضاء تجاه العالم الخارجي.
السياسات االقتصادية و المالية للدوؿ األعضاء وذلك بغرض إقامة ىيكل متكامل ،و إلزالة
التباين في تلك السياسات بين الدوؿ المتكاملة.
.6االتحاد النقدي :يختلف الكثير من الباحثين حوؿ االتحاد النقدي كأحد مراحل التكامل
االقتصادي ،حيث يعتبره البعض إجراءا من إجراءات توحيد السياسات االقتصادية و المالية
التي تتم على مستوى المرحلة السابقة-االتحاد االقتصادي -و يتم ضمن ىذه المرحلة تنسيق
السياسات النقدية والمصرفية فيما بين الدوؿ األعضاء حيث يتم:
تأسيس عملة موحدة بين الدوؿ األعضاء في اإلتحاد.
تبني سياسة نقدية موحدة داخل االتحاد.
Economic union
Monetary Union
ؼقياـ التجارة وتحويل رؤوس األمواؿ بين الدوؿ المتكاملة ضمن ىذه المرحلة يتوقف على إمكانية تحويل العمالت
للدوؿ المشتركة ،فتقوـ ىذه الدوؿ بتوحيد سياساتها النقدية ،أي باإلضافة إلى انتقاؿ عناصر اإلنتاج بدوف قيود
بين الدوؿ األعضاء وتحرير تجارتها السلعية فإف االختالؼ في العمالت الوطنية لهذه الدوؿ قد يؤدي إلى عدـ
تحقيق أىداؼ الدرجات السالفة الذكر .و من األمثلة البارزة لهذه الدرجة من التكامل ىو االتحاد النقدي األوربي
والذي قاـ بين( )11دولة أوربية.
Total Economic Integration
ولتوضيح أنواع و من ثم مراحل التكامل االقتصادي و توضيح المرحلية ضمن ىذا اإلطار يمكن تلخيصها في
الشكل التالي:
احملارضة امثامنة:
تأأثري امعوملة عىل امتاكملت ا إلقلميية (اإجراءات منظمة امتجارة امعاملية).
ذكرنا سابقا أف ظهور التوجو الدولي نحو اإلقليمية خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية قد تزامن و انطالؽ
الجهود الدولية لتأسيس نظاـ دولي موحد قصد ا ادي مخاطر و سلبيات االختالفات بين السياسات بين الدوؿ،
ىذه الجهود التي أفضت إلى تأسيس عديد من المؤسسات مثل البنك الدولي و منظمة التجارة العالمية.
و يشير الكثير من المحللين للعالقات االقتصادية الدولية أف التوجو نحو اإلقليمية بالنسبة للعديد من الدوؿ –
خصوصا النامية منها -سببو األساسي ىو محاولة ىذه الدوؿ تبني سياسات حمائية من آثار العولمة عن طريق
حماية اقتصادياتها( في جميع المجاالت الصناعية ،الزراعية و الخدماتية) من خطر المنافسة الدولية .بالمقابل
تعمل على االستفادة من مزايا تحرير التجارة و التعاوف الدولي لحل المشاكل المشتركة ضمن إطار إقليمي بين
الدوؿ المتجانسة.
و قد فرض االتجاه نحو اإلقليمية تحديات كبيرة أماـ أداء المؤسسات الدولية لعل من أبرزىا منظمة التجارة
العالمية التي تسعى إلى التأسيس لنظاـ اقتصادي تجاري عالمي موحد ،مما يشير إلى وجود تعارض إف لم نقل
صداـ بين نظامين أساسيين :النظاـ اإلقليمي و النظاـ المتعدد األطراؼ .و في محاولة لتفسير مستقبل العالقة بين
النظامين ظهر رأياف أساسياف:41
رأي يرى باف التكتالت اإلقليمية ستؤدي في النهاية إلى تفتيت النظاـ التجاري الدولي متعدد
األطراؼ من خالؿ تبادؿ المزايا ضمن إطار التكتل من جهة ،و فرض سياسات حمائية تجاه
األطراؼ خارج إطاره من جهة ثانية.
أما الرأي الثاني فيرى أف مثل ىذه التكتالت ستساعد على تعزيز النظاـ التجاري الدولي المساىمة
في تحريره من خالؿ تطبيق مبدأ الدوؿ األولى بالرعاية بين ىذه التكتالت و تعميم االمتيازات
الممنوحة بين أعضاء التكتل على سائر أعضاء منظمة التجارة.
و في إطار محاولة المنظمة التعامل مع التحديات التي فرضتها التكامالت اإلقليمية حددت ضمن اتفاقياتها
التأسيسية مجموعة من اإلجراءات أىمها:
حددت اتفاقية الجات GAATلسنة 1947أحكاما تلزـ األطراؼ المتعاقدة في إطارىا باإلخطار(
اإلبالغ) عن كافة االتفاقيات التجارية التي تنظم إليها و قد حددت بموجب المادة 24منها الشروط التي
بموجبها يمكن لألطراؼ المتعاقدة االنضماـ إلى التكامالت اإلقليمية حيث تحظر أحكاـ المادة أف
تصبح الرسوـ و اللوائح التجارية أكثر تقييدا لغير األعضاء عما كانت عليو قبل الدخوؿ في الترتيب
اإلقليمي.
اتفاقي الجات نصت الوثيقة الختامية لجولة االوروغواي على أال
ة و استكماال لما تضمنتو المادة 24من
اإلقليمي ألكثر من عشر سنوات ،و على الدولة العضو أف تقدـ
ة تستمر الترتيبات االنتقالية للتكامالت
شرحا كامال للمجلس في حالة تجاوز المدة المحددة قبل التطبيق الكامل للترتيبات التفضيلية اإلقليمية،
إضافة إلى البدا في تعميمها على كامل أعضاء المنظمة من غير أعضاء التكتل عمال بمبدأ الدولة األولى
42
بالرعاية.
حددت المنظمة ضمن قرارىا الصادر في جولة "طوكيو" للمفاوضات التجارية المتعددة األطراؼ بشأف
التجارة و التنمية للدوؿ النامية تسهيالت أماـ ىذه الدوؿ إلبراـ اتفاقيات تجارية فيما بينها شرط أال
تتعارض مع مبادئ المنظمة و أال تفرض قيودا على تجارتها مع باقي الدوؿ األعضاء في المنظمة و الغير
43
أعضاء في التكتل الجديد.
اصدر مجلس إدارة المنظمة في 06فيفري 1996قرار بإنشاء لجنة اتفاقية التجارة اإلقليمية ضمن
ىيكل المنظمة ،ومن بين المهاـ األساسية التي أنيطت بهذه اللجنة تطوير نظاـ لإلجراءات للمساعدة في
دراسة االتفاقيات الخاصة بالترتيبات اإلقليمية ،وحصر وقياس اآلثار المترتبة لكل ىذه الترتيبات على
عملية تحرير التجارة العالمية ،ودراسة العالقة بين ىذا المسار ومسار تحرير التجارة متعددة األطراؼ .44
42نفس المرجع،ص.181:
43نفس المرجع،ص.180:
44عبد الوىاب رميدي،مرجع سابؽ.ص.121:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
43
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
السداسي الثاين
سيتم الًتكيز ضمن ىذا السداسي على دراسة أىم التجارب التكامل اإلقليمية يف العامل ،مع الًتكيز على بعض التجارب
الناجحة ك أخرل فاشلة قصد رصد أىم أسباب النجاح ك الفشل ضمن ىذه التجارب مع االستفادة يف ىذا اإلطار شلا
قدمتو نظريات التكامل كأطر للتحليل .بذلك سيتم دراسة كل من:
-Ιعلى مستول التجارب الغربية ك الناجحة:
.1ذبربة االرباد األكريب.
.2منطقة التجارة احلرة ألمريكا الشمالية(النافتا).
دراسة أىم عوامل النجاح.
-ΙΙعلى مستول التجارب العربية ك اإلفريقية:
.3ارباد ادلغرب العريب.
.4رللس التعاكف اخلليجي.
.5السوؽ العربية ادلشًتكة.
.6منظمة الوحدة اإلفريقية.
دراسة ألىم عوامل الفشل.
حٛث ذى لثٕل ػعٕٚرٓا تؼذ يفأظاخ غٕٚهح يزَْٕح تشزٔغ أطاطٛح يرًثهح ف:ٙ
ٔ -خٕد يؤطظاخ يذَٛح يظرمزج لادرج ػهٗ ظًاٌ انذًٚمزاغٛح ٔطٛادج حكى انمإٌَ ٔاحرزاو حمٕق اإلَظاٌ ٔحمٕق األلهٛاخ.
-انمذرج ػهٗ ذحًم انرشاياخ انؼعٕٚح تًا ٚرعًٍ أْذاف االذحاد انُمذٚح ٔااللرصادٚح ٔانظٛاطٛح.
ٔ -خٕد الرصاد طٕق فؼال ٔلادر ػهٗ ذحًم ػةء انًُافظح يغ لٕٖ انظٕق ظًٍ إغار االذحاد.
موقع: 46عمرك الشوبكي" ،أوروبا من السوؽ إلى االتحاد :صناعة وحدة" متحصل عليو من
http://www.ahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/SB2K25.HTM
العديد من القادة األكربيُت بضركرة التكامل االقتصادم من اجل حل ادلشاكل ادلشًتكة األمر الذم أدل إىل تأسيس
47
اجلماعة األكركبية للفحم كالصلب
الجماعة األوروبية للفحم والصلب :مثلت ىذه اجلماعة أكىل اخلطوات اليت ازبذهتا الدكؿ األكربية ضلو
ربقيق التكامل ك الوحدة األكربية _اليت مثلت اذلدؼ النهائي_ حيث كقعت كل من بلجيكا ،فرنسا،
أدلانيا،إيطاليا ،ىولندا ،كلوكسمبورغ يف افريل 1951على معاىدة إلنشاء اجلماعة األكركبية للفحم كالصلب،
هبدؼ التوصل إىل سوؽ أكركبية مشًتكة يف ىاتُت السلعتُت اإلسًتاتيجيتُت ،كقد كاف اذلدؼ ىو ربرير حركة
رؤكس األمواؿ كالعمالة اليت تعمل يف رلاؿ الفحم كالصلب كتسهيل االستثمار يف ىذا اجملاؿ ،حيث ارتأت
ىذه الدكؿ أف التعاكف يف ىذا اجملاؿ من شأنو أف يذيب اخلالفات كخيفف من حدة الصراعات الرامية إىل
السيطرة على منابع كقواعد صناعة الفحم كاحلديد .48
ك قد انبثق على إنشاء اجلماعة األكركبية للفحم كالصلب ،معاىدتُت جديدتُت يف ركما يف مارس 1957األكىل تتمثل
يف إنشاء الجماعة األوروبية للطاقة الذرية ،كالثانية تتمثل يف إنشاء الجماعة االقتصادية األوروبية ،كىي ارباد مجركي
بُت الدكؿ ادلوقعة يقضي بفرض رسوـ مجركية موحدة ،كإتباع سياسة زراعية موحدة ،كقد كقعت معاىدة ركما لدعم التطور
ادلنسجم للنشاط االقتصادم داخل اجلماعة ،كالتوسع ادلستمر ،كربقيق ادلزيد من االستقرار كالتحسن يف مستويات
49
ادلعيشة ،كتوطيد العالقات بُت الدكؿ األعضاء.
السوؽ األوروبية المشترؾة :يف إطار النجاحات اليت حققتها اجلماعة االقتصادية األكربية للفحم ك الصلب قررت
الدكؿ األكربية ضركرة توسيع إطار التكامل ك التعاك ف فيما بينها ك إنشاء السوؽ األكركبية ادلشًتكة في مارس
1957كقد اتفق على اكتماؿ مقوماهتا يف فًتة تًتاكح بُت 12ك 15عاما كتلخصت أىدافها يف:50
إزالة الرسوـ اجلمركية بُت الدكؿ األعضاء،ككذلك القيود الكمية على الواردات كالصادرات من السلع ،ككل
العوائق اليت ربوؿ دكف انتقاؿ األشخاص ك السلع كرأس ادلاؿ.
إقامة تعريفة مجركية مشًتكة اذباه الدكؿ غَت األعضاء .
47ػثذ انْٕاب ريٛذ٘ "،انركرالخ االلرصادٚح اإللهًٛٛح ف ٙػصز انؼٕنًح ٔ ذفؼٛم انركايم االلرصاد٘ ف ٙانذٔل انُايٛـح -:دراطح ذدارب يخرهفح –"يزكشة
دكخىساِ (.خايـؼح اندــشائز كهٛـح انؼهٕو االلرصادٚـح ٔػهٕو انرظٛٛـز ، )2007-2006 ،ص. 40:
تعميق كربقيق ادلنافسة احلرة يف السوؽ ادلشًتكة ،كتنسيق السياسات االقتصادية دبا يف ذلك السياسة ادلالية
كالنقدية ،كمعاجلة االختالؿ يف موازين ادلدفوعات.
تدعيم االستثمار يف دكؿ السوؽ خاصة يف ادلناطق ادلتخلفة نسبيا .
إنشاء صندكؽ اجتماعي أكركيب ،من أجل ربسُت إمكانيات اليد العاملة ،كربسُت ادلستول ادلعيشي.
إقامة بنك استثمار أكركيب لدعم النمو االقتصادم.
تطورت عضوية السوؽ األكربية من حدكد 6دكؿ ك ذلك بقبوؿ أعضاء جدد داخل السوؽ على النحو التايل:51
طلبت كل من بريطانيا كالدامنرؾ كأيرلندا سنة 1961مث النركيج سنة 1962ك قد مت االنضماـ دبوجب
اتفاقية برككسل يف 22جانفي ، 1973حيث كقعت كل من بريطانيا كأيرلندا كالنركيج كالدامنرؾ معاىدة
االنضماـ إىل اجلماعة ،كلكن النركيج مل سبضي قدما يف االنضماـ إىل اجلماعة ،شلا انعكس إجيابا على موقع
السوؽ دكليا حيث أصبحت تستحوذ على % 40من التجارة العادلية ،كما زاد عدد السكا ف يف السوؽ
من 186مليوف نسمة سنة 1957إىل 253مليوف نسمة سنة.1972
ك قد شهدت السوؽ األكربية ادلرحلة الثانية للتوسع يف عقد الثمانينات عندما انضمت اليوناف يف
سنة 1981كيف سنة 1986توسعت عضوية اجلماعة بانضماـ كل من إسبانيا كالربتغاؿ لتصبح 12
دكلة.
مرحلة االتحاد األوروبي :مع مطلع التسعينات ك يف إطار جهود الدكؿ األكربية لتوسيع العملية التكاملية
فيما بينها كقع كزراء خارجية اجلماعة االقتصادية األكربية يف ماستريخت يف مارس 1992على معاىدة
ك يأيت يف مقدمتها ربويل تسمية جديدة للوحدة ،حيث أدخلت تعديالت جوىرية على معاىدة ركما
اجلماعة األكربية إىل االرباد األكريب ،كما استهدفت معاىدة ماستريخت ما يلي:52
التحرير الكامل حلركة السلع كاخلدمات كإلغاء كافة احلواجز بُت الدكؿ األعضاء.
01جانفي 1999 إقامة الوحدة النقدية الكاملة على عدة مراحل تنتهي بإقامة بنك أكريب قبل موعد
يتحكم يف إصدار العملة ادلوحدة.
سياسة خارجية مشًتكة كالتحرؾ صوب إقامة نظاـ دفاعي مشًتؾ يف إطار ارباد أكربا الغربية .
كما نصت معاىدة ماسًتخيت على إؽرار ادلواطنة األكربية حبيث أف أم مواطن حيمل جنسية أحد بلداف
اإلرباد يعترب مواطنا داخل مجيع بلداف االرباد األكريب شلا دينحو رلموعة من احلقوؽ (حق التنقل احلر كاإلقامة
بالبلداف األعضاء كحق الًتشح ك التصويت يف البلد الذم يقيم فيو إضافة إىل سبتعو (ادلواطن األكريب) حبق
احلماية الدبلوماسية كالقنصلية).
ك عموما ديكننا القوؿ أف أىم التحوالت اليت شهدىا التكامل األكريب كفق اتفاقية ماسًتخيت – ك ذلك من
اجل التعامل مع متطلبات فًتة ما بعد احلرب الباردة – قد مست ثالث مستويات أساسية:
مستوى السياسات االقتصادية و النقدية :حيث شددت االتفاقية على ضركرة توسيع ك تعميق
التكامل األكريب من خالؿ التشديد على ضركرة التحرير الكامل حلركة السلع كاخلدمات كإلغاء كافة
احلواجز بُت الدكؿ األعضاء ،ك األىم من ذلك فقد مثلت االتفاقية االنطالقة احلقيقية إلسًتاتيجية
توحيد العملة األكربية ك اليت سبت فعال يف جانفي .1999
مستوى السياسة الخارجية و األمنية :حيث دشنت االتفاقية مرحلة توحيد أكربا يف الساحة الدكلية ك
53
ذلك حيث حدد اجلزء اخلامس من معاىدة ماسًتخيت أغراض السياسة اخلارجية كاألمنية ادلشًتكة يف
:
محاية القيم ادلشًتكة كادلصاحل األساسية لالرباد .
صيانة استقالؿ االرباد ،كقد أضافت معاىدة أمسًتداـ 1997ضركرة الدفاع عن استقالؿ
االرباد األكركيب ،كعن حدكده اخلارجية بوجو أم اعتداء .
احملافظة على األمن كالسلم الدكليُت ك ذلك من خالؿ التنسيق مع حلف الناتو .
الحديث عف توحيد العممة بدا منذ سنة 1979حيث تـ استحداث وحدة النقد األوربية "اإليكو ،ثـ في اجتماع القمة الذي عقد في مدريد في ديسمبر
، 1995تمت الموافقة عمى االقتراح األلماني بتعديؿ اسـ العممة األوربية مف اإليكو ) (ECUإلى اليورو ) (EUROوأف يحؿ اليورو محؿ اإليكو مع بداية
، 1999وأف تنتقؿ جميع الحقوؽ وااللتزامات المقومة باإليكو إلى اليورو عمى أساس 1إيكو = 1يورو.
53حسيف طالؿ مقمد" ،محددات السياسة الخارجية واألمنية األوروبية المشتركة"مجمة جامعة دمشؽ لمعموـ االقتصادية والقانونية ،المجمد 25 -العدد
األوؿ . 2009.،ص623 :
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
50
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
-اختيار رئيس اجمللس األكركيب يف كظيفة رئيس جمللس االرباد دلدة عامُت كنصف.
-التمثيل اخلارجي لإلرباد األكركيب :يقوـ ادلمثل األعلى لسياسة االرباد األكركيب اخلارجية كاألمنية بإدارة رللس كزراء
اخلارجية كيتوىل منصب نائب رئيس ادلفوضية األكركبية.
-ازباذ نظاـ األغلبية ضمن عملية ازباذ القرار كمواصلة خفض اجملاالت اليت يشًتط فيها اإلمجاع من اجل تسهيل عملية
ازباذ القرارات بصورة ملموسة.
-ربسُت الشرعية الدديقراطية لالرباد األكركيب كمحاية احلقوؽ األساسية للمواطنُت بشكل كبَت.
-توسيع اختصاصات الربدلاف األكركيب ،حيث يصبح إىل جانب اجمللس مشرعان على قدـ ادلساكاة ،كما سيقوـ مستقبالن
باختيار رئيس ادلفوضية األكركبية.
-تصبح رغبات ادلواطنُت األكركبيُت قابلة للتحقق ،حيث يستطيع ادلواطنوف من سلتلف الدكؿ األعضاء مطالبة ادلفوضية
األكركبية باقًتاح قانوف ما ،كذلك جبمع مليوف توقيع على األقل.
54انًفٕظٛح األٔرٔتٛح "انًفٕظٛح األٔرٔتٛح ذزحة تذخٕل يؼاْذج نشثَٕح حٛش انرُفٛذ" يرحصم ػه ّٛيٍ يٕلغ:
http://eeas.europa.eu/delegations/westbank/documents/news/091201_lisbon_treaty_ar.pdf
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
51
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
.3مؤسسات صنع القرار في االتحاد األوربي :55تتضمن عملية ازباذ القرار يف االرباد األكركيب ثالث مؤسسات:
المفوضية األوروبية :اليت تدعم مصاحل االرباد ككل،حيث أف ادلفوضية ىي اليت تقًتح القوانُت اجلديدة .
البرلماف األوروبي كالذم ديثل مواطٍت االرباد األكركيب حيث يتم انتخاب أعضاؤه بصورة مباشرة من خالذلم ك مهمتو
اشرافية رقابية على سَت االرباد.
مجلس االتحاد األوروبي ,كديثل الدكؿ األعضاء من خالؿ اجتماعات سلتلف الوزراء يف ىذه الدكؿ كل حسب زبصصو،
ك ديثل ىذا اجمللس أعلى سلطة يف االرباد حيث تتحدد مهمتو يف إقرار قوانُت االرباد بعد كضعها من طرؼ ادلفوضية.
يقدـ ىذا "ادلثلث ادلؤسسي" السياسات كالقوانُت اليت يتم تطبيقها يف كافة أضلاء االرباد األكركيب .كمن حيث ادلبدأ ديثل ،
بيد أنو الربدلاف كاجمللس اللذين يصادقاف عليها .مث تقوـ ادلفوضية كالدكؿ األعضاء بتنفيذىا ،كتضمن ادلفوضية أف القوانُت
يتم ادلوافقة عليها بالصورة ادلالئمة.
ربظى مؤسسات أخرل بدكر حيوم يف التأثَت :تدعم محكمة العدؿ األوربية سبثل السلطة القضائية يف االرباد حيث
تسهر على تطبيق القانوف ك حل سلتلف اخلالفات بُت سلتلف األطراؼ يف االرباد (دكؿ ،مؤسسات ،شركات ،أفراد) ك
قراراهتا ملزمة جلميع األطراؼ ،،كتراجع محكمة المراقبين سبويل أنشطة االرباد.
55يحًذ يصطفٗ كًال ،فؤاد َٓزا ،صُع انقشاس فً االححاد األوسبً و انعالقاث انعشبٍت األوسبٍت ،تٛزٔخ :يزكش دراطاخ انٕحذج انؼزتٛح،2001،ص
ص.48-41:
َ ظزا نالًْٛح انكثٛزج انر ٙذحرهٓا انًفٕظٛح فاٌ أػعاءْا ٚخرارٌٔ تؼُاٚح يٍ غزف انذٔل األػعاء حٛث أٌ ٔالءْى انكايم ٚدة اٌ ٚكٌٕ نالذحاد ككمٔ ،
ْٕ يا ٚالحظ يٍ خالل انمظى انذ٘ ٚؤد ّٚكم يفٕض يا َصّ":أٌ أحىنى انقٍاو بىاجباحً باسخقالنٍت حايت وفقا نهًصانح انعايت نهجًاعت،و فً قٍايً بىاجباحً
نٍ أقىو بطهب أو انحصىل عهى حعهًٍاث يٍ أي حكىيت أو جهت"
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
52
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
السوؽ.
-اللجوء إىل التحكيم ادلستقل حلل اخلالفات اليت تنجم عن التطبيق يف فًتة من 30إىل 45يوـ.
-استفادة اذلجرة أك حرية احلركة لألفراد باستثناء بعض النوعيات من العماؿ.
ك ادلالحظ من خالؿ اجملاالت اليت شهدهتا عملية التحرير أهنا مل تقتصر فقط على حركة السلع ك اخلدمات بل
تعدهتا لتشمل رلاؿ حركة رؤكس األمواؿ ك االستثمارات ك حركة العمالة ،األمر الذم يوحي باف ىذه التجربة قد
انتقلت دلرحلة السوؽ ادلشًتكة .لكن إمعاف النظر يف الشركط ك القيود ادلفركضة على حركة بعض االستثمارات
مثل قطاع الزراعة ،يف حُت يشجع االستثمار يف قطاع البًت ككيماكيات.كما تفرض قيود كبَتة على حركة العمالة
خصوصا من اجلنوب ضلو الشماؿ ،فيمنح أصحاب رؤكس األمواؿ ك ادلستثمرين رخص للدخوؿ ادلؤقت دلتابعة
أعماذلم ،كما تفرض قيود على حركة العماؿ القادمُت من ادلكسيك حيث تقدـ تسهيالت لبعض ادلهنيُت على
أال يتجاكز عددىم نسبة زلددة سنويا57.
.3أىداؼ تأسيس النافتا :هتدؼ منطقة التجارة احلرة ألمريكا الشمالية إىل ربقيق رلموعة من األىداؼ نذكر
منها:58
-تنشيط التجارة اإلقليمية بُت الدكؿ األعضاء كإحالؿ ادلنتجات اإلقليمية زلل ادلنتجات ادلستوردة مثل قياـ الواليات
ادلتحدة باستَتاد عصَت الربتقاؿ ادلركز من ادلكسيك بدال من أمريكا الالتينية ،كخاصة الربازيل.
-زيادة معدؿ منو الناتج احمللي كالدخوؿ للدكؿ األعضاء حيث تشَت الدراسات أنو من ادلنتظر زيادة حقيقية يف دخل
يف كندا % 0,87يف الواليات ادلتحدة ك % 0,3من ناذبها احمللي اإلمجايل ،كضلو % 05ادلكسيك بنحو
-إلغاء احلواجز اجلمركية كربرير التجارة كزيادة االستثمارات بصورة تؤدم إىل زيادة حجم التجارة الدكلية للدكؿ األعضاء
مع العامل اخلارجي ،كيف نفس الوقت زيادة حجم التجارة البينية فيما بُت الدكؿ األعضاء.
-قياـ كل من الواليات ادلتحدة ككندا بزيادة االستثمارات يف ادلكسيك كىذا ما يؤدم إىل زيادة العمالة يف ىذه األخَتة،
كيف نفس الوقت فتح السوؽ ادلكسيكية اليت كانت مغلقة أماـ السلع األمريكية.
-زلاكلة تعزيز موقف الواليات ادلتحدة األمريكية يف سعيها لقيادة االقتصاد العادلي كتنشيط التجارة العادلية كزلاربة انتشار
57يحًذ يحًٕد اإلياو ،ذدارب انركايم انؼانًٛح ٔ يغشاْا نهركايم انؼزت.ٙتٛزٔخ :يزكش دراطاخ انٕحذج انؼزتٛح .2004،ص . 354:
58ػثذ انْٕاب انزيٛذ٘،يزخغ طاتك.ص. 63:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
54
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
الفساد االقتصادم كمواجهة سياسات احلماية التجارية يف أكربا كآسيا كبالتحديد يف الياباف.
-زيادة قوة التفاكض لدكؿ التكتل كزيادة قدرة التعامل مع التكتالت االقتصادية العمالقة خاصة االرباد األكريب ،مع
ربقيق ميزة تنافسية يف مواجهة الصادرات من دكؿ تلك التكتالت كزيادة القدرة التنافسية على الدخوؿ إىل منطقة جنوب
شرؽ آسيا بصفة خاصة اليت تشهد أعلى معدالت منو يف العامل.
-عالج مشكالت البطالة يف الدكؿ األطراؼ بزيادة الطاقات اإلنتاجية اجلديدة كبالتايل تعظيم فرص العمل أماـ
الراغبُت .أما بالنسبة ألىداؼ كل دكلة على حدل فيمكن حصرىا يف:
بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية :تسعى الواليات ادلتحدة من خالؿ اتفاقية النافتا إقامة تكتل اقتصادم مواز
للتكتل األكريب على ادلستول الدكيل ،أما على ادلستول الداخلي فتهدؼ إىل فتح القطاع النفطي ادلكسيكي أماـ الشركات
األمريكية خصوصا يف ظل ندرة النفط األمريكي ىذا إضافة إىل االستفادة من مزايا ربرير األسواؽ من خالؿ فتح االسواؽ
اماـ ادلنتجات االمريكية كالسيارات مثال ،ك فتح اجملاؿ اماـ االستثمارات االمريكية باخلارج .االستفادة من اليد العاملة
ادلكسيكية النشيطة ك الرخيصة.
بالنسبة لكندا :االستفادة من األسواؽ اجلديدة أماـ ادلنتجات الكندية ك االستثمارات من جهة ،ك اليد العاملة
ادلكسيكية من جهة ثانية.
بالنسبة للمكسيك :تساعد ذبربة النافتا ادلكسيك على ذباكز الكثَت من ادلشاكل االقتصادية اليت تعاين منها ك النهوض
لوجي ادلتطورة خاصة للمكسيك ،حل مشكلة اذلجرة
باقتصادىا ك ذلك من خالؿ :تدفق االستثمارات األمريكية ك التكنو ا
غَت الشرعية للعمالة ضلو ك ـ ا نتيجة للنمو االقتصادم احملقق...
.4التنظيم المؤسسي للنافتا :يتميز التنظيم ادلؤسسي للنافتا بالبساطة حيث أف اذلدؼ األساسم ذلذه ادلؤسسات
ىو اإلشراؼ ك التنسيق بُت الدكؿ األعضاء ،ك تتمثل ىذه ادلؤسسات يف ادلفوضية التجارية اليت تعد اجلهاز
الرئيسي ك تضم مندكبُت بدرجة كزراء يعقدكف اجتماعات سنوية لبحث القضايا ادلطركحة يف اجملاؿ التجارم ك
تتخذ قراراهتا باإلمجاع.
ك تسهر األمانة العامة على األعماؿ اإلدارية للتجمع ،ىذا ك تتوافر النافتا على نظاـ لفض ادلنازعات عن طريق جلاف
زلايدة.
.5االنجازات المحققة:
60ػثذ انُٕر تٍ ػُرز "،االححاد انًغاسبً ..بٍٍ االفخشاض وانىاقع" يرحصم ػه ّٛيٍ يٕلغ:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EE898964-E095-424A-BAF1-3B0B0B80808F.htm
ٔ ذدذر اإلشارج ُْا اَّ ٔرغى ذأكٛذ كم يٍ اندشائز ٔ ذَٕض أٌ ْذِ انًؼاْذج ركٛشج نثُاء انًغزب انؼزت ٙانكثٛز فئٌ انًغزب ٔنٛثٛا اػرثزاْا حهفا ظذًْا
ٔيحأنح خشائزٚح نؼشنًٓا إلهًٛٛأ .كزد فؼم لزرخ غزاتهض ٔانزتاغ ذشكٛم حهف تًُٓٛا نًٕاخٓح انًؼاْذج اندشائزٚح انرَٕظٛح ،فٕلّغ انطزفاٌ ٕٚو 13أخ
1984اذفالا فٔ ٙخذج (ػهٗ انحذٔد يغ اندشائز) أطظرا تًٕخثّ "اذحاد انذٔل انؼزت ٙاألفزٚم"..ٙ
ادلعاىدة ادلنشأة يف مراكش سنة 1989ك اليت تضمنت األىداؼ احلقيقة لالرباد ،إضافة للجاف ك األجهزة .أىداؼ
االتحاد المغاربي:
كقد حددت أىداؼ االرباد ادلغاريب حسب ادلادة الثانية معاىدة التأسيس:
سبتُت أكاصر األخوة اليت تربط الدكؿ األعضاء كشعوهبا بعضها ببعض.
ربقيق تقدـ ك رفاىية رلتمعاهتا كالدفاع عن حقوقها.
ادلسامهة يف صيانة السالـ القائم على العدؿ كاإلنصاؼ.
هنج سياسة مشًتكة يف سلتلف ادليادين.
العمل تدرجييا على ربقيق حرية تنقل األشخاص كانتقاؿ اخلدمات كالسلع كرؤكس األمواؿ بينها.
يصعب ربديد مالمح االرباد ادلغاريب من خالؿ األىداؼ احملددة ،فمن جهة مت ربديد أف ىدؼ الدكؿ ادلتكاملة ربقيق
سياسة مشًتكة يف سلتلف ادليادين السياسية ،االقتصادية ،االجتماعية ...األمر الذم يوحي بتكامل عميق يف سلتلف
اجملاالت ك الذم قد يؤدم يف األخَت إىل ربقيق االندماج فيما بينها .ك من جهة ثانية مت ربديد ىدؼ إزالة العوائق تدرجييا
على حركة السلع ك اخلدمات ك رؤكس األمواؿ ك حىت األشخاص بُت الدكؿ ادلغاربية شلا يعٍت التأسيس لسوؽ مشًتكة
مغاربيا.
.3التنظيم المؤسساتي للتكامل المغاربي :تعمل على تسيَت شؤكف االرباد رلموعة من ادلؤسسات ك تتمثل
يف:
أ.رللس رئاسة يتألف من رؤساء الدكؿ األعضاء ،كىو أعلى جهاز فيو.ك رئاسة اجمللس تكوف بالتناكب بُت رؤساء الدكؿ
األعضاء ك دلدة سنة كاحدة .كتصدر قراراتو بإمجاع أعضائو.
تيدؼ السياسة المشتركة المشار إلييا –حسب المعاىدة-إلى تحقيؽ األغراض التالية:
-في الميداف الدولي :تحقيؽ الوفاؽ بيف الدوؿ األعضاء واقامة تعاوف دبموماسي وثيؽ بينيا يقوـ عمى أساس الحوار.
-في الميداف االقتصادي :تحقيؽ التنمية الصناعية والزراعية والتجارية واالجتماع لمدوؿ األعضاء واتخاذ ما يمزـ اتخاذه مف وسائؿ ليذه الغاية ،خصوصا
بإنشاء مشروعات مشتركة واعداد برامج عامة ونوعية في ىذا الصدد.
-في الميداف الثقافي :إقامة تعاوف يرمي إلى تنمية التعميـ عمى كافة مستوياتو والى الحفاظ عمى القيـ الروحية والخمقية المستمدة مف تعاليـ اإلسالـ السمحة
وصيانة اليوية القومية العربية واتخاذ ما يمزـ اتخاذه مف وسائؿ لبموغ ىذه األىداؼ ،خصوصا بتبادؿ األساتذة والطمبة وانشاء مؤسسات جامعية وثقافية
ومؤسسات متخصصة في البحث تكوف مشتركة بيف الدوؿ األعضاء .
ب .رللس لوزراء اخلارجية حيضر دكرات رللس الرئاسة كينظر فيما تعرضو عليو جلنة ادلتابعة كاللجاف الوزارية ادلتخصصة من
أعماؿ.
ج.جلاف كزارية متخصصة ينشئها رللس الرئاسة كحيدد مهامها.
د.أمانة عامة ينشئها رللس الرئاسة كحيدد مقرىا كمهامها ،كما يعُت أمينا عاما ذلا.
ق .رللس شورل يتألف من عشرين عضوا عن كل دكلة يقع اختيارىم من قبل اذليئات النيابية للدكؿ األعضاء أك كفقا
للنظم الداخلية لكل دكلة كضيفتو ابداء الرأم فيما حييلو عليو رللس الرئاسة من مشاريع قرارات كما لو أف يرفع جمللس
الرئاسة ما يراه من توصيات لتعزيز عمل االرباد كربقيق أىدافو.
ك .ىيئة قضائية تتألف من قاضيُت اثنُت عن كل دكلة تعينهما الدكلة ادلعنية دلدة ست سنوات ،كذبدد بالنصف كل ثالث
سنوات ،كتنتخب اذليئة القضائية رئيسا ذلا من بُت أعضائها دلدة سنة كاحدة .ك مهمتها النظر يف النزاعات ادلتعلقة بتفسَت
كتطبيق ادلعاىدة كاالتفاقيات ادلربمة يف إطار االرباد.
.4معوقات التكامل المغاربي :الواضح من خالؿ تتبع ادلسَتة القصَتة الرباد ادلغرب العريب أف ىذه التجربة مل
تتجاكز حدكدىا القانونية ك ادلؤسساتية ،فمنذ التوقيع على ادلعاىدة ك إقامة ادلؤسسات اخلاصة باالرباد،
بقيت معظم اصلازات ك أعماؿ حرب على كرؽ ك مل يكتب دلعظمها أف تدخل حيز التنفيذ ،األمر الذم
يستدعي البحث حوؿ أىم العوائق اليت أدت إىل كقف مسَتة التكامل ادلغاريب رغم توافر اللبنة األساسية
لتفعيلو ك صلاحو .ك عموما ديكن ربديد أىم عوائق التكامل ادلغريب يف :
أ .المعوقات السياسية :ديكن ربديدىا يف رلموعة من النقاط:
غياب اإلرادة السياسية ،حيث أف قياـ أم ذبربة تكاملية يتطلب تنازؿ الدكؿ ادلتكاملة عن بعض صالحياهتا لصاحل
مؤسسات التكامل يف اجملاؿ احملدد ،ك ذلك قصد إعطاءىا رلاال من احلرية يف القياـ دبهامها ،إال أف ذبربة التكامل بُت
الدكؿ ادلغاربية ك العربية على العموـ ال تزاؿ تثبت التمسك التاـ للقيادات ك النخب الرمسية جبميع صالحياهتا خاصة يف
ضل جو ادلنافسة ك االحتقاف السياسي بُت النخب خصوصا يف مسالة الدكلة القائدة للتكامل.
.دخلت أزمة العالقة بُت اجلزائر ك ادلغرب ،حيث اثر توتر العالقات بُت البلدين على مسَتة االرباد ،فبد االستقالؿ
ادلغرب كاجلزائر يفما مسي ب "حرب الرماؿ" (أكتوبر )1963بسبب مطالبة ادلغرب دبنطقة تندكؼ اجلزائرية ،ىذا إضافة
لقضية الصحراء الغربية ك بالتحديد الدعم اجلزائرم للصحراكيُت ك الذم مل تتقبلو الدكلة ادلغربية.61
قضية لوكريب ،اليت على إثرىا مت فرض احلضر اجلوم ك العسكرم ك الدبلوماسي على ليبيا بقرار من رللس األمن ك الذم
مل تعارضو الدكؿ ادلغاربية شلا تسبب يف توتر العالقات اللييب ة مع باقي الدكؿ ادلغربية كفقداف اىتماـ ليبيا دبسألة الوحدة
ادلغاربية.
األزمة األمنية اجلزائرية ،اليت سادت يف اجلزائر طواؿ التسعينات ،حيث مثلت زلور اىتماـ احلكومة اجلزائرية يف تلك الفًتة
حيث دخلت يف مرحلة االنغالؽ على النفس ك االىتماـ أكثر بالشؤكف الداخلية.
ب .المعوقات االقتصادية :فاقتصاديات الدكؿ ادلغاربية تتميز بافتقارىا للتنوع من حيث اإلنتاج ،فاقتصاداهتا تعتمد
أساسان على ادلواد األكلية بنسبة تفوؽ %90من الصادرات :احملركقات بالنسبة للجزائر كليبيا كادلعادف (الفوسفات
أساسان) كالنسيج (فيما خيص ادلنتجات الصناعية) بالنسبة للمغرب .كما تتميز بأهنا اقتصادمات تبادلية دبعٌت أهنا
قائمة على التجارة مع العامل اخلارجي بنسبة كبَتة جدان (التجارة سبثل %87من الناتج الداخلي دلوريتانيا) ك
ؼتر اقتصاديات الدكؿ ادلغاربية
ليست منتجة كىذا ما جيعلها ربت رمحة الضغوط اخلارجية .ك من جهة أخرل ت ق
إىل التنوع يف اإلنتاج شلا جيعها تعتمد على اؿكاردات لتلبية حاجاهتا الداخلية من املكاد مصنعة االمر الذم يفرض
صعوبة يف تطوير ادلبادالت بُت ىذه االقتصاديات ادلوجهة أساسان ضلو العامل ادلصنع ،لكن القيادات السياسية مل
تتخذ أم إجراء يف سبيل دعم كتطوير التجارة البينية خاصة كأف إمكانيات التكامل موجودة يف بعض اجملاالت
مثل القطاع الزراعي الذم قد يساىم يف تقليص التبعية الغذائية لبعض الدكؿ ،كلإلشارة فإف كل الدكؿ العربية
تستورد أكثر شلا تصدر من ادلواد الغذائية ما عدا تونس كادلغرب كموريتانيا62.
ك يف رلاؿ التجارة البينية ادلغاربية فادلالحظ أهنا ضعيفة جدان حيث ال تتجاكز %10من مبادالت العامل العريب مع العامل
اخلارجي ،بينما تبلغ التجارة ما بُت دكؿ االرباد األكركيب ما يزيد على %60من مبادالت أكركبا مع اخلارج .كبلغت نسبة
التجارة البينية ادلغاربية سنة 2002حوايل %3من التجارة اخلارجية ادلغاربية كاليت تقدر حبوايل 70مليار دكالر.63
ج .المعوقات القانونية :يتعلق ىذا العائق أساسا يف مسالة ازباذ قاعدة اإلمجاع بُت الدكؿ األعضاء اخلمس يف ازباذ
قرارات االرباد ،األمر الذم يعكس سبسك الدكؿ ادلغاربية دبسالة السيادة ادلطلقة ،ك عدـ قابليتها للتنازؿ عن
البعض منها لصاحل لالرباد ،ك يف ظل تعدد ادلصاحل ك تباين كجهات النظر ك األىم من ذلك توتر العالقات بُت
ىذه الدكؿ يصبح ربقيق اإلمجاع بُت كل الدكؿ أمرا جد صعب ،ك ىو ما تعكسو القرارات ادلتخذة على مستول
االرباد حيث انو من بُت أصل 37اتفاقية موضوعة من طرؼ االرباد صادقت اجلزائر على 29اتفاقية ،تونس
على ،27ليبيا على ،25موريتانيا 19أما ادلغرب فلم توقع إال على 5اتفاقيات ك بالتايل مل يدخل حيز التنفيذ
إال مخس اتفاقيات احًتاما لقاعدة اإلمجاع.
د .المعوقات المنهجية :تشوب التجربة التكاملية ادلغاربية العديد من األخطاء ادلنهجية ادلتعلقة بالعملية التكاملية ك
اليت كاف ذلا تأثَت مباشر على فشل التكامل فيما بينها ،ك ديكن ربديدىا يف ثالث نقاط أساسية:
عدـ تحديد شكل واضح للتكامل فحسب ادلعاىدة ادلنشأة لالرباد ك اليت مل تعطي تفصيالت كبَتة عن
العملية التكاملية ،رلاالت التكامل ،ادلد ة الزمنية للتكامل ...ك من جهة ثانية مل تتضح من خالؿ ادلعاىدة الشكل النهائي
للتكامل إف كاف تكامل سياسي ،أك اقتصادم ،منطقة ذبارة حرة أـ أهنا سوؽ مشًتكة....
الدخوؿ مباشرة في التكامل في مختلف القطاعات و دوف تحديد مدة الزمنية للتكيف ،حيث أف الدكؿ ادلتكاملة مل
توضح منذ البداية القطاعات األساسية للتكامل ك األىم من ذلك ادلدة الزمنية الكفيلة بتحقيق األىداؼ قصد منح الدكؿ
ادلتكاملة فًتة زمنية للتأقلم ك ذباكز أم عراقيل.
إىماؿ دور الشعوب و النخب غير الرسمية في التكامل ،فكل قرارات التكامل ادلغاريب كانت حكرا على النخب
الرمسية ،دكف فتح اجملاؿ أماـ النخب غَت الرمسية من مؤسسات باجملتمع ادلدين ك القطاع اخلاص على عكس التجربة
األكربية.
.1التعريف بالتكتل :رللس التعاكف اخلليجي تكتل سياسي اقتصادم إقليمي ،مضم يف عضويتو ست دكؿ ىي:
اإلمارات العربية ادلتحدة ،البحرين ،ادلملكة العربية السعودية ،سلطنة عُماف ،قطر ،ك الكويت .مت إنشاؤه يف مام
1981يف مدينة أبو ظيب بدكلة اإلمارات العربية ادلتحدة .ك ديثل اجمللس صيغة تعاكف تنسيقية تضم الدكؿ الست
اليت تطل على اخلليج العريب ،بودؼ إىل ربقيق التنسيق كالتكامل كالًتابط بُت دكذلم يف مجيع ادليادين كصوالن إىل
ربقيق الوحدة بينها كفق ما نصت عليو ادلادة الرابعة من النظاـ األساسي للمجلس .ك تعد ىذه التجربة التكاملة
من بُت التجارب الناجحة على ادلستول العريب خصوصا بادلقارنة مع باقي التجارب العربية.
.2الخصائص الجيوسياسية و االقتصادية لمنطقة الخليج العربي:
من الناحية الجغرافية :تقع دكؿ اجمللس يف منطقة جغرافية كاحدة خالية من العراقيل الطبيعية .فهي سبتد على مساحة من
األرض تبلغ 2,563,212,2كم 2كتشمل عددان من السكاف يبلغ 15,984.000مليوف نسمة .كتغطى السعودية
ما نسبتو ٪78.4من ادلساحة كعدد 10مليوف تقريبان من السكاف ،كما تتميز ادلنطقة بندرة ادلوارد ادلائية كاألراضي
الصحراكية القاحلة أك شبو القارية حيث يقل سقوط األمطار على شبو اجلزيرة بشكل عاـ حيث يسجل يف ادلتوسط 6مػم
يف السنة 64.ك يتوسط اإلقليم (اخلليج العريب) القارات الثالث يف آسيا كأكركبا كإفريقيا ليصبح بالتايل معربا ىاما للتجارة
الدكلية برا أك حبرا .
أما من الناحية االقتصادية :فاف أىم مؤشر اقتصادم دييز منطقة اخلليج العريب ىو الثركة النفطية ك اليت اكتشفت يف
ادلنطقة منذ ثالثينات القرف ادلاضي ،ك تعد دكؿ اخلليج صاحبة اكرب احتياطي للنفط يف العامل ،ففي سنة 1993كصل
االحتياطي النفطي ادلؤكد يف كؿ اخلليج إضافة إليراف ك العراؽ إىل ٪70من النفط العادلي كما ىو موضح يف اجلدكؿ
التايل:
64انظٛذ ػثذ انًُؼى انًزاكث ،ٙدول يجهس انخعاوٌ انخهٍجً انفجىة بٍٍ إيكاَاحها االقخصادٌت وقذساحها انسٍاسٍت وأثش رنك عهى األيٍ انقىيً
انعشبً(،د.و :)ٌ.يكرثح يذتٕن(.ٙد.خ .)ٌ.ص06 :
من خال ؿ اجلدكؿ تتضح اإلمكانات االقتصادية اذلائلة لدكؿ اخلليج العربية يف رلاؿ الطاقة من نفط ك حىت الغاز سواء
من حيث االحتياطي أك الصادرات .فلقد كشفت منظمة "األكبك" أف االحتياطات ادلؤكدة من البًتكؿ كالغاز بالدكؿ
العربية بلغت عاـ 1992ضلو 682مليار برميل من البًتكؿ ك 29ألف مليار مًت مكعب من الغاز كسبثل ىذه األرقاـ
٪62ك ٪ 29من احتياطي البًتكؿ كالغاز ادلؤكديُت يف العامل على التوايل.
568مليار برميل أم ضلو ٪56من االحتياطي كتقدـ دكؿ اخلليج العريب النصيب األكرب من ىذا االحتياطي بواقع
العادلي .كتأيت السعودية يف ادلقدمة بػ 261مليار برميل أم ضلو ٪ 26من االحتياطي العادلي ،مث اإلمارات بػ 98مليار
برميل أم ضلو ٪10كالكويت بػ 96مليار برميل أم ضلو ٪9من االحتياطي العادلي .65ك ادلالحظ ىنا اف دكؿ اخلليج
العربية تتميز مجيعها باحتالؿ النفط أمهية قصول يف اقتصادىا ،حيث إنو يصل إىل ٪95من إيراداهتا ،كما تصل صادرات
النفط إىل أكثر من ٪99من صادراهتا يف كثَت من األحياف .كقد رتبت ىذه ادلكانة الكبَتة للنفط يف ىذه الدكؿ العديد
من اخلصائص اليت ميزت اقتصادىا كسياستها اخلارجية.
.3خطوات إنشاء مجلس التعاوف الخليجي :ىناؾ العديد من العوامل اليت دفعت الدكؿ اخلليجية للتفكَت يف
ضركرة التكامل فيما بينها ،فإضافة لتوافر عوامل التكامل اإلقليمي بُت الدكؿ اخلليجية الست حيث تربطها
يبعضها عالقات تارخيية متشاهبة ،مع سباثلها يف أنظمة احلكم القائمة على الوراثة ،كاتفاقها يف الظركؼ اجلغرافية
كادلناخية كيف تركيبتها االجتماعية القبلية كيف اعتمادىا اقتصاديا على الربع النفطي ،ىذا فضالن عن اشًتاكها يف
اخللفية الدينية كاللغوية ،ديكن التطرؽ لعاملُت أساسيُت:
اخلركج من احلقبة االستعمارية بعد إعالف احلكومة الربيطانية االنسحاب من دكؿ اخلليج سنة .1968
األكضاع األمنية بادلنطقة ك خصوصا اثر نشوب احلرب العراقية-اإليرانية كهتديدىا ألمن ادلنطقة ك الكويت
بالتحدم.
د
األمر الذم دفع أمَت الكويت جابر األمحد الصباح إىل دعوة باقي الدكؿ اخلليجية لضركرة ربقيق الوحدة سنة ،1980ك
قد عقد أكؿ اجتماع بُت كزراء خارجية ىذه الدكؿ يف فيفرم .66 1981ك قد بدأت اخلطوات التنفيذية لفكرة إنشاء
مؤسبر القمة اخلليجية ،الذم عقد على ىامش القمة اإلسالمية اليت عقدت يف رللس التعاكف لدكؿ اخلليج العريب يف
الطائف؛ حيث مت االتفاؽ مبدئيان على قياـ اجمللس على أساس مشاركة الدكؿ الست .
كبعد سلسة من االجتماعات التحضَتية ،عقد كزراء خارجية الدكؿ اخلليجية الست مؤسبران يف الرياض بتاريخ 4فيفرم
، 1981ككقعوا يف ختاـ أعماؿ ذلك ادلؤسبر على كثيقة إعالف قياـ رللس التعاكف لدكؿ اخلليج العربية .ك قدمت اإلعالف
رمسيان عن إنشاء رللس التعاكف لدكؿ اخلليج العربية يف 25مام 1981كمنظمة سياسية اقتصادية إقليمية ،تضم ست
دكؿ ىي :دكلة اإلمارات العربية ادلتحدة ،كدكلة البحرين ،كادلملكة العربية السعودية ،كسلطنة عُماف ،كدكلة قطر ،كدكلة
الكويت67.
حٛث ٔلؼد انكٕٚد ذحد االحرالل انؼزال ٔ ٙاإلٚزاَ ٙفف ٙحزب انخهٛح انثاَٛح ٔ ،ػهٗ اثز سٚادج اإلَراج يٍ لثم اإلياراخ ٔانكٕٚد إلغزاق انظٕق انُفطٛح
ٔتانران ٙذخفٛط اإلَراج ٔ ،انكٕٚد كاَد ذمٕو "تشفػ" انُفػ انؼزال ٙيٍ حمم انزيٛهح انًشرزن ،ندأ انؼزاق إنٗ انمٕج انؼظكزٚح نحظى انصزاع ٔ ،ظى
انكٕٚد ،يًا ٔظغ انًُطمح ف ٙاخطز يٕلف ذارٚخ ٙذًثم ف ٙغهة انذٔل انخهٛدٛح انحًاٚح يٍ انٕالٚاخ انًرحذج ٔحهفائٓا.
َ 66صزج ػثذ هللا انثظرك ،ٙايٍ انخهٍج يٍ غضو انكىٌج انى غضو انعشاق ،تٛزٔخ :انًؤطظح انؼزتٛح نهذراطاخ ٔ انُشز.2003،ص82:
ٚ 67اطز لطٛشاخ "،يجهس انخعاوٌ انخهٍجً ...ثًشة انجهىد وانخفاعالث انسٍاسٍت انكىٌخٍت" ،يرحصم ػه ّٛيٍ يٕلغ:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=259532
.4مجاالت التكامل في إطار المجلس و االنجازات المحققة :حددت الدكؿ ادلتكاملة أىداؼ رللس التعاكف
األساسية حسب النظاـ األساسي ادلنشئ لو يف:68
-1ربقيق التنسيق كالتكامل كالًتابط بُت الدكؿ األعضاء يف مجيع ادليادين كصوال إىل كحدهتا.
-2تعميق كتوثيق الركابط كالصالت كأكجو التعاكف القائمة بُت شعوهبا يف سلتلف اجملاالت.
-3كضع أنظمة متماثلة يف سلتلف ادليادين دبا يف ذلك الشئوف اآلتية:
الشؤكف االقتصادية كادلالية.
الشؤكف التجارية كاجلمارؾ كادلواصالت.
الشؤكف التعليمية كالثقافية.
الشؤكف االجتماعية كالصحية.
الشؤكف اإلعالمية كالسياحية.
الشؤكف التشريعية كاإلدارية.
-4دفع عجلة التقدـ العلمي كالتقٍت يف رلاالت الصناعة كالتعدين كالزراعة كالثركات ادلائية كاحليوانية كإنشاء مراكز حبوث
علمية كإقامة مشاريع مشًتكة كتشجيع تعاكف القطاع اخلاص دبا يعود باخلَت على شعوهبا.
من خالؿ األىداؼ ادلوضوعة من طرؼ الدكؿ ادلتكاملة يتضح أف رلاالت التنسيق احملددة بينها متعددة بُت اجملاالت
االقتصادية ،االجتماعية ،ك حىت السياسية يف هناية ادلطاؼ ،حيث أف ىدؼ ربقيق الوحدة السياسية بُت الدكؿ اخلليجية
مطركح منذ البداية قانونيا على األقل.
ك بالًتكيز على المجاؿ االقتصادي فبعد التوقيع على االتفاقية االقتصادية لدكؿ اجمللس يف نوفمرب ، 1981كاليت
أرست قواعد العالقات االقتصادية بُت الدكؿ األعضاء ،مت االتفاؽ على إنشاء منطقة التجارة احلرة بُت الدكؿ األعضاء
يف مارس ،1983حيث مت االتفاؽ على إلغاء الرسوـ اجلمركية بُت دكؿ اجمللس على البضائع ذات ادلنشأ الوطٍت .ك قد
تطور األمر إىل حد إنشاء ارباد مجركي بينها يف ديسمرب 2001حيث مت استبداؿ االتفاقية ادلذكورة ،باتفاقية اقتصادية
جديدة ،أكثر قدرة على التفاعل مع ادلستجدات االقتصادية عادليان كإقليميا ،حيث مل تقتصر تلك االتفاقية على احلث
على التعاكف كالتنسيق بُت الدكؿ األعضاء ،بل تعدت ذلك إىل تبٌت برامج زلددة كآليات قابلة للتنفيذ.كقد ذبسدت أكىل
68يدهض انرؼأٌ انخهٛد "،ٙاحفاقٍت انُظاو األساسً نًجهس انخعاوٌ نذول انخهٍج انعشبٍت" ،يرحصم ػه ّٛيٍ يٕلغ:
http://www.fgccc.org/index.php/page/1
الثمار العملية لتلك االتفاقية يف اإلعالف عن قياـ االرباد اجلمركي ك الذم دخل حيز التنفيذ سن ة 69.2003ك قد
ذىب التكامل اخلليجي إىل ابعد من ذلك حيث نصت ادلادة الثالثة من االتفاقية االقتصادية اجلديدة على أف يعامل
مواطنو دكؿ اجمللس يف أم دكلة من الدكؿ األعضاء معاملة مواطنيها دكف تفريق أك سبييز يف كافة اجملاالت االقتصادية .ك يف
ديسمرب 2002أكد اجمللس األعلى على استكماؿ تنفيذ السوؽ اخلليجية ادلشًتكة بنهاية 2007ـ ،ككضع خطوات
زلددة لذلك ك قد دخلت اتفاقية السوؽ ادلشًتكة حيز التنفيذ يف جانفي .2008ك قد نصت ادلادة الثالثة من االتفاقية
االقتصادية على مبدأ ادلساكاة بُت مواطٍت الدكؿ األعضاء باجمللس دكف سبييز يف أم دكلة حيث دينح ذلم حق العمل يف
بعض ادلهن ،امتالؾ العقار ،االستثمار70...
ك قد حققت الدكؿ اخلليجية على اثر العملية التكاملية فيما بينها ،نتائج جد مقبولة على مستول النمو االقتصادم
خاصة ،فقد حققت مستويات التنمية اصلازات يف مستويات عديدة من أبرزىا توسيع البنيات األساسية اذليكلية
كربسينها ،من طرؽ كموانئ ككهرباء كاتصاالت كمواصلة إىل سدكد كشبكات رم كمياه شرب ،إىل مشاريع عمالقة يف
ادلناطق الصناعية يف جدة كالدماـ بالسعودية كرلمع األدلنيوـ بالبحرين كبقية الدكؿ اخلليجية ،إىل اخلدمات الصحية
كالتعليمية كذلك دكف احلديث عن األسواؽ احلديثة كاجملهزة بأحدث التكنولوجيا كاحملتوية على كل ما ينتجو الشرؽ كالغرب
من بضائع71.
لكن االصلازات احملققة ال تنفي حقيقة أف ادلعدالت ادلتقدمة من التنمية البشرية اليت ربققت يف دكؿ رللس التعاكف
اخلليجي ،تفسرىا ضخامة اإليرادات اليت تأيت يف معظمها من بيع النفط اخلاـ إىل الدكؿ الصناعية الكربل.
معوقات العمل ادلشًتؾ لدكؿ رللس التعاكف اخلليجي :يف خضم احلديث عن معوقات التكامل يف إطار التكامل اخلليجي،
ك الذم رغم كل ادلكاسب ك االصلازات احملققة مل يتمكن من ربقيق النجاحات ادللموسة يف التجارب الناجحة على غرار
التجربة األكربية ،ك ديكننا يف ىذا اإلطار احلديث عن:
االعتماد شبو التاـ على الريع النفطي :حيث يربز أمهية االعتماد اخلليجي على النفط كمصدر رئيسي لإلنفاؽ رغم كل
ما تبذلو دكؿ اجمللس للحد من تلك السلبية ،فال زاؿ ضلو ٪ 90من اإليرادات احمللية للميزانية العامة مصدرىا ريع صادرات
النفط ،كما أف ٪ 95من إيراد ميزاف ادلدفوعات العاـ ىو حصيلة الصادرات النفطية اليت يتم منها دفع أجور كركاتب قوة
العمل ادلواطنة كالوافدة ،كسبويل االستهالؾ العاـ كاخلاص ،كدعم مجيع النشاطات من إنتاجية كخدمية ككذا االستَتاد الذم
ْ 69شـاو ْٛثـح"،يجهس انخعاوٌ انخهٍجً:قشاءة حقًٍٍٍّ نعًهٍت انخكايم االقخصادي" ،يرحصم ػه ّٛيٍ يٕلغ:
http://www.mafhoum.com/press6/169E18.htm
70االياراخ انؼزتٛح انًرحذجٔ ،سارج انًانٛح "،انخكايم انًانً و االقخصادي انخهٍجً" دٚظًثز . 2010يحصم ػه ّٛيٍ يٕلغ:
71انظٛذ ػثذ انًُؼى انًزاكث ،ٙيزخغ طاتك،ص38:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
66
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
ديثل تسعة أعشار احتياجات ىذه البلداف 72.ك بالتايل تصبح االقتصاديات اخلليجية يف تبعية دائمة ذلذا ادلنتج ك معرضة
خلطر أم أزمة قد ربدث يف ىذا اجملاؿ.
استغالؿ الشركات األجنبية :من خالؿ شركات النفط العادلية اليت تعمل يف منطقة اخلليج بكثافة منذ اخلمسينيات ػ كمن
بعدىا الشركات العابرة للقومية ادلنفذة للمشركعات ادلدنية الكربل ك اليت تعتمد يف أنشطتها كمؤسساهتا على العمالة
األجنبية الوافدة أساسان ػ أكربية ،أمريكية ،آسيوية ،مع بعض ادلواطنُت كىامش من العمالة العربية حيث يصبح قطاع النفط
رمزان لسيطرة ادلصاحل األجنبية على االقتصاديات العربية يف اخلليج 73 .ىذا فضال عن أف معظم عائداتو ستؤكؿ ألطراؼ
أجنبية.
التبعية االقتصادية :ك اليت ديكن قياسها من خالؿ قلة الصادرات غَت النفطية ك ارتفاع الواردات من سلتلف السلع ك
اخلدمات ،شلا جيعل اجملتمع اخلليجي-مثل أم رلتمع عريب -رلتمعا مستهلكا أكثر منو رلتمعا منتجا.
كيف نفس السياؽ تعاين التكامل اخلليجي مثل أم تكامل عريب من ضعف التجارة البينية بُت الدكؿ اخلليجية ،حيث مل
تتجاكز التجارة البينية نسبة %5.8من حجم التجارة اخلارجية سنة 1995ك نسبة %8.8لسنة 74.1998
)1التعريف بالتكتل :منظمة إقليمية تضم كافة الدكؿ اإلفريقية ادلستقلة ،اخلامس كالعشرين من شهر مام عاـ
، 1963تضم 53دكلة افريقية ىي :اجلزائر ،أصلوال ،بنُت ،بتسوانا ،بوركينا فاسو ،بوركندم ،الكامَتكف ،الرأس
األخضر ،أفريقيا الوسطى ،تشاد ،جيبويت ،جزر القمر ،الكونغو الدديقراطية ،مجهورية الكونغو ،كوت ديفوار،
مصر ،إثيوبيا ،اجلابوف ،جامبيا ،غانا ،غينيا ،غينيا بيساك ،كينيا ،ليستو ،ليبَتيا ،ليبيا ،مدغشقر ،مالكم ،مايل،
موريتانيا ،موريشيوس ،موزمبيق ،ناميبيا ،النيجر ،نيجَتيا ،ركاندا ،ساكتومي ،برنسيب ،السنغاؿ ،سيشل
،سَتاليوف ،الصوماؿ ،جنوب أفريقيا ،السوداف ،سوازيالند ،تنزانيا ،توجو ،تونس ،أكغندا ،كزامبيا ،كزديبابوم،
كاجلمهورية العربية الصحراكية ،كغينيا االستوائية ،كإريًتيا .كاجلدير بالذكر أف ادلغرب منسحبة منذ عاـ 1984
أىداؼ منظمة الوحدة اإلفريقية حددت ادلادة الثانية من ادليثاؽ أىداؼ ادلنظمة فيما يلى:75
د -تشجيع التعاكف الدكيل ،مع األخذ ىف االعتبار ميثاؽ األمم ادلتحدة كاإلعالف العادلي حلقوؽ اإلنساف.
كقد حددت ادلادة الثانية أيضا كسائل ربقيق التعاكف بُت الدكؿ األعضاء بالنص على أف ينسق أعضاء ادلنظمة
75احًذ يحًذ تَٕح ،يٛثاق جايعت انذول انعشبٍت ويُظًت انىحذة اإلفشٌقٍت.اإلطكُذرٚح:انًكرة اندايؼ ٙانحذٚث .2009 ،ص31:
سنة ثالثة علوـ سياسية
LMD
68
نظم الحكم واإلدارة اإلقليمية محاضرات اإلقليمية و العولمة
ك ادلالحظ من خالؿ األىداؼ ادلسطرة أف التعاكف اإلفريقي يف إطار ادلنظمة يشمل التنسيق يف مجيع ادليادين
السياسية ك االقتصادية ك االجتماعية على حد سواء ،كما أف ىذا التعاكف ال يستند إىل خطة تفصيلية ربدد
)2مبادئ منظمة الوحدة اإلفريقية :أما ادلبادئ األساسية للمنظمة فقد مت ربديدىا أساسا ضمن ادلادة ة
الثالثمن
ادليثاؽ ك ىي:76
أ .ادلساكاة يف السيادة بُت مجيع الدكؿ األعضاء
ب .عدـ التدخل يف الشئوف الداخلية للدكؿ األعضاء.
ت .احًتاـ سيادة الدكؿ األعضاء كسالمة أراضيها كحقها غَت القابل للتصرؼ يف كجودىا ادلستقل
ث .حل ادلنازعات بالطرؽ السلمية عن طريق الوساطة ك التحكيم.
ج .اإلدانة ادلطلقة ألعماؿ االغتياؿ السياسي ك األنشطة التخريبية من طرؼ دكؿ رلاكرة أك دكؿ أخرل.
ح .التزاـ الدكؿ األفريقية بتكريس اجلهود من أجل ربقيق االستقالؿ الكامل لكل األراضي األفريقية
خ .تأكيد سياسة عدـ االضلياز ذباه مجيع الكتل الدكلية.
ك من خالؿ ادلبادئ ادلتفق عليها يف إطار ادلنظمة اإلفريقية ،الواضح أف الدكؿ اإلفريقية هتدؼ إىل بناء تكتل إقليمي قائم
على أساس التقارب اجلغرايف ك كحدة ادلشاكل اليت تعاين منها ادلنطقة ك النابعة بدكرىا من التاريخ االستعمارم الطويل
لدكؿ ادلنطقة ك الذم خلف العديد من ادلشاكل مثل مشاكل احلدكد ،النزاعات االثنية ك القبلية؟ ،التخلف
االقتصادم ....ك قد أكدت من خالؿ ادلبادئ ادلؤسسة للمنظمة على ضركرة احلرص على استقالؿ الدكؿ األعضاء ك
التأكيد على سيادهتا من خالؿ مبدأ عدـ التدخل.
)3الهيكل التنظيمي لمنظمة الوحدة اإلفريقية :كفقا دليثاؽ ادلنظمة مت االتفاؽ على تشكيل ادلؤسسات التالية77:
)1مؤتمر رؤساء الدوؿ والحكومات:ديثل اذليئة العليا للمنظمة ،كيتكوف من مجيع رؤساء الدكؿ كاحلكومات األعضاء
أك من ديثلهم كجيتمع مرة على األقل كل عاـ كجيوز انعقاده يف دكرات انعقاد غَت عادية بناء على طلب أم عضو
من األعضاء كدبوافقة أغلبية األعضاء.
)2مجلس وزراء الخارجية:يتكوف من كزراء خارجية الدكؿ األعضاء أك من ديثلهم .خيتص بكل ما يتعلق باإلعداد
دلؤسبرات القمة األفريقية ،ك االىتماـ بكل ما حييلو رؤساء الدكؿ كاحلكومات إليو من مهاـ كىو الذم يشرؼ على
تنفيذ قرارات رللس الرؤساء كعلى تنسيق التعاكف األفريقي.
)3األمانة العامة:ىيئة إدارية تقوـ بإدارة أنشطة ادلنظمة.
)4اللجاف المتخصصة:
إعماال لنص ادلادة 20من ادليثاؽ قرر رللس رؤساء الدكؿ إنشاء العديد من اللجاف الفنية .كىذه اللجاف تتكوف
من الوزراء ادلختصُت أك غَتىم من الوزراء أك ادلفوضُت الذين تقوـ حكومات الدكؿ بتعيينهم ذلذا الغرض .كمن ابرز
ىذه اللجاف:
( )1اللجنة االقتصادية كاالجتماعية ،كهتدؼ إىل ربقيق التعاكف بُت الدكؿ األفريقية كتنسيق ىذا التعاكف من أجل
رفع مستول ادلعيشة يف الدكؿ األفريقية كتطورىا االقتصادم كاالجتماعي.
( )2جلنة الدفاع :كتعمل على تنفيذ ما قد يعهد إليها بو من قبل مؤسبر رؤساء الدكؿ كاحلكومات ىف حالة العدكاف
أك التهديد بالعدكاف ،كما تدرس ما حييلو إليها ادلؤسبر كإصدار ما تراه من توصيات لتأمُت الدكؿ األعضاء.
( )3جلنة الشؤكف العلمية ك التعليمية ك الثقافية ك الصحية.
)4تقييم دور المنظمة :رغم انتهاء عهد ادلنظمة اإلفريقية منذ اإلعالف عن تأسيس االرباد اإلفريقي سنة
1999بطلب من الرئيس اللييب السابق معمر القذايف خالؿ القمة 36للمنظمة ك اليت كانت آخر
قممها .إال أف اجلهود اإلفريقية يف إطار ادلنظمة كانت متعددة من بينها78:
-رفع شعار االستقالؿ ك التنمية ك الوحدة كشعار للجهود التنموية لدكؿ القارة خاصة يف إطار ربقيق االستقالؿ عن
القول اخلارجية اليت أعاقت التنمية ،فدعمت ادلنظمة عملية ربرير ناميبيا من االستعمار الربتغايل ،1989ك كما
كقفت ضد نظاـ االبارتايد يف جنوب إفريقيا ،كما تبنت العديد من ادلواثيق منها :ادليثاؽ الثقايف اإلفريقي ،ادليثاؽ
اإلفريقي حلقوؽ اإلنساف....،
نظرا لدكر النزاعات األمنية يف ادلنطقة اإلفريقية يف إعاقة جهود التنمية حاكلت ادلنظمة االىتماـ دبجاؿ -
فض النزاع بُت الدكؿ ادلتجاكرة من خالؿ إقرار نظاـ خاص بذلك.
-ك نظرا للتخلف االقتصادم الكبَت الذم تعاين منو دكؿ ادلنطقة رغم سبتعها دبوارد طبيعية ضخمة( نفط ،احلديد ك
ادلعادف ،الفوسفات )...إال أف نصيب الدكؿ اإلفريقية من التجارة اخلارجية ال يتجاكز نسبة .٪0.6ىذا إىل
جانب معانات القارة من انتشار األمراض ك مشكل ادلديونية ...األمر الذم فرض ربديات كبَتة عجزت ادلنظمة
عن حلها خصوصا يف ظل تراجع سبويل ادلنظمة.
-ك من اجل تطوير عمل ادلنظمة خصوصا يف ظل العجز عانت منو حاكلت الدكؿ اإلفريقية االىتماـ باجلانب
االقتصادم يف التكامل من خالؿ طرح مشركع اجلماعة االقتصادية اإلفريقية سنة 1991ك اليت هتدؼ لتحقيق
سوؽ مشًتكة على مدل 34عاما تنتهي بتشكيل ارباد اقتصادم تاـ يف حدكد سنة .792028إال أف ادلالحظ
على ىذه التجربة التكاملية االىتماـ بالشق التباديل للتكامل االقتصادم ك ىو الذم مثل أىم أكجو القصور
خصوصا يف ظل ضعف القدرات اإلنتاجية ك ادلشاكل ك النزاعات احلدكدية لدكؿ ادلنطقة.
-ك من اجل تطوير ادلنظمة مت طرح تشكيل االرباد اإلفريقي كبديل للمنظمة من أجل ذباكز العقبات ك اليت تتعلق
بتوحيد اجلهود يف اجملاؿ األمٍت ( كضع سياسة دفاعية مشًتكة ،التدخل حلفظ األمن الداخلي، )،اجملاؿ السياسي
(من خالؿ التأكيد على رفض التغيَتات غَت الدستورية لألنظمة السياسية) ك اجملاؿ اإلنساين(منح االرباد حق
التدخل يف احلركب ك اجلرائم ضد اإلنسانية)80.
-ىذا ك قد مت يف إطار اجلهود التنموية لالرباد اإلفريقي طرح مبادرة التنمية القارية النيباد اليت تعد مشركعا تنمويا
متكامل األبعاد االقتصادية ك السياسية ك ذلك هبدؼ ربقيق األىداؼ التالية:81
ربقيق معدؿ منو متوسط يف الناتج احمللي اإلمجايل بنسبة %7سنويا خالؿ 15سنة ادلقبلة.
خفض نسبة األشخاص الذين يعيشوف ربت خط الفقر إىل النصف يف فًتة ما بُت 1990ك
.2015
تسجيل مجيع األطفاؿ يف سن الدراسة االبتدائية حبلوؿ .2015
ربقيق التقدـ يف ادلساكاة بُت اجلنسُت خصوصا يف التعليم.
زبفيض معدالت كفيات األطفاؿ.
تنفيذ اسًتاتيجيات التنمية ادلستدامة.
ك الواضح كمن خالؿ األىداؼ ادلسطرة حجم ادلسؤكلية ادللقاة على عاتق االرباد اإلفريقي كجهاز تكاملي خصوصا يف
ظل احلديث عن األكضاع االقتصادية ك اإلنسانية ادلتدىورة من جهة ك ألالستقرار السياسي للنظم السياسية من جهة
ثانية .األمر الذم سيحد حتما من ربقيق أىداؼ العملية التكاملية إف كجدت.
)4معوقات عمل التجارب التكاملية اإلفريقية :اجلدير بالذكر عند احلديث عن ذبارب التكامل اإلفريقية أف القارة
اإلفريقية تعاين من العديد من ادلشاكل ك اليت كاف ذلا تأثَت مباشر على أداء سلتلف التجارب التكاملية ك منها:
تعدد ادلشكالت االقتصادية اليت تواجو دكؿ القارة اإلفريقية كاستمرار تدىور اقتصادياهتا داخليا ك خارجيا ،
جعل فرص التعاكف االقتصادم بُت دكؿ القارة زلدكدان .خصوصا يف ظل غياب اسًتاتيجيات اقتصادية تكاملية
تعتمد على تطوير اإلنتاج الصناعي .
تتميز االقتصاديات اإلفريقية عموما بضعف قطاع الصناعة ك التماثل يف ىياكل التصدير ك اليت تعتمد
أساسا على تصدير ادلواد األكلية اخلاـ ك استَتاد ادلواد ادلصنعة األمر الذم يؤدم اىل فشل السياسات التكاملية اليت
تعتمد على التجارة ك فتح األسواؽ.
غياب الدديقراطية ك االستقرار السياسي الذم حيكم دكؿ ادلنطقة الناجم عن سيادة ادلنطق القبلي ك اللجوء يف
الكثَت من األحياف إىل االنقالبات العسكرية كوسيلة لتويل السلطة ىذا من جهة ،إضافة إىل هتميش دكر الشعوب
يف العملية التكاملية ك اليت تقتصر يف الكثَت من األحياف على دكر النخب الرمسية شلا جيعلها عرضة خلطر النزاعات
ك اخلالفات السياسية اليت ربكم العالقات بُت الدكؿ.
ك يف نفس السياؽ أدل غياب اإلرادة السياسية النابعة من زبوؼ القيادات الرمسية من فقداف السيادة لصاحل
السلطات اإلقليمية إىل عرقلة أداء التكامالت اإلفريقية ،خصوصا يف ظل تأكيد ادلواثيق التأسيسية على مبادئ
السيادة الوطنية ك عدـ التدخل يف الشؤكف الداخلية على غرار ميثاؽ منظمة الوحدة اإلفريقية ك االرباد اإلفريقي.
سيادة ادلنطق القبلي ك تعدد النزاعات اإلثنية ك احلركات االنفصالية داخل الكثَت من دكؿ ادلنطقة األمر
الذم يهدد االستقرار السياسي ك حىت الكياف السياسي للكثَت من الدكؿ اإلفريقية مثل السوداف ،الصوماؿ ،ركاندا
ك البوركندم ...األمر الذم يفرض ربديات كبَتة على الدكؿ ك ادلؤسسات التكاملية من اجل التعامل مع الوضع.
ك اخلارطة التالية توضع أىم مراكز الصراع اإلثٍت يف إفريقيا: