Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫التوجهات المعمارية العربية المعاصرة والتراث‪ :‬العراق كدراسة حالة‬


‫‪Contemporary Arab Architectural Trends and Heritage: Iraq as a Case‬‬
‫‪Study‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عوض سعد حسن‬
‫عميد كلية العمارة والتخطيط ‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬
‫‪Prof. Dr. Awad Saad Hassan‬‬
‫‪Dean, College of Architecture and Planning, Sudan University of Science and‬‬
‫‪Technology‬‬
‫‪awadshassan@yahoo.com‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬خالد علي الخزين‬
‫رئيس قسم التصميم الداخلي‪ ،‬كلية الفنون الجميلة والتطبيقية‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬
‫‪Prof. Dr. Khalid Ali Elkhazen‬‬
‫‪Head of Interior Design Department, Sudan University of Science and Technology‬‬
‫‪khalidkhazinalicapo@gmail.com‬‬
‫م‪ .‬جنان مؤيد عبدهللا‬
‫طالبة دكتوراه ‪ ،‬قسم التصميم الداخلي‪ ،‬كلية الفنون الجميلة والتطبيقية‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬
‫‪Eng. Jeanan Moayad Abdullah‬‬
‫‪PhD studant, College of Fine and Applied Art, Sudan University of Science and‬‬
‫‪Technology‬‬
‫‪j_elbedri@yahoo.com‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫أثر التقدم السريع للتكنولوجيا وعوامل أخرى على السمات الخاصة بالعمارة العربية المعاصرة‪ ،‬قاد ذلك الى حدوث‬
‫فوضى في النتاج المعماري وفقدان الهوية بسبب والدة إشكالية ذات اتجاهين متناقضين‪ ،‬أولهما‪ :‬العودة إلى العمارة‬
‫التراثية بقيمها النظرية والتطبيقية‪ ،‬والثاني‪ :‬الحداثة الغربية والتحرَّ ر من القديم واستحالة العودة إلى الماضي‪ .‬إضافة إلى‬
‫تيارات معمارية ناشدت بضرورة االستمرارية الحضارية التي تتطلّب التأصيل في التعبير المعماري وربطه بمفاهيم‬
‫الحداثة ‪ .‬من هنا ظهرت مشكلة البحث في عدم وضوح الرؤية في البناء الفكري المعماري العربي على الرغم من تعدد‬
‫التوجهات المعمارية التي تسعى إلى خلق عمارة عربية معاصرة‪ ،‬وغياب الهوية مع غياب التوجه الواضح في النظرة إلى‬
‫التراث‪ .‬يهدف البحث إلى تحديد آلية لتحليل الواقع المعماري العربي المعاصر بشكل عام ونتاج رواد العمارة في العراق‬
‫كدراسة حالة‪ ،‬حيث قدم البحث عرضا ً وتحليالً للتيارات الفكرية المعاصرة وطريقة تناولها للتراث وإنعكاس ذلك على‬
‫التوجهات الفكرية المعمارية المعاصرة ونتاجها المادي متمثلة بأعمال بعض المعماريين الرواد العراقيين‪ .‬ثم تقييم الواقع‬
‫المعاصر وإشكالياته من أجل التوصل إلى إستنتاجات وتوصيات تساعد في إرساء دعائم النظرة المستقبلية لبناء الهوية‬
‫العربية في العمارة المعاصرة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التوجهات المعمارية المعاصرة‪ ،‬العمارة العراقية المعاصرة‪ ،‬الهوية‪ ،‬التراث‪ ،‬الحداثة‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The rapid progress of technology and other factors have a severe impact on the characteristics of‬‬
‫‪contemporary Arab Architecture. These factors led to chaos in Architectural production and loss of‬‬
‫‪identity due to the Prominence of a two-way problematic problem. First, the return to traditional‬‬
‫‪Architecture (Heritage) with its theoretical and applied values. Second, the western modernity (The‬‬
‫‪DOI: 10.21608/mjaf.2018.20404‬‬ ‫‪325‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪disposal of the past). Third, the other current trends in Architecture, which appealed to the need for‬‬
‫‪continuity of traditional heritage and linking it to the concepts of modernity at the same time. Hence‬‬
‫‪the problem of the research is in the lack of clarity of the Architectural concepts, despite the‬‬
‫‪multiplicity of Arab Architectural trends that seek to create contemporary Arab architecture. Besides,‬‬
‫‪the absence of identity and the lack of clear orientation in the perception of heritage. The research‬‬
‫‪aims to identify a mechanism to analyze the contemporary Arab Architectural reality, and the‬‬
‫‪production of Architectural pioneers in Iraq as a case study by presenting the analysis of‬‬
‫‪contemporary intellectual currents and their way of dealing with heritage. Further more, the evaluation‬‬
‫‪of contemporary reality and its problems to reach conclusions, and recommendations that help lay the‬‬
‫‪foundations for the future vision to build an Arab identity in contemporary Architecture.‬‬
‫‪Keywords: Contemporary Architectural Trends, Iraqi Architecture, Identity, Heritage, Modernity.‬‬

‫‪ .1‬المقدمة‪:‬‬
‫العمارة هي إنعكاس لحضارة الشعوب ولروح العصر‪ .‬يشهد العصر حاليا ً تحوالً فكريا ً في المجال المعماري العالمي‬
‫متأثراً بالتكنولوجيا وثورة المعلومات التي فرضت نفسها على الساحات العلمية والمعمارية‪ ،‬وكان تأثيرها واضحا ً على‬
‫الواقع المعماري العربي‪ ،‬حيث أثبتت العمارة العربية المعاصرة فقدانها ألهم شروط نجاحها وتميَّز هويتها والتي تكمن في‬
‫إحترام خصائص اإلنسان العربي في المكان والزمان لتعكس التقاليد السائدة‪ ,‬التوجه الفكري‪ ،‬القيم الثقافية‪ ,‬نظام المعيشة‪,‬‬
‫التاريخ الحضاري والقيَّم الروحية‪ .‬لقد تب َّنت توجهات معمارية أهمية التراث في الفن والعمارة العربية المعاصرة‪ ،‬كما‬
‫وتأ ثرت توجهات أخرى بالتيار الغربي الحديث‪ ،‬فيما أشارت توجهات معمارية أخرى إلى الحاجة لدمج التراث مع التيار‬
‫الغربي الحديث‪ .‬إن هذه التوجهات المختلفة التي حاولت وتحاول جاهدة مواكبة الحداثة بتأثرها بالنتاج الغربي من جهة‪،‬‬
‫وعدم فقدان التراث من جهة أخرى ظهرت في نتاجات معمارية مختلفة أدت بالتالي إلى استمرار ضياع الهوية في‬
‫ً‬
‫إضافة إلى إشكاليات أخرى سيتناولها البحث بالتحليل والتقييم‪.‬‬ ‫العمارة‪،‬‬

‫‪1.1‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وضوح الرؤية في البناء الفكري المعماري على الرغم من تعدد التوجهات المعمارية العربية التي تسعى إلى خلق‬
‫عمارة عربية معاصرة ‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الهوية المعمارية مع غياب التوجه الواضح وخاصة في النظرة إلى التراث‪.‬‬

‫‪ 1.2‬أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة اإلتجاهات المعمارية العربية المعاصرة والعراقية تحديدا والفكر المعماري الذي يبنى عليه كل إتجاه من هذه‬
‫اإلتجاهات من خالل تحليل نظرتها إلى التراث والحداثة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على واقع العمارة العربية المعاصرة وإشكالياتها‪ ،‬في محاولة للوقوف عند أسباب إشكالية الهوية في اإلنتاج‬
‫المعماري العربي المعاصر‪.‬‬

‫‪ 1.3‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫‪ -‬العمارة عبارة عن نتاج لمراحل متتالية ذات حلقات مترابطة متكاملة للوصول إلى الحلول المرضية في الزمان‬
‫والمكان‪.‬‬
‫‪ -‬التراث المعماري العربي هو نتاج اإلنسان العربي في المكان ذاته بإختالف الزمان‪ ،‬والعمارة الغربية هي نتاج اإلنسان‬
‫الغربي في الزمان ذاته مع إختالف المكان‪.‬‬
‫‪ -‬الهوية هي النتاج الطبيعي لعمارة تنتمي إلى اإلنسان في الزمان والمكان‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪1.4‬منهج البحث‪:‬‬
‫‪ -‬اتخذ البحث المنهج الوصفي التحليلي في عرض التيارات الفكرية العربية المعاصرة والتوجهات المعمارية العراقية‬
‫المعاصرة ( كدراسة حالة) وتحليل كل منها وفق نظرتها للتراث وتأثيرها في اإلنتاج المعماري‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية من البحث ركز على المنهج التحليلي النقدي في تقييم الواقع وإشكالياته المتمحورة حول اإلبدع والهوية‬
‫والتقانة‪.‬‬

‫‪ 1.5‬المصطلحات الخاصة بالبحث‬


‫أ‪ .‬التراث‪ :‬هو كل ما يرث ُه اإلنسان عن ماضيه سواء كان نتاجا ً ماديا ً أو معنوياً‪ ،‬ويشمل كل المجاالت ومنها العمارة‪.‬‬
‫ب‪ .‬الحداثة‪ :‬يشمل المصطلح كل نتاج فكري ومادي حديث ولكن تبنى البحث المصطلح للتعبير عن النتاج الغربي‪.‬‬
‫ج‪ .‬المعاصرة‪ :‬تشمل النتاج الفكري والمادي‪ ،‬من ضمنها العمارة‪ ،‬منذ بداية القرن العشرين ووالدة التيارات الفكرية‬
‫والتوجهات المعمارية العربية إلى الزمن الحاضر‪.‬‬
‫د‪ .‬التيارات الفكرية‪ :‬هو تعدد اآلراء أو المواقف الفكرية تجاه قضية معينة ولها أثر في الحياة اإلجتماعية والسياسية‬
‫وبالتالي على جوانب الحياة المتعددة ومنها الفن والعمارة‪.‬‬
‫هـ‪ .‬التوجهات المعمارية‪ :‬هي سياقات فكرية ومادية ينتهجها مجموعة من المعماريين متأثرين بتيارات فكرية معينة‪.‬‬
‫و‪ .‬الفكر‪ :‬هو األداة أو اآللية في عملية التفكير‪.‬‬
‫ز‪ .‬الهوية‪ :‬مجموعة من السمات الفريدة واألساسية التي تميز العمارة في مكان معين‪.‬‬

‫‪ 1.6‬هيكلية البحث‪:‬‬
‫من خالل تحديد مشكلة وأهداف البحث تم تحديد الهيكلية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التوجهات المعمارية الغربية المعاصرة وأسس تصنيفها‪.‬‬
‫‪ -‬التيارات الفكرية العربية المعاصرة وتصنيفها‪.‬‬
‫‪ -‬التوجهات المعمارية العربية المعاصرة في العراق كنموذج‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم الواقع المعماري العربي المعاصر‬
‫‪ -‬االستنتاجات والتوصيات‬

‫‪ .2‬تصنيف التيارات الفكرية المعمارية الغربية المعاصرة‬


‫هناك العديد من التصنيفات للمعماريين والنقاد حول العمارة المعاصرة والتي اختلفت فيما بينها بإختالف الرؤية الذاتية‬
‫للمصنف‪ ،‬وأساس التصنيف‪ ،‬والمدى الزمني له ومن هذه التصنيفات‪:‬‬

‫‪ 2.1‬تصنيف كولينز ]‪ [35‬للعمارة الحديثة (‪.)1950-1750‬‬


‫اعتمد في التصنيف على تغير المثاليات التي نادى بها معماريو العمارة الحديثة في اتجاهات مختلفة وكما يلي ( شكل‪-:)1‬‬
‫‪ -‬االتجاهات الرومانتيكية ‪ :Romanticism‬وهي االتجاهات المعمارية التي صاغت مثاليات العمارة الحديثة في جعل‬
‫األولوية للفن والقيم التشكيلية‪ ،‬مثل نصب نيوتن التذكاري للمعماري ‪.E.L.Boulee‬‬
‫‪ -‬اتجاهات إحياء الطرز ‪ : Revivalism‬ضمت هذه المجموعة محاوالت تقليد مفردات العمارة الكالسيكية بهدف العودة‬
‫إلى روحانيات العصور المثالية‪ ،‬مثل مبنى الكابيتول ( ‪ )Virginia‬للمعماري ‪.T. Jefferson‬‬

‫‪327‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ -‬اإلتجاهات الوظيفية ‪ :Functionalism‬هي اتجاهات أعطت الوظيفة األولوية بإعتبارها الموجه األول للعملية‬
‫التصميمية والقيمة المثالية العظمى‪ ،‬مثال ذلك مبنى متجر ‪ Chicago‬للمعماري ‪.Sullivan‬‬
‫‪ -‬اإلتجاهات العقالنية ‪ :Rationalism‬تصور العقالنيون العمارة المثالية في اإلهتمام بالهيكل اإلنشائي وخفض التكلفة‪،‬‬
‫من خالل اإلعتماد على تكنولوجيا التصنيع والنموذج ‪ Module‬في المشاريع‪.‬‬

‫شكل )‪ (1‬نماذج من العمارة حسب تصنيف كولينز ‪Peter Collins‬‬

‫‪ 2.2‬تصنيف كولتيرمان ]‪ [43‬لعمارة القرن العشرين ( ‪ -1910‬ما بعد‪.)1970‬‬


‫يعتمد تصنيف كولتيرمان على تغير توجهات العمارة وتباين دورها في خدمة المجتمع كما يلي ( شكل ‪:)2‬‬
‫‪ -‬اإلتجاهات النقية (‪ :)1930-1910‬التي نادت بضرورة التعبير النقي عن عصر التكنولوجيا واستغالل إمكاناته‪ ،‬مثال‬
‫ذلك مبنى ‪ Mc Graw-Hill‬للمعماري ‪.Hood‬‬
‫‪ -‬اإلتجاهات التجريبية (‪ :)1950-1930‬ضمت هذه الفترة محاوالت تجريبية تمردت على اإلتجاهات النقية‪ ،‬وتخلصت‬
‫من سيطرة األلة‪ ،‬مثل مشروع بيت الشالل للمعماري ‪.Wright‬‬
‫‪ -‬اتجاهات التوفيق بين المتباينات (‪ : )1970-1950‬ضمت المجموعة محاوالت التوفيق بين متباينات الفترة‪،‬‬
‫كاإلمكانات الجديدة ودمار ما بعد الحرب‪ ،‬مثل مطار‪ Dulles‬للمعماري ‪. Saarinen‬‬
‫‪ -‬العمارة المستقلة (ما بعد ‪ :)1970‬عبرت اتجاهات هذه الفترة عن البيئة المحلية ورغبتها في اإلستقالل عن العمارة‬
‫العالمية‪ ،‬مثل جناح اليابان في اسبانيا للمعماري ‪.[34] Ando‬‬

‫شكل )‪ (2‬نماذج من العمارة حسب تصنيف تصنيف كولتيرمان ‪Udo Kultermann‬‬

‫‪328‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ 2.3‬التصنيف الفلسفي للتوجهات المعمارية العالمية‬


‫في الدراسات الفلسفية هناك عدة تيارات فلسفية قد تتناول الحقائق نفسها بطرق متباينة‪ .‬وتظهر هذه األفكار والتيارات في‬
‫التوجهات المعمارية ( شكل‪ )3‬على شكل صور لها مواد للقياس خاصة بكل واحدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬التيار الفلسفي المادي‪ :‬يعتمد النظرية الحسية ويتمثل بإحدى الصور التالية ‪-:‬‬
‫الصورة الجدلية‪ :‬مادة قياسها من المسلمات‪ ،‬وهي قضايا يحصل التسليم على أنها صادقة إلثارة الجدل حول حقيقتها او‬
‫عدم كونها كذلك‪ .‬وهذه الصورة واضحة في أعمال آيزمان (‪ )Eisenman‬المتمثلة بالعمارة التفكيكية‪ ،‬حيث اعتمد‬
‫المصمم على البنية األصلية واإلزاحات ما بين الكتلة والفراغ‪ ،‬واعتبر البنية األصلية هي ال ُمسَّلمة التي يبني عليها الحوار‬
‫الجدلي للمبنى من خالل العالقة بين األشكال الهندسية والتكتونية‪ ،‬فيتالعب بالمكعب من خالل طرح مكعب من آخر لتوليد‬
‫األشكال األيقونية ‪ L‬التي تخترق ثالث مستويات وتكرار ضربها إلنشاء تقاطع بينها ]‪.[40‬‬
‫الصورة التغالطية‪ :‬ومادة قياسها من المشبهات‪ ،‬ويالحظ هنا إن تيار العمارة الحديثة قد حمل في نتاجاته صورة المغالطة‪،‬‬
‫وذلك ألن رواد هذه الحركة تبنوا الجانب الوظيفي من العمارة هاملين بقية الجوانب اإلجتماعية والنفسية والبيئية وأعتمدوا‬
‫على أن الشكل يتبع الوظيفة‪.‬‬
‫الصورة التخاطبية‪ :‬ومادة قياسها من المشهورات‪ ،‬ويتم التخاطب فيها على مستوى العمارة من خالل المشهورات‬
‫المعمارية التي ذاعت شهرتها وزاد التصديق بها ( نتاج حركة ما بعد الحداثة) ومثالها مقبرة (سان كاتالدو) للمعمار ألدو‬
‫روسي والتي تحاكي مبدأ الموت وتنعكس في العمارة المهجورة الخالية من الشبابيك والمدخنة المتوقفة عن العمال‪.‬‬
‫‪ -‬التيار الفلسفي التوفيقي‪ :‬يعتمد نظرية اإلنتراع وتمثله الصورة البرهانية ومادة قياسها من اليقينيات‪.‬‬
‫حيث يعتبر هذا التيار أن الكليات موجودة في الجزئيات ويمكن توضيح ذلك في العمارة من خالل الواجهات المعمارية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فاألشكال الناتجة تمثل صورة برهانية ناتجة عن اشتقاق األشكال الجزئية هندسيا ً ورياضيا ً وما أساس تلك اإل‬
‫الشكل الرئيسي ]‪.[33‬‬
‫‪ -‬التيار الفلسفي المثالي‪ :‬يعتمد النظرية العقلية وتمثله الصورة الشعرية ومادة قياسها المخيالت‪.‬‬
‫ويعني في العمارة التخيل والتمثيل كحالة لظاهرة تكمن في حالة أخرى‪ ،‬فمثال كنيسة رونشامب للمعمار لوكوربوزيه‬
‫تعكس عملية تخيل وتمثيل العمارة لشكل وهيئة الراهب ومبنى سدني أوبرا الذي يمثل القوقع الموجودة في البحر ومبنى‬
‫الجندي المجهول في بغداد الذي يمثل حالة سقوط درع الفارس ]‪.[28‬‬

‫شكل (‪ )3‬نماذج معمارية وفق التصنيف الفلسفي للتوجهات المعمارية العالمية‬

‫‪329‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ 2.4‬تصنيف لو تهاوزر ]‪ [38‬للعمارة المعاصرة (‪( ( 1990-1784‬شكل ‪)4‬‬


‫تم االعتماد في التصنيف على تغير المالمح الرئيسية لإلتجاهات المعمارية العالمية وكما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إتجاهات الفترة (‪)1916-1784‬‬


‫شهدت هذه الحقية تحوالً جذريا ً نحو الفكر العقالني‪ ،‬وذلك باالتجاه نحو التكنولوجيا وتبني األفكار التقدمية التي تزامنت مع‬
‫الثورة الصناعية‪.‬‬

‫‪ -‬اتجاهات الفترة )‪)1925-1892‬‬


‫إتسمت هذه اإلتجاهات بالرغبة الجارفة في تطبيق التكنولوجيا‪ .‬ولم تخل الفترة أيضا ً من اتجاهات رد الفعل‪ ،‬التي تم‬
‫اعتبارها المحاولة األخيرة للعودة إلى الفن‬

‫‪ -‬اتجاهات الفترة ( ‪)1939-1912‬‬


‫ارتبطت اإلتجاهات في هذه الفترة بأزمة اإلسكان عقب الحرب العالمية األولى‪ ،‬حيث سعت اإلتجاهات لتوفير أعداد كبيرة‬
‫من المساكن وضمن فترة قياسية‪.‬‬

‫‪ -‬اتجاهات الفترة ( ‪)1944-1971‬‬


‫إتسمت العمارة في هذه الفترة بالتعددية الفكرية والرغبة في التخلص من سيطرة اإلتجاه الواحد‪ ،‬وكانت هذه التعددية نواة‬
‫لإلتجاهات المعمارية التي تلت هذه الحقبة الزمنية‪.‬‬

‫‪ -‬اتجاهات الفترة ( ‪)1990-1956‬‬


‫ضمت هذه الفترة اإلتجاهات التي سعت وراء عمارة جديدة بالخروج عن طرق اإلنشاء ومواد البناء التقليدية وبما يتناسب‬
‫وإمكانيات العصر‪.‬‬

‫شكل ( ‪ )4‬نماذج معمارية وفق تصنيف ( ‪[34] )Leuthauser‬‬

‫‪ .3‬تصنيف التيارات الفكرية العربية المعاصرة‬


‫هناك عدة تصنيفات للتيارات الفكرية العربية المعاصرة منها‪:‬‬
‫‪ 3.1‬تصنيف المجتمع العربي المعاصر للباحث اإلجتماعي بولس الخوري]‪.[8‬‬
‫لقد ظهرت دراسات وتوجهات إجتماعية متعددة منها دراسة وتصنيف الباحث الذي صنفها حسب النظرة إلى التراث‬
‫والحداثة إلى ثالث توجهات‪:‬‬
‫‪ -‬الموقف العصراني (الحداثي)‪ :‬يدين وضع العالم العربي الراهن‪ ،‬ولكنه يدين أيضا ً نموذج المجتمع العربي اإلسالمي‬
‫القديم محمال إياه تبع ة اإلنحطاط والتخلف الحضاري‪ ،‬ويطرح بديال للخروج من حالة التخلف في إعتماد النماذج الجديدة‬

‫‪330‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫التي بنيت عليها المجتمعات الغربية الحديثة‪ ،‬وتكييف هذه النماذج لتأتي مالئمة للظروف الخاصة التي يتكون منها وضع‬
‫العالم العربي الراهن‪ .‬وقد ساد هذا الموقف الفكري وانعكس في معظم أعمال المعماريين العراقيين المعاصرين‪.‬‬
‫‪ -‬الموقف السلفي (التقليدي) ‪ :‬ينطلق من إدانة الوضع الراهن في العالم العربي‪ ،‬ليسعى إلى إحياؤه النموذج القدبم الذي‬
‫كان عليه المجتمع العربي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -‬الموقف اإلصالحي‪ :‬يقف في الوسط بين الموقفين المتطرفين‪ ،‬ويقول أنصار هذا لموقف بالتغيير ال بالثورة على‬
‫الواقع‪ ،‬فهم يرون أن احياء الماضي من جهة‪ ،‬واهمال ثقله وتأثيره من جهة ثانية‪ ،‬هما على السواء من ضروب الوهن‪،‬‬
‫فيما يقتضي الواقعية تجاوز الماضي وأن يكون الحاضر امتدادا للماضي من دون إلغاءه‪ .‬فالمهمة التي يجب االضطالع‬
‫بها هي انشاء نموذج اجتماعي جديد يكون عربيا ً وعصريا ً في آن واحد ويكون بالتالي الشكل الحديث للنموذج اإلجتماعي‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪ 3.2‬تصنيف التيارات الفكرية حسب النظرة إلى التراث‬


‫إن العرب وجدوا أنفسههم فهي أوائهل قهرن التاسهع عشهر أمهام نمهوذجين حضهاريين الحضهارة الغربيهة التهي كهان تحهديها لههم‬
‫ثقافيا ً وعسكريا ً المهماز الذي أيقضهم وطرح مشكلة النهضهة علهيهم‪ .‬والحضهارة العربيهة اإلسهالمية التهي شهكلت وال زالهت‬
‫السند الذي ال بد منه في عملية تأكيد الذات لمواجهة التحدي ]‪ .[3‬فكانت االستجابة بظهور تهوجهين‪ :‬األول نزعهة الهرفض‪،‬‬
‫واألخرى نزعة القبول‪ :‬األولى رافضة محافظة‪ ،‬إلنها رأت في الغرب الذي يهدد كيان االمهة ووجودهها‪ .‬واألخهرى منبههرة‬
‫مستلهمة‪ ،‬ألنها رأت في الغرب المنقذ من عذاب الوضع الراهن‪ ،‬وباختالف االنطالق كان الب ّد من اختالف المسيرة ]‪.[30‬‬
‫سيتم التركيز على التيارات الفكرية العربية حسب نظرتها إلى التراث ومن ثم انعكاسها في توجههات المعمهاريين العهراقيين‬
‫ونتاجهم في العمارة العراقية كنموذج‪.‬‬

‫أ‪ .‬التيار الليبرالي (الرافض للتراث)‬


‫بدأ التوجه في أوربا بعد ظهور الثورة الصناعية وكأ ن اإلنسان يبدأ من الصفر نتيجة الدمار الذي حل فهي المهدن الخارجهة‬
‫من الحرب‪ .‬إن هذا المبدأ وما لحق ُه من شعارات حول الحداثة وعدم االلتزام بأي شئ سوى القوى الخارقة للتكنولوجيا كان‬
‫ل ُه أنصار ومؤيدين وأدى اإلنبهار الحاد بهذ ِه الشعارات إلى رفض التراث ]‪.[13‬‬
‫يقول عبد الغني ]‪ " [29‬لقهد أصهبحنا نتعامهل مهع عهالم جديهد تسهود فيهه المعلوماتيهة والتكنولوجيها الذكيهة ووسهائل اإلتصهال‬
‫المفزعة‪ ،‬والمطلوب منا أن نعيد صياغة الفكر العربي في هذا النسيج الجديد قبل أن نصبح خارج النسيج العالمي الجديهد"‪.‬‬
‫وأنصههار هههذا الموقههف يحسههبون أن كههل دراسههة للتههراث يجههب وأدههها وإبعادههها عههن الطريههق ‪ ،‬ألنههها فههي نظههرهم ال تسههاير‬
‫صرعات العصر القائم ومتطلباته‪ ،‬لقد فهم الليبرالي التقدم على إنه تحول جذري وفق األنموذج الغربي‪ ،‬ورأى أنّ النهضهة‬
‫ال يمكن أن تحصل مالم يتبنى المجتمع الحضارة األوربية ]‪.[30‬‬

‫‪ -‬التوجه المعماري العربي الرافض للتراث‬


‫بدأ هذا التوجه في أربعينات القرن العشرين‪ ،‬وتميز بالتوجه إلى الغرب كإطار مرجعي ورفض النظر إلى التراث فكراً‬
‫ونتاجاً‪ .‬انعكست آثاره بشكل واضح في الكثير من األعمال المعمارية العربية المعاصرة ]‪ ،[18‬ويمكن اعتبار هذا التوجه‬
‫صدىً قويا ً للفكر الذي ساد الغرب مع ظهور الثورة الصناعية ( نهاية القرن‪ 19‬وبداية القرن‪ )20‬وإفرازاتها الجديدة على‬
‫المجتمع الغربي‪ ،‬حيث دعوا إلى ضرورة التحرر من األنماط التاريخية والكف عن إستنساخها ‪ ،‬إليجاد حلول للوظائف‬
‫الجديدة التي ال يمكن للطرز التاريخية استيعابها والدعوة الستثمار المكننة بدالً من الحرفية لدوافع اقتصادية وتنفيذية]‪.[14‬‬

‫‪331‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫وفي العراق تميزت خمسينيات القرن العشرين بسيادة توجه الحداثة في أعمال المعماريين العراقيين‪ ،‬إذ كانت الفترة‬
‫مزامنة للفترة الذهبية للحركة الحديثة في الغرب والتي يظهر تأثيرها بشكل واضح في أعمال معظم المعماريين‬
‫العراقيين]‪ .[33‬يذكر السلطاني ]‪ " [10‬ولئن أبانت الحداثة العراقية عن حضورها القوي والصريح في عقود الحقة ‪ ،‬فان‬
‫العقد الخمسيني سيذكر‪ ،‬من دون ريب ‪ ،‬بانه وقت ارهاصات ذلك الحضور ومنبع تلك الحداثة" ‪.‬‬

‫نماذج من أعمال المعماريين الرواد العراقيين الرافضين للتراث ‪ -‬الغرب كمرجعية ( شكل ‪)5‬‬ ‫‪-‬‬
‫يصنف المعماري العراقي هشام منير ضمن توجه العمارة العالمية ‪ International Style‬بمثابهة خهط عهام‪ .‬ويتضهح‬ ‫‪-‬‬
‫تأثره بالنموذج الغربي في مراحله األولى حيث سيطر فيها طابع الحداثة على مفرداته التي اتخذت طابعا ً تجريديا ً كمها فهي‬
‫مبنى وزارة التجارة التي توضح تأثره بمبنى بلدية بوسطن‪.‬‬

‫المعماري قحطان المدفعي تبنى فكر الحداثة‪ ،‬إال أنه كثيراً ما أدخل عنصراً نحتيا ً في عمله‪ ،‬فقد إتخذ طابعا رمزيا فنيا ً‬ ‫‪-‬‬
‫يهدف من خالله إلى إيصال فكرة أو تعبير معين وليس الداللة المكانية‪ ،‬وفي ههذا المجهال يعتبهر أكثهر الهرواد انهدفاعا ً لفكهر‬
‫الحداثة ضمن مبدأ شمولية العمارة ]‪.[33‬‬

‫المعماري قحطان عوني‪ ،‬حيث يذكر السلطاني ]‪ " [10‬لقد انجز قحطان عهوني سلسهلة تصهاميم تجهاوز بهها مرجعيهات‬ ‫‪-‬‬
‫الممارسة المعمارية المحلية السائدة ‪ ،‬بل واشهر ‪ ،‬بغير وجل مع معماريين آخرين محدثيين ‪ ،‬قناعات تدعو صراحة بلزوم‬
‫اجراء قطيعة معرفية ومهنية مع سياق الممارسات الماضوية والعمل على تفكيك قيمها بطرح مقاربة جديدة تنقض قهيم تلهك‬
‫الممارسات بدال من ايجاد " مساومات " تصميمية معها ‪ .‬لقد كانت عمارته من ذلهك الصهنف الهذي يختهزل زمنها ً للقفهز الهى‬
‫زمن آخرا"‪.‬‬

‫‪ -‬المعماري رفعت الجادرجي ‪ ،‬حيث ظهرت مالمح تأثره بالحداثة في نهايهة خمسهينيات القهرن العشهرين‪ ،‬مهن خهالل تبنيهه‬
‫لنمههاذج وتطبيقههات فكههر الحداثههة مههن خههالل إسههتخدامه تكوينههات تكعيبيههة وفصههل غههالف المبنههى عههن داخلههه بإسههتخدام مبههدأ‬
‫(‪ )Curtain Walls‬واستغالل هذه التقنية في تمويه المقياس عن طريق إخفاء فتحات الشبابيك خلف الجدران السهتائرية أو‬
‫في األركان لتتحول الواجهات إلى تشهكيل نحتهي‪ .‬أظههر مهن خاللهه مهدى اسهتيعابه لمهدارس العمهارة العالميهة وقدرتهه علهى‬
‫توظيفها في قالب معاصر‪ ،‬الخرسانة كانت هي السمة األبرز بعد الهيكهل اإلنشهائي الواضهح للمبنهى بلونهها الرمهادي ويشهبه‬
‫إلى حد ما انفعاالت لوكوربوزييه ‪ ،‬وإن لم يكن بنفس الروح‪.‬‬

‫‪ -‬يُعتبر كل من المعماريين عبدهللا إحسان ‪ ،‬حازم نامق‪ ،‬حازم التك‪ ،‬ومهدي الحسني من ضمن آخرين غيهرهم مهن دعهاة‬
‫الحداثة في العمارة‪ ،‬إذ نجحوا في إدخال قيم جديدة ظلت سائدة لفترة طويلة ]‪.[21‬‬

‫شكل (‪ )5‬أعمال المعماريين الرواد العراقيين الرافضين للتراث‬

‫‪332‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫ب‪ .‬التيار السلفي (التراث كمرجعية)‬


‫هو أول تيار ظهر في الساحة الفكرية العربية‪ ،‬عند بداية الوعي العربي بضرورة النهضة‪ ،‬معلنا ً حاجة الهذات العربيهة إلهى‬
‫النهضة العربية المستقلة عن التبعية لـلغرب‪ ،‬فالنهضة عند السلفي " هي اإلشارة إلى الوجود الدائم للماضي التي تدل علهى‬
‫أن ما ينشدهُ العرب هو العودة لما مضهى ال خلهق شهئ جديهد" ]‪ ،[20‬والرؤيهة السهلفية تهرد حالهة التخلهف االجتمهاعي للعهالم‬
‫العربهي الهى االنههـحراف مهن التهراث]‪ .[30‬إنههه يفكهر فههي النهضهة داخهل منظومههة مغلقهة‪ ،‬هههي تلهك التهي يقههدمها له ُه النمههوذج‬
‫الحضاري العربي اإلسالمي في التراث ]‪.[3‬‬

‫التوجه المعماري السلفي (التراث كمرجعية)‬ ‫‪-‬‬


‫ظهر هذا التوجه في أعمال بعض المعماريين الذين يدعون إلهى نقهل التهراث بكهل أبعهاده إلهى الحاضهر‪ ،‬أو بمعنهى أدق نقهل‬
‫الحاضر إلى الماضي " العودة إلى التراث " فالرجعية في الفهن ومهن ضهمنها العمهارة ‪ ،‬كمها ههو حالهها فهي الفكهر السياسهي‬
‫واالجتمهاعي تطههرح التههراث بمعنهى الماضهي اإلسههالمي وتطرحههه بهديالً للحاضههر‪ ،‬تطرحه ُه خهارج سههياقه التههاريخي كلحظههة‬
‫مطلقة ساكنة خارج الزمان والمكان وكأنها قدراً ميتافيزيقيا ً ]‪.[25‬‬

‫يدعو هذا التوجه إلى التعامل مع العمارة من جانبهها االجتمهاعي مهع تأكيهده علهى العهودة إلهى الحرفيهة والتقنيهة التقليديهة فهي‬
‫البناء‪ ،‬حسب رأي حسن فتحي " ليس فهي التكنولوجيها المعاصهرة مها يجعلنها خاضهعين لهها‪ ،‬بهل ههي وسهيلة لخدمهة اإلنسهان‬
‫وليس إلنتاج عمارتنا" ]‪ ، [1‬فعمارة هذا التوجه ذات أشكال تقليدية وتقنيات تقليدية من خالل تبني تفكير العربي المسلم فهي‬
‫الماضي ضمن ظروف تنتمي للماضي أيضا ً ]‪. [17‬‬
‫إن هذ ا التوجهه فهي منطلقاتهه وأهدافهه يقابلهه التوجهه العهام الهذي سهاد الغهرب فهي منتصهف القهرن الثهامن عشهر بهالعودة إلهى‬
‫الماضي ]‪.[23‬‬

‫تعتبر ستينات القرن العشرين في العراق مرحلة جديدة في الساحة المعمارية وإتضاح توجهات محلية حاولهت أن تعيهد إلهى‬
‫العمارة ما قد سلب منها أثناء فترة الحداثة‪ ،‬أال هو إنتماءها المكاني‪ .‬تزامنت هذه الفتهرة مهع فتهرة إزدههار إقتصهادي بحيهث‬
‫برزت أفكار المعماريين ووجدت طريقها إلى التنفيذ ]‪.[33‬‬

‫نماذج من أعمال المعماريين الرواد العراقيين في التراث كمرجعية ( شكل ‪)6‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعتبر محمد مكية أحد أهم المعماريين العراقيين الذين تمسكوا بالتراث في العمارة بمستويات مختلفة‪:‬‬

‫النمط الشككلي (‪ :)Formal Type‬حيهث أنهه لهم يبتعهد عهن نمهط المخطهط المنفهتح إلهى الهداخل (‪، )Inward looking‬‬ ‫‪-‬‬
‫فكانت مخططاته بشكل عهام تنويعهات لفكهرة البيهت أو المبنهى ذي الفنهاء الوسهطي‪ .‬وظلهت العالقهة الشهكلية ( مها بهين فضهاء‬
‫وسطي عام جامع وفضاءات ثانوية خاصة محيطة) متمثلة في أعماله‪ ،‬حتى لتشمل تلك الحهاالت التهي تهم فيهها تسهقيف ههذا‬
‫الفضاء كما في مبنى مصرف الرافدين في الكوفة‪.‬‬

‫األطر الشكلية ( ‪ :) Formal Form‬وفق نظرة إسالمية لمحددات اللغهة المعماريهة‪ ،‬عهادة مها يقسهم الشهكل الواحهد إلهى‬ ‫‪-‬‬
‫وحدات بصرية أصغ ر بواسطة أحزمة رابطة بين أجهزاء الشهكل وتكهون باإلتجهاهين العمهودي واألفقهي‪ ،‬كمها ههو متبهع فهي‬
‫معظههم األمثلههة المعماريههة اإلسههالمية التاريخيههة ومنههها المدرسههة المستنصههرية‪ ,‬هههذه األحزمههة تمثههل عالقههة ارتبههاط األجههزاء‬
‫ببعضها البعض ضمن الصورة الشمولية‪ .‬ورغم أن شكل هذه العالقة قد يختلف من نموذج معمهاري آلخهر إال أنهها كعالقهة‬
‫شكلية ثابتة الوجود في أعمال مكية‪ .‬ولعل اإلطهار األكثهر وضهوحا ً فهي أعمهال ههذا المعمهار ههو اإلطهار األفقهي أي القمهة (‬
‫‪ )Cap‬التي تعلو المبنى‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫البنية الشكلية ( ‪ :)Formal Structure‬فاألسطح عند محمد مكية كما في العمارة اإلسالمية‪ ،‬ظل تصهويريا ً زخرفيها ً‬ ‫‪-‬‬
‫كعامل توحيد بصري هام للبنية الشكلية المرئية حيث غنى التفاصيل والدالالت التاريخية‪.‬‬

‫شكل (‪ )6‬نماذج من أعمال المعماري محمد مكية ‪ -‬التراث كمرجعية‬

‫ج‪ .‬التيار التوفيقي‬


‫نشههأ هههذا التيههار كههرد فعههل علههى تطههرف كههل مههن التيههارين السههابقين‪ ،‬وكمحاولههة للجمههع بههين أحسههن مهها فههي النمههوذج العربههي‬
‫اإلسالمي وأحسن ما في النموذج الغربي ]‪ .[3‬فقد حاول أن يجمهع مها بهين أنمهوذجين كمصهدر مهن مصهادر التشهريع للحيهاة‬
‫العربية المعاصرة وللمستقبل العربي]‪.[30‬‬

‫‪ -‬التوجه المعماري العربي التوفيقي‪:‬‬


‫ً‬
‫ونتيجهة لتطهرف النتاجهات المعماريهة للتهوجهين السهابقين التهي تجسهدت آثارهها السهلبية علههى‬ ‫فهي منتصهف القهرن العشهرين‪،‬‬
‫المعمههار‪ ،‬المتلقههي‪ ،‬الشههاغل‪ ،‬فقههد ظهههرت دعههوات اإلسههتلهام مههن الماضههي وتعزيههز القههيم المحليههة للعمههارة وقههد أثههار اهتمههام‬
‫المعماريين ونقاد العمارة النجاح الذي حققت ُه تجربة اليابان والبرازيل والمكسيك وفنلندا ]‪.[16‬‬
‫كهان ظهههور التوجههه التههوفيقي فهي العمههارة يههدعو فيههه المعمهاريون العههرب إلههى التوفيههق بهين التههراث والغههرب‪ ،‬كأسههاس لحههل‬
‫إشكالية التراث والمعاصرة من خالل تفسير التراث بمنظور أكثر انفتاحاً‪ ،‬على اعتباره نتاجا ً فكريا ً وماديا ً يعكس الماضي‪،‬‬
‫مهع الحاضهر واالرتبهاط بالماضهي‬ ‫وأن باإلمكان تطويعه وتكييفه مع مستجدات العصر‪ ،‬فيكون أسهاس ههذا التوجهه التعهاي‬
‫]‪ .[17‬ينقسم هذا التوجه ضمنيا ً في الفكر المعماري العربي المعاصر إلى اتجاهين مختلفين هما ‪-:‬‬

‫االتجاه األول ‪ -:‬االتجاه الذي يدعو إلى تبني جوهر وآلية تفكير السلف (التراث) والتوفيق بينها وبين تكنولوجيا الغرب‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ -:‬االتجاه الذي يدعو إلى تبني جوهر وآلية تفكيهر الغهرب والتوفيهق بينهها وبهين النتهاج المهادي للتهراث بشهكله‬
‫الكامل أو بعض تفاصيله كعناصر تراثية منتقاة‪.‬‬

‫تعتبر مرحلة السبعينات من القرن الع شرين في العراق هي بداية نشوء مطلهب إجتمهاعي جديهد أال وههو التعبيهر عهن أمجهاد‬
‫الماضي من خالل العمارة ( مما يصنف ضمن الفكر اإلجتماعي السلفي) ومحاولة ربط الماضي بالحاضر‪ ،‬إلهى غيهر ذلهك‬
‫من التطلعات التي البد أن تفرض نفسها على المعمار‪ ،‬مستدعية أنماطا ً أخرى من التفكير ]‪.[33‬‬

‫‪ -‬التيار التوفيقي األول (التراث‪ -‬الحداثة)‪:‬‬


‫تيار يرى أنه باإلمكان تطبيق الشريعة اإلسالمية تطبيقا ً مرنا ً يأخذ بإعتباره مقتضيات العصر‪ ،‬خصوصا ً التكنولوجية منهها‪.‬‬
‫والمرونة المقصودة هي استخالص القيم العامة من التراث اإلسهالمي دون التقيهد الحرفهي بالنصهوص التهي ال يمكهن فهمهها‬
‫حق الفهم إال بوضعها في سياقها التاريخي ]‪.[25‬‬

‫‪334‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫لكن هذا االتجاه يغفل واقع العقل العربي المعاصر‪ ،‬ليؤكد منذ البدء على التحديث مهن بابهه الواسهع بهأن يستسهي منهذ البهدء‪،‬‬
‫مستلزمات التحديث األساسية متخذاً الغرب مرجعيته في مهمة التحديث‪ ،‬معتبراً هذه المبادئ وإن كانهت تنتمهي إلهى الغهرب‬
‫في الحاضر ‪ ،‬فهي ذات جذور تمتد بعيداً في ماضينا العربي ‪ ،‬بل في أعماق شرقنا القديم ]‪.[3‬‬

‫‪ -‬التيار التوفيقي الثاني (الحداثة‪ -‬التراث)‪:‬‬


‫تطبيق هذا المبدأ يقوم على قاعدة منهجية وضعية هي " الفصل في التراث بهين المضهمون والشهكل‪ ،‬تمامها ً كمها نفصهل بهين‬
‫صههورة القضههية ومحتواههها وفههي الرياضههيات بههين قالههب المعههادالت ومكوناتههها‪ ،‬وبمهها أن الصههورة والقالههب فههي المنطههق‬
‫والرياضيات هما وحدهما الثابتان‪ ،‬فكذلك يجب أن يكون الشكل في التراث هو الثابت الذي يجب أخذهُ‪ ،‬أما المضهمون فبمها‬
‫معهم عصرهم " ]‪.[31‬‬ ‫أنه متغير فيجب أن نستمده من عصرنا نحن‪ ،‬ال بل من الذين نعي‬
‫هذا التيار ينطلق من عقل صنعه الغرب ويحاول أن يبقي انتمائه القومي‪ ،‬من خالل االلتزام بهالتراث فهي الشهكل (المظههر)‬
‫فقط دون أدنى التزام بالمضمون ]‪.[3‬‬

‫‪ -‬نماذج من أعمال المعماريين الرواد العراقيين في التوجه التوفيقي ( شكل ‪)7‬‬


‫‪ -‬المعماري رفعت الجادرجي الذي يرى بأن معمهاري ههذا التوجهه يصهمم متهأثرا بالمخططهات الغربيهة ويسهتعين بالعناصهر‬
‫التراثية لتزيين الواجهات‪ .‬وقد ذكر الجادرجي ]‪ " [5‬أنني ال أنكر وال ارفهض المهزج بهين جماليهة مهرحلتين أو صهنفين فهي‬
‫تطور العمارة شريطة أن يتم إنتاج كل عنصر‪ ،‬أو كل إدخال بواسطة اسهتخدام التقنيهة الخاصهة فيهه‪ ،‬وأن يلتهزم كهل إدخهال‬
‫بمفاهيمه الجمالية التي كانت المقرر األصل في توليده‪ ،‬وذلك لضمان جعل الشكل الجديد‪ ،‬الحصيلة أو التكوين الهذي يجمهع‬
‫بين مختلف الطرز والمفاهيم الجمالية مستوفيا ً للمستلزمات الضرورية للمقومات التقنية عند توليده بكل جزء منه"‪.‬‬

‫‪ -‬المعماري هشام منير في المرحلهة الثانيهة مهن أعمالهه تهأثر بالتوجههات المحليهة وأعهاد بعهض المفهردات التاريخيهة كشهكل‬
‫وليس فضاءات فكان استلهامه من التراث صهوريا ً زخرفيها ً فقهط‪ .‬يهذكر السهلطاني ]‪ [9‬عهن تصهميم مبنهى أمانهة العاصهمة "‬
‫فالمعمار الذي ما فتئ يحرص على عدم نسيان قناعاته التكوينية (رغم ان الزمن قهد تجاوزهها بشهكل وبه‪،‬خر)‪ ،‬يسهعى وراء‬
‫خلق توليفة تصميمية‪ ،‬بمقدورها‪ ،‬وفقا ً لرؤاه‪ ،‬أن تجمع الحديث والقديم على سطح واحد‪ ،‬وإن حضور القوس المدبب‪ ،‬الذي‬
‫يمتد بطوله العالي على سطح الواجهة االمامية‪ ،‬ليصل تخوم تاج المبنى وقسمه العلوي‪ ،‬وواضح ان المعمار ينشهد بوجهود‬
‫هذا العقد التذكير بخصوصية ثقافة المكان"‪.‬‬

‫‪ -‬المعماري قحطان المدفعي في المرحلة الثانية من أعماله بدأت النحثية تتخذ صوراً أكثر جرأة‪ ،‬خاصة وإنها خرجت عهن‬
‫تجريدها لتشير إلهى دالالت مكانيهة بإسهلوب تعبيهري كمها فهي مبنهى جمعيهة الفنهانين التشهكيليين‪ ،‬حيهث أدخهل عنصهراً نحتيها ً‬
‫يعكس مفهوم الفضاء المستمر ( السقف ذو العقود الكونكريتية المستمرة) والذي ال يمكن انكار دالالته المكانية فهي اسهتنباط‬
‫العقد اإلسالمي وشكل القبة إضافة إلى المخطط العام والتفاصيل في تصميمه لجهامع بنيهة الهذي اسهتعان فيهه باللغهة التقليديهة‬
‫لتصميم الجوامع‪.‬‬

‫‪ -‬المعماري قحطان عوني تميز بين جيلهه مهن المعمهاريين لكهون نتاجهه عبهر عهن اسهتيعاب لفكهر العمهارة الحديثهة ولهم يكهن‬
‫مجرد تقليد لنتاج غربي‪ ،‬إذ يقوم على أساس تجزئة الكتلة المعمارية إلى أجزائها األولية‪ ،‬ومن ثهم تجميعهها بعالقهة تركيبيهة‬
‫تكعيبية ‪ ،Cubicle Syntax‬ممها يعبهر عهن روح الحداثهة بهالرغم مهن الهدالالت التاريخيهة المتمثلهة فهي أشهكال المفهردات‬
‫كالقبة‪ ،‬الجدار المنكسر والفتحات المقوسة ]‪" .[33‬وفهي تصهميم الجامعهة المستنتصهرية يفاجئنها المعمهار باالمكانهات الهائلهة‬
‫الكامنة في هاتين المادتين ( الطوب والخرسانة) وخاصهة فهي القاعهة الرئيسهية التهي اسهتخدم فيهها الطهوب المحلهي فهي بنهاء‬
‫نحتي حداثي" ]‪.[10‬‬

‫‪335‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل (‪ )7‬نماذج من أعمال المعماريين الرواد العراقيين في التوجه التوفيقي‬

‫‪ .4‬تحليل الواقع المعاصر‬


‫مههن أجههل تقيههيم التوجهههات آنفههة الههذكر‪ ،‬التههي عبههرت عههن بدايههة مرحلههة مههن الههوعي العربههي علههى صههعيد الفكههر بشههكل عههام‬
‫والعمارة بشكل خاص‪ ،‬والتي تهـُعرف اصهطالحا ً بالمعاصهرة يجهد البحهث إن مهن الموضهوعية دراسهة وتحليهل الواقهع التهي‬
‫انبثقت منه هذه التوجهات عن طريق التحليل التاريخي‪ ،‬ومن خالل تحليل بنية اإلشكاليات والتحديات التي كان لها إنعكهاس‬
‫على تكوين الفكر العربي‪ ،‬والتي يمكن تصنيفها كما يلي ‪-:‬‬

‫‪ 4.1‬إشكاليات ذاتية‬
‫وهي اإلشكاليات التي تتعلق بـبنية العقل العربي (التراثيهة واالجتماعيهة والسهيكولوجية ) ومرجعياتهه المتقاطعهة مهع مطالهب‬
‫اإلنسان والمجتمع بظواهر التخلف‪ ،‬الفقر‪ ،‬المرض‪ ،‬الجههل واالسهتبداد وجميهع المهؤثرات السهلبية التهي تعهوق أداء اإلنسهان‬
‫وتـُضعِف فاعليت ُه وشهعورهُ بالمسهؤولية ]‪ . [4‬ويمكهن تحديهد ههذه اإلشهكاليات وتأثيرهها ضهمن التسلسهل التهاريخي والمنطقهي‬
‫التالي ‪-:‬‬
‫أ‪ .‬مرحلة الغزو االستعماري والتجزئة‬
‫ً‬
‫يمكههن اعتبههار بدايههة مرحلههة تههدهور المجتمههع العربههي مههع سههقوط الدولههة العباسههية‪ ،‬بههدأ مههن القههرن العاشههر المههيالدي‪ .‬وكههان‬
‫الضعف فهي أشهد لحظاته ُه فهي القهرون الثالثهة التاليهة‪ ،‬التهي شههدت سهقوط القهدس عهام ‪ 1099‬م ‪ ،‬وسهقوط بغهداد (عاصهمة‬
‫الخالفة العربية اإلسالمية) عام ‪1258‬م ‪ .‬ثم تلتها انفصال األندلس في أواخر القرن الثامن‪ .‬تالهها انفصهال أطهراف الدولهة‬
‫العربية اإلسالمية البعيهدة عهن عاصهمة الخالفهة وانتقلهت العواصهم بهين الجزيهرة والشهام والعهراق ومصهر‪ .‬وتهـُركت بعهض‬
‫المناطق العربية أحيانا ً لتنكفئ على نفسها في عزلة طويلة ]‪ .[22‬من هذه الحقبة التاريخيهة حهول التجزئهة يمكهن أن نسهتنتج‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن حالة التجزئة التي مرت بها األمة العربية وخضوعها تحت سيطرة أطراف مختلفة في مرجعيتهها الثقافيهة‪ ،‬أدى إلهى‬
‫انحسار المرجعية الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬أدى ضعف الشعور باالنتماء للثقافة العربية اإلسالمية كمرجعية ثقافية موحدة بالنسبة للعرب وإلى غياب اإلطار الثابت‬
‫الذي تتغير وتتطور ضمنه آلية تفكير العقل العربي‪ ،‬ذلك اإلطار الذي يحفظ لها هويتهها فهي الفكهر والنتهاج المهادي ويحفهظ‬
‫لها تمييزها عن اآلخرين كمحاولة لطمس الهوية العربية‪.‬‬

‫ب‪ .‬مرحلة الغزو الثقافي‬


‫بدأت هذه المرحلة بشكلها الواضح بظهور العثمانيين‪ ،‬حيث كانت السياسة العثمانية تستهدف إبعاد العقل العربهي عهن اللغهة‬
‫(العربية) باعتبارها تـُشكـِل منطق الفكر بالنسبة للعقل العربي‪ .‬والقهوة التهي تهربط العهرب تاريخيها ً وفكريهاً‪ ،‬علمها ً أن الغهزو‬
‫الفرنسي لمصر وإدخال معالم الحضارة األوربية معهم يؤشر أن نواة النهضة العربية كمنت في حملهة نهابليون علهى مصهر‬
‫واستشعار األثر األوربي في تحديث العقل العربي ]‪ .[12‬وبذلك فإن الغزو الثقافي كانت له اآلثار السليبة التالية‪-:‬‬

‫‪336‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫حملة إبعاد اللغة العربيهة ‪ ،‬تعنهي الضهياع التهدريجي لمنطهق وآليهة التفكيهر التهي تميهز بهها العقهل العربهي‪ ،‬فهي محاولهة‬ ‫‪-‬‬
‫استعمارية لطمس الشخصية العربية ‪.‬‬
‫كان غيهاب منطهق وآليهة تفكيهر الهذات العربيهة النابعهة مهن خصوصهية وبنيهة تكهوين العقهل العربهي األثهر األسهاس فهي‬ ‫‪-‬‬
‫انفصال الذات العربية عن تسلسله التكويني التوالدي مع حلقات التراث‪.‬‬

‫‪ 4.2‬إشكاليات موضوعية (خارجية)‬


‫تتعلق هذه اإلشكاليات بالمشروعات األجنبية التهي وضهعها الغهرب منهذ قهرون بههدف إبقهاء المجتمهع العربهي متخلفها ً ضهعيفا ً‬
‫هامشياً‪ ،‬وكانت وطأة هذا العامل ثقيلة على المشرق والمغرب على السواء ‪.‬‬

‫أ‪ .‬الضغوط الخارجية لـلغرب المستمرة على العرب‪:‬‬


‫حيههث عههانى المجتمههع العربههي ودولههه وميزانياتههه وخططههه اإلصههالحية‪ ،‬مههن الضههغوط الخارجيههة ومهها رافقههها مههن حههروب‪،‬‬
‫ومداخالت‪ ،‬مستغلة اإلشكاليات الذاتية لترهق كاهل العقل العربي ]‪ [4‬مما أدى إلى إنشهغال العربهي بهمهوم الواقهع المتهردي‬
‫العقل العربي في حالة سبات عززت من مرحلة اإلنقطاع الحضاري‪ ،‬غاب فيها العقل العربي كطرف فهي‬ ‫وأدت إلى عي‬
‫التفاعل الحضاري مع الغرب‪.‬‬

‫ب‪ .‬تطور الغرب‬


‫إن اإلنسان العربي وقد أحس بتفوق الغرب‪ ،‬وهو الهذي يحمهل فهي أعماقهه ميهراث وقهيم وتقاليهد انحهدرت إليهه مهن حضهارة‬
‫عظيمة دفعه للتساؤل عن سر تفوق الغرب ]‪ ،[30‬فلم يجد القدرة الكافية على موائمة معدالت تفاعله اإلجتماعي مع التطور‬
‫التكنولوجي السريع ومن ثم موازنه احتياجاته المادية بإحتياجاته المعنوية ]‪ ،[1‬مما أدى إلى‪:‬‬

‫فقدان الثقة بإمكانيات العقل العربي الكامنة واالستسالم لواقع أماله عليه الغرب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنبهار بما وصل إليه الغرب من تطور في كل مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السعي المستمر من قبل الغرب إلى إرساء دعائم النظام العالمي (العولمة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .5‬مقومات الهوية المعمارية‬


‫ذكر شولتز ]‪ " [42‬أن العمارة نتاج يعكس الفكر والحالة اإلجتماعية والثقافية لإلنسان والتي بدورها تختلف من شخص‬
‫إلى آخر‪ .‬أي أن العمارة تعكس هوية الفرد والمجتمع (الهوية الثقافية واإلجتماعية للمجتمعات)"‪ .‬وفي رأي هابراكن ]‪[37‬‬
‫" إن الساكنين في مدينة معينة ال يمكنهم إمتالك مدينتهم ويستمرون بالسكن في البيئة التي ال تكون جزءاً منهم‪ ،‬وللتوصل‬
‫إلى تحقيق الهوية في مثل هذه البيئة‪ ،‬فإن على الساكنين إحداث تغيير والذي ال يوجد دونه حل آخر" ‪ .‬أما الجادرجي ]‪[6‬‬
‫فإنه "يعزي انبثاق مفهوم الهوية في العمارة من عاملين هما العامل الوراثي الذي يقصد به مجمل التقاليد واألعراف‬
‫والعادات والثقافات اإلجتماعية واألديان والتشريعات‪ ،‬والعامل البيئي ويقصد به البيئة المكانية التي تشمل طبيعة المناخ‬
‫ونوعية المادة البنائية"‪ .‬في حين يشير لينج ]‪ [39‬إلى " أن اإلنطباعات التي توفرها العمارة لإلنسان تحدث نتيجة عملية‬
‫إدراكه ا‪ ،‬وإن هذا اإلدراك ال يحدث إال عند امتالك اإلنسان المتلقي نفس التوجه الفكري والفلسفي إضافة إلى التوجه البيئي‬
‫والمتضمن المعالجة المكانية والمناخية"‪.‬‬
‫أما جريجوتي ]‪ [36‬فيذكر "إن ما يمتلكه المكان من معطيات هي التي تميز مفهوم الهوية المعمارية في تلك البقعة من‬
‫األرض"‪ .‬وأكد السلطاني ]‪ " [11‬تظل الهوية‪ ،‬بمعناها الشامل تمثل صيغة إبداعية معاصرة وحتى مستقبلية‪ ،‬أكثر منها‬
‫حدثا ً ماضوياً‪ .‬إنها تشكل وتتمثل طبقا ً لسيرورات المدينة المستمرة‪ ،‬المدينة التي تحنو على سكانها فتتبدى محبتهم لها عبر‬
‫رمز تنتقيه الذاكرة الجمعية‪ ،‬ليغدو في النتيجة تعبيرا عنها وهوية لها" ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫وقال أدونيس ]‪ " [2‬ال تأتي الهوية من (الداخل) وحده وال من ( الخارج) وحده‪ :‬إنها في هذا التفاعل المتحرك أبداً‪ .‬لذا‬
‫يمكن القول إن اله وية ليست في ما يثبت بل في ما يتغير ‪ ،‬إنها تتجلى في (اإلتجاه نحو) ال في ( العودة إلى)‪ ،‬إنها في‬
‫التفتح‪ ،‬ال في التقوقع‪ ،‬في التفاعل ال في العزلة‪ ،‬في اإلبداع ال في اإلجترار"‪.‬‬

‫‪ .6‬تقييم العمارة العربية المعاصرة في العراق‬


‫عند تحليل التوجهات الفكرية العربيهة المع اصهرة والخلفيهة التاريخيهة التهي أدت إلهى ظههور ههذه التوجههات يمكهن القهول إن‬
‫المرحلة المعاصرة بتياراتها الفكرية و على الرغم ممها بينهها مهن اخهتالف فهي الرؤيهة والهنهج إال أنهها تهرتبط علهى نهـحو مها‬
‫بشيء ما يجمعها على صعيد واحد وهو ” األنمهوذج المثهال ” المطلهوب نسهخه وتكهراره ]‪ ،[30‬ممها جعهل باإلمكهان تقييمهها‬
‫كمرحلة واحدة من النشاط الفكري والمادي ولألسباب التالية‪-:‬‬

‫أ‪ .‬نتيجة انفصال مرحلة المعاصرة عهن تسلسهلها التهاريخي مهع التهراث (االنقطهاع الزمهاني) وانعهدام التفاعهل المتكهافئ مهع‬
‫الغرب (االنقطاع الحضاري‪ ،‬المكاني)‪ ،‬فإن التوجهات المعاصرة أصبحت تنظر إلهى كهل مهن التهراث والغهرب باعتبارهمها‬
‫يمثالن طرفان في معادلة متساوية في وزنها مختلفة في اتجاهها‪.‬‬

‫ب‪ .‬بسبب الظروف التاريخية التي مهر بهها الهوطن العربهي وآثارهها فهي تحجهيم دور آليهة تفكيهر العقهل العربهي‪ ،‬فهإن الواقهع‬
‫العربي ضمن كل التوجهات المعاصهرة يؤكهد الحاجهة للتبعيهة إلهى مرجعيهة يتكهئ عليهه‪ ،‬أمها التهراث‪ ،‬أو الغهرب أو التوفيهق‬
‫بينهما‪ ،‬دون المرور بمرحلة المساءلة عن اإلمكانيات الزمانية والمكانية المتبناة مع واقع العرب‪.‬‬

‫ج‪ .‬التوجهات المعمارية الثالثة إعتمدت علهى مرجعيهات مختلفهة فهي الزمهان ( التهراث) ضهمن المكهان أو اخهتالف المكهان‬
‫(الغههرب) ضههمن نفههس الزمههان وتظهههر المخططههات التوضههيحية المههدخالت والنتههائج لكههل مههن هههذه التوجهههات ضههمن الفكههر‬
‫والتطبيق على أرض الواقع ( شكل ‪.)9-8-7‬‬

‫شكل (‪ )7‬منظور التوجه الرافض للتراث في العمارة‪ ،‬الفكر والواقع‬

‫‪338‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫شكل (‪ )8‬منظور التوجه السلفي ( الرافض للغرب) في العمارة‪ ،‬الفكر والواقع‬

‫شكل (‪ )9‬منظور التوجه التوفيقي في العمارة‪ ،‬الفكر والواقع‬

‫‪ 6.1‬إشكالية اإلبداع‬
‫مرحلة المعاصرة في العمارة ونتاجها متمثالً في التوجهات الثالثة ظلت أسيرة بهدائل‪ ،‬فهـلقد عاشهت التوجههات الثالثهة علهى‬
‫غذاء ثقافي أشبه بالمعلبات المستوردة‪ ،‬ألنها بقيت أسيرة لمناهج االقتباس والنقل والترجمة مستلبة الشخصية منفعلة انفعهاالً‬
‫سلبيا ً استسالمياً‪ .‬وبذلك فإن االعتماد على آلية تفكير مغتربة عهن الزمهان أو المكهان أو كليهمها قهد نفهى وجهود أول مقومهات‬
‫اإلبههداع ‪ ،‬وهههي الجههدة فههي النتههاج (الفكههري– المههادي)‪ .‬حيههث أن التوجههه الههرافض للحداثههة كههان سههارقا ً للزمههان (ردود فعههل‬
‫السلف) مع محاولة إقحامه بشكل قسري في الحاضهر‪ .‬والتوجهه الهرافض للتهراث كهان سهارقا ً للمكهان (ردود فعهل الغهرب)‬
‫ومحاولة إقحامه بشكل مصطنع‪.‬‬
‫أما التوجهه التهوفيقي فقهد كهان سهالخا ً للزمهان والمكهان‪ .‬ويتسهاءل محمهود ]‪ [32‬عهن كيفيهة الجمهع بهين متناقضهين بهين القهديم‬
‫والجديد " كيف يكون الفكر عربيا ً وفي الوقت نفسه يكون معاصرا ؟ ألنه عندما يكون عربيا ً فان ذلك يعني انه يغوص فهي‬

‫‪339‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫التراث وعندما يكون معاصهراً فهإن عليهه ان يكهون غائصها ً فهي علهوم العصهر وآدابهه"‪ .‬مهن هنها بهرز اإلبهداع كإشهكالية فهي‬
‫العمارة العربية المعاصرة بنتاجها (الفكري – المادي) خاصة عندما يطلق مصطلح عربي داللة على التراث‪.‬‬

‫‪ 6.2‬إشكالية الهوية‬
‫توضح اآلراء والدراسات التي تناولت موضوع الهوية المعمارية بأنها عالقة جدلية متجددة بين اإلنسان والمكان والزمهان‪،‬‬
‫فكههل تجربههة حضههارية تحمههل خصوصههيتها الثقافيههة إلخههتالف التههراث والثقافههة مههن حضههارة إلههى أخههرى ]‪ . [27‬والهويههة‬
‫المعمارية ليست عنصراً جامداً أو ثابتاً‪ ،‬بل تتحول مع الزمن‪ ،‬أي أنها ذات صفة ديناميكية‪ .‬كما أنها ليست شيئا ً ملموسا ً بهل‬
‫هههي تههرتبط بههاألثر الههذي تخلفههه الحضههارة عبههر العصههور‪ ،‬ونجههدها مههن خههالل أنفسههنا وبيئتنهها‪ ،‬وأيههة محاولههة الختصههار هههذه‬
‫األسهلوبية فههي التعامهل يعنههي اصهطناع واخههتالق هويهة وهههذا يكهون لههه نتهائج وخيمههة نراهها تتجلههى بشهكل صههارخ فهي مههدننا‬
‫العربية ]‪.[33‬‬
‫إن تحليل التوجهات المعمارية المعاصرة الثالث يـُشير إلى انعدام المشاركة الحقيقية الفاعلة آللية العقهل العربهي المعاصهر‪،‬‬
‫ضمن زمان – مكان النتاج الفكري والمادي كان سببا ً لظهور تساؤل مستمر يتمثل في ماذا نأخذ من التهراث ؟ ولهيس كيهف‬
‫نأخذ من التراث ؟‪ .‬والتي أدت إلهى إدخهال عناصهر وعالقهات شهكلية تراثيهة تبهرز فهي وضهع تصهاميم معماريهة تههدف إلهى‬
‫إبههراز الهويههة‪ ،‬وأخيههراً الوصههول إلههى واقههع معمهاري يحمههل سههمات تراثيههة كهويههة مصههطنعة خههارج حههدود الزمههان والمكههان‬
‫(شكل‪ .)10‬وأصبحت الهوية تعبيراً رمزياً‪ ،‬سكونيا ً يبتعد عن التجديد ]‪.[24‬‬

‫شكل (‪ )10‬الفرق بين الهوية الطبيعية والهوية المصطنعة في العمارة‬

‫‪ 6.3‬إشكالية التقانة‬
‫البحث العلمي هوعملية اكتشاف العلم واستعمال التفكير البشري بأسلوب منظم لمعالجة المشاكل التي ال تتوفر لها حلول‪،‬‬
‫والعلم هو وليد البحث العلمي‪ .‬أما التقانة فهي التطبيق العملي للعلم والمعرفة‪ ،‬إنها حصيلة التطبيق العملي على نطاق‬

‫‪340‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫صناعي وتجاري لالكتشافات واالختراعات العلمية ]‪ .[15‬فالتقانة هي إتقان فن التطبيق‪ ،‬وبذلك فإن العلم يكمن في معرفة‬
‫السبب (‪ )Know Why‬بينما التقانة (التكنولوجيا) تكمن في معرفة الكيف (‪ .)Know How‬فالتقانة ال يمكن أن تكون إال‬
‫ظاهرة جماعية وإجتماعية ‪ ،‬تهم أفراد المجتمع ‪ ،‬وتؤثر في أنماط حياتهم ]‪.[19‬‬

‫من خالل ما سبق حول الف رق بين عمومية العلم وخصوصية التقانة يمكن إدراك إن ما عاناه العقل العربي المنتج للعمارة‬
‫ضمن التوجهات الثالثة هو تلقيه العلم بتقانة المجتمع المنتج لها في حصيلتها النهائية‪ ،‬فتغاضى بذلك عن اختالف الزمان‬
‫والمكان وأهمل خصوصية الزمان الذي يحتم اختالف مستويات معرفة السبب مع تطور العقل البشري‪ ،‬وخصوصية‬
‫المكان الذي يحتم اختالف الكيف ضمن خصوصية بنية التكوين في التعامل مع الثوابت والمتغيرات‪ .‬فكان من الطبيعي‬
‫عدم مالئمة النتائج وغربتها وظهور التكنولوجيا كإشكالية‪.‬‬

‫لقد حدد صعب ]‪ [26‬العناصر الضرورية لعملية التحديث عندما قال " عندما دخلنا عصر االكتشاف كنا متفرجين ال‬
‫مشاركين‪ ،‬فان ذلك يعود بالدرجة االساس الى طبيعة العقل العربي الذي هو بعيد كل البعد عن روح العصر‪ ،‬فهذا العقل ال‬
‫يثمر الموارد االقتصادية التي يمتلكها تثميراً إنتاجيا ً وإنما يهدرها هدراً إستهالكياً‪ ،‬وهو يؤثر تجريد الظواهر الطبيعية‬
‫واالجتماعية على مالحظتها ويستعين بالرموز والخواطر على المالحظات والتجارب‪ ،‬ماخوذ بالقياسات الكالمية‬
‫واآليديولوجية‪ ،‬وهنا يدعو التقني العقل العربي للتحول من صناعة الكلمات الى صناعة االشياء"‪.‬‬

‫‪ .7‬نتائج البحث‪-:‬‬
‫‪ .1‬لم تستطع التوجهات المعمارية العربية المعاصرة الخهروج مهن دوامهة التقليهد علهى الهرغم مهن المسهافة الواسهعة والههوة‬
‫العميقة بين الواقع العربي المعاصر والتراث ( إختالف الزمان)‪.‬‬
‫‪ .2‬التوجهات المعماريهة المعاصهرة تتهأرجح بهين طرفهي معادلهة مسهتحيلة الحهل وتطمهح إلهى تحقيهق التوافهق والتكامهل بهين‬
‫سلطتين مرجعيتين مختلفتين تماماً‪ ،‬متنافستين ومتصارعتين بحكم انتمائهما إلى زمان ومكان مختلفين‪ ،‬ونمطهين حضهاريين‬
‫متباينين‪ :‬سلطة النموذج العربي اإلسالمي (التراث) وسلطة النموذج الغربي المعاصر‪.‬‬
‫‪ .3‬لههم يسههتطيع الفكههر العربههي المعاصههر ضههمن التوجهههات الثالثههة الخههروج مههن دائههرة المصههطلحات باتخههاذ التههراث رمههزاً‬
‫لألصههالة والغههرب رمههزاً للحداثههة‪ ،‬مههع طرحههها كإشههكالية جعلههت العقههل العربههي المعاصههر أسههير بههدائل تهـُقيم أصههالتها بمههدى‬
‫ارتباطها بالتراث ومعاصرتها بمدى ارتباطها بالغرب‪.‬‬
‫‪ .4‬إن خطأ المقدمات يؤدي بالضهرورة إلهى خطهأ النتهائج‪ ،‬فاتخهاذ مصهطلح األصهالة باعتبهاره يمثهل التهراث‪ ،‬يعطهي نتيجهة‬
‫مسبقة بأن أي نتاج فكري أو مادي لن يكون أصيالً إال باتباع التراث كمرجعية‪ ،‬وكذلك المعاصهرة باعتبارهها الغهرب‪ ،‬فهإن‬
‫أي نتاج لن يكون معاصراً إذا لم يقتفي آثار الغرب‪ .‬فأصبحت المصطلحات تـُشكل عائقا ً في طريق بنهاء التوجهه المعمهاري‬
‫العربي المعاصر‪.‬‬
‫‪ .5‬العمارة ا لعربية المعاصرة من خالل طروحاتها الفكرية ونتاجها المادي فهي الواقهع اسهتطاعت بأمانهة أن تعكهس التوجهه‬
‫فيهه‪ ،‬وحالهة الفوضهى واإلربهاك التهي‬ ‫الفكري العام السائد الذي زامنها بمعنى أنها كانت واقعية بالنسبة للعصهر الهذي تعهي‬
‫تشهدها العمارة العربية المعاصرة تشير إلى وجود حالة من اإلرباك يشهدها واقع الفكر العربي المعاصر‪.‬‬
‫‪ .6‬العمارة العربية المعاصرة ضمن التوجهات المطروحة لم تستطع الوصول إلى أهدافها في تحقيق الهوية وظلهت تمثهل‬
‫تجارب معمارية فردية‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

‫‪ .8‬التوصيات‪-:‬‬
‫يوصي البحث ومن أجل إرساء دعائم النظرة المستقبلية لبناء الهوية العربية في العمارة المعاصرة بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة فهم الذات للعقل العربي في الزمان والمكان باعتبهاره يمثهل نقطهة االنطهالق الحقيقيهة لكهل نتهاج فكهري ومهادي‬
‫معاصر‪.‬‬
‫‪ .2‬تقييم اإلنتاج المعماري العربي المستقبلي على أساس مدى تعبيره عن حاجهات ورغبهات اإلنسهان العربهي ضهمن الواقهع‬
‫في المكان والزمان بعيداً عن المصطلحات‪ ،‬كالتراث والحداثة‪ ،‬التي أصبحت تشكل عبئا ً يعرقهل آليهة تفكيهر العقهل العربهي‬
‫المعاصر‪ .‬فمصطلح إشكالية التراث والمعاصرة قد أدى إلى زيادة اإلرباك في فهم الواقهع العربهي‪ ،‬واالنشهغال عهن مرحلهة‬
‫البناء الفكري المعاصر ونتاجه المادي في مشروعية المسميات‪.‬‬
‫‪ .3‬أن الهويههة فههي العمههارة تتحههدد فههي بنههاء توجههه فكههري معمههاري يسههتوعب ويلبههي متطلبههات وحاجههات وسههلوكيات وتقاليههد‬
‫العربي اليوم ضمن احترام لخصوصية المكهان ( المنهاخ‪ ،‬التضهاريس‪ ،‬المهوارد المتهوفرة) ومها يهوفره الزمهان الحاضهر مهن‬
‫تكنولوجيا تساعد في تطبيق الفكهر‪ ،‬وبالتهالي سهتكون الهويهة المعماريهة العربيهة ههي النتيجهة الحتميهة عنهد الوصهول للحلهول‬
‫المرضية لإلنسان في المكان والزمان‪.‬‬
‫‪ .4‬التقليههد فههي العمههارة وكههل الفنههون كبدايههة‪ ،‬ممكههن أن يكههون مههدعاة لصههقل المواهههب ومرحلههة إنتقاليههة إلههى التعبيههر الههذاتي‬
‫الخاص‪ .‬إال أن الوقوف عند مرحلهة التقليهد واالقتنهاع بههذه المرحلهة ههو أسهاس المشهكلة‪ ،‬لهذلك فهإن التحليهل والنقهد والتقيهيم‬
‫المسههتمر للمرحلههة وتشههخيص األخطههاء يمكههن أن يههتمخض عههن مرحلههة مههن الههوعي الناضههج فههي بنههاء المعاصههرة فههي النتههاج‬
‫الفكري والمادي للعمارة العربية‪.‬‬

‫المراجع العربية‪-:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم‪ ،‬عبدالباقي‪ .‬تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة‪ .‬القاهرة ‪ :‬مركز الدراسات‬
‫التخطيطية والمعمارية ‪.1982 ،‬‬
‫‪- Ibrahim, Abdul Baki, Taasel al- qiam alhatharia fi binaa' al-madina al-isalmia al-‬‬
‫‪mua'sera. Al-qahera: markaz al-dirasat al- takhtetea wa al- miamaria, 1982.‬‬
‫‪ .2‬أدونيس‪ .‬المحيط األسود‪ .‬بيروت ‪ :‬دار المساقي‪.2005 ،‬‬
‫‪- Adonees. Al- Muheet al- aswad. Beirut: dar al saqi, 2005.‬‬
‫الجابري ‪ ،‬محمد عابد‪ .‬الخطاب العربي المعاصر‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪.1982 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪- Al- Jaberi, Mohammed Abed. Al-khitab al-arabi al- muasir. Beirut: Dar al-talea li al-tibaa‬‬
‫‪wa al nasher, 1982.‬‬
‫‪ .4‬الجابري‪ ،‬علي حسين‪ .‬العقالنية العربية النقدية والموقف من المتغيرات الفلسفية العالمية المعاصرة‪ -‬الفكر الفلسفي‬
‫العربي المعاصر‪ .‬بغداد‪ :‬بيت الحكمة‪ ،‬مطبعة األديب‪.1999 ،‬‬
‫‪- Al- Jaberi, Ali Hussain. Al- aqlania al-arabia al-naqdia wa al-mawqf min al- mutaghairat‬‬
‫‪al-falsafia al-alamia al- muasira- al-fikr al-falsafi al-arabi al-muaser. Baghdad: bait al-‬‬
‫‪hikma, matbaat al- adeeb, 1999.‬‬
‫‪ .5‬الجادرجي‪ ،‬رفعت‪ .‬األخيضر والقصر البلوري‪ .‬لندن ‪ :‬رياض الريس للكتب و النشر ‪.1991،‬‬
‫‪- Al- Ahaderchi, Rifaat. Al- akhethir wa al-qasr al-balori. London: Ryath al-rais le al-kutub‬‬
‫‪wa al-nashir, 1991.‬‬
‫‪ .6‬الجادرجي‪ ،‬رفعت‪ ".‬دور التراث في العمارة العربية المعاصرة في العراق‪ ".‬مجلة فنون عربية ع‪-17:)1981( 3‬‬
‫‪.18‬‬
‫‪342‬‬
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

-Al- Chaderchi, Rifaat " Daur al-turath fi al- amara al-arabia al- muasira fi al-iraq" majalat
finon Arabia #3 (1981):17-18.
.‫" مدونة الكترونية‬.‫ " الحداثة في قالب محلي‬.‫ رفعت‬،‫ الجادرجي‬.7
.)2018-5-3 ‫ (تاريخ الزيارة‬http://layoutmeg.blogspot.com/2017/05/blog-post_3.html
- Al- Chaderchi, Rifaat "Al-hadatha fi qalib mahali" muduana alikitronia (al ziara 3-5-2018).
.1999 ،‫ المكتبة البولسية‬:‫ بيروت‬.‫ قراءة للفكر العربي الحالي‬-‫ تراث وحداثة‬.‫ بولس‬،‫ الخوري‬.8
- Al-Khori, Polis. Turath wa hadatha- qiraa lil-fiker al- arabi al-hali. Beirut: al-maktaba al-
polisya,1999.
.‫" مجلة إيالف األلكترونية‬.‫ مهنية المنجز وحداثته‬-‫ " عمارة مكتب هشام منير‬.‫ خالد‬،‫ السلطاني‬.9
.)2018 -7-9 ‫ (تاريخ الزيارة‬http://elaph.com/Web/Culture/2011/5/656803.html
- Al-Sultani, Khalid." Amarat maktab hisham muner- mahaniat al- mungaz wa hadathituho."
Majalat ilaf al- alikitronia (ziara 9-7-2018).
.‫" مجلة الحوار المتمدن األلكترونية‬.‫المفهوم الخاص للمكان‬- ‫ "عمارة قحطان عوني‬.‫ خالد‬،‫ السلطاني‬.10
.)2018 -7-10 ‫ (تاريخ الزيارة‬http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=107206
- Al-Sultani, Khalid."Amarat qahtan auni-al-mafhom al-khas lil-makan." Magalat alhiwar al-
mutamedin al-aleliktronia (ziara10-7-2018).
.‫األلكترونية‬ ‫الخبر‬ ‫مجلة‬ ".)‫بغداد‬ ‫(هوية‬ ‫معنى‬ ‫في‬ " .‫خالد‬ ،‫السلطاني‬ .11
.)2018 -7-10 ‫ (تاريخ الزيارة‬http://www.akhbaar.org/home/2008/10/55308.html
- Al-Sultani, Khalid. " Fi maana (hawiat baghdad)." Magalat alkhabar al-aleliktronia
(ziara10-7-2018).
‫ دار الشؤون الثقافية‬:‫ بغداد‬.‫ دراسة معمقة للبحث عن منهج جديد للفكر العربي المعاصر‬.‫عبد األمير‬،‫ األعسم‬.12
.1997 ،‫العامة‬
- Al-Aasam, Abd Al-Ameer. Derasa muamaka lilbahith an manhag gadeed lil-fiker al-arabi
al-muaser. Baghdad: dar al-shiaon al-thaqafia al-ama,1997.
.1978 ،‫ الموسوعة الصغيرة‬:‫ بغداد‬.‫ المدخل إلى الفكر الفلسفي عند العرب‬.‫ جعفر‬،‫ آل ياسين‬.13
- Al-yaseen, gaafar. Al-madkhal ila al-fiker al-falsafi ind al-raba. Baghdad: al-mausoa al-
saghera, 1978.
-158: )2001)6-5 ‫" مجلة آفاق عربية ع‬.‫ " التراث والمعاصرة والتوجهات الحديثة في العمارة‬.‫ حسام‬،‫ الراوي‬.14
.161
- Al-Rawi, Hussam." Al-turath wa al-muasara wa al-tawaguhat al-haditha fi al-amara."
Magalat afaq arabia #5-6(2001): 158-161.
.1997:‫ بغداد‬.‫ العلم والتكنولوجيا في الوطن العربي وتحديات العصر‬.‫ ناجح‬،‫ الراوي‬.15
- Al-Rawi, Najeh. Al-elm wa al-taknalogia fi al-watan al-rabi wa tahadiat al-aser.
Baghdad:1997.
.36-32 :)1985(9‫" مجلة آفاق عربية ع‬.‫" العمارة الحديثة في العراق‬.‫ خالد‬،‫ السلطاني‬.16
- Al-Sultani, Khalid. " Al- amara al-haditha fi al-iraq." Magalat afaq arabia #9(1985): 32-36.

343
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

.1998 ، ‫ مؤتمر إشكالية الهوية‬:‫" عمان‬.‫" العمارة المعاصرة في العالم اإلسالمي‬.‫ قبيلة فارس‬،‫ المالكي‬.17
- Al-Maliki, qabila faris." Al-amara al-muasira fi al-alam al-islami." Amman: moatamir
ishkaliat al-hawia, 1998.
.1987 ، ‫ دار الشؤون الثقافية العامة‬: ‫ بغداد‬. ‫ العمارة الحديثة في العراق‬.‫ عقيل‬، ‫ المال حوي‬.18
- Al-Mula huwaish, Aqel. Al-amara al-haditha fi al- iraq. Bghdad: Dar al-shuaon al-thaqafia
al-ama, 1987.
‫ دار الشؤون الثقافية‬:‫ بغداد‬.‫ تحدي البقاء الحضاري لألمة العربية‬-‫ العلم والتقانة وإعداد اإلنسان‬.‫ طه تايه‬،‫ النعيمي‬.19
.1997 ،‫العامة‬
- Al-Nuaimi, Taha Taih. Al-elm wa takana wa e'adad al-insan- tahadi al-baqa'a al-hathari
lil- uma al-arabia. Baghdad: Dar al-shuaon al-thaqafia al-ama,1997.
.1971،‫ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر‬:‫ القاهرة‬،‫ ترجمة خيري حماد‬.‫ تاريخ ومستقبل‬-‫ العرب‬.‫ جاك‬،‫ بيرك‬.20
- Berk, jak. Al-arab – tarekh wa mustaqbal. Targamat khairy hammad, Al-qahira: al-haiaa al-
masrya al-ama lil-ta'aleef wa al-nasher,1971
‫ دار الطليعة للطباعة‬:‫ بغداد‬.‫ بحث في مناهج النقد المعماري‬-‫ المذاهب الفكرية الحديثة والعمارة‬.‫ ينار حسن‬،‫ جدو‬.21
.1993،‫والنشر‬
- Gedo, Yanar Hasan. Al-mathahib al-fikrya al-hadeetha wa al-amara- bahith fi manhag al-
nagid al-mi'amari. Baghdad: Dar al-taleea lil-tiba'a wa al-nashir,1993
.1998 ،‫ مؤتمر إشكالية الهوية‬: ‫" عمان‬.‫" البعد الحضري في العمارة اإلسالمية‬.‫ محمد ماجد‬،‫ خلوصي‬.22
- Khalusi, Mohammed Majid." Al-bu'ad al-hathari fi al-amara al-islamia." Amman: moatamir
ishkaliat al-hawia, 1998.
.1987،‫ جامعة بغداد‬،‫ قسم الهندسة المعمارية‬،‫ ماجستير‬.‫ الخصوصية في العمارة‬. ‫ غادة موسى‬،‫ رزوقي‬.23
- Rizoqi, ghada Musa. Al-khususya fi al-amara. Magestair, qissim al-handsa al-mi'amarya,
gamia't baghdad,1987
.2001،‫ جامعة بغداد‬،‫ قسم الهندسة المعمارية‬،‫ ماجستير‬.‫ نحو عمارة عربية إسالمية معاصرة‬.‫ جنان‬،‫ شفيق‬.24
- Shafiq, Jeanan. Nahwa imara Arabia Islamia mua'sira. Magestair, qissim al-handsa al-
mi'amarya, gamia't baghdad, 2001.
. 1979 ،‫ دار الطليعة للطباعة و النشر‬:‫ بيروت‬.‫ التراث والثورة‬.‫ غالي‬،‫ شكري‬.25
- Shukri, Ghali. Al-turath wa al-thawra. Beirut: Dar al-talea' lil-tiba'a wa al-nashir,1979
.1980 ،‫ دار العلم للماليين‬:‫ بيروت‬.‫ تحديث العقل العربي‬.‫ حسن‬،‫ صعب‬.26
- Saub,Hasan. Tahdeeth al-aqel al-arabi. Beirut: Dar al-elm lil-malayeen,1980.
.‫ دراسة مقارنة في فكر حسن حنفي ومحمد عابد الجابري‬-‫ النهضة في الفكر العربي المعاصر‬.‫ خالد حسين‬،‫ عبدهللا‬.27
.2010 ،‫ مكتبة مدبولي‬:‫القاهرة‬
- Abdulah, khalid Hussain. Al-nahda fi al-fiker al-arabi al-mua'sir-derasa muqarina fi fiker
hassan hanafi wa muhammed abd al-gaberi. Al-qahira: maktabat madbuli, 2010.
.1997 ، ‫ الجامعة التكنولوجية‬،‫ قسم الهندسة المعمارية‬،‫ دكتوراه‬.‫ المكان كنظام‬.‫ رافد‬،‫ عبداللطيف‬.28
- Abul-Latheef, Rafid. Al-makan knizam. Diktorah, qissim al-handsa al-mi'amarya, al-gamea'
al-taknologya,1997.
.2001 ،‫ المجلس األعلى للثقافة‬:‫ القاهرة‬.‫ تيارات الفكر العربي المعاصر‬.‫ مصطفى‬،‫ عبد الغني‬.29

344
‫العدد الثالث عشر‬ ‫مجلة العمارة والفنون‬

- Abd Al-Ghani, Mustafa. Tayarat al-fiker al-arabi al-mua'ser, Al-qahira: al-maglis al-aa'la
lil-thekafa,2001.
.‫" صحيفة حريات األلكترونية‬.‫"تيارات الفكر العربي وسلطة األنموذج‬.‫عباس رحيم‬،‫عزيز‬. 30
.)2018 -7-20 ‫ (تاريخ الزيارة‬http://www.hurriyatsudan.com/?p=53133
- Aziz, Abbas Raheem." Tayarat al-fiker al-arabi wa sultat al-inmothag." Saheefat huriat al-
alektronia, (ziara 20-7-2018).
.1971، ‫ دار الشروق للطباعة‬: ‫ بيروت‬.‫ تحديث الفكر العربي‬.‫ زكي نجيب‬، ‫ محمود‬.31
- Mahmoud, Zaki Nageeb. Tahdeeth al-fiker al-arabi.Beirut: Dar al-shrouq lil-teba'a, 1971.
.2004،‫ دار الشروق‬:‫ القاهرة‬.‫ تجديد الفكر العربي‬.‫ زكي نجيب‬،‫ محمود‬.32
- Mahmoud, Zaki Nageeb. Tagdeed al-fiker al-arabi.Al-qahira: Dar al-shrouq, 2004.
‫ جامعة السودان للعلوم‬،‫ كلية الهندسة‬،‫ ماجستير‬.‫ أزمة هوية العمارة في المدينة العربية المعاصرة‬.‫ سحر فالح‬،‫ مكي‬.33
.2005 ،‫والتكنولوجيا‬
- Meki, Sahar Falih. Azmat haweiat al-imara fi al-madina al-arabia al-muasira. Magestair,
kuliat al-handasa, gamia't al-sudan lil-ilom wa al-taknologya, 2005.
‫ قسم الهندسة‬،‫ دكتوراه‬.‫ العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصرية‬.‫ خالد علي‬،‫ يوسف‬.34
.2001، ‫ جامعة أسيوط‬،‫المعمارية‬
- Yousif, khalid Ali. Al-amara al-mu'asira wa al-mardod al-fikri wa al-tatbeqi ala al-amara
al-masria. Dictora, qisim al-handasa al-mi'amarya, gami'at asyut,2001

-:‫المراجع األجنبية‬
Collins, Peter. Changing Ideals in Modern Architecture- 1750-1950. London: McGill-Queen's .35
.University Press,1975
Gregotti, Vittorio. "Territory and Architecture." Architectural Design Profile 59, No.5-6 (1985): .36
pp28-34.
An Alternative to Mass Housing. London: Urban International Teicher, J. and Habraken N.J..37
Press, 1999.
Leuthäuser, Gabriele and Gössel P. Architecture in the Twentieth Century. UK: Taschen, 2005..38
Lynch Kevin. The image of the city. London: MIT Press, 1960..39
Parr, A. and Zaretsky M. New Directions in Sustainable Design. London: Routledge, 2011..40
Rapoport, Amos. Culture, Architecture, and Design. NY: Locke Science Publishing Company,.41
.2005
Schulz, Ch. Norberg. The Concept of Dwelling-On the Way to Figurative Architecture. NY: .42
Electa/Rizzoli, 1985.
.Udo, Kulrermann. Architecture in the 20th Century. NY: Van Nostrand Reinhold, 1993.43

345

You might also like