Professional Documents
Culture Documents
المذكرات الشخصية وكتابة التاريخ
المذكرات الشخصية وكتابة التاريخ
المذكرات الشخصية وكتابة التاريخ
تنوعا كبي ًرا وف ًقا لموضوعات البحث وللعصور التاريخية التي نتعامل معها وللمناهج
ً تتنوع مصادر كتابة التاريخ
التي نتبعها في تحليل الظاهرة التاريخية التي ندرسها؛ من بين هذه المصادر المذكرات الشخصية ،التي تعد في حالة
مصر أحد المصادر المهمة لدراسة التاريخ المصري الحديث والمعاصر ،حيث تغيب الوثائق في كثير من األحيان،
1
إما بفعل غياب الوعي األرشيفي أو بسبب قيود اإلتاحة.
وهناك عدد كبير من المذكرات التي كتبها سياسيون ومسؤولون في الدولة ومصريون ومصريات شاركوا في العمل
مخطوطا
ً حا ومنشو ًرا ،وما زال بعضها
العام بصور مختلفة منذ منتصف القرن التاسع عشر ،وقد أصبح كثير منها متا ً
يحتاج لنشره ،بل ما زلنا نكتشف مذكرات ويوميات جديدة لم تكن معروفة.
كذلك هناك مذكرات ويوميات كتبها أشخاص بعيدون عن العمل العام ،تكتشف بالمصادفة ،قد تكون في أحيان
مهما للتعرف على رؤى مختلفة لألحداث الكبرى فهي تكشف
ً كثيرة غنية بالمعلومات الجديدة ،وتشكل مصد ًرا
عن رؤية األحداث من زاوية بعيدة عن تلك التي يراها منها المشاركون فيها ،وتقدم هذه المذكرات مجتمعة مادة
غنية للباحث وتكشف جوانب خافية في تاريخنا السياسي واالجتماعي والثقافي.
و يثير موضوع المذكرات الشخصية عدة تساؤالت أولية حول ما يمكن أن يوصف بأنه مذكرات ،ومدى مصداقية
هذا النوع من الكتابات ،وإمكانية االستناد إليها كمصدر ُيوثق به لدراسة التاريخ 2،والحقيقة أنه منذ بدأ هذا النوع
من الكتابات يعتمد كمصدر للدراسة التاريخية لدى باحثينا أثار نقاشات عدة بين المتخصصين ،تحول بعضها إلى
3
معارك فكرية وسياسية.
وسوف تناقش هذه الورقة بعض هذه التساؤالت محاول ًة تقديم إجابة عليها ،مع تقديم بعض النماذج للمذكرات
التي وصلتنا من العقود الثالثة األولى للقرن العشرين ،تلك السنوات التي شهدت بداية موجة جديدة من الحراك
السياسي توجتها ثورة ،1919واهي فترة شاع بين الفاعلين فيها عادة كتابة مذكراتهم ،وسأحاول أن أبين سياقات
كتابة هذه المذكرات وكيفية انتقالها إلينا وأهميتها كمصدر لدراسة التاريخ.
1
Page
ا
أوًل :الكتابة عن الذات
فالسيرة الذاتية هي ما يسرد فيه الشخص قصة حياته على لسانه كما وقعت أو كما يرغب هو أن يقدمها 4،ولدينا
نماذج كثيرة من هذا النوع عبر مدى زمني طويل كتبها أدباء وفنانون ،من أبرزها "األيام" لطه حسين 5،التي يصنفها
أيضا "حياتي" ألحمد
البعض باعتبارها أول سيرة ذاتية عربية حديثة 6،وأعتقد أنه أمر يحتاج لمراجعة ،ومن أمثلتها ً
أمين ،و"زهرة العمر" و"أوراق العمر" لتوفيق الحكيم ،و"أوراق العمر" للدكتور لويس عوض ،و"حملة تفتيش
"يوما أو بعض يوم"
ا أوراق شخصية" للطيفة الزيات ،و"مذكرات إنجي أفالطون من الطفولة إلى السجن" ،و
"خط العتبة" و"الخليج العاشق" لفتحي رضوان" ،قصة حياة
ِّ لمحمد سلماوي ،ومن السير الذاتية للسياسيين
عادية" ليحيى الجمل ،و"كتابيه" لعمر موسى ،وعادة ما يأتي الحديث في هذا النوع من الكتابة عن الذات بضمير
المتكلم ،لكن في بعض الحاالت يستخدم الكاتب وهو يروي سيرته الذاتية ضمير الغائب ،مثلما فعل طه حسين في
"األيام" ،وعادة ما يحكي صاحب السيرة قصة حياته منذ الميالد أو منذ وعى الدنيا إن أردنا الدقة ،لكنه يختار ما
ً
تفصيال ،وقد يرجع في بعض األحيان إلى مصادر مختلفة يراه من مواقف مر بها تستحق التوقف عندها و يسردها
يسد بها فجوات الذا كرة.
وهناك السيرة الذاتية التي تأخذ طابع النص األدبي ،الذي يحكي حياة صاحبها أو صاحبتها أو مرحلة من مراحلها
مع دراجات متفاوتة من المزج الروائي ،ونماذج هذا النوع متعددة في أدبنا المصري بعضها يقترب أ كثر للسيرة
الذاتية المروية بضمير الغائب ،والبعض اآلخر مثل "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم تصنف كروايات سيرة
ذاتية ومثلها "حجر دافئ" لرضوى عاشور ،كما تصنف بعض نصوص السير الذاتية تحت ما يعرف بأدب االعتراف،
7
وتذهب بعض الدراسات الحديثة إلى أنه من الصعب اآلن التمييز بين هذه األنواع األدبية ووضع الحدود بينها.
نوعا من أنواع الكتابة عن الذات ،حيث يروي فيه صاحبه مشاهداته وانطباعاته عن
ويمكن أن نعتبر أدب الرحلة ً
رحالته في بالد مختلفة عن موطنه ،والنصوص التي تندرج تحت أدب الرحلة قديمة ،ومن أقدم ما وصلنا من نصوص
أدب الرحلة ما دون على جدران مقبرة الرحلة المصري القديم حر خوف 8،ومن أشهر تلك النصوص كتاب المؤرخ
اإلغريقي هيرودوت؛ فتاريخه "تمحيص األخبار" جاء نتاج رحالته ومشاهداته فهو مؤرخ رحالة جمع تاريخه من
جوالته في العالم القديم 9،ويزخر التراث العربي بكتب الرحالت 10،ومنذ رحلة الطهطاوي إلى باريس 11كتب عدد من
المصريين المحدثين فيما يمكن أن يصنف تحت أدب الرحلة.
12
2
Page
وهناك أخي ًرا ما يسمى بالمذكرات ،وهي موضوع هذه الورقة؛ ويمكن أن نميز فيما يطلق عليه مسمى المذكرات
تماما :األول الذكريات والثاني اليوميات ،ورغم أن كالهما يحمل مسمى المذكرات إال أن هناك
ً بين شكلين مختلفين
اختالفات جوهرية بينهما.
تندرج كل هذه األنواع السابقة (السيرة الذاتية والسيرة األدبية وأدب الرحلة والذكريات واليوميات) تحت عنوان
الكتابة عن الذات ،لكن هناك فوارق عدة بينها :فارق في موضعها بين أنواع السرد المختلفة ،وفارق في القصد من
وما، ً
فضال عن التفاوت الزمني بين ظهور هذه األنواع عم ً وراء تدوينها ،وفارق في موقعها بين مصادر دراسة التاريخ،
وظهورها ورسوخها في الثقافة العربية والمصرية بشكل خاص.
ورغم التفاوت الزمني بين ظهور هذه األنواع من الكتابة عن الذات في مصر فإن جلها ظهر منذ القرن التاسع عشر
بين المصريين وبين بعض من عاشوا في مصر وعملوا فيها لفترات متفاوتة ،فتضم أوراق حككيان ما يمكن أن
نعتبره يومياته 13،كما دون محمد عبده سيرة ذاتية ،ويوميات تغطي فترة الثورة 14،وكتب رفاعة الطهطاوي في أدب
وسجل نوبار باشا ذكرياته التي كتبها ألسرته ليشرح فيها الرحلة 15،وأحمد فارس الشدياق في رواية السيرة،
16
كثي ًرا ما تحمل أغلفة الكتب عنوان مذكرات ،لكن هذه المذكرات تنقسم إلى نوعين من الكتابة الذاتية مختلفين
إلى حد كبير؛ يمكن أن نطلق على أحدهما مسمى الذكريات ،وعلى اآلخر مسمى اليوميات ،وهي التي ينطبق عليها
المفهوم العلمي الدقيق للمذكرات.
وقد شهدت مصر في القرن ونصف القرن الماضيين موجات متوالية لقيام عدد من الشخصيات العامة بنشر
ذكرياتهم في كتابات تحمل عادة عنوان المذكرات أو الشهادات ،وهي مؤلفات يكتبها أصحابها أو يملونها على من
يحررها باسمهم ،وال تتضمن مجمل سيرة حياتهم على األغلب ،بل تركز على مرحلة من مراحلها لعبوا فيها دو ًرا في
العمل العام ،وهذا النوع يكتبه أصحابه بشكل قصدي ليقدموا شهادة على تلك المرحلة أو ليبرروا مواقفهم
ويدافعوا عنها أمام الناس.
والمسمى األدق لهذا النوع من الكتابات الذكريات ،حيث أنها تعتمد عادة على ما ترسب في ذهن صاحبها عن
األحداث التي عايشها ولعب دو ًرا فيها ،وفي كثير من األحيان يعتمد أصحاب الذكريات على بعض المصادر لدعم ما
يكتبونه أو للتيقن مما يتذكرونه ،مثل الصحف أو بعض الوثائق الرسمية والخاصة أو على بعض ما دونوه متفر ًقا
من مالحظات وقت وقوع األحداث التي يكتبون عنها ،مثلما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في تقديمه لمذكراته
ا
قليال رجعت فيه إلى التي صدرت في جزئين" :هذه مذكرات في السياسة المصرية استمليتها من الذا كرة ،إًل
3
Page
الصحف لمزيد من الدقة في التأريخ للحوادث ،أو في تصوير ما غشي عليه الزمن بحجاب جعلني ًل أطمئن كل
18
اًلطمئنان إلى ما بقي في الذا كرة من صورته".
ترجع الموجة األولى من المذكرات إلى الفترة التي تلت هزيمة الثورة العرابية وبداية االحتالل اإلنجليزي لمصر،
حيث دون عدد من المشاركين في الثورة ذكرياتهم عنها ،وصدرت في شكل مؤلفات توثق الحدث التاريخي من
وجهة نظر كل منهم ،وقد صدرت بعض هذه المؤلفات مطبوعة بعد سنوات من كتابتها وبعد وفاة أصحابها،
وعكست هذه الكتابات تباين مواقف رجال الثورة والمشاركين في الحدث بعد الهزيمة؛ وإذا أردنا أن نتوقف عند
هذه النماذج فسوف نكتشف أنها في غالبيتها العظمى تدخل تحت تصنيف الذكريات حتى لو أطلق عليها أصحابها
مسمى المذكرات ،بل سنكتشف أن بعضها تعامل معها أصحابها باعتبارها مؤلفات في التاريخ ،وبعضها جاءت
كتوليف لكتابات متعددة ألصحابها وضعها جامعها بين دفتي كتاب ووصفها بأنها مذكرات.
من هذه النماذج كتاب "كان ويكون" لعبد هللا نديم ،والذي ألفه في فترة هربه ،حيث يقول في مقدمته" :وقد ابتدأت
الكتابة فيه في الساعة الثامنة من يوم الخميس 28ربيع الثاني عام 1300هجرية الموافق 8مارس عام 1883
ميالدية في قاعة ظلماء وحي ادا بعي ادا عن العلماء والكتب ّيات والجرائد مختف ايا متغي ابا عن الجواسيس والعيون
علي" 19،وتولى نشر الكتاب أخوه عبد الفتاح النديم بعد عودة النديم من النفي األول ،وقد فقدت
ّ من الباحثين
مخطوطا في دار الكتب المصرية،
ً بعض أجزاء الكتاب ،وعصر الدكتور محمد أحمد خلف هللا على الجزء الثالث منه
تحت عنوان تاريخ مصر في هذا العصر ،فحققه وقدم لع وأضاف إليه كتابات أخرى وأصدره عام 1956بعنوان "عبد
تماما عن أن يكون مذكرات 21،وهذا ما تؤكده الكلمات التي
ً هللا النديم ومذكراته السياسية" 20،ولكن الكتاب يبعد
عاما 22،وكذلك مقدمة عبد هللا النديم التي صدر بها عبد الفتاح النديم الكتاب ،الذي وصف الكتاب بأنه تاري ً
خا أدب ًيا ً
يشرح فيها سبب تأليفه للكتاب والتي أ كد فيها أن كتابه هذا كتاب في التاريخ 23،وربما ما يكون قد دفع البعض إلى
24
التعامل مع النص باعتباره مذكرات ما تخلله من فقرات متفرقة صاغها النديم في صورة يوميات.
ً
مثاال كتاب أحمد عرابي "كشف الستار عن سر األسرار" ،ذلك النص الذي ُيصنف باعتباره مذكرات وإذا أخذنا
أحمد عرابي ،والذي انتهى من كتابته في 26يولية سنة ،1910وصدرت طبعته األولى سنة 25،1926بعد وفاته
بسنوات ،وبعد ثورة 1919التي أتاحت رد االعتبار للثورة العرابية ،ثم صدرت له طبعة ثانية في عام 1953بتصدير
للواء محمد نجيب 26،هي التي حملت عنوان "مذكرات أحمد عرابي" ،فسوف نكتشف أن مبرره في تأليف كتابه
كان الرد على ما نشر عن الثورة العرابية في الصحف والمجالت وما ألفه البعض عنها من كتب رأى فيها بعدًا عن
الحقيقة ،ويرى محقق الطبعة الكاملة من المذكرات التي صدرت في ثالثة أجزاء الدكتور عبد المنعم الجميعي أن
الكتاب ال ينطبق عليه مفهوم المذكرات ويراه أقرب إلى الخواطر والذكريات 27،بل أن أحمد عرابي نفسه لم يصف ما
تمحيصا للتاريخ من درن األهواء
ا كتبه بأنه مذكرات ،بل قال" :رأيت أن أ كتب للناس كتاباا يهتدون به إلى الحقيقة
4
أما الكتاب الذي يحمل عنوان "مذكرات اإلمام محمد عبده" 29،فعبارة عن توليف لمجموعة مختلفة من النصوص
التي كتبها محمد عبده ،األمر الذي يقر به جامع هذه النصوص في تقديمه لها ،حيث يقول" :عنيت بأن أجعل هذه
المذكرات صورة صادقة للحياة الوطنية والسياسية لهذا اإلمام الكبير ،فلم أقتصر على نبذ عن الثورة العرابية
كتبها في دفتر صغير – وهو في السجن – بل جمعت كتاباته الوطنية وآراءه في محمد علي وإسماعيل وتوفيق،
وما كتبه بالتفصيل ثم باًلختصار عن الثورة العرابية وأسبابها وأحداثها والرجال الذين اشتركوا فيها ،وما دونه
من تحليل ألهداف هؤًلء الرجال ،وقد قمت بتحقيق ذلك وشرحه والتعليق عليه تعلي اقا علم ايا وتاريخ ايا دقي اقا،
تقديما جدي ادا ،بحيث اجتمع من ذلك ما يصح أن يطلق عليه اسم محمد عبده في حياته الوطنية ،أو
ا وتقديمه
مذكرات اإلمام محمد عبده ،وقد اخترت هذا اًلسم ألنها بقلمه" 30،إننا إ ًذا أمام مجموعة نصوص مختلفة ال يجمع
بينها إال أن كاتبها هو اإلمام محمد عبده ،فالصفحات األولى من المذكرات هي سيرة ذاتية مختصرة لمحمد عبده
منذ مولده إلى لقائه بالسيد جمال الدين األفغاني ،وتستغرق 20صفحة ،ويذكر في بدايتها أنه يكتب سيرته الذاتية،
31
نصا كتبه عن تاريخ مصر منذ زمن عصر محمد علي حتى هزيمة الثورة العرابية ،فقد جمع فيه
ثم يضم الكتاب ً
طاهر الطناحي بعض مقاالت محمد عبد ه مع الكتاب الذي ألفه عن الثورة العرابية بطلب من الخديوي عباس
حلمي الثاني ،وهذا النص يجمع بين التأريخ والذكريات ،وال يجوز تصنيفه باعتباره مذكرات ،ومن الجدير بالذكر أن
32
محمد عبده قد دون يوميات قصيرة في فترة الثورة العرابية ،نشرت في الجزء األول من أعماله الكاملة.
وتأتي الموجة الثانية من كتابة الذكريات في النصف األول من القرن العشرين ،وكثير منها يرتبط بثورة 1919
والصراع السياسي بعدها من أبرز نماذجها "مذكرات فخري عبد النور" 33عن مرحلة الثورة ،ومذكرات الخديوي
و"مذكرات في 35
التي نشرها بالفرنسية وترجمت إلى العربية بعدها بسنوات، 34
عباس حلمي الثاني "عهدي"،
السياسة المصرية" لمحمد حسين هيكل 36،و"مذكراتي" 37إلسماعيل صدقي ،و"مذكراتي 38"1951-1889لعبد
الرحمن الرافعي ،وقد نشرت أغلب هذه المذكرات في شكل مسلسل في بعض الصحف والمجالت وأعيد نشرها
في كتب بعد ذلك ،وقد نشر بعضها بعد انتهاء هذه الحقبة ،وجميع هذه النصوص تقع بين الذكريات والسيرة الذاتية،
وال يمكن أن تصنف باعتبارها مذكرات أو يوميات.
فذكريات فخري عبد النور عن الثورة دونها بين عامي 1938و ،1942نُشر بعضها في جريدة المصري وقتها ،كما
ً
فصال منها في سياق االحتفال بالعيد الخمسيني لثورة ،1919وأعادت جريدة الوفد نشرت المصور سنة 1969
جمعت في كتاب ألول مرة بتقديم لمصطفى أمين وتحقيق للدكتور يونان لبيب رزق في
نشرها مرة أخرى 39،ثم ُ
مطلع التسعينيات من القرن الماضي ،و يصف فخري عبد النور نفسه في تمهيده لما كتبه بأنه ذكريات دونها عن
5
Page
ثورة الشعب المصري 40،لكن الكتاب مدعم بعدد من الوثائق األصلية والصور الفوتوغرافية ،التي ترجع إلى سنوات
الثورة ،والتي تضيف إلى قيمته ،وتؤكد رواية صاحب الذكريات في مواجهة ما تسجله الوثائق البريطانية.
أما ذكريات عباس حلمي والتي اختار لها عنوان "عهدي" فقد بدأ تدوينها في عام ،1939حيث يذكر في التمهيد أنه
قرر بعد ربع قرن على تنحيته أن يرسم بيده لوحة عمله كحاكم؛41والكتاب يوثق فيه عباس حلمي لفترة حكمه التي
امتدت من 1892إلى ،1914لكنه يبدأ بصفحات قليلة يتحدث فيها عن جده (الخديوي إسماعيل) وأبيه (الخديوي
توفيق) ثم فصل قصير يتناول فيه طفولته وصباه حتى اعتالئه العرش ،والعمل في مجمله يصنف ضمن نوع
الذكريات السياسية.
كذلك كتب إسماعيل باشا صدقي سيرته الذاتية وذكرياته التي أسماها "مذكراتي" في نهاية األربعينيات بطلب من
جمعت في كتاب صدر عن دار الهالل سنة ،1950ومن استعراض
مجلة المصور 42،وبعد نشر المذكرات مسلسلة ُ
عناوين فصول الذكريات يتضح أنها ذكريات دفاعية يسعى فيها لتبرير المواقف التي حاز بسببها لقب عدو الشعب،
كما أنها ذكريات انتقائية ،لم يسجل فيها كل المواقف المهمة التي مر بها؛ مثل تجاهله لذكر حادث 4فبراير ،1942
األمر الذي فسره الدكتور سامي عبد النور محقق الطبعة الثانية من المذكرات بأنه محاولة لتالفي هجوم الوفد
43
عليه.
نموذج آخر للذكريات التي وضع لها صاحبها عنوان المذكرات ،مذكرات عبد الرحمن الرافعي ،التي انتهى منها في
أول فبراير سنة ،1952وهي خليط من الخواطر والذكريات والمذكرات المدونة وقت وقوع األحداث ،كما يشير
44
الرافعي في تقديمه الذي يحمل عنوان "هذه المذكرات".
ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عشنا مع موجتين من الذكريات ،الموجة األولى ارتبطت بالجدل الذي ثار
في المجتمع حول تقييم التجربة الناصرية ،والذي افتتحه توفيق الحكيم بكتابه "عودة الوعي" ،ثم كتابات الدكتور
فؤاد زكريا ،والردود عليهما ،ومن هنا انطلقت هذه الموجة مع فتح الباب أمام انتقاد التجربة الناصرية علنًا ،ومع
التغيرات السياسية التي شهدتها مصر بعد مايو ،1971وبدأت بمذكرات الرئيس محمد نجيب بعد رفع اإلقامة
الجبرية عنه ،وحملت ذكرياته عنوان "كلمتي للتاريخ" ،ثم توالى صدور ذكريات لعدد من الضباط األحرار 45،منهم
عبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وزكريا محيي الدين ويوسف صديق وثروت عكاشة ومحمود الجيار
ومنير حافظ وغيرهم ،وربما كانت مذكرات عبد اللطيف البغدادي أقربها إلى مفهوم المذكرات ،حيث صاغ مذكراته
اعتمادًا على يوميات كان يسجلها في حينها لكنه لم ينشرها ضمن كتابه وا كتفى باتخاذها مصد ًرا لما يكتب ،بينما
أخذت بعض المذكرات األخرى شكل الذكريات أمالها صاحبها على محرر يقوم بصياغتها ،وأحيانًا جاءت في صيغة
46
أسئلة وأجوبة.
6
Page
كذلك نشر بعض المدنيين ممن شاركوا في الحكم بعد يوليو 1952ذكرياتهم ،منهم سيد مرعي وفتحي رضوان
وعبد الوهاب البرلسي ،وضياء الدين داوود 47،وبينما ركزت معظم هذه الذكريات على فترة مشاركة أصحابها في
السلطة ،استعرض البعض اآلخر مجمل مراحل حياتهم ،كما نشر بعض كبار الصحفيين ذكرياتهم عن فترات من
حياتهم وما مروا به من تجارب ،مثل حافظ محمود ومصطفى أمين ،ومع عودة جماعة االخوان الى الساحة في بداية
عصر السادات ثم االنشقاقات التي حدثت داخل الجماعة ،بدأ عدد من قادتها في نشر ذكرياتهم من بينهم زينب
الغزالي ومحمود عبد الحليم وحسن عشماوي وغيرهم 48،كذلك ظهرت مذكرات لبعض ممن شاركوا في الحركة
الشيوعية المصرية ،مثل طاهر عبد الحكيم وفتحي عبد الفتاح وإلهام سيف النصر ومصطفى طيبة وفخري لبيب
وأبو سيف يوسف وغيرهم 49،واحتلت فترات االعتقال وما تعرض له اإلخوان والشيوعيون في السجون من تعذيب
مساحة من هذه المذكرات.
و ِفي اعقاب حرب ا كتوبر بدأت سلسلة جديدة من كتابة الذكريات للقادة العسكريين تناولت مرحلة الهزيمة وحرب
االستنزاف ثم حرب أ كتوبر 50،ومع توقيع معاهدة كامب ديفيد نشر عدد من رجال الدبلوماسية المصرية وممن
شاركوا في مراحل المفاوضات أو عارضوا االتفاقيات ذكرياتهم ،كذلك نشر عدد من رجال عصر السادات ذكرياتهم،
51
وفي سياق هذه الموجة كذلك نشر بعض رجال العهد الملكي ذكرياتهم في هذه الفترة ،وظهرت ذكريات دونت في
52
فترات سابقة إلى النور.
وجاءت ثورة 25يناير 2011والسنوات التي اعقبتها فتحت الباب امام موجة جديدة من كتابة الذات في صورة
ذكريات وشهادة لبعض من تولوا المسؤولية أو كانوا شهو ًدا بشكل أو بأخر على هذه الفترة ،ومنهم حازم الببالوي
وعلي السلمي وعبد العظيم حماد وأسامة هيكل وجودة عبد الخالق ،كذلك قدم الصحفي عمر قناوي شهادة مهمة
53
في كتابين خبرني العندليب والثورة المصنوعة.
وال يعني الحديث عن هذه "الموجات الكبرى" من الذكريات أن الكتابة عن الذات بأشكالها المتعددة قد توقفت
في أي فترة من الفترات ،لكن هناك مراحل تاريخية شهدت غزارة في هذا النوع من الكتابة بشكل الفت ،كما أن
النصوص التي أشرت إليها هنا هي مجرد نماذج للتمثيل لكن ما ظهر من مذكرات وذكريات وسير ذاتية على مدى
قرابة قرن ونصف أ كثر من ذلك بكثير ،وقد قدم عبد العظيم رمضان حص ًرا بالمذكرات التي صدرت حتى منتصف
ثمانينيات القرن الماضي 54،وصدرت بعد هذا الحصر عشرات من المذكرات والسير الذاتية.
ً
مسلسال في وفي جميع المراحل ارتبط نشر هذه الذكريات بجدل سياسي واسع ،خاصة وأن بعضها كان ينشر
الصحف والمجالت قبل أن يجمع في كتب ،لكن فترة السبعينيات كانت األعلى صوتًا في "حرب الذكريات" ،أثارت
مستويين للمعارك ،معارك وقت نشرها بين السياسيين ومعارك أ كاديمية.،
7
Page
يبقى نوع آخر من المذكرات الشخصية ،وينطبق عليه مفهوم المذكرات بشكل دقيق ،يعتبر األكثر أهمية ومصداقية
كمصدر أولي لدراسة التاريخ ،إنه اليوميات التي يدون فيها صاحبها ما يفعله ويقع له وما يمر به في حياته ً
يوما بيوم
أو يقوم بالتدوين بشكل متقطع كل عدة أيام على فترات متقاربة ،وبعض هذه اليوميات تبدأ مع بداية ارتباط
صاحبها بالعمل العام ،أو مع وصوله لسن معين ،أو مع مناسبة أو حدث أثر في حياته ،وقد يبدأ صاحب اليوميات
بموجز لحياته قبل بدأ تدوين يومياته ،وبعض أصحاب اليوميات يلتزم بالتدوين دون توقف ،بينما نجد أن آخرين
يتوقفون لفترات عن التدوين ثم يعودون إليه ثانية ،وبعض هذه اليوميات قصد بها أصحابها أن تنشر في حياتهم
أو بعد وفاتهم ،والبعض اآلخر كان يكتب يومياته لنفسه فقط ،أو هكذا يبدو لنا ،أي أننا أمام يوميات مقصودة
وأخرى غير مقصودة ،وهذا النوع الذي لم يقصد به أصحابه النشر يكون أ كثر مصداقية عادة.
ا
ثالثا :خمسة سياسيين ويومياتهم:
ظهر اهتمام الساسة المصريين والمشتغلين بالعمل العام بتدوين مذكراتهم اليومية منذ القرن التاسع عشر،
ومن اليوميات المبكرة التي وصلتنا أناقش هنا المذكرات أو اليوميات لخمسة من هؤالء الساسة هم أحمد شفيق
55
ومحمد فريد 56وسعد زغلول57 ،ومصطفى النحاس 58،وراغب إسكندر 59،من حيث سياق التدوين ،وكيفية وصولها
إلينا ،ومدى أهميتها ومصداقيتها.
بدأ أحمد شفيق باشا ( 60)1940-1860تدوين مذكراته منذ فترة مبكرة ،فكما يقول في مقدمة مذكراته" :كنت
أشعر منذ الحداثة بشغف قوي في تدوين مذكرات يومية عن دراستي وأحوالي ،وما أستطيع إدرا كه
61
ومشاهدته".
وقد قرر أحمد شفيق نشر مذكراته في الثالثينيات لقناعته بأهمية المذكرات كمصدر لدراسة التاريخ ،وال يخفي تأثره
بالغرب في ذلك ،ولشغفه بدراسة التاريخ ومطالعته 62،كما يعتبر أن مما غذى ميوله لكتابة المذكرات قربه من ولي
جا في ذلك من عهد
األمر مما أتاح له أن يقف على "مجرى الحوادث ومصادرها ،ومبعث أطوارها وتقلباتها ،متدر ا
63
الفتوة إلى عهد الكهولة".
نحن إذن في حالة أحمد شفيق باشا أمام رجل مدرك ألهمية كتابة اليوميات ،وكذلك ألهمية ما تحت يده من
معلومات بحكم قربه من الحاكم على مدى سنوات ،كما أنه مقر بأن ما تحويه مذكراته ليس إال زاوية رؤيته لألحداث
التي عاشها ،وقد بدأ المذكرات ككتابه تاريخية وذكريات ،ثم تتحول بعد ذلك الى يوميات ،لكنها يوميات موجهة
للجمهور من البداية.
8
Page
وقد تعرضت بعض هذه اليوميات للحذف وف ًقا لروايات بعض معاصريه الذين ذكروا أنهم نصحوه بحذف بعض
الفقرات وأنه استجاب لهم 64،كما يذكر أحمد شفيق نفسه أن جزء من هذه اليوميات كتبه في شبابه عن عصر
65
الخديوي إسماعيل صادرته السلطات وهو مبعد في أوروبا ،كما فقد بعضها في ظروف أخرى.
أما محمد فريد ( 66)1919-1868فقد بدأ تسجيل يومياته بأحداث عام ،1891وهي السنة التي انتقل فيها للعمل
بالنيابة وحاز رتبة الباكوية ،وينتهي ما وصل إلينا من هذا القسم من اليوميات بحوادث يونية سنة ،1897وقد اختار
لها فريد عنوان "تاريخ مصر من ابتداء سنة 1891مسيحية" 67،ويبدو أن هناك جزء مفقود من اليوميات ،ربما
68
كان يغطي الفترة حتى ،1904وهي السنة التي يبدأ بها القسم الثاني.
أما القسم الثاني من مذكرات محمد فريد فيحمل عنوان "مذكراتي بعد الهجرة" 69،وقد بدأ في تدوين اليوميات في
عام 1913وواصل الكتابة حتى قبيل وفاته ،وقد قدم لهذا الجزء بملخص للحوادث المهمة ابتدا ًء من سنة .1904
70
وتبدأ يوميات سعد زغلول ( 71)1927-1858بدايات متعددة ،فقد بدأ ألول مرة في تدوين ما يشبه اليوميات في
أ كتوبر 1897لعدة شهور ،ثم عاود الكتابة في مايو ،1903ثم في يناير ،1905أما اليوميات المنتظمة ف تبدأ من
72
أول يناير سنة .1907
ومن الواضح أن سعد زغلول قد بدأ في االنتظام في كتابة مذكراته بعد فترة وجيزة من توليه نظارة المعارف ،وتتخلل
ملخصا
ً اليوميات فترات توقف فيها سعد زغلول عن الكتابة ألسباب مختلفة ،وفي بعض األحيان كان يكتب
لحوادث الفترة التي أسقطها ،وفي بعض األحيان يذكر أن حالته النفسية أو الصحية لم تسمح له بالتدوين في هذه
الفترة التي سقطت من يومياته.
ومن الواضح أن سعد كان يكتب هذه اليوميات لنفسه ،ولم يكن يقصد نشرها في بداية األمر على األقل ،وكان
يكتب كل ما يعن له منتقدًا سلوكه الشخصي في بعض األحيان ،إنها يوميات تتضمن اعترافاته الشخصية ،وقد
أورد فيها عبارة دالة اختارها الدكتور عبد العظيم رمضان الذي أشرف على تحقيق األجزاء التسعة األولى من
المذكرات ،يقول فيها سعد "ويل لي من الذين يطالعون من بعدي هذه المذكرات".
74
9
Page
وتتناول "مذكرات النفي" لمصطفى النحاس ( 75)1965-1879رحلة نفي مصطفى النحاس إلى سيشيل مع سعد
زغلول وأربعة أخرين من قادة الوفد ،هم فتح هللا بركات وعاطف بركات وسينوت حنا ومكرم عبيد في ديسمبر
عاما ونصف العام؛ فقد قبضت سلطات االحتالل على سعد زغلول صباح يوم الجمعة 23
1921لفترة قاربت ً
ديسمبر ،1921وبعدها بساعات تم القبض على باقي المجموعة ،وتم ترحيلهم إلى السويس ومنها إلى عدن في
طريقهم إلى سيشيل ،ونتيجة للضغوط المتواصلة في مصر وبريطانيا تم نقل سعد زغلول إلى جبل طارق؛ فغادر
سيشيل يوم 17أغسطس 1922ليصل إلى جبل طارق يوم 3سبتمبر؛ ويستمر هناك حتى مارس ،1923أما باقي
76
المنفيين فقد استمروا في سيشيل عشرة أشهر أخرى.
وينطبق على هذه المذكرات مفهوم اليوميات ،ويغطي ما وصل إلى أيدينا منها في ثالث كراسات منفصلة الفترة من
19ديسمبر 1921حتى 12مارس ،1923أي أنها تبدأ قبل اعتقال سعد ورفاقه بأربعة أيام ،وال تستمر حتى نهاية
فترة النفي ،كما أن هناك فجوات طويلة فيها لم تصل إلينا أو لم يدون فيها مصطفى النحاس مذكرات؛ يبدو بوضوح
أنه قد بدأ في تدوين الكراسة األولى بعد بداية األزمة التي انتهت بنفي سعد ورفاقه ،لكن باقي المذكرات كما يتضح
من أسلوبها ،كانت يوميات يدونها الرجل في حينها ،باستثناءات قليلة؛ لكن هناك تفاوتًا واض ً
حا فيما كان يكتبه في
كل يوم وف ًقا لألحداث؛ فبعض األيام يشغل عدة صفحات وبعضها أسطر قليلة ،وبعضها ال يدون فيه أحداثًا إطال ًقا.
وقد ضع مصطفى النحاس عنوانًا للمذكرات على صفحة الغالف للكراسة األولى؛ فأسماها "مذكرات النفي" ،وقد
بدأت الكراسة األولى من مذكرات النفي بمقدمة بعنوان "عهد العنف والشدة واإلرهاب"؛ تناول فيها أجواء ما قبل
قرار النفي :األيام القليلة السابقة على القرار ،وفشل مفاوضات الوفد الرسمي المصري في لندن برئاسة عدلي يكن،
وضغوط اللورد أللنبي لقبول مشروع كرزون ،ثم استقالة الحكومة العدلية.
ويبدو أن هذه المذكرات كتبت لتنشر ،وأنها مذكرات "رسمية" بمعنى ما أو "عامة" بمصطلح النحاس ،وأنها محاولة
من الوفد المصري لتوثيق ما يتعرض له رجاله ،وأن المكلف بكتابتها في البداية كان فتح هللا بركات؛ لكنه حولها
لمذكرات شخصية ،وقد دب خالف بينه وبين مصطفى النحاس وسينوت حنا حول طريقته في كتابة المذكرات مما
نصوصا أخرى أو مذكرات أخرى
ً أدى إلى انتقال المهمة للنحاس ،كما يبدو ً
أيضا أن مصطفى النحاس كان يدون
خاصة به وحده ،لكن الواضح في مواضع كثيرة من الكراسة الثانية تحديدًا أنها لم تكتب بصيغة مذكرات عامة
لوما كثي ًرا لفتح هللا ،ويتهمه بالبخل ،وربما تكون الكراسة األولى والثالثة أقرب
فالنحاس يسرد آراء شخصية ويوجه ً
للمذكرات العامة والثانية مسودة لمذكراته الخاصة وكان سيختار منها العام فقط لتبييضه.
وتعد هذه هي المرة األولى التي تنشر فيها مذكرات لمصطفى النحاس بخطه؛ لكن من الجدير بالذكر هنا أنه منذ
سنوات نشر األستاذ أحمد عز الدين مذكرات منسوبة لمصطفى النحاس تحت عنوان :مذكرات مصطفى النحاس
-ربع قرن من السياسة في مصر 77،1952–1927وقد نشرت في جزئين؛ مع تقديم لكل جزء بقلم أحمد عز الدين،
10
ومقدمة للجزء األول بقلم محمد كامل البنا الذي كان سكرتي ًرا لمصطفى النحاس ،والذي قام بتدوين هذه المذكرات
Page
بشكل متفرق حسبما يذكر في مقدمته ،بمعنى أن تلك المذكرات لم تكن مدونة بخط مصطفى النحاس ،كما لم
تصغ في األصل بصورة مذكرات ممالة ،بل هي خليط من مشاهدات الرجل وإمالءات النحاس.
أما المذكرات اليومية لراغب إسكندر ( 78)1983-1888المحامي والسياسي الوفدي فقد بدأ في تدوينها في أول
ديسمبر سنة ،1922لكنه يروي فيها حوادث اليوم السابق على أول ديسمبر ،وما تبقى من هذه المذكرات ست
كراسات كبيرة ،تغطي مرحلتين مختلفتين األولى في أعوام 1922إلى ،1924والثانية في سنتي 1933و1934؛ وفي
تقديري أنه لم يتوقف عن الكتابة لكن باقي اليوميات فقدت مع األسف.
يبدأ يوميته بالقول" :تنتهي بانتهاء اليوم سنتي الرابعة والثالثين ،وقد ولدت في يوم أول ديسمبر سنة 79،"1888ويؤكد
أن هذه هي بداية يومياته حيث يقول" :وهذه أول مرة ابتدأ فيها بكتابة مذكراتي؛ أما الحوادث واألحوال السابقة لهذا اليوم
مدة ال 34سنة الماضية فسألخصها في دفتر خاص بها" 80،ويبدو أن راغب إسكندر اتخذ قرار لبدء في كتابة يومياته عندما
شعر بخطورة الدور الذي يلعبه ،وبأن هذه اليوميات من الممكن أن تشكل شهادة مهمة من فاعل أساسي في األحداث،
ويشير في بداية اليوميات إلى أنه يبدأ مرحلة جديدة فيقول" :وأبدأ اليوم حياة جديدة وأنا عضو وسكرتير للوفد المصري
الحالي ،ورئيسه معالي سعد باشا زغلول؛ وعضو كذلك في جمعية التوفيق القبطية ،ومستشار للجمعية الخيرية
81
القبطية".
قام أحمد شفيق باشا بنشر مذكراته بنفسه في حياته ،وكان قد قبلها "حوليات مصر السياسية" التي تغطي
السنوات من 1924أي السنة التي توقفت فيها مذكراته إلى ،1930كما ترك قبل وفاته موضوعات متفرقة كتبها
بعد المذكرات نشرها أبناؤه بعد وفاته بعنوان "أعمالي بعد مذكراتي" ،وقد رأى أن نشر المذكرات في حياته رغم أن
العادة جرت على نشر المذكرات بعد وفاة صاحبها كما يقول ،خشية تناثرها بعد وفاته ،أو نشرها مشوهة مبتورة،
ويقول" :كان من الشجاعة األدبية أن تنشر مذكرات في حياة مدونها فيحتمل وهو على قيد الحياة كل تبعة فيما
82
تسجل من الحوادث والشئون".
بينما وصلت أوراق محمد فريد ومذكراته إلى دار الكتب والوثائق القومية عن طريق نجله عبد الخالق فريد ،وقد
مرت المذكرات برحلة طويلة بين األيام السابقة على وفاة محمد فريد وانتقالها إلى الدار ،ثم ظهورها منشورة نش ًرا
علم ًيا؛ كان فريد يحفظ أوراقه لدى سيدة ألمانية كان يسكن عندها ،وعندما استشعر تدهور حالته الصحية استدعى
صديقه إسماعيل لبيب من جنيف إلى برلين ،وطلب منه استالم صندوق األوراق وتسليمه إلى ابنه عبد الخالق فريد
عندما يتمكن من العودة إلى مصر ويكبر االبن بصورة تسمح له بتحمل مسئولية الحفاظ على هذه األوراق حتى
مالئما لنشرها ،وقد توفي إسماعيل لبيب قبل أن يسلم الصندوق لعبد الخالق فريد،
ً يصبح الوضع العام في مصر
وتولت أرملته المهمة بعد ذلك ،ولم يعلم أحد بوجود المذكرات إال عدد قليل من أعضاء الحزب الوطني ،وقد
11
استعان بهذه األوراق عبد الرحمن الرافعي في تأليفه لكتابيه عن مصطفى كامل ومحمد فريد ،كما عرف بها الرأي
Page
العام عندما بدأ نشر أجزاء منها في مجلة "كل الناس والدنيا" عام ،1935وفي الستينيات نشر أجزاء منها كل من
محمد صبيح ،وخالل عامي 1963و 1964سلم عبد الخالق فريد المذكرات وما معها من أوراق إلى دار الوثائق
83
القومية ،لتبدأ مرحلة الجديدة من التعامل مع المذكرات.
ومرت مذكرات سعد زغلول برحلة مشابهة ،في االنتقال من يد ليد ،فقد أوصى سعد زغلول بأن تكون المذكرات
حوزة مصطفى النحاس وفتح هللا بركات ،وترك لمصطفى النحاس حق نشر المذكرات بالكيفية التي يراها وفي
الوقت الذي يراه مناس ًبا ،بعد مراجعتها سياس ًيا وعائل ًيا ،وبعد أن كادت بعض الكراسات تفقد من بيت األمة بطريق
الخطأ ،سلمت أم المصريين المذكرات لمصطفى النحاس ،وقد قام األخير بإيداعها في خزانة خاصة ببنك مصر خشية
االستيالء عليها من جانب حكومة االنقالب الدستوري (انقالب صدقي/فؤاد) ،وقد استخدم الوفد أجزاء من المذكرات
أ كثر من مرة في دعايته السياسية في الثالثينيات واألربعينيات ،وقد ثار نزاع قضائي بين ورثة سعد والنحاس على
حيازة المذكرات ،فاز فيه النحاس ،لكنه قرر في عام 1963نقل المذكرات لحيازة إلى بهي الدين بركات ،ثم انتقلت
84
حيازتها إلى دار الوثائق القومية مقابل تعويض مالي.
أما مذكرات النفي لمصطفى النحاس فقد حصلت على صورة من هذه المذكرات من القطب الوفدي الكبير األستاذ
فؤاد بدراوي ...كانت ضمن األوراق التي انتقلت لحيازة فؤاد باشا سراج الدين بعد وفاة السيدة زينب الوكيل،
وتسليم المنزل للمالك ،وقد عثر عليها األستاذ فؤاد بدراوي أثناء إخالء قصر فؤاد سراج الدين بعد أن باعه الورثة
وظلت مذكرة راغب إسكندر طي النسيان منذ وفاته عام ،1983وال أعرف المسارات التي أوصلتها إلى حيازة الدكتور
بطرس غالي ،ولكن راغب إسكندر هو زوج خالته ،قد اقترح علي الدكتور بطرس غالي أن أقوم بتحقيقها ونشرها،
فرحبت بذلك ،ولم أ كن أعرف وقتها عن راغب إسكندر إال القليل الذي صادفني وأنا أقرأ عن ثورة ،1919وحصلت
على صورة من الدفاتر الستة من الدكتور بطرس غالي قبل عام من وفاته ،وأقوم على تحقيقها حال ًيا ،وقد انتهيت
بالفعل من تحقيق الدفترين األول والثاني وبدأت في تحقيق الدفتر الثالث.
رابعا ا :هل تعتبر المذكرات واليوميات وثائق وما مدى مصداقيتها؟
يختلف البااحثون حول اعتباار اليومياات ماادة وثاائقياة ،فبينماا ياذهاب بعض المؤرخين إلى اعتباارهاا نو ًعاا من الوثاائق
الخاصا ا ا ااة 86،يرى األرشا ا ا اايفيون أن المعايير العلمية للوثيقة األرشا ا ا اايفية ال تنطبق عليها ،وأنها أقرب ل نتاج الفكري
الذي ينبغي أن يحفظ في المكتبات ،وربما يرجع جذر هذا االختالف إلى فهم المصطلح لدى كل طرف.
فتعريف الوثيقااة لغااة هي مااا يحكم بااه األمر ،وهي المس ا ا ا ااتنااد ومااا جرى مجراه 87،أي أن المعنى اللغوي للكلمااة
يتض ا ا اامن إش ا ا ااارة إلى الش ا ا اايء الذي يرجع إليه ويعتد به في تحديد األمور المختلفة بش ا ا ااكل عام ،ومن هنا يمكن أن
12
نطلق المصا ا ا ااطلح على مسا ا ا ااتند قانوني أو إداري أو علمي ،لكن المعنى االصا ا ا ااطالحي للوثيقة في مجال دراسا ا ا ااات
Page
الوثائق واألرشا ا اايف أ كثر تحديدًا ،حيث يقصا ا ااد بها :المكتوب أو المسا ا ااتند الذي تمت صا ا ااياغته في قالب أو شا ا ااكل
ً
فعال خاص ،الذي ينتج كإفراز طبيعي من خالل ممارس ا ااة البش ا اار أفرادًا ومجتمعات لنش ا اااطهم اليومي ،ويتض ا اامن
88 ً
عمال إداريًا ،والوثيقة بالتالي نوعان؛ قانونية وإدارية. قانون ًيا أو واقعة قانونية أو
ويقصاد بالوثيقة القانونية كل نص مكتوب أو مدون يشامل على تصارف قانوني أو واقعة قانونية تم تدوينه لحفظ
حق من الحقوق أو إلثبات حالة من الحاالت 89.والوثائق القانونية نوعان :عامة وخاص ا ا ا ااة .والوثائق العامة هي التي
تصا ا ا ا اادر عن جهاات الادولاة المختلفاة أو تكون إحادى هاذه الجهاات طر ًفاا فيهاا ،وتتعلق موض ا ا ا ااوعااتهاا باأحكاام القاانون
العام ،أما الوثائق الخاصا ا ااة فهي التي يكون التصا ا اارف القانوني فيها متعل ًقا بأحكام القانون الخاص ،وغال ًبا ما تكون
بين أشا ا ااخاص طبيعيين أو بين شا ا ااخصا ا اايات اعتبارية خاصا ا ااة ،كما تدخل فيها أطراف عامة أحيانًا مثل وثائق بيع
دائما بأمور تخض ا ا ااع ألحكام القانون الخاص ،أما الوثيقة اإلدارية؛ فيقص ا ا ااد
ً جميعا وثائق تتعلق
ً أمالك الدولة ،لكنها
بها المكاتبات واألوامر والتقارير الناتجة عن العمل اليومي لمؤساساات المجتمع ،ساواء كانت مؤساساات للدولة أو
مؤس اسااات أهلية ،وسااواء كانت متداولة داخل المؤس اسااة أو موجهة إلى مؤس اسااات أخرى خارجها أو إلى أشااخاص
90
طبيعيين.
أما التعريف المعجمي لليوميات فيعرفها بأنها السجل الذي يدون فيه الشخص انطباعاته يوم ًيا ،وهي المذكرات
يوما بعد يوم ،فهي نص ااوص دونها أص ااحابها بش ااكل قص اادي ليس ااجلوا ما يمروا به في حياتهم
التي يدونها ص اااحبها ً
يوما بيوم 91،وفي التعريفات االص ا ا ااطالحية "عبارة عن محكي حميمي وش خ خ خخخص خ خ خخي،
العامة أو الخاصا ا ا اة أو كلتاهما ً
يكتب من يوم آلخر ،ليس محك ايا استعادياا إذ ًل يتيح للمؤلف إمكان اتخاذ مسافة من األحداث المروية 92"،كما
تُعرف بأنها "متوالية من النص خخوص ،تكتب بش خخكل يومي ،غير محددة بزمن معين ،تبدأ أو تذ ّيل بتاريخ اليومية،
يتم فيهخا تقييخد األحخداث أو المواقف أو المقخابالت أو اًلنطبخاعخات واآلراء ،من وجهخة نةر معينخة ،تختلف بخاختالف
اًلهتمامات واألهداف"؛ 93أي إنها كتابة حرة ال تخضع لقالب محدد في صياغتها ،وال تهدف إلثبات الحقوق القانونية
ً
عمال إداريًا ،وليس هناك إلزام بكتابتها. أو إنشائها ،كما أنها ال تنظم
وقد ارتبط ظهور الدراساات الوثائقية الحديثة في أوروبا بالتحديث وبظهور الدولة القومية بشاكل أسااساي ،ويشامل
هذا األمر الدراساات الوثائقية بشاقيها؛ أي اتخاذ الوثيقة موضاوعا للبحث من جانب ،واعتمادها مصاد ًرا للمعلومات
94
خاصة في مجال الدراسات التاريخية من جانب آخر.
وال يختلف الحال في العالم العربي عنه في أوروبا؛ فقد بدأ االهتمام بحفظ الوثائق ثم اسااتخدامها كمصااادر للدراسااة
التاريخية مع تكوين الدولة الحديثة ومؤساسااتها وظهور األفكار القومية ،كما ارتبط كذلك بموجة المد االساتعماري
95
األوروبي الزاحف على المنطقة العربية وما صاحبه من اهتمام استشراقي بدراسة المنطقة وتاريخها.
13
Page
عموما ،فقد ارتبط
ً وهي الفترة ذاتها التي بدأ فيها االهتمام بالمذكرات الشاخصاية واليوميات والكتابات عن الذات
ً
قليال، هاذا االهتماام باالتحوالت المصا ا ا ا اااحباة باالتحادياث والحاداثاة ،وإن تاأخر االهتماام بهاا لاديناا عن االهتماام باالوثاائق
ورغم أن بعض أش ااكال الكتابة عن الذات قديمة ترجع إلى ما قبل الحداثة بكثير ،في معظم الثقافات اإلنس ااانية بما
فيهاا الثقاافاة العربياة ،فاإن التعاامال معهاا كمصا ا ا ا ااادر للتااريخ بعاد أن تحول إلى علم أمر حادياث ،مثلماا الحاال مع
الوثائق األرشيفية.
وربماا يرجع حرص بعض المؤرخين على اعتباار الماذكرات واليومياات نو ًعاا من الوثاائق إلى حاالاة "الولع باالوثاائق"
التي أصاابت المؤرخين منذ تحول الوثائق إلى مصادر لدراساة التاريخ ،وشااعت معها مقوالت مثل "الوثائق أصادق
مصدر لكتابة التاريخ"" ،ال تاريخ بدون وثائق" ،وربما من هنا جاء الخلط في توصيف كل مصدر من مصادر دراستنا
للتاريخ بأنه وثيقة تاريخية ،والحقيقة أن الوثائق تكذب مثلها مثل غيرها من مصادر دراسة التاريخ ،كما أن مصادر
التاريخ متعددة ومتنوعة ال تقتصر على الوثائق.
لو استخدمنا المصطلحات العلمية فال يمكن أن نصنف اليوميات باعتبارها وثائق ،لكن هذا ال ينفي أهميتها كمصدر
أولي لدراسة التاريخ مثلها مثل الوثائق القانونية واإلدارية التي تحتفظ بها األرشيفات ،بل ربما تفوقها أهمية في
بعض الحاالت ،وتعلو عليها في درجة الصدقية.
ومن الجدير بالمالحظة أننا في مصر نحفظ المذكرات التي تقتنيها الدولة في دار الوثائق القومية في إدارة الوثائق
الخاصة ،وقد قام مركز وثائق وتاريخ مصر الحديث والمعاصر ،أحد المرا كز البحثية بدار الكتب والوثائق القومية منذ
الستينيات بنشر بعض ما لديه من مذكرات وأوراق شخصية ،لكننا ما زلنا نكتشف كل يوم جديد في أوراق العائالت.
مهما لكتابة التاريخ ،وللتعرف على ما وراء األحداث الكبرى وعلى تفاصيل ما يدور في
ً إن هذه اليوميات تعد مصد ًرا
ً
فضال عما تقدمه من الكواليس وخلف األبواب المغلقة ،خاصة إذا كان صاحب اليوميات ال يقصد نشرها ،هذا
تفاصيل للحياة اليومية ألصحابها وأسرهم.
وال شك أن اليوميات التي ال يقصد بها أصحابها أن تنشر للرأي العام تكون أ كثر صد ًقا ،وأ كثر قيمة للبحث التاريخي،
ولعل مذكرات سعد زغلول من أصدق المذكرات التي وصلتنا ،وأ كثرها تلقائية ،حيث لم يكن هدف سعد من
تدوينه على األقل في بداية األمر أن ينشرها ،كما أنه لم يغير فيها عندما أوصى بإمكانية نشرها.
ويضاهي مذكرات سعد زغلول في مصداقيتها يوميات راغب إسكندر الذي كان يكتب بتلقائية شديدة ،سواء في
14
ً
وفضال عن تلقائية الرجل في التدوين األمور السياسية العامة أو في األمور المتعلقة بحياته الشخصية واألسرية،
Page
وعدم مراجعته لما يكتبه فإنه يكشف عن كثير من تفاصيل السياسة المصرية في سنوات الثورة األخيرة 1922 ،إلى
.1924
كذلك الكراسة الثانية من مذكرات النفي لمصطفى النحاس ،وهي مسودة لم يتم تبيضها ،لذلك بدت كمادة خام
صادقة ،بينما في الكراسة األولى والثالثة وهما مبيضتين ،فإن الكتابة رغم أهميتها الشديدة وما تكشف عنه من
أوضاع المنفيين وتفاصيل حياتهم في سيشيل ،فالتعامل معها كمذكرات للنشر جعل النحاس يتعامل بحرص
شديد في الكتابة في بعض األحيان.
أما محمد فريد فقد كان صاد ًقا في مذكراته وكاش ًفا عن آرائه في كثير من األوضاع السياسية ،كما تبين مذكراته بعد
الهجرة تطور مواقفه السياسية في كثير من المواقف ،وتكشف عن ظهور اتجاهات متباينة داخل الحزب والوطني،
وقد سمح عبد الرحمن الرافعي وآخرين ألنفسهم بالعبث بالمذكرات عندما كانت بحوزتهم ،فقاموا بشطب فقرات
كاملة ،وعبارات وكلمات ،رأوا فيها ما قد ينتقص من زعامة فريد من وجهة نظرهم ،أو ما يختلفوا معه فيه 96،وهذا
التصرف مخالف لألمانة.
ويدفعنا هذا إلى التساؤل حول أخالقيات التعامل مع المذكرات ونشرها ،هل يجوز حجب بعض الفقرات أم ال؟
سواء لمن يتاح لهم االطالع على المذكرات من المقربين من كاتبها ،أو ممن يقومون بنشرها؟ وإذا كان هذا األمر
غير جائز بالنسبة للمذكرات واليوميات التي كتبها أصحابها بهدف النشر ،فهل يجوز ذلك في المذكرات التي لم
يقصد بها أصحابها أن تنشر وكانوا يكتبونها ألنفسهم؟ هل إذا كان في المذكرات غير المعدة للنشر ما قد يسيء
لصاحبها أو ينتقص من قدره ،يمكن أن نحذف أو نحجب أجزاء من المذكرات؟
حول مشكالت إتاحة الوثائق في األرشيف المصري ،انظر :عماد أبو غازي :األرشيفات القومية وأنظمة االطالع على الوثائق -التجربة 1
المصرية ،أعمال المؤتمر اإلقليمي األول لالتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (اإلفال) واالتحاد العربي للمكتبات والمعلومات:
دور الجمعيات والمكتبات الوطنية في دعم حرية إتاحة المعلومات في ظل قوانين حقوق الملكية الفكرية ،الدوحة ،2013 ،متاحة على:
http://search.mandumah.com/Record/459442
انظر ً
أيضا :رؤى غريب :الطريق إلى الوثائق -إشكاليات الوصول واإلتاحة للوثائق القومية في مصر -دار الوثائق القومية ،مؤسسة حرية
الفكر والتعبير ،القاهرة 2015 ،متاحة علىhttps://afteegypt.org/wp-content/uploads/Document-house.pdf :
حول هذه اإلشكالية انظر على سبيل المثال :عبد العظيم رمضان :مذكرات السياسيين والزعماء في مصر ،1981-1891ط ،2 .مكتبة 2
مدبولي ،القاهرة 1989 ،؛ محمد صابر عرب :القيمة التاريخية للمذكرات الشخصية ،المجلة المصرية للدراسات التاريخية ،مج ،41ص -313
،329الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ،القاهرة2002 ،؛ سعيد عكاشة :كتابة التاريخ من خالل المذكرات – الضوابط والمالحظات،
مجلة الديموقراطية ،مج ،16ع ،63ص ،145-140مؤسسة األهرام ،القاهرة ،يوليو .2016
على سبيل المثال ما دار بين د .محمد أنيس وعدد من الصحفيين والكتاب حول مذكرات محمد فريد ،وانتقادات الدكتور عبد العظيم 3
رمضان لتحقيق الجزء الثاني من مذكرات محمد فريد الذي قام به الدكتور عاصم الدسوقي ،وما دار بين الدكتور عبد العظيم رمضان
والدكتور عبد الخالق الشين حول مذكرات سعد زغلول ،وانتقاد الدكتور رفعت السعيد لكتاب الدكتور مصطفى النحاس جبر عن مذكرات
15
سعد زغلول؛ انظر :مصطفى النحاس جبر :مذكرات سعد زغلول ،كتاب روز اليوسف ،القاهرة ،يونيو 1973؛ رفعت السعيد :مذكرات سعد
Page
زغلول ،مجلة الطليعة ،مؤسسة األهرام ،القاهرة ،يوليو ،1979ص 127؛ محمد أنيس :حول مذكرات محمد فريد :قضية تثير الجدل بين
المؤرخين والسياسيين ً
أيضا ،مجلة الهالل ،فبراير ومارس 1979؛ حسين مؤنس :عالم محمد فريد من مذكراته ،مجلة الهالل ،أبريل ،1979
ص 52؛ صبري أبو المجد :مؤامرة جديدة الغتيال محمد فريد ،مجلة الهالل ،أبريل ،1979ص 53؛ عبد العظيم رمضان :المرجع السابق،
ص 60-55؛ عبد العظيم رمضان ،تقديم الجزء األول من مذكرات سعد زغلول ،ص 47وما بعدها.
4انظر :عبد المجيد البغدادي :فن السيرة الذاتية وأنواعها في األدب العربي ،مجلة القسم العربي ،جامعة بنجاب ،العدد ،23ص ،208-189
الهور.2016 ،
5صدرت األيام في ثالثة أجزاء ،وصدرت الطبعة األولى من الجزء األول عام ،1929وكان طه حسين قد بدأ نشرها مسلسلة بمجلة الهالل بدأ ً
7انظر :محمد كامل الخطيب :السيرة الروائية في األدب العربي الحديث ،في (في الثقافة العربية في القرن العشرين – الحصيلة األدبية والفنية،
مج ،2ص 1429وما بعدها) مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت2018 ،؛ انظر كذلك :محمد الداهي :الحقيقة الملتبسة – قراءة في أشكال
الكتابة عن الذات ،شركة النشر والتوزيع المدارس ،الدار البيضاء 2007 ،؛ أحمد علي أحمد آل مريع عسيري :أدب السيرة الذاتية – مقاربة
الحد والمفهوم دراسة نقدية في المصطلح واألنواع ،صحيفة دار العلوم للغة العربية وآدابها والدراسات اإلسالمية ،مج ،15 .ع،2008 ،30 .
ص 12وما بعدها؛ إيهاب محمد علي النجدي :أدب االعتراف مقاربة في النشأة والتطور ،مجلة كلية دار العلوم – جامعة القاهرة ،ع،60 .
،2011ص 491وما بعدها؛ دالل حبور :تداخل األنواع األدبية في أدب المذكرات ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة منتوري قسنطينة ،ع،50 .
،2018ص 301وما بعد ها؛ برقاد أحمد :تعالق السيرة الذاتية بتخوم األجناس األدبية ،مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية ،العام الخامس،
ع ،2018 ،38 .ص 33وما بعدها؛ فايد محمد :رواية األنا مقاربة نظرية ،المركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان ،مختبر اللغة والتواصل ،مج،3 .
ع ،2017 ،2 .ص 28وما بعدها.
سليم حسن :مصر القديمة ،ج ،1 .في عصر ما قبل التاريخ إلى نهاية العصر األهناسي ،طبعة مكتبة األسرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب، 8
12من أمثلة هذه الكتابات :مؤلفات محمد ثابت وأحمد عطية هللا التي تسجل رحالتهما في العشرينيات والثالثينيات من القرن الماضي،
وقد أعيد نشرها مؤخ ًرا ،ومن أمثلتها ً
أيضا سندباد عصري جوالت في المحيط الهندي لحسين فوزي ،مذكرات طالب بعثة ورحلة الشرق
والغرب للويس عوض.
13انظر :أحمد عبد الرحيم مصطفى :عصر حككيان ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،1990 ،ص 71وما بعدها.
14انظر :الشيخ محمد عبده :األعمال الكاملة ،تحقيق وتقديم :محمد عمارة ،دار الشروق ،القاهرة ،1993 ،ج1 .
15رفاعة الطهطاوي :كتاب تخليص اإلبريز في تلخيص باريز ،القاهرة.1834 ،
تعتبر الدكتورة رضوى عاشور أن كتاب الساق على الساق فيما هو الفارياق أول رواية سيرة ذاتية في األدب العربي الحديث ،رضوى 16
عاشور :الحداثة الممكنة – الشدياق والساق على الساق الرواية األولى في األدب العربي الحديث ،دار الشروق ،القاهرة ،ط2012 ،2 .؛ انظر
16
كذلك :لويس عوض :المؤثرات األجنبية في األدب العربي الحديث ،معهد البحوث والدراسات العربية ،القاهرة ،1963 ،ص 195وما بعدها.
17انظر :أحمد عبد الرحيم مصطفى :المرجع السابق ،ص 89وما بعدها؛ مذكرات نوبار باشا ،تقديم ودراسة وتعليق :لطيفة سالم ،ترجمة:
Page
19عبد هللا النديم :كان ويكون ،ج ،1 .مطبعة المحروسة ،القاهرة ،1892 ،ص 5؛ ونشر الكتاب في طبعة عن دار الكتب والوثائق القومية في
مشروع نشر تراث عبد هللا نديم ،انظر :عبد هللا نديم :كان ويكون ،تقديم عبد العظيم رمضان ،دراسة تحليلية :عبد المنعم الجميعي،
مركز تاريخ مصر المعاصر ،دار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة.1995 ،
20محمد أحمد خلف هللا :عبد هللا النديم ومذكراته السياسية ،مكتبة األنجلو المصرية ،القاهرة ،1956 ،انظر الدراسة التحليلية لعبد المنعم
إبراهيم الجميعي لطبعة دار الكتب والوثائق القومية من كتاب كان ويكون ،ص .24
21انظر :الدراسة التحليلية لعبد المنعم الجميعي ،المرجع السابق ،ص .25
22عبد الفتاح النديم :تصدير كتاب كان ويكون ،ص .1
23عبد هللا النديم :كان ويكون ،ج ،1 .ص .11-6
24انظر على سبيل المثال ج :1 .ص 12و 20و 53و 89و.90
25أحمد عرابي الحسيني :كشف الستار عن سر األسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية سنة 1281هجرية وسنة 1881
وسنة 1882ميالدية ،تقديم :محمد صبري ،الطبعة األولى ،مطبعة مصر ،القاهرة،1926 ،
26أحمد عرابي :مذكرات عرابي بقلم زعيم الثورة أحمد عرابي ،كتاب الهالل ،دار الهالل ،القاهرة ،فبراير ومارس .1953
27مذكرات الزعيم أحمد عرابي كشف الستار عن سر األسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية ،دراسة وتحقيق :عبد المنعم
إبراهيم الجميعي 3 ،أجزاء ،مركز تاريخ مصر المعاصر ،دار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة ،2005 ،ص .6
المرجع نفسه ،ص .87 28
29مذكرات اإلمام محمد عبده ،تقديم وتعليق :طاهر الطناحي ،دار الهالل ،القاهرة ،د.ت.
30طاهر الطناحي :تقديم مذكرات اإلمام محمد عبده ،ص .14
31مذكرات اإلمام محمد عبده ،ص .35-16
32الشيخ محمد عبده :األعمال الكاملة ،تحقيق وتقديم :محمد عمارة ،دار الشروق ،القاهرة ،1993 ،ج ،1 .ص .467-455
33مذكرات فخري عبد النور – ثورة 1919ودور سعد زغلول والوفد في الحركة الوطنية ،تقديم مصطفى أمين ،تحقيق :يونان لبيب رزق ،دار
الشروق ،القاهرة.1992 ،
34عهدي – مذكرات عباس حلمي الثاني خديو مصر األخير ،1914-1892ترجمة :جالل يحيى ،مراجعة :إسحق عبيد ،تقديم :أحمد عبد الرحيم
مصطفى ،دار الشروق ،القاهرة.1993 ،
35ا كتشف حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني صفحات بالعربية بخط يد جده هي بدايات النص ،وهي كل ما تبقى منه بالعربية ،انظر
مالحق المذكرات.
36محمد حسين هيكل :مذكرات في السياسة المصرية جزءان ،ج ،1 .من سنة 1912إلى سنة ،1937مكتبة النهضة المصرية ،1951 ،ج،2 .
من 29يوليه سنة 1937إلى 26يوليه سنة ،1952مطبعة مصر ،القاهرة.1953 ،
37إسماعيل صدقي :مذكراتي ،دار الهالل ،القاهرة.1950 ،
38عبد الرحمن الرافعي :مذكراتي ،1951-1889دار الهالل ،القاهرة1952 ،؛ وقد صدرت الطبعة الثانية عن مؤسسة أخبار اليوم في سلسلة
كتاب اليوم ،العدد ،298سبتمبر .1989
39مذكرات فخري عبد النور ،ص .5
المرجع نفسه ،ص .21 40
45انظر :محمد الجوادي :مذكرات الضباط األحرار – الثورة فوق الديمقراطية ،نحو حكم الفرد ،دار الخيال ،القاهرة.2003 ،
46عبد العظيم رمضان :المرجع السابق ،ص 127وما بعدها.
47انظر :محمد الجوادي :مذكرات وزراء الثورة ،دار الشروق ،القاهرة.1995 ،
48انظر :عبد العظيم رمضان :المرجع السابق ،ص 113وما بعدها.
كذلك قام مركز البحوث العربية باحتضان مشروع توثيق تاريخ الحركة الشيوعية المصرية حتى ،1965والذي تضمن جمع عدد كبير 49
من شهادات األحياء من أعضاء التنظيمات الشيوعية؛ انظر :عماد أبو غازي :وثائق التنظيمات الشيوعية في مصر منذ نشأتها حتى 1965
تجربة في جمع الوثائق وترتيبها ،الروزنامة ،ع ،1 .دار الوثائق القومية ،القاهرة ،2001 ،ص 231وما بعدها.
انظر :محمد الجوادي :مذكرات قادة العسكرية المصرية 1972-1967في أعقاب النكسة ،دار الخيال ،القاهرة2000 ،؛ مذكرات قادة 50
54حاول الدكتور عبد العظيم رمضان في كتابه عن مذكرات السياسيين ،المرجع السابق ذكره ،أن يستعرض مذكرات رجال األحزاب حتى
منتصف الثمانينيات ،كما أورد حص ًرا بالمذكرات غير الحزبية المعروفة حتى تاريخ صدور الطبعة الثانية من كتابه ،انظر ص .311-302
55أحمد شفيق :مذكراتي مذكراتي في نصف قرن ،مطبعة مصر ،القاهرة.1937-1934 ،
56محمد فريد :مذكرات محمد فريد ،القسم األول ،تاريخ مصر من ابتداء سنة 1891مسيحية ،تحقيق وتقديم :رؤوف عباس حامد ،القاهرة،
1975؛ أوراق محمد فريد ،المجلد األول :مذكراتي بعد الهجرة ،1919-1904تقديم ودراسة :عاصم الدسوقي ،مركز دراسات تاريخ مصر
المعاصر ،الهيئة العامة للكتاب ،القاهرة.1978 ،
مذكرات سعد زغلول ،ج ، 9 – 1 .تحقيق :عبد العظيم رمضان ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة، 57
1998-1987؛ ج ،12-10 .تحقيق :لطيفة سالم ،ودار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة.2019-2011 ،
58مصطفى النحاس :مذكرات النفي ،تقديم وتحقيق :عماد أبو غازي ،دار الشروق ،القاهرة.2019 ،
59راغب إسكندر :مذكراتي اليومية ،مخطوط.
أحمد شفيق باشا سياسي ومؤرخ مصري ،عمل بقصر الخديوي في عصري توفيق وعباس حلمي الثاني ،ووصل إلى منصب رئيس 60
ً
وكيال للجامعة المصرية؛ انظر :خير الدين الزركلي :األعالم – قاموس تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب الديوان الخديوي ،كما عين
والمستعربين والمستشرقين ،ج ،1 .ط ،15 .دار العلم للماليين ،بيروت ،2002 ،ص 135و136؛ أحمد شفيق :حوليات مصر السياسية،
ج ،1 .تقديم ودراسة :أحمد زكريا الشلق ،ط ،2 .الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،2002 ،التقديم ،ص .21-5
61أحمد شفيق :مذكراتي في نصف قرن ،ج ،1 .مطبعة مصر ،القاهرة ،1934 ،ص .1
62المصدر نفسه ،ص .1
63المصدر نفسه ،ص 1و.2
انظر :تقديم أحمد زكريا الشلق للحوليات ،حيث يذكر أن كل من منصور فهمي وسيد قطب قد نصحا أحمد شفيق بحذف بعض 64
الفقرات أو العبارات وأنه كان يستجيب لهما ،مرجع سبق ذكره ،ص 28و.29
65أحمد شفيق :مذكراتي في نصف قرن ،ج ،1 .ص .20
واحد من أبرز قادة الحركة الوطنية المصرية قبل الحرب العالمية األولى والرئيس الثاني للحزب الوطني ،أ كمل سيرة لمحمد فريد ما 66
أورده عبد الرحمن الرافعي عن محمد فريد ،عبد الرحمن الرافعي :محمد فريد رمز اإلخالص والتضحية (تاريخ مصر القومي من سنة
1908إلى سنة ،)1919مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة.1941 ،
18
67محمد فريد :مذكرات محمد فريد ،القسم األول ،تاريخ مصر من ابتداء سنة 1891مسيحية ،تحقيق وتقديم :رؤوف عباس حامد ،القاهرة،
1975؛ وكان مركز دراسات تاريخ ووثائق مصر المعاصر قد نشر هذا القسم في عام 1969على حلقات في مجلة الكاتب في سياق الذكرى
Page
أيضا الدكتور رؤوف عباس حامد ،بينما تولى نشر معظم كراسات القسم الثاني الدكتور
الخمسين لوفاة محمد فريد ،وقام على نشر ه ً
محمود إسماعيل عبد الرازق وسامية القصاص؛ اعتبا ًرا من عدد نوفمبر 1969حتى عدد فبراير .1971
ذهب كل من عبد الرحمن الرافعي والدكتور رؤوف عباس حامد إلى أن هناك جزء مفقود من اليوميات؛ انظر :عبد الرحمن الرافعي: 68
محمد فريد ،ص 27؛ تقديم رؤوف عباس حامد للقسم األول من مذكرات محمد فريد ،ص 10و.11
69أوراق محمد فريد ،المجلد األول :مذكراتي بعد الهجرة ،1919-1904تقديم ودراسة :عاصم الدسوقي ،مركز دراسات تاريخ مصر المعاصر،
الهيئة العامة للكتاب ،القاهرة.1978 ،
انظر :رؤوف عباس :المرجع السابق ،ص ، 11محمد أنيس :حول مذكرات محمد فريد :قضية تثير الجدل بين المؤرخين والسياسيين 70
ً
أيضا ،مجلة الهالل ،فبراير ،1979ص 30؛ عبد العظيم رمضان :المرجع السابق ،ص .49
يعتبر سعد زغلول أبرز السياسيين المصريين في النصف األول من القرن العشرين ،وهو من الساسة المخضرمين ،فقد شارك في 71
العمل السياسي في مرحلة ما قبل االحتالل ،ثم قاد الحراك الذي نتجت عنه الثورة المصرية سنة ،1919ولعب أدو ًرا عدة في السياسة
المصرية منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر حتى وفاته ،المراجع التي تتناول سيرة حياته كثيرة ،ربما كان من أهمها :عباس محمود العقاد:
سعد زغلول سيرة وتحية ،مطبعة حجازي ،القاهرة.1936 ،
72انظر :عبد العظيم رمضان :المرجع السابق ،ص .82-78
محمود عبد هللا :مع الرئيس في المنفى في عدن في سيشيل في جبل طارق ،تقديم أحمد حافظ عوض ،المطبعة التجارية األهلية، 73
القاهرة.1923 ،
74كراسة ،28ص 1581من المذكرات.
75حول مصطفى النحاس ودوره في السياسة المصرية؛ انظر :أحمد عبد الرحيم مصطفى :مصطفى النحاس " "1965-1884وربع قرن
من تاريخ مصر ،مجلة الهالل ،دار الهالل ،القاهرة ،السنة ،95العدد ،12ديسمبر ،1987ص 24 – 16؛ رفعت السعيد :مصطفى النحاس
السياسي والزعيم والمناضل ،دار القضايا الفكرية ،بيروت1976 ،؛ عالء الحديدي :مصطفى النحاس – دراسة في الزعامة السياسية
المصرية ،دار الهالل القاهرة1993 ،؛ علي سالمة :ما ال يع رفه الناس عن الزعيم مصطفى النحاس ،مطابع سجل العرب ،القاهرة1983 ،؛
رئيسا للوفد ،1953 - 1927دار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة2005 ،؛ طارق البشري :شخصيات
ً مختار أحمد نور :مصطفى النحاس
تاريخية ،دار الشروق ،القاهرة ،2010 ،ص 138 – 61؛ محمد الجوادي :زعيم األمة مصطفى النحاس باشا وبناء الدولة الليبرالية ،دار
الشروق القاهرة2011 ،؛ صالح عبود العامري :مصطفى النحاس ودوره في السياسة ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة.2011 ،
76انظر :تقديم مذكرات النفي ،ص .12-9
مذكرات مصطفى النحاس ،ربع قرن من السياسة في مصر ( )1952-1927دراسة وتحقيق :أحمد عز الدين ،الكتاب األول (-1927 77
انظر :رؤوف عباس حامد :تقديم مذكرات محمد فريد ،ص 9-7؛ محمد أنيس :المرجع السابق ،ص 30؛ عبد العظيم رمضان :المرجع 83
84عبد العظيم رمضان :تقديم الجزء األول من مذكرات سعد زغلول ،ص .29-26
85عماد أبو غازي :تقديم مذكرات النفي ،ص .9
86انظر على سبيل المثال :عبد العظيم رمضان :المرجع السابق ،ص .17
انظر :إبراهيم أنيس وآخرون :المعجم الوسيط ،ط ،2مجمع اللغة العربية ،القاهرة ،مادة :وثق. 87
88انظر :عماد أبو غازي :الوثائق وإعادة إنتاج المعرفة التاريخية حول العالم العربي ،منشور في( :هدى الصدة (محررة) :انتاج المعرفة عن
العالم العربي – حلقة بحثية ،سلسلة أبحاث المؤتمرات ،23 /المجلس األعلى للثقافة ،القاهرة ،2010 ،ص ،)94 – 69ص .72-71
89حسن الحلوة :الدبلوماتيقا( ،في :مجلة كلية اآلداب ،جامعة القاهرة ،مج 26ا ج ،1مايو ،1964ص 199ا )212جامعة القاهرة ،1966 ،ص
200ا 201؛ سلوى ميالد :الوثيقة القانونية ا ماهيتها أجزاؤها ا أهميتها ،مطابع الشريفين ،القاهرة ،1985 ،ص 11ا .12
حول أنواع الوثائق ،انظر :حسن الحلوة :المرجع السابق ،ص 207ا 208؛ عبد اللطيف إبراهيم :المرجع السابق ،ص 353؛ محمد خضر: 90
المرجع السابق ،ص 187؛ محمود عباس حمودة :المدخل إلى دراسة الوثائق العربية ،دار الثقافة للطباعة والنشر ،القاهرة ،1980 ،ص .20
91 https://www.almaany.com/ar/dict/ar-
ar/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA /
محمد الداهي :المرجع السابق ،ص .13 92
93http://fac.ksu.edu.sa/sites/default/files/44_3.pdf
94حول نشأة علوم الوثائق واستخدام الوثائق كمصدر للدراسات التاريخية انظر :عبد اللطيف إبراهيم علي :الوثائق القومية ،في( :الحلقة
الدراسية للخدمات المكتبية والوراقة والتوثيق والمخطوطات العربية والوثائق القومية ،دمشق 2ا 11أ كتوبر ،1972ص 349ا ،)380دمشق،
،1972ص 356و357؛ محمد محمد خضر :دور الوثائق( ،في :الدارة ،العدد الرابع السنة الثانية ،ص 179ا )188دارة الملك عبد العزيز ،الرياض،
ص ص 183ا 186؛ جمال الخولي :مداخالت في علم الدبلوماتيك العربي ،دار الثقافة العلمية ،اإلسكندرية ،1997 ،ص 7ا 11؛ ديلماوس
(برونو) :أصل دراسة علم األرشيف وتطوره ،ترجمة محمد محمد خضر ،في( :االتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات ،العدد الثامن،
،1997ص 197ا )212المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،1997 ،ص 200ا .203
95حول نشأة األرشيف الحديث في مصر ،انظر :مصطفى أبو شعيشع :األرشيف المصري في القرن التاسع عشر ا الدفترخانة المصرية( ،في:
دراسات في الوثائق ومرا كز المعلومات الوثائقية ،ص ص 137ا )158دار الثقافة العلمية ،اإلسكندرية ،د.ت.
انظر :رؤوف عباس حامد :تقديم الجزء األول من مذكرات محمد فريد ،ص .12-10 96
20
Page