المذكرات الشخصية وكتابة التاريخ

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫المذكرات الشخصية وكتابة التاريخ المصري الحديث‬

‫عماد أبو غازي‬

‫باحث في التاريخ والوثائق‬


‫أستاذ الوثائق المتفرغ‬
‫بكلية اآلداب جامعة القاهرة‬
‫مدخل‬

‫تنوعا كبي ًرا وف ًقا لموضوعات البحث وللعصور التاريخية التي نتعامل معها وللمناهج‬
‫ً‬ ‫تتنوع مصادر كتابة التاريخ‬
‫التي نتبعها في تحليل الظاهرة التاريخية التي ندرسها؛ من بين هذه المصادر المذكرات الشخصية‪ ،‬التي تعد في حالة‬
‫مصر أحد المصادر المهمة لدراسة التاريخ المصري الحديث والمعاصر‪ ،‬حيث تغيب الوثائق في كثير من األحيان‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫إما بفعل غياب الوعي األرشيفي أو بسبب قيود اإلتاحة‪.‬‬

‫وهناك عدد كبير من المذكرات التي كتبها سياسيون ومسؤولون في الدولة ومصريون ومصريات شاركوا في العمل‬
‫مخطوطا‬
‫ً‬ ‫حا ومنشو ًرا‪ ،‬وما زال بعضها‬
‫العام بصور مختلفة منذ منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬وقد أصبح كثير منها متا ً‬
‫يحتاج لنشره‪ ،‬بل ما زلنا نكتشف مذكرات ويوميات جديدة لم تكن معروفة‪.‬‬

‫كذلك هناك مذكرات ويوميات كتبها أشخاص بعيدون عن العمل العام‪ ،‬تكتشف بالمصادفة‪ ،‬قد تكون في أحيان‬
‫مهما للتعرف على رؤى مختلفة لألحداث الكبرى فهي تكشف‬
‫ً‬ ‫كثيرة غنية بالمعلومات الجديدة‪ ،‬وتشكل مصد ًرا‬
‫عن رؤية األحداث من زاوية بعيدة عن تلك التي يراها منها المشاركون فيها‪ ،‬وتقدم هذه المذكرات مجتمعة مادة‬
‫غنية للباحث وتكشف جوانب خافية في تاريخنا السياسي واالجتماعي والثقافي‪.‬‬

‫و يثير موضوع المذكرات الشخصية عدة تساؤالت أولية حول ما يمكن أن يوصف بأنه مذكرات‪ ،‬ومدى مصداقية‬
‫هذا النوع من الكتابات‪ ،‬وإمكانية االستناد إليها كمصدر ُيوثق به لدراسة التاريخ‪ 2،‬والحقيقة أنه منذ بدأ هذا النوع‬
‫من الكتابات يعتمد كمصدر للدراسة التاريخية لدى باحثينا أثار نقاشات عدة بين المتخصصين‪ ،‬تحول بعضها إلى‬
‫‪3‬‬
‫معارك فكرية وسياسية‪.‬‬

‫وسوف تناقش هذه الورقة بعض هذه التساؤالت محاول ًة تقديم إجابة عليها‪ ،‬مع تقديم بعض النماذج للمذكرات‬
‫التي وصلتنا من العقود الثالثة األولى للقرن العشرين‪ ،‬تلك السنوات التي شهدت بداية موجة جديدة من الحراك‬
‫السياسي توجتها ثورة ‪ ،1919‬واهي فترة شاع بين الفاعلين فيها عادة كتابة مذكراتهم‪ ،‬وسأحاول أن أبين سياقات‬
‫كتابة هذه المذكرات وكيفية انتقالها إلينا وأهميتها كمصدر لدراسة التاريخ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Page‬‬
‫ا‬
‫أوًل‪ :‬الكتابة عن الذات‬

‫نوعا من أنواعها‪ ،‬فهناك السيرة‬


‫هناك أنواع متعددة من الكتابة عن الذات‪ ،‬وتعتبر المذكرات الشخصية أو اليوميات ً‬
‫نشاطا محددًا‬
‫ً‬ ‫الذاتية والسيرة الذاتية ذات الطابع األدبي والذكريات‪ ،‬باإلضافة إلى أدب الرحلة الذي يسجل فيه كاتبه‬
‫مارسه في مرحلة من حياته؛ وهناك فروق واضحة بين هذه األنواع‪ ،‬من حيث سياق انتاجها‪ ،‬وأسلوب كتابتها‪،‬‬
‫وقيمتها كمصدر أولي لكتابة التاريخ‪.‬‬

‫فالسيرة الذاتية هي ما يسرد فيه الشخص قصة حياته على لسانه كما وقعت أو كما يرغب هو أن يقدمها‪ 4،‬ولدينا‬
‫نماذج كثيرة من هذا النوع عبر مدى زمني طويل كتبها أدباء وفنانون‪ ،‬من أبرزها "األيام" لطه حسين‪ 5،‬التي يصنفها‬
‫أيضا "حياتي" ألحمد‬
‫البعض باعتبارها أول سيرة ذاتية عربية حديثة‪ 6،‬وأعتقد أنه أمر يحتاج لمراجعة‪ ،‬ومن أمثلتها ً‬
‫أمين‪ ،‬و"زهرة العمر" و"أوراق العمر" لتوفيق الحكيم‪ ،‬و"أوراق العمر" للدكتور لويس عوض‪ ،‬و"حملة تفتيش‬
‫"يوما أو بعض يوم"‬
‫ا‬ ‫أوراق شخصية" للطيفة الزيات‪ ،‬و"مذكرات إنجي أفالطون من الطفولة إلى السجن"‪ ،‬و‬
‫"خط العتبة" و"الخليج العاشق" لفتحي رضوان‪" ،‬قصة حياة‬
‫ِّ‬ ‫لمحمد سلماوي‪ ،‬ومن السير الذاتية للسياسيين‬
‫عادية" ليحيى الجمل‪ ،‬و"كتابيه" لعمر موسى‪ ،‬وعادة ما يأتي الحديث في هذا النوع من الكتابة عن الذات بضمير‬
‫المتكلم‪ ،‬لكن في بعض الحاالت يستخدم الكاتب وهو يروي سيرته الذاتية ضمير الغائب‪ ،‬مثلما فعل طه حسين في‬
‫"األيام"‪ ،‬وعادة ما يحكي صاحب السيرة قصة حياته منذ الميالد أو منذ وعى الدنيا إن أردنا الدقة‪ ،‬لكنه يختار ما‬
‫ً‬
‫تفصيال‪ ،‬وقد يرجع في بعض األحيان إلى مصادر مختلفة‬ ‫يراه من مواقف مر بها تستحق التوقف عندها و يسردها‬
‫يسد بها فجوات الذا كرة‪.‬‬

‫وهناك السيرة الذاتية التي تأخذ طابع النص األدبي‪ ،‬الذي يحكي حياة صاحبها أو صاحبتها أو مرحلة من مراحلها‬
‫مع دراجات متفاوتة من المزج الروائي‪ ،‬ونماذج هذا النوع متعددة في أدبنا المصري بعضها يقترب أ كثر للسيرة‬
‫الذاتية المروية بضمير الغائب‪ ،‬والبعض اآلخر مثل "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم تصنف كروايات سيرة‬
‫ذاتية ومثلها "حجر دافئ" لرضوى عاشور‪ ،‬كما تصنف بعض نصوص السير الذاتية تحت ما يعرف بأدب االعتراف‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫وتذهب بعض الدراسات الحديثة إلى أنه من الصعب اآلن التمييز بين هذه األنواع األدبية ووضع الحدود بينها‪.‬‬

‫نوعا من أنواع الكتابة عن الذات‪ ،‬حيث يروي فيه صاحبه مشاهداته وانطباعاته عن‬
‫ويمكن أن نعتبر أدب الرحلة ً‬
‫رحالته في بالد مختلفة عن موطنه‪ ،‬والنصوص التي تندرج تحت أدب الرحلة قديمة‪ ،‬ومن أقدم ما وصلنا من نصوص‬
‫أدب الرحلة ما دون على جدران مقبرة الرحلة المصري القديم حر خوف‪ 8،‬ومن أشهر تلك النصوص كتاب المؤرخ‬
‫اإلغريقي هيرودوت؛ فتاريخه "تمحيص األخبار" جاء نتاج رحالته ومشاهداته فهو مؤرخ رحالة جمع تاريخه من‬
‫جوالته في العالم القديم‪ 9،‬ويزخر التراث العربي بكتب الرحالت‪ 10،‬ومنذ رحلة الطهطاوي إلى باريس‪ 11‬كتب عدد من‬
‫المصريين المحدثين فيما يمكن أن يصنف تحت أدب الرحلة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Page‬‬
‫وهناك أخي ًرا ما يسمى بالمذكرات‪ ،‬وهي موضوع هذه الورقة؛ ويمكن أن نميز فيما يطلق عليه مسمى المذكرات‬
‫تماما‪ :‬األول الذكريات والثاني اليوميات‪ ،‬ورغم أن كالهما يحمل مسمى المذكرات إال أن هناك‬
‫ً‬ ‫بين شكلين مختلفين‬
‫اختالفات جوهرية بينهما‪.‬‬

‫تندرج كل هذه األنواع السابقة (السيرة الذاتية والسيرة األدبية وأدب الرحلة والذكريات واليوميات) تحت عنوان‬
‫الكتابة عن الذات‪ ،‬لكن هناك فوارق عدة بينها‪ :‬فارق في موضعها بين أنواع السرد المختلفة‪ ،‬وفارق في القصد من‬
‫وما‪،‬‬ ‫ً‬
‫فضال عن التفاوت الزمني بين ظهور هذه األنواع عم ً‬ ‫وراء تدوينها‪ ،‬وفارق في موقعها بين مصادر دراسة التاريخ‪،‬‬
‫وظهورها ورسوخها في الثقافة العربية والمصرية بشكل خاص‪.‬‬

‫ورغم التفاوت الزمني بين ظهور هذه األنواع من الكتابة عن الذات في مصر فإن جلها ظهر منذ القرن التاسع عشر‬
‫بين المصريين وبين بعض من عاشوا في مصر وعملوا فيها لفترات متفاوتة‪ ،‬فتضم أوراق حككيان ما يمكن أن‬
‫نعتبره يومياته‪ 13،‬كما دون محمد عبده سيرة ذاتية‪ ،‬ويوميات تغطي فترة الثورة‪ 14،‬وكتب رفاعة الطهطاوي في أدب‬
‫وسجل نوبار باشا ذكرياته التي كتبها ألسرته ليشرح فيها‬ ‫الرحلة‪ 15،‬وأحمد فارس الشدياق في رواية السيرة‪،‬‬
‫‪16‬‬

‫مواقفه‪ 17،‬ونشر عددًا من رجال الثورة العرابية شهادتهم عن الثورة‪.‬‬

‫ثان ايا‪ :‬الفارق بين الذكريات واليوميات‬

‫كثي ًرا ما تحمل أغلفة الكتب عنوان مذكرات‪ ،‬لكن هذه المذكرات تنقسم إلى نوعين من الكتابة الذاتية مختلفين‬
‫إلى حد كبير؛ يمكن أن نطلق على أحدهما مسمى الذكريات‪ ،‬وعلى اآلخر مسمى اليوميات‪ ،‬وهي التي ينطبق عليها‬
‫المفهوم العلمي الدقيق للمذكرات‪.‬‬

‫وقد شهدت مصر في القرن ونصف القرن الماضيين موجات متوالية لقيام عدد من الشخصيات العامة بنشر‬
‫ذكرياتهم في كتابات تحمل عادة عنوان المذكرات أو الشهادات‪ ،‬وهي مؤلفات يكتبها أصحابها أو يملونها على من‬
‫يحررها باسمهم‪ ،‬وال تتضمن مجمل سيرة حياتهم على األغلب‪ ،‬بل تركز على مرحلة من مراحلها لعبوا فيها دو ًرا في‬
‫العمل العام‪ ،‬وهذا النوع يكتبه أصحابه بشكل قصدي ليقدموا شهادة على تلك المرحلة أو ليبرروا مواقفهم‬
‫ويدافعوا عنها أمام الناس‪.‬‬

‫والمسمى األدق لهذا النوع من الكتابات الذكريات‪ ،‬حيث أنها تعتمد عادة على ما ترسب في ذهن صاحبها عن‬
‫األحداث التي عايشها ولعب دو ًرا فيها‪ ،‬وفي كثير من األحيان يعتمد أصحاب الذكريات على بعض المصادر لدعم ما‬
‫يكتبونه أو للتيقن مما يتذكرونه‪ ،‬مثل الصحف أو بعض الوثائق الرسمية والخاصة أو على بعض ما دونوه متفر ًقا‬
‫من مالحظات وقت وقوع األحداث التي يكتبون عنها‪ ،‬مثلما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في تقديمه لمذكراته‬
‫ا‬
‫قليال رجعت فيه إلى‬ ‫التي صدرت في جزئين‪" :‬هذه مذكرات في السياسة المصرية استمليتها من الذا كرة‪ ،‬إًل‬
‫‪3‬‬
‫‪Page‬‬
‫الصحف لمزيد من الدقة في التأريخ للحوادث‪ ،‬أو في تصوير ما غشي عليه الزمن بحجاب جعلني ًل أطمئن كل‬
‫‪18‬‬
‫اًلطمئنان إلى ما بقي في الذا كرة من صورته"‪.‬‬

‫ترجع الموجة األولى من المذكرات إلى الفترة التي تلت هزيمة الثورة العرابية وبداية االحتالل اإلنجليزي لمصر‪،‬‬
‫حيث دون عدد من المشاركين في الثورة ذكرياتهم عنها‪ ،‬وصدرت في شكل مؤلفات توثق الحدث التاريخي من‬
‫وجهة نظر كل منهم‪ ،‬وقد صدرت بعض هذه المؤلفات مطبوعة بعد سنوات من كتابتها وبعد وفاة أصحابها‪،‬‬
‫وعكست هذه الكتابات تباين مواقف رجال الثورة والمشاركين في الحدث بعد الهزيمة؛ وإذا أردنا أن نتوقف عند‬
‫هذه النماذج فسوف نكتشف أنها في غالبيتها العظمى تدخل تحت تصنيف الذكريات حتى لو أطلق عليها أصحابها‬
‫مسمى المذكرات‪ ،‬بل سنكتشف أن بعضها تعامل معها أصحابها باعتبارها مؤلفات في التاريخ‪ ،‬وبعضها جاءت‬
‫كتوليف لكتابات متعددة ألصحابها وضعها جامعها بين دفتي كتاب ووصفها بأنها مذكرات‪.‬‬

‫من هذه النماذج كتاب "كان ويكون" لعبد هللا نديم‪ ،‬والذي ألفه في فترة هربه‪ ،‬حيث يقول في مقدمته‪" :‬وقد ابتدأت‬
‫الكتابة فيه في الساعة الثامنة من يوم الخميس ‪ 28‬ربيع الثاني عام ‪ 1300‬هجرية الموافق ‪ 8‬مارس عام ‪1883‬‬
‫ميالدية في قاعة ظلماء وحي ادا بعي ادا عن العلماء والكتب ّيات والجرائد مختف ايا متغي ابا عن الجواسيس والعيون‬
‫علي"‪ 19،‬وتولى نشر الكتاب أخوه عبد الفتاح النديم بعد عودة النديم من النفي األول‪ ،‬وقد فقدت‬
‫ّ‬ ‫من الباحثين‬
‫مخطوطا في دار الكتب المصرية‪،‬‬
‫ً‬ ‫بعض أجزاء الكتاب‪ ،‬وعصر الدكتور محمد أحمد خلف هللا على الجزء الثالث منه‬
‫تحت عنوان تاريخ مصر في هذا العصر‪ ،‬فحققه وقدم لع وأضاف إليه كتابات أخرى وأصدره عام ‪ 1956‬بعنوان "عبد‬
‫تماما عن أن يكون مذكرات‪ 21،‬وهذا ما تؤكده الكلمات التي‬
‫ً‬ ‫هللا النديم ومذكراته السياسية"‪ 20،‬ولكن الكتاب يبعد‬
‫عاما‪ 22،‬وكذلك مقدمة عبد هللا النديم التي‬ ‫صدر بها عبد الفتاح النديم الكتاب‪ ،‬الذي وصف الكتاب بأنه تاري ً‬
‫خا أدب ًيا ً‬
‫يشرح فيها سبب تأليفه للكتاب والتي أ كد فيها أن كتابه هذا كتاب في التاريخ‪ 23،‬وربما ما يكون قد دفع البعض إلى‬
‫‪24‬‬
‫التعامل مع النص باعتباره مذكرات ما تخلله من فقرات متفرقة صاغها النديم في صورة يوميات‪.‬‬

‫ً‬
‫مثاال كتاب أحمد عرابي "كشف الستار عن سر األسرار"‪ ،‬ذلك النص الذي ُيصنف باعتباره مذكرات‬ ‫وإذا أخذنا‬
‫أحمد عرابي‪ ،‬والذي انتهى من كتابته في ‪ 26‬يولية سنة ‪ ،1910‬وصدرت طبعته األولى سنة ‪ 25،1926‬بعد وفاته‬
‫بسنوات‪ ،‬وبعد ثورة ‪ 1919‬التي أتاحت رد االعتبار للثورة العرابية‪ ،‬ثم صدرت له طبعة ثانية في عام ‪ 1953‬بتصدير‬
‫للواء محمد نجيب‪ 26،‬هي التي حملت عنوان "مذكرات أحمد عرابي"‪ ،‬فسوف نكتشف أن مبرره في تأليف كتابه‬
‫كان الرد على ما نشر عن الثورة العرابية في الصحف والمجالت وما ألفه البعض عنها من كتب رأى فيها بعدًا عن‬
‫الحقيقة‪ ،‬ويرى محقق الطبعة الكاملة من المذكرات التي صدرت في ثالثة أجزاء الدكتور عبد المنعم الجميعي أن‬
‫الكتاب ال ينطبق عليه مفهوم المذكرات ويراه أقرب إلى الخواطر والذكريات‪ 27،‬بل أن أحمد عرابي نفسه لم يصف ما‬
‫تمحيصا للتاريخ من درن األهواء‬
‫ا‬ ‫كتبه بأنه مذكرات‪ ،‬بل قال‪" :‬رأيت أن أ كتب للناس كتاباا يهتدون به إلى الحقيقة‬
‫‪4‬‬

‫حا للتاريخ‪ ،‬وخدمة عامة‬


‫علي ألبناء وطني األعزاء‪ ،‬وب ارا بهم وتصحي ا‬
‫ّ‬ ‫قياما بالواجب‬
‫ا‬ ‫الفاسدة والمفتريات الباطلة‪...‬‬
‫‪Page‬‬
‫لإلنسانية وبنيها"‪ 28،‬فالكتاب لم يكن في تعريف صاحبه له مذكرات‪ ،‬وربما كان تصديره للكتاب بسيرته الذاتية‬
‫نوعا من السيرة الذاتية المختصرة‪.‬‬
‫ونسبه وحسبه جعل من هذا التصدير ً‬

‫أما الكتاب الذي يحمل عنوان "مذكرات اإلمام محمد عبده"‪ 29،‬فعبارة عن توليف لمجموعة مختلفة من النصوص‬
‫التي كتبها محمد عبده‪ ،‬األمر الذي يقر به جامع هذه النصوص في تقديمه لها‪ ،‬حيث يقول‪" :‬عنيت بأن أجعل هذه‬
‫المذكرات صورة صادقة للحياة الوطنية والسياسية لهذا اإلمام الكبير‪ ،‬فلم أقتصر على نبذ عن الثورة العرابية‬
‫كتبها في دفتر صغير – وهو في السجن – بل جمعت كتاباته الوطنية وآراءه في محمد علي وإسماعيل وتوفيق‪،‬‬
‫وما كتبه بالتفصيل ثم باًلختصار عن الثورة العرابية وأسبابها وأحداثها والرجال الذين اشتركوا فيها‪ ،‬وما دونه‬
‫من تحليل ألهداف هؤًلء الرجال‪ ،‬وقد قمت بتحقيق ذلك وشرحه والتعليق عليه تعلي اقا علم ايا وتاريخ ايا دقي اقا‪،‬‬
‫تقديما جدي ادا‪ ،‬بحيث اجتمع من ذلك ما يصح أن يطلق عليه اسم محمد عبده في حياته الوطنية‪ ،‬أو‬
‫ا‬ ‫وتقديمه‬
‫مذكرات اإلمام محمد عبده‪ ،‬وقد اخترت هذا اًلسم ألنها بقلمه"‪ 30،‬إننا إ ًذا أمام مجموعة نصوص مختلفة ال يجمع‬
‫بينها إال أن كاتبها هو اإلمام محمد عبده‪ ،‬فالصفحات األولى من المذكرات هي سيرة ذاتية مختصرة لمحمد عبده‬
‫منذ مولده إلى لقائه بالسيد جمال الدين األفغاني‪ ،‬وتستغرق ‪ 20‬صفحة‪ ،‬ويذكر في بدايتها أنه يكتب سيرته الذاتية‪،‬‬
‫‪31‬‬

‫نصا كتبه عن تاريخ مصر منذ زمن عصر محمد علي حتى هزيمة الثورة العرابية‪ ،‬فقد جمع فيه‬
‫ثم يضم الكتاب ً‬
‫طاهر الطناحي بعض مقاالت محمد عبد ه مع الكتاب الذي ألفه عن الثورة العرابية بطلب من الخديوي عباس‬
‫حلمي الثاني‪ ،‬وهذا النص يجمع بين التأريخ والذكريات‪ ،‬وال يجوز تصنيفه باعتباره مذكرات‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن‬
‫‪32‬‬
‫محمد عبده قد دون يوميات قصيرة في فترة الثورة العرابية‪ ،‬نشرت في الجزء األول من أعماله الكاملة‪.‬‬

‫وتأتي الموجة الثانية من كتابة الذكريات في النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬وكثير منها يرتبط بثورة ‪1919‬‬
‫والصراع السياسي بعدها من أبرز نماذجها "مذكرات فخري عبد النور"‪ 33‬عن مرحلة الثورة‪ ،‬ومذكرات الخديوي‬
‫و"مذكرات في‬ ‫‪35‬‬
‫التي نشرها بالفرنسية وترجمت إلى العربية بعدها بسنوات‪،‬‬ ‫‪34‬‬
‫عباس حلمي الثاني "عهدي"‪،‬‬
‫السياسة المصرية" لمحمد حسين هيكل‪ 36،‬و"مذكراتي"‪ 37‬إلسماعيل صدقي‪ ،‬و"مذكراتي ‪ 38"1951-1889‬لعبد‬
‫الرحمن الرافعي‪ ،‬وقد نشرت أغلب هذه المذكرات في شكل مسلسل في بعض الصحف والمجالت وأعيد نشرها‬
‫في كتب بعد ذلك‪ ،‬وقد نشر بعضها بعد انتهاء هذه الحقبة‪ ،‬وجميع هذه النصوص تقع بين الذكريات والسيرة الذاتية‪،‬‬
‫وال يمكن أن تصنف باعتبارها مذكرات أو يوميات‪.‬‬

‫فذكريات فخري عبد النور عن الثورة دونها بين عامي ‪ 1938‬و‪ ،1942‬نُشر بعضها في جريدة المصري وقتها‪ ،‬كما‬
‫ً‬
‫فصال منها في سياق االحتفال بالعيد الخمسيني لثورة ‪ ،1919‬وأعادت جريدة الوفد‬ ‫نشرت المصور سنة ‪1969‬‬
‫جمعت في كتاب ألول مرة بتقديم لمصطفى أمين وتحقيق للدكتور يونان لبيب رزق في‬
‫نشرها مرة أخرى‪ 39،‬ثم ُ‬
‫مطلع التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬و يصف فخري عبد النور نفسه في تمهيده لما كتبه بأنه ذكريات دونها عن‬
‫‪5‬‬
‫‪Page‬‬
‫ثورة الشعب المصري‪ 40،‬لكن الكتاب مدعم بعدد من الوثائق األصلية والصور الفوتوغرافية‪ ،‬التي ترجع إلى سنوات‬
‫الثورة‪ ،‬والتي تضيف إلى قيمته‪ ،‬وتؤكد رواية صاحب الذكريات في مواجهة ما تسجله الوثائق البريطانية‪.‬‬

‫أما ذكريات عباس حلمي والتي اختار لها عنوان "عهدي" فقد بدأ تدوينها في عام ‪ ،1939‬حيث يذكر في التمهيد أنه‬
‫قرر بعد ربع قرن على تنحيته أن يرسم بيده لوحة عمله كحاكم؛‪41‬والكتاب يوثق فيه عباس حلمي لفترة حكمه التي‬
‫امتدت من ‪ 1892‬إلى ‪ ،1914‬لكنه يبدأ بصفحات قليلة يتحدث فيها عن جده (الخديوي إسماعيل) وأبيه (الخديوي‬
‫توفيق) ثم فصل قصير يتناول فيه طفولته وصباه حتى اعتالئه العرش‪ ،‬والعمل في مجمله يصنف ضمن نوع‬
‫الذكريات السياسية‪.‬‬

‫كذلك كتب إسماعيل باشا صدقي سيرته الذاتية وذكرياته التي أسماها "مذكراتي" في نهاية األربعينيات بطلب من‬
‫جمعت في كتاب صدر عن دار الهالل سنة ‪ ،1950‬ومن استعراض‬
‫مجلة المصور‪ 42،‬وبعد نشر المذكرات مسلسلة ُ‬
‫عناوين فصول الذكريات يتضح أنها ذكريات دفاعية يسعى فيها لتبرير المواقف التي حاز بسببها لقب عدو الشعب‪،‬‬
‫كما أنها ذكريات انتقائية‪ ،‬لم يسجل فيها كل المواقف المهمة التي مر بها؛ مثل تجاهله لذكر حادث ‪ 4‬فبراير ‪،1942‬‬
‫األمر الذي فسره الدكتور سامي عبد النور محقق الطبعة الثانية من المذكرات بأنه محاولة لتالفي هجوم الوفد‬
‫‪43‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫نموذج آخر للذكريات التي وضع لها صاحبها عنوان المذكرات‪ ،‬مذكرات عبد الرحمن الرافعي‪ ،‬التي انتهى منها في‬
‫أول فبراير سنة ‪ ،1952‬وهي خليط من الخواطر والذكريات والمذكرات المدونة وقت وقوع األحداث‪ ،‬كما يشير‬
‫‪44‬‬
‫الرافعي في تقديمه الذي يحمل عنوان "هذه المذكرات"‪.‬‬

‫ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عشنا مع موجتين من الذكريات‪ ،‬الموجة األولى ارتبطت بالجدل الذي ثار‬
‫في المجتمع حول تقييم التجربة الناصرية‪ ،‬والذي افتتحه توفيق الحكيم بكتابه "عودة الوعي"‪ ،‬ثم كتابات الدكتور‬
‫فؤاد زكريا‪ ،‬والردود عليهما‪ ،‬ومن هنا انطلقت هذه الموجة مع فتح الباب أمام انتقاد التجربة الناصرية علنًا‪ ،‬ومع‬
‫التغيرات السياسية التي شهدتها مصر بعد مايو ‪ ،1971‬وبدأت بمذكرات الرئيس محمد نجيب بعد رفع اإلقامة‬
‫الجبرية عنه‪ ،‬وحملت ذكرياته عنوان "كلمتي للتاريخ"‪ ،‬ثم توالى صدور ذكريات لعدد من الضباط األحرار‪ 45،‬منهم‬
‫عبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وزكريا محيي الدين ويوسف صديق وثروت عكاشة ومحمود الجيار‬
‫ومنير حافظ وغيرهم‪ ،‬وربما كانت مذكرات عبد اللطيف البغدادي أقربها إلى مفهوم المذكرات‪ ،‬حيث صاغ مذكراته‬
‫اعتمادًا على يوميات كان يسجلها في حينها لكنه لم ينشرها ضمن كتابه وا كتفى باتخاذها مصد ًرا لما يكتب‪ ،‬بينما‬
‫أخذت بعض المذكرات األخرى شكل الذكريات أمالها صاحبها على محرر يقوم بصياغتها‪ ،‬وأحيانًا جاءت في صيغة‬
‫‪46‬‬
‫أسئلة وأجوبة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Page‬‬
‫كذلك نشر بعض المدنيين ممن شاركوا في الحكم بعد يوليو ‪ 1952‬ذكرياتهم‪ ،‬منهم سيد مرعي وفتحي رضوان‬
‫وعبد الوهاب البرلسي‪ ،‬وضياء الدين داوود‪ 47،‬وبينما ركزت معظم هذه الذكريات على فترة مشاركة أصحابها في‬
‫السلطة‪ ،‬استعرض البعض اآلخر مجمل مراحل حياتهم‪ ،‬كما نشر بعض كبار الصحفيين ذكرياتهم عن فترات من‬
‫حياتهم وما مروا به من تجارب‪ ،‬مثل حافظ محمود ومصطفى أمين‪ ،‬ومع عودة جماعة االخوان الى الساحة في بداية‬
‫عصر السادات ثم االنشقاقات التي حدثت داخل الجماعة‪ ،‬بدأ عدد من قادتها في نشر ذكرياتهم من بينهم زينب‬
‫الغزالي ومحمود عبد الحليم وحسن عشماوي وغيرهم‪ 48،‬كذلك ظهرت مذكرات لبعض ممن شاركوا في الحركة‬
‫الشيوعية المصرية‪ ،‬مثل طاهر عبد الحكيم وفتحي عبد الفتاح وإلهام سيف النصر ومصطفى طيبة وفخري لبيب‬
‫وأبو سيف يوسف وغيرهم‪ 49،‬واحتلت فترات االعتقال وما تعرض له اإلخوان والشيوعيون في السجون من تعذيب‬
‫مساحة من هذه المذكرات‪.‬‬

‫و ِفي اعقاب حرب ا كتوبر بدأت سلسلة جديدة من كتابة الذكريات للقادة العسكريين تناولت مرحلة الهزيمة وحرب‬
‫االستنزاف ثم حرب أ كتوبر‪ 50،‬ومع توقيع معاهدة كامب ديفيد نشر عدد من رجال الدبلوماسية المصرية وممن‬
‫شاركوا في مراحل المفاوضات أو عارضوا االتفاقيات ذكرياتهم‪ ،‬كذلك نشر عدد من رجال عصر السادات ذكرياتهم‪،‬‬
‫‪51‬‬

‫وفي سياق هذه الموجة كذلك نشر بعض رجال العهد الملكي ذكرياتهم في هذه الفترة‪ ،‬وظهرت ذكريات دونت في‬
‫‪52‬‬
‫فترات سابقة إلى النور‪.‬‬

‫وجاءت ثورة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬والسنوات التي اعقبتها فتحت الباب امام موجة جديدة من كتابة الذات في صورة‬
‫ذكريات وشهادة لبعض من تولوا المسؤولية أو كانوا شهو ًدا بشكل أو بأخر على هذه الفترة‪ ،‬ومنهم حازم الببالوي‬
‫وعلي السلمي وعبد العظيم حماد وأسامة هيكل وجودة عبد الخالق‪ ،‬كذلك قدم الصحفي عمر قناوي شهادة مهمة‬
‫‪53‬‬
‫في كتابين خبرني العندليب والثورة المصنوعة‪.‬‬

‫لقد انفتح الباب لكتابة الذكريات ولَم يتوقف الى اآلن‪.‬‬

‫وال يعني الحديث عن هذه "الموجات الكبرى" من الذكريات أن الكتابة عن الذات بأشكالها المتعددة قد توقفت‬
‫في أي فترة من الفترات‪ ،‬لكن هناك مراحل تاريخية شهدت غزارة في هذا النوع من الكتابة بشكل الفت‪ ،‬كما أن‬
‫النصوص التي أشرت إليها هنا هي مجرد نماذج للتمثيل لكن ما ظهر من مذكرات وذكريات وسير ذاتية على مدى‬
‫قرابة قرن ونصف أ كثر من ذلك بكثير‪ ،‬وقد قدم عبد العظيم رمضان حص ًرا بالمذكرات التي صدرت حتى منتصف‬
‫ثمانينيات القرن الماضي‪ 54،‬وصدرت بعد هذا الحصر عشرات من المذكرات والسير الذاتية‪.‬‬

‫ً‬
‫مسلسال في‬ ‫وفي جميع المراحل ارتبط نشر هذه الذكريات بجدل سياسي واسع‪ ،‬خاصة وأن بعضها كان ينشر‬
‫الصحف والمجالت قبل أن يجمع في كتب‪ ،‬لكن فترة السبعينيات كانت األعلى صوتًا في "حرب الذكريات"‪ ،‬أثارت‬
‫مستويين للمعارك‪ ،‬معارك وقت نشرها بين السياسيين ومعارك أ كاديمية‪.،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Page‬‬
‫يبقى نوع آخر من المذكرات الشخصية‪ ،‬وينطبق عليه مفهوم المذكرات بشكل دقيق‪ ،‬يعتبر األكثر أهمية ومصداقية‬
‫كمصدر أولي لدراسة التاريخ‪ ،‬إنه اليوميات التي يدون فيها صاحبها ما يفعله ويقع له وما يمر به في حياته ً‬
‫يوما بيوم‬
‫أو يقوم بالتدوين بشكل متقطع كل عدة أيام على فترات متقاربة‪ ،‬وبعض هذه اليوميات تبدأ مع بداية ارتباط‬
‫صاحبها بالعمل العام‪ ،‬أو مع وصوله لسن معين‪ ،‬أو مع مناسبة أو حدث أثر في حياته‪ ،‬وقد يبدأ صاحب اليوميات‬
‫بموجز لحياته قبل بدأ تدوين يومياته‪ ،‬وبعض أصحاب اليوميات يلتزم بالتدوين دون توقف‪ ،‬بينما نجد أن آخرين‬
‫يتوقفون لفترات عن التدوين ثم يعودون إليه ثانية‪ ،‬وبعض هذه اليوميات قصد بها أصحابها أن تنشر في حياتهم‬
‫أو بعد وفاتهم‪ ،‬والبعض اآلخر كان يكتب يومياته لنفسه فقط‪ ،‬أو هكذا يبدو لنا‪ ،‬أي أننا أمام يوميات مقصودة‬
‫وأخرى غير مقصودة‪ ،‬وهذا النوع الذي لم يقصد به أصحابه النشر يكون أ كثر مصداقية عادة‪.‬‬

‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬خمسة سياسيين ويومياتهم‪:‬‬

‫ظهر اهتمام الساسة المصريين والمشتغلين بالعمل العام بتدوين مذكراتهم اليومية منذ القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫ومن اليوميات المبكرة التي وصلتنا أناقش هنا المذكرات أو اليوميات لخمسة من هؤالء الساسة هم أحمد شفيق‬
‫‪55‬‬

‫ومحمد فريد‪ 56‬وسعد زغلول‪57 ،‬ومصطفى النحاس‪ 58،‬وراغب إسكندر‪ 59،‬من حيث سياق التدوين‪ ،‬وكيفية وصولها‬
‫إلينا‪ ،‬ومدى أهميتها ومصداقيتها‪.‬‬

‫‪ )1‬بداية التدوين وسياقه‬

‫بدأ أحمد شفيق باشا (‪ 60)1940-1860‬تدوين مذكراته منذ فترة مبكرة‪ ،‬فكما يقول في مقدمة مذكراته‪" :‬كنت‬
‫أشعر منذ الحداثة بشغف قوي في تدوين مذكرات يومية عن دراستي وأحوالي‪ ،‬وما أستطيع إدرا كه‬
‫‪61‬‬
‫ومشاهدته"‪.‬‬

‫وقد قرر أحمد شفيق نشر مذكراته في الثالثينيات لقناعته بأهمية المذكرات كمصدر لدراسة التاريخ‪ ،‬وال يخفي تأثره‬
‫بالغرب في ذلك‪ ،‬ولشغفه بدراسة التاريخ ومطالعته‪ 62،‬كما يعتبر أن مما غذى ميوله لكتابة المذكرات قربه من ولي‬
‫جا في ذلك من عهد‬
‫األمر مما أتاح له أن يقف على "مجرى الحوادث ومصادرها‪ ،‬ومبعث أطوارها وتقلباتها‪ ،‬متدر ا‬
‫‪63‬‬
‫الفتوة إلى عهد الكهولة‪".‬‬

‫نحن إذن في حالة أحمد شفيق باشا أمام رجل مدرك ألهمية كتابة اليوميات‪ ،‬وكذلك ألهمية ما تحت يده من‬
‫معلومات بحكم قربه من الحاكم على مدى سنوات‪ ،‬كما أنه مقر بأن ما تحويه مذكراته ليس إال زاوية رؤيته لألحداث‬
‫التي عاشها‪ ،‬وقد بدأ المذكرات ككتابه تاريخية وذكريات‪ ،‬ثم تتحول بعد ذلك الى يوميات‪ ،‬لكنها يوميات موجهة‬
‫للجمهور من البداية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Page‬‬
‫وقد تعرضت بعض هذه اليوميات للحذف وف ًقا لروايات بعض معاصريه الذين ذكروا أنهم نصحوه بحذف بعض‬
‫الفقرات وأنه استجاب لهم‪ 64،‬كما يذكر أحمد شفيق نفسه أن جزء من هذه اليوميات كتبه في شبابه عن عصر‬
‫‪65‬‬
‫الخديوي إسماعيل صادرته السلطات وهو مبعد في أوروبا‪ ،‬كما فقد بعضها في ظروف أخرى‪.‬‬

‫أما محمد فريد (‪ 66)1919-1868‬فقد بدأ تسجيل يومياته بأحداث عام ‪ ،1891‬وهي السنة التي انتقل فيها للعمل‬
‫بالنيابة وحاز رتبة الباكوية‪ ،‬وينتهي ما وصل إلينا من هذا القسم من اليوميات بحوادث يونية سنة ‪ ،1897‬وقد اختار‬
‫لها فريد عنوان "تاريخ مصر من ابتداء سنة ‪ 1891‬مسيحية"‪ 67،‬ويبدو أن هناك جزء مفقود من اليوميات‪ ،‬ربما‬
‫‪68‬‬
‫كان يغطي الفترة حتى ‪ ،1904‬وهي السنة التي يبدأ بها القسم الثاني‪.‬‬

‫أما القسم الثاني من مذكرات محمد فريد فيحمل عنوان "مذكراتي بعد الهجرة"‪ 69،‬وقد بدأ في تدوين اليوميات في‬
‫عام ‪ 1913‬وواصل الكتابة حتى قبيل وفاته‪ ،‬وقد قدم لهذا الجزء بملخص للحوادث المهمة ابتدا ًء من سنة ‪.1904‬‬
‫‪70‬‬

‫وتبدأ يوميات سعد زغلول (‪ 71)1927-1858‬بدايات متعددة‪ ،‬فقد بدأ ألول مرة في تدوين ما يشبه اليوميات في‬
‫أ كتوبر ‪ 1897‬لعدة شهور‪ ،‬ثم عاود الكتابة في مايو ‪ ،1903‬ثم في يناير ‪ ،1905‬أما اليوميات المنتظمة ف تبدأ من‬
‫‪72‬‬
‫أول يناير سنة ‪.1907‬‬

‫ومن الواضح أن سعد زغلول قد بدأ في االنتظام في كتابة مذكراته بعد فترة وجيزة من توليه نظارة المعارف‪ ،‬وتتخلل‬
‫ملخصا‬
‫ً‬ ‫اليوميات فترات توقف فيها سعد زغلول عن الكتابة ألسباب مختلفة‪ ،‬وفي بعض األحيان كان يكتب‬
‫لحوادث الفترة التي أسقطها‪ ،‬وفي بعض األحيان يذكر أن حالته النفسية أو الصحية لم تسمح له بالتدوين في هذه‬
‫الفترة التي سقطت من يومياته‪.‬‬

‫كما أن هناك صفحات من اليوميات أمالها على سكرتيره الخاص‪ ،‬وهناك ً‬


‫أيضا صفحات بين مذكراته تخص سائقه‬
‫عبد هللا محمود‪ ،‬الذي كان مراف ًقا له في المنفى الثاني في سيشيل وجبل طارق‪ ،‬وتغطي هذه المذكرات بعض‬
‫الفجوات في مذكرات سعد‪ ،‬وربما كان هذا سبب احتفاظه بها‪ ،‬نشرت هذه الصفحات ضمن الجزء العاشر من مذكرات‬
‫سعد زغلول‪ ،‬مع إشارة واضحة إلى كاتبها في محاولة لسد بعض فجوات المذكرات‪ ،‬وأدى هذا األسلوب في النشر إلى ارتباك‬
‫في تتابع أفكار سعد نفسه‪ ،‬وربما كان األوفق نشر مذكرة محمود عبد هللا في ملحق مستقل‪ ،‬ومن الجدير بالذكر هنا أن محمود‬
‫عبد هللا كان قد نشر مذكراته بالفعل مع عودة سعد من المنفى في سبتمبر ‪ ،1923‬بمقدمة ألحمد حافظ عوض‪ ،‬وهناك‬
‫اختالفات قليلة بين النص الموجود في كراسات سعد زغلول والنص المنشور سنة ‪.1923‬‬
‫‪73‬‬

‫ومن الواضح أن سعد كان يكتب هذه اليوميات لنفسه‪ ،‬ولم يكن يقصد نشرها في بداية األمر على األقل‪ ،‬وكان‬
‫يكتب كل ما يعن له منتقدًا سلوكه الشخصي في بعض األحيان‪ ،‬إنها يوميات تتضمن اعترافاته الشخصية‪ ،‬وقد‬
‫أورد فيها عبارة دالة اختارها الدكتور عبد العظيم رمضان الذي أشرف على تحقيق األجزاء التسعة األولى من‬
‫المذكرات‪ ،‬يقول فيها سعد "ويل لي من الذين يطالعون من بعدي هذه المذكرات"‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Page‬‬
‫وتتناول "مذكرات النفي" لمصطفى النحاس (‪ 75)1965-1879‬رحلة نفي مصطفى النحاس إلى سيشيل مع سعد‬
‫زغلول وأربعة أخرين من قادة الوفد‪ ،‬هم فتح هللا بركات وعاطف بركات وسينوت حنا ومكرم عبيد في ديسمبر‬
‫عاما ونصف العام؛ فقد قبضت سلطات االحتالل على سعد زغلول صباح يوم الجمعة ‪23‬‬
‫‪ 1921‬لفترة قاربت ً‬
‫ديسمبر ‪ ،1921‬وبعدها بساعات تم القبض على باقي المجموعة‪ ،‬وتم ترحيلهم إلى السويس ومنها إلى عدن في‬
‫طريقهم إلى سيشيل‪ ،‬ونتيجة للضغوط المتواصلة في مصر وبريطانيا تم نقل سعد زغلول إلى جبل طارق؛ فغادر‬
‫سيشيل يوم ‪ 17‬أغسطس ‪ 1922‬ليصل إلى جبل طارق يوم ‪ 3‬سبتمبر؛ ويستمر هناك حتى مارس ‪ ،1923‬أما باقي‬
‫‪76‬‬
‫المنفيين فقد استمروا في سيشيل عشرة أشهر أخرى‪.‬‬

‫وينطبق على هذه المذكرات مفهوم اليوميات‪ ،‬ويغطي ما وصل إلى أيدينا منها في ثالث كراسات منفصلة الفترة من‬
‫‪ 19‬ديسمبر ‪ 1921‬حتى ‪ 12‬مارس ‪ ،1923‬أي أنها تبدأ قبل اعتقال سعد ورفاقه بأربعة أيام‪ ،‬وال تستمر حتى نهاية‬
‫فترة النفي‪ ،‬كما أن هناك فجوات طويلة فيها لم تصل إلينا أو لم يدون فيها مصطفى النحاس مذكرات؛ يبدو بوضوح‬
‫أنه قد بدأ في تدوين الكراسة األولى بعد بداية األزمة التي انتهت بنفي سعد ورفاقه‪ ،‬لكن باقي المذكرات كما يتضح‬
‫من أسلوبها‪ ،‬كانت يوميات يدونها الرجل في حينها‪ ،‬باستثناءات قليلة؛ لكن هناك تفاوتًا واض ً‬
‫حا فيما كان يكتبه في‬
‫كل يوم وف ًقا لألحداث؛ فبعض األيام يشغل عدة صفحات وبعضها أسطر قليلة‪ ،‬وبعضها ال يدون فيه أحداثًا إطال ًقا‪.‬‬

‫وقد ضع مصطفى النحاس عنوانًا للمذكرات على صفحة الغالف للكراسة األولى؛ فأسماها "مذكرات النفي"‪ ،‬وقد‬
‫بدأت الكراسة األولى من مذكرات النفي بمقدمة بعنوان "عهد العنف والشدة واإلرهاب"؛ تناول فيها أجواء ما قبل‬
‫قرار النفي‪ :‬األيام القليلة السابقة على القرار‪ ،‬وفشل مفاوضات الوفد الرسمي المصري في لندن برئاسة عدلي يكن‪،‬‬
‫وضغوط اللورد أللنبي لقبول مشروع كرزون‪ ،‬ثم استقالة الحكومة العدلية‪.‬‬

‫ويبدو أن هذه المذكرات كتبت لتنشر‪ ،‬وأنها مذكرات "رسمية" بمعنى ما أو "عامة" بمصطلح النحاس‪ ،‬وأنها محاولة‬
‫من الوفد المصري لتوثيق ما يتعرض له رجاله‪ ،‬وأن المكلف بكتابتها في البداية كان فتح هللا بركات؛ لكنه حولها‬
‫لمذكرات شخصية‪ ،‬وقد دب خالف بينه وبين مصطفى النحاس وسينوت حنا حول طريقته في كتابة المذكرات مما‬
‫نصوصا أخرى أو مذكرات أخرى‬
‫ً‬ ‫أدى إلى انتقال المهمة للنحاس‪ ،‬كما يبدو ً‬
‫أيضا أن مصطفى النحاس كان يدون‬
‫خاصة به وحده‪ ،‬لكن الواضح في مواضع كثيرة من الكراسة الثانية تحديدًا أنها لم تكتب بصيغة مذكرات عامة‬
‫لوما كثي ًرا لفتح هللا‪ ،‬ويتهمه بالبخل‪ ،‬وربما تكون الكراسة األولى والثالثة أقرب‬
‫فالنحاس يسرد آراء شخصية ويوجه ً‬
‫للمذكرات العامة والثانية مسودة لمذكراته الخاصة وكان سيختار منها العام فقط لتبييضه‪.‬‬

‫وتعد هذه هي المرة األولى التي تنشر فيها مذكرات لمصطفى النحاس بخطه؛ لكن من الجدير بالذكر هنا أنه منذ‬
‫سنوات نشر األستاذ أحمد عز الدين مذكرات منسوبة لمصطفى النحاس تحت عنوان‪ :‬مذكرات مصطفى النحاس‬
‫‪ -‬ربع قرن من السياسة في مصر ‪ 77،1952–1927‬وقد نشرت في جزئين؛ مع تقديم لكل جزء بقلم أحمد عز الدين‪،‬‬
‫‪10‬‬

‫ومقدمة للجزء األول بقلم محمد كامل البنا الذي كان سكرتي ًرا لمصطفى النحاس‪ ،‬والذي قام بتدوين هذه المذكرات‬
‫‪Page‬‬
‫بشكل متفرق حسبما يذكر في مقدمته‪ ،‬بمعنى أن تلك المذكرات لم تكن مدونة بخط مصطفى النحاس‪ ،‬كما لم‬
‫تصغ في األصل بصورة مذكرات ممالة‪ ،‬بل هي خليط من مشاهدات الرجل وإمالءات النحاس‪.‬‬

‫أما المذكرات اليومية لراغب إسكندر (‪ 78)1983-1888‬المحامي والسياسي الوفدي فقد بدأ في تدوينها في أول‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،1922‬لكنه يروي فيها حوادث اليوم السابق على أول ديسمبر‪ ،‬وما تبقى من هذه المذكرات ست‬
‫كراسات كبيرة‪ ،‬تغطي مرحلتين مختلفتين األولى في أعوام ‪ 1922‬إلى ‪ ،1924‬والثانية في سنتي ‪ 1933‬و‪1934‬؛ وفي‬
‫تقديري أنه لم يتوقف عن الكتابة لكن باقي اليوميات فقدت مع األسف‪.‬‬

‫يبدأ يوميته بالقول‪" :‬تنتهي بانتهاء اليوم سنتي الرابعة والثالثين‪ ،‬وقد ولدت في يوم أول ديسمبر سنة ‪ 79،"1888‬ويؤكد‬
‫أن هذه هي بداية يومياته حيث يقول‪" :‬وهذه أول مرة ابتدأ فيها بكتابة مذكراتي؛ أما الحوادث واألحوال السابقة لهذا اليوم‬
‫مدة ال ‪ 34‬سنة الماضية فسألخصها في دفتر خاص بها"‪ 80،‬ويبدو أن راغب إسكندر اتخذ قرار لبدء في كتابة يومياته عندما‬
‫شعر بخطورة الدور الذي يلعبه‪ ،‬وبأن هذه اليوميات من الممكن أن تشكل شهادة مهمة من فاعل أساسي في األحداث‪،‬‬
‫ويشير في بداية اليوميات إلى أنه يبدأ مرحلة جديدة فيقول‪" :‬وأبدأ اليوم حياة جديدة وأنا عضو وسكرتير للوفد المصري‬
‫الحالي‪ ،‬ورئيسه معالي سعد باشا زغلول؛ وعضو كذلك في جمعية التوفيق القبطية‪ ،‬ومستشار للجمعية الخيرية‬
‫‪81‬‬
‫القبطية‪".‬‬

‫‪ )2‬كيف وصلت إلينا هذه المذكرات؟‬

‫قام أحمد شفيق باشا بنشر مذكراته بنفسه في حياته‪ ،‬وكان قد قبلها "حوليات مصر السياسية" التي تغطي‬
‫السنوات من ‪ 1924‬أي السنة التي توقفت فيها مذكراته إلى ‪ ،1930‬كما ترك قبل وفاته موضوعات متفرقة كتبها‬
‫بعد المذكرات نشرها أبناؤه بعد وفاته بعنوان "أعمالي بعد مذكراتي"‪ ،‬وقد رأى أن نشر المذكرات في حياته رغم أن‬
‫العادة جرت على نشر المذكرات بعد وفاة صاحبها كما يقول‪ ،‬خشية تناثرها بعد وفاته‪ ،‬أو نشرها مشوهة مبتورة‪،‬‬
‫ويقول‪" :‬كان من الشجاعة األدبية أن تنشر مذكرات في حياة مدونها فيحتمل وهو على قيد الحياة كل تبعة فيما‬
‫‪82‬‬
‫تسجل من الحوادث والشئون‪".‬‬

‫بينما وصلت أوراق محمد فريد ومذكراته إلى دار الكتب والوثائق القومية عن طريق نجله عبد الخالق فريد‪ ،‬وقد‬
‫مرت المذكرات برحلة طويلة بين األيام السابقة على وفاة محمد فريد وانتقالها إلى الدار‪ ،‬ثم ظهورها منشورة نش ًرا‬
‫علم ًيا؛ كان فريد يحفظ أوراقه لدى سيدة ألمانية كان يسكن عندها‪ ،‬وعندما استشعر تدهور حالته الصحية استدعى‬
‫صديقه إسماعيل لبيب من جنيف إلى برلين‪ ،‬وطلب منه استالم صندوق األوراق وتسليمه إلى ابنه عبد الخالق فريد‬
‫عندما يتمكن من العودة إلى مصر ويكبر االبن بصورة تسمح له بتحمل مسئولية الحفاظ على هذه األوراق حتى‬
‫مالئما لنشرها‪ ،‬وقد توفي إسماعيل لبيب قبل أن يسلم الصندوق لعبد الخالق فريد‪،‬‬
‫ً‬ ‫يصبح الوضع العام في مصر‬
‫وتولت أرملته المهمة بعد ذلك‪ ،‬ولم يعلم أحد بوجود المذكرات إال عدد قليل من أعضاء الحزب الوطني‪ ،‬وقد‬
‫‪11‬‬

‫استعان بهذه األوراق عبد الرحمن الرافعي في تأليفه لكتابيه عن مصطفى كامل ومحمد فريد‪ ،‬كما عرف بها الرأي‬
‫‪Page‬‬
‫العام عندما بدأ نشر أجزاء منها في مجلة "كل الناس والدنيا" عام ‪ ،1935‬وفي الستينيات نشر أجزاء منها كل من‬
‫محمد صبيح‪ ،‬وخالل عامي ‪ 1963‬و‪ 1964‬سلم عبد الخالق فريد المذكرات وما معها من أوراق إلى دار الوثائق‬
‫‪83‬‬
‫القومية‪ ،‬لتبدأ مرحلة الجديدة من التعامل مع المذكرات‪.‬‬

‫ومرت مذكرات سعد زغلول برحلة مشابهة‪ ،‬في االنتقال من يد ليد‪ ،‬فقد أوصى سعد زغلول بأن تكون المذكرات‬
‫حوزة مصطفى النحاس وفتح هللا بركات‪ ،‬وترك لمصطفى النحاس حق نشر المذكرات بالكيفية التي يراها وفي‬
‫الوقت الذي يراه مناس ًبا‪ ،‬بعد مراجعتها سياس ًيا وعائل ًيا‪ ،‬وبعد أن كادت بعض الكراسات تفقد من بيت األمة بطريق‬
‫الخطأ‪ ،‬سلمت أم المصريين المذكرات لمصطفى النحاس‪ ،‬وقد قام األخير بإيداعها في خزانة خاصة ببنك مصر خشية‬
‫االستيالء عليها من جانب حكومة االنقالب الدستوري (انقالب صدقي‪/‬فؤاد)‪ ،‬وقد استخدم الوفد أجزاء من المذكرات‬
‫أ كثر من مرة في دعايته السياسية في الثالثينيات واألربعينيات‪ ،‬وقد ثار نزاع قضائي بين ورثة سعد والنحاس على‬
‫حيازة المذكرات‪ ،‬فاز فيه النحاس‪ ،‬لكنه قرر في عام ‪ 1963‬نقل المذكرات لحيازة إلى بهي الدين بركات‪ ،‬ثم انتقلت‬
‫‪84‬‬
‫حيازتها إلى دار الوثائق القومية مقابل تعويض مالي‪.‬‬

‫أما مذكرات النفي لمصطفى النحاس فقد حصلت على صورة من هذه المذكرات من القطب الوفدي الكبير األستاذ‬
‫فؤاد بدراوي‪ ...‬كانت ضمن األوراق التي انتقلت لحيازة فؤاد باشا سراج الدين بعد وفاة السيدة زينب الوكيل‪،‬‬
‫وتسليم المنزل للمالك‪ ،‬وقد عثر عليها األستاذ فؤاد بدراوي أثناء إخالء قصر فؤاد سراج الدين بعد أن باعه الورثة‬

‫منذ قرابة ست سنوات ودفع بها إل َّ‬


‫ي لتحقيقها بنا ًء على اقتراح منير فخري عبد النور‪ ،‬وقد استغرق تحقيقها خمس‬
‫‪85‬‬
‫سنوات لتصدر في إطار احتفاالت الذكرى المئوية لثورة ‪.1919‬‬

‫وظلت مذكرة راغب إسكندر طي النسيان منذ وفاته عام ‪ ،1983‬وال أعرف المسارات التي أوصلتها إلى حيازة الدكتور‬
‫بطرس غالي‪ ،‬ولكن راغب إسكندر هو زوج خالته‪ ،‬قد اقترح علي الدكتور بطرس غالي أن أقوم بتحقيقها ونشرها‪،‬‬
‫فرحبت بذلك‪ ،‬ولم أ كن أعرف وقتها عن راغب إسكندر إال القليل الذي صادفني وأنا أقرأ عن ثورة ‪ ،1919‬وحصلت‬
‫على صورة من الدفاتر الستة من الدكتور بطرس غالي قبل عام من وفاته‪ ،‬وأقوم على تحقيقها حال ًيا‪ ،‬وقد انتهيت‬
‫بالفعل من تحقيق الدفترين األول والثاني وبدأت في تحقيق الدفتر الثالث‪.‬‬
‫رابعا ا‪ :‬هل تعتبر المذكرات واليوميات وثائق وما مدى مصداقيتها؟‬

‫يختلف البااحثون حول اعتباار اليومياات ماادة وثاائقياة‪ ،‬فبينماا ياذهاب بعض المؤرخين إلى اعتباارهاا نو ًعاا من الوثاائق‬
‫الخاصا ا ا ااة‪ 86،‬يرى األرشا ا ا اايفيون أن المعايير العلمية للوثيقة األرشا ا ا اايفية ال تنطبق عليها‪ ،‬وأنها أقرب ل نتاج الفكري‬
‫الذي ينبغي أن يحفظ في المكتبات‪ ،‬وربما يرجع جذر هذا االختالف إلى فهم المصطلح لدى كل طرف‪.‬‬

‫فتعريف الوثيقااة لغااة هي مااا يحكم بااه األمر‪ ،‬وهي المس ا ا ا ااتنااد ومااا جرى مجراه‪ 87،‬أي أن المعنى اللغوي للكلمااة‬
‫يتض ا ا اامن إش ا ا ااارة إلى الش ا ا اايء الذي يرجع إليه ويعتد به في تحديد األمور المختلفة بش ا ا ااكل عام‪ ،‬ومن هنا يمكن أن‬
‫‪12‬‬

‫نطلق المصا ا ا ااطلح على مسا ا ا ااتند قانوني أو إداري أو علمي‪ ،‬لكن المعنى االصا ا ا ااطالحي للوثيقة في مجال دراسا ا ا ااات‬
‫‪Page‬‬
‫الوثائق واألرشا ا اايف أ كثر تحديدًا‪ ،‬حيث يقصا ا ااد بها‪ :‬المكتوب أو المسا ا ااتند الذي تمت صا ا ااياغته في قالب أو شا ا ااكل‬
‫ً‬
‫فعال‬ ‫خاص‪ ،‬الذي ينتج كإفراز طبيعي من خالل ممارس ا ااة البش ا اار أفرادًا ومجتمعات لنش ا اااطهم اليومي‪ ،‬ويتض ا اامن‬
‫‪88‬‬ ‫ً‬
‫عمال إداريًا‪ ،‬والوثيقة بالتالي نوعان؛ قانونية وإدارية‪.‬‬ ‫قانون ًيا أو واقعة قانونية أو‬

‫ويقصاد بالوثيقة القانونية كل نص مكتوب أو مدون يشامل على تصارف قانوني أو واقعة قانونية تم تدوينه لحفظ‬
‫حق من الحقوق أو إلثبات حالة من الحاالت‪ 89.‬والوثائق القانونية نوعان‪ :‬عامة وخاص ا ا ا ااة‪ .‬والوثائق العامة هي التي‬
‫تصا ا ا ا اادر عن جهاات الادولاة المختلفاة أو تكون إحادى هاذه الجهاات طر ًفاا فيهاا‪ ،‬وتتعلق موض ا ا ا ااوعااتهاا باأحكاام القاانون‬
‫العام‪ ،‬أما الوثائق الخاصا ا ااة فهي التي يكون التصا ا اارف القانوني فيها متعل ًقا بأحكام القانون الخاص‪ ،‬وغال ًبا ما تكون‬
‫بين أشا ا ااخاص طبيعيين أو بين شا ا ااخصا ا اايات اعتبارية خاصا ا ااة‪ ،‬كما تدخل فيها أطراف عامة أحيانًا مثل وثائق بيع‬
‫دائما بأمور تخض ا ا ااع ألحكام القانون الخاص‪ ،‬أما الوثيقة اإلدارية؛ فيقص ا ا ااد‬
‫ً‬ ‫جميعا وثائق تتعلق‬
‫ً‬ ‫أمالك الدولة‪ ،‬لكنها‬
‫بها المكاتبات واألوامر والتقارير الناتجة عن العمل اليومي لمؤساساات المجتمع‪ ،‬ساواء كانت مؤساساات للدولة أو‬
‫مؤس اسااات أهلية‪ ،‬وسااواء كانت متداولة داخل المؤس اسااة أو موجهة إلى مؤس اسااات أخرى خارجها أو إلى أشااخاص‬
‫‪90‬‬
‫طبيعيين‪.‬‬

‫أما التعريف المعجمي لليوميات فيعرفها بأنها السجل الذي يدون فيه الشخص انطباعاته يوم ًيا‪ ،‬وهي المذكرات‬
‫يوما بعد يوم‪ ،‬فهي نص ااوص دونها أص ااحابها بش ااكل قص اادي ليس ااجلوا ما يمروا به في حياتهم‬
‫التي يدونها ص اااحبها ً‬
‫يوما بيوم‪ 91،‬وفي التعريفات االص ا ا ااطالحية "عبارة عن محكي حميمي وش خ خ خخخص خ خ خخي‪،‬‬
‫العامة أو الخاصا ا ا اة أو كلتاهما ً‬
‫يكتب من يوم آلخر‪ ،‬ليس محك ايا استعادياا إذ ًل يتيح للمؤلف إمكان اتخاذ مسافة من األحداث المروية‪ 92"،‬كما‬
‫تُعرف بأنها "متوالية من النص خخوص‪ ،‬تكتب بش خخكل يومي‪ ،‬غير محددة بزمن معين‪ ،‬تبدأ أو تذ ّيل بتاريخ اليومية‪،‬‬
‫يتم فيهخا تقييخد األحخداث أو المواقف أو المقخابالت أو اًلنطبخاعخات واآلراء‪ ،‬من وجهخة نةر معينخة‪ ،‬تختلف بخاختالف‬
‫اًلهتمامات واألهداف"؛‪ 93‬أي إنها كتابة حرة ال تخضع لقالب محدد في صياغتها‪ ،‬وال تهدف إلثبات الحقوق القانونية‬
‫ً‬
‫عمال إداريًا‪ ،‬وليس هناك إلزام بكتابتها‪.‬‬ ‫أو إنشائها‪ ،‬كما أنها ال تنظم‬

‫وقد ارتبط ظهور الدراساات الوثائقية الحديثة في أوروبا بالتحديث وبظهور الدولة القومية بشاكل أسااساي‪ ،‬ويشامل‬
‫هذا األمر الدراساات الوثائقية بشاقيها؛ أي اتخاذ الوثيقة موضاوعا للبحث من جانب‪ ،‬واعتمادها مصاد ًرا للمعلومات‬
‫‪94‬‬
‫خاصة في مجال الدراسات التاريخية من جانب آخر‪.‬‬

‫وال يختلف الحال في العالم العربي عنه في أوروبا؛ فقد بدأ االهتمام بحفظ الوثائق ثم اسااتخدامها كمصااادر للدراسااة‬
‫التاريخية مع تكوين الدولة الحديثة ومؤساسااتها وظهور األفكار القومية‪ ،‬كما ارتبط كذلك بموجة المد االساتعماري‬
‫‪95‬‬
‫األوروبي الزاحف على المنطقة العربية وما صاحبه من اهتمام استشراقي بدراسة المنطقة وتاريخها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Page‬‬
‫عموما‪ ،‬فقد ارتبط‬
‫ً‬ ‫وهي الفترة ذاتها التي بدأ فيها االهتمام بالمذكرات الشاخصاية واليوميات والكتابات عن الذات‬
‫ً‬
‫قليال‪،‬‬ ‫هاذا االهتماام باالتحوالت المصا ا ا ا اااحباة باالتحادياث والحاداثاة‪ ،‬وإن تاأخر االهتماام بهاا لاديناا عن االهتماام باالوثاائق‬
‫ورغم أن بعض أش ااكال الكتابة عن الذات قديمة ترجع إلى ما قبل الحداثة بكثير‪ ،‬في معظم الثقافات اإلنس ااانية بما‬
‫فيهاا الثقاافاة العربياة‪ ،‬فاإن التعاامال معهاا كمصا ا ا ا ااادر للتااريخ بعاد أن تحول إلى علم أمر حادياث‪ ،‬مثلماا الحاال مع‬
‫الوثائق األرشيفية‪.‬‬

‫وربماا يرجع حرص بعض المؤرخين على اعتباار الماذكرات واليومياات نو ًعاا من الوثاائق إلى حاالاة "الولع باالوثاائق"‬
‫التي أصاابت المؤرخين منذ تحول الوثائق إلى مصادر لدراساة التاريخ‪ ،‬وشااعت معها مقوالت مثل "الوثائق أصادق‬
‫مصدر لكتابة التاريخ"‪" ،‬ال تاريخ بدون وثائق"‪ ،‬وربما من هنا جاء الخلط في توصيف كل مصدر من مصادر دراستنا‬
‫للتاريخ بأنه وثيقة تاريخية‪ ،‬والحقيقة أن الوثائق تكذب مثلها مثل غيرها من مصادر دراسة التاريخ‪ ،‬كما أن مصادر‬
‫التاريخ متعددة ومتنوعة ال تقتصر على الوثائق‪.‬‬

‫لو استخدمنا المصطلحات العلمية فال يمكن أن نصنف اليوميات باعتبارها وثائق‪ ،‬لكن هذا ال ينفي أهميتها كمصدر‬
‫أولي لدراسة التاريخ مثلها مثل الوثائق القانونية واإلدارية التي تحتفظ بها األرشيفات‪ ،‬بل ربما تفوقها أهمية في‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬وتعلو عليها في درجة الصدقية‪.‬‬

‫ومن الجدير بالمالحظة أننا في مصر نحفظ المذكرات التي تقتنيها الدولة في دار الوثائق القومية في إدارة الوثائق‬
‫الخاصة‪ ،‬وقد قام مركز وثائق وتاريخ مصر الحديث والمعاصر‪ ،‬أحد المرا كز البحثية بدار الكتب والوثائق القومية منذ‬
‫الستينيات بنشر بعض ما لديه من مذكرات وأوراق شخصية‪ ،‬لكننا ما زلنا نكتشف كل يوم جديد في أوراق العائالت‪.‬‬

‫مهما لكتابة التاريخ‪ ،‬وللتعرف على ما وراء األحداث الكبرى وعلى تفاصيل ما يدور في‬
‫ً‬ ‫إن هذه اليوميات تعد مصد ًرا‬
‫ً‬
‫فضال عما تقدمه من‬ ‫الكواليس وخلف األبواب المغلقة‪ ،‬خاصة إذا كان صاحب اليوميات ال يقصد نشرها‪ ،‬هذا‬
‫تفاصيل للحياة اليومية ألصحابها وأسرهم‪.‬‬

‫وال شك أن اليوميات التي ال يقصد بها أصحابها أن تنشر للرأي العام تكون أ كثر صد ًقا‪ ،‬وأ كثر قيمة للبحث التاريخي‪،‬‬
‫ولعل مذكرات سعد زغلول من أصدق المذكرات التي وصلتنا‪ ،‬وأ كثرها تلقائية‪ ،‬حيث لم يكن هدف سعد من‬
‫تدوينه على األقل في بداية األمر أن ينشرها‪ ،‬كما أنه لم يغير فيها عندما أوصى بإمكانية نشرها‪.‬‬

‫واضعا نصب عينيه من البداية الجمهور الذي سيقرأها مثل مذكرات‬


‫ً‬ ‫وهذا ال يعني أن المذكرات التي يكتبها صاحبها‬
‫واضعا في اعتباره هذا األمر‪.‬‬
‫ً‬ ‫أحمد شفيق غير مهمة‪ ،‬لكن على الباحث في التاريخ أن يتعامل معها‬

‫ويضاهي مذكرات سعد زغلول في مصداقيتها يوميات راغب إسكندر الذي كان يكتب بتلقائية شديدة‪ ،‬سواء في‬
‫‪14‬‬

‫ً‬
‫وفضال عن تلقائية الرجل في التدوين‬ ‫األمور السياسية العامة أو في األمور المتعلقة بحياته الشخصية واألسرية‪،‬‬
‫‪Page‬‬
‫وعدم مراجعته لما يكتبه فإنه يكشف عن كثير من تفاصيل السياسة المصرية في سنوات الثورة األخيرة‪ 1922 ،‬إلى‬
‫‪.1924‬‬

‫كذلك الكراسة الثانية من مذكرات النفي لمصطفى النحاس‪ ،‬وهي مسودة لم يتم تبيضها‪ ،‬لذلك بدت كمادة خام‬
‫صادقة‪ ،‬بينما في الكراسة األولى والثالثة وهما مبيضتين‪ ،‬فإن الكتابة رغم أهميتها الشديدة وما تكشف عنه من‬
‫أوضاع المنفيين وتفاصيل حياتهم في سيشيل‪ ،‬فالتعامل معها كمذكرات للنشر جعل النحاس يتعامل بحرص‬
‫شديد في الكتابة في بعض األحيان‪.‬‬

‫أما محمد فريد فقد كان صاد ًقا في مذكراته وكاش ًفا عن آرائه في كثير من األوضاع السياسية‪ ،‬كما تبين مذكراته بعد‬
‫الهجرة تطور مواقفه السياسية في كثير من المواقف‪ ،‬وتكشف عن ظهور اتجاهات متباينة داخل الحزب والوطني‪،‬‬
‫وقد سمح عبد الرحمن الرافعي وآخرين ألنفسهم بالعبث بالمذكرات عندما كانت بحوزتهم‪ ،‬فقاموا بشطب فقرات‬
‫كاملة‪ ،‬وعبارات وكلمات‪ ،‬رأوا فيها ما قد ينتقص من زعامة فريد من وجهة نظرهم‪ ،‬أو ما يختلفوا معه فيه‪ 96،‬وهذا‬
‫التصرف مخالف لألمانة‪.‬‬

‫ويدفعنا هذا إلى التساؤل حول أخالقيات التعامل مع المذكرات ونشرها‪ ،‬هل يجوز حجب بعض الفقرات أم ال؟‬
‫سواء لمن يتاح لهم االطالع على المذكرات من المقربين من كاتبها‪ ،‬أو ممن يقومون بنشرها؟ وإذا كان هذا األمر‬
‫غير جائز بالنسبة للمذكرات واليوميات التي كتبها أصحابها بهدف النشر‪ ،‬فهل يجوز ذلك في المذكرات التي لم‬
‫يقصد بها أصحابها أن تنشر وكانوا يكتبونها ألنفسهم؟ هل إذا كان في المذكرات غير المعدة للنشر ما قد يسيء‬
‫لصاحبها أو ينتقص من قدره‪ ،‬يمكن أن نحذف أو نحجب أجزاء من المذكرات؟‬

‫حول مشكالت إتاحة الوثائق في األرشيف المصري‪ ،‬انظر‪ :‬عماد أبو غازي‪ :‬األرشيفات القومية وأنظمة االطالع على الوثائق ‪ -‬التجربة‬ ‫‪1‬‬

‫المصرية‪ ،‬أعمال المؤتمر اإلقليمي األول لالتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (اإلفال) واالتحاد العربي للمكتبات والمعلومات‪:‬‬
‫دور الجمعيات والمكتبات الوطنية في دعم حرية إتاحة المعلومات في ظل قوانين حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬الدوحة‪ ،2013 ،‬متاحة على‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/459442‬‬
‫انظر ً‬
‫أيضا‪ :‬رؤى غريب‪ :‬الطريق إلى الوثائق ‪ -‬إشكاليات الوصول واإلتاحة للوثائق القومية في مصر ‪ -‬دار الوثائق القومية‪ ،‬مؤسسة حرية‬
‫الفكر والتعبير‪ ،‬القاهرة‪ 2015 ،‬متاحة على‪https://afteegypt.org/wp-content/uploads/Document-house.pdf :‬‬
‫حول هذه اإلشكالية انظر على سبيل المثال‪ :‬عبد العظيم رمضان‪ :‬مذكرات السياسيين والزعماء في مصر ‪ ،1981-1891‬ط‪ ،2 .‬مكتبة‬ ‫‪2‬‬

‫مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ 1989 ،‬؛ محمد صابر عرب‪ :‬القيمة التاريخية للمذكرات الشخصية‪ ،‬المجلة المصرية للدراسات التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،41‬ص ‪-313‬‬
‫‪ ،329‬الجمعية المصرية للدراسات التاريخية‪ ،‬القاهرة‪2002 ،‬؛ سعيد عكاشة‪ :‬كتابة التاريخ من خالل المذكرات – الضوابط والمالحظات‪،‬‬
‫مجلة الديموقراطية‪ ،‬مج ‪ ،16‬ع ‪ ،63‬ص ‪ ،145-140‬مؤسسة األهرام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬يوليو ‪.2016‬‬
‫على سبيل المثال ما دار بين د‪ .‬محمد أنيس وعدد من الصحفيين والكتاب حول مذكرات محمد فريد‪ ،‬وانتقادات الدكتور عبد العظيم‬ ‫‪3‬‬

‫رمضان لتحقيق الجزء الثاني من مذكرات محمد فريد الذي قام به الدكتور عاصم الدسوقي‪ ،‬وما دار بين الدكتور عبد العظيم رمضان‬
‫والدكتور عبد الخالق الشين حول مذكرات سعد زغلول‪ ،‬وانتقاد الدكتور رفعت السعيد لكتاب الدكتور مصطفى النحاس جبر عن مذكرات‬
‫‪15‬‬

‫سعد زغلول؛ انظر‪ :‬مصطفى النحاس جبر‪ :‬مذكرات سعد زغلول‪ ،‬كتاب روز اليوسف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬يونيو ‪1973‬؛ رفعت السعيد‪ :‬مذكرات سعد‬
‫‪Page‬‬

‫زغلول‪ ،‬مجلة الطليعة‪ ،‬مؤسسة األهرام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬يوليو ‪ ،1979‬ص ‪127‬؛ محمد أنيس‪ :‬حول مذكرات محمد فريد‪ :‬قضية تثير الجدل بين‬
‫المؤرخين والسياسيين ً‬
‫أيضا‪ ،‬مجلة الهالل‪ ،‬فبراير ومارس ‪1979‬؛ حسين مؤنس‪ :‬عالم محمد فريد من مذكراته‪ ،‬مجلة الهالل‪ ،‬أبريل ‪،1979‬‬
‫ص ‪ 52‬؛ صبري أبو المجد‪ :‬مؤامرة جديدة الغتيال محمد فريد‪ ،‬مجلة الهالل‪ ،‬أبريل ‪ ،1979‬ص ‪53‬؛ عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪ 60-55‬؛ عبد العظيم رمضان‪ ،‬تقديم الجزء األول من مذكرات سعد زغلول‪ ،‬ص ‪ 47‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬انظر‪ :‬عبد المجيد البغدادي‪ :‬فن السيرة الذاتية وأنواعها في األدب العربي‪ ،‬مجلة القسم العربي‪ ،‬جامعة بنجاب‪ ،‬العدد ‪ ،23‬ص ‪،208-189‬‬
‫الهور‪.2016 ،‬‬
‫‪ 5‬صدرت األيام في ثالثة أجزاء‪ ،‬وصدرت الطبعة األولى من الجزء األول عام ‪ ،1929‬وكان طه حسين قد بدأ نشرها مسلسلة بمجلة الهالل بدأ ً‬

‫من ديسمبر ‪.1926‬‬


‫إحسان عباس‪ :‬فن السيرة‪ ،‬ط‪ ،1 .‬دار صادر بيروت‪ ،1996 ،‬ص ‪.132‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 7‬انظر‪ :‬محمد كامل الخطيب‪ :‬السيرة الروائية في األدب العربي الحديث‪ ،‬في (في الثقافة العربية في القرن العشرين – الحصيلة األدبية والفنية‪،‬‬
‫مج ‪ ،2‬ص ‪ 1429‬وما بعدها) مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪2018 ،‬؛ انظر كذلك‪ :‬محمد الداهي‪ :‬الحقيقة الملتبسة – قراءة في أشكال‬
‫الكتابة عن الذات‪ ،‬شركة النشر والتوزيع المدارس‪ ،‬الدار البيضاء‪ 2007 ،‬؛ أحمد علي أحمد آل مريع عسيري‪ :‬أدب السيرة الذاتية – مقاربة‬
‫الحد والمفهوم دراسة نقدية في المصطلح واألنواع‪ ،‬صحيفة دار العلوم للغة العربية وآدابها والدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج‪ ،15 .‬ع‪،2008 ،30 .‬‬
‫ص ‪ 12‬وما بعدها؛ إيهاب محمد علي النجدي‪ :‬أدب االعتراف مقاربة في النشأة والتطور‪ ،‬مجلة كلية دار العلوم – جامعة القاهرة‪ ،‬ع‪،60 .‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪ 491‬وما بعدها؛ دالل حبور‪ :‬تداخل األنواع األدبية في أدب المذكرات‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬ع‪،50 .‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪ 301‬وما بعد ها؛ برقاد أحمد‪ :‬تعالق السيرة الذاتية بتخوم األجناس األدبية‪ ،‬مجلة جيل الدراسات األدبية والفكرية‪ ،‬العام الخامس‪،‬‬
‫ع‪ ،2018 ،38 .‬ص ‪ 33‬وما بعدها؛ فايد محمد‪ :‬رواية األنا مقاربة نظرية‪ ،‬المركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان‪ ،‬مختبر اللغة والتواصل‪ ،‬مج‪،3 .‬‬
‫ع‪ ،2017 ،2 .‬ص ‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫سليم حسن‪ :‬مصر القديمة‪ ،‬ج‪ ،1 .‬في عصر ما قبل التاريخ إلى نهاية العصر األهناسي‪ ،‬طبعة مكتبة األسرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬ ‫‪8‬‬

‫القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.384-381‬‬


‫‪ 9‬هيرودوت‪ :‬تاريخ هيرودوت‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد اإلله المالح‪ ،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبو ظبي‪2001 ،‬؛ وحول هيرودوت وكتابه انظر‪ :‬روبرتس (جينيفرتي)‪:‬‬
‫هيرودوت – مقدمة قصيرة جدًا‪ ،‬ترجمة‪ :‬خالد غريب علي‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2014 ،‬ص ‪.15-12‬‬
‫‪ 10‬هناك دراسات كثيرة عن أدب الرحلة عند العرب؛ انظر على سبيل المثال‪ :‬كراتشوفسكي (أغناطيوس يوليانوفتش) تاريخ األدب الجغرافي‬
‫العربي‪ ،‬ترجمة‪ :‬صالح الدين عثمان هاشم‪ ،‬قسمان‪ ،‬لجنة التأليف والترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ 1963 ،‬و‪1965‬؛ نيقوال زيادة‪ :‬من رحالت العرب‬
‫رواد الشرق العربي في العصور الوسطى‪ ،‬األعمال الكاملة‪ ،‬مج ‪ ،4‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1974 ،‬المقدمة‪ ،‬ص ‪13-9‬؛ شوقي ضيف‪:‬‬
‫الرحالت‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1956 ،‬؛ جورج غريب‪ :‬أدب الرحلة تاريخه وأعالمه‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬؛ فؤاد قنديل‪ :‬أدب الرحلة في‬
‫التراث العربي‪ ،‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫صدرت الطبعة األولى من كتاب تخليص اإلبريز في تلخيص باريز لرفاعة الطهطاوي عام ‪.1834‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪12‬من أمثلة هذه الكتابات‪ :‬مؤلفات محمد ثابت وأحمد عطية هللا التي تسجل رحالتهما في العشرينيات والثالثينيات من القرن الماضي‪،‬‬
‫وقد أعيد نشرها مؤخ ًرا‪ ،‬ومن أمثلتها ً‬
‫أيضا سندباد عصري جوالت في المحيط الهندي لحسين فوزي‪ ،‬مذكرات طالب بعثة ورحلة الشرق‬
‫والغرب للويس عوض‪.‬‬
‫‪ 13‬انظر‪ :‬أحمد عبد الرحيم مصطفى‪ :‬عصر حككيان‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص ‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 14‬انظر‪ :‬الشيخ محمد عبده‪ :‬األعمال الكاملة‪ ،‬تحقيق وتقديم‪ :‬محمد عمارة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ج‪1 .‬‬
‫‪ 15‬رفاعة الطهطاوي‪ :‬كتاب تخليص اإلبريز في تلخيص باريز‪ ،‬القاهرة‪.1834 ،‬‬
‫تعتبر الدكتورة رضوى عاشور أن كتاب الساق على الساق فيما هو الفارياق أول رواية سيرة ذاتية في األدب العربي الحديث‪ ،‬رضوى‬ ‫‪16‬‬

‫عاشور‪ :‬الحداثة الممكنة – الشدياق والساق على الساق الرواية األولى في األدب العربي الحديث‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2012 ،2 .‬؛ انظر‬
‫‪16‬‬

‫كذلك‪ :‬لويس عوض‪ :‬المؤثرات األجنبية في األدب العربي الحديث‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1963 ،‬ص ‪ 195‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 17‬انظر‪ :‬أحمد عبد الرحيم مصطفى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 89‬وما بعدها؛ مذكرات نوبار باشا‪ ،‬تقديم ودراسة وتعليق‪ :‬لطيفة سالم‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫‪Page‬‬

‫جارو روبير طبقيان‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2015 ،2 .‬‬


‫محمد حسين هيكل‪ :‬مذكرات في السياسة المصرية ج ‪ ،1‬من سنة ‪ 1912‬إلى سنة ‪ ،1937‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،1951 ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ 19‬عبد هللا النديم‪ :‬كان ويكون‪ ،‬ج‪ ،1 .‬مطبعة المحروسة‪ ،‬القاهرة‪ ،1892 ،‬ص ‪5‬؛ ونشر الكتاب في طبعة عن دار الكتب والوثائق القومية في‬
‫مشروع نشر تراث عبد هللا نديم‪ ،‬انظر‪ :‬عبد هللا نديم‪ :‬كان ويكون‪ ،‬تقديم عبد العظيم رمضان‪ ،‬دراسة تحليلية‪ :‬عبد المنعم الجميعي‪،‬‬
‫مركز تاريخ مصر المعاصر‪ ،‬دار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫‪ 20‬محمد أحمد خلف هللا‪ :‬عبد هللا النديم ومذكراته السياسية‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1956 ،‬انظر الدراسة التحليلية لعبد المنعم‬
‫إبراهيم الجميعي لطبعة دار الكتب والوثائق القومية من كتاب كان ويكون‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 21‬انظر‪ :‬الدراسة التحليلية لعبد المنعم الجميعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 22‬عبد الفتاح النديم‪ :‬تصدير كتاب كان ويكون‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 23‬عبد هللا النديم‪ :‬كان ويكون‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص ‪.11-6‬‬
‫‪ 24‬انظر على سبيل المثال ج‪ :1 .‬ص ‪ 12‬و‪ 20‬و‪ 53‬و‪ 89‬و‪.90‬‬
‫‪ 25‬أحمد عرابي الحسيني‪ :‬كشف الستار عن سر األسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية سنة ‪ 1281‬هجرية وسنة ‪1881‬‬
‫وسنة ‪ 1882‬ميالدية‪ ،‬تقديم‪ :‬محمد صبري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪،1926 ،‬‬
‫‪ 26‬أحمد عرابي‪ :‬مذكرات عرابي بقلم زعيم الثورة أحمد عرابي‪ ،‬كتاب الهالل‪ ،‬دار الهالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬فبراير ومارس ‪.1953‬‬
‫‪ 27‬مذكرات الزعيم أحمد عرابي كشف الستار عن سر األسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬عبد المنعم‬
‫إبراهيم الجميعي‪ 3 ،‬أجزاء‪ ،‬مركز تاريخ مصر المعاصر‪ ،‬دار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.6‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ 29‬مذكرات اإلمام محمد عبده‪ ،‬تقديم وتعليق‪ :‬طاهر الطناحي‪ ،‬دار الهالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ 30‬طاهر الطناحي‪ :‬تقديم مذكرات اإلمام محمد عبده‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 31‬مذكرات اإلمام محمد عبده‪ ،‬ص ‪.35-16‬‬
‫‪ 32‬الشيخ محمد عبده‪ :‬األعمال الكاملة‪ ،‬تحقيق وتقديم‪ :‬محمد عمارة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،1993 ،‬ج‪ ،1 .‬ص ‪.467-455‬‬
‫‪ 33‬مذكرات فخري عبد النور – ثورة ‪ 1919‬ودور سعد زغلول والوفد في الحركة الوطنية‪ ،‬تقديم مصطفى أمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬يونان لبيب رزق‪ ،‬دار‬
‫الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪ 34‬عهدي – مذكرات عباس حلمي الثاني خديو مصر األخير ‪ ،1914-1892‬ترجمة‪ :‬جالل يحيى‪ ،‬مراجعة‪ :‬إسحق عبيد‪ ،‬تقديم‪ :‬أحمد عبد الرحيم‬
‫مصطفى‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬
‫‪ 35‬ا كتشف حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني صفحات بالعربية بخط يد جده هي بدايات النص‪ ،‬وهي كل ما تبقى منه بالعربية‪ ،‬انظر‬
‫مالحق المذكرات‪.‬‬
‫‪ 36‬محمد حسين هيكل‪ :‬مذكرات في السياسة المصرية جزءان‪ ،‬ج‪ ،1 .‬من سنة ‪ 1912‬إلى سنة ‪ ،1937‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،1951 ،‬ج‪،2 .‬‬
‫من ‪ 29‬يوليه سنة ‪ 1937‬إلى ‪ 26‬يوليه سنة ‪ ،1952‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪.1953 ،‬‬
‫‪ 37‬إسماعيل صدقي‪ :‬مذكراتي‪ ،‬دار الهالل‪ ،‬القاهرة‪.1950 ،‬‬
‫‪ 38‬عبد الرحمن الرافعي‪ :‬مذكراتي ‪ ،1951-1889‬دار الهالل‪ ،‬القاهرة‪1952 ،‬؛ وقد صدرت الطبعة الثانية عن مؤسسة أخبار اليوم في سلسلة‬
‫كتاب اليوم‪ ،‬العدد ‪ ،298‬سبتمبر ‪.1989‬‬
‫‪ 39‬مذكرات فخري عبد النور‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ 41‬عهدي‪ ،‬ط‪ ،2006 ،2 .‬ص ‪.9‬‬


‫‪ 42‬ذكر ذلك إسماعيل صدقي في تقديمه للمذكرات تحت عنوان إلى القارئ‪ ،‬مذكراتي‪ ،‬ط‪ ،1996 ،2 .‬ص ‪.13‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ 43‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 6‬و‪.7‬‬


‫‪ 44‬عبد الرحمن الرافعي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ط‪ ،2 .‬ص ‪.7‬‬
‫‪Page‬‬

‫‪ 45‬انظر‪ :‬محمد الجوادي‪ :‬مذكرات الضباط األحرار – الثورة فوق الديمقراطية‪ ،‬نحو حكم الفرد‪ ،‬دار الخيال‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ 46‬عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 127‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 47‬انظر‪ :‬محمد الجوادي‪ :‬مذكرات وزراء الثورة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫‪ 48‬انظر‪ :‬عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 113‬وما بعدها‪.‬‬
‫كذلك قام مركز البحوث العربية باحتضان مشروع توثيق تاريخ الحركة الشيوعية المصرية حتى ‪ ،1965‬والذي تضمن جمع عدد كبير‬ ‫‪49‬‬

‫من شهادات األحياء من أعضاء التنظيمات الشيوعية؛ انظر‪ :‬عماد أبو غازي‪ :‬وثائق التنظيمات الشيوعية في مصر منذ نشأتها حتى ‪1965‬‬
‫تجربة في جمع الوثائق وترتيبها‪ ،‬الروزنامة‪ ،‬ع‪ ،1 .‬دار الوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪ 231‬وما بعدها‪.‬‬
‫انظر‪ :‬محمد الجوادي‪ :‬مذكرات قادة العسكرية المصرية ‪ 1972-1967‬في أعقاب النكسة‪ ،‬دار الخيال‪ ،‬القاهرة‪2000 ،‬؛ مذكرات قادة‬ ‫‪50‬‬

‫العسكرية المصرية – النصر الوحيد‪ ،‬دار الخيال‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬


‫‪ 51‬انظر‪ :‬عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬قائمة المذكرات غير الحزبية‪ ،‬ملحق ‪.2‬‬
‫‪ 52‬انظر‪ :‬محمد الجوادي‪ :‬مذكرات وزراء نهاية الملكية ‪ 1952-1949‬على مشارف الثورة‪ ،‬دار الخيال‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬؛ عبد العظيم رمضان‪:‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬قائمة المذكرات غير الحزبية‪ ،‬ملحق ‪.2‬‬
‫صدر األول في ‪ 2012‬والثاني في ‪.2015‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪ 54‬حاول الدكتور عبد العظيم رمضان في كتابه عن مذكرات السياسيين‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬أن يستعرض مذكرات رجال األحزاب حتى‬
‫منتصف الثمانينيات‪ ،‬كما أورد حص ًرا بالمذكرات غير الحزبية المعروفة حتى تاريخ صدور الطبعة الثانية من كتابه‪ ،‬انظر ص ‪.311-302‬‬
‫‪ 55‬أحمد شفيق‪ :‬مذكراتي مذكراتي في نصف قرن‪ ،‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪.1937-1934 ،‬‬
‫‪ 56‬محمد فريد‪ :‬مذكرات محمد فريد‪ ،‬القسم األول‪ ،‬تاريخ مصر من ابتداء سنة ‪ 1891‬مسيحية‪ ،‬تحقيق وتقديم‪ :‬رؤوف عباس حامد‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1975‬؛ أوراق محمد فريد‪ ،‬المجلد األول‪ :‬مذكراتي بعد الهجرة ‪ ،1919-1904‬تقديم ودراسة‪ :‬عاصم الدسوقي‪ ،‬مركز دراسات تاريخ مصر‬
‫المعاصر‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.1978 ،‬‬
‫مذكرات سعد زغلول‪ ،‬ج‪ ، 9 – 1 .‬تحقيق‪ :‬عبد العظيم رمضان‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪1998-1987‬؛ ج‪ ،12-10 .‬تحقيق‪ :‬لطيفة سالم‪ ،‬ودار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪.2019-2011 ،‬‬
‫‪ 58‬مصطفى النحاس‪ :‬مذكرات النفي‪ ،‬تقديم وتحقيق‪ :‬عماد أبو غازي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.2019 ،‬‬
‫‪ 59‬راغب إسكندر‪ :‬مذكراتي اليومية‪ ،‬مخطوط‪.‬‬
‫أحمد شفيق باشا سياسي ومؤرخ مصري‪ ،‬عمل بقصر الخديوي في عصري توفيق وعباس حلمي الثاني‪ ،‬ووصل إلى منصب رئيس‬ ‫‪60‬‬

‫ً‬
‫وكيال للجامعة المصرية؛ انظر‪ :‬خير الدين الزركلي‪ :‬األعالم – قاموس تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب‬ ‫الديوان الخديوي‪ ،‬كما عين‬
‫والمستعربين والمستشرقين‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ط‪ ،15 .‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،2002 ،‬ص ‪ 135‬و‪136‬؛ أحمد شفيق‪ :‬حوليات مصر السياسية‪،‬‬
‫ج‪ ،1 .‬تقديم ودراسة‪ :‬أحمد زكريا الشلق‪ ،‬ط‪ ،2 .‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬التقديم‪ ،‬ص ‪.21-5‬‬
‫‪ 61‬أحمد شفيق‪ :‬مذكراتي في نصف قرن‪ ،‬ج‪ ،1 .‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،1934 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 62‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 63‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ 1‬و‪.2‬‬
‫انظر‪ :‬تقديم أحمد زكريا الشلق للحوليات‪ ،‬حيث يذكر أن كل من منصور فهمي وسيد قطب قد نصحا أحمد شفيق بحذف بعض‬ ‫‪64‬‬

‫الفقرات أو العبارات وأنه كان يستجيب لهما‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ 28‬و‪.29‬‬
‫‪ 65‬أحمد شفيق‪ :‬مذكراتي في نصف قرن‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص ‪.20‬‬
‫واحد من أبرز قادة الحركة الوطنية المصرية قبل الحرب العالمية األولى والرئيس الثاني للحزب الوطني‪ ،‬أ كمل سيرة لمحمد فريد ما‬ ‫‪66‬‬

‫أورده عبد الرحمن الرافعي عن محمد فريد‪ ،‬عبد الرحمن الرافعي‪ :‬محمد فريد رمز اإلخالص والتضحية (تاريخ مصر القومي من سنة‬
‫‪ 1908‬إلى سنة ‪ ،)1919‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪.1941 ،‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ 67‬محمد فريد‪ :‬مذكرات محمد فريد‪ ،‬القسم األول‪ ،‬تاريخ مصر من ابتداء سنة ‪ 1891‬مسيحية‪ ،‬تحقيق وتقديم‪ :‬رؤوف عباس حامد‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1975‬؛ وكان مركز دراسات تاريخ ووثائق مصر المعاصر قد نشر هذا القسم في عام ‪ 1969‬على حلقات في مجلة الكاتب في سياق الذكرى‬
‫‪Page‬‬
‫أيضا الدكتور رؤوف عباس حامد‪ ،‬بينما تولى نشر معظم كراسات القسم الثاني الدكتور‬
‫الخمسين لوفاة محمد فريد‪ ،‬وقام على نشر ه ً‬
‫محمود إسماعيل عبد الرازق وسامية القصاص؛ اعتبا ًرا من عدد نوفمبر ‪ 1969‬حتى عدد فبراير ‪.1971‬‬
‫ذهب كل من عبد الرحمن الرافعي والدكتور رؤوف عباس حامد إلى أن هناك جزء مفقود من اليوميات؛ انظر‪ :‬عبد الرحمن الرافعي‪:‬‬ ‫‪68‬‬

‫محمد فريد‪ ،‬ص ‪27‬؛ تقديم رؤوف عباس حامد للقسم األول من مذكرات محمد فريد‪ ،‬ص ‪ 10‬و‪.11‬‬
‫‪ 69‬أوراق محمد فريد‪ ،‬المجلد األول‪ :‬مذكراتي بعد الهجرة ‪ ،1919-1904‬تقديم ودراسة‪ :‬عاصم الدسوقي‪ ،‬مركز دراسات تاريخ مصر المعاصر‪،‬‬
‫الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.1978 ،‬‬
‫انظر‪ :‬رؤوف عباس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ، 11‬محمد أنيس‪ :‬حول مذكرات محمد فريد‪ :‬قضية تثير الجدل بين المؤرخين والسياسيين‬ ‫‪70‬‬

‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬مجلة الهالل‪ ،‬فبراير ‪ ،1979‬ص ‪30‬؛ عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫يعتبر سعد زغلول أبرز السياسيين المصريين في النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬وهو من الساسة المخضرمين‪ ،‬فقد شارك في‬ ‫‪71‬‬

‫العمل السياسي في مرحلة ما قبل االحتالل‪ ،‬ثم قاد الحراك الذي نتجت عنه الثورة المصرية سنة ‪ ،1919‬ولعب أدو ًرا عدة في السياسة‬
‫المصرية منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر حتى وفاته‪ ،‬المراجع التي تتناول سيرة حياته كثيرة‪ ،‬ربما كان من أهمها‪ :‬عباس محمود العقاد‪:‬‬
‫سعد زغلول سيرة وتحية‪ ،‬مطبعة حجازي‪ ،‬القاهرة‪.1936 ،‬‬
‫‪ 72‬انظر‪ :‬عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82-78‬‬
‫محمود عبد هللا‪ :‬مع الرئيس في المنفى في عدن في سيشيل في جبل طارق‪ ،‬تقديم أحمد حافظ عوض‪ ،‬المطبعة التجارية األهلية‪،‬‬ ‫‪73‬‬

‫القاهرة‪.1923 ،‬‬
‫‪ 74‬كراسة ‪ ،28‬ص ‪ 1581‬من المذكرات‪.‬‬
‫‪ 75‬حول مصطفى النحاس ودوره في السياسة المصرية؛ انظر‪ :‬أحمد عبد الرحيم مصطفى‪ :‬مصطفى النحاس "‪ "1965-1884‬وربع قرن‬
‫من تاريخ مصر‪ ،‬مجلة الهالل‪ ،‬دار الهالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة ‪ ،95‬العدد ‪ ،12‬ديسمبر ‪ ،1987‬ص ‪24 – 16‬؛ رفعت السعيد‪ :‬مصطفى النحاس‬
‫السياسي والزعيم والمناضل‪ ،‬دار القضايا الفكرية‪ ،‬بيروت‪1976 ،‬؛ عالء الحديدي‪ :‬مصطفى النحاس – دراسة في الزعامة السياسية‬
‫المصرية‪ ،‬دار الهالل القاهرة‪1993 ،‬؛ علي سالمة‪ :‬ما ال يع رفه الناس عن الزعيم مصطفى النحاس‪ ،‬مطابع سجل العرب‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬؛‬
‫رئيسا للوفد ‪ ،1953 - 1927‬دار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪2005 ،‬؛ طارق البشري‪ :‬شخصيات‬
‫ً‬ ‫مختار أحمد نور‪ :‬مصطفى النحاس‬
‫تاريخية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص ‪138 – 61‬؛ محمد الجوادي‪ :‬زعيم األمة مصطفى النحاس باشا وبناء الدولة الليبرالية‪ ،‬دار‬
‫الشروق القاهرة‪2011 ،‬؛ صالح عبود العامري‪ :‬مصطفى النحاس ودوره في السياسة‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2011 ،‬‬
‫‪ 76‬انظر‪ :‬تقديم مذكرات النفي‪ ،‬ص ‪.12-9‬‬
‫مذكرات مصطفى النحاس‪ ،‬ربع قرن من السياسة في مصر (‪ )1952-1927‬دراسة وتحقيق‪ :‬أحمد عز الدين‪ ،‬الكتاب األول (‪-1927‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪ ،)1940‬الكتاب الثاني (‪ )1952-1941‬العصور الجديدة‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬


‫‪ 78‬راغب إسكندر محامٍ من قيادات الوفد المصري؛ أصبح عض ًوا في هيئة الوفد المصري التي رأسها المصري بك السعدي في يوليو‬
‫‪ 1922‬بعد اعتقال عدد من أعضاء هيئات الوفد المتوالية أثناء أزمة النفي الثاني‪ ،‬وكان عضو بالحزب الديمقراطي المصري قبل انتقاله‬
‫إلى الوفد‪ ،‬ولد في أول ديسمبر سنة ‪ 1988‬وتوفي في عام ‪1983‬؛ انظر ترجمته في‪ :‬زكي فهمي‪ :‬كتاب صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير‬
‫رجال مصر‪ ،‬طبعة مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2013 ،‬ص ‪469-465‬؛ لمعي المطيعي‪ :‬موسوعة رجال ونساء مصر‪ ،‬دار‬
‫الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ 79‬يوميات راغب إسكندر‪ ،‬الكراسة األولى‪ ،‬ص ‪,1‬‬
‫المصدر نفسه والصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫المصدر نفسه والصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪ 82‬أحمد شفيق‪ :‬مذكراتي في نصف قرن‪ ،‬ص ‪.2‬‬


‫‪19‬‬

‫انظر‪ :‬رؤوف عباس حامد‪ :‬تقديم مذكرات محمد فريد‪ ،‬ص ‪9-7‬؛ محمد أنيس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪30‬؛ عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع‬ ‫‪83‬‬

‫السابق‪ ،‬ص ‪.49-44‬‬


‫‪Page‬‬

‫‪ 84‬عبد العظيم رمضان‪ :‬تقديم الجزء األول من مذكرات سعد زغلول‪ ،‬ص ‪.29-26‬‬
‫‪ 85‬عماد أبو غازي‪ :‬تقديم مذكرات النفي‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 86‬انظر على سبيل المثال‪ :‬عبد العظيم رمضان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫انظر‪ :‬إبراهيم أنيس وآخرون‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬ط ‪ ،2‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مادة‪ :‬وثق‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ 88‬انظر‪ :‬عماد أبو غازي‪ :‬الوثائق وإعادة إنتاج المعرفة التاريخية حول العالم العربي‪ ،‬منشور في‪( :‬هدى الصدة (محررة)‪ :‬انتاج المعرفة عن‬
‫العالم العربي – حلقة بحثية‪ ،‬سلسلة أبحاث المؤتمرات ‪ ،23 /‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص ‪ ،)94 – 69‬ص ‪.72-71‬‬
‫‪ 89‬حسن الحلوة‪ :‬الدبلوماتيقا‪( ،‬في‪ :‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مج ‪ 26‬ا ج ‪ ،1‬مايو ‪ ،1964‬ص ‪ 199‬ا ‪ )212‬جامعة القاهرة‪ ،1966 ،‬ص‬
‫‪ 200‬ا ‪ 201‬؛ سلوى ميالد‪ :‬الوثيقة القانونية ا ماهيتها أجزاؤها ا أهميتها‪ ،‬مطابع الشريفين‪ ،‬القاهرة‪ ،1985 ،‬ص ‪ 11‬ا ‪.12‬‬
‫حول أنواع الوثائق‪ ،‬انظر‪ :‬حسن الحلوة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 207‬ا ‪208‬؛ عبد اللطيف إبراهيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪353‬؛ محمد خضر‪:‬‬ ‫‪90‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪187‬؛ محمود عباس حمودة‪ :‬المدخل إلى دراسة الوثائق العربية‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪https://www.almaany.com/ar/dict/ar-‬‬
‫‪ar/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA /‬‬
‫محمد الداهي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪93‬‬‫‪http://fac.ksu.edu.sa/sites/default/files/44_3.pdf‬‬
‫‪ 94‬حول نشأة علوم الوثائق واستخدام الوثائق كمصدر للدراسات التاريخية انظر‪ :‬عبد اللطيف إبراهيم علي‪ :‬الوثائق القومية‪ ،‬في‪( :‬الحلقة‬
‫الدراسية للخدمات المكتبية والوراقة والتوثيق والمخطوطات العربية والوثائق القومية‪ ،‬دمشق ‪ 2‬ا ‪ 11‬أ كتوبر ‪ ،1972‬ص ‪ 349‬ا ‪ ،)380‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،1972‬ص ‪356‬و‪357‬؛ محمد محمد خضر‪ :‬دور الوثائق‪( ،‬في‪ :‬الدارة‪ ،‬العدد الرابع السنة الثانية‪ ،‬ص ‪ 179‬ا ‪ )188‬دارة الملك عبد العزيز‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫ص ص ‪ 183‬ا ‪186‬؛ جمال الخولي‪ :‬مداخالت في علم الدبلوماتيك العربي‪ ،‬دار الثقافة العلمية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1997 ،‬ص ‪ 7‬ا ‪11‬؛ ديلماوس‬
‫(برونو)‪ :‬أصل دراسة علم األرشيف وتطوره‪ ،‬ترجمة محمد محمد خضر‪ ،‬في‪( :‬االتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات‪ ،‬العدد الثامن‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪ 197‬ا ‪ )212‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬ص ‪ 200‬ا ‪.203‬‬
‫‪ 95‬حول نشأة األرشيف الحديث في مصر‪ ،‬انظر‪ :‬مصطفى أبو شعيشع‪ :‬األرشيف المصري في القرن التاسع عشر ا الدفترخانة المصرية‪( ،‬في‪:‬‬
‫دراسات في الوثائق ومرا كز المعلومات الوثائقية‪ ،‬ص ص ‪ 137‬ا ‪ )158‬دار الثقافة العلمية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫انظر‪ :‬رؤوف عباس حامد‪ :‬تقديم الجزء األول من مذكرات محمد فريد‪ ،‬ص ‪.12-10‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Page‬‬

You might also like