‫المقطع األول‪ :‬محل الحق الشخصي‬

‫‪ - 1‬محل الحق الشخصً ‪ ( :‬العمل )‬

‫هو سلطة تثبت للدائن و تخوله إلزام المدٌن بأداء عمل معٌن ‪ ,‬و اإلمتناع عن ادائه تحقٌقا لمصلحة ‪ ,‬و من هذا ٌتبٌن أن موضوع أو محل الحق الشخصً‬
‫أي األمر الذي ٌلزم به المدٌن هو اإللتزام بالقٌام بعمل أو اإللتزام باإلمتناع عن عمل ‪.‬‬

‫ٌتضمن القٌام بالعمل اإلٌجابً الذي ٌقوم به المدٌن لمصلحة الدائن ‪ .‬و أمثلة عن الحقوق الشخصٌة التً تتضمن عمل ‪ :‬حق المشتري فً إستالم الشئ‬
‫المبٌع و حق المستأجر فً أن ٌمكنه المؤجر من اإلنتفاع بالعٌن المؤجرة ‪ ,‬و قٌام المقاول ببناء لمصلحة و بالعمل ( شخص ما )‪.‬‬

‫أو قٌام شخص بنقل شخص أو شئ إلى جهة معٌنة ‪ ,‬و ٌكون اإللتزام بتحقٌق نتٌجة إذا كان موضوعه محددا فٌكون المدٌن ملزما بتحقٌق نتٌجة معٌنة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الناقل ملزم بتسلٌم البضاعة فً مكان و زمان محددٌن و ٌعتبر محال بإلتزامه إذا لم ٌحقق هذه النتٌجة و ال ٌعفى من المسؤولٌة إال إذا أثبت عذر أن‬
‫قوة قاهرة حالت دون تحقٌق النتٌجة ‪ :‬أما فً اإللتزام ٌبذل عناٌة فٌكون المدٌن ملزما بإستعمال الوسائل الممكنة و أكبر قدر من الحٌطة فال ٌكون ملزما‬
‫بشفاء المرٌض و لكن ٌكون ملزما بعمل ما فً وسعه تحقٌقا للغرض ‪.‬‬

‫من أمثلة الحقوق التً تتضمن اإلمتناع عن عمل معٌن حق شركة سنمائٌة فً أن تمنع ممثال معٌنا من اإلشتراك فً أفالم شركة أخرى طوال مدة التعاقد ‪,‬‬
‫أو اإللتزام بائع محل تجاري فتح محل تجاري تمارس فٌه نفس التجارة و فً نفس المنطقة التً ٌقع فٌها المحل الذي باعه للمشتري لعدم المنافسة ‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫رأى الكثٌر من الفقهاء الفرنسٌٌن على إعتبار القٌام بعمل أو اإلمتناع عنه أن موضوع الحق الشخصً ٌتمثل فً إعطائه الشٌئ و ٌقصدون به نقل ملكٌة‬
‫الشئ و لكن فً الحقٌقة ال ٌوجد إلتزام موضوعه إعطاء شئ ألن إعطاء الشئ و هو نتٌجة ٌرتبها القانون على عمل ٌلتزم المدٌن بادائه ( أي أداء عمل )‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫إذا باع للشخص منقوال معٌنا لنوعه فقط ال لذاته ككمٌة من القمح إلتزم البائع بتعٌٌن المبٌع ذاته عن طرٌق فرزه ‪ ,‬و بذلك تنقل ملكٌة القمح المبٌع إلى‬
‫المشتري بقوة القانون ‪.‬‬

‫و من ثم موضوع الحق الشخصً هو القٌام بعمل أو اإلمتناع عنه و اإللتزام بإعطاء شئ لٌس فً حقٌقته إال صورة من صور اإللتزام بأداء عمل ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬الشروط التً ٌجب ان تتوفر فً العمل ‪:‬‬

‫‪ 1 -‬أن ٌكون العمل ممكنا فال إلتزام بالمستحٌل ‪ :‬و اإلستحالة التً تمنع القٌام بإلتزام بعمل هً إستحالة مطلقة أو الموضوعة و هً تلك اإلستحالة‬
‫المادٌة أو القانونٌة التً تجعل من اداء اإللتزام ضربا من ضروب الخٌال بالنسبة للكل ‪ ,‬أي أن ٌكون العمل مستحٌال فً ذاته سواء للمدٌن أو لغٌره ‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬

‫إلتزم المحامً باإلستئناف رغم فوات معاده أو تعهد طبٌب بعالج شخص تبٌن له أنه مٌت ‪ ,‬و هذه اإلستحالة تجعل العمل باطال ‪.‬‬

‫أما اإلستحالة النسبٌة هً تلك اإلستحالة التً تجعل اداء اإللتزام المتفق علٌه غٌر ممكن بالنسبة للمدٌن فقط و لٌس للغٌر ‪ ,‬مثل إلتزام شخص ( مدٌن )‬
‫بإعداد لوحة فنٌة رغم أنه لٌس رسام فاألمر هنا مستحٌل بالنسبة للمدٌن ‪ ,‬ألنه لٌس رسام و هذه اإلستحالة النسبٌة ال تمنع ٌكون اإللتزام صحٌحا مستوفٌا‬
‫لشرط اإلمكان مع إلتزام المدٌن بالتعوٌض إذا عجز عن تنفٌذ اإللتزام ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن ٌكون العمل محددا أو قابال للتحدٌد ( التعٌٌن ) ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أن ٌكون العمل محل اإللتزام مشروع غٌر مخالف للقوانٌن و النظام و االداب العامة كاإللتزام بأمر إرتكاب جرٌمة معٌنة فهو مخالف‪.‬‬

‫‪.‬ا‬