Professional Documents
Culture Documents
شرح مختصر جدا
شرح مختصر جدا
شرح مختصر جدا
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد األنبياء
والمرسلين ،محمد بن عبد هللا وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
مما ال شك فيه أن متن اآلجرومية يعتبر من أحسن ما وضع
من المقدمات في فن النحو ،وذلك أنه متن يمتاز باإليجاز ووضوح
العبارة وسهولتها ،كما أن مؤلفه ضرب فيه العديد من األمثلة
ليكون قريب المنال للمبتدئين في هذا الفن ،فصارت هذه المميزات
دافعا لكل من أراد أن يشرع في دراسة علم النحو أن يبدأ بهذا
المتن المبارك ،ليحصل له النفع في أقرب مدة .
ثم إن هذه المقدمة وإن كانت سهلة العبارة قريبة المنال إال أنها
تحتاج ليسير شرح وبيان وتنبيه على بعض عباراتها ،ليتم
المقصود من تأليفها ،وكان من أفضل الشروح لهذه المقدمة هو
شرح أحمد زيني دحالن ،فقد شرحها شرحا مختصرا موجزا سهال
واضحا ،فيه ما في أصله من المزايا .
وقد اعتنيت بهذا الشرح الميسر فراجعته على أكثر من نسخة،
وقمت ـ من باب تقريب المعلومات ـ بكتابة توضيحات يسيرة قليلة،
لبعض الجمل والتعريفات التي قد تحتاج لمزيد إيضاح وبيان ،ولم
أسترسل في ذلك منعا للتطويل .
وأنبه إلى أن اعتنائي بهذا الشرح والسعي في نشره يرجع إلى
أن هذا الشرح مفيد في بابه ،وليس في ذلك االعتناء أي تزكية
ألحمد زيني دحالن من ناحية عقيدته ،ألن هذا الشرح يتعلق بعلم
النحو ال بعلم العقيدة ،فال مانع من االستفادة من المؤلف فيما لم
يخطئ فيه كالنحو ،وأما من ناحية العقائد فال نستفيد من دحالن في
أي شيء فيها لفساد عقيدة ،فقد كان يسميه بعض أهل العلم بشيخ
الكذابين ،وقد كان دحالن من أشد المناوئين لدعوة اإلمام محمد بن
عبد الوهاب ـ رحمه هللا تعالى ـ في الحجاز ،فأَلف ردودا مألها
بالباطل والباليا العظام ليصد بها الناس عن سبيل هللا وعن دعوة
الشيخ محمد ،وكان مما ألفه ما سماه زورا وبهتانا بـ"الدرر
السنية في الرد على الوهابية" ،ومن أراد أن يعرف حقيقته
2
العقدية أكثر فليرجع إلى كتاب دعاوى المناوئين .
فنحن إنما أخذنا ما عنده من الشيء المفيد ،وأما العقيدة فال
نأخذها إال من أعالم أهل السنة والجماعة ،وال يضر أحمد دحالن
بعقيدته إال نفسه ومن تبعه عليها.
وأنبه إخواني كذلك إلى أني لم أرد بعملي هذا إال ما عند هللا من
األجر والثواب ،لذلك أنا أجيز لكل مسلم أن ينشر هذا الشرح بأي
وسيلة كانت من غير تصريح مني ،بشرط أن ال يفصل مقدمتي عن
الشرح لكي ال يغتر بالشارح من ال يعرفه فيحسبه من علماء أهل
السنة والجماعة فيكون فتنة له .
وهللا أعلى وأعلم ،وصلى هللا وسلم على نبينا محمد
أبو عمر الحنبلي
3
شرح مختصر جدا
على متن اآلجرومية
ألحمد زيني دحالن
(فائدة) الفاعل :من قام به الفعل ،وال يكون إال مرفوعاً ،نحو :قام
زيد .
والمفعول :من وقع عليه الفعل ،وال يكون إال منصوباً ،نحو :
ضربت زيدا ً .
ونائب الفاعل :هو المفعول الذي أقيم مقام الفاعل بعد حذفه ()1
ب زيد ،وي ْ
ض َرب ع َْمرو . وال يكون إال مرفوعاً ،نحو :ض ِر َ
والمضاف والمضاف إليه :كل اسمين بينهما نسبة جزئية ( )2نحو
:غ َالم زيد ،الغالم منسوب لزيد ،فيسمى األول مضافا ً والثاني
مضافا ً إليه ،والمضاف يكون إعرابه بحسب العوامل التي قبله،
والمضاف إليه ال يكون إال مجرورا ً .
وظرف الزمان :هو اسم الزمان الذي يقع فيه الحدث ،نحو :
ص مت ي َ ْو مَ ال َخ ِ
ميس .
وظرف المكان :هو اسم المكان الذي يقع فيه الحدث ،نحو :
شيخ ،وكل من ظرف الزمان والمكان ال يكون إال َجلَست أ َما َم ال ِ
منصوبا .
والحال :هو االسم الذي يبين هيئة الذات وقت الفعل ( )3نحو :
َجا َء َزيد راكباً ،وال يكون إال منصوبا ً .
والتمييز :هو االسم المبين ما انبهم من الذوات أو النسب ( )4نحو
) أو نقول في تعريف المضاف إليه :هو اسم أو ضمير ينسب إلى اسم 2
اسبق .
) أو يقال بعبارة أسهل :هو اسم يقع في جواب كيف حدث الفعل . 3
) أو يقال :هو كل اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المراد من كلمة سابقة 4
مبهمة .
4
ِ :عندي ر ْطل َز ْيتاً ،وطاب محمد نفسا ً ( )5وال يكون إال منصوبا ً .
والمفعول ألجله :هو االسم الذي فعل الفعل ألجله ( )6وال يكون إال
لز ْيد (. )7منصوباً ،نحو :ق ْمت إجْ الالً َ
والمفعول معه :هو االسم المقترن بواو المعية ،وف ِعل الفعل معه
الجيش ,وال يكون إال ِ والجيش ,أي مع َ ( )8نحو َ :جا َء األمير
منصوبا .
والمثنى :ما دل على اثنين بزيادة ألف ونون رفعاً ،وياء ونون
نصبا ً وجراً ،نحو :جاء الز ْيد ِ
َانَ ،و َرأ ْيت الز ْيد ْي ِن ،و َم َر ْرت بالز ْيد ْي ِن
.
وجمع المذكر السالم :ما دل على جمع بواو ونون في آخره في
حالتي النصب والجر ،نحو :جاء ْ حالة الرفع ،وياء ونون في
ِينَ ،و َم َر ْرت بالز ْيدين ،والفرق بين المثنى ونَ ،و َرأ ْيت الز ْيد َ
الزيد َ
والجمع في حالتي النصب والجر ،أن ياء المثنى مفتوح ما قبلها
مكسور ما بعدها ،وياء الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها .
ورجل والمعرب :ما تغير آخره بسبب اختالف العوامل ،نحو َ :ز ْيد َ
.
وأم ِس وحيث وك ْم ،وهللا والمبني :ما لز َم حالة واحدة :كأ ْي َن ْ
سبحانه أعلم وأحكم أهـ مؤلفه .
(فائدة) ينبغي لكل شارع في فن أن يتصوره ويعرفه قبل الشروع
فيه ،ليكون على بصيرة فيه ،ويحصل التصور بمعرفة المبادئ
العشرة المنظومة في قول بعضهم :
إن مبادئ كل فن عَشره الحد والموضوع ثم الثمر ْه
وفضله ونسبة والواضع واالسم االستمداد حكم الشارع
بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا ِ مسائل والبعض
) والمفَسِر للمبهم يسمى تمييزا وم َم ِيزا ،والم َفسر يسمى م َميزا ومفسرا 5
.
) أي يقع في جواب ِل َم حدث الفعل . 6
) أو نقول بعبارة أخرى :هو اسم منصوب يذكر بعد "واو" بمعنى 8
5
واآلن نشرع في فن النحو فنقول :حده ( )9علم بقواعدَ يعرف بها
أحكام الكلمات العربية ،حال تركيبها من اإلعراب والبناء ،وما
يتبعها من شروط النواسخ ،وحذف العائد .وموضوعه :الكلمات
العربية من حيث البحث عن أحوالها .وغايته وفائدته :التحرز عن
الخطأ ،واالستعانة على فهم كالم هللا وكالم رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم .وشرفه :بشرف فائدته .واستمداده :من كالم العرب .
فوقانه على سائر العلوم بالنسبة واالعتبار .ومسائله : وفضله َ :
قواعده ،كقولك :الفاعل مرفوع .وواضعه :أبو األسود الدؤلي من
التابعين ،بأمر من اإلمام علي كرم هللا وجهه .ونسبته لباقي العلوم
:التباين .واسمه :علم النحو ،وعلم العربية .وحكم الشارع فيه :
وجوبه الكفائي على أهل كل ناحية ،والعيني على قارئ التفسير
والحديث .
وحكي في سبب وضع أبي األسود الدؤلي لهذا الفن ،أنه كان ليلة
على سطح بيته وعنده بنته ،فرأت السماء ونجومها وحسن تأللؤ
السماء ــ بضم
ِ أنوارها مع وجود الظلمة ،فقالت :يا أبت ما أحسن
النون ،وكسر الهمزة ــ فقال :أي بنية نجومها ،وظن أنها أرادت
ت ما أردت هذا ،إنما أردت أي شئ أحسن منها ،فقالت :يا أب ِ
َ
أحسن السما َء وافتحي فاك، التعجب من حسنها ،فقال :قولي :ما
فلما أصبح غدا على سيدنا علي كرم هللا وجهه ،وقال :يا أمير
المؤمنين حدث في أوالدنا ما لم نعرفه ،وأخبره بالقصة ،فقال هذا
بمخالطة العجم العرب ،ثم أمره فاشترى صحيفة ،وأملى عليه بعد
أيام أقسام الكالم ثالثة :اسم ،وفعل ،وحرف جاء لمعنى ،وجملة من
باب التعجب ،وقال :انح نحو هذا ،فلذلك سمي بعلم النحو .ثم قال
تتبعه يا أبا األسود وزد عليه ما وقع لك ،واعلم يا أبا األسود أن
األشياء ثالثة :ظاهر ،ومضمر ،وشئ ليس بظاهر وال مضمر،
وإنما تتفاضل الناس في معرفة ما ليس بظاهر وال مضمر .قال أبو
األسود :فجمعت منها أشيا َء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف
النصب ،فكان منها :إن ،وأن ،وليت ،ولعل ،وكأن ،ولم أذكر لكن،
فقال لي :لم تركتها ،فقلت :لم أحسبها منها ،فقال :بل هي منها،
6
فزدها .
ثم سمع أبو األسود رجالً يقرأ { :أن هللا برئ من المشركين
ورسوله} بالجر ،فوضع باب العطف والنعت (. )10
واعلم أنه ورد في الحث على تعلم العربية أحاديث مرفوعة ،وآثار
موقوفة ،فمن ذلك قوله صلى هللا عليه وسلم :إن هللا ال يسمع دعا ًء
ملحونا ،والعلماء ال يرون الصالة خلف اللحنة ،ومن ذلك ما أخرجه
المرهبي عن أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب ،أنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :
أعربوا الكالم كما تعربوا القرآن ،وأخرج المرهبي أيضا عن جابر
رضي هللا عنهما ،قال :مر عمر بقوم قد رموا رشقا فأخطئوه ،فقال
:ما أسوأ رميكم ،فقالوا :نحن متعلمين ،فقال :لحنكم أشد علي من
رميكم ،سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول " :رحم هللا
امرءا ً أصلح من لسانه" حديث ضعيف .
عمر رضي هللا عنه ،قال تعلموا السنة َ وأخرج البيهقي عن
والفرائض واللحن ،كما تعلمون القرآن .وأخرج البيهقي أن َ
ابن
وابن عمر رضي هللا عنهم ،كانا يضربان أوالدهما على َ عباس
اللحن ،وأخرج أبو طاهر عن الشعبي ،قال أبو بكر الصديق رضي
هللا عنه ،ألن أقرأ وأسقط ،أحب إلي من أن أقرأ وألحن .وأخرج
البيهقي في شعب اإليمان ،عن شعبة أنه قال :إذا كان المحدث ال
يعرف النحو فهو كالحمار ،يكون على رأسه مخالة ليس فيها شعير
.وأخرج أيضا عن أبي الزناد عن أبيه أنه قال :ما تزندق من
تزندق بالمشرق إال جهال بكالم العرب .وأخرج أيضا عن ابن
المبارك قال :ال َي ْنبل الرجل بنوع من العلوم ما لم يزين علمه
بالعربية ،على أنه ترافع رجل وأخوه إلى زياد في ميراث ،فقال :إن
أبونا مات ،وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله ،فقال زياد إن الذي
) ثم كتب الناس بعد أبي األسود الدؤلي في هذا الفن إلى أن أكمل أبوابه 10
الخليل بن أحمد في زمن هارون الرشيد ،فأخذ عن الخليل تلميذه سيبويه أبو
بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ،الذي أكثر من التفاريع ووضع األدلة والشواهد
من كالم العرب لقواعد هذا الفن ،إلى أن أصبح كتاب سيبويه أساسا لكل ما كتب
بعده في علم النحو .
7
أضعت من نفسك ،أضر عليك مما أضعت من مالك ،وأما القاضي
فقال :ال رحم هللا أباك وال جبر عظم أخيك ،قم في لعنة هللا وحر
سقر ،قال الجالل السيوطي في شرح ألفيته :وقد اتفق العلماء على
أن النحو يحتاج إليه في كل فن من فنون العلم السيما التفسير
والحديث ،فإنه ال يجوز ألحد أن يتكلم في كتاب هللا حتى يكون ملما ً
بالعربية ،ألن القرآن عربي وال تفهم مقاصده إال بمعرفة قواعد
العربية ،وكذا الحديث ،قال ابن الصالح :ينبغي للمحدث أن ال
يروي حديثه بقراءة لحان ،ثم روى عن أبي داود قال سمعت
األصمعي يقول :إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف
النحو أن يدخل في قول النبي صلى هللا عليه وسلم :من كذب علي
متعمدا ،فليتبوأ مقعده من النار ،ألنه لم يكن صلى هللا عليه وسلم
يلحن ،فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه ،قال بعضهم :
من فاته النحو فذاك األخرس * وفهمه في كل علم مفلس
وقدره بين الورى موضوع * وإن يناظر فهو المقطوع
ال يهتدي لحكمة في الذكر * وما له في غامض من فكر
وهللا سبحانه وتعالى أعلم أهـ بقلم عثمان شطا تلميذ المؤلف .
8
من المتكلم والسامع ،وهي اإلخبار بقيام زيد ،فإن السامع إذا سمع
ذلك ال ينتظر شيئا ً آخر يتوقف عليه تمام الكالم ويحسن أيضا
سكوت المتكلم .
وخرج بالمفيد المركب ،غير المفيد نحو :غالم زيد ،من غير إسناد
وإن قام زيد ,فإن تمام الفائدة فيه يتوقف على ذكر شيء إليهْ ,
جواب الشرط ،فال يسمى كل من المثالين كالما عند النحاة .
وقوله (بالوضع) فسره بعضهم بالقصد ,فخرج غير المقصود ككالم
النائم والساهي ،فال يسمى كالما ً عند النحاة ,وبعضهم فسره
بالوضع العربي ،فخرج كالم العجم ،كالترك والبربر ،فال يسمى
كالما عند النحاة .
مثال ما اجتمع فيه القيود األربعة :قام زيد ،وزيد قائم ,فالمثال
األول فعل وفاعل ،والثاني مبتدأ وخبر ،وكل من المثالين لفظ مركب
مفيد بالوضع ،فهو كالم .
) حرف المعنى هو ما كان له معنى ال يظهر إال إذا انتظم في جملة ، 11
9
تركيب الكالم ،كحروف المباني ( )12نحو :زاي زيد ،ويائه ،وداله،
فإن كال منها حرف مبنى ال حرف معنى .
(فاالسم يعرف :بالخفض ،والتنوين ،ودخول األلف والالم،
وحروف الخفض) يعني أن االسم يتميز عن الفعل والحرف
بالخفض ،نحو :مررت بزيد ،وغالم زيد ،فزيد المجرور بالباء
وغالم ،اسمان لوجود الخفض؛ والتنوين ،نحو :زيد ،ورجل ،فزيد
ورجل كل منها اسم لوجود التنوين فيه ،والتنوين نون ساكنة تلحق
اآلخر لفظا ً ال خطا ً ( )13ودخول األلف والالم ،نحو :الرجل والغالم،
فكل منهما اسم لدخول " أل " عليهما؛ وحروف الخفض ،نحو :
مررت بزيد ورجل ،فكل منهما اسم لدخول حرف الخفض وهي
الباء عليهما ،ثم ذكر جملة من حروف الخف ض ،فقال :
سرت من البصر ِة إلى الكوف ِة ،فكل من ( َو ِه َي ِ :م ْن ،و ِإلَى) نحو ِ :
البصرة والكوفة اسم لدخول ِم ْن على األول ،وإلى على الثاني
القوس ،فالقوس اسم لدخول عن ِ (وعن) نحو :رميت السه َم عن
الفرس ،فالفرس اسم لدخول على ِ عليه (وعلى) نحو :ركبت على
الكوز ،فالكوز اسم لدخول في عليه ِ عليه ( َوفِي) نحو :الماء في
( َورب) نحو :رب رجل كريم لقيته ،فرجل اسم لدخول رب عليه
( َوا ْلبَاء) نحو :مررت بزيد ،فزيد اسم لدخول الباء عليه (وا ْلكَاف)
كالبدر ،فالبدر اسم لدخول الكاف عليه ( َوالالم) نحو : ِ نحو :زيد
س ِم) وهي المال لزيد ،فزيد اسم لدخول الالم عليه ( ) ( َوحروف ا ْلقَ َ
14
) أي نون تلحق آخر الكلمة عند التلفظ بها ،فهي تلفظ وال تكتب . 13
) فائدة :إذا دخل حرف الجر الالم على اسم محلى بأل ،فإن األلف التي 14
10
زيد ،فكل من قام ويقوم فعل لدخول قد عليه ،والسين وسوف
يختصان بالمضارع ،نحو :سيقوم زيد ،وسوف يقوم زيد ،فيقوم
فعل مضارع لدخول السين وسوف عليه ،وتاء التأنيث الساكنة
اء لهتختص بالماضي ،نحو :قَا َمتْ ِهند فقام فعل ماض ِللحوق الت ِ
.
(والحرف ما ال يصلح معه دليل االسم ،وال دليل الفعل) يعني أن
ت االسم الحرف يتميز عن االسم والفعل بأن ال يقبل شيئا ً من عالما ِ
وال شيئا ً من عالمات الفعل ،ك َهل ،وفي ،ولم ،فإنها ال تقبل شيئا ً من
ذلك ،فعالمته عدم قبول العالمات التي لالسم والفعل ،قال العالمة
الحريري في ملحة اإلعراب :
س على قولي تَكن عال َم ْه فَ ِق ْ والحرف ما ل ْيست له عالم ْه
أي ما لَ ْيست له عالمة موجودة ،بل عالمته عدمية ،نظير ذلك الجيم
والخاء والحاء ،فالجيم عالمتها نقطة من أسفلها ،والخاء عالمتها
نقطة من أعالها ،والحاء عالمتها عدم وجود نقطة من أسفلها
وأعالها ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
(باب اإلعراب)
(اإلعراب هو تغيير أواخر الكلم ( )15الختالف العوامل ( ) الداخلة
16
) أي أحوال أواخر الكلم ،فال يعقل ت َ َغير نفس األواخر ،فآخر الكلمة ال 15
يتغير .
) العامل هو ما يدخل على الكلمة فيؤثر في آخرها بالرفع أو النصب أو 16
الجر أو الجزم ،فالفعل هو العامل في الفاعل وفي المفعول ،ألنه يؤثر في آخر
الفاعل فيرفعه ،وفي آخر المفعول فينصبه ،وكحرف الجزم فإنه يؤثر في آخر
المضارع ،فيجعله مجزوما ،وكحرف الجر فإنه يؤثر في آخر االسم ،فيجعله
مجرورا ،والمعمول هو ما تغير آخره بسبب العامل ،واألثر الحاصل من رفع أو
نصب أو جر أو جزم يسمى العمل أي اإلعراب .
11
النصب نصب ما بعده ،نحو : َ أنه فاعله ،وإن كان العامل يطلب
رأيت زيداً ،فإن رأيت فعل ،والتاء فاعله ،وزيدا ً مفعوله ،والمفعول
منصوب ،وإن كان يطلب ال َجر جر ما بعده ،نحو الباء في نحو :
مررت بزيد ،فزيد مجرور بالباء .فتغير اآلخر من رفع إلى نصب
أو جر هو اإلعراب ،وسببه دخول العوامل .
وقوله (لفظا ً أو تقديرا ً) يعني به أن اآلخر يتغير لفظا ً كما رأيته في
األمثلة المذكورة ،أو تقديرا ً كما في االسم الذي آخره ألف ،نحو :
الفتى ،أو ياء نحو :القاضي ،فإن األلف اللينة يتعذر تحريكها،
فيقدر فيها اإلعراب للتعذر ،نحو جا َء الفتى ،فالفتى فاعل مرفوع
بضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر ،ورأيت الفتى،
فالفتى مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على األلف منع من ظهورها
التعذر؛ ومررت بالفتى ،فالفتى مجرور بالباء بكسرة مقدرة على
األلف منع من ظهورها التعذر ،ونحو :جاء القاضي ،فالقاضي
فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل،
ومررت بالقاضي ،فالقاضي مجرور بالباء بكسرة مقدرة على الياء
منع من ظهورها الثقل ،وأما في حالة النصب فتظهر الفتحة على
فالقاضي مفعول به منصوبَ اضي،
للخف ِة ،نحو :رأيت الق َ الياء ِ
بفتحة ظاهرة؛ فالفرق بين ما آخره ألف أو ياء ،أن ما آخره ألف
يتعذر إظهاره وإعرابه رفعا ً ونصبا ً وجراً ،وما آخره ياء ال يتعذر،
ولكنه يستثقل رفعا ً وجرا ً .
(وأقسامه أربعة :رفع ،ونصب ،وخفض ،وجزم) يعني أن أقسام
أضرب
َ اإلعراب أربعة :رفع ،نحو :يضرب زيد ،ونصب ،نحو :لن
أضرب زيداً؛
ْ عمر ،وخفض ،نحو :مررت بزيد ،وجزم نحو :لم َ
فزيد في األول مرفوع بيضرب على أنه فاعله ،وأضرب في الثاني
وعمر منصوب بأضرب على أنه َ فعل مضارع منصوب بلن،
وأضرب في الرابع فعل
ْ مفعوله ،وزيد في الثالث مجرور بالباء،
مضارع مجزوم بلم .
ولن :تسمى حرف نفي ونصب واستقبال ،ألنها تنفي الفعل وتنصبه
ص ِيره مستقبالً ،ولم :تسمى حرف نفي وجزم وقلب ،ألنها تنفي وت َ
الفعل ،وتجزمه ،وتقلب معناه فيصير ماضيا .
12
(فلألسماء من ذلك الرفع ،والنصب ،والخفض ،وال جزم فيها) يعني
أن األسماء يدخلها الرفع نحو :جاء زيد ،والنصب نحو :رأيت
زيداً ،والخفض نحو :مررت بزيد ،وال يدخلها الجزم .
(ولألفعال من ذلك الرفع ،والنصب ،والجزم ،وال خفض فيها) يعني
أضرب،
َ أن األفعال يدخلها الرفع نحو :يضرب ،والنصب نحو :لن
أضرب ،وال يدخلها الخفض؛ فالرفع والنصب ْ والجزم نحو :لم
يشترك فيهما االسم والفعل ،ويختص االسم بالخفض ،والفعل
بالجزم ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
13
(باب معرفة عالمات اإلعراب)
(للرفع أربع عالمات :الضمة ،والواو ،واأللف ،والنون) يعني أن
الكلمة ي ْع َرف رفعها بواحد من أربع عالمات ،إما الضمة نحو :جاء
زيد ،فزيد فاعل مرفوع بالضمة ،أو الواو نحو :جاء أبوك ،وجاء
الزيدون ،فأبوك فاعل مرفوع بالواو ،والزيدون فاعل مرفوع
بالواو ،أو األلف ،نحو :جاء الزيدان ،فالزيدان فاعل مرفوع باأللف،
أو النون نحو :يضربان ،فيضربان فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون .
(فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع :في االسم
المفرد ،وجمع التكسير ،وجمع المؤنث السالم ،والفعل المضارع
الذي لم يتصل بآخره شيء) يعني أن الضمةَ تكون عالمة للرفع في
هذه المواضع ،أي ي ْع َرف رفعها بوجود الضمة فيها لفظا ً أو تقديراً،
فاالسم المفرد ( )17نحو :جاء زيد والفتى ،فزيد فاعل مرفوع
بالضمة الظاهرة ،والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر؛
وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده ( )18نحو :جاء الرجال
واألسارى ،فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،واألسارى فاعل
مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ،وجمع المؤنث السالم ( )19وهو ما
جمع بألف وتاء مزيدتين ،نحو :جاءت الهندات ،فالهندات فاعل
مرفوع بالضمة الظاهرة ،والفعل المضارع ،نحو :يضرب زيد،
ويخشى عمرو ،ويرمي بكر ،فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة
الظاهرة ،ويخشى مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ،ويرمي بالضمة
المقدرة للثقل .
(وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) احترازا عما إذا
كان اتصل به ألف االثنين ،نحو :يضربان ،وتضربان ،أو واو
الجماعة ،نحو :يضربون ،وتضربون ،أو ياء المؤنثة المخاطبة،
) االسم المفرد هو ما دل على واحد أو واحدة ،مثل ولد أو امرأة . 17
) أو يقال بعبارة أخرى ،هو مادل على أكثر من اثنين أو اثنتين بتغير 18
مكسورة وفي الجمع كذلك ،والنون في المفرد ساكنة وفي الجمع كذلك .
14
نحو :تضربين ،فإنه يرفع بثبوت النون كما سيأتي؛ واحتراز أيضا ً
س َجنَنعما إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة ،نحو { َلي ْ
َولَيَكونا ً} فإنه يبنى على الفتح ( )20أو اتصلت به نون النسوة ،نحو
الوا ِلدَات ي ْر ِض ْع َن} فإنه يبنى على السكون .
{ َو َ
(وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين ،في جمع المذكر
السالم ،وفي األسماء الخمسة ،وهي :أبوك ،وأخوك ،وحموك،
وفوك ،وذو مال) يعني أن جمع المذكر السالم واألسما َء الخمس ِة،
ي ْع َرف رفعها بوجود الواو ،فتكون مرفوعة بالواو نيابة عن
الضمة ،والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال على الجمعية بواو
ونون في آخره في حالة الرفع ،وياء ونون في حالتي النصب
والجر ( )21نحو :جاء الزيدون ،ورأيت الزيدين ،ومررت
بالزيدين ،فالزيدون في قولك :جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو،
والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد ( )22واألسماء
الخمسة ،نحو :جاء أبوك ،وأخوك ،وحموك ،وفوك ،وذو مال،
فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ،وكل من جمع
المذكر السالم واألسماء الخمسة له شروط تطلب من المطوالت .
(وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تـثنية األسماء خاصة) المراد
من تثنية األسماء :المثنى والمراد منه ما دل على اثنين ،بألف
ونون في آخره في حالة الرفع ،وياء ونون في حالتَي ِ النصب
والجر ( )23نحو :جاء الزيدان ،ورأيت الز ْيدَ ْين ،ومررت بالزيدَ ْين،
فالزيدان في قولك :جاء الزيدان فاعل مرفوع وعالمة رفعه األلف
) الفرق التشكيلي بين نون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الخفيفة هو أن 20
نون التوكيد الخفيفة نون ساكنة ،أما أختها فتكون مشددة مفتوحة ،والفرق
المعنوي بينهما هو أن التوكيد بالنون الثقيلة يكون أقوى من التوكيد بالخفيفة
منها فالفعل المسند اليها يكون قد أكد مرتين على العكس من توكيد الخفيفة
التي تؤكد الفعل مرة واحدة .
) أي هو ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة واو ونون إلى 21
المفرد في حالة الرفع ،أو ياء ونون إلى المفرد في حالتي النصب والجر.
) أي بدال عن التنوين الذي كان موجودا في نحو قولنا :جاء زيد . 22
) أي هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون إلى آخر االسم 23
15
نيابة عن الضمة؛ والفرق بين المثنى والجمع في حالتي النصب
والجر ،أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها،
وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها ،والنون عوض عن
التنوين في االسم المفرد ،في كل من التثنية والجمع .
للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به (وأما النون فتكون عالمةً
ِ
ضمير تـثنية) نحو :يفعالن وتفعالن (أو ضمير جمع) نحو :
يفعلون وتفعلون (أو ضمير المؤنثة المخاطبة) نحو :تفعلين،
وهذه األوزان تسمى األفعال الخمسة وتكون النون التي في آخرها
عالمة على رف ِعها ،فهي مرفوعة بثبوت النون نيابة عن الضمة،
فتقول :الزيدان يضربان ،فيضربان مرفوع بثبوت النون نيابة عن
الضمة ،وكذا أنتما تضربان ،والزيدون يضربون ،وأنتم تضربون،
ت تضربين ،فكل هذه األمثلة مرفوعة ،وعالمة رفعها ثبوت وأن ِ
النون ،واأللف في األول والثاني فاعل ،والواو في الثالث والرابع
فاعل ،والياء في الخامس فاعل .
(وللنصب خمس عالمات :الفتحة ،واأللف ،والكسرة ،والياء،
وحذف النون) عالمات النصب خمس ،واحدة منها أصلية ،وهي
الفتحة نحو :رأيت زيداً ،وأربعة نائبة عنها ،وهي األلف نحو :
رأيت أباك ،والكسرة نحو :رأيت الهنداتِ ،والياء نحو :رأيت
الزيدَ ْين والزيدِين ،وحذف النون نحو :لن يضربوا (فأما الفتحة
فتكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع :في االسم المفرد ،وجمع
التكسير ،والفعل المضارع ،إذا دخل عليه ناصب ،ولم يتصل بآخره
شئ) يعني أن هذه المواضع الثالثة إذا نصبت تكون منصوبة
بالفتحة ،فاالسم المفرد نحو :رأيت زيداً ،فزيدا ً مفعول منصوب
الرجا َل ،والفعل المضارع إذا
بالفتحة ،وجمع التكسير نحو :رأيت ِ
أضرب ،فأضرب فعل مضارع منصوب َ دخل عليه ناصب نحو :لن
بلن (وأما األلف فتكون عالمة للنصب في األسماء الخمسة ،نحو :
رأيت أباك ،وأخاك ،وما أشبه ذلك) يعني أن األسما َء الخمسةَ تكون
في حالة النصب منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة نحو :رأيت
أباك ،وأخاك ،وما أشبه ذلك ،وهي :حماك ،وفاك ،وذا مال ،فكلها
منصوبة باأللف نيابة عن الفتحة (وأما الكسرة فتكون عالمة
16
ت} وإعرابه للنصب في جمع المؤنث السالم) نحو { َخلَ َ
ق هللا السموا ِ
:خلق فعل ماض ،ولفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة،
ت مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ،ألنه جمع والسموا ِ
مؤنث سالم (وأما الياء فتكون عالمة للنصب في :التثنية،
ِين ،فاألول منصوب بالياء والجمع) نحو :رأيت الزيدَ ْي ِن والز ْيد َ
المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة ،والثاني
منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن
الفتحة أيضاً ،والنون عوض عن التنوين فيهما (وأما حذف النون
فيكون عالمة للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون)
يعني أن حذف النون يكون عالمة للنصب نيابة عن الفتحة في
األفعال الخمسة ،نحو :لن يفعال ،ولن تفعال ،ولن يفعلوا ،ولن
تفعلوا ،ولن تفعلي ،فكل واحد من هذه األمثلة منصوب وعالمة
نصبه حذف النون نيابة عن الفتحة ،واأللف فاعل في األول
والثاني ،والواو فاعل في الثالث والرابع ،والياء فاعل في الخامس
.
(وللخفض ثالث عالمات :الكسرة ،والياء ،والفتحة) عالمات
الخفض ثالث ،واحدة منها أصلية ،وهي الكسرة نحو :مررت
بزيد ،واثنان نائبان عنها ،وهي الياء نحو :مررت بأخيك والز ْيدَ ْين
والز ْيدِن ،والفتحة نحو :مررت بإبراهي َم (فأما الكسرة فتكون
عالمة للخفض في ثالثة مواضع :في االسم المفرد المنصرف،
وجمع التكسير المنصرف ،وجمع المؤنث السالم) فاالسم المفرد
نحو :مررت بزيد والفتى ،وجمع التكسير نحو :مررت بالرجا ِل
واألسارى والهنودِ ،وجمع المؤنث السالم نحو :مررت بالهنداتِ،
والمنصرف معناه الذي يقبل الصرف ،والصرف هو التنوين،
ولألسماء التي تقبل التنوين أو ال تقبله عالمات تعرف بها ،تطلب
من المطوالت (وأما الياء فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع :
في األسماء الخمسة ،والتثنية ،والجمع) يعني أن هذه المواضع
الثالثة تكون الياء فيها عالمة على الخفض نيابة عن الكسرة،
فاألسماء الخمسة نحو :مررت بأبيك ،وأخيك ،وحميك ،وفيك،
وذي مال ،فكلها مجرورة بالباء ،وعالمة الجر فيها الياء نيابة عن
17
الكسرة ،والتثنية بمعنى المثنى نحو :مررت بالز ْيدَ ْي ِن ،فالز ْيدَ ْي ِن
مجرور بالباء ،وعالمة الجر فيه الياء المفتوح ما قبلها المكسور
ما بعدها نيابة عن الكسرة ،والنون عوض عن التنوين في االسم
فالزيدين مجرور بالباء َ المفرد والجمع نحو :مررت بالز ْيد َ
ِين،
وعالمة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ،والنون
عوض عن التنوين في االسم المفرد (وأما الفتحة فتكون عالمة
ص ِرف للخفض في االسم الذي ال ينصرف) يعني أن االسم الذي ال يَن َ
إنما يعرف خفضه إذا دخل عليه عامل الخفض بالفتحة ،فيكون
مجرورا ً بالفتحة نيابة عن الكسرة ،نحو :مررت بأحمدَ ،وإبراهي َم،
فكل منهما مجرور بالباء وعالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة
ألنه اسم ال ينصرف ،أي ال ينون ،ألن الصرف هو التنوين ،ولالسم
ص ِرف أقسام كثيرة ،وله حدود وعالمات يعرف بها، الذي ال َين َ
تطلب من المطوالت ،فإن المبتدئ يكفيه في أول األمر أن يتصوره
إجماالً .
(وللجزم عالمتان :السكون ،والحذف) فالسكون عالمة أصلية،
يضرب زيد ،فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،وعالمة ْ نحو :لم
جزمه السكون ،والحذف ينوب عن السكون ( )24نحو :لم يضربا،
يخش زيد ،فيضربا فعل مضارع مجزوم بلم ،وعالمة جزمه َ ولم
ويخش فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف َ حذف النون،
األلف (فأما السكون فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع
الصحيح اآلخر) المراد بالصحيح اآلخر أن ال يكون في آخره ألف،
أو واو ،أو ياء ،نحو :يخشى ،ويدعو ،ويرمي ،مثال الصحيح
األخر يضرب فإذا دخل عليه جازم ،يكون مجزوما ً بالسكون ،نحو :
يضرب زيد (وأما الحذف فيكون عالمة للجزم في الفعل ْ لم
فيخش فعل مضارع َ يخش زيد،
َ المضارع المعتل اآلخر) نحو :لم
مجزوم بلم ،وعالمة جزمه حذف األلف نيابة عن السكون ،والفتحة
قبلها دليل عليها ،وزيد فاعل ،ولم يدع زيد ،فيدع فعل مضارع
مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الواو نيابة عن السكون ،والضمة
فيرم فعل ِ يرم زيد، قبلها دليل عليها ،وزيد فاعل مرفوع ،ولم ِ
) والمقصود بالحذف ،حذف النون أو حذف حرف العلة ،وسيأتي . 24
18
مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه حذف الياء نيابة عن السكون،
والكسرة قبلها دليل عليها ،وزيد فاعل .
(وفي األفعال التي رفعها بثبات النون) هي األفعال الخمسة ،يعني
أن عالمة الجزم فيها تكون حذف النون ،نحو :لم يضربا ،ولم
تضربا ،فهما مجزومان بلم وعالمة جزمهما حذف النون ،واأللف
فاعل ،ولم يضربوا ،ولم تضربوا ،كذلك مجزومان وعالمة جزمهما
حذف النون ،والواو فاعل ،ولم تضربي مجزوم بلم وعالمة جزمه
حذف النون ،والياء فاعل ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
(فصل) هذا الفصل يذكر فيه جميع ما تقدم في الباب السابق ،لكنه
في الباب السابق ذكره مفصالً ،والقصد ذكره هنا مجمالً ،وهذه
عادة المتقدمين يذكرون الكالم أوالً مفصالً ثم يذكرونه مجمالً،
تمرينا ً للمبتدئ ،فيكون كالجمع عند الحساب .
(والمعربات قسمان :قسم يعرب بالحركات) يعني بذلك الضمة،
والفتحة ،والكسرة ،ويلحق بها السكون (وقسم يعرب بالحروف)
يعني بها الواو ،واأللف ،والياء ،والنون ،ويلحق بها الحذف ()25
(فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع :االسم المفرد) كزيد (وجمع
التكسير) كالرجال (وجمع المؤنث السالم) كالهندات (والفعل
المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ) نحو :يضرب (وكلها ترفع
بالضمة ،وتنصب بالفتحة ،وتخفض بالكسرة ،وتجزم بالسكون)
ستَثنى من ذلك جمع المؤنث السالم في حالة النصب وسيأتي ،ي ْ
( ) 26واالسم الذي ال ينصرف في حالة الجر ( ) 27والفعل
المضارع المعتل اآلخر في حالة الجزم (. )28
فمثال الرفع لما ذكره :يضرب زيد والرجال والمسلمات ،فيضرب
فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ،وزيد والرجال والمسلمات
أضرب زيدا ً
َ كل منها فاعل مرفوع بالضمة ،ومثال النصب :لن
فأضرب فعل مضارع منصوب بلن ،والفاعل مستتر َ والرجا َل،
19
وجوبا ً تقديره أنا ،وزيدا ً والرجا َل كل منهما مفعول منصوب
بالفتحة ،ومثال الخفض :مررت بزيد ،والرجا ِل ،والمسلماتِ ،فكل
منها مجرور بالباء وجره بالكسرة .
(وخرج عن ذلك ثالثة أشياء ،جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة)
ت} لفظ الجاللة فاعل مرفوع بالضمة، نحو { :خلق هللا السموا ِ
ت مفعول منصوب بالكسرة (واالسم الذي ال ينصرف والسموا ِ
يخفض بالفتحة) نحو :مررت بأحمدَ (والفعل المضارع المعتل
يرم،
يخش ،ولم يدع ،ولم ِ َ اآلخر يجزم بحذف آخره) نحو :لم
فاألول مجزوم بحذف األلف ،والثاني بحذف الواو ،والثالث بحذف
الياء (والذي يعرب بالحروف) يعني الواو ،واأللف ،والياء ،ويلحق
بها النون (أربعة أنواع :التثنية) يعني المثنى (وجمع المذكر
السالم ،واألسماء الخمسة ،واألفعال الخمسة ،وهي :يفعالن)
بالمثناة تحت (وتفعالن) بالمثناة فوق (ويفعلون) بالمثناة تحت
(وتفعلون) بالمثناة فوق (وتفعلين) بالمثناة فوق ال غير (فأما
التثنية فترفع باأللف) نحو :جاء الزيدان (وتنصب ،وتخفض
بالياء) نحو :رأيت الزيدَ ْين ،ومررت بالز ْيدَ ْي ِن (وأما جمع المذكر
السالم فيرفع بالواو) نحو :جاء الزيدون (وينصب ويخفض بالياء)
ِين (وأما األسماء الخمسة ِين ،ومررت بالزيد َ نحو :رأيت الزيد َ
فترفع بالواو) نحو :جاء أبوك (وتنصب باأللف) نحو :رأيت أباك
(وتخفض بالياء) نحو :مررت بأبيك .
(وأما األفعال الخمسة فترفع بالنون) نحو :يضربان ،وتضربان،
ويضربون ،وتضربون ،وتضربين (وتنصب وتجزم بحذفها) نحو :
لن يضربا ،ولم يضربا ،ولن تضربا ،ولم تضربا ،ولن يضربوا ،ولم
يضربوا ،ولن تضربوا ،ولم تضربوا ،ولن تضربي ،ولم
تضربي .
بـــاب األفعـــال
(األفعال ثالثة :ماض) وهو ما دل على حدث مضى وانقضى،
ضرب ،تقول فيه
َ وعالمته أن يقبل تاء التأنيث الساكنة ،نحو :
20
ض َربَتْ (ومضارع) وهو ما دل على حدث يقبل الحال واالستقبال، َ
وعالمته أن يقبل السين وسوف ولم ،نحو :يضرب ،تقول فيه :
يضرب (وأمر) هو ما دل على حدث ْ سيضرب ،وسوف يضرب ،ولم
في المستقبل ،وعالمته أن يقبل ياء المؤنثة المخاطبة ويدل على
اضرب ،تقول فيه :اضربي (نحو :ضرب ،ويضرب، ْ الطلب ،نحو :
واضرب) األول مثال للماضي ،والثاني مثال للمضارع ،والثالث
مثال لألمر (فالماضي مفتوح األخر أبدا ً) يعني أنه مبني على الفتح
رب ،أو تقديرا ً للتعذر ،نحو :رمى ،ويقدر فيه الفتح لفظاً ،نحو :ض َ
أيضا ً إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ،نحو :ضربت وضربنا،
ويكون ظهور الفتح متعذرا ً كراهةَ توالي أربع متحركات فيما هو
كالكلمة الواحدة ،ويقدر فيه الفتح أيضا ً إذا اتصل به واو الضمير
نحو :ضربوا ،ألن الواو يناسبها ضم ما قبلها ،فضمة المناسبة
تمنع من ظهور الفتح ،فيقال :مبني على فتح مقدر منع من ظهوره
اشتغال المحل بحركة المناسبة (( )29واألمر مجزوم أبدا ً) يعني أنه
مبني على السكون الشبيه بالجزم ،فإن كان معتالً آخره باأللف أو
الواو أو الياء ،يكون مبنيا على حذف حرف العلة ،وهي األلف أو
وارم ،وإن كان مسندا ً إلى ألف ِ اخش ،وادع،
َ الواو أو الياء ،نحو :
االثنين ،أو واو الجماعة ،أو ياء المؤنثة المخاطبة يبنى على حذف
النون ،نحو :اضربا ،واضربوا ،واضربي ،واأللف فاعل ،وكذا
الواو ،والياء ،وإن كان مسندا ً إلى نون النسوة يبنى على السكون،
اضر ْب َن يا نسوة ،وإن اتصلت به نون التوكيد يبنى على ِ نحو :
واضربَن بالنون الثقيلة ِ الفتح ،نحو :اضربَ ْن ،بالنون الخفيفة،
(والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد األربع ،يجمعها قولك :
أن ْيت) بشرط أن تكون الهمزة للمتكلم ،نحو :أقوم ،والنون للمتكلم
ومعه غيره أو المعظم نفسه نحو :نَقوم ،والياء للغائب نحو :
يقوم ،والتاء للمخاطب نحو :تقوم ،وللمؤنثة الغائبة نحو :هند
تقوم؛ فخرجت الهمزة التي ليست للمتكلم ،نحو :أ َ ْك َر َم فإنه ماض،
فنحن ال نستطيع أن نظهر حركة الفتحة على الباء في ضربوا لقوة الحركة
المناسبة للواو وهي الضمة لذلك امتنع ظهور الفتح الشتغال المحل .
21
والنون التي ليست للمتكلم ومعه غيره ،أو المعظم نفسه نحو :
س زيد الدوا َء ،إذا جعل فيه النرجس ،فإنه ماض ،والياء التي نَ ْر َج َ
الشيب ،إذا خضبه باليرناء ،فإنه َ ليست للغائب ،نحو :يرنأ زيد
ماض ،واليرناء هي الحناء ،وخرج بالتاء التي للمخاطب أو الغائبة،
تاء نحو :تعلم زيد المسألةَ ،فهو فعل ماض ،فأقوم ،ونقوم ،ويقوم،
عة لوجود حرف الزيادة في أولها ،أعني الهمزة مضار َ
ِ وتقوم أفعال
والنون والتاء والياء (وهو مرفوع أبداً ،حتى يدخل عليه ناصب أو
جازم) ورافعه تجرده من الناصب والجازم ،وهو عامل معنوي ال
لفظي ( )30فإن دخل عليه عامل ناصب فإنه ينصبه ،أو جازم فإنه
يجزمه (فالنواصب عشرة) أربعة منها تنصب بنفسها ،وستة منها
يكون النصب معها بأن مضمرة وجوبا ً أو جوازا ً (وهي :أن ،ولن،
وإذن ،وكي) هذه األربعة تنصب بنفسها ،مثال أن :يعجبني أن
تضرب ،فيعجبني فعل مضارع ،وأن حرف مصدري ونصب ،والفعل َ
سبَك مع ما المضارع منصوب بها ،وس ِميَتْ أ َ ْن حرفا ً مصدريا ً ألنها ت ْ
بعدها بمصدر ( )31إذ التقدير يعجبني ضربك ،ومثال لن قولك :لن
ص ِير معناه
يقو َم زيد ،فلن حرف نفي ونصب واستقبال ،ألنها ت َ
من قال لك : مستقبالً ،ومثال إذن قولك :إذن أكر َمك ،في جواب ْ
أزورك غداً ،فإذن حرف جواب وجزاء ونصب ،وأكر َمك فعل
مضارع منصوب بإذن ،وس ِميَتْ حرف جواب لوقوعها في الجواب،
وجزاء ألن ما بعدها جزاء لما قبلها ،ونصب ألنها تنصب الفعل
المضارع ،ولنصبها شروط تطلب من المطوالت؛ ومثال كي :جئت
كي أقرأَ ،إذا كانت الالم مقدرة قبلها أي لكي أقرأ ،فتكون كي
) اعلم أن العوامل تنقسم إلى عوامل لفظية ومعنوية ،فالعامل اللفظي هو 30
22
مصدرية بمعنى أن ،وأقرأ َ فعل مضارع منصوب بها ،فإن كانت كي
بمعنى الم التعليل كان النصب بأن مضمرة بعدها (والم كي) هذه وما
بعدها ليست ناصبة بنفسها ،بل النصب بأن مضمرة جوازا ً في الم
كي ،ووجوبا ً في ما بعدها ،مثال الم كي :جئت ألقرأَ ،فالالم حرف
جر للتعليل والفعل منصوب بأن مضمرة جوازا ً بعدها ،وإنما قيل لها
الم كي إلفادتها التعليل مثل ك َْي ،وألنها قد تدخل على كي ،نحو :
جئت لكي أقرأ (والم الجحود) أي النفي ،والنصب بأن مضمرة
وجوبا ً بعدها ،وضابطها أن يسبقها كان المنفية بما أو يكن المنفية
َان هللا ِليعَ ِذبَهم} و {لَم يَك ِن هللا ِليَ ْغ ِف َر لَه ْم}
بلم ( )32نحو { َو َما ك َ
ويغفر منصوبان بأن مضمرة وجوبا ً بعد الم الجحود (وحتى) َ يعذب
ف َ
سواء كانت بمعنى إلى نحو {حتَى يَ ْر ِج َع إل ْينا موسى} أو بمعنى الم
التعليل ،نحو قولك للكافر :أسلم حتى تدخل الجنة ،أي لتدخل،
فيرج َع وتدخ َل كل منهما منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد حتى
(والجواب بالفاء و الواو) يعني الفاء والواو الواقعتين في الجواب
( )33وليست الفاء والواو ناصبتين بأنفسهما ،بل النصب بأن
مضمرة وجوبا ً بعدهما ،والمراد من وقوعهما في الجواب وقوعهما
في المواضع التسعة المشهورة ( )34األول منها :األمر ،نحو :أقبل
ِن منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد الفاء الواقعة فأحسن إليك ،فأحْ س َ
َ
واو المعي ِة، ِن كانت الواو َ في جواب األمر ،وإن قلت :وأحْ س َ
فالنصب بأن مضمرة وجوبا ً بعد واو المعية الواقعة بعد األمر .
فيغضب
َ ويغضب،
َ فيغضب ،أو :
َ الثاني النهي ،نحو :ال تضرب زيدا ً
فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو
رب وفقني فأعم َل ِ الواقعتين بعد النهي .الثالث الدعاء ،نحو :
صالحا َ ،أو وأعم َل صالحا ً .فأعم َل منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد
والمراد بالفاء فاء السببية ،وهي التي يكون ما قبلها سبب لما بعدها ،والمراد
بالواو واو المعية المفيدة معنى مع .
) التي جمعها بعضهم في قوله : 34
مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم * تمن وارج كذاك النفي قد كمال
23
الفاء أو الواو الواقعتين في بعد الدعاء؛ والفرق بين الدعاء واألمر
أن األمر طلب من األعلى إلى األدنى ،والدعاء طلب من األدنى إلى
فأذهب إليه أو
َ األعلى .الرابع االستفهام ،نحو :هل زيد في الدار
فأذهب منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو َ وأذهب إليه،
َ
تنزل عندنا الواقعتين بعد االستفهام .الخامس العَ ْرض ،نحو :أال ِ
فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا َ وتصيب خيراً،
َ فتصيب خيرا ً أو
َ
بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد العَ ْرض .السادس التحضيض ،نحو
ويشكرك ،فيشكر منصوب بأن َ كر ْمتَ زيدا ً فيشكركَ ،أو : :اال أ َ
مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التحضيض ،والفرق
بين العرض والتحضيض ،أن العرض هو الطلب برفق ولين،
والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج .السابع التمني ،نحو :ليتَ
لي ماالً فأحج منه ،أو وأحج منه ،فأحج منصوب بأن مضمرة
وجوبا ً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التمني .الثامن الترجي،
نحو :لعلي أراجع الشي َخ فيفه َمني أو ويفه َمني ،فيفهم منصوب بأن
مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الترجي .التاسع
النفي ،نحو :ما تأتينا فتحدَثَنا أو وتحدثَنا ،فتحدثنا منصوب بأن
مضمرة وجوبا ً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النفي (وأو) يعني
أن من النواصب للفعل المضارع أو ،لكن بأن مضمرة وجوبا ً بعدها،
نحو :ألقتلَن الكافِ َر أو يسل َم ،أي إال أن يسلم ،فيسل َم منصوب بأن
مضمرة وجوبا ً بعد "أو" التي بمعنى إال ،وقد تكون بمعنى إلى،
فتقضي
َ نحو :أللزمنك أو تقض َيني حقي ،أي إلى أن تقضيني حقي،
فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا ً بعد أو التي بمعنى إلى .
(والجوازم ثمانية عشر) قسم منها يجزم فعالً واحداً ،وقسم يجزم
يضرب زيد،ْ فعلين ،وبدأ بالقسم األول فقال (وهي :لم) نحو :لم
ويضرب فعل مضارع مجزوم بلم ،وزيد ْ فلم حرف نفي وجزم وقلب،
فاعل ،وسميت حرف نفي ألنها تنفي الفعل المضارع ،وجزم ألنها
ص ِيره ماضيا ً (ولما) وهي بمعنى تجزمه ،وقلب ألنها تقلب معناه وت َ
لم ،حرف نفي وجزم وقلب نحو {لَما يَذوقوا عَذاب} فيذوقوا فعل
مضارع مجزوم بلما ،وعالمة جزمه حذف النون ،والواو فاعل
(وأ َلَ ْم) هي لم إال أنها اقترنت بهمزة االستفهام نحو {ألَ ْم نَش َْرحْ }
24
فالهمزة لالستفهام التقريري ( )35ولم حرف نفي وجزم وقلب،
ونشرحْ فعل مضارع مجزوم بلم (وألما) هي لـما إال أنها اقترنت
حسن إليك فالهمزة لالستفهام ْ بهمزة االستفهام ،نحو :ألما أ
التقريري ،ولما حرف نفي وجزم وقلب ،وأحْ س ِْن فعل مضارع
سعَة} فالالم الم األمر، مجزوم بلما (والم األمر) نحو { ِلي ْن ِفقْ ذو َ
وينفقْ فعل مضارع مجزوم بالم األمر ،وذو فاعل مرفوع بالواو
سعَة مضاف إليه مجرور بالكسرة ألنه من األسماء الخمسة ،و َ
الظاهرة (والدعاء) الم الدعاء هي الم األمر إال أنها من األدنى إلى
علَ ْينَا َربكَ } فالالم الم
ض َاألعلى ،فتسمى الم الدعاء تأدباً ،نحو { ِليَ ْق ِ
ض فعل مضارع مجزوم بالم الدعاء ،وعالمة جزمه الدعاء ،و َي ْق ِ
حذف حرف العلة وهي الياء ،والكسرة قبلها دليل عليها (وال في
وتخف فعل مضارع مجزوم بال ْ ف ،فال ناهية، النهي) نحو :ال ت َخ ْ
الناهية (والدعاء) ال الدعائية هي ال الناهية إال أنها من األدنى إلى
ؤاخ ْذنا} فتؤاخذ فعل مضارع مجزوم بال األعلى ،نحو َ { :ربنا ال ت ِ
الدعائية ،إلى هنا انتهى الكالم على ما يجزم فعالً واحداً ،ثم أخذ
يتكلم على ما يجزم فعلين فقال :
(وإن) وهي حرف يجزم فعلين األول فعل الشرط ،والثاني جوابه
بإن على وجزاؤه ،نحو :إن يق ْم زيد يق ْم عمرو ،فيقم األول مجزوم ْ
أنه فعل الشرط ،والثاني مجزوم بها أيضا ً على أنه جواب الشرط
وجزاؤه (وما) نحو :ما تفع ْل أفعلْ ،فما اسم شرط جازم يجزم
فعلين ،األول فعل الشرط ،والثاني جواب الشرط وجزاؤه ،فتفعل
األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط ،والثاني أيضا ً مجزوم بها
على أنه جواب الشرط وجزاؤه (و َم ْن) نحو :من يق ْم أق ْم معه ،فمن
اسم شرط جازم يجزم فعلين ،فيقم األول مجزوم بها على أنه فعل
الشرط ،والثاني أيضا مجزوم بها على أنه جواب الشرط وجزاؤه
(ومهما) نحو :مهما تفع ْل أفعلْ ،فمهما اسم شرط جازم ،وتفعل
األول مجزوم بها على أنه فعل الشرط ،والثاني كذلك على أنه جواب
إن ،نحو :إذما يق ْم زيد يق ْم الشرط وجزاؤه (وإذما) هي حرف مثل ْ
) االستفهام التقريري هو أن يكون المخاطب عالما بثبوت أمر ما فنفاه ، 35
25
إن ،وقد تقدم (وأي) نحو :أيا ً عمرو ،وإعرابه كإعراب مثال ْ
أضرب ،فأيا ً اسم شرط جازم وما بعده مجزوم به ،على أنه ْ تضرب
ْ
شرطه وجوابه وجزاؤه (ومتى) نحو :متى تأك ْل آكلْ ،فمتى اسم
شرط جازم ،وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأيان) نحو :أيان
ما تعد ْل أعدلْ ،فأيان اسم شرط جازم ،وما زائدة وما بعده شرطه
وجوابه وجزاؤه (وأين) نحو :أينما تنز ْل أنزلْ ،فأين اسم شرط
جازم ،وما زائدة ،وما بعده شرطه وجوابه وجزاؤه (وأَنى) نحو :
أنى تستق ْم تربحْ ،فأنى اسم شرط جازم ،وما بعده شرطه وجوابه
ست َ ِق ْم يقَد ِْر لَكَ هللا نَ َجا َحاً ،فحيثما
وجزاؤه (وحيثما) نحو َ :ح ْيثما ت َ ْ
ست َ ِق ْم فعل الشرط ويقَد ِْر جوابه وجزاؤه اسم شرط جازمَ ،وت َ ْ
(وكيفما) الجزم بها قاله الكوفيون ومنعه البصريون ،مثاله :كيفما
أجلس ،فكيفما اسم شرط َج ِازم ،وما بعده شرطه وجوابه ْ تجلس
ْ
وجزاؤه (وإذا في الشِعر خاصة) هذا َزائد على الثمانية عشر،
قول الشاعر : وس ِم َع الجزم بإذا في الشعر ال في النثر ،ومما س ِم َع ْ
صة فَت َ َحم ِل
وإذا ت ِص ْبكَ خصا َ
فتصب فعل الشرط ،وجملة ت َ َحمل جوابه ،فالفاء رابطة للجواب، ْ
َوت َ َحم ِل فعل أمر مبني على سكون مقدر ،منع من ظهوره اشتغال
المحل بحركة الروي .
اء ت األَ ْ
س َم ِ بـَـاب َم ْرفوعـَــا ِ
(المرفوعات سبعة :وهي الفاعل) نحو :جاء زيد والفتى
ب زيد،
والقاضي ،وغالمي (والمفعول الذي لم يسم فاعله) نحو ض ِر َ
ض َرب عمرو (والمبتدأ ،وخبره) نحو :زيد والفتى والقاضي وي ْ
وغالمي قائمون (واسم كان وأخواتها) نحو :كان زيد قائما ً (وخبر
إن وأخواتها) نحو :إن زيدا ً قائم (والتابع للمرفوع ،وهو أربعة
أشياء :النعت) نحو :جاء زيد الفاضل (والعطف) نحو :جاء زيد
26
وعمرو (والتوكيد) نحو :جاء زيد نفسه (والبدل) نحو :جاء زيد
أخوك .
وهذه كلها مذكورة هنا إجماالً على سبيل التعداد وسيذكر كل واحد
منها في باب مفصله ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
بَاب الفَا ِع ِل
(الفاعل هو االسم المرفوع المذكور قبله فِ ْعله) نحو :قام زيد،
ويقوم عمرو (وهو على قسمين :ظاهر) وهو ما دل على مسماه
بال قيد ،كزيد ورجل (ومضمر) وهو ما دل على متكلم ،أو مخاطب،
أو غائب ،كأنا ،وأنت ،وهو (( )36فالظاهر نحو :قولك :قام زيد)
فقام فعل ماض مبني على فتح ظاهر في آخره ،وزيد فاعل مرفوع
بالضمة الظاهرة (ويقوم زيد) فيقوم فعل مضارع مرفوع لتجرده
عن الناصب والجازم ،وزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وقام
الزيدان) فقام فعل ماض ،والزيدان فاعل مرفوع باأللف نيابة عن
الضمة ألنه مثنى (ويقوم الزيدان) فيقوم فعل مضارع ،والزيدان
فاعل مرفوع باأللف (وقام الزيدون) فقام فعل ماض ،والزيدون
فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم (ويقوم
الزيدون) فيقوم فعل مضارع ،والزيدون فاعله (وقام الرجال)
فالرجال جمع تكسير فاعل قام (ويقوم الرجال) فالرجال فاعل يقوم
(وقامت هند) فقام فعل ماض ،والتاء عالمة التأنيث ،وهند فاعله
(وتقوم هند) فتقوم فعل مضارع ،وهند فاعله (وقامت الهندان) فقام
فعل ماض ،والهندان فاعله (وتقوم الهندان) فتقوم فعل مضارع،
والهندان فاعله (وقامت الهندات) فقام فعل ماض ،والهندات فاعله
وهو جمع مؤنث سالم (وتقوم الهندات) فتقوم فعل مضارع،
والهندات فاعله (وقامت الهنود) فقام فعل ماض ،والهنود فاعله،
وهو جمع هند جمع تكسير (وتقوم الهنود) فتقوم فعل مضارع،
والهنود فاعله (وقام أخوك) فقام فعل ماض ،وأخو فاعل مرفوع
) أو يقال في تعريف الظاهر والمضمر بعبارة أسهل ،أن الظاهر هو الذي 36
لم يدل على تَكَلم وال خطاب وال غيبة .والمضمر هو ما دل على تَكَلم أو خطاب
أو غيبة .
27
بالواو ألنه من األسماء الخمسة ،والكاف مضاف إليه (ويقوم
أخوك) فيقوم فعل مضارع ،وأخوك فاعله (وقام غالمي) فقام فعل
ماض ،وغالمي فاعله مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء
المتكلم ،منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ،وغالم
مضاف ،وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر
(ويقوم غالمي) فيقوم فعل مضارع ،وغالمي فاعله (وما أشبه
ذلك) وجملة ما ذكره عشرون مثاالً عشرة مع الماضي ،وعشرة
مع المضارع ،وكلها مع الظاهر .
ولما قدم الكالم على الظاهر أخذ يتكلم على المضمر ،وهو اثنا عشر
ضميراً ،سبعة للحاضر ،وخمسة للغائب ،فقال (والمضمر نحو :
ب فعل ض َر ْبت) بفتح الضاد وضم التاء للمتكلم ،وإعرابه َ
ض َر َ قولك َ
ماض ،والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع
ض َر ْبنا) بفتح الضاد وسكون الباء للمعظم نفسه ،أو المتكلم ومعه (و َ
غيره ،وإعرابه ضرب فعل ماض ،ونا فاعله مبني على السكون في
ض َربْتَ ) بفتح الضاد والتاء للمخاطب ،وإعرابه ضرب محل رفع (و َ
فعل ماض ،والتاء ضمير المخاطب فاعل مبني على الفتح في محل
ت) بفتح الضاد وكسر التاء للمخاطبة ،وإعرابه ضرب رفع (و َ
ض َر ْب ِ
فعل ماض ،والتاء ضمير المؤنثة المخاطبة مبني على الكسر في
ض َر ْبـتما) بفتح الضاد وضم التاء للمثنى المذكر محل رفع (و َ
والمؤنث ،وإعرابه ضرب فعل ماض ،والتاء ضمير المخاطبين
فاعل مبني على الضم في محل رفع ،والميم حرف عماد ()37
واأللف حرف دال على التثنية (و َ
ض َر ْبتم) بفتح الضاد وضم التاء
لجمع الذكور المخاطبين ،وإعرابه ضرب فعل ماض والتاء ضمير
المخاطبين فاعل مبني على الضم في محل رفع ،والميم عالمة جمع
ض َر ْبتن) بفتح الضاد وضم التاء لجمع اإلناث الذكور (( )38و َ
ألن الفتحة التي هي حركت التاء في المفرد المذكر قد تشبع فينشأ عنها ألف .
ض َربْت" الموضوع للمتكلم وحده ، ) ولم يأت فيها بالواو لئال يلتبس بـ" َ 38
إذ حركت التاء فيه وهي الضمة قد تشبع فينشأ عنها الواو .
28
المخاطبات ،وإعرابه ضرب فعل ماض ،والتاء فاعل مبني على
الضم في محل رفع ،والنون عالمة جمع اإلناث المخاطبات .
ب) وهذه كلها أمثلة الحاضر ،وأشار إلى أمثلة الغائب بقوله (و َ
ض َر َ
ب ،وإعرابه زيد مبتدأ مرفوع بالضمة أي من قولك مثالً :زيد َ
ض َر َ
الظاهرة ،وضرب فعل ماض ،والفاعل ضمير مستتر جوازا ً تقديره
هو يعود على زيد ،والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر
ض َربَتْ ) بسكون التاء للغائبة ،أي من قولك :هند المبتدأ (و َ
وضرب فعلَ ضَربتْ ،وإعرابه :هند مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة،
ماض ،والتاء عالمة التأنيث ،وفاعله ضمير مستتر جوازا ً تقديره
هي يعود على هند ،والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر
ض َربَا) للمثنى الغائب المذكر من قولك مثالً :الزيدان المبتدأ (و َ
ضربا ،وإعرابه :الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة
ب
ض َر َألنه مثنى ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد ،و َ
فعل ماض ،واأللف فاعل مبني على السكون في محل رفع،
ض َربَتا تقول :والجملة خبر المبتدأ ،وللمثنى الغائب المؤنث َ
الهندان ضربتا ،وإعرابه :الهندان مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن
الضمة ألنه مثنى ،وضرب فعل ماض ،والتاء عالمة التأنيث،
وح ِركت اللتقاء الساكنين وكانت الحركة فتحة لمناسبة األلف،
واأللف فاعل مبني على السكون في محل رفع ،والجملة خبر
المبتدأ (وضربوا) لجمع الذكور الغائبين من قولك مثالً :الزيدون
ضربوا ،وإعرابه :الزيدون مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة،
ألنه جمع مذكر سالم ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد،
وضرب فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره
اشتغال المحل بحركة المناسبة ،والواو فاعل مبني على السكون
ض َر ْب َن) لجمع اإلناث الغائبات
في محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ (و َ
من قولك مثالً :الهندات ضربن ،وإعرابه :الهندات مبتدأ مرفوع
بالضمة الظاهرة ،وضرب فعل ماض ،والنون ضمير النسوة فاعل
مبني على الفتح في محل رفع ،والجملة خبر المبتدأ .
29
سم فَا ِعلهبَاب ا ْل َم ْفعو ِل الذِي لَ ْم ي َ
ويسمى نائب الفاعل (وهو االسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله)
نائب الفاعل ،هو يعني أن المفعول الذي لم يسم فاعله المسمى أيضا ً َ
المفعول الذي يقوم مقام فاعله في جميع أحكامه بعد حذف الفاعل
ض ِعيفا ً} األصل
سان َ ق اإلن َ لغرض من األغراض ،كقوله تعالى { َوخ ِل َ
اإلنسان ،برفع لفظ الجاللة على الفاعلية ،ونصب اإلنسان َ وخلق هللا
َ
على المفعولية ،فحذف الفاعل وهو لفظ الجاللة للعلم به ،فبقي
الفعل محتاجا ً إلى ما يسند إليه ،فأقِي َم المفعول به مقام الفاعل في
اإلسناد إليه فأعطي جمي َع أحكام الفاعل ،فصار المفعول مرفوعا ً بعد
أن كان منصوباً ،فالتبست صورته بصورة الفاعل فاحتيج إلى تمييز
أحدهما عن اآلخر بحيث إذا سمع لفظ الفعل ي ْعلَم أن ما بعده فاعل أو
نائب عن الفاعل ،فبقي الفعل مع الفاعل على صورته األصلية
وغـير مع نائبه .
ثم بين كيفية تغيير الفعل بقوله (فإن كان الفعل ماضيا ً ض َم أوله
ض ِعيفا ً} وإعرابه :خ ِل َ
ق سان َ ق اإلن َوكس َِر ما قبل آخره) نحو { َوخ ِل َ
فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ،وإن شئت قلت مبني للمجهول
وهو بمعنى ما قبله ،واإلنسان نائب الفاعل مرفوع بالضمة
ضعيفا ً حال من اإلنسان (وإن كان) الفعل (مضارعا ً ضم الظاهرةَ ،و َ
ضرب زيد ،بضم األول وفتح الراء أوله ،وفتح ما قبل آخره) نحو :ي َ
ض َرب فعل مضارع مبني لما لم يسم التي قبل آخره ،وإعرابه :ي ْ
فاعله ،وإن شئت قلتَ مبني للمجهول وهو بمعنى ما قبله ،وزيد
نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وهو على قسمين :ظاهر
ب)ومضمر) كما تقدم نظيره في الفاعل (فالظاهر نحو قولك :ض ِر َ
ب زيد، بضم أوله وكسر الراء التي قبل آخره (زيد) فإذا قلت :ض ِر َ
تقول في إعرابه :ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ،وزيد
ضرب) بضم أوله وفتح نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وي َ
ض َرب زيد ،تقول في إعرابه الراء التي قبل آخره (زيد) فإذا قلت :ي ْ
:يضرب فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله ،وزيد نائب الفاعل
30
مرفوع بالضمة الظاهرة (وأ ْك ِر َم ع َْمرو) بضم أول الفعل وكسر ما
قبل آخره ،وإعرابه :أ ْك ِر َم فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله،
وعمرو نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة (وي ْك َرم ع َْمرو) بضم
أول الفعل وفتح الراء التي قبل آخره ،وإعرابه :يكرم فعل مضارع
مبني لما لم يسم فاعله ،وعمرو نائب الفاعل مرفوع بالضمة
الظاهرة (والمضمر نحو قولك :ض ِر ْبت) بضم الضاد وكسر الراء
وضم التاء للمتكلم ،وإعرابه :ضرب فعل ماض مبني للمجهول،
والتاء ضمير المتكلم نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع
(وض ِربنا) بضم الضاد وكسر الراء ،للمتكلم ومعه غيره أو المعظم
سه ،وإعرابه ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ،ونا ضمير ن ْف َ
نائب عن الفاعل مبني على السكون في محل رفع ( َوض ِربْتَ ) بضم
بالضاد وكسر الراء وفتح التاء ،للمخاطب المذكر ،وإعرابه :ض ِر َ
فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ،والتاء ضمير المخاطب نائب
ت) بضم الضاد وكسر الفاعل مبني على الفتح في محل رفع (وض ِر ْب ِ
الراء والتاء ،للمخاطبة المؤنثة ،وإعرابه :ضرب فعل ماض مبني
لما لم يسم فاعله ،والتاء ضمير المخاطبة المؤنثة نائب الفاعل
مبني على الكسر في محل رفع (وض ِر ْبتما) بضم الضاد وكسر الراء
وضم التاء للمثنى المخاطب ،مذكرا ً أو مؤنثاً ،وإعرابه :ضرب فعل
ماض مبني للمجهول ،والتاء ضمير المخاطب ْين نائب الفاعل مبني
على الضم في محل رفع ،والميم حرف عماد ،واأللف حرف دال
على التثنية (وض ِر ْبتـ ْم) بضم الضاد وكسر الراء وضم التاء لجمع
الذكور المخاطبين ،وإعرابه :ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم
فاعله ،والتاء ضمير المخاطبين الذكور نائب الفاعل مبني على
الضم في محل رفع ،والميم عالمة الجمع ( َوض ِر ْبتن) بضم الضاد
وكسر الراء وضم التاء ،ضمير النسوة المخاطبات ،وإعرابه :
ضرب فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله ،والتاء ضمير النسوة
المخاطبات نائب الفاعل مبني على الضم في محل رفع ،والنون
عالمة جمع النسوة ،والحاصل أن التاء في الجميع نائب الفاعل،
وما اتصل به حروف دالة على المعنى المراد من تثنية ،وجمع
ب) بضم الضاد وكسر الراء وفتح الباء للمذكر تذكير وتأنيث (وض ِر َ
31
ب ،وإعرابه :زيد مبتدأ مرفوع الغائب في نحو قولك :زيد ض ِر َ
بالضمة ،وضرب فعل ماض مبني للمجهول ،ونائب الفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا ً تقديره هو ( َوض ِربَتْ ) بضم الضاد وكسر الراء
وفتح الباء وسكون التاء للغائبة المؤنثة في نحو قولك ِ :ه ْند
ض ِربَتْ ،وإعرابه :هند مبتدأ مرفوع بالضمة ،وضرب فعل ماض
مبني للمجهول ،والتاء عالمة التأنيث ،ونائب الفاعل ضمير مستتر
جوازا ً تقديره هي (وض ِربا) بضم الضاد وكسر الراء وبعد الباء ألف
الزيدان ضربا ،وإعرابه :
ِ للمثنى الغائب المذكر في نحو قولك :
الزيدان مبتدأ مرفوع باأللف ،وضرب فعل ماض مبني للمجهول،
واأللف نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع ،وتقول في
مثنى الغائب المؤنث :ض ِربَـتَا ،بزيادة تاء التأنيث ( َوض ِربوا) بضم
الضاد وكسر الراء ،لجمع الذكور الغائبين ،في نحو قولك :الزيدون
ضربوا ،وإعرابه :الزيدون مبتدأ مرفوع بالواو ،وضرب فعل ماض
مبني للمجهول مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل
بضمة المناسبة ،والواو ضمير جمع الذكور الغائبين في محل رفع
نائب فاعل ( َوض ِر ْب َن) بضم الضاد وكسر الراء ،لجمع النسوة
الغائبات في نحو قولك :النسوة ض ِر ْب َن ،وإعرابه :النسوة مبتدأ
مرفوع بالضمة الظاهرةَ ،وضرب فعل ماض مبني للمجهول،
والنون ضمير جمع النسوة نائب الفاعل مبني على الفتح في محل
رفع .
باب المبتدأ والخبر
(المبتدأ هو االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية) يعني أن
المبتدأ هو االسم المرفوع العاري ـ أي المجرد ـ عن العوامل
اللفظية ،فخرج باالسم الفعل والحرف باعتبار معناهما ،فكل منها ال
يقع مبتدأ ،وخرج بالمرفوع المنصوب والمجرور بغير حرف زائد
( )39فكل منهما ال يقع مبتدأ ،وخرج بقوله العاري عن العوامل
اللفظية ما اقترن به عامل لفظي كالفاعل ونائب الفاعل فال يسمى
) حرف الجر الزائد هو الذي ال يجلب معنى جديدا ،وإنما يؤكد المعنى 39
العام في الجملة كلها ،وال يتأثر المعنى األصلي بحذفه ،نحو :بحسبك األدب،
فأصلها حسبك األدب أي يكفيك أو كافيك ،فالباء الزائدة داخلة على المبتدأ .
32
كل منهما مبتدأ (والخبر هو االسم المرفوع المسند إليه) يعني أن
الخبر هو االسم المرفوع المسند إلى المبتدأ (نحو قولك :زيد قائم)
هذا تمثيل للمبتدأ والخبر المفردين ،فزيد اسم مرفوع مجرد عن
العوامل اللفظية فهو مبتدأ ،ورافعه االبتداء ،وهو عامل معنوي ال
لفظي ،وقائم اسم مرفوع مسند إلى المبتدأ فهو خبر عنه مرفوع،
ورافعه المبتدأ (والزيدان قائمان) وهذا مثال للمبتدأ والخبر
المثنيين ،فالزيدان مبتدأ مرفوع باالبتداء وعالمة رفعه األلف نيابة
عن الضمة ألنه مثنى ،وقائمان خبر المبتدأ مرفوع به وعالمة
رفعه األلف ألنه مثنى (والزيدون قائمون) وهذا مثال للمبتدأ
ع ْين جمع مذكر سالماً ،فالزيدون مبتدأ مرفوع والخبر المجمو َ
بالواو ،وقائمون خبره كذلك مرفوع بالواو ألن كالً منهما جمع
مذكر سالم (والمبتدأ قسمان :ظاهر ومضمر) كما تقدم أن الفاعل
ظاهر ومضمر (فالظاهر ما تقدم ذكره) يعني من قوله :زيد قائم،
والزيدان قائمان ،والزيدون قائمون ،والظاهر هو ما دل لفظه على
مسماه بال قرينة ،نحو :زيد ،فإنه يدل على الذات الموضوع لها بال
قرينة ،والمضمر ما دل على متكلم أو مخاطب أو غائب بقرينة
التكلم أو الخطاب أو الغَ ْيبَة ،نحو :أنا وأنت وهو ،وهو ينقسم إلى :
متصل ،ومنفصل ،فالمتصل هو ما يجب اتصاله بعامله وال يقع بعد
إال في االختيار ( )40وتقدمت أمثلته في باب الفاعل ،في قوله :
ضربت ،وضربنا إلى آخر ما تقدم؛ والمنفصل ما يبتدأ به ،ويقع بعد
إال في االختيار ( )41وهو ما أشار إليه بقوله (والمضمر اثنا عشر،
وهي :أنا) الدال على المتكلم ،في نحو قولك :أنا قائم ،فأنا ضمير
رفع منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ،وقائم خبره
مرفوع بالضمة الظاهرة (ونحن) الدال على المتكلم ومعه غيره أو
المعظم نفسه في نحو قولك :نحن قائمون ،فنحن ضمير رفع
منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ،وقائمون خبره مرفوع
بالواو ألنه جمع مذكر سالم (وأنتَ ) بفتح التاء -الدال على
) وهو دائم االتصال باالسم أو الفعل أو حرف الجر أو بكان وأخواتها أو 40
33
فأن ضمير رفع منفصل مبني المخاطب في نحو قولك :أنت قائمْ ،
على السكون في محل رفع مبتدأ ،والتاء حرف خطاب ،وقائم خبر
ت) بكسر التاء -للمخاطبة المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وأن ِ
ت قائمة ،فأن ضمير رفع منفصل مبني المؤنثة في نحو قولك :أن ِ
على السكون في محل رفع مبتدأ ،والتاء حرف خطاب ،وقائمة خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وأنتما) للمثنى سواء كان ذكرا ً أو
فأن ضمير رفع منفصل مبتدأ مؤنثاً ،في نحو قولك :أنتما قائمانْ ،
مبني على السكون في محل رفع ،والتاء حرف خطاب ،والميم
حرف عماد ،واأللف حرف دال على التثنية ،وقائمان خبر المبتدأ
مرفوع باأللف ألنه مثنى (وأنتم) لجمع الذكور المخاطبين في نحو
فأن ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على قولك :أنتم قائمونْ ،
السكون في محل رفع ،والتاء حرف خطاب ،والميم عالمة الجمع،
وقائمون خبر المبتدأ مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم (وأنتن)
لجمع اإلناث المخاطبات في قولك :أنتن قائمات ،فأن ضمير رفع
منفصل ،مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ،والتاء حرف
خطاب ،والنون عالمة جمع النسوة ،وقائمات خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة الظاهرة (وهو) للمفرد الغائب في نحو قولك :هو قائم،
فهو ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع ،وقائم
خبره مرفوع بالضمة الظاهرة (وهي) للمفردة الغائبة في نحو
قولك :هي قائمة ،فهي ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح
في محل رفع ،وقائمة خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (وهما)
للمثنى الغائب ،سواء كان مذكرا ً أو مؤنثاً ،في نحو قولك :هما
قائمان ،فهما ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل
رفع ،وقائمان خبره مرفوع باأللف ألنه مثنى (وهم) لجمع الذكور
الغائبين في نحو قولك :هم قائمون ،فهم ضمير رفع منفصل مبتدأ
مبني على السكون في محل رفع ،وقائمون خبره مرفوع بالواو
ألنه جمع مذكر سالم (وهن) لجمع اإلناث الغائبات ،في نحو قولك :
هن قائمات ،فهن ضمير رفع منفصل مبتدأ مبني على الفتح في
محل رفع ،وقائمات خبره مرفوع بالضمة الظاهرة ،ثم إن المنصف
رحمه هللا تعالى مثل لوقوع بعضها مبتدأ بقوله (نحو قولك :أنا
34
قائم ،ونحن قائمون) وتقدم إعراب المثالين (وما أشبه ذلك) من
األمثلة السابقة .
(والخبر قسمان :مفرد ،وغير مفرد) والمراد بالمفرد هنا ما ليس
جملة وال شبهها ،ولو كان مثنى أو مجموعاً؛ والمراد بغير المفرد،
الجملة أو شبهها ،والجملة الكالم المركب من فعل وفاعل ،نحو :
قام زيد ،أو من مبتدأ وخبر ،نحو :زيد قائم ،والمركب من فعل
وفاعل يسمى جملة فعلية ،والمركب من مبتدأ وخبر يسمى جملة
اسمية ،وشبه الجملة الظرف والجار والمجرور كما سيذكره
(فالمفرد نحو :زيد قائم) فزيد مبتدأ ،وخبره قائم (والزيدان
قائمان) فالزيدان مبتدأ مرفوع باأللف ألنه مثنى ،وقائمان خبره
مرفوع باأللف أيضا ً ألنه مثنى (والزيدون قائمون) فالزيدون مبتدأ
مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم ،وقائمون خبره مرفوع أيضا ً
بالواو ألنه جمع مذكر سالم ،فالخبر في هذه األمثلة مفرد ألنه ليس
جملة وال شبهها (وغير المفرد أربعة أشياء) ألن شبه الجملة
شيئان الظرف والجار والمجرور ،والجملة شيئان ،الجملة الفعلية،
والجملة االسمية ،وقد أشار إلى بيان ذلك بقوله (الجار والمجرور
والظرف) فكل منهما يسمى شبه الجملة (والفعل مع فاعله،
والمبتدأ مع خبره) فكل منهما يسمى جملة (نحو قولك :زيد في
الدار) هذا مثال للخبر إذا كان جارا ً ومجروراً ،وإعرابه :زيد مبتدأ
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وفي الدار جار ومجرور متعلق بمحذوف
تقديره كائن أو استقر (وزيد عندك) هذا مثال للخبر إذا كان ظرفاً،
وإعرابه :زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ،وعند ظرف مكان
منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ( )42والتقدير
كائن أو استقر عندك ( )43وعند مضاف والكاف مضاف إليه مبني
على الفتح في محل جر؛ وفي الحقيقة الخبر هو المتعلق المحذوف،
) فعلى ما مشى عليه المؤلف أن الخبر ليس هو الظرف نفسه ،أو الجار 42
محذوف وفاعلها ضمير "استقر" في شبه الجملة ،أو الخبر المفرد المشتق .
35
وإنما كان الجار والمجرور والظرف شبيهين بالجملة ألنه من قدر
المحذوف فعالً نحو :استقر ،كان من قبيل اإلخبار بالجملة ،وإن
قَدره اسما ً مفردا ً ( )44نحو :كائن ،كان من قبيل اإلخبار بالمفرد،
فكأنهما أخذا طرفا ً من المفرد ،وطرفا ً من الجملة ،فلذا كانا شبيهين
بالجملة ،وشبيهين بالمفرد ،فحذف ذلك في كالمهم من باب االكتفاء
س َرابِي َل ت َ ِقيكم ال َحر} أي والبرد (وزيد قام أبوه) هذا مثال
مثل { َ
للخبر إذا كان جملة فعلية ،وإعرابه :زيد مبتدأ مرفوع بالضمة
الظاهرة ،وقام فعل ماض ،وأبو فاعل مرفوع بالواو ألنه من
األسماء الخمسة ،وأبو مضاف ،والهاء مضاف إليه مبني على
الضم في محل جر ،والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر
المبتدأ (وزيد جاريته ذاهبة) هذا مثال للخبر إذا كان جملة إسمية،
وإعرابه :زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ،وجاريته مبتدأ ثان
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وجارية مضاف ،والهاء مضاف إليه
مبني على الضم في محل جر ،وذاهبة خبر المبتدأ الثاني مرفوع
بالضمة الظاهرة ،والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ األول ،والرابط
بينهما الهاء من جاريته ،وهللا أعلم .
36
بعد خبر ( )45منصوب بالفتحة الظاهرة ،وس ِميَت هذه األفعال ناقصة
ألنها ال تكتفي بالمرفوع بل ال يتم معناها إال بالمنصوب (وأمسى)
نحو :أمسى زيد غنياً ،وإعرابه :أمسى فعل ماض ناقص يرفع
االسم وينصب الخبر ،وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وغنيا ً
خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وأصبح) نحو :أصب َح البرد
شديداً ،وإعرابه :أصبح فعل ماض ناقص ،يرفع االسم وينصب
الخبر ،والبرد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وشديدا ً خبرها
منصوب بالفتحة الظاهرة (وأضحى) نحو :أضحى الفقيه ورعاً،
وإعرابه :أضحى فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر،
والفقيه اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وورعا ً خبرها منصوب
بالفتحة الظاهرة (وظل) نحو :ظل زيد صائماً ،وإعرابه :ظل فعل
ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزيد اسمها مرفوع
بالضمة الظاهرة ،وصائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وبات)
نحو :بات زيد ساهراً ،وإعرابه :بات فعل ماض ناقص يرفع االسم
وينصب الخبر ،وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وساهرا ً
صار السِعر
َ خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة (وصار) نحو :
رخيصاً ،وإعرابه :صار فعل ماض ناقص ،يرفع االسم وينصب
الخبر ،السعر اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،ورخيصا ً خبرها
منصوب بالفتحة الظاهرة (وليس) نحو :ليس زيد قائماً ،وإعرابه :
ليس فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزيد اسمها
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وقائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة
(وما زال) نحو :مازال زيد عالماً ،وإعرابه :ما نافية ،وزال فعل
ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزيد اسمها مرفوع
بالضمة الظاهرة ،وعالما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة
(وماانفك) نحو :ماانفك عمرو جالسا ً (ومافتئ) نحو :مافتئ بكر
محسنا ً (ومابرح) نحو :مابرح محمد كريماً ،وإعراب الجميع مثل
إعراب مازال زيد عالما ً (ومادام) نحو :ال أصحبك مادام زيد مترددا ً
ظرفية ،ودام فعل ماض ناقص إليك ،وإعراب مادام :ما مصدرية ْ
يرفع االسم وينصب الخبر ،وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة،
37
ومترددا ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وإليك جار ومجرور
متعلق بمتردداً؛ وسميت ما هذه ظرفية ،لنيابتها عن ظرف،
سبك مع ما بعدها بمصدر ،إ ِذ التقدير مدة دوام زيد ومصدرية ألنها ت َ ْ
مترددا ً إليكَ (وما تصرف منها) يعني أن ما تصرف من هذه األفعال
يعمل عم َل ماضيها من كونه يرفع االسم وينصب الخبر (نحو :كان
ويكون وكن) فاألول ماض ،والثاني مضارع ،والثالث أمر ،وكلها
ترفع االسم ،وتنصب الخبر (وأصبح ،ويصبح ،وأصبح) ِمثْل األول
( )46ماض ومضارع وأمر (تقول) في عمل الماضي (كان زيد
قائما ً) وتقدم إعرابه ،وتقول في عمل المضارع :يكون زيد قائماً،
وإعرابه :يكون فعل مضارع ناقص من متصرفات كان الناقصة،
يرفع االسم وينصب الخبر ،وزيد اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة،
وقائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وتقول في عمل األمر :كن
قائماً ،وإعرابه :كن فعل أمر ناقص من متصرفات كان الناقصة،
يرفع االسم وينصب الخبر ،واسمها ضمير مستتر وجوبا ً تقديره
أنت ،وقائما ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ،وقس الباقي مما
يتصرف (وليس عمرو شاخصا ً) وإعرابه :ليس فعل ماض ناقص
يرفع االسم وينصب الخبر ،عمرو اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة،
وشاخصا ً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛ وليس ال تستعمل إال
بصيغة الماضي ليس لها مضارع وال أمر وال مصدر ،ولهذا ذهب
بعضهم إلى أنها حرف نفي وليست فعالً ،لكن مذهب الجمهور أنها
ستْ هند جالسةً،فعل ماض ألنها تقبل تاء التأنيث الساكنة ،نحو :لَ ْي َ
وقوله (وما أشبه ذلك) يعني أن ما كان مشبها ً لهذه األمثلة فهو
مثلها في العمل واإلعراب فقسه عليه ،وال حاجة إلى اإلطالة بكثرة
األمثلة .
(وأما إن وأخواتها فإنها تنصب االسم) وهو الذي كان مبتدأ
(وترفع الخبر) الذي كان مرفوعا ً بالمبتدأ (وهي :إن ،وأن ،ولكن،
وكأن ،وليت ،ولعل ،تقول :إن زيدا ً قائم) وإعرابه :إن حرف
توكيد ونصب ،تنصب االسم وترفع الخبر ،وزيدا ً اسمها منصوب
38
بالفتحة الظاهرة ،وقائم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وتقول في
عمل أن المفتوحة :بلغني أن زيدا ً منطلق ،وإعرابه :بلغ فعل
ماض ،والنون للوقاية ( )47والياء مفعول به مبني على السكون
في محل نصب ،وأن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم ،وترفع
الخبر ،وزيدا ً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ،ومنطلق خبرها
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر
فاعل َبلَ َغ ،والتقدير :بَلَغني انطالق زيد ،وتقول في عمل لكن :قام
القوم لكن عمرا ً جالس ،وإعرابه :قام القوم فعل وفاعل ،ولكن
حرف استدراك ونصب ،تنصب االسم وترفع الخبر ،وعمرا ً اسمها
منصوب بالفتحة الظاهرة ،وجالسا ً خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة،
وتقول في عمل كأن :كأن زيدا ً أسد ،وإعرابه :كأن حرف تشبيه
ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر ،وزيدا ً اسمها منصوب بالفتحة
الظاهرة ،وأسد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (و) تقول في عمل
ليت (ليت عمرا ً شاخص) وإعرابه :ليت حرف تمن ونصب،
تنصب االسم ،وترفع الخبر ،وعمرا ً اسمها منصوب بالفتحة
الظاهرة ،وشاخص خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة ،وتقول في
الحبيب قادم) وإعرابه :لعل حرف ترج ونصب، َ عمل لعل (لعل
والحبيب اسمها منصوب بالفتحة
َ تنصب االسم ،وترفع الخبر،
الظاهرة ،وقادم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة (ومعنى إن وأن
للتوكيد) أي توكيد النسبة ،أعني قيا َم زيد مثالً في قولك :إن زيدا ً
قائم ،فيرتفع الكذب واحتمال المجاز (ولكن لالستدراك) وهو تعقيب
الكالم برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه (وكأن للتشبيه) وهو مشاركة
أمر ألمر في معنى بينهما (وليت للتمني) وهو طلب ما ال طمع فيه،
أو ما فيه عسر (ولعل للترجي والتوقع) فالترجي طلب األمر
الحبيب قادم ،والتوقع اإلشفاق أي الخوف من
َ المحبوب ،نحو :لعل
المكروه ،نحو :لعل زيدا ً هالك (وأما ظننت وأخواتها ،فإنها تنصب
) إذا اتصلت ياء المتكلم بالفعل وجب أن يتوسط بينها وبين الفعل نون 47
تسمى نون الوقاية ،وسميت هذه النون بنون الوقاية ألنها تقي الفعل من
الكسر ،فمن خواص األفعال أنها ال يدخله كسر .
39
المبتدأ والخبر على أنهما مفعوالن لها ،وهي :ظننت) نحو :ظننت
زيدا ً قائماً ،وإعرابه :ظننت فعل وفاعل ،وزيدا ً مفعول أول
منصوب بالفتحة الظاهرة ،وقائما ً :مفعول ثان منصوب بالفتحة
الظاهرة (وحسبت ،وخلت ،وزعمت ،ورأيت ،وعلمت ،ووجدت،
واتخذت ،وجعلت ،وسمعت ،تقول :ظننت زيدا ً منطلقا ً) وإعرابه
كما تقدم (وخلت الهال َل الئحاً ،وما أشبه ذلك) يعني أن ما أشبه
المثالين من بقية األمثلة يقاس على هذين المثالين نحو :زعمت
الصدق منجياً ،وعلمت
َ الحبيب قادما ،ورأيت
َ بكرا ً صديقاً ،وحسبت
الجودَ محبوباً ،ووجدت العل َم نافعاً ،وات َخ ْذت بكرا ً صديقاً ،وجعلت
الطين إبريقاً ،وإعرابه كما تقدم؛ ومثال سمع :سمعت النبي صلى َ
هللا عليه وسلم يقول ،فسمعت فعل وفاعل ،والنبي مفعول أول،
ويقول فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا ،والجملة في
محل نصب مفعول ثان؛ والراجح أن سمع في نحو هذا المثال
تتعدى لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال ،وهللا سبحانه وتعالى
أعلم وأحكم .
ت
بـَــــاب الن ْعــــــ ِ
(النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره)
يعني أن النعت يتبع منعوته في رفعه إن كان مرفوعاً ،وفي نصبه
إن كان منصوبا ً ،وفي خفضه إن كان مخفوضاً ،وفي تعريفه إن
كان معرفةً ،وفي تنكيره إن كان نكرةً ،وذلك في النعت الحقيقي
وهو الرافع لضمير المنعوت (( )48تقول :قام زيد العاقل) وإعرابه
:قام فعل ماض ،وزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ،والعاقل نعت
لزيد ونعت المرفوع مرفوع ،وعالمة رفعه الضمة الظاهرة ،وهو
تابع للمنعوت في الرفع والتعريف (ورأيت زيدا ً العاق َل) وإعرابه :
) وذلك أن من عالمة النعت الحقيقي أنه يشتمل على ضمير مستتر يعود 48
على ذلك المنعوت ،فإذا قلنا :قام زيد العاقل ،فزيد فاعل بقام ،والعاقل نعت له،
وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله فيرفع فاعال ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود على زيد .
40
رأيت فعل وفاعل ،وزيدا ً مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،
والعاق َل نعت لزيد منصوب أيضا ً بالفتحة الظاهرة ،فقد تبعه في
نصبه وتعريفه (ومررت بزيد العاق ِل) وإعرابه :مررت فعل
وفاعل ،وبزيد الباء حرف جر ،وزيد مجرور بالباء ،والعاق ِل نعت
له مجرور بالكسرة الظاهرة ،فقد تبعه في خفضه وتعريفه
.
وتقول في التنكير :جاء رجل عاقل ،ورأيت رجالً عاقالً ،ومررت
برجل عاقل ،وإعرابه :كالذي قبله ،فقد تبع منعوته في اإلعراب
والتنكير .
ولما كان النعت تارة يكون معرفة ،وتارة يكون نكرة ،ذكر المصنف
أقسام المعرفة والنكرة فقال (والمعرفة خمسة أشيا َء) المعرفة ما
دل على معين ،والذي ذكره المصنف خمسة أشياء األول منها
(االسم المضمر) وهو ما دل على متكلم أو مخاطب أو غائب (نحو
:أنَا) للمتكلم ،ونحن للمتكلم ومعه غيره ،أو المعظم نفسه (وأنتَ )
ت للمخاطبة ،وأنتما للمخاطب ْين ،وأنتم لجمع الذكور للمخاطب ،وأن ِ
المخاطبين ،وأ ْنتن لجمع اإلناث المخاطبات ،وهو للغائب ،وهي
للغائبة ،وهما للغائب ْين ،وهم للغا ِئ ِب َ
ين ،وهن للغائبات (و) الثاني من
علَم لمن يعقل،
أقسام المعرف ِة (االسم العلم ،نحو :زيد ومكة) األول َ
علَم لما ال يعقل (و) الثالث من أقسام المعرفة (االسم والثاني َ
المبهم نحو :هذا ،وهذه ،وهؤالء) وهذا االسم يشمل جميع أسماء
اإلشارة واألسماء الموصولة ،نحو :الذي ،والتي ،والذين،
ويحصل التعيين في أسماء اإلشارة باإلشارة الحسية ،وفي األسماء
الموصولة بالصلة ،نحو :جاء الذي قام أبوه (( )49و) الرابع من
على معين بواسطة جملة أو شب ِه جملة ت ْذكر بعده تسمى صلة الموصول،
واالسم الموصول يحتاج إلى صلة وإلى عائد ،وتفسر صلة الموصول بأنها
جملة أو شبه جملة ت ْذكَر بعده تتم معناه ،نحو :جاء الذي أكرمتهِ ،
أكر ْم َم ْن
س ْن إلى من في المسجد ،ويفسر العائد بأنه ضمير يعود إلى االسم عندَه أَدَب ،أَحْ ِ
الصلَة ،فالعائد في األمثلة السابقة الهاء في
الموصول ،وتشتمل عليه جملة ِ
أكرمته وفي عندَه ،وضمير مستتر جوازا تقديره "هو" في المثال الثالث ،فكأنه
41
أقسام المعرفة (االسم الذي فيه األلف والالم ،نحو :الرجل،
والغالم ،و) الخامس من أقسام المعرفة (ما أضيف إلى واحد من
هذه األربع ِة) نحو :غالمي ،وغالم زيد ،وغالم هذا ،وغالم الذي
قام أبوه ،وغالم الرجل (والنكرة كل اسم شائع في جنسه ،ال يختص
به واحد دون آخر) يعني أن النكرة هي االسم الموضوع لفرد غير
معين ،نحو :رجل ،وغالم ،فال يختص به واحد دون آخر (وتقريبه
كل ما صلح دخول األلف والالم عليه ،نحو :الرجل ،والغالم) يعني
أن الرج َل والغال َم قبل دخول األلف والالم عليهما نكرتان ،ألن رجالً
يصدق على كل رجل ( )50وكذلك غالم ،فلما دخلت عليهما األلف
والالم تعرفاً ،فقبول األلف والالم عالمة التنكير ،وهللا سبحانه
وتعالى أعلم .
42
لكن عمرو (وحتى في بعض المواضع) وذلك نحو :ما جاء زيد ْ
البعض هو ما كان ما بعدها بعضا ً مما قبلها ،نحو :أكلت السمكة
سها ،فحتى حرف عطف ،ورأس معطوف على السمكة حتى رأ َ
منصوب بالفتحة الظاهرة ،والهاء مضاف إليه ،وإعراب بقية
فإن عطفتَ بها على مرفوع رفعتَ ) كما تقدم (أو األمثلة ظاهر ( ْ
على منصوب نصبتَ ،أو على مخفوض خفضتَ ،أو على مجزوم
جزمتَ ،تقول :قام زيد وعمرو ،ورأيت زيدا ً وع َْمراً ،ومررت بزيد
وعمرو) واإلعراب ظاهر ،ومثال العطف في األفعال :زيد يقوم
ويقعد ،ولن يقو َم ويقعدَ (وزيد لم يق ْم ول ْم يقع ْد) فاألول مرفوع،
والثاني منصوب ،والثالث مجزوم ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
باب التوكيد
وهو التابع الرافع لالحتمال ،فإذا قلتَ :جاء زيد ،يحتمل أن يكون
الكالم على تقدير مضاف ،والتقدير :جا َء كتاب زيد ،أو رسوله،
فإذا قلتَ جاء زيد نفسه ،ارتفع االحتمال ،وإذا قلت :جاء القوم،
يحتمل أن الذي جاء بعضهم ،فإذا قلتَ :جاء القوم كلهم ارتفع
االحتمال (التوكيد تابع للمؤكد في رفعه) نحو :جاء زيد نفسه ،فزيد
فاعل ،ونفسه توكيد له ،وتوكيد المرفوع مرفوع (ونصبه) نحو :
سه توكيد له ،وتوكيد المنصوب سه ،فزيدا ً مفعول ،ونف َ رأيت زيدا ً نف َ
وخفضه) نحو :مررت بزيد نفسِه ،فزيد مجرور بالباء ِ منصوب (
ونفسه توكيد له ،وتوكيد المجرور مجرور (وتعريفه) كما رأيتَ في
األمثلة ،ولم يقل وتنكيره ،ألن ألفاظ التوكيد كلها َمعَ ِارف فال تتبع
النكرة ،وأجاز ذلك الكوفيون ( )51نحو :ص ْمت شهرا ً كله ،فجعلوا
كله توكيد الشهر ولم يوجبوا مطابقته في التنكير .
(ويكون بألفاظ معلومة ،وهي :النفس) بمعنى الذات ،نحو :جا َء
زيد نفسه (والعين) بمعنى الذات أيضا ً ،نحو :جاء زيد عينه (وكل)
القوم كلهم ،فالقوم فاعل ،وكل توكيد للقوم ،والهاء نحو :جاء ْ
مضاف إليه ،والميم عالمة الجمع (وأجمع) نحو :جا َء القوم أج َمع،
43
فأجمع توكيد للقوم مرفوع بالضمة الظاهرة (وتوابع أجمع ،وهي :
صع) يؤتى بها في التوكيد تابعة ألجمع ،نحو :جاء أ ْكتَع ،وأ ْبتَع ،وأ ْب َ
القوم أجمعون ،أكتعون ،أبتعون ،أبصعون ،وإعرابه :جاء فعل
ماض ،والقوم فاعل مرفوع بالضمة ،وأجمعون تأكيد للقوم مرفوع
بالواو ألنه جمع مذكر سالم ،والنون عوض عن التنوين في االسم
المفرد ،وأكتعون تأكيد ثان ،وأبتعون ثالث ،وأبصعون رابع،
وإعرابها كإعراب ما قبلها ( )52وأتى بها لزيادة التوكيد والمبالغة
فيه ،وكلها بمعنى أجمعون ألن أكتع مأخوذ من قولهم :تكتع الجلد
إذا اجتمع ،وأبتع من ا ْلبَتْ ِع وهو طول العنق ،والقوم إذا كانوا
مجتمعين طالَتْ أعناقهم ،فجعلوه كناية عن االجتماع ،وأبصع
ْع وهو العرق المجتمع فيكون بمعنى أجمع؛ ولما مأخوذ من البَص ِ
كانت هذه األلفاظ الثالثة ال يؤتى بها غالبا ً إال بعد أجمع سميت
توابع أجمع (تقول :قام زيد نفسه) فزيد فاعل ،ونفس توكيد له،
والهاء مضاف إليه (ورأيت القو َم كلهم) فالقو َم مفعول به لرأيت،
وكل تأكيد للقوم ،والهاء مضاف إليه ،والميم عالمة الجمع (ومررت
بالقوم أجمعين) فالقوم مجرور بالباء ،وأجمعين تأكيد للقوم مجرور
بالياء ألنه جمع مذكر سالم ،والنون عوض عن التنوين في االسم
المفرد ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
باب البدل
هو التابع المقصود بالحكم بال واسطة ( ) بينه وبين متبوعه ( )
54 53
نحو :جا َء زيد أخوك ،فزيد فاعل ،وأخوك بدل من زيد ،بدل كل من
كل ،ويسمى البدل المطابق ألن المراد من الثاني هو األول بعينه
(إذا أبدل اسم من اسم) نحو :جاء زيد أخوك (أو فعل من فعل) نحو
) 52أي أنها تأكيد مرفوع بالواو ألنها جمع مذكر سالم .
) لفظية . 53
) أو يقال في تعريفه :هو تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه، 54
ويتضح شرح التعريف بالمثال ،فقولنا مثال :واضع النحو اإلمام علي ،فعلي تابع
لإلمام في إعرابه ،وهو المقصود بحكم نسبة وضع النحو إليه ،واإلمام إنما ذكر
توطئة وتمهيدا له ،وهو غير مقصود بالذات ألنك لو حذفته الستقل "علي"
بالذكر منفردا ،فلو قلتَ واضع النحو علي ،كان كالما مستقال ،وال واسطة بين
التابع والمتبوع كحروف العطف وغيرها .
44
ص ِل تسجد هلل يرحمك (تبعه في جميع إعرابه) رفعاً ،ونصباً، :إن ت َ
وخفضا ً ،وجزما ً (وهو أربعة أقسام :بدل الشئ من الشئ) ويقال له
:بدل الكل من الكل ،والبدل المطابق ،وهو ما كان الثاني فيه عين
األول ،نحو :جاء زيد أخوك (وبدل البعض من الكل) وهو ما كان
الرغيف ثلَثه (وبدل
َ الثاني فيه بعضا ً من األول ،نحو :أكلت
االشتمال) وهو ما كان الثاني فيه بينه وبين األول ارتباط بغير
الكلية والجزئية ،نحو :نَفعني زيد علمه (( )55وبدل الغلط) وهو ما
ذكر فيه األول غلطاً ،ثم ذكر الثاني إلزالة ذلك الغلط ،نحو :ركبت
زيدا ً الفرس ،وقد مثل المصنف رحمه هللا تعالى لألقسام األربعة
بقوله (نحو قولك :قا َم زيد أخوك) فزيد فاعل ،وأخوك بدل منه بدل
كل من كل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة ،والكاف مضاف
َ
وثلث بدل فالرغيف مفعول به ألكلت،
َ الرغيف ثلثَه)
َ إليه (وأكلت
منه بدل بعض من كل ،والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل
جر (ونفعني زيد علمه) وإعرابه :نَفَ َع فعل ماض ،والنون للوقاية،
والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب ،وزيد فاعل نف َع
مرفوع بالضمة الظاهرة ،وعلم بدل اشتمال من زيد ،والهاء مضاف
الفرس) فزيدا ً
َ إليه مبني على الضم في محل جر (ورأيت زيدا ً
مفعول به لرأيت ،والفرس بدل غلط أي بدل عن اللفظ الذي ذكر
غلطاً ،وهو المراد بقوله (أردت أن تقول :الفرس فغلطت فأبدلت
زيدا ً منه) المراد من قوله فأبدلتَ اإلبدال اللغوي وهو التعويض،
ب اإلتيان بهوالمعنى عوضت زيدا ً عن الفرس الذي كان حق التركي ِ
بدون لفظ زيد ،فال ينافي أن البدل في االصطالح في هذا التركيب
) ولتوضيح التعريف أكثر أقول :عند النظر إلى المثال السابق نجد أنا 55
النفع يحتمل أن يكون بجاه زيد أو علمه أو غيرهما مما ينتفع به ،ولكن عندما
قلنا علمه تعين أحد تلك المعاني ال َعرضية التي يتضمنها العامل َنفَ َع دون الباقي
من المعاني من غير أن يدخل واحد من تلك المعاني في ذات زيد أو تكوينه
الجسمي ،فهو ليس جزءا حقيقيا أساسيا أصيال ال يوجد زيد إال به ،وإنما هو أمر
عرضي طارئ ،فالعلم في المثال السابق يسمى بدل اشتمال ،والمبدل منه هو زيد
،وقد عرف بعضهم بدل االشتمال بتعريف أوضح وأسهل مما قاله الشارح فقال
:هو تابع يعين أمرا عرضيا ووصفا طارئا من األمور واألوصاف المتعددة
بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله إجماال بغير تفصيل .
45
هو الفرس ال زيد ،فال اعتراض على المصنف بأن البدل هو الفرس
ال زيد ،فكيف يقول فأبدلتَ زيدا ً منه؛ وحاصل الجواب أن مراده
اإلبدال اللغوي ال االصطالحي ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
اء ت األَ ْ
س َم ِ بــَـاب َم ْنصوبَا ِ
عشر ،وهي :المفعول به) نحو :ضربت زيداً، َ سةَ(المنصوبات خم َ
فزيدا مفعول به منصوب (والمصدر) نحو :ضربت ضرباً ،فضربا ً
مصدر منصوب ،ويعبر عنه بالمفعول المطلق (وظرف الزمان)
اليو َم ،فصمت فعل وفاعل ،واليوم منصوب على نحو :ص ْمت ْ
ست أما َم الكعب ِة، الظرفية الزمانية (وظرف المكان) نحو :جلَ ْ
فجلست فعل وفاعل ،وأمام منصوب على الظرفية المكانية ،والكعبة
مضاف إليه (والحال) نحو :جاء زيد راكباً ،فجاء زيد فعل وفاعل،
ض وراكبا ً حال من زيد منصوب بجاء (والتمييز) نحو { َوفَج ْرنَا ْ
األر َ
ض مفعول به ،وعيونَا ً تمييز واألر َ
ْ عيونَا ً} ففجرنا فعل وفاعل،
فالقوم فاعل
ْ منصوب بفَج ْرنا (والمستثنى) نحو :قام القوم إال زيداً،
قام ،وإال أداة استثناء ،وزيدا ً منصوب على االستثناء بإال (واسم ال)
نحو :ال غال َم رجل حاضر ،فال نافية للجنس تنصب االسم وترفع
الخبر ،وغالم اسمها منصوب بالفتحة ،وغالم مضاف ورجل
مضاف إليه ،وحاضر خبرها مرفوع بالضمة (والمنادى) نحو :يا
غال َم زيد ،فيا حرف نداء ،وغال َم منادى منصوب بالفتحة ألنه
منادى مضاف ،وزيد مضاف إليه (وخبر كان وأخواتها) نحو :كان
زيد قائماً ،فكان فعل ماض ناقص يرفع االسم وينصب الخبر ،وزيد
اسمها مرفوع ،وقائما ً خبرها منصوب (واسم إن وأخواتها) نحو :
إن زيدا ً قائم ،فإن حرف توكيد ونصب ،تنصب االسم ،وترفع الخبر،
وزيدا ً اسمها منصوب ،وقائم خبرها مرفوع (والمفعول من أجله)
نحو :قام زيد إجالالً لعمرو ،فقام زيد فعل وفاعل ،وإجالالً مفعول
ألجله منصوب بقام ،لعمرو جار ومجرور متعلق بإجالالً (والمفعول
معه) نحو :سرت والني َل ،فسرت فعل وفاعل ،والني َل الواو واو
46
المعية ،والني َل مفعول معه منصوب بسرت (والتابع للمنصوب،
وهو أربعة أشياء :النعت) نحو :رأيت زيدا ً العاق َل (والعطف) نحو
:رأيت زيدا ً وع َْمرا ً (والتوكيد) نحو :رأيت زيدا ً نفسه (والبدل)
نحو :رأيت زيدا ً أخاك ،وإعراب األمثلة ظاهر ،وهللا سبحانه
وتعالى أعلم .
47
ض َر َبكما) فالكافمبني على الكسر في محل نصب مفعول به (و َ
ضمير المخا َطبَ ْين مبني على الضم في محل نصب مفعول به ،والميم
ض َربَكم) فالكافحرف عماد ،واأللف حرف دال على التثنية (و َ
ضمير جمع الذكور المخاط ِبين مبني على الضم في محل نصب
ض َربَكن) فالكاف ضمير جمع مفعول به ،والميم عالمة الجمع (و َ
اإلناث المخاطبات مبني على الضم في محل نصب مفعول به،
ض َربَه) فالهاء ضمير المذكر الغائبوالنون عالمة جمع النسوة (و َ
ض َربَها) فالهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به (و َ
المؤنثة الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به
(و َ
ض َربَهما) فالهاء ضمير المثنى الغائـبَـ ْين مبني على الضم في
محل نصب مفعول به ،والميم حرف عماد ،واأللف حرف دال على
التثنية (وضربهم) فالهاء ضمير جمع الذكور الغائ ِبين مبني على
الضم في محل نصب مفعول به ،والميم عالمة الجمع (وضربهن)
فالهاء ضمير جمع اإلناث الغائبات مبني على الضم في محل نصب
مفعول به ،والنون عالمة جمع النسوة (والمنفصل اثنا عشر ،نحو
قولك :إياي) فإذا قلت :ما أكرمتَ إال إياي تقول في إعرابه :ما
نافية ،وأكرمت فعل وفاعل ،وإال أداة حصر ،وإن شئت قلت إال
حرف إليجاب النفي ( )56أو أداة استثناء ملغاة ال عمل لها ،وإيا
ضمير نصب منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به
ألكرمتَ ،والياء األخيرة حرف دال على المتكلم (وإيانا) للمتكلم
وإياك)
ِ ومعه غير ،أو المعظم نفسه (وإياكَ ) بفتح الكاف للمخاطب (
بكسر الكاف للمخاطبة (وإياكما) للمخاط َبين (وإياكم) لجمع الذكور
المخاطبين (وإياكن) لجمع اإلناث المخاطبات ،فإيا في الجميع هي
الضمير ،وكلها يقال فيها :ضمير نصب منفصل مبني على السكون
في محل نصب مفعول به ،والياء في األول حرف دال على المتكلم،
ونا في الثاني حرف دال على المتكلم ومعه غيره ،أو المعظم نفسه،
والكاف فيما بعده للمخاطب ،أو المخاطبة ،أو المخا َطبَ ْين ،أو
المخاط ِبين ،أو المخاطبات ،والميم في إياكما حرف عماد ،واأللف
48
حرف دال على التثنية ،والميم في إياكم حرف دال على جمع الذكور
المخاطبين ،والنون في إياكن حرف دال على جمع النسوة
المخاطبات (وإياه) للمفرد المذكر الغائب ،والهاء حرف دال على
الغيبة (وإياها) للمفردة الغائبة (وإياهما) للمثنى الغائبَ ْين (وإياهم)
لجمع الذكور الغائ ِبين (وإياهن) لجمع اإلناث الغائبات ،وهللا سبحانه
وتعالى أعلم .
بَاب ا ْل َم ْ
صد َِر
ويسمى المفعول المطلق (وهو :االسم المنصوب الذي يجئ ثالثا ً
ضرب يضرب ضربا ً) يعني أن َ في تصريف الفعل ،نحو قولك :
المصدر هو االسم أي اسم الحدث الذي يجئ ثالثا ً في تصريف الفعل
ضرب يضرب ضرباً،َ أي تغييره من صيغة إلى صيغة أخرى ،نحو :
فقد تغير من صيغة الماضي ،إلى صيغة المضارع ثانياً ،والمصدر
ضرب ز ْيد ضرباً ،فزيد فاعل ،وضربا ً مفعول مطلق َ ثالثا ،فإذا قلت :
منصوب بضرب ،وإن شئت قلت :منصوب على المصدر بضرب
فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو (وهو قسمان :لفظي ومعنويْ ،
لفظي ،نحو قولك :قتلته قتالً ،وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو
معنوي ،نحو :جلست قعوداً ،وقمت وقوفا ً) فإن الجلوس والقعود
بمعنى واحد ،كما أن القيام والوقوف بمعنى واحد ،فكل من قعودا ً
ووقوفا ً منصوب على المصدرية بالفعل الذي قبله ،ويكفي اتفاقهما
في المعنى وإن اختلفا في اللفظ ،وقيل يقدر لهما فعل موافق في
اللفظ فيقال في األول :جلست وقعدت قعوداً ،وفي الثاني :قمت
ووقفت وقوفاً ،وذلك تكلف ال حاجة إليه ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم
.
49
الزمانية بصمت ،ومثله صمت يو َم الجمع ِة ،أو يو َم الخميس
(والليلة) نحو :اعتكفت الليلة أو ليلةً أو ليلة الجمع ِة ،فالكل
منصوب على الظرفية الزمانية بالفعل الذي قبله (وغدوة) نحو :
أزورك غدوةً ،فأزورك فعل مضارع ،وفاعله مستتر فيه وجوبا ً
تقديره أنا ،والكاف ضمير المخاطب مفعول به مبني على الفتح في
محل نصب ،وغدوةً منصوب على الظرفية الزمانية بأزور (وبكرة)
نحو :أزورك بكرةً (وسحرا ً) نحو :أجيئك سحرا ً (وغدا ً) نحو :
أجيئك غدا ً (وعتمة) نحو :أجيئكَ عتمةً (وصباحا ً) نحو :أجيئك
صباحا ً (ومساء) نحو :أجيئك مسا ًء ،واإلعراب ظاهر مما قبله
(وأبدا ً) نحو :ال أكلم زيدا ً أبدا ً ،وإعرابه ال نافية ،وأكلم فعل
مضارع ،وفاعله مستتر فيه وجوبا ً تقديره أنا ،وأبدا ً منصوب على
الظرفية الزمانية؛ واألبد الزمن المستقبل الذي ال نهاية له (وأمدا ً)
نحو :ال أكلم زيدا ً أمداً ،واألمد الزمن المستقبل (وحينا ً) تقول :
قرأت حيناً ،فقرأت فعل وفاعل ،وحينا ً منصوب على الظرفية
الزمانية ،والحين الزمان المبهم (وما أشبه ذلك) نحو :وقت،
وساعة ،وضحوة (وظرف المكان هو اسم المكان) الذي يقع فيه
الحدث (المنصوب بتقدير في ،نحو :أمام) تقول :جلست أمام
الشيخ ،فجلست فعل وفاعل ،وأمام منصوب على الظرفية المكانية
بجلست ،والشيخ مضاف إليه (وخلف) نحو :جلست خلفه (وقدام)
بمعنى األمام (ووراء) بمعنى الخلف (وفوق) نحو :جلست فوق
السطح ،ففوق منصوب على الظرفية المكانية ،والسطح مضاف
إليه (وتحت) نحو :جلست تحت السقف ،فتحت منصوب على
الظرفية المكانية ،والسقف مضاف إليه (وعند) بمعنى المكان
القريب ،نحو :جلست عند زيد ،فعند منصوب على الظرفية
المكانية ،وزيد مضاف إليه (ومع) بمعنى مكان االجتماع
والمصاحبة ،نحو :ركبت مع زيد ،فمع منصوب على الظرفية
المكانية ،وزيد مضاف إليه (وإزاء) بمعنى مقابل ،نحو :جلست
إزاء زيد ،فإزاء منصوب على الظرفية المكانية ،وزيد مضاف إليه
(وحذاء) بمعنى المكان القريب ،نحو :جلست حذاء زيد ،فحذاء
منصوب على الظرفية المكانية ،وزيد مضاف إليه (وتلقاء) بمعنى
50
مقابل ،نحو جلست تلقاء زيد ،فتلقاء منصوب على الظرفية
المكانية ،وزيد مضاف إليه (وهنا) اسم إشارة للمكان القريب ،فهو
ظرف مكان ،نحو :جلست هنا ،فهنا مبني على السكون في محل
نصب على الظرفية المكانية (وثَم) اسم إشارة للمكان البعيد ،فهو
ظرف مكان ،نحو :جلست ثَم ،فثَم مبني على الفتح في محل نصب
على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة،
نحو :يمين ،وشمال ،وبريد ،وفرسخ ،وميل ،وهللا سبحانه وتعالى
أعلم .
51
منفردا ً (وال يكون إال بعد تمام الكالم) كما في األمثلة السابقة ،وقد
يجب تقديم الحال إذا كان لها صدر الكالم ،كأسماء االستفهام نحو :
كيف جاء زيد ،وإعرابه :كيف اسم استفهام مبني على الفتح في
محل نصب على الحال من زيد ،وجاء زيد فعل وفاعل (وال يكون
صاحبها إال معرفة) كما في األمثلة السابقة ،وقد تأتي من صاحبها
النكرة نكرة سماعاً ،ومنه الحديث "صلى رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم جالساً ،وصلى وراءه رجال قياما ً" فقياما ً حال من رجال وهو
نكرة ،وهو يحفظ وال يقاس عليه ،وقد ( )60يكون صاحبها نكرة
قياسا ً بمسوغ من المسوغات المذكورة في المطوالت ،وهللا سبحانه
وتعالى أعلم .
بَاب التْ ِم ِ
ييز
(التمييز هو االسم المنصوب المفسر لما انبهم ( )61من الذوات)
وناصبه ما قبله من فعل ،أو عدد ،أو مقدار ( )62كما سيظهر من
ب كما سيتضح باألمثلة س ِاألمثلة ،وقد يكون مبَ ِينا ً لما َخفي من النِ َ
ب فعل ماض ،وزيد صب َب زيد عرقا ً) فَت َ َ أيضا ً (نحو قولك :ت َ
صب َ
فاعل ،وعرقا ً تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة بالفعل قبله ،وهو
مبين لما انبهم من النسبة فإن نسبة التصبب إلى زيد تحتمل أن
تكون من جهة العرق أو غيره ،وكذا قوله (وتفقأ َبكر ( )63شحماً،
وطاب محمد نفسا ً) كل من التمييزين فيهما مبين لما انبهم من
النسبة ،وكل من التركيبين فعل وفاعل ،وشحما ً في األول تمييز،
وكذا نفسا ً في الثاني (واشتريت عشرين غالما ً) اشتريت فعل
وفاعل ،وعشرين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع
المذكر السالم ،وغالما ً تمييز لعشرين إلبهامها ولصالحيتها لكل
52
معدود ،وناصب التمييز عشرين (وملكت تسعين نعجةً) ملكت فعل
وفاعل ،وتسعين مفعول به منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع
المذكر ،ونعجة تمييز لتسعين منصوب به كما تقدم في عشرين
(وزيد أكرم منكَ أبا ً) زيد مبتدأ ،وأكرم خبره ،ومنك جار ومجرور
متعلق بأكرم ،وأبا ً تمييز منصوب بأكرم م َحول عن المبتدأ ،واألصل
أبو زيد أكرم منك فحول التركيب ( )64وقيل :زيد أكرم منك،
فحصل إبهام في نسبة األكرمية إليه من أي جهة ،فجئ بالتمييز
لبَيان ذلك اإلبهام ،ومثله قول (وأجمل منك وجها ً) فأجمل معطوف
على أكرم الواقع خبرا ً عن زيد ،والمعطوف على الخبر خبر،
والتقدير زيد أجمل منك وجهاً ،فزيد مبتدأ ،وأجمل خبره ،ومنك
جار ومجرور متعلق بأجمل ،ووجها ً تمييز محول عن المبتدأ إلبهام
نسبة األجملية إليه ،واألصل وجه زيد أجمل منك ففعل به ما تقدم
(وال يكون إال نكرة) يعني أن التمييز كالحال ال يكون إال نكرة كما
تقدم في األمثلة ،وأما قوله :وطبت النفس يا قيس عن عمرو ،فأل
فيه زائدة (وال يكون إال بعد تمام الكالم) كما تقدم في األمثلة أيضاً،
وقد يتقدم إذا كان عامله متصرفا ً ،كقوله :
شت َ َعالً
وشيبا ً رأسي ا ْ
فشيبا ً تمييز مقدم على عامله وهو اشتعل ،وهللا سبحانه وتعالى
أعلم .
ـــــــــــاء
ِ ستِثْ َن
بـَــاب اال ْ
هو اإلخراج بإال أو إحدى أخواتها (وحروف االستثناء ثمانية ،وهي
:إال) نحو :قام القوم إال زيداً ،فقام القوم فعل وفاعل ،وإال أداة
استثناء ،وزيدا ً منصوب بإال على االستثناء (وغير) نحو :قام القوم
سوى غير زيد ،فغير منصوب على االستثناء ،وزيد مضاف إليه (و ِ
س َواء) نحو :قام القوم سوى زيد ،فسوى منصوب على وسوى و َ
االستثناء بفتحة مقدرة على األلف للتعذر ،وزيد مضاف إليه ()65
إليه ،وأما األداة نفسها فإنها تأخذ حكم االسم الواقع بعد إال على التفصيل اآلتي .
53
(وخال ،وعدا ،وحاشا) ( )66نحو :قام القوم خال زيداً ،وعدا
عمراً ،وحاشا بكراً ،فخـال فعل ماض ،وفاعله ضمير يعود على
القائم المفهوم من قام القوم ( )67وزيدا ً منصوب على المفعولية
بخال ،وهو استثناء في المعنى إذ المعنى إذا جاوز القائم زيدا ً أي
خالفه ( )68فهو بمنزلة قام القوم إال زيداً ،ومثله عدا عمرا ً وحاشا
صب إذا كان الكالم تاما ً موجبا ً) التام هوبكرا ً (فالمستثنى بإال ي ْن َ
الذي ذكر فيه المستثنى والمستثنى منه ،والموجب هو المثبت أي
الذي لم يدخله نفي وال نهي وال استفهام (نحو :قام القوم إال زيدا ً)
فقام القوم فعل وفاعل ،وإال أداة استثناء ،وزيدا ً منصوب على
االستثناء بإال (وخرج الناس إال ع َْمرا ً) هو مثله في اإلعراب ،وكل
من المثالين تام موجب يجب فيه نصب المستثنى ،فإن كان
المستثنى من جنس المستثنى منه يسمى االستثناء متصالً كالمثالين
( )69وإن كان من غير جنسه يسمى منقطعا ً ( )70نحو :قام القوم إال
حمارا ً (وإن كان الكالم منفيا ً تاماً ،جاز فيه البدل والنصب على
االستثناء) يعني أن الكالم التام إذا تقدمه نفي ،ومثله شبه النفي
كالنهي واالستفهام جاز في المستثنى النصب على االستثناء،
واإلتباع على البدلية وهو المختار ،فالنفي (نحو :ما قام القوم إال
زيد) بالرفع بدل من القوم بدل بعض من كل ،والعائد مقدر أي منهم
(( )71وزيدا ً) بالنصب على االستثناء ،ومثال النهي :ال يقم أحد إال
) أي أن الضمير مستتر فيه وهو يعود على البعض المفهوم من الكل 67
) 68فلم يقم ،فالقوم عندما قاموا وفارقوا زيدا خالفوه في عدم القيام .
) ونستطيع أن نعرفه بعبارة أخرى فنقول هو ما كان فيه المستثنى بعضا 69
من المستثنى منه ،نحو :سقيت األشجار إال شجرة ،أو فحص الطبيب الجسم إال
اليد .
) أو يقال :هو ما لم يكن فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه كما في 70
54
زيد ،وإال زيداً ،ومثال االستفهام :هل قام القوم إال زيد ،وإال زيداً،
ومحل جواز األمرين إذا كان االستثناء متصالً ،فإن كان منقطعا ً
وجب النصب وإن تقدمه نفي أو شبهه ،نحو :ما قام القوم إال
حماراً ،وال يجوز إال حمار بالرفع ،هذا مذهب جمهور العرب،
وأجاز بنو تميم فيه اإلبدال أيضا ً (( )72وإن كان الكالم ناقصا ً كان
على حسب العوامل) يعني إذا كان الكالم ناقصا ً بعدم ذكر المستثنى
منه كان المستثنى على حسب العوامل التي قبله (نحو :ما قام إال
زيد) فما نافية ،وقام فعل يطلب فاعالً ،وإال أداة استثناء ملغاة ال
عم َل لها ،ألن ما قبلها يطلب ما بعدها ،وزيد فاعل (وما َ
ض َر ْبت إال
زيدا ً) فزيدا ً مفعول ضربت ،وإال ملغاة ال عمل لها (وما مررت إال
بزيد) فزيد مجرور بالباء ،وإال ملغاة ال عمل لها ،والجار
سوى ،وسوى، والمجرور متعلق بمررت (والمستثنى بغير ،و ِ
س َواء مجرور ال غير) يعني أن المستثنى بهذه األدوات األربعة و َ
يجب جره بإضافتها إليه ،وأما هي فلها حكم المستثنى بإال السابق
غير زيد،
من وجوب النصب مع التمام واإليجاب ،نحو :قام القوم َ
وأرجحية اإلتباع مع التمام والنفي في المتصل ،نحو :ما قام القوم
غير زيد ،برفع غير على البدلية ،ونصبها على االستثناء ()73
ووجوب النصب في المنقطع عند غير تميم ،نحو :ما قام القوم غير
حمار ،ومن اإلجراء على حسب العوامل في الناقص نحو :ما قام
بغير زيد ،وهكذا حكم ِ غير زيد ،وما مررتَ غير زيد ،وما رأيت
سوى وسوى وسواء في الجميع (والمستثنى بخال ،وعدا ،وحاشا، ِ
يجوز نصبه وجره ،نحو :قام القوم خال زيدا ً) بنصب زيدا ً على أن
خال فعل ماض ،وفاعلها مستتر يعود على القائم المفهوم من قام
القوم ،وزيدا ً مفعول به (وزيد) بالجر على أن خال حرف جر (وعدا
عمراً ،وعمرو ،وحاشا زيدا ً وزيد) بالنصب والجر في المثالين نظير
األول ،والحاصل أن المستثنى بهذه الكلمات الثالث يجوز نصبه بها
على تقديرها أفعاالً ،وجره على تقديرها حروفا ،وهللا سبحانه
55
وتعالى أعلم .
بـَــــــاب ال
(اعلم أن ال تنصب النكرات بغير تنوين ،إذا باشرت النكرة ولم
تتكرر ال) يعني أن ال النافية للجنس ( )74تنصب االسم وترفع الخبر،
مثل إن لكنها تختص بالنكرات ،فال تعمل في معرفة ،ويشترط أن
تباشر النكرة وال تكرر ،فإن دخلت على ما ليس مضافا ً وال شبيها ً
بالمضاف فإنه يبنى على الفتح (نحو :ال رج َل في الدار) فال نافية
للجنس تعمل عمل إن تنصب االسم وترفع الخبر ،ورج َل اسمها
مبني على الفتح في محل نصب ،وفي الدار جار ومجرور متعلق
بمحذوف خبر ،وإن دخلت على مضاف أو شبيه بالمضاف فإنها
تنصبه وال يبنى ،نحو :ال غال َم سفر حاضر ،وال طالعا ً جبالً
موجود ،وإعراب المثال األول :ال نافية للجنس ،وغال َم اسمها
منصوب بالفتحة الظاهرة ،وسفر مضاف إليه ،وحاضر خبرها؛
وإعراب المثال الثاني :ال نافية للجنس ،وطالعا ً اسمها منصوب
بالفتحة الظاهرة ،وجبالً منصوب بطالعا ً على أنه مفعوله ألنه اسم
فاعل يعمل عمل الفعل ،وموجود خبرها ،والشبيه بالمضاف هو ما
تعلق به أي اتصل به شئ من تمام معناه ( )75مرفوعا ً كان ،نحو :
ال قبيحا ً فعله ممدوح ،ففعله مرفوع بقبيحا ً على أنه فاعله ،أو
منصوبا ً نحو :ال طالعا ً جبالً حاضر ،أو مجرورا ً بحرف جر ،نحو :
ال خيرا ً من زيد عندنا ،فَ ِم ْن زيد جار ومجرور متعلق بخيرا ً (فإن لم
تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار ال) نحو :ال في الدار رجل وال
امرأة) فال نافية للجنس ملغاة ال عمل لها ،وفي الدار جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر مقدم ،ورجل مبتدأ مؤخر ،وامرأة معطوف
إن دخلت على على رجل (فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها) يعني ْ
نكرة وباشرتها وتكررت ال ،جاز إعمالها عمل إن وإلغاؤها ،فيكون
ما بعدها مبتدأ ً وخبرا ً (فإن شئت قلت ال رج َل في الدار وال امرأةَ)
) معنى نفيها للجنس ،أنها تنفي الخبر عن جميع أفراد جنس اسمها . 74
) س ِم َي بذلك لكونه عمل فيما بعده كما يعمل المضاف فيما بعده ،وألن ما 75
56
بفتح رج َل وامرأةَ على إعمال ال ،وجعل كل منهما اسما ً لها (وإن
شئت قلتَ :ال رجل في الدار وال امرأة) برفع رجل وامرأة على
إلغائها ،وجعل ما بعدها مبتدأ ،وفي هذين المثالين أوجه كثيرة
مذكورة في المطوالت ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
بــــاب المنــــــــادى
(المنادى ( )76خمسة أنواع :المفرد العلم ،والنكرة المقصودة،
والنكرة غير المقصودة ،والمضاف ،والمشَبه بالمضاف) يعني أن
المنادى ينقسم إلى خمسة أقسام :المفرد العلم ،والمراد منه ما
ليس مضافا ً وال شبيها ً بالمضاف ،نحو :زيد ،وعمرو ،والنكرة
المقصودة ( )77نحو :رجل وامرأة إذا أريد بهما معين ،والنكرة
غير المقصودة ،نحو :رجل إذا أريد به رجل غير معين ،كقول
األعمى :يا رجالً خذ بيدي ( )78والمضاف كغالم زيد ،والمشبه
بالمضاف كيا طالعا ً جبال (فأما المفرد العلم ،والنكرة المقصودة،
فيبنيان على الضم من غير تنوين ،نحو :يا زيد ،ويا رجل) فيا
حرف نداء ،وزيد منادى مبني على الضم في محل نصب ،ومثله :
يا رجل ،والمثنى يبنى على األلف ،وجمع المذكر السالم يبنى على
الواو ،نحو :يا زيدان ،ويا زيدون .
والحاصل أن كالً يبنى على ما يرفع به (والثالثة الباقية منصوبة ال
غير) نحو :يا رجالً خذ بيدي ،ويا غال َم زيد ،ويا طالعا ً جبالً ،فكل
منها منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ،وزيد مضاف لغالم ،وجبالً
مفعول لطالعاً ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
باب المفعول من أجله
(وهو االسم المنصوب الذي يذكر بيانا ً لسبب وقوع الفعل ،نحو :
قَا َم زيد إجالالً لعمرو) فقام زيد فعل وفاعل ،إجالالً منصوب على أنه
مفعول ألجله ،ألنه ذكر لبيان علة وقوع القيام (وقصدتك ابتغاء
معروفك) فقصدتك فعل وفاعل ومفعول به ،وابتغاء مفعول ألجله،
) فإنه ال يريد به رجال معينا بذاته ،بل يريد أي رجل . 78
57
ومعروف مضاف ،والكاف مضاف إليه ،وللمفعول ألجله شروط
تطلب من المطوالت ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم .
) ألننا إن جعلنا التبعية عامال من عوامل الخفض فمعنى هذا أن جميع 79
أنواع التبعية مجرورة ،وهذا غير صحيح ألنها قد تكون مرفوعة أو منصوبة أو
مجرورة ،فلو كانت مجرورة بالتبعية لنطقنا الجميل في قولنا "ضربت عمرا
58
يخرج الخفض عن الخفض بحرف أو بالمضاف (فأما المخفوض
بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى) نحو :سرت من البصر ِة إلى
القوس (وعلى) نحو : ِ الكوف ِة (وعن) نحو :رميت السه َم عن
الكوز (ورب) نحو :رب ِ الفرس (وفي) نحو :الماء في
ِ ركبت على
رجل كريم لقيته (والباء) نحو :مررت بزيد (والكاف) نحو :زيد
كالبدر (والالم) نحو :المال لزيد (وحروف القسم ،وهي :الواو، ِ
والباء ،والتاء) نحو :وهللاِ ،وباهللِ ،وتاهللِ (و بمذ ،ومنذ) نحو :ما
يوم الجمع ِة ،فما نافية ،ورأيته فعل وفاعل رأيته مذ أو منذ ِ
ويوم مجرور بمذ أو منذ ،والجمع ِة ِ ومفعول ،ومذ ومنذ حرفا جر،
مضاف إليه (وأما ما يخفض باإلضافة ،فنحو قولك :غالم زيد)
فإذا قلت مثالً :جاء غالم زيد ،فجاء فعل ماض ،وغالم فاعل ،وزيد
مضاف إليه ،وهو مجرور بالمضاف وهو غالم ،وكالمه يوهم أنه
مجرور باإلضافة ،وهذا قول ضعيف والصحيح أنه مجرور
بالمضاف (وهو على قسمين) يعني أن اإلضافة تنقسم إلى قسمين
:تارة تكون على معنى الالم ،وتارة تكون على معنى ِم ْن ()80
وأشار إليهما بقوله (ما يقدر بالالم ،نحو :غالم زيد) أي غالم
بمن ،نحو :ثوب خز ،وباب ساج ،وخاتم حديد) لزيد (وما يقدر ِ
أي ثوب من َخز ،وباب من ساج ( )81وخاتم من حديد (وما أشبه
ذلك) من أمثلة القسمين ،وضابط اإلضافة التي تكون على معنى ِم ْن
أن يكون المضاف إليه جنسا ً للمضاف ،فتكون من لبيان الجنس؛
وبقي قسم ثالث تكون اإلضافة فيه على معنى في ،وهو أن يكون
تربص المضاف إليه ظرفا ً للمضاف ،نحو {تَ َربص أ َ ْر َب َع ِة أَشْهر} أي َ
في أربعة أشهر ،فإذا لم يكن المضاف جنسا ً للمضاف إليه ،وال
ظرفا ً له ،فهي على معنى الالم ،كما قال ابن مالك :
الجمي َل" بالجر وليس بالنصب ،وهذا ليس بصحيح ،بل الصحيح أن نجعل ما
جر المتبوع هو ما جر التابع .
) 80الدالة على بيان الجنس .
) 81الخز هو الحرير ،والساج نوع من الخشب .
59
والثاني اجرر وان ِو ِم ْن ْأو في إذا * لَ ْم َيصْلحِ إال ذاكَ والال َم خذا *
َ
س َوى ذَ ْينِكَ ،وهللا سبحانه وتعالى أعلم . ِلما ِ
(قال مؤلف هذا الشرح رحمه هللا تعالى) هذا آخر ما يسره هللا
تعالى على متن اآلجرومية لإلمام الصنهاجي رحمه هللا تعالى ،بقلم
الفقير كثير الذنوب واآلثام ،خادم طلبة العلم بالمسجد الطائفي،
والمسجد الحرام المرتجي من ربه الغفران أحمد بن زيني دحالن
غفر هللا له ولوالديه ومشايخه ولسائر المسلمين آمين :كتبت ذلك
مع زمن يسير في الطائف عند مسجد سيدنا عبد هللا بن عباس
رضي هللا عنهما ،وكان وقت فراغه في ربيع األول سنة إحدى
وتسعين ومائتين بعد األلف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل
الصالة والسالم ،وأسأل هللا تعالى أن ينفع به كل طالب غير حاسد،
وأن يجعله خالصا ً لوجهه الكريم ،بجاه النبي ( )82وآله وصحبه
الكرام ،وكذلك أسأل كل من وقف على ذلك أو انتفع به أن يستر ما
فيه من الخلل ،وأن ينبه على ما وقع فيه بالرد الصريح بعد التأمل،
فإنه قل أن يخلو مؤلف عن هفوة ،أو ينجو مصنف من عثرة ،أسأل
هللا سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ،وأن يهدينا سبل
السالم ،وهللا ولي التوفيق يهدي من يشاء إلى أقوم طريق ،والحمد
هلل رب العالمين ،وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،
وسلم تسليما ً كثيراً ،آمين .
) التوسل بذات النبي صلى هللا عليه وسلم أو بجاهه ،أو التوسل بذوات 82
الصالحين مما لم يرد بجوازه كتاب وال سنة ،يعتبر من التوسل الغير مشروع،
وأما التوسل المشروع فينقسم إلى ثالثة أنواع /1التوسل إلى هللا بأسمائه
سنَى فَادْعوه ِب َها} /2 . الحسنى وصفاته العلى ،لقوله تعالى { َو ِِلِ األ َ ْ
س َماء ا ْلح ْ
ون َربنَا ِإننَا آ َمنا
ِين َيقول َ
التوسل باإليمان والعمل الصالح لقوله تعالى {الذ َ
اب النار} /3 .التوسل بدعاء الرجل الصالح ،كما توسل فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذنوبَنَا َوقِنَا َ
عذَ َ
الصحابة بدعاء العباس .والواجب على المسلم االلتزام بما ورد في الكتاب
والسنة ففيهما الخير الكثير وخير الهدى هدى محمد صلى هللا عليه وسلم .
وصلى هللا وسلم على نبينا محمد .
60
بالشرح المعتني مقدمة
1
تالميذه مقدمات علم النحو وبعض الفوائد للمؤلف وأحد
3
الشرح بداية
7
اإلعراب باب
10
اإلعراب عالمات معرفة باب
12
األفعال باب
19
األسماء مرفوعات باب
25
الفاعل باب
25
فاعله يسم لم الذي المفعول باب
28
والخبر المبتدأ باب
30
والخبر المبتدأ على الداخلة العوامل باب
34
النعت باب
37
العطف باب
39
التوكيد باب
40
61
البدل باب
41
األسماء منصوبات باب
43
به المفعول باب
44
المصدر باب
46
والمكان الزمان ظرف باب
46
الحال باب
48
التمييز باب
49
االستثناء باب
50
ال باب
52
المنادى باب
53
ألجله المفعول باب
54
معه المفعول باب
54
األسماء مخفوظات باب
55
62