Professional Documents
Culture Documents
بحث الموقف الشرعي من استخدام الادوية المشتقة من دهون الخنزير (جيلاتين) في الطب المعاصر-1
بحث الموقف الشرعي من استخدام الادوية المشتقة من دهون الخنزير (جيلاتين) في الطب المعاصر-1
المولف الشرعً من استخدام االدوٌة المشتمة من دهون الخنزٌر ( جٌالتٌن ) فً الطب المعاصر
الحمد هلل الذي علم بالملم ،علم االنسان مالم ٌعلم ،والصالة والسالم على النبً االكرم ،الذي دل االمة على الخٌر
وسلن بها للطرٌمة االلوم.
وبعد:
سبحان هللا ما خلك شًء اال لحكمة وما حلل شًء اال لحكمة ،وما حرم شًء ونهى عنه اال لحكمة .منهو الحكٌم
الخبٌر سبحانه وتعالى.
وانً فً هذا البحث سأتناول مخاطر الخنزٌر ،وحكمة تحرٌمه ،وفٌما تستخدم مشتماته ،وما هو مولف الفمه
االسالمً من استخدام مشتمات الخنزٌر ( الجٌالتٌن ) فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة.
وحٌث ال زالت الحاجة ماسه لمزٌد من البحوث فً الفمه االسالمً ،منطلما ً من المصدر االساسً فً كتاب هللا ،
واالخذ بعٌن االعتبار ما ٌتعلمه بها من سنة الرسول ﷺ ،وتم البحث فً علل هذه االحكام او دراسة اهم التطبٌمات
المعاصرة لها فً ضوء مستجدات العولمة ،حٌث انتشرت ثمافة عالمٌة شبه موحده اثرت على موضوع االطعمة
،واستحدثت فٌه بعض المسائل الفمهٌة ذات الصفة الجدٌدة ،والتً تحتاج الى بحث وتاصٌل فً ضوء ما ورد فً
احكام الشرع المتعلمة بهذا المجال.
جاء هذا البحث بشكل اطروحة فمهٌة تنطلك من المنظور االسالمً ،كما تم التركٌز على تفتٌح علل االحكام
المتعلمة بهذا الموضوع.
اهمٌة البحث-:
تأتً اهمٌة البحث من مدى شروعٌه استخدام مشتمات الخنزٌر فً الصناعات المختلفة والتً ظهرت حدٌثا ً ،
كاستخدام الشحم والجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة.
فً االونة االخٌرة ظهبت شبهة ان الخنزٌر محرم بسبب ما ٌاكله من لاذورات ونجاسات ولهذا ٌمكن حبسة على
علف طاهر واالنتفاع بع ،كما ظهرت توجٌهات مختلفة باستخدام مشتماته فً الصناعات العالجٌة والغذائٌة و لد
اختلفت الفتاوى فً استخدام بعض مشتمات الخنزٌر ( كالجالتٌن ) لهذا فان هذا البحث ٌوضح :
-هل نجاسة الخنزٌر ذاتٌه ام عارضة ؟ كما ٌبٌن مخاطر الخنزٌر وممصد التشرٌع الحنٌف من تحرٌمه ،
وما مدى مشروعٌة استخدام مشتماته فً الصناعات المختلفة؟ وسبب اختالف الفتاوى المتعلمة باستخدام (
جٌالتٌن ) الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة من منظور علمً وشرعً .
اهداف البحث:
ٌهدف هذا البحث الى :
-1معرفة خصائص الخنزٌر ،وهل هو نجس لذاته ام السباب معٌنة
-2معرفة اضرار الخنزٌر على االنسان
-3معرفة مولف الفمه االسالمً من االنتفاع بمشتمات الخنزٌر فً االغراض المختلفة كصناعة االدوٌة
واالغذٌة.
-4معرفة حكم استخدام الجٌالتٌن الخنزٌر البري فً صناعة االدوٌة واالغذٌة .
-5معرفة الوال الفمهاء فً طهارة االنجاس باالستحالة.
-6معرفة الول الفمهاء فً حكم التدواي بالمحرم .
ان معظم الدراسات السابمة لد اخرجت حكم استخدام الجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة على حمٌمة علمٌة
وغٌر واضحة .كما انها لم تبٌن ان الخنزٌر محرم لذاته حتى وان حبس على علف طاهر.
منهج البحث:
اتبعت فً بحثً هذا منهجٌن هما:
-1المنهج الوصفً فً بٌان احكام الفمهاء فً استخدام مشتمات الخنزٌر ( الجٌالتٌن ) فً صناعة الغذاء
والدواء وبٌان االرجح منهما.
-2المنهج االتسمرانً التحلٌلً فً جمع المادة العلمٌة والشرعٌة المتعلمة باستخدام مشتمات الخنزٌر ،واستنباط
االحكام المتعلمة بمشروعٌة استخدام مشتمات الخنزٌر ( الجٌالتٌن ) فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ،
وبٌان الوال الفمهاء فً طهارة االنجاس باالستحالة واستنباط االرجح منها.
وتتضمن الممدمة على ( ممدمة – مشكلة البحث – اهمٌة البحث – الهدف من البحث – الدراسات السابمة – الجدٌد
فً البحث – منهج البحث – خطة البحث )
موضوع البحث
التمهٌد :
المبحث االول :االغذٌة واالدوٌة التً ٌدخل فً تركٌبها شحم الخنزٌر واالضرار المترتبة علٌها .
المبحث الثانً :استعمال الجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ومولف الفمه االسالمً منه
الفصل الرابع
االستحالة
التمهٌد :
المطلب الثانً :الوال الفمهاء المانعٌن الطهارة االعٌان النجسة باالستحالة .
الخاتمة :وتضمن الخاتمة على عدد من التنائج التً تم التوصل الٌها وعدد من التوصٌات التً ٌجب العمل بها.
وتتضمن لائمة المصادر والمراجع التً تم االستناد الٌها فً كتابة البحث .
والخنزٌر من الحٌوانات الثدٌة االكلة للحوم والنباتات ،فهو حٌوان تجمع صفات بٌن السبعٌة ( آكلة
اللحوم ) والبهٌمة ( آكلة العشب ) الى جانب انه ٌأكل الممامات والفضالت بشراهة ،وهو مفترس
ٌأكل إن كانت فاسدة ام ال ،والغرٌب ان انثى الخنزٌر لد تاكل صغارها ،وٌتسم الخنزٌر اٌضا ً بملة
غٌرته ،فهو الحٌوان الوحٌد الذي ال ٌشعر بالغٌرة.
وٌحتوي لحم الخنزٌر على كمٌة كبٌرة من الدهون ـ وتوجد ضمن الخالٌا العضلٌة فً اللحم عالوة
على تواجدها خارج الخالٌا بكثافة عالٌة ،فً حٌن ان لحوم االنعام تكون الدهون فٌها مفصولة عن
النسٌج العضلً ،وال تتواجد ضمن خالٌاه ،وانما تتواجد خارج الخالٌا ،وتتعدد الوان الخنزٌر بٌن
االبٌض والوردي والبنً واالسود .
وتمنو الخنازٌر بشكل سرٌع جدا ً ممارنه بغٌرها من الحٌوانات وسبب ذلن هو زٌادة فً الهرمونات
واهمها - :
هرمون النمو ، Growth Hormoneوهذه الهرمونات من مسببات السرطان عند اكلً لحم
()1
الخنزٌر
المصباح المنٌر فً غرٌب الشرح الكبٌر الحمد بن دمحم العٌومً ( ت771 :هـ) صـ 168مادة حزر
،حٌاة الحٌوان الكبرى لكمال الدٌن الدمٌري ( ت818 :هـ ) ، 291/11الحٌوان 22/6البً عثمان
الجاحظ
اوالً المران الكرٌم :
جاء تحرٌم الخنزٌر فً المرآن الكرٌم بصفة لطعٌة فً االٌات التالٌة :
لال تعالى ((
ولال تعالى ((
ولال تعالى ((
ولال تعالى ((
وجه الداللة :
نصت االٌات على تحرٌم لحم الخنزٌر ،واللحم – وإن كان مخصوصا ً بالذكر – فإن المراد جمٌع
اجزائه ،وانما خص ص اللحم بالذكر ،النه أعظم منفعته وما ٌتبمً منه ،وسائر اجزائة بمنزلة التابع
له ،كما نص على تحرٌم لتل الصٌد على المحرم ،والمراد حظر جمٌع افعاله فً الصٌد ،وخص
المتل بالذكر النه اعظم ما ٌمصد به الصٌد ،فكذلن خص لحم الخنزٌر بالنهً تاكٌدا ً لحكم تحرٌمه
وحظرا ً لسائر اجزائه وان كان النص خاصا ً فً لحمه( )1فً آٌة سورة االنعام بٌن هللا سبحانه علة
()3
التحرٌم ،وهً كوته ( رجس )( )2والرجس نجس
ثانٌا ً :السنه النبوٌة
دلت احادٌث كثٌرة على حرمة الخنزٌر منها:
حدٌث :
وجه الداللة :
()5
الحدٌث دلٌل على تحرٌم الخنزٌر الن هللا تعالى حرم اكل ثمنه ضمن باب اولى اكل لحمة
حدٌث
وجه الداللة :
لولة ﷺ (( وٌمتل الخنزٌر )) ٌعنى تحرٌم التناء الخنزٌر وتحرٌم اكله لنجاسة ،ال الشً المنتفع به
ال بشً إتالفه
وألن سٌدنا عٌسى علٌه السالم ( إنما ٌمتله على شرع االسالم ،وفً هذا دلٌل على أن أعٌانه
نجس(. )2
ولمد اشار النبً ﷺ الى أثر الطعام فً خلعه أكلٌة فمال ﷺ (( :والصخر والخٌالء فً اصحاب
االبل والسكٌنة والولار فً اصحاب الشاء ))(. )5
ولل ابن خلدون ( :اكلت االعراب لحم االبل ،فاكتسبوا الغلظة ،واكل االتران لحم الفرس ،
فاكتسبوا الشراسة ،واكل االفرنج لحم الخنزٌر ،فاكتسبوا الدٌاثه ))(.)1
-3إن لحم الخنزٌر ٌورث آلكلة عامة االخالق الخبٌثة البغٌضة وعدوانٌة وما كان كذلن فهو
محرم ،كما حرم هللا تعالى كل ذي ناب من السباع ،النها باغٌة عادٌة ،والغاذي شبٌه
بالمتغذي ،فإذا تولد اللحم منها صار فً االنسان خلك البغً والعداء(.)2
الباحثٌن /ان الذٌن ٌأكلون لحوم الحٌوانات الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شرٌرة وغٌر
متسامحٌن ،وٌمٌلون الى ارتكاب الجرائم واالثام(.)3
-4ان المواظبة على اكل الخنزٌر ٌورث حرصا ً عظٌما ً ورغبة شدٌدة فً المنهٌات وعدم الغٌرة
،فانه ٌرى الذكر من جنسه ٌنزو على انثاه وال ٌتعرض له لعدم غٌرته ،بخالف ا ..ونحوها
،فانها ذوات عارٌة عن جمٌع االخالق
الذمٌ مه ،فلذلن ال ٌحصل لإلنسان بسبب اكلها كٌفٌة خارجٌة عن أغراضه واحواله(.)4
-5ان للخنزٌر نابا ً ٌفترس به ،فمٌه صفه السبعٌة ،ولد نهى النبً ﷺ عن اكل كل ذي ناب من
السباع(.)5
وبهذا ٌكون تحرٌم لحم الخنزٌر تحمٌما ً للصحة السلٌمة والعافٌة للمرء فً حٌاته ،وخذا ٌحمك ممصد
التشرٌح الحنٌف فً حفظ النفس ،وهو من الضرورٌات الخمس ،فاهلل عز وجل عندما ٌضع
تشرٌعات ما بانه ٌمصد منها المحافظة على مصالح عبادة ،فمد شرع هللا تعالى الشرائع لمصالح
العباد فً العاجل واآلجل معاً ،كما ان تكالٌف الشرٌعة عموما ً ترجع الى حفظ مماصدها فً الخلف،
ولد من هللا علٌنا بأن شرع لنا ما ٌحفظ مصالحنا الضرورٌة وغٌرها ،وترحٌم لحم الخنزٌر ٌأتً من
باب المحافظة على المماصد الضرورٌة الخمس عموما ً ،وهً :الدٌن والنفس والعمل والنسل
والمال(.)1
الفصل الثانً :نجاسة الخنزٌر واهم أضراره -:
ٌكمن التعرف على مدى نجاسة الخنزٌر وبٌان اهم اضراره على االنسان والبٌئة ،وذلن من خالل
المبحثٌن التالٌن -:
المبحث االول :نجاسة الخنزٌر -:
الخالف بٌن الفمهاء فً نجاسة عبٌن الخنزٌر حال موته( ، )2واختلفوا فً حكم نجاسته حال الحٌاه ،
وكان اختالفهم على رأٌٌن :
الرأي االول :لجمهور الفمهاء الحنفٌة والشافعٌة والحنابلة والظاهرٌة والمالكٌة فً غٌر المشهور ،
حٌث لالوا بنجاسة الخنزٌر ونجاسة جمٌع اجزائه(.)3
الرأي الثانً :للمالكٌة فً الشهور ،حٌث لالوا /بطهارة عٌن الخنزٌر حال الحٌاه(.)1
االدلة :
أدلة الرأي االول :استدل اصحاب الرأي الول جمهور الفمهاء الحنفٌة – ومن معهم – المالون
بنجاسة عٌن الخنزٌر بالكتاب والسنه والمٌاس.
اوالً :المرآن الكرٌم :
استدلوا بموله تعالى ((
وجه الداللة :
لولة تعالى (( فإنه رجس )) الضمٌر راجع الى الخنزٌر ،ألنه الرب متعلعه ،فٌدل على نجاسة
عٌنة وجمٌع اجزائه ،الن المراد بلحمة حملته مجازا ً واالضافة فٌه للبٌان ،والضمٌر هنا ٌجوز ان
ٌرجع الى المضاف الٌه هنا اولى ،لكونه اشمل لالجزاء واحوط فً العمل ،والن الضمٌر ان رجع
الى اللحم لم ٌحرم غٌره ،وان رجع الى المضاف الٌه حرم ،فغٌر اللحم دائر بٌن ان ٌحرم وال
()1
ٌحرم ،فٌحرم احتٌاطاً ،وذلن رجزع الضمٌر الى المضاف الٌه
ثانٌا ً السنه النبوٌة -:
استدلوا من السنه ٌاالحادٌث السابمة الدالة على حرمة الخنزٌر (( ،والذ نفسً بٌده لٌوشكن ان ٌنزل
فٌكم ابن مرٌم عمالً فٌكٌر الصلٌب وٌمتل الخنزٌر ))
فالحدٌث ٌدل على تحرٌم الخنزٌر ،النه نجس ،الن الشًء المنتفع به ال ٌحكم به ال ٌحكم بنجاسته
وال ٌشرع إتالفه ،ولوله ﷺ (( ان هللا ورسوله حرما ً بٌع الخمر والمٌته والخنزٌر)) فالعلة فً منع
()2
البٌع والنجاسة ،فلنجاسة عٌن الخنزٌر حرم بٌعه
الفصل الثالث
االستخدامات المعاصرة للخنزٌر ومولف الفمه االسالمً منها:
ظهرت عدة استخدامات للخنزٌر لدٌما ً وحدٌثا ً من اهمها صناعة الغذاء وبعض االدوٌة
واستخدام الشهر فً الخرز وٌمكن توضح هذه االستخدامات بشكل اكبر ومعرفة مولف
الفمه االسالمً منها من خالل المبحثٌن التالٌن :
المبحث االول :حكم الخرز بشعر الخنزٌر
اختلف الفمهاء فً حكم االنتفاع بشعر الخنزٌر فً الخرز به ونحوه على رأٌٌن:
الرأي االول :للشافعٌة ورواٌة للحنابلة والظاهرٌة واالمامٌة واالباضٌة لالوا :ال ٌجوز
االنتفاع بشعر الخنزٌر( )3ووافمهم االمام ابو ٌوسف من الحنفٌة اال انه لال بكراهة
االنتفاع به(.)1
الرأي الثانً :لالمام ابً حنٌفة واالمام دمحم بن احمد والمالكٌة ورواٌة للحنابلة ووافمهم
الحسن واالزاعً لالوا ٌ :جوز االنتفاع بشعر الخنزٌر(.)2
االدلة :
أدلة الرأي االول :استدل أصحاب الراي االول الشافعٌة ومن معهم – على عدم جواز
االنتفاع بشعر الخنزٌر بالمران والمعمول :
اوالً :المرآن الكرٌم :
لال تعالى((
وجه الداللة:
خص هللا تعالى اللحم من الخنزٌر لٌدل على تحرٌم عٌنه ذكً ام لم ٌذن ولٌعم الشحم وما
هنان لمن الفضارٌف وغٌرها ،فسائر اجزاء الخنزٌر بمنزلة التابع له فً الحرمة(.)3
كما ان الضمٌر فً ((فإنه)) راجع الى الرب مذكور فالخنزٌر كله رجس ،والرجس
واجب اجتنابه لموله تعالى (( رجس من عمل الشٌطان فاجتنبوه))(ع) ،فٌجب اجتناب
الخنزٌر بجمٌع اجزائه(.)1
ثانٌا ً :المعمول:
استدلوا من المعمول فمالوا :
إن االنتفاع بالشعر استعمال للعٌن النجسة ،وال ٌم من التجنٌس بها فحرم االنتفاع بسبب
النجاسة(.)2
أدلة الرأي الثانً:
أستدل االمام ابو حنٌفة والمالكٌة ومن معهم على جوار االنتفاع بشعر الخنزٌر بالمران
الكرٌم والمعمول.
اوالً المران الكرٌم
استدلوا بمولة تعالى ـ((
وجه الداللة :
ان المنصوص علٌه فً الكتاب من الخنزٌر لحمه الن التحرٌم منصرف الى ما كان فٌه
الحٌاه منه ،والشعر ال توجد فٌه حٌاة فلم ٌكن من اجزاء الحً فلم ٌلحمه حكم التحرٌم(.)3
كما ان الضمٌر فً لولة تعالى فإنه)) عائد الى المضاف ((لحم)) الن االصل عود الضمٌر
الٌه ،النه المحدث عنه ال المضاف الٌه (( الخنزٌر )) النه ولع ذكرة بطرٌمة العرض وهو
تعرٌف المضاف وتخصصه(.)1
-1ان اللحم خص بالذكر ،النه أعظم منفعة وما ٌتبمى منه ،فاللحم – وان كان
مخصوصا ً بالذكر فان المراد جمٌع اجزاء الخنزٌر(.)2
-2ان الضمٌر عائد الى المضاف الٌه ( الخنزٌر ) فٌعٌد تحرٌم الخنزٌر كله شحمه
وكبده وطحاله وشعره وسائر اجزائه ،كما ان المراد بالحمة جملته مجازا ً(.)3
من المستجدات فً حٌاتنا المعاصرة ان كثٌرا ً من المطعومات المستوردة بضع بعضها من مشتمات
الخنزٌر ،ونظرا ً لوفرة لحوم الخنازٌر ،ورخص اسعارها ،بل ان إنتاج لحوم الخنازٌر فاق
مجموع انتاج لحوم البمر والضان والماعز ،وبالتالً:
فإن احتساء الخنزٌر – الجلود والعظام واالمعاء والشحوم اصبحت متوفرة بكثرة ،واستخدمت فً
بعض االغذٌة( .)2وٌمكن بٌان اهم استخدامات شحم الخنزٌر فً الصناعات االسالمً منها من خالل
النماط التالٌه:
أ -اهم الصناعات الغذائٌة والدوائٌة التً ٌدخلها شحم الخنزٌر -:
ٌدخل شحم الخنزٌر فً صناعة الصابون وزٌوت التشحٌم وزٌوت السفن وادوات التجمٌل
والمضادات الحٌوٌة وانواع الطعام والجٌلً ومعجون االسنان وبعض المراهم.
وٌدخل شحم الخنزٌر مفردا ً او ضمن ما ٌسمى بالدهن الحٌوانً فً صناعة بعض االجبان
والبسكوٌت واالٌس كرٌم والشكوالته ،وبعض صنوف الزٌت والسمن والدهن(.)1
وشحم الخنزٌر بعد االستخدام بواسطة اتخاذ ذرات من الهٌدروجٌن فً اربطته الكٌمٌائٌة فتتغٌر
بٌته الكٌمٌائٌة ،وتكون مركبات من االحماض الدهنٌة ٌصبح من الصعب تحدٌد نوع الحٌوان
الذي هو مصدر الدهن ،نظرا ً لالستحالة الٌلفٌة التً طرأت على تركٌبه الكٌمٌائً ،بحٌث
اصبح ٌختلف اختالفا ً عن اصله(.)2
ب -االضرار المترتبة على استخدام شحم الخنزير في الصناعات الغذائية:
ٌكثر الشحم فً الخنزٌر ممارنه باألبمار او الدجاج كما ان دهون الخنزٌر تختلف عن دهون
الحٌوانات االخرى فان دهون الحٌوانات التً ٌأكلها االنسان تتحول فً االمعاء الدلٌمة بواسطه
العصارة البنكرٌاسٌة بعد ان تستجلب بواسطه االمالح المرارٌة ،والجسم ٌمتص الدهون وتتحول
فً جسمه الى دهون انسانٌه ،اما الخنزٌر والحٌوانات اكله اللحوم فان العصارة البنكرٌاسٌة ال
تستطٌع ان تحول تلن الدهون بسهوله وبالتالً انسجه الجسم االنسانً كدهون حٌوانٌه ولٌس دهون
انسانٌه
ولمد ظهرت عده ابحاث حول عالله الدهون وخاصه دهون الخنزٌر بانواع مختلفه من السرطانات
مثل سرطان المولون والمستمٌم وسرطان الثدي وغٌرها ،كما انه سبب عسر الهضم وٌزٌد احتمال
اإلصابة بالذبحة الصدرٌة وتصلب الشراٌٌن نظرا ً الرتفاع نسبه الكولٌسترول فً رحم الخنزٌر
ممارنه باللحوم االخرى(.)4
ج -موالف الفمه االسالمً من استخدام شحم الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة
اتفك الفمهاء على تحرٌم االنتفاع بشحم الخنزٌر نظرا التفالهم على نجاسة عٌنه وجمٌع اجزائه لبل
ان ٌمرر الطب هذه االضرار ،وبناء على ذلن ٌحرم اكل األغذٌة المحتوٌة على شحوم الخنزٌر،
سواء لل الشحم او اكثر استحال او استهلن ام ال ،نظرا ً لنجاسة الخنزٌر كله ولالضرار الصحٌة
المترتبة على اكله( .)2وهللا اعلم
اما بالنسبة الستخدام شحم الخنزٌر فً صناعه المراهم وغٌرها من الصناعات الدوائٌة فغٌر جائز
تخرٌجا ً على الراجح من الوال الفمهاء فً انه ال ٌجوز التداوي بمحرم او نجس اختٌارا ً وحال وجود
ما ٌموم ممامه ومعلوم ان شحم الخنزٌر نجس وتوجد بدائل كثٌره تموم ممامه.
الجٌالتٌن الهالم ماده بروتٌنٌه تشبه بروتٌن الدم ومن خواصها انها ذوابه فً الماء ،وهو ٌستخرج
من جلد وعظام الحٌوانات كاألبمار والخنزٌر واالسمان.
وٌمكن بٌان اهم استخدامات جٌالتٌن الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ومولف الفمه
االسالمً منها وذلن من خالل النماط التالٌة:
أ -اهم الصناعات الغذائية التي يدخلها جيالتين الخنزير:
ٌستخدم الجٌالتٌن كثٌرا فً الصناعات الغذائٌة بأشكال مختلفة فهو ٌستخدم كماده مثبته فً المجمدات
ومشتمات الحلٌب ،وٌستخدم كعامل رغوي فً الصناعات الكرٌمات وبالتالً فهو ٌدخل فً
المنتجات اللحمٌة ومنتجات االسمان وصناعه الحلٌب واللبن الراٌب وعصٌر الفواكه(.)1
الراي الثانً :ان استحالة النجس وزوال اعراض النجاسة عنه وتبدٌلها بأوصاف طبٌه ال ٌغٌر
حكمه ،وهو احد المولٌن عند المالكٌة والرواٌة الممدمة عند الحنابله ،وهو لول الشافعً فٌما اذا
كانت نجاسة عٌنٌه .
والمختار فً المسالة:
ان النجاسات تطهر باالستحالة لٌاسا على الخمر التً هً ام الخبائث اذا انملبت بنفسها حلت باتفاق
المسلمٌن ،فغٌرها من النجاسات او ال ان تطهر باالنمالب ،كما ان الشرع رتب وصف النجاسة
على تلن النجاسة المعلومة.
كما ان اكثر اهل العلم المائلٌن باستحالة ال ٌفرلون بٌن ما اذا حصلت االستحالة بنفسها ام بتدخل
االنسان ،كاضافه او احراق ونحو ذلن ،كالحذٌفه والملكٌة وابن حزام وغٌرهم ،
البحر الرائد 229/1حاكٌه الدوسمً صـ 578االنصاف 318/1المجموع ، 592/2المعنى 56/1
المحلى باالثار 111/6مسالة رلم 1129
ولكن للفصل فً هذه المسالة على اساس علمً وفنً وشرعً ٌنبغً معرفه المنظور العلمً والفنً
للتغٌرات الكٌمٌائٌة فً تصنٌع جٌالتٌن الخنزٌر ،وهو ما ٌمكن بٌانه فٌما ٌلً:
-1ان حمٌمه جٌالتٌن جلود الخنزٌر تلن المادة االحلٌلٌة (البروتٌن) والتً تستخرج من جلد
الخنزٌر اثناء التصنٌع وتسمى (كوالجٌن)
-2ان عملٌه استخراج الكوالجٌن من جلد الخنزٌر تتم عن طرٌك مراحل معٌنه تبدا بغسل
الجلود بالماء البارد ثم عملٌه تنمٌه والتعمٌم والعالج بالحمض واستخراج الجٌالتٌن بالماء
الساخن ثم التجفٌف.
-3ان هذا بالكوالجٌن ال ٌتحول الى جٌالتٌن اال من خالل خطوه واحده اساسٌه وهً مرحله
استخراج الجٌالتٌن بالماء الساخن عند درجه حراره 61-51درجه.
وعلى هذا فالتغٌر الكٌماوي بٌن الكوالجٌن والجٌالتٌن ممداره ضئٌل جدا ً طبما لجدوه الدراسات
المتخصصة فً هذا المجال وورد فً موسوعة اضافات الغذاء واللون ان الكوالجٌن والجٌالتٌن
ٌتطابمان على ف رض ان الكوالجٌن ٌتغٌر كٌمٌائٌا سواء كانت نسبه التغٌر للٌله او كثٌر ،فهذا لٌست
استحالة ،وانما تغٌٌر كٌماوي مع بماء االصل .
فاذا لٌل :ان هذا النغٌر ٌعتبر استحالة ،فهذا ٌستلزم ان ٌكون اللحم الحرام حالالً بعد الطبخ ،
والطبخ ال ٌغٌر اكل اذا اللى عٌنا ً حراماً.
ولال المناوي فً مهمات التعارٌف :االستحالة تغٌر الشًء كتسخٌن وتبرده مع بماء صورته
النوعٌة
ولال الراغب :استحال للشًء :صار محاال فهو مستحٌل اي اخذ فً ان ٌصٌر محاالً وفً
المصباح :استحالة شًء تغٌر عن طبعه ووصفه وجاء فً معنى حال :كل شًء تغٌر عن
االستواء الى العوج فمد حال معنى واستحال فهو ثمٌل(.)4
االستحالة شرعا -:
هً تبدٌل اوصاف النجاسة ومعانٌها حتى تخرج من كونها نجسه بانعدام اوصاف النجاسة فٌها(.)1
فاذا تبدلت العٌن النجسة واستحلت الى عٌن اخرى ،انملبت طاهره وذالن الن الشرع رتب وصف
النجاسة على تلن الحمٌمة ،وتنتمً الحمٌمة بانتماء بعض اجزائه مفهومها ،ففً الشرع النطفة نجاسة
وتصٌر حلمه وهً نجسه وتصٌر مضغه فتطهر والعصٌر الطاهر فٌصٌر خمرا ً فٌنجس ،وٌصٌر
خالً فٌطهر فعرفنا ان استحالة العٌن تتبع زوال الوصف المترتب علٌه ولد روي جواز تحلٌل الخمر
واستعماله عن عده من الصحابة والتابعٌن منهم علً وابن عباس وابو الدرا وعطان بن ابً رباح
وعمرو بن العزٌز وغٌرهم.
وجاء فً معنى االستحالة ان النجاسة اذا استحلت وتبدلت اوصافها ومعاٌنها خرجت عن كونها
نجاسة النها اسم لذات موصوف فتنعدم بانعدام الوصف وصارت كالخمر اذا تحللت باتفاق المذاهب
وعرفها الدكتور ابو الوفاء بانها :تحول المادة الى ماده اخرى مختلفة لها صفات فٌزٌائٌة وكٌمٌائٌة
وذلن نتٌجة التغٌرات الكٌمٌائٌة فً البناء الجزيء للمادة وفً الكٌمٌاء العضوٌة ٌتم تحوٌل المواد
عن طرٌمه البناء او التحلٌل الكٌمٌائً
ومن امثله االستحالة :تحول الكحول الى خل(.)2