Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫كنيسة الشهيد مار جرجس‬

‫طبعة تمهيدية مدعمة للخدمة‬ ‫سبورتنج ‪ -‬اإلسكندرية‬


‫‪2019‬‬ ‫قصص للفتيان‬
‫ُمزين بأيقونات قبطية‬ ‫من وحي العهد القديم [ ‪] 11‬‬

‫سفر الملوك األول‬


‫كما سلك داود أبوك‬

‫إعـداد‪ :‬القمص تادرس يعقوب ملطي‬


‫الناشر‪ :‬كنيسة مار جرجس بسبورتنج‬
‫‪Queen Mary and Prince Tadros Coptic Orthodox Church‬‬
‫‪South Brunswick, NJ 08831‬‬
‫باسم اآلب واالبن والروح القدس‬
‫اإلله الواحد‪ ،‬آمين‬

‫اسـم الكتـاب ‪ :‬قصص للفتيان من وحي سفر الملوك األول [ ‪] 11‬‬


‫المؤلف‪ :‬القمص تادرس يعقوب ملطي‬
‫الطبعة‪2019 :‬م‬
‫الناشر‪ :‬كنيسة الشهيد مار جرجس ‪ -‬سبورتنج‬
‫كنيسة الملكة القديسة مريم واألمير تادرس – ساوث برانزويك‬
‫المطبعة‪ :‬برفيكت جرافيك‬
‫مُزين بأيقونات قبطية لتاسونى سوسن‬
‫بولس وجنازة جده‬
‫همس بولس في أذن والده‪ ،‬قائالً‪ :‬ماذا قصد الكاهن الذي وعظ اليوم‬
‫أر‬
‫في جنازة جدي‪ ،‬وأشار إلى قول المرتل‪« :‬كنت فتى وقد شخت‪ ،‬ولم َ‬
‫بزا» (مز ‪)25:37‬؟‬ ‫صدي ًقا ُتخلي عنه‪ ،‬وال ذرية له تلتمس ُخ ً‬
‫أجابه الوالد‪ :‬ذلك ألن بموت الص ِّديق صار لهم شفيعًا يحبهم ويصلي‬
‫مؤمن ال يستطيع الموت أن ينزع عنه محبته وعطاءه‪ .‬إنه‬
‫ٍ‬ ‫ألجلهم‪ ،‬فإذا مات‬
‫يصلي من أجل كل األسرة ومن أجل المحتاجين‪ ،‬بل ومن أجل كل البشرية‪.‬‬
‫وهللا في محبته لألتقياء يسمع لصلواتهم حتى بعد رحيلهم إلى الفردوس‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬هل ذكر الكتاب المقدس شي ًئا عن قوة الراقدين‬


‫األتقياء وبركتهم؟‬
‫أجابه الوالد‪ :‬جاء في صالة‬
‫سليمان الخاصة بتدشين الهيكل‪:‬‬
‫«احفظ لعبدك داود أبي ما كلمته‬
‫به‪ ،‬قائالً‪ :‬ال ُيعدم لك أمامي رجل‬
‫يجلس على كرسي إسرائيل إن‬
‫كان بنوك إنما يحفظون طرقهم‬
‫حتى يسيروا أمامي كما سرت أنت‬
‫أمامي» (‪ 1‬مل ‪ .)25:8‬هذا الوعد‬
‫اإللهي الذي قدمه الرب لداود‪ ،‬هو وعد‬

‫‪3‬‬
‫مؤمن تقيٍ أن يتمتع نسله بملكوت هللا إن سلكوا في الوصية‬
‫ٍ‬ ‫يُقدم لكل‬
‫اإللهية‪ .‬اعلم يا بنيَّ إن جدك الذي تنيح اليوم صار أكثر نفعًا لنا ولكل‬
‫البشر‪ .‬إنه يتطلع إلى كل البشرية أنها أسرته المحبوبة لديه‪ ،‬يصلي من‬
‫أجلهم‪ ،‬ليتمتعوا بالميراث السماوي األبدي‪ .‬ونحن من جانبنا نصلي من‬
‫أجله كي يغفر له الرب هفواته‪ ،‬فإنه ليس أحد بال خطية‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬لماذا ظهر أنبياء عظماء في عصر الملوك؟‬


‫أجابه الوالد‪ :‬سفرا الملوك األول والثاني هما في الواقع عرض‬
‫لمعامالت هللا مع القيادات كما مع الشعب‪ .‬هما سفران تاريخيان تعليميَّان‪.‬‬
‫فاألنبياء في تلك الفترة كانوا يؤكدون أن القائد الخفي هو هللا القادر أن‬
‫يحثنا على االنطالق نحو السماء‪ .‬قام األنبياء بدور حيوي ورئيسي في‬
‫حياة الملوك الصالحين واألشرار‪ .‬فكانوا يسندون الصالحين‪ ،‬ويقاومون‬
‫األشرار بكل جسارة وقوَّ ة‪ ،‬معلنين لهم كما للشعب إرادة هللا‪ ،‬وإمكانية‬
‫تحقيقها‪ ،‬لذا قيل عن إيليا وإليشع إنهما «مركبة إسرائيل وفرسانها‬
‫(العسكرية)» (‪ 2‬مل ‪12 :2‬؛ ‪ .)14 :13‬كان لهما دورهما في الحرب‬
‫الروحية للملوك كما للشعب‪ .‬عندما كان سليمان الملك مق َّدسًا للرب‪،‬‬
‫ظهر هللا له في حلم بعد تولِّيه العرش مباشرة‪ ،‬كما ظهر له بعد تدشين‬
‫الهيكل ووعده باالستجابة لصلواته (‪ 1‬مل ‪ 5 :3‬الخ‪ 1 :9 ،‬الخ)‪ .‬ولما‬
‫انحرف أرسل له نبيًا (‪ 1‬مل ‪ 11 :11‬الخ)‪ .‬وبعد انقسام المملكة ظهر‬
‫عمل األنبياء بقوَّ ة في مقاومة االرتداد والتنبُّؤ عن الخراب الذي يح ّل‬

‫‪4‬‬
‫بالمملكتين إسرائيل ويهوذا‪ .‬كان دور النبي الرئيسي هو التأكيد أن حياة‬
‫المملكة كلَّها تقوم على مدى اإلخالص هلل أو كسرّ العهد معه‪.‬‬

‫سفري الملوك؟‬
‫ّ‬ ‫هام في‬
‫دور ٍ‬
‫سأل بولس‪ :‬هل كان للنساء ٍ‬
‫أجاب الوالد‪ :‬نعم‪ ،‬لقد أبرز السفران كيف جذبت إيزابل الشرِّيرة‬
‫رجلها ورجال الدولة والشعب نحو الوثنيَّة والفساد‪ .‬وأيضًا لعبت ْبث َشبع‬
‫دورً ا في استالم سليمان الحكم‪ ،‬وظهر دور ملكة سبأ وزوجة يربعام‬
‫المسبيّة‬
‫ِ‬ ‫واألرملة التي بارك إليشع النبي دقيقها وزيْتها والفتاة اإلسرائيليَّة‬
‫التي شهدت إللهها أمام امرأة نعمان السرياني (‪ 2‬مل ‪.)5‬‬

‫سأل بولس‪ :‬ما هو موضوع‬


‫سفري الملوك األول والثاني؟‬
‫أجاب الوالد‪ :‬اهتم السفران‬
‫ببيت داود الذي منه يأتي‬
‫كلمة هللا متج ِّس ًدا‪ .‬وعالجا‬
‫الفترة من اعتالء سليمان‬
‫الحكم حتى سقوط مملكة‬
‫يهوذا تحت السبي‪ .‬وتنقسم إلى‬
‫ثالث مراحل‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬فترة حكم سليمان (‪ 1‬مل ‪:)11-1‬‬
‫أ‪ .‬بداية الحكم‪ ،‬أي توليه العرش وسلطانه (‪.)2-1‬‬
‫ب‪ .‬تزايد قوَّ ته ومجده وأعماله (‪ ،)14 :5 ،1 :3‬وبناء الهيكل وتدشينه‬
‫(‪ ،)9 :9 ،15 :5‬واهتمامه باألسطول التجاري والبحري وانتشار شهرة‬
‫حكمته (ص ‪.)10‬‬
‫ج‪ .‬انحداره بسبب تع ُّدد الزوجات الغريبات وانتشار العبادة الوثنيَّة (ص ‪.)11‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬تبدأ بانقسام المملكة إلى مملكتين‪ ،‬يعيشان تارة‬
‫صراع بينهما وأخرى في تحالفٍ‪ .‬انتهت هذه الفترة بانهيار مملكة‬ ‫ٍ‬ ‫في‬
‫إسرائيل‪ ،‬المكونة من العشرة أسباط‪ ،‬على أيدي اآلشوريِّين‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬استمرار مملكة يهوذا حتى سباها البابليّون (ص‬
‫‪.)25-18‬‬

‫سأل بولس‪ :‬كيف أُقيم سليمان مل ًكا؟ (‪ 1‬مل ‪)1‬‬


‫وعار‪ ،‬وانتهت‬‫ٍ‬ ‫أجاب الوالد‪ :‬مات الملك شاول في معرك ٍة في خزيٍ‬
‫أسرته الملوكيَّة وملك بعده داود الملك البار وشاخ ومات متهلِّل النفس‪،‬‬
‫بعد أن استراح قلبه بإقامة ابنه سليمان مل ًكا ليبني الهيكل‪َّ .‬‬
‫خطط أدونيَّا‬
‫بن داود الستالم المُلك بكونه األكبر س ًنا بمساعدة يوآب‪ ،‬لكن ناثان النبي‬
‫َّ‬
‫بالخطة‪ ،‬وتسلَّم سليمان المملكة‪.‬‬ ‫أطاح‬
‫كان مسح سليمان مل ًكا وتجليسه في حياة أبيه أمرً ا الزمًا بعد محاولة‬
‫أدونيَّا اغتصاب العرش‪ .‬أما داود فسبّح الرب‪ ،‬قائالً‪« :‬مبارك الرب إله‬

‫‪6‬‬
‫إسرائيل الذي أعطاني اليوم من يجلس على كرسيَّ ‪ ،‬وعيناي تبصران»‬
‫(‪ .)48 :1‬يدعوك الق ِّديس أغسطينوس للتسبيح‪« :‬ل ُتغنِّ وك ِّمل رحلتك!»‪،‬‬
‫«لتغنِّ وتسير!»‪« ،‬لتغنِّ وجاهد كجنديٍ!»‬

‫سأل بولس‪ :‬ما هي وص َّية داود الملك البنه سليمان؟ (ا مل ‪)2‬‬


‫أجاب الوالد‪ :‬وردت وصايا داود لتولِّي ابنه العرش في (‪ 1‬أي ‪-28‬‬
‫‪ ،)29‬وهي اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬عرَّ ف رجال القصر بابنه‬
‫كملكٍ مُختار من هللا‪.‬‬
‫بالطاعة‬ ‫‪ .2‬أوصاهم‬
‫للوصايا اإللهيَّة‪.‬‬
‫حث على بناء‬ ‫َّ‬ ‫‪.3‬‬
‫الهيكل‪ ،‬مق ِّدمًا لهم نموذجً ا‬
‫له والمواد التي جمعها لهذا‬
‫الهدف‪.‬‬
‫‪ .4‬ق َّدم تسبيحً ا وشكرً ا‬
‫هلل‪ ،‬كما أقام احتفاالً دينيًا‪.‬‬
‫‪ .6‬مُسح سليمان في حضرة‬
‫الرب أمام الشعب (‪ 1‬أي ‪)22 :29‬‬
‫للمرَّ ة الثانية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫نموذجا ح ًّيا لما يليق باآلباء أن يقدِّموه‬
‫ً‬ ‫جاءت وص َّية داود الوداع َّية‬
‫ألبنائهم‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرتهم للموت كانطالق للنفس في موكب جماعي إلى مسكنها األخير‪.‬‬
‫حث الجيل الجديد على العمل بروح القوَّ ة وااللتزام والشعور‬ ‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫بالمسئوليَّة [‪.]2‬‬
‫حث على االلتزام واإلخالص للعهد اإللهي والطاعة لوصاياه‬ ‫‪ّ .3‬‬
‫[‪.]4-3‬‬

‫سأل بولس‪ :‬لماذا تزوج سليمان ابنة فرعون؟‬


‫يسع في إقامة تحالف مع مصر‪ ،‬أخطر قوَّ ة عسكريَّة‬ ‫أجاب الوالد‪ :‬لم َ‬
‫في ذلك الحين‪ ،‬لك َّنه ح ّقق ذلك بزواجه بابنة فرعون التي يبدو أ َّنها قبلت‬
‫عبادة هللا الحيّ‪ .‬وقد رحَّ بت مصر بذلك‪ ،‬يرى البعض أن سليمان أخطأ‪،‬‬
‫إذ لم يسمع للوصية التي تمنع الزواج بغير المؤمنين (تث ‪.)4-3 :7‬‬

‫سأل بولس‪ :‬ما هي العطية اإللهية التي اختارها؟‬


‫أجاب الوالد‪« :‬قال له هللا‪« :‬اسأل ماذا أُعطيك؟» كان سليمان يطلب‬
‫من هللا الحكمة‪ ،‬وها هو هللا يسأله قبل العطاء ليؤ ِّكد له حريَّة إرادته‪ ،‬ينال‬
‫ما يطلبه قلبه‪ .‬وهبه هللا الحكمة العقليَّة والعمليَّة‪ ،‬حتى لم يكن من هو‬
‫حكيم مثل سليمان (مت ‪.)42 :12‬‬

‫‪8‬‬
‫سأل بولس‪ :‬كيف ظهرت حكمة سليمان في أول قضية قُدمت‬
‫له؟ (‪ 1‬مل ‪)3‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬أتت امرأتان زانيتان إلى الملك‪ ،‬تعيشان في بي ٍ‬
‫ت واحدٍ‪،‬‬
‫أنجبتا طفلين‪ .‬قالت إحداهما‪ :‬مات طفل زميلتي بالليل ألنها نامت عليه‪.‬‬
‫فقامت في نصف الليل وأخذت ابني الحي من جانبي وأنا نائمة ووضعت‬
‫ابنها الميت مكانه‪ ».‬قالت كل من الزانيتين‪« :‬ابني هو الحي وابن‬
‫األخرى هو الميت»‪ .‬فطلب سليمان سي ًفا‪ ،‬وقال‪ :‬أشطروا الطفل الحي‬
‫وأعطوا نص ًفا لكل واحدة منهما‪.‬‬
‫تعجب الحاضرون‬
‫كيف يقتل طفالً‪ .‬وإذا‬
‫بإحداهما تقول‪« :‬اسمع يا‬
‫سيدي‪ ،‬أعطها االبن الحي‬
‫وال تميتوه‪ ،‬أما الثانية‬
‫فقالت‪« :‬ال يكون لي وال‬
‫لكِ ‪ ،‬أشطروه!» فسلَّم‬
‫الملك الطفل لألولى ألنه‬
‫ابنها‪ ،‬فضَّلت أن تتركه‬
‫لألخرى وال يموت‪.‬‬
‫ولما سمع جميع إسرائيل‬
‫تعجبوا من حكمته‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫سأل بولس‪ :‬كيف قام سليمان بتدبير دولته؟ (‪ 1‬مل ‪)4‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬لم يُعطِ األولويَّة للعمل العسكري‪ ،‬وقسّم إسرائيل إلى‬
‫قسم‪ .‬عمل المحافظ الرئيسي‬ ‫ً‬
‫اثنتي عشرة محافظة‪ ،‬وأقام محافظا على كل ٍ‬
‫أن يمد القصر الملكي بالمواد الغذائية [‪ ،]27‬ويجمع الضرائب من أجل‬
‫مشروعات سليمان [‪ ،]23-22‬ولإلنفاق على الجيش الضخم [‪]28 ،26‬‬
‫وبناء الهيكل‪.‬‬
‫ا َّتسم بروح التواضع‪ ،‬كما عيَّن نسبة عالية من رجال دولته المختارين‬
‫من قبل داود أبيه‪ .‬عيّن مجموعة ليست بقليلة من أبناء الكهنة واألنبياء‪،‬‬
‫فقد ورث عن والده ثقته في رجال هللا‪ ،‬وإيمانه ببركة الرب في تدبير‬
‫كل األمور‪.‬‬
‫كان سليمان مل ًكا وقاضيًا عادالً وحكيمًا وشاعرً ا وموسيقار وفيلسو ًفا‬
‫وكاتبًا‪ .‬ويُعتبر أول عالِم في الطبيعيَّات في العالم‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬كيف انتفع سليمان بعالقاته مع ملوك األمم؟ (‪ 1‬مل ‪)5‬‬
‫وتقدير وحكم ٍة مع من‬
‫ٍ‬ ‫أجاب الوالد‪ :‬كان سليمان يتعامل بكل ح ٍ‬
‫ب‬
‫هو أقل منه‪ .‬فلم يستخف بحيرام ملك صور‪ ،‬بل طلب مساندته كمن‬
‫هو محتاج إليه وإلى خبرة شعبه في قطع أشجار األرز ونقلها بحرً ا‪،‬‬
‫كأصحاب أسطول بحري‪.‬‬
‫معاهدته مع حيرام‪ :‬واضح من سلوك حيرام أ َّنه كان يتعبد هلل الحقيقي‪.‬‬
‫وإن كان البعض يرون أن تمجيد حيرام إلله إسرائيل ال يعني عدم عبادته‬

‫‪10‬‬
‫لألوثان‪ ،‬إنما هو اعتراف بأن هللا إله حقيقي مثل سائر آلهته‪ .‬في ‪ 2‬أي‬
‫‪ 11 :2‬اعترف بأن يهوه هو خالق السماء واألرض‪ ،‬لكن هذا ال يعني‬
‫دخوله في عالقات شخصيَّة معه‪.‬‬
‫كان اإلسرائيليون محتاجين إلى مهارة الصيدونيين‪ ،‬وكان الصيدونيون‬
‫محتاجين إلى غالل اإلسرائيليين وزيتهم (حز ‪ 2 ،17 :27‬أي ‪.)3 :2‬‬
‫أحب حيرام سليمان‪ ،‬فتشجع االثنان على حفظ عالقات الود المتبادلة‪.‬‬
‫اضطر سليمان إلى استخدام نظام السخرة لبناء الهيكل‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬كيف ننتفع روح ًيا من بناء الهيكل؟ (‪ 1‬مل ‪)6‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬ال ننسى أن مسيحنا تحدث عن هيكل جسده واهب القيامة‪.‬‬
‫إذ قال‪« :‬انقضوا هذا الهيكل وفي ثالثة أيام أقيمه‪ ،‬فقال اليهود في ست‬
‫وأربعين سنة بُني هذا الهيكل‪ ،‬أفأنت‬
‫في ثالثة أيام تقيمه؟ وأما هو‬
‫فكان يقول عن هيكل جسده»‬
‫(يو ‪ .)21-19 :2‬كما أقام‬
‫السيِّد المسيح كنيسته هيكالً‬
‫مقدَّسا له (أف ‪-20 :2‬‬
‫مؤمن‬
‫ٍ‬ ‫‪ .)22‬وجعل من كل‬
‫هيكالً يسكنه روح هللا القدوس‬
‫(‪ 1‬كو ‪ .)16 :3‬لذلك يليق بنا أن‬

‫‪11‬‬
‫كهيكل سماويٍ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫لنوج ْد حجارة حيَّة مع ّدة لبنائنا‬
‫َ‬ ‫نتهيَّأ هنا‬
‫كان قدس األقداس أو المحراب في الهيكل ضخمًا ج ًدا إن قورن بذاك‬
‫الذي كان في خيمة االجتماع‪ .‬وكان تابوت العهد صغيرً ا ج ًدا في وسط‬
‫هذه المساحة‪ ،‬لهذا أُقيم الكاروبان الضخمان من الحائط إلى الحائط‪.‬‬
‫لقد عرف اإلنسان الكاروب‪ ،‬لهذا عرفته األمم والسيما الكلدانيون‪،‬‬
‫وإن كانوا قد أضفوا عليه أشكاالً من عندهم‪ .‬إذن حين نرى الكاروب إ َّنما‬
‫نتذكر طبيعتنا البشريَّة التي حُرمت من جنة عدن مع أبوينا آدم وحواء‬
‫واآلن تتمتع بالخالص‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬ما هي أعمال سليمان اإلنشائ َّية؟ (‪ 1‬مل ‪)7‬‬


‫أجاب الوالد‪ :‬بعد أن ختم سفر الملوك األول الحديث عن بناء الهيكل‬
‫مسكن هللا في سبع سنوات‪ ،‬تح َّدث عن بناء مسكن سليمان الخاص في‬
‫‪ 13‬سنة‪ .‬على أي األحوال كانت أبعاد الهيكل ‪ 25×20×60‬ذراعًا‪،‬‬
‫بينما أبعاد القصر أكثر ا ِّتساعًا من مسكن الرب ‪.30×50×100‬‬
‫هذا وقد بنى سليمان عر ًشا‪ ،‬وأجنحة منفصلة لمسكنه والبنة فرعون‪.‬‬
‫ًّ‬
‫وممرا لقصره مشابهًا لما هو للهيكل‪.‬‬ ‫أقام أيضًا ً‬
‫بهوا‬

‫سأل بولس‪ :‬كيف ت ّم تدشين الهيكل؟ (‪ 1‬مل ‪)8‬‬


‫أجاب الوالد‪ :‬يكشف األصحاح الثامن عن شوق هللا نحو اإلنسان‪ .‬هذا‬
‫الذي ال تسعه السماوات واألرض يجد مسرَّ ته في سكناه وسط شعبه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫دائم‪ .‬كان‬‫يميل بأذنيه ليسمع طلباتهم‪ ،‬ويباركهم‪ ،‬ويحوِّ ل حياتهم إلى عي ٍد ٍ‬
‫قلب سليمان الملك ملتهبًا بالفرح بتلك اللحظات التي طالما كان يتر َّقبها‪،‬‬
‫بل والتي كان والده داود النبي يشتهيها‪ .‬لم يفرح وحده‪ ،‬بل أشرك معه‬
‫الشيوخ ورؤساء األسباط وأيضًا الكهنة والالويين وكل الشعب‪ .‬صلى‬
‫ونهارا‪ ،‬على الموضع‬‫ً‬ ‫سليمان‪« :‬لتكون عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليالً‬
‫الذي قلت إن اسمي يكون فيه‪ .‬لتسمع الصالة التي يصليها عبدك في هذا‬
‫الموضع» [‪.]29‬‬
‫بقوله «إن اسمي يكون فيه»‬
‫يعني حضرة الرب في بيته‬
‫وسط شعبه‪ ،‬حيث يق ِّدم‬
‫لهم قوَّ ته قوَّ ة لهم‪،‬‬
‫ومجده مج ًدا داخليًا‬
‫ينير‬ ‫لنفوسهم‪،‬‬
‫أعينهم فيدركون‬
‫اإللهيَّة‪.‬‬ ‫أسراره‬
‫يهبهم نموً ا وتقديسًا‬
‫وغفرا ًنا لخطاياهم‪.‬‬
‫هذا هو سُكنى اسم الرب‬
‫في بيته!‬

‫‪13‬‬
‫سمو مملكة سليمان بن داود؟ (‪ 1‬مل ‪)9‬‬
‫سر ّ‬‫سأل بولس‪ :‬ما هو ّ‬
‫أجاب الوالد‪ :‬يعتبر عصر داود الملك وابنه سليمان العصر الذهبي‬
‫في التاريخ العبري‪ .‬كان داود محاربًا وسليمان محبًا للتعمير‪ .‬أقام داود‬
‫المملكة بجهاده العسكري مع روح التقوى‪ ،‬وبنى سليمان الهيكل وقام‬
‫بمشاريع تجاريَّة وإنشاء أسطول بحري‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬ماذا رأت ملكة ســبأ في الملك سليمان؟ (‪ 1‬مل ‪)10‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬اعترفت ملكة سبأ بأن ما رأته في الملك سليمان أعظم‬
‫ممَّا سمعته عنه‪.‬‬
‫• غناه‪ :‬ق َّدمت له الكثير من الذهب‪ ...‬كما ق َّدم له ملوك الدول المحيطة ٍ‬
‫بفيض‪.‬‬
‫• سخاؤه‪ :‬كان يأتيه الكثير‪ ،‬ويق ِّدم أيضًا الكثير‪.‬‬
‫• عظمة مظهره‪ :‬أتراس من ذهب‪ ،‬وكؤوس من ذهب‪ ،‬وعرش فريد في العظمة‪.‬‬
‫قوته‪ :‬مركبات وخيل بكثرة [‪.]26‬‬ ‫• عظمة َّ‬
‫• قدرته التجار َّية‪ :‬تبادل تجاري مع مصر [‪.]29-28‬‬
‫• غنى شعبه [‪.]27‬‬
‫سأل بولس‪ :‬ما هو سبب انحدار شخص َّية سليمان؟ (‪ 1‬مل ‪)11‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬لقد ارت َّد عن العبادة الحقيقية النقيَّة بسبب إغواء نسائه‬
‫الغريبات‪ .‬بدأ سليمان برعاية شعبه بالحب وبعد ذلك انشغل بقصره‬
‫الخاص والمنشآت الضخمة‪ ،‬فأرهق شعبه بالضرائب وأعمال السُخرة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫سأل بولس‪ :‬هل جاء تمزيق‬
‫المملكة فجأة في أيام رحبعام‬
‫بن سليمان؟ (‪ 1‬مل ‪)12‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬سبق‬
‫حذر هللا سليمان‬ ‫أن َّ‬
‫من انقسام المملكة‬
‫بسبب الفساد (‪ 1‬مل‬
‫‪ ،)13-11 :11‬كما‬
‫تنبَّأ أخيا النبي ليربعام‬
‫عن إقامة مملكة منش َّقة‬
‫(‪ 1‬مل ‪،)32-29 :11‬‬
‫وتنبأ شمعيا لرحبعام‬
‫[‪ ،]24-23‬مع هذا لم يتحرَّ ك‬
‫قلبه للتوبة‪.‬‬
‫سأل بولس‪ :‬ما هي قصة يربعام المنشق مع رجل هللا؟ (‪ 1‬مل ‪)13‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬هرب يربعام إلى مصر‪ ،‬إذ طلب سليمان قتله‪ ،‬وظنَّ‬
‫سليمان أ َّنه قد تخلَّص منه‪ ،‬ولم يدرك أ َّنه سيقيم المملكة المنش َّقة في أيَّام‬
‫ابنه رحبعام‪ .‬كما أرسل هللا نبيًا ليربعام لتحذيره‪ ،‬وطلب هللا من النبي أالَّ‬
‫يأكل وال يشرب في ذلك الموضع‪ .‬أطاع النبي وصنع هللا به معجزات‪،‬‬
‫وبعد ذلك لم يطع هللا بغواية نبي آخر فافترسه أسد‪ .‬ليس عند هللا محاباة‪،‬‬
‫فهو يؤ ِّدب من أخطأ‪ ،‬سواء كان مل ًكا أو نبيًا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سأل بولس‪ :‬هل كان كل ملوك يهوذا صالحين؟ (‪ 1‬مل ‪)15‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬كان بعض ملوك يهوذا صالحين وبعضهم أشرارً ا‪ ،‬فأبيام كان‬
‫شرِّيرً ا‪ ،‬وآسا كان صالحً ا‪ .‬لكن لم يكونوا في البداية قد بلغوا شر ملوك إسرائيل‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬هل نجحت مملكة إسرائيل المنشقة (الشمالية)؟ (‪ 1‬مل ‪)16‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬كانت الثورات مستمرَّ ة في مملكة إسرائيل في فترة‬
‫زمنيَّة قصيرة‪ .‬فكانت االغتياالت ُترتكب لتحت ّل أسرة ملكيَّة شرِّيرة مكان‬
‫غيرها ت َّتسم أيضًا بالشرّ‪ .‬فبعد أن أباد الملك بعشا بيت يربعام‪ ،‬أباد الملك‬
‫ُزمري بيت بعشا‪ .‬وحاول الملك عُمري اغتيال ُزمري‪ .‬ظنّ البعض أن‬
‫الزمن كفيل أن ِّ‬
‫يغطي على الخطأ أو الشرّ‪ ،‬لك َّنه حتمًا يشرب اإلنسان من‬
‫الكأس التي مألها إلخوته‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬هل تجاهل هللا المملكة المنشقة؟ (‪ 1‬مل ‪)17‬‬


‫أجاب الوالد‪ :‬جاءت سلسلة الملوك األشرار‬
‫في المملكة الشمالية متوالية‪ ،‬ولم يوجد قط‬
‫بينهم ملك واحد صالح‪ .‬وقد بلغت القمَّة‬
‫عندما تزوَّ ج الملك أخاب إيزابل الشرِّيرة‬
‫ابنة ملك صور كاهن البعل‪ .‬مع ذلك بعث‬
‫هللا نبيًا عجيبًا يشهد له ويعمل لخالص‬
‫إخوته وهو إيليَّا التشبِّي‪ .‬بقيت أعماله شهادة‬
‫حيَّة للحق اإللهي‪ ،‬منها نبوَّ ته عن الجفاف [‪،]1‬‬

‫‪16‬‬
‫وإعالة الغربان له [‪ ،]7-2‬وإعالة أرملة صرْ َفة صيْدا له [‪ ،]16-8‬وإقامة‬
‫ابن األرملة [‪.]24-17‬‬

‫سأل بولس‪ :‬لماذا دُعي إيليا بالنبي الناري؟ (‪ 1‬مل ‪)18‬‬


‫أجاب الوالد‪ :‬ألن غيرته على الحق اإللهي‬
‫كانت ملتهبة‪ .‬لقد أعطى هللا أخاب‬
‫فرصة للتوبة بحلول الجفاف لم َّدة‬
‫ثالث سنوات ونصف [‪ ،]2-1‬مع‬
‫هذا ازداد عن ًفا وا َّتهم إيليَّا أ َّنه‬
‫مُك ِّدر إسرائيل‪.‬‬
‫لذلك أعلن هللا حضرته أمام‬
‫بنار تلتهم الذبيحة‪.‬‬ ‫الشعب ٍ‬

‫سأل بولس‪ :‬ما هو دور إيليا‬


‫النبي في لقاءاته؟ (‪ 1‬مل ‪)18‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬لقاءات إيليا‬
‫متعددة‪ ،‬نذكر منها اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬لقاء إيل َّيا مع عوبديا المسئول عن‬
‫وبغال‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫خيل‬
‫حيوانات الملك [‪ :]16-3‬ما كان يشغل الملك حيواناته من ٍ‬
‫فطلب من عوبديا أن يبحث لها عن ماء‪ .‬وما كان يشغل الملكة أن تبيد‬

‫‪17‬‬
‫أنبياء الرب [‪ ،]13‬أما إيليَّا فما كان يشغله االلتقاء مع هللا ألجل خالص‬
‫النفوس‪.‬‬
‫‪ .2‬لقاء إيل َّيا مع أخاب [‪ :]18-17‬ا َّتهمه أخاب بأ َّنه مك ِّدر إسرائيل‪.‬‬
‫وبقوَّ ة وشجاعة ر َّد إيليَّا النبي اال ِّتهام الموجَّ ه إليه إلى الملك وبيت أبيه [‪.]18‬‬
‫‪ .3‬لقاء إيل َّيا مع الشعب [‪ :]24-19‬كان الشعب يريد أن يعبد االثنين‬
‫معًا‪ :‬هللا والبعل‪ .‬فقد تالمسوا مع قوَّ ة هللا وحبُّه وسمعوا ما صنعه مع‬
‫ملذات ورجاسات‪ .‬وظ ُّنوا أن للبعل سلطان على‬ ‫آبائهم‪ ،‬ووجدوا في البعل َّ‬
‫األمطار والنار‪ ،‬لذا أراد إيليَّا النبي تقديم عالقة ملموسة عن الحق خالل‬
‫النار والماء‪.‬‬
‫‪ .4‬لقاء إيل َّيا مع كهنة البعل [‪ :]26-25‬طلب منهم أن يبدأوا بتقديم‬
‫الذبيحة‪ .‬فاستخدموا كل وسيلة لع َّل البعل يتحرَّ ك‪ ،‬حتى كانوا ِّ‬
‫يقطعون‬
‫أجسامهم بالسيوف والرماح‪.‬‬
‫‪ .5‬لقاء مع هللا الناري‪ :‬شعر إيليَّا بأ َّنه محفوظ بالعناية اإللهيَّة الملتهبة‬
‫نارً ا فسخر بـ ‪ 850‬كاه ًنا للبعل يسندهم الملك والملكة ويجري وراءهم‬
‫الشعب [‪.]39-30‬‬
‫‪ .6‬قتل كهنة البعل [‪ :]40‬إذ اعترف الشعب بأن الرب هو هللا‪،‬‬
‫طلب منهم أن يرفضوا عبادة البعل بتنفيذ الشريعة‪ :‬بقتل عبدة األوثان‬
‫والمثيرين لها (تث ‪ .)3 :13 ،3-2 ،11-1 :13‬طلب قتل كهنة البعل‬
‫حتى ال يعودوا يخدعون البسطاء‪.‬‬
‫الخاصة بالمطر [‪ :]46-41‬قضى الملك اليوم كلُّه‬
‫َّ‬ ‫‪ .7‬طلبة إيل َّيا‬

‫‪18‬‬
‫يراقب ما يحدث‪ ،‬فلم يأكل ولم يشرب‪ ،‬ربَّما أل َّنه كان يطلب من هللا أن‬
‫يتدخل‪ ،‬أو أل َّنه كان مرتب ًكا ج ًدا غير قادر على األكل حتى يرى ماذا‬ ‫َّ‬
‫ير إيليَّا أيَّة عالمة عن سقوط المطر‪ ،‬لك َّنه بثق ٍة قال‪« :‬ألخاب‬
‫يحدث‪ .‬لم َ‬
‫اصعد ُك ْل واشرب‪ ،‬أل َّنه حس دوي مطر»‬
‫[‪ .]41‬لقد مضى وقت الجفاف!‬

‫سأل بولس‪ :‬لماذا أُقام هللا‬


‫تلميذا إليل َّيا؟ (‪ 1‬مل ‪)19‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬أراد هللا‬
‫أن يسنده‪ ،‬فيرسل له مالكه‬
‫ويتراءى له‪ ،‬وي ّفرح قلبه‬
‫باختيار إليشع نبيًا يتتلمذ‬
‫على يديه ويكمل رسالته‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬هل فتح الرب‬


‫ألخاب باب التوبة؟ (‪ 1‬مل ‪)20‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬نعم‪ ،‬لقد سمح هللا لبنهدد‬
‫ملك سوريا أن يطلب من أخاب فضَّته وذهبه ونساءه وبنيه الحسان‬
‫فوافق‪ .‬وعاد فطلب أن يبعث إليه إرساليَّة تستولي على كل ما يحسن في‬
‫عينيّ بنهدد‪ ،‬فالتجأ الملك إلى شيوخ األرض الذين رفضوا ذلك‪ .‬بعث‬

‫‪19‬‬
‫إليه الرب نبيًا يؤ ِّكد له أ َّنه يهبه نصرة على بنهدد‪ .‬وبالفعل انتصر عليه‬
‫في موقعتين‪ ،‬وإذ سقط بنهدد بين يديه عوض تقديم الشكر هلل‪ ،‬أقام مع‬
‫بنهدد عه ًدا‪ ،‬فصدر األمر بأن ُتطلب نفس أخاب عوضًا عن نفس بنهدد‪،‬‬
‫وشعب إسرائيل عوضًا عن آرام‪.‬‬

‫سأل بولس‪ :‬هل طلب هللا خالص أخاب الشرير؟ (‪ 1‬مل ‪)21‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬نعم‪ ،‬ح ًقا اشتهى أخاب أن يقتني كرم نابوت اليزرعيلي‬
‫المالصق لقصره الشتوي في يزرعيل‪ .‬وكان مستع ًدا أن يدفع الثمن‬
‫لنابوت أو يق ِّدم له كرمًا آخر عوضًا عنه‪.‬‬
‫ولكن رفض نابوت أن يبيع ميراث‬
‫فخططت إيزابل الشرِّيرة‬ ‫َّ‬ ‫آبائه‪،‬‬
‫لقتله‪ .‬اتهمته بأ َّنه مج ِّدف على‬
‫اسم هللا وعلى الملك‪ ،‬كأن‬
‫الملكة قاتلة األنبياء مهتمَّة‬
‫باسم هللا‪ .‬قتلت وورثت‬
‫ممتلكات نابوت‪ ،‬وإذ جاء‬
‫إيليَّا النبي يوبِّخ أخاب نراه‬
‫يلبس مسوحً ا ويصوم ويسير‬
‫في تواِضع‪ .‬هللا في رحمته الفائقة‬
‫يقول إليليَّا‪« :‬هل رأيت كيف ا َّتضع‬

‫‪20‬‬
‫أخاب أمامي؟ فمن أجل أ َّنه ا َّتضع أمامي‬
‫ال أجلب الشرّ على بيته» [‪.]28‬‬

‫سأل بولس‪ :‬هل هلك أخاب؟‬


‫(‪ 1‬مل ‪)22‬‬
‫أجاب الوالد‪ :‬ملكا إسرائيل‬
‫ويهوذا التقيا ليحاربا ملك آرام‬
‫(سوريا)‪ .‬وانتهت حياة أخاب‬
‫بضربة قاتلة بي ٍد آراميَّة‪ ،‬وقد‬
‫صمَّم ملك آرام أالَّ يقتل أح ًدا‬
‫سوى ملك إسرائيل‪.‬‬
‫في هذا الموقف‪ ،‬لم يجسر‬
‫أخاب الملك أن يضرب ميخا‬
‫النبي الذي طلب منه أال‬
‫يحارب‪ ،‬لكن صدقيا كرئيس لألنبياء الكذبة ضربه كصاحب سلطان‪.‬‬
‫اقترب صدقيا من ميخا بغيظٍ وضربه على وجهه ربَّما بكف يده أو‬
‫بحذائه‪ .‬فعل هذا في حضرة الملكين دون استئذان منهما‪ .‬وقد سُرّ أخاب‬
‫بذلك‪ ،‬أمَّا يهوشافاط ملك يهوذا فلم يتكلَّم حاسبًا هذا ليس في سلطانه‪،‬‬
‫أل َّنه ضيف‪ .‬لم ينتقم ميخا لنفسه‪ ،‬وإ َّنما أعلن له بأن الزمن سيكشف عما‬
‫يفعله ويفضحه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تنبَّأ له ميخا بأ َّنه سينطلق من حجرة إلى حجرة ليختبئ من وجه إيزابل‬
‫الملكة وأخزيا ابن الملك والشيوخ ورجال الدولة حينما يسقط أخاب في‬
‫الحرب‪ ،‬ويكتشف الكل كذب صدقيا ورجاله‪ ،‬فيندم الكل أ َّنهم لم يسمعوا‬
‫لصوت الرب‪ .‬أمر أخاب بإعادته إلى السجن وأن يطعموه خبز الضيق‬
‫وماء الضيق حتى يرجع من الحرب منتصرً ا‪ .‬هرب يهوشافاط بعد أن‬
‫حذره منه ميخا النبي‪.‬‬ ‫نال جزا ًء مرً ا لتهاونه واشتراكه مع أخاب فيما َّ‬
‫بحزم (‪ 2‬أي ‪.)2 :19‬‬ ‫ٍ‬ ‫عند عودته إلى أورشليم وبخه ياهو النبي‬
‫تخ َّفى أخاب وسط الجيش ليحارب‪ ،‬لك َّنه لم يقدر‬
‫أن يختفي عن هللا‪ .‬ضربه جندي بقوسه عن‬
‫ُرب‬ ‫غير عمدٍ‪ ،‬فأصابه جرح قاتل‪ .‬ض َ‬
‫الملك المتخ ِّفي ليس بمهارة ملك آرام‬
‫وال بقدرات جيشه‪ ،‬وإ َّنما بسماح إلهي‬
‫ُرب الرجل المطلوب‬ ‫عجيب‪ .‬ض َ‬
‫وبطريقة ُتح ِّقق نبوَّ ة إيليَّا النبي له‬
‫وفي الموضع المناسب‪ .‬لقد سمح هللا‬
‫ألخاب أالَّ يموت فورً ا حتى يتح َّقق‬
‫بنفسه في اللحظات األخيرة أن ما تنبَّأ‬
‫به ميخا هو حق‪.‬‬
‫هذا وقد ورد في الترجمة السبعينية صالة‬
‫توبة رائعة ألخاب الشرير‪ ،‬نرجع إليها عند حديثنا‬
‫عن األسفار الواردة في الترجمة السبعينية إن شاء الرب وعشنا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫األسفار التاريخ َّية في عصر الملوك‬
‫الس ِّيد المسيح في السفر‬ ‫موضوع السفر‬ ‫السفر‬
‫‪ 1‬صموئيل‪ .‬االختيار البشري «شاول» • الممسوح نبيًا وكاه ًنا ومل ًكا‬
‫وشفيعًا‪.‬‬
‫• الجالس على كرسي داود أبيه‪،‬‬
‫يملك أبديًا (لو ‪.)32 :1‬‬
‫‪ 2‬صموئيل‪ .‬االختيار اإللهي «داود» الميثاق مع داود (‪ )7‬رمز‬
‫للميثاق المسياني للعالم كلُّه‪.‬‬
‫سليمان وإسرائيل • المسيح ملك السالم والمجد‬ ‫‪ 1‬مـلـــوك‪.‬‬
‫وهو حكمة هللا (‪ 1‬كو ‪،)30 :1‬‬
‫•باني بيت هللا (أف ‪.)22-20 :2‬‬
‫• ملك الملوك (رؤ ‪.)16 :19‬‬
‫المسيح ضابط التاريخ الذي يعلن‬ ‫ملوك إسرائيل‬ ‫‪ 2‬مـلـــوك‪.‬‬
‫خطته وغايته من نحو شعبه‪.‬‬ ‫عن َّ‬
‫المسيح الملك أعظم من داود‪.‬‬ ‫سليمان والهيكل‬ ‫‪ 1‬أخبار األيَّام‪.‬‬

‫المهتم بتطهير هيكله‪ ،‬وإصالح‬ ‫الملوك والهيكل‬ ‫‪ 2‬أخبار األيَّام‬


‫وشفاء كل ضعفٍ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫إلى أبنائنا المحبوبين‬

‫ماذا تعرفون عن سفر الملوك األول؟‬


‫• ُكتب بينما كان الهيكل األول قائمًا (‪ ،)8:8‬يحتمل أن يكون‬
‫الكاتب إرميا النبي‪ ،‬كتبه بوحي الروح القدس معتم ًدا على‬
‫سجالت لناثان النبي وجاد الرائي (أي ‪ )29:29‬وآخرين‪ .‬كان‬
‫سفرا ملوك األول والثاني في األصل العبري سفرً ا واح ًدا‪.‬‬
‫• يحتوي على تاريخ مملكتي إسرائيل ويهوذا من أيام سليمان‬
‫الملك حتى أخاب ويهوشافاط‪ ،‬أي حقبة تبلغ ما بين ‪115،125‬‬
‫عامًا‪.‬‬
‫• يعلن أن المملكة تكون قوية متى ثبتت في الملك الحقيقي‪،‬‬
‫الذي يهبها رحمة وعو ًنا ومج ًدا‪ .‬أما إذا انحرفت عنه فتنهار‬
‫وتسقط تحت التأديب‪.‬‬
‫• مات داود لكنه يبقى المثل الذي يضرب به هللا ألوالده‬
‫(‪4:9‬؛ ‪38 ،33 ،4:11‬؛ ‪8:14‬؛ ‪3:15‬؛ ‪.)11:15‬‬
‫أقسامه‬
‫سليمان الحكيم ص ‪.11-1‬‬
‫انقسام المملكة ص ‪.22-12‬‬

‫جنيهان ( مدعم ألجل الخدمة )‬


‫‪24‬‬

You might also like