Professional Documents
Culture Documents
الجهود الدولية لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر
الجهود الدولية لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر
تاريخ إرسال المقال 2022 /04 /28 :تاريخ قبول المقال 2022 /09 /24 :تاريخ نشر المقال2022 /11 /02 :
الملخص:
إن االتجار بالبشر ظاهرة قديمة قدم التاريخ ،وأخذت هذه الظاهرة اشكاال مختلفة ،وأساليب متعددة ومورست
لغايات متباينة ،فكانت تجارة البشر في السابق ألغراض العبودية واالسترقاق ،ثم تطورت أساليب االستغالل فصارت
تمارس ألغراض الدعارة واالستغالل الجنسي ،باإلضافة إلى أنها كانت تمارس بحرية ودون قيود حتى ظهور الديانات
السماوية والنظم والقوانين الحديثة التي حاربتها وعدتها جرائم يعاقب عليها القانون ،كما ادرك المجتمع الدولي أن
مشكلة جريمة االتجار بالبشر ليست بمشكلة فردية تهم دولة واحدة فحسب بل تهم المجتمع الدولي برمته ،ولذلك بادر
المجتمع الدولي إلى اتخاذ اإلجراءات الكفيلة التي تهدف إلى مكافحة هذه الجريمة ،وذلك من خالل حتمية التعاون
الدولي في مواجهتها من خالل االتفاقيات الدولية لدرء الخطر المتزايد لهذه الجريمة على الصعيد الدولي.
الكلمات المفتاحية :جريمة ،سبل المكافحة ،اإلتجار بالبشر ،االتفاقيات الدولية.
Abstract:
Human trafficking was a phenomenon as old as history, and this phenomenon took different
forms, different methods and practiced for different purposes. Human trafficking in the past was for
the purposes of slavery and enslavement. The methods of exploitation were then developed for
purposes of prostitution and sexual exploitation. The international community has recognized that the
crime of human trafficking is not an individual problem that concerns only one State but the
international community as a whole. The international community has therefore taken the initiative to
ensure measures which aim to fight against this crime through the necessity of international
cooperation within international agree of combatingments to ward off the growing threat of this
crime at the international level.
مقدمة
تعتبر جريمة االتجار بالبشر قديمة قدم االنسانية إال أنها كانت تأخذ شكل التجارة بالرقيق ،حيث تعتبر
من أخطر أنواع الجرائم التي عرفتها المجتمعات االنسانية وتم فيها استغالل البشر على مختلف أعمارهم على
وجه الخصوص األطفال والنساء ،تنتشر كثي ار في وقت الحروب ويظهر سوق الرقيق.
* املؤلف املرسل
985
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
والوجه الحديث لهذه الجريمة هي التجار بالبشر التي تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق وحريات االنسان
وهي جريمة منظمة في غالب األحيان ال تقتصر على الحدود الوطنية بل أكثر من ذلك إلى الحدود الدولية
في ظل هيمنة المنظمات الدولية على هذه الجرائم من خالل اتساع ارباحها وكذلك زيادة مداخلها ،وهي من
أخطر الجرائم المعاصرة التي تمس امن البشرية والدول ،وتضرب القيم والمبادئ االنسانية ،وتعد ثالث تجارة
غير مشروعة في العالم بعد تهريب السالح واالتجار بالمخدرات ،ولقد اتسع نطاقها بشكل ملحوظ خالل
الحقبة األخيرة حيث يتم من خاللها نقل ماليين من البشر عبر الحدود الدولية سنويا ليتم االتجار بهم ،وال
توجد أي منطقة جغرافية في العالم بمنأى عن هذه الجريمة التي ينظر إليها على انها مظهر حديث من
مظاهر العبودية التي جرمتها العديد من االتفاقيات والمعاهدات الدولية.
هاته األفعال التي تجعل من االفراد سلعا أو بضاعة تباع وتشترى وتستغل ابشع استغالل حيث يجرى
تعذيب األشخاص وتحقيرهم واهانة كرامتهم وآدميتهم ،ووعيا من المجتمع الدولي بخطورة االتجار بالبشر تم
عقد عدة ندوات ومؤتمرات دولية واقليمية وكذلك اصدار وتبني مجموعة من االتفاقيات والصكوك الدولية،
مؤخ ار أبرمت اتفاقية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية لسنة ،2000بباليرمو االيطالية وألحق بها
بعض البروتوكوالت منها بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وبخاصة النساء واألطفال.
أما م انتشار هذه الجريمة المنظمة ،وأمام اتساع رقعتها وازدياد خطورتها ،األمر الذي دفع المجتمع
الدولي إلى التوجه نحو التعاون في سبيل مكافحة هذا النمط من االجرام ومعاقبة أولئك الذين يتاجرون
بحريات األشخاص واعراضهم ،كما أدرك المجتمع الدولي أن هذه الجريمة ليست بمشكلة فردية تهم دولة
واحدة فحسب بل تهم المجتمع الدولي برمته.
ولهذا نطرح االشكالية :ما مدى فعالية الوثائق الدولية في الحد من جريمة اإلتجار بالبشر؟
ولمعالجة هذه االشكالية اقترحنا الخطة التالية:
المبحث األول نتناول التعريف بجريمة االتجار بالبشر ثم نتناول في المبحث الثاني السبل الدولية
لمكافحة هذه الجريمة .
المبحث األول :المقاربة التعريفية لجريمة االتجار بالبشر
إن مرتكبي جريمة االتجار بالبشر ينظرون الى البشر على أنهم سلع قابلة للبيع والشراء وهو ما يمثل
انتهاك صارح لحقوق االنسان بما ينطوي عليه من انتهاك لكرامة االنسان وما تحمله هذه الظاهرة بين طياتها
من آثار سلبية على االنسان وعلى المجتمعات خاصة.
المطلب األول :تعريف جريمة االتجار بالبشر
لقد تباين الفقه في تعريف جريمة االتجار بالبشر فهناك من عرفها على أنها استخدام والنقل والتسليم
لألشخاص من خالل التهديد أو االختطاف واستخدام القدرة والتحاليل أو االجبار أو من خالل إعطاء وأخذ
986
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
الفوائد الكتساب موافقة وقبول شخص يقوم بالسيطرة على شخص آخر التحايل إلى يهدف االستغالل الجنسي
أو االجبار على القيام بالعمل(.)1
كما عرفت كذلك بكافة التصرفات المشروعة وغير المشروعة التي تحيل االنسان إلى مجرد سلعة
أو ضحية ،يتم التصرف فيها بواسطة وسطاء ومحترفين عبر الحدود الوطنية ،بقصد استغالله في أعمال
ذات أجر متدن أو في أعمال جنسية أو ما شابه ذلك ،وسواء هذا التصرف بإرادة الضحية أو قس ار عنه
أو بأي صورة أخرى من صور العبودية(.)2
أما تعريف جريمة االتجار بالبشر حسب المعاهدات واالتفاقيات الدولية فهي متعددة ولكن األهم منها
ما تم تداوله في االتفاقيتين ،اتفاقية التكميلية إللغاء الرق واألنظمة والممارسات المشابهة للرق لسنة 1956
حيث تنص المادة السابعة منها على أنه « يقصد بالتجار بالرقيق كل فعل بالقبض أو اكتساب أو التنازل عن
شخص من أجل جعله رقيقا وكل فعل اكتساب عبد لبيعه أو مبادلته مهما كانت الغاية أو وسيلة النقل
المستحدثة»
كما عرف برتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص ،وبخاصة النساء واألطفال سنة 2000في
المادة 03منه على أن االتجار باألشخاص هو تجنيد أشخاص أو نقلهم وتنقيلهم أو ايوائهم أو استقبالهم
بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو االختطاف أو االحتيال أو الخداع أو
استغالل السلطة أو استغالل حالة استضعاف او بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له
سيطرة على شخص آخر بغرض االستغالل ،ويشمل االستغالل كحد ادنى ،استغالل دعارة الغير أو سائر
اشكال االستغالل الجنسي أو السخرة أو الخدمة قس ار او االسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق أو االستعباد
أو نزع االعضاء(.)3
أما تعريف الجريمة في التشريعات المقارنة فنجد ان المشرع الفرنسي يعرفها في المادة 225من قانون
العقوبات الفرنسي لسنة 1993على أنه ":الفعل الذي يتم مقابل أجر أية منفعة أخرى أو وعد بأجر ذا
ومنفعة على تجنيد شخص أو نقله أو ترحيله أو ايوائه أو استقباله بهدف وضعه تحت تصرف الغير ولو
بدون تحديد هوية من الغير إما بهدف ارتكاب جرائم أو االعتداءات الجنسية ضد هذا الشخص أو استغالله
()4
في اعمال التسول أو فرض شروط عمل و يكن مهينة لكرامته أو إلجباره على ارتكاب جناية أو جنحة.
أما المشرع المصري فقد عرف جريمة االتجار بالبشر في القانون رقم 64لسنة 2010الخاص
بمكافحة وتجريم عمليات االتجار بالبشر في المادة 02منه على أنه " :يعد مرتكبا لجريمة االتجار بالبشر
كل من يتعامل بأية صورة في شخص طبيعي بما في ذلك البيع أو التسليم أو الشراء أو الوعد بهما أو
االستخدام أو النقل أو التسلي م أو اإليواء أو االستقبال أو التسليم سواء في داخل البالد أو عبر حدودها
الوطنية إذ تم ذلك بواسطة استعمال القوة أو التهديد بهما أو بواسطة االختطاف أو االحتيال أو الخداع أو
استغالل السلطة أو استغالل حالة الضعف أو الحاجة أو الوعد بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا مقابل
987
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
الحصول على موافقة شخص على االتجار شخص آخر له سيطرة عليه ،وذلك كله إذا كان التعامل بقصد
االستغالل أي كانت صورة بما في ذلك استغالل في أعمال الدعارة وسائر أشكال االستغالل الحديث،
واستغالل االطفال في ذلك وفي المواد االباحية أو الخدمة قص ار أو االسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق
أو االستعباد أو التسول أو استئصال األعضاء أو األنسجة البشرية أو جزء منها".
أما المشرع الجزائري فقد أخذ بنفس التعريف الذي جاء به بروتوكول منع ومعاقبة االتجار بالبشر
باألشخاص وخاصة النساء واألطفال حيث عرفته المادة 303مكرر 04من قانون العقوبات على انه ":يعد
التجار باألشخاص تجنيد أو نقل أو تنقيل أو ايواء أو استقبال شخص أو أكثر بواسطة التهديد بالقوة أو
استعمالها أو غير ذلك من أشكال اإلكراه أو االختطاف أو االحتيال أو الخداع أو اساءة استعمال السلطة أو
استغالل حالة استضعاف أو اعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سلطة على شخص
آخر بقصد االستغالل ويشمل االستغالل ،استغالل دعارة الغير في التسول أو السخرة أو الخدمة كرها أو
االسترقاق أو الممارسات الشبيه بالرق أو االستعباد أو نزع األعضاء.
المطلب الثاني :خصائص جريمة االتجار بالبشر
تنفرد جريمة االتجار بالبشر بجملة من الخصائص التي تميزها عن الجرائم األخرى ،مما يصنفها من
ضمن الجرائم العابرة للحدود التي وضع لها المشرع الدولي ميكانيزمات لمحاربتها وأهم هذه الخصائص:
-أنها جريمة منظمة :لم تعرفها اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،الجريمة
المنظمة وانما وصفت هذه االتفاقية تعريف للجماعة االجرامية المنظمة في المادة 02بقولها ":كل جماعة
ذات بناء هيكلي تتكون من ثالثة أشخاص فأكثر ثابتة لفترة من الزمن الرتكاب واحدة أو أكثر من الجرائم
الخط يرة أو الجرائم المنصوص عليها في هذه االتفاقية بغرض الحصول مباشرة أو بطريق غير مباشر على
مزايا مالية أو أي منفعة مادية أخرى" ،وعرفت الجماعة ذات الهيكل التنظيمي بأنه ":جماعة غير مشكلة
عشوائيا لغرض ارتكاب الفوري لجرم ما وال يلزم أن يكون ألعضائها أدوا ار محددة رسميا أو أن تستمر
عضويتهم فيها أو أن تكون ذات هيكل تنظيمي" ،وبذلك فإن هذه االتفاقية قد نجحت فقط في توحيد الجهود
الدولية وتحقيق االجماع حول المفاهيم المرتبطة بالجريمة المنظمة عبر الوطنية لتأسيس سياسة جنائية دولية
لتطويق االجرام المنظم(.)5
وتعرف الجريمة المنظمة أنها الجريمة التي تقوم بها عصابات احترفت االجرام وجعلها محور ومجال
نشاطها ومصدر دخلها لعمل تهدف الى توليد نفقات نقدية ومالية ضخمة وسريعة التنقل عبر وسائط متعددة
ومختلفة بعضها تقليدي واآلخر متجدد أو إذا كانت في النهاية جميعها مخالفة للقانون واألخالق والقيم
االنسانية(.)6
تعد جريمة االتجار بالبشر أكبر نشاط اجرامي في العالم بعد تجارة األسلحة والمخدرات وأسرعهم نموا
وأكثرهم ربحا فقد تقدر بأرباح طائلة على القائمين بها.
988
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
-هي جرائم واقعة على األشخاص :إن موضوع جريمة االتجار بالبشر هو االنسان حيث أن التجنيد
والنقل وااليواء واالستقبال يقع على االنسان هو محل هذا النوع الفريد في التجارة وهي تمس بالكرامة
االنسانية.
-أنها الجرائم العمدية على هذه الجريمة الجرائم العمدية التي يشترط فيها توافر القصد الجرمي لدى الفاعل
ألنه يصعب تصور ارتكاب هذه الجريمة من قبل شخص عن طريق الخطأ أو االهمال ،كما أن أفعال النقل
أو التجنيد أو االيواء أو االستقبال تتم بواسطة القوة أو التهديد باستخدامها الخداع أو االختطاف وهي وسائل
يتوفر فيها القصد الجرمي أو التعمد وهي طبيعة األفعال المحققة للجريمة والوسائل المستحدثة فيها تكون
()7
بصورة عمدية.
-جريمة االتجار بالبشر من الجرائم المركبة أي هي جريمة ذات طبيعة خاصة ،حيث تتكون من عدة
عناصر السلعة وهي الضحية أي الشخص الذي يمكن بيعه أو تجنيده أو نقله أو استقباله في أي بلد آخر
غير موطنه األصلي فهي تتكون من سلسلة من األفعال االجرامية بحيث يشكل كل فعل من هذه األفعال
جريمة مستقلة وقد تقترن هذه الجرائم العديد من األفعال االجرامية األخرى مثل النصب واالحتيال( ،)8وهو ما
يجعل هذه العملية معقدة أي جريمة تقع من عدة أشكال مادية ذات طبيعة مختلفة يصلح كل منها القيام
لجريمة منفردة.
-جريمة االتجار باألشخاص هي الجرائم المستمرة وتعني بالجريمة المستمرة التي يكون تنفيذها بطبيعته
( )9
،فهذه الجريمة تتطلب وقت وزمن طويل لتحققها لالمتداد في الزمن كلما اتجهت ارادة فاعلها إلى ذلك
فقيام الجاني بأي فعل من األفعال المكونة لهذه الجريمة من استغالل الضحية في أي غرض الى فترة من
الزمن.
المبحث الثاني :سبل مكافحة جرائم االتجار بالبشر
بدأ المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المتخصصة بإيالء هذه الجرائم أهمية واسعة ،وذلك بإقرار
بعض االعالنات والصكوك الدولية ذات االهتمام التي كان آخرها بروتوكول األمم المتحدة الخاص بمنع
وقمع االتجار بالبشر وبخاصة النساء واألطفال لعام ،2000لكن سبقته عدة اتفاقيات دولية في هذا
الموضوع.
المطلب االول :جهود المنظمات الدولية لمكافحة جرائم االتجار بالبشر
إن أهمية هذه الجهود تظهر في وضع معايير عامة ومبادئ توجيهية راسخة لمعاملة ضحايا االتجار
بالبشر ،وتوافر سبل الحماية لهم وبتوعيتهم وتبصيرهم بحقوقهم ،وال يجوز التنازل عنها ،ولقد نظمت العديد
من االتفاقيات الدولية نصوص صريحة تمنع استغالل االنسان واذالله منها االتفاقية الخاصة بمناهضة الرق
لسنة 1926التي أدانت الرق والعبودية ادانة واسعة في المجتمع الدولي.
989
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
وبعد قيام األمم المتحدة ،أخذت على عاتقها مهمة تعزيز وتنمية وتشجيع حقوق االنسان ،ففي ديباجة
الميثاق ،كرس أهمية تحقيق االستقرار والرفاهية للمجتمع الدولي ،ثم جاء االعالن العالمي لحقوق االنسان في
سنة 1948والذي حظر صراحة االسترقاق واالستعباد واالتجار بالرقيق بجميع صوره.
ثم اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة سنة 1949االتفاقية المتعلقة باإلتجار بالنساء واستغالل
اآلخرين في البغاء والدعارة التي حلت محل االتفاقية الخاصة بتجارة الرقيق األبيض سنة 1904واالتفاقية
الدولية للقضاء على االتجار غير المشروع بالنساء واألطفال لعام 1921وغيرها( ،)10فهي اهم اتفاقية على
صعيد تجريم االتجار باألشخاص ألغراض الدعارة ،حيث نصت بإنزال العقاب على كل من يقوم بغواية أو
تضليل شخص ما بقصد الدعارة.
وواصلت األمم المتحدة جهودها من أجل القضاء على هذه الجريمة الالإنسانية فأصدت بروتوكول منع
وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص خاصة النساء واألطفال المكمل التفاقية االمم المتحدة لمكافحة الجريمة
المنظمة عبر الوطنية بقرار الجمعية العامة في 15نوفمبر 2000بموجب القرار رقم .25/55
حيث اعتبرت اتفاقية االمم المتحدة جرائم االتجار بالبشر من قبيل الجرائم المنظمة العابرة للحدود
الوطنية وعلى النحو الذي يجعلها مؤهلة النطباق أحكام االتفاقية عليها ،ويرى البعض أن هذه االتفاقية تمثل
منهجا دوليا جديدا لمكافحة االتجار بالبشر ،إذ يعد الصك الدولي الرئيسي بشأن مكافحة االتجار بالبشر
خاصة النساء واألطفال إللزامه دول األطراف بتجريم ومعاقبة مرتكبي جرائم االتجار بمختلف صوره(.)11
يتعين على كل دولة أن تضع االجراءات التشريعية الالزمة وغيرها من االجراءات الضرورية لتجريم
هذه األفعال إذا ما ارتكبت عمدا ،وتجريم الشروع فيها واالشتراك ،فضال عن تجريم تنظيم ارتكاب الجرائم أو
إعطاء التعليمات ألشخاص آخرين الرتكابها.
أما التطور الحديث ،فيبرز في النظام االـساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي تضمن نظامها تجريم
دور
االتجار بالبشر باعتباره جريمة ضد االنسانية ،كذلك أدت لكثير من المنظمات الدولية المتخصصة ا
هاما في محاربة االتجار بالبشر مثل منظمة الصحة العالمية ،واليونيسيف(.)12
كما أقرت األمم المتحدة العديد من الوثائق الدولية غير الملزمة المتعلقة بالحقوق االنسانية للضحايا
الذين تم المتاجرة بهم وخاصة األطفال والنساء,
وفي سنة 2002قدم المفوض السياسي لحقوق االنسان تقري ار إلى المجلس االقتصادي واالجتماعي
حول المبادئ والتوجيهات المقترحة الخاصة بالحقوق االنسانية لضحايا االتجار ،ونظمت هذه الوثيقة أكثر
من ( )11توجيه من أجل معالجة ودعم حقوق ضحايا هذه الجرائم ،كما قامت لجنة حقوق االنسان في
2004بإنشاء مقر خاص لمدة ثالثة سنوات من مهامه تحضير تقارير للجنة حول االتجار بالبشر.
990
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
991
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية :من خالل هذا العهد تعهد المجتمع الدولي
على حماية الحقوق وتكفل بها وجعلها ضمانة دستورية وهو ما نص عليه هذا العهد في المادة 01منه ،ولقد
نصت المواد من 07إلى 10على بعض الحقوق منها:
-وجوب توفير حماية خاصة لألمهات خالل الحمل وبعده ،ويجب منح األمهات العامالت إجازة مأجورة
إجازة مصحوبة باستحقاق ضمان اجتماعي كافي.
-وجوب اتخاذ تدابير حماية ومساعدة خاصة لصالح جميع األطفال والمراهقين من االستغالل االقتصادي
واالجتماعي ،كما يجب أن يعاقب القانون كل مستخدم لهذه الشريحة الضعيفة في المجتمع خاصة في عمل
من شأنه إفساد أخالقهم أو االضرار بصحتهم ،وتهديد حياتهم بالخطر أو الحاق األذى بنموهم الطبيعي،
وعلى الدول تحديد السن الالزم للعمل ،وفي حالة استخدام األطفال بدون ذلك السن يعاقبهم القانون على
هؤالء المستغلين لألطفال الصغار دون هذا السن(.)15
الفرع الثاني :االتفاقيات الخاصة بجريمة االتجار بالبشر
لقد ابرمت عدة اتفاقات لتجريم هذه الجرائم ولقد أولى المجتمع الدولي اهتمام أكثر باإلتجار بالنساء
واألطفال ألغراض الدعارة منها:
-االتفاق الدولي المنعقد في 18ماي 1904حول تجريم االتجار بالرقيق إال بنص المعدل بالبروتوكول
الذي أقرته الجمعية العامة لألمم المتحدة في 03ديسمبر .1948
-االتفاقية األوروبية لحقوق االنسان لعام 1950فقد ورد حظر الرق والعمل االجباري في المادة 04منها
التي تنص " :ال يجوز االسترقاق أو تسخير أي انسان،
-ال يجوز أن يطلب من أي انسان إذا عمل جب ار أو سخرة."...
فقد صادق على هذه االتفاقية كل دول مجلس أوروبا ،ودخلت مرحلة النفاذ في 03أكتوبر ،1953
وأضافت 08بروتوكوالت أضافت حقوق جديدة لإلنسان ،وأكدت ما هو ثابت من الحقوق ،تنص المادة 04
منها ال يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص ،ال يجوز إرغام أي شخص على أداء عمل جبرا.
االتفاقية الخاصة بالرق :وقعت في جنيف يوم 25سبتمبر ،1926تاريخ بدء النفاذ كان في 09مارس
1927وقد عدلت البروتوكول المحرر في مقر االمم المتحدة في نيويورك في 07ديسمبر ،1953تنص
أو المادة األولى منها على أن تجارة الرقيق تشمل جميع األفعال التي ينطوي عليها أمر شخص ما
اختياره أو التخلي عنه للغير على قصد تحويله إلى رقيق ،وجميع األفعال التي ينطوي عليها ،احتياز رقيق ما
بغية بيعه أو مبادلته وجميع أفعال التخلي...إلخ ،اما المادة 02منه تنص على منع االتجار بالرقيق،
وأضافت المادة 04منها على األطراف المتعاقدون التبادل فيما بينهم المساعدة الممكنة للوصول إلى هدف
القضاء على الرق وتجارة الرقيق ،أما 05من هذه االتفاقية فتنص على عمل السخرة حيث ال يمكن العمل
بها إال ألغراض عامة(.)16
992
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
هناك أيضا اتفاقية خاصة بالسخرة :اعتمدها المؤتمر العام المنظمة العمل الدولية في دورته الرابعة
عشرة في يوم 28يونيو ،1930تاريخ بدء نفاذه في 01مايو ،1932تنص المادة 01من هذه االتفاقية
على ان يتعهد كل عضو صادق في منظمة العمل الدولية أن يصادق على هذه االتفاقية ،أن يجرم استخدام
عمل السخرة أو العمل القسري بكافة صوره في اقصر فترة ممكنة إال ألغراض عامة.
ولقد عرفت المادة 02عمل السخرة بجميع األعمال أو الخدمات التي تفرض علوة على أي شخص
تحت التهديد بأي عقاب ،وأن ال يكون هذا الشخص قد تطوع بأدائها بمحض اختياره ،واعتبرت أن عمل
السخرة ال يشمل أي عمل أو خدمة عسكرية أو أي خدمة تشكل جزءا من واجبات المواطنين المدنية العادية
أو عمل أي شخص بناء على إدانة قضائية...إلخ.
هناك اتفاقية كذلك حظر االتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير :أقرتها الجمعية العامة بقرارها
314يوم 02ديسمبر ،1949تاريخ بدء النفاذ في 25يوليو ،1951اعتبرت في ديباجتها أن الدعارة وما
يصاحبها من آفة االتجار باألشخاص تتنافى مع كرامة الشخص البشري ،وتنص المادة 01على ان يتفق
أطراف هذه االتفاقية على انزال العقاب بأي شخص يقوم برضاء ألهواء آخر:
-بغوائية شخص آخر أو تضليله على قصد الدعارة حتى برضاء هذا الشخص.
-باستغالل دعارة شخص آخر حتى برضاء هذا الشخص.
أو يدير في المادة 02ينص على أن يتفق األطراف هذه االتفاقية على انزال العقاب بكل شخص يملك
مأمور الدعارة أو يقوم عن علم تمويله والمشاركة في تمويله ،او يؤج ار ويستأجر كليا او جزئيا وعن علم مبنى
أو مكانا آخر الستغالل دعارة الغير ،كما اكد على األطراف اتخاذ كل التدابير الالزمة بمكافحة االتجار
باألشخاص من الجنسين ألغراض الدعارة(.)17
كذلك االتفاقية الدولية لتجريم االتجار بالرقيق األبيض :1949والتي اعتمدتها الجمعية العامة لألمم
المتحدة ،ودخلت حيز النفاذ سنة 1951والتي أقرت بموجبها نفاذ جميع الصكوك القانونية السابقة ،ولقد
منعت هذه االتفاقية أفعال االتجار بالبشر سواء بقصد االستغالل الجنسي ،وألغراض الدعارة وألزمت الدول
بالتحرك للقضاء عليها من خالل مساعدة ضحايا االتجار بالنساء وحمايتهم ،وكذا سن التشريعات والقوانين
التي تتفق أحكامها مع األحكام الدولية الخاصة بمنع ومكافحة االتجار بالنساء ،واعادة الضحايا إلى بلدانهم،
وكما تجرم هذه االتفاقية الدعارة عموما دون ادنى تفرقة بين الدعارة القسرية والدعارة االختيارية(.)18
وفي النطاق االقليمي حظرت االسترقاق كل من االتفاقية األوروبية لحقوق االنسان لسنة ،1950
واالتفاقية األمريكية لحقوق االنسان لسنة ،1969والميثاق االفريقي لحقوق االنسان لسنة ،1981فلقد جاء
في االتفاقية األوروبية في المادة 04منها أنه ال يجوز استرقاق او تسخير أي انسان ،وال يجوز أن يطلب
من أي انسان أداء عمل جب ار أو سخره.
993
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
كما اعتبرت االتفاقية األمريكية أن منع الرق والعبودية من أهم الحقوق التي تضمنتها ،وفي الميثاق
االفريقي وحرصا على االعتراف بضرورة احترام الكرامة االنسانية حظ ار هذا الميثاق كافة أوجه االستغالل
وذلك بموجب المادة الخامسة منه حيث نصت لكل فرد الحق في احترام كرامته واالعتراف بشخصيته
القانونية ،وحظر كافة اشكال استغالله واستعباده ،خاصة االسترقاق والتعذيب لكل أنواعه والعقوبات والمعاملة
الوحشية أو الالإنسانية او المذلة(.)19
وفي سنة 1990تم اقرار الميثاق االفريقي لحقوق ورفاهية الطفل الذي اكتسب أهمية خاصة ،باعتباره
أول المواثيق االقليمية التي أفردت نصوصا خاصة بحظر تشغيل األطفال ،واستغاللهم استغالال جنسيا،
واختطاف وبيع األطفال واالتجار بهم ،كما أنه ألزم الدول األطراف بضرورة اتخاذ التدابير التشريعية لمنع بيع
األطفال واالتجار بهم.
ومن االتفاقيات الدولية ذات الصلة كذلك اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989وكذلك البروتوكول
االختياري الملحق المتعلق ببيع األطفال واستغاللهم في البغاء والمواد اإلباحية سنة .2000
والمتمعن في هذه االتفاقيات يالحظ تغيير االتجاه بشكل عام من منظور الجريمة والعقاب نحو تعزيز
الحقوق االنسانية لألشخاص المتاجر بهم (الضحايا).
فاإلتجار ينتهك الكثر من الحقوق األساسية للضحية مثل حقه في الحرية والحركة واألمن الشخصي
وحقه في تقرير مصيره ،وكذلك حقه في مسكن آمن والئق ،كما أن االتجار بجعل الضحية عرضة للرق
والتعذيب والمعاملة القاسية الالإنسانية.
فهذه الجريمة كما يصفه (هارولدله) المساعد السابق لوزير الخارجية األمريكية للديمقراطية وحقوق
االنسان والعمل أنه عمل يتعارض مع الرسالة العالمية بحقوق االنسان ،وهم ينتهكون حقوق محمية بموجب
االعالن ،فهم من خالل افعالهم ينكرون حقيقة أن األفراد ولدوا أح ار ار ومتساوين في الكرامة والحرية وهم
ينتهكون بذلك الحدود وقوانين الهجرة والعمل ،باإلضافة إلى حقوق الضحايا واألهم من كل ذلك قوانين
االخالق والضمير االنساني.
اتفاقية مجلس اوروبا للعمل على مكافحة االتجار بالبشر لعام ،2005حيث دعا إلى تضيق هذه
االتفاقية على كافة أشكال االتجار بالبشر ،كما حاول المجلس األوروبي بالتنسيق مع األمم المتحدة إلى
دراسة مشتركة تحت عنوان "االتجار باألعضاء واألنسجة والخاليا البشرية ألغراض انتزاع اعضائهم.
كما دعا المجلس دول األطراف بتجسيد أجهزتها المختلفة لمنع االتجار بالبشر من خالل وضع سياسة
جنائية وبرامج فعالة من خالل حمالت النوعية والتدابير الوقائية ومعالجة األسباب المساهمة في انتشار هذه
الجريمة.
994
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
الخاتمة:
تعتبر جريمة االتجار بالبشر جريمة عابرة للحدود يتم ارتكابها بعمليات معقدة ،وبالتالي عمل المجتمع
الدولي على إيجاد آليات لمكافحتها وذلك بإبرام عدة اتفاقيات من أجل تجريمها وبذلت عدة جهود المنظمات
الدولية من أجل محاربتها إال أنها مازالت فاشية في المجتمع خاصة في اآلونة األخيرة ولهذا يجب أن يكون
هناك:
-تعاون دولي فعال بين األجهزة المختصة عن طريق تقديم مساعدة قانونية متبادلة في التحقيقات
واالجراءات القضائية المختلفة كفرض عقوبات على وكاالت التوظيف وأرباب العمل الذين ينتهكون حقوق
العامالت ،ضمان المالحقة القضائية لألشخاص المسؤولين عن اإلساءات الجسدية والجنسية لألطفال.
-ولهذا ال بد من تضافر الجهود وتكاثفها والتنسيق المستمر الدائم من جانب الهيئات الدولية الحكومية وغير
الحكومة من أجل الحد من اآلثار السلبية لهذه الظاهرة.
.1معالجة األسباب الجذرية للتهميش ،خاصة الفقر وعدم المساواة ومواجهة الفقر والبطالة ومحدودية الفرص
باعتبارهم العوامل الفاعلة في مختلف مشكالت وانماط االتجار بالبشر.
.2دعم األسر والمجتمعات الفقيرة المهمشة لدورهم الفاعل في افراز الضحايا والمتاجرة بهم.
.3دعم دور مؤسسات العدالة الجنائية في انفاذ القانون وحماية الضحايا.
الهوامش:
()1
محمود السيد حسن داوود ،التدابير الدولية لمكافحة جرائم االتجار بالنساء ،دار الكتاب القانونية ،مصر،2010 ،
ص .07
()2
حامد سيد محمد حامد ،االتجار بالبشر كجريمة منظمة عابرة للحدود بين االنسيان والتداعيات ،الرؤى
االستراتيجية ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة ،2013 ،ص .14
()3
ليلى حسن ،جرائم االتجار بالبشر /منشور في الموقع االلكتروني:
تاريخ االطالع http://www.platformlmanhal.com :2018-03-07
()4
محمد الشناوي ،استراتيجية مكافحة جرائم االتجار بالبشر ،الطبعة األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية،
،2014ص 11
()5
محمود مزيق بسيوني ،السياسة الدولية الفعالة لمكافحة الجريمة المنظمة والنشاط االجرامي واالرهابي ،بحث مقدم
للمؤتمر الدولي المشترك الخامس لألبحاث الوقاية من الجريمة ،الرياض ،1989 ،ص .12
()6
محمد المساوي ،المرجع الساق ،ص .21
()7
طالب خيرة ،جرائم االتجار باألشخاص واألعضاء البشرية في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،رسالة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه ،جامعة أبو بكر بلقياد ،تلمسان ،218 ،ص.52
( )8لمياء بن دعاس ،جريمة االتجار باألشخاص بين التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة باتنة 2018 ،1ص 25
995
( ص ص )1060 ،1049 : مجلة الفكر القانوني والسياسي ) (ISSN: 2588-1620المجلد السادس العدد الثاني ()2022
" الجهود الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر"
996