Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫‪1‬‬
‫الفارابي‬

‫• موسوعة ستانفورد للفلسفة‬


‫ترجمة‪ :‬منى الرفاعي‬

‫ر‬
‫اب‪ ،‬وكتابه إحصاء العلوم ومنطقه ولغته‪ ،‬والمنشور عىل‬ ‫مقدمة‪ :‬هذا نص متجم لد‪ .‬تتيس آن دروارت‪ ،‬حول الفار ي‬
‫(موسوعة ستانفورد للفلسفة)‪ .‬ننوه بأن رالتجمة ه للنسخة المؤرشفة ف الموسوعة عىل هذا الرابط‪ ،‬ر‬
‫والت قد‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫تختلف قليًل عن النسخة الدارجة للمقالة‪ ،‬حيث أنه قد يطرأ عىل األختة بعض التحديث أو التعديل من فينة ألخرى‬
‫نخص بالشكر محرري موسوعة ستانفورد‪ ،‬وعىل رأسهم د‪ .‬إدوارد زالتا‪ ،‬عىل تعاونهم‪،‬‬‫ّ‬ ‫ً‬
‫وختاما‪،‬‬ ‫منذ تتمة هذه رالتجمة‪.‬‬
‫واعتمادهم رللتجمة ر‬
‫والنش عىل مجلة حكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬‫‪Druart, Therese-Anne, "Al-Farabi", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Fall 2016 Edition),‬‬
‫‪Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/fall2016/entries/al-farabi/>.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪1‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫املرجح أن يكون أبو نصر الفارايب قد ُولد‬


‫حنن ال نعرف سوى القليل جدا املوثوق به عن حياة الفارايب‪ .‬من ّ‬
‫يف عام ‪ 870‬م (‪ 257‬هـ) يف مكان يسمى فاراب‪ .‬يف شبابه انتقل إىل بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬ويف عام ‪ 943‬م‬
‫(‪ 331‬هـ) ذهب إىل سوراي ودمشق‪ ،‬ورمبا ذهب إىل مصر لكنه تويف يف دمشق يف ديسمرب ‪ 950‬م‪ ،‬أو يناير‬
‫‪ 951‬م (‪ 339‬هـ)‪ .‬شكك العلماء يف أصله العرقي‪ ،‬وزعم البعض أنه تركي‪ ،‬لكن أحدث األحباث تشري إليه‬
‫ابعتباره فارسيًا‪(Rudolph 2012: 363–74) .‬‬

‫لدى الفارايب اهتمامان رئيسيان‪:‬‬

‫يفسر ملَ هو معروف بـ "املعلّم الثاين"‪( .‬املعلّم األول هو‬


‫‪ -‬الفلسفة واملنطق على وجه اخلصوص‪ ،‬هذا االهتمام ّ‬
‫أرسطو ابلطّبع)‪.‬‬

‫‪ -‬املوسيقى‪ ،‬كتابه "كتاب املوسيقى الكبري" هو أهم أطروحة موسيقية عن العصور الوسطى يف األراضي‬
‫أيضا أقسام فلسفية مدروسة للغاية‪.‬‬
‫ويتضمن ً‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمية‪،‬‬

‫مع بداية مثانينيات القرن العشرين‪ ،‬حدث الكثري يف املدرسة الفارابية‪ّ .‬أدت الطبعات والرتمجات اجلديدة‬
‫واملن ّقحة ألعمال الفارايب إىل دراسات أعمق عن فكره‪ ،‬وإىل بعض اجلدل القوي املثري لالهتمام‪ .‬العديد من‬
‫تفصيال‪ .‬الزال ينقصنا طبعات نقدية وترمجات إجنليزية كاملة‪ ،‬وحىت يف بعض‬
‫ً‬ ‫املراجع جتيز دراسات أكثري‬
‫أيضا إىل املزيد من‬
‫األحيان ترمجة نصوص عديدة ألي لغة‪ ،‬ومقدمة راسخة عن فلسفة الفارايب‪ .‬يف حاجة ً‬
‫األحباث من أجل فه ٍم أفضل للعالقة بني اهتمامه الفلسفي واملوسيقي‪.‬‬

‫تفصيال ألعمال الفارايب يف "أبو نصر الفارايب" آللريتش رودلف‬


‫ً‬ ‫ميكنك إجياد القوائم األحدث واألكثر‬
‫أيضا جون ماكجيين ودايفيد‬
‫(‪ ،)457 - 374 :2012‬وفيلييب فاليت (‪ .)87 - 379 :2004‬كما ترجم ً‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪2‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫سي ريسمان سلسلة من النصوص الفارابية يف مقالتهم كتاب "الفلسفة العربية الكالسيكية‪ :‬خمتارات أدبية من‬
‫املصادر" (‪.)120 - 54 :2007‬‬

‫‪ .1‬إحصاء العلوم‬
‫‪ .2‬اللغة‬
‫‪ .3‬املنطق‬
‫‪ .4‬الرايضيات واملوسيقى‬
‫‪ .5‬الفيزايء‬
‫‪ .6‬املاورائيات‬
‫• املراجع‬
‫• أدوات أكادميية‬
‫• مصادر أخرى على اإلنتنت‬
‫• مقاالت ذات صلة‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪3‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫‪ .1‬إحصاء العلوم‬

‫فيما يلي سنرّكز على تطورات علمية مهمة يف آخر ثالثني سنة‪ ،‬وسنضيف تتمة مفيدة إىل هذه القوائم‪ .‬من‬
‫أجل إلقاء الضوء على هذه التطورات العلمية سنتبع النظام التقليدي للعلوم األرسطووية اليت يعرضها الفارايب‬
‫نفسه يف كتابه "إحصاء العلوم"‪ ،‬وهو أحد نصوصه األكثر شهرة واليت كان لطبعاهتا الالتينية يف العصور‬
‫إصدارا ذا‬
‫ً‬ ‫النص‪ ،‬ولكن آمور تشريين نشر‬
‫كبريا يف الغرب‪ .‬ال يوجد ترمجة إجنليزية كاملة هلذا ّ‬
‫أتثريا ً‬
‫الوسطى ً‬
‫مؤخرا إصدارات نقدية جديدة برتمجات للغة األملانية عن النسختني الالتينية‬
‫ترمجة وشروح فرنسية‪ .‬ظهرت ً‬
‫للقرون الوسطى‪ ،‬إصدار دومينيكاس غونديسالينس بعنوان "حول العلوم" (‪ ،)2006‬أو إصدار جريارد‬
‫الكرميوين بنفس العنوان (‪ .)2005‬أعلن بريبوسل الناشر (تورهناوت) عن صدور طبعة نقدية لألخري برتمجة‬
‫جدا عن الرتتيب‬‫فرنسية آلي جالونيري‪ .‬اتباع هذا النظام النظري التقليدي يبدو منطقيًا أكثر مبا أننا نعلم القليل ً‬
‫أيضا بـ "الدولة‬ ‫ٍ‬
‫كتايب "آراء أهل املدينة الفاضلة" املعروف ً‬
‫الزمين ألعمال الفارايب‪ ،‬حىت مع وجود داللة ما عن َ ي‬
‫أيضا بـ "مبادئ الكون" أن يكوان من بني أعماله األخرية‪ .‬إ ّن ندرة‬ ‫املثالية"‪ ،‬و"األنظمة السياسية" املعروف ً‬
‫املعلومات الدقيقة عن الرتتيب الزمين ألعمال الفارايب جتعل من الصعب حتديد ما إذا كان بعض التوتر والتناقض‬
‫حتول يف تفكريه‪ ،‬أو إشارة إىل اختالفات بني املقاالت العامة والسريّة‪ ،‬أو‬
‫بني األعمال املختلفة قد نتج عن ّ‬
‫حىت على كبار الفالسفة‪ .‬بينما فهم الفارايب‬
‫قد نشأ ببساطة عن القيود املتأصلة يف الطبيعة البشرية اليت تؤثّر ّ‬
‫الفلسفة على أهنا َج يزلة وحاول تقدمي نظرايت متينة‪ ،‬حتتوي بعض األعمال على العديد من املبادئ الفلسفية‬
‫حىت ّأهنا تشمل‬
‫املتداخلة‪ ،‬وسوف نشري إىل ذلك يف حينها‪ .‬معرفة الفارايب أبعمال أرسطو هي معرفة جامعة‪ّ ،‬‬
‫بعض مقاالته املتعلقة بعلم احليوان‪.‬‬

‫‪ .2‬اللغة‬

‫يف كتابه "إحصاء العلوم"‪ ،‬يرّكز الفارايب على اللغة والنحو وعلم العروض‪ ،‬إخل‪ .‬ويعطينا كتاب "احلروف" الكثري‬
‫من املعلومات عن آرائه يف اللغة‪ .‬وجد حمسن مهدي‪ ،‬وهو انشر أول طبعة من هذا الكتاب يف عام ‪،1969‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪4‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫الح ًقا خمطوطة كتابية أخرى ابللغة العربية ولكنه مل يكمل طبعة جديدة‪ .‬ابالستفادة من املواد اجلديدة اليت‬
‫حممد علي خالدي‬ ‫حيضر تشارلز ابتروورث طبعة اثنية برتمجة اجنليزية كاملة‪ .‬كما ق ّدم ّ‬
‫مجعها مهدي ساب ًقا‪ّ ،‬‬
‫ترمجة جزئية تغطي اجلزء األوسط (‪ .)2005‬بدأت ترييزا آن دراورت بدراسة اآلراء املبتكرة للفارايب عن اللغة‪.‬‬
‫يف فرايبورغ ام بريسغاو‪ ،‬تعمل انداي جريمان مع فريقها على اللغة واملنطق يف اللغة العربية الفصحى‪ ،‬وهم متأثرون‬
‫برقي مكانة الفارايب‪ .‬ابلنسبة للفارايب‪ ،‬املوسيقى ختدم اخلطاب‪ ،‬القسم األخري من كتاب " كتاب املوسيقى‬
‫بش ّدة ّ‬
‫تتضمن‬ ‫مثال‪ ،‬من أجل تعزيز املعىن يف ٍّ‬
‫نص ّما‪ّ .‬‬ ‫الكبري" يشرح كيف تتالئم املوسيقى تقنيًا مع اخلطاب‪ّ ،‬‬
‫كالشعر ً‬
‫لعزة عبد اجلميد مدين جلامعة كورنيل يف عام ‪ " ،1992‬العالقة بني اللغة واملوسيقى يف‬
‫أطروحة الدكتوراة ّ‬
‫"كتاب املوسيقى الكبري" للفارايب"‪ ،‬ترمجة إجنليزية هلذا اجلزء‪ .‬يشرح هذا اجلزء ً‬
‫أيضا كيف للح ّكام أن يولوا‬
‫حث املواطنني على الفضيلة ومساعدهتم يف فهم‬
‫اهتماما للقوة املوسيقية وأمهيّتها يف جتميل اخلطاب‪ ،‬من أجل ّ‬
‫ً‬
‫وجهات النّظر الصحيحة‪.‬‬

‫‪ .3‬املنطق‬

‫نوعا ما‬
‫فهما ج ّد ًاي عند الفارايب ً‬
‫درس الفارايب املنطق جبانب دراسته للغة‪ ،‬وملدة طويلة بدت حماولة فهم املنطق ً‬
‫صعبة املنال‪ .‬طبعات وترمجات أعمال املنطق للفارايب موزعة يف صحف وأعمال مجاعية خمتلفة‪ ،‬ابستثناء كتابه‬
‫الطويل "التعقيب على تفسري أرسطو" (‪.)Zimmerman 1981‬‬

‫قام رفيق العجم وماجد فخري بتعديل وجتميع مجيع هذه النصوص بشكل انتقادي أكثر يف طبعة "املنطق عند‬
‫حممد تقي دانيشبازوه يف مدينة قم بني عامي ‪ 1987‬و‬ ‫الفارايب" يف أربع جملّدات (‪ .)87-1985‬نشر ّ‬
‫تتضمن اجزاء مكتَ َش َفة حديثًا عن تعليق طويل عن‬
‫اكتماال من نصوص املنطق للفارايب‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫‪ 1989‬جمموعة أكثر‬
‫األانلوتيكا األوىل (القياس)‪ .‬وبرغم أ ّن عدد ال أبس به من هذه النّصوص بقيت غري مرتمجة‪ ،‬تبعهم كتابني عن‬
‫املنطق عند الفارايب‪ ،‬ومها‪" :‬املنطق األرسطووي واللغة العربية عند الفارايب" لشكري عابد (‪" ،)1991‬الفارايب‬
‫والقياس املنطقي عند أرسطو‪ :‬النظرية اليواننية والتطبيق اإلسالمي" جلو الميري (‪ .)1994‬نشرت ماوان زونتا‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪5‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫يف اآلونة األخرية (‪ )2006‬أجزاء من تعليق طويل عن "األنواع" برتمجة للغات العربية والعربية واالجنليزية‪.‬‬
‫خصص العديد من العلماء مثل خالد الروحيي وويلفرد هودجيز وتوين سرتيت وبول توم يف املنطق ويساعدوننا‬‫يت ّ‬
‫يف تقدي ٍر أفضل لذكاء املنطق عند الفارايب‪ .‬ق ّدر جون وات (‪ )2008‬أتثري اآلالت السرياينية على الفارايب‪،‬‬
‫مطولة عن آراء الفارايب يف اجلمل الشرطية‪.‬‬
‫وخصص كامران كارمياهلل (‪ )2014‬مقالة ّ‬
‫ّ‬

‫أيضا على صلة ابألخالقيات وعلم املاورائيات‪ .‬أحدها متعلّق ابلوحدات‬


‫ختص املنطق هي ً‬
‫بعض املواضيع اليت ّ‬
‫املستقبلية‪ ،‬إذا ُحددت على الفور القيمة احلقيقية للبياانت املتعلقة ابلوحدات املستقبلية ‪ ،‬أي قبل وقوع احلدث‪،‬‬
‫جمرد وهم‪ .‬أرسطو يتناول هذا املوضوع يف "التفسري" ‪.9‬‬
‫فعندئذ يكون كل شيء حمدد سلفا وحرية اإلرادة ّ‬
‫تعقيدا يف هذا املوضوع حيث يعزز من تقدير املعرفة املسبقة للرب‪ ،‬ويدافع عن‬
‫ويناقش الفارايب جوانب أكثر ً‬
‫حرية اإلرادة عند اإلنسان ضد بعض علماء الالهوت (انظر كتاب بيرت آدمسون (‪ " )2006‬معركة البحر‬
‫العريب‪ :‬الفارايب والوحدات املستقبلية")‪.‬‬

‫وكما أوضحت ديبورا إل‪ .‬بالك (‪ ،)1990‬يف أعقاب التقليد السكندري‪ ،‬فإن الفالسفة يف األراضي‬
‫اإلسالمية يعتربون البالغة وعلم العروض كمكمالت للمنطق الصحيح‪ ،‬وكذلك أجزاء من أورغانون أرسطو‪.‬‬
‫حيضر فريدريك وورثر ومارون‬
‫ترجم السني إي‪ .‬إيزاهر (‪ ) 91 - 347 :2008‬التعليق القصري على البالغة‪ّ .‬‬
‫عواد طبعة جديدة عن بعض نصوص البالغة عند الفارايب‪ ،‬كما ق ّدم فريدريك ديبلر يف كتابه "الفيلسوف يف‬
‫ّ‬
‫بغداد يف القرن العاشر" (‪ ،)2007‬وهو جمموعة ترمجات مفيدة ً‬
‫جدا لبعض أعمال الفارايب القصرية‪ ،‬ترمجة‬
‫كرسها الفارايب لعلم العروض‪ .‬وترجم جريت جان فان جيلدر‬
‫فرنسية لألطروحات الثالث املختصرة الاليت ّ‬
‫وماريل هاموند واحد من هذه األطروحات (‪" ،)23 – 15 :2008‬كتاب علم العروض"‪ ،‬إىل االجنليزية‪،‬‬
‫كما ترمجا مقطع خمتصر وثيق الصلة بـ "كتاب املوسيقى الكبري"‪.‬‬

‫قام العلماء املهتمون ابلفلسفة السياسية بتسليط الضوء على الفروقات اليت خلقها الفارايب بني (‪ )1‬اخلطاب‬
‫التوضيحي‪ ،‬وهو ما يعكس آراء أرسطو يف كتابه "التحليالت الثانية"‪ ،‬وهو ما يطلق عليه ً‬
‫أيضا يف اللغة العربية‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪6‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫"كتاب الربهان"‪ ،‬وهو ما يش ّكل حبد ذاته معىن فلسفي دقيق‪ )2( ،‬اخلطاب اجلديل‪ ،‬وهو من طبيعة "املتكلّمني"‬
‫خدم يف القرآن أو‬‫أو الالهوتيني‪ ،‬ومرتبط بـ "املوضوعات" ألرسطو‪ )3( ،‬اخلطاب البالغي والشعري‪ ،‬املستَ َ‬
‫ُ‬
‫الكتب املق ّدسة املسيحية واليهوديّة من أجل توجيه اخلطاب إىل الناس العاديّة‪.‬‬

‫االعتبار الكبري الذي يكنّه الفارايب لنظرية الربهان عند أرسطو ّأدى به إىل حماولة احتواء أي مبدأ نظري يف‬
‫مثال‪ ،‬ال تستند بشكل حصري على املبادئ األساسية‬ ‫بعضا منهم‪ ،‬كاملوسيقى ً‬‫الرغم من أ ّن ً‬
‫إطارها‪ ،‬على ّ‬
‫أيضا مبادئ مست َم ّدة من املالحظات التجريبية‪ .‬كما كانت املوسيقى ذات‬
‫والضرورية الكونية‪ ،‬كما أهنا حتمل ً‬
‫أمهية كبرية عند الفارايب‪ ،‬فنجد يف اجلزء األول لكتابه "كتاب املوسيقى الكبري" مراعاة للكثري من املبادئ‬
‫التجريبية االبتدائية واشتقاقها من الفحص الدقيق للتجربة‪ ،‬مثل األداء املوسيقي‪.‬‬

‫‪ .4‬الرايضيات واملوسيقى‬

‫بعد املنطق أتيت الرايضيات‪ .‬الرايضيات عند الفارايب تشمل علوم احلساب واهلندسة والبصرايت والفلك‬
‫اهتمام هلذا اجلانب من فكر الفارايب‪ .‬رّكز جاد فريدونثال‬
‫ٌ‬ ‫ومؤخرا فقط أويل‬
‫ً‬ ‫واملوسيقى وعلوم األوزان وامليكانيكا‪،‬‬
‫الكندي‪ ،‬على‬‫(‪ )1988‬على آراء الفارايب يف اهلندسة‪ ،‬ما عدا اإلشارة إىل اعرتاض الفارايب‪ ،‬على عكس ِ‬
‫صالحية ما نسميه اليوم بعلم التنجيم‪ ،‬وجتاهل العلماء آراء الفارايب يف علوم الفلك والكون‪ .‬وكتاب دميان‬
‫جانوس "الطريقة والبناء والتطور يف علم الكون عند الفارايب" (‪ )2012‬قام بس ّد هذه الثغرات‪ ،‬كتابه يلقي‬
‫جديدا على جوانب خمتلفة من علم الفلك عند الفارايب‪ ،‬وكذلك علم الكون وعلم فلسفة الطبيعة‪ .‬يربز‬
‫ضوءً ً‬
‫أيضا العالقة ما بني علم الكون وعلم ما وراء الطبيعة‪ .‬أشار جوهانس ثومان (‪ )11 – 2010‬إىل‬
‫الكتاب ً‬
‫تعليق جديد مت اكتشافه حديثًا على كتاب اجملسطي املنسوب إىل الفارايب ( ‪Ms. Tehran Maglis‬‬
‫‪.)6531‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪7‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫يف كتابه "إحصاء العلوم"‪ ،‬الفارايب يتبع التصنيف التقليدي للموسيقى الدارج حتت الرايضيات‪ .‬ويف كتابه‬
‫بعضا من مبادئها من علم احلساب‪ ،‬ولكنّه يصر‬
‫تستمد ً‬ ‫"كتاب املوسيقى الكبري" يشري ً‬
‫فعال إىل أ ّن املوسيقى ّ‬
‫فضال عن االنعكاسات‬
‫أيضا‪ ،‬كما ذكران ساب ًقا‪ ،‬على أمهية األداء يف حتديد املبادئ التجريبية‪ .‬يف بعض املواضع‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫فمثال‬
‫النظرية‪ ،‬األذن هي احلَ َكم املطلق‪ ،‬حىت إذا تعارضت األذن يف بعض األحيان مع بعض املبادئ الرايضيّة‪ً ،‬‬
‫متاما‪ .‬ال يوجد ترمجة كاملة لكتاب "كتاب املوسيقى الكبري"‬
‫متاما أن نصف نغمة ال متثّل النصف ً‬‫مدرك ً‬
‫هو ٌ‬
‫أوال يف األعوام ‪ 35 – 1930‬قبل تعديل النسخة‬
‫سوى ترمجة رودلف دي‪ .‬إيرالجنر إىل الفرنسية املنشورة ً‬
‫العربية وإعادة طباعتها عام ‪ .2001‬ال يوجد ترمجات إجنليزية هلا سوى ترمجات جزئية‪ ،‬إحدى هذه الرتمجات‬
‫البابني‬
‫موجودة يف قسم اللغة واألخرى يف قسم املنطق التابع للشعر‪ .‬ترجم جورج دميرتي ساوا (‪ )2009‬ي‬
‫املتعلّ َق يني ابلنّظيم‪ .‬تقوم أليسون الوين (جامعة ماكغيل) ‪ ،‬الفيلسوف اليت تتمتع مبعرفة ممتازة ابلنظرايت املوسيقية‬
‫اليواننية و "عزف العود"‪ ،‬إبعداد ترمجة اجنليزية كاملة هلذا النص املعقد الطويل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن "الكتاب‬
‫الكبري" ليس النص الوحيد الّذي ّ‬
‫خصصه الفارايب للموسيقى‪ .‬بعد كتابته للكتاب مل يكن راضيًا عن شرحه‬
‫لإليقاعات‪ ،‬فكتب الحقاً نصني أقصر يف اإليقاعات (حترير إيكهارد نويباور مع ترمجة أملانية عام ‪،1998‬‬
‫املقالني لساوا عام ‪ .)2009‬اخرتع الفارايب على ما يبدو نظام نواتت موسيقية لإليقاعات‪.‬‬
‫وترمجة اجليزية لكال ي‬
‫خصص فضل شحادة فصله الثالث من كتاب "فلسفة املوسيقى يف العصور الوسطى لإلسالم" للفارايب‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬
‫زوجا من املقاالت حول بعض اجلوانب الفلسفية آلراء الفارايب يف املوسيقى‪ .‬ويق ّدم‬
‫قدمت ترييز آن دروت ً‬
‫ساوا السياق املوسيقي الالزم يف كتابه "ممارسة اآلداء املوسيقي يف بداايت العصر العبّاسي" (‪.)1989‬‬

‫‪ .5‬الفيزايء‬

‫بعد الرايضيات أتيت الفيزايء‪ .‬لدينا فقط عدد قليل من النصوص الفارابية اليت تتعامل مع الفيزايء املأخوذة‬
‫أبوسع معانيها وتغطي الفلسفة الطبيعية برمتها‪ .‬يتناول بول ليتينك بعض آراء الفارايب يف الفيزايء يف كتابه‬
‫"فيزايء أرسطو واستقباهلا يف العامل العريب" (‪ )1994‬وكذلك اينوس (‪ّ .)2012‬‬
‫تبىن مروان راشد (‪)2008‬‬
‫حماولة إعادة بناء أطروحة مفقودة عن الكائنات املتغرية‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪8‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫وكتب الفارايب أطروحة قصرية ترفض وجود الفراغ‪ ،‬قام جنايت لوغال وأيدين سايلي (‪ )1951‬بنشر النسخة‬
‫العربية مع ترمجة إجنليزية‪ ،‬وقام سايلي (‪ )1951‬بتحليلها‪ ،‬ويقدم دايرب (‪ )1983‬سياقها‪.‬‬

‫يستحق دراسات جديّة هو التفنيد املوضوعي لنقد جالني آلراء أرسطو عن األعضاء البشرية‪ ،‬وقام عبد‬‫ّ‬ ‫مما‬
‫الرمحن بدوي بتعديله يف "املعاهدات الفلسفية"‪ّ .‬‬
‫فيوضح اهتمام الفارايب أبعمال أرسطو املتعلّقة بعلم احليوان‪،‬‬
‫لكل من أعضاء اجلسم البشري والكون ونظرية االنبعاث‬
‫تبني تشابه مثري لالهتمام بني اهليكل اهلرمي ّ‬
‫كما ّ‬
‫أيضا املقدمة املختصرة للفارايب عن دراسة الطب‪.‬‬
‫وذلك املتعلّق ابلدولة املثالية‪ .‬ونشر إم‪ .‬بريسنر ودرس ً‬

‫اهتماما أكرب ألطروحة الفارايب‬


‫ً‬ ‫الفيزايء عند الفارايب تشمل أطروحة "عن الروح" ألرسطو‪ ،‬كما أبدى العلماء‬
‫الصغرية "عن الفكر" (‪ .)M. Bouyges, 1983‬هذه األطروحة ّ‬
‫املهمة‪ ،‬واليت يوجد منها نسختني بالتينية‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬يوجد منها ترمجة اجنليزية كاملة ق ّدمها كل من ماكجينيز وريزمان يف كتاهبم "الفلسفة العربية‬
‫الكالسيكية" (‪ .) 78 – 68 :2007‬نشر فيليب فاالت (‪ )2012‬ترمجة فرنسية مع تعليقات شاملة عن‬
‫الفكر عند الفارايب‪ .‬يالمس هذا النص املنطق واألخالق وعلم الكونيات واملاورائيات‪ ،‬كما أنّه أاثر اجلدل‪.‬‬
‫اعترب العلماء القدماء أنه ابلنسبة للفارايب فاألكوان حتصل عن طريق االنبعاث من عامل الفكر‪ ،‬وهو ابلنسبة‬
‫له الذكاء العاشر واألخري‪ ،‬حىت لو كان املعلم الثاين يف العديد من املقاطع يستخدم لغة التجريد‪ .‬يف اآلونة‬
‫مؤخرا أنه على العكس من ذلك‪ ،‬هناك جتريد حقيقي عند‬
‫األخرية‪ ،‬يزعم ريتشارد اتيلور (‪ 2006‬و ‪ً )2010‬‬
‫الفارايب‪ ،‬حىت ولو كان ذلك ينطوي يف بعض النواحي على القوة املنبثقة من عامل الفكر‪.‬‬

‫‪ .6‬املاورائيات‬

‫علم املاورائيات يلي الفيزايء‪ ،‬ليس من السهل تقييم فهم الفارايب لعلم ما وراء الطبيعة‪ .‬الرسالة املختصرة بعنوان‬
‫"أهداف علم ما وراء الطبيعة عند أرسطو" تش ّدد على عكس ما يعتقده البعض‪ ،‬فهذا العلم ليس الهوتيًا‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪9‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫كل ما هو مشرتك بني مجيع الكائنات احليّة‪ ،‬مثل الكينونة والوحدة‪ .‬وق ّدم ماكجينيز وريزمان‬
‫ولكنه يفحص ّ‬
‫ترمجة اجنليزية كاملة يف كتاهبم "الفلسفة العربية الكالسيكية" (‪ ،)81 – 78 :2007‬ونشر حمسن مهدي يف‬
‫عام ‪ 1989‬النص العريب أبطروحة مصغّرة بعنوان "عن الوَحدة والتوحّد"‪ .‬العديد من فقرات كتاب " احلروف"‬
‫من (‪ ،)2008‬تلك املقاطع تثري تساؤالت عن ماهية العالقة‬
‫ذات مغزى جتريدي‪ ،‬وهذا كما أظهرها ستيفان ّ‬
‫ابلضبط بني املنطق واملاورائيات‪ ،‬مثل تعامل كال املفهومني مع املصنّفات ( ‪Thérèse-Anne Druart‬‬
‫يفرق بوضوح بني املاورائيات‬
‫‪ .)2007‬مثل تلك النصوص تق ّدم نظرة أرسطوية ترّكز على علم الوجود الّذي ّ‬
‫وعلم الكالم‪ ،‬ويبدو أنّه يرتك مساحة حمدودة لعلم الالهوت الفلسفي وخاصةً الساللة األفالطونية اجلديدة‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬يبدأ كتاب "آراء أهل املدينة املثالية" وكتاب "النّظام السياسي" أو "مبادئ الوجود" جبانب‬
‫جتريدي مق ّدم على هيئة ساللة أفالطونية حديثة يليه جانب ٍ‬
‫اثن يتعامل مع تنظيم املدينة أو ال ّدولة وال يتعامل‬
‫مع الكائن احلي أو الواحد على أنه الفكرة األكثر عاملية‪ .‬يعكس اهليكل اهلرمي للدولة املثالية اهليكل اهلرمي‬
‫األول برتمجة اجنليزية حتت عنوان "الدولة الكاملة"‬
‫حرر وازلر الكتاب ّ‬
‫لنظرية الفيض املطروحة يف القسم األول‪ّ .‬‬
‫وحرر فوزي جنار الكتاب الثاين (‪ .)1964‬وق ّدم جورج ابتروورث أول ترمجة اجنليزية كاملة لكتاب‬
‫(‪ّ ،)1985‬‬
‫"النظام السياسي" يف كتاب "الكتاابت السياسية" (اجمللّد الثاين‪ ،‬راجع الصفحات ‪ .)94 – 27‬مل تتّضح ً‬
‫متاما‬
‫الرغم من أ ّن كتاب‬
‫بعد العالقة الدقيقة بني علم الوجود والساللة األفالطونية احلديثة أو نظرية االنبثاق‪ ،‬على ّ‬
‫"إحصاء العلوم" يناقش كال اجلانبني‪ .‬عالوًة على ذلك‪ ،‬القضية املثرية للجدل هي إن كانت الساللة األفالطونية‬
‫احلديثة ترتكز على الفلسفة السياسية أو املاورائيات‪ ،‬فهي ببساطة نداء خطايب جلعل آراء الفارايب السياسية‬
‫قسموا آراء‬
‫العامة‪ .‬تالمذة ليو سرتاوس وحمسن مهدي ّ‬ ‫والفلسفية مستساغة لدى السلطات الدينية ولدى ّ‬
‫الفارايب إىل اآلراء العامة اليت يتبعها اجلمهور العريض‪ ،‬وإىل اآلراء اخلفية واملكتوبة للنخبة الفكرية‪ .‬اآلراء العامة‬
‫منسجمة أكثر مع اخلطاب واآلراء الدينية‪ ،‬مثل اآلراء عن اخللود وروح اإلنسان‪ ،‬يف حني أ ّن هذه اآلراء مكبوتة‬
‫عن عمد لدى الكتاابت اخلفيّة (فيما يلي سنرى العديد من األطروحات اليت ينكر فيها الفارايب خلود الروح‬
‫اإلنسانية)‪ .‬جند مقالتني لتشارلز ابتروورث من بني أكثر املواقف الشتسراوسية حداثة‪ ،‬ومها "كيف تقرأ الفارايب"‬
‫و "هدف الفارايب‪ :‬الفلسفة السياسية وليس السياسية الالهوتية"‪ .‬بعض العلماء اآلخرين مثل دمييرتي جواتس‬
‫وستيفن م ّن وترييزا آن دراورت يعتربون املاورائيات عند الفارايب‪ ،‬مبا فيها الساللة األفالطونية احلديثة‪ ،‬هي جوهر‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪10‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫قليال يف كتابه "فلسفة أرسطو"‪ .‬سوف نتناول هذا اجلدال يف تقدمي‬


‫أعماله‪ ،‬حىت وإن تناول الفارايب املاورائيات ً‬
‫األخالقيات والسياسة‪ ،‬ومها املوضوعان التاليان بعد املاورائيات حسب تصنيف الفارايب للعلوم‪.‬‬

‫كبريا من اجلدل يرجع إىل ما قد نعرفه عن كتابه املفقود‬


‫كان تناول الفارايب لألخالقيات قل ًيال‪ ،‬ولكن جزءًا ً‬
‫"تفسري األخالقيات النيكوماخية"‪ ،‬وهو هجومه الرئيسي على األخالقيات‪ .‬على الرغم من وجود ترمجة عربية‬
‫لكتاب أرسطو "األخالقيات النيكوماخية" (أشرف على حتريرها آي‪ .‬آي‪ .‬آكاسوي وآي فيدورا‪ ،‬وترمجها‬
‫أتثريا بسيطًا له يف كتاابت الفارايب املتواجدة‪ .‬ولكن كتب‬
‫لالجنليزية دي إم دانلوب‪ ،)2005 ،‬فال نرى سوى ً‬
‫مفقودا‪ ،‬حيث أشار إليه ثالثة من الفالسفة األندلسيني وهم ابن ابجة وابن طفيل وابن‬
‫ً‬ ‫الفارايب عنه تعقيبًا‬
‫أيضا احتمال وجود أي‬
‫رشد‪ .‬فحسب رأيهم‪ ،‬ينكر الفارايب يف ذلك التعليق خلود الروح االنسانية‪ ،‬كما ينكر ً‬
‫معتربا إايها من احلكاايت الطويلة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يف العديد من‬
‫اقرتان بني الروح وعامل الفكر أو الفكر النشط‪ً ،‬‬
‫األعمال األخرى‪ ،‬مثل أطروحة الفكر واآلراء والنظام السياسي‪ ،‬ي ّدعي الفارايب أن هذا االقرتان ممكن ويشكل‬
‫يوضح قراءة دقيقة للنص املفقود‪ ،‬فقد يكون لدى‬
‫السعادة املطلقة‪ .‬إذا كان ما ق ّدمه الفالسفة األندلسيّون ّ‬
‫مقسمة إىل آراء ظاهرة وخمفية‪ ،‬حيث أن حمتوى هذا‬
‫أتباع ليو شرتاوس مربرات لقراءة أعمال الفارايب كأجزاء ّ‬
‫العمل قد تتعارض آراؤه يف نصوص أكثر شعبية‪ ،‬مثل "أطروحة اآلراء" حيث أن التأثري األقوى هو األفالطونية‬
‫أساسا على أهنا الساللة واملنشأ‪ ،‬قد تق ّدم رؤية عامة وظاهرية‬
‫املفسرة ً‬
‫احلديثة‪ .‬املاورائيات األفالطونية احلديثة‪ّ ،‬‬
‫مؤخرا‬
‫مفيدة من أجل العامة‪ ،‬ولكنّها منفية يف األعمال اخلفية احملجوزة للنخبة الفكرية‪ .‬نشر تشامي ميري نرياي ً‬
‫تلخيصا عن القضية‪.‬‬
‫ً‬ ‫اقتباسني من هذا التعقيب‪ ،‬برتمجة عربية وترمجة اجنليزية‪ ،‬املكتشف حديثًا وأعطى‬
‫ي‬

‫الرغم من عدم امتالكنا ألي نصوص للفارايب معنيّة ابألخالق وترتكز على "األخالقيات النيكوماخية"‪،‬‬
‫على ّ‬
‫إال أنّنا منلك أطروحة خمتصرة عن األخالق يف عُ يرف األخالقيات اهللنستية‪" ،‬توجيه االهتمام حنو طريق السعادة"‬
‫أو "التنبيه"‪ ،‬نالحظ عدم اخللط بينه وبني "حتقيق السعادة" أو "التحصيل"‪ ،‬وهو متهيد لدراسة الفلسفة‬
‫الصحيحة واملنطق على وجه اخلصوص (الرتمجة االجنليزية يف كتاب "الفلسفة العربية الكالسيكية" ملاكجينيز‬
‫حترض الطالب على كبح رغباته ليتمكن من الرتكيز‬
‫أوال ّ‬
‫وريزمان (‪ .))20 – 104 :2007‬هذه األطروحة ً‬
‫تشجعه على أن يبدأ دراسة الفلسفة واملنطق على وجه اخلصوص‪ .‬من الواضح أ ّهنا سابقة‬
‫على دراساته‪ ،‬واثنيًا ّ‬
‫للفلسفة‪ ،‬وتعمل كمدخل ملقدمة ابتدائية عن املنطق الفارايب حتت عنوان "التعبريات املستخدمة يف املنطق"‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪11‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫(طبعة حمسن مهدي‪ ، 1968 :‬بدون ترمجة اجنليزية)‪ .‬يبقى مفهوم الفارايب عن األخالقيات الفلسفية غري‬
‫توسع إلنشائه‪.‬‬
‫نصي امل ّ‬
‫جدا من األساس ال ّ‬
‫واضح ألن لدينا القليل ً‬

‫جناحا أفضل بكثري‪ ،‬كما وجذبت اهتمام الكثري من العلماء‪ .‬فحسب كتاب‬
‫الفلسفة السياسية للفارايب أصابت ً‬
‫"إحصاء العلوم" ‪ ،‬تشمل علم الكالم وعلم الالهوت الالفلسفي والفقه‪ ،‬أو القانون اإلسالمي‪ .‬العديد من‬
‫األعمال ال سياسية الفارابية مرتمجة إىل اللغة االجنليزية‪ ،‬ترجم حمسن مهدي ثالثة من تلك األعمال يف كتاب‬
‫"فلسفة أفالطون وأرسطو"‪ ،‬وهو حيتوي على ترمجة الكتب "حتقيق السعادة" و "فلسفة أفالطون" و "فلسفة‬
‫أرسطو"‪ ،‬وهذه الثالث نصوص مأخوذة من ثالثية مؤلفات (‪ .)1969b; reprint 2001‬ترجم تشارلز‬
‫ابتروورث "خمتارات من األقول املأثورة" يف كتابه "الكتاابت السياسية" (اجمللّد األول‪ )2001 :‬واجلزء اخلامس‬
‫من كتاب "إحصاء العلوم" و "كتاب الدين" و "التوافق بني أفكار اثنني من احلكماء‪ :‬أفالطون اإلهلي‬
‫وأرسطو"‪ ،‬ويف اجمللد الثاين ترمجة كتاب "النظام السياسي" و "ملّخص لقوانني أفالطون"‪.‬‬

‫الفارايب ال يستلهم من "السياسة" ألرسطو‪ ،‬وهو نص ال يبدو أن له ترمجة أو ملخص ابللغة العربية‪ ،‬ولكن‬
‫أيخذ بعض اإلهلام من نصوص "اجلمهورية" و "القوانني" ألفالطون‪ .‬حىت وإن كان وصوله إىل هذين النصني‬
‫حمدودا إىل حد ما‪ ،‬حيث يوجد بعض الشك يف وجود ترمجة عربية كاملة هلما‪ .‬على الرغم من كتابة ابن رشد‬
‫لتعليق من هذا النوع على "اجلمهورية"‪ ،‬فإجيازه وحمتواه ال يثبتان معرفة عميقة ابلنص ً‬
‫كامال‪ ،‬ومع ذلك اكتشف‬
‫ديفيد سي‪ .‬ريزمان ترمجة عربية ملقطع واحد من "اجلمهورية" (‪ .)VI, 506d3–509b10‬فيما خيص‬
‫"القوانني"‪ ،‬فنحن لدينا ما كتبه الفارايب "ملخص لقوانني أفالطون"‪ ،‬ولكن هذه النص‪ ،‬الذي نشرت طبعته‬
‫العربية ترييزا آن دراورت وترمجه ابتروورث إىل االجنليزية يف كتاب "الكتاابت السياسية"‪ ،‬خمتصر ً‬
‫جدا ويغطي‬
‫فقط الثُمن األول من الكتب‪ .‬يف هذه املرحلة ال ميكن حتديد ما إذا كان هذا امللخص يعتمد على ترمجة عربية‬
‫كاملة أو جزئية لـ "القوانني" أو على ترمجة مللخص يوانين‪ ،‬غالبًا لغالني‪" .‬فلسفة أفالطون" املختصر للفارايب‬
‫مفصلة عن أعمال أفالطون‪.‬‬
‫ال يستعرض معرفة ّ‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪12‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫كثريا‬
‫على الرغم من أن فلسفة الفارايب السياسية أتخذ بعض اإلهلام من أفالطون‪ ،‬إال أهنا حتول هذا االهتمام ً‬
‫متاما والتكيف معه‪ .‬فبدالً من دولة أحادية اللغة والعرق‪،‬‬
‫حنو طرق مهمة ومثرية لالهتمام إلظهار عامل خمتلف ً‬
‫يتصور الفارايب إمرباطورية واسعة متعددة الثقافات واللغات واألداين‪ ،‬ويرى أيضا ضرورة جعل الفيلسوف امللك‬
‫نيب فيلسوف حاكم‪.‬‬

‫لقد أاثر كتاب "ملخص لقوانني أفالطون" للفارايب الكثري من اجلدل‪ ،‬وهو ما يرويه ابتروورث يف مقدمة ترمجته‬
‫مستفيدا من مسودة طبعة درورت‪ ،‬كتاب‬
‫ً‬ ‫(‪ .)127-97 :2015‬يف عام ‪ ، 1995‬نشر جوشوا ابرنز‪،‬‬
‫"امليتافيزيقيا يف صورة البالغة‪ :‬الفارايب" وهو ملخص لـ "القوانني" ألفالطون‪ ،‬وجادل أبن الفارايب أيخذ‬
‫امليتافيزيقيا‪ ،‬أو رمبا أكثر وابلتحديد امليتافيزيقيا اخلاصة أو الساللة األفالطونية احلديثة‪ ،‬مبعىن آخر ماهية الصفات‬
‫بدال عن علم الوجود‪ ،‬أيخذها على أهنا شكل من أشكال البالغة‪ ،‬وأن هذا هو احلال‬
‫الروحية للكائنات ً‬
‫ابلفعل ابلنسبة ألفالطون‪ .‬ومن املثري للجدل هو سؤال هل كان جيب علينا أم ال قراءة أفالطون كما قرأه ابرنز‬
‫والشرتاوسيني اآلخرين حتت فهم الفارايب له‪.‬‬

‫قدم مروان راشد (‪ )2009‬عنصراً جديداً يف اجلدل من خالل وضع شكوك جدية عن صحة كتاب "التوافق‬
‫بني أفكار اثنني من احلكماء‪ :‬أفالطون اإلهلي وأرسطو" للفارايب‪ .‬وابتباع التقليد اإلسكندري‪ ،‬هذه األطروحة‬
‫تناقش أنه على الرغم من سلسلة القضااي املتعارضة بني أفالطون وأرسطو إال أنه يوجد توافق ملحوظ بني هؤالء‬
‫احلكماء‪ ،‬فيمكن للمرء حل هذه التناقضات بسهولة (انظر آن ًفا لرتمجة ابتروورث إىل اللغة االجنليزية)‪ .‬وهذا‬
‫أيضا‪ .‬من‬
‫أبدا‪ ،‬وأنه مستمد من أفلوطني ً‬
‫النص يشري إىل "الالهوت عند أرسطو"‪ ،‬وهو ما مل يكتبه أرسطو ً‬
‫انحية أخرى‪ ،‬جتادل سيسيليا مارتيين يف طبعتها النقدية وترمجتها اإليطالية هلذا النص ("التوافق بني أفكار اثنني‬
‫من احلكماء‪ :‬أفالطون اإلهلي وأرسطو" للفارايب) لصاحل األصالة الفارابية له‪ .‬تقبّل املرء للتأليف الفارايب للكتاب‬
‫أيضا على فهمه ألرسطويته أو‬‫قد يؤثر إما على فهمه للجدل ككل عن كيفية القراءة للفارايب‪ ،‬أو قد يؤثر ً‬
‫أيضا جيعل القضية الكاملة عن العالقة بني املاورائيات عند الفارايب وفلسفته السياسية‬
‫أفالطونيته احلديثة‪ .‬هذا ً‬
‫مع ّقدة وملتوية‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪13‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫املعرب عنها يف خمتلف املقاالت عن الناحية الشرتاوسية‪ ،‬دعوان نشري إىل ما كتبه‬
‫من بني التطورات االخرية ر‬
‫ابتروورث "كيف تقرأ الفارايب" و "هدف الفارايب‪ :‬الفلسفة السياسية وليس علم الالهوت السياسي" وهذا ما‬
‫أشرت إليه ساب ًقا‪ .‬على اجلانب اآلخر ميكننا أن نشري إىل كتاب تشارلز جينيكا "الالهوت والفلسفة‪ ،‬العناية‬
‫اإلهلية ابلفارايب وأصالة التوافق بني أفكار احلكيمني"‪ ،‬والذي يعرتض على ما أعلنه مروان راشد أن كتاب‬
‫"التوافق" غري أصلي‪ ،‬وكتاب "أفالطون الفارايب"‪ .‬نشر آمور تشريين من انحية أخرى ً‬
‫كتااب عن العالقة بني‬
‫السياسة واملاورائيات عند الفارايب حتت عنوان "املدينة وآراؤها‪ :‬السياسة وامليتافيزيقيا عند أبو نصر الفارايب"‪،‬‬
‫والذي حيتوي على ملحق يعرتض فيه على صحة كتاب "التوافق"‪.‬‬

‫‪ -7‬اخلامتة‬

‫على الرغم من أن لدينا اآلن إصدارات من نصوص الفارايب أكثر جدارة وترمجات أكثر اكتماالً‪ ،‬ابللغتني‬
‫اإلجنليزية والفرنسية على وجه اخلصوص‪ ،‬فإن العديد من هذه اإلصدارات والرتمجات مبعثرة يف العديد من‬
‫إجنازا متوسطًا‪ .‬لو نشرت مطبعة جامعة أوكسفورد‬
‫الكتب واجملالت‪ ،‬فجمع كل نصوص الفارايب املتاحة ليس ً‬
‫كتاب "األعمال الفلسفية للفارايب"‪ ،‬كما فعلت مع الكندي يف ‪( 2012‬جملد واحد‪ ،‬حترير يب‪ .‬آدمسون ويب‪.‬‬
‫أيضا تلك الرتمجات االجنليزية املخبأة‬
‫إي‪ .‬بورمان)‪ ،‬بدايةً ابألعمال غري املرتمجة أو املرتمجة جزئيًا إىل االجنليزية‪ ،‬و ً‬
‫يف الكتب واجملالت النادرة‪ ،‬فسنكون ممتنّني إىل األبد‪ ،‬ولكننا على وع ٍي اتم أبن ذلك قد يتطلّب جملدات‬
‫عديدة والكثري من الوقت‪.‬‬

‫بعض النصوص ال تزال حباجة إىل حترير أفضل‪ .‬وبعض النصوص غري مرتمجة على اإلطالق إىل أي لغة أوروبية‬
‫دائما على دراية كاملة مبا هو متوفر وما قاله العلماء اآلخرون‪،‬‬
‫أو غري مرتمجة بعد إىل اإلجنليزية‪ .‬ال يبدو العلماء ً‬
‫تعقيدا ألعمال الفارايب‬
‫ال يزال هناك الكثري من العمل الذي جيب القيام به‪ ،‬لكن الصورة األوضح واألكثر ً‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪14‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫آخذة يف الظهور‪ .‬إهنا تسلط الضوء على مدى اتساعها وتعقيدها‪ ،‬حىت إن كان ال يزال لدينا مشكلة يف‬
‫جتميع كل أجزائها‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪15‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫املراجع‬

‫أدوات البحث‬
• Al-Mawrid (Special Issue on Al-Farabi), 4(3), 1975.
• Chavooshi, Jafar Aghayani, Al-Fârâbî: An Annotated Bibliography, Tehran, 1976.
• Cunbur, Müjgan, Ismet Ninark & Nejat Sefercioglu, Fârâbî Bibliyografyasi, Ankara:
Bashakanhk Basimevi, 1973.
• Daiber, Hans, Bibliography of Islamic Philosophy (from the 15th Century to 1999) 2
vol., Leiden: Brill, 1999 and its Supplement, Leiden: Brill, 2007, much complete and
update these pioneers works.
• Druart, Thérèse-Anne Brief Bibliographical Guide in Medieval and Post-Classical
Islamic Philosophy and Theology, available online in yearly installments and includes
a section on al-Fârâbî.

• Rescher, Nicholas, Al-Fârâbî: An Annotated Bibliography, Pittsburgh: University of


Pittsburgh Press, 1962.

Dictionary

• Alon, Ilai and Shukri B. Abed, Al-Fârâbî’s Philosophical Lexicon, 2 volumes (volume I:
Arabic Text; volume II: English translation). Cambridge: Cambridge University Press,
2002 (provides al-Fârâbî’s own definitions of technical philosophical terms).

‫مصادر رئيسية‬
Works by al-Fârâbî
The following are listed by editors/translators:

• al-‘Ajam, Rafîq & Majid Fakhry (eds), 1985–87, al-Fârâbî, al-mantiq ‘inda al-Fârâbî,
in 4 volumes, Beirut: Dar al-Mashriq.
• Badawi, ‘Abdurrahman, 1983, Traites philosophiques par al-Kindi, al-Farabi, Ibn
Bajjah & Ibn ‘Adyy, 3rd edition, Beirut: Dar Al-Andaloss.

Copyright 2017 © ‫حكمة‬ 16


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

• Bonadeo, Cecilia Martini (ed.), 2008, al-Fârâbî, L’armonia delle opinioni dei due
sapienti, il divino Platone e Aristotele, Pisa: Plus.
• Bouyges, Maurice (trans. and ed.), 1983, Alfarabi, Risalat fi’l-‘Aql, 2nd edition, Beirut:
Imprimerie Catholique.
• Butterworth, Charles E. (ed. and trans.), 2001, Alfarabi, The Political Writings:
“Selected Aphorisms” and Other Texts, Volume I, Ithaca, NY: Cornell University
Press.
• ––– (ed. and trans.), 2015, Alfarabi, The Political Writings: “Political Regime” and
“Summary of Plato's Laws”, Volume II, Ithaca, NY: Cornell University Press.
• Cherni, Amor (trans. and ed.), 2015, al-Fârâbî, Le recensement des sciences, Paris: Al
Bouraq.
• Dânishpazuh, Muhammad Taqî (ed.), 1987–89, al-Fârâbî, al-mantiqiyyât lilfârâbî, 3
volumes, Qumm: Matba‘at Bahman.
• Diebler, Stéphane (trans), 2007, al-Fârâbî, Philosopher à Bagdad au Xe siècle,
introduction by Ali Benmakhlouf, glossary by Pauline Koetschet, Paris: Seuil.
• Druart, Thérèse-Anne (ed.), 1998, “Le Sommaire du livre des “Lois” de
Platon”, Bulletin d’Études Orientales, 50: 109–55;
• d’Erlanger, Rodolphe (trans.), 1930–35, La musique arabe: Al-Fârâbî, Grand Traité de
la Musique, vol. I–II, Paris: Geuthner, reprint (Paris: 2001).
• Ezzaher, Lahcen E. (ed.), 2008, “Alfarabi’s Book of Rhetoric: An Arabic-English
translation of Alfarabi’s Commentary on Aristotle’s Rhetoric”, Rhetorica, 26(4): 347–
91.
• ––– (transl.), 2015, Three Arabic Treatises on Aristotle’s “Rhetoric” (translation,
introduction, & notes), Carbondale: Southern Illinois University Press , pp. 12–49.
• Galonnier, A. (ed. and trans.), forthcoming, Le ‘De scientiis Alfarabii’ de Gérarde de
Crémone: Contributions aux problèmes de l'acculturation au XIIe siècle. Étude
introductive et édition critique, traduite et annotée, Turnhout: Brepols.
• van Gelder, Geert Jan & Marlé Hammond (trans. and eds), 2008, Takhyîl: The
Imaginary in Classical Arabic Poetics, Exeter: Gibb Memorial Trust, pp. 15–23.
• Gerard of Cremona [c. 1114–1187] (trans.), 2005, al-Fârâbî, Über die Wissenschaften
(de scientiis), Franz Schupp (ed.), Freiburg: Herder .
• Gundissalinus, Dominicus [ca. 1150] (transl.), 2006, al-Fârâbî, Über die
Wissenschaften (de scientiis), Jakob Hans Josef Schneider (ed.), Freiburg: Herder .
• Khalidi, Muhammad Ali (ed. and trans.), 2005, al-Fârâbî, “The Book of Letters”, in
his Medieval Islamic Philosophical Writings, Cambridge: Cambridge University Press,
pp. 1–26.

Copyright 2017 © ‫حكمة‬ 17


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

• Lugal, Necati & Aydin Sayili, 1951, “Maqâla fî l-Khalâ”, Belleten (Türk Tarih Kurumu),
15: 1–16 & 21–36.
• Mahdi, Muhsin (ed.), 1968, al-Fârâbi, Utterances Employed in Logic, introduction and
notes, Beirut: Dar el-Mashreq.
• ––– (ed.), 1969a, Alfarabi’s Book of Letters (Kitab al-Huruf), Arabic text, introduction
and notes, Beirut: Dar el-Mashreq.
• ––– (ed.), 1969b, Alfarabi’s Philosophy of Plato and Aristotle, translated with an
introduction, 2ndedition, Ithaca, NY: Cornell University Press; reprinted 2002.
• ––– (ed.), 1989, Alfarabi’s On One and Unity, Casablanca: Toubkal .
• McGinnis, Jon & David C. Reisman (eds.), 2007, Classical Arabic Philosophy: An
Anthology of Sources, Indianapolis: Hackett Publishing, pp. 54–120.
• Najjar, Fauzi M. (ed.), 1964, Al-Fârâbî’s The Political Regime, with introduction &
notes, Beirut: Imprimerie Catholique .
• Neria, Cahim Meir, 2013, “Al-Fârâbî’s Lost Commentary on the Ethics: New Textual
Evidence”, Arabic Sciences and Philosophy, 23(1): 69–99.
• Neubauer, Eckhard, 1998a, ‘Die Theorie vom iqa’, in his Arabische Musiktheorie von
den Anfangen bis zum 6./12. Jahrhundert (Studien, Übersetzungen und Texte in
Faksimile), Frankfurt: Institute for the History of Arab-Islamic Science, pp. 128–310.
• Rashed, Marwan, 2008, “Al-Fârâbî’s lost treatise On changing beings and the
possibility of a demonstration of the eternity of the world”, Arabic Sciences and
Philosophy, 18(1): 19–58.
• Sawa, George Dimitri, 2009, Rhythmic Theories and Practices in Arabic Writings to
339 AH/950 CE : Annotated translations and commentaries, Ottawa: The Institute of
Mediaeval Music.
• Sayili, Aydin, 1951, “Al-Farabi's Article on Vacuum”, Belleten (Turk Tarih Kurumu),
15: 151–74.
• Vallat, Philippe (trans.), 2012, al-Farabi, Épître sur l’intellect, Paris: Les Belles Lettres.
• Walzer, Richard (ed. and trans.), 1985, Al-Faradi on the Perfect State, with
introduction and commentary, Oxford: Oxford University Press.
• Zimmerman, F.W., 1981, Al-Farabi’s Commentary and Short Treatise on Aristotle’s
“De interpretatione” (translation, introduction & notes), London: British Academy.
Works by other authors

• [Aristotle] Akasoy, A.A. & A. Fidora (eds), 2005, The Arabic Version of the
“Nicomachean Ethics”, with an English translation by D.M. Dunlop, Leiden: Brill.

Copyright 2017 © ‫حكمة‬ 18


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

• [al-Kindî] Adamson, Peter and Peter E. Pormann (ed.), 2012, The Philosophical Works
of al-Kindi(Studies in Islamic Philosophy), Karachi: Oxford University Press.

‫مصادر ثانوية‬
• Abed, Shukri B., 1991, Aristotelian Logic and the Arabic Language in Alfârâbî, Albany,
NY: SUNY Press.
• Adamson, Peter, 2006, “The Arabic Sea Battle: al-Fârâbî on the Problem of future
Contingents”, Archiv für Geschichte der Philosophie, 88: 163–88.
• Black, Deborah L., 1990, Logic and Aristotle’s “Rhetoric” and “Poetics” in Medieval
Arabic Philosophy, Leiden: Brill.
• Butterworth, Charles E., 2011, “Alfarabi’s Goal: Political Philosophy, Not Political
Theology”, in Islam, the State, and Political Authority: Medieval Issues and Modern
Concerns, Asma Afsaruddin (ed.), New York, NY: Palgrave McMillan US, pp. 53–74.
• –––, 2013, “How to Read Alafarabi”, in More Modoque: Festschrift for Miklós
Maróth, edited by P. Fodor et alii, Budapest: Research Centre for the Humanities of
the Hungarian Academy of Sciences, pp. 33–41.
• Cherni, Amor, 2015, La cité et ses opinions: Politique et métaphysique chez Abû Nasr
al-Fârâbî, Paris: Albouraq.
• Daiber, Hans, 1983, “Fârâbîs Abhandlung über das Vakuum: Quellen und Stellung in
der islamischen Wissenschaftsgeschichte”, Der Islam, 60(1): 37–47.
• Druart, Thérèse-Anne, 2007, “Al-Fârâbî, the categories, metaphysics, and The Book of
Letters”, Medioevo, 32: 15–37.
• –––, 2010, “Al-Fârâbî: An Arabic Account of the Origin of Language and of
Philosophical Vocabulary”, Proceedings of the American Catholic Philosophical
Association, 84: 1–17.
• Freudenthal, Gad, 1988, « La philosophie de la géométrie d’al-Fârâbî. Son
commentaire sur le début du Ier et le début du Ve livre des Éléments d’Euclide
», Jerusalem Studies in Arabic and Islam, 11: 104–219.
• Genequand, Charles, 2012, “Théologie et philosophie. La providence chez al-Fârâbî
et l’authenticité de l’Harmonie des opinions des deux sages”, Mélanges de
l’Université Saint-Joseph, 64: 195–211.
• –––, 2013, “Le Platon d’al-Fârâbî”, in Lire les dialogues, mais lesquels et dans quel
ordre? Définitions du corpus et interprétations de Platon, A. Balansard & I. Koch
(eds), Sankt Augustin: Academia Verlag, pp. 105–15.
• Gutas, Dimitri, 2012 “Platon: Tradition arabe”, in Dictionnaire des philosophes
antiques, vol. V-b, Richard Goulet (ed.), Paris: CNRS, pp. 854–63.

Copyright 2017 © ‫حكمة‬ 19


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

• Janos, Damien, 2012, Method, Structure, and Development in al-Fârâbî’s Cosmology,


Leiden: Brill.
• Karimullah, Kamran, 2014, “Alfarabi on Conditionals”, Arabic Sciences and
Philosophy, 24(2): 211–67.
• Lameer, Joep, 1994, Al-Fârâbî & Aristotelian Syllogistics: Greek Theory & Islamic
Practice, Leiden: Brill.
• Lettinck, Paul, 1994, Aristotle’s Physics and its Reception in the Arabic World, Leiden:
Brill.
• Madian, Azza Abd al-Hamid, 1992, Language-music relationships in al-Fârâbî’s
“Grand Book of Music”, Ph.D. dissertation for Cornell University.
• Menn, Stephen, 2008, “Al-Fârâbî’s Kitâb al-Hurûf and his analysis of the Senses of
Being”, Arabic Sciences and Philosophy, 18(1): 59–97.
• Parens, Joshua, 1995, Metaphysics as Rhetoric: Alfarabi’s “Summary of Plato’s
‘Laws’”, Albany, NY: SUNY Press.
• Plessner, M., 1972, “Al-Fârâbî’s Introduction to the Study of Medicine”, in Islamic
Philosophy and The Classical Tradition, S.M. Stern, Albert Hourani, and Vivian Brown
(eds), Columbia, SC: University of South Carolina Press, pp. 307–14.
• Rashed, Marwan, 2009, ”On the Authorship of the Treatise On the Harmonization of
the Opinions of the Two Sages Attributed to al-Fârâbî”, Arabic Sciences & Philosophy,
19(1): 43–82.
• Reisman, David C., 2004, “Plato’s Republic in Arabic: A Newly Discovered
Passage”, Arabic Sciences and Philosophy, 14(2): 263–300.
• Rudolph, Ulrich, 2012, “Abû Nasr al-Fârâbî”, in Philosophie in der islamischen Welt,
Volume 1: 8.–10. Jahrhundert, (Grundriss der Geschichte der Philosophie), Ulrich
Rudolph (ed.) with Renate Würsch, Basel: Schwabe, pp. 363–457.
• Sawa, George Dimitri, 1989, Music Performance Practice in the Early ‘Abbâsid Era,
Toronto: Pontifical Institute of Mediaeval Studies.
• Shehadi, Fadlou, 1995, Philosophies of Music in Medieval Islam, Leiden: Brill.
• Taylor, Richard C., 2006, “Abstraction in al-Fârâbî”, Proceedings of the American
Catholic Association, 80: 151–68
• –––, 2010, “The Agent Intellect as “Form for Us” and Averroes’s Critique of al-
Fârâbî”, in Universal Representation and the Ontology of Individuation, Gyula Klima
& Alexander W. Hall (eds), Newcastle upon Tyne: Cambridge Scholars Publishing , pp.
25–44.

Copyright 2017 © ‫حكمة‬ 20


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

• Thomann, Johannes, 2010–11, “Ein al-Fârâbî zugeschriebener Kommentar zum


Almagest (Ms. Tehran Maglis 6531)”, Zeitschrift für Geschichte der arabisch-
islamischen Wissenschaften, 19: 35–76.
• Vallat, Philippe, 2004: Farabi et l’École d’Alexandrie. Des prémisses de la
connaissance à la philosophie politique, Paris: Vrin.
• Watt, John, 2008, “Al-Farabi and the History of the Syriac Organon”, in Malphono w-
Rabo d-Malphone (Gorgias Eastern Christian Studies), George Anton Kiraz (ed.),
Piscataway, NJ: Gorgias Press, pp. 751–78. Reprinted separately in 2009, (Analecta
Gorgiana 129), Piscataway, NJ: Gorgias Press.
• Zonta, Mauro, 2006, “Al-Fârâbî’s Long Commentary on Aristotle’s Categories in
Hebrew and Arabic. A Critical Edition and English Translation of the Newly-found
Fragments”, in Studies in Arabic and Islamic Culture, II, B. Abrahamov (ed.), Ramat-
Gan: Bar-Ilan University Press , pp. 185–254.

‫أدوات أكاديمية‬

How to cite this entry.

Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.

Look up this entry topic at the Indiana Philosophy Ontology Project (InPhO).

Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

‫مصادر أخرى على اإلنترنت‬

• Al-Farabi, webpage on Al-Farabi at muslimphilosophy.com. (This page has


links to a few complete texts of al-Farabi, some in Arabic and some in English
translation.)
• Al-Farabi, webpage on Al-Farabi at thegreatthinkers.org.

‫مقاالت ذات صلة‬

Copyright 2017 © ‫حكمة‬ 21


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫‪Al-Farabi: philosophy of society and religion | Al-Farabi: psychology and‬‬


‫‪epistemology | Arabic and Islamic Philosophy, disciplines in: metaphysics | music,‬‬
‫‪philosophy of‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2017‬‬ ‫‪22‬‬

You might also like