Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫الماء مادٌة شفافٌة عديمة اللون والرائحة‪ ،‬وهو المكّو ن األساسي للجداول والبحيرات والبحار والمحيطات وكذلك للسوائل

في جميع الكائنات الحّية‪ ،‬وهو‬


‫أكثر المرّك بات الكيميائّية انتشارًا على سطح األرض‪ .‬يتأّلف جزيء الماء من ذّرة أكسجين مركزية ترتبط بها ذّرتا هيدروجين على طرفيها برابطة‬
‫عند الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة يكون الماء سائًال؛ أّم ا الحالة الصلبة فتتشّك ل ‪ H2O.‬تساهمّية بحيث تكون صيغته الكيميائية‬
‫‪.‬عند نقطة التجّم د‪ ،‬وتدعى بالجليد؛ أّم ا الحالة الغازية فتتشّك ل عند نقطة الغليان‪ ،‬وتسّم ى بخار الماء‬
‫إّن الماء هو أساس وجود الحياة على كوكب األرض‪ ،‬وهو يغّطي ‪ %71‬من سطحها‪ ،‬وتمّثل مياه البحار والمحيطات أكبر نسبة للماء على األرض‪ ،‬حيث‬
‫تبلغ حوالي ‪ .%96.5‬وتتوّز ع النسب الباقية بين المياه الجوفّية وبين جليد المناطق القطبّية (‪ %1.7‬لكليهما)‪ ،‬مع وجود نسبة صغيرة على شكل بخار ماء‬
‫معّلق في الهواء على هيئة سحاب (غيوم)‪ ،‬وأحيانًا أخرى على هيئة ضباب أو ندى‪ ،‬باإلضافة إلى الزخات المطرّية أو الثلجّية‪ ]30[]29[.‬تبلغ نسبة الماء‬
‫العذب حوالي ‪ %2.5‬فقط من الماء الموجود على األرض‪ ،‬وأغلب هذه الكّم ّية (حوالي ‪ )%99‬موجودة في الكتل الجليدّية في المناطق القطبّية‪ ،‬في حين‬
‫تتواجد ‪ %0.3‬من الماء العذب في األنهار والبحيرات وفي الغالف الجّوي‪]29[.‬‬
‫أما في الطبيعة‪ ،‬فتتغّير حالة الماء بين الحاالت الثالثة للمادة على سطح األرض باستمرار من خالل ما يعرف باسم الدورة المائّية (أو دورة الماء)‪،‬‬
‫‪.‬والتي تتضّم ن حدوث تبّخ ر ونتح (نتح تبّخ ري) ثم تكثيف فهطول ثم جريان لتصل إلى المصّب في المسّطحات المائّية‬
‫شّك ل الحصول على مصدر نقي من مياه الشرب أمرًا مهّم ًا لنشوء الحضارات عبر التاريخ‪ .‬وفي العقود األخيرة‪ ،‬سجلت حاالت شّح في المياه العذبة في‬
‫مناطق عديدة من العالم‪ ،‬ولقد قّد رت إحصاءات األمم المّتحدة أّن حوالي مليار شخص على سطح األرض ال يزالون يفتقرون الوسائل المتاحة للوصول‬
‫إلى مصدر آمن لمياه الشرب‪ ،‬وأّن حوالي ‪ 2.5‬مليار يفتقرون إلى وسيلة مالئمة من أجل تطهير المياه‪]31[.‬‬
‫الخواص الفيزيائية والكيميائية[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬خواص الماء وصفحة بيانات الماء‬
‫‪:‬يمكن إيراد الخواص الكيميائّية والفيزيائّية األساسّية للماء على شكل النقاط التالية‬
‫الماء سائل عند ظروف الضغط والحرارة القياسّية المحيطة وذلك عند ‪ 298.15‬كلفن (‪° 25‬س) وضغط ‪ 100,000‬باسكال (‪ 1‬بار‪ 14.5 ،‬بساي‪•،‬‬
‫‪ 0.99‬جو)‪ ،‬وهو عديم المذاق‪ ،‬كما أّنه عديم اللون عندما يكون بكّم ّيات صغيرة‪ ،‬إاّل أّنه يأخذ لونًا أزرق عند ازدياد عمق الطبقات‪ ،‬وتلك خاّصّية في‬
‫أصل وجوهر الماء‪ ،‬ويعود سببها إلى امتصاص انتقائي في المجال األحمر من الطيف المرئي وتبعثر للضوء األبيض‪ ]32[،‬أّم ا بخار الماء فهو أساسًا‬
‫غاز عديم اللون‪]33[.‬‬
‫تتكون بنية الماء الجزيئّية نظرّيًا بحيث تقع ذّرة األكسجين في مركز بنية جزيئّية رباعّية السطوح تقع فيها ذّرتا الهيدروجين باإلضافة إلى الزوجين •‬
‫اإللكترونّيين (الموجودين على ذّرة األكسجين) على زوايا الشكل رباعي السطوح‪ .‬ولكّن الشائع أّن البنية الجزيئّية للماء منحنية وغير خّطّية‪ ،‬إذ‬
‫مقدار ‪ .°104.45‬تلك القيمة من زاوية الرابطة أصغر من القيمة النظامّية لرباعي السطوح ‪ ،109.47‬ويعود ذلك إلى تدافع ‪ H-O-H‬تبلغ زاوية الرابطة‬
‫‪.‬في جزيء الماء ‪ 95.84‬بيكومتر ‪ O-H‬الزوجين اإللكترونيين ليشغال أبعد مسافة ممكنة عن بعضهما حسب نظرية فيسبر‪ .‬يبلغ طول الرابطة‬

‫خاّصّية التوّتر السطحي للماء‬


‫بما أّن كهرسلبية ذّرة األكسجين حسب مقياس باولنغ (‪ )3.5‬أعلى من ذّرة الهيدروجين (‪ ،)2.1‬تحمل ذّرة األكسجين شحنة سالبة جزئية؛ في حين تحمل •‬
‫ذّرة الهيدروجين شحنة موجبة جزئية‪ ،‬بالتالي يكون الماء جزيئًا قطبّيًا ذا عزم ثنائي قطب يبلغ مقداره ‪ 1.84‬ديباي‪ .‬يستطيع الماء على أساس ذلك أن‬
‫يشّك ل روابط هيدروجينّية بين جزيئّية‪ .‬تؤّد ي هذه العوامل إلى وجود قّوة ترابط بين جزيئّية قوّية‪ ،‬مّم ا يفّسر ظهور خاّصّية التوّتر السطحي الكبيرة للماء‪،‬‬
‫[‪ ]34‬باإلضافة إلى الخاّصّية الشعرّية‪ .‬تفّسر خاّصّية التوّتر السطحي للماء ظاهرة إمكانّية وقوف الحشرات خفيفة الوزن على سطح الماء‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إمكانّية تشّك ل القطرات؛ في حين أّن الخاّصّية الشعرّية‪ ،‬والتي تشير إلى ميل الماء إلى الصعود إلى أعلى أنبوب شعري رفيع بشكل معاكس لقوة‬
‫الجاذبية‪ ،‬خاصية مهمة وحيوية عند النباتات الوعائية مثل األشجار‪]35[.‬‬
‫يعّد الماء من المذيبات القطبّية الجّيدة‪ ،‬وعادًة ما يشار إليه على أّنه «مذيب عام»‪ُ .‬تعَّرف المواد الكيميائّية القابلة لالنحالل (الذوبان) في الماء بأّنها •‬
‫مواد محّبة للماء (هيدروفيلّية)‪ ،‬مثل األمالح والسّك رّيات واألحماض والقلوّيات وبعض الغازات مثل األكسجين وثنائي أكسيد الكربون‪ .‬بالمقابل‪ ،‬تعّرف‬
‫المواد الكيميائّية التي تكون غير قابلة لالمتزاج مع الماء (مثل الدهنّيات (الزيوت والشحوم وغيرها) بأّنها كارهة للماء (هيدروفوبّية)‪ .‬من جهة‬
‫أخرى يمتزج الماء مع العديد من السوائل كالكحوالت (اإليثانول مثًال) بكافة النسب مشّكًال مزيجًا له صفات معّينة‪ ،‬منها كونه ثابت الغليان (مزيج‬
‫‪.‬أزيوتروبي)‪ .‬ولكن بالمقابل ال يمتزج الماء مع أغلب الزيوت العضوّية‪ ،‬إذ تشّك ل األخيرة طبقة ذات كثافة أقل تطفو على سطح الماء‬
‫تمثيل للروابط الهيدروجينية بين جزيئات‬ ‫البنية الجزيئية للماء‬
‫الماء‬
‫تعتمد قيمة نقطة غليان الماء (كما هو الحال في كافة السوائل) على قيمة الضغط الجّوي المحيط‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬فإّن الماء النقّي يغلي عند •‬
‫مستوى سطح البحر عند الدرجة ‪° 100‬س‪ ،‬في حين أّنه يغلي عند الدرجة ‪° 68‬س عند قّم ة جبل إيفرست (‪ 8,848‬م فوق سطح البحر)‪ .‬عند إذابة المواد‬
‫القابلة لالنحالل في الماء ترتفع نقطة غليان الماء وتنخفض نقطة تجّم ده‪]36[.‬‬
‫تبلغ قيمة السعة الحرارّية النوعّية للماء ‪ 4181.3‬جول‪(/‬كغ·كلفن)‪ ،‬وهي قيمة مرتفعة نسبيًا بالمقارنة مع باقي المرّك بات الكيميائّية‪ ،‬كما أّن حرارة •‬
‫التبّخ ر لديه مرتفعة (‪ 2257‬كيلوجول‪/‬كغ) أيضًا‪ .‬يعود ارتفاع هذه القيم إلى الروابط الهيدروجينّية بين جزيئات الماء‪ .‬تساهم تلك القيم المرتفعة في جعل‬
‫‪.‬مناخ األرض معتدًال وذلك بامتصاص التباينات والتأرجحات الكبيرة في درجة الحرارة‬
‫للماء كثافة مقدارها ‪ 1000‬كغ‪/‬م‪( 3‬تعادل ‪ 1‬غ‪/‬مل) عند الدرجة ‪ °4‬س‪ ،‬أّم ا الجليد فكثافته تبلغ ‪ 917‬كغ‪/‬م‪ .3‬تكون لكثافة الماء قيمة أعظمية عند •‬
‫الدرجة ‪° 3.98‬س‪ ]37[،‬وبعد ذلك تميل للتناقص‪ ،‬وذلك على العكس من أغلب المواد النقّية األخرى‪ ،‬والتي تزداد كثافتها عندما تنخفض درجة حرارتها‪.‬‬
‫يعود التناقص في قيمة الكثافة إلى البنية المفتوحة غير المتراّصة للجليد والذي يبدأ بالتشّك ل تدريجّيًا في الماء ذي درجة الحرارة المنخفضة (دون ‪3.98‬‬
‫‪°‬س)‪ ،‬إذ ال توجد طاقة حرارية كافية لتأمين توّجهات الحركة العشوائّية للجزيئات‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى اصطفافها على المستوى الجزيئي ولكن ببنية مفتوحة‬
‫منتظمة‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى ازدياد الحجم العام للسائل؛ ولذلك فإّنه بين درجتي الحرارة ‪° 3.98‬س و ‪° 0‬س يزداد الحجم مع تناقص درجة الحرارة‪[.‬‬
‫‪ ]38‬يتمّد د الماء ليشغل حجمًا أكبر بنسبة ‪ %9‬من حجم الجليد‪ ،‬بالتالي ستكون كثافة الجليد أقّل من كثافة الماء‪ ،‬لذلك يطفو الجليد على سطح الماء السائل‪،‬‬
‫‪.‬كما هو الحال في الجبال الجليدّية‬
‫‪.‬للماء النقي موصلّية كهربائّية ضعيفة‪ ،‬ولكّنها تزداد عند إذابة كّم ّية قليلة من ماّد ة أيونّية مثل كلوريد الصوديوم•‬
‫عند تطبيق طاقة كافية على الماء تفوق كّم ّية الحرارة القياسّية للتكوين والتي تبلغ ‪ 285.8‬كيلوجول‪/‬مول (‪ 15.9‬ميغاجول‪/‬كغ) يحدث عندئذ انفصال •‬
‫لجزيء الماء إلى مكّوناته من الهيدروجين واألكسجين‪ ،‬وهذا ما يحدث عند تطبيق جهد مرتفع من التّيار الكهربائي بشروط معّينة للحصول على‬
‫ظاهرة التحليل الكهربائي للماء‪ .‬إّن الطاقة الالزمة لفصل الماء إلى الهيدروجين واألكسجين عبر التحليل الكهربائي أو وسيلة أخرى تفوق الطاقة‬
‫‪:‬المستحصلة من تفاعل اتحاد العنصرين المذكورين‪ ]39[.‬يمكن أن يتم التحليل الكهربائي للماء على مستوى تعليمي عبر جهاز هوفمان لتحليل الماء‬
‫‪2 H2O→2 H2+O2‬‬

‫يصّنف الماء كيميائّيًا على أّنه أكسيد للهيدروجين‪ ،‬وهو يتشّك ل عندما يحترق الهيدروجين أو أّي مرّك ب حاٍو عليه باألكسجين‪ ،‬وهو مزيج انفجاري‪• .‬‬
‫تستطيع العناصر الكيميائّية األكثر كهرسلبية من الهيدروجين مثل الليثيوم والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والسيزيوم أن تزيح الهيدروجين من الماء‬
‫‪.‬مشّك لة بذلك الهيدروكسيدات الموافقة‬
‫باإلضافة إلى ‪ (Mg+2)،‬والمغنسيوم )‪ (Ca+2‬يوصف الماء بأّنه َع ِس ر عندما تكون نسبة األمالح المعدنّية في الماء عالية‪ ،‬وخاّصة أمالح الكالسيوم•‬
‫بعض األمالح المنحّلة من البيكربونات والكبريتات‪ .‬بالمقابل‪ ،‬يوصف الماء غير العسر أنه «ماء َيِس ر»‪ ،‬ويختلف تعريفه حسب الدولة‪ ،‬فهو الذي تركيزه‬
‫من األمالح أخفض من ‪ 100‬مغ‪/‬ل في المملكة المّتحدة‪ ]40[،‬وأخفض من ‪ 60‬مغ‪/‬ل في الواليات المّتحدة األمريكّية‪ ]41[.‬لهذه الخاّصّية أهّم ّية في‬
‫‪.‬الصناعة بشكل خاص وخاصة في المراجل عند التبخير‪ ،‬كما أّن لها تأثير على الصّحة‪ ،‬لذلك تخضع عادة إلى عملية إزالة للعسر‬
‫يمكن إجراء تفاعل كشف عن الماء بأساليب العضوّية تقليدّية‪ ،‬إذ أّن الماء يلّون ملح كبريتات النحاس الثنائي الالمائي أبيض اللون إلى اللون األزرق‪• ،‬‬
‫كما يتحّول لون الورق المشّبع بملح كلوريد الكوبالت الثنائي الالمائي من األزرق إلى األحمر عند التماس مع الماء‪ .‬أّم ا تحليلّيًال فتحّد د كّم ّية الماء‬
‫‪.‬باستخدام طريقة كارل‪-‬فيشر‬
‫التعادل الحمضي‪ :‬الماء سائل متعادل كيميائّيًا‪ ،‬إذ أّن درجة الحموضة أو القاعدية فيه هي ‪ ،7‬وهذا يعني أّنه ال يمكن اعتبار الماء ماّد ة حمضّية أو •‬
‫‪.‬قاعدّية‪ ،‬ألنه ماّد ة متعادلة كيميائّيًا‬
‫حسب توّز ع نظائر الهيدروجين وتركيبها فيمكن لجزيء الماء أن يكون باإلضافة إلى الشكل الشائع «الخفيف» على شكل ماء ثقيل عندما يكون نظير •‬
‫كما يمكن أن يكون على الشكل ماء فائق الثقل عندما يحّل التريتيوم مكان الهيدروجين ‪ (D2O)،‬الهيدروجين الديوتيريوم مكان األول في جزيء الماء‬
‫‪ (T2O).‬في جزيء الماء‬

‫الخاّصّية‬ ‫مالحظات‬ ‫األهّم ّية‬


‫انتقال الحرارة بين المحيط والغالف الجّوي عبر الماّد ة الوحيدة التي توجد طبيعيًا في حاالتها الثالثة (أطوار المادة) على شكل‬
‫حاالت الماّد ة‬
‫صلب وسائل وغازي على سطح األرض‬ ‫‪.‬التحّول الطوري‬
‫خاّصّية مهّم ة جّد ًا في العملّيات الكيميائّية والفيزيائّية يستطيع الماء إذابة الكثير من المواد بكّم ّيات جّيدة بشكل أكبر من أّي ماّد ة سائلة‬
‫قابلّية اإلذابة‬
‫معروفة‬ ‫‪.‬والحيوّية‬
‫خاّصّية تتحّك م في الجريان العمودي للتّيارات المائّية تحّد د قيمة كثافة الماء حسب درجة الحرارة والملوحة والضغط (العوامل مرّتبة‬
‫حسب األهّم ّية)‪ .‬تبلغ كثافة الماء النقي قيمتها العظمى عند ‪° 4‬س‪ ،‬أّم ا مياه الكثافة الكتلّية‬ ‫في المحيطات‪ ،‬وتساهم في توزيع الحرارة‪ ،‬وتساهم‬
‫البحر فإّن نقطة التجّم د تتناقص مع ازدياد الملوحة‬ ‫‪.‬في التدّر ج المائي الموسمي‬
‫تتحّك م في تشّك ل القطرات؛ مهّم ة في علم وظائف‬
‫أعلى قيمة بين السوائل الشائعة التوّتر السطحي‬
‫‪.‬الخلّية في جسم اإلنسان‬
‫الموصلّية‬
‫أعلى قيمة بين السوائل الشائعة‬ ‫‪.‬مهّم ة على نطاق ضّيق خاصة على المستوى الخلوي‬
‫الحرارّية‬
‫تفيد في امتصاص التقّلبات في درجة الحرارة والحفاظ‬
‫أعلى قيمة بين السوائل الشائعة السعة الحرارّية‬
‫‪.‬على اعتدال مناخ األرض‬
‫حرارة‬ ‫التحّك م في الحرارة وضبطها كأثر النتشار الحرارة‬
‫أعلى قيمة بين السوائل الشائعة‬
‫االنصهار‬ ‫‪.‬عند التجّم د وامتصاصها عند االنصهار‬
‫تزيد مع ازدياد الملوحة وتتناقص مع ازدياد درجة الحرارة قرينة االنكسار‬ ‫‪.‬تبدو األشياء أقرب منها في الماء من الهواء‬
‫عالية في المجال المرئي‪ ،‬واالمتصاص يتم في المجال تحت األحمر وفوق‬
‫الشفافّية‬ ‫‪.‬مهّم ة من أجل التركيب الضوئي‬
‫البنفسجي‬
‫نقل موجات‬
‫جّيدة بالمقارنة مع السوائل األخرى‬ ‫‪.‬تمّك ن من قياس األعماق بالموجات الصوتّية‬
‫الصوت‬
‫ضئيلة قابلّية االنضغاط‬ ‫‪.‬تغّير ضئيل للكثافة مع ازدياد العمق‬
‫نقطة الغليان‬
‫مرتفعة‬ ‫‪.‬تتيح وجود الماء على شكل سائل على سطح األرض‬
‫واالنصهار‬
‫الماء في الكون[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬ماء كوني‬
‫باستثناء الماء الموجود على سطح األرض‪ ،‬فإّن معظم الماء الموجود في الكون هو نتاج ثانوي لوالدة النجوم‪ ،‬والتي يترافق حدوثها بنشوء رياح تندفع‬
‫خارجًا بقّوة‪ ،‬حاملًة معها الغاز والغبار‪ .‬عندما يصطدم ذلك الدفق من المواد بالغاز المحيط بالجرم المولود يؤّد ي ذلك إلى نشوء أمواج صدمة‪ ،‬ما يعمل‬
‫على تسخين الغاز‪ .‬يتشكل الماء المالحظ في الكون بتلك الطريقة وبشكل سريع في ذلك الغاز المتكاثف الساخن‪ ]42[.‬ظهر في سنة ‪ 2011‬تقرير عن‬
‫اكتشاف سحابة هائلة من بخار الماء في الكون وبكّم ّيات تفوق الكّم ّية الموجودة على األرض ب ‪ 140‬تريليون مّرة‪ ،‬في محيط نجم زائف يبعد حوالي ‪12‬‬
‫مليار سنة ضوئّية عن األرض‪ .‬وقد استنتج من ذلك أّن الماء موجود في الكون منذ بداية نشأته‪]44[]43[.‬‬
‫يوجد الماء في الكون على العموم بحاالته الثالثة الصلبة‪ ،‬والسائلة‪ ،‬والغازّية‪ ،‬باإلضافة إلمكانّية افتراضّية لوجوده على شكل يدعى «ماء فائق التأّين»‪،‬‬
‫حيث يتبلور األكسجين وتبقى أيونات الهيدروجين عائمًة بشكل حّر داخل الشبكة البلورّية لألكسجين‪ ]45[.‬يوجد هذا الشكل افتراضيًا تحت ضغط ودرجة‬
‫حرارة كبيرين كما هو الحال في البنية الداخلّية لكوكبي أورانوس ونبتون‪ ]46[.‬يعد وجود الماء بحاالته الثالثة في نفس الوقت أحد أسباب وجود الحياة‬
‫على سطح كوكب األرض‪ .‬ويرجع ذلك لموقع األرض في النطاق الصالح للحياة في النظام الشمسي‪ ،‬بحيث لو أّنها كانت أقرب إلى الشمس أو أبعد منها‬
‫بنسبة ‪ %5‬من المسافة الحالّية (أي حوالي ‪ 8‬ماليين كم) فإّن الظروف التي تسمح بوجود األشكال الثالثة لن تكون متوّفرة‪ ،‬مّم ا سيؤّثر على وجود الحياة‪.‬‬
‫[‪]48[]47‬‬
‫على شكل بخار ماء[عدل]‬
‫يوجد الماء بحالته الغازّية على هيئة بخار ماء ‪ ،‬وقد عثر في الكون على هذا الشكل من الماء في الغالف الجّوي للعديد من األجرام في مجّرة درب‬
‫‪:‬التّبانة؛ وذلك في كّل من‬

‫وهو جهاز صمم خصيصًا للكشف عن الماء في ارجاء الكون‪ Band 5 ALMA: ]49[.‬مستقبل‬
‫الغالف الجّوي للشمس وذلك بكّم ّيات نزرة قابلة للقياس‪•]50[.‬‬
‫الغالف الجّوي لعطارد بنسبة ‪ ،%3.4‬ولكن توجد كّم ّيات أكبر في الغالف الخارجي‪•]51[.‬‬
‫الغالف الجّوي للزهرة بنسبة ‪•]52[.%0.002‬‬
‫الغالف الجّوي لألرض بنسبة تقارب ‪ %0.40‬بالنسبة لكامل طبقات الغالف الجّوي‪ ،‬إاّل أّنها تتراوح بين ‪ %4-1‬بالقرب من السطح‪ ،‬باإلضافة إلى وجود•‬
‫كّم ّيات نزرة في الغالف الجّوي للقمر‪]53[.‬‬
‫الغالف الجّوي للمريخ بنسبة ‪•]54[.% 0.03‬‬
‫الغالف الجّوي للمشتري وذلك فقط في المواد المتطايرة بنسبة ‪ ]55[،%0.0004‬وكذلك في قمره أوروبا‪•]56[.‬‬
‫الغالف الجّوي لزحل وذلك فقط في المواد المتطايرة‪ ،‬وكذلك في أقماره تيتان وديون وإنسيالدوس‪•]57[.‬‬
‫الغالف الجّوي ألورانوس بكّم ّيات نزرة دون ‪ 50‬بار‪•]58[.‬‬
‫الغالف الجّوي لنبتون وذلك في الطبقات العميقة‪•]59[.‬‬
‫يوجد بخار الماء أيضًا في العديد من األجرام الفلكّية األخرى داخل المجموعة الشمسّية كما في الغالف الجوي للكوكب القزم سيريس‪ ]60[،‬باإلضافة‬
‫‪ Tau Boötis b،‬و ]‪HD 209458 b،[62‬و ]‪ HD 189733 b،[61‬إلى األجرام خارج المجموعة الشمسّية بما في ذلك الغالف الجّوي لكل من‬
‫]‪ WASP-19b.[66‬و ‪ WASP-17b‬و ‪b‬وواسب‪ XO-1b، 12-‬و ]‪ HAT-P-11b،[64][65‬و ]‪[63‬‬

‫يغّطي الماء ‪ %71‬من سطح األرض؛ معظم ذلك الماء (حوالي ‪ )%95‬في مياه المحيطات‪ .‬تحوي صفيحة‬
‫القاّرة القطبّية الجنوبّية الجليدّية على ‪ % 61‬من الماء العذب الموجود على األرض‪ ،‬في حين أّن الماء المتكاثف على شكل سحاب يساهم‬
‫‪.‬في ضياء األرض‬
‫يوجد بخار الماء أيضًا في الغالف الجّوي للنجوم وذلك بشكل ال يقتصر على النجوم الباردة فقط‪ ،‬إذ أّنه اكتشف حتى في النجوم الضخمة العمالقة‬
‫مثل منكب الجوزاء ونجم الراقص في كوكبة الملتهب وقلب العقرب والسّم اك الرامح‪ ]67[]65[.‬كما اكتشف بخار الماء أيضًا في األقراص النجمّية‬
‫‪ APM‬و ]‪ IRC +10216،[70‬و ]‪ TW Hydrae،[68][69‬و ]‪ AA Tauri،[65‬الدّوارة بما في ذلك أكثر من نصف نجوم تي الثور مثل‬
‫]‪ S Persei.[67‬و ]‪08279+5255،[43][44‬‬
‫على شكل ماء سائل[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬ماء سائل خارج األرض‬
‫يوجد الماء السائل في الكون بشكل رئيسي على كوكب األرض حيث يغّطي أكثر من ‪ %71‬من مساحته‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك توجد كّم ّيات كبيرة من الماء‬
‫داخل األرض وذلك في الطبقات العميقة تحت القشرة األرضّية‪ ]71[.‬كما أّن هناك دالئل على وجوده على سطح المريخ أيضًا ولكن بكّم ّيات قليلة‪[.‬‬
‫‪ ]72‬هناك أبحاث تشير إلى أّن الماء السائل قد يوجد بكّم ّيات معتبرة في قمر إنسيالدوس الذي يدور في فلك زحل‪ ،‬حيث توجد طبقة سماكتها حوالي ‪10‬‬
‫كم في عمق ‪ 40-30‬كم تحت سطح القطب الجنوبي لذلك القمر‪ ]74[]73[،‬كما يوجد في طبقة تحت سطح قمر تيتان‪ ،‬ومن المحتمل أن يكون ممزوجًا‬
‫مع األمونيا‪ ]75[.‬أّم ا قمر المشتري أوروبا فلسطحه مّيزات تشير إلى إمكانّية وجود مياه محيط سائلة تحت سطحّية‪ ]76[،‬كما يمكن للماء السائل أن يوجد‬
‫على قمر المشتري غانيميد في طبقة محصورة بين الجليد مرتفع الضغط والصخر‪]77[.‬‬
‫على شكل جليد[عدل]‬
‫يوجد الماء على شكل جليد في الكون في العديد من األجرام والكواكب مثل كوكب المريخ وذلك تحت الحطام الصخري وعند القطبين‪ ،‬كما يوجد‬
‫في حلقات زحل‪ ]78[،‬وفي قطبي عطارد‪]79[.‬‬
‫كما يوجد الجليد على شكل صفائح جليدّية في األرض وفي الفّوهات والصخور البركانّية في القمر‪ ]81[]80[،‬وفي أقمار أخرى مثل قمر شارون‪]78[.‬‬
‫الماء في األرض[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬توزيع المياه على األرض وموارد مائية‬
‫توزيع المياه على األرض‪ .‬حوالي ‪ %3‬فقط من مياه األرض هي مياه عذبة‪ .‬أغلب هذه المياه العذبة‬
‫ّث‬
‫موجودة في األغطّية والجبال الجليدّية (‪ )%69‬وفي المياه الجوفّية (‪ ،)%30‬والكّم ّية المتبقّية موجودة البحيرات واألنهار والجداول والتي يم ل مجموعها‬
‫‪.‬نسبة صغيرة (‪ )%0.3‬من النسبة الكّلّية للمياه العذبة في األرض‬
‫يوجد الماء على سطح األرض في المسّطحات المائّية والتي يمكن أن تكون على عّد ة أشكال طبيعّية‬
‫مثل المحيطات والبحار والبحيرات واألنهار والجداول والبرك وغير ذلك‪ ،‬مع العلم أّن أغلب الماء الموجود على سطح األرض هو على شكل مياه‬
‫مالحة في المحيطات والبحار‪ ،‬وخاصة في نصف األرض الجنوبي حيث يوجد نصف الكرة المائي‪ .‬تعرف كّم ّية الماء الكّلّية الموجودة على األرض ككّل‬
‫باسم غالف األرض المائي‪ ،‬ويقّد ر حجمه بحوالي ‪ 1338‬مليون كم‪ ]29[،3‬ومعظم هذه الكّم ّية (‪ )%97‬عبارة عن ماء مالح في المحيطات‪ ،‬أما ‪%3‬‬
‫المتبقّية‪ ،‬والتي تكافئ حوالي ‪ 48‬مليون كم‪ 3‬فهي ماء عذب‪ ،‬وحوالي ثلثي الماء العذب المتوّفر على األرض هو جليد في القطبين على شكل مثالج وجبال‬
‫جليدّية‪ .‬تشّك ل المياه الجوفّية أغلب نسبة الثلث المتبقي من المياه العذبة (‪ 23.4‬مليون كم‪ ،)3‬بحيث أّن النسبة المتبقّية من الماء العذب الموجودة في‬
‫مجاري األنهار وفي البحيرات الداخلّية (‪ 190‬ألف كم‪ )3‬وفي الغالف الجّو ي على شكل بخار ماء (‪ 13‬ألف كم‪ )3‬وفي الغالف الصخري (‪ 16‬ألف كم‪)3‬‬
‫تبدو صغيرة نسبّيًا‪ .‬إّن أغلب ماء األرض هو على شكل سائل (‪ ،)%98.2‬والباقي على شكل صلب (‪ ،)% 1.8‬مع وجود نسبة ضئيلة (‪ )% 0.001‬على‬
‫‪.‬شكل بخار ماء‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أّن هذه النسب تقريبّية وتشير إلى الحالة الراهنة‪ ،‬إذ حدثت تفاوتات كبيرة في تاريخ مناخ الكرة األرضّية‬
‫دورة الماء[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬دورة الماء‬

‫دورة الماء‬
‫يشير مصطلح دورة الماء إلى التغّير المستمّر لحاالت الماء ضمن الغالف المائي لألرض وذلك بين الغالف الجّوي لألرض والتربة والمياه‬
‫‪.‬السطحّية والجوفّية‪ ،‬باإلضافة إلى دور النباتات في تلك العملّية‬
‫‪:‬تتضّم ن دورة الماء انتقال الماء بشكل مستمر ودون انقطاع عبر العملّيات التالية‬
‫‪.‬تبّخ ر الماء من المحيطات والمسّطحات المائّية‪ ،‬باإلضافة إلى عملّية النتح من نباتات اليابسة على شكل بخار ماء إلى الهواء•‬
‫‪.‬تكاثف بخار الماء من الهواء وحدوث هطوالت تضمن عودة الماء بالتساقط على األرض•‬
‫‪.‬جريان وصوًال إلى المحيطات والمسّطحات المائّية•‬
‫يتكاثف أغلب بخار الماء الموجود فوق المحيطات ويعود إليها‪ ،‬ولكن أحيانًا ما تحمل الرياح بخار الماء إلى اليابسة بحيث يمكن أن يحدث الهطول‬
‫والتساقط عليها‪ ،‬وهذا األمر يتعّلق بالمنطقة الجغرافّية ومناخ المنطقة‪ .‬يمكن للهطوالت أن تكون على أشكال مختلفة‪ ،‬أشهرها الهطوالت المطرّية‪ ،‬ولكن‬
‫قد يحدث الهطول على شكل ثلج أو َبَر د‪ ،‬كما يسهم تشكل الضباب والندى في عملية الهطول أيضًا‪ ]82[.‬بالمقابل‪ ،‬يحدث القحط والجفاف عندما تمّر‬
‫فترات زمنّية طويلة نسبّيًا قد تصل لشهور وأحيانًا لسنوات دون هطول‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى نقصان في مخزونها المائي تحت المعّد ل الطبيعي لتلك المنطقة‬
‫‪.‬الجغرافّية‬
‫عند حدوث جريان الماء تتجّم ع المياه على شكل مستجمعات ‪ ،‬والتي تنجرف إلى األنهار ومنها تكمل طريقها حسب مصّبها إلى المحيطات أو تتبّخ ر منها‬
‫مباشرة‪ .‬يعرف نموذج النقل الهيدرولوجي بأّنه إجراء عملّية نمذجة رياضّية لمحاكاة تدّفق نهر أو جدول‪ ،‬وحساب العوامل المؤّثرة على جودة الماء‪.‬‬
‫يمكن أن يؤّد ي الجريان إلى تعرية البيئة المحيطة مّم ا يؤّد ي إلى تشكيل الوديان أو مناطق جغرافية ممّيزة وخصبة مثل الدلتا على سبيل المثال‪.‬‬
‫يحدث الفيضان عندما تهطل كّم ّية كبيرة من األمطار الغزيرة على أراضي منبسطة‪ ،‬بحيث أّن معّد ل الهطول في فترة زمنية يكون أكبر من معّد ل‬
‫‪.‬التصريف‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى ارتفاع مستوى المياه في األنهار وغمرها للمناطق المحيطة‬

‫‪.‬ظاهرة المد والجزر على شاطئ جزيرة ري في فرنسا‬

‫التأثير على المناخ[عدل]‬


‫يقوم الماء بدور محوري في التأثير على مناخ األرض‪ ،‬وهو أساس كاّفة الظواهر المتعّلقة بالطقس وحالة الجّو‪ ،‬ويعود ذلك إلى خاّصّية الماء المتمّيزة‬
‫والمتمّثلة بالحركّية والسعة الحرارّية العالية‪ .‬يتّم تخزين طاقة الشمس في مياه المحيطات‪ ،‬حيث يؤّد ي ذلك إلى تبّخ ر المياه‪ ،‬إاّل أّن نسبة التعّرض للشمس‬
‫تتفاوت من مكان آلخر حسب المنطقة الجغرافّية‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى تفاوت في درجة حرارة المياه وفي نسبة الملوحة‪ ،‬والذي يسّبب في النهاية‬
‫بحدوث تّيارات محيطّية تنقل معها كّم ّيات كبيرة من الطاقة (على شكل حرارة)‪ ،‬مثل تيار الخليج وتيار همبولت‪ .‬إّن حدوث تيار الخليج الدافئ له تأثير‬
‫‪.‬كبير على مناخ أوروبا‪ ،‬إذ لواله لكان المناخ هناك قطبيًا‬
‫عندما تسخن مياه المحيطات يتبّخ ر الماء‪ ،‬وينتج نوعان من بخار الماء‪« :‬الجاّف » غير المتكاثف و«الرطب» المتكاثف على شكل سحاب وضباب‪،‬‬
‫‪.‬والذي يحوي وينقل الطاقة على شكل حرارة كامنة‪ ،‬والتي لها تأثير كبير على الظواهر الجّوية مثل الرطوبة الجّوّية والعواصف الرعدّية‬
‫تؤّد ي الهطوالت المطرّية و‪/‬أو الثلجّية إلى تأمين المحتوى المائي في المناطق الجغرافّية‪ ،‬وتكون نسبة النتح التبخّري إلى الهطوالت مهّم ة في تحديد‬
‫‪.‬مناخ المنطقة الجغرافّية إن كانت قاحلة (سهوب وصحاري) أو رطبة (غابات)‪ ،‬وذلك للتأثير المباشر على الغطاء النباتي‬
‫ماء البحر والمد والجزر[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬ماء البحر ومد وجزر‬
‫يحوي ماء البحر على نسبة من األمالح الطبيعّية (ما متوسطه ‪ ،%3.5‬أكثرها وفرًة ملح كلوريد الصوديوم)‪ ،‬باإلضافة إلى كّم ّيات أصغر من مواد‬
‫أخرى‪ .‬تتراوح نسبة الملوحة في مياه البحار من ‪ %0.7‬في بحر البلطيق إلى ‪ %4.0‬في البحر األحمر‪ ،‬في حين تصل نسبة األمالح في البحر المّيت إلى‬
‫‪%.‬حوالي ‪35‬‬
‫يسّم ى ارتفاع منسوب مياه البحر عند الشاطئ وانحساره باسم ظاهرة المّد والجزر على الترتيب‪ .‬ويعود سببها إلى قّوة ناشئة ومتوّلدة عن قّوة جاذبّية‬
‫القمر والشمس‪ ،‬والتي تؤّثر على مياه المحيطات‪ .‬يؤّد ي حدوث ظاهرة المّد والجزر إلى تغّير في عمق المسّطحات المائّية المجاورة للشواطئ وخاصة‬
‫عند مصاب األنهار‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى حدوث تّيارات اهتزازّية تعرف باسم المجاري المّد ّية‪ .‬إّن التغّير في منسوب مياه البحر أثناء المّد والجزر في مكان‬
‫جغرافي ما يتعّلق بحركة القمر والشمس ووموقعهما في لحظة معّينة بالنسبة لألرض‪ ،‬ويترافق ذلك مع تأثير كوريوليس الحاصل من دوران األرض‬
‫حول نفسها‪ ،‬باإلضافة إلى العامل المتعّلق بمدى عمق تلك النقطة الجغرافّية‪ .‬تسّم ى المنطقة الساحلّية التي تغمر تحت تأثير المّد وينحسر عنها الماء أثناء‬
‫‪.‬الجزر باسم البحر الوحلي‪ ،‬وهي منطقة ذات أهّم ّية بيئّية كبيرة‬

‫ماء قبل االندفاع في فّوارة ستروكر الحاّرة في آيسلندا‬

‫الماء وعلوم األرض[عدل]‬


‫يعرف العلم الذي يعنى بدراسة المياه وتوزيعها فوق األرض وصفاتها وخواصها الطبيعّية والكيميائّية وتفاعلها مع البيئة والكائنات الحّية باسم علم‬
‫المياه‪ ،‬في حين أّن علم وصف المياه يختّص بدراسة التوزيع والحركة على األرض‪ ،‬أّم ا دراسة المياه الجوفّية من حيث التوزيع والحركة فهو‬
‫علم الهيدروجيولوجيا‪ .‬في حال كان التخّصص في دراسة الجليد فيعرف العلم باسم علم الجليد‪ ،‬وفي حال التخّصص بالمياه الداخلية فيعرف العلم‬
‫‪.‬باسم علم المسّطحات المائّية الداخلّية‪ ،‬أّم ا دراسة توّز ع الماء في المحيطات والخواص المتعّلقة فهو مجال اهتمام علم المحيطات‬
‫يدخل الماء في العديد من العملّيات الجيولوجّية المهّم ة‪ ،‬حيث يوجد الماء في العديد من الصخور‪ ،‬ويؤّثر ذلك في تشكيل الصدوع‪ ،‬كما يسهم الماء في‬
‫حدوث عملّيات التجوية الكيميائّية والفيزيائّية‪ .‬تستطيع مياه األمطار أن تتخّلل بعض أنواع الصخور المشّك لة للقشرة األرضّية بحيث تصل إلى طبقات‬
‫المياه الجوفية‪ .‬عندما تكون المياه الجوفّية الموجودة في أعماق األرض ضمن طبقات جيولوجّية ساخنة فإّن الماء يصعد إلى سطح األرض على‬
‫‪.‬شكل مياه حمئة أو فّوارات حاّرة‬
‫األهّم ّية الحيوّية[عدل]‬

‫واحة في منطقة أوباري في صحراء ليبيا‪ ،‬ويبدو أثر الماء على وجود الحياة متمّثًال في الغطاء‬
‫‪.‬النباتي الموجود‬
‫الماء هو الحياة‪ ،‬ويمكن تفسير تلك المقولة من وجهة حيوّية بناًء على عدة خواص ممّيزة يقوم بها الماء‪ ،‬والتي هي أساسّية الستمرار الحياة على وجه‬
‫األرض‪ .‬من بين تلك الخواص الحيوّية قيامه بدور مذيب عام‪ ،‬إذ أّن أغلب المواد الحيوّية تكون مذابة أو معّلقة فيه‪ ،‬ولهذا األمر أهّم ّية في‬
‫العملّيات االستقالبّية‪ ،‬كما يشّك ل الماء وسطًا حيويًا يسمح بقيام تفاعالت عضوّية حيوّية تؤّد ي في النهاية إلى تأمين التناسخ الذاتي‪ ،‬مّم ا يضمن استمرار‬
‫‪.‬التناسل وبقاء الكائنات الحية‬
‫يعّد الماء أساسّيًا لحدوث عملية التركيب الضوئي وبالتالي التنفس الخلوي عند الكائنات الحّية‪ .‬تقوم خاليا النباتات أثناء عملّية التركيب الضوئي باستخدام‬
‫ليشّك ل الغلوكوز ويحّرر ‪ CO2‬طاقة الشمس لفصم الهيدروجين عن األكسجين في جزيء الماء‪ ،‬حيث يتحّد الهيدروجين مع ثنائي أكسيد الكربون‬
‫األكسجين‪ .‬بالمقابل تستخدم الكائنات الحّية األكسجين لتحرق السكر (الكربوهيدرات بشكل عام) لتحرر الماء وغاز ثنائي أكسيد الكربون من أجل تأمين‬
‫الطاقة الستمرار الحياة‪ .‬للماء أيضًا دور مهّم في تأمين وسط معتدل أس هيدروجيني ~ ‪ ،7‬وبالتالي في عمل اإلنزيمات‪ .‬بالنهاية تحتاج كّل الكائنات الحّية‬
‫‪.‬إلى كّم ّيات من الماء للقيام بعملّياتها الحيوّية‪ ،‬مثل التخلص من الفضالت على سبيل المثال‬
‫الماء أساس الحياة[عدل]‬

‫التركيب الضوئي والتنّفس‪ .‬ثنائي أكسيد الكربون (على اليمين) يشّك ل مع الماء مرّك بات عضوّية باإلضافة إلى‬
‫‪.‬من جديد )‪ (CO2‬األكسجين (على اليسار) من خالل عملية التركيب الضوئي‪ .‬هذه المنتجات تستهلك في عملية التنّفس الخلوي ليتشّك ل الماء و‬
‫بدأت أول أشكال الحياة في الماء ومنها تطّورت إلى أشكال الحياة المعروفة اآلن‪ .‬من األمثلة المعروفة على أشكال الحياة البدائّية وجود نوع من بكتيريا‬
‫مختزلة للكبريت وهي بدائّية النواة وذاتّية التغذية وتنتج الطاقة من حدوث تفاعل أكسدة‪-‬اختزال بين كبريتيد الهيدروجين وثنائي أكسيد الكربون بوجود‬
‫‪.‬أشعة الشمس مّم ا أسهم في الحصول على منتجات للكربون باإلضافة إلى الماء‬
‫‪18 H2S+6 CO2→C6H12+12 H2O+18 S‬‬

‫تال ذلك وجود البكتريا الزرقاء وجميع أنواع حقيقّيات النوى ذاتّية التغذية التي استخدمت الماء وثنائي أكسيد الكربون في تفاعل إنتاج الطاقة بوجود‬
‫‪:‬الضوء للحصول على األكسجين والسّك ر‬
‫‪6 CO2+12 H2O→C6H12O6+6 O2+6 H2O‬‬

‫من خالل هذه العملّية ارتفع منسوب غاز األكسجين في الماء وفي الغالف الجّو ي‪ ،‬وبذلك أصبح من الممكن الحصول على الطاقة عن طريق التنّفس‬
‫‪.‬الخلوي‬
‫‪C6H12O6+6 O2→6 H2O+6 CO2‬‬

‫على هذا األساس أصبح الماء هو الوسط الرئيسي في جميع الكائنات الحّية من أجل تمام عمليات االستقالب الكيميائّية الحيوّية للحصول على الطاقة‬
‫وتخزينها‪ .‬ويتمّثل ذلك في العملّيات الحيوّية التالية‪ :‬التركيب الضوئي وتحّلل السّك ر وتحّلل الدهن ودورة حمض الستريك ودورة اليوريا‪ .‬يعود الفضل في‬
‫ذلك إلى كون الماء من المذيبات القطبّية مّم ا يسهم في إذابة اإللكتروليتات والمرّك ّبات القطبّية‪ ،‬ومن جهة أخرى تسهم لزوجة وكثافة الماء المالئمة في‬
‫كونه وسطًا ناقًال للمرّك بات الالقطبّية غير القابلة للذوبان في الماء‪ ،‬مثل المغّذ ّيات والدهون ونتائج التقويض والهدم االستقالبي والهرمونات‪ .‬بالتالي‬
‫‪.‬فالماء هو أساس األوساط الناقلة مثل الدم والبالزما واللمف عند الثدّييات والنسيج الوعائي الخشبي عند النباتات‬
‫يقوم الماء باإلضافة إلى ذلك في ضبط حرارة جسم الكائنات الحّية وذلك على شكل إدماع (تعّر ق النبات) أو على شكل َع َر ق عند البشر والحيوانات‪ .‬من‬
‫جهة أخرى تستخدم النباتات وبعض الحيوانات الالفقارية ظاهرة ضغط االمتالء (أو ضغط االنتباج) باالعتماد على امتالء محتوى الخلّية بالماء للقيام‬
‫بتحريك بسيط لألعضاء‪ .‬تالحظ هذه الظاهرة لدى بعض النباتات عند تحريك األوراق‪ ،‬كما تالحظ أيضًا عند شوكيات الجلد مثل قنفذ البحر ونجم‬
‫‪.‬البحر وخيار البحر‬
‫الحياة المائّية[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬علم األحياء المائية ونبات مائي‬

‫‪.‬جزء من التنّوع الحيوي في أحد الشعاب المرجانّية‬


‫تزخر مياه األرض السطحّية بعّد ة أشكال من التنّوع الحيوي فيها‪ ،‬وتتناقص كلما ازداد العمق‪ .‬تعتمد الحياة المائّية في البحار والمحيطات في وجودها‬
‫على الماء كعامل أساسي للكتلة الحيوّية‪ ،‬ويكون العامل المحّد د لإلنتاجّية هو كّم ّية ومقدار المغّذ ّيات النباتّية المذابة مثل الفوسفات ومرّك بات النتروجين‬
‫‪ CO2.‬مثل األمونيوم والنترات باإلضافة إلى ثنائي أكسيد الكربون‬
‫تنمو بعض النباتات في الماء مثل الطحالب وتعّد أساسًا للعديد من النظم البيئّية تحت سطح الماء؛ كما تعيش العوالق (البالنكتون) أيضًا تحت سطح الماء‪،‬‬
‫وهي متعّضّيات صغيرة جدًا‪ ،‬وهي ذات أهّم ّية بالغة‪ ،‬إذ تعّد األساس في وجود السلسلة الغذائّية في المحيطات‪ .‬إّن أّو ل ظهور للشكل البدائي للحياة كان‬
‫في الماء؛ مع وجود أصناف عديدة من األسماك والعديد من الالفقاريات التي تعيش في الماء فقط باإلضافة إلى وجود البرمائّيات والتي تقضي حياتها‬
‫‪.‬بين اليابسة والمياه‪ .‬يستمر التدّر ج في كبر وحجم األنواع حتى الوصول إلى الثدّييات البحرّية‬
‫تحتاج الفقارّيات المائّية إلى األكسجين لحياتها‪ ،‬وهي تفعل ذلك بطرق مختلفة‪ .‬لألسماك مثًال خياشيم بدًال من الرئتين والتي تتمّك ن من خاللها أن تعيش‬
‫تحت الماء‪ ،‬رغم أّنه يتوّفر لدى بعض األسماك مثل األسماك الرئوّية كال نظامي التنّفس‪ .‬أّم ا الثدّييات البحرّية مثل الدلفين والحوت وثعالب‬
‫الماء وزعنفّيات األقدام فهي تحتاج للصعود إلى السطح بشكل دوري لتنّفس الهواء‪ .‬تقوم بعض البرمائّيات بالتنّفس عن طريق امتصاص األكسجين من‬
‫‪.‬خالل جلدها‪ .‬تمتلك الالفقارّيات العديد من التحويرات كي تبقى على قيد الحياة في بيئات ذات مياه فقيرة باألكسجين وذلك باستخدام أنابيب تنّفس مثًال‬
‫يؤّد ي تعّلق كثافة الماء بدرجة الحرارة إلى حدوث ظاهرة التطُّبق وإلى حدوث تّيارات مائّية داخل كتلة الماء الموجودة في المسّطح المائي‪ ،‬والتي تعد‬
‫ذات أهّم ّية كبيرة للموائل واألمكنة الحيوية في المياه العذبة وفي مياه المحيطات المالحة على حد سواء‪ .‬إن شذوذ الكثافة لدى الماء يمّك ن الكائنات البحرّية‬
‫‪.‬من البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء‪ ،‬إذ أّن البيئات المائّية بذلك لن تهبط عند التجّم د إلى القاع إّنما ستطفو على السطح‬
‫الحياة البرّية[عدل]‬
‫يعّد الماء أساسّيًا وعامًال محّد دًا لإلنتاجية في النظم البيئّية على األرض‪ ،‬إذ أّنه ضروري الوجود من أجل عملّية االستقالب عند األحياء (الغالف‬
‫الحيوي)‪ ،‬كما له دور أساسي في تشكيل وتطبيع أماكن تواجدها‪ ،‬إن كان في غالف األرض الترابي أو الجّوي‪ .‬تقوم الهطوالت المطرّية و‪/‬أو الثلجّية‬
‫‪.‬بتغذية المسّطحات المائّية والمياه الجوفّية كمصدر حيوي من أجل نمو النباتات ولتأمين مياه شرب للحيوانات‬
‫يتم االستفادة من خواص الماء من قبل العديد من الكائنات الحّية‪ ،‬فعلى سبيل المثال تستغل الحشرات والعنكبّيات خاّصّية التوّتر السطحي للماء في حياتها‬
‫‪.‬اليومّية بشكل كبير‬
‫اإلنسان[عدل]‬

‫‪.‬يشّك ل الماء النسبة العظمى من مكّونات جسم اإلنسان‬


‫إّن حوالي ثلثي جسم اإلنسان وزنًا هو ماء‪ ،‬مّم ا يبرز األهّم ّية الحيوّية له بالنسبة لبقاء البشرّية‪ .‬تتراوح نسبة الماء في الجسم بين ‪ %55‬إلى ‪ %78‬وذلك‬
‫حسب الحجم‪ ]83[.‬عندما تنقص كّم ّية الماء في الجسم يشعر اإلنسان بالعطش؛ إذ ال يستطيع اإلنسان أن يعيش دون شرب ماء لفترة طويلة‪ .‬يؤّد ي نقصان‬
‫كّم ّية الماء في الجسم إلى آثار صّحّية سلبّية كبيرة‪ ،‬مثل حدوث التجفاف‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى تعّط ل بعض وظائف الجسم التي تحتاج الماء كي تعمل بانتظام‪.‬‬
‫يؤّد ي عدم شرب كّم ّيات كافية من الماء إلى حدوث شعور بالدوار والغثيان‪ ،‬واضطرابات في التروية الدموية‪ ،‬باإلضافة إلى تشّنجات عضلّية‪]84[.‬‬
‫تتفاوت التقديرات حول الكّم ّية الموصى بها لشرب الماء يومّيًا‪ ،‬ولكن ال ينبغي أن تقل عن ‪ 1.5‬ليتر من الماء يومّيًا‪ ،‬وهي كّم ّية تقديرّية وسطّية لتجّنب‬
‫حدوث الجفاف (‪ 7-6‬كاسات من الماء يومّيًا)‪ ]86[]85[.‬ولآلن ال توجد أدّلة علمّية كافية تلزم اإلنسان بشرب كّم ّية محّد دة من الماء يومّيًا‪ ،‬مثل القول أنه‬
‫ينبغي شرب ‪ 8‬كاسات من الماء كّل يوم‪ ]87[.‬من جهة أخرى‪ ،‬هناك عدد من الدراسات التي ربطت بين االستهالك المرتفع لماء الشرب مع حدوث‬
‫اضطرابات ومشاكل في الوزن‪ ]93[]92[]91[]90[]89[]88[.‬رّبما تزداد الكّم ّية الموصى بها حسب المناخ‪ ،‬ففي البلدان ذات المناخ الحاّر يرتفع الطلب‬
‫اليومي على شرب الماء‪ ،‬كما تزداد حاجة الجسم إلى الماء عند مزاولة جهد عضلي مثل الرياضة‪ .‬بالمقابل‪ ،‬يؤّد ي شرب كّم ّيات فائضة من الماء عن‬
‫الحاجة بشكل مبالغ يزيد عن ‪ 20‬ليتر في اليوم إلى حدوث تسّم م بالماء وذلك بسبب حدوث اختالل توازن الكهرليتات ونقصان كّم ّية األمالح في الجسم‪،‬‬
‫وخاّصة نقص صوديوم الدم‪ ،‬مّم ا يؤّد ي إلى حدوث حالة تلف دائم في الخاليا العصبّية تنتهي بالوفاة‪]96[]95[]94[.‬‬
‫األهّم ّية بالنسبة للحضارة البشرّية[عدل]‬

‫‪.‬مزارع مصري يستخدم الشادوف للسقاية‬


‫للماء دور حيوي في بقاء وتقّد م الحضارة اإلنسانّية؛ حيث ازدهرت الحضارات البشرّية عبر العصور في وديان األنهار الكبيرة الرئيسّية؛ كما هو الحال‬
‫في حضارة بالد الرافدين‪ ،‬والتي تعرف باسم مهد الحضارة‪ ،‬إذ أّنها شهدت ازدهار عّد ة حضارات وذلك بسبب الموقع الجغرافي المتمّيز بين‬
‫نهري دجلة والفرات‪ ،‬وقيل أّنها سّم ّيت بالعراق أي «الشاطئ» لكثرة ووفرة مياهها‪ ،‬التي شكلت عامل جذب للعديد من األقوام الذين سكنوها وشادوا فيها‬
‫أرقى الحضارات‪ ]1 [ْ .‬كما أّن حضارة المصرّيين القدماء كانت قد ترّك زت على ضفاف مجرى نهر النيل‪ .‬باإلضافة إلى وادي السند في الهند وباكستان‪،‬‬
‫ووادي هوانج في الصين‪ .‬أنشأت كّل هذه الحضارات أنظمة رّي ساهمت في تطوير األرض وجعلتها منتجة‪ .‬وقد انهارت الحضارات حين نضوب‬
‫موارد المياه أو عند إساءة استخدامها؛ إذ يعتقد كثير من المؤّرخين أّن سقوط حضارة السومرّيين في بالد ما بين النهرين كان بسبب ضعف المهارة‬
‫والخبرة في عملّيات الرّي ‪ .‬فقد ترّك ز الملح من مياه الرّي في األرض بعد تبّخ ر المياه وأخذ يتراكم في التربة‪ .‬وكان من الممكن تفادي ترّك ز الملح في‬
‫التربة بغسل الملح بماء إضافي‪ ،‬وإذا لم يتّم صرف ماء األرض تصبح مشّبعة بالماء‪ .‬فشل السومريون في تحقيق التوازن الالزم بين ترّك ز الملح في‬
‫التربة وبين عمليات صرف المياه منها‪ ،‬وأّد ت زيادة ترّك ز الملح في التربة وكذلك تشّبعها بالماء إلى اإلضرار بالمحاصيل‪ ]2 [ْ .‬ومن ثم انخفض الناتج‬
‫‪.‬الزراعي تدريجّيًا وتفاقم نقص الغذاء‪ ،‬ومع انهيار الزراعة انهارت الحضارة السومرّية‬
‫هناك عدد جّيد من حواضر المدن الكبيرة في العصر الحديث والتي يعود جزء من نجاحها إلى الموقع الجغرافي المائي الممّيز‪ ،‬الذي يمّك ن من الحركة‬
‫‪.‬التجارّية كما هو الحال في هونغ كونغ وطوكيو وشنغهاي وروتردام ومونتريال‬
‫يستخدم الماء العذب بشكل رئيسي في المجتمعات البشرّية كمصدر آمن لمياه الشرب‪ ،‬باإلضافة إلى استخدامه في قضاء الحاجات المنزلّية األساسّية فيما‬
‫يخّص الطبخ والنظافة الخاّصة واالستحمام‪ .‬أّم ا على صعيد خارجي فسيتخدم الماء بشكل أساسي في الزراعة‪ ،‬وخاصة من أجل الرّي‪ ،‬وكذلك في‬
‫‪.‬الصناعة وخاصة صناعة الغذاء‬
‫تاريخ استخدام الماء[عدل]‬

‫نواعير‬ ‫نقل الماء إلى مدينة عدن في مطلع القرن العشرين‬


‫‪.‬حماة على نهر العاصي في سوريا‬
‫منذ فجر الحضارة البشرّية أولى اإلنسان أهّم ّية كبيرة لتطوير وسائل وطرق من أجل جلب المياه وتخزينها وذلك لألهّم ّية الحيوّية الكبيرة لهذه الماّد ة في‬
‫حياة اإلنسان‪ .‬خالل العصر الحجري الحديث تمّك ن اإلنسان ألّول مرة من حفر اآلبار الدائمة‪ ،‬حيث كان يرفع الماء إلى األعلى‬
‫باستخدام الشادوف أو السواقي أو النواعير‪ .‬كما انتشرت اآلبار المدّرجة في عّد ة مناطق في الهند‪ ،‬باإلضافة إلى وجود نظام تصريف معّقد للمياه في‬
‫بعض المناطق في شبه القارة الهندّية‪ ،‬كما هو الحال في موهينجو دارو في حضارة وادي السند‪ ]97[.‬كما عثر على نظام تصريف متقن للمياه أيضًا في‬
‫‪.‬آثار سكارا براي في إسكتلندا‪ ،‬والتي تعود إلى العصر الحجري الحديث‬
‫كانت حضارة اإلغريق القدماء في كريت‪ ،‬والتي تعرف باسم الحضارة المينوسّية‪ ،‬من أوائل الحضارات التي استخدمت أنابيب من الخزف من أجل‬
‫تزويد وتصريف المياه‪ ]98[.‬كما استخدم اإلغريق في اليونان واألناضول نظام تصريف منزلي على شكل رّش اشات مضغوطة لغرض االستحمام‪[.‬‬
‫‪ ]99‬شّق الرومان القدماء قنوات لجّر الماء‪ ،‬وأنشأوا القنوات والخّز انات المائّية في أرجاء إمبراطورّيتهم‪ ،‬وال تزال العديد من اآلثار الرومانّية في مجال‬
‫صرف المياه حاضرًة في العديد من الدول العربّية على سبيل المثال في بالد الشام وعلى طول ساحل الشمال اإلفريقي‪ .‬تمّك ن الرومان بذلك من إنشاء‬
‫نظام لجلب وتصريف المياه للمنازل وفي الساحات العاّم ة‪ ،‬حيث صّم مت النوافير والسبل العاّم ة‪ .‬استخدم الرومان قديمًا الرصاص لصنع األنابيب‪ ،‬مّم ا‬
‫أّد ى إلى انتشار حدوث حاالت من تسّم م الرصاص في ذلك الوقت‪ ]100[.‬حفر الفرس أيضًا القنوات المائّية في المدن والبلدات‪ ]101[،‬كما قاموا ببناء‬
‫‪».‬خّز انات من الِّلْبن تدعى باسم «آب انبار‬
‫استمّر التوّسع في شّق القنوات وحفر اآلبار مع ازدهار الحضارة اإلسالمّية‪ ،‬ومع التوّسع في إنشاء المواضئ في المساجد ألداء الصلوات‪ ،‬كما أنشئت‬
‫الترع وحفرت العيون في الطرق والسبل العاّم ة‪ ،‬كما هو الحال في عين زبيدة التي حفرت خصيصًا للحجاج‪ .‬باإلضافة إلى ذلك انتشر براعة المهندسون‬
‫في األندلس على وجه الخصوص في تصميم النوافير وإيجاد حيل هندسّية أضفت لمسات بديعة في فّن العمارة كما هو الحال في نافورة بهو‬
‫‪.‬السباع في قصر الحمراء في غرناطة‬
‫كان التطّو ر في تقنّيات استخدام المياه متزامنًا في عدد من الحضارات‪ ،‬حيث تمّك ن شعب المايا في بالينكي من تطوير قنوات مائّية تحت أرضّية ومن‬
‫تصميم نظام تصريف شبيه بنظام المرحاض الحديث‪ ]103[]102[.‬مع تقّد م العلوم والتطّو ر في مواد البناء وعلوم الهندسة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديث أساليب‬
‫معالجة المياه أصبح من الممكن توفير أشكال مناسبة لتخزين المياه وتمديدها إلى البيوت وأماكن اإلقامة‪ ،‬بحيث أصبح الوصول إليها سهًال في العديد من‬
‫‪.‬المدن المتحّضرة‬
‫االستخدامات األساسّية[عدل]‬

‫‪.‬ماء الصنبور هو ماء يزود عادًة عبر تمديدات من أجل االستخدامات المنزلّية‪ ،‬وقد تشمل ماء الشرب في بعض الدول‬

‫االستخدامات المنزلّية[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬ماء الشرب وصناعة المياه‬
‫يستخدم الماء على صعيد منزلي للشرب والطبخ واالستحمام ولغسل المالبس بشكل أساسي‪ .‬يعني مفهوم صناعة المياه تزويد ماء‬
‫الشرب وخدمات الصرف الصحي (بما في ذلك معالجة الصرف الصحي) إلى المنازل بوسائل مختلفة‪ .‬تتضّم ن الوسائل التي تؤّم ن إمداد المياه كل‬
‫من اآلبار والخّز انات األرضّية من أجل الحصاد المائي والتخزين بواسطة خّز انات وأبراج المياه والتغذية عن طريق شبكات وأنابيب المياه باإلضافة‬
‫إلى وسائل تنقية المياه‪ .‬تتوّلى بلدّيات المدن مسؤولية توزيع المياه لالستخدامات المنزلّية أو يمكن أن يتم األمر عن طريق صهاريج‪ .‬لغرض الترشيد في‬
‫‪.‬الموارد المائّية العذبة تقوم بعض المدن مثل هونغ كونغ باستخدام مياه البحر دون معالجة من أجل شطف المراحيض في المنازل والمرافق العاّم ة‬
‫كان ماء الشرب في السابق يجمع عادًة من الينابيع والجداول أو من حفر اآلبار أو بضّخ ه من البحيرات واألنهار‪ .‬في العصر الراهن يتطّلب األمر‬
‫معالجة المياه وتنقيتها إلزالة الشوائب باستخدام مرّش حات المياه والتي تكون عادة من الرمل‪ ،‬كما يتطّلب األمر أيضًا تعقيم المياه للتخّلص من المواد‬
‫‪.‬الضاّرة المنحّلة والميكروبات وذلك باستخدام كلورة المياه أو أساليب أخرى‪ .‬يمكن معالجة المياه أيضًا باستخدام التناضح العكسي أو بتحلية مياه البحر‬
‫يمّثل الماء أمرًا جوهريًا فيما يخص أمور النظافة بشكل عام والنظافة الشخصّية بشكل خاص‪ ،‬وذلك فيما يتعّلق باالستحمام وغسل المالبس وتنظيف‬
‫المنازل باإلضافة إلى جلي األواني‪ ،‬حيث يستخدم لذلك باإلضافة إلى الماء الصابون والمواد المنّظفة المالئمة‪ .‬كما يعّد الماء أساسّيًا للطبخ حيث يستخدم‬
‫بطرق مختلفة من أجل تحضير الطعام وذلك إّم ا بسلق الخضار والبيض في ماء مغلي‪ ،‬أو بإجراء الطهي عن طريق التبخير‪ ،‬أو السلق على نار هادئة‪،‬‬
‫‪.‬أو بالغلي عند درجات حرارة تقارب نقطة غليان الماء‬
‫الزراعة[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬ري‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬بصمة مائية‬

‫‪.‬ري حقل من الرز في الهند‬


‫يعد الري االستخدام األهّم للماء في الزراعة‪ ،‬وهو أساسي إلنتاج المحاصيل الغذائّية‪ .‬قد يصل سحب الماء من أجل رّي المزروعات في بعض البلدان‬
‫النامّية إلى حوالي ‪ %90‬من السحب اإلجمالي‪ ]104[،‬وحتى في الدول المتقّد مة تصل نسبة سحب المياه من أجل الرّي إلى نسبة معتبرة‪ ،‬إذ أّنه في‬
‫الواليات المّتحدة األمريكّية تصل نسبة السحب من المياه العذبة من أجل الري إلى حوالي ‪]105[.%30‬‬
‫ازدادت أهّم ّية الوعي حول الترشيد في استخدام الموارد المائّية في العقود األخيرة‪ ،‬خاّص ة مع ازدياد عدد سكان األرض وازدياد حاجتهم بالتالي إلى‬
‫الماء للشرب وللري للحصول على الغذاء‪ ،‬مّم ا دعا إلى حاجة تطوير وسائل مثل الري بالتنقيط‪ .‬أّد ى التمّد د الحضري باإلضافة إلى ارتفاع الطلب على‬
‫المياه من قطاعات أخرى‪ ،‬مثل إنتاج الطاقة البديلة (الوقود الحيوي)‪ ،‬إلى الحديث عن مفهوم ذروة الماء‪ ]106[.‬يتوّقع في المستقبل أن يزداد الطلب على‬
‫الماء بشكل أكبر مّم ا هو عليه اآلن وذلك لتأمين غذاء كاف مع تزايد عدد سكان األرض‪ ،‬والذي يخّم ن أن يصل إلى ‪ 9‬باليين في حلول سنة ‪[.2050‬‬
‫‪]107‬‬

‫‪.‬سقاية مزروعات بأسلوب الري بالتنقيط‬


‫أجري تقييم ألسلوب إدارة المياه في االستخدام الزراعي سنة ‪ 2007‬من طرف المعهد الدولي إلدارة المياه في سريالنكا من أجل معرفة إن كان للعالم‬
‫موارد من الماء كافّية لتأمين الغذاء للعدد المتزايد من السكان في العالم‪ ]108[.‬قامت عملية التقييم على أساس وفرة المصادر المائّية في تلك السنة‬
‫الستخدامها في الزراعة على صعيد العالم‪ ،‬وقّد مت تحديدًا للمواقع التي تعاني من ندرة المياه‪ ،‬حيث وجد أن خمس تعداد السكان في العالم‪ ،‬أي أكثر من‬
‫‪ 1.2‬مليار نسمة‪ ،‬يعيشون في مناطق تعاني من ندرة ماّد ّية للمياه حيث ال توجد كّم ّية كافية من الماء لتلبية كاّفة الحاجّيات الضرورّية‪ .‬كما وجد أّن ‪1.6‬‬
‫مليار نسمة في العالم يعيشون في مناطق ندرة اقتصادّية للمياه‪ ،‬حيث أّن نقص االستثمارات وضعف الحالة االقتصادّية يجعل من المستحيل على الهيئات‬
‫الحكومّية في تلك المناطق أن تلّبي حاجة الطلب إلى المياه‪ .‬خلص التقرير إلى أّن االستمرار على نفس الوتيرة الحالّية من إنتاج الغذاء واستخدام مياه‬
‫الري من أجل زراعة المحاصيل ستؤّد ي بالنهاية إلى حدوث أزمات في العديد من المناطق في العالم‪ ،‬وأّنه يمّك ن تجّنب ذلك عندما يقوم المزارعون‬
‫بزيادة الكفاءة واإلنتاجّية وذلك بالتقليل قدر اإلمكان من الهدر بالترشيد واستخدام وسائل حديثة في الرّي ‪]109[.‬‬
‫الصناعة[عدل]‬
‫للماء أهّم ّية كبيرة في الصناعة وله العديد من التطبيقات‪ .‬يستخدم الماء بشكل أساسي كماّد ة تبريد ووسط في المبادالت الحرارّية نظرًا لوفرته وللسعة‬
‫الحرارّية المرتفعة سواًء للتبريد أو التسخين‪ .‬يمكن الحصول على الماء البارد من مصادر طبيعّية متوّفرة كنهر جار أو بحيرة قريبة أو من البحر‪ ،‬كما‬
‫أن تسخين الماء لنقل الحرارة عملّية فّعالة عن طريق تبخير وتكثيف الماء وذلك بسبب حرارة التبخر العالية له‪ .‬بالمقابل‪ ،‬إّن من سّيئات‬
‫استخدام البخار هو تعّرض المواد المعدنّية المستخدمة في الصناعة مثل الفوالذ والنحاس للتآكل عند استخدام ماء غير معالج‪ .‬في كاّفة المحّطات‬
‫الحرارّية يكون الماء هو السائل المستخدم لنقل الحرارة بدخوله في دورة مغلقة بين المرجل والعنفات والمكّثف‪ ،‬كما يستخدم أيضًا كماّد ة حرارّية‬
‫‪.‬ناقلة في أبراج التبريد‪ .‬في المحّطات والمفاعالت النووّية يستخدم الماء كمهّد ئ للنيوترونات وكماّد ة تبريد في نفس الوقت‬
‫يدخل الماء العديد من التطبيقات المهّم ة في الصناعات الكيميائّية وذلك على شكل مذيب أو كاشف كيميائي؛ كما يستخدم في مختلف العملّيات‬
‫الكيميائّية كوسط للتفاعل على العموم وعلى الخصوص من أجل التنظيف والشطف (عادة مع مواد منّظفة أو محاليل قلوّية) أو لإلذابة‬
‫‪.‬أو لالستخالص وإلعادة التبلور‪ .‬كما يستخدم الماء كوسط من أجل التحليل والطلي الكهربائي وفي صناعة البّطاريات‬
‫في العملّيات التقنّية المختلفة يستخدم الماء كوسط لربط وتشكيل الجبس واإلسمنت‪ ،‬باإلضافة إلى استخدامه في التصديع والقطع والتنظيف عندما يوضع‬
‫‪.‬تحت ضغط مرتفع‪ ،‬باإلضافة إلى استخدامه كوسط لنقل الضغط في بعض التطبيقات الهيدروليكّية‬
‫يستفاد من الطاقة المائّية على هيئة طاقة كهرمائّية في توليد الكهرباء‪ ،‬وذلك من القّوة الناشئة عن دفع المياه للعنفات التي تكون موصولة بموّلد كهربائي‪.‬‬
‫‪.‬تعّد الطاقة الكهرمائية إحدى الطاقات النظيفة المتجّد دة‪ ،‬والتي يحصل عليها عادة من إنشاء السدود على األنهار‬

‫‪.‬سد الممرات الثالثة من أكبر محّطات توليد الكهرباء في العالم‬

‫التجارة والنقل[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬نقل مائي ومياه معبأة‬

‫‪.‬سفينة تجارية محّم لة بالبضائع تعبر قناة السويس‬


‫تستخدم المعابر المائّية كوسيلة لنقل البضائع وللسفر‪ .‬كان السفر في الماضي بواسطة السفن لغرض االستكشاف والتجارة وسيلة أساسّية لقطع المسافات‬
‫البعيدة التي تفصل بينها البحار‪ .‬في الوقت الحالي يقتصر السفر بواسطة السفن الكبيرة لغرض السياحة‪ ،‬في حين أّن النصيب األكبر من حركة السفن في‬
‫‪.‬الوقت الحالي هو لغرض تجاري‪ .‬تمتاز بعض المعابر المائية بموقع إستراتيجي يمنحها أهّم ّية تجارّية كبيرة مثل قناة السويس وقناة بنما‬

‫مياه معدنّية معّبأة‬


‫يدرج في الوقت الحالي استخدام الماء كسلعة تجارّية‪ ،‬إذ تتّم في بعض المناطق شراء الحقوق التجارّية لينابيع وجداول المياه المعدنّية العذبة أو المياه‬
‫الجوفّية وتعبئتها في قارورة (قنينة) زجاجّية أو بالستيكّية وبيعها على هيئة مياه معّبأة‪ ،‬قد تكون أحيانًا مكربنة (فّوارة) بإضافة غاز ثنائي أكسيد‬
‫الكربون إليها‪ .‬ينتشر استخدام المياه المعّبأة بشكل أساسي في البلدان التي تعاني من شّح في الموارد الطبيعّية للمياه العذبة‪ ،‬مّم ا أدى إلى انتشار مفهوم‬
‫‪«».‬خصخصة المياه‬
‫مع قّلة الموارد المائّية واضطرار الدول النامّية إلى تصدير المنتجات الزراعّية التي استخدمت المياه العذبة لرّيها؛ ظهر مفهوم الماء االفتراضي‪ ،‬وهو‬
‫الكّم ّية المستهلكة من المياه إلنتاج محصول زراعي معّين‪ ]110[.‬على سبيل المثال يتطّلب ‪ 1600‬متر مكّعب من الماء وسطّيًا إلنتاج طن واحد من القمح‪.‬‬
‫يفيد هذا المفهوم في ضرورة معرفة اختيار نوع المحاصيل الزراعّية وتصنيفها إلى التي ينبغي زراعتها وتصديرها والتي ينبغي استيرادها‪]111[.‬‬
‫استخدامات أخرى[عدل]‬
‫مكافحة الحريق[عدل]‬

‫‪.‬استخدام الماء من أجل إخماد حرائق الغابات‬


‫يستخدم الماء من أجل مكافحة الحريق وذلك بسبب وفرته وخموله الكيميائي النسبي والرتفاع حرارة التبّخ ر‪ .‬يعود التأثير اإلخمادي للماء بسبب استهالك‬
‫الطاقة الناتجة عن تفاعل االحتراق في تبخيره وتحويله إلى بخار ماء وبذلك يخمد الحريق‪ .‬بالمقابل ينبغي تجّنب استخدام الماء عند إخماد حرائق‬
‫‪.‬الزيوت والوقود والمذيبات العضوّية‪ ،‬إذ أّنه في تلك الحالة يستخدم مطافئ الحريق التي تعتمد على حجب األكسجين‬
‫لدى استخدام الماء في إخماد الحرائق ينبغي األخذ بالحسبان مخاطر حدوث انفجار بخاري‪ ،‬والذي يعود سببه إلى فرط اإلحماء في زمن قصير وتشّك ل‬
‫كّم ّيات كبيرة من البخار في حّيز مكاني ضيق‪ .‬كما ينبغي توّخ ي الحذر من حدوث انفجارات بسبب غاز الهيدروجين الناتج عن تفّك ك الماء‪ ،‬والذي يحدث‬
‫‪.‬عندما يستخدم الماء إلطفاء حرائق مواد قابلة للتفاعل معه؛ مثل حرائق الفلّز ات والفحم‬
‫استخدامات علمّية[عدل]‬
‫استخدم الماء في السابق كأساس لتعريف وحدة الوزن الغرام‪ ،‬وذلك سنة ‪ 1795‬في فرنسا‪ ،‬إذ ُعّرف حينها أّنه يساوي «الوزن المطلق لحجم ماء نقي‬
‫مساو لحجم مكّعب طول ضلعه واحد على المئة من المتر عند درجة حرارة ذوبان الجليد»‪ ]112[.‬لدوافع عملّية ارتأى العلماء آنذاك صنع مقياس معدني‬
‫كتلته أكبر بألف مرة‪ ،‬وهو الكيلوغرام‪ .‬كما تّم االعتماد على النقطة الثالثّية للماء في تعريف مقياس كلفن لدرجة الحرارة‪ ،‬وبذلك نشأ مفهوم درجة‬
‫الحرارة المطلقة‪ ،‬والتي لها نفس مقياس درجات سيلزيوس ولكن تجعل نقطة تجمد الماء (‪° 0‬س) عند ‪ 273.15‬كلفن‪ .‬يتكّون الماء الطبيعي‬
‫من نظائر هيدروجين‪ 1-‬وأكسجين‪ ،16-‬ولكن هناك كّم ّيات ضئيلة من النظائر األثقل لعنصري الهيدروجين واألكسجين والتي تدخل في تركيب الماء‬
‫‪.‬الثقيل‪ ،‬مّم ا قد يؤّثر على خواص الماء‪ .‬مّم ا استدعى من الهيئات العلمّية وضع مقياس أو معيار اّتفق عليه وسّم ي باسم معيار فيينا لمياه المحيط‬
‫للماء دور هام ومحوري في مجال علم الغذاء‪ ،‬ويستخدم للتعبير عن ذلك مفهوم النشاط المائي (أو فاعلّية الماء)‪ .‬تؤّثر المواد المذابة في الماء على‬
‫النشاط المائي‪ ،‬مّم ا يؤّثر في النهاية على التفاعالت الكيميائّية وعلى نمّو الميكروبات في الطعام‪ ]113[.‬يعّر ف النشاط المائي على أّنه نسبة ضغط‬
‫البخار الجزئي للماء في الماّد ة االستهالكّية إلى ضغط البخار للماء النقي‪ ]36[.‬يفيد معرفة النشاط المائي لألغذية في معرفة كيفّية حفظ األغذية ووقايتها‬
‫من الميكروبات وفي تقدير فترة الصالحية‪]113[.‬‬

‫‪.‬نافورة ماء في حديقة‬


‫الترفيه[عدل]‬
‫يستخدم الماء كعنصر مهّم في التزيين والديكور الخارجي وذلك بإنشاء الجداول والشاّل الت الصناعية باإلضافة إلى النوافير في الساحات والحدائق‬
‫العاّم ة‪ .‬تعّد المناطق وفيرة المياه أماكن جذب للناس للنزهات واالصطياف ولقضاء الوقت وللترفيه عن النفس‪ ،‬وذلك على ضفاف األنهار والبحيرات‬
‫‪.‬وعلى الشواطئ؛ كما يقصد الناس المتنّز هات المائّية لغرض التسلية واالستمتاع‬
‫هناك العديد من الرياضات المائّية التي تعتمد على الماء لممارستها‪ ،‬مثل رياضة السباحة والتزّلج على الماء وركوب األمواج والغطس‪ .‬كما أّن هناك‬
‫‪.‬بعض الرياضات تلعب على الجليد مثل هوكي الجليد والتزلج على الجليد‪ ،‬باإلضافة إلى الرياضات الشتوّية التي تلعب على الثلج بشكل رئيسي‬
‫إدارة المياه[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬إدارة المياه‬

‫‪.‬يضّطر العديد من الناس للمشي إلى األماكن البعيدة إلحضار مياه الشرب‬
‫يقصد بإدارة المياه المفهوم الشامل المتعّلق بإدارة الموارد المائّية من حيث التخطيط والتطوير والتوزيع بالشكل األمثل بشكل يوافق نهج الترشيد في‬
‫االستهالك وأسلوب التعامل مع األزمات ونقص الموارد وتلّوث المياه‪ .‬كما يمكن التوّسع في مفهوم اإلدارة أيضًا بحيث يشمل مراعاة الظروف البيئّية‬
‫التي تؤّم ن حدوث دورة المياه في الطبيعة ودورة االستهالك البشرّية على أفضل وجه‪ ]116[]115[]114[.‬تتوّلى الهيئات الحكومية المختّصة عادًة‬
‫مسؤولية وضع آليات ناظمة لتنقية المياه ومعالجتها وتوزيعها إلى المنازل في المدن عبر شبكات‪ ،‬والتي يتم ضبط معّد ل االستهالك الفردي أو الصناعي‬
‫للماء فيها عن طريق عّد ادات‪ ،‬والتي تفيد في معرفة كلفة االستهالك مقابل خدمة التمديد‪ .‬كما تتوّلى تلك الهيئات أيضًا مسؤولية تصريف المياه‬
‫‪.‬بإنشاء مجاري مخّص صة لنقلها‪ ،‬باإلضافة إلى إنشاء محّطات مخّصصة لمعالجتها‬
‫تسّم ى مجموعة القوانين التي تضبط وتنّظم شؤون إدارة الموارد المائّية على صعيد محّلي باسم قانون المياه‪ ،‬والذي يمكن تعميمه عند حدوث تقاطعات‬
‫مع دول أخرى مشاركة للمورد المائي أو عند ضرورة انتهاج سياسة حكومّية في هذا الصدد فتصّنف القوانين والمعاهدات تحت بند السياسات المائّية‪.‬‬
‫تعاني دول المنطقة العربّية عمومًا من شّح في مواردها المائّية‪ ،‬مّم ا دفع العديد منها لسّن سياسات مائّية متعّلقة كما هو الحال في المغرب ومصر على‬
‫‪.‬سبيل المثال‬
‫أزمة المياه[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬أزمة المياه‬

‫تقدير لألشخاص في البلدان النامّية الذين تمّك نوا من الحصول على مياه الشرب ‪2000- 1970‬‬
‫يمّثل الماء موردًا إستراتيجّيًا مهّم ًا لجميع دول العالم‪ ،‬وكان وال يزال سببًا للعديد من النزاعات السياسّية‪ .‬تعاني حوالي ‪ 50‬دولة‪ ،‬أي حوالي ثلث سكان‬
‫العالم‪ ،‬من نقص متوّسط إلى حاّد في المياه‪ ،‬مع وجود ‪ 17‬دولة من تلك الدول والتي تقوم باستخراج كّم ّيات من الماء سنويًا تفوق التي ُتسترّد إليها من‬
‫دورة الماء الطبيعّية‪ ]117[.‬في سنة ‪ 1990‬تمكن ‪ 1.6‬مليار نسمة فقط من الحصول على مصدر آمن للماء العذب‪ ]118[.‬مع ازدياد الوعي طرأ تحّسن في‬
‫نسبة األشخاص في الدول النامّية القادرين على الحصول على المياه المأمونة‪ ،‬وذلك من مجرد ‪ %30‬سنة ‪ ]119[،1970‬إلى ‪ %71‬سنة ‪ ،1990‬و ‪%79‬‬
‫‪.‬سنة ‪ 2000‬و ‪ %84‬سنة ‪ ،2004‬وهذا الميل آخذ في االستمرار؛[‪ ]31‬خاّصة أّنه كان أحد األهداف اإلنمائّية لأللفّية التي وضعتها األمم المّتحدة‬
‫مع ازدياد عدد السكان في األرض ومع حدوث شّح في الموارد المائّية في عدد من دول العالم‪ ،‬وخاصة النامّية منها‪ ،‬أقدمت األمم المّتحدة بطلب من‬
‫وذلك في ‪ 28‬تموز‪/‬يوليو ‪ ،2010‬وعّد ذلك حّقًا )‪ HRWS‬أو بشكل مفّصل حق اإلنسان في المياه والصرف الصحي( بوليفيا على سّن قانون حّق المياه‬
‫من حقوق اإلنسان‪ ]120[.‬قّد مت األمم المّتحدة تقريرًا سنة ‪ 2006‬مفاده أّن الموارد المائّية الموجودة كافية للجميع‪ ،‬ولكن الوصول إليها يعّطل بسبب سوء‬
‫اإلدارة والفساد‪ ]121[.‬كما ُقّد مت دعوات إلى الهيئات اإلغاثية المانحة برفع كفاءة المساعدات والمشاريع التنموّية في البلدان التي تعاني من شّح الموارد‬
‫المائّية‪ ]122[،‬وإلى حكومات الدول بوضع سياسات فّعالة في إدارة المياه‪]123[.‬‬
‫هناك العديد من االتفاقّيات الدولّية المتعّلقة بالمياه مثل اتفاقّية األمم المّتحدة لمكافحة التصّحر واتفاقّية ماربول للحّد من تلّوث المياه من السفن‪ ،‬واتفاقّية‬
‫رامسار للحفاظ واالستخدام المستدام للمناطق الرطبة؛ كما خّصص يوم ‪ 22‬آذار‪/‬مارس كيوم عالمي للماء‪ ،‬والثامن من حزيران‪/‬يونيو من كّل عام كيوم‬
‫‪.‬عالمي للمحيطات‪ .‬باإلضافة إلى ذلك هناك عدد من الهيئات والمنّظمات غير الحكومّية التي تعنى بشؤون المياه وإدارتها مثل المعهد الدولي إلدارة المياه‬
‫تلّو ث المياه[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬تلوث المياه‬

‫‪.‬رمز الخطر الذي يشير إلى المياه غير الصالحة للشرب‬


‫يعّرف ماء الشرب بأّنه الماء الصالح لالستخدام واالستهالك البشري في األمور األساسّية كالشرب واالستخدامات المنزلّية األساسّية‪ .‬يمكن تحويل الماء‬
‫غير الصالح للشرب وجعله صالحًا لذلك بالترشيح أو بالتقطير أو بوسائل معالجة المياه األخرى‪ .‬يدعى الماء غير الصالح للشرب والصالح لالستخدام‬
‫المنزلي ألمور النظافة باسم «مصدر ماء آمن» (أو مياه مأمونة)‪ ،‬وهي مياه يمكن تعقيمها بعد استخدامها بواسطة معالجة‬
‫كيميائّية بالكلور أو األوزون أو األشّعة فوق البنفسجّية‪ .‬تحّد د جودة الماء ومالءمته لالستخدام عادًة بإجراء التحاليل الكيميائية الموافقة‬
‫‪.‬في المختبرات االختصاصية‬
‫يشار إلى المياه غير الصالحة للشرب والناتجة بعد االستهالك البشري لها باسم المياه الرمادّية‪ ،‬وهي التي يمكن معالجتها بسهولة نسبّيًا‪ ،‬في حين أّن‬
‫تعبير المياه السوداء يشير إلى مياه الصرف الصّحي التي تتطّلب معالجة شاملة‪ ،‬مع اإلشارة إلى وجود اختالف في تعريف هذه المسّم يات وذلك حسب‬
‫القوانين الناظمة لكل بلد‪ .‬عند غياب المعالجة الكافية والرقابة الحكومية تحدث حاالت تلّوث للمياه على مستوى فردي وصناعي‪ ،‬خاّصة في الدول‬
‫النامّية‪ ،‬حيث أبرز تقرير سنة ‪ 2002‬أّن ‪ %90‬من مياه الصرف تترك بال معالجة لتصب في الجداول واألنهار الجارية أو تترك لترشح إلى المياه‬
‫الجوفّية لتلّوثها‪]124[.‬‬
‫إّن تخفيض جودة المياه له آثار كارثية على صّحة اإلنسان بشكل خاص وعلى البيئة بشكل عام‪ .‬قّد رت منّظمة الصّحة العالمّية مثًال أّن حوالي ‪ 1.4‬مليون‬
‫طفل يموتون سنوّيًا بسبب اإلسهال الحاصل من الماء الملّوث‪]125[.‬‬
‫في الحياة والثقافة العامة[عدل]‬
‫‪.‬باإلضافة إلى األهّم ّية الماّد ّية للماء في مختلف جوانب الحياة‪ ،‬فإّن له مكانة في معتقدات البشر وثقافاتهم على مّر العصور‬
‫الماء في الديانات[عدل]‬
‫المقاالت الرئيسة‪ :‬الطهارة في اإلسالم والنظافة في المسيحية ومعمودية‬
‫للماء أهّم ّية كبيرة في أغلب الديانات‪ ،‬وهو ذو صلة وثيقة بالنظافة والطهارة والتحّلل من الذنوب‪ ،‬وذلك في الديانات السماوية‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪.‬إلى الهندوسّية (وذلك باالغتسال في نهر الغانج) والسيخّية والطاوّية والشنتو وغيرها‬

‫عدد من الحّجاج أثناء شربهم من ماء زمزم‪.‬‬


‫‪.‬قبة الوضوء في الجامع األموي الكبير في دمشق‬
‫يحظى الماء في اإلسالم بمكانة كبيرة‪ ،‬إذ به يتّم الوضوء قبل كل صالة‪ ،‬وفي حال تعّذ ر وجوده يستعان يالتيّم م بالتراب الطاهر‪ .‬كما يستعمل الماء‬
‫للتطّهر من النجاسات بالغسل ولغسل األموات قبل الدفن‪ .‬وردت كلمة الماء في القرآن ‪ 63‬مرة وغالبًا ما كان ورودها بمعنى النعمة‪ ،‬لما للماء من أهّم ّية‬
‫بالغة‪ .‬ومن أبرز اآليات التي ذكر الماء فيها‪َ﴿ :‬وَجَعْلَنا ِمَن اْلَماِء ُكَّل َشْي ٍء َحٍّي ﴾‪ ،‬وقد فّسر العلماء هذا بأّن هللا جعل الماء سببًا للحياة‪ ]3 [ْ .‬وقال بعض‬
‫المفّسرين في ذلك‪« :‬وجعلنا من الماء كّل شيء حّي ‪ ،‬أي‪ :‬وأحيينا بالماء الذي ينزل من السماء كّل شيء حّي ‪ ،‬أي من الحيوان ويدخل فيه النبات والشجر‪،‬‬
‫يعني أنه سبب لحياة كّل شي»‪ ،‬وقال آخرون أّنه تذكير بنعمة هللا على البشر‪ ]4 [ْ .‬وورد كذلك في سورة النور ﴿َوالَّل ُه َخَلَق ُكَّل َداَّب ٍة ِمْن َماٍء﴾ وفّسر هذا‬
‫على أن المقصود هو النطفة‪ ،‬وجاء أيًضا‪َ﴿ :‬أ َلْم َتَر َأ َّن اللَه َأ ْنَزَل ِمَن الَّس َماِء َماًء َفَأ ْخَرْج َنا ِبِه َثَمَراٍت ُمْخَتِلًفا َأ ْلَواُنَها﴾ وكذلك‪﴿ :‬الَّل ُه اَّلِذي َخَلَق الَّس َماَواِت‬

‫َواْلَأ ْرَض َوَأ ْنَزَل ِمَن الَّس َماِء َماًء َفَأ ْخَرَج ِبِه ِمَن الَّثَمَراِت ِرْزقًا َلُكْم ﴾‪ .‬ويّتفق العلماء المعاصرون أّن تلويث الماء بشّتى طرق التلّو ث المختلفة هو إفساد‬
‫في األرض لما يترّتب عليه من أضرار جسيمة لكّل من يستخدم هذا الماء الملّو ث من البشر إلى جانب بقّية األحياء الحيوانّية والنباتّية والمائّية‪ ،‬وهو‬
‫بالتالي أمر حرام نظرًا ألّن اإلسالم نهى عن اإلفساد في األرض نهيًا قاطعًا‪ ]5 [ْ .‬كما أجمع العلماء على أّن التبّول في المياه أو التغّوط فيها أمٌر منهٌّي عنه‬
‫نظرًا للمفاسد التي تترّتب على ذلك واألضرار التي تلحق بعاّم ة الناس‪ ،‬وسندهم في ذلك الحديث النبوي‪« :‬لا َيُبوَلَّن َأ َحُدُكم في الماِء الدائِم الذي لا‬

‫َي ْجِري‪ ،‬ثم َيْغَتِسُل ِمْنُه»‪ ]6 [ْ .‬وإلى جانب هذه األهّم ّية لمصادر المياه عمومًا في اإلسالم‪ ،‬تأتي أهّم ّية خاّصة لبئر زمزم‪ ،‬الواقع ضمن الحرم المّك ي على‬
‫بعد ‪ 20‬مترًا من الكعبة‪ ،‬إذ يعتبر ماء تلك البئر مباركًا عند المسلمين لما يحمله من معاِن دينّية‪ ،‬فوفق المعتقد اإلسالمي كان المالك جبريل هو من فّجر‬
‫تلك البئر بعقبه إلسماعيل وأّم ه هاجر‪ ،‬حيث تركهما نبي هللا وخليله إبراهيم بأمر من هللا في ذلك الوادي القفر الذي ال زرع فيه وال ماء‪ ،‬وذلك حين نفد‬
‫ما معهما من زاد وماء‪]7 [ْ .‬‬

‫‪.‬تصوير لطقوس معمودية على زجاج كنيسة سانت تشابيل‪ ،‬تعود إلى القرن الثاني عشر الميالدي‬
‫في المسيحّية يستعمل الماء للتعميد‪ ،‬إذ يعتقد أّنه من األسرار المقدسة‪ .‬والتعميد هو غمر الجسد أو قسم منه بالماء ضمن طقوس كنسّية‪ ،‬ومن خالله يبقى‬
‫المرء مسيحّيًا لألبد‪ .‬وقد فّسر العلماء ذلك عبر ربطهم المياه بخلق الحياة‪ ،‬بشكل شبيه بما ورد في القرآن‪ ،‬فقد جاء في سفر التكوين‪َ« :‬وَقاَل اللُه‪ِ" :‬لَتِفِض‬

‫اْلِمَياُه َزَّح اَفاٍت َذاَت َنْف ٍس َحَّي ٍة َوْلَيِطْر َطْيٌر َفْوَق الاْرِض ‪ »"...‬وجاء أيضًا في وصف األرض قبل الخليقة‪َ« :‬وَكاَنِت الَأ ْرُض َخِرَبًة َوَخاِلَيًة‪َ ،‬وَعَلى َوْجِه‬

‫اْلَغْمِر ُظ ْلَمٌة‪َ ،‬وُروُح اللِه َيِرُّف َعَلى َوْجِه اْلِمَياِه»‪ ،‬وقال المفّسرون أّن الحياة خرجت من الماء على هذا الشكل‪ ،‬وأّن هناك ربًطا ما بين الماء وروح هللا‪[ْ .‬‬
‫‪ ]8‬ويستند المسيحّيون إلى ما ورد في إنجيل يوحنا من أّن التعميد بالمياه ضروري للميالد الثاني‪ ،‬أي دخول الشخص في المسيحية‪ ،‬فقد ورد في هذا‬
‫المجال‪ِ« :‬إ ْن َكاَن َأ َحٌد لَا ُيوَلُد ِمَن اْلَماِء َوالُّر وِح لَا َيْقِدُر َأ ْن َيْدُخَل َمَلُكوَت اللِه»‪ ،‬وفّسر العلماء ذلك بأّن الوالدة المذكورة هنا إّنما ذكرت صراحة‬
‫‪.‬وليس رمزّيًا‪ ]9 [ْ .‬كذلك‪ ،‬يعّد التبّرك بالماء المقّد س من األمور ذات األهّم ّية والمكانة عند أغلب الكنائس المسيحّية‬
‫وكذلك في الديانة اليهودّية‪ ،‬يستعمل الماء للتطّهر واالغتسال‪ ،‬كما يتّم غسل الموتى قبل الدفن أيضًا‪ .‬وقد قّد ست التوراة المياه بسبب ما ذكر سلفًا في سفر‬
‫التكوين عن بداية الخليقة‪ ،‬فـ«ُروُح اللِه َيِرُّف َعَلى َوْجِه اْلِمَياِه»‪ .‬وفي اليهودّية أيضًا يستخدم الماء لتطّهر الفرد من نجاسات الدنيا وخطاياه‪ ،‬وتغسيل اليدين‬
‫قبيل األكل مثًال واجب في اليهودّية‪ ،‬للتطّهر قبل تذّوق نعمة الرّب ‪ ،‬واليهود أيضًا لهم شكل من أشكال الغسل وهو الميكفاه‪ ،‬والرجل اليهودي المتدّين‬
‫‪.‬يمارس الميكفاه كّل نهار جمعة وقبل االحتفاالت الدينّية المهّم ة‪ ،‬أّم ا المرأة‪ ،‬فتغتسل قبل الزواج‪ ،‬وبعد اإلنجاب‪ ،‬وبعد عبورها لدورتها الشهرّية أيضًا‬
‫الماء في الثقافة[عدل]‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬ماء (عنصر تقليدي)‬

‫‪.‬الرمز الخيميائي للماء‬


‫اشتغل الفالسفة اليونان في تفسير وجود الماء في الحياة‪ ،‬فاقترح طاليس‪ ،‬والذي كان يّتبع المدرسة الفلسفّية األحادّية (أو الواحدية)‪ ،‬أّن األرض‬
‫قد انبثقت من الماء‪ ،‬ولم يقتصر األمر على األرض وحدها بل اعتقد أّن كّل األشياء مصنوعة من الماء‪ .‬أّم ا أفالطون فتصّور أّن شكل الماء عشرونّي‬
‫السطوح‪ ،‬ولذلك فهو قادر على الجريان بخالف األرض مكّعبة الشكل حسب اعتقاده آنذاك‪]126[.‬‬
‫كان الفيلسوف اليوناني إيمبيدوكليس أّول من قّد م مفهوم نظرية العناصر األربعة التي يتكّو ن منها العالم‪ ،‬والتي سادت لفترة طويلة من الزمن‪ .‬تعتمد‬
‫النظرية على أربعة مواد وهي الماء والنار والهواء والتراب‪ ]126[.‬أّم ا في نظرّية األخالط األربعة فاقترن الماء مع البلغم بكونه باردًا ورطبًا‪ .‬كان الماء‬
‫أيضًا من العناصر التقليدية في نظرّية العناصر الخمسة حسب الفلسفة الصينّية التقليدّية‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى النار والتراب والمعدن والخشب‪ .‬كما أّن‬
‫الماء يدخل في العديد من الفلسفات والمعتقدات مثل الطاوية‪ ،‬حيث ضرب به المثل في كتاب داوديجنغ بجمعه لألضداد كيف أّنه ضعيف ورئيف في‬
‫حين؛ وكيف أّنه قوّي وشديد في حين آخر‪]127[.‬‬
‫دخل الماء في العديد من األساطير والخرافات والحكايا الشعبّية والروحّيات‪ ،‬منها أسطورة ماء الحياة لألخوين غريم األلمانّيين‪ ،‬والتي فيها إشارة‬
‫‪.‬إلى ينبوع الشباب‪ ،‬الذي يعيد الشباب لكل من يشربه أو يستحّم به‬
‫الماء في اللغة العربية[عدل]‬

‫قطرة ماء‬
‫يعود األصل اللغوي لكلمة ماء في اللغة العربية إلى الجذر‪( :‬م وهـ)‪ ،‬تحّر كت الواو وانفتح ما قبلها فُقلبت ألفًا‪ ،‬فصار‪( :‬ماه)‪ ،‬ثم أبدلت الهاء همزة فصار‪:‬‬
‫(ماء)‪ ،‬وتجمع الكلمة على مياه وأمواه‪]10 [ْ .‬‬
‫ورد للماء عدد من المرادفات‪ُ ،‬ذ كرت في كتاب معجم أسماء األشياء المسّم ى «اللطائف في اللغة»؛ ْ[ ‪ ]11‬ومنها‪ :‬األَباب‪ ،‬الِبالل‪ ،‬الَع تيق؛ ويقال عن الماء‬
‫الكثير أّنه‪ :‬الَّسْع َبر‪ ،‬والَط رَط ِبيس‪ ،‬والُغ ذاِرم‪ ،‬والَغ ْم ر‪ ،‬والُجباِج ب؛ أّم ا الماء القليل‪ :‬فهو‪ :‬الَّش ْو ل‪ ،‬والَّس َمَلة‪ ،‬والُج ْز َعة‪ .‬يقال عن الماء العذب البارد‬
‫أنه‪ :‬زاُل ل‪ ،‬ويسّم ى أيضًا‪ :‬الُبْسر‪ ،‬والَقُرور‪ ،‬والَّس ْل سال؛ في حين أن الماء الحار هو‪ :‬الَّسخين‪ ،‬والَح نيذ‪ .‬يسّم ى الماء العذب‪ :‬الَر واء‪ ،‬والُف رات‪ ،‬والَبضيع‪،‬‬
‫‪.‬والفظيع‪ ،‬والَّنمير‪ .‬بالمقابل‪ ،‬فإّن الماء غير العذب هو‪ :‬اآلِج ن‪ ،‬والُّص ْق ُعر‪ ،‬والطاِهل‪ ،‬واآلِس ن‪ ،‬والماج‪ ،‬والُّز َعاق‬
‫يستخدم لفظ الماء في العديد من التعابير واألمثال العربية؛ فمثًال يقال ماء الوجه للداللة على الحياء أو الكرامة‪ ،‬ومن ذلك تعبير «أراق ماء وجهه»‪،‬‬
‫ويقابله «حفظ ماء وجهه»‪ ]12 [ْ .‬يقال أيضًا «عادت المياه إلى مجاريها» لإلشارة إلى حدوث صلح بعد نزاع‪ ،‬وعند عجز اإلنسان عن التكّلم في موقف‬
‫ما‪ ،‬يقال‪« :‬في فمي ماء!»‪ ،‬ويقال «فَّسر الماء بالماء» للداللة على إسفاف الكالم وعدم تقديم إضافة معرفّية للسامع أو للقارئ‪ ،‬ويعود التعبير األخير إلى‬
‫‪:‬وصف بيت الشعر‬
‫َك أَّنَنا َو الَم اُء ِم ْن َح وِلَنا‬
‫َقوٌم ُجلوٌس َح وَلَهْم َم اُء‬
‫‪:‬والذي رّد عليه القاضي ابن الذروي قائًال‬
‫أَقاَم ُيْج ِهُد أَّياَم ًا َقريَح َتُه‬
‫َو َفَّس َر الَم اَء َبْع َد الُجْهِد بالَم اِء‬
‫وذلك في حادثٍة مشهورة؛ ْ[ ‪ ]13‬على الرغم من أن البيت األخير نسبه البعض إلى ابن الوردي‪ ،‬مثلما فعل البهاء العاملي في كتابه الكشكول‪]14 [ْ .‬‬
‫على العموم‪ ،‬ورد ذكر الماء كثيرًا في الشعر العربي في مناسبات أخرى عديدة‪]16 [ْ ]15 [ْ .‬‬
‫الماء في األغنية العربية[عدل]‬
‫‪.‬بسبب دخوله في كافة أشكال الحياة اليومية‪ ،‬كان للماء نصيب وحضور في األغنية العربية وذلك سواء بالفصحى أو بمختلف باللهجات‬
‫ربما من أشهر األغاني العربية بالفصحى التي تتضمن لفظ الماء أغنية «رسالة من تحت الماء» لعبد الحليم حافظ‪ ،‬من كلمات الشاعر نزار‬
‫قباني وألحان محمد الموجي‪ .‬ومن األغاني الشهيرة بالعامية المصرية أغنية محمد عبد الوهاب «المي تروي العطشان»‪ .‬كما درج استخدام لفظ الماء‬
‫بالعامية في أغاني بالد الشام‪ ،‬وذلك بشكل مقترن بعين الماء على األغلب‪ ،‬مثل أغنية «عين المي عين» و«ديروا المي» للسّيدة فيروز وأغنية «على‬
‫‪».‬عين المي» لنصري شمس الدين‪ ،‬باإلضافة إلى أغنية ذياب مشهور «عالماية عالماية‬

You might also like