Publication 482

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 40

‫إصدار جديد ومميز للجمعية‬

‫الـنـبـراس من الفاتحة إلى الناس‬


‫خطة عملية لتأسيس حلقة الحفاظ ومحددات نجاحهـا‬
‫من هللا علينا بأن ّ‬
‫وفقنا فجَ َم َعنا على فكرة إعداد كتاب نضع فيه خالصة خبراتنا العملية التي امتدت ألكثر‬ ‫لقد َّ‬
‫من (‪ ١٠‬سنوات) لتكون معينة للمعلم والطالب على إتقان الحفظ‪ ،‬والموازنة بين الحفظ والمراجعة‪ ،‬وعدم‬
‫تغليب جانب على آخر‪.‬‬
‫واختالف طبيعة دوام الطالب‬‫ِ‬ ‫اختالف الزمان من حيث قصر النهار وطوله‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وقد تم في خطة الحفظ مراعاة‬
‫ُ‬
‫وأوقات اإلجازة الصيفية والشتوية‪ ،‬فكانت الخطة متوسطة لتؤتي أ ُكلها بإذن هللا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المدرسي‪،‬‬
‫وضح هذا الكتاب خطوات إنشاء حلقة الحفاظ وتأسيسها ومتابعتها من السورة األولى التي يحفظها‬ ‫وقد ّ‬
‫الطالب‪ ،‬وحتى يصل إلى إتقان حفظ القرآن من الفاتحة إلى الناس‪ ،‬ليكون نبراس ًا لهذا الجيل المبارك‪.‬‬
‫فريق اإلعداد‬
‫‪8‬‬ ‫د‪ .‬عالء الدين القريوتي‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫د‪ .‬رقية العلواني‬ ‫‪5‬‬ ‫أ‪ .‬مصطفى الناصر‬ ‫‪4‬‬ ‫د‪ .‬أحمد نوفل‬ ‫‪3‬‬ ‫أ‪ .‬نضال العبادي‬

‫مقتطفات من‬
‫كتاب الحب في‬ ‫خارطة ذهنية‬ ‫اسعَ وْ ا‬ ‫تدبّر آية َ‬
‫{ف ْ‬ ‫كتاب مفاتيح‬ ‫لطائف من سورة‬ ‫{لع ّلهم يرشدون}‬
‫القرآن‬ ‫لسورة الرحمن‬ ‫إلَى ذ ْكر اللَّه}‬ ‫التعامل مع‬ ‫الكهف‬ ‫(‪)1‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫القرآن‬

‫‪40‬‬ ‫د‪ .‬منصور أبو زينة‬ ‫‪28‬‬ ‫‪18‬‬ ‫آالء الرشيد‬ ‫‪14‬‬ ‫د‪ .‬منذر زيتون‬ ‫‪12‬‬ ‫د‪ .‬عبد الحميد عشاق‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد راتب النابلسي ‪11‬‬

‫الجمعية تكرم أوائل‬ ‫تشكيل الثقافة‬ ‫لقاء خاص مع‬


‫اغتنام مواسم‬ ‫كيف نرتقي‬ ‫اسم هللا‬
‫الفائزين بالجائزة‬ ‫الدينية لدى‬ ‫األستاذ الدكتور‬
‫الطاعات‬ ‫بأخالقنا‬ ‫المنتقم‬
‫القرآنية السنوية‬ ‫الشباب‬ ‫زغلول النجار (‪)1‬‬

‫المراسالت واإلعالنات‬
‫ص‪.‬ب ‪ - 925894‬الرمز البريدي ‪11190‬‬
‫عمان ‪ -‬األردن‬
‫هـاتف ‪0096264628334 :‬‬

‫‪244‬‬
‫فاكس ‪0096264628336 :‬‬
‫مجلة شهـرية تصدر عن‬
‫واتس أب‪00962795552474 :‬‬
‫للتحويل البنكي ‪ :‬رقم الحساب ‪23801‬‬ ‫جمعية المحافظة على القرآن الكريم ‪ -‬األردن‬
‫البنك اإلسالمي األردني ‪ /‬جبل الحسين‬ ‫ذو القعدة ‪1443‬هــ ‪ -‬حزيران ‪2022‬م‬
‫مشرف عام المجلة السابق‬
‫الموقع على اإلنترنت ‪:‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم زيد الكـيالني‬
‫البـريد اإللـــكــتــرونــــي ‪:‬‬ ‫"رحمه الله"‬

‫المراسالت باسم المدير المسؤول‪ /‬رئيس التحرير‬ ‫هيئة المجلة‬


‫مدير التحرير‬ ‫المدير المسؤول ‪ /‬رئيس التحرير‬ ‫المشرف العام‬
‫االشتراكات ( ‪ 12‬عدد ًا )‬ ‫أ‪.‬مجاهد أحمد نوفل‬ ‫أ‪ .‬نضال محمد أمين العبادي أ‪.‬د‪ .‬سليمان محمد الدقور‬
‫داخل األردن‬ ‫مستشارون‬
‫(‪ )20‬دينار ًا لألفــــــــراد‬ ‫د‪ .‬أحمد إسماعيل نوفل‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬زغــلـول راغـب الـنـجـار‬
‫أ‪ .‬حسن محمد علي‬
‫(‪ )25‬دينار ًا للمؤسسـات‬ ‫أ‪ .‬المستشار عبد لله العقيل‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد راتب النابلسي‬
‫شامـلـة أجـور الـبــريـد‬ ‫محررون‬

‫خارج األردن‬ ‫آالء"محمد رشيـد" الرشيـد‬ ‫رنا عادل إبراهيم‬

‫(‪ )50‬دوالر ًا أمريكي ًا أو ما يعادلها للــدول العـــربــيــة‬ ‫المستشار القانوني‬


‫(‪ )65‬دوالر ًا أمريكي ًا أو ما يعادلها لباقي دول العالم‬ ‫المحامي منير فتحي مرعي‬

‫سعر بيع المجلة في األردن‪ :‬ديـنـار واحـد‬ ‫مراسلون‬

‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (‪/3110/2006‬د)‬ ‫د‪ .‬رشيد كهـوس ‪ /‬المغرب‬

‫اآلراء المنشورة في المجلة تعبر عن وجهـات نظر أصحابها وال تعبر عن رأي المجلة بالضرورة‬

‫تنويه‬
‫تصميم وإخراج‬ ‫نرحب بمقاالتكم ومشاركاتكم في مجلة الفرقــان‪ ،‬ونرجـو‬ ‫اإلخوة القــراء الكرام‪ّ ،‬‬
‫أن ال تزيد عدد كلمات المقالة ‪ /‬المشاركة الواحدة عن (‪ )450‬كلمة كحد أقصى‪.‬‬
‫ترسل المشاركات عبر البريد اإللكتروني للمجلة (‪)forqan@hoffaz.org‬‬
‫‪3‬‬ ‫االفتتاحية‬

‫َ َ َّ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ َ‬
‫﴿لعلهم يرشدون﴾ (‪)1‬‬
‫أ‪ .‬المحامي نضال العبادي‬
‫رئيس الجمعية‬

‫وضمن آيات "شهر رمضان‪ ،‬وهدى القرآن‪ ،‬وبينات الفرقان"‪ ،‬وآيات‬ ‫‪ .1‬اليوم هو األربعاء‪ 1" :‬ذو القعدة أي ‪ 1‬حزيران"‪ ،‬وقد مررنا قمر ّي ًا‬
‫"التكبير‪ ،‬والدعاء‪ ،‬والسؤال عن الرحمن‪ ،‬واالستجابة له مع اإليمان"‪،‬‬ ‫برمضان وشوّ ال‪ ،‬ومررنا شمس ّي ًا بنيسان وأيار"‪ ،‬وبذلك أبتدئ‬
‫وكان الرشد فيها في مجال صحة االعتقاد وتمام عبادة العباد‬ ‫أوال سنتها‬ ‫بأن جمعيتنا وبفضل هللا؛ دخلت ً‬ ‫افتتاحيتي للتذكير ّ‬
‫وكمال االنقياد‪.‬‬ ‫الميالدية الـ(‪ )32‬في ‪ 4/20‬أي ‪ 18‬رمضان"‪ ،‬ودخلت ثاني ًا عامها الهجري‬
‫‪ .7‬أما المرة الثانية التي ذكر فيها الرشد في القرآن فكانت أيض ًا في‬ ‫الـ(‪ )33‬في "‪ 7‬شوال أي ‪ ،"5/8‬واجتمعت تلكما الذكريان الرائعتان‬
‫َ‬ ‫خالل (‪ )18‬يوم ًا‪ ،‬وأغتنم ذلك بالتضرع إلى هللا ليبارك للوطن واألمة‬
‫السورة نفسها‪ ،‬وبعد "آية الكرسي أي بعد أعظم آية في القرآن‪﴿ :‬قد‬
‫َّ َ َّ َ ُّ ۡ ُ َ ۡ َ ّ‬ ‫فيها‪ ،‬ويبقيها وينقيها ويحميها ويرقيها‪ ،‬لتبقى صرح ًا قرآن ّي ًا رشيد ًا‪،‬‬
‫تبي ٱلرشد مِن ٱل ِ‬
‫غۚ ﴾ [البقرة‪ ،"]256:‬وهي أول آية ذكرت النقيضين مع ًا وهُ ما‬
‫ومعلم ًا وطن ّي ًا نفيس ًا‪ ،‬ومنارة رشد وهدى‪ ،‬وشامة في جبين الدهر‪.‬‬
‫"الرشد والغي"‪ ،‬وكانت في مجال الرشد االعتقادي التوحيدي‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلنسان يتدرج في حياته من طفل لمراهق لبالغ ثم لراشد‪ ،‬وكذلك‬
‫إن شهر رمضان بما فيه من انضباط يعتبر شهر ًا للرشد‪ ،‬وموسم ًا‬ ‫‪ّ .8‬‬
‫لتحصيله‪ّ ،‬‬ ‫الشخصيات االعتبارية‪ ،‬ومنها جمعيتنا التي ولدت راشدة‪ ،‬وتزداد‬
‫وإن القرآن يعتبر مصدر الرشد ومنبعه‪ ،‬وهو ما شهدت‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ۡ َ ُ ۡ َ ً َ َ ٗ َ ۡ ٓ َ ُّ ۡ َ‬ ‫ّ‬
‫والمنة‪.‬‬ ‫يوم ّي ًا رَشد ًا ورُشد ًا ورشاد ًا‪ ،‬ولله الحمد‬
‫به الجن ﴿إِنا س ِمعنا قرءانا عجبا ‪ ١‬يهدِي إِل ٱلرش ِد فـٔامنا بِهِۖۦ﴾ [الجن‪.]2-1:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َ َ ٰ َ ٰ َ َّ ٰٓ َ ُ‬
‫َ ََّ‬
‫إن اإلسالم هو دين الر َ‬ ‫ت إِذا بَلغوا ٱنلّ ِك َح‬‫﴿و ۡٱب َتلوا ٱلتم ح‬‫‪ .3‬ذكر هللا في كتابه مرحلة الرشد فقال‪َ :‬‬
‫َّشد والرُّشد وسبيلهما الموصل لهما‪﴿ :‬وأنا‬ ‫‪ّ .9‬‬ ‫ۡ ٗ َ َۡ ْ َ َ َ‬ ‫َ ۡ َ‬
‫ََ ْۡ‬ ‫َّ ۡ ُ ۡ ُ َ َ َّ ۡ َ ٰ ُ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ ُ ْ َ ٰٓ َ َ َ َّ ۡ ْ َ َ ٗ‬ ‫فإِن َءان ۡس ُتم ّم ِۡن ُه ۡم ُرشدا فٱدف ُع ٓوا إ ِ ۡل ِه ۡم أ ۡم َوٰل ُه ۡمۖ ﴾ [النساء‪ ،]6:‬وهذا رشد يتعلق‬
‫مِنا ٱلمسل ِمون ومِنا ٱلقسِطونۖ فمن أسلم فأولئِك تروا رشدا﴾ [الجن‪ِ﴿ ،]14:‬إَون يروا‬
‫ٗ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُّ ۡ َ‬ ‫بالقدرة على إدارة البالغ لماله‪.‬‬
‫ٱلرش ِد ل َي َّتخِذوهُ َسبِيل﴾ [األعراف‪.]146:‬‬ ‫سبِيل‬
‫‪ .4‬ألننا في مرحلة ما بعد رمضان؛ اقتبست عنوان افتتاحيتي من آخر‬
‫إن منهج الرسل واألنبياء هو طريق الرشد؛ فقوم شعيب عليه‬
‫َّ َ َ َ َ َۡ‬
‫‪ّ .10‬‬
‫يب‬ ‫يبۖ أُج ُ‬‫﴿ِإَوذا َس َأل َ َك ع َِبادِي َع ّن فَإ ّن قَر ٌ‬
‫َ‬
‫ٱلل ِيمُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫اآلية الرابعة من آيات الصيام‬
‫السالم رغم كفرهم شهدوا له قال له قائلين‪﴿ :‬إِنك لنت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ ۡ َ َ َّ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ ْ َ ۡ ُ ۡ ُ ْ َ َ َّ‬
‫َََ ۡ َ ََۡٓ‬ ‫ٱلرش ُ‬ ‫اع إِذا دعنِۖ فليست ِجيبوا ِل ولؤمِنوا ِب لعلهم يرشدون﴾ [البقرة‪]186:‬؛ ّ‬
‫ألن‬ ‫دعوة ٱدل ِ‬
‫ِيد﴾ [هود‪ ،]87 :‬وأبو األنبياء عليه السالم قال عنه ر بّه‪﴿ :‬ولقد ءاتينا‬ ‫َّ‬
‫َُۡ‬ ‫ۡ‬ ‫وألن بلوغ‬ ‫ّ‬ ‫من أهم معاني الرشد االستقامة التامة المستدامة‪،‬‬
‫ِيم ُرش َدهُۥ مِن قبل﴾ [األنبياء‪ ،]51 :‬وموسى عليه السالم استأذن الخضر‬ ‫إبۡ َرٰه َ‬
‫ِ‬ ‫الرشد هو الحكمة الثالثة للموسم الرمضاني‪ ،‬بعد حكمة (التقوى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ً َ َّ ُ َ َ ٰٓ ُ َ َ َّ ُ ۡ َ ُ ۡ ٗ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫َ َ َّ ُ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ َ‬
‫عليه السالم قائال‪﴿ :‬هل أتبِعك ع أن تعل ِم ِن مِما عل ِمت رشدا﴾ [الكهف‪.]66:‬‬ ‫﴿ول َعلك ۡم‬ ‫﴿ل َعلك ۡم ت َّتقون﴾ [‪ )]183‬وهي مناط الحكم‪ ،‬وحكمة (الشكر‪:‬‬
‫َۡ ُ َ‬
‫إن الرشد هو منهاج الدعاة المصلحين‪ ،‬فمؤمن آل فرعون قال‪:‬‬ ‫‪ّ .11‬‬ ‫وألن الرشد مقام سام سامق‪ ،‬من أعلى مقامات‬ ‫ّ‬ ‫تشك ُرون﴾ [‪،)]185‬‬
‫َ ٰ َ ۡ ِ َّ ُ َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ َ‬
‫﴿يقوم ٱتبِعو ِن أهدِكم سبِيل ٱلرشادِ﴾ [غافر‪ ،]38:‬وأهل الكهف دعوا طالبين‪:‬‬ ‫الترقي والقرب من الخالق‪ ،‬وال يحوزه إال الصادق السابق الواثق‪.‬‬
‫َ َ َٗ‬ ‫َّ ُ َ َ ۡ َ ٗ َ َ‬ ‫َ ٓ‬
‫حة َوه ّي ِ ۡئ لَا م ِۡن أ ۡم ِرنا َرشدا﴾ [الكهف‪ ،]10:‬وبالرشد وصف‬ ‫﴿ر َّب َنا َءات َِنا مِن لنك ر‬ ‫إن اآلية الكريمة السابقة حدّدت أهم عنصرين للرشد‪ ،‬وهُ ما‪ :‬االستجابة‬ ‫‪ّ .5‬‬
‫وس ّنة الخلفاء الراشدين المهديين‬ ‫بس ّنتي ُ‬ ‫النبي ^ خلفاءه "عليكم ُ‬ ‫ََۡ ۡ َ ُ ْ َُۡۡ ُ ْ‬
‫لله‪ ،‬واإليمان به‪﴿ ،‬فليست ِجيبوا ِل ولؤمِنوا ِب﴾‪ ،‬أما االستجابة فتتضمن‬
‫من بعدي"‪.‬‬ ‫رضى ومحب ًّة‪،‬‬ ‫الطاعة الطوعية األجلية‪ ،‬أمر ًا ونهي ًا‪ ،‬باطن ًا وظاهر ًا‪،‬‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ك ُم ٱل َ‬ ‫َ ٰ َّ َّ َ َ َّ َ ۡ ُ‬
‫يم ٰ َن‬ ‫ِ‬ ‫‪ .12‬والرشد منهاج المؤمنين الصالحين ﴿ولكِن ٱلل حبب إِل‬ ‫رغبة وثبات ًا‪ ،‬وأما اإليمان فيتضمن االقتناع التام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منشط ًا ومكره ًا‪،‬‬
‫َ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ۡ َ َ َّ َ َ ۡ ُ ُ ۡ ُ ۡ َ َ ۡ ُ ُ َ َ ۡ ۡ َ َ ُ ْ َ ٰٓ َ ُ ُ َّ ٰ ُ َ‬
‫ان أولئِك هم ٱلرشِدون ‪٧‬‬ ‫وزينهۥ ِف قلوبِكم وكره إِلكم ٱلكفر وٱلفسوق وٱلعِصي ۚ‬ ‫والتصديق الكامل‪ ،‬واليقين المطلق المستبين‪ ،‬كل وقت وحين‪.‬‬
‫ِيم َحك ‪ٞ‬‬‫ٱلل َعل ٌ‬ ‫َ ۡ ٗ ّ َ َّ‬
‫ٱللِ َون ِۡع َم ٗة ۚ َو َّ ُ‬ ‫أن اإليمان يسبق ويرافق ويتفوق ما سواه‪ ،‬فقد قدّم‬ ‫وعلى الرغم من ّ‬
‫ِيم﴾ [الحجرات‪.]8-7:‬‬ ‫فضل مِن‬
‫َ‬
‫َ َۡ ۡ َٓ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ٱللۖ فب ِ ُه َدى ٰ ُه ُم ٱق َتد ِۡه ۗ ﴾ [األنعام‪﴿ ،]90:‬فٱستقِم كما‬ ‫‪ .13‬وختام ًا‪ :‬فـ﴿ أ ْو ٰٓلئِك ٱلِين هدى‬
‫هللاُ تعالى هنا االستجابة‪ ،‬وذلك لبيان أهمية أعمال اللسان واألركان‬
‫َ‬
‫ّ ۡ‬ ‫َ‬ ‫أُم ِۡر َت َو َمن تَ َ‬
‫َ َ َٗ‬ ‫﴿وقُ ۡل َع َ ٰٓ‬
‫اب َم َع َك﴾ [هود‪َ ،]112:‬‬ ‫والجنان‪ ،‬فتطابق القول والفعل مع الفكر‬ ‫إضافة ألعمال القلوب‬
‫س أن َي ۡهدِيَ ِن َر ِب ِلق َر َب م ِۡن هٰذا َرشدا﴾‬
‫ِ‬
‫بين "التصديق‬ ‫الجمعُ‬ ‫ً‬
‫ته‪ ،‬لذا كان لزاما‬ ‫وصحّ‬ ‫واالعتقاد دليل صدقه‬
‫أن النبي ^‬ ‫[الكهف‪ ،]24:‬ونسأل هللا الرشاد في الدارين‪ ،‬ففي الصحيح ّ‬
‫والتطبيق"‪ ،‬وبين اإلسالم واالستسالم وااللتزام على الدوام‪.‬‬
‫دعا بعد غزوة ُأحُ د "اللهم حبّب إلينا اإليمان‪ ،‬وز يّنه في قلوبنا‪ ،‬وكرّه‬
‫إلينا الكفر والفسوق والعصيان‪ ،‬واجعلنا من الراشدين"‪ ،‬وللحديث‬ ‫‪ .6‬هذه هي أول مرة ذكر هللاُ تعالى فيها الرشد في كتابه؛ واختارها‬
‫بقية إن شاء هللا‪.‬‬ ‫لحكمة ضمن آيات الصيام وحكمه الثالث "التقوى والشكر والرشد"‪،‬‬
‫ينابيع قرآنية‬ ‫‪4‬‬

‫لـطـائـف‬
‫من سورة‬
‫الـكـهــف‬
‫د‪ .‬أحمد نوفل‬

‫ۡ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ُ َّ َّ ٓ َ َ َ َ َ ٰ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ُ َّ َّ ٓ َ َ َ َ َ ٰ َ‬
‫ع ع ۡب ِده ِ ٱلكِتٰ َب﴾‬
‫سورة الكهف في قلب المصحف‬
‫﴿ٱلم َد ِلِ ٱلِي أنزل‬ ‫ۡ‬
‫﴿ٱلمد ِلِ ٱلِي أنزل ع عب ِده ِ‬
‫ََ‬ ‫(في الجزء الخامس عشر)‪ ،‬وهي في‬
‫نزل﴾ فيها إشعار ُ‬
‫بعلوّ الـمُ نز ِل‪،‬‬ ‫كلمة ﴿أ‬
‫ب﴾ في اآلية إشعار بعُ ل ّو‬ ‫ۡٱلك َِتٰ َ‬ ‫قلب سور الحمد‪ ،‬وسور الحمد‪ :‬فاتحة‬
‫َ‬
‫المنز ل‬ ‫َ‬
‫المنز ل‪ ،‬ورفعة شأن‬ ‫وعظمة َقدر‬
‫القرآن كله‪ ،‬واألنعام فاتحة الربع الثاني‬
‫عليه‪ ،‬هي عظمة على عظمة‪ ،‬عظمة المنز ِل‪،‬‬ ‫َ‬
‫المـنــز ل‪،‬‬ ‫الـــمُ ـنـــز ل‪ ،‬وعظــمــة‬
‫من القرآن العظيم‪ ،‬ثم الكهف‪ ،‬وبعدها‬
‫َ‬
‫المنز ل عليه‪ ،‬عظمة‬ ‫َ‬
‫المنز ل‪ ،‬عظمة‬ ‫عظمة‬ ‫َ‬
‫الـمـنــز ل عـليـه‬ ‫ِ‬
‫ورفـعـــة شـــأن‬ ‫سبأ وفاطر‪.‬‬
‫الرسول الواسطة بين هللا والرسول واألمة‬
‫تتحدث سورة الكهف عن نعمة هي‬
‫التي ستحمل هذه الرسالة العظيمة‪.‬‬ ‫ۡ َ ۡ ُ َّ َّ ٓ َ َ َ‬
‫َّٗ ُّ َ َۡٗ َ ٗ‬ ‫الن َـعم "نعمة القرآن العظيم" ﴿ٱلمد ِلِ ٱلِي أنزل‬ ‫قلب ِّ‬
‫ُ َ‬ ‫ِني َّٱل َ‬
‫ِين َي ۡع َملون‬ ‫ِيدا ّمِن َّ ُلنۡ ُه َو ُيبَ ّ ِ َ‬
‫ش ٱل ۡ ُم ۡؤ ِمن َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ي َعل ُ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫َٰ َ َ ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َٰ َ‬
‫ٗ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿قيِما ِلنذ َِر بأسا َشد‬
‫ۡ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫لۥ ع َِوج ۜا ‪ ﴾١‬قلب النعم تمام ًا‬ ‫ع ع ۡب ِده ِ ٱلكِتب ولم‬
‫ت أن ل ُه ۡم أجرا حسنا﴾ هذا الكتاب من شأنه أن يُنذر‬ ‫ً‬ ‫ٱلصٰل ِحٰ ِ‬ ‫مثلما القلب في الجسد‪ ،‬وبقاء الحياة في القلب‪ ،‬والقرآن‬
‫ألن السياق يقتضي‬ ‫وأن ي ّ‬
‫ُبشر‪ ،‬وقدّ م النذارة على البشارة؛ ّ‬
‫حياة الروح وحياة األمة‪.‬‬
‫^‪ ،‬ثم أعاد اإلنذار مرة‬
‫ذلك‪ ،‬فالكالم عن المناوئين للرسول ۡ‬
‫َّ ۡ‬ ‫َ ٗ‬ ‫ّ‬
‫﴿لُنذ َِر بَأ ٗسا شدِيدا ّمِن ُلن ُه﴾‬
‫ثانية‪ ،‬وفي اإلنذار السابق قال ِ‬ ‫لكل سورة جوّ تتميّز به‪ ،‬وجوّ سورة الكهف الحوار والحِ جَ اج‬
‫َ‬
‫المنذر ولم يذكر‬ ‫َ‬
‫المنذر‪ ،‬وهنا ذكر‬ ‫َ‬
‫المنذر به ولم يذكر‬ ‫ذكر‬ ‫والـم َر اء والجدال‪ ،‬وقصة موسى والعبد الصالح نموذج‬
‫ِ‬
‫﴿وه َو‬
‫َُ‬ ‫وصاحب الجنتين وصاحبه‪ ،‬وتأمل‪َ ُ ُ َ :‬‬
‫﴿وه َو ياوِ ُرهُ﴾ [‪،]34‬‬
‫َ‬
‫المنذر به اعتماد ًا على ما مرّ‪ ،‬فاآليتان متكاملتان‪.‬‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫ٗ‬ ‫ث َ ۡ‬ ‫ََ َ ۡ َٰ ُ َ ۡ‬
‫كََ‬ ‫ُ‬
‫َُ ْ ّ‬ ‫ۡ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫جٰدِل‬ ‫شءٖ َج َدل ﴾ [‪﴿ ،]54‬وي‬ ‫ٱلنسن أ‬
‫ِ‬ ‫يَاوِ ُرهُ﴾ [‪﴿ ،]37‬وكن‬
‫قصة فتية الكهف ملخصها اإليمان ﴿إِن ُه ۡم ف ِت َية َءامنوا ب ِ َرب ِ ِه ۡم﴾‪،‬‬ ‫ۡ َّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ََ ْ ۡ‬ ‫َّ‬
‫ِين كف ُروا بِٱل َبٰ ِط ِل﴾ [‪ ،]56‬وفتية الكهف ﴿فل ت َمارِ فِي ِهم إِل‬ ‫ٱل‬
‫وقصة موسى والعبد الصالح عليهما السالم ملخصها‬
‫َ ۡ َ َّ ُ َ َ َ َ‬
‫َُّ‬ ‫ٗ‬ ‫َ ٓ ٗ َٰ‬
‫مِراء ظ ِهرا ﴾ [‪.]22‬‬
‫ع أن تعل َِم ِن﴾‪ ،‬وقصة‬
‫العلم والرحلة في طلبه ﴿هل أتبِعك ٰٓ‬
‫َۡ‬ ‫َّ َّ َ‬
‫ذي القرنين ملخصها التمكين ﴿إِنا َمك َّنا ُلۥ ِف ٱل ِ‬
‫ۡرض﴾ واآلن‬ ‫الحمد لله‪ ،‬نحمده على أجزل النعم وأعظم النعم نعمة‬
‫نصل إلى النسق الواضح‪ :‬اإليمان والعلم طريق التمكين‪.‬‬ ‫إنزال الكتاب على عبده ^‪ ،‬وداللة استخدام (عبده) ّ‬
‫ألن‬
‫َ َ ُّ َ‬ ‫َ‬
‫َ َۡ‬ ‫َ ُّ‬‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أعلى مقامات َ‬
‫الخلق جميع ًا العبودية لله كما في سورة‬
‫َك ُث َر السؤال عن ﴿فأ َردت﴾‪﴿ ،‬فأ َردنا ﴾‪﴿ ،‬فأ َراد َربك﴾ في‬ ‫ِ ِ‬
‫اإلسراء ﴿ب ِ َع ْبده﴾‪ ،‬وقد ارتقى المصطفى ^ مرتقى لم يرتقه‬
‫سورة الكهف‪ ،‬والجواب‪َ :‬خرق السفينة ال يحتاج لوحي‪،‬‬
‫َ َ ُّ‬ ‫ان ا َّل ِذي َأ ْس َرى‬
‫أحد من قبل وال من بعد‪ ،‬ومع هذا قال‪ُ ﴿ :‬س ْب َح َ‬
‫فجاءت ﴿فأ َردت﴾‪ ،‬وقتل الغالم يحتاج لوحي من هللا تعالى‬ ‫ِ ِ‬
‫ََ َۡٓ‬ ‫ب ِ َعبْده َليْ ًل﴾ حتى يؤكد أنه مهما ارتقى العبد يظل في مقام‬
‫وتنفيذ من العبد إذن ﴿فأ َردنا ﴾‪ ،‬وبلوغ اليتيمين أشدّ هما‬
‫َ َ َ ُّ َ‬ ‫العبودية‪.‬‬
‫واستخراج كنزهما مختص بالله تعالى فكانت ﴿فأ َراد َربك﴾‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ينابيع قرآنية‬

‫مقتطفات من كتاب‬
‫مفاتيح التعامل مع القرآن‬
‫للدكتور صالح الخالدي‬
‫مصطفى الناصر‬
‫قسم التالوة واإلجازة‬
‫‪-‬رحمه هللا‪-‬‬
‫ونالحظ في صياغة اآليات الثالث أمر ًا الفت ًا للنظر‪ ،‬وذا داللة‬ ‫ذكر الدكتور صالح الخالدي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬لمسة قرآنية تربوية حول‬
‫تربوية عميقة‪ ،‬وكأني بهذه اآليات الكريمة تشير إلى منهج‬ ‫مهمة الرسول ^ المتمثلة في التالوة‪ ،‬والتزكية‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫تربوي راشد ناجح‪ ،‬وتدعو المخططين والموجّ هين في عالمنا‬ ‫والتي ال بد لمن يشتغل بالتربية والتعليم أن يراعي ترتيبها‬
‫اليوم‪ ،‬وواضعي الخطط والمناهج التربوية والكتب التعليمية‬ ‫لتجويد المخرجات والثمار من العملية التعليمية والتربوية؛‬
‫إلى مالحظة هذه اإلشارة القرآنية واللفتة التعليمية فيها‪..‬‬ ‫إذ ال بد من القراءة والتخلية وإصالح النفس وتزكيتها‪ ،‬وبعد‬
‫تلك هي ترتيب المهمة التربوية التعليمية لرسول هللا ^‪،‬‬ ‫ذلك تأتي عملية التعليم‪ ،‬فال يقتصر المعلم على مجرد حشو‬
‫والعطف على وسائلها بالواو‪ ،‬وتقديم األساس على البناء‪،‬‬ ‫األذهان بالمعلومات بال أثر على السلوك واألخالق‪ ،‬فيخرج‬
‫والتمهيد على الموضوع‪ ،‬والبذرة والشجرة على الثمرة‪،‬‬ ‫المتعلم نسخة مشوهة تعاني انفصام ًا بين العلم والعمل‪.‬‬
‫والمقدمة على النتيجة‪ ،‬نأخذ كل هذا من عطف األفعال‬ ‫ونترككم مع كالم الشيخ ‪-‬رحمه هللا‪ -‬إذ يقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫﴿ي ۡتلوا َعل ۡي ِه ۡم َءايٰتِهِۦ َو ُي َزك ِي ِه ۡم َو ُي َعل ُِم ُه ُم‬ ‫المضارعة في قوله‪:‬‬ ‫الكريم إلى وظيفة الرسول ^ في تعليم األمة‬ ‫ُ‬
‫ۡ ۡ َ‬ ‫ۡٱلك َِتٰ َ‬
‫ُ‬ ‫القرآن‬ ‫لقد أشار‬
‫مرتبة‪:‬‬‫ّ‬ ‫ب َوٱل ِك َمة﴾‪ ،‬إنها مراحل ثالث متدرجة متتابعة‬ ‫كتاب هللا‪ ،‬فسجّ ل دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السالم‬
‫تالوة القرآن كتمهيد‪ ،‬وتخلية واستعداد وتهيئة‪ ،‬ثم تزكية‬ ‫بذلك منذ زمن بعيد‪ ،‬حيث دَ عَ وا هللا تعالى أن يبعث للبشرية‬
‫ۡ َُ ٗ ُّۡ ۡ َُۡ ْ‬ ‫ۡ‬
‫النفوس وتطهيرها من أمراضها وأدرانها ونقائصها ورذائلها‪،‬‬ ‫﴿ر َّب َنا َو ۡٱب َعث فِي ِهم رسول مِنهم يتلوا‬
‫خير ًا وطهر ًا ونور ًا وهداية َ‬
‫وأخير ًا تأتي عملية التعليم لهذه النفوس بعدما استعدّ ت‬ ‫يز‬ ‫ك أَ َ‬
‫نت ۡٱل َعز ُ‬ ‫َ َ ۡ ۡ َ َ ٰ َ َ ُ َ ّ ُ ُ ُ ۡ َ ٰ َ َ ۡ ۡ َ َ َ ُ َ ّ ۡ َّ َ‬
‫علي ِهم ءايتِك ويعل ِمهم ٱلكِتب وٱل ِكمة ويزك ِي ِهمۖ إِن‬
‫ِ‬
‫وز َكت‪ ..‬وبعدما أشرقت واستنارت‪،‬‬‫وتهيّأت‪ ،‬وبعدما تطهّ رت َ‬
‫ِيم﴾ [البقرة‪.]129:‬‬ ‫َۡ‬
‫ٱلك ُ‬
‫تأتي عملية التعليم ثمرة مباركة لشجرة اإليمان والتزكية‪،‬‬
‫وأخبرنا سبحانه أنه استجاب دعوة النبيين الصالحَ ين عليهما‬
‫ونتيجة معطاءة لمقدمات مدروسة صحيحة‪ ،‬وهدى ورحمة‬ ‫ُ‬ ‫ٗ‬ ‫ُ‬ ‫َ َٓ ۡ‬
‫الصالة والسالم فقال تعالى‪﴿ :‬ك َما أ ۡر َسل َنا فِيك ۡم َر ُسول ّمِنك ۡم‬
‫وخير ًا وسعادة للمتعلمين وألمتهم ولإلنسانية من حولهم‪.‬‬ ‫ۡ ۡ َ‬ ‫ك ُم ۡٱلك َِتٰ َ‬
‫َ ۡ ُ ْ َ َۡ ُ ۡ َ َٰ َ َ ُ َ ّ ُ ۡ َ ُ َ ّ ُ ُ‬
‫ب َوٱل ِك َمة‬ ‫يتلوا عليكم ءايتِنا ويزك ِيكم ويعل ِم‬
‫ُ َ ّ ُ َّ َ َ ُ ُ ْ َ ۡ َ َ‬
‫َويعل ُِمكم ما ل ۡم تكونوا تعل ُمون﴾ [البقرة‪.]151:‬‬
‫ّ‬
‫المنة الر بّانية العظمى علينا ببعثة النبي ^‪،‬‬ ‫وقال تعالى مُ ظهر ًا‬
‫وإخراجه هذه األمة بإذن ر بّها من الظلمات إلى النور‪ ،‬ومن الضالل‬
‫َ َ ۡ َ َّ َّ ُ َ َ ۡ ُ ۡ َ ۡ‬
‫ِني إِذ‬ ‫الموت إلى الحياة ﴿لقد من ٱلل ع ٱلمؤ ِمن‬ ‫إلى الهدى‪ ،‬ومن‬
‫سه ۡم َي ۡتلُوا ْ َعلَ ۡيه ۡم َء َايٰتِهِۦ َو ُي َز ّك ِيه ۡم َو ُي َع ّل ُِم ُهمُ‬ ‫ۡ َُ ٗ ّ ۡ َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ۡعث فِي ِهم ۡرس ۡول مِن أنف ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ٱلك َِتٰ َ‬
‫ب َوٱل ِك َمة﴾ [آل عمران‪.]164:‬‬
‫وتتحدث آية من سورة الجمعة عن نفس الموضوع‪ ،‬حديث ًا‬
‫يتناسق مع موضوع السورة وشخصيتها المستقلة‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ٗ‬ ‫ُۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ِف ٱل ّم ِّيِـ َۧن َر ُسول ّم ِۡن ُه ۡم َي ۡتلوا َعل ۡي ِه ۡم َءايٰتِهِۦ‬ ‫﴿ه َو ٱلِي َب َعث‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ۡ ۡ َ‬ ‫ۡٱلك َِتٰ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ب َوٱل ِك َمة ِإَون كنوا مِن ق ۡبل ل ِف ضل ٰ ٖل‬ ‫َو ُي َزك ِي ِه ۡم َو ُي َعل ُِم ُه ُم‬
‫ني﴾ [الجمعة‪.]2:‬‬
‫ُّ‬
‫مب ِ ٖ‬
‫ينابيع قرآنية‬ ‫‪6‬‬

‫تدبّر آية‬
‫َ ۡ َ ۡ ْ َ ٰ ۡ َّ‬
‫﴿ فٱسعوا إِل ذِك ِر ٱللِ﴾‬
‫د‪ .‬رقية العلواني‬

‫َ َ‬
‫يأ ُّي َها‬
‫عمل صالح نافع‪ ،‬ولذلك جاء التالزم في‬ ‫يقول تعالى في سورة الجمعة‪ٰٓ ﴿ :‬‬
‫مـفـتـاح التـيـسـيـر والتوفـيـق‬
‫كتاب هللا بين اإليمان والعمل الصالح‪،‬‬
‫في كل األمور ذك ُر هللا وطلب‬ ‫ٱل ُم َعةِ‬ ‫ِلصلَ ٰوة ِ مِن يَ ۡو ِم ۡ ُ‬ ‫ِ‬
‫َّٱل َ‬
‫ِين َء َام ُن ٓوا ْ إ َذا نُود َِي ل َّ‬
‫ً‬
‫َ ۡ َ ۡ ْ َ ٰ ۡ َّ َ َ ُ ْ ۡ َ ۡ َ َ ٰ ُ‬
‫مطلقا ّ‬
‫أن القرآن‬ ‫وال سبيل إلى أن نتوهّ م‬
‫ِك ۡم َخ ۡي‪ٞ‬‬ ‫فٱسعوا إِل ذِك ِر ٱللِ وذروا ٱلي ۚع ذل‬
‫يقلل من شأن العمل أو من شأن كسب‬ ‫الــعـــون مـنــــه فـــي كــــل أمــــــــر‬ ‫ٱلصلَ ٰوةُ‬ ‫ُ ُۡ ََُۡ َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ون ‪ ٩‬فَإ َذا قُض َيت َّ‬ ‫لك ۡم إِن كنتم تعلم‬
‫المعاش أو من شأن طلب األمور التي‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ْ َۡ‬
‫َّ َ ۡ ُ ُ ْ َّ َ َ ٗ َّ َّ ُ‬ ‫َ ۡ‬ ‫َُۡ ْ‬ ‫فَٱنتَ ِ ُ‬
‫ال تستقيم حياتنا أو حياة أسرنا ومجتمعاتنا دونها‪ ،‬بالعكس‬ ‫ريا ل َعلك ۡم‬‫ۡرض َوٱبتغوا مِن فض ِل ٱللِ وٱذكروا ٱلل كث ِ‬ ‫شوا ِف ٱل ِ‬
‫َ ۡ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُۡ ُ َ‬
‫﴿و ۡٱب َتغوا مِن فض ِل‬ ‫تمام ًا فالقرآن يقول في هذه اآلية تحديد ًا‪:‬‬ ‫تفل ِحون﴾ [الجمعة‪.]10-9:‬‬
‫َّ‬
‫ٱللِ﴾‪ ،‬لكن هذا ال يعني أبدًا أنك حين تطلب تذهب بعيد ًا بقلبك‬ ‫القرآن العظيم حين يُحدّ ثنا عن السعي وعن االبتغاء وعن‬
‫وجوارحك وفكرك عن هللا سبحانه ال ذكر ًا وال استبعاد ًا لتلك‬ ‫ُنظم لنا مسيرتنا‬ ‫طلب األشياء يأتينا بمفاهيم عدّ ة‪ ،‬ي ّ‬
‫ُرشد وي ِّ‬
‫الحقائق التي ينبغي أن تبقى مستقرة في قلبك ونفسك أنك‬ ‫في الحياة‪ ،‬ففي اآليتين من سورة الجمعة حين يكون األمر‬
‫ۡ َ ْ‬
‫تبتغي من فضل هللا ال من فضل البشر‪ ،‬هذه حقيقة ال ينبغي‬ ‫متعلقا بذكر هللا سبحانه‪ ،‬يقول سبحانه‪﴿ :‬ٱسع ۡوا﴾ ولذلك لم‬‫ً‬
‫َّ‬ ‫َ ۡ‬ ‫َُۡ ْ‬
‫أن تخفت في حياتنا َ‬
‫﴿وٱبتغوا مِن فض ِل ٱللِ﴾ اطلب واجتهد في‬ ‫تأت كلمة السعي إال إذا كان ذلك السعي مقرو ًنا بالعمل‬ ‫ِ‬
‫حالال طيب ًا نافع ًا‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬ ‫الطلب‪ ،‬استثمر في كل ما يمكن أن يكون‬ ‫لآلخرة الحقيقة التي ال ينبغي أن تغيب عن أذهاننا حتى ونحن‬
‫نس وأنت تفعل كل هذا أنك تطلبه من فضل هللا‪ ،‬ال تجعل‬ ‫ال َت َ‬ ‫نباشر أعمالنا اليومية؛ ألن السعي فيه حرص شديد هو ليس‬
‫الحقيقة األكبر تغيب عن ذهنك وأنت في خضم الحياة التي‬ ‫مجرد طلب أبدًا‪ ،‬حرص نفسي وعملي شديد جدًا في طلب‬
‫تأخذنا بتفاصيلها وجزئياتها‪ ،‬وفي مباشرة تلك األعمال احرص‬ ‫الشيء وابتغائه‪ ،‬حرص على تحققه‪ ،‬ولذلك يقول ربنا سبحانه‬
‫َ ۡ ْ َ ۡ َّ‬
‫حرص ًا شديد ًا على ذكر هللا سبحانه ذكر ًا كثير ًا ال تنشغل عنه‪.‬‬ ‫ٱس َع ۡوا إ ِ ٰل ذِك ِر ٱللِ﴾‬ ‫في قضية النداء للصالة من يوم الجمعة‪﴿ :‬ف‬
‫َّ َ َّ ُ ُ ۡ ُ َ‬
‫وتدبّروا في نهاية اآلية‪﴿ :‬لعلك ۡم تفل ِحون﴾ بمعنى سبيل الفالح‪،‬‬ ‫حرصا على طلب ذلك األمر ذكر هللا قلبًا وعق ًلا‬ ‫ُكن أشدّ ما تكون ً‬
‫سبيل التوفيق‪ ،‬سبيل النجاح في حياتنا العملية والعلمية‬ ‫طلب تتأهل معه كل‬ ‫ٌ‬ ‫وفك ًر ا وروحً ا ولسا ًنا‪ ،‬اطلب طلبًا شديدًا‪..‬‬
‫الدنيوية واألخروية ال فصل بينهما‪ ،‬هو بهذه اآللية‪ ،‬بتحقيق‬ ‫قدراتك النفسية والذهنية ألجل تحصيله‪ ..‬اجعل طلب ذكر هللا‬
‫أي نوع من التوازن؟ أن ال ننشغل أبدًا‬ ‫ذلك التوازن في حياتنا‪ّ ،‬‬ ‫شغال لك اجعله من القائمة التي تكون على‬ ‫ً‬ ‫سبحانه وتعالى‬
‫في تفاصيل الحياة وجزئياتها وأعمالنا اليومية ونحن نزاولها عن‬ ‫ّ‬
‫اهتم به‪.‬‬ ‫رأس همومك وأولوياتك في اليوم والليلة‪،‬‬
‫ذكر هللا‪ ،‬والذكر ال يقتصر على اللسان فحسب‪ ،‬بل المطلوب‬ ‫ولكن تدبّروا حين يُحدّ ثنا عن السعي في األرض أو عن طلب‬
‫ً‬ ‫ٱلصلَ ٰوةُ‬
‫األشياء األخرى‪ ،‬طلب المعاش يقول‪﴿ :‬فَإ َذا قُض َيت َّ‬
‫متفقا مع ذكر القلب والعقل‬ ‫األكبر أن يصبح ذكر اللسان‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َۡ‬
‫َّ َ ۡ ُ ُ ْ َّ َ َ ٗ َّ َ َّ ُ‬ ‫َ ۡ‬ ‫ُ ْ‬ ‫فَٱنتَ ِ ُ‬
‫كمۡ‬ ‫ۡرض َو ۡٱب َتغوا مِن فض ِل ٱللِ وٱذكروا ٱلل كثِريا لعل‬
‫ُ‬
‫شغل به سبحانه‪ ،‬تشغل به وأنت تزاول العمل‬ ‫والفكر‪ ،‬أن ُت َ‬
‫شوا ِف ٱل ِ‬
‫وأنت تبتغي من فضل هللا إقامة التوازن في حياتنا اذكر هللا‬ ‫ُۡ ُ َ‬
‫ص إال باالجتهاد في‬ ‫تفل ِحون﴾ واالبتغاء في الحقيقة هو ال ي َُخ ّ‬
‫أن مفتاح التيسير‬ ‫كثي ًر ا سبّحه واستغفره‪ُ ،‬‬
‫وكن متيق ًنا تمامً ا ّ‬
‫الطلب حين يكون الطلب محمودًا بمعنى ّ‬
‫أن اإلسالم والقرآن‬
‫ألمورك مفتاح النجاح والفالح والتوفيق والتيسير لكل األمور‬
‫ّ‬
‫التعطل‪،‬‬ ‫ال يدعو الناس إلى الكسل وال يدعو الناس إلى‬
‫المتعطلة في حياتك إنما هو ذكر هللا والحرص على ما عند هللا‬
‫ّ‬
‫تعطل أو بطالة‪،‬‬ ‫بالعكس‪ ،‬القرآن ال يعترف بشيء اسمه‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وطلب العون منه في كل أمر‪.‬‬
‫فقضية اإليمان في حدّ ذاتها ال يمكن أن تكون مكتملة دون‬
‫‪7‬‬ ‫ينابيع قرآنية‬

‫التذكير بنعم هللا الظاهرة والباطنة‬

‫قـــيـــــام الـسـاعــــة وحـســـــاب‬ ‫مـــن نـعــم هللا الـعــظــيــمـــة‬


‫الـــخـالئـــق‬ ‫(‪)40-38‬‬ ‫ِ‬
‫الظاهـرة‬
‫(‪)13-1‬‬

‫آيــات هللا تعالــى ونعمــه فــي‬


‫عاقبة المجرمين في اآلخرة‬ ‫(‪)45-41‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪)25-14‬‬
‫الكــون والبحــار‬

‫صـــور مــن الـنـعــيـــم فــي جـنـــات‬ ‫البقاء لله وحده‪ ،‬وفناء البشر‬
‫الخـلـــود للـمـتـقـيـن‬
‫(‪)77-46‬‬ ‫والمخلوقات‬
‫(‪)32-26‬‬

‫خـتــم الــســــورة بـتــعـظـيـم هللا‬ ‫عـجـــز الثـقـلـيـن أمـام قـــــدرة هللا‬


‫(‪)78‬‬ ‫تعالــى‬
‫(‪)37-33‬‬
‫والثنــاء عليــه ســبحانه‬

‫الدال على سعة رحمته‪ ،‬وعموم إحسانه‪ ،‬وجزيل برّه‪ ،‬وواسع فضله‪،‬‬
‫ّ‬ ‫* هذه السورة الكريمة‪ ،‬افتتحها باسمه "الرحمن"‬
‫يدل على رحمته وأثرها الذي أوصله إلى عباده من النعم الدينية والدنيوية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثم ذكر ما‬
‫َ َ ّ َ َٓ َّ ُ َ ُ َ َّ‬
‫ان﴾ إحدى وثالثين مرة؛ للتقرير بالنعم المختلفة المعدودة‪،‬‬‫تك ّر ر في هذه السورة قوله تعالى‪﴿ :‬فبِأ ِي ءالءِ ربِكما تكذِب ِ‬
‫فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها‪ ،‬وبّخ على التكذيب بها‪.‬‬
‫المكتبة القـرآنية‬ ‫‪8‬‬

‫الحلقة (‪)١٦‬‬

‫ّ‬
‫الحب في القرآن‬
‫د‪ .‬عالء الدين زكي القريوتي‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬
‫للدكتور محمود بن الشريف‬
‫جامعة الزيتونة األردنية‬

‫رسوله األكرم ^‪ ،‬ومحبّة‬ ‫الحمد لله الرحمن‪ ،‬الذي ع ّلم القرآن‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫العقيدة‪ ،‬ومحبّة الوالدَ ين‪،‬‬ ‫كل وقت وآن‪ ،‬أمّ ا بعد‪ ،‬فكتاب هذه‬ ‫سيّد البالغة والبيان‪ ،‬في ّ‬
‫ومحبّة الزوجَ ين‪ ،‬ومحبّة األخوّ ة‬ ‫روحي‪ ،‬عذب المعاني‪ ،‬رقراق‬
‫ّ‬ ‫ذوقي‬
‫ّ‬ ‫الحلقة من مكتبتنا القرآنيّة‬
‫َ‬
‫الخلق‬ ‫في الدين‪ ،‬ومحبّة‬ ‫ّ‬
‫الحب‪ ،‬وأن المؤمن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الكلمات‪ ،‬يبدأ بتقرير حقيقة "أن اإلسالم دين‬
‫أجمعين‪ ،‬وال غرو‪ ،‬فاإلسالم‬ ‫الحب"! (ص‪)9‬‬
‫ّ‬ ‫أحس حرارة‬
‫ّ‬ ‫ال يجد حالوة اإليمان‪ ،‬إال إذا‬
‫دين المحبّة‪ ،‬ودين الرحمة‬ ‫بالحب‪ ،‬وهذه آيات القرآن الكريم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحب أولى‬ ‫ّ‬ ‫إن خالق‬ ‫نعم‪ّ ،‬‬
‫للعالمين‪.‬‬ ‫بالحب‪ ،‬وتدعو إلى‬ ‫ّ‬ ‫وأحاديث الحبيب المصطفى ^‪ ،‬تفيض‬
‫حب الخالق ‪-‬واهب‬ ‫ّ‬ ‫ويبقى‬ ‫تضمن عنوانات‬ ‫ّ‬ ‫الحب‪ ،‬وعلى هذه المعاني مدار الكتاب‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬
‫الحب‪ ،‬وواهب المحبوب‪ -‬أرقى‬
‫ّ‬ ‫الحب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المحبوب‪ ،‬مقامات‬
‫ُ‬ ‫الحبيب‬
‫ُ‬ ‫ب الحُ ِّ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫جاذبة أخاذة‪ ،‬نحو‪ :‬حُ ُّ‬
‫حب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حب‪ ،‬وأبقى‬
‫ّ‬ ‫حب‪ ،‬وأنقى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحب والوصل والمعيّة والقرب‪ ،‬وألقيت عليك محبّة مني‪ ،‬هللاُ‬ ‫ّ‬
‫ٗ ّ َّ‬ ‫ْ ََ‬ ‫﴿و َّٱل َ‬
‫ِين َء َام ُن ٓوا أش ُّد ُح ّبا ِلِۗ ﴾‬ ‫َ‬ ‫أحب هللاُ لقاءه‪ ،‬الودود‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أحب لقاء هللا‬ ‫ّ‬ ‫ُحب الجَ مال‪ ،‬مَ ن‬‫جميل ي ُّ‬
‫ٌ‬
‫الحب‪ ،‬يُحبّهم ويُحبّونه‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫غد ًا نلقى األحبّة‪ ،‬تعالوا نعلمكم‬
‫فعلي ال‬
‫ّ‬ ‫حب‬
‫ّ‬ ‫[البقرة‪ ]165:‬وهو‬
‫الحب والكأس والساقي‪ ،‬في محراب‬ ‫ّ‬ ‫مناجاة المحبّين‪ ،‬شراب‬
‫قولي فقط‪ ،‬ومعناه" أن يُقبل المرء على هللا‪ ،‬ويُسلم وجهه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحب‪...‬إلخ‪ ،‬وفي ختام الكتاب نطالع عنوانين متفرِّدَ ين‪ :‬أوّ لهما‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫يتوكل عليه‪ ،‬وال يسأل إال‬ ‫وأمره ومقاليده وكيانه ك ّله لله‪ ،‬وأن‬
‫اإلسالمي"‪ ،‬وقد عرض المؤلف لعدد من هذه‬ ‫ّ‬ ‫الحب‬
‫ّ‬ ‫ب‬ ‫"ك ُت ُ‬
‫ُ‬
‫إيّاه‪ ،‬وال يعتمد إال عليه‪ ،‬وأن يُؤثِر طاعته على النفس‪ ،‬وعلى‬
‫الحب"‪ ،‬وقد أورد المؤلف نماذج من‬ ‫ّ‬ ‫الكتب‪ ،‬وثانيهما "شعراء‬
‫المال‪ ،‬وعلى الولد‪ ،‬وعلى الجاه‪ ،‬وأن يكون هدفه هللا‪ ،‬وغايته‬
‫أشعار هؤالء المحبّين الر بّانيّين‪.‬‬
‫ب هللا تحلية وتخلية‪ ،‬يوصالن إلى التجلية‪ :‬تحلية‬ ‫هللا‪ ...‬حُ ُّ‬
‫أن القرآن الكريم أهمل الناحية الجسديّة‬ ‫يظن بعض الناس ّ‬‫ّ‬ ‫وقد‬
‫للمؤمن بالطاعة‪ ،‬والقيام بتكاليف هللا على خير وجه‪ ،‬وتخلية‬
‫ّ‬
‫الحب‪ ،‬وهذا ظن آثم يتعارض وقول هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫في‬
‫كل ما يشينه كمؤمن‪،‬‬ ‫بها يتجرّد العابد للعبادة‪ ،‬بالتخ ّلي عن ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ َ‬
‫ۡ‬
‫ب مِن شءٖ ۚ ﴾ [األنعام‪ ]38:‬ال بل ّ‬ ‫ٰ‬ ‫َّ‬
‫كل ما يشوب العالقة بينه وبين ر بّه‪ ،‬وبالتخلية والتحلية‬ ‫وعن ّ‬ ‫إن القرآن قد‬ ‫﴿ما فرطنا ِف ٱلكِت ِ‬
‫ّ‬
‫التفت إلى دقائق الناحية الجنسيّة المشروعة‪ ،‬بأسلوب يتسم‬
‫تكون التجلية‪ ،‬والظهور‪ ،‬والرعاية‪ ،‬والعناية‪ ،‬والعطاء"‪( .‬ص ‪)26-25‬‬
‫والعفة‪ ،‬مع براعة اإلشارة‪ ،‬وكريم التوجيه‪ ،‬بعبارات‬ ‫ّ‬ ‫بالسموّ‬
‫لقد قضت حكمة هللا سبحانه أن تكون عبادته نابعة من حبّه‪،‬‬
‫ٌ‬
‫حرث لكم‪ ،‬وقدّ موا‬ ‫كنائي جميل‪" :‬نساؤكم‬
‫ّ‬ ‫مصبوبة في قالب‬
‫جل جالله عن حال أوليائه وخلصائه من‬ ‫قائمة بحبّه‪ ،‬فقال ّ‬ ‫ّ‬
‫ٓ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫﴿ي ُِّب ُه ۡم َو ُي ُّ‬ ‫فلما تغشاها حملت‪ ،‬المستم النساء‪ ،‬فاآلن‬ ‫ّ‬ ‫ألنفسكم‪،‬‬
‫حبونهۥ﴾ [المائدة‪ ]54:‬مع ّأنه قادر على جعل‬ ‫ِ‬ ‫الناس‪:‬‬ ‫ّ‬
‫لهن‪ ،‬أفضى بعضكم‬ ‫لباس‬
‫ٌ‬ ‫لباس لكم وأنتم‬‫ٌ‬ ‫باشروهن‪ ،‬هُ ّن‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫أحصيت عدد ورود الجذر‬ ‫عبادة الناس له إجبار يّة ال اختيار يّة! وقد‬ ‫ّ‬
‫وعاشروهن‬ ‫ْ‬
‫يطهرن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تقربوهن حتى‬ ‫ّ‬
‫بهن‪ ،‬وال‬ ‫إلى بعض‪ ،‬دخلتم‬
‫َب) ومشتقاته في القرآن الكريم‪ ،‬فكان أكثر من عدد ورود‬ ‫(حَ ب َ‬
‫بالمعروف‪ "...‬إلى غير ذلك من اآليات الكريمة التي تحفظ‬
‫الحج! ذلك ّ‬
‫أن العبادة تنشأ من‬ ‫ّ‬ ‫الصالة أو الزكاة أو الصيام أو‬ ‫ّ‬
‫حق المرأة؛ إذ تراعي صحّ تها‪ ،‬وحاالتها النفسيّة والشعور يّة‬
‫وأن المعصية تنشأ من غياب تلكم‬ ‫محبّته سبحانه وتعالى‪ّ ،‬‬
‫والجسديّة‪( .‬ص‪)72‬‬
‫كل عمل‬ ‫وحب ّ‬
‫ّ‬ ‫وحب من يحبّك‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فاللهم ارزقنا حبّك‪،‬‬ ‫المحبّة‪.‬‬
‫السفر الجميل ّ‬
‫حتى يشمل الحديث عن دعوة القرآن‬ ‫يتسع هذا ِّ‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫اللهم آمين‪.‬‬ ‫يق ّر بنا إلى حبّك‪.‬‬
‫إلى المحبّة بمفهومها الواسع‪ :‬محبّة هللا سبحانه‪ ،‬ومحبّة‬
‫‪9‬‬

‫‪244‬‬ ‫مسابقة الـعدد مئتين وأربعة وأربعين‬

‫المسابقة من وحي مقاالت هذا العدد‬


‫اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬

‫خــمــس جــوائــز‬ ‫‪" .1‬الذي يقصم ظهور العتاة‪ ،‬وينكل بالجناة‪ ،‬ويشدّ د العقاب على الطغاة" من معاني اسم هللا‪:‬‬

‫قيمة كل جائزة‬ ‫الولي‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ج)‬ ‫ب) المهيمن‪.‬‬ ‫أ) المنتقم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ّ‬
‫المعمر السوداني بشارة المسيري بخط يده‪:‬‬ ‫‪ .2‬عدد المصاحف التي كتبها‬
‫دينار ًا‬
‫ً‬
‫مصحفا‪.‬‬ ‫ج) (‪)60‬‬ ‫ً‬
‫مصحفا‪.‬‬ ‫ب) (‪)50‬‬ ‫ً‬
‫مصحفا‪.‬‬ ‫أ) (‪)40‬‬

‫‪ .3‬سورة ّ‬
‫ركز موضوعها على التذكير بنعم هللا الظاهرة والباطنة‪:‬‬

‫ج) القيامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ب) المعارج‪.‬‬ ‫أ) الرحمن‪.‬‬
‫‪ .١‬اإلجــــابة عن جميع األسئلة‪.‬‬
‫‪ .4‬إصدار الجمعية الجديد الذي يُعدّ بمثابة خطة عملية لتأسيس حلقة الحفاظ ومحددات‬
‫‪ .٢‬إرسال اإلجابات مع كوبون املسابقة‪.‬‬
‫نجاحها‪:‬‬
‫‪ .٣‬آخــــــــــــــر مـــــوعـــــد ل ــق ـــ ــب ـــ ــول‬
‫اإلجابات يوم ‪.٢٠٢2/٧ /١٦‬‬
‫ج) النبراس‪.‬‬ ‫ ‬
‫ب) المنير‪.‬‬ ‫أ) معلم القرآن‪.‬‬
‫‪ .٤‬ترسل اإلجابات بالبريد على عنوان‬
‫املجلة املبني يف هذا العدد أو إلى مقر‬ ‫سندة في فرع عجلون‪ُ ،‬تشرف على عدد من دورات التجويد واإلجازة والسند الغيبي‪:‬‬
‫‪ .5‬أكبر ُم َ‬
‫املجلة مباشرة‪( .‬ال تقبل اإلجابات‬
‫املرسلة عبر الفاكس)‪.‬‬ ‫ج) راما عودة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ب) عائشة الصمادي‪.‬‬ ‫أ) تولين النخاطين‪.‬‬
‫‪ .٥‬ضــــرورة كــتــابــة االســـم الــربــاعــي ‪،‬‬
‫ال ‪ ،‬والهاتف واضح ًا‪.‬‬ ‫والعنوان كام ً‬ ‫‪ .6‬المجلة التي أنشأها العالم التونسي الحبيب المستاوي‪ ،‬والتي ُتعد مصدراً للفكر اإلسالمي‪:‬‬

‫ج) مجلة جوهر اإلسالم‪.‬‬ ‫ب) مجلس شمس اإلسالم‪.‬‬ ‫أ) المجلة التونسية‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫‪-4‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪-5‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-6‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪10‬‬

‫الفائزون بمسابقة العدد مئتين واثنين وأربعين ‪242‬‬


‫غسان عبدالكريم عبدالرحمن أبو خطاب‬ ‫بيلســـان إبراهيـــم مصبـــح الفقيـــر‬
‫رهـــف أحمـــد عبـــد اللطيـــف الـــزق‬ ‫كــريـمـــــة خـلـيــــل أحـمــــد مــــشــــة‬
‫فــــاطـــــمـــــــة صــبــحـــــــي مـفـــــاج‬

‫‪www.hoffaz.org‬‬ ‫الـمــوقـع اإللـكتروني‪:‬‬


‫البريد اإللكتروني‪forqan@hoffaz.org :‬‬

‫إجابات مسابقة العدد مئتين واثنين وأربعين ‪242‬‬


‫‪ -5‬عزية السرطاوي‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغلوكوز‪.‬‬ ‫‪ -1‬األنبياء‪.‬‬

‫‪.)24 × 17( -6‬‬ ‫‪ -4‬بالل‪.‬‬ ‫‪ -2‬سليمان اللؤلؤي‪.‬‬

‫‪244‬‬

‫(رباعي ًا)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اسم املشترك‬

‫ال ــع ــن ــوان الــبــريــدي‪:‬‬

‫الـــــــــــهـــــــــــاتـــــــــــف‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫الدين القيم‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد راتب النابلسي‬

‫وجل يُر بّي عباده‪ ،‬فتجد أنه سبحانه‬


‫ّ‬ ‫وربنا ّ‬
‫عز‬ ‫ٌ‬
‫إنسان‬ ‫كلمة "المنتقم" إذا وُ صف بها‬
‫عاقب إنسان ًا بعقاب أو ساق له شدّ ًة تحار‬
‫المنتقم هو الذي يقصم‬
‫عما إذا كانت اسم ًا من‬ ‫فاألمر يختلف ّ‬
‫لها العقول ليقف عند حدّ ه‪ ،‬ويرتدع ويعود‬ ‫ألن هللا سبحانه ظهور العتاة‪ ،‬وينكل بالجناة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أسماء هللا الحسنى؛‬
‫إلى ر بّه ويسلك الطريق القويم‪ ،‬فالمنتقم‬ ‫والدليل ويشدّد العقاب على الطغاة‬ ‫سنى‪،‬‬ ‫كلها حُ َ‬ ‫وتعالى أسماؤه‬
‫ُسعد‪.‬‬ ‫كالمر بّي‪ ،‬ينتقم ليؤدّ ب ويؤدّ ب لي ِ‬ ‫﴿و ِ َّلِ ۡٱل ۡس َما ٓ ُء ۡ ُ‬
‫ٱل ۡس َنٰ‬ ‫وجل‪َ :‬‬
‫ّ‬ ‫قول هللا ّ‬
‫عز‬
‫إنسان باالنتقام فال ُنحبّه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فٱدعوهُ ب ِ َهاۖ ﴾ [األعراف‪ ،]180:‬وقد يتصف‬
‫َ ۡ ُ‬
‫وقد قيل‪" :‬المنتقم له معنى آخر‪ ،‬هو الذي عُ رفت عظمته‬
‫َّ ۡ َ ّ َ َ َ ٌ‬
‫فخشي العباد نقمته"‪﴿ .‬إِن َبطش َربِك لشدِيد﴾ [البروج‪ ]12:‬فإذا‬ ‫لكن هللا سبحانه وتعالى حينما يضع للظالم حدّ ًا‪ ،‬فيوقفه عند‬ ‫ّ‬
‫وجل تأدّ ب معه‪ ،‬فكان تعظيم‬ ‫ّ‬ ‫عرف اإلنسان عظمة هللا ّ‬
‫عز‬ ‫حدّ ه‪ ،‬ويحجزه عن أن يؤذي اآلخرين فهذا المعنى يليق بالله ّ‬
‫جل‬
‫هللا سبب ًا لطاعته ولخشية نقمته‪ ،‬فالنقمة هي العقوبة‪،‬‬ ‫جالله‪ ،‬وهذا االسم الجليل مشتق من االنتقام‪ ،‬والنقمة هي‬
‫فانتقمنا منهم أي عاقبناهم‪.‬‬ ‫ُعاقب ليُؤدّ ب‪ ،‬ويُؤدّ ب لي ِ‬
‫ُسعد‪.‬‬ ‫جل جالله ي ِ‬ ‫العقوبة‪ ،‬وهللا ّ‬
‫فالمنتقم هو الذي يقصم ظهور العتاة‪ ،‬وينكل بالجناة‪،‬‬ ‫ألن وجوده يتناقض‬ ‫الشر المطلق ال وجود له في الكون؛ ّ‬
‫ويشدّ د العقاب على الطغاة‪ ،‬ولكن بعد اإلعذار واإلنذار‪ّ ،‬‬
‫إن‬ ‫ٌ‬
‫ذات كاملة‪ ،‬وله األسماء‬ ‫جل جالله‬ ‫ّ‬
‫وألن هللا ّ‬ ‫مع وجود هللا‪،‬‬
‫هللا ج ّلت حكمته ال يبطش من أول مرة‪ ،‬بل يُعطي فرصة‪،‬‬ ‫الحُ سنى‪ ،‬ويمكن أن نصف هذه الذات الكاملة بالوجود‬
‫وزمن ًا كي تتوب وترجع‪.‬‬ ‫سمى نفسه‬‫ّ‬ ‫فأي اسم اتصف هللا به أو‬‫والوحدانية والكمال‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫به‪ ،‬ينبغي أن نفهمه فهما يليق بكمال هللا‪.‬‬
‫الحب والتعظيم والخوف يجب أن يكتملوا في‬
‫والمنتقم من االنتقام‪ ،‬والنقمة هي العقوبة‪ ،‬والمنتقم الذي‬
‫قلب اإلنسان‪:‬‬
‫ب من يشاء‪ ،‬أما اإلنسان فال يستطيع أن يعاقب من‬ ‫ُعاق ُ‬
‫ي ِ‬
‫وحب في وقت واحد‪،‬‬‫ٌّ‬ ‫وتعظيم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫خوف‬ ‫ينبغي أن يكون في قلبك‬
‫ُعاقب إال مَ ن هو دونه‪ ،‬وال يستطيع أن يعاقب‬
‫يشاء إذ ال ي ِ‬
‫والدعوة إلى هللا يجب أن تتحرك في هذه الخطوط الثالثة‪،‬‬
‫ندّ ًا أو مساوي ًا له‪ ،‬وأما أن يعاقب مَ ن هو أعلى منه فهذا‬
‫وجل‪ ،‬من أجل أن تطيعه‬‫ّ‬ ‫ويجب أن تبيّن للناس عظمة هللا ّ‬
‫عز‬
‫لكن هللا سبحانه وتعالى ينتقم ممن يشاء؛ أي‬ ‫ّ‬ ‫مستحيل‪،‬‬
‫تعظيم ًا‪ ،‬وينبغي لك أن ترى فضله عليك من أجل أن تحبّه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قوي‪ ،‬مهما يكن‬ ‫فأنت‬ ‫القوي‬ ‫كنت مع‬ ‫ُعاقب مَ ن يشاء‪ ،‬فإذا‬ ‫ي ِ‬
‫وينبغي لك أن ترى بطشه وشدّ ته وانتقامه أحيان ًا من أجل‬
‫جل‬ ‫ً‬
‫متطاوال‪ ،‬فالله ّ‬ ‫عدوك كبير ًا‪ ،‬أو قوي ًا أو جبّار ًا‪ ،‬أو طاغي ًا‪ ،‬أو‬
‫أن تخاف منه‪ ،‬وال بد من أن يجتمع في قلب المؤمن الصادق‬
‫جالله أكبر‪ ،‬ينتقم منه ويوقفه عند حدّ ه‪ ،‬ويحجزه عن أن يؤذي‬
‫تعظيم عن طريق اآليات‪ ،‬ومحبّة عن طريق النعم‪ ،‬وخوف عن‬ ‫خلق هللا ّ‬
‫وجل‪ ،‬وبهذا المعنى نفهم االنتقام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عز‬
‫طريق العقوبات‪ ،‬فالعقوبات لها معنى‪ ،‬والنعم لها معنى‪،‬‬
‫"المنتقم" في حق هللا تعالى هو الذي يقصم ظهور الطغاة‬
‫وتحبّه وتخاف منه‪ ،‬قال تعالى في‬ ‫عظمه ُ‬
‫واآليات لها معنى‪ُ ،‬ت ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َو َي ۡد ُعون َنا َرغ ٗبا‬ ‫َۡ‬ ‫َّ ُ ۡ َ ُ ْ ُ َ ٰ ُ َ‬
‫س ِرعون ِف ٱل ۡي َر ٰ ِ‬
‫ويشدّ د العقوبة على العصاة‪ ،‬واالنتقام أشدّ من العقوبة‬
‫﴿إِنهم كنوا ي‬ ‫سورة األنبياء‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫تمكن صاحبها من اإلمعان في المعصية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العاجلة التي ال‬
‫خٰشِ عِني﴾ [األنبياء‪ ]90:‬ر ََغب ًا ورَهَ ب ًا‪ ،‬نرجو رحمتك‬ ‫َو َره ٗباۖ َوكنوا لَا‬
‫لكن المنتقم هو الذي يعاقب عقوبة تمنع المعاقب من أن‬
‫ونخشى عذابك‪.‬‬
‫يقع في المعصية‪.‬‬
‫تزكية وتهذيب‬ ‫‪12‬‬

‫كـيـف نـرتـقـي‬

‫د‪ .‬عبد الحميد عشاق‬


‫عضو المجلس األكاديمي للرابطة‬
‫بـأخـالقـنـا‬
‫المحمدية للعلماء‬

‫َۡ ُ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ٱل َس َنة َول‬ ‫﴿ول ت ۡس َتوِي‬
‫محض النفاق كما قال ^ في الحديث‬
‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الفـضـيـلـ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قــيـــمـ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أدركـنـ‬ ‫إذا‬ ‫َ َ ۡ َ ُ َ َ َّ‬
‫جل جالله‪:‬‬ ‫قال هللا ّ‬
‫الصحيح‪" :‬أربعٌ مَ ن ُك ّن فيه كان مُ نافق ًا‬ ‫ََۡ َ‬ ‫َّ ّ َ ُ ۡ َ ۡ َّ‬
‫خالص ًا‪ ،‬ومَ ن كانت فيه خصلة منهن كانت‬ ‫ٱلسيِئة ۚ ٱدفع ب ِ َ َٱل ِت ِه أحسن فإِذا ٱلِي بينك األخالقيــة‪ ،‬يوشــك أن نتغلــب‬
‫ِيم﴾ [فصلت‪.]3٤:‬‬ ‫َو َب ۡي َن ُهۥ َع َد ٰ َوة ‪ ٞ‬كأنَّ ُهۥ َو ٌّل َح ‪ٞ‬‬
‫فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‪ :‬إذا حدَّث‬ ‫إخفائها‬ ‫من‬ ‫ً‬
‫بدال‬ ‫نقائصنا‬ ‫على‬ ‫ِ‬
‫كذب‪ ،‬وإذا ائتمن خان‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وإذا‬ ‫هذه اآلية إرشاد من هللا تعالى لرسوله ^‬
‫بخلق الدفع بالتي هي أحسن في األمور التي اعتاد‬ ‫وألمته بالتحلي ُ‬
‫خاصم َفجَ ر‪ ،‬وفي رواية‪ ،‬وإن صام وص ّلى وقال إني مسلم"‪.‬‬
‫حذر النبي ^ أمته من هذا النفاق األخالقي‪ ،‬وكان‬ ‫وكثير ًا ما ّ‬ ‫الناس فيها المشادة والمشاححة؛ والتقدير‪( :‬ادفع السيئة‬
‫َّ َ‬
‫ٱلس ّي ِ َئة﴾‬ ‫ون ب ۡ َ‬
‫ٱل َس َنةِ‬
‫ََۡ َُ َ‬
‫بالتي هي أحسن) كقوله تعالى‪﴿ :‬ويدرء‬
‫يُر بّي أصحابه على االحتراز منه‪ ،‬فعن ابن أبي مليكة قال‪" :‬أدركت‬ ‫ِ‬
‫ثالثين من أصحاب محمد ^ ما منهم أحدٌ يقول إيماني على‬ ‫[القصص‪ ]54:‬و(التي هي أحسن) هي خالصة المنهج األخالقي في‬
‫إيمان جبريل وميكائيل‪ ،‬وما منهم أحد إال وهو يخشى النفاق‬ ‫اإلسالم وثمرته وغايته‪ ،‬إنها عبارة عن الخير‪ ،‬وال ِبرّ‪ ،‬والمعروف‪،‬‬
‫الخلق؛ روى القاضي عياض في‬ ‫والعفو‪ ،‬والفضل‪ ،‬وحُ سن ُ‬
‫على نفسه"‪ .‬وكان عمر ‪ ‬يسأل حذيفة فيقول يا أبا عبد‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬
‫سماني لك رسول هللا‬ ‫ّ‬ ‫هللا‪ ،‬أنشدك بالله الذي ال إله إال هو‪ ،‬هل‬ ‫ف﴾ [األعراف‪]199:‬‬ ‫الشفا لما نزل قوله تعالى‪﴿ :‬خ ِذ ٱل َعف َو َوأ ُم ۡر بِٱل ُع ۡر ِ‬
‫^ من المنافقين؟"‪.‬‬ ‫سأل النبي ^ جبريل عن تأويلها‪ ،‬فقال له حتى أسأل العالم‪ ،‬ثم‬
‫وهذا الخلل كثير ًا ما يعتور هذه األمة ويستشري فيها رغم‬ ‫إن هللا يأمرك أن تصل من قطعك‪،‬‬ ‫ذهب فأتاه فقال‪ :‬يا محمد‪ّ ،‬‬
‫مظاهر الصيام والصالة والتعبّد‪ ،‬ولعل من أبرز أعراضه ّ‬ ‫عمن ظلمك‪.‬‬ ‫وتعطي من حرمك‪ ،‬وتعفو ّ‬ ‫ُ‬
‫أن‬
‫صاحب الخصال األربع غير صادق مع نفسه‪ ،‬وال صادق مع‬ ‫اإلنسان ال يرتقي إلى مقام الكمال المعنوي‪ ،‬والقرب اإللهي‬
‫الناس‪ ،‬وباألحرى غير صادق مع ربه؛ فهو يشبه أهل النفاق‬ ‫بالعبادة وحدها‪ ،‬بل ال بد له من المجاهدة األخالقية وااللتزام‬
‫العقدي في إظهار خالف ما يبطنون‪ :‬فهو يدّ عي األمانة وهو‬ ‫إن األخالق هي األساس‪ ،‬والفيصل بين اإليمان‬ ‫األخالقي‪ّ .‬‬
‫يعلم أنه خائن‪ ،‬ويعطي العهد وهو يعلم أنه سيغدر به‪ ،‬ويواجه‬ ‫وسوء الخلق هو‬ ‫الخلق هو كمال اإليمان‪ُ ،‬‬ ‫والنفاق‪ ،‬وحُ سن ُ‬
‫‪13‬‬ ‫تزكية وتهذيب‬

‫والحكمة‪ ،‬وينبغي أن نواجه هذه الحيل بالقول ماذا ينفع اإلنسان‬ ‫بالفرى وهو يعلم أنه فاجر فيها‪ ...‬وأنت إذا تأملت‬‫ِ‬ ‫خصومه‬
‫لو ربح العالم كله وخسر نفسه‪ ،‬وماذا يضرّه لو برئت نفسه من‬ ‫جميع مظاهر االنحطاط األخالقي وجدت أصلها وعلتها األولى‬
‫العيوب يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى هللا بقلب سليم‪.‬‬ ‫أي تأهيل أخالقي بمعنى االرتقاء‬ ‫الكذب على النفس؛ ذلك ّ‬
‫ألن ّ‬
‫أن النبي ^ يقول‪" :‬أثقل ما يوضع في‬ ‫فلذلك‪ ،‬ليس اعتباط ًا ّ‬ ‫أوال وقبل كل شيء‬ ‫إلى مقام التقوى والخير األسمى يتطلب ً‬
‫ُ‬
‫ُعثت‬ ‫الميزان يوم القيامة تقوى هللا وحُ سن ُ‬
‫الخ ُلق"‪ ،‬ويقول "إنما ب‬ ‫التزام ًا مطلق ًا ودائم ًا أال يكذب المرء على نفسه؛ فكل مَ ن‬
‫"اتق هللا‬‫تمم صالح األخالق"‪ ،‬ويُوصي بعض أصحابه بقوله‪ّ :‬‬ ‫ُأل ّ‬ ‫يخون أو يخدع أصدقاءه أو شريكه أو زوجته أو المتعاملين‬
‫حيثما ُكنت‪ ،‬وأتبع السيئة الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق الناس ُ‬ ‫ُ‬ ‫معه‪ ،‬فإنما يخدع نفسه من خالل تغيير الحقيقة وتزييف‬
‫بخ ُلق‬
‫الواقع وفق أهوائه لتسويغ تصرفاته الخاطئة‪ ،‬وينطوي الخداع‬
‫أي المؤمنين أفضل إيمان ًا؟ قال‪:‬‬ ‫سن"‪ ،‬وقيل‪ :‬يا رسول هللا ّ‬ ‫حَ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هُ نا على كذب مزدوج‪ :‬الكذب الذي يرتكبه المرء بتغيير واقعه‬
‫إلي وأقربكم مني مجلس ًا‬ ‫"أحسنهم خلق ًا"‪ ،‬ويقول‪ّ :‬‬
‫"إن أحبّكم ّ‬
‫النفسي الداخلي‪ ،‬والكذب الذي يمارسه خداع ًا لغيره‪ ،‬والثمن‬
‫يوم القيامة أحاسنكم أخالق ًا‪ ،‬الموطئون أكناف ًا‪ ،‬الذين يألفون‬
‫إلي وأبعدكم ّ‬ ‫الفادح لذلك هو اعتياد النفس على مجانفة الواقع الحقيقي‪،‬‬
‫مني مجلس ًا يوم القيامة‬ ‫وإن أبغضكم ّ‬ ‫ويؤلفون‪ّ ،‬‬
‫والبحث ‪-‬على الدوام‪ -‬عن حيل نفسية وفكرية إلنكاره وتزييفه‬
‫المشاؤون بالنميمة‪ ،‬والمفرقون بين األحبة‪ ،‬الملتمسون للبرآء‬
‫فبدال من أن يتحمل المرء مسؤوليته في مواجهة‬ ‫ً‬ ‫ورفضه؛‬
‫أحب‬
‫ّ‬ ‫العنت"‪ ،‬وقال الفضيل‪" :‬ألن يصحبني فاجر حَ سن ُ‬
‫الخلق‬
‫الواقع على ما هو عليه‪ ،‬يلجأ إلى استراتيجية الخداع والتدليس‬
‫إلي من أن يصحبني عابد سيء ُ‬
‫الخلق"‪ ،‬وقال الجنيد‪" :‬أربعٌ ترفع‬ ‫ّ‬ ‫بغرض تكييف الواقع بحسب نزواته ومصالحه‪.‬‬
‫قل عمله وعلمه‪ :‬الحلم‪ ،‬والتواضع‪،‬‬ ‫العبد إلى أعلى الدرجات وإن ّ‬
‫أن االلتزام األخالقي وسيلة مهمة لتحقيق‬‫قد يشك المرء في ّ‬
‫والسخاء‪ ،‬وحُ سن ُ‬
‫الخلق هو كمال اإليمان"‪ .‬وقال يحيى بن معاذ‪:‬‬
‫النجاح في الحياة‪ ،‬ولكن األمر كذلك‪ ،‬إذ اإلنسان الذي يتصرف وفق‬
‫"سوء الخلق سيئة ال تنفع معها الحسنات‪ ،‬ولكل بنيان أساس‪،‬‬
‫دستور أخالقي واضح وسام‪ ،‬مرجو لالنسجام مع نفسه‪ ،‬ومرجو‬
‫وأساس اإلسالم حُ سن ُ‬
‫الخلق"‪.‬‬
‫لالنسجام مع الطبيعة من حوله‪ ،‬ومرجو لكسب احترام الجميع‪.‬‬
‫وكثير ًا ما كان النبي ^ إذا نظر في المرآة يقول‪" :‬اللهم كما‬
‫إذا أدركنا قيمة الفضيلة األخالقية‪ ،‬وأصبحت جزء ًا من عقيدتنا‬
‫ألن اإلنسان مركب‬‫ّ‬ ‫فحسن ُخلقي"‪ ،‬وذلك‬‫ّ‬ ‫حسنت َخلقي‬ ‫ّ‬
‫وصلتنا بالله تبارك وتعالى‪ ،‬يوشك أن نتغلب على نقائصنا‬
‫ُ‬
‫والخ ُلق هو صورة‬ ‫َ‬
‫فالخلق هو صورة الوجه‪،‬‬ ‫من جسد وروح‪،‬‬
‫بدال من أن نبدّ د الجهد والزمن في سبيل إخفائها‬ ‫ً‬ ‫وعيوبنا‬
‫النفس‪ ،‬إنه الشكل المعبّر عن أعماقنا الباطنة‪ ،‬وعن هذه‬
‫وحمايتها؛ فاإلنسان إما يجاهد في سبيل االرتقاء بأخالقه‪ ،‬وإما‬
‫األعماق والجذور تسبق األعمال واألفعال والمواقف بعفوية‬ ‫يجاهد في سبيل التستر على مواطن ضعفه وعيوب نفسه‪،‬‬
‫وانسياب‪ .‬فباختصار ُخ ُلق اإلنسان هو صورة أعماقه‪ ،‬ومرآة‬ ‫ً‬
‫مقبوال أو ذا مزية إذا‬ ‫ذلك أنه يعتقد أنه لن يكون محترم ًا أو‬
‫باطنه‪ ،‬فإذا طابت األعماق‪ ،‬عذبت األنهار‪ ،‬وإذا صلح الباطن‬ ‫أظهر مواطن ضعفه‪ ،‬وتجده في الغالب يتعامل مع نفسه‬
‫صلح العمل كله؛ فهناك عالقة عجيبة بين ظاهر اإلنسان‬ ‫على هذا األساس‪ ،‬فال يكون قادر ًا على مواجهتها وتقويمها‪،‬‬
‫وباطنه‪ :‬كل صفة تطرأ على القلب يفيض أثرها على السلوك‪،‬‬ ‫وهكذا يتوقف نموه بما يتفق مع المعايير األخالقية السامية‪.‬‬
‫وكل فعل يطرأ على جوارحنا ويختلط بسلوكنا؛ فإنه يرتفع‬ ‫بصره بعيوب نفسه‪ ،‬وجعل‬ ‫وجل إذا أراد بعبد خير ًا ّ‬ ‫إن هللا ّ‬
‫عز‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫منه أثر إلى القلب‪ ،‬وهكذا دواليك يتبادل التأثير من الباطن إلى‬ ‫له في قلبه نور ًا يُبصر به ما ظهر من عيوبه وما بطن؛ فإذا‬
‫الظاهر‪ ،‬ومن الظاهر إلى الباطن بصورة فاعلة ومنفعلة‪...‬‬ ‫عرف اإلنسان عيوبه فذلكم نصف العالج الذي كان ينشده‬
‫وتزكية النفس وارتياضها على صالح األخالق وجميل الخصال‬ ‫"رحم هللاُ مَ ن أهدى ّ‬
‫إلي عيوبي"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أهل الفضل‬
‫يكون تارة بالطبع‪ ،‬وتارة بالمجاهدة‪ ،‬وتارة بالصحبة والتعلم‪.‬‬ ‫لكن أكثر الناس مشغولون بعيوب األغيار عن عيوب أنفسهم‪،‬‬
‫إن تحصيل األخالق عملية تربوية‬ ‫وباختصار يمكن القول‪ّ :‬‬ ‫يحسبون كل صغيرة وكبيرة منها‪ ،‬ويتتبّعون كل شاردة‬
‫خاضعة لبرنامج تثقيفي وتهذيبي طويل األمد‪ ،‬والتأهيل‬ ‫وواردة فيها‪ ،‬وال يلتفتون إلى عيوب أنفسهم‪ ،‬وإن وقع أن‬
‫األخالقي في اإلسالم يكون بإصالح الجذور والبواطن وتسويتها‬ ‫التفت أحدُهم إلى نفسه زعم أنه ال يرى فيها إال براءة األطفال‬
‫وتعديلها بكل ما أتى به اإلسالم من قيم روحية وتشريعية‪..‬‬ ‫وصفاءهم وطهرهم‪ ...‬وهكذا تتزين النفس في عيني صاحبها‪،‬‬
‫وهذا البرنامج مبناه على حفظ التوازن الذي هو قوام االعتدال‬ ‫وعين الرضا عن كل عيب كليلة!‬
‫والرشد األخالقي‪ ،‬وأساس الصحة النفسية والسلوكية؛ فكل‬ ‫وإنما هي حيل النفس في ثنينا عن إدراك الفضيلة األخالقية‪،‬‬
‫اعتدال هو عالمة صحة‪ ،‬وكل ميل هو ضعف وانحراف‪.‬‬ ‫وتأجيل مشروع تخليقها وتزكيتها باإليمان والعلم والعمل‬
‫لـــقـــاء‬ ‫‪14‬‬

‫لقاء خاص مع‬


‫الدكتور زغلول النجار (‪)1‬‬
‫النجار للفرقان‪:‬‬
‫جمعية المحافظة على القرآن الكريم‬
‫رائدة في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه‬
‫حفظــت القــرآن وأنــا فــي ســن التاســعة‪ ،‬ونشـ ُ‬
‫ـأت فــي بيــت تفتحــت‬
‫فيــه عينــاي علــى العلــم والدين‬
‫ـت علــى الدكتــوراه فــي جامعــة ويلز ببريطانيــا وعلى الدكتوراة‬ ‫حصلـ ُ‬
‫الفخريــة مــن جامعة العلوم اإلســامية الماليزية‬
‫لــي أكثــر مــن ‪ 150‬كتابــ ًا وأكثــر مــن ‪ 100‬بحــث علمــي منشــور ومئــات‬
‫المقــاالت الصحفيــة‬
‫مُ نحــت جائــزة الســودان الدوليــة لإلبــداع العلمــي واألدبــي ‪2005‬‬
‫وجائــزة دبــي الدوليــة للقــرآن الكريــم ‪ 2006‬وتــم اختيــاري كأبــرز‬
‫حاوره د‪ .‬منذر زيتون‬
‫شــخصية إســامية لذلــك العــام‬

‫وكنت األول بين زمالئي‪ ،‬ولذلك كان من المتوقع أن‬ ‫ُ‬ ‫الشرف‬ ‫ضيفنا في هذا اللقاء هو العالم الكبير زغلول راغب محمد النجار‪،‬‬
‫يتم تعييني مُ عيد ًا في الجامعة‪ ،‬لكن ذلك لم يحصل على إثر‬ ‫وُلد ‪-‬حفظه هللا‪ -‬في قرية مشال من محافظة الغربية بمصر في‬
‫ُ‬
‫توجهت إلى العمل‬ ‫نشاطي في مجال الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ولذلك‬ ‫‪1933/11/17‬م‪ ،‬ونشأ في بيت دين وعلم وصالح‪ ،‬فوالده كان مُ علم ًا‪،‬‬
‫في شركات متخصصة بمجال علمي حتى عام ‪ 1958‬إلى أن عُ ي ُ‬
‫ّنت‬ ‫وجدّه كان إمام ًا للقرية‪ ،‬حفظ القرآن الكريم وعمره (‪ )9‬سنوات‪،‬‬
‫معيد ًا في جامعة عين شمس بشروط كثيرة أريد منها الحد من‬ ‫وكان في بيت العائلة مكتبة ضخمة فيها الكثير من الكتب في‬
‫نشاطي الدعوي‪.‬‬ ‫جميع المجاالت‪ ،‬ولذلك تفتحت عيناه على العلم والتديّن من أول‬
‫نشأته‪ ،‬وذلك مما أرسى أولى اللبنات في بنائه العلمي والفكري‪.‬‬
‫الفرقان‪ :‬ال بد بعد ذلك ق ّر رت السفر إلى الخارج الستكمال‬
‫وقد دار بيننا وبين ضيفنا الكبير الحوار التالي‪:‬‬
‫دراستك كما نعلم؟‬
‫ُ‬
‫حصلت على القبول في جامعة ويلز‪،‬‬ ‫النجار‪ :‬نعم صحيح‪ ،‬وقد‬ ‫الفرقان‪ :‬شيخنا‪ ،‬ما الذي أسهم في بناء شخصيتكم منذ الطفولة؟‬
‫وبعد اطالع الدكتور آالن وود رئيس قسم األبحاب ونائب رئيس‬ ‫النجار‪ :‬يرجع الفضل في تكويني الديني والمعرفي إلى العوامل‬
‫إن‬ ‫الجامعة على األبحاث التي كنت قد أجريتها في مصر قال لي‪ّ :‬‬ ‫التي ذكرت وإلى عدد من أساتذتي الكرام الذين تعهدوني بحسن‬
‫هذه األبحاث تعادل درجة الماجستير‪ ،‬ولذلك سوف تكون طالب ًا‬ ‫رعايتهم وتوجيههم وتشجيعهم لي على الكتابة والخطابة في‬
‫في برنامج الدكتوراه فور ًا‪.‬‬ ‫سن مبكرة‪ ،‬وذلك ما أسهم في فوزي بالمركز األول على مستوى‬
‫القطر المصري فى مسابقة اللغة العربية في السنة النهائية‬
‫الفرقان‪ :‬لو تحدثنا عن نشأتك في مصر والتي شهدت الكثير‬
‫للدراسة الثانوية‪.‬‬
‫من األحداث السياسية والقالقل واالبتالءات في ذلك الوقت؟‬
‫ُ‬
‫عشت في وقت كثرت فيه االبتالءات والمحن في‬ ‫النجار‪ :‬صحيح‪،‬‬ ‫الفرقان‪ :‬ثم ماذا عن مسيرتك الدراسية بعد الثانوية العامة؟‬
‫مصر خاصة وفي العالم اإلسالمي عامة؛ ففي مصر ّ‬
‫عم الفساد‬ ‫ُ‬
‫ودرست‬ ‫ُ‬
‫التحقت بجامعة القاهرة عام ‪ 1951‬بعد الثانوية‬ ‫النجار‪:‬‬
‫السياسي‪ ،‬واشتدّ الصراع بين الحزبي والسياسي بين المصريين‬ ‫الجيولوجيا‪ ،‬وقد حصلت على درجة بكالوريوس عام ‪ 1955‬بمرتبة‬
‫‪15‬‬ ‫لـــقـــاء‬

‫كأبرز شخصية إسالمية للعام ‪1427‬هـ‪ ،‬كما تم اختياري ضمن أكثر‬ ‫والذي وصل إلى المدارس‪ ،‬وازداد العداء الصريح لإلسالم من‬
‫خمسمائة شخصية مسلمة تأثير ًا في العالم على مدى العشرين‬ ‫جانب القادمين من الغرب وبخاصة األساتذة الذين درسوا في‬
‫سنة الماضية‪ ،‬علم ًا ّ‬
‫بأن هذا االختيار يتم كل سنة‪.‬‬ ‫الغرب وافتتنوا بالحضارة الغربية التي قامت على الفصل بين‬
‫ُ‬
‫عايشت ما تعرض له‬ ‫الدين والعلم وبين الدين والدولة‪ ،‬وقد‬
‫الفرقان‪ :‬لك إنتاج عملي غزير وبخاصة في مجال اإلعجاز‬
‫الدعاة بشكل خاص من صنوف التعذيب مما يشيب له الولدان‪.‬‬
‫العلمي الذي إذا ما ذكر كنت الرائد فيه؟‬
‫النجار‪ :‬نعم‪ ،‬لقد ّ‬
‫وفقني هللا (تعالى) إلى نشر أكثر من مائة‬ ‫الفرقان‪ :‬كيف كانت حياتك في بريطانيا؟‬
‫وخمسين كتاب ًا‪ ،‬وأكثر من مائة بحث علمي في أهم الدوريات‬ ‫النجار‪ :‬أثناء دراسة الدكتوراه طولبت بأن أكون مدرس ًا في‬
‫العلمية العالمية‪ ،‬وكتابة مئات المقاالت الصحفية التي قامت‬ ‫الجامعة‪ ،‬ومع انشغالي بذلك األمر إال أنني أنهيت رسالة الدكتوراه‬
‫جريدة األهرام القاهرية اليومية بنشر أكثر من ستمائة مقال في‬ ‫في سنتين‪ ،‬ومنحتني الجامعة درجة زمالتها لما بعد الدكتوراه‬
‫مجال اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم وحده بشكل أسبوعي‬ ‫(منحة روبرتسون لألبحاث ‪.)1966 -1963‬‬
‫طوال السنوات (‪ ،)2014 -2001‬وتمت ترجمة غالبية مؤلفاتي إلى‬
‫الفرقان‪ :‬ماذا عن حياتك العملية بعد أن أنهيت المراحل التعليمية؟‬
‫العديد من لغات العالم‪.‬‬
‫عملت في العديد من الجامعات‪ ،‬منها جامعة الملك‬ ‫ُ‬ ‫النجار‪:‬‬
‫انصب في مجال اإلعجاز العلمي في‬‫ّ‬ ‫أن أهم مؤلفاتي‬‫والحقيقة ّ‬
‫ُ‬
‫وحصلت‬ ‫سعود بالرياض عام ‪ ،1967 -1959‬وجامعة الكويت عام ‪1967‬‬
‫وفقني‬‫أنس تخصصي العلمي الذي ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫والسنة‪ ،‬ولكنني لم‬ ‫القرآن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عملت أستاذا زائر ا في‬‫ُ‬ ‫فيها على درجة األستاذية‪ ،‬وفي عام ‪1977‬‬
‫هللاُ تعالى فيه توفيق ًا كبير ًا إلى الحد الذي دفع متحف التاريخ‬ ‫جامعة كاليفورنيا بلوس أنجيليس بأمريكا‪ ،‬ثم في عام ‪ 1978‬عملتُ‬
‫الطبيعي في لندن (وهو من كبريات المراكز العلمية العالمية إلى‬ ‫ُ‬
‫انتقلت إلى جامعة الملك فهد للبترول‬ ‫في جامعة قطر‪ ،‬ثم‬
‫نشر رسالتي للدكتوراة كاملة في عدد تذكاري خاص من مجلته‬
‫عملت مدير ًا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وبقيت فيها حتى عام ‪ ،1998‬ثم‬ ‫والمعادن بالظهران‬
‫وفقني هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬إلى نشر أكثر من‬ ‫العلمية)‪ ،‬كما ّ‬
‫عدت أدراجي إلى بريطانيا‬ ‫ُ‬ ‫لجامعة األحقاف في اليمن‪ ،‬وفي عام ‪2000‬‬
‫مائة بحث علمي في حقل تخصصي في عدد من كبريات الدوريات‬
‫وعملت مدير ًا لمعهد مارك فيلد‪ ،‬ثم عدت إلى مصر بدعوة من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العلمية العالمية‪ ،‬ومن اإلشراف على عدد كبير من رسائل‬
‫رئيس مجلس إدارة مؤسسة األهرام للصحافة ورئيس تحرير‬
‫الماجستير والدكتوراه‪ ،‬وعلى الرغم من كل ذلك لم أنس قضايا‬ ‫جريدة األهرام اليومية الذي ّ‬
‫خصص لي صفحة كاملة من هذه‬
‫ديني اإلسالم‪ ،‬وال القضايا الكبرى ألمتي اإلسالمية‪ ،‬وال كبرى‬
‫الجريدة اليومية للكتابة عن اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم‪.‬‬
‫المشكالت العالمية‪ ،‬فقد شملت مؤلفاتي جانب ًا من كل ذلك‪.‬‬
‫ولعل من أبرز ما قدّ مت من إنتاج علمي هو‪ :‬موسوعة اإلعجاز‬ ‫الفرقان‪ :‬لقد تجولت في العديد من البالد وفي جامعاتها وكانت لك‬
‫العلمي في القرآن الكريم (في ستة مجلدات)‪ ،‬والموسوعة‬ ‫بصمات واضحة في كل محطات حياتك؟‬
‫الميسرة لإلعجاز العلمي في القرآن الكريم (في خمسة مجلدات)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النجار‪ :‬كان لي جوالت أخرى في جامعات مختلفة في أنحاء العالم‪،‬‬
‫وموسوعة تفسير اآليات الكونية في القرآن الكريم‪( ،‬في أربعة‬ ‫وقد أشرفت علمي ًا على عدد من الجامعات مثل اإلسالمية‬
‫مجلدات)‪ ،‬وموسوعة اإلعجاز اإلنبائي والتاريخي في القرآن الكريم‬ ‫العالمية في األردن‪ ،‬والعالمية اإلسالمية بماليزيا‪ ،‬وعجمان‬
‫ّ‬
‫السنة‬ ‫(في مجلدين)‪ ،‬إلى جانب مجموعة اإلعجاز العلمي في‬ ‫باإلمارات‪ ،‬والجنان بطرابلس لبنان‪.‬‬
‫النبوية (في ثالثة أجزاء وفي مجلد واحد)‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك فقد اخترت مستشار ًا لعشرات مجالس‬
‫الفرقان‪ :‬هل من كلمة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم؟‬ ‫الشركات والبنوك والجامعات والجمعيات والمجالت العلمية‬
‫في كل من الهند وبريطانيا وفرنسا وسويسرا والواليات المتحدة‬
‫النجار‪ :‬جمعية المحافظة على القرآن الكريم تقوم بجهود كبيرة‬
‫ولبنان وقطر والكويت ومصر‪ ،‬إلى جانب التعليم فيها واإلشراف‬
‫ومميزة في خدمة القرآن الكريم وعلومه‪ ،‬ونشر الوعي اإلسالمي‬
‫على العديد من الرسائل العلمية للباحثين في تخصصات علوم‬
‫والعلم الشرعي في األردن‪ ،‬فبارك هللا فيهم وفي جهودهم‬ ‫ّ‬
‫(آمين)‪ ،‬ومثل هذه المؤسسات يجب أن ُتكرّم ُ‬ ‫والسنة‬ ‫األرض (الجيولوجيا) واإلعجاز العلمي في القرآن الكريم‬
‫وتدعَ م وتتلقى ما‬
‫النبوية المطهرة‪.‬‬
‫تستحق من التقدير‪ ،‬ففي الحقيقة أنا أعتبر جمعية المحافظة‬
‫على القرآن الكريم ُدرّة على جبين هذا البلد الطيب (األردن) ألني‬ ‫الفرقان‪ :‬مثل هذه الجهود تستحق أعلى درجات التكريم؟‬
‫أن من كان يحفظ القرآن الكريم في األردن قبل إنشاء هذه‬ ‫علمت ّ‬
‫ُ‬ ‫النجار‪ :‬الحمد لله‪ ،‬فإضافة إلى ما أحظى به من محبة واحترام‬
‫ُعدّ‬
‫الجمعية المباركة كانوا ندرة‪ ،‬ولكنهم اآلن ي ون باآلالف بفضل‬ ‫وتقدير قطاع كبير من الناس في العالم وخاصة في العالم‬
‫أوال ثم بفضل رجال ونساء هذه الجمعية المباركة‪،‬‬ ‫هللا تعالى ً‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وقد تم تكريم رسمي ًا في عدد كبير من المحافل‬
‫فجزاهم هللاُ تعالى خي َر ي الدنيا واآلخرة‪ ،‬وحفظ األردن بحفظه‬ ‫العلمية واإلسالمية على مستوى العالم‪ ،‬وقد حصلت على‬
‫الذي ال يُضام‪ ،‬اللهم آمين‪.‬‬ ‫عشرات الجوائز واألوسمة من أبرزها جائزة دبي الدولية عام ‪2006‬‬
‫تغطية خاصة‬ ‫‪16‬‬

‫حافظة على الطريق‬


‫مــن فــــرع الــرصــيـفـة‬
‫"راما عودة" قصة‬
‫عنوانها التحدي‬

‫ـزءا‬
‫ظرفهــا وانتصــرت عليــه وأتمــت بفضــل هللا حفــظ (‪ )23‬جـ ً‬ ‫ّ‬
‫الهمــة‬ ‫مــن أبــرز الميــزات التــي يمتــاز بهــا أهــل القــرآن علــو‬
‫مــن القــرآن الكريــم‪.‬‬ ‫وســمو الهــدف‪ ،‬فدائمــ ًا تتطلــع عيونهــم نحــو األعلــى‪ ،‬ال‬
‫وكمــا كانــت بطلتنــا متميــزة فــي حفــظ القــرآن الكريــم فإنهــا‬ ‫يرتضــون بالمراتــب الدنيــا ســهلة المنــال‪ ،‬بــل يبذلــون مــا فــي‬
‫كذلــك متميــزة فــي دراســتها حيــث أنهــت تعليمهــا الثانــوي‪،‬‬ ‫ً‬
‫وعمــا‬ ‫ً‬
‫حبــة وتــاوة وحفظــ ًا‬ ‫وســعهم نحــو كتــاب ر بّهــم ُص‬
‫والتحقــت بالجامعــة األردنيــة تخصــص اللغــة العربيــة لتتخــرج‬ ‫وتخ ّلقــ ًا ‪.‬‬
‫بتقديــر جيــد جــد ًا رغــم عــدم توفــر كتــب التخصــص بلغــة (بريــل)‬ ‫همتهــم‬ ‫وقــد تعــددت النمــاذج التــي ُتثبــت ألهــل القــرآن علــو ّ‬
‫وصعوبــة التعلــم عنــد بعــد خــال جائحــة كورونــا‪.‬‬ ‫وانطــاق عزيمتهــم‪ ،‬وتجاوزهــم العقبــات والتحديــات‪،‬‬
‫تقــول والــدة رامــا المعلمــة إيمــان عــودة‪ :‬ابنتــي مثابــرة‬ ‫ّ‬
‫وتوكلهــم‬ ‫وقطعهــم المراحــل باســتعانتهم باللــه تعالــى‬
‫ومجتهــدة وراضيــة بمــا قســم هللا لهــا‪ ،‬ولم يثنها هــذا التحدي‬ ‫عليــه‪ ،‬فحققــوا بذلــك قســط ًا جيــد ًا مــن واجباتهــم تجــاه القرآن‬
‫ْ‬
‫لحققــت‬ ‫عــن تحقيــق أفضــل اإلنجــازات‪ ،‬ولــوال خوفــي عليهــا‬ ‫الكريــم‪ ،‬بــل واكتســبوا مــن صحبتهــم المباركــة لكتــاب هللا‬
‫أفضــل مــن ذلــك بكثيــر‪ .‬وتضيــف‪ :‬شــاركت ابنتــي فــي الكثيــر‬ ‫الطمأنينــة فــي القلــب‪ ،‬والتوفيــق فــي الحيــاة‪ ،‬والســداد فــي‬
‫مــن المســابقات منهــا مســابقة تحــدي القــراءة في موســمها‬ ‫الــرأي والفكــر‪.‬‬
‫األول‪ ،‬وحــازت علــى المركــز التاســع علــى مســتوى المملكــة‬ ‫ونقــف اليــوم مــع نمــوذج جديــد مــن فــرع الرصيفــة‪ ،‬لنتعــرف‬
‫وفــازت برحلــة إلــى دبــي‪.‬‬ ‫علــى عينــة مــن العينــات المباركــة التــي اســتطاعت بفضــل‬
‫وبطلتنــا تمتلــك العديــد مــن المواهــب فهــي كاتبــة ماهــرة‪،‬‬ ‫هللا تحويــل المحنــة إلــى منحــة‪ ،‬ومــا زالــت ســالكة فــي طريقهــا‬
‫وشــاعرة مبدعــة‪ ،‬شــاركت فــي العديــد مــن المســابقات‬ ‫مــع القــرآن يُنيــر بصيرتهــا بعــد أن فقــدت بصرهــا‪ ،‬ويكــون لهــا‬
‫الشــعرية‪ ،‬وحصلــت علــى مراكــز متقدمــة علــى مســتوى‬ ‫نبراس ـ ًا هادي ـ ًا إلــى كل خيــر‪..‬‬
‫المملكــة‪ ،‬وقدّ مــت العديــد مــن األمســيات الشــعرية‪.‬‬ ‫وُ لــدت بطلتنــا رامــا عــودة صحيحــة معافــاة‪ ،‬وكانــت طفلــة‬
‫وتميــزت أيضـ ًا بطلتنــا فــي قــوة الحفــظ‪ ،‬فهــي مشــاركة دائمــة‬ ‫متميــزة عــن أقرانهــا‪ ،‬تلمــح فــي عينيهــا حــب العلــم والتعلــم‪،‬‬
‫فــي المســابقات القرآنيــة التــي ُتعقــد علــى مســتوى الجمعيــة‪،‬‬ ‫فقــد أتمــت حفــظ الجــزء الثالثيــن مــن القــرآن الكريــم وعمرهــا‬
‫وتحصــد فــي كل عــام مراكــز متقدمــة‪ ،‬وتطمــح رامــا لحفــظ‬ ‫(‪ )5‬سنوات‪ ،‬وتابعت تميّزها ومثابرتها في دراستها وحفظها‬
‫ً‬
‫كامــا فــي مركزهــا عبــدهللا بــن عامــر القرآنــي‬ ‫القــرآن الكريــم‬ ‫للقــرآن الكريــم حتــى امتحنهــا هللاُ فــي بصرهــا وتراجعــت قــوة‬
‫بشــعبة إنجــاز علــى معلمتهــا المتألقــة نســرين ســكر‪.‬‬ ‫اإلبصــار لديهــا فـــفقدته تمامً ــا وعمرهــا (‪ )10‬ســنوات‪ ،‬ولكن هذا‬
‫االمتحــان لــم يُثنهــا عــن هدفهــا وغايتهــا األســمى‪ ،‬بــل تحــدّ ت‬
‫‪17‬‬ ‫تغطية خاصة‬

‫أكـبـر وأصغر ُمس َن َد َتين‬


‫في فرع عجلون‬
‫أصغر مُ س َندة في الفرع‪ :‬تولين‬ ‫أكبر مُ س َندة في الفرع‪ :‬الحاجة‬
‫محمود ياسين النخاطين‬ ‫عائشة عبدالكريم الصمادي‬
‫(‪ 16‬عام ًا)‬ ‫"أم فراس" (‪ 75‬عام ًا)‬

‫طالبة من مركز حالوة القرآني‪ ،‬وهي متفوقة في الصف األول‬


‫ثانوي بمعدل (‪.)%96‬‬
‫حفظت كتاب هللا خالل عامين‪ ،‬وأتمت الحفظ عام ‪ 2019‬ضمن‬
‫مشروع الشفيع‪.‬‬
‫ورغم حداثة سنها أشرفت على دورة تمهيدية ومتوسطة‬
‫ّ‬
‫وأتمت الحفظ عام ‪2010‬م‪.‬‬ ‫بدأت بحفظ كتاب هللا عام ‪،2005‬‬
‫لخمس طالبات نجحن في االختبار‪ ،‬وتشرف حالي ًا على دورة‬
‫متقدمة‪ ،‬كما تشرف على حلقة تحفيظ مكونة من (‪ )13‬طالبة‬ ‫لــم يمنعهــا تقدّ مهــا فــي العمــر مــن تعلمهــا وتعليمهــا‬
‫أنهين حفظ (‪ )5‬أجزاء‪.‬‬ ‫للقــرآن الكريــم‪ ،‬فمنــذ التحاقهــا بالجمعيــة تدرجــت بالحصــول‬
‫وقد حصلت تولين على شهادة إتقان الرواية من مركز القراءات‬ ‫علــى دورات التجويــد التمهيديــة والمتقدمــة واإلجــازة والســند‬
‫القرآنية بمعدل (‪ ،)%98‬وسند غيبي برواية حفص عن عاصم بعالمة‬ ‫الغيبــي‪ ،‬لتحمــل علــى كاهلهــا رايــة تعليــم القــرآن‪ ،‬فعقــدت‬
‫(‪ ،)%94‬وسند غيبي بقراءة اإلمام عاصم براوييه حفص وشعبة‬ ‫العديــد مــن دورات التــاوة‪ ،‬وقــد كان مجمــوع هــذه الــدورات‬
‫من مركز القراءات القرآنية بعالمة (‪ ،)%98‬وإجازة في منظومة‬ ‫(‪ )10‬دورات تمهيدية‪ ،‬و(‪ )8‬دورات متقدمة‪ ،‬و(‪ )5‬طالبات إجازة‪،‬‬
‫المقدمة الجزرية‪ ،‬وجميعها من شيختها شهيرة حمايدة‪.‬‬ ‫وطالبتــان ســند غيبــي‪ ،‬وتشــرف حالي ـ ًا علــى دورة تحفيــظ فــي‬
‫وتطمح اآلن إلى حفظ المنظومة الشاطبية لتجمع القراءات‬ ‫مجمــع صــاح الديــن القرآنــي‪ ،‬إضافــة إلــى كونهــا مديــرة لمركــز‬
‫العشر بإذن هللا تعالى‪.‬‬ ‫الســاخنة القرآنــي‪.‬‬
‫مع األسرة والشباب‬ ‫‪18‬‬

‫تشكيل الثقافة الدينية‬


‫لدى الـشـبـاب‪..‬‬
‫هل هي معرضة للخطر؟‬

‫بنــاء المؤمــن القــوي يتطلــب البنــاء‬


‫آالء الرشيد‬ ‫الدينــي بالعـــبادات‪ ،‬والبـنـــاء الـعـقـلـــي‬
‫بالـعـلــــم الشــرعي‪ ،‬وبنــاء علــوم الحيــاة‪،‬‬
‫وترســيخ األخــاق‪ ،‬والبنــاء الجســدي‬

‫الوسطي الراشد‪ ،‬وذلك من خالل حالة تراكم معرفي وليس من‬ ‫منذ أن أصبحت مصادر التعليم متاحة للجميع‪ ،‬والوصول إليها‬
‫خالل لفتات وإضاءات مجتزأة وسريعة‪.‬‬ ‫ال يستغرق إال كبسة زر على جهاز الحاسوب والموبايل‪ ،‬لم تعد‬
‫هذا إذا كنا نقصد بالثقافة الدينية حالة الوعي‪ ،‬أما إذا كنا نقصد‬ ‫هناك أية حجّ ة لتلقي المعلومة في أية بقعة كنت بها في العالم‪،‬‬
‫بالثقافة الدينية البناء الديني فال بد أن نعمل على بناء الشباب‬ ‫لكن هل تلك المعلومة خاضعة لضوابط ليستطيع الفرد‬
‫ً‬
‫متكامال بتقديم الغذاء المناسب لكل مكون من مكوناته"‪.‬‬ ‫بناء‬
‫ً‬ ‫التفريق بين صحّ تها أو عدم صحّ تها؟ وهل يمكن أن يتفادى‬
‫أي تشويه أو تضليل قد يؤثر عليه دون أن يدرك ذلك؟ وماذا‬ ‫ّ‬
‫أدوات البناء الديني‪:‬‬ ‫يمنع تلك المصادر من تشويه معتقدات أو مبادئ يؤمن بها‬
‫بأن أدوات البناء الديني عموم ًا هي بناء الروح من‬
‫ويبيّن موسى ّ‬ ‫الفرد؟ هذه التساؤالت فرضها الواقع خاصة عندما نرى زمرة‬
‫ّ‬
‫والتفكر‬ ‫خالل العبادات الشعائرية والقلبية من الصالة واألذكار‬ ‫من الشباب يتأثرون بما يتلقون من معلومات عن عقيدتهم‬
‫والخلوة وغيرها‪ ،‬أما البناء الديني العقلي فمن خالل بناء العلم‬ ‫وتنال من الثقافة الدينية التي أسهم في تكوينها كل من األسرة‬
‫بناء متين ًا‪ ،‬وبناء علوم الحياة والعبادات التعاملية‪،‬‬
‫ً‬ ‫الشرعي‬ ‫والمدرسة والمجتمع واإلعالم ومنصات التواصل االجتماعي‪..‬‬
‫وترسيخ مبادئ األخالق في نفس اإلنسان‪ ،‬والبناء الجسدي من‬ ‫الضفة المليئة بعالمات االستفهام دون أن‬ ‫ّ‬ ‫لن نعبّر هذه‬
‫خالل صناعة المؤمن القوي‪،‬‬ ‫نتساءل عن حقيقة تشكيل الثقافة الدينية سليمة عند الشباب‪.‬‬
‫أما أدواتها كما يقول موسى‪" :‬تتكامل هذه األدوات بين األسرة‬
‫والمنبر والمسجد والمدرسة‪ ،‬فكلها تشكل حالة تكاملية في‬
‫الثقافة الدينية جزء من البناء الديني‪:‬‬
‫أن من‬ ‫الكاتب والباحث محمد خير موسى‪ ،‬يبيّن في البداية ّ‬
‫البناء الديني في نفس الشاب‪ ،‬واليوم تشكل وسائل التواصل‬
‫جزء ًا رئيس ًا في بناء هذه الثقافة"‪.‬‬ ‫الضروري التفريق بين البناء الديني الشامل والثقافة الدينية التي‬
‫ّ‬
‫تشكل جزء ًا منها‪ ،‬والبناء الديني هو البناء الذي يعمل على البناء‬
‫تعليم أساسيات الدين‪:‬‬ ‫القلبي والعقلي‪ ،‬فاإلنسان مكون من عقل وقلب أو روح وجسد‪،‬‬
‫من جانب آخر يبيّن الباحث اإلسالمي الدكتور حذيفة عكاش ّ‬
‫بأن‬ ‫بناء متوازن ًا وراشد ًا‪ ،‬ويقدّ م‬
‫ً‬ ‫والدين يبني هذه المكونات الثالثة‬
‫األساسيات الدينية التي يجب أن يبنيها المر بّي لدى الشباب‪،‬‬ ‫الغذاء الكامل لهذه المكونات‪.‬‬
‫وتبدأ من تثبيت أصول (العقائد) المذكورة في القرآن والحديث‬ ‫ّ‬
‫نسميه‬ ‫ثم يقول‪" :‬الثقافة الدينية نوعٌ من بناء العقل ما يمكن أن‬
‫الشريف‪ ،‬أما الدخول في تفاصيل العقيدة فال مانع إن أراد‬ ‫الوعي الديني‪ ،‬وهو ما يمكن أن يبنى من خالل ترسيخ البناء الديني‬
‫‪19‬‬ ‫مع األسرة والشباب‬

‫"عدم وجود ثوابت دينية ُر بّي عليها الشاب‪ ،‬وعدم تربية الشاب‬ ‫المربي أن يعلمها للشبان‪ ،‬لكن األمور المختلف فيها عليه أن‬
‫على منهجية تفكير تساعده على التمييز بين الغث والسمين‪،‬‬ ‫أن األمر مختلف فيه‪ ،‬بالتالي يوجد سعة‪.‬‬ ‫يبيّن للشباب ّ‬
‫وسهولة انتشار الفتن أكثر بكثير من انتشار العلم النافع‬ ‫ويبرر عكاش ذلك "ألننا نشهد صراع ًا دامي ًا في الخالفيّات التي‬
‫والمفيد‪ ،‬وكذلك اتباع الهوى"‪.‬‬ ‫نعني فيها بأنها األدلة غير القطعية‪ ،‬فال داعي بناء التشنجات‬
‫على هذه الخالفيات‪ ،‬برأيي االقتصار على بناء األصول المتفق‬
‫تعلم أسس التفكير العلمي الديني‪:‬‬ ‫عليها بين الفرق اإلسالمية"‪.‬‬
‫وترى أنه من المهم أن يتعلم الشاب أسس التفكير العلمي‬
‫أما في جانب (العبادات) فعلى المربي أن يبيّن ويعلم أصول‬
‫الديني الصحيح‪ ،‬حيث تبدأ التربية الدينية من عمر الرابعة‬
‫العبادات المعروفة وربطها مع فوائدها‪ ،‬وفي جانب (المعامالت‬
‫وتستمر لما بعد الخامسة والسادسة عشرة‪ ،‬تقول‪" :‬نبدأ مع‬ ‫واألحكام) التي تخص شؤون الحياة على المر بّي ربطها بالمبادئ‬
‫الشاب منذ الصغر بأساسيات وقواعد اإلسالم وثوابته‪ ،‬ونخبره‬ ‫أن األوامر والنواهي كلها مبنية على‬ ‫واألخالق‪ ،‬وكما يجب بيان ّ‬
‫عن هللا سبحانه وتعالى بقدر ما يستوعب عقله‪ ،‬ثم نعلمه‬ ‫المصالح والمفاسد‪.‬‬
‫بعدها صفات األشخاص الذين يؤخذ من علمهم الديني في‬
‫حال سمع معلومات دينية جديدة‪ ،‬كأن يكون هذا الشخص لديه‬ ‫الحس النقدي‪:‬‬
‫شهادة علمية متخصصة في المجال الشرعي‪ ،‬أو يكون باحث ًا‬ ‫وأشار عكاش إلى نقطة هامة وهي تشكيل المر بّي لدى الشباب‬
‫معروف ًا ومفكر ًا في هذا المجال‪ ،‬ونعلمه بالتدريج اختالف اآلراء‬ ‫وأن من يخالف هذه األمور يبحث عن أقوال‬ ‫"الحس النقدي"‪ّ ،‬‬
‫وأن هناك العديد من القضايا الخالفية التي فيها‬ ‫والمسائل ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬حتى نبني عند المتلقي عدم التسليم األعمى حتى ال يقعوا‬
‫وأن هذا من رحمة اإلسالم وسماحته وسعته‪ ،‬ثم‬ ‫أكثر من رأي‪ّ ،‬‬ ‫في براثن الغلو وال براثن التحلل؛ ألننا نريد لهم ضابط ًا وذلك‬
‫وأن هناك بعض‬ ‫كيف يبحث عن الرأي األرجح في هذه المسألة‪ّ ،‬‬ ‫باالحتكام بالمصالح والمفاسد ُ‬
‫المعتبرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫القضايا التي تحتمل الخالف والتي ال بأس فيها أبدا من أن يتبنى‬
‫أن هناك من‬ ‫رأي ًا يختلف عن رأي مر بّيه بما فيهم عائلته طالما ّ‬ ‫المؤثرات الخارجية‪:‬‬
‫يقول بهذا الرأي من أهل االختصاص"‪.‬‬ ‫ويدعو عكاش االلتفات إلى المؤثرات الخارجية المؤثرة في‬
‫تشكيل ثقافة دينية متزنة‪ ،‬والتي يندرج فيها‪:‬‬
‫القضايا الخالفية عبر منصات التواصل االجتماعي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫تسمى‬ ‫أوال‪ :‬حمالت تشويه التدين والدين‪ ،‬وأيض ًا ظاهرة ما‬ ‫ً‬
‫تساءلت الفرقان حول طرح المسائل الدينية عبر منصات‬ ‫ّ‬
‫"الفجور السياسي" حيث يعتبر السياسي أن خصومه من‬
‫التواصل االجتماعي ومشاركة غير المتخصص فيها حالة صحية‬ ‫اإلسالميين أقسى من خصومة السياسيين‪ ،‬ويسعى إلى ضرب‬
‫لبناء القناعات؟‬ ‫التدين وإبعاد الناس عنه‪.‬‬
‫أن طرح المسائل‬‫أجابت الحلو‪" :‬بحسب طريقة الطرح‪ .‬فال شك ّ‬ ‫ّ‬
‫وتعصب وتزمّ ت‬ ‫ثاني ًا‪ :‬اعتبار التيارات الالدينية ّ‬
‫بأن التدين رجعية‬
‫المشتبهة الخالفية بين العلماء بهدف إثارة البلبلة والفوضى‬ ‫مما يعيق انتشار التدين المتوازن‪.‬‬
‫من غير المتخصصين ضرره أكثر من نفعه بالنسبة لعموم‬ ‫ثالث ًا‪ :‬تيار العلمانية الشاملة التي تريد علمنة الحياة كلها‪ ،‬التي‬
‫الناس‪ ،‬أما إذا كان الطرح من غير المتخصصين لتثبيت مفاهيم‬ ‫تهدف إلى فصل الحياة عن التصورات الدينية‪.‬‬
‫بعض المسائل الدينية الثابتة نفعه أكثر من ضرره كما أرى‪،‬‬
‫أن لغير المتخصصين في أحيان كثيرة لغة عامية مبسطة‬ ‫وذلك ّ‬ ‫معوقات بناء الثقافة الدينية‪:‬‬
‫يستطيعون بها الوصول إلى الناس بمختلف درجات أفهامهم‬ ‫ويوضح عكاش معوقات تشكيل ثقافة دينية سليمة‪ّ ،‬‬
‫ولخصها باآلتي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫بما ال يستطيع أن يفعله المتخصص في هذا المجال"‪.‬‬ ‫انشغال الناس بضروريات الحياة وعدم التفاتهم كثير ًا‬
‫وتتوافق وجهة نظر الباحث محمد خير موسى نسبي ًا مع الحلو‬ ‫لتشكيل ثقافة دينية‪.‬‬
‫أن هناك قضايا األصل‬ ‫فيقول‪" :‬هناك إشكال منهجي وهو ّ‬ ‫ّ‬
‫وتعصب في بعض نماذج التدين السائدة‪.‬‬ ‫تشدّ د‬
‫فيها أن تبحث في المجامع الفقهية وفي الحلقات البحثية‬ ‫طول المناهج وكثرة الخالفيات‪ ،‬فعندما يدخل المتدين الجديد‬
‫وفي المؤتمرات العلمية‪ ،‬ثم تطرح على قارعة طريق وسائل‬ ‫يرى المناهج الطويلة‪ ،‬وال تتوفر لدينا مناهج بسيطة موجّ هة‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬وهذه الطريقة في الطرح يكون ضررها أكثر‬ ‫لعامة المسلمين ال تدخل في الخالفيات وتعطيه الضروريات‪.‬‬
‫من نفعها‪ ،‬أما طرح المسألة التي ال يستغني عنها عامة الناس‬
‫في معرفتها لبناء أرواحهم وقلوبهم وعقولهم وتنوير أبصارهم‬ ‫تشكيل الثقافة الدينية من وجهة نظر تربوية‪:‬‬
‫واإلضاءة على األحداث الجارية بعيد ًا عن العقلية المعاركية هذا‬ ‫الكاتبة المهتمة بقضايا المرأة والطفل أفنان الحلو ترى ّ‬
‫أن‬
‫أمر بالضرورة في مكانه"‪.‬‬ ‫معوقات تشكيل الثقافة الدينية تعود إلى‪:‬‬
‫السالمي‬
‫مع ٔاهل القرآن في العالم ا ٕ‬ ‫‪20‬‬

‫خادم القرآن‬
‫ّ‬
‫المعمر‬
‫السوداني‬
‫بشارة‬
‫المسيري‬
‫القوانة ومكانتهم‪:‬‬ ‫ّ‬
‫المعمــر الســوداني بشــارة‬ ‫تنحــدر أصــول‬
‫ُ‬
‫كتــب المســيري (‪ )50‬نســخة‬ ‫مصطفــى المســيري‪ ،‬مــن دارفــور‪ ،‬والــذي‬
‫وتعــد "القوانــة" أعلــى درجــات حفظــة‬
‫القــرآن الكريــم‪ ،‬وتعنــي "الرجــل الغنــي‬ ‫مــن المصحــف بيــده‪ ،‬لكنــه لــم‬ ‫عُ ــرف بحفظــه القــرآن الكريــم بالروايــات‬
‫خــط بيــده عشــرات‬ ‫ّ‬ ‫المختلفــة‪ ،‬وأنــه‬
‫بالقــرآن"‪ ،‬والقونــي هــو الرجــل الــذي يحفظ‬ ‫يبعها وإنما كان يُهديها فقط‬
‫المصاحــف‪ ،‬حتــى نــال مرتبــة ُ‬
‫"القونــي" فــي‬
‫القــرآن بإحــدى الروايــات المعتمــدة‪ ،‬وبعد‬
‫ذلــك يلــم بجميــع علــوم القــرآن‪ ،‬وخاصــة معرفــة عــدد حروفــه‪،‬‬ ‫الســودان والتــي يختــص بهــا المتميــزون مــن حفظــة القــرآن‪.‬‬
‫واآليــات المتشــابهة‪ ،‬والناســخ والمنســوخ‪ ،‬وضبــط القــرآن‪،‬‬ ‫بزهــده‪ ،‬وعــاش فــي منــزل بمدينــة الجنينــة‬ ‫اشـ ُـتهر المســيري ُ‬
‫ويعــرف عــدد ذكــر كلمــة معينــة فيــه‪ ،‬كأن يعــرف مثـ ً‬
‫ـا كــم مــرة‬ ‫فــي دارفــور قــرب الحــدود الســودانية التشــادية‪ ،‬وكان القونــي‬
‫ورد لفــظ الجاللــة منصوبــ ًا أو مجــرور ًا أو مرفوعــ ًا‪ ،‬ومعرفــة‬ ‫بشــارة المســيري قــد حفــظ القــرآن الكريــم فــي نيجيريــا‪ ،‬ودرس‬
‫بدايــات األجــزاء‪ ،‬وغيرهــا‪..‬‬ ‫علومــه حتــى وصــل إلــى درجــة القونــي‪.‬‬
‫ويمـ ّر الحافــظ الــذي يتقــدّ م لرتبــة القونــي باختبــارات صعبــة مــن‬ ‫وكان المســيري وهــو فــي التســعينيات مــن العمــر يخــط‬
‫عــدد مــن القوانــة حتــى يصــل إلــى هــذه الدرجــة‪ ،‬كمــا يشــترط‬ ‫المصحــف الشــريف بيــده‪ ،‬وحــاز مرتبــة "القونــي" بعــد أن كــ ّر ر‬
‫أن يكتــب المصحــف مــن حفظــه وبخــط يــده‪ ،‬ثــم يتلــوه أمــام‬ ‫تســميع القــرآن (‪ )20‬مــرة‪ ،‬وبعــد أن كتــب األخيــرة بخــط يــده مــن‬
‫القوانــة ليثبــت جــودة حفظــه‪ ،‬وإذا نجــح يقــوم أكبــر الشــيوخ‬ ‫رأســه‪ ،‬فتــم إجالســه علــى منضــدة عاليــة واإلعــان للنــاس أنــه‬
‫بإلباســه طاقيــة وعمامــة وي َ‬
‫ُــؤذن لــه بتدريــس الروايــة التــي‬ ‫بلــغ مرتبــة القونــي‪.‬‬
‫حفــظ القــرآن الكريــم عليهــا‪.‬‬ ‫وخــال حياتــه مــع القــرآن‪ ،‬كتــب المســيري (‪ )50‬نســخة مــن‬
‫وبعــد حيــاة حافلــة بخدمــة القــرآن الكريــم وصحبتــه والعمــل‬ ‫المصحــف بيــده‪ ،‬لكنــه لــم يبعهــا‪ ،‬وإنمــا كان يُهديهــا فقــط‪،‬‬
‫ّ‬
‫المعمــر الســوداني بشــارة المســيري‪ ،‬عــن عمــر تجــاوز‬ ‫بــه‪ ،‬رحــل‬ ‫وقــد تخـرّج علــى يــده (‪ )70‬قونيـ ًا‪ ،‬حيــث كان يُدرّس القــرآن الكريم‬
‫المئــة عــام‪ ،‬رحمــه هللا وتقبّلــه فــي الصالحيــن‪ ،‬ورفــع درجتــه فــي‬ ‫فــي خلــوة أقامهــا فــي منزلــه‪ ،‬أمــا عــدد الحفظــة الذيــن تخرّجــوا‬
‫علييــن‪.‬‬ ‫علــى يــده ولــم يصلــوا درجــة القونــي فهــم كثيــرون جــدّ ًا‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫حديقة الفرقان‬

‫َج ْو َهر اإلسالم‬


‫المجلة التونس ّية الغ ّر اء‬
‫ْ‬
‫حــفــظــت تـــــــراث ْ‬
‫اإلســـالم‬
‫الع ْود‬
‫صالح َ‬
‫فرنسا‬ ‫ْ‬
‫قـــــــر ن وال تـــــــزال‬ ‫ْ‬
‫نـــــصــــــف‬
‫غافلة عما‬‫ً‬ ‫َ‬
‫رسالتها‪ ،‬ولم تكن‬ ‫كانت مج ّلة (جوْ هر اإلسالم) َت ِعي‬ ‫ْ‬
‫شمخت‬ ‫أن مج ّلة جوهر اإلسالم التي‬‫أكاد أجزِم –وهللا أعلم– ّ‬
‫ت‬ ‫يجري في ذلك العصر من الظلمات وال ُّ‬
‫الترَّهات‪ ،‬لذلك تر ب َّع ْ‬ ‫على ما يزيد من الصدور والظهور أكثر من نصف قرْ ن (‪1968‬م‬
‫اإلصالح بكل ما ُأوتيت من توفيق هللا أوّ ًال‪ ،‬ثم رجاحَ ة‬ ‫على عرْش ْ‬ ‫ْ‬
‫سبقتها في‬ ‫– ‪2022‬م) وال تزال والحمد لله‪ ،‬دون مج ّلات أخرى‬
‫العصبة‬ ‫ّ‬
‫مؤسسها‪ ،‬وصالبة عزيمته الفذة التي تنوء بها ُ‬ ‫ِّ‬ ‫فكر‬ ‫واختفت مثل‪( :‬المجلة الزيتونية)‪،‬‬‫توقفت ْ‬
‫ْ‬ ‫النشأة والنشور ثم‬
‫ت المجلة الغراء‪ ،‬على هذا‬ ‫ُأولو القوة من الرجال ثانيًا؛ وظل ْ‬
‫ّ‬ ‫و(مجلة السعادة العظمى)‪ ،‬و(مجلة شمس اإلسالم)‪،‬‬
‫عام (‪1394‬هـ =‬ ‫الحياة صاحبُها راضيًا مرْضيًّا َ‬ ‫َ‬ ‫السنن‪ ،‬حتى فارق‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫جميعها بال‬ ‫وكلها ذات طابع‪ :‬إسالمي‪ ..‬علمي‪ ..‬ثقافي؛ فهي‬
‫ُ‬
‫‪1975‬م)‪ ،‬فخلفه في إدارتها ورئاسة تحريرها‪ ،‬نجله البار‪ :‬األستاذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ظهرت‬ ‫عهد االستعمار الذي‬ ‫ً‬
‫طويال‪ ،‬منذ ْ‬ ‫تع ُمر‬
‫استثناء لم ْ‬
‫محمد صالح الدين بن الحبيب المستاوي حفظه هللا‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫المفكر‬ ‫فيه‪ ،‬إلى أن جاء هللا باستقالل البالد في عام (‪ 1375‬هـ = ‪1956‬م)‪.‬‬
‫إصدارها بكل ما ُأوت َِي‪:‬‬ ‫عبء ْ‬ ‫المشعل‪ ،‬واحتمل ْ‬ ‫َ‬ ‫فحمل‬ ‫َ‬ ‫ورعاه‪،‬‬
‫الم ْصلِح الشيخ الحبيب المستاوي –‬ ‫وحينما رأى الع ّلامة ُ‬
‫لمس ذلك من‬ ‫(ماديًّا ومعنويًّا)‪ ،‬سائِ ًر ا وساهِ ًر ا عليها‪ ،‬كما َ‬
‫وهو العالِم الزيتوني الر بَّانِي– جفاف الثقافة اإلسالمية من‬
‫سمع منه؛ ولذلك ال تزال (جوهر‬ ‫َ‬ ‫والده في حياتِه على مرْ َأى ومَ‬
‫تصدر ّ‬ ‫َ‬
‫الساطعة‪،‬‬ ‫هب إلى إنشاء هذه المج ّلة‬
‫العقول وفي الصدور‪َّ ،‬‬
‫حتى اليوم –والحمد لله– في مواعيدها‪ ،‬دون‬ ‫اإلسالم) ْ‬
‫رفيعا‪( :‬جوهر اإلسالم)‪ ،‬لتكون المعة‬‫ً‬ ‫اس ًما‬
‫بعد أن اتخذ لها ْ‬
‫تأخر أو انقطاع‪ ،‬أو مهما هبّت الجوائِح‪ ،‬أو كانت العوائق‪.‬‬
‫في سماء المعرفة‪ ،‬وساحة العلماء والمتع ّلمين األوْ فياء‪،‬‬
‫وثر ِيًّا للفكر اإلسالمي بال حدود‪ ،‬واتخذ لها‬‫ومصد ًر ا هامًّ ا َ‬
‫أعلى صفحتها األولى‪ ،‬وهو قو ُله‬ ‫شعا ًر ا ساميًا وضعه في ْ‬
‫َ ۡ ۡ‬ ‫ۡ ُ ّ ُ ُ َّ ‪ۡ ۡ َ ۡ َ َ ُ ۡ َ ٞ‬‬
‫ي َو َيأ ُم ُرون بِٱل َمع ُر ِ‬
‫وف‬ ‫ۡ‬
‫ِنكم أمة يدع ۡون إِل ٱل ِ‬ ‫﴿ولَكن م‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫ۡ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫َ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ ُ َ َ ْ َ ٰٓ َ ُ‬
‫لئِك ه ُم ٱل ُمفل ِحون﴾ [آل عمران‪.]1٠٤:‬‬ ‫وينهون ع ِن ٱلمنك ِرۚ وأو‬
‫وانطلقت المج ّلة على بركة هللا‪ ،‬وظ ّلت تسير رُخاء كما شاء‬
‫وخطى‬ ‫نش ُؤها‪ ،‬بمنهج ثابت واضح ال شطط فيه‪ُ ،‬‬ ‫لها مُ ِ‬
‫َ‬
‫مستقيمة وسليمة‪ ،‬تتحاشى التعثر‪ ،‬وتنأى بها عن المزالق‪،‬‬
‫أو مواجهة األعاصير مع المناوئين‪ ،‬الذين ال يرقبون في مؤمن‬
‫اصل‬ ‫أو مصلح إ ًّلا وال ذِمّ ة‪ ،‬كي تقوم بواجبها نحو األمّ ة‪ُ ،‬‬
‫وتوَ ِ‬
‫ً‬
‫(عقيدة‪..‬‬ ‫ّ‬
‫المتهتك‪:‬‬ ‫مسيرتها اإلصالحيّة في المجتمع‬
‫كنت وأنا شاهد على تلك الفترة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وأخالقا)؛ وقد‬ ‫وشريعة‪..‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س َفة إذ ِعش ُتها وأنا في الرابعة عشرة من عمري‪ ،‬طالبًا‬ ‫ْ‬
‫المؤ ِ‬
‫في المعهد الثانوي‪ ،‬ولم يكن لنا –نحن الشباب– َآنذاك مَ َلاذ‪:‬‬
‫المساجد‪ ،‬أو مج ّلة جوْ هر اإلسالم‪.‬‬‫إال العلماء‪ ،‬أو َ‬
‫حديقة الفرقان‬ ‫‪22‬‬

‫أ‪ .‬أحمد السيد‬ ‫حفظ النفس‬


‫اإلنسانية‬
‫عضو الجمعية األردنية والسورية لمكافحة التدخين‬
‫داعية لمكافحة التدخين‬

‫وصى به النبي ^ أمته في حجّ ة الوداع قوله‪ّ :‬‬


‫"إن‬
‫حرام عليكم كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في شهركم‬ ‫ٌ‬
‫وكان آخر ما ّ‬
‫دماءكم وأعراضكم‬
‫وصيانتها‬
‫ّ‬
‫هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬أال هل بلغت" (متفق عليه)‪ ،‬وقال ^‪" :‬ال ترجعوا‬
‫بعدي ُك ّفار ًا‪ ،‬يضرب بعضكم رقاب بعض" (صحيح البخاري)‪ ،‬فهذه‬
‫من‬
‫وصية نبي الرحمة إلى كل مَ ن يتج ّر أ على إراقة الدماء‪ ،‬وقد غابت‬
‫عنه هذه اآليات واألحاديث‪ ،‬وغفل حتى فاته الموعظة والتذكير‪،‬‬
‫االعتداء‬
‫وما ذلك إال خذالن وخسران نسأل هللا العافية والسالمة‪ .‬بل‬
‫حذر من ترويع اآلمنين وتهديد المسالمين‪ ،‬قال ^‪:‬‬ ‫إن النبي ^ ّ‬ ‫ّ‬
‫فإن المالئكة تلعنه حتى يدعه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫"مَ ن أشار إلى أخيه بحديدة‪،‬‬
‫بمن تلوثت يداه‬ ‫وإن كان أخاه ألبيه وأمه" (صحيح مسلم)‪ ،‬فكيف َ‬
‫ُ‬
‫اإلسالم حفظ النفس اإلنسانية وصيانتها من االعتداء‬ ‫جعل‬
‫باالعتداء على حرمة النفس وانتهاكها بغير وجه حق‪ ،‬ونفسه‬
‫عليها بغير وجه حق من مقاصد الشريعة‪ ،‬فقد خلق هللا‬
‫األمّ ارة بالسوء إلى جريمة سيلقى جزاءها حسرة وندامة يوم‬
‫سبحانه آدم بيديه ونفخ فيه من روحه وكرّمه وأسجد له‬
‫َ‬ ‫ۡ َ َ‬
‫تفضيال‪﴿ :‬إِذ قال َر ُّبك‬
‫القيامة‪ .‬يقول النبي ^‪" :‬يأتي المقتول متعلق ًا رأسه بإحدى‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫وفضله على كثير من خلقه‬ ‫مالئكته‪،‬‬
‫تشخب أوداجه دم ًا حتى يأتي‬‫ُ‬ ‫يديه‪ ،‬مُ تلبّب ًا قاتله بيده األخرى‪،‬‬
‫ت فِيهِ‬ ‫شا ّمِن طِني ‪٧١‬فَإ َذا َس َّو ۡي ُت ُهۥ َو َن َف ۡخ ُ‬ ‫كةِ إ ّن َخٰل ُ ِۢق ب َ َ ٗ‬‫ۡ َ َ ٰٓ َ‬
‫ِ‬ ‫ٖ‬ ‫ِِ‬ ‫ل ِلملئ ِ‬
‫به العرش‪ ،‬فيقول المقتول لرب العالمين‪ :‬هذا قتلني‪ ،‬فيقول‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫ُّ ِ َ َ ُ ْ َ ُ َ‬
‫جدِين﴾ [ص‪ ،]72-71:‬واالعتداء على النفس‬ ‫مِن روح فقعوا لۥ س ِ‬
‫هللا للقاتل‪ :‬تعست‪ ،‬ويُذهَ ب به إلى النار" (صحيح الترغيب)‪ ،‬أسأل‬ ‫﴿و َّٱلِينَ‬‫باألذية هدم لبنيان هللا تعالى‪ ،‬يقول هللا سبحانه‪َ :‬‬
‫هللا تبارك وتعالى أن ّ‬
‫يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬ ‫ۡ ُ ْ َ‬
‫ٱح َت َملوا ُب ۡهتٰ ٗنا‬
‫ۡ َ ْ ََ‬
‫ت بِغ ۡيِ َما ٱكت َس ُبوا فق ِد‬
‫َ‬ ‫ۡ ُ َ ۡ ۡ َ ۡ ۡ َ‬
‫يُؤذون ٱل ُمؤ ِمن ِني َوٱل ُمؤمِنٰ ِ‬
‫إن االعتداء على النفس اإلنسانية هي نتيجة الستسالم‬ ‫ّ‬ ‫ِإَوثما مبِينا﴾ [األحزاب‪ ،]58:‬فاإلسالم هو الدين الذي يجمع بين‬
‫ۡ ٗ ُّ ٗ‬
‫النفس لشهواتها وانقيادها إلى وساوس الشيطان وثوران‬ ‫أبنائه على أساس األخوة والوئام‪ ،‬والمسلم ال يؤذي اآلخرين‪،‬‬
‫الغضب الذي يقود اإلنسان إلى المهالك وارتكاب الفواحش‪،‬‬ ‫وال يعتدي عليهم‪ ،‬فقلبه مليء بالرفق والرحمة واللين‪ ،‬يقول‬
‫ومن أخطرها في زماننا تعاطي المسكرات والمخدرات‬ ‫سل َِم الناس من لسانه‬ ‫ُ‬
‫"المسلم مَ ن َ‬ ‫الحبيب المصطفى ^‪:‬‬
‫والتدخين التي تغيب العقل وتطلق في النفس نوازع الشر‪،‬‬ ‫ويديه" (متفق عليه)‪ ،‬ويقول ^‪" :‬والمؤمن من أمنه الناس على‬
‫حتى تسيطر على اإلنسان غرائزه الحيوانية‪ ،‬فتراه فاقد ًا‬ ‫دمائهم وأموالهم" (صحيح النسائي)‪.‬‬
‫َّ‬
‫لعقله مندفع ًا لالعتداء على اآلخرين‪ ،‬يقول هللا تعالى‪﴿ :‬إِن َما‬
‫ۡ ۡ‬ ‫َۡ‬ ‫َۡ ُ َۡ َ َ ۡ ۡ َ ٓ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫وقد عظم اإلسالم حرمة دم المؤمن وجعلها أعظم من‬
‫يُ ِريد ٱلش ۡي َطٰ ُن أن يُوق َِع بَينك ُم ٱلعد ٰ َوة َوٱلَ َغضا َء ِف ٱل ۡم ِر َوٱل َمي ِِ‬
‫س‬ ‫زوال الدنيا‪ ،‬فقد ورد عن عبدهللا بن عمرو موقوف ًا‪:‬‬
‫ۡ َّ َ‬
‫"لزوال‬
‫َّ َ َ ۡ ُ ُّ َ َ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫َويصدك ۡم عن ذِك ِر ٱللِ َوع ِن ٱلصل ٰوةِۖ ف َهل أنتم منت ُهون﴾ [المائدة‪،]91:‬‬ ‫أهون على هللا (تعالى) من سفك دم مسلم"‪ ،‬كما حرّم‬‫ُ‬ ‫الدنيا‬
‫ّ‬
‫التعقل والتفكير‪،‬‬ ‫والخمر هو كل ما خامر العقل وحجب عن‬ ‫اإلسالم القتل واألذية‪ّ ،‬‬
‫ورتب الغضب واللعن على المعتدين‪،‬‬
‫ۡ ۡ ۡ‬
‫ويشمل ذلك آفة المخدرات‪ ،‬وكافة المؤثرات العقلية التي‬ ‫﴿و َمن َيق ُتل ُمؤم ِٗنا‬ ‫مع ما يناله من العذاب األليم‪ ،‬يقول تعالى‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫ُّ َ َ ٗ َ َ ٓ ُ َ َّ َ‬
‫ٱلل َعل ۡيهِ َول َع َن ُهۥ َوأ َع َّد‬ ‫متع ّ ِمدا فج َزاؤهُۥ ج َهن ُم خ ٰ ِ ٗلا فِيها وغ ِ‬
‫فإن اإلنسان إذا غاب عقله تخلى‬ ‫ّ‬ ‫تفتك بعقل اإلنسان‪،‬‬
‫ضب‬
‫عن طبيعته اإلنسانية‪ ،‬وسيطرت عليه غرائزه التي ال تفرق‬
‫لۥ عذابا ع ِظيما﴾ [النساء‪ ،]93:‬بل جعل هللاُ قاتل النفس الواحدة‬
‫َُ َ َ ً َ ٗ‬
‫بين حالل وحرام‪ ،‬وبين حسن وقبيح‪ ،‬فتختل عنده الموازين‬
‫في مقام َمن يقتل جميع الناس لبشاعة جريمته وقبح فعله‪،‬‬
‫وتنحرف البوصلة عن الوجهة الصحيحة‪ ،‬فيعيش اإلنسان‬ ‫َۡ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ َ َ ۡ َ ۢ َ ۡ َ ۡ‬
‫ي نف ٍس أ ۡو ف َسادٖ ِف ٱل ِ‬
‫ۡرض‬ ‫قال سبحانه‪﴿ :‬أنهۥ من قتل نفسا بِغ ِ‬
‫في جو من األوهام الخاطئة واألحالم القاتلة‪ ،‬التي تغري‬
‫َ َ ٗ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫الشباب أو توقعهم في المعصية‪.‬‬ ‫فكأن َما قتل ٱنلَّاس جِيعا ﴾ [المائدة‪.]32:‬‬
‫‪23‬‬ ‫حديقة الفرقان‬

‫مدرسة ُ‬
‫المح ّبين‬
‫‪2022 – 1991‬‬
‫ّ‬
‫ســخرهم هللا لخدمــة القــرآن‬ ‫قادتهــا ور بّــان ســفينتها علمــاء‬ ‫ٌ‬
‫جامعــة قــام بتشــييدها وعمارتهــا ثلــة مــن العلمــاء‬ ‫ٌ‬
‫مدرســة‬
‫العظيــم واالســتعداد ليــوم التمكيــن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العامليــن فآتــت أ ُكلهــا فــي كل حيــن‪..‬‬
‫ُر وّ ادهــا خيــرة الخيــرة‪ ،‬اختيــار مــن زحــام المالييــن لينشــروا هــذا النــور‬ ‫تجمــع حولهــا الخ ّيــرون مــن المحســنين والمؤيديــن والمؤازريــن‬
‫ّ‬
‫المبيــن فــي كل المياديــن‪.‬‬ ‫والمحبّيــن‪.‬‬
‫ســتبقى بــإذن هللا شــامة فــي جبيــن هــذا الوطــن‪ ،‬و ُدرّة فــي قلــوب‬ ‫اســتوعبت الجميــع مــن مختلــف المســتويات واالتجاهــات‪ ،‬إذ‬
‫المحبّيــن‪.‬‬ ‫اجتمعــوا علــى اإلخــاص ومحبّــة القــرآن المبيــن‪.‬‬
‫إنهــا جمعيــة المحافظــة علــى القــرآن الكريــم مــأوى األنقيــاء‬ ‫مؤسســوها‪ ،‬والمشــرفون عليها‪ ،‬والعاملون لديها‪ ،‬والمتعلمون‬ ‫ّ‬
‫ومدرســة المحبّيــن‪.‬‬ ‫فيهــا‪ ..‬اصطفــاء وانتقــاء‪ ..‬تكليف وتشــريف من رب العالمين‪.‬‬
‫خالد الخالدي‬
‫تلميذ في جمعية المحافظة على القرآن الكريم‬

‫خاطرتي اليوم‬
‫إيناس السيد‬

‫كأي خاطرة‪ ..‬عباراتي فيها لن تكون ّ‬


‫كأي عبارات عابرة‪ ..‬ذكراك‬ ‫خاطرتي اليوم ليست ّ‬
‫غاليتي تؤلمني في القلب والكبد حتى الخاصرة‪ ..‬تجعلني أخال نفسي طفلة لم تكبر‬
‫إن المسافات‬ ‫بعد لتصبح شاعرة‪ ..‬إن كان يقلقك أنه باإلمكان أن أنساك فاطمئني‪ّ ..‬‬
‫على أمثالي ليست بقادرة‪ ..‬فال الزمان وال المكان يجبراني على نسيان مَ ن تشبّثوا‬
‫بالوجدان‪ ..‬ورسوا بالذاكرة‪..‬‬
‫وال باستطاعة وسائل التواصل بأن تخمد نيران حنيني القاهرة‪ ..‬لصديقة بعدت عن‬
‫عيناي وال زالت بطيفها حاضرة‪ ..‬كيف أنسى ضحكاتنا ودموعنا ومكالمة الساعة‬
‫تتصلي بي لتسأليني أأنهيت دراستك أم أنك ال زلت ساهرة؟‬‫العاشرة؟ إذ كنت ّ‬
‫صديقتي‪ ...‬قولي ماذا لي بعد أن أذكر؟ أأذكر معاقبة األستاذ لنا أثناء الحصة على‬
‫تناول سندوتشات (الزعتر)؟ أم أذكر دفاعك ّ‬
‫عني في ذلك اليوم عندما نسيت الدفتر؟‬
‫لتبدأ مب ّر راتك الموجّ هة لألستاذ‪ ..‬بجَ َّ‬
‫ل مَ ن ال يسهو فتفشلين بذلك المبرر‪ ..‬لتنجح‬
‫أكذوبتك البيضاء‪.‬‬
‫أن صديقتي إيناس غابت ولم تحضر‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قد ّ‬
‫تذكرت ربما ّ‬
‫غاليتي‪ :‬شوقي لتلك المواقف يزورني كل يوم‪ ..‬فيرسم لوحة باهرة ألروع أيام العمر!‬
‫اعذريني صديقتي يكفيني شوق ًا فال أريد بعد أن أذكر‪.‬‬
‫حديقة الفرقان‬ ‫‪24‬‬

‫الحضارة‬
‫لينا دعاس‬

‫بان للحضارة‬
‫تمسك اإلنسان بهذا الفكر السليم فهو ٍ‬‫ّ‬ ‫فكلما‬ ‫ّ‬
‫والتمتع باألخالق السامية‬ ‫ّ‬
‫التحضر‬ ‫يسعى الناس جميع ًا إلى‬
‫ماض لعمارة األرض وإرساء خالفة هللا في‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنسانية وهو‬ ‫الرفيعة‪ ،‬فما بالكم بأهل الدين اإلسالمي الحنيف الذي ال عوج‬
‫ً‬
‫األرض‪ ،‬ليس سعيا وراء سلطة أو احتكار لكرسي أو عرش‪،‬‬ ‫فيه وال ميل عن الطريق القويم؟‬
‫وإنما الهدف األسمى هو اإلنسان حتى يستحق أن يُطلق عليه‬ ‫والساعين للوصول‬ ‫ّ‬ ‫فاإلسالم نهج األخيار ونهج المحبّين‬
‫ّ‬
‫المترفع عن الرذائل والسالك‬ ‫ّ‬
‫المتحضر‬ ‫اسم اإلنسان الواعي‬ ‫إلى طريق الحضارة الراقية والمجتمع الفاضل‪ ،‬ولقد أرسل‬
‫لتهذيب الروح والقلب من الزيغ ومن الباطل‪.‬‬ ‫المولى سبحانه أنبياءه ورسله عليهم الصالة والسالم‬
‫كما أمر اإلسالم باتباع درب التقوى والتي تعني اجتناب دروب‬ ‫لكي يدعوا الناس إلى توحيد هللا تعالى‪ ،‬وإلى االرتقاء وتزكية‬
‫الفجور والخروج عن الهداية التي تقود إلى صراط هللا وطريق‬ ‫النفوس والمجتمعات من االنحدار في طريق وعر ال هدف منه‬
‫الحضارة الذي يُعدّ رافعة تنقذ البشرية مما هي فيه عبادة‬ ‫سوى أن تكون اإلنسانية في أسفل سافلين‪.‬‬
‫الذات والمصالح والمال والشهوة‪ ،‬إلى عبادة هللا الواحد‪،‬‬ ‫وقد ُتوّ جت الرساالت بدين اإلسالم العظيم الذي ّ‬
‫يزكي النفوس‬
‫والسعي نحو المجتمع الفاضل الذي ال يحكمه سوى العدل‬ ‫ويع ّلمها الحكمة وبناء العقل السليم والفكر القويم والنهج‬
‫واإلنصاف وتنوير البصيرة وفتح آفاق العقول‪ ،‬فاإلسالم دين‬ ‫يوصل إال إلى الرشد والتغيير والتطوير من الذات‬
‫الرشيد الذي ال ِ‬
‫العقول الراقية والقلوب المؤمنة والنفس السويّة التي تسير‬ ‫البشرية وإنقاذها من مستنقع الظلم ومن شريعة الغاب‬
‫على الصراط المستقيم وتسعى إليه‪.‬‬ ‫ومن االستبداد إلى العدل والنور وضياء النفوس وصفائها‪..‬‬

‫‪DARFAN.COM‬‬

‫إذا ُكنت مميز‬


‫وين ما ُكنت‬
‫الكل رح يعرفك‬
‫ّ‬
‫احجز عالمتك التجارية اآلن‬
‫‪+962 7997 80001‬‬
‫دار الفن للتصميم واإلعالن‬
‫‪25‬‬ ‫فرسان الفرقان‬

‫قصة‬
‫االختبار‬
‫ّ‬
‫فــإن الحقيقــة ال تخفــى‪.‬‬ ‫وتقــول عنــه ستشــعر بالحــرج الشــديد‪،‬‬ ‫كال منهمــا‬ ‫حارســين مــن حراســه‪ ،‬وأراد أن يختبــر ً‬
‫َ‬ ‫اســتدعى األميــر‬
‫فقــال‪ :‬أيهــا األميــر‪ ،‬إنــي صــادق ولــم أذكــر مــن خصالــه الحســنة إال‬ ‫ليــرى أيهمــا األفضــل ليســتبقيه فــي خدمتــه‪ ،‬وليكــون أمين ـ ًا علــى‬
‫القليــل‪.‬‬ ‫أســراره‪ ،‬فأحضــر األول فوجــده كثيــر الــكالم‪ ،‬أنيــق المظهــر‪ ،‬ثــم‬
‫أيقــن األميــر ّ‬ ‫اســتدعى اآلخــر فوجــده قليــل الــكالم‪ ،‬بســيط المظهــر! فأمــر األول‬
‫أن هــذا الحــارس لــن يتكلــم عن زميلــه إال بالخير‪ ،‬فحوّ ل‬
‫بالخــروج‪ ،‬وقــال لآلخــر‪:‬‬
‫حديثــه إلــى شــيء آخــر‪ ،‬فــكان يســمع منه الجــواب الســديد‪ ،‬والكالم‬
‫المفيــد‪ ،‬فاقتنــع أنــه مســتقيم وصــادق‪ ،‬فأرســله ليقضــي بعــض‬ ‫حذرني منك‬ ‫ـت أدري إذا كان حديــث زميلــك عنــك صحيحـ ًا‪ ،‬فقــد ّ‬ ‫لسـ ُ‬
‫األمــور واســتدعى األول‪ ،‬وقــال لــه‪:‬‬ ‫وقــال إنــك لــص خائــن‪ ،‬ســيء الخلــق‪ ،‬وأنــا ال أكاد أصــدّق ذلــك‪،‬‬
‫ـن أنــك أعقــل منــه‪ ،‬وأكفــأ‪ ،‬وهــو لــم يقــل هــذا الــكالم إال حســد ًا‪،‬‬
‫وأظـ ّ‬
‫‪ -‬إنني مســرور لمظهرك الجميل وأناقتك الزائدة‪ ،‬ولكن يؤســفني‬
‫فمــا رأيــك أنــت فيــه؟‬
‫مــا ســمعت عنــك من عيــوب حدّثني بهــا زميلك‪.‬‬
‫إن زميلــي صــادق وأميــن‪ ،‬وإنــه أعــرف بعيوبــي ّ‬
‫منــي‪ ،‬فهــو يــرى‬ ‫قــال‪ّ :‬‬
‫فغضــب وقــال‪ :‬أيهــا األميــر‪ ،‬هــل أســتطيع أن أعــرف مــاذا قــال‬
‫ّ‬ ‫منهــا مــا ال أرى‪ ،‬وألننــي ضعيــف لــم أســتطع أن أصلــح عيوبــي‪.‬‬
‫عنــي هــذا الخائــن اللئيــم؟!‬
‫فقــال األميــر‪ :‬ربمــا تكــون خائفــ ًا منــه‪ ،‬أو ُتخفــي شــيئ ًا‪ ،‬فلمــاذا ال‬
‫فقال األمير‪ :‬حدّثني بأنك منافق ُتظهر غير ما ُتخفي‪.‬‬
‫تكشــف لــي عيوبــه كمــا فعــل؟ إنــي أريــد الحقيقــة مجــردة ألختــار‬
‫فأثارتــه كلمــات األميــر‪ ،‬ولــم يعــد يحتمــل ســماع المزيد‪ ،‬فراح يرشــق‬ ‫األفضــل منكمــا فأســتبقيه عنــدي‪ ،‬ويكــون مق ّر بــ ًا ّ‬
‫منــي‪.‬‬
‫زميلــه بالكلمــات البذيئــة‪ ،‬ويُشــوّ ه ســمعته‪ ،‬ويصفــه باألوصــاف‬
‫فقال الحارس‪:‬‬
‫البشــعة والخصــال الذميمــة‪ ،‬وكان األميــر يســتمع إليــه فــي حيــرة‬
‫مــن أمــره‪ ،‬ولمــا لــم يتوقــف عــن شــتائمه‪ ،‬أســكته األميــر‪ ،‬وقــال‪:‬‬ ‫ـت مُ ص ـ ّر ًا علــى أال أخفــي شــيئ ًا مــن أخالقــه فـ ّ‬
‫ـإن أكبــر عيــب‬ ‫‪ -‬إذا كنـ َ‬
‫ُ‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫فيــه أنــه مبالــغ فــي التضحيــة والوفــاء‪ ،‬وصادق وكريم‪ ،‬يقــدّم كل ما‬
‫اكتشــفت ســوء أخالقــك‬ ‫توقــف أيهــا الحقــود الكــذوب‪ ،‬لقــد‬
‫ودنــاءة طبعــك‪ ،‬وقــد اختبـ ُ‬
‫ـرت ً‬ ‫لديــه فــي ســبيل اآلخريــن‪ ،‬وهــو ينســى نفســه‪ ،‬ويُنكر ذاته‪ ،‬ويُحســن‬
‫كال منكمــا‪ ،‬وتب ّيــن لــي أنــك ال تصلــح‬
‫ً‬ ‫لتكــون أمينــ ًا علــى أســراري‪ّ ،‬‬ ‫معاملــة الناس!‬
‫حــاال‪،‬‬ ‫وإن زميلــك هــو أفضــل منــك‬
‫ـت يملــكك‬ ‫ـف لســان ًا‪ ،‬وأنقــى ضميــر ًا‪ ،‬فهــو يملــك لســانه‪ ،‬وأنـ َ‬
‫وأعـ ّ‬ ‫قــال األميــر‪ :‬هــذا كالم‬
‫لســانك‪ ،‬فالفــرق بينكمــا كبيــر‪ ..‬عُ ــد مــن حيــث أتيــت‪.‬‬ ‫مبالــغ فيــه؟! كأنــك‬
‫تتحــدث عــن نفســك‬
‫فخرج وهو مُ طرق الرأس‪ ،‬ال يدري ماذا يفعل أو يقول؟!‬
‫وإننــي عندمــا أختبــره‪،‬‬
‫وأجــد غيــر مــا تصفــه بــه‬
‫فرسان الفرقان‬ ‫‪26‬‬

‫أنواع الصمت‬
‫ال تنطق بالكالم إال إذا كان كالمك خير ًا من صمتك‬
‫صمتك وقت الحزن شكواك لله وحده‪.‬‬
‫صمتك وقت الفوز ثقة‪.‬‬
‫صمتك وقت الغضب قوة‪.‬‬
‫صمتك وقت يتلفظ الذي أمامك بكلمات جارحة قوة‪.‬‬
‫صمتك وقت اإلساءة حكمة‪.‬‬
‫صمتك وقت السخرية ترفع‪.‬‬
‫صمتك وقت االستفزاز انتصار‪.‬‬
‫صمتك وقت نصيحة الناس لك أدب‪.‬‬
‫صمتك وقت ال تقتنع بكالم الشخص الذي أمامك‬
‫خاصة األكبر ّ‬
‫سن ًا احترام‪.‬‬

‫ُب ّ‬
‫ني‪ ،‬جد الفرق بين الصورتين‬
‫يا ولدي‬
‫م ّر عام دراسي ونحن على أبواب االمتحانات تحتاج ّ‬
‫منا إلى‬
‫متابعة وجهد‪ ،‬وال بد لنا من دراسة ما أهملناه‪.‬‬

‫ُني‪:‬‬
‫ب ّ‬
‫ضع جدو ًلا تنظم فيه وقتك ويومك ال يضيع منه دقيقة‬
‫واحدة‪ ،‬واستمر على ذلك بعد االمتحانات‪ ،‬ألن تنظيم‬
‫الوقت أول خطوة على طريق النجاح‪.‬‬
‫وأخلص النيّة لله تعالى في دراستك‪ ،‬واجعل حياتك كلها‬
‫لله تعالى‪.‬‬
‫عند االمتحانات ندعو هللا مخلصين بالتوفيق والنجاح‪،‬‬
‫ويا ليت تبقى هذه العالقة الجميلة بيننا وبين هللا تعالى‪،‬‬
‫وليس فقط عند االمتحانات‪.‬‬

‫ً‬
‫وسهال باالمتحانات‪.‬‬ ‫ً‬
‫فأهال‬

‫ماما ياسمين‬
‫‪27‬‬ ‫فرسان الفرقان‬

‫مسابقة‬ ‫مفاتيح‬
‫وأن محمد ًا عبده‬
‫(العدد ‪)244‬‬
‫مفتاح الجنة‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا ّ‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫مفتاح العز‪ :‬طاعة هللا ورسوله‪.‬‬
‫الجوائز لثالثة فائزين‬ ‫مفتاح الرزق‪ :‬التقوى مع االستغفار‪.‬‬
‫ّ‬
‫التفكر في آيات هللا ومخلوقاته‪.‬‬ ‫مفتاح اإليمان‪:‬‬
‫اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬ ‫مفتاح إحياء القلوب‪ :‬تدبّر القرآن العظيم‪ ،‬والتضرع‬
‫ماهما النبي ^ (الزهراوان)‪ ،‬هُما‪:‬‬ ‫في األسحار‪ ،‬وترك الذنوب‪.‬‬
‫‪ .1‬السورتان اللتان س ّ‬
‫سن اإلصغاء‪.‬‬ ‫سن السؤال وحُ ْ‬ ‫مفتاح العلم‪ :‬حُ ْ‬
‫ب) الفلق والناس‪.‬‬ ‫أ) البقرة وآل عمران‪.‬‬ ‫مفتاح القلوب‪ :‬الكلمة الطيبة‪.‬‬

‫‪ .2‬السورة التي ورد أنها تعدل ثُلث القرآن؟‬

‫ب) اإلخالص‪.‬‬ ‫أ) الفاتحة‪.‬‬

‫‪ .3‬السورة التي ال تبدأ ببسملة‪:‬‬

‫ب) األنفال‪.‬‬ ‫أ) التوبة‪.‬‬

‫مد} في القرآن‪:‬‬
‫ح َّ‬
‫‪ .4‬وردت كلمة { ُم َ‬

‫ب) ‪ 5‬مرات‪.‬‬ ‫أ) ‪ 4‬مرات‪.‬‬

‫‪ .5‬سورة اسمها هو نفس آخر كلمة فيها‪:‬‬


‫ُب ّ‬
‫ني‪ ،‬جد طريق السير إلى‬
‫ب) الماعون‪.‬‬ ‫أ) القارعة‪.‬‬
‫مرعى البقر‬
‫االسم الرباعي ‪:‬‬

‫الصف ‪:‬‬ ‫العمر ‪:‬‬

‫آخر موعد لتسليم اإلجابات‪2022/ 6/ 18 :‬م‬

‫الفائزون بجوائز مسابقة العدد (‪)243‬‬


‫نور محمد خطاب أبو لبدة‬
‫غنى نهاد جميل المساعفة‬
‫أشرف محمد صالح اعبيد‬
‫قيمة كل جائزة (‪ )10‬دنانير‬
‫مسيرة خير وعطاء‬ ‫‪28‬‬

‫الجمعية تك ّرم أوائل الفائزين بالجائزة القرآنية‬


‫السنوية لعام ‪2021‬‬

‫اســتهل الحفــل بآيــات مــن القــرآن الكريم ّ‬


‫رتلهــا الطالب محمد جالل‬ ‫برعايــة معالــي الحــاج حمــدي الطبــاع ‪ /‬وزيــر الصناعــة والتجــارة‬
‫عليــان الحائــز علــى المركــز الرابع في المســتوى األول من الجائزة‪.‬‬ ‫والتمويــل األســبق‪ ،‬والعضــو المؤســس فــي جمعيــة‬
‫وفــي كلمتــه‪ ،‬رحّ ــب رئيــس الجمعيــة أ‪ .‬المحامي نضــال العبادي‬ ‫المحافظــة علــى القــرآن الكريــم‪ ،‬وبحضــور ســعادة األســتاذ‬
‫ّ‬
‫وهنــأ الفائزيــن والفائــزات‬ ‫بالحضــور جميعـ ًا‪ ،‬وبشــركاء اإلنجــاز‪،‬‬ ‫عبــد اإللــه المطــوع‪ ،‬ورئيــس الجمعية األســتاذ المحامي نضال‬
‫وبــارك لهــم ولمعلميهــم ومعلماتهــم‪ ،‬وأضــاف بـ ّ‬
‫ـأن الجمعيــة‬ ‫العبــادي‪ ،‬واألســتاذ خالــد البــدر‪ ،‬وعــدد مــن أعضاء مجلــس إدارة‬
‫دخلــت عامهــا الثانــي والثالثيــن‪ ،‬وبأنهــا أضحــت منــارة قرآنيــة‬ ‫الجمعيــة‪ ،‬واإلدارة العامــة للجمعيــة‪ ،‬وفروعهــا ومراكزهــا‪،‬‬
‫يُشــار إليهــا بالبنــان‪ ،‬وأنهــا أســهمت ومــا زالــت تســهم ببنــاء‬ ‫وعــدد مــن كبــار المحســنين فــي الجمعيــة‪ ،‬وجمــع كبيــر مــن‬
‫اإلنســان الصالــح والمواطــن الصالــح‪.‬‬ ‫الطلبــة وأهاليهــم‪ ،‬كرّمــت الجمعيــة أوائــل الفائزيــن فــي الجائزة‬
‫ثــم تــم عــرض فيلــم تعريفــي بمســيرة الجمعيــة القرآنيــة‪ ،‬وأبــرز‬ ‫القرآنيــة الســنوية (مســابقة الشــيخ عبــدهللا المطــوع لحفــظ‬
‫برامجهــا وإنجازاتهــا‪.‬‬ ‫القــرآن الكريــم) لعــام ‪2021‬م‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫مسيرة خير وعطاء‬

‫الطبــاع‪ ،‬ورئيــس الجمعيــة األســتاذ المحامــي نضــال العبــادي‪،‬‬ ‫تــا ذلــك فقــرة النمــاذج القرآنيــة التــي أدارهــا مقــرئ األردن‬
‫واألســتاذ عبــد اإللــه المطــوع بتكريــم عــدد مــن الضيــوف‬ ‫األســتاذ المعتصــم باللــه دبــش‪ ،‬وتخللهــا إبــراز تجــارب لمكرّميــن‬
‫والمحســنين والطلبــة الفائزيــن‪.‬‬ ‫َ‬
‫للحافظيــن‪ :‬أبــو حنيفــة بنــي ســامة مــن فــرع الكــورة‪،‬‬ ‫فــي الجائــزة‬
‫ويذكــر ّ‬
‫أن عــدد األوائــل مــن الفائزيــن والفائــزات بالجائــزة لعــام‬ ‫َ‬
‫والحافظتيــن‪ :‬ســرى‬ ‫ومعــاذ العجلونــي مــن فــرع بنــي عبيــد‪،‬‬
‫‪ )44( 2021‬طالبــ ًا وطالبــة مــن الفائزيــن فــي المســتويين األول‬ ‫الطراونــة مــن فــرع الكــرك‪ ،‬ومــاك ملــكاوي مــن فــرع بنــي كنانــة‪،‬‬
‫والثانــي‪ ،‬علم ـ ًا ّ‬
‫بأنــه قــد شــارك فــي الجائــزة القرآنيــة الســنوية‬ ‫ومحطــات مــن حياتهــم مــع القــرآن‪ ،‬ونمــاذج مــن تالواتهــم‪.‬‬
‫لعــام ‪ 2021‬بكافــة مســتوياتها الســبعة (‪ )8049‬طالبــ ًا وطالبــة‪،‬‬ ‫كما تخلل الحفل فقرة شعرية قدّ متها الطالبة ريانة البصول‪.‬‬
‫اجتــاز منهــم (‪ )6646‬طالبــ ًا وطالبــة‪.‬‬ ‫كل مــن راعــي الحفــل معالــي الحــاج حمــدي‬
‫وفــي الختــام قــام ّ‬
‫مسيرة خير وعطاء‬ ‫‪30‬‬

‫جمعية المحافظة على القرآن الكريم‬


‫تعقد المجالس الرمضانية‬

‫االول‬
‫المجلس ٔ‬

‫المجلس الثاني‬

‫وعُ قــد المجلــس الثانــي تحــت عنــوان‪ :‬بشــائر النصــر‪ ،‬تحــدّ ث فيه‬ ‫عقــدت جمعيــة المحافظــة علــى القــرآن الكريــم أربعــة مجالــس‬
‫الدكتــور عبــد الســام الفنــدي حــول أبــرز ســمات جيــل النصــر‪،‬‬ ‫رمضانيــة خــال شــهر رمضــان المبــارك‪ ،‬حيــث عُ قــد المجلــس‬
‫فيمــا تنــاول الدكتــور محمــد الطرايــرة عوامــل النصــر والهزيمــة‬ ‫األول تحــت عنــوان‪ :‬مقاصــد الصيــام ودوره فــي تنميــة المجتمع‪،‬‬
‫فــي القــرآن الكريــم‪ ،‬وبــدوره تنــاول الدكتــور عدنــان العزايــزة‬ ‫وتحــدّ ث فيــه األســتاذ الدكتــور علــي الصــوا حول الجانــب التعبّدي‬
‫بشــائر النصــر فــي القــرآن الكريــم‪ ،‬وقــد أدار المجلــس الثانــي‬ ‫االجتماعــي للصيــام‪ ،‬ومقاصــد الصيــام وأثــره علــى المســلم‪،‬‬
‫الدكتــور عامــر القضــاة‪.‬‬ ‫بــدوره تنــاول األســتاذ الدكتــور ســليمان الدقــور الجانــب الوجداني‬
‫أما المجلس الثالث فكان تحت عنوان‪ :‬هكذا يفرح الصائمون‪،‬‬ ‫فــي عبــادة الصيــام‪ ،‬وبيّــن آثــار العبــادات وانعكاســها علــى‬
‫وتحــدّ ث فيــه األســتاذ الدكتــور عبــدهللا الصيفــي حــول قيمــة‬ ‫اإلنســان فــي بنائــه الذاتــي‪ ،‬واألســري‪ ،‬والمجتمعــي‪ ،‬واألممــي‪،‬‬
‫الفــرح فــي اإلســام‪ ،‬وفــرح المؤمــن فــي أداء العبــادات‪ ،‬وفرحــه‬ ‫وقــد أدار المجلــس األول الدكتــور أحمــد دبــش‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫مسيرة خير وعطاء‬

‫المجلس الثاني‬

‫المجلس الرابع‬

‫وقــد أدار المجلــس الرابــع الدكتــور عدنــان العزايــزة‪.‬‬ ‫باألمــور الدنيويــة المنضبطــة بأحــكام الشــرع‪ ،‬وتنــاول األســتاذ‬
‫هــذا وقــد قــام رئيــس الجمعيــة األســتاذ المحامــي نضــال‬ ‫الدكتــور فاتــح الصافوطــي قيمــة الفــرح فــي حيــاة المســلم‪،‬‬
‫عســاف بتكريم‬ ‫العبــادي ومديــر عــام الجمعيــة األســتاذ حســين ّ‬ ‫وفرحــة الصائــم بصيــام شــهر رمضــان‪ ،‬وأهميــة الفــرح واألمــل‬
‫المشــاركين فــي هــذه المجالــس‪ ،‬تقديــر ًا لجهودهــم المباركــة‪.‬‬ ‫واالستبشــار‪ ،‬وأدار المجلــس الثالــث الدكتــور نــادي صبــرا‪.‬‬
‫والمجلــس الرابــع عُ قــد تحــت عنــوان‪ :‬أعــام لنــا بهــم قــدوة‪،‬‬
‫وتحــدّ ث فيــه األســتاذ الدكتــور محمــود الســرطاوي حــول ســيرة‬
‫لمشــاهدة المجالــس الرمضانيــة‬ ‫الدكتــور مصطفــى الزرقــا‪ ،‬وتحــدّ ث األســتاذ الدكتــور جمــال أبــو‬
‫امســح الباركــود‪:‬‬ ‫حســان حــول ســيرة الشــيخ محمــد الطاهر بــن عاشــور‪ ،‬وبدوره‬
‫تنــاول الدكتــور جميــل خطاطبــة ســيرة الشــيخ نــوح القضــاة‪،‬‬
‫مسيرة خير وعطاء‬ ‫‪32‬‬

‫من نشاطات فرع الرصيفة‬

‫المعلمين والمعلمات وجميع العاملين‪ ،‬وشكر المحسنين‬ ‫تخريج أكبر كوكبة من الحفاظ والحافظات‬
‫والمحسنات‪ ،‬بدوره أشار مدير عام الجمعية إلى تزامن تاريخ هذا‬ ‫احتفى فرع الرصيفة بتخريج أكبر كوكبة من الحفاظ والحافظات‬
‫الحفل مع الذكرى الحادية والثالثين لتأسيس الجمعية‪ ،‬ونصح‬ ‫على مستوى الفرع منذ تأسيسه‪ ،‬وضمت لهذا العام (‪)112‬‬
‫الحفاظ والحافظات بأن يرتقوا في الدنيا كما في اآلخرة بالقرآن‬ ‫حافظ ًا وحافظة من مختلف األعمار‪ ،‬أكبرهم الشيخ محمد عوض‬
‫العظيم‪ ،‬وختم كلمته بالمباركة والدعاء للحفاظ وذويهم‪.‬‬ ‫هللا شريم (‪ 74‬عام ًا)‪ ،‬وأصغرهم إبراهيم ناصر السيد (‪ 11‬عام ًا)‪،‬‬
‫كما تخلل الحفل عرض فيديو إلنجازات الفرع خالل العام ‪2021‬م‪،‬‬ ‫برعاية مدير عام الجمعية أ‪.‬حسين عساف‪ ،‬وحضور رئيس الفرع‬
‫وأبيات شعرية في مدح الحبيب المصطفى ألقاها مقدّم الحفل‬ ‫د‪.‬يحيى أحمد‪ ،‬ومدير الفرع إبراهيم كستيرو‪ ،‬وأعضاء لجنة اإلدارة‪،‬‬
‫ّ‬
‫ومحفظات‪،‬‬ ‫حمزة عوض‪ ،‬وفيديو مع من عاش مع القرآن حافظات‬ ‫والمحسنين والمحسنات‪ ،‬وموظفي الفرع‪ ،‬ومديري ومديرات‬
‫وأدى الحفاظ والحافظات قسم جماعي رددوه مع الحافظة بشرى‬ ‫المراكز‪ ،‬والمعلمين والمعلمات‪.‬‬
‫الخطيب‪ ،‬ووصلة إنشادية للمنشدين وليد المدني ومأمون البطاط‪،‬‬ ‫وهنأ رئيس الفرع الخريجين والخريجات وذويهم‪ ،‬وأثنى على جهود‬ ‫ّ‬
‫وختم بتكريم الحفاظ والحافظات والمحفظين والمحفظات‪.‬‬

‫مركز سعيد العنبتاوي‬


‫يتوّج حافظة بالسند‬
‫الغيبي‬
‫توّ ج مركز سعيد العنبتاوي القرآني‬
‫محاضرة تخلية وتطهير‬ ‫الحافظة بالسند الغيبي فاطمة‬
‫فهمي محمد شري على معلمتها‬
‫عقد الفرع محاضرة (تخلية وتطهير) قدّ متها األستاذة زينب‬
‫سفانة الجوابرة‪ ،‬بحضور مديرة‬
‫أبو بكر في المجمع القرآني‪ ،‬بحضور رئيسة القسم اإلداري‬
‫المركز خالدة حامدة ولفيف من‬
‫والتربوي عبير فؤاد ولفيف من المديرات والمعلمات وطالبات‬
‫معلمات وطالبات المركز‪.‬‬
‫المراكز وسيدات المجتمع المحلي‪.‬‬

‫تكريم كوكبة من طالبات شعب إنجاز‬


‫بمركز عبدهللا بن عامر‬
‫كرّم رئيس الفرع الدكتور يحيى أحمد كوكبة من طالبات شعب إنجاز بمركز‬
‫عبدهللا بن عامر القرآني‪ ،‬منهن من حفظت كتاب هللا ومنهن من ترنو‬
‫وتقترب‪ ،‬في المجمع القرآني بحضور مدير الفرع إبراهيم كستيرو ورئيسة‬
‫القسم اإلداري والتربوي عبير فؤاد ومديرة المركز سهاد محمد ومعلمة‬
‫الشعبة نسرين سكر‪ ،‬ولفيف من األهالي والطالبات‪ ،‬تخلل الحفل عرض‬
‫فيديو بعنوان هُ م أهل هللا وخاصته للدكتور أيمن سويد‪ ،‬كما تم عرض‬
‫أرشيف الشعبة‪ ،‬وتكريم األمهات‪ ،‬وكلمة رئيس الفرع الذي بارك للطالبات‬
‫ودعا لهن بالتوفيق والسداد‪ ،‬واختتم الحفل بتكريم الطالبات‪ ،‬وهُ ّن‪ :‬راما‬
‫عودة‪ ،‬سراء هاشم‪ ،‬عبير يحيى‪ ،‬سيرين عصام‪ ،‬بتول القدومي‪ ،‬نور الخطيب‪،‬‬
‫بشرى الخطيب‪ ،‬شمس غنام‪ ،‬جواهر غنام‪ ،‬منى ثائر‪ ،‬لينا عبد الحفيظ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫مسيرة خير وعطاء‬

‫محاضرة استثمار مواسم الطاعات في تربية األبناء‬ ‫محاضرة خير الناس أنفعهم للناس‬
‫عقد الفرع محاضرة (استثمار مواسم الطاعات في تربية‬ ‫عقد الفرع محاضرة (خير الناس أنفعهم للناس) قدّ متها‬
‫األبناء) قدّ مها الدكتور حسام مشة في المجمع القرآني‪ ،‬بحضور‬ ‫األستاذة تغريد صدقي في المجمع القرآني‪ ،‬بحضور رئيسة‬
‫رئيسة القسم اإلداري والتربوي عبير فؤاد ولفيف من المديرات‬ ‫القسم اإلداري والتربوي عبير فؤاد ولفيف من المديرات‬
‫والمعلمات وطالبات المراكز وسيدات المجتمع المحلي‪.‬‬ ‫والمعلمات وطالبات المراكز وسيدات المجتمع المحلي‪.‬‬

‫نشاط أسرتي في رمضان‬


‫عقد الفرع نشاطـ (أسرتي في رمضان) تخلله محاضرة تربوية‬
‫قدّ متها المدربة هنادي أكرم‪ ،‬وتم عرض داتاشو بعنوان‪ :‬أنا أم وأفتخر‪،‬‬
‫ومسابقات ثقافية‪ ،‬في المجمع القرآني‪ ،‬بحضور رئيسة القسم اإلداري‬
‫والتربوي عبير فؤاد ولفيف من المديرات والمعلمات وطالبات المراكز‬
‫وسيدات المجتمع المحلي‪.‬‬

‫تكريم العامالت في السوق الخيري‬ ‫محاضرة العبادات في رمضان‬


‫كرّم مدير الفرع إبراهيم كستيرو رئيسة القسم اإلداري والتربوي‬ ‫عقد الفرع محاضرة بعنوان‪ :‬التحلية (العبادات في رمضان)‪،‬‬
‫ّ‬
‫الفعالة في إنجاح‬ ‫عبير فؤاد‪ ،‬ومديرات مراكز الفرع لجهودهن‬ ‫قدّ متها األستاذة زينب أبو بكر في المجمع القرآني‪ ،‬بحضور‬
‫نشاط السوق الخيري الرمضاني الذي أقيمت فعالياته على مدار‬ ‫رئيسة القسم اإلداري والتربوي عبير فؤاد ولفيف من المديرات‬
‫ستة أيام‪ ،‬في المجمع القرآني‪.‬‬ ‫والمعلمات وطالبات المراكز وسيدات المجتمع المحلي‪.‬‬

‫زيارة مديرية الشؤون التربوية لنادي الطفل‬


‫زار األستاذ رياض حسين من مديرية الشؤون التربوية في اإلدارة العامة‬
‫برفقة المشرفة التربوية للفرع رغدة العريني نادي الطفل القرآني‪ -‬مركز‬
‫اإليمان‪ ،‬بهدف االطالع على واقع العمل وتقديم المالحظات لتطوير‬
‫العمل القرآني التربوي واالرتقاء به‪.‬‬
‫مسيرة خير وعطاء‬ ‫‪34‬‬

‫من نشاطات فرع الزرقاء األول‬

‫إجازة طالبتين بالسند الغيبي‬ ‫محاضرة رمضانية‬


‫تــم تخريــج الطالبــة دالل نبــاص (بقــراءة عاصــم)‪ ،‬والطالبــة‬ ‫تحت رعاية اللجنة النسائية في فرع الزرقاء األول‪ ،‬تم عقد محاضرة‬
‫ســمر أبــو الشــوك (بروايــة حفــص عــن عاصم) على يــد الفاضلة‬ ‫للداعية زينب أبو بكر تحت عنوان (مقومات وأسباب النصر لألمة)‬
‫مريــم العرنــد بحضــور المشــرفة التربويــة ميســون النجــار‪.‬‬ ‫وحضرها (‪ )٨٠‬من المعلمات والطالبات والمجتمع المحلي‪.‬‬

‫إفطار اللجنة النسائية‬


‫تحــت رعايــة الدكتــورة حيــاة المســيمي أقامــت اللجنــة النســائية فــي الفــرع‬
‫إفطــار ًا رمضانيـ ًا خيريـ ًا حضــره عــدد مــن األخــوات الداعمات للعمــل القرآني‪،‬‬
‫وتخللــه محاضــرة للدكتــورة حيــاة المســيمي تحــت عنــوان (اآلثــار التربوية في‬
‫اإلفطار)‪.‬‬

‫مسابقة مرتل فرع الزرقاء األول الثانية‬ ‫المسابقة القرآنية الرمضانية‬


‫تــم عقــد مســابقة ّ‬
‫مرتــل فــرع الزرقــاء األول الثانيــة لعــام ‪،٢٠٢٢‬‬ ‫عقد قسم اإلشراف التربوي في الفرع فعاليات المسابقة القرآنية‬
‫والتــي تســتهدف طــاب مراكــز الفــرع مــن طلبــة الصفــوف‬ ‫الرمضانية لعام ‪ ،٢٠٢٢‬والتي تستهدف جميع طالب مراكز الفرع‪،‬‬
‫بحفظ سور (ق‪ ،‬الحجرات‪ ،‬الواقعة مع معاني الكلمات) وتمت‬
‫الثامــن وحتــى العاشــر‪ ،‬وشــارك فيهــا (‪ )١٠‬طــاب مــن مراكــز‬
‫الفعاليات في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من‬
‫الفــرع‪.‬‬
‫خالل لجان معتمدة من الفرع‪.‬‬

‫تكريم الفائزين بالمسابقة القرآنية الرمضانية‬


‫قــام المشــرف التربــوي فــي الفــرع خالــد ســويلم بتكريــم الطــاب األوائــل‬
‫والفائزيــن فــي المســابقة القرآنيــة الرمضانيــة التــي عقدهــا الفــرع خــال‬
‫شــهر رمضــان المبــارك‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫مسيرة خير وعطاء‬

‫تكريم طالبات مشروع االرتقاء الفائزات بمسابقة جمعية عقربا‬


‫تم تكريم الطالبات الفائزات من مركز أبي داوود القرآني ‪ /‬مشروع االرتقاء القرآني في المسابقة القرآنية التي عقدتها‬
‫جمعية عقربا الخيرية وعددهن (‪ )٧‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المستوى األول‪ :‬بيان محمد الفقيه (‪ )١٥‬جزء ًا – (‪.)%١٠٠‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬لين أسعد سليمان (‪ )١٠‬أجزاء – (‪.)%١٠٠‬‬
‫المستوى الثالث‪ )٥( :‬أجزاء – (‪ :)%١٠٠‬سدين إبراهيم القاضي‪ ،‬سارة نبيل أبو راسية‪ ،‬سارة علي الدغيمات‪ ،‬دارين صدام‬
‫صوالحة‪ ،‬سيرين طارق خليل‪ .‬ويشكر فرع الزرقاء األول جمعية عقربا والقائمين والداعمين لهذه المسابقة الهادفة‪.‬‬

‫الملتقى الرمضاني اإليماني في فرع المزار الشمالي‬

‫عقد فرع المزار الشــمالي الملتقى الرمضاني اإليماني في مجمع المزار القرآني‪ ،‬بمشــاركة األســاتذة األفاضل الدكتور محمد الربابعة‪،‬‬
‫الدكتــور عايــش لبابتــة‪ ،‬الدكتــور عبــدهللا الشــرمان‪ ،‬وكان الملتقــى مبــارك ًا ومجلس علم وهداية وارتقاء في أجــواء إيمانية رائعة‪.‬‬

‫تتقدم لجنة إدارة فرع مادبا‬ ‫تتقدم جمعية المحافظة على القرآن الكريم‬
‫بالتهنئة والتبريك‬ ‫بالتهنئة والتبريك‬
‫من الفاضلة حليمة عبد الفتاح شاهين‬ ‫من األخ الموظف خليل وليد عكة‬
‫بمناسبة حصولها على اإلجازة القرآنية برواية‬ ‫بمناسبة خطوبته‬
‫شعبة عن عاصم من طريقي الشاطبية والطيبة‬ ‫سائلين هللا تعالى أن يبارك له ولزوجه‬
‫سائلين هللا تعالى أن يجعلها من أهل القرآن‬ ‫وأن يجمع بينهما على خير‬
‫مسيرة خير وعطاء‬ ‫‪36‬‬

‫من نشاطات فرع الزرقاء الثالث‬

‫مشروع تيجان عاصم‬ ‫مشروع افعل الخير بمركز‬ ‫حفل معايدة بمركز‬
‫القرآني‬ ‫زيد بن ثابت‬ ‫عمر بن الخطاب‬
‫أقــام مركــز عاصــم الكوفــي مأدبــة إفطــار‬ ‫تــم تفعيــل مشــروع (افعــل الخيــر) الــذي‬ ‫أقام مركز عمر بن الخطاب القرآني للذكور‬
‫لطــاب المشــروع‪ ،‬وتخللــه إقامــة صــاة‬ ‫قامــت بــه إدارة ومعلمــات مركــز زيــد بــن‬ ‫ً‬
‫حفال بمناسبة عيد الفطر المبارك تخلله‬
‫العشــاء والتراويــح‪.‬‬ ‫ثابــت القرآنــي‪.‬‬ ‫توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة شهر‬
‫رمضان‪ ،‬وفقرات تربوية وترفيهية للطالب‪.‬‬

‫إفطار رمضاني لعدد من مراكز الفرع‬


‫قــام كل مــن مركــز اإلمــام القرطبــي‪ ،‬ومركــز يعقــوب الحضرمــي‪ ،‬وزيــد بــن ثابــت بإعــداد إفطــار‬
‫جماعــي للطالبــات بالتعــاون مــع ريــاض ومــدارس أكاديميــة المناهــل الدوليــة‪ ،‬وقــام المديــر‬
‫العــام لألكاديميــة بتقديــم وجبــة اإلفطــار لجميــع الطالبــات‪ ،‬وإتاحــة مرافــق المدرســة إلنجــاح‬
‫اإلفطــار‪.‬‬

‫مركز الشاطبي يخرّج‬ ‫إفطار مركز‬ ‫تكريم طلبة مشروع‬


‫‪ 6‬مجازات‬ ‫سفيان الثوري‬ ‫تيجان الكسائي‬
‫مندوبــة عــن الفــرع رعــت المشــرفة فاتنــة‬ ‫أقــام مركــز اإلمــام ســفيان الثــوري مأدبــة‬ ‫كــرّم مشــروع تيجــان الكســائي الطلبــة‬
‫المصــري تخريــج (‪ )6‬طالبــات بروايــة‬ ‫إفطــار صائــم لطــاب وطالبــات نــادي‬ ‫المتميزيــن فــي المشــروع والفائزيــن‬
‫حفــص عــن عاصــم من طريق الشــاطبية‪.‬‬ ‫الســبت لألطفــال‪ ،‬تخللهــا مســابقات‬
‫بمســابقة جمعيــة عقربــا الخيريــة القرآنيــة‪.‬‬
‫وجوائــز تشــجيعية‪.‬‬

‫مشروع مشكاة يكرّم‬


‫الفائزين بمسابقة‬
‫المتشابهات‬
‫كرّمــت إدارة مشــروع مشــكاة الفائزيــن‬
‫فــي مســابقة المتشــابهات فــي ســور‬
‫(طــه‪ ،‬الشــعراء‪ ،‬النمــل‪ ،‬القصــص) وتــم‬
‫توزيــع الجوائــز والشــهادات علــى الفائزين‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫مسيرة خير وعطاء‬

‫من نشاطات فرع الهاشمية‬


‫مسابقات رمضانية‬
‫عقد فرع الهاشمية عدد ًا من المسابقات‬
‫في شهر رمضان منها‪ :‬المتقن الصغير في‬
‫قراءة سورة الضحى لألطفال‪ ،‬ومسابقة‬
‫محاضرات رمضانية أسبوعية‬ ‫أجمل فيديو يمثل قيمة مستوحاة من الشهر‬
‫عقد فرع الهاشمية محاضرات إيمانية‬ ‫الفضيل لجميع األعمار‪ ،‬ومسابقة في حفظ‬
‫أسبوعية في مركز اإلمام خلف البزار القرآني‪،‬‬ ‫َ‬
‫سورتي المائدة ويوسف للذكور‪ ،‬وشارك في‬
‫واستهدفت النساء من المجتمع المحلي‬ ‫المسابقة طالب من جميع المراكز التابعة‬
‫وطالبات الشعب القرآنية‪ ،‬بمشاركة ثلة‬ ‫للفرع‪ ،‬وتم إعالن النتائج‪ ،‬هذا وسيتم تكريم‬
‫من الواعظات اللواتي قدّمن الدروس‬ ‫الفائزين في حفل يعلن عنه الحق ًا‪.‬‬
‫ميسر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعبر بأسلوب محبّب‬

‫فعاليات رمضانية‬
‫أســهم فــرع الهاشــمية بتحفيــز نســاء الحلقــات القرآنيــة علــى‬
‫أعمــال الخيــر وتــاوة القــرآن الكريــم مــن خــال إعــداد برنامــج‬ ‫إفطار طالب النادي القرآني الدائم‬
‫عبــادي يهــدف إلــى غــرس روح التنافــس‪ ،‬وكان ذلك تحت شــعار‬ ‫ً‬
‫ممثــا بمركــز اإلمــام خلــف البــزار القرآنــي‬ ‫أقــام فــرع الهاشــمية‬
‫{وفــي ذلــك فليتنافــس المتنافســون}‪ ،‬وتخللــه إفطــار رمضانــي‬ ‫إفطــار ًا رمضانيــ ًا لطالبــه فــي النــادي الدائــم‪ ،‬تخللــه عــدد مــن‬
‫شــارك فيــه نحــو (‪ )35‬مــن النســاء‪.‬‬ ‫الفقــرات التربويــة الهادفــة‪ ،‬وشــارك فيــه نحــو (‪ )40‬طالبــ ًا‪.‬‬
‫نشاط مركز أسامة‬ ‫إفطار‬
‫أقام مركز أسامة بن زيد التابع للفرع‬ ‫مركز أم الصليح‬
‫إفطار ًا رمضاني ًا‪ ،‬بمشاركة طالب‬ ‫أقــام مركــز أم الصليــح التابــع لفــرع‬
‫وطالبات النادي الدائم‪ ،‬وتم تقديم‬ ‫الهاشــمية إفطــار ًا رمضانيــ ًا لطــاب‬
‫هدية للطالب‪ ،‬ويشكر الفرع القائمين‬ ‫النــادي الدائــم‪ ،‬وتــم تقديــم الهدايــا‬
‫عليه من معلمات وأهالي ومتبرعين‪.‬‬ ‫وعقــد عــدد مــن المســابقات الهادفــة‪.‬‬

‫معلمتان تحصالن على شهادة اإلتقان‬


‫حصلــت المعلمتــان هيــام أبــو عمشــة وضيــاء الكــوري علــى شــهادة اإلتقــان‪ ،‬وتقــدّ م الفــرع‬
‫لهمــا بالتهنئــة والتبريــك‪.‬‬
‫مسيرة خير وعطاء‬ ‫‪38‬‬

‫محاضرة الداعية القرآني في فرع عمان الرابع‬

‫عقد فرع عمان الرابع محاضرة رمضانية بعنوان الداعية‬


‫القرآني‪ ،‬والتي ربط األستاذ عادل عواد فيها بين العناصر التي‬
‫يجب أن تتوفر بالداعية بالتوافق مع المنهاج القرآني والسيرة‬
‫النبوية الشريفة‪ ،‬وذلك بهدف تعميق المعاني القرآنية التربوية‬
‫والدعوية عند معلمي ومعلمات مراكز الفرع والذين بدورهم‬
‫تفاعلوا مع مادة المحاضرة بشكل الفت‪.‬‬

‫من نشاطات فرع عمان السادس‬

‫محاضرة في اإلعجاز القرآني‬


‫أقــام فــرع عمــان الســادس محاضــرة بعنوان اإلعجــاز الوجدانــي فــي القــرآن الكريــم‪،‬‬
‫قدّ مهــا الدكتــور نبيــل ســعدون فــي مركــز شــفا بــدران القرآنــي‪.‬‬

‫إفطار رمضاني للجان مراكز الذكور‬ ‫إفطار رمضاني لمديرات المراكز‬


‫تحــت رعايــة اللجنــة اإلداريــة لفــرع عمــان الســادس تم إعــداد إفطار‬ ‫تحــت شــعار رمضــان انطــاق وانعتــاق‪ ،‬أقــام الفــرع إفطــار ًا‬
‫رمضانــي للجان مراكــز الذكور‪.‬‬ ‫رمضانيــ ًا لمديــرات المراكــز‪ ،‬وتخلــل اإلفطــار محاضــرة للدكتــورة‬
‫ســناء أبــو فــارس‪.‬‬

‫محاضرة في مركز نفل القرآني‬


‫‪َ ٞ‬‬ ‫‪ۡ ُ َّ ٞ‬‬
‫عقد مركز نفل القرآني ‪ /‬فرع إربد محاضرة بعنوان‪{ :‬رِ َجال ل تل ِهي ِه ۡم ت َِجٰ َرة َول‬
‫ۡ َّ‬ ‫َ‬
‫َب ۡي ٌع عن ذِك ِر ٱللِ} لروّ اد المركز والمعلمات‪ ،‬وقدّمها الدكتور علي أبو عابد‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫قبسات‬

‫األخــاق ً‬
‫أوال ثــم العلــم والكفــاءة‪ ،‬هذا هو‬
‫مــن عالمــة كمــال العقــل علــو الهمــة‪،‬‬
‫مفتــاح الســعادة لألفــراد والحكومــات‬
‫دنــي‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫والراضــي بالــدون‬
‫والجماهيــر‪.‬‬
‫مصطفى السباعي‬ ‫ابن الجوزي‬

‫مَ ــن قــرأ قصــة (موســى) عليــه الســام مع‬ ‫ـمس يجــب أن تُشــرق فــي كل‬ ‫ـة شـ ٌ‬ ‫الحريـ ُ‬
‫الفتاتيــن فــي (مديــن) عــرف معنــى الرجولــة‬ ‫نفــس‪ ،‬فمَ ــن عــاش محرومـ ًا منهــا عاش‬
‫ٍ‬
‫والشــهامة والعفــة عنــد الرجــال‪ ،‬وعــرف‬ ‫فــي ظلمــة حالكــة يتصــل أولهــا بظلمــة‬
‫معنــى الحيــاء واألدب عنــد النســاء‪.‬‬ ‫الرحــم وآخرهــا بظلمــة القبــر‪.‬‬
‫د‪ .‬نبيل العوضي‬ ‫المنفلوطي‬

‫مــن ســقوط الهمــة أن ترتبــط اآلمــال‬ ‫مرجع ُه‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫أمرك لألخالق‬ ‫صالحُ‬
‫بالتافــه مــن األحــوال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫النفس باألخالق تستقم‬ ‫فقوِّ م‬

‫محمد الغزالي‬ ‫أحمد شوقي‬

‫إن حضــارة اإلنســان وتاريخــه ومســتقبله‬ ‫ّ‬


‫رهــن كلمــة صــدق وصحيفــة صــدق‬
‫وشــعار صــدق‪ ..‬فبالحــق نعيــش‪ ،‬وليــس‬
‫بالخبــز وحــده أبــد ًا‪.‬‬
‫مصطفى محمود‬
‫إلى لقاء‬ ‫‪40‬‬

‫المؤمن في أنه ُخل َِق‬ ‫ُ‬ ‫َرتاب‬


‫ال ي ُ‬
‫المؤمن عاب ٌد لله تعالى في كل‬
‫َ‬
‫ل ِِعبادَ ةِ ر بِّه وطاعةِ مَ والهُ سبحانه‪،‬‬
‫وقــت وفـي ِكــل مكان‪ ،‬ال يـنـخـلـع‬

‫ُ‬
‫اغـتـنـــــــام‬
‫ٌ‬
‫موقوت‬ ‫ّ‬
‫وأن مُ قامَ ه في هذه الدُّ نيا‬
‫عـــن ر بـقـــة ُ‬
‫الـعـبـوديـــة لــمــــواله‬ ‫ّام معدُودَ ة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فع ْمرُه أي ٌ‬ ‫َ‬
‫بأجَ لِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وأنفاس محدُودَ ة‪ .‬ولهذا يُسارِعُ‬
‫ٌ‬
‫ف ُ‬

‫َمواســـــم‬
‫األجو َر‬ ‫ألن هللاَ تعالى ضاعَ َ‬ ‫مواس ِم الطاعات؛ ّ‬
‫ِ‬ ‫واغتنام‬
‫ِ‬ ‫استباق الخيرات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫دائما إلى‬
‫ً‬
‫َٰ َ‬
‫الخ ِّير ََة من شعائر ِ هللا‪﴿ ،‬ذل ِك ۖ‬
‫األوقات َ‬
‫َ‬ ‫ل هذه‬‫والحَ سنات في هذه المواسم‪ ،‬بل جَ َع َ‬
‫َ‬ ‫ُۡ ُ‬
‫َ‬ ‫َۡ‬ ‫َّ َ َّ‬
‫َو َمن ُي َع ِظ ۡم ش ٰٓ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫شعيرة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫و(الشعائِرُ)‪ :‬جمعُ َ‬ ‫وب﴾ [الحج‪،]32:‬‬
‫عئِر ٱللِ فإِنها مِن تقوى ٱلقل ِ‬

‫الطاعاتِ‬‫ِ‬
‫َّ‬
‫والشعائ ُر‬ ‫بتعظيمه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بع َظ َمتِه‪َ ،‬‬
‫وأمَ رَهُ م‬ ‫ل ما َأ ْ‬
‫ش َع َر هللاُ عبادَ ه َ‬ ‫والش ِع ُ‬
‫يرة هي‪ُ :‬ك ُّ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫النبوي‪،‬‬ ‫أنواعٌ ‪ ،‬منها شعائ ُر مكانيَّة‪ ،‬كالصفا والمروة‪ ،‬والمسجد الحرام‪ ،‬والمسجدِ‬
‫والمسجد األقصى‪ .‬ومنها شعائ ُر زمانيَّة‪ ،‬كاألشهُ ر ِ الحُ رُم‪ ،‬وشهر ِ رمضان‪ ،‬والعشر ِ‬
‫األواخر منه‪ ،‬والعشر ِ األوائل من ذي الحِ جَّ ة‪.‬‬
‫سنا‬ ‫نف َ‬ ‫ون َذ ِّك ُر َأ ُ‬‫(مواسم الطاعات)‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫س ِّميها‬‫الزمانيّة هي التي ُن َ‬ ‫وهذه الشعائ ُر ّ‬
‫وف ْضل‪ ،‬فهي‬ ‫ابتغاء ما فيها من خير ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫النشاط فيها؛‬
‫ِ‬ ‫باغتنامها‪ ،‬وزيادةِ‬
‫ِ‬ ‫وإخوانِنا‬
‫"اف َع ُلوا َ‬
‫الخيْ َر دَ ْهر َُك ْم‪،‬‬ ‫النبي ^ بقولِه‪ْ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫فحات من رحمةِ هللا تعالى‪ ،‬كما وَ َص َفها‬ ‫ٌ‬ ‫َن‬
‫اء من‬ ‫َش ُ‬ ‫يب ِبها مَ ْن ي َ‬
‫ُص ُ‬ ‫حات من رحمتِهِ ‪ ،‬ي ِ‬ ‫فإن للهِ َن َف ٍ‬
‫حات َر ْح َمةِ هللاِ‪َّ ،‬‬ ‫وت َعر َُّضوا لِ َن َف ِ‬
‫َ‬
‫ن َر وْ عَ ات ُِك ْم"‪ .‬وما أروَ عَ قو َله ^ في‬ ‫َس ُت َر عَ وْ َر ات ُِك ْم‪ْ ،‬‬
‫وأن ي َُؤمِّ َ‬ ‫وس ُلوا هللاَ ْ‬
‫أن ي ْ‬ ‫عبادِهِ ‪َ ،‬‬
‫وسا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تجعلوا العبادة ُطق ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َصدْ رِ هذا الحديث (اف َعلوا الخيْ َر دَ ْهرَك ْم)! فإن معناه‪ :‬ال‬
‫وقت دون وقت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مواسم‪ ..‬ال تعبُدُوا هللاَ تعالى في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫العبادة‬ ‫وش ْك ِليَّات‪ ..‬ال تجع ُلوا‬‫َ‬
‫َ‬
‫الطاعة والخير دَ ْهرَكم أي‬ ‫دون زمان‪ ،‬بل افع ُلوا‬
‫َ‬ ‫زمان‬
‫ٍ‬ ‫دون مكان‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬ ‫مكان‬
‫ٍ‬ ‫وفي‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل مكان‪ ،‬ال َينخلِعُ في‬ ‫ُ‬
‫ل وَ قت‪ ،‬وفي ك ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فالمؤمن عا ِبدٌ لله تعالى في ك ِّ‬ ‫َ‬
‫دائما‪ .‬وإذ ْن‬
‫ً‬
‫أنواع‬
‫ِ‬ ‫ف جهودَ ه في‬ ‫ُضاع ُ‬
‫ِ‬ ‫لموْ اله‪ْ ،‬‬
‫وإن كان ي‬ ‫حالةٍ من الحاالت عن رِ ب َْقةِ ُ‬
‫العبوديَّةِ َ‬
‫الق ُر بات‪ ،‬في مواسم َّ‬
‫الن َفحَ ات‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫المؤمن منها‬ ‫ُصيب‬
‫َ‬ ‫مواسم الطاعات وعَ دَّ دَ ها؛ لي‬ ‫َ‬ ‫ومن َف ْض ِل هللاِ علينا َّأنه َنوَّ عَ‬
‫َ‬
‫رمضان‬ ‫موس َم خير ٍ آخر‪ُ ..‬يت ُِّم َ‬
‫ش ْه َر‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َس َت ْق ِب َ‬ ‫س َم خيرٍ‪ ،‬لي ْ‬ ‫وافر‪ ،‬فهو يُغادِ ُر مَ وْ ِ‬ ‫بحظ ِ‬ ‫ٍّ‬
‫أفضل‬
‫ُ‬ ‫األوائل من ذي الحِ جَّ ة‪ ،‬وهي‬ ‫َ‬ ‫ل العش َر‬ ‫َ‬
‫يست ْق ِب َ‬ ‫أن‬ ‫َث ْ‬ ‫ثم ال ي َْلب ُ‬
‫بأنوارِه وبَركاتِه‪َّ ،‬‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫المندوب‪ ،‬الذي يَبْ ذ ُ‬
‫ِ‬ ‫أحب إلى هللاِ من الجهادِ‬ ‫ُّ‬ ‫الصالح فيها‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫والع َم ُ‬ ‫ّام الدنيا‪،‬‬ ‫أي ِ‬
‫المسلم من ذي الحِ جَّ ة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سبيل هللا تعالى‪ .‬ويخر ُُج‬ ‫ِ‬ ‫سه في‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فيه المجاهدُ ما َله ونف َ‬
‫الصيام‬‫ِ‬ ‫أفضل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الصيام فيه‬ ‫النبي ^ َّ‬
‫أن‬ ‫ُّ‬ ‫المحَ رَّم‪ ،‬الذي أخب َر‬ ‫ل شه َر هللاِ ُ‬ ‫َ‬
‫ليست ْق ِب َ‬
‫ش ْهر ِ رمضان‪.‬‬ ‫بعد َ‬

‫بأنواع العبادات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫المؤمن‬ ‫ُ‬
‫يعمرَها‬ ‫مواس ُم الطاعات؛ من أجل ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫وهكذا تتعدَّ دُ‬
‫ل ما يُحِ بُّه هللا تعالى ويرضاهُ من‬ ‫ل ُك َّ‬ ‫َ‬
‫يشم ُ‬ ‫مفهوم واسع‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والعبادة في اإلسالم‬ ‫ُ‬
‫تشمل الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والقيام‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األقوال واألعمال الظاهرة والباطنة‪ ،‬فهي‬
‫َ‬
‫وصلة األرحام‪ ،‬وصناعة المعروف‪ ،‬وإغاثة الملهوف‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وتالوة القرآن‪،‬‬ ‫والصدقة‪،‬‬
‫ُ‬
‫يقوم‬ ‫العمل الذي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫وإتقان‬ ‫َذل النصيحةِ الخالصة‪،‬‬ ‫َ‬
‫وتعليمه‪ ،‬وب َ‬ ‫العلم النافع‬
‫ِ‬ ‫وتع ُّل َم‬
‫ل في‬ ‫يت َن َّق ُ‬
‫شأن المؤمن‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الع َم ِل الصالح‪ .‬وذلك‬ ‫أنواع َ‬
‫ِ‬ ‫به المسلم‪ ،‬إلى غير ذلك من‬
‫َ ۡ َ ُ ْ‬
‫سبحانه‪﴿ :‬فٱستبِقوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ممت ِث ًلا أم َر موالهُ‬ ‫ذات ب َْهجَ ةٍ من الطاعات والخيرات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫حدائق‬
‫َۡ ۡ َ‬
‫ض ًر ا قو َله َّ‬
‫جل‬ ‫س َت ْح ِ‬ ‫َشرَعُ في ُأخرى مُ ْ‬ ‫ت﴾ [البقرة‪ ،]148:‬وال ي َْفر ُُغ من عبادةٍ إال لِي ْ‬ ‫ٱلير ٰ ِ ۚ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬منصور محمود أبو زينة‬
‫َٰ َ ّ َ َ ۡ َ‬ ‫جال ُله‪﴿ :‬فَإ َذا فَ َر ۡغ َ‬
‫ت فَ َ‬
‫ٱنص ۡ‬
‫ٱرغب﴾ [الشرح‪.]8-7:‬‬ ‫ب ‪ِ ٧‬إَول ربِك ف‬ ‫ِ‬
‫عضو مجلس إدارة الجمعية‬

You might also like