Professional Documents
Culture Documents
أحكام العقود الھندسیة وأثرھا
أحكام العقود الھندسیة وأثرھا
أحكام العقود الھندسیة وأثرھا
أ
ب
اﻻﺳﺘﮭﻼل
ج
اﻹھﺪاء
د
اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن
ﯾﻘﺘﻀﻲ اﻟﻮاﺟﺐ رد اﻟﺠﻤﯿﻞ ﻷھﻠﮫ ﻓﻨﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن إدارة ﺟﺎﻣﻌﺔ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ
اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﺘﻲ أﺗﺎﺣﺖ ﻟﻲ ﻓﺮﺻﺔ دراﺳﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ،واﻟﺸﻜﺮ
ﻣﻮﺻﻮل ﻟﻜﻠﯿﺔ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﺎون ،وأرى أن ھﻨﺎك ﺿﺮورة وأھﻤﯿﺔ
ﺗﻠﺰﻣﻨﻲ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﺷﻜﺮ ﺧﺎص اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر /أﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﻤﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﮫ
اﻟﻠﺼﯿﻘﺔ ،واﻟذي ﺗﻛﺑد ﻋﻧﺎء اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺑﺣث وﻟم ﯾﺑﺧل ﺑﺄي ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ
إﺧراج اﻟﻌﻣل ﺑﮭذه اﻟﺻورة ،وأن ﻣﺎ أﺑﺜﮫ ﻣﻦ أﻟﻔﺎظ اﻟﺜﻨﺎء واﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﻤﺎ ھﻮ أھﻠﮫ ﻓﻠﮫ ﻣﻦ
ﷲ اﻟﺠﺰاء اﻷوﻓﻰ.
ﺟزﯾل اﻟﺷﻛر وﻋظﯾم اﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ إﻓرﯾﻘﯾﺎ وﻣﻛﺗﺑﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳودان ﻟدورھم
اﻟﻣﮭم ﻓﻲ ﻣدي ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻛوﻧت ھذا اﻟﺑﺣث
واﻟﺷﻛر إﻟﻰ أﺳرﺗﻲ اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﺑﺟﺎﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺷواري اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ،وأﺷﻜﺮ وأﺣﻤﺪ وأﺛﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﷲ
ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺬي أﻣﺪﻧﻲ ﺑﻤﺪد ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﻓﻜﺎن ﻋﻮﻧﮫ أن أﻛﻤﻠﺖ ھﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺘﻲ ﻧﺴﺄل ﷲ
أن ﯾﻨﻔﻊ ﺑﮭﺎ ﻋﺒﺎده.
اﻟﺒﺎﺣﺚ
ه
ﻣﺴﺘﻠﺨﺺ اﻟﺒﺤﺚ
ﺗﻨﺎوﻟﺖ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ وأﺛﺮھﺎ دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻹﻧﺸﺎءات
ﺣﯿﺚ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﺪم ﺗﻨﺎول اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ﺑﺼﻮرة
ﺗﻔﺼﯿﻠﯿﺔ إذ ﻟﻢ ﯾﻌﺮف اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ وأﻧﻮاﻋﮫ وﻛﺬﻟﻚ طﺮق اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ
وأﻧﻮاع اﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻤﺸﺮع أﯾﻀﺎ ً ﺳﻠﻄﺎت وﺻﻼﺣﯿﺎت واﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﮭﻨﺪس ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ،
أﯾﻀﺎ ً ﻟﻢ ﯾﺤﺪد اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺴﻮداﻧﻲ طﺮﯾﻘﺔ ﻋﻘﻮد اﻟﻔﯿﺪك وأﻧﻮاﻋﮭﺎ وﻣﺪى أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺸﺎءات ﻣﻊ
اﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ وأﯾﻀﺎ ً ﻣﺪى إﻟﺰاﻣﯿﺘﮭﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﻋﻘﻮد ﻧﻤﻮذﺟﯿﺔ دوﻟﯿﺔ
وﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺪل وﻓﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻼد إذا ﻣﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﺤﻠﯿﺎ ً.
ﺗﮭﺪف اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ وﻣﺤﺘﻮﯾﺎﺗﮫ ﻛﻤﺎ ﺗﮭﺪف أﯾﻀﺎ ً إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ طﺮق
اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ وأھﻤﯿﺔ اﻟﻀﻤﺎن ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أھﻤﯿﺔ
اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ وذﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أﻧﻮاع اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ وﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺑﯿﺾ واﻟﻜﺘﺎب اﻷﺣﻤﺮ
واﻟﻔﻀﻲ واﻟﺬھﺒﻲ.
ﻛﻤﺎ ﺗﮭﺪف اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺘﺰاﻣﺎت وﺣﻘﻮق أطﺮاف اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ وﺗﻮﺿﯿﺢ دور ﻛﻞ
ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻨﺪس اﻻﺳﺘﺸﺎري ورب اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻤﻘﺎول ،ﺗﻮﺻﻠﺖ اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋﺪة ﻧﺘﺎﺋﺞ أھﻤﮭﺎ أن اﻟﻌﻘﺪ
اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ ذو طﺒﯿﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ وھﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ وﺛﯿﻘﺔ اﺗﻔﺎق ﻣﻜﺘﻮب ﺑﯿﻦ طﺮﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺸﺮوع
ھﻨﺪﺳﻲ ﻣﻌﯿﻦ وھﻤﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ وﯾﺮﻣﺰ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮف اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻤﻘﺎول وﯾﺮﻣﺰ
ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻄﺮف اﻷول وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻮﺿﺢ ﻓﯿﮫ ﺣﻘﻮق واﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻛﻞ طﺮف اﺗﺠﺎه اﻵﺧﺮ.
وأھﻢ ﻣﺎ وﺻﺖ ﺑﮫ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ
اﻟﻌﺎﻟﻲ )اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ ھﻮ ﻋﻘﺪ ﯾﺤﻤﻞ ﻓﻲ طﯿﺎﺗﮫ ﻋﺪة ﻋﻘﻮد وذﻟﻚ ﻟﺘﻌﺪد اﻷطﺮاف ﻓﯿﮫ وھﻮ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺮﺿﺎﺋﯿﺔ وھﻮ ﻋﻘﺪ ذو طﺒﯿﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺟﺪاً ﺣﯿﺚ ﯾﺒﺮز اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻔﻨﻲ ﻓﯿﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ(.
وأﯾﻀﺎ ً ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ أوﺻﺖ ﺑﮫ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺴﻮداﻧﻲ وﺿﻊ ﻧﺼﻮص ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻋﻘﻮد
اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ وأھﻤﯿﺘﮭﺎ وأﻧﻮاﻋﮭﺎ وﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ أوﺻﺖ ﺑﮫ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺄن ﺗﺪرس ﻣﺎدة اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ﻓﻲ
اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﺪﺑﻠﻮم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ وذﻟﻚ ﻷھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة.
و
Abstract
ح
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻤﻨﮭﺠﻲ
أ اﻵﯾﺔ
ب اﻹھﺪاء
ھـ Abstract
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻌﻘﺪ وارﻛﺎﻧﮫ واﻧﻮاﻋﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ وﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮن
10 اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻻول :ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻐﺔ وﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ واﻧﻮاﻋﮫ وطﺮق اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ
120 اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
121 اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
125 اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت
اﻹطﺎر اﻟﻤﻨﮭﺠﻲ
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ:
ظﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﯾﺴﻌﻰ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار واﻟﺴﻜﯿﻨﺔ وﻛﺎن اﻟﻤﺴﻜﻦ أول ﺧﻄﻮة ﯾﺨﻄﯿﮭﺎ
اﻹﻧﺴﺎن ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺬه اﻟﻐﺎﯾﺔ وﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻜﻮن ﺗﻨﺰﯾﻼً ﻹرادة اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن
ﺧﻠﯿﻔﺔ ﻓﻲ اﻷرض .وﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮫ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ اﻟﺴﻜﻦ ﻣﻨﺬ اﻷزل ﯾﺴﻌﻰ ﻷﻣﺮﯾﻦ ھﻤﺎ
اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ واﻷﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻣﺘﺎﻧﺘﮫ وﺻﻼﺑﺘﮫ ﯾﺼﺪﻗﻨﺎ ذﻟﻚ ﻗﻮل ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ
ﯿﻦ( ، 1إﻻ أن اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﯿﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺑﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ ﻮن ِﻣ َﻦ ْاﻟ ِﺠﺒَ ِ
ﺎل ﺑُﯿُﻮﺗًﺎ آ ِﻣﻨِ َ ) َو َﻛﺎﻧُﻮا ﯾَ ْﻨ ِﺤﺘُ َ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺒﯿﺌﺔ وﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻓﯿﮭﺎ ،أﺻﺒﺢ ﻣﺠﺎل
اﻹﻧﺸﺎءات ﻣﺠﺎﻻً ﺧﺼﺒﺎ ً ﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﯾﻦ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺰﯾﺎدة اﻟﻤﻀﻄﺮة ﻓﻲ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎن
وﺗﺤﻘﯿﻖ أرﺑﺎح طﺎﺋﻠﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات وﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أن ﺗﻮﺳﻊ ﻧﻄﺎق اﻹﻧﺸﺎءات
وﺗﻮﺳﻌﺖ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺒﻨﺎء وﻧﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ازدﯾﺎد ﻓﻲ درﺟﺔ
ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ اﻟﻔﻨﻲ ﻓﺘﻄﻮرت أﻋﻤﺎل اﻟﻤﻘﺎوﻻت ﺗﺒﻌﺎ ً ﻟﺬﻟﻚ وأﺻﺒﺢ ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﻘﺎوﻟﻮن ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن
ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻧﺸﺎءات وآﺧﺮون ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ واﻟﻤﯿﻜﺎﻧﯿﻜﯿﺔ وﯾﻮﺟﺪ أﯾﻀﺎ ً ﻣﻘﺎوﻟﻮن
ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن ﺑﺎﻟﺘﻮرﯾﺪ واﻟﺘﺮﻛﯿﺐ أو اﻟﺼﯿﺎﻧﺔ واﻟﺘﺸﻐﯿﻞ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺑﻌﻀﮭﺎ
ﺑﻌﻀﺎ ً Kﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﺘﻄﻮر أﺻﺒﺢ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ
ﻓﺘﻨﻮﻋﺖ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء وﺗﻌﺪدت ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪدت ﻋﻨﺎﺻﺮه اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ إذ ﯾﺸﺎرك ﻓﻲ
اﻷﻋﻤﺎل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻤﻤﯿﻦ واﻹﻧﺸﺎﺋﯿﯿﻦ واﻟﻤﻮردﯾﻦ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﻟﺘﺼﺐ ﻓﻲ
اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﺮاد إﻧﺸﺎؤه.
ﺗﺿﻣﻧت اﻟدراﺳﺔ ﺗﻣﮭﯾدا ً وﻗﺳﻣﯾن ﻓﺎﻣﺎ اﻟﺗﻣﮭﯾد ﻓﺎﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ ﻓﺻﻠﯾن اﺣدھﻣﺎ ﺑﻌﻧوان ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺣﻛﯾم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ واﻻﺧر ﺑﻌﻧوان ﻣﻔﮭوم اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺷﺎءات واﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻻول ﻓﺎﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ ﺛﻼﺛﺔ
اﺑواب اﻣﺎ اﻟﺑﺎب اﻻول ﻓﻛﺎن ﻋن ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻼﻧﺷﺎءات واﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻛﺎن ﻋن ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﺗﻔﺎق
اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺷﺎءات وﻛﺎن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﻌﻧوان ﺻﯾﺎﻏﺔ وﺗﻔﺳﯾر اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ
اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺷﺎءات واﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﯾﮫ واﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺎﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﯾن اﻻول
-1اﺣﻣد ﺣﺳﺎن ﺣﺎﻓظ ﻣطﺎوع ،دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺷﺎءات ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل درﺟﺔ
اﻟدﻛﺗوراه ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة1999 ،م.
-5-
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻋن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺷﺎءات واﻣﺎ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻛﺎن ﻋن آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻓض
ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺷﺎءات .اھم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل اﻟﯾﮭﺎ اﻟﺑﺎﺣث ،ان اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻗﺿﺎء ذو طﺑﯾﻌﺔ
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ان ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﮭﺎ اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ھو وﺟود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛطرف ﻓﯾﮭﺎ ،ان ﻣﺎﯾﻣﯾز
اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﮭﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ھو ﺗﻌدد وﺗﻧوع اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﺗﻌدد اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن.
اﺗﻔﻘت اﻟدراﺳﺗﺎن اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل وﻣن ذﻟك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻻطراف اﻟﻌﻘد
اﻟﮭﻧدﺳﻲ واﺧﺗﻠﻔﻧﺎ ﻓﻲ ان اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﺗرﻛز ﻋﻠﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺷﺎءات
وﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﯾﮭﺎ .اﻣﺎ دراﺳﺗﻲ ﻓﺗﻧﺎوﻟت ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ واﻧواع اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ
واﻟﺟواﻧب اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ .
ﺗﮭدف اﻟدراﺳﺔ اﻟﻲ دراﺳﺔ اﻟﻌﻘود واﻧواﻋﮭﺎ وﺑﻧودھﺎ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اطراف اﻟﻌﻘد وﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﮭم
واﺛر ذﻟك ﻋﻠﻲ ﺳﯾر اﻟﻌﻣل ﻛﻣﺎ ﺗﮭدف اﯾﺿﺎ اﻟﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌطﺎءات وطرق طرﺣﮭﺎ
وﻣراﺣل ﻓرزھﺎ وذﻟك ﻟﻼھﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌﺑﮭﺎ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﺗﺎﺛﯾرھﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻲ ﺗﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻧظرا ﻻن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌطﺎء اﻻﻓﺿل ﯾﻌد اﻣر ﺣﯾوي وھﺎم ﺟدا .ﻛﻣﺎ ﺗﺗطرق اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻲ ظﺎھرة اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﺳﻌﺎر اﻟﻌطﺎءات اﻟﺗﻲ ﯾﻌد ﻣن اھم اﺳﺑﺎﺑﮭﺎ وﺿﻊ اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﺑﺻورة دﻗﯾﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺳﺗوي اﻟﻣطﻠوب ﻓﺗﻛون اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻧﺎﻗﺻﺔ وﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣﻠﺔ ﻟدي اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻧد ﺣﺳﺎﺑﮫ ﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻌطﺎء .
ﺗﺗﻔق اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ اﻧﻧﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﻌطﺎءات ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ
ﻓرزھﺎ وطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد .ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ ان اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧﺎوﻟت ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ
اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ .
-1ﺳﻌﺎد ﻣﺣﻣد ﻓﺿل طﺎھر ،دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان ،اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻗﯾم اﻟﻌطﺎءات واﻻﻋﻣﺎل اﻻﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﺗﺷﯾﯾد،
ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﮭﻧدﺳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳودان ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ 2003 ،م
-6-
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :زﯾد ﺑن ﻋﺑداﻟﻌزﯾز اﻟﺳﮭﻠﻲ2009م:1
ﺗﻧﺎوﻟت ھذه اﻟدراﺳﺔ آﻟﯾﺔ واﺣدة ﻣن آﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﮭﺎ ﻋﻘود
اﻟﻔﯾدﯾك واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻻھﻣﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ .
ﺣﯾث ﺗﺗﻔق ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻻھﻣﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
اﻣﺎ ﻧﻘﺎط اﻻﺧﺗﻼف ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ان دراﺳﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻔﮭوم اﻟﻌﻘد وارﻛﺎﻧﮫ واﻧواﻋﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ وﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ
اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳوداﻧﻲ .
2
اﻟدراﺳﺔ اﻟراﺑﻌﺔ : :ﻣﮭﺎ اﺷﻘر ﻋﺑدﷲ اﻟﻌطﺎر2011م
ﺗﻧﺎوﻟت ھذه اﻟدراﺳﺔ آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت اﻟﻔﯾدﯾك اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اطراف ﻋﻘد
اﻻﻧﺷﺎءات واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﻣدي ﻛﻔﺎﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وذﻟك ﻣن اﺟل ﺗﻘﯾﯾم
اﻟدور اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت .ﺗﺗﻔق اﻟدراﺳﺗﯾن ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﮭﻣﺎ ﻻطراف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ اﻣﺎ وﺟﮫ
اﻻﺧﺗﻼف ﻓﺎن ﻣوﺿوع ھذه اﻟدراﺳﺔ ﯾﺧﺗﻠف اﺧﺗﻼﻓﺂ ﻛﺑﯾرا ﻋﻣﺎ ﺳﺎﺑﺣث ﻓﯾﮫ ﺣﯾث ان ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﯾﻧﺣﺻر
ﻓﻲ دراﺳﺔ آﻟﯾﺔ واﺣدة ﻣن اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ اﻟﻔﯾدﯾك ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣوﺿوع دراﺳﺗﻲ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺧﺻص ﻓﻲ ﺟزﺋﯾﺎت اوﺳﻊ وھﻲ دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود اﻻﻧﺷﺎءات اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ
وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك.
-1زﯾد ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺳﮭﻠﻲ ،دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﻗﺳم اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض2009 ،م.
-2ﻣﮭﺎ أﺷﻘر ﻋﺑد ﷲ اﻟﻌطﺎر ،دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان ،ﻣدي ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺟﻠس ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك
اﻻﺣﻣر ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق اﻻوﺳط اﻻردن 2011م.
-7-
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ :ﻋﺻﺎم ﻋﺑداﻟﻌزﯾز اﻟﻧﺻري 2011م:1
ﻣﺿﻣون اﻟدراﺳﺔ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ ﻣﻔﮭوم ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾﯾد ﺑﻌﺗﺑﺎرھﺎ ﻣن اﻗدم اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت وﻧﺷﺎة ﻣﻧذ اﻻزل ﻣﻧذ
ﺑداﯾﺔ ﺣوﺟﺔ اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻲ اﻟﻣﺳﻛن .ﻛﻣﺎ ﺗﮭدف اﻟدراﺳﺔ اﻟﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﺳﺑﺎب اﻻﺻﺎﺑﺎت وﻣﻌدﻻﺗﮭﺎ ﻓﻲ
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻓﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺧرطوم ﻛذﻟك ﺗﮭدف اﻟﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ھذه اﻟﻣﺳﺑﺑﺎت واﻟﻣﻌدﻻت ﺑﺑﻌض اﻟدول
اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ واﻟﻣﺟﺎورة ﻟﻠﺳودان .واﯾﺿﺎ ﺗﮭدف اﻟدراﺳﺔ اﻟﻲ اﻟﻲ اﻟﺗطرق اﻟﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدد ﺿواﺑط اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾﯾن اﻟﺳوداﻧﯾﺔ .
ﺗﻠﺗﻘﻲ ھذه اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻻھﻣﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳودان واﻟﻘواﻧﯾﯾن
واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﮭﺎ .
ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠﻔﺎن ﻓﻲ ان دراﺳﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺎوﻟت ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ طرق اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘود
اﻻﻧﺷﺎءات.
ﺗﻧﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ ﻣﻔﮭوم ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﺗم اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻣن اﻻﺗﺣﺎد
اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﮭﻧدﺳﯾﯾن اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﯾن .ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟت ﺗﻧظﯾم ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك ﻟﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت اطراﻓﮭﺎ واﻟﺗوزﯾﻊ
اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﻣﺧﺎطر واواﻣر اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء .ﺣﯾث ﺟﺎءات اھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻟﺗطور ﻋﻘود
اﻟﻔﯾدﯾك اﻟﻧﻣؤذﺟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر وﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ وھﻲ اﻻﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻋﻧد
ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻋﻘود ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﺷﯾﯾد اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ .اﺗﻔﻘت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ
دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ اﻧﮭﺎ ﺟﺎءات ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﻔﮭوم ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك وﻧﺷﺎﺗﮭﺎ واﻧواﻋﮭﺎ وﺗطورھﺎ وﺧﺗﻠﻔت اﻟدراﺳﺗﺎن
ﻓﻲ ان دراﺳﺗﻲ ﻗد اﺣﺗوت ﻋﻠﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ وﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﮫ واطراﻓﮫ .
-1ﻋﺻﺎم ﻋﺑداﻟﻌزﯾز اﻟﻧﺻري ،ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان ،اﺻﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻓﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺧرطوم ،رﺳﺎﻟﺔ ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﮭﻧدﺳﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳودان ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ 2011 ،م.
-2ﺳﻣﯾر ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺟﻣﺎل ،ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان ،اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷﺎرﻗﺔ 2011م
-8-
1
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ :طﺎرق ﻋﺑداﻟﺟﻠﯾل ﻣﺣﻣد ﻋﻣر 2012م
ھذا اﻟدراﺳﺔ ﺗﮭدف اﻟﻲ دراﺳﺔ وﻣﻌرﻓﺔ اھﻣﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ واﻻﻋراف ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﺷﯾﯾد
ﻓﻲ اﻟﺳودان ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ھذه اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾرھﺎ وﻣﻌرﻓﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت
وﺳﻠﺑﯾﺎت ﺗﻠك اﻟﻘواﻧﯾن وﻣدي ﻣواﻛﺑﺗﮭﺎ ﻟﻠﺗطوﯾر اﻟﺣﺎﻟﻲ .
ﺗﻧﺎوﻟت اﯾﺿﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻧواع ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك ﺣﯾث اﺗﻔﻘت ﻣﻊ دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻧواع ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك
اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ )اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر -اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر -اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺑﯾض -اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺑرﺗﻘﺎﻟﻲ -اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻔﺿﻲ(
اﻣﺎ اﺧﺗﻼف اﻟدراﺳﺗﯾن ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ان دراﺳﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﯾﺿﺎ اﻧواع اﻟﻌﻘود ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ
اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث اﺧﺗﺻرت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻻﻧواع ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك ﻓﻘط.
ﺳﻠط اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ھذه اﻟدراﺳﺔ اﻟﺿوء ﻋﻠﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت وﻋﻠﻲ وﺟﮫ اﻟﺗﻔﺻﯾل اﻟﻣﻔﮭوم
اﻟﻌﺎم ﻟﻌﻘود اﻟﻔﯾدﯾك وﻧﺷﺄﺗﮭﺎ وأﻧواﻋﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻋرج ﻋﻠﻲ اﻟﮭﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻌﻘود اﻟﻔﯾدﯾك واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت واﻟﻣزاﯾدات ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن .ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎول ﻓﻲ ھذه اﻟدراﺳﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻘود اﻟﻔﯾدﯾك واﻟﯾﺎت اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎءات .
اﻣﺎ ﻧﻘﺎط اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟدراﺳﺗﯾن ھو ان دراﺳﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻧواﻋﮫ وﺷروطﮫ وارﻛﺎﻧﮫ
اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗواﻓرھﺎ ﻓﻲ اطراف اﻟﻌﻘد .ﺣﯾث ﻟم ﺗﺷر اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻲ ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻌﺗﺑﺎره ﺻورة ﻣن ﺻور ﻋﻘود اﻻﻧﺷﺎءات.
-1طﺎرق ﻋﺑداﻟﺟﻠﯾل ﻣﺣﻣد ﻋﻣر ،ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان ،اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻘواﻧﯾن ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﺳودان،
ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳودان ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ2012 ،م.
-2ﻧﺎدر ﺧﯾر ﺣﺳن ﺑﻧﻲ ﻓﺿل ،دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان ،اﺛﺎر اﻋﺗﻣﺎد ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻋﻣﺎل اﻟﺗﺷﯾﯾد )ﻓﯾدﯾك( ﻛﻣﺻدر ﻟﻠﺗﻧظﯾم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻطراف ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻧﺎﺑﻠس ،ﻓﻠﺳطﯾن 2015،م.
-9-
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻣﮭﯾد:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد اﺗﻔﺎق ﺑﯾن طرﻓﯾن او اﻛﺛر وھو ﻣﻠزﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ,وﻗد ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺷﻔﮭﯾﺎ ً او ﻣﻛﺗوﺑﺎ ً
وﯾﻌﺗﺑر اﯾﺿﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﻋود وﻋﺎدة ﻣﺎﯾﻌد ﻛل طرف ﺑﻔﻌل ﺷﻲ ﻣﻘﺎﺑل ان ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻲ اﻟطرف
اﻻﺧر ﻋﻠﻲ ﻣﻧﻔﻌﺔ.
واذا اﺧﻔق اﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ اداء واﺟﺑﺎﺗﮫ ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎق ﻓﺎن ذﻟك اﻟطرف ﺧﺎﻟف اﻟﻌﻘد ،وﯾﺟب
ﻋﻠﯾﮫ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺳواء ﺗﻌوﯾض ﻣﺎدي او ﻣﻌﻧوي ﺣﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻌوﯾض اﻟطرف
اﻻﺧر ﻋن اﻻﺿرار اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ان ﯾﺗﺳﺑﺑﮭﺎ اﻻﺧﻼ ﺑﺎﻟﻌﻘد.
1
) (اﻻﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻮزھﺮة ،اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ وﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ) ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ :اﻟﻘﺎھﺮة ،(1996 ،ص).(199
2
) ( ﻋﺒﺎس اﻟﺼﺮاف ،ﺷﺮح ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻜﻮﯾﺘﻲ) ،دار اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ :اﻟﻜﻮﯾﺖ ،(1975 ،ص).(25
- 10 -
ﺑذﻟك وﯾﺎﺗﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﻣﻌﻧﻲ اﻟﺷد وﻣﻧﮫ ﻋﻘد اﻟﺣﺑل ﻓﺎﻧﻌﻘد ﻓﮭو ﻣﻌﻘود أي ﻣﺷدود وﺑﻣﻌﻧﻲ اﻟﺑﻧﺎء وﺑﻣﻌﻧﻲ
اﻟﺣﺳﺎب وﻣﻧﮫ ﻋﻘد اﻟﺣﺎﺳب ﯾﻌﻘد ﻋﻘدا أي ﺣﺳب وﺑﻣﻌﻧﻲ اﻟﻧﺎﻗﺔ اﻟﻣؤﺛوﻗﺔ اﻟظﮭر.
اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﯾﺿﺎ ھو ﻣﺎﯾرﺑط ﺑﯾن اطراف اﻟﺷﻲ ﻣن اﻟﺟﮭﺗﯾن او ﻣن ﺟﮭﺔ واﺣده ﯾﻘﺎل ﯾﻌﻘد
اﻟﺣﺑﻠﯾن أي رﺑط اﻟواﺣد ﺑﺎﻻﺧر ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺷﯾﺋﯾن وﻓﻲ اﻟﻘران ورد ﻟﻔظ اﻟﻌﻘد ﻣﻘﺗرﻧﺎ
ﺑﺎﻟﻌﮭد واﻟﻣوﺛق ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد اﻟﻠزوم وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر )ﻋﻘدت اﻟﺣﺑل ﻋﻘدا ﻓﺎاﻧﻌﻘد واﻟﻌﻘدة ﻣﺎ ﯾﻣﺳﻛﮫ
وﯾوﺛﻘﮫ(.
وﻣﻧﮫ ﻗﯾل ﻋﻘدت اﻟﺑﯾﻊ وﻧﺣوه وﻋﻘدت اﻟﯾﻣﯾن وﻋﻘدﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﺷدﯾد وﺗﺎﺗﻲ ﺑﻣﻌﻧﻲ اﻟﻌﮭد ﻗﺎل اﺑن
ﻋﺑﺎس ان اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻌﮭود اﻟﺗﻲ اﺧذھﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﻋﺑﺎده ﺑﺎﻻﯾﻣﺎن ﻟﮫ وطﺎﻋﺗﮫ ﻓﯾﻣﺎ اﺣل او
)( 1
ﺣرم.
واﯾﺿﺎ ﻋرف اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻧﮫ ھو ﺗواﻓق ارادﺗﯾن او اﻛﺛر ﻋﻠﻲ اﺣداث اﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻗد ﯾﻛون اﻧﺷﺎء
)( 2
اﻟﺗزام او ﻧﻘﻠﮫ او ﺗﻌدﯾﻠﮫ او اﻧﮭﺎﺋﮫ.
وﻗد ﻗﺎل اﺑن ﻓﺎرس ﻓﻲ ﺷرح ﻟﮫ ﻋن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻐﺔ ﺑﺎن )اﻟﻌﯾن واﻟﻘﺎف واﻟدال اﺻل
)( 3
واﺣد ﯾدل ﻋﻠﻲ اﻟﺷد واﻟﻌﻘد ﻣﺻدر ﻋﻘده ﯾﻌﻘده ﻋﻘدا وﯾﺳﺗﻌﻣل اﺳم ﻓﯾﺟﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﻘود(.
ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻧﮭﺎ :اﻟرﺑط ,واﻟﺷد ,واﻟﺗوﺛﯾق ,واﻻﺣﻛﺎم ,واﻟﻘوة,
)(4
واﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺷﯾﺋﯾن ,واﻟﻌﮭد.
وﯾﻘﺎل ﻋﻘدت اﻟﺣﺑل اذا ﺷددﺗﮫ ,وﻋﻘد اﻟﺗﺎج ﻓوق راﺳﮫ واﻋﺗﻘده ﻋﺻﺑﮫ ﺑﮫ ,واﻋﺗﻘد ﺑﯾﻧﮭم اﻻﺧﺎء
)(5
وھذه اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اذا ﺻدق وﺛﺑت ,وﻋﻘد اﻟﯾﻣﯾن ﺗوﺛﯾﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻠﻔظ ﻣﻊ اﻟﻌز ﻋﻠﯾﮭﺎ ,وﻋﻘد ﻛل ﺷﻲ اﺑراﻣﮫ.
)(6
ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﯾﺟﻣﻌﮭﺎ ﻣﻌﻧﻲ واﺣد اﻟرﺑط وھو ﻧﻘﯾض اﻟﺣل.
واﯾﺿﺎ ﻋرف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻐﺔ ﺑﺎﻧﮫ ﻣﺻدر ﻓﻌل :ﻋﻘد اﻟﺷﻲ ﯾﻌﻘده ﻋﻘدا وﺗﻌﺎﻗد وﻋﻘده ﻓﺎﻧﻌﻘد وﺗﻌﻘد,
اذا ﺷده ﻓﺎﻧﺷد ﻓﮭو ﻧﻘﯾض اﻟﺣل ,وھو ﻓﻲ اﻻﺻل ﻟﻠﺣﺑل وﻧﺣوه ﻣن اﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت ,ﺛم اطﻠق ﻓﻲ اﻧواع
اﻟﻌﻘود ﻣن اﻟﺑﯾوع واﻟﻣواﺛﯾق وﻏﯾرھﺎ وﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﺟﺎزم ﻋﻠﻲ اﻟﺷﻲ وﻣﻧﮫ اﻟﻌﻘﯾدة .اي ﻣﺎﯾﻌﻘد ﻋﻠﯾﮫ
اﻻﻧﺳﺎن ﻗﻠﺑﮫ ﻣن اﻻراء ﺑﺟزم وﺗﺻﻣﯾم ،ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ )اوﻓوا ﺑﺎﻟﻌﻘود( واﻟﻌﻘد ﻋﻘد اﻟﯾﻣﯾﻧوﻋﻘدة اﻟﻧﻛﺎح
1
) (ﻣﺠﺘﺒﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ اﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻲ ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت) ،ب ن :ب م ،ب ت( ،ص).(41
2
) ( ﻋﺒﺪاﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ) ،دار اﺣﯿﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺑﯿﺮوت (1952 ،ج ،1ص).(149
3
) (أﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻌﺠﻢ ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﻠﻐﺔ) ،دار اﻟﻔﻜﺮ :دﻣﺸﻖ ،(1979 ،ج ،4ص).(286
4
) ( اﻧﻈﺮ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب 3/296ﻣﺎدة اﻟﻌﻘﺪ
5
) ( اﻧﻈﺮ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ واﻟﺼﺤﺎح ﻟﻠﺠﻮھﺮي .2/510
6
) ( اﻟﻐﻠﯿﻘﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ،ﺻﯿﻎ اﻟﻌﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ( ص).(26
- 11 -
وﻛل ﺷﻲ وﻗﺎل اﻟزﺑﯾدي )ﻋﻘد اﻟﺣﺑل ,واﻟﺑﯾﻊ ،واﻟﻌﮭد ،ﯾﻌﻘده ﻋﻘدا ﻓﺎﻧﻌﻘد ،ﺷده وﻋﻘد اﻟﻌﮭد ،واﻟﯾﻣﯾن
ﯾﻌﻘدھﺎ ﻋﻘدا وﻋﻘدھﻣﺎ اﻛدھﻣﺎ( ،وﻗد ﺻرح اﺋﻣﺔ اﻻﺷﺗﻘﺎق ان اﺻل اﻟﻌﻘد ﻧﻘﯾض اﻟﺣل ﺛم اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ
)( 1
اﻧواع اﻟﻌﻘود ﻣن اﻟﺑﯾوع وﻏﯾرھﺎ ﺛم اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺟﺎزم.
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﺧر ﻟﻠﻌﻘد ﻟﻠدﻛﺗور اﺑو ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺷﯾر ﺑﺎن اﻟﻌﻘد ﯾطﻠق ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺟﻣﻊ
ﺑﯾن ﺷﯾﺋﯾن ,ﻓﯾﻘﺎل ﻋﻘد اﻟﺣﺑل اذا ﺟﻣﻊ ﺑﯾن طرﻓﯾﮫ .ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﯾﺿﺎ اﻟرﺑط ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ﻓﯾﻘﺎل
ﻋﻘدت اﻟﯾﻣﯾن ,وﻣﻌﻘد اﻟﺷﻲ ﻣﺟﻠﺳﮫ اي ﻣﺣل ﻋﻘده,واﻟﺟﻣﻊ ﻋﻘود وﻣﻧﮫ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ )ﯾﺎاﯾﮭﺎ اﻟذﯾن اﻣﻧوا
اوﻓوا ﺑﺎﻟﻌﻘود( وﯾطﻠق اﯾﺿﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺗوﺛﯾق واﻻﺣﻛﺎم .وﻣن ﻣﻌﻧﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن ﺷﯾﺋﯾن اﺧذت ﻛﻠﻣﺔ ﻋﻘد
ﻟﺗﻌﻧﻲ اﻟرﺑط اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻛﻼم ﺷﺧﺻﯾن ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻛﻠﻣﺔ ﻋﻘد ﺑﻣﻌﻧﻲ اﻟﺗوﺛﯾق ﻟﺗﻌﻧﻲ اﻟﻌﮭد او اﻟﺿﻣﺎن.
)(2
واﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ھو ﻣﺎﯾرﺑط ﺑﯾن اطراف اﻟﺷﻲ وﺿده اﻟﺣل وھو ﻋﻧد اﻟﻌرب ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ھذا
اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﻲ ﻛل ﻣﺎﯾﻔﯾد اﻟﺗزاﻣﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻣن ﺟﺎﻧب او ﻣن ﺟﺎﻧﺑﯾن ،وﻟﻘد اﺷﺎر اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم
اﻟﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﮫ .ﻣﻧﮭﺎ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ )ﯾﺎاﯾﮭﺎ اﻟذﯾن اﻣﻧوا اﻓوا ﺑﺎﻟﻌﻘود( وﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :واذا ﻗﻠﺗم
ﻓﺄﻋدﻟوا ,وﻟو ﻛﺎن ذا ﻗرﺑﻰ وﺑﻌﮭد ﷲ اوﻓوا( و ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ):واوﻓوا ﺑﺎﻟﻌﮭد ان اﻟﻌﮭد ﻛﺎن ﻣﺳﺋوﻻ( وﻗوﻟﮫ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وﻟﻘد ﻛﺎﻧوا ﻋﺎھدوا ﷲ ﻣن ﻗﺑل ﻻ ﯾوﻟون اﻻدﺑﺎر ,وﻛﺎن ﻋﮭد ﷲ ﻣﺳﺋوﻻ( وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) :واوﻓوا
ﺑﻌﮭد ﷲ اذا ﻋﺎھدﺗم وﻻ ﺗﻧﻘﺿوا اﻻﯾﻣﺎن ﺑﻌد ﺗوﻛﯾدھﺎ( واﻻﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑوﯾﮫ ﻓﻲ ھذا ﻛﺛﯾره ﻣﺛل ﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺻﺣﯾﺣﯾن ﻋن ﻋﺑدﷲ اﺑن ﻋﻣر ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم) :ارﺑﻊ ﻣن ﻛن ﻓﯾﮫ ﻛﺎن ﻣﻧﺎﻓﻘﺎ
ﺧﺎﻟﺻﺎ وﻣن ﻛﺎﻧت ﻓﯾﮫ ﺧﺻﻠﮫ ﻣﻧﮭن ﻛﺎﻧت ﻓﯾﮫ ﺧﺻﻠﮫ ﻣن اﻟﻧﻔﺎق ﺣﺗﻰ ﯾدﻋﮭﺎ ,اذا ﺣدث ﻛذب ,واذا وﻋد
اﺧﻠف ,واذا ﻋﺎھد ﻏدر ,واذا ﺧﺎﺻم ﻓﺟر( وﻋن ﻋﺑدﷲ ﺑن ﻋﻣر ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم )ﯾﻧﺻب ﻟﻛل ﻏﺎدر ﻟواء ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﮫ( وﻓﻲ ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ﻋن اﺑﻰ ﺳﻌﯾد اﻟﺧدري ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﺻل
ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل )ﻟﻛل ﻏﺎدر ﻟواء ﻋﻧد اﺳﺗﮫ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ( وروي اﻟﺑﺧﺎري ﻋن اﺑﻲ ھرﯾرة رﺿﻲ ﷲ
ﻋﻧﮫ ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﺻل ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل )ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺛﻼﺛﮫ اﻧﺎ ﺧﺻﻣﮭم ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ رﺟل اﻋطﻲ ﺑﻲ ﺛم
)( 3
ﻏدر ورﺟل ﺑﺎع ﺣرا ﺛم اﻛل ﺛﻣﻧﮫ ورﺟل اﺳﺗﺎﺟر اﺟﯾر ﻓﺎﺳﺗوﻓﻲ ﻣﻧﮫ وﻟم ﯾﻌطﮫ اﺟره(.
1
) ( اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ -اﻟﺠﺰء رﻗﻢ 91اﻟﺼﻔﺤﺔ رﻗﻢ .210
2
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ،اﻟﻌﻘﺪ واﻹرادة اﻟﻤﻨﻔﺮدة) ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﻤﻠﺔ :اﻟﺨﺮطﻮم ،ط (2001 ،4ص)(7
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻲ) ،دار ﺟﺎﻣﻌﺔ ام درﻣﺎن اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر :اﻟﺨﺮطﻮم،
،(2010ج – 1ص).(46
- 12 -
وﯾرى اﻟﺑﺎﺣث ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﮭﺎ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻐﮫ ﺗﻧﺻب ﻓﻲ ان اﻟﻌﻘد ھو اﻟﺟﻣﻊ
ﺑﯾن ﺷﯾﺋﯾن ورﺑطﮭﻣﺎ وھو اﯾﺿﺎ ﻧﻘﯾض اﻟﺣل واﯾﺿﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻻﺣﻛﺎم واﻟﺗوﺛﯾق ،وﺟﺎء اﯾﺿﺎ ھذا ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب
واﻟﺳﻧﺔ ﺣﯾث ﯾﺎﻣران ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﮭود واﻟﺷروط واﻟﻣواﺛﯾق واﻟﻌﻘود واﻟﻧﮭﻲ ﻋن اﻟﻐدر وﻧﻘض اﻟﻌﮭود.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ:
اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟذي اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻘد ﻻﯾﺑﻌد ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟﻠﻐوي ﻟﮫ ﺑل ھو ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺗﻘﯾد
ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ اﻟﻠﻐوي وﺣﺻر ﻟﮫ وﺗﺧﺻص ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻌﻣوم ،واﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻛﻼم اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﺗﻔﮭم ﻟﻣﻌﺎﻧﯾﮫ ﯾري
ان ﻟﻠﻌﻘد ﻣﻌﻧﯾﯾن ﻋﻧدھم وﯾطﻠق ﺑﺎطﻼﻗﯾن ،ﻓﻧري ﻣن ﻋﺑﺎراﺗﮭم ﻣﺎﯾﻔﯾد ان اﻟﻌﻘد ھو اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻛﻼﻣﯾن
ﯾﻧﺷﺎ ﻋﻧﮫ ﺣﻛم ﺷري ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﻻﺣد اﻟطرﻓﯾن او ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ.
وھذا ﯾﺗﻔق ﻛل اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺎﻧﮫ ﺗواﻓق ارادﺗﯾن ﻋﻠﻲ اﻧﺷﺎء اﻟﺗزام او ﻧﻘﻠﮫ
)(1
وﻟذا ﻻﻧﺟد اﻛﺛر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾطﻠﻘون ﻋﻠﻲ اﻟطﻼق واﻻﺑراء واﻻﻋﺗﺎق وﻏﯾرھﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺗم ﺑﻛﻼم او اﻧﮭﺎﺋﮫ.
طرف واﺣد ﻣن ﻏﯾر ﻛﻼم اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺳم اﻟﻌﻘد ،وﯾطﻠﻘون ﻋﻠﻲ اﻟﺑﯾﻊ واﻟﮭﺑﺔ واﻟزواج واﻻﺟﺎرة
وﻏﯾرھﺎ ﻣﻣﺎ ﻻﯾﺗم اﻻ ﺑرﺑط ﻛﻼﻣﯾن ﻣن طرﻓﯾن اﺳم اﻟﻌﻘد.
وﺑﺟوار ھذا ﻧﺟد ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ ﻣن ﯾﻌﻣون ﻓﯾطﻠﻘون ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ ﻛل ﺗﺻرف ﺷرﻋﻲ
ﺳوا ﻛﺎن ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻛﻼم طرف واﺣد ام ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻻ ﺑﻛﻼم اﻟطرﻓﯾن ،وﯾﻘوﻟون ان ﻛل ﻣﺎﻋﻘد اﻟﺷﺧص اﻟﻌزم
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭو ﻋﻘد ،وﻗد ﺑﯾن ذﻟك اﺑوﺑﻛر اﻟرازي ﻓﻲ اﺣﻛﺎم اﻟﻘران وھو ﯾري ان اﻟﻌﻘد اﺻل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺷد ﺛم
ﻧﻘل اﻟﻲ اﻻﯾﻣﺎن واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،واﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻧظره ﻛل ﻣﺎﻟﺗزم ﻓﯾﮫ اﻟﺷﺧص اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻣر ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺳوا ﻛﺎن ذﻟك اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟزام ﻧﻔﺳﮫ ام ﻛﺎن ﺑﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺷﺧص اﺧر وﻋﻠﻲ ھذا اﻻطﻼق ﻛﺛﯾرون
ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء.
وﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﺎن ﻛﺗب اﻟﻔﻘﮫ ﺗزﻛر ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻘد وﻗد ﯾرﯾد ﺑﮭﺎ اﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟﻌﺎم وھو اﻟﻣراد
ﻟﻠﺗﺻرف وﺗزﻛرھﺎ اﺣﯾﺎﻧﺎ وﺗرﯾد ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟﺧﺎص وھو ﻣﺎﻻﯾﺗم اﻻ ﻣن رﺑط ﻛﻼﻣﯾن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اﺛر
ﺷرﻋﻲ ﯾﻘرره اﻟﺷﺎرع ،وھذا اﻟﻣﻌﻧﻲ ھو اﻟﺷﺎﺋﻊ اﻟﻛﺛﯾر اﻟﻣﺷﮭور ﺣﺗﻲ ﯾﻛﺎد ﯾﺗﻔرد ھو ﺑﺎﻻﺻطﻼح ،وﻟذا
اذا اطﻠﻘت ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻘد ﺗﺑﺎدر اﻟﻲ اﻟذھن اﻣﺎ اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻼ ﺗدل ﻋﻠﯾﮫ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻘد اﻻ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗدل ﻋﻠﻲ
) (2
اﻟﺗﻌﻣﯾم.
1
) ( ﻋﺒﺪاﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ) ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ :اﻟﻘﺎھﺮة (2001 ،ص ص.80-79
2
) ( اﻻﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻮزھﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص )(199،200،201
- 13 -
اﻣﺎ ﻣﻌﻧﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ ھو اﻟرﺑط اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن ﻛﻼﻣﯾن او ﻣﺎﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭم ﻛﺎﻻﺷﺎرة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
)(1
ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﯾﺗرﺗب ﺣﻛم ﺷرﻋﻲ وﻗد ﯾراد ﺑﮫ ﻣﺎﺗم اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﮫ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن.
وﻗد ﻋرف ﺻﺎﺣب ﻣرﺷد اﻟﺣﯾران اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻧﮫ ﻋﺑﺎرة ﻋن ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻣن اﺣد
اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﺑﻘﺑول اﻻﺧر ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﯾظﮭر اﺛره ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘد اﻟزام ﻛل واﺣد ﻣن
)( 2
اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﺑﻣﺎ ﯾوﺟب ﺑﮫ اﻟﻌﻘد ﻟﻼﺧر.
ﻛﻣﺎ ان ﻓﻘﮭﺎء اﻻﺻول ﻋﻧد ﺗﻧﺎوﻟﮭم ﻟﻠﻌﻘد اﻧﻘﺳﻣوا ﻟﻌدة اﺗﺟﺎھﺎت ﻓﻛﺎن اﻻﺗﺟﺎه اﻻول وھو ذو
ﻧزﻋﺔ ذاﺗﯾﺔ ﯾﻧظر ﻟﻠﻌﻘد ﻛﺎﻻﻟﺗزام ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اطراﻓﮫ وھو ﻗول ﺑﻌض اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﻠرﯾﮭم اﻟﻌﻘود ھﻲ ﻣﺎﺗوﻗف
ﻋﻠﻲ اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻓﯾﻌرف اﻟﻌﻘد ﻋﻧدھم ﺑﺎﻧﮫ ﻣﺎﯾﺗم ﺑﮫ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻻرادﺗﯾن ﻣن ﻛﻼم وﻏﯾره وﺗﻧﺎول
اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ وھو ذو ﻧزﻋﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﯾﻧظر ﻟﻠﻌﻘد ﻛﺎﻟﺗزام ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﺣﻠﮫ ﻓﯾﻠزم ﺛﺑوت اﻻﺛر ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗرﺗب اﻟﺣﻘوق واﻟﺗﺣﻣل ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
وھو اﺗﺟﺎه ﯾﺿﻊ ﺷروط اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﺷروط ﺗرﺗﯾب اﻻﻟﺗزام وﻧﺷﺎﺗﮫ.اﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻛﺎن
ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻧزﻋﺔ اﻟزاﺗﯾﺔ واﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن طرﻓﯾن ﺗﻔﺗﻐر ارادﺗﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﺎﺧذ
ﺑﺎﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑوﺟوب ﻟزوم اﻻﺛر ﻋﻠﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،واﯾﺿﺎ ﻋرف اﻟﻌﻘد اﻻﻣﺎم اﻟﻧﺟﻌﻲ ﺑﺎﻧﮫ
)اﻟﻌﻘد ﺷرﻋﺎ ﻗول ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن او ﻗول ﻣن اﺣداھﻣﺎ وﻓﻌل ﻣن اﻻﺧر رﺗب اﻟﺷﺎرع اﻻﺛر( ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﮫ
اﻻﻣﺎم اﻟزﺣﻠﻲ ﺑﺎﻧﮫ )اﻟﻌﻘد ھو ﻛل ﻣﺎﻋزم اﻟﻣرء ﻋﻠﻲ ﻓﻌﻠﮫ ﺳواء ﺻدر ﺑﺎراده ﻣﺗﻔردة ام اﺣﺗﺎج اﻟﻲ
)(3
ارادﺗﯾن ﻓﻲ اﻧﺷﺎﺋﮫ(
واﯾﺿﺎ ﻋرﻓﮫ اﻻﻣﺎم اﺑن ﻧﺟﯾم ﺑﺎﻧﮫ )اﻟﻌﻘد ھو رﺑط اﻟﻘﺑول ﺑﺎﻻﯾﺟﺎب( وﻗد ﺟﺎء ﻟﻠﻌﻘد ﺗﻌرﯾف اﺧر
ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻣرﺷد اﻟﺣﯾران ﺑﺎﻧﮫ )ﻋﺑﺎرة ﻋن ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻣن اﺣد اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﺑﻘﺑول اﻻﺧر ﻋﻠﻲ
وﺟﮫ ﯾﺛﺑت اﺛره ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ() (4وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ وﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ )واوﻓوا ﺑﺎﻟﻌﮭد
)( 5
وﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻲ )واوﻓوا ﺑﻌﮭد ﷲ اذا ﻋﺎھدﺗم وﻻ ﺗﻧﻘﺿوا اﻻﯾﻣﺎن ﺑﻌد ﺗوﻛﯾدھﺎ( ان اﻟﻌﮭد ﻛﺎن ﻣﺳوﻻ(
).(6
1
) ( زﻛﻲ اﻟﺪﯾﻦ ﺷﻌﺒﺎن ،اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة ،(1968 ،ص)(10
2
) ( أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة .168
3
) ( وھﺒﺔ اﻟﺰﺣﯿﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ وادﻟﺘﮫ) ،دار اﻟﻔﻜﺮ :ﺑﯿﺮوت ،(1997 ،ط ،4ص).(297
4
) ( أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 262ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﻣﺮﺷﺪ اﻟﺤﯿﺮان.
5
) ( اﻵﯾﺔ 34ﺳﻮرة اﻻﺳﺮاء
6
) ( اﻵﯾﺔ 91ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ
- 14 -
وﻋﻠﻲ اﻟرﻏم ﻣن ان اﻟﻌﻘد ﻟم ﯾرد ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻛﻣوﺿوع ﻣﺳﺗﻘل واﻧﻣﺎ ﺗواردت اﺣﻛﺎﻣﮫ ﻓﻲ اﺑواب
ﻣﺧﺗﻠﻔﮫ ﻣﻧﮭﺎ اﻻ اﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ھذه اﻻﺣﻛﺎم واﺳﺗﺧﻼص اراء ھؤﻻء اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺣوﻟﮭﺎ .
وﺑﺗﺗﺑﻊ ھذه اﻻراء ﻧﺟد ان ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻻﺣﻧﺎف ﻣﻧﮭم ﻋﻠﻲ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ﯾطﻠﻘون ﻟﻔظ
ﻋﻘد ﻋﻠﻲ ﻣﻌﻧﯾﯾن اوﻟﮭﻣﺎ ھو ﺗﻌﻠق ﻛﻼم اﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻻﺧر ﺷرﻋﺎ ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﯾظﮭر اﺛره ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ان اﻟﻌﻘد ھو ﻣﺎﺗم ﺑﮫ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن ارادﺗﯾن ﻣن ﻛﻼم وﻏﯾره ﻓﮭو ﻻ ﯾﻛون اﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘﻊ
ﺑﯾن اﺛﻧﯾن او اﻛﺛر ﻣن ﻛﻼم وﯾطﻠق ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن ﺑﯾﻧﮭم اﻟﻔﻘﮭﯾﮫ اﻟﺣﻧﻔﻲ اﻟﺟﺻﺎص ﻟﻔظ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ ﻣﺎ
ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻓﯾﮫ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﯾن ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻻﺟﺎرة واﻟزواج وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻼﺑد ﻻﻧﻌﻘﺎده ﻣن ﺗﻼﻗﻲ ارادﺗﯾن
ﻣظﮭرھﻣﺎ اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻛﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ واﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻓراد ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﻣﺎﯾﺗم اﻻﻟﺗزام ﻓﯾﮫ ﺑﺎرادة واﺣده
)(1
ﻣن ﻏﯾر ﺗوﻗف ﻋﻠﻲ اﻟﺷﻲ ﻛﺎﻟطﻼق اﻟﻣﺟرد واﻟﻌزل ﻣن اﻟﺗوﻛﯾل.
ﻛﻣﺎ ان اﻛﺛر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻻﯾطﻠﻘون ﻟﻔظ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ اﻟطﻼق واﻻﺑراء واﻻﻋﺗﺎق وﻏﯾرھﻣﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺗم
ﺑﻛﻼم طرف واﺣد دون ﻛﻼم طرف ﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﮭم ﯾطﻠﻘون ﻟﻔظ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ اﻟزواج واﻟﺑﯾﻊ واﻟﮭﺑﺔ
واﻻﯾﺟﺎرة وﻏﯾرھم ﻣﻣﺎ ﯾﺗم اﻻ ﺑﻛﻼم واﺣد ﻣن طرﻓﯾن.
وﻗد اﺷﺎر اﻻﻣﺎم اﺑوزھرة اﻟﻲ ان ھﻧﺎﻟك ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن ﯾﻌﻣﻣون ﻓﯾطﻠﻘون ﻟﻔظ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ ﻛل
ﺗﺻرف ﺷرﻋﻲ ﺳواء ﻛﺎن ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻛﻼم طرف واﺣد ام ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻻ ﺑﻛﻼم طرﻓﯾن وﯾﻘوﻟون ان ﻛل ﻣﺎﻋﻘد
)(2
اﻟﺷﺧص اﻟﻌزم ﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭو ﻋﻘد.
وﺗرى اﻟﺑﺎﺣﺛﮫ ان ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ ﻻ ﯾﺧرج ﻋن ﻛوﻧﮫ ﺗﺧﺻﯾص ﻟﺗﻌرﯾﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﮫ وﺗﻘﯾد
اﻟﻌﻣوم اﻟذي ذﻛر ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻐﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻧﻘﺳﺎﻣﮭم واراءھم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﮫ.
ﻛﻣﺎ ﺗرى اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ أﯾﺿﺎ ً ان اﻟﻣﺷﮭور اﻟﻐﺎﻟب ﻣن اراء اﻟﻔﻘﮭﺎء ﯾﻣﯾل اﻟﻲ اطﻼق ﻟﻔظ ﻋﻘد ﻋﻠﻲ
ﻣﺎﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻛﻼﻣﯾن او ﻣﺎﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭم ﻣن اﺷﺎرة او ﻛﺗﺎﺑﮫ وﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ھﻲ اﺣداث
اﺛر ﺷرﻋﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون:
اﻣﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻓﻘﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻋن ﻓﻘﮫ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث
اﻟﻣﻌﻧﻲ وان اﺧﺗﻠﻔت ﻋﻧﮫ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ وﻗد ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻧﮫ )اﺗﻔﺎق ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺷﺧص
)(3
او ﻋدة اﺷﺧﺎص ﻧﺣو ﺷﺧص او ﻋدة اﺷﺧﺎص ﺑﺈﻋطﺎء ﺷﻲء او ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل او اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل(
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻼم ﻣﺪﻛﻮر ،اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ) ،اﻟﺪار اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة (1960 ،ص).(356
2
) ( اﻻﻣﺎم اﺑﻮزھﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(202
3
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة ) (1101ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
- 15 -
اﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري اﻟﻣدﻧﻲ ﻟم ﯾورد ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻌﻘد واﻧﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﺷروع ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري
ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻌﻘد ﻣوداه) ،اﻟﻌﻘد اﺗﻔﺎق ﻣﺎ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن او اﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻧﺷﺎء راﺑطﮫ ﻗﺎﻧوﻧﯾﮫ او ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ او
اﻧﮭﺎﺋﮭﺎ( (1).وﻟم ﯾرد ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﮭو اﻹﺟﺎب ﺑﺎﻟﻘﺑول ﻋﻠﻰ اﺣداث
)(2
اﺛر ﯾرﺗﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧون وھو ﺗﻌرﯾف ﻣﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ.
وﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺳوداﻧﻲ و إن ﻛﺎن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود ﻟﺳﻧﮫ 1974ﻟم ﯾورد ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻌﻘد و
اﺗﺟﮭﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺑﯾﺎن ارﻛﺎﻧﮫ وﻋﻧﺎﺻره ﻣﻌﺗدﯾﺎ ﺑﻣﺳﻠك اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري ﻟﺳﻧﺔ 1984م).(3
ﻋﻠﻰ ﺗﺑرﯾر ﺗﺟﻧب اﻻﻛﺛﺎر ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﮭﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧﺟد ان ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﮫ ﻟﺳﻧﮫ 1984اﺧذ ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد اﻟوارد ﺑﻣرﺷد اﻟﺣﯾران ﻓﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎده -1)33
اﻟﻌﻘد ھو ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻣن اﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﻘﺑول اﻻﺧر ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﺛﺑت اﺛره ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗزام ﻛل ﻣﻧﮫ ﺑﻣﺎ وﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻻﺧر ،ﯾﺟوز ان ﯾﺗطﺎﺑق اﻛﺛر ﻣن ارادﺗﯾن ﻻﺣداث
)( 4
اﻻﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ(.
اﺳﺗﺧدم ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984م ﻛﻠﻣﺔ ﻋﻘد ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺗواﻓق ارادﺗﯾن او اﻛﺛر
ﻋﻠﻲ اﻧﺷﺎء اﻟﺗزام ﯾﺧﻠق اﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ وﯾﻐﯾر وﺻﻔﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺳواء ﻛﺎن ھذا اﻻﻟﺗزام اﻋطﺎء ﻟﺷﻲ
ام اداء ﻟﻌﻣل ام اﻣﺗﻧﺎﻋﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣل ﻛﻣﺎ ﯾوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﺗوﻓر ﺛﻼﻟﺛﺔ ارﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻲ ﯾﻧﺷﺎ ﻋﻘد
ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣن اﻻرﻛﺎن ھذه اﻟرﺿﺎ واﻟذي ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺗﺑﺎدل اﻟطرﻓﯾﯾن ﻻراداﺗﯾن ھﻣﺎ اﻻﯾﺟﺎب اﻟذي
ﯾﺻدره اﻟﻣوﺟب واﻟﻘﺑول اﻟذي ﯾﺻدره اﻟﻣوﺟب ﻟﮫ.
واﯾﺿﺎ اﻟﻣﺣل وھو اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ اﻟذي ﯾظﮭر ﻓﯾﮫ اﻟﺗزام ﻛل ﻣن اﻟطرﻓﯾن ﺗﺟﺎه اﻻﺧر واﻟﺳﺑب
وھو اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﻲ طرﻓﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻣن وراﺋﮫ ،وﺗﺧﻠف اي رﻛن ﻣن ھذه اﻻرﻛﺎن
)(5
ﯾﺟﻌل اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
وﯾﺟدر اﻻﺷﺎرة اﻟﻲ ان ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984م ﻗد ﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻘد واﻻرادة
اﻟﻣﻧﻔردة ﻛﻣﺻدرﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻟﻼﻟﺗزام وﺟﻌل اﻻرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻲ ﺧﻠق اﻟﺗزاﻣﺎت ارادﯾﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻻﺣوال وﻓق ﺷروط ﯾﺣددھﺎ اﻟﻘﺎﻧون واوردھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 137 -136ﻓﻘد اﺧذ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺑدا
1
) ( أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 122ﻣﻦ ﺗﻨﻘﯿﺢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﺼﺮي.
2
) (ﻓﺎﯾﺰ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﻠﻤﺴﺎوي واﺷﺮف ﻓﺎﯾﺰ اﻟﻠﻤﺴﺎوي ،ﻋﻘﻮد اﻟﺒﯿﻊ) ،اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻺﺻﺪارات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة ،(2009 ،ص).(25
3
) ( ﻣﺠﺘﺒﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.45
4
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 133ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
5
) ( اﺑﻮذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص).(8
- 16 -
ﺳﻠطﺎن اﻻرادة ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻧص ﻋﻠﻲ )اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻧﻘﺿﮫ وﻻ ﺗﻌدﯾﻠﮫ اﻻ ﺑﺗﻔﺎق
اﻟطرﻓﯾن او ﻟﻼﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻘرھﺎ اﻟﻘﺎﻧون().(1
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ ھذا اﻟﻧص ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﻣﺻدر اﻟﺗزام ارادي ﻻ ﯾﺳﺗﻣد ﻗوﺗﮫ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون وﻟﻛن ﻣن ﺗراﺿﻲ
اطراﻓﮫ ﻋﻠﯾﮫ وﯾﻘﺗﺻر دور اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻲ ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﺗرﺗﯾب اﻟﺟزاء اﻟﻣﻼﺋم ﻋﻧد اﻻﺧﻼل ﺑﮫ ﻏﯾر
ان ﺣرﯾﺔ اﻻطراف ﻓﻲ اﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد وﺗﺣدﯾد اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﮫ ﻟﯾﺳت ﺣرﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻘد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون
ﻋﻠﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن ﻗدرة اﻻرادة ﻋﻠﻲ اﻧﺷﺎء اﻟﺗزاﻣﺎت وﺗﻘﻠل ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻔردي
ﻟﺳﻠطﺎن اﻻرادة.
ﻓﻣﺛﻼ اذا ﻛﺎن اﻻﺛر اﻟذي ﺗﺣدﺛﮫ اﻻرادة ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻻداب ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ
)(2
وﻻﯾرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اي اﻟﺗزام وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ان ﺗﺗدﺧل ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﺗﻘرﯾر ذﻟك اﻻﺛر.
وﺑﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 33ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1983م ﻧﺟد اﻧﮭﺎ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ
ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﺋﯾﮭﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوداﻧﻲ وھﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﻧص ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻋﺑﺎرﺗﯾن اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول
وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻗدﯾن وﻣن ﺛم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،وھذه ﻛﻠﮭﺎ ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻣﻠﮫ ﺣﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘدا اذ ﯾﺟب
ان ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ ﻛل ﻋﻘد اﯾﺟﺎب وﻗﺑول ﺻﺎدرﯾن ﻣن ﻋﺎﻗدﯾن ﺑﺻﯾﻐﺔ ﺗﻔﯾد ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب ﺑﺎﻟﻘﺑول ﻋﻠﻲ
ﻣﺣل ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﯾﻛون ذﻟك اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﺑﺧﺻوﺻﮫ.
ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺛﻼ ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺑﺎﺋﻊ وﻣﺷﺗري او ﻣن ﯾﻣﺛﻠﮭﻣﺎ وﻻﺑد ان ﯾﺻدر ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺎﯾدل
ﻋﻠﻲ رﻏﺑﺗﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء وﻛذﻟك ﻻﺑد ﻣن اﻟﺷﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ وھو ﻣﺎﯾﻠزم اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻘد ﻣﺣدد).(3
وﯾﻼﺣظ ان اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوداﻧﻲ ﻗد اﺳﺗﻌﺎر ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻣن ﺻﺎﺣب ﻣرﺷد اﻟﺣﯾران اﻟذي ﻋرف
اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻧﮫ )ﻋﺑﺎرة ﻋن ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻣن اﺣد اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﺑﻘﺑول اﻻﺧر ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﯾﺛﺑت اﺛره ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ( واﻟﻌﻘد ﺣﺳب اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ھو ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب ﺑﻔﺑول اي ھو ارﺗﺑﺎط ارادﺗﯾن ﻣﺗطﺑﻘﺗﯾن
وﻟﯾس اراده واﺣده.ﻓﮭذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺑﻌد اﻻرادة اﻟﻣﻧﻔردة واﻟﻣﺷرع اﻟﺳوداﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺟري ﻋﻠﻲ ھذا
اﻟﻣﺟري اﻧﻣﺎ اﺗﺑﻊ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟذﯾن ﻻﯾرون ﻓﻲ اﻻرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻋﻘد اﻣﺛﺎل اﻟدﺳوﻗﻲ
وھو اﺣد ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ اذ ھو ﯾﻌرف اﻟﻌﻘود ﺑﻘوﻟﮫ )اﻟﻌﻘود ھﻲ ﻣﺎﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻲ اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول(
واﻟﻧﺟﻌﻲ وھو اﺣد ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺷﯾﻌﺔ ﯾﻘول )اﻟﻌﻘد ﺷرﻋﺎ ﻗول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن او ﻗول ﻣن اﺣداھﻣﺎ وﻓﻌل ﻣن اﻻﺧر
رﺗب اﻟﺷﺎرع اﻻﺛر اﻟﻣﻘﺻود ﻋﻠﯾﮫ.
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 113ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
2
) ( اﻟﻤﺎدة 83ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983
3
) ( راﺟﻊ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة 33ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
- 17 -
ﯾﻘول اﻟدﻛﺗور اﻟﺳﻧﮭوري ﻋن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ ورد ﺑﻣرﺷد اﻟﺣﯾران اﻧﮫ )ﯾﻧم ﻋن اﻟﻧزﻋﺔ
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳود اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ دون اﻟﻧزﻋﺔ اﻟزاﺗﯾﺔ ﻓﺎﻟﻌﻘد ھوارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب ﺑﺎﻟﻘﺑول ﻻﻣن
ﺣﯾث اﻧﮫ ﯾﻧﺷﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وھذا ھو اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟﻧزﻋﺔ اﻟزاﺗﯾﺔ ﺑل
ﻣن ﺣﯾث اﻧﮫ ﯾﺛﺑت اﺛره ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ اي ﯾﻐﯾر اﻟﻣﺣل ﻣن ﺣﺎﻟﮫ اﻟﻲ ﺣﺎﻟﮫ وھﻧﺎ ﺗﺑرز اﻟﻧزﻋﺔ
)(1
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺷرﻧﺎ اﻟﯾﮭﺎ(.
وﻟﻘد اﻧﺣﺻر ﻣﺎﯾﻧﺷﺋﮫ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﺳب اﻻﺻل ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ھذا ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ان اﻟﻌﻘد
ھواﻟذي ﯾﻌدل اﻻﻟﺗزام او ﯾﻧﻘﻠﮫ او ﯾزﯾﻠﮫ ،ﻓﻔﻛر اﻟﺗﻌﺎﻗد او اﻟﻌﻘد ھﻲ اوﺳﻊ ﻣن ان ﺗﻘف ﻣﮭﻣﺗﮭﺎ ﻋﻧد ﻧﺷﺎة
اﻻﻟﺗزام ﺑل ان ﻣﮭﻣﺗﮭﺎ ﺗﻣﺗد اﯾﺿﺎ ﺣﺗﻲ اﻧﺗﮭﺎء اﻻﻟﺗزام واﻧﻘﺿﺎﺋﮫ ،ﻓﺻﻠﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻟﯾﺳت ﻛﺻﻠﺔ اي
ﺷﻲ ﺑﻣﺻدره ﺣﯾث ﺗﻧﺣﺻر اھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﻣﺻدر وﻗت اﻧﻔﺻﺎل اﻟﺷﻲ ﻋﻧﮫ ﺛم ﺗﻧﻘطﻊ ﻛل ﺻﻠﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﻻ
ﯾﺑﻘﻲ ﺑﻌد ذﻟك ﺳوي دﻻﻟﺔ اﻟﺷﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺻدره ﻛدﻻﻟﺔ اﻟﻣوﻟود ﻋﻠﻲ ﺟﻧس واﻟده وﻻ ﺷﻲ اﻛﺛر ﻣن ذﻟك.
ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ھذا ﻛﻠﮫ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺻدره اﻟﻌﻘد ﻓﺎھﻣﯾﺔ ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻓﻲ اﻧﮭﺎ اﺳﺎس ﻗﯾﺎم
اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻓﺣﺳب ﺑل ان اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﻓﺿﻼ ﻋن ھذا اﺳﺎس ﺗﻌدﯾل اﻻﻟﺗزام او ﻧﻘﻠﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﻛون
اﺳﺎس اﻧﻘﺿﺎﺋﯾﮫ ﻓﺻﻠﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺻدره ﻟﯾﺳت ﺻﻠﺔ ﻧﺷﺎة ﻓﻘط ﺑل اﻧﮭﺎ ﺻﻠﺔ داﺋﻣﺔ ﻣﺎدام اﻻﺛر اﻻﻟﺗزام
ﻗﺎﺋﻣﺎ ھﻲ ﺻﻠﺔ اﺑﺗداء واﻧﺗﮭﺎء ,اﺑﺗداء ﺑﻧﺷﺎة اﻻﻟﺗزام وﺣﺗﻲ اﻧﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻟﮭذا اﺛره اﻟواﺿﺢ ﺣﯾث ﺗﻧﻌﻛس
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ اﻻﻟﺗزام.
ان اﻻﻟﺗزام ﯾﻣر ﻛﺎي ﻛﺎﺋن ﺑﺛﻼﺛﮫ ﻣراﺣل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﯾﺎم او اﻟﻧﺷﺎة وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﯾﺎة او اﻟﺗﻧﻔﯾذ
وﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﻘﺿﺎء او اﻻﻧﺗﮭﺎء وﻓﻛرة اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻗوة اﻟﺻﻠﺔ واﻻﻣﺗزاج ﺑﻧﺷﺎة اﻻﻟﺗزام ﻣﺎﻻ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻲ
ﺑﯾﺎن ﻓﮭذه وﻟﯾدة ﺗﻠك وﻟوﻻ اﻟﻌﻘد ﻣﺎﻗﺎم اﻟﺗزام ﺗﻌﺎﻗدي وﻟﯾس اﻻﻣر ھﻛذا ﻣن اﻟوﺿوح ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدي ﻗوة
اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺻدر ﻣن ﺟﮭﺔ وﺣﯾﺎة اﻻﻟﺗزام ﻛﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣﻠﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ اﺧري ,ان ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد
ﻣﺗداﺧﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻻﻟﺗزام ﺑﺻورة ﯾﺻﻌب اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وان ﺟﺎز اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ھذا اﻟﺗداﺧل ﺑوﺿﻊ
ﻓواﺻل اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺻدر واﻻﻟﺗزام ﻛﺄﺛر ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﺳﺗﻘﻼل اﺣداھﻣﺎ
)(2
ﻋن اﻻﺧر اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻣطﻠﻘﺎ ﻻ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ وﻻ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
1
) ( ﺟﻤﯿﻞ اﻟﺸﺮﻗﺎوي ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻣﺎرس 1974م ،ص ص.52-51
2
) ( اﻻﻣﺎم اﺑﻮزھﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص)(209
- 18 -
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺟﺎء ﻣوﺿﺢ ﻻرﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻻ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ
اﻻ ﺑﺗوﻓرھﺎ وھﻲ ارﻛﺎن ﺛﻼﺛﺔ ﺟﺎءات ﻣوﺿﺣﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣدﻧﯾﺔ اذ ﻻﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ اﻻ
ﺑﺎﻛﺗﻣﺎﻟﮭﺎ وﺗوﻓرھﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗرى اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ أﯾﺿﺎ ً أن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ھﻲ ﻣﺎ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺗﺑول.
1
) ( اﻹﻣﺎم أﺑﻮ زھﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص)(356
2
) (ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺟزﯾري ،اﻟﻔﻘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاھﺐ اﻷرﺑﻌﺔ) ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة ،(2003 ،ﻣﺠﻠﺪ ،2ص).(155
- 19 -
واﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ اﻗوال ذھب ﺑﻌﺿﮭم اﻟﻲ ان اﺗﻔﺎق اﻻرادﺗﯾن واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ھﻣﺎ رﻛﻧﺎ اﻟﻌﻘد ﻟذﻟك ﯾري اﺻﺣﺎب ھذا اﻻﺗﺟﺎه ان اﻟﻌﺎﻗد ﻟﯾس رﻛﻧﺎ ﻛﻣﺎ
ان اﻟﻔﺎﻋل ﻟﯾس ﻣن ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻔﻌل).(1
وﯾري اﻻﻣﺎم اﻟﻐزاﻟﻲ ان اﻟﻌﺎﻗدﯾن واﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﺑوﺻﻔﮭﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻻﺳﺎﺳﯾن ،اﻣﺎ اﻻﻣﺎم
اﻟﻘراﻓﻲ ﻓﯾري ان ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد )اﻟﻌﺎﻗدان واﻟﻌوﺿﺎن( اﻣﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘد ذھﺑﺎ اﻟﻲ ان رﻛن اﻟﻌﻘد
ھو اﻟﺻﯾﻐﺔ ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب ﺑﺎﻟﻘﺑول ﻛﻣﺎ ﯾري اﻻﻣﺎم اﻟزرﻗﺎ ان اﻟﻌﺎﻗدﯾن وﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣن ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻌﻘد
وﻟﯾﺳﺎ ﻣن ارﻛﺎﻧﮫ واﻟﻣﻘوم اﻋم ﻣن اﻟرﻛن.وﯾﻌﺗﺑر ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣون ان اﻟﺻﯾﻐﺔ ھﻲ رﻛن ﻣن ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد
وھﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻌﺑر ﻋن اﻻرادة اﻟﺑﺎطﻧﺔ وﯾﺗﻔق اﻟدارﺳون ان اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﻧزﻋﺔ
ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اي اﻧﮫ ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ ﺣﺎل اﻟﻌﻘد ﻓﺎن ﻛﺎن ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻲ ارادة ظﺎھرة دون اﻟﺑﺎطﻧﺔ ﻻﻧﮭﺎ
ھﻲ اﻟﻣظﮭر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻼرادة واﻟﻣﻌﺑر اﻟﻣﻌﺗد ﺑﮫ ﻓﯾﮭﺎ ھو اﻟﻠﻔظ وﺗﻧزﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﺗﺎﺑﮫ ﺛم اﻻﺷﺎرة ﻣﻣﺎ
ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻠﻔظ وﯾؤﺧذ اﻟﻠﻔظ ﺑﻣﻌﻧﺎه اﻟظﺎھر ﻓﻣﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻠﻔظ واﺿﺣﺎ ﺟﺎرﯾﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺧﺎطب ﻓﻲ ﻋرف
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺗﻔﺣص ﻋن اﻟﻧﯾﺔ وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﮫ ﻻ ﯾﮭدر اﻻرادة اﻟﺑﺎطﻧﺔ اذ ﯾرﺟﻊ اﻏﻠب
اﻻﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺻود دون اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﻲ اﻟﻧطق وﻣن ﺗﻠك اﺟﺎزة اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌطﺎه.
ﻗﺎل اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻻ ﯾﻧﺣﺻر اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺗﺣﻘق اﻟﻠﻔظ وﺗﻛﻔﻲ اﻟﻣﻌطﺎه وﺗﺟزي ﻛﻣﺎ ﯾﺟزي اﻟﻌﻘد اﻟﻠﻔظﻲ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻ ﻣﺎﺧرج ﺑﺎﻟدﻟﯾل ﻛﺎﻟﻧﻛﺎح واﻟطﻼق واﻟﻧذر واﻟﯾﻣﯾن.
ﻛﻣﺎ ان اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﯾﺟﺎب ﯾﻌﻘﺑﮫ ﻗﺑول وﻗد اﺛر اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣون اﺷﺗراط ان ﯾﻛون ﻟﻔظ
اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ ﻻﻧﮫ اﻟﻣظﮭر اﻟواﺿﺢ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر اﻟﺟﺎزم وﻓﯾﮫ اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺟزم اﻣﺎ ﺻﯾﻐﺔ
اﻟﻣﺿﺎرع واﻻﻣر واﻻﺳﺗﻘﺑﺎل واﻻﺳﺗﻔﮭﺎم واﻟﺟﻣﻠﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻓﻼﻧﮭﺎ ﺗﺣﺗﻣل ﻋدم اﻟﺟزم ﻓﻠم ﯾوﺛرھﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء
)( 2
ﻓﻲ ﺗﻧﺟﯾز اﻟﻌﻘد.
وﯾﻘول اﻟﻣﺣﻘق اﻟﺣﻠﻲ ﺑﺎن اﻟﻌﻘد )ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻻ ﺑﻠﻔظ اﻟﻣﺎﺿﻲ وﻟو اﺳﺗﻌﻣل ﻏﯾره وان ﺣﺻل اﻟﻘﺑول
)(3
ﻟم ﯾﺻﺢ(
وھﻧﺎﻟك اراء ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻛن اﻟراﺟﺢ اﻧﮫ ﯾﻧﻌﻘد ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﺎذا وﻗﻊ ﺑﺎﻻﻣر او اﻻﺳﺗﻔﮭﺎم ﻻ ﯾﻘﻊ
ﻛﻣﺎ ﻟو ﻗﺎل ﺑﻌﻧﻲ واﺟﺎﺑﮫ ﺑﻌﺗك ﻓﻘد ﻗﺎﻟو ﯾﻧﻌﻘد وﻛذا ﺑﺎﻟﻣﺿﺎرع ﺗﺑﯾﻌﻧﻲ ﻓﺎذا اﺟﺎﺑﮫ ﺑﻌﺗك ﯾﻧﻌﻘد وﻻ ﯾﻧﻌﻘد
1
) (ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼم) ،ﻣﺠﻠﺔ ﺣﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻹﺻﺪار :7اﻟﻜﻮﻓﺔ ،(2011 ،ص).(19
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(20
3
) ( اﻟﺸﯿﺮازي إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﯾﻮﺳﻒ ،اﻟﻤﮭﺬب ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ) ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ :ﻣﺼﺮ (1948 ،ص).(66
- 20 -
ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻻﺳﺗﻔﮭﺎم اﺗﻔﺎﻗﺎ (1) .وﻗﺎل اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ اذا ﻛﺎن اﻻﯾﺟﺎب ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻻﻣر ﻣﺛل ﺑﻌﻧﻲ ﺳﯾﺎرﺗك ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻻ
اذا ﻗﺎل اﻟﻣﺷﺗري اﺷﺗرﯾت ،اﻣﺎ ﻋﻧد اﻻﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﯾﻧﻌﻘد ﻗﺎﺋﺳﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺎظ اﻟزواج واﻋﺗرض ﻋﻠﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻘﺎﻟو اﻧﮭﺎ ﻟزﻣن ﻣﺿﻲ وﺿﻌﺎ اﻻ ان اﻟﻌرف ﺟﻌﻠﮭﺎ ﻟﻠﺣﺎل واﻟﻌرف ﺣﺎﻛم ﻋﻠﻲ
)(2
اﻟوﺿﻊ.
اذا ﻛل ﻟﻔظ دﻟت ﺻﯾﻐﺗﮫ ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺎل واﻟﺟزم ﯾؤﺧذ ﺑوﺻﻔﮫ ﻣﻌﺑرا ﻋن اﻻرادة وﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد ﺑﮫ
وﻻ ﯾﻌدل ﺑﮫ اﻟﻲ ﻓﺣص ﻣراد اﻻرادة اﻟﺑﺎطﻧﺔ وﻛل ﻟﻔظ اﺣﺗﻣﻠت دﻻﻟﺗﮫ ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺎل واﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﺗﻘﻊ اﻟﺣﺎﺟﮫ
ﻓﯾﮫ اﻟﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻧﯾﺔ وﻛل ﻟﻔظ اﺣﺗﻣل دﻻﻟﮫ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﮫ اﻟﻌﻘد.
وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺷراﺋﻊ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻧﮫ )ﻟﻔظ دال ﻋﻠﻲ ﻧﻘل اﻟﻣﻠك ﻣن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻲ اﺧر ﺑﻌوض ﻣﻌﻠوم
وﻻ ﯾﻛﻔﻲ اﻟﺗﻘﺎﺑض ﻣن ﻏﯾر ﻟﻔظ وان ﺣﺻل ﺑﺎﻻﻣﺎرات ﻣﺎﯾدل ﻋﻠﻲ ارادة اﻟﺑﯾﻊ وﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻠﻔظ اﻻﺷﺎرة
)(3
ﻣﻊ اﻟﻌذر وﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻻﯾﺟﺎب ﺷرطﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺑول ﺗردد واﻻﺷﺑﮫ ﻋدم اﻻﺷﺗراط(.
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗﺎل اﻻﻣﺎم ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر اﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻟﻧﯾﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ ﯾﻘول ﻓﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اذا ﻗﺎل ﺑﻌت ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ
ھزﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﻟو ﻗﺎل اﺑﯾﻌك ﺑﺎﻟﻣﺿﺎرع ﺻﺎدﻗﺎ ﻟﻛن ھذه ﻣﺣﺎوﻟﮫ ﻣﻧﮫ ﻟﻠﻌدول ﻋن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎرﻓﮫ ﺑﺎﻋﻣﺎل
ﻋﻠﻲ ظﺎھرة وھﻲ دﻋوي ﻻ اﺛر ﻟﮭﺎ ان اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻏﯾر ﻏﺎﻓﻠﯾن ﻋن ان اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﺑﺎﻻرادة ﻻ
ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻻ اﻧﮭم ﯾﺳﺗﺧﻠﺻون اﻻرادة اﻟﺑﺎطﻧﺔ ﻣن اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻓﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اذا ﺗﻣﺧﺿت ﻋن ﻣﻌﻧﻲ وﺟب اﻟوﻗوف
) (4
ﻋﻧدھﺎ وﻟﯾﺳت اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻻ ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻲ ھذه اﻻرادة.
ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ان اﻟﻌﺎﻗدان رﻛن ﻣن ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد وھﻣﺎ اﻟﺷﺧﺻﺎن اﻟﻣﻌﺑران ﻋن
طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد واﻟطرﻓﯾن اﻟﻠذان ﺗﻘﻊ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻘد وﻗد ﯾﻛوﻧﺎن ﺷﺧﺻﯾن ﻣﻧﻔردﯾن او ﻣﺗﻌددﯾن
ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﺗﺧﺎرج اﻟورﺛﺔ وﻗد ﯾﻛوﻧﺎن اﺻﻠﯾﯾن او ﻧﺎﺋﺑﯾن ﻋن ﻏﯾرھﻣﺎ وﯾﺟب ان ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ
ﺑﺎﻻھﻠﯾﺔ واﻻھﻠﯾﺔ ﻟﻐﺔ ھﻲ اﻟﺟدارة واﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻻﻣر ﻣن اﻻﻣور وﺷرﻋﺎ ھﻲ ﺻﻔﮫ ﯾﻘدرھﺎ اﻟﺷﺎرع ﻓﻲ
اﻟﺷﺧص ﺗﺟﻌﻠﮫ اھﻼ ﻟﻠﺧطﺎب اﻟﺷرﻋﻲ اي ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﺑﺎن ﺗﻛون ﻟﮫ ﺣﻘوق وﻋﻠﯾﮫ واﺟﺑﺎت وھﻲ
)(5
ﻧوﻋﺎن اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب واھﻠﯾﺔ اﻻداء
1
) ( زﯾﻦ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺠﺒﻌﻲ ،ﻣﺴﺎﻟﻚ اﻷﻓﮭﺎم )دار اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺑﯿﺮوت ،ب ت( ص)(4
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮاد ،ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﺷﺮح ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﻼﻣﺔ) ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻨﺸﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ :ﻣﺼﺮ ،ب ت( ،ص).(35
3
) ( ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ،روﺿﺔ اﻟﻨﺎظﺮ وﺟﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎظﺮ) ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﯾﺎن ،ﺑﯿﺮوت1972 ،م( ص).(79
4
) (ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.21
5
) ( ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮﯾﻢ زﯾﺪان ،اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ) ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻧﺎﺷﺮون :ﺑﯿﺮوت (2005 ،ص).(3
- 21 -
ﻋرﻓوا اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ﺑﺎﻧﮭﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻟﺗﺣﻘق اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﮫ او ﻋﻠﯾﮫ (1)،وﺗﻌرف
ﻋﻧد اھل اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻣﺎ ان ﺗﻛون طﺑﯾﻌﯾﺔ او ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﺎﻟطﺑﯾﻌﻲ ھو اﻻﻧﺳﺎن واﻟﻣﻌﻧوي
ھو اﻟﺣﻛﻣﻲ او اﻻﻋﺗﺑﺎري وھو ﻛﯾﺎن ﻣوﻟف ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺷﺧﺎص ﯾﮭدﻓون اﻟﻲ ﻏﺎﯾﺔ ﻟﮭم ذﻣﺔ
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ذﻣم اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻛوﻧﯾن ﻟﮭﺎ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺎت واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت وﺗﺛﺑت اھﻠﯾﺔ اﻻﻧﺳﺎن
اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﻣﻌﻧوي ﺑﻣﺟرد وﺟوده ﻓﺎﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ ﺑطن اﻣﮫ ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ وﺟوب اﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻣوﺗﮫ وﺗﺻﻔﯾﺔ
ﺗرﻛﺗﮫ وﻣﺎﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻲ اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ﻻ ﯾﻧﺷﺎ ﻣن ﺗﺻرف ﻗوﻟﻲ او ﻓﻌﻠﻲ اﻧﻣﺎ ﻣﺟرد وﺟوده ﻛﺎﺋﻧﺎ ﻟﮫ ذﻣﺔ
اي ان اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺳوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ اﻣﺎ اﻟﻣﺳوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻠﯾﮫ اﻻ ﺑﻌد
اﻛﺗﺳﺎﺑﮫ اھﻠﯾﺔ اﻻداء وھذه ﻻ ﺗﻧﻌدم ﻻﻧﮭﺎ ﺗدور ﻣﻊ اﻟوﺟود اﻟﻔﻌﻠﻲ وﺟودا وﻋدﻣﺎ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ﻧوﻋﺎن اھﻠﯾﺔ وﺟوب ﻧﺎﻗﺻﺔ وھﻲ ﻣﺎﻻ ﻣﺟﺎل ﻓﯾﮭﺎ ﻟﺗرﺗﯾب اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻛﺎﻟﺣﻣل ﻓﻲ ﺑطن اﻣﮫ ودور اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﻲ ﺳن اﻟﺗﻣﯾﯾز ودور اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻲ ﺳن اﻟﺑﻠوغ ﻣﻊ
اﻟرﺷد اﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﮭو اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب اﻟﻛﺎﻣﻠﮫ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﺧص اھﻼ ﻟﺗرﺗﯾب اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
)(2
ﻋﻠﯾﮫ وھو اﻟﺷﺧص اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗل اﻟراﺷد.
اﻣﺎ اھﻠﯾﺔ اﻻداء ﻓﻘد ﻋرﻓﮭﺎ دﻛﺗور اﻟﺧﻔﯾف ﺑﺎﻧﮭﺎ )ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻻﻧﺳﺎن ان ﯾطﺎﻟب ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﺣق وان
ﯾطﺎﻟب ﺑﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺣق ﻟﻠﻐﯾر وﺗﻌﺗﺑر ﻋﺑﺎرﺗﮫ ﻓﻲ اﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘود وﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﺛﺎر اﻟﺷرﻋﯾﺔ( اي اﻧﮭﺎ
ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ وﺑﻌﺑﺎرة اﺧري ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻻ ﻧﺷﺎء
)(3
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﺷرﻋﺎ.
واﯾﺿﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻟﺻدور اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﺷرﻋﺎ
وﻛل ﻣن ﺛﺑﺗت ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ اﻻداء ﻓﻘد ﺛﺑﺗت ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب وﻟﯾس اﻟﻌﻛس وﺗﻘﺗرن اھﻠﯾﺔ اﻻداء ﺑﺎﻟﺳن
واﻟرﺷد واﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﺎذا اﻧﻌدم اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻧﻌدﻣت اھﻠﯾﺔ اﻻداء ﻟذﻟك ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻗد ﺣﺗﻲ ﺗﺗرﺗب اﻻﺛﺎر
ﻋﻠﻲ ﻋﺑﺎرﺗﮫ ان ﺗﻛون ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ اداء وﻋﻠﯾﮫ ﯾﺷﺗرط ان ﯾﻛون ﻋﺎﻗﻼ راﺷدا ﻣﻣﯾزا ﻏﯾر ﻣﻛره ،وﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘﺳم
اﻟﻌﻘود ﻣن ﺟﮭﺔ ﺗﺣﻘق اﻻھﻠﯾﺔ اﻟﻲ ﻋﻘود ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ وھﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﺑرع ﻟﮫ ﻣﺛل
اﻟﮭﺑﺔ ﻟﻠﻣوھوب ﻟﮫ وھذه اﻟﻌﻘود ﺗﺻﺢ ﻟﻣن ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ،واﯾﺿﺎ ﺗﻘﺳم اﻟﻲ ﻋﻘود ﺿﺎرة ﺿررا
ﻣﺣض ﻣﺛل ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﺑرع وھﺑﺔ اﻟواھب ووﻗف اﻟواﻗف واﺑرا اﻟﻐﯾر ﻋن اﻟدﯾن وھذه ﻻ
ﺗﺻﺢ اﻻ ﻣن اﻛﺗﻣﻠت اھﻠﯾﺗﮫ ،ﺛم اﻟﻲ ﻋﻘود داﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿر وھﻲ ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ وھﻲ ﻋﻠﻲ
1
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.27
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.28
3
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ اﻟﺤﻜﯿﻢ ،اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام) ،ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ اﻻھﻠﯿﺔ :اﻟﻌﺮاق (1977 ،ص).(116
- 22 -
ﻧوﻋﯾن ﻋﻘود اﻻدارة ﻣﺛل ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻟﻠﻣوﺟر وﻋﻘود ﻋﻠﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﯾن ﻋﻘد اﻟﺗﺻرف ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷرﻛﺔ
ﻓﻣن ﻛﺎﻧت ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ھذه اﻟﻌﻘود ﺟﻣﯾﻌﺎ وﻣن ﻛﺎﻧت ﻟﮫ اھﻠﯾﺔ ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻛﺎﻟﺻﺑﻲ اﻟﻣﻣﯾز
ﻓﻠﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ اﻣﺎ اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿر ﻓﮭﻲ ﻋﻘود ﻣوﻗوﻓﮫ ﻋﻠﻲ اﺟﺎزة
اﻟوﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﺑﻲ اﻟﻣﻣﯾز اﻟذي ﻟﮫ ان ﯾﻘﺑل اﻟﮭﺑﺔ او اﻻﺑراء ﻣن دﯾن ﻋﻠﯾﮫ.
ﻛﻣﺎ اﺷﺗرط اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺗﻌدد اﻟﻌﺎﻗد اي ان ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻗد ﻣﺗﻌددا اﻟﻣوﺟب واﻟﻘﺎﺑل ﻓﻼ ﯾﻛون وﻛﯾل
اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻛﯾﻼ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑذاﺗﮫ اﻻ اﻻب ووﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ .اﻣﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وھﻲ ان ﯾﻘوم ﺷﺧص ﻣﻘﺎم
)( 1
اﺧر ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ ﻋﻠﻲ ان ﺗﺿﺎف اﺛﺎر اﻟﻌﻘد ﻟﻼﺻﯾل وﯾﺳﻣﻲ اﻟﻌﺎﻗد اﻟﻧﺎﺋب ﻋن اﻻﺻﯾل.
اﻣﺎ اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻟث ﻓﮭو اﻟﻣﺣل اﻟذي ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد ذاﺗﮫ ﻓﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ھو
اﻟﻣﺑﯾﻊ واﻟﺛﻣن وﻋﻘد اﻟزواج ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ھو ﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺷرة ﺑﻣﻌﻧﺎھﺎ اﻟﻌﺎم واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن
اﻟزوﺟﯾن وﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻣﺣﻠﮫ اﻻﻓﺎدة ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل وﯾﺻﺢ ان ﯾرد ﻋﻠﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻛون ﻣﻣﻧوﻋﺎ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون او ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻻداب وﻟﻠﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻣﺣل اﻟﻌﻘد وﻧوع اﻻﻟﺗزام ﻧﺟد ان ﻣﺣل اﻟﻌﻘد
ﻣﺎورد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻘد وﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻣﺎﯾﻧﻔذ ﻣن اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ھو اﻟﻣﺑﯾﻊ واﻟﺛﻣن وﻣﺣل
اﻻﻟﺗزام ھو ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ واﻟﺛﻣن اذا ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ھو ﻣﺎﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻻﻟﺗزام وھﻧﺎك رﺑط وﺛﯾق ﺑﯾن ﻣﺣل اﻟﻌﻘد
واﺛﺎره ﻟذﻟك ﻗﯾل ان ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﺎﺗﺗﻌﻠق ﺑﮫ اﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘد واﺛﺎره او ﻣﺎﻛﺎن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺧﺻوﺻﮫ.
وﻟﻘد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﻣﺎ اذا ﻛﺎن اﻟﻣﺣل رﻛن ﻣن ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد ام رﻛن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﻓذھب
ﺑﻌﺿﮭم اﻟﻲ اﻻول وذھب ﻏﯾرھم اﻟﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ھﻧﺎﻟك ﺷروط ﯾﺟب ﺗواﻓرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣل وھﻲ اوﻻ ان
ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣوﺟودا او ﻣﻣﻛن اﻟوﺟود وﯾﻘﺻد ﺑﮫ ان ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣوﺟودا ﻓﻌﻼ اذا ﻛﺎن اﻟﺣق
ﻋﯾﻧﯾﺎ وﻗت اﺑرام اﻟﻌﻘد ﻟذﻟك ﯾﺳﻣﻲ اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻓﺷرطﮫ اﻻﻣﻛﺎن اي
ان ﯾﻛون ﻣﻣﻛن اﻟوﺟود ﻓﺎذا ﺗﺑﯾن ان اﻟﻣﺣل ﻏﯾر ﻣوﺟود ﻓﻼ ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد وﻻ ﯾﻧﺷﺎ اﻻﻟﺗزام.
اﻣﺎ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺟوده ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﯾﺟب ان ﯾﻌﯾن ﺗﻌﯾﯾﻧﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ واﻟﻐرر وﻋﻧد اﻟﻔﻘﮭﺎء
ﻓﺎن ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌدوم ﻣن اﻻﻋﯾﺎن ﺑﺎطل ﺣﺗﻲ ﻟو ﻛﺎن ﻣﻣﻛن اﻟوﺟود او ﻣﻣﻛن ان ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻘوﻟﮫ
)(2
)ص( ﻻ ﺗﺑﻊ ﻣﺎﻟﯾس ﻋﻧدك.
1
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.37
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،أﺣﻜﺎم اﻟﻨﮭﺮ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ) ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎرف ﻟﻠﻤﻄﺒﻮﻋﺎت :اﻟﻌﺮاق (2008 ،ص).(72
- 23 -
اﻣﺎ اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي اﺷﺗرطﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ان ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻣﻠﻛﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ
)(1
ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﯾﺷﺗرك اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﺣﯾﺎزة ﻛﺎﻟﻛﻼ واﻟﻣﺎء.
واﯾﺿﺎ اﺷﺗرط ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣون ان ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻣﻌﺎ وﻗت اﻟﻌﻘد او
ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻧﻔﻲ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣؤدﯾﺔ اﻟﻲ اﻟﻧزاع ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻋﯾﻧﺎ ﻓﯾﺟب ﺗﻌﯾﻧﮫ وﺗﺣدﯾد اوﺻﺎﻓﮫ ﻓﺎذا ﻛﺎن
اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﻧوﻋﮫ ﻓﯾﻠزم ﺗﻌﯾن اﻟﻣﻘدار واﻟوﺻف اﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﻋﻣﻼ او اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ﻓﻌﻠﯾﮫ ﺗوﺻﯾﻔﮫ
)(2
ﺑﺷﻛل دﻗﯾق.
اﻣﺎ ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد واﻟﻣراد ﺑﮫ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣل ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ان ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣوﺟودا ﻣﻘدورا ﻋﻠﻲ
ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ وﻣﻌﯾﻧﺎ وﻟﻛن ﯾﻠزم ان ﯾﻛون ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﮭﻧﺎﻟك اﺷﯾﺎء ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل اﻣﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ او
اﻟﻐرض اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﻓﯾﮭﺎ او اﻟﻲ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻻداب ﻓﻣﺛﻼ اﻟﺷﻣس واﻟﮭواء واﻻﻧﮭﺎر
واﻟﺑﺣﺎر ﻓﮭذه ﻛﻠﮭﺎ ﻟﯾس ﺑﻣﻘدور اﻻﻧﺳﺎن ﺑﯾﻌﮭﺎ واﻟﺗداول ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻼﺳﺗﺣﺎﻟﮫ اي ﻟﻌدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ
) (3
وﻋدم ﻣﻘدورﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم.
اﻣﺎ اﻟﻐرض اﻟذي ﺧﺻص ﻟﮫ اﻟﺷﻲ ﻣﺛل اﻻﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﮭﻲ ﻣوارد ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ
)( 4
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺛل اﻟوﻗف اﻟﺧﯾري ﻓﮭو ﻣﺧﺻص ﻟﺗﻘدﯾم ﻧﻔﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻔﺋﺔ.
اﻣﺎ اذا ﻛﺎن اﻟﻣﺎﻧﻊ ﯾرﺟﻊ اﻟﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣرﻣﺎت وﻣﺎﻻ ﯾﺻﺢ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭﺎ ﺷرﻋﺎ
ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﻣﺛل ﺑﯾﻊ اﻻﺛﺎر اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﺑﯾﻊ اﻟﻣﺧدرات وﻛﻠﮭﺎ ﺗﺧرج ﻣن ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ
ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛذﻟك ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺻدر اﻟدوﻟﺔ اﻣرا ﺑﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﮫ ،اﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
واﻻداب ﻓﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳوا ﻛﺎﻧت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ او اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ او ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﻌﻠو ﻋﻠﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻓراد وﯾﺧﺗﻠف ﻣﻔﮭوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻻزﻣﺎن واﻻﻣﻛﻧﺔ ﻓﻣﻌﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
اﻟﻧص واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻌﯾﺎر اﻻدب اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻊ اﻟﻧص واﻟﻧﺎﻣوس اﻻدﺑﻲ
واﻻﻋراف اﻟﻣﺗوارﺛﺔ.
(2007ص).(110 ) (1ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻓﻘﮫ اﻟﻮﻗﻒ دراﺳﺔ اﺳﺘﺪﻻﻟﯿﺔ) ،ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﮭﺎد واﻟﺗﺟدﯾد ع :6اﻟﻜﻮﻓﺔ،
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.41
3
) ( ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ أﯾﻮب اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ،ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ) ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة (2008 ،ص).(200
4
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.42
- 24 -
وﻣن اﻻﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻣﻧوع ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ان ﻻ ﯾﺟوز اﻟﻧزول ﻋن ﺣق
اﻟﺗرﺷﯾﺢ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑل او ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﻋوض
)(1
او ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑل.
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺔ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ واﻟﻌﺎﻗدان واﻟﻣﺣل ﺑرﻏم
ﻣن اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻲ ھذه اﻻرﻛﺎن ﺳواء ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺻﯾﻐﺔ او اﻟﻌﺎﻗدان او اﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ﻓﻔﻲ
راي ان ھذه اﻻرﻛﺎن ھﻲ اﺳﺎس اﻟﻌﻘد وﺟوھره .وﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻧﺎ وﺟدﻧﺎ ﺑرﻏم ﻣن اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن
اﻟﻔﻘﮭﺎء وﻟﻛن اﻏﻠﺑﮭم ﻗد اﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻲ ھذه اﻻرﻛﺎن اﻟﺛﻼﺛﮫ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون:
ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗطﻠب وﺟود ﺛﻼﺛﮫ ارﻛﺎن ﻟﮫ وھﻲ اﻟرﺿﺎ واﻟﻣﺣل واﻟﺳﺑب ﻛﻣﺎ ﯾﺗطﻠب
اﻟﻘﺎﻧون وﺟود ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻛل رﻛن ﻣن ھذه اﻻرﻛﺎن ورﺗب ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻠك
اﻟﺷروط).(2
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺗواﻓق اﻻراداﺗﯾن وھو اﻻﺳﺎس اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﮫ اﻟﻌﻘد وﯾدور ﻣﻌﮫ
وﺟودا وﻋدﻣﺎ وﻟذﻟك ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺷﺗرط ﻟوﺟود اﻟﻌﻘد ﺗواﻓر اﻟرﺿﺎ اي ان ﺗوﺟد اﻻرادة ﻓﻲ ﻛل ﻣن طرﻓﯾﮫ
وﯾﻘﺻد ﺑذﻟك اﻟوﻋﻲ ﻟﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ اﻟﻣرء ﻣﻊ اﻧﺻراف ﻗﺻده اﻟﻲ ذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ان ﯾﻛون ﺑﺻدد ارادة
ﺟﺎدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻻرادة اﻟﮭﺎزﻟﺔ او اﻟﺻورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ وﺟود ﻟﮭﺎ ﻻ ﺗودي اﻟﻲ اﻧﺷﺎء
اﻟﻌﻘد.واﻻرادة اﻟﺟﺎدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻻﺑد ان ﺗﺧرج اﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻠﻣوس اذ ﻻ اﺛر ﻟﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗظل ﺣﺑﯾﺳﺔ اﻟﻧﻔس
واﻟﺿﻣﯾر وﺧروﺟﮭﺎ ﯾﺗم ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﮭﺎ اﻣﺎ ﺻراﺣﺔ او ﺿﻣﻧﯾﺎ دون اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻓﮭو ﯾﺗم ﺑﺎﻟﻠﻔظ
او اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ او اﻻﺷﺎرة او اﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﯾﻛﺷف ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻣر اﻟﻣراد ھذا وﯾﻠزم ﻓوق ذﻟك ان ﺗﺗواﻓق
ارادة اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻲ اﻧﺷﺎء ذﻟك اﻟﻌﻘد وﯾﻘﻊ ذﻟك اﻟﺗواﻓق ﻋن طرﯾق اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول واﻗﺗراﻧﮭﻣﺎ ﺳواء
ﺗم ذﻟك اﻟﺗواﻓق ﻣن اﺻﺣﺎب اﻟﺷﺎن ﺑﺎﻻﺻﺎﻟﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﮭم او ﺑواﺳطﺔ اﺧرون ﯾﻘوﻣون ﻣﻘﺎﻣﮭم ﻓﻲ ﻋﻘده
اي اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻻ ان ﺗواﻓر اﻟرﺿﺎ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺑذاﺗﮫ واﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﺧﻠوه ﻣن ﺷواﺋب اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺎن
ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ وﺻﺣﺔ اﻟرﺿﺎ ﺗﺗطﻠب ﺻدوره ﻣن ذوي اھﻠﯾﺔ ﻣﻊ ﺧﻠوه ﻣن ﻋﯾوب اﻟﻐﻠط واﻟﺗدﻟﯾس
واﻻﻛراه واﻻﺳﺗﻐﻼل واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺎﻧﮭﺎ ان ﺗﻠﺣق اﻟﻔﺳﺎد ﺑﮫ .وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺟت ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻣدﻧﯾﮫ ﻟﺳﻧﮫ 1984ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ و اﺧﺗﺻت ﺑﮫ اﻟﻣﺎده 33ﻓﺟﺎﺋت ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﮫ ﻟﻼراده واﻟﺗﻌﺑﯾر
1
) ( ﻋﺒﺪ اﻷﻣﯿﺮ ﻛﺎظﻢ زاھﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.43
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻤﺮ ،ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م ،ﻣﺼﺎدر وأﺣﻜﺎم اﻻﻟﺘﺰام) ،اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ :اﻟﺨﺮطﻮم (2006 ،ص)(35-34
- 25 -
ﻋﻧﮭﺎ و ﺗواﻓق اﻻرادﺗﯾن واﺧﯾرا اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑطرﯾق اﻟﻧﯾﺎﺑﮫ و ﻣﻧﺛم ﺟﺎءت اﻟﻣواد 52-33ﻣﻘرره اﻻﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﻣن ﺣﯾث وﺟود اﻻراده و اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﮭﺎ وﺗواﻓﻘﮭﺎ ﻣﻊ اراده اﺧرى ﺑﺟﺎﻧب اﻣﻛﺎن ﺣﻠول
ﺗﻠك اﻻراده ﻣﺣل اراده اﺧرى ﻓﻲ اﺑرام اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﮫ اي اﻟﻧﯾﺎﺑﮫ).(1
اذا اﻻراده ﻻ ﯾﺗﺻور ﺻدورھﺎ ﻣن ﺷﺧص ﻣﻌدوم اﻻراده وﻟذا ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺻﺎﺣب
اﻻراده ان ﯾﻛون ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﻘواه اﻟذھﻧﯾﮫ وﻣن ﺛم ﻓﻼ اراده ﻟﻠطﻔل اﻟﻐﯾر ﻣﻣﯾز واﻟﻣﺟﻧون ﻛﻣﺎ ﻻ اراده ﻟﻣن
) (2
ﻓﻘد اﻟوﻋﻲ.
اﻣﺎ اﻻﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرف ﺑﮭﺎ وﺟود اﻟرﺿﺎ ھﻲ ان ﯾﻌﺑر ﺷﺧص ﻋن ارادﺗﮫ ﻓﻲ اﺣداث اﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﺷﺧص اﺧر وان ﺗﻧطﺑق ھذه اﻻرادة ﻣﻊ ارادة ﯾﻌﺑر ﻋﻧﮭﺎ ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻻﺧر وﺗﺗﺟﮫ اﻟﻲ
اﺣداث ﻧﻔس اﻻﺛر اي ان ﯾﺻدر اﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﺷﺧص اﻻول وﯾﻘﺗرن ﺑﮫ ﻗﺑول ﺻﺎدر ﻣن اﻟﺷﺧص اﻻﺧر.
وﻗد ﻧص ﻗﺎون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984ﻋﻠﻲ ھذا اﻟﻣﻌﻧﻲ )ﯾﺗم ارﺗﺑﺎط اﻻﯾﺟﺎب ﺑﺎﻟﻘﺑول
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗﺑﺎدل ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ارادﺗﯾن ﻣﺗطﺎﺑﻘﯾن ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اي ﻗﯾود ﯾﻘررھﺎ اﻟﻘﺎﻧون
ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد( ) .(3ﻓﺎﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ھﻣﺎ وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﻻ ﯾﻛﺗﻣل رﻛن اﻟرﺿﺎ
اﻻ ﺑﺗطﺎﺑﻘﮭﻣﺎ.
واﻻﯾﺟﺎب ھو اﻟﻌرض اﻟذي ﯾﻌﺑر ﺑﮫ اﻟﺷﺧص اﻟﺻﺎدر ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﺟﺎزم ﻋن ﻧﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﺑرام
ﻋﻘد ﻣﻌﯾن .وھو ﺑﮭذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻻرادة اﻻوﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗظﮭر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﺎذا اﻗﺗرن ﺑﮭﺎ ﻗﺑول اﻟطرف اﻻﺧر
ﻓﯾﻧﺷﺎ اﻟﻌﻘد وﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اﺛﺎره.
وﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري ﺻدور اﻻﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻘط ﻓﯾﻣﻛن ان ﯾﺻدر ﻣن اﻟﺷﺧص
) (4
اﻻﻋﺗﺑﺎري اﯾﺿﺎ ﻛﺎﻟدوﻟﺔ واﻟﻣوﺳﺳﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﺷرﻛﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻻﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﯾن.
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻻﯾﺟﺎب وﺟود ﻋﻧﺻرﯾن ﺣﺗﻲ ﯾﻧﺷﺎ اﯾﺟﺎﺑﺎ ﺗﺎﻣﺎ وھﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻧﯾﺔ
اﻟﺟﺎدة ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻻﯾﺟﺎب ان ﯾﻛون اﻻﯾﺟﺎب ﺗﻌﺑﯾرا ﺻرﯾﺣﺎ او ﺿﻣﻧﯾﺎ
ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ظروف اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻋﻼﻗﺔ اطراﻓﮫ وھو اﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﮫ اظﮭﺎر اﻻرادة ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة وذﻟك
)(5
ﺑﺎﺗﺧﺎذ وﺳﺎﺋل ﺗودي ﺑذاﺗﮭﺎ اﻟﻲ اﻻﻓﺻﺎح ﻋن اﻻﯾﺟﺎب ﺣﺳب اﻟﻌرف اﻟﺟﺎري ﺑﯾن اﻟﻧﺎس.
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﻮاد 52-33ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
2
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م.
3
) ( اﻟﻤﺎدة 34ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
4
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م ،ص.94
5
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م ،ص.91
- 26 -
وﻗد ﻋدد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻرﯾﺢ ﻋن اﻻرادة ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ )ﯾﻛون
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة ﺑﺎﻟﻔظ وﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺑﺎﻻﺷﺎرة اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻋرﻓﺎ وﻟو ﻣن ﻏﯾر اﻻﺧرس وﺑﺎﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟداﻟﺔ
ﻋﻠﻲ اﻟﺗراﺿﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﺗﺧﺎذ اي ﻣوﻗف ﻻ ﺗدع ظروف اﻟﺣﺎل ﺷﻛﺎ ﻓﻲ دﻻﻟﺗﮫ( ) ،(1وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ ذﻟك
ﻓﺎن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻋن اﻻﯾﺟﺎب ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﻔﺎظ وھﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻧطوﻗﺔ ﺳوا ﻛﺎﻧت ﻣﺑﺎﺷرة
او ﻋن طرﯾق اﺣد وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻛﺎﻟﺗﻠﻔون واﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻟرادﯾو.
وﻻ ﯾﺷﺗرط اﻧت ﺗﻛون ھذه اﻻﻟﻔﺎظ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻛل ﻟﻐﺔ ﺗودي اﻟﻲ اﻓﮭﺎم اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻟدي اﻟطرف
اﻻﺧر ﺗﻌﺗﺑر ﻟﻐﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﯾﺟﺎب ,واﯾﺿﺎ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻻﯾﺟﺎب ﺑواﺳطﺔ اﻟﺧطﺎب او اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ او اﻟﻔﺎﻛس واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺳﺋﻠﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺳوا ﻛﺎن
اﻟﻣﺳﺗﻧد اﻟﻣطﻠوب رﺳﻣﯾﺎ اوﻋرﻓﯾﺎ ﻣوﻗﻌﺎ او ﻏﯾر ﻣوﻗﻊ وﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ان ﯾﻛون
)(2
اﻟﻌﻘد ﻣﻛﺗوﺑﺎ واﻻ ﻛﺎن ﺑﺎطﻼ ﻣﺛل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
اﻣﺎ اﻟوﺳﺋﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻻﺷﺎرة اﻟﺗﻲ اﻋﺗدت ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻌﺗﺑﯾر ﻋن اﻻﯾﺟﺎب
ﺳوا ﺻدرت ﻣن ﺷﺧص اﺧرس او ﺷﺧص ﺳﻠﯾم ﻓﮭﻧﺎﻟك ﺑﻌض اﻻﺷﺎرات اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎد اﻟﻧﺎس ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﺎﺧذت دﻻﻻت ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﺛل ھز اﻟراس اﻓﻘﯾﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻟرﻓض او ھزه راﺳﯾﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻲ
اﻟرﺿﺎ ﻓﻣﺛل ھذه اﻻﺷﺎرات وﻛل اﺷﺎرة ﺷﺎﯾﻌﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﮭﺎ ﻣﻌﻧﻲ واﺿﺢ ﻋرﻓﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﮭﺎ ﻋن
اﻻﯾﺟﺎب.
اﻣﺎ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﮭﻲ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺗراﺿﻲ وھﻲ اﻟﻣﻌﺎطﺎه اي اﻻﺧذ واﻟﺗﺳﻠﯾم
دون اﺑدا وﺳﯾﻠﺔ اﺧري ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻛﺎﻟﻛﻼم او اﻻﺷﺎرة.
ﻧﺟد ان اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺷﺎ ان ﯾﺣدد وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة ﻓﻲ اطر ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻧﻣﺎ ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب
واﺳﻌﺎ اﻣﺎ اي وﺳﯾﻠﺔ ﺗودي اﻟﻲ اﻓﮭﺎم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة وﺗرك ﻻطراف اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟوﺳﯾﻠﺔ
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟوارد ) ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﺗﺧﺎذ اي ﻣوﻗف ﻻ ﺗدع ظروف اﻟﺣﺎل ﺷﻛﺎ ﻓﻲ دﻻﻟﺗﮫ
)( 3
ﻋﻠﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﻘﺻود(.
اﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺿﻣﻧﻲ وھو اﻟذي ﯾودي اﻟﻲ اﻻﻓﺻﺎح ﻋن اﻻرادة ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﯾث
ﻻﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ اﻻرادة اﻻ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج .وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻻ ﯾﺎﺧذ ﺷﻛﻼ ﻣﺣدد
ﻟﻠﻛﺷف ﻋﻧﮫ واﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺎوﯾل وﺟوده ﻣن اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد وھو وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﮫ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن
1
) ( اﻟﻤﺎدة .1-35
2
) ( اﻟﻤﺎدة 3/402ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
3
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.16
- 27 -
اﻻﯾﺟﺎب اﻻ اذا اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ان ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺣﺎ او اﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻲ ذﻟك) ،(1ﻧص ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 84ﻋﻠﻲ )ﯾﺟوز ان ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻻرادة ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣﺎﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون او ﯾﺗﻔق
) (2
اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻲ ان ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ(.
واﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﺷﺗرط وﺟوده ﻓﻲ اﻻﯾﺟﺎب ھو اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎدة ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻻﺑد ان
ﯾﻛون اﻻﯾﺟﺎب ﺟﺎزﻣﺎ وﺑﺎﺗﺎ وان ﯾﺗﺟﺎوز ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘود اﻟﻲ اﺑرام اﻟﻌﻘد او
ﻋدﻣﮫ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻲ اﻟﻣوﺟب ان ﯾﻛون ﺟﺎد اﻟﻧﯾﺔ اذا ﻋﺑر ﻋن ﻧﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻛﺎن ﻣﺳﺗﻌدا ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ
اذا ﺗم اﻟﻘﺑول اﻣﺎ اذا ﻛﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻧﻘﺎش ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟرد دﻋوة ﻟﻠطرف اﻻﺧر ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد وﻻ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗزام ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣﻘﯾﺎس ﺣﺎﺳم وﻗﺎطﻊ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ اذا ﻛﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﯾﺟﺎﺑﺎ
ام ﻣﺟرد دﻋوة ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻓﺎﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟوﺣﯾد ھو ﺗﻘدﯾر ﻛل ظروف اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن واﻻﻟﻔﺎظ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣن اﺟل اﻟوﺻول اﻟﻲ ﻗرار ﺣول ﻣﺎاذا ﻛﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺟﺎدا وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻣﺷﺗﻣﻼ
)( 3
ﻋﻠﻲ اﯾﺟﺎب او ﻏﯾر ﺟﺎد وﻣن ﺛم ﯾﻛون ﻣﺟرد دﻋوة ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد.
اﻣﺎ اﻟﻘﺑول ﻓﮭو ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣوﺟب ﻟﮫ ﻋن رﺿﺎﺋﮫ ﺑﺎﻻﯾﺟﺎب ﻛﻣﺎ ﺻدر ﻣن اﻟﻣوﺟب وﺑﮭذا ﻓﮭو
اﻻرادة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﮭر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﺑﺎﻧطﺑﺎﻗﮭﺎ ﻣﻊ اﻻﯾﺟﺎب ﯾﺗم اﺑرام اﻟﻌﻘد ،واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻘﺑول ﯾﺗم
ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑر ﺑﮭﺎ ﻋن اﻻﯾﺟﺎب ﻓﺔﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
1984ﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺣﺎ ﺑﺎﻟﻔظ واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻻﺷﺎرة اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻋرﻓﺎ وﻟو ﻣن ﻏﯾر اﻻﺧرس
وﺑﺎﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟداﻟﮫ ﻋﻠﻲ اﻟﺗراﺿﻲ واي ﻣوﻗف ﻻ ﯾدع ظروف اﻟﺣﺎل ﺷﻛﺎ ﻓﻲ دﻻﻟﺗﮫ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﻣﻘﺻود ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺿﻣﻧﯾﺎ ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ظروف اﻟﺣﺎل وﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد
)(4
اذا ﻟم ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون او ﯾﺗﻔق اﻻطراف ﻋﻠﻲ ﻏﯾر ذﻟك.
وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻘﺑول اﺛره ﻟﮫ اھﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻧﮫ ﯾﺣدد وﻗت اﻧطﺑﺎق اﻟﻘﺑول ﻣﻊ
اﻻﯾﺟﺎب ﺣﯾث ﯾﺑدا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﺛﺎره اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣن ﺛم ﻻﯾﺟوز ﻟﻠﻣوﺟب ان ﯾﺗراﺟﻊ ﻋن اﯾﺟﺎﺑﮫ،
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻧﺎھﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳوداﻧﻲ ﻓﻲ اﻧﺗﺎج اﻟﻘﺑول ﻻﺛره ھﻲ ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺎھﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
)(5
اﻻﯾﺟﺎب ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺑول ﻓﻌﻼ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗﺻل ﻓﯾﮫ ﺑﻌﻠم اﻟﻣوﺟب.
1
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م ،ج ،1ص).(91
2
) ( اﻟﻤﺎدة .2/35
3
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.17
4
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ 1971م ،ج ،1ص.95
5
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.25
- 28 -
ﺣﺗﻲ ﯾﻛون اﻟرﺿﺎ اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻼﺑد ان ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ذا اھﻠﯾﮫ ﻻﺑرام اﻟﻌﻘد
اي ﻟﮫ اﻟﻘدرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺟراء ذﻟك اﻟﻌﻘد وﺗﻧﻘﺳم اﻻھﻠﯾﺔ اﻟﻲ ﻗﺳﻣﯾن اھﻠﯾﺔ وﺟوب واھﻠﯾﺔ اداء واﻻھﻠﯾﺔ
ﻋﻣوﻣﺎ ھﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻟﻼﻟزام واﻻﻟﺗزام اي اﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺣﻘوق وﺗﺣﻣل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﯾﻛون اﻟﺷﺧص ذا اھﻠﯾﺔ اذا ﺻﺎر ﻗﺎﺑﻼ ﻻن ﺗﺛﺑت ﻟﮫ ﺣﻘوق ﻣﺷروﻋﺔ او
ﺗﺛﺑت ﻋﻠﯾﮫ واﺟﺑﺎت ﻣﺷروﻋﺔ وﻗﺎدرا ﻋﻠﻲ اﺑرام اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻋﻘود وارادة
) (1
ﻣﻧﻔردة.
وﺗﻧﻘﺳم اﻻھﻠﯾﺔ اﻟﻲ ﻗﺳﻣﯾن اھﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب وھﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻻن ﺗﺛﺑت ﻟﮫ ﺣﻘوق وﺗﻘرر
)(2
واھﻠﯾﺔ اﻻداء ھﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻋﻠﯾﮫ واﺟﺑﺎت ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻘدرﺗﮫ ﻋﻠﻲ اﺟرا اي ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ،
اﻟﺷﺧص ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ اﺳﺑﺎﺑﺎ ﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت او ھﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ
) (3
اﻟﺷﺧص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق.
اﻻﺻل ﻓﻲ اﻟﺷﺧص ﻛﻣﺎل اﻻھﻠﯾﺔ اذ ﯾﻔﺗرض اﻟﻘﺎﻧون ان ﻛل ﺷﺧص ذو اھﻠﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻻ اذا
ورد ﺣﻛم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺗﻘﯾﯾد ھذه اﻻھﻠﯾﺔ او اﻧﻌداﻣﮭﺎ وﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 84ﻋﻠﻲ ان )
ﻛل ﺷﺧص اھل ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻣﺎﻟم ﺗﺳﻠب اھﻠﯾﺗﮫ او ﯾﺣد ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون( ) ،(4وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻲ ھذا اﻟﻧص ان
ﻛل ﺷﺧص ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮫ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ اﺟراء ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻻ ﯾﻛون ﻓﺎﻗد اﻻھﻠﯾﺔ او
ﻧﺎﻗﺻﮭﺎ اﻻ ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻘﻲ ﻋبء اﺛﺑﺎت ﻧﻘص اوﻓﻘدان اﻻھﻠﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻟطرف اﻟذي ﯾدﻋﯾﮫ ﻓﺎذا
ادﻋﻲ اﺣد اﻻطراف ان اﻟﻌﻘد اﻟذي اﺟرا ﻋﻘد ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺑطﺎل ﻻﻧﮫ ﻧﺎﻗص اﻻھﻠﯾﺔ ﻋﻧد اﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﻌﻠﯾﮫ
ﻋبء اﺛﺑﺎﺗﮫ واذا ﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﺛﺑﺎﺗﮫ ﻓﯾﻣﻛن ﻟﮫ ان ﯾﺑطل اﻟﻌﻘد وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠطرف اﻻﺧر اﻟدﻓﻊ
ﺑﺎﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻘد اﻧﮫ ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﺷﺧص ﻛﺎﻣل اﻻھﻠﯾﺔ .ﺑﯾد ان ھذا اﻟﻧص ﻻ ﯾﺣﺟب اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋن ﺗﻘرﯾر
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻧﻌدام اﻻھﻠﯾﺔ ﻓﺎذا ﺗﺑﯾن ﻟﮭﺎ ان اﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﻌدوم
)(5
اﻻھﻠﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛن ﻟﮭﺎ ان ﺗﻘرر ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ذاﺗﮭﺎ وان ﻟم ﯾﺛر ھذا اﻟدﻓﻊ اﻣﺎﻣﮭﺎ.
اﻣﺎ اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﮭو ﻣﺣل اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﺗوﻓره ﺣﺗﻲ ﯾﻧﺷﺎ ﻋﻘدا ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﺎذا ﻟم
ﯾﻛن ﻟﻠﻌﻘد ﻣﺣل ﯾﻧﻌﻘد ﻓﯾﮫ اﻻﻟﺗزام اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋﻧﮫ ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اي اﺛر ،واﻟﻣﺣل
ھو ﻣﺎﯾﻠزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺎداﺋﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﮭو اذن اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﺗظر ﻓﯾﮫ اﺛﺎر اﻟﻌﻘد وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗزام ﻛل
1
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص.314
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.315
3
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.317
4
) ( اﻟﻤﺎدة 53ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
5
) ( اﻟﻤﺎدة 92ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
- 29 -
ﻣن اﻟطرﻓﯾن اﺗﺟﺎه اﻻﺧر واﻟﻣﺣل ﻗد ﯾﻛون اﻋطﺎءا ﻟﺷﻲ ﻣﺣدد ﻣﺛل ﺗﺣوﯾل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﺊ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ
او ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﻟﺷﺊ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر وﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻋﻣﻼ اي ﺟﮭدا ﯾﺑذﻟﮫ اﺣد طرﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺣﯾث ﺗظﮭر اﺛﺎر اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺟﮭد اﻟذي اﻟﺗزم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺑذﻟﮫ وﯾﺟوز ان ﯾﻛون اﻟﻣﺣل اﻣﺗﻧﺎﻋﺎ
ﻋن ﻋﻣل اي ﻛف ﻋن ﺑذل ﺟﮭد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﯾن طرﻓﯾن ﯾﻠﺗزم اﺣدھﻣﺎ ﺑﻌدم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﮫ ﻓﻲ ﻋﻣل ﺗﺟﺎري
ﻧظﯾر ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎدي وﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﺣﻘﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻣﺛل ﺣق اﻟﻧﺷر وﺣﻘوق اﻻرﺗﻔﺎق ﻣﺎدام ﻟﮭﺎ
)( 1
ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل.
ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ﺑﻌض اﻟﺷروط ﺣددھﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ -1) 84ان
ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣوﺟودا اذا ﻛﺎن ﺷﯾﺋﺎ ﺑﻌﯾﻧﮫ او ﺣﻘﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق او ﻣﻣﻛﻧﺎ اذا ﻛﺎن ﻋﻣل او اﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل
-2.ان ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺗﻌﯾﻧﺎ ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﺎھﻠﺔ اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ او ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾن -3.ان ﯾﻛون ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ().(2
واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺷرط اﻻول ھو وﺟود اﻟﻣﺣل اي ان ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷﻲ ﻣﻌﯾن او ﺣق ﻓﯾﺟب ان
ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺷﻲ او اﻟﺣق ﻣوﺟودا وﻗت ﻧﺷوء اﻻﻟﺗزام اﻣﺎ اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﮭو اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣل اي اذا ﻛﺎن
اﻟﻣﺣل ﻋﻣﻼ او اﻣﺗﻧﺎﻋﺎ ﻋن ﻋﻣل ﻓﯾﺷﺗرط ان ﯾﻛون ﻣﻣﻛﻧﺎ ذﻟك ان اﻟﻌﻣل او اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻌﻣل اذا ﻛﺎن
ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ .واﯾﺿﺎ اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ان ﯾﻛون ﻣﻌﯾﯾن او ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن
ﺑﻣﻌﻧﻲ اذا ﻛﺎن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻋﻣﻼ او اﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ﻓﯾﺟب ان ﯾﻛون ذﻟك اﻟﻣﺣل ﻣﻌﯾن او ﻋﻠﻲ اﻻﻗل
ﺗوﺟد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺟﻌل ﺗﻌﯾﯾﻧﮫ ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﺗﻧﻔﯾذ اﻋﻣﺎل اﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻓﯾﺟب
ﺗﻌﯾن ھذه اﻻﻋﻣﺎل.واﺧﯾرا اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ان ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ واﻻﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
) (3
اﺣد ان ﯾﺳﺗﺎﺛر ﺑﺣﯾﺎزﺗﮭﺎ ﻣﺛل اﻟﺑﺣر اﻟﺷﻣس اﻟﮭواء ﻻن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﻣﺳﺗﺣﯾل.
اﻣﺎ اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي اﺷﺗرطﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﮭو اﻟﺳﺑب وﯾﻌرف ﺑﺎﻧﮫ اﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ارﺗﺿﻲ
اﻟﻣدﯾن ﻣن اﺟﻠﮫ ﺗﺣﻣل اﻻﻟﺗزام اي اﻟﻐرض اﻟذي ﯾﻘﺻد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟوﺻول اﻟﯾﮫ ﻣن وراء اﻟﺗزاﻣﮫ وﻗد
ﻧص ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ) 1984اﻟﺳﺑب ھو اﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻣﻘﺻود
ﻣن اﻟﻌﻘد() .(4واﻟﺳﺑب ﺑﮭذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻻ ﯾﻛون اﻻ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻟﻼرادة دور ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﮭﺎ
اﻣﺎ ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام اﻻﺧري ﻏﯾر اﻻرادﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗزام ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر او اﻻﺛراء ﺑﻼ
)(5
ﺳﺑب او اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﺑب ﻓﯾﮭﺎ.
1
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م ،ج ،1ص.139
2
) ( اﻟﻤﺎدة 78ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
3
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.82-74
4
) ( اﻟﻤﺎدة 1/84ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
5
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.85
- 30 -
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﻗد ﺗﺗداﺧل ﻓﻛرة اﻟﺳﺑب ﻣﻊ ﻓﻛرة اﻟﻣﺣل وﻟﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ داﺋﻣﺎ ﻛﻣﺎ ورد
ﻓﻲ ﻋﺑﺎرة د.اﻟﺳﻧﮭوري )اﻟﻣﺣل ھو ﺟواب ﻟﻣن ﯾﺳﺎل ﺑﻣﺎذا اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن ؟ اﻣﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﺟواب ﻣن ﯾﺳﺎل
ﻟﻣﺎذا اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن؟( ﻓﻣﺣل اﻟﻌﻘد ھو اﻟذي ﯾظﮭر ﻓﯾﮫ اﺛر اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻐﯾﯾر وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻣﺎ
اﻟﺳﺑب ﻓﮭو اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ دﻋت اﻟطرﻓﯾن اﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ وﻋﻠﻲ ذﻟك ﻓﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد
ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻟﻛن اﻟﺳﺑب ﺻﺣﯾﺢ ﻓﺎذا ﺗﻌﺎﻗد ﺷﺧص ﻣﻊ اﺧر ﻟﺳرﻗﺔ ﺑﻧك ﻧظﯾر ﻧﻘود ﻓﺎن اﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
اﻻول ﺑدﻓﻊ اﻟﻧﻘود ﻣﺣﻠﮫ اﻟﻧﻘود وھو ﻣﺣل ﻣﺷروع وﻟﻛن ﺳﺑب اﻻﻟﺗزام ھو ﻗﯾﺎم اﻟطرف اﻻﺧري ﺑﺎﻟﺳرﻗﺔ
) (1
وھو ﺳﺑب ﻏﯾر ﻣﺷروع.
ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوداﻧﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗواﻓرھﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑب ) ﯾﺟب ان ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﻣوﺟودا
وﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣﺑﺎﺣﺎ وﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم او اﻻداب( ) .(2اذا ﻻﺑد ﻟﻠﺳﺑب ان ﯾﻛون ﻣوﺟودا ﻓﺎذا اﻧﻌدم
ﺳﺑب اﻟﻌﻘد ﻗﺑل اﺑراﻣﮫ او ﺑﻌده ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ واﯾﺿﺎ ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﺎﻟﺳﺑب اﻟﻐﯾر
ﺻﺣﯾﺢ ﻻ ﯾﻧﺷﺎ اﻟﺗزام ﻋﻠﯾﮫ وﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻻﻧﮫ ﻣوھوم او ﻣﻐﻠوط وﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ اذا
ﻗﺎﯾم ﻋﻠﻲ اﺳﺎس ﺻوري واﺧﯾرا ﻻﺑد ان ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻻداب ﻓﺎذا ﺧﺎﻟف
)( 3
اﻟﺳﺑب اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻻداب ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ.
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﺗطﻠب وﺟود ﺛﻼﺛﮫ ارﻛﺎن ﻟﮫ وھﻲ
اﻟرﺿﺎ واﻟﻣﺣل واﻟﺳﺑب ﻛﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺎﻧون وﺟود ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻛل رﻛن ﻣن ھذه اﻻرﻛﺎن ورﺗب
ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻠك اﻟﺷروط.
1
) (ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .536
2
) ( اﻟﻤﺎدة 2/84ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
3
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.89-87
- 31 -
ﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻟﻌﻘود ﺑﺎﺳﺗﯾﻔﺎء ﻛل ﻋﺎﻗد ﻣﺎﯾﺳوﻏﮫ اﻟﻌﻘد اﺳﺗﯾﻔﺎء ﯾﺗم وﺗﻧﻘﺿﻲ ﺑﮫ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ان واﺣد
)(1
ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ﯾﻧﻔذ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﮫ اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓورا وﯾﻧﻔذ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑدﻓﻊ اﻟﻣن.
واﯾﺿﺎ ﻗﺳﻣوھﺎ اﻟﻲ اﻟﻌﻘود اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺑﺣﺳب ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﯾﺳﺗﻐرق ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻣدة ﻣن
اﻟزﻣن ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟزﻣن ﻋﻧﺻرا اﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ وذﻟك ﻛﺎﻻﯾﺟﺎرة واﻻﻋﺎرة وﻋﻘد اﻟﻌﻣل وﺷرﻛﺔ
اﻟﻌﻘد واﻟوﻛﺎﻟﮫ ﻓﺎن ﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻟﻌﻘود واﻣﺛﻠﺗﮭﺎ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻲ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﯾﺳري ﺣﻛم اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮫ ﺑﺎﺳﺗﻣرار
وﯾﻌﺗﺑر ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟراھن اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻟدورﯾﺔ ﻣن ﺟراﺋد وﻣﺟﻼت وﻛذﻟك
اﻟﺗﻌﮭد ﺑﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻻرزاق واﻻطﻌﻣﺔ ﯾوﻣﯾﺎ اﻟﻲ ﺻﺎﺣب ﻣطﻌم او ﻓﻧدق او ﻣﺳﺗﺷﻔﻲ ﻣﺛﻼ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر
ﻋﻘدا ﻣﺳﺗﻣرا وﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﺳﻣﻲ ﻋﻘد ﺗورﯾد وﻗد ﯾﻧﻘﻠب اﻟﻌﻘد اﻟﻔوري اﻟﻲ ﻋﻘد
) (2
ﻣﺳﺗﻣر ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺛﻣن ﻣﻘﺳط.
ﻣﺎ ﺗظﮭر اھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ واﻟﻌﻘود اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻓﻲ ان اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺗﺗﻘﺎﺑل
ﻓﯾﮫ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻘﺎﺑﻼ ﺗﺎﻣﺎ ﻓﻣﺎ ﺗم ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب ﯾﺗم ﻣﺎﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺧر ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻻﺟﺎرة اﻻﺟرة
ﺗﻘﺎﺑل اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻓﺎذا اﻧﺗﻔﻊ اﻟﻣﺳﺗﺎﺟر ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ اﻟﺗزم ﺑدﻓﻊ اﻻﺟرة ﺑﻘدر اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻔﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻣﺎ اﻟﻌﻘد
اﻟﻔوري ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﺛﻼ اذا ﻓﺳﺦ ﻛﺎن ﻟﻠﻔﺳﺦ اﺛر رﺟﻌﻲ ﻓﯾﺟب اﻟﺗراد ﻓﯾﻣﺎ ﻧﻔذ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﺎﻗدﯾن.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺳﺗﻣر اذا ﻓﺳﺦ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﻔﺳﺦ اﺛر رﺟﻌﻲ ﻓﻣﺎ ﺗم ﯾﺑﻘﻲ اﺛره وﻻ ﯾﻛون اﻟﻔﺳﺦ
اﻻ ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺟﺎرة واﻟﺷرﻛﺔ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﻧظر
اﻟﻔﻘﮭﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘود ﻣﺗﺟددة ﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐرق ﺗﻧﻔﯾذه وﻟﮭذا ﻓﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎرة ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺳﺗﺎﺟر
ﻓﺳﺧﮫ ﺑطروء اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺎﺟور وھو ﻓﻲ ﯾده ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﮫ ﻓﺳﺧﮫ ﺑظﮭور اﻟﻌﯾب اﻟﻘدﯾم ﻓﯾﮫ
ﻻن اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺟور ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻊ اﻟﺗﺟدد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﺟﺎرة ﻋﯾﺑﺎ ﻗدﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
ﺑﺧﻼف ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔوري ﻓﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻓﺳﺧﮫ ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻌد ﻗﺑﺿﮫ
اﯾﺎه ﺑل اﻟﻌﯾب اﻟﻘدﯾم اﻟﻣوﺟود ﻓﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم ،اﻣﺎ ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻘد ﯾﻛون
داﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻣرة وﻗﻠﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ.
ﺑﯾﺎن ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻌﻘد اﻟزﻣﻧﻲ ﻻ ﯾﺗﺻور وﺟوده اﻻ ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﺎﻟزﻣن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻧﮫ ﺑﻘدر ﻣﺎﯾﻣﺗد ﯾﻛون
ﻋرﺿﮫ ﻟﻠﺗﻐﯾر اﻟظروف وﻟذﻟك ﻓﺎن ھذه اﻟﻌﻘود ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ
)(3
اﻣﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﻔوري ﻓﻼ ﯾﺗﺻور اﻧطﺑﺎق ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﯾﮫ اﻻ اذا ﻛﺎن ﻣﺗراﺧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
1
) ( اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺰرﻗﺎء ،اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻟﻌﺎم) ،دار اﻟﻘﻠﻢ :دﻣﺸﻖ (1998 ،ص).(583
2
) (اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺰرﻗﺎء ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(584
3
) ( ﻋﻼء اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻜﺎﺳﺎﺋﻲ ،ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﺸﺮاﺋﻊ) ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺑﯿﺮوت1974 ،م( ص)(194
- 32 -
ﻛﻣﺎ ﻗﺳم اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻌﻘود ﺑﺎﻟﻧظر اﻟﻲ اﻻﺻﻠﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻻﺻﻠﯾﺔ ھو ﻛل
ﻋﻘد ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻓﻲ وﺟوده ﻏﯾر ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻣر اﺧر ﻋﻠﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟوﺟود واﻟزوال ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ
واﻻﯾداع واﻟﻌﺎرﯾﺔ ،اﻣﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﺗﺑﻌﻲ ھو ﻛل ﻋﻘد ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﺣق اﺧر او ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﮫ ﻓﻲ وﺟوده وزواﻟﮫ
)( 1
ﻛﺎاﺗﺻﺎل اﻟﻔرع ﺑﺎﻻﺻﺎﻟﺔ.
ﻣﺛﺎل اﻟﻲ ذﻟك اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟرھن ﻛﻼھﻣﺎ ﺗوﺛﯾق ﻟﻐﯾرة ﻓﻼ ﯾﻧﻌﻘدان اﺑﺗداء اذا ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﻣﺎ
ﺣق ﺛﺎﺑت او ﻣﺗوﻗﻊ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﻌﻘدان اﺑﺗدا اﻻ ﻣﻘﺎﺑل ﺣق اﺧر ﯾزوﻻن ﺑزوال ذﻟك اﻟﺣق اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻘط
ﻛل ﻓرع ﺑﺳﻘوط اﺻﻠﮫ ﻓﻠو اﺑرا اﻟداﺋن اﻟﻣدﯾن اﻻﺻﯾل ﺳﻘطت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﯾﺿﺎ ﻋن اﻟﻛﻔﯾل ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺳﻘوط اﻟدﯾن
وﻣﺛل ذﻟك ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟرھن ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺑطل ﺑﺎﺑراء اﻟداﺋن اﻟﻣدﯾن.
واﯾﺿﺎ ﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻘود ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع اﻟﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣن ذﻟك ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ اﻟﻲ ﻋﻘود
ﺑﺳﯾطﺔ وﻋﻘود ﻣﺧﺗﻠطﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻘد اﻟﺑﺳﯾط ھو ﻣﺎﻟم ﯾﻛن ﻣزﯾﺟﺎ ﻣن ﻋﻘود ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻛﻣﻌظم اﻟﻌﻘود ﻣن ﺑﯾﻊ
واﺟﺎرة وھﺑﺔ ورھن وﻏﯾرھﺎ.
اﻣﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺧﺗﻠط ﻓﮭو ﻣﺎاﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ اﻛﺛر ﻣن ﻋﻘد واﺣد اﻣﺗزﺟت ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻓﺎﺻﺑﺣت ﻋﻘدا واﺣد
ﻣﺛﺎﻟﮫ ﻋﻘد اﻟﻣﺿﺎﯾﻔﺔ ﻓﮭو ﻣزﯾﺞ ﻣن ﻋﻘد اﯾﺟﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﻛن وﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﻌﺎم وﻋﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺧدﻣﺔ وودﯾﻌﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻣﺗﻌﺔ ،وﻟﯾس ھﻧﺎﻟك ﻣن اھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣزج ﻋدة ﻋﻘود وﺗﺳﻣﯾﺗﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ
ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣﺧﺗﻠط ﻓﺎن ھذا اﻟﻌﻘد اﻧﻣﺎ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﮫ اﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ان ﯾؤﺧذ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺧﺗﻠط ﻛوﺣدة ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﮭﺎ
وذﻟك اذا ﺗﻧﺎﻓرت اﻻﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻲ ﻛل ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب
ﺗﻐﻠﯾب اﺣد ھذه اﻟﻌﻘود ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﻌﻧﺻر اﻻﺳﺎﺳﻲ وﺗطﺑﯾق اﺣﻛﺎم ذﻟك اﻟﻌﻘد دون ﻏﯾره ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﮭﺎﺗف وﯾﻌد ھذا اﻟﻌﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن وھو اﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻻن
اﻟزﻣن ﻋﻧﺻر اﺳﺎﺳﻲ ﻓﯾﮫ ﻓﺗﻧﻔﯾذه ﯾﺣﺗﺎج ﻣده ﻣن اﻟزﻣن ﯾﺳري ﺣﻛم اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮫ ﺑﺎﺳﺗﻣرار وﯾﻌد اﯾﺿﺎ ﻣن
)(2
ﻋﻘود اﻻذﻋﺎن ﻻن اﻟﻣواطن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘﯾود وﺷروط ﻣﺣدده ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺔ.
اﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻘد ﻗﺳﻣﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ اﻗﺳﺎم اﻟﻘﺳم اﻻول اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺣدد وﯾﻛون اﻟﻌﻘد
ﻣﺣددا اذا ﻛﺎن ﻛل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﺣدد وﻗت ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد اﻟﻘدر اﻟذي اﺧذ واﻟﻘدر اﻟذي اﻋطﻲ ﺣﺗﻲ
1
) (اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺰرﻗﺎء ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.586
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.126-125
- 33 -
ﻟو ﻛﺎن اﻟﻘدران ﻏﯾر ﻣﺗﻌﺎدﻟﯾن وﻋﻠﻲ ذﻟك ﯾﻛون ﺑﯾﻊ ﺷﻲ ﻣﻌﯾن ﺑﺛﻣن ﻣﻌﯾن ﻋﻘدا ﻣﺣددا ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺛﻣن
ﯾﻌﺎدل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ ام ﻻ ﯾﻌﺎدﻟﮫ ﻣﺎداﻣت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺷﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾدھﺎ وﻗت اﻟﺑﯾﻊ.
اﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﮭو اﻟﻌﻘد اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﻲ وﯾﻛون اﻟﻌﻘد اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺎ اذا ﻛﺎن ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
ان ﯾﺣدد وﻗت اﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد اﻟﻘدر اﻟذي اﺧذ او اﻟﻘدر اﻟذي اﻋطﻲ وﻻ ﯾﺗﺣدد ذﻟك اﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺗﺑﻌﺎ
ﻟﺣدوث اﻣر ﻏﯾر ﻣﺣﻘق اﻟﺣﺻول او ﻏﯾر ﻣﻌروف وﻗت ﺣﺻوﻟﮫ وﻗﯾدت اﻟﺣﺎدﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻲ
وﻗوﻋﮭﺎ اﻟﺗﺣدﯾد ﺑﺎﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺣﻘﻘﺔ اﻟﺣﺻول او ﻏﯾر ﻣﻌروف وﻗت ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻻن اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺣﻘﻘﺔ
)( 1
اﻟﺣﺻول ﻛﺎﻟﻣوت وﻟﻛن وﻗت ﺣﺻوﻟﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻌروف.
وﻣن اﻟﻌﻘود اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻋﻘد اﻟﺗﺎﻣﯾن وھو ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﻘوم ﺑﯾن
ﻋﺎﻗدﯾن اﻟﻣؤﻣن وھو ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾن واﻟﻣﺳﺗﺎﻣن وھو اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﻗﺳط ﺛﺎﺑت ھو ﻗﺳط
اﻟﺗﺎﻣﯾن واﺧذ ﻋوض ھو ﻋوض اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻋﻧد ﺣﺻول اﻟﺧطر او اﻟﺣﺎدث اﻟﻣؤﻣن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭذه وان ﺗﺣدد
ﻓﯾﮭﺎ وﻗت اﻟﻌﻘد اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻌطﯾﮫ اﻟﻣؤﻣن اﻻ ان اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺎﺧذه ﻻ ﯾﺗﺣدد اﻻ ﺗﺑﻌﺎﻻﻣر ﻏﯾر ﻣﺣﻘق
اﻟﺣﺻول وھو وﻗوع اﻟﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻣؤﻣن ﻋﻠﯾﮭﺎ.
وﯾﺗﺑﯾن ان اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻣن ﻋﻘود اﻟﻐرر اذ ﻻ ﯾﻌرف وﻗت اﻟﻌﻘد ﻣﻘدار ﻣﺎﯾﻌطﻲ ﻛل واﺣد ﻣن اﻟﻌﺎﻗدﯾن
او ﯾﺎﺧذ ﻓﻘد ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﺎﻣن ﻗﺳطﺎ واﺣدا ﻣن اﻻﻗﺳﺎط ﺛم ﯾﻘﻊ اﻟﺣﺎدث وﻗد ﯾدﻓﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻗﺳﺎط وﻻ ﯾﻘﻊ
اﻟﺣﺎدث وﻋﻘد اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗراﺿﻲ وھو ﻣﻠزم ﻟﻠطرﻓﯾن وھو اﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻻﻧﮫ
ﻻﺑد ﻣن زﻣن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرﻓﯾن وﯾﻌد اﯾﺿﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻻذﻋﺎن ﻻن اﻟﻣﺳﺗﺎﻣن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺷروط
وﻗﯾود ﻣﺣددة ﻣن ﻗﺑل ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾن وﻗد اﺧﺗﻠف ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣن اﻟﺗﺎﻣﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف ﻧوﻋﮫ
ﻓﯾﺟوز اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻟﺗﻌﺎوﻧﻲ ﻻﻧﮫ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺑرﻋﺎت وﻣن ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎون واﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﺿﯾر
ﻋﻧد وﻗوع اﻟﺣوادث ﻛذﻟك ﯾﺟوز اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻻﺟﺑﺎري او اﻻﻟزاﻣﻲ اﻟذي ﺗﻔرﺿﮫ اﻟدوﻟﮫ ﻻﻧﮫ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻓﻊ
ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻣﯾن اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻲ اﻟﺳﯾﺎرات ﺿد اﻟﻐﯾر وﻛذﻟك اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺿد اﻟطواري
اﻟﻌﺟز واﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ واﻟﻣرض واﻟﺑطﺎﻟﮫ واﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟوظﯾﻔﻲ اﻣﺎ اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻟﺗﺟﺎري او اﻟﺗﺎﻣﯾن ذو
اﻟﻘﺳط اﻟﺛﺎﺑت ﻓﮭو ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ﺷرﻋﺎ وھو راي اﻛﺛر اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﺿر وھو ﻣﺎﻗرره اﻟﻣوﺗﻣر
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﻋﺎم 1396ه 1976 /م واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺟواز ﯾﻛﺎد
)(2
ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻣرﯾن ھﻣﺎ اﻟﻐرر واﻟرﺑﺎ.
1
) (ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.140-139
2
) ( ﻣﺠﻠﺪ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ1407 ،ھـ 1986 -م ،ﻗﺮار رﻗﻢ .3
- 34 -
اﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﻓﮭﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻧﺻر ﻣﺣدد وﻋﻧﺻر اﺣﺗﻣﺎﻟﻲ وذﻟك ﻛﻣﺎ اذا
دﻓﻊ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺛﻣن ﺑﻌﺿﮫ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ واﻟﺑﻌض اﻻﺧر اﯾرادا ﻣرﺗﺑﺎ وﺑﻧظر اﻟﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻲ اﻟﻌﻧﺻر
)( 1
اﻟﻐﺎﻟب ﻓﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﺣددا او اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك.
ﺗرى اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ أن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻟﻠﻌﻘود ﺟﺎء ﻣﻔﺻل وذﻟك ﻣن ﺣﯾث اﻟﻔورﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺧﺗﺎره اﻟﻌﺎﻗدان وﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐرق ﻟﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺣﯾث
ﯾﻛون اﻟزﻣن ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﯾﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وأﯾﺿﺎ ً ﻣن ﺣﯾث اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﮭذا اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ
ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻘود أدى إﻟﻰ وﺿوح اﻟﺗزاﻣﺎت ﻛل ﻣن اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﻣﻣﺎ ﺳﮭل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ أﻛﻣل
وﺟﮫ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧواع اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون:
ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘود اﻟﻰ ﻋده اﻧواع ﻣن اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﺣﺳب اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧوع و
ﻟﻛل ﻗﺳم دواﻋﻲ ﻋﻣﻠﯾﮫ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﺛﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻧد ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود و اھم اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ھﻲ ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺗﻛوﯾن وﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮭﺎ رﺿﺎﺋﯾﺎ او ﺷﻛﻠﯾﺎ او ﻋﯾﻧﯾﺎ و ﻣن ﺛم ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻟﻌﻘد اﻟرﺿﺎﺋﻲ و ھو اﻟذي
ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻧﻌﻘﺎده ﺗوﻓر رﺿﺎء اﻟطرﻓﯾن دون اﻟﺣﺎﺟﮫ اﻟﻰ اﺗﺑﺎع ﺷروط ﺷﻛﻠﯾﮫ و اﻻﺻل ان ﯾﺻدر اﻟﻌﻘد
رﺿﺎﺋﯾﺎ ﻣﺎﻟم ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾوﺟب ﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ او اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﻣن اﻣﺛﻠﮫ اﻟﻌﻘود
اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر و ﻋﻘد اﻟﻣزارﻋﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻻﻧﻌﻘﺎدھم ﺷﻛﻼ
ﻣﺣددا.
اﻟﻌﻘد اﻟﺷﻛل ھو اﻟذي ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻧﻌﻘﺎده ﻣﺟرد ﺗراﺿﻲ اﻻطراف ﺑل ﯾﺟب ﯾوﻓر ﺷﻛل ﻣﻌﯾن
ﯾﺣدده اﻟﻘﺎﻧون او ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ اﻻطراف ﻛﺎﺷﺗراط ان ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﻛﺗوﺑﺎ او ان ﯾﻔرق ﻓﻲ ﺳﻧد رﺳﻣﻲ
ﺑواﺳطﮫ ﺷﺧص ﻣﺧﺗص و اﻟﮭدف ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرطﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ھو ﺗﻧﺑﯾﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻟﻰ اھﻣﯾﮫ
و ﺧطورة اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺳﻌون اﻟﻰ اﺑراﻣﮭم) .(2وﻣن اﻣﺛﻠﮫ اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ اوردھﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﮫ 1984ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﺣﯾث اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ان ﺗﻛون ھذه اﻟﻌﻘود ﻛﺗﺎﺑﮫ و رﺗب
ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﮫ ھذا اﻟﺷرط.
و ﻗد ﯾﺗﻔق اﻻطراف اﻧﻔﺳﮭم ﻋﻠﻰ ان ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺷﻛﻠﯾﺎ دون ان ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ذﻟك ﻣﺛل اﺗﻔﺎﻗﮭم
ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻧﻌﻘﺎد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻ اذا ﺗم اﻓراﻏﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻧد ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اذا اﺗﺿﺢ ان ﻧﯾﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن
1
) (ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.142
2
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ،اﻟﻌﻘﺪ واﻹرادة اﻟﻤﻨﻔﺮدة) ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﻤﻠﺔ :اﻟﺨﺮطﻮم ،ط (2006 ،6ص).(9
- 35 -
ﻗد اﻧﺻرﻓت اﻟﻰ ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ وﺟود ذﻟك اﻟﻣﺳﺗﻧد اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻻ اﻓراﻏﮫ ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﻣﺳﺗﻧد اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ،اﻟﻌﻘد اﻟﻌﯾﻧﻲ وھو اﻟذي ﻻ ﯾﺗم اﻻ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﯾن ﻣﺣل اﻟﻌﻘد اﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﺧر.
ﻓﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﯾن ﻋﻧﺻر ﺟوھري ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻻ ﻣﺟرد اﻟﺗزام ﻋﺎدي وﻣن اﻣﺛﻠﮫ اﻟﻌﻘود اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋﻘد
اﻟودﯾﻌﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﮫ 1984ﻹﺗﻣﺎﻣﮫ ﻗﺑض اﻟﻣﺎل اﻟﻣودع ﺣﻘﯾﻘﺔ او
)( 1
ﺣﻛﻣﺎ.
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻘد ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘد ﺑﺎن ﯾﻛون ﻋﻘد ﻣﺳﻣﻰ او ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺳﻣﻰ
ھو اﻟذي ﺣدد ﻟﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﺳﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ و اورد ﻟﮫ اﺣﻛﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﮫ ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ و اﻻﯾﺟﺎر و ﻋﻘد اﻟﺗﺎﻣﯾن
و ﻋﻘد اﻟﮭﺑﮫ وﻣن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻣﺎﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﮫ ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻟﮭﺑﮫ و ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ وﻋﻘد
اﻟﺻﻠﺢ و ﻗد ﻓﺻل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﮫ ﻟﺳﻧﮫ 1984اﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 294-178و ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻗد
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﺛل ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر و ﻋﻘد اﻻﻋﺎره و اﻓرد ﻟﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣواد 377-295
ﻛﻣﺎ ان ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﻌﻣل وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﮫ وﻋﻘد اﻟودﯾﻌﮫ وﺗﻧﺎول اﻟﻘﺎﻧون اﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣواد 470-378وﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎه ﻣﺎﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻋﻘود اﻟﻐرر ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎﻣره وﻋﻘد اﻟرھﺎن
وﻋﻘد اﻟﻣرﺗب ﻣدى اﻟﺣﯾﺎه وﻋﻘد اﻟﺗﺎﻣﯾن وﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 483-471وﻣن اﻗﺳﺎم اﻟﻌﻘود
اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻋﻘود اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﮫ وﺗﺷﻣل ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﮫ وﻋﻘد اﻟﺣواﻟﮫ وﺧﺻﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻣواد -484
. 515
اﻟﻌﻘد ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ و ھو اﻟذي ﻟم ﯾﺧﺻﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﺳم ﻣﻌﯾن وﻟم ﯾورد ﻟﮫ اﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﮫ و ھو ﻟذﻟك ﯾﺧﺿﻊ
ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﮫ ﻟﻠﻌﻘود واﻟﻌﻘود ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻣﺎة ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ ﻻﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻣﻌﯾﺎر ﻣﺣدد واﻧﻣﺎ ﺗﺗﻔﻧن
ﻓﯾﮭﺎ اﯾراده اﻻطراف وﺗﺗﻌدد ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾدور ﺣوﻟﮭﺎ اﻟﻌﻘد.
وﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن او ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻓﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم
ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ھو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻧﺷﺊ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ طرﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻌﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻣﺛﻼ ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧﺑﯾن
ﻻن اﻟﻣؤﺟر ﻣﻠزم ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﺎﺟر ﻣن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺳﺗﺎﺟر ﺑدﻓﻊ اﻻﺟرة ﻟﻠﻣؤﺟر
وﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ﻻن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠزم ﺑﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﺣﯾن ان اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻠزم ﺑدﻓﻊ
اﻟﺛﻣن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ.
واﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ھو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺗرﺗب اﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ذﻣﺔ اﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد دون اﻻﺧر
ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد داﺋﻧﺎ ﻏﯾر ﻣدﯾن واﻟطرف اﻻﺧر ﻣدﯾﻧﺎ ﻏﯾر داﺋن.
1
) (ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ ،م..50
- 36 -
وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻋﻘد اﻟودﯾﻌﺔ واﻟرھن اﻟﺣﯾﺎزي ﺣﯾث ﯾرﺗب اﻟﺗزاﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣودع اﻟﯾﮫ واﻟﻣرھون
اﻟﯾﮫ دون ﺗرﺗﯾب اﻟﺗزام ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣودع او اﻟراھن ،وﯾﺟوز ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ان
ﯾﺣوﻻه اﻟﻲ ﻋﻘد ﻣﻠزم ﻟﻠطرﻓﯾن ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﮭﺑﺔ اذا اﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﻋوض وارﯾد ﺑﺎﻋوض ان ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ
)(1
اﻟطرف اﻻﺧر.
وﺗﺑدو اھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾﯾن واﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗطﺑﯾق
ﻓﺎن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾﯾن اذا ﻓﺷل اﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ﻣن اﻟﺗزام ﺟﺎز ﻟﻠطرف اﻻﺧر
ان ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻓﻠﯾس ھﻧﺎﻟك اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻔﺳﺦ وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻠﯾس
ﻟﻠطرف اﻻﺧر ﻏﯾر اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد.
واﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾﯾن اذا ﻟم ﯾﻘم اﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ ﺟﺎز ﻟﻠطرف
اﻻﺧر ان ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ وھذا ﻣﺎﯾﻌرف ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد
ﻻ ﯾﺗﺻور وﺟود ھذا اﻟدﻓﻊ ﻟﻌدم وﺟود اﻟﺗزام ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﺧر ﺣﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﯾﻘﺎف اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﻛﻣﺎ ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘود ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن اﻟﻲ ﻋﻘود ﻓورﯾﮫ وﻋﻘود ﻣﺳﺗﻣرة اﻣﺎ اﻟﻌﻘود اﻟﻔورﯾﺔ
ﻓﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذھﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﻓﻲ اﻟزﻣن اﻟذي ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻓﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻘد ﻓوري ﻻن
اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﯾﻧﻔذان اﻟﺗزاﻣﮭﻣﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺣﺗﻲ وان ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻣؤﺟﻼ ﻓﺎﻋﺑرة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻔوري
ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻻ ﺑﺎﻟوﻗت اﻟذي ﻧﻔذه ﻓﯾﮫ.
اﻣﺎ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﮭﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐرق وﻗت ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﻌﻣل وﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ وﻋﻘد
اﻻﯾﺟﺎر وﯾﻛون ﻟﻠزﻣن ﻋﺗﺑﺎر ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،اﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون ﻓﺗﻘﺳم اﻟﻌﻘود اﻟﻲ ﻋﻘود ﻣﻌوﺿﺔ
وﻋﻘود ﺗﺑرع وﻋﻘد اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﮫ اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺎﺧذ ﻓﯾﮫ ﻛل ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻣﺎ اﻋطﻲ ﻣﺛل
ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ،اﻣﺎ ﻋﻘد اﻟﺗﺑرع ﻓﮭو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻻ ﺗﻌود ﻓﯾﮫ ﻓﺎﺋدة ﻋﻠﻲ اﺣد طرﻓﯾﮫ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﯾﻌطﻲ ﻣﺛل ﻋﻘد
) (2
اﻟﮭﺑﺔ.
وﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﯾﻌرف ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود ھو وﺳط ﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن واﻟﻌﻘد
اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد وﻛﺎن ﯾﺳﻣﯾﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ﻏﯾر اﻟﺗﺎم وھو ﻋﻘد ﻣﻠزم ﻓﻲ اﻻﺻل ﻟﺟﺎﻧب
واﺣد وﻟﻛن اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺧر ﯾﻠﺗزم ﺑﻌد ﻧﺷوء اﻟﻌﻘد ﺑﺳﺑب ﻏﯾر اﻟﻌﻘد وذﻟك ﻛﺎﻟودﯾﻌﺔ اذا اﻟﺗزم اﻟﻣودع
ﺑﺗﻌوﯾض ﻣﺎ اﺻﺎب اﻟﻣودع ﻋﻧده ﻣن اﻟﺿرر ﺑﺳﺑب اﻟﺷﺊ اﻟﻣودع او ﺑرد اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ
1
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ،ﺷﺮح أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ) ،ﻣﻨﺸﺎة اﻟﻤﻌﺎرف :اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ2018 ،م( ص).(17
2
) (أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص.12
- 37 -
اﻧﻔﻘت ﻓﻲ ﺣﻔظ اﻟﺷﺊ ﻣن اﻟﮭﻼك واﻟﺻﺣﯾﺢ ان اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ﻏﯾر ﺗﺎم اﻧﻣﺎ ھو ﻋﻘد ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب
واﺣد وﻣﺎﻋﺳﻲ ان ﯾﻧﺷﺎ ﻣن اﻟﺗزام ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟداﺋن ﻟم ﯾﻧﺷﺎ ﻣن اﻟﻌﻘد ﺑل ھو اﻟﺗزام ﻣﺻدره
ﺳﺑب اﺧر اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر واﻻﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رد
اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ وﻟﻘد ﻛﺎن ھذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻣﻔﮭوﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻻن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن
وﺣدھﺎ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻘودا ﯾﺟب ﺗواﻓر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ اﻣﺎ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ
ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻓﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻘودا ﺣرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﯾد ان ﺗوﺻف اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺟﺎﻧب ﺑﺎﻧﮭﺎ
ﻋﻘود ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن وﻟو ﻋﻠﻲ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺗﺎم ﺣﺗﻲ ﯾﺗﯾﺳر اﺷﺗراط ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻟﻛن ھذه اﻟﻔﻛرة
اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﻌد ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺣدﯾث واﺻﺑﺣت ﻛل اﻟﻌﻘود ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن او ﻣﻠزﻣﺔ
ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﯾﺟب ان ﯾﺗواﻓر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻠم ﺗﻌد ھﻧﺎك ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ ان ﺗﺗﺳم اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ
) (1
ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﺑﺳﻣﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن.
اﻣﺎ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻘد ﻗﺳم اﻟﻌﻘود اﻟﻲ ارﺑﻌﺔ اﻗﺳﺎم ﻋﻘود ﻋﯾﻧﯾﺔ وﻋﻘود ﺗﻧﻌﻘد ﺑﻛﻼم وﺻﯾﻎ ﻣﻘدﺳﺔ
وﻋﻘود ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وھﻲ اﻟﻣﺳﻣﺎة وﻋﻘود ﺗﺗم ﺑﺗﺑﺎدل اﻟﺗراﺿﻲ ،وﻗد ارﺟﻊ اﻟﻔﻘﮫ ھذه اﻻﻗﺳﺎم اﻻرﺑﻌﺔ
اﻟﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ وﺗﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺗﺷﻣل ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻠﻠت ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ.
اﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘود اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻوﻟﻲ ذات اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﺎن اﻻﻣر ﻓﯾﮭﺎ ﻻﯾﺧرج ﻋن ان
اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗطﻠب ان ﯾﻌﻠن اﻟرﺿﺎ اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻓﻲ اﺷﻛﺎل رﺳﻣﯾﺔ ﺧﺻﺻت ﻻظﮭﺎره ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺣﺳوﺳﺔ وان
ھذه اﻻﺷﻛﺎل ﺗﺗﻛون ﻓﻲ اﻷﻟﻔﺎظ وﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ او ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم ﺷﻲ وﻣﺗﻲ ﺗﻣت اﻻﺷﻛﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﺎن اﻻﻟﺗﻔﺎق
ﯾﺻﺑﺢ ﺗﺻرﻓﺎ ﻣﻌﺗﺑرا ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون.
وﻣن ﺛم ﻓﺎن ﻓﺎﺧﺗﻼط ﺟﺑري ﺑﯾن اﻻﺗﻔﺎق واﻻﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻻﺗﻔﺎق واﻻﺗﺟﺎه
اﻟطﺑﯾﻌﻲ ھو ان ھذه اﻻﻋﻣﺎل ﻟم ﺗﻛن ﻣﺟرد اﺛﺑﺎت ﻟﻼﺗﻔﺎق وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺷرط ﺟوھري ﻟﺗﻛوﯾﻧﮫ ﻓطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻗد ﺣددھﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻔﺎظ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻧطوﻗﺔ ﻛﺎﻧت ام ﻣﻛﺗوﺑﺔ او ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم ﺷﺊ ﺑﺻورة ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟم ﯾرﯾد
اﻧﺷﺎء ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ان ﯾﺣﯾد ﻋﻧﮭﺎ ﻗﯾد اﻧﻣﻠﺔ ﻓﯾﻠﺗزم ﺑﮭﺎ اﻟﺗزام اﻟﺟﻠد ﺑﺎﻟﺟﺳد واﻻ اﺳﺗﺣﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻧﺷﺎء
اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣراد اﻧﺷﺎوه وﻻ ﻧظن اﻧﮫ ﯾوﺟد ﺛﻣﺔ ﻣﻛﺎن ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻛﻼم ﻋن
)(2
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة.
1
) ( اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.200
2
) ( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﻣﺎرس1974 ،م ،ص).(3
- 38 -
اﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻠﻠت ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ان ھذه اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﺻﻧﻔﯾن ﻣن اﻟﻌﻘود
ﻋﻘود ﻋﯾﻧﯾﺔ وﻋﻘود رﺿﺎ ،اﻟﻌﻘود اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋددھﺎ ارﺑﻌﺔ وھﻲ ﻋﺎرﯾﺔ اﻻﺳﺗﮭﻼك او اﻟﻘرض وﻋﺎرﯾﺔ
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻟودﯾﻌﺔ ورھن اﻟﺣﯾﺎزة وﻻ ﯾﻧﺷﺎ اي ﻣن ھذه اﻟﻌﻘود اﻻرﺑﻊ اﻻ ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻣﺳﺑق ﻟﻠﺷﻲ ﻣﺣل
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻗرﺿﺎ ﻛﺎن او ﻋﺎرﯾﺔ ودﯾﻌﺔ ﻛﺎن او رھن ﺣﯾﺎزة ﻓﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎھﻲ اﺳﺎس ﻗﯾﺎم
اﻻﻟﺗزام ﻓﻼﻟﺗزام ﺑﻼ ﺗﺳﻠﯾم ﻣﺳﺑق وھذا ﯾﻌﻧﻲ ان اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻗد ﺳﻠب ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎره طرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ارادﺗﮫ وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟﮭذا ﻓﺎﻧﮫ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﻛﻼم ﻋن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭذه اﻟﻌﻘود
ﻻن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻟم ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣﺎدي ﻓﺣﺳب ﺑل ن ھذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺎدي اﺻﺑﺢ ﻣﻔروﺿﺎ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون
ﻋﻠﻲ ﻛل ﻣن ﯾرﯾد ان ﯾﻧﺷﺊ اي ﻋﻘد ﻣن ھذه اﻟﻌﻘود اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وھل ﺧرﺟت اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻋن اﻧﮭﺎ اﻟزام اﻟﻘﺎﻧون
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﮭﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن ارادﺗﮫ ﺑﺣﯾث ﯾرﺗﺑط ﻧﺷﺎة اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ
دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن ﺑﻘﯾﺔ اﻟطرق اﻻﺧري ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة اﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻛﻌﻣل ﻣﺎدي ﺑﺣت ﯾﻣﺛل اﻟﺷرط
اﻻوﺣد ﻟﻘﯾﺎم اي ﻋﻘد ﻣن ھذه اﻟﻌﻘود اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ان ﻣﺎھو ﺿروري ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ھو ﺑﻛل
وﺿوح اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﻟﯾس ﻋﻠﻲ وﺟﮫ اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﺗواﻓق اﻻرادات واﻟﻌﻧﺻر
اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋﺎﻣل اﻻرادة ﻟﯾس ﺿرورﯾﺎ ﻣﻊ اﻧﮫ طﺑﯾﻌﻲ وﻟﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ان ﯾﻐﯾب وﯾوﺟد اﻻﻟﺗزام
)(1
وﯾﻧﺷﺎ.
اﻣﺎ ﻋن ﻋﻘود اﻟرﺿﺎ ﻓﻘد اﻧﺣﺻرت ﻓﻲ ارﺑﻊ ﻋﻘود ھﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر وﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ
وﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ وﻗد اﻧﻔردت ھذه اﻟﻌﻘود اﻻرﺑﻊ ﺑﻣﺎ ﺟﻌﻠﮭﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻻﺧري وﺗﻣﯾزت ﻋﻧﮭﺎ
ﺑﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﺛل اﺧر ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ان ﻋﻘود اﻟرﺿﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗم دون اي ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
راﯾﻧﺎھﺎ ﻣن ﺗﺳﻠﯾم ﺷﻲ او اﻟﻧطق ﺑﻛﻼم رﺳﻣﻲ او ﺗﺣرﯾر ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﻘدﺳﺔ ﻓﻼ دﺧل ﻟﺷﻲ ﻣن ھذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻧﺷﺎة ﻋﻘود اﻟرﺿﺎ وﺑذﻟك ﺗﺣررت اﻻرادة ﻣن ﻋﺎﻣل اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ وﻛﺎن ﻣﺟرد اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺗﻌﮭد اﻟﻌﺎدي ﻛﺎﻓﻲ
ﻻﻧﺷﺎء اﻻﻟﺗزام ﻛﻣﺎ ان اﻟرﺿﺎ ﯾﻣﻛن ان ﯾظﮭر ﺑﺎي طرﯾﻘﺔ ﺑﺷرط ان ﯾﻛون ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ.
وﯾﻼﺣظ ان ﻋﻘود اﻟرﺿﺎ ھذه ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺷﺎ ﺑﯾن ﻏﺎﺋﺑﯾن ﻛذﻟك وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟرﺳﺎﺋل او ﻋن
طرﯾق رﺳول وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ان اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﺗﻘﯾﯾم وﺗﺣدﯾد اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣدﯾن ﻓﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ
ﯾﻌﺗد ﻓﻘط ﺑﻣﺎ ﺗﻌﮭد ﺑﮫ اﻟﻣدﯾن ﺻراﺣﺔ وﻟﻛﻧﮫ ﯾﻌﺗد اﯾﺿﺎ ﺑﻧﯾﺔ اﻻطراف وظروف اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻛﻣﺎ ان اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻠﮭم ﻣن ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻣﺎﯾﮭﯾﻧﮫ ﻋﻠﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣدﯾن.
1
) (اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م.
- 39 -
وﻗد ﻗﺳﻣت ﻋﻘود اﻟرﺿﺎ اﻟﻲ ﻗﺳﻣﯾن ﻣﺗﻣﯾزﯾن اﻟﻘﺳم اﻻول وﯾﺷﻣل ﻋﻠﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻻﯾﺟﺎر
واﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾﺷﻣل ﻋﻠﻲ ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ وﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،ان ظروف ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﺗﻣﺛل ﻣرﺣﻠﺔ
ﻣن ﻣراﺣل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ اﻛﺑر اﻻﺛر ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ اﻟﺑداﺋﯾﺔ واﻧدﺛﺎر
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ واﺧﺗﯾﺎر ﺷﻲ ﻛﻣﻌﯾﺎر ﻣﺷﺗرك ووﺳﯾﻠﺔ ﺑﮭﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺑﺎدل ھذا اﻟﺷﻲ ھو اﻟﻧﻘود ﻓﺎﺧﺗﻔﺎء اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ
ﺑﺻورﺗﮭﺎ اﻟﺑداﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ وظﮭور اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾم اﻻﺷﯾﺎء واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﺟﮭﺔ اﺧري
ﻛﺎن ﻟﮭﻣﺎ ﻓﺿل اﻋﺗﺑﺎر اﻟرﺿﺎ اﺳﺎس ﻟﻘﯾﺎم ﻛل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ھو ﺗﺑﺎدل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﻲ ﻣﻘﺎﺑل
ﻗدر ﻣن اﻟﻧﻘود واﻻﯾﺟﺎر ھو ﺗﺑﺎدل ﻗدر ﻣن اﻟﻧﻘود ﻧظﯾر ﻣﺎﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﺧص ﻣن ﺧدﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل
)( 1
ﺷﻲ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وﯾﻼﺣظ ان اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﮭﺎ ھذان اﻟﻌﻘدان ھﻲ واﺣدة وﻟﮭذا ﻣﺎﻟم ﯾﻐب ﻋن
اﻟروﻣﺎن ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎاﺑﺎن اﻟﻔﻘﮫ اوﺟﮫ اﻟﺗﺷﺎﺑﮫ واﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻓطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘدﯾن ﺗﻛﺎد
ﺗﻛون ان ﻟم ﺗﻛن ﺑﺎﻓﻌل واﺣدة وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول اﺣد ﻓﻘﮭﺎء اﻟروﻣﺎن ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن اﻻﺻل اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
ﺑﺎﻧﮭﻣﺎ ﯾﻣﺛﻼن ﺳﻣﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ).(2
اﻣﺎ ﻋن اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟرﺿﺎ ﻓﮭو ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘدﯾن ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ وﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ وﻗد اﻧﻔرد
ھذان اﻟﻌﻘدان ﺑﺧﺎﺻﯾﺔ ﻣﯾزﺗﮭﻣﺎ ﻋن ﻛل ﻣن ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻻﯾﺟﺎر ،ھذه اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ھﻲ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن
اﻻطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻟﮭذه اﻟﻣﯾزة ﻧﺗﯾﺟﺗﺎن اﻻوﻟﻲ ان اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟذي ﯾﻔﻘد ھذه اﻟﺛﻘﺔ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
اﺧطﺎ واﺛم اﺧطﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺛم ﻣن اﻟﻧﺣﺎﯾﺔ اﻻﺧﻼﻗﯾﺔ وﺧطﺎه ﯾﺗﻣﺎﺛل ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮫ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘد
ﺣﺎل اﻓﺗﻘﺎده اﻟﺛﻘﺔ واﻧﻌداﻣﮭﺎ ﻓﯾﮫ واﺛﻣﮫ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺛﻘل ﻛﺎھﻠﮫ ﻣن واﺟب اﺧﻼﻗﻲ ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻲ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ھﻲ ان اﻟﺛﻘﺔ ﻻﺗﻔرض واﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ان اﻓﻘد ﻣن اﺣد اطراف اﻟﻌﻘد وھذا ﯾﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻠطرف اﻻﺧر
ان ﯾﻧﮭﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎرادﺗﮫ).(3
ﻓﻛرة اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ان ارادة اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻧﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻗﺎﻣﺔ
ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﻏﯾرة ﻟم ﺗﺗﺣرر ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ وﺑﻌﺑﺎرة اﺧري ﻟم ﯾﻛن ﻟﺷﺧص ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر
ﻣﺎﯾرﺿﯾﮫ ھو ﻻ ﻣﺎﯾﻠزﻣﮫ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ارادﺗﮫ اﻟﻠﮭم اﻻ ﻓﻲ اﺿﯾق اﻟﺣدود ،ان ﻓﻛرة
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة ﺑﻣﻌﻧﺎه اﻟﻔﻧﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻟﮭﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ اﻻ ﺣﯾﻧﻣﺎ ظﮭرت ﻓﻛرة
1
) ( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.4
2
) ( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.5
3
) ( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.5
- 40 -
اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻋﻠﻲ وﺟﮫ اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر وﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ وﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺳﺑق
)(1
ﺑﯾﺎﻧﮫ.
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻘود وﻓﻘﺎ ً ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺟﺎء ﺣﺳب اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧوع وﻛل
ﻗﺳم دواﻋﻲ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ آﺛﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻧد ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود.
1
) ( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.6
- 41 -
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
) ( اﻟﻤﺎدة 233ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﺣﻤﻮراﺑﻲ.
2
) ( اﻟﻤﺎدة 233ﻣﻦ ﺣﻤﻮراﺑﻲ.
- 42 -
وﺗﺷﯾر ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻲ ان اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌرف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻌﻘد ﻣﺳﺗﻘل واﻧﻣﺎ
ﻛﺎن ﻣﺧﺗﻠطﺎ ﺑﻌﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وﺑﻌﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﺧري).(1
وﻗد ﻋرف ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر ﻋﻧدھم ﻋﻠﻲ وﺟﮭﯾن اﻻول اذا ﻛﺎن ﻣوﺿوﻋﮫ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺷﺊ ﺳﻣﻲ ﻋﻘد
ﯾﺟﺎر اﻻﺷﯾﺎء واﻟﺛﺎﻧﻲ اذا ﻛﺎن ﻣوﺿوﻋﮫ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻌﻣل اﻻﻧﺳﺎن وﺳﻣوه ﻋﻘد اﯾﺟﺎر اﻟﻌﻣل وﻗد ﻓرق
اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﺑﯾن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﯾدوﯾﺔ اذ ﯾﻌﺗﺑرھﺎ اﻋﻣﺎﻻ ﺣﻘﯾرة ﻻ ﯾزاوﻟﮭﺎ اﻻ اﻻرﻗﺎء واﻻﺟراء اﻟذﯾن
ﯾرﺗﺑطون ﻣﻊ ﻣن ﯾﺳﺗﺎﺟرھم ﺑﻌﻘد اﺟﺎرة اﻻﺷﺧﺎص اﻣﺎ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻛن ﻣﺣﻼ ﻻﯾﺟﺎر اﻻﺷﺧﺎص
ﺑل ﻣﺣﻼ ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ رﻓﻌﺎ ﻟﺷﺎﻧﮭﺎ وﺷﺎن ﻣن ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ ﻋن ان ﯾﻛون اﺟﯾرا.
وﻓﻲ ظل ھذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻛﺎن اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﯾﺿﻣن اﻟﺑﻧﺎء وﺗﺑﻘﻲ ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﮫ ﻋن
اﻟﺧطﺎ اﻟذي ﯾﻌﯾب اﻟﺑﻧﺎء ﻟﻣده ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ وﻗد ورد ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ ﺟﺳﺗﻧﯾﺎن اﻧﮫ )اذا اﺧطﺎ اﻟﻣﮭﻧدس
)(2
اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﺿﻣﺎن(.
ﻋرف اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺻورﺗﯾن اﺣداھﻣﺎ ان ﯾﻘدم اﻟﺻﺎﻧﻊ اﻟﻌﻣل واﻟﻣﺎده ﻣﻌﺎ
وﻋﻧدھﺎ ﯾﺳﻣﻲ اﻟﻌﻘد اﺳﺗﺻﻧﺎﻋﺎ او ان ﯾﻘدم اﻟﺻﺎﻧﻊ اﻟﻌﻣل ﻓﻘط وﯾﺳﻣﻲ اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺟﯾرا
ﻣﺷﺗرﻛﺎ ،وﻗد ﻋرف اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﻘد اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﺑﺎﻧﮫ )ﻋﻘد ﻋﻠﻲ ﺑﯾﻊ ﻋﯾن ﻣوﺻوﻓﮫ ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ
وﻣطﻠوب ﺻﻧﻌﮭﺎ( ،وﻋرف اﯾﺿﺎ ﺑﺎﻧﮫ )طﻠب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺷﺊ ﺧﺎص ﻋﻠﻲ وﺟﮫ ﻣﺧﺻوص(
اﻣﺎ ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﮫ ﺑﺎﻻﺗﻲ )اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻊ اھل اﻟﺻﻧﻌﮫ ﻋﻠﻲ ان ﯾﻌﻣل
ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺎﻟﻌﺎﻣل ﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻣﺳﺗﺻﻧﻊ واﻟﺷﻲ ﻣﺻﻧوع( ) ،(3وﻗد اﺳﺗﻣر ھذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ
ردﺣﺎ ﻣن اﻟزﻣن ﻋﻘد ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﯾدور ﺑﯾن اﻟﺑﯾﻊ واﻻﺟﺎرة ﻻن ﻓﯾﮫ ﺑﯾﻌﺎ ﻻﺻل اﻟﺷﺊ وﻓﯾﮫ اﺟﺎرة ﻋﻠﻲ
ﺻﺗﻌﮫ ﺣﺗﻲ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﻋﻘد اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع وﻗد ﻗﯾل ﺑﻌدم ﺟوازه ﻗﯾﺎﺳﯾﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﻻﺗﺟﯾز
اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺎﻟﯾس ﻋﻧد اﻧﺳﺎن اﻻ اﻧﮫ ﯾﺟوز اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ﻻﺟﻣﺎع اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻲ ذﻟك ﻻﻧﮭم ﯾﻌﻣﻠون ذﻟك ﻓﻲ ﺳﺎﺋر
اﻻﻣﺻﺎر ﻣن ﻏﯾر ﻧﻛﯾر واﻟﻘﯾﺎس ﯾﺗرك ﺑﺎﻻﺟﻣﺎع وﻻن اﻟﺣﺎﺟﮫ ﺗدﻋو اﻟﯾﮫ).(4
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﺑﯾﺎن ﺟﻧس اﻟﻣﺻﻧوع وﻧوﻋﮫ وﻗدره وﺻﻔﺗﮫ ﻻﻧﮫ ﻻ ﯾﻛون ﻣﻌﻠوﻣﺎ
ﺑدون ھذا اﻟﺷرط ﻓﻠو اراد ﺷﺧص ان ﯾﺑﻧﻲ ﻣﻧزﻻ وﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ان ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﺧرﺳﺎﻧﮫ
او اﻟطوب وﻋدد اﻟﻐرف اﻟﻣطﻠوﺑﮫ وﻣﺳﺎﺣﺗﮭﺎ وﻛل وﺻف ﯾرﻏب ﻓﯾﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﺷﺗرط اﯾﺿﺎ ان
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻼم زﻧﺎﺗﻲ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮن ﺣﻤﺮاﺑﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ1971 ،م ،ص.47
2
) (ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻓﮭﻤﻲ ،ﻣﺪوﻧﺔ ﺟﺴﺘﻨﯿﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ) ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺼﺮي :اﻟﻘﺎھﺮة1946 ،م( ص).(389
3
) ( ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،اﻟﻤﺎدة .124
4
) ( ﻣﻨﻰ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺳﻮل ،اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻤﮭﻨﺪﺳﻲ وﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻟﺒﻨﺎء) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻨﯿﻠﯿﻦ ،اﻟﺨﺮطﻮم2007 ،م( ص).(5
- 43 -
ﯾﻛون ﻣﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﻧﺎس واﻣﺎ ﺻﻔﺔ اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﻓﻔﮭو ﻋﻘد ﻏﯾر ﻣﻠزم ﻗﺑل اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن
)( 1
ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺑﻼ ﺧﻼف ﺣﺗﻲ ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺧﯾﺎر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻗﺑل اﻟﻌﻣل.
وذھب ﺑﻌض ﻓﻘﮭﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻲ ان اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﮫ وﯾﺟﺑر ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وان
ﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣﺳﺗﺻﻧﻊ وﺣده ﻻ اﻟﺻﺎﻧﻊ ﺑﺎﺋﻊ وﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اذا ﺑﺎع ﻣﺎﻟم ﯾره وﯾذھب اﺧرون اﻟﻲ اﻧﮫ ﻻزم
ﻓﻲ ﺣق ﻛل واد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺣﺗﻲ ﻻﺧﯾﺎر ﻻﺣداھﻣﺎ ﻻ ﻟﻠﻠﺻﺎﻧﻊ وﻻ ﻟﻠﻣﺳﺗﺻﻧﻊ).(2
وﻗد ﻋرف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﮫ ﻓﻘد ﻋرﻓﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم ﺳﻧﺔ
1804ﺑﺎﻧﮫ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻻﯾﺟﺎر ﻓﻘد ﻧص ﻋﻠﻲ ان )اﻻﯾﺟﺎر ﯾﺗﺿﻣن اﯾﺟﺎر اﻻﺷﺧﺎص واﯾﺟﺎر اﻟﻧﺎﻗﻠﯾن
واﯾﺟﺎر ﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻻﻋﻣﺎل( ).(3
اﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺣدﯾث ﻓﻠم ﯾﺳﺗﺧدم اﺳم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑل اﺳﺗﺧدم ﻋﺑﺎرة اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻋﻠﻲ اﻻﻋﻣﺎل
وﺟﻣﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻣﻘﯾﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎوﻻت ،وﺗواﻟت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻌﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺑﻌد ذﻟك ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑل وﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟدول اﻻروﺑﯾﺔ ﺣﯾث
ﺗﻧﺎوﻟت ھذه اﻟﻘواﻧﯾن ﻣﺟﻣل اﻟﻣﺳؤﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن واﻟﻧظم اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ادﺧﻠت وﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن ،اﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﻓﻼ ﯾﻌرف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻌﻘد ﻣﺳﻣﻲ ﺑﺧﻼف اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ذو اﻻﺻل اﻟﻼﺗﯾﻧﻲ وﻟﻌل ھذا اﻻﺧﺗﻼف ﯾﺟد اﺳﺎﺳﮫ ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ اذ ﯾﺧﺗﻠف
اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻲ ﻧظﺎم اﻟﺳواﺑق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻔروع).(4
وﻻ ﯾﺧﺗﻠف اﻻﻣر ﻛﺛﯾرا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻘد اﺻﺎﺑﮭﺎ اﻟﺗطور ھﻲ ﻛذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﺎذا اﺧذﻧﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ﻧﻣؤذﺟﺎ ﻟوﺟدﻧﺎ ان اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري اﻟﻘدﯾم ﻛﺎن ﯾدﻣﺞ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
وﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﺑﻌﻘد اﻻﯾﺟﺎراﻣﺎ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻛﺎن ﯾﻌرف ﺑﺎﺟﺎرة اھل اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ او ﻋﻘد اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع).(5
ﻓﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري )ﻋﻘد ﯾﺗﻌﮭد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ان ﯾﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ او ان ﯾؤدي ﻋﻣﻼ
)(6
ﻟﻘﺎء اﺟر ﯾﺗﻌﮭد ﺑﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدون اﻻﺧرون(.
1
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(6
2
) ( ﻋﻼء اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(210
3
) ( اﻟﻤﺎدة 1779ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﺳﻨﺔ .1804
4
) ( ﻣﻨﻰ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(15
5
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(18
6
) ( اﻟﻤﺎدة 646اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺼﺮي.
- 44 -
وﻗد ﻋرﻓﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛوﯾﺗﻲ )ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﯾﺗﻌﮭد ﺑﺎن ﯾؤدي ﻋﻣﻼ ﻟﻠطرف
اﻻﺧر ﻣﻘﺎﺑل اﺟر دون ان ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﮫ او ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋﻧﮫ( ) .(1اﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻻردﻧﻲ ﻓﻘد ﻧظم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻋﺎﻟﺟﮫ ﺑﻧﺻوص اﻟﻣواد ) (804-780ﻓﻘد ﻋرف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﮫ ﺑﺎﻧﮫ
)(2
)ﻋﻘد ﯾﺗﻌﮭد اﺣد طرﻓﯾﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺑﺎن ﯾﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ او ﯾؤدي ﻋﻣﻼ ﻟﻘﺎء ﺑدل ﯾﺗﻌﮭد ﺑﮫ اﻟطرف اﻻﺧر(.
ﻟم ﯾﻛن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻌروﻓﺎ ﻛﻌﻘد ﻣﺳﺗﻘل ﻓﻲ اﻟﺳودان ﻗﺑل ﻋﺎم 1971ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﻧظم اﻟﻌﻘود
ﻓﻲ اﻟﺳودان وﻓﻘﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد اﻟﻲ اﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻻ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﻻ
ﯾﻐطﻲ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗرا اﻻ اﻟﻘدراﻟﯾﺳﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل واﻟرواﺑط ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾن اﻻﻓراد ﻓﻘﺑل ﻋﺎم 1971ﻟم
ﯾﻛن ھﻧﺎك ﻗﺎﻧون ﻣدﻧﻲ ﻣﺳﺗﻘل وﻛﺎن ﯾﺗم اﻟرﺟوع ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻻﻧﺟﻠﯾزي.
ﺗﻐﯾرت اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻘود ﺑﺻدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻌﺎم 1971اﻟﻣﻠﻐﻲ اﻟﻣواد
ﻣن 146-63واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻼ ﺷك ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن
)( 3
وﺑﻌض اﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺻﺎدر اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷرع.
وﺗﻐﯾر اﻟوﺿﻊ ﻣرة اﺧري ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود ﻟﺳﻧﺔ 1974اﻟذي ھدف اﻟﻲ ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺗﺟرﺑﺔ
اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻻﻧﺟﻠﯾزي واﺳﺗﻣر اﻟﻌﻣل ﺑﮭذا اﻟﻘﺎﻧون ﺣﺗﻲ اﻟﻐﻲ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون
)(4
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984واﻟذي ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺗﮫ وﻓﻘﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ.
وﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة واﻓرد ﻟﻛل ﻋﻘد ﺑﺎﺑﺎ ﻓﺗﻧﺎول اﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر وﻋرف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻧطﺎﻗﮫ وﺷروطﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻻول ﺛم ﺗﻧﺎول اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول
واﻟﺗزاﻣﺎت ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث وﺧﺻص اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس واﻻﺧﯾر ﺗﺣدث ﻋن اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
وﻗد اھﺗم اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوداﻧﻲ ﺑﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺑﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻧﺣو ﺧﺎص ﻓﺎﺧﺿﻊ اﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣﮭﻧدس ﻟﻘواﻋد
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺑﻧﺎء واﻟﻣﻧﺷﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﮫ ﺑﻌد اﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل وﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻓﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤﻟﯾﺔ
ﻋﻣﺎ ﯾﺣدث ﺧﻼل ﻋﺷرة ﺳﻧوات ﻓﯾﻣﺎ ﺷﯾداه ﻣن ﻣﺑﺎﻧﻲ او اﻗﺎﻣﺎه ﻣن ﻣﻧﺷﺎت وﻋن ﻛل ﻋﯾب ﯾﮭدد ﻣﺗﺎﻧﺔ
اﻟﺑﻧﺎء وﺳﻼﻣﺗﮫ وھﻲ ﻣﺎﺗﻌرف ﺑﻘواﻋد اﻟﺿﻣﺎن اﻟﺧﺎص .
1
) ( اﻟﻤﺎدة 661اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻜﻮﯾﺘﻲ.
2
) ( اﻟﻤﺎدة 780اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷردﻧﻲ.
3
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﻠﻐﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م ،ص.8
4
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺘﺎ أﺑﻮ ﺳﻌﺪ ،أﺻﻮل اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ) ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮطﻨﻲ اﻻﺗﺤﺎدي:
اﻟﺨﺮطﻮم1985 ،م( ص).(10
- 45 -
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﺎن اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻔﺻﺢ ﻟﻧﺎ طﺑﯾﻌﺔ ھذا
اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗطورة وﻻ ﯾﻣﻛن ان ﻧﻘول ﺑﺎن ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺷﻛل اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
)(1
اﻧﻣﺎ ﺳﺎھﻣت ﻛل ﺗﻠك اﻟﻧظم ﻓﻲ اﺧراج ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻧراھﺎ اﻟﯾوم.
وﺗﺎﺛر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳوداﻧﻲ ﺑﮭذه اﻟﻧظم اﻟﻣﺗﻌدده دون ﺷك وھذا ﻣﺎاﻋﺗرف ﺑﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻗﺎﻧون 1971
ﻓﻲ ﻣذﻛرﺗﮫ اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﺑﺎﻧﮫ ﺟﺎء )ﻗﺿﺎء ﻟﺣق اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وادراﻛﺎ ﻟﻣﻛﺎﻧﺗﮭﺎ اﻟرﻓﯾﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﻧﻘل اﻟﻣﺷرع ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻧظرﯾﺗﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺣﻛﺎﻣﮭﺎ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺷرﯾﻌﺔ
)( 2
اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺻدرا ھﺎﻣﺎ اﺳﺗﻧد اﻟﯾﮫ اﻟﻣﺷرع ﻓﺎﺧد ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﺣﻛﺎﻣﮫ(.
وﻛل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﻟت ﻋﻠﻲ اﻟﺳودان ﺑﻌد ذﻟك ﻗد اﻛدت ﻋﻠﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه وﻻ ﯾﻧﻛر
اﺣد اﺛر اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﻋﻠﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺳوداﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻣﻧذ ﺻدور ﻗﺎﻧون
اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﺎم 1901اﻟذي ﺿﻣﻧﮫ اﻻﻧﺟﻠﯾز ﻧﺻﺎ رددﺗﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1929واﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎن )ﺗطﺑق اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ
ﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ واﻻﻧﺻﺎف واﻟوﺟدان اﻟﺳﻠﯾم( وﻛﺎن ﯾﺗم اﻟﺑﺣث ﻋن ﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ واﻻﻧﺻﺎف واﻟوﺟدان
اﻟﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟذي ﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣﺗﻔرﻋﺔ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﺗﻲ اﺻدرھﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﻋﺑر اﻟﻘرون.
وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺟﺎھل اﺛر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻧوﻧﻧﺎ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻲ اﻟرﻏم ﻣن اﺧﺗﻼف اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋده ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
اﻟﺳوداﻧﻲ ﻓﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺳوداﻧﻲ اﻻول ﻟﺳﻧﺔ 1971ﻣﺳﺗﻠﮭﻣﺎ ﺗﺷﺎﺑﮫ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﺳودان
ﻣﺗﺧﯾرا ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﺣدﺛﮭﺎ واﻛﺛرھﺎ ﺗﻘدﻣﺎ.
ﻋرف ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻧﮫ )ﻋﻘد ﯾﺗﻌﮭد اﺣد اﻟطرﻓﯾن
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ان ﯾﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ او ﯾؤدي ﻋﻣﻼ ﻟﻘﺎء ﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﻌﮭد ﺑﮫ اﻟطرف اﻻﺧر() .(3واﺳﺗﻛﻣل اﻟﻣﺷرع
اﻟﺳوداﻧﻲ ﻓﻛرة ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وذﻛر )اﻧﮫ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻧد ﺻدور ھذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻛون
) (4
ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ وﺗﺟدد ﻛﺗﺎﺑﺔ(.
1
) ( ﻣﻨﻰ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.20-19
2
) ( اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﻤﻠﻐﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م.
3
) ( اﻟﻤﺎدة 378ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
4
) ( اﻟﻤﺎدة 380ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ 1984م.
- 46 -
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺷﺎﻣل ھو ﻣﺎذﻛره ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984اﻟذي
ﻋرف ﻓﯾﮫ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺻورة ﺷﺎﻣﻠﮫ ﻣوﺿﺣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣﺎ اذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻌﻘد ھو ﺻﻧﻊ ﺷﻲ او اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻲ ﺷﻲ وھذا ان دل اﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻲ ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﻧص.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ:
وﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 378ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984م ﯾﺗﺿﺢ ان ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻧﻌﻘﺎده ﺗواﻓق ارادﺗﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ
اﻧﻌﻘﺎده ﺷﻛل ﻣﻌﯾن وان ھﻧﺎﻟك ﺗراﺿﻲ ﺑﯾن طرﻓﯾﮫ ﺳواء ﻛﺎن ﺷﻔوﯾﺎ او ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻋﻠﻲ ان ﯾﻛون ھذا
اﻟﺗراﺿﻲ وارد ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾطﻠﺑﮫ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻣن اﻟﻣﻘﺎول وﻛذﻟك اﻟﺑدل اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل وﻟم ﯾﺷﺗرط ﺑﮫ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻻ ﻟﻐﺎﯾﺎت اﻻﺛﺑﺎت وﯾﺟوز اﺛﺑﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ واﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻛل
ﻓﻲ ﺣدوده وﻣﻘداره واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﻲ رﺿﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘود وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﺧري وﺑﺣﺳب ﻣﺑدا ﺳﻠطﺎن اﻻرادة
ان ﻛل اﻟﺗزام ﻗﺎم ﻋﻠﻲ اﻟرﺿﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﺑر ﻣﺣﻘﻘﺎ ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻣﺎ دون ذﻟك اي ﺣﯾث ﯾﻧﻌدم ذﻟك اﻟرﺿﺎ ﻓﺎن
)( 1
اﻻﻣر ﻻﯾزﯾد ﻋن ﻛوﻧﮫ ﻗﯾدا ﻋﻠﻲ اﻟﺣرﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﯾﮫ.
اﻣﺎ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺛﻧﺎﺋﻲ ﻣﻠزم ﻟطرﻓﯾﮫ اي ان ﻓﻲ
ھذا اﻟﻌﻘد ﯾﺗﻌﮭد اﺣد طرﻓﯾﮫ اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل او ﺑﺻﻧﻊ ﺷﺊ ﻟﺣﺳﺎب اﻟطرف اﻻﺧر ﻣﻘﺎﺑل ﺑدل.
ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻣل او ﯾﺻﻧﻊ اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣواد ﯾﻘدﻣﮭﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل او ﯾﻘدﻣﮭﺎ
اﻟﻣﻘﺎول وﻓﻘﺎ ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ان ﯾدﻏﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﺑدل ﺳواء ﻋﺑر ﻋن ذﻟك اﻟﺑدل ﺑﺎﻟﺛﻣن او اﻻﺟرة
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﻓﯾﺗوﺟب ان ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎداء ﻋﻣل
او ﺻﻧﻊ ﺷﺊ وان ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ اﻟﺑدل ﺑﺣﯾث ﯾﻧﻔذ اﻟﻌﻘد طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﮫ وﺑطرﯾﻘﺗﺔ ﺗﺗﻔق
ﻣﻊ ﻣﺎﯾوﺟﺑﮫ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ) .(2وھذا ﻣﺎﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ) 1984ﯾﺟب ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد
)( 3
طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﮫ وﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺎﺗوﺟﺑﮫ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ(.
وﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻧﮫ ﻋﻘد ﯾرد ﻋﻠﻲ ﻋﻣل ﻣﺎدي ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 3/415ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984ﻋﻠﻲ )ﺗﻔﺳر ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻌﻣل وﻓق اﻟﻘﺎﻋدة اﻻﺻوﻟﯾﺔ ﻣن اﺧذ
اﻻﺟر ﺣﺎﺳﺑﮫ ﷲ ﺑﺎﻟﻌﻣل( ).(4
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ،ﺷﺮح أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ) ،ﻣﻨﺸﺎة اﻟﻤﻌﺎرف :اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ2018 ،م( ص).(17
2
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎول) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة2010 ،م( ص).(52
3
) ( اﻟﻤﺎدة 1/114ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
4
) ( اﻟﻤﺎدة 3/415ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
- 47 -
وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺗﻌﮭد اﺣد طرﻓﯾﮫ وھو اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎن ﯾﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ او ﯾودي ﻋﻣﻼ واداء اﻟﻌﻣل
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻧﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﻧﺗﯾﺟﮫ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎول واﻟذي ﯾﻘوم ﺑذﻟك ﺑﺎﺳﻣﮫ
اﻟﺧﺎص وﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﺷراف ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل او اﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﮫ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻓﻧﯾﺔ او ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﻗد
)( 1
ﯾﻌد اﻟﻣواد او اﻻدوات ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣواد او اﻻدوات ﻻﯾﻧﻔﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎول.
اﻣﺎ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﮭﻲ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺑرزھﺎ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻟﮭذا اﻟﻌﻘد وھﻲ
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذه ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋن اي ﺳﯾطرة او اﺷراف او ادارة ﻣن ﺟﺎﻧب رب
اﻟﻌﻣل ﻓﮭو ﯾودي ﻋﻣﻠﮫ دون اي ﺗدﺧل ﻣن ﺟﺎﻧب ھذا اﻻﺧﯾر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻠﯾس ﻟﮫ ان ﯾﺗوﺟﮫ
ھذا اﻻﺧﺗﯾﺎر او ﯾراﻗﺑﮫ وھذه اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻣﯾز ﺑﺣق ﺑﯾن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻛل ﻋﻘدي اﻟﻌﻣل واﻟوﻛﺎﻟﺔ.
اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾس ﻋﻘدا زﻣﻧﯾﺎ وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟزﻣﻧﻲ او ﻋﻘد اﻟﻣدة ھو
اﻟذي ﯾﻘﺎس اﻻداء اﻟرﺋﺳﻲ ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟزﻣن ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟزﻣن ﻓﯾﮫ ﻋﻧﺻرا اﺳﺎﺳﯾﺎ وﺟوھرﯾﺎ وﻣﺛﺎﻟﮫ ﻋﻘد
اﻻﯾﺟﺎر ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﺟوھري ﻓﯾﮫ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﺎﺟر ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺷﺊ اﻟﻣؤﺟر ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ وھذا اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﻘﮫ اﻻ اذا ﺗرك اﻟﺷﺊ اﻟﻣؤﺟر ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺳﺗﺎﺟر ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺑﺣﯾث ﯾﺿﺣﻲ اﻟزﻣن وﺣده
)(2
ھو ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﻘﺻود ﺗواﻓرھﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺎﺟر.
اﻣﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﻔوري وﻣﺛﺎﻟﮫ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﮭو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﺗﻧﻔﯾذ اﻻداء اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻲ زﻣن
ﺑﺣﺳب اﻻﺻل ،ﻓﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ وﺗﺳﻠﯾﻣﮫ اﻟﻲ اﻟﻣﺷﺗري ﯾﺗم ﻓورا وﻛذﻟك اﻟﺷﺎن ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺛﻣن اﻟﻲ
اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻻ ﯾﻐﯾر ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﯾﻊ ان ﯾﺗﻔق ﻋﻠﻲ ﺗﺎﺧﯾر ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﻲ وﻗت ﻻﺣق ،ﻛذﻟك اذا اﻟﺗزم ﻣﻘﺎول
ﺑﺗﺷﯾﯾد ﻋﻘﺎر ﻓﺎن ذﻟك ﯾﺳﺗﻐرق زﻣﻧﺎ وﻟﻛن ﻣن ﺷﺎﻧﮫ ان ﻻ ﯾﺟﻌل ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد زﻣﻧﯾﺎ ﻻ اﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء
وھو اﻻداء اﻟرﺋﺳﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻻ ﺗﻘدر ﻗﯾﻣﺗﮫ ﺑﺎﻟزﻣن اﻟذي ﯾﺳﺗﻐرﻗﮫ اي ﻻ ﯾﻘﺎس ﺑﺎﻟزﻣن
)(3
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾﻛون وﺟود اﻟزﻣن ﻋﻧﺻرا ﺟوھرﯾﺎ ﺑل ﻋﻧﺻرا ﻋرﺿﯾﺎ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻘد زﻣﻧﯾﺎً.
وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣده وﻗد ﯾﻣﺗد ﺗﻧﻔﯾذه ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ او اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﺳﻧوات
وﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذه ﻋﻠﻲ ﻣراﺣل ﻣﻊ ظروف اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ داﺋﻣﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗطور ،وﻣن ﺛم ﻛﺎن ﻻﺑد
ﻣن ان ﺗﺗﻣﯾز اﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺗﻼؤم ﻣﻊ اﻟظروف اﻟﻣﺗﻐﯾرة داﺋﻣﺎ ،اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ
اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ھﻲ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد ﻣﺗﺣرك ﻋﻠﻲ ﺧﻼف اﻛﺛر اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻌروﻓﮫ واﻟﻣﺗداوﻟﺔ
ﻓﺎن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾس ﻣوﺿوﻋﺎ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻣﻧذ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑل ھو ﻣوﺿوع ﻣﺗﺣرك ان ﺻﺢ اﻟﺗﻌﺑﯾر وھو ﻟذﻟك
1
) ( ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻔﻀﻠﻲ ،اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ،اﻟﺒﯿﻊ ،اﻹﯾﺠﺎرة ،اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ) ،ﻣﻜﺘﺒﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ :ﻋﻤﺎن2016،م( ص).(376
2
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.50
3
) ( ﻗﺪري ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺸﮭﺎوي ،ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة2006 ،م( ص).(18
- 48 -
ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻲ اﺣﻛﺎم ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮫ اي ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل واﻻﺿﺎﻓﺔ واﻟﺣذف ﻓﻲ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﮭﺎ
)(1
طوال ﻓﺗرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
اﻣﺎ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻓﺎن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘود ﻣﺗﻌددة ﺑﺣث ان اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻲ
اﻛﺛر ﻣن ﻋﻘد ﻻن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوب اﻧﺷﺎؤھﺎ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻲ اﻛﺛر ﻣن ﺗﺧﺻص ﻓﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻻﻧﺷﺎءات
ﺗﺧﺻص واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ وﺗرﻛﯾب اﻻﻻت ﺗﺧﺻص ﺑل ھو اﻛﺛر ﻣن ﺗﺧﺻص ،واﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﺎ واﻟﻛﮭرﺑﺎء
ﺗﺧﺻص اﺧر واﻧﺷﺎء اﻟطرق ﺗﺧﺻص واﻧﺷﺎء اﻟﻣواﻧﻲ ﺗﺧﺻص وﻟﻛل ﻧوع ﻣن ھذه اﻻﻧواع اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت
واﺣﻛﺎم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ھﻲ اﻻﺧري ﻟﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﮭذه اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت وﻣن ھﻧﺎ اﻧﻘﺳم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻲ ﻋﻘود ﻣﺗﻌددة.
اﻣﺎ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻓﮭﻲ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد دوﻟﻲ وذﻟك ان ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ذات طﺑﯾﻌﺔ
ﺧﺎﺻﺔ وھﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻘدة او اﻟﻣﺣﺗوﯾﺔ ﻋﻠﻲ ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اي ﻣﻘﺎول ﻣﻧﻔرد ان ﯾﻘوم
ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺿﻣن ﺳﻘف اﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ واﺧﺗﺻﺎﺻﮫ وﻋﻧدھﺎ ﺗﺗﻔق ﺷرﻛﺗﺎن او اﻛﺛر ﻟﺗوﻓﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
واﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ان ﺗﻛون اﺣدي ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت اﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﺑﺎن ﯾﺗم ﻋﻣل
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻻﺋﺗﻼف ﺑﯾن ﻓرﻗﺎء اﻻﺋﺗﻼف ﯾﺣدد دور ﻛل ﻣﻧﮭم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﮭم ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن
وﻣﻧﻔردﯾن ﺑﺎﻟﺗﻛﺎﻓل واﻟﺗﺿﺎﻣن اي اﻧﮫ اذا ﻗﺻر اﺣدھم ﻓﻲ اداء ﻋﻣﻠﮫ ﻗﺎم اﻻﺧرون ﺑﺎداء ﻣﺎﻋﻠﯾﮫ ﻣن
اﻟﺗزام وﻟذا ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﻛل ﺷرﯾك ﻓﻲ اﻻﺋﺗﻼف ان ﯾﻘدر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻲ ﺗﻘﺻﯾر اﺣد
اطراف اﻻﺋﺗﻼف اﻻ ان ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮭم ﺗﺟﺎه ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
)(2
اﻟﺗﻧظﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻌﻼﻗﺗﮭم وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم.
اﻣﺎ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﮫ ﻓﮭﻲ ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اي اﻧﮫ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﺣﻛﺎﻣﮫ
ﻻرادة اﻟﺧﺻوم ﻣن ﺟﮭﺔ وﻻرادة اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺟﮭﺔ اﺧري وﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾﺣل ﻗﺿﺎء اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﺣل
ﻗﺿﺎء اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق وﯾﻛون اﻟزاﻣﯾﺎ ﺷﺎﻧﮫ ﺷﺎن ﻗﺿﺎء اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﺗﺣﻛﯾم اﺗﻔﺎق ﺛم اﺟراءات ﺗﺣل
ﻣﺣل اﻻﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻌﺎﺷرة ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻧﮫ ﻋﻘد ﺛﻼﺛﻲ اي ان
اطراف ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻻﻣر اطراف ﺛﻼﺛﺔ وان ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻻﯾوﻗﻊ اﻻ ﻣن طرﻓﯾن ﻣن ھوﻻء
دون اﻟطرف اﻟﺛﺎﻟث ﻓﺎﻟطرﻓﺎن اﻟﻠذان ﯾوﻗﻌﺎت ﻋﻠﯾﮫ ھﻣﺎ رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول ﻏﯾر ان اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺷرف
ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟذي ﻻ ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘد ھو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن اﺧطر اطراف ھذا اﻟﻌﻘد واﻛﺛرھم ﺗﺎﺛﯾرا ﻓﻲ
1
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.45
2
) ( داؤود ﺧﻠﻒ ﷲ ،دﻟﯿﻞ ﻋﻘﻮد اﻹﻧﺸﺎءات) ،ب ن :ﻋﻤﺎن2002 ،م( ص).(140
- 49 -
ﻣﺻﯾره ﻧﺟﺎﺣﺎ او ﻓﺷﻼ وﻣن ھﻧﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اطراف ﺛﻼﺛﺔ اﺣدھم ﻟم ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻲ
) (1
اﻟﻌﻘد وﻻ ﯾﻌد ﻗﺎﻧوﻧﺎ طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ.
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اذ ﯾﺷﺗرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ وذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﻧﺷﺎة ﺑﻌد
ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984وﻗد ﻛﺎن ﻗﺑل ذﻟك ﻋﻘدا رﺿﺎﺋﯾﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻻ ﻧﻌﻘﺎده ﺷﻛﻼ
ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ ﺑﺎﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻓﯾﻣﻛن ان ﯾﺗم ﻛﺗﺎﺑﺔ او ﻣﺷﺎﻓﮭﺔ وﻟم ﺗﻛن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد ﺑل
ﻟﻼﺛﺑﺎت ﻓﻘط اﻻ اذا اﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻲ ﻏﯾر ذﻟك.
وﺗﺎﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺳﺑق ﻓﺎﻧﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 380ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ رﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻼ ﺗوﺟد
وﻻ ﺗﻧﺷﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻧد ﻣﻛﺗوب واﻻ ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ ﻛﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ اﻟﻣﺎدة
91ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ اذا اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ وﻟم ﯾﻛﺗب وﻗت
اﻧﻌﻘﺎده).(2
ﯾﻌد ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ وھو ﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ﺑﻣﻌﻧﻲ ان اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول
ﯾﻠزم ﺑﺎداء اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب ﻣﻘﺎﺑل اﻻﺟر اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ رب اﻟﻌﻣل وھذا اﻻﺧﯾر ﺑدوره ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑدﻓﻊ
اﻻﺟر اﻻ ﺑﻌد ﺗﺳﻠم اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ).(3
ﯾرد ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل ﻓﺎﻻداء اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺻﻧﻊ ﺷﺊ او اداء ﻋﻣل ﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻧﺣو
ﻣﺳﺗﻘل ودون اﺷراف او ﺗوﺟﯾﮫ ﻣن اﺣد وﻧﻼﺣظ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوداﻧﻲ ﻣﺳﻠك اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﺑراز
)( 4
ﺻﻔﺔ اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾس ﻓﻲ اﺣﻛﺎم ھذا اﻟﻌﻘد ﺑل ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﻧﻔﺳﮫ.
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻲ ﺧﺻﺎﺋص ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﺑﻘﯾت اﻟﻌﻘود ﻓﮭو رد
ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻣﯾزه ﻋن ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر اﻟذي ﯾرد ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ واﯾﺿﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑوروده
ﻋﻠﻲ ﻋﻣل ﻣﺎدي وﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﺑوروده ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل ﻛﺎﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﯾث ﯾرد ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل
ﻓﻲ ذاﺗﮫ واﯾﺿﺎ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣل ﺷﻲ او ﺻﻧﻌﮫ ﻻ ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ وھذا ﻣﺎﯾﻣﯾزه ﻋن
ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ.
1
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.109
2
) ( ﻣﻨﻰ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.21
3
) (اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.22
4
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.23
- 50 -
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻻول :ﺷروط اﻟرﺿﺎ او اﻟﺗراﺿﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ:
اﻟواﺿﺢ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984اﻧﮫ ﺣدد ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﮫ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻧﺎﺻر
اﻧﻌﻘﺎد ھذا اﻟﻌﻘد ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺿﻲ ﺑﺎن )اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد ﯾﺗﻌﮭد اﺣد اﻟطرﻓﯾن ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ان ﯾﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ او ﯾؤدي
ﻋﻣﻼ ﻟﻘﺎء ﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﻌﮭد ﺑﮫ اﻟطرف اﻻﺧر() .(1وﻣﻔﺎد ذﻟك اﻧﮫ ﯾﺟب ﻻﻧﻌﻘﺎد ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗطﺎﺑق اﻻﯾﺟﺎب
واﻟﻘﺑول ﻋﻠﻲ ﻋﻧﺎﺻرھﺎ ﻓﯾﺗم اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول اﻟذي ﯾﺗﻌﮭد ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﻣل واﻻﺟر اﻟذي
ﯾﺗﻘﺎﺿﺎه اﻟﻣﻘﺎول ﻣن رب اﻟﻌﻣل واﻟرﺿﺎ ﯾﺟوز اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﮫ ﺻراﺣﮫ او ﺿﻣﻧﯾﺎ وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﺷﻛل
ﻣﻌﯾن ﻻن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗراﺿﻲ.
ﻧظرا ﻻن اﻻرادة اﻣر ﻧﻔﺳﻲ اﻣﺎ اﻟﻌﻘد ﻓﮭو ظﺎھرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺎن اﻻرادة ﻻ ﺗﻘوم ﺑدورھﺎ ﻓﻲ
ﻣﯾﻼد اﻟﻌﻘد اﻻ اذا ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻣظﮭر ﺣﻲ او ﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ادراك وﺟودھﺎ وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر
) (2
ﻋﻧﮭﺎ.
واﻟﻘول ﺑﺎﻧﻌﻘﺎد ﻋزم ﺷﺧص ﻋﻠﻲ اﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗواﻓر اﻻرادة ﻟدﯾﮫ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ان
ﯾﻛون ھذا اﻟﺷﺧص ﻣدرﻛﺎ ﻟﻣﺎ ھوﻣﻘدم ﻋﻠﯾﮫ وﻗد رﺑط اﻟﻣﺷرع ﺑﯾن ھذا اﻻدراك وﺑﯾن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﺎﺷﺗرط
ﻟﺗواﻓر اﻻدراك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟوﺟود اﻻرادة ان ﯾﻛون ﻣن ﺻدرت ﻋﻧﮫ ﻣﻣﯾزا وﻧﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻣﯾز اﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ
اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎﻓﻊ واﻟﺿﺎر واﻟﺷﺧص ﻏﯾر اﻟﻣﻣﯾز ﻻ ارادة ﻟﮫ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون وﻣن ﺛم ﻓﺎن ارادﺗﮫ ﻻ
ﺗﺻﻠﺢ ﻻﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘود ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋﻠﻲ اﺧﺗﻼف اﻧواﻋﮭﺎ.
اﻣﺎ اﻟﺻﺑﻲ اﻟﻣﻣﯾز ھو ﻣن ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ وﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣره وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن اﻛﻣل
اﻟﻌﺎﺷر وﻟم ﯾﻛﻣل اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة وﻟﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اھﻠﯾﺔ ﻧﺎﻗﺻﺔ وﻗد ﺣدد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
1984اﺣﻛﺎﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎده 55ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ:
.1اذا ﻛﺎن اﻟﺻﺑﻲ ﻣﻣﯾزا ﻛﺎﻧت ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﮫ ﺻﺣﯾﺣﮫ ﻣﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﮫ ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺣﺿﺎ وﺑﺎطﻠﺔ
ﻣﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺿﺎرة ﻟﮫ ﺿرر ﻣﺣﺿﺎً.
.2اﻣﺎ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟداﺋرةﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿرر ﻓﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺑطﺎل ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻘﺎﺻر وﯾزول
ﺣق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻻﺑطﺎل اذا اﺟﺎز اﻟﻘﺎﺻر اﻟﺗﺻرف ﺑﻌد ﺑﻠوﻏﮫ ﺳن اﻟرﺷد او اذا ﺻدرت اﻻﺟﺎزة
ﻣن وﻟﯾﮫ او اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺣﺳب اﻻﺣول ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون).(3
1
) ( اﻟﻤﺎدة 378ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.71
3
) ( اﻟﻤﺎدة 55ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
- 51 -
ﻗد ﺗﺻﯾب اﻟﺷﺧص ﺑﻌض اﻟﻌﺎھﺎت اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻘدرﺗﮫ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ او ﺗدﺑﯾره ﻻﻣوره وﻟﻛن
ﺗﺣدث ﺑﮫ ﻋﺟزا ﻗد ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻌﮫ ان ﯾﻌﺑر ﻋن ارادﺗﮫ ﺗﻌﺑﯾرا ﺻﺣﯾﺣﺎ او ﯾﺧﺷﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻋدم ادراك
ظروف اﻟﺗﺻرف اﻟذي ﯾﺟرﯾﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب وﺟود ﺷﺧص ﯾﻌﺎوﻧﮫ ﺷﺧص ﯾﻌﺎوﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻓﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻻﺗﻲ:
.1اذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﺻﻣﺎ او اﺑﻛم او اﻋﻣﻲ وﺗﻌذر ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺳﺑب ذﻟك اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ارادﺗﮫ او ﻛﺎن
ﯾﺧﺷﻲ ﻣن اﻧﻔراده ﺑﻣﺎﺷرة اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ ﺑﺳﺑب ﻋﺟز ﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ﺷدﯾد ﺟﺎزﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ان ﺗﻌﯾن
ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺎ ﯾﻌﺎوﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
.2اذا ﺻدر ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺻدر ﺗﻌﯾﯾن ﻗﯾم ﻟﮫ اي ﺗﺻرف ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻐﯾر ﻣﻌﺎوﻧﺔ
)( 1
اﻟوﺻﻲ ﻛﺎن ھذا اﻟﺗﺻرف ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻲ اﺟﺎزة اﻟﻘﯾم او اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ(.
اﻣﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻣﯾز ﻓﮭو ﯾﻌد ذا ارادة وﯾﻛﻔﻲ وﺟود ھذه اﻻرادة ﻟﻛﻲ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﮫ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ اﺑرام
اﻟﻌﻘود ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ واﻻرادة اﻻزﻣﺔ ھﻲ ارادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اي اﻟﺷﺧص اﻟذي
ﻗﺻد اﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد واﺿﺎﻓﺔ اﺛﺎره اﻟﻲ ﻧﻔﺳﮫ وھﻲ اﻟﺻورة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد وﻟﻛن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻌرف
ﺻورة اﺧري ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ھﻲ ﺗﻌﺎﻗد ﺑطرﯾق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ وﻗواﻣﮭﺎ اﺗﺟﺎه ارادة ﺷﺧص اﻟﻲ اﺑرام ﻋﻘد ﻻ ﻟﺣﺳﺎﺑﮫ
اﻟﺧﺎص ﺑل ﻟﺣﺳﺎب ﻏﯾره ﺑﺣﯾث ﯾﻧﻌﻘد ﺑﺎرادﺗﮫ وﻟﻛن اﺛﺎره ﺗﻧﺻرف اﻟﻲ ﻏﯾره وﻋﻠﻲ ذﻟك ﯾﺷﺗرط ﺻدور
اﻻﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺗﻌﺎﻗدا وطرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﺻﺑﺢ ان ﯾﺻدر اﻻﯾﺟﺎب او اﻟﻘﺑول
او ﻛﻼھﻣﺎ ﻣن ﻧﺎﺋب ﯾﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻻ ﯾﻣﻧﻊ ذﻟك ﻣن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻻ ﻧﺎﺋﺑﮫ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
.وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻏﯾر ﻛﺎﻣل اﻻھﻠﯾﺔ وﻻﯾﺳﺗطﯾﻊ اﺑرام اﻟﻌﻘود ﻟﺣﺳﺎﺑﮫ اﻟﺧﺎص ﻓﻔﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﮫ ﯾوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ان ﯾﻛون ﻟﮭذا اﻟﺷﺧص ﻧﺎﺋب ﯾﺑرم اﻟﻌﻘود ﻟﺣﺳﺎﺑﮫ وﯾﺳﻣﻲ ھذا اﻟﻧﺎﺋب ﺑﺎﻟوﻟﻲ او
)(2
اﻟوﺻﻲ او اﻟﻘﯾم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ان ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺳن اﻟرﺷد اﺗﻣﺎم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣره وان ﯾﻛون ﻋﺎﻗﻼ
وﻏﯾر ﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺳﻔﮫ او ﻏﻔﻠﺔ وذﻟك ﻻن اﻟﻣﻘﺎول اﻣﺎ ان ﯾﻘﺻر ﻋﻠﻲ ﺗﻘدﯾم ﻋﻣﻠﮫ ﻓﻘط وﺣﺗﻲ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﺎﻟﮫ ﻣﺿﺎرب ﺑﻌﻣﻠﮫ ﻣﻌرض ﻟﻠرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة وﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺗﻌوﯾض رب اﻟﻌﻣل ﻋﻣﺎ ﻟﺣﻘﮫ
ﻣن اﺿرار وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﯾﺔ ﻣن اﻻﻋﻣﺎل اﻟداﺋرة ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿرر وﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺗﻘدم اﻧﮫ اذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎول ﻧﺎﻗص اﻻھﻠﯾﺔ وھو اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﻣﯾز ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟﺳﺎﺑﻌﮫ ﻣن ﻋﻣره ﻛﺎﻣﻠﮫ
1
) ( اﻟﻤﺎدة 61ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.106
- 52 -
واﻟﻣﻌﺗوه واﻟﺳﻔﯾﮫ وذو اﻟﻐﻔﻠﮫ ﻓﺎن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟذي ﯾﻌﻘده ﯾﻛون ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻲ اﺟﺎزة وﻟﯾﮫ او وﺻﯾﮫ وﻓﻲ
)( 1
ﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠوﻟﻲ او اﻟوﺻﻲ اﻟﺗﺻرف اﺑﺗداء.
واذا ﻛﺎن دور اﻟﻣﻘﺎول ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻣل واﻧﻣﺎ ﯾﺷﻣل اﻟﻣﺎدة واﻟﻌﻣل ﻣﻌﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻠزم ان
ﯾﻛون ﻣن ﺑﺎب اوﻟﻲ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺳن اﻟرﺷد ﻻﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﺋﻌﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺑﺎﺋﻊ ان
ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﮫ اﻻھﻠﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺎن ﻛﺎن ﻧﺎﻗص اﻻھﻠﯾﺔ ﻓﺎن ﻋﻘده ﯾﻛون ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻲ اﺟﺎزة وﻟﯾﮫ او وﺻﯾﮫ
ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠوﻟﻲ او اﻟوﺻﻲ اﻟﺗﺻرف اﺑﺗدا اﻣﺎ اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﺎذون ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻣﻛن
) (2
اﻣﺎ ان ﯾﻛون ﻣﻘﺎوﻻ وﻋﻧدﺋذ ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ اﻟداﺧﻠﮫ ﻓﻲ اﻻذن ﻛﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺑﺎﻟﻎ ﺳن اﻟرﺷد،
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺗﻌﺗﺑر اﯾﺿﺎ ﻣن اﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻرف ﻻن ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ دﻓﻊ اﻻﺟرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﺑراﻣﮫ ﻟﮭذا اﻟﻌﻘد ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻣن اﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻرف اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم ﺗواﻓر
اھﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﻓﺎن ﻛﺎن ﻣﺣﺟورا ﻟﺳﻔﮫ او ﻏﻔﻠﺔ اذا ﻛﺎن ﺿﻐﯾرا ﻣﻣﯾزا ﻛﺎن ﻋﻘده ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻲ اﺟﺎزة
وﻟﯾﮫ او وﺻﯾﮫ .وﻟﻛن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻋﻣﺎل اﻻدارة ﻛﺎﻟﻌﻘد اﻟذي
ﯾﺑرﻣﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ﻟﺗرﻣﯾم ﻣﻧزل او ﻣﻊ ﺧﯾﺎط ﻟﯾﺧﯾط ﻟﮫ ﺑدﻟﮫ ﻓﻣﺛل ھذه اﻟﻌﻘود ﺗﻌﺗﺑر ﻣن
اﻋﻣﺎل اﻻدارة وﯾﻛﻔﻲ ﻓﯾﮭﺎ ان ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ رب اﻟﻌﻣل اھﻠﯾﺔ اﻻدارة وﻣن ﺛم ﯾﺟوز ﻟﻠﺻﻐﯾر اﻟﻣﻣﯾز ان
)( 3
ﯾﺑرم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ھذه اﻻﻋﻣﺎل ﺑﺻﻔﺗﮫ رب ﻋﻣل دون ﺣﺎﺟﮫ اﻟﻲ اذن وﻟﯾﮫ او وﺻﯾﮫ.
وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﯾﻛون اﻟﺗراﺿﻲ ﺻﺣﯾﺣﺎ ان ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ورب اﻟﻌﻣل اﻻھﻠﯾﺔ اﻻزﻣﺔ
ﻻﺑرام ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻧﻣﺎ ﯾﻠزم اﯾﺿﺎ ان ﯾﻛون ارادة ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﯾوب وﺑﺎﻟﻧظر ﻓﺎن ﻋﯾوب
اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ھﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﯾوب ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻻﺧري ،وﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﺗدﻟﯾس وھو اﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﺣﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﯾﻘﺎع اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻏﻠط ﯾدﻓﻌﮫ اﻟﻲ اﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﺎﻟﻣدﻟس ﺷﺧص ﺑﻐﯾر وﺟﮫ ﺣق ﯾوﻟد ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﯾﮭﻣﺎ ﯾﻐﺎﯾر ﻣﺎﻋﻠﯾﮫ واﻗﻊ اﻟﺣﺎل وﯾدﻓﻌﮫ اﻟﻲ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﻘد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ﻟو ﻋﻠم ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟواﻗﻊ.
واﻟﺗدﻟﯾس ﯾﻌﯾب ارادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻻن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻧد اﺑراﻣﮫ ﻟﻠﻌﻘد ﯾﺳﺗﻧد اﻟﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ
) (4
ﻟذﻟك ﺟﻌل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺷوب ﺑﺗدﻟﯾس ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺑطﺎل ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣدﻟس ﻋﻠﯾﮫ.
1
) ( ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.49
2
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.101
3
) ( ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.72
4
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺸﯿﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.58
- 53 -
اﻣﺎ اﻟﻌﯾب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﮭو اﻻﻛراه وھو اﺟﺑﺎر اﻟﺷﺧص ﺑﻐﯾر ﺣق ﻋﻠﻲ ان ﯾﻌﻣل ﻋﻣﻼ دون رﺿﺎه
وﯾﻛون ﻣﺎدﯾﺎ او ﻣﻌﻧوﯾﺎ وﺣﻛﻣﺔ ﻓﺎن ھذا اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻛون ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ ﺣق ﻣن وﻗﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻻﻛراه ﻓﺎذا طﺑﻘﻧﺎ
ھذا اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ان ﻗﯾﺎم اي ﺷﺧص ﺑﺎﺟﺑﺎر اﺧر ﻋﻠﻲ اﺑرام ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻐﯾر ﺣق
دون رﺿﺎ ﯾﺟﻌل ھذا اﻟﻌﻘد ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻲ اﺟﺎزة اﻟطرف اﻟذي ﻛﺎن ﺗﺣت ﺗﺎﺛﯾر اﻻﻛراه ﻓﺎذا اﺟﺎزه اﺻﺑﺢ
) (1
ﻧﺎﻓذا ﻣن وﻗت اﻟﺗﺻرف واذا رﻓﺿﮫ ﺑطل اﻟﺗﺻرف.
واﻻﻛراه اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ اﻻﺻل ھو اﻻﻛراه اﻟذي ﯾﺻدر ﻣن اﺣد طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﺗﺟﺎه اﻻﺧر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم
اﻻطراف اﻻﺻﻠﯾﯾن ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻣﺎ اذا ﺻدر ﻣن ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻓﻼ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﻓﻲ
ھذه اﻟﺣﺎﻟﮫ وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣؤﺛرا ﻣﺎﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻول ﯾﻌﻠم ﺑﮫ او ﻛﺎن ﯾﻣﻠك ﻣن اﻻﺳﺑﺎب ﻣﺎﯾوﺟب ﻋﻠﯾﮫ
ان ﯾﻌﻠم ﺑﮫ.
اﻣﺎ اﻟﻌﯾب اﻟﺛﺎﻟث ﻓﮭو اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟذي ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺻﺎ ﻣﻔﺻﻼ وﺧﺎص ﺑﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻋﯾب
ﻣن ﻋﯾوب اﻻرادة ﻟﻛﻧﮫ اﺷﺎر ﻟﮫ ﻣﺟرد اﺷﺎرة ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻲ ان اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋن اﻟﻧﻔﺎذ ﻋﻠﻲ
اﻻﺟﺎزة اذا ﺷﺎب اﻻرادة ﻓﯾﮫ ﻏﻠط او ﺗدﻟﯾس او اﻛراه او اﺳﺗﻐﻼل (2)،واﻟﻌﯾب اﻟراﺑﻊ ھو اﻟﻐﺑن واﻟﺗﻐرﯾر
واﻟﻐﺑن ﻟﻐﮫ ﯾﻌرف ﺑﺎﻧﮫ اﻟﻧﻘص اﻣﺎ اﺻطﻼﺣﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘﺻد ﺑﮫ ﻋدم اﻟﺗﻛﺎﻓؤ ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻘد وﻋرﻓت
اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻧوﻋﯾن ﻣﻧﮫ اﻟﯾﺳﯾر واﻟﻔﺎﺣش.
اﻣﺎاﻟﺗﻐرﯾر ﯾﻘﺻد ﺑﮫ ﻟﻐﺔ اﻟﺧداع اﻣﺎ اﺻطﻼﺣﺎ ﻓﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻟﺣﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
اﻻﺧر ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد وھو ﯾﻣﺎﺛل اﻟﺗدﻟﯾس ﻋﺎدة.
واﻧواع اﻟﺗﻐرﯾر ﻛﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﺑﺎﻻﻓﻌﺎل ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﺣﻘق اﯾﺿﺎ ﺑﺎﻻﻗوال وھو ان ﯾﺧدع اﺣد اﻟﻌﺎﻗدﯾن
اﻻﺧر ﺑؤﺳﺎﺋل اﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻗوﻟﯾﺔ او ﻓﻌﻠﯾﺔ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻲ اﻟرﺿﺎ ﺑﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻟﯾرﺿﻲ ﺑﮫ ﺑﻐﯾرھﺎ.
وﻗد ﺧﻠط ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984ﺑﯾن ﻣﻔﮭوم اﻟﻐرر وﻣﻔﮭوم اﻟﺗﻐرﯾر
ﻛﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺗﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻛﺗب اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﺳﺗﻌﻣل ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻐرر ﻣﺣل اﻟﺗﻐرﯾر ﻣﻊ ان ھﻧﺎﻟك اﺧﺗﻼف
)(3
ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻣﻔﮭوﻣﯾن.
1
) ( ﻋﺪﻧﺎن إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﺮﺣﺎن ،ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ) ،ﻣﻜﺘﺒﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة1996 ،م( ص).(22
2
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.105-104
3
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.70
- 54 -
اﻣﺎ اﻟﻌﯾب اﻟﺧﺎﻣس ﻓﮭو اﻟﻐﻠط وھو وھم ﯾﻧﺷﺎ ﻓﻲ ذھن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾري اﻻﻣر ﻋﻠﻲ ﻏﯾر
ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ ﻛﺎن ﺗﻛون ھﻧﺎﻟك واﻗﻌﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﯾﺗوھم ﻋدم ﺻﺣﺗﮭﺎ او واﻗﻌﺔ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﯾﺗوھم ﺻﺣﺗﮭﺎ
واﻟﻐﻠط ﻣن ﺣﯾث ﺗﺎﺛﯾره ﻋﻠﻲ ارادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ اﻗﺳﺎم اﻟﻐﻠط اﻟذي ﯾﻌدم اﻻرادة واﻟﻐﻠط اﻟذي
)( 1
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻲ اﻻرادة واﻟﻐﻠط اﻟذي ﯾﻌﯾب اﻻرادة وﯾﺧﺗﻠف اﻻﺛر اﻟذي ﯾﺗرﻛﮫ ﻛل ﻗﺳم ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘد.
اذا وﻗﻊ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻔﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎن اﻟﻐﻠط ﯾﻌﯾب اﻻرادة وﯾوﺛر ﻓﯾﮭﺎ وﻣن ﺛم
ﯾﺟﻌل رﺿﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻏﯾر ﺗﺎم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوھم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌﻘد واﻻﺛر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻲ ذﻟك ان ﯾﻛون
)(2
اﻟﻌﻘد ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺑطﺎل.
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ﺷروط اﻟرﺿﺎ وﻋﯾوب اﻻھﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺷروط واﻟﻌﯾوب
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ وﻟﯾس ھﻧﺎﻟك اي اﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﮭم.
1
) ( د .ﻋﺪﻧﺎن إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﺮﺣﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.24
2
) (ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.111
- 55 -
اﻟﻣطﻠوب ﺳواء ﻛﺎن ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ وﺟب اﻟﺗﻌﯾن ﻣﺣل ﺗﻠك اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت واﻟﻣﺳﺎﺣﺎت وﻣﻛﺎﻧﮭﺎ وﻣﺣﺗواھﺎ
)( 1
واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺧري.
اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻓﺎن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﯾﻛون ﺳداد ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻟﻠﻣﻘﺎول ﺑﺻورة اوﺿﺢ
ان ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻟرب اﻟﻌﻣل ھو اﻟﻧﻘود وﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗزام ﺑﻌددھﺎ اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻌﻘد دون ان ﯾﻛون ﻻرﺗﻔﺎع
او اﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘود وﻗت اﻟوﻓﺎء اي اﺛر وﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ )اذا ﻛﺎن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام
دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﻘدر ﻋددھﺎ اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﻌﻘد دون ان ﯾﻛون ﻻرﺗﻔﺎع ﻗﯾﻣﺔ ھذه اﻟﻧﻘود
او ﻻﻧﺧﻔﺎﺿﮭﺎ وﻗت اﻟوﻓﺎء اي اﺛر( ) .(2ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣدﯾن اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ان ﯾطﺎﻟب
زﯾﺎدة اﺳﺗﻧﺎدا اﻟﻲ ان اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود ﻗد اﻧﺧﻔﺿت او ان ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣوازﯾﺔ ﻟﻠدوﻻر ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻗد
)(3
ارﺗﻔﻌت.
وﯾﻛﻔﻲ ان ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﻧوﻋﮫ ﻓﻘط إذا ﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻣﺎﯾﺳﺗطﺎع ﺑﮫ ﺗﻌﯾن ﻣﻘداره واذا ﻟم
ﯾﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻲ درﺟﺔ اﻟﺷﻲ ﻣن ﺣﯾث ﺟودﺗﮫ وﻟم ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ذﻟك ﻣن اﻟﻌرف او ﻣن اي
ظرف اﺧر اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺎن ﯾﺳﻠم ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﺻﻧف وﺳط.
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اذا ﻟم ﯾﻌﯾن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﻟم ﯾﺗﺿﻣن اﻻﻟﺗزام اﻻﺳس اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻌﯾﻧﮫ
ﯾﻘﻊ اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ اذ ﺑﻌدم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣل ﻓﺎن اﻻرادﺗﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﺗﺗطﺎﺑﻘﺎن وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻘق
ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ارادﺗﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺷﺎن ھذا اﻟﻌﻣل وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺗﺣﻘق ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع
ﻟﻠﺗﻌﯾن ﻓﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد وﯾﻧﺷﺎ اﻻﻟﺗزام وﻟو ﻛﺎن ﻣوﺿوﻋﮫ ﻏﯾر ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد او ﻟم ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد اﺳس
ﺗﻌﯾﻧﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد وھذا ھو ﺣﻛم ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻠﻘد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ )اذا ﻟم ﯾﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
اﺟر ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣل اﺳﺗﺣق اﻟﻣﻘﺎول اﺟر اﻟﻣﺛل ﻣﻊ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻗدﻣﮫ ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗطﻠﺑﮭﺎ اﻟﻌﻣل( ).(4
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺗﻌﯾﻧﺎ ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ او ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾن وان ﯾﺷﺎر
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻲ طﺑﯾﻌﺗﮫ وﻣﺎھﯾﺗﮫ وﻣداه واوﺻﺎﻓﮫ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن اﻟﻌﻣل دون ﻟﺑس او ﻏﻣوض وﯾﺟب ﻛذﻟك
ان ﯾﺗﺿﻣن اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول ﺷروط اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻣدﺗﮫ وﻏرﻣﺎت اﻟﺗﺎﺧﯾر وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺻرف
ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﻘﺎول ﻧظﯾر اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﺗﻌﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋﻧد ﻧﺷؤ اﻟﻧزاع او اﻟﻠﺟو اﻟﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم
) (5
وﯾﺟب ان ﯾﻛون ﻛل ذﻟك ﻣﺣل اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول ورب اﻟﻌﻣل.
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﺟﺪ ﺧﻠﻮﺻﻲ ،اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ) ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ :ﻣﺼﺮ2003 ،م( ص).(158
2
) ( اﻟﻤﺎدة 82ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
3
) (ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.115
4
) ( اﻟﻤﺎدة 1/391ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
5
) ( ﻓﺘﺤﻲ ﻏﯿﺚ ،ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﮭﻨﺪس) ،دار اﻟﻤﻌﺎرف :ﺑﯿﺮوت1960 ،م( ص).(49
- 56 -
واﯾﺿﺎ ﻻﺑد ان ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﺷروﻋﺎ ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم او اﻻداب ﻛﺎن اﻟﻌﻘد
ﺑﺎطﻼ اﻟﻣﺎدة 1 /78ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﮫ 1984وﻋﻠﻲ ذﻟك اذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ اي
ﯾﻧﺻرف اﻟﻲ ﻗﯾﺎم ﻋﻣل ﻣﻌﯾن ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺎن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﺟب اﻻ ﯾﻛون ھذا اﻟﻌﻣل ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم واﻻداب ﻓﺎذا ﺗﺣﻘﻘت ھذه اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻛﻣﺎ اﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 1/47ﻛﺎن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻏﯾر ﻣﺷروع او
اذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 80ﻓﻘد ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻓﻧﻲ ﯾﻛون
ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ھذه اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ھﻲ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻐﻠب
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﻣﺎ اﺷﺎرت اﻟﻣﺎد 79ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻣﺎ اﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻻ اﻟﻣطﻠﻘﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ
ﻻ ﺗﺣول دون ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد وﻣﺛﺎل ذﻟك ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻻﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣن
) (1
اﺻﺣﺎب اﻟﻔن واﻟﺧﺑرة.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ان ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﻣﻛن ﺣﯾث ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻟﻧﺷوء اﻻﻟﺗزام ان ﯾﻛون اﻟﺷﻲ ﻣﺣل
اﻻﻟﺗزام ﻣوﺟودا وﻗت اﺑرام اﻟﻌﻘد ﺑل ﯾﻛﻔﻲ ان ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اي وﻗت اﻟﻣﺣدد
ﻟﻧﺷوء اﻟﺣق ﻋﻠﯾﮫ.
وﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984ﻋﻠﻲ )ﯾﺟوز ان ﯾﻛون اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﺷﯾﺋﺎ
ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ اذا ﻋﯾن ﺗﻌﯾﻧﺎ ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ واﻟﻐرر( ).(2
ﻛﻣﺎ أن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﺿﻣﻧﮭﺎ ﻣﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻣﺎ ان ﺗﻛون اﻋﻣﺎﻻ ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﺛﺎﻟﮭﺎ
اﻻﻧﺷﺎءات اﻟﻣﺗﻌددة او ﺗﻛون اﻋﻣﺎﻻ ﻋﻘﻠﯾﺔ وﻣﺛﻠﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟدﻋوي او ﺗﻛون اﻋﻣﺎﻻ
ﻓﻧﯾﺔ وﻣﺛﺎﻟﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﻣﮭﻧدس ﻣﻌﻣﺎري ﻟوﺿﻊ رﺳوﻣﺎت واﻟﺗﺻﺎﻣﯾم واﻻﺷراف ﻋﻠﻲ اﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ).(3
وﺗﻧﻘﺳم اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﻛذﻟك ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم اﻟﻲ اﻋﻣﺎل ﻣﻘﺎوﻻت ﻛﺑﯾرة وﻋﻣﺎل ﻣﻘﺎوﻻت
ﺻﻐﯾرة وﺗﻧﻘﺳم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻲ اﻋﻣﺎل ﻋﺎﻣﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻋﻣﺎل
)( 4
ﺧﺎﺻﮫ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻓراد.
ﻣﺣل اﻟﺗزام رب اﻟﻌﻣل ھو اﻻﺟر اﻟذي اﻟﺗزم ﺑﺳداده ﻟﻠﻣﻘﺎول وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اي
ﻣﺣل ﻟﻼﻟﺗزام ان ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ وﻣوﺟودا وﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌﯾن وﻣﺷروﻋﺎ ھذا وﯾﺷﺗرط ان ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ،
ﺷرط اﻻﺟر واﻻﺿﺣﻲ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑل ﯾﻛون ﻋﻘدا ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻲ وﯾﻼﺣظ ان
1
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(118
2
) ( اﻟﻤﺎدة 2/79ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
3
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(19
4
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(20
- 57 -
اﻻﺟر وان ﻛﺎن رﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻻ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺗرط ذﻛره ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﻻ ان ﯾﺣدده اﻟﻌﺎﻗدان ﻓﺎذا ﻟم
ﯾﺣدداه ﺗﻛﻔل اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﺣدﯾده اﻟﻣﺎدﺗﺎن 3/391-2/391ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984
)(1
وﺗﺑﻘﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ.
ھذا ﺑﺧﻼف اﻟﺗراﺿﻲ واﻟﻌﻣل ﻓﮭﻣﺎ رﻛﻧﺎن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وھﻣﺎ ﻻ ﺷﺎن ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺑﺗﺣدﯾدھﻣﺎ
ﻓﺎذا ﻟم ﯾﺗوﻓرا ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺎطﻠﺔ واﻻﺟر ﻗد ﯾﻛون ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺳدد ﺟﻣﻠﺔ واﺣده وﻗد ﺗﺳدد
)( 2
ﻋﻠﻲ اﻗﺳﺎط او ﯾﺗم ﺳدادھﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺳب ﺳﯾر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛﻣﺎ اﻧﮫ ﻻﯾﻣﻧﻊ ﻣن ان ﯾﻛون اﻻﺟر ﻋﯾﻧﯾﺎ.
اﻣﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﮭو اﻟﻐرض اﻟذي ﯾﮭدف اﻟﻣﻠﺗزم اﻟوﺻول اﻟﯾﮫ ﻧﺗﯾﺟﮫ ﻗﺑوﻟﮫ ﺷﻐل ذﻣﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗزام ﻣﻘﺎﺑل
وﯾﺗﻣﯾز اﻟﺳﺑب ﻋن اﻟﻣﺣل ﻓﻲ ان اﻟﺳﺑب ھوﺟواب ﻟﻣن ﯾﺳﺎل ﻟﻣﺎ اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺣل ھو ﺟواب
ﻟﻣن ﯾﺳﺎﻟﮫ ﺑﻣﺎذا اﻟﺗزم اﻟﻣدﯾن.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 2/84ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984واﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﺑطﻼن اﻟﻌﻘد اذا ﻟم
ﯾﻛن ﻟﻼﻟﺗزام ﺳﺑب وﺳﺑب اﻻﻟﺗزام ھو اﻟﻐرض او اﻟﻣﻘﺻد اﻟذي اﺳﺗﮭدﻓﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن وراء اﻟﺗزاﻣﮫ ﻛﻣﺎ
ان اﻟﻧص ﯾﺷﯾر اذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم او اﻻداب ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ وان اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻘﺻود
)( 3
ھو اﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد اي ﺳﺑب اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻟﯾس اﻟﻘﺻد ﻻن اﻟﻘﺻد داﺋﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ.
وﺳﺑب اﻟﺗﻌﺎﻗد ھو اﻟﺑﺎﻋث اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﻘﺑول اﻟﻌﻘد وھو ﺑﺎﻟﺿرورة ان ﯾﻛون ﻣوﺟودا
داﺋﻣﺎ اذ ﻻ ﯾﺗﺻور ان ﯾﻘوم ﺛﻣﺔ ﺷﺧص ﺑﺎﺑرام ﻋﻘد دون ان ﯾﻛون ھﻧﺎﻟك ﺑﺎﻋث واذا ﺣدث واﻧﺗﻔﻲ ھذا
اﻟﺑﺎﻋث ﻓﺎن ﻣﻌﻧﻲ ذﻟك اﻧﺗﻔﺎء اﻻرادة اﻟﺟﺎدة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋدم اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﻻ ﻻﻧﺗﻔﺎء اﻟﺑﺎﻋث وﻟﻛن ﻟﻌدم
ﺗﺣﻘق اﻟﺗراﺿﻲ وﻣن ﺛم ﯾﺗﺿﺢ ان ﺳﺑب اﻟﻌﻘد ھو اﻟﺑﺎﻋث اﻟداﻓﻊ اﻟذي ﯾﺣﻣل اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻲ ﻗﺑول اﻟﺗﻌﺎﻗد
وﺳﺑب اﻟﻌﻘد ﯾﻘﺎس ﺑﻣﻌﯾﺎر ﺷﺧﺻﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻛد ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﺧﺗﻼف اﻻﺷﺧﺎص ﻛﻣﺎ
اﻧﮫ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻧواع اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗم اﺑراﻣﮭﺎ).(4
اذا ﺗﺑﯾن اﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﻼﻟﺗزام ﺳﺑب ﻓﺎن اﻻﻟﺗزام ﻻﯾﻧﺷﺎ واﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ
ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ اﻟﻣﺎدة 1/81ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻟﻛﻲ ﯾﻧطﺑق ھذا اﻟﺟزاء ﯾﻠزم ان ﯾﻛون اﻧﺗﻔﺎء
اﻟﺳﺑب ﻣﻌﺎﺻرا ﻟﻠﺣظﺔ اﺑرام اﻟﻌﻘد ﺑﺣﯾث اذا ﺗوﻓر اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﺛم زال ﺑﻌد ذﻟك ﻓﺎن زواﻟﮫ
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(.101
2
) ( ﻓﺘﺤﻲ ﻗﺮة ،أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ) ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف :اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ1992 ،م( ص).(102
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.144
4
) ( ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.145
- 58 -
ﻻﯾؤﺛر ﻋﻠﻲ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد ﻣﻧﻌﻘدا واﻻﻟﺗزام ﻗدﻧﺷﺎ وﯾودي زوال اﻟﺳﺑب ﺑﻌد ﻧﺷﺎة اﻻﻟﺗزام اﻟﻲ
ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻻ اﻟﻲ ﺑطﻼﻧﮫ).(1
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ان اﻧﺗﻔﺎء اﻟﺳﺑب ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻛﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ طﺎﻟﻣﺎ ﻻ ﯾوﺟد اﻻﻟﺗزام
اﻟﻣﻘﺎﺑل وﻗت اﺑرام اﻟﻌﻘد واذا ﻛﻧﺎ ﺑﺻدد ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻗﺎم ﻋﻠﻲ اﺳﺎس اﻟﺗزام ﻣوﺟود
)(2
ﻣن ﻗﺑل ﻓﺎن اﻧﺗﻔﺎء ھذا اﻻﻟﺗزام ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم وﺟود ﺳﺑب ﻟﻼﻟﺗزام وﻋدم اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد.
وﺑطﻼن اﻟﻌﻘد اﻣﺎ ان ﯾﻛون ﺑطﻼن ﻣطﻠﻘﺎ او ﺑطﻼن ﻧﺳﺑﻲ واﺳﺑﺎب اﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ھو اﻧﺗﻔﺎء
اﻻردة ﻟدي اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن او ﻟدي اﺣدھﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﻣﯾز ﻟﺻﻐر ﺳﻧﮫ او ﻣﺟﻧون او ﻣﻌﺗوه واﯾﺿﺎ
اذا ﻛﺎن ﻟﻠﻌﻘد ﻣﺣل او ﻛﺎن ﻣﺣﻠﮫ ﺧﺎرج ﻋن داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل او ﻏﯾر ﻣﻣﻛن او ﻏﯾر ﻣﻌﯾن او ﻛﺎن ﺳﺑب
اﻟﻌﻘد اﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﯾﮫ ﻏﯾر ﻣﺷروع او اذا اﻧﺗﻔﻲ ﺳﺑب اﻻﻟﺗزام او اذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺷﻛﻼ وﻟم ﯾﻔرغ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل
)(3
اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧون.
اﻣﺎ اﺳﺑﺎب اﻟﺑطﻼن اﻟﻧﺳﺑﻲ ھﻲ اذا ﺗواﻓرت ﺟﻣﯾﻊ ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد وﻟﻛن رﻛن اﻟرﺿﺎ ﻓﯾﮫ ﻋﯾب وان
ﻟم ﯾﻧﻌدم وﻛذﻟك اذا ﻛﺎن اﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻧﺎﻗص اﻻھﻠﯾﺔ وﻋﻠﻲ ذﻟك ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺑطﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻوﻟﻲ اذا ﻛﺎن اﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن رﻏم ﺗﻣﯾزه ﻏﯾر اھل ﻻﺑرام ﻋﻘد اي ﻛﺎن ﻧﺎﻗص اﻻھﻠﯾﺔ
ﻟﺳﻔﮫ او ﻏﻔﻠﮫ او ﺻﻐر ﺳﻧﮫ.
واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اذا ﺷﺎب اﻟرﺿﺎ ﺗﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻻھﻠﯾﺔ او ﻋﯾوب اﻟرﺿﺎ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون وھﻲ اﻟﻐﻠط واﻟﺗدﻟﯾس واﻻﻛراه واﻟﻐرر واﻟﻐﺑن واﻻﺳﺗﻐﻼل.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎن اﻟﻌﻘد اﻟﺑﺎطل ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﺣﻛم اﻟﻌدم ﻋﻠﻲ اﺳﺎس ان ﻟﺑطﻼن اﻟﻣطﻠق ﯾرﺟﻊ
اﻟﻲ ﺗﺧﻠف رﻛن ﻣن ارﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺎ ﯾﺣول دون اﻧﻌﻘﺎده وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎن اﻻﻣر ﻻ ﯾﺳﺗوﺟب اﺳﺗﺻدار ﺣﻛم
)(4
ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷرط ان ﻻ ﯾﻛون اي ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻗد ﺷرع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘد ﺑﺎطل.
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ﺷروط ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺑب واﻟﻣﺣل ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺗﻲ ذﻛرھﺎ اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﮫ وﻟﯾس ھﻧﺎﻟك اﺧﺗﻼف ﺣﯾث ﻻﺑد ان ﺗﺗوﻓر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷروط ﻓﻲ اﻟﻣﺣل و اﻟﺳﺑب
وذﻟك ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﻛﺗﻣل ﺳوا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ او ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ.
1
) ( ﻗﺪري ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺸﮭﺎوي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.82
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.83
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.146
4
) ( أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.182
- 59 -
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ
ﻣﻔﮭوم اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ واﻧواﻋﮫ وطرق
اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ
ﺗﻣﮭﯾد:
ان ادارة اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﯾﺗﺿﻣن ﻋددا ﺿﺧﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻘدة ﻣﺎﺑﯾن
أطراف اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺿﻣﺎر ﻣن ﻣﺎﻟك وﻣﮭﻧدس وﻣﻘﺎول وﻣوردي ﻣواد وﻣﻌدات وﻋﻣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ
اﻟﻲ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳؤول ﻋن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ وﻗت ﻣﻌﯾن
وﺑﺗﻛﻠﻔﮫ ﻣﺣدده وھو ﻓﻲ اداﺋﮫ ﻟﺗﺣﻘﯾق ھذا اﻟﮭدف ﯾﻘﺑل ان ﯾﺗﺣﻣل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻻدارﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗﻘطب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﺳﺗﮭﻠك ﻣوادا اﺳﺎﺳﯾﺔ وﺧﺎﻣﺎت
اﻛﺛر ﻣن اي ﺻﻧﺎﻋﺔ اﺧري وﻧظرا ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ اﻟﺷدﯾدة واﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺧدﻣﺎت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾد ﻓﺎﻧﻧﺎ ﻧﺟد اﻧﮭﺎ
ﺗوﺳﻌت واﻧﺗﺷرت ﻓﻲ ﻣﻔﮭوﻣﮭﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ وﺑﻌدھﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟﺟﻲ.
وﺳوف ﺗﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل ﺑﯾﺎن ﻣﻔﮭوم اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ واﻧواﻋﮫ وطرق اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ.
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ،ﻋﻘﻮد اﻹﻧﺸﺎءات اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ واﻻﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ وﻋﻘﻮد اﻟﻤﻘﺎوﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ) ،اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ :اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ2011 ،م(
ص).(9
2
) ( ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ﺣﻠﻤﻲ ،ﻋﻘﻮد وﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ) ،دار اﻟﺮاﺗﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ :ﻟﺒﻨﺎن1992 ،م( ص).(111
- 60 -
اﻟﻣﻧﻔذة)اﻟﻣﻘﺎول( وﯾرﻣز ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻌﻘد ﯾوﺿﺢ ﻓﯾﮫ ﺣﻘوق
)(1
و اﻟﺗزاﻣﺎت ﻛل طرف اﺗﺟﺎه اﻻﺧر.
ﯾﻌرف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧﺳﻲ ﺑﺎﻧﮫ :اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن طرﻓﯾن او اﻛﺛر
)(2
ﻻﻧﺟﺎز ﻋﻣل ﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﺟر ﻣﻌﯾن ﺷرط اﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ اﻻﻧﺷﺎﺋﻲ ذو طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث اﻧﮫ ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺎﻻﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرات
ﻓﻧﯾﮫ ﺻرﻓﮫ ﻟذا ﻣن اﻻھﻣﯾﮫ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻧﺎﯾﮫ ﺑﺻﯾﺎﻏﮫ ﻣواﺻﻔﺎت اﻻﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﯾﮫ ﻟﺗﻌطﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﮫ
اﻟﻣﺷروع اﻟﻣطﻠوب ﻋﻠﻰ اﻛﻣل ﺻوره ﻣطﻠوﺑﮫ ،وﻣن ﺟﮭﮫ اﺧرى ﻓﺎن ﻣﻌظم اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﮫ ﯾﺗم
ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺑواﺳطﮫ ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭم ﻣﻘﺎوﻟﯾﯾن اﻟﺑﻧﺎء ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎن ﻣﺎﻟك اﻟﻣﺷروع ﯾﻘوم ﺑﺎﺑرام ﻋﻘد
ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻟﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت واﻟرﺳوﻣﺎت اﻟﻣﺣددة وھو ﻣﺎﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌﻘد
اﻻﻧﺷﺎءات ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﺎﻟك ﺑدﻓﻊ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾﮫ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﺑﻣوﺟب ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻧظﯾر ﻗﯾﺎم اﻻﺧﯾر
ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع وﯾﺳﻠﯾم اﻟﻰ اﻟﻣﺎﻟك ﺑﺻورﺗﮫ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ.
وﺗﺟدر اﻻﺷﺎره ﺑﺎن اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت ھو ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺎﻟك ﺑﺎﻻﻋﻼن ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل ﻋدﯾده ﻣن اھﻣﮭﺎ ﺧﺑره
اﻟﻣﻘﺎول واﻟﺗﻛﻠﻔﮫ اﻟﻣطﻠوﺑﮫ ﻟﻠﻌﻘد واﻻﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﮫ اﻟﻣﻧﺟزه ،واﯾﺿﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ اﺗﻔﺎق ﺑﯾن
طرﻓﯾن اﻻول ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟدﯾﮫ اﻟﻘدره واﻟﺧﺑره اﻟﻼزﻣﮫ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ھذا اﻟﻌﻣل و ﺷروطﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﮫ
و اﻟزﻣﻧﯾﮫ وﻣﺎﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺎﺣﯾﮫ اﻟﻔﻧﯾﮫ ﻣن اﻟﺟودة و اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﮫ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﮫ اﻟﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﮫ
ﻣن ﺷروط ﻟﺣل اﻟﺧﻼﻓﺎت).(3
وﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﯾﻘوم اﻟﻣﮭﻧدس ﺑدوره ﻣﺑﺗدا ﺑدراﺳﺎت اﻟﺟدوي اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع
وﻣﻧﺗﮭﯾﺎ ﺑﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﻧﺷﺋﺎت اﻟﺗﻲ اﻗﯾﻣت ،وﻓﻲ ھذا اﻟدور اﻟطوﯾل ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺻﻣﯾم ﻟﻠﻣﺷروع
ﻣن ﻧواﺣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﺟراءاﺗﮫ اﻟﻣﺗﻌددة وﯾﻌد ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﮫ اﻟﻣﺷروع ﻣن اﻋﻣﺎل وﯾﺣدد ﻗﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ
وﻧوﻋﯾﺔ ھذه اﻟﻘﯾﺎﺳﺎت ﺳواء ﺑﺎﻟوزن او اﻟﺣﺟم او اﻟطول او اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ او ﺑﺎﻟﻌدد واﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺷروع ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻧواع اﻟﻣواد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﮫ وﺻﻔﺎﺗﮭﺎ وھو ﻣﺎﯾﺳﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣواﺻﻔﺎت) .(4وﻛذﻟك ﯾﻘدر اﺳﻌﺎرھﺎ
1
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ،ص).(4
2
) ( ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻹدارة اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ،اﻟﺘﺎرﯾﺦ ٢٠١٨/٧/٢٥م ،اﻟﺴﺎﻋﺔ ١١:٤٤ص .https//hrdiscussion.com
3
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(3
4
) ( ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ﺣﻠﻤﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(5
- 61 -
ﻟﯾﺗﺳﻧﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻟﻠﻣﺷروع وﺗدﺑﯾر اﻻﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذه وﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌد ذﻟك اﻻﺷﺗراك
ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﺣدﯾد اﻻﻓﺿﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ.
ﻓﺎذا ﻛﺎن اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اي ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﺣﺗﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻛون دوره ﻓﻲ ھذا
اﻟﻣوﻗﻊ دراﺳﺔ وﺗﺣدﯾد اﻻﺳﻌﺎر ﻟﻛل ﺟزء ﻣن اﻻﻋﻣﺎل او ﻟﻛل ﺑﻧد ﻣن ﺑﻧود اﻻﻋﻣﺎل ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﺧذا ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎره ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣواد واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ واﻟﻣﺎﻟك واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻدارﯾﺔ وﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻧﺷﺎء وﺗﺟﮭﯾز اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ وارﺑﺎح اﻟﻣﻘﺎول واﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻲ اﻻرﺑﺎح وﺗﺳﻣﻲ ھذه
ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻻﺳﻌﺎر ودراﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﻌطﺎء وﻛذﻟك ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺧطواﺗﮭﺎ وﺗﺎﺛﯾر ذﻟك ﻋﻠﻲ اﻻﺳﻌﺎر).(1
ﻓﺎذا ﺣدد اﻟﻣﻘﺎول وﺑدء اﻟﻌﻣل ﻛﺎن ﻋﻠﻲ ﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻘﺎول اﺟراء دراﺳﺔ ﻋن ﺗﺧطﯾط اﻟﻧظﺎم اﻟذي
ﺳﯾﺗﺑﻊ ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ واﻋداد اﻟﻣﻌدات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻻﻋداد واﻣﺎﻛن وﺻﻌﮭﺎ اذا ﻟم ﯾﻛن
ﻣﺗﺣرﻛﺔ او ذات ﺣرﻛﺔ ﻣﺣدودة وادارة اﻟﻣوﻗﻊ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﺗﻘدﯾم ھذه اﻟﺧطط اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس
اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻻﻋﺗﻣﺎدھﺎ ،ﻓﺎذا ﺑدء اﻟﻌﻣل ﻛﺎن اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻧﻔذا ﻟﻠﻣﻧﺷﺋﺎت ﻟﻠﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﻌد
ﻣن ﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺷروع وﻣﺗﺑﺎ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟزﻣﻧﻲ اﻟذي ﻗدﻣﮫ واﻋﺗﻣد ﻣن ﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺷروع).(2
وﻛﺎن ﻋﻠﻲ ﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺷروع ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻣطﺎﺑﻘﺗﮫ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﺔ وﺗﻘدﯾر اﻻﻋﻣﺎل
اﻟﻣﻧﻔذه وﻣﺎﯾﺳﺗﺣﻘﮫ اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗدﻓﻊ ﻟﮫ اﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛذﻟك ﺗﺳﻠم اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺗﮭﯾﺔ .وﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون
ﻣﺣل ھذه اﻟﻌﻘود ھو ﺗﺷﯾد اﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء او اﻟﻌﻘﺎرات ﺳواء ﺗﻣﺛل ذﻟك ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺑﺳﯾط او ﻣرﻛب ﻣﺛل
اﻟﻔﻧﺎدق وﺑﻌﺿﮭﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣﻧدﻧﯾﺔ ﻛﺷق اﻟطرق وﻣد اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ واﻗﺎﻣﺔ
اﻟﺟﺳور واﻟﻣطﺎرات.
وﺗﺗﻣﯾز اﻋﻣﺎل اﻟﺗﺷﯾﯾد واﻟﺑﻧﺎء ﺑﺎن ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﯾﺳﺗﻐرق ﻣدة طوﯾﻠﺔ وﺗﺣﺗﺎج اﻟﻲ اﻛﺛر ﻣن ﻋﻘد وﻗد
ﯾﺗم ذﻟك ﻓﻲ ﺻورة ﻋﻘود ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ او ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود او ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻛﺛر ﻣن طرف
ﻣﺣﻠﻲ او اﺟﻧﺑﻲ واﻛﺛر ﻣن ﺗﺧﺻص ﻓﻧﻲ وﺗﺧﺻص ﻟﮭﺎ رؤوس اﻣوال طﺎﺋﻠﺔ).(3
ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻌب ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺷﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ دورا ﻣﺗﻌﺎظم اﻻھﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻣﺎﯾﺗراوح
ﻋن %40اﻟﻲ %50ﻣن ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟدول) .(4وﺗﺗﻌدد اﺷﻛﺎل اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم
ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﯾدان ﺑﯾن اﻟﻌﻘود اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ اﻟﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷروﻋﺎت ھﻧدﺳﯾﺔ
1
) ( ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ﺣﻠﻤﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(6
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(7
3
) ( ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻋﻘﻮد اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ) ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة :اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ2008 ،م( ص).(8
4
) ( ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ ،ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺸﯿﯿﺪ واﻟﺒﻨﺎء وأﺛﺮھﺎ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﺣﺴﻢ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت ،ﻧﺪوة اﻵﻓﺎق اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﺘﺤﻜﯿﻢ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﺑﻤﺮﻛﺰ
اﻟﻘﺎھﺮة اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻟﻠﺘﺤﻜﯿﻢ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺪوﻟﻲ ،ﺑﺘﺎرﯾﺦ2003/04/19 :م ،ص).(2
- 62 -
ﻣﺗﻧوﻋﺔ ،ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎده ﻛﺑﻧﺎء اﻟﻌﻘﺎرات واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ واﻟﻣدارس واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت
واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت وﺑﯾن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑري.
ﻛﺎﻻﻧﻔﺎق واﻟﻛﺑﺎري وﺗﺧطﯾط اﻟﻣدن واﻟﻘري وﻣد ﺧطوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ وﺧطوط اﻟﻛﮭرﺑﺎء
واﻟﻐﺎز واﻧﺎﺑﯾب اﻟﺑﺗرول وﺷﺑﻛﺎت اﻻﺗﺻﺎﻻت واﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻔﺎﻋﻼت اﻟﻧووﯾﺔ ،وﺗﺗﺧذ ﻋﻘود اﻟﺗﺷﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ
ﺻورا ﻣﺗﻌدده ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻛﻌﻘود اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﺷﯾد وﻋﻘود ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻔﺗﺎح وﻋﻘود ﺗﺷﯾﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻌدد ﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺑرﻣﮭﺎ اطراف اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻓﻘﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺗﻌددة اھﻣﮭﺎ
ﺗﻧوع اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﮭدف اﻻطراف ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ،ورﻏﺑﺔ اﻻطراف ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘود ﺑﺷﻛل ﯾﻌﻛس
ارادﺗﮭم ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺎﺛﯾرھم ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﺑﺎﻧﺗﻣﺎءاﺗﮭم ﻟﻣدارس
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﮫ ﻛﺎﻻﺗﯾﻧﯾﺔ او اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ ،وﯾﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺷﮭﯾرة ﻋﻘود اﻟﺗﺷﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﻣﺎذج ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك ﺑطﺑﻌﺗﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ).(1
واﻟطرﻓﺎن اﻟرﺋﺳﯾﺎن ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺷﯾﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ ھﻣﺎ رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول اﻻﺻﻠﻲ ﺣﯾث ﯾﺗم
اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷروع ھﻧدﺳﻲ ﻣﻌﯾن ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول اﻻﺻﻠﻲ ﺷﺧص واﺣد او ﻋدة
اﺷﺧﺎص ﯾﺗﻌﺎﻗدون ﻣﻊ رب اﻟﻌﻣل ﺑﻌﻘود ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻛل ﻓﻲ ﺗﺧﺻﺻﮫ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،وﻗد ﯾظﮭر
اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋدة اﺷﺧﺎص ﯾﺗﺧذون ﺷﻛل اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣﻠﯾﺔ واﺣدة ﻛل ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣﻊ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ارﺑﺎح وﺧﺳﺎﺋر ھذا اﻟﻣﺷروع وﻟﻛن دون ان ﺗﻛون ﻟﮫ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﮭﺎ).(2
وﻗد ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻣﻘﺎول ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋدد ﻣن اﻻﺷﺧﺎص ﯾﺑرﻣون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﻌﺎون ﯾطﻠق
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻛوﻧﺳرﺗﯾوم وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ او ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت وطﻧﯾﺔ او اﺟﻧﺑﯾﺔ
ﯾﻠزم ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻛل ﺟﺎﻧب ﻣﻧﮭم ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮫ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺻﺔ وﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﯾطرﺣﮫ رب اﻟﻌﻣل وﯾﺣﺗﻔظ ﻛل طرف ﻓﻲ اﻟﻛوﻧﺳرﺗﯾوم ﺑﺷﺧﺻﯾﺗﮫ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن
اﻻطراف اﻻﺧري ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻛل طرف ﻣﻧﮭم ﻣﺳﺋوﻻ ﺑﻣﻔرده ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﺟزء ﻣن اﻻﻋﻣﺎل ﺗﺟﺎه رب
اﻟﻌﻣل).(3
وﻓﺿﻼ ﻋن اﻟطرﻓﯾن اﻟرﺋﺳﯾن ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺷﯾﯾد اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﻓﻘد ﯾظﮭر ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ھذه اﻟﻌﻘود
اطراف اﺧري ﻛﺎﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري واﻟﻣﻘﺎول ﻣن اﻟﺑﺎطن ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻓدوره
1
) ( أﺳﺎﻣﺔ روﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺮوﺑﻲ ،ﺿﻮاﺑﻂ ﺗﺸﻜﯿﻞ ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ واﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﯿﻦ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة2009 ،م( ص)(45
2
) ( أﺣﻤﺪ ﺣﺴﺎن اﻟﻐﻨﺪور ،اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻺﻧﺸﺎءات) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة1998 ،م( ص)(241
3
) ( ھﺎﻧﻲ ﺻﻼح ﺳﺮي اﻟﺪﯾﻦ ،اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴﺮﺗﯿﻮم) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة1999 ،م( ص).(8
- 63 -
ﯾﺗراوح ﺑﯾن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷورة اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل وادارة اﻻﻋﻣﺎل وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﮫ وﺑﯾن ﻓﺣص ﻣطﺎﻟﺑﺎت
واﻋﺗراﺿﺎت طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟرﺋﺳﯾﯾن وﺑﺻﻔﮫ ﺧﺎﺻﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻋﺗراﺿﺎت اﻟﻣﻘﺎول).(1
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﻋﻘد ذو طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺗﻌدد اﻻطراف وھو ﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود وﻟﻛن ﯾﻌﺗﺑر طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ اﻻﺳﺎﺳﯾﯾن ھﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎول ورب اﻟﻌﻣل ﺛم ﺑﻌد ذﻟك
ﯾﺎﺗﻲ ﺑﻘﯾت اﻻطراف ﻣﻊ وﺟود اﻟﺗزاﻣﺎت وﺣﻘوق ﻛل طرف ﻣن اطراف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ.
1
) ( أﺳﺎﻣﺔ روﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺮوﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(7
2
) ( ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻹدارة اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ.https//hrdiscussion.com ،
3
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(4
- 64 -
اﻟﺧﺎﺻﺔ( ،وﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺗﻛﺎﻟﯾف رﺳوم اﻟطواﺑﻊ )رﺳوم اﻟدﻣﻐﺔ ( واﻟرﺳوم اﻟﻣﺷﺎﺑﮭﺔ ﻛﻣﺎ ھو
ﻣﻔروض ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺑرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ان وﺟدت).(1
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎﻧﮭﺎ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻧﮭﺎ ﻧﻣؤذج اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﻣﯾل
واﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ اﻟﻣﻠﺣق )أ( ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻠﺣق )ب(
اﻻﻓراد واﻟﻣﻌدات واﻟﺗﺳﮭﯾﻼت وﺧدﻣﺎت ﻣن اﺧرﯾن ﯾﻠزم ﺗوﻓﯾرھﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻣﻠﺣق )ج( اﻻﺗﻌﺎب
واﻟﺳداد وﺧطﺎب اﻟﻘﺑول ،واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اذا ﻣﺎاﻛﻣﻠت او ﺧﻼف ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺷروط
)( 2
اﻟﺧﺎﺻﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ:
ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اوﻻ :اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﺗﺷﻣل ھذه اﻟﺷروط ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻي ﻣﺷروع وﺣﻣﺎﯾﺗﮫ وﯾﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف
ﻋﺎم ﺑﺎﻟﻣﺷروع )اﻟﻣﺎﻟك – اﻟﻣﻘﺎول – اﻟﻣﺻﻣم ( ,ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻌﻘد ,ﺣﻘوق وﻣﺳوﻟﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﻘﺎول
واﻟﻣﺻﻣم ,اﻟزﻣن اﻟﻛﻠﻲ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ,طرﯾﻘﺔ اﻟدﻓﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣﺎﻟك ,اﻟﺗﺎﻣﯾن وﻏراﻣﺎت اﻟﺗﺎﺧر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ:
وھﻲ ﻋﺎدة اﻣﺎ ﺗﻛون ﺗﻌدﯾل او اﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻼﺋم طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﻣراد ﺗﻧﻔﯾذه
ﻓﺎذا ﻛﺎن اﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻟﺣﻔر ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺑﺣر وﻛذﻟك اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻرﺻﻔﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ وﻏﯾر ذﻟك.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اھداف اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ
أ -اﻋطﺎء اﻟﻣﺎﻟك ﻣروﻧﺔ ﻓﻲ إﺣداث ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع دون اﻟﺗﺎﺛﯾر ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﺳﻌﺎر.
ب -ﺗﻐﯾر ﺑﻧود اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻛذﻟك وﺿﻊ ﺷروط ﻏراﻣﺔ اﻟﺗﺎﺧﯾر
وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر).(3
ج -ﺗﺣدﯾد ﻣﺳؤﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻋدد ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﻣﻌدات واﻻدوات او اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض
اﻻﻋﻣﺎل اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻛﺎاﻣﺎل ﻣﺳﺎﺣﯾﺔ او اﺧﺗﺑﺎرات ﻟﻠﺗرﺑﺔ او ﻣواد اﻟﺑﻧﺎء او ﺗزوﯾد
اﻟﻣﺷروع ﺑﺧدﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ )ﻛﮭرﺑﺎء ,ﻣﯾﺎه (.
1
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ اﺣﻤﺪ ﻧﺼﺎر ،ﺷﺮوط ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺸﯿﺪ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻘﯿﺔ ﻟﺒﻨﻮك اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻻطﺮاف ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺸﺮوط اﻟﺨﺎﺻﺔ
واﻟﻨﻤﺎذج ) ،ب ن :ﻣﺼﺮ (/2001 ،ص)(19
2
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ اﺣﻤﺪ ﻧﺼﺎر ،اﻟﻌﻤﯿﻞ اﻻﺳﺘﺸﺎري ﻧﻤﻮذج اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺑﯿﺾ اﻟﺠﺪﯾﺪ) ،ب ن :ب م ،ط1998 ، 3م( ص) . (19
3
) ( اﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻤﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص) . (4
- 65 -
د -وﺿﻊ ﻣواﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﺳﺗﺑدال ﻣواد اﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺧري ذات ﻣواﺻﻔﺎت
وﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ .
ه -وﺿﻊ اﺷﺗراطﺎت ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻌدم اﻧﺷﻐﺎﻟﮫ ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻧﺷﺎﺋﯾﺔ اﺧري ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﮫ ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻣﺷروع ﺣﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﻌرﻗل ﺳﯾر اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﮫ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣواﺻﻔﺎت:
ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧد اﻟﻣﻌﻧون)اﻟﻣواﺻﻔﺎت( ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻌﻘد واﯾﮫ اﺿﺎﻓﺎت وﺗﻌدﯾﻼت ﺗﺗم ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻌﻘد .ان ھذا اﻟﻣﺳﺗﻧد ﯾﺣدد اوﺻﺎف اﻻﺷﻐﺎل) ،(2واﯾﺿﺎ ﻋرﻓت ﺑﺎﻧﮭﺎ اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر اﻟﯾﮭﺎ
ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌﻘد) ،(3ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻲ اﻻﻧواع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أوﻻ :اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ:
وھﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣوردي ﻣواد ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺷرﯾطﺔ اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﺗﻠك اﻟﻣوارد وھﻧﺎﻟك ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻘط ﯾﺗطر اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق ﺟودة وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻧزاع ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﻘﺎول ﯾﺗم ﻋﺎدة اﻟﻠﺟوء اﻟﻲ
ﺟﮭﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻻﺑداء اﻟراي اﻟﺳدﯾد وﺣل اﻟﻧزاع.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣددة:
وھﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺷﺗرط ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺎﺳﺗﺑدال أي ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻣواد او اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ او اﻟﻣﻌدات
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ھذه اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ:
وھﻲ ﻋﺎدة ﻣواﺻﻔﺎت ﺗوﺗﺿﻊ ﻣن ﺟﮭﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﯾذ ﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﻣﺛل وزارة اﻟﻣواﺻﻼت ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑوﺿﻊ اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻟﺗﻧﻔﯾذ طرﯾق او ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟك .
راﺑﻌﺎ :ﻣواﺻﻔﺎت اﻻداء:
ھﻲ ﺗﻠك اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓرھﺎ ﻓﻲ أي ﻧﺷﺎط داﺧل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذھﺎ
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺟودة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺎﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻋﻠﻰ
ان ﺗﺧﺿﻊ اﻻﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎرات اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ:
1
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.5
2
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ اﺣﻤﺪ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.11
3
) ( www.bonah.org
- 66 -
وھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﺗﺷﺗﻣل ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرات ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن
ﺟودة اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ داﺧل اﻟﻣﺷروع وﯾﺗم اﻟﻧص ﻓﯾﮭﺎ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ وﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣواد اﻟﻣراد
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻣن اﺳﻣﻧت ورﻛﺎم )ﺣﺻﻰ ورﻣل( وطوب وﺣدﯾد وﺧﺷب وﻏﯾرھﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻧص ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ
وﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺧﻠطﺎت اﻟﺧرﺻﺎﻧﯾﺔ اﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻻﻣور اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ
ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌدات اﻟﻣطﻠوب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ وﻣواﺻﻔﺎﺗﮭﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﺎن ﺟﻣﯾﻊ ﺑﻧود اﻻﻋﻣﺎل
ﻓﺎﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗم وﺻﻔﮭﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎﯾر اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن).(1
ﺳﺎدﺳﺎ :ﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣواد واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ:
وھﻲ ﺗﻠك اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ ﻣﻌﺎﯾر اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺷﺎء )اﻟﻣﻛﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ(
وﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﺎﻧﮭﺎ ﺗوﺿﺢ ﺧﺻﺎﺋﺻﮭم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺧﺑرة وﻣﺳﺗوى اﻻداء ﻣﺛل اﻋﻣﺎل اﻟﺻرف
اﻟﺻﺣﻲ واﻋﻣﺎل اﻟﻠﺣﺎم واﻟﺗﻰ ﺗﺗطﻠب ﻋﻣﺎﻟﺔ ذات ﻛﻔﺎءة ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻋﺎدة ﯾﻘوم اﻟﻣﺎﻟك ﺑﻌﻣل اﻻﺧﺑﺎرات
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﺎﻛد ﻣن دﻗﺔ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﺟزة واﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻋﻣﺎﻟﺔ ذات ﻛﻔﺎءة ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣن ﺣق اﻟﻣﺎﻟك او ﻣن
ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ اﻟﺗﺎﻛد ﻣن ﺗواﻓر اﻟﺧﺑرات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﺗﺎﻛد ﻣن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟﻣطﻠوب).(2
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﺑﻧود ﻗواﺋم اﻟﻛﻣﯾﺎت:
ھﻲ ﺟداول ﻛﻣﯾﺎت اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻌدة ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ،واﯾﺿﺎ ھو واﺣد ﻣن
اھم اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻣﺟﺎﻻت واﺑرزھﺎ اﻻﻧﺷﺎءات وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺟدول ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
ﺑﻧود ﻣﻔﺻﻠﺔ ﻋن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوب ﺗﻧﻔﯾذھﺎ او اﻟﻣواد اﻟﻣطﻠوب ﺗورﯾدھﺎ ،ﯾﺗم وﺿﻊ ھذا اﻟﺟدول ﻋن
طرﯾق ﻣﮭﻧدس ﻣﺧﺗص وﯾﺳﻣﻰ ﺣﺎﺳب اﻟﻛﻣﯾﺎت وﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻻدﺧﺎﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌطﺎءات
واﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺟدول ﯾﺗﻛون ﻣن ﻋدة اﻋﻣدة وﯾﺗم وﺿﻌﮭﺎ ﺣﺳب اﻟﻣﺷروع اﻟﻣراد ﺗﻧﻔﯾذه
وﻧﺑﯾن ھﻧﺎ ﺷرح اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺟدول اﻟﻛﻣﯾﺎت).(3
1
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.6
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.7
3
) ( nah.org. www.bo
- 67 -
ھو وﺻف ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻟﻣراد ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻣﻊ وﺻف اﻟﻣواد اﻟﻣراد ﺗورﯾدھﺎ وﻗد ﯾﺗم وﺿﻊ اﻟﻣﺎرﻛﺎت
اﻟﻣراد اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾطﻠﺑﮫ اﻟﻣﺎﻟك.
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً :وﺣدة اﻟﻘﯾﺎس:
وھﻲ اﻟوﺣدة اﻟﺗﻰ ﺗم اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻟﻘﯾﺎس ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺑﻧد .
راﺑﻌﺎ ً :اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣراد ﺗﻔﯾذھﺎ:
ﯾﺗم اﺣﺗﺳﺎﺑﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺧططﺎت.
ﺧﺎﻣﺳﺎ ً :ﺳﻌر اﻟوﺣدة:
ھو ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣراد اﻋطﺎؤه ﻟﻠﻣﺎﻟك .
ﺳﺎدﺳﺎ ً :ﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧد:
وھو ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺑﻧد ﻣﺿروﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟوﺣدة) ،(1ﺑﻧود ﻗواﺋم اﻟﻛﻣﯾﺎت ﻋرﻓت اﯾﺿﺎ ﺑﺎﻧﮭﺎ ﺟداول
ﺗﺣﺻﻰ ﻓﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ ﺑﻧود اﻻﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛﺎل اﻋﻣﺎل اﻟﺣﻔر واﻟردم ,اﻋﻣﺎل اﻟﺧرﺻﺎﻧﺔ ,اﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧﺎء,
اﻋﻣﺎل اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎزﻟﺔ ,اﻋﻣﺎل اﻟﺑﻼط واﻻرﺿﯾﺎت ,اﻋﻣﺎل اﻟدھﺎﻧﺎت وﻛﻣﯾﺎﺗﮭﺎ وﺗﺷﻣل ﺧﺎﻧﺎت ﻟوﺣدات
اﻟﻘﯾﺎس وﻓﺋﺔ اﻟﺳﻌر ﻟﻛل وﺣدة وﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﺳﻌﺎر.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن ﺣﺳﺎب اﻟﻛﻣﯾﺎت ﻓﺎﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟزﻣن اﻟﻛﻠﻲ ﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻣﺷروع وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ھذا وﯾﺗم اﻋداد اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
دﻓﺗر ﺧﺎص ﻣﻌﺗﻣد )دﻓﺗر اﻟﺣﺻر( وھو ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﮭﻣﺔ وﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺗداوﻟﮫ ﺑﯾن اﯾدي ﻏﯾر
ﻣﺳؤﻟﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﯾﺣﻔظ ﺑﻌﮭدة اﻟﻣﮭﻧدس او اﻟﻣﺎﻟك ،ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن اھﻣﯾﺔ ﺣﺳﺎب ﻛﻣﯾﺎت أي ﻣﺷروع
اﻧﺷﺎﺋﻲ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ اﻻﺗﻲ:
اوﻻ :ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟﮫ واﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺎﺳﮭﺎ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻘﺎول ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﯾﻣﻛن ﻋﻣل ﻣﯾذاﻧﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻣن ﺑداﯾﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﻧﮭﺎﯾﺗﮫ
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗوﻗﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻓﺎﻟﺑﻧد اﻟﺳﺎﺑق ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌدﯾﻼت ان ﺗطﻠب اﻻﻣر اﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻧﻔﯾذ.
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﯾﻮﺳﻒ ﻣﺤﺴﻦ ،ھﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﻔﻨﻲ) ،ﻛﺘﺎب اﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ :اﻟﻘﺎھﺮة2016 ،م( ص)(74
- 68 -
) (1
اﻟﺟدول ادﻧﺎه ﯾﺑﯾن ﻧﻣوذج ﻟﺣﺳﺎب ﻛﻣﯾﺎت ﻣﺷروع اﻧﺷﺎﺋﻲ
1
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.8
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.8
- 69 -
ﺧﺑرﺗﮫ ﻓﻸﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎﺑﮭﺔ وﻋﺎده ﯾﺟﺗﮭد اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻘدﯾم ﻋﻣل ﯾﻧﺎل رﺿﻰ ﺟﮭﺎز اﻻﺷراف وﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﻣﺛل اﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وﯾﺗم ﻓﯾﮫ ﺣﺳﺎب زﻣن ﻛل ﺑﻧد داﺧل اﻟﻣﺷروع وﻛذﻟك ﺣﺳﺎب
اﻟﻣوارد )ﻣواد ,ﻋﻣﺎﻟﺔ ,ﻣﻌدات ,ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ( اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﮭﺎ اﻟﻣﺷروع).(1
1
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.9
2
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.10
3
) ( sites.google.com.
- 70 -
ﯾﺟب ان ﺗﻣد اﻟرﺳوﻣﺎت اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌطﺎء ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ اﻟﻣواﺻﻔﺎت وﻗﺎﺋﻣﺔ
اﻟﻛﻣﯾﺎت ﻟﻠﻣﺗﻧﺎﻗﺻﯾن ﺑﺗﻔﺎﺻﯾل ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺗﻣﻛﻧﮭم ﻣن ﻋﻣل ﺗﻘﯾﯾم دﻗﯾق ﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻣﺟﺎل اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻣﻠﮭﺎ
اﻟﻌﻘد وﯾﺟب ان ﺗﺣﺗوي اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟرﺳوﻣﺎت).(1
1
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،أﺳﻠﻮب طﺮح اﻟﻌﻄﺎءات) ،اﻷ ﺗﺤﺎد اﻟﺪوﻟﻰ ﻟﻠﻤﮭﻨﺪﺳﯿﻦ اﻻﺳﺘﺸﺎري :اﻟﻘﺎھﺮة ،ط1994 ،2م ( ص) .(16
2
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(10
- 71 -
وﺧطﺎﺑﺎ وھﻣﺎ ﯾﺗﺧﺎطﺑﺎن) .(1ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻲ ) وﻻ ﺗﺧﺎطﺑﻧﻲ ﻓﻲ اﻟذﯾن ظﻠﻣوا اﻧﮭم ﻣﻐرﻗون () ،(2اﻣﺎ اﻟﺿﻣﺎن
ﻣن ﺿﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻓﮭو ﺿﺎﻣن وﺿﻣﻧﮫ اي ﻏرﻣﮫ وﺿﻣن ﻓﻼن ﻓﻼﻧﺎ اي ﻛﻔﻠﮫ).(3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن اﺻطﻼﺣﺎ ً:
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ﻣن ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وھو اﺣد اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟﻣﺻﺎرف اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻔﮭوﻣﮫ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح
اﻟﻔﻘﮭﻲ ،ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﺑﺳط ﻣﻔﮭوم ھذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣرﻛب وﻣﺎﻗﺎﻟﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء واھل اﻟﻌﻠم اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ
ﺗﻌرﯾف ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ،ﻋرﻓﮫ ﺑﺎﻧﮫ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻌﮭد ﻛﺗﺎﺑﻲ ﯾﺗﻌﮭد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﻣﺻرف ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﺣد ﻋﻣﻼﺋﮫ
)طﺎﻟب اﻻﺻدار( ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﺗﺟﺎه طرف ﺛﺎﻟث ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗزام ﻣﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻣﻛﻔول
وذﻟك ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟوﻓﺎء ھذا اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ اﺗﺟﺎه ذﻟك اﻟطرف ﺧﻼل ﻣده ﻣﻌﯾﻧﮫ ﻋﻠﻲ ان ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺻرف
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺿﻣون ﻋﻧد اول ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺧﻼل ﺳرﯾﺎن ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن دون اﻟﺗﻔﺎت ﻟﻣﺎ ﻗد ﯾﺑدﯾﮫ اﻟﻌﻣﯾل ﻣن
اﻟﻣﻌﺎرﺿﮫ).(4
واﯾﺿﺎ ﻋرف ﺑﺎﻧﮫ ﺗﻌﮭد ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﺻدره اﻟﺑﻧك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ طﻠب ﻋﻣﯾﻠﮫ ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي ﻣﻌﯾن او
ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌﯾن ﺧﻼل ﻣده ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻣﺟرد ان ﯾطﻠب اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺑﻧك ذﻟك دون اﻟرﺟوع اﻟﻲ اﻟﻌﻣﯾل).(5
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻟث ﻟﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ھو ﺗﻌﮭد ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣﻘﯾد ﺑزﻣن ﻣﺣدد ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠرﺟوع ﯾﺻدر
ﻣن اﻟﺑﻧك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ طﻠب طرف اﺧر ﻋﻣﯾل ﻟﮫ ،ﯾﺗﻌﮭد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﻣﺻرف دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻻﻣر ﺟﮭﺔ
اﺧري ﻣﺳﺗﻔﯾده ﻣن ھذا اﻟﻌﻣﯾل ﻟﻘﺎء ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺻﺔ او ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷروع ﺑﺎداء ﺣﺳن
وﯾﻛون اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ھذا اﻟﺗﻌﮭد ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ﻣﺗﻲ ﺗﺎﺧر او ﻗﺻر اﻟﻌﻣﯾل ﻓﻲ ﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﮫ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺻﺔ او ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷروع وﻧﺣوھﻣﺎ وﯾرﺟﻊ اﻟﺑﻧك ﺑﻌد ذﻟك ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣﯾل ﺑﻣﺎ دﻓﻌﮫ ﻋﻧﮫ
ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد).(6
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟراﺑﻊ ھو ﺗﻌﮭد ﻛﺗﺎﺑﻲ ﯾﺗﻌﮭد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﻣﺻرف ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﺣد ﻋﻣﻼﺋﮫ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺑﻠﻎ
ﻣﻌﯾن ﺗﺟﺎه طرف ﺛﺎﻟث ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗزام ذﻟك اﻟطرف ﻻﺧر ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻲ ان ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺻرف
1
) ( اﻟﺰﺑﯿﺪي ﻣﺤﺐ اﻟﺪﯾﻦ أﺑﻮ ﻓﯿﺾ اﻟﺴﯿﺪ ،ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺗﺎج اﻟﻌﺮوس ﻣﻦ ﺟﻮاھﺮ اﻟﻘﺎﻣﻮس) ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ :اﻟﻘﺎھﺮة،
ج ،1ب ت( ص).(237
2
) ( ﺳﻮرة ھﻮد اﻵﯾﺔ رﻗﻢ .37
3
) ( اﻟﺒﻌﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ،اﻟﻤﻄﻠﻊ) ،دار اﻟﻄﺒﻊ :ﺑﯿﺮوت ،اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻲ1970 ،م.248/1 ،
4
) ( اﻟﺴﺎﻟﻮس ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ ،اﻟﻜﻔﺎﻟﺔ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺎ ً ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن) ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻔﻼح ،اﻟﻘﺎھﺮة1986 ،م(
ص).(131
5
) (ﻣﺤﻤﺪ رواس ﻗﻠﻌﺔ ﺟﻲ ،اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻔﻘﮫ واﻟﺸﺮﯾﻌﺔ) ،دار اﻟﻨﺸﺮ :اﻷردن ،ب ت( ص).(105
6
) ( أﺑﻮ زﯾﺪ ﺑﻜﺮ ،ﺧﻄﺎﺑﺎت اﻟﻀﻤﺎن) ،ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ :ﺟﺪة ،ﻋﺪد ،2ب ت( .2/1037
- 72 -
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺿﻣون ﻋﻧد اول ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺧﻼل ﺳرﯾﺎن اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣدﯾن او ﻣواﻓﻘﺗﮫ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷل اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﺗﺟﺎه اﻟطرف اﻟﺛﺎﻟث او اﺧﻼﻟﮫ ﺑﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﻣﻌﮫ).(1
اﻣﺎ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺧﺎﻣس ﻓﮭو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻك ﯾﺻدره اﻟﺑﻧك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ طﻠب اﻟﻌﻣﯾل ﯾﺗﻌﮭد ﻓﯾﮫ ﺑدﻓﻊ
ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي ﻟطرف ﺛﺎﻟث ﯾﺳﻣﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﻼل ذﻟك اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﺗﺟﺎه ذﻟك اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد
وﯾوﺿﺢ ﻓﯾﮭﺎ ﺑدﻗﺔ اﻻﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻠدﻓﻊ واﺟراءاﺗﮫ).(2
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎدس ھو ﺗﻌﮭد ﻣن اﻟﺑﻧك ﺑﻘﺑول دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻟدي اﻟطﻠب اﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻟﺧطﺎب ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن طﺎﻟب اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻧد ﻗﯾﺎم اﻟطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﮫ ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد) ،(3اﻟﺳﺎﺑﻊ ﺧطﺎب
اﻟﺿﻣﺎن ھو ﺻك ﯾﺗﻌﮭد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﺑﻧك اﻟﻣﺻدر ﻟﮫ ﺑﺎن ﯾدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﺣﺳﺎب طرف ﺛﺎﻟث ﻟﻐرض
ﻣﻌﯾن).(4
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ:
ﻋﻧد اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ﻓﺎن اﻟﻣﺎﻟك ﻓﺎﻟﻌﺎدة ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﺷروع
ﺑﺣﯾث ﯾﻌﻣل ﻛﻣﺎ ﺧطط ﻟﮫ وﺑﻌﺑﺎرة اﺧرى ﻓﮭو ﯾرﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض اﻋﻣﺎل اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وھﻲ ﻓﺎﻟﻌﺎدة ﺗﺗم ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ وﺛﯾﻘﺔ ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن اﻟطرﻓﯾن )وﺛﯾﻘﺔ ﺿﻣﺎن( وﺗﺷﻣل ﻓﺗرة
ﺿﻣﺎن زﻣﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﺎرخ اﻻﺳﺗﻼم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻣﺷروع.
وھﻲ ﻓﺎﻟﻌﺎدة ﺗﺷﻣل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌدات ﻣﻛﻧﯾﻛﯾﺔ وﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ وﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﺷﺎرع
اﻟﺑﻧﺎء اﯾﺿﺎ وﯾﺟب اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ان اھداف ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻗد ﺗﻛون ﻏﯾر واﺿﺣﺔ )ﯾﻣﻛن ﻟﻣﺷروع واﺣد
ان ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋدة ﺿﻣﺎﻧﺎت وﻛل ﺿﻣﺎن ﻟﮫ ھدﻓﮫ وﺗﺎﺛﯾره( ،وﺑذﻟك ﻗد ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﺗﺑﻌﺎت اﺧرى
ﻣن ﺣﯾث ﺗﻐﯾر ﺑﻌض اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻰ ﺗم ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﺎﻟﻣﺷروع واﻟﺗﻲ ھﻲ ﺑﺎﻷﺻل ﻟﯾﺳت ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﮫ ﻣن
واﻗﻊ اﻟﻌﻘد اﻟﻣوﻗﻊ وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﺻﯾﺎﻧﺔ
ﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﺎﻛد ﻣن ان ﺟﻣﯾﻊ ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺷروط واﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣذﻛورة ﺑﺎﻟﻌﻘد وﻋﻣﻠﮭﺎ
ﺑﺻورة ﺟﯾدة).(5
1
) ( ﺷﺒﯿﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن ،اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ) ،دار اﻟﻔﻜﺮ :اﻷردن١٤١٨ ،ه( ص).(148
2
) ( اﻟﺤﺴﻨﻲ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ،ﺧﻄﺎﺑﺎت اﻟﻀﻤﺎن اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ وﺗﻜﻠﯿﻔﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﻲ) ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ :اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ1999 ،م( ص)(.6
3
) ( اﻟﻤﺘﺮك ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ،اﻟﺮﺑﺎ واﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ) ،دار اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ :اﻟﺮﯾﺎض١٤١٧ ،ه ،ط(2
ص.128
4
) ( أﺑﻮ ﻏﺪة ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر ،ﺧﻄﺎﺑﺎت اﻟﻀﻤﺎن ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ )،دار اﻟﻘﻠﻢ :دﻣﺸﻖ١٤١٨ ،ه ،ط.1165/2 (2
5
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(10
- 73 -
اﺿف اﻟﻰ ذﻟك ان ﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن ﯾﺗﺿﻣن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻋﻣﺎل ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ
ﺑﻌد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺷروع وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻛﻔﺎءة اﻟﻣﺷروع ﺑدون ﺗﻛﺎﻟﯾف اﺿﺎﻓﯾﺔ ﯾﺗﻛﺑدھﺎ
اﻟﻣﺎﻟك).(1
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﺗﻛﻣل ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون ھﻧﺎﻟك
ﻣﻛون او ﻣﺣﺗوي دون اﻻﺧر اﺑﺗداﺋﺎ ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺧﺗﻣﺎ ﺑﺧطﺎب اﻟﺿﻣﺎن.اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧواع اﻟﻌﻘود
اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻻول :ﻣﻔﮭوم ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ:
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺑﺎﻧﮭﺎ ﻋﻘد ﯾﺗﻌﮭد ﺑﮫ ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ او ﻣﻌﻧوي ﺑﺎﻧﺷﺎء او ﺗﺷﻐﯾل او
ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻣﺷروع ﻣﻌﯾن ﻟﺣﺳﺎب ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻋﺎم ﻟﻘﺎء اﺟر ﻣﻌﯾن وﺑﻣوﺟب اﻟﺷروط واﻟﻣواﺻﻔﺎت
واﻟﺧراﺋط اﻟﻣﻌدة ﻟﺗﻧﻔﯾذ ھذا اﻟﻌﻘد).(2
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اھم ﻋﻘود اﻻﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ وھذه اﻻھﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺎﺗﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
ﻓﻘط واﻧﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﯾﺿﺎ ذﻟك ﻻن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺳم
ﺑﮭﺎ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث.
وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾره ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻻﺧري ذﻟك ﻻﻧﮫ ﻋﻘد ﯾﺗطﻠب ﺧﺑرة ﻓﻲ
اﻛﺛر ﻣن ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻟﮭﻧدﺳﮫ وﯾﺗطﻠب ﻣﮭﺎرة ﻓﻧﯾﺔ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﮭل اﯾﺟﺎدھﺎ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت
اﻻﺧري ﻓﺑﻧﺎء ﺳد او ﺟﺳر ﻣﺛﻼ ھذا اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻘﺎرن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﺑﺎدﯾﺔ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﮭﻣﺎ
ﺑﻠﻐت ﻛﻠﻔﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺿﺧﺎﻣﺔ).(3
اﻟﻔرع اﻻول :اﻧواع اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ:
اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ أﻧواع وﻛل ﻧوع ﺣﺳﻧﺎﺗﮫ وﻋﯾوﺑﮫ ﻋﻠﻲ ان اﻟﻣﻌروف ﻣن ھذه اﻻﻧواع ﻣﺎﯾﻠﻲ:
اوﻻ :ﻋﻘد ﺳﻌر اﻟوﺣدة:
ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ھو اﻻﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﯾﻠﺟﺎ اﻟﯾﮫ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﻛون اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣﻘﺎدﯾر وﯾﻣﺗﺎز ھذا اﻟﻧوع ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن رب اﻟﻌﻣل ﻣن
1
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(11
2
) ( ﻻﺋﺤﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1995م ،اﻟﻤﻘﺎوﻻت اﻟﻤﺎدة 5/63اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أھﻠﯿﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻟﯿﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﻘﺪرة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﻔﻨﯿﺔ
وﺣﺴﻦ اﻟﺴﻤﻌﺔ.
3
) ( ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.129
- 74 -
ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻛﻣﯾﺎت ﺑﺎﻟزﯾﺎدة او اﻟﻧﻘﺻﺎن ﺑدون اﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺟوھر اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﯾﻣﺗﺎز اﯾﺿﺎ
ﺑﺗﻘﻠﯾل ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺳﻌﯾرة ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﺳﻌﯾرة اﻋﻣﺎل اﻟﺣﻔرﯾﺎت واﻻﺳﺎس واﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗراﺑﯾﺔ).(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ ً :ﻋﻘد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘطوع:
ﯾﻠﺟﺎ اﻟﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ وﻣﺣددة اﺑﺗداء وﺻﻧﻌﺎ
وﻛﻣﺎ وﻋددا ﺑﺷﻛل ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘطوع اﻟذي ﺳﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺷﺗرط ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ
ﻟذﻟك ان ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺧراﺋط اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ واﻟﻣواﺻﻔﺎت واﻟﺗﺻﺎﻣﯾم ﻣﻌدة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﺻورة ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺑﺷﻛل
واﺿﺢ ودﻗﯾق ،وﯾﺻﺎدف ان ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋن طرﯾق ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘطوع ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وھﻧﺎ
ﯾﻌﺗﻣد رب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﺻف اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺳواء ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
ﻧوﻋﯾﺗﮭﺎ او ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ طﺎﻗﺗﮭﺎ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﯾؤﺧذ ﻋﻠﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت ان اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗطرا
ﻋﻠﻲ ﻧوع وﻛﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟزﯾﺎدة او اﻟﻧﻘﺻﺎن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣرھﻘﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ).(2
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً :ﻋﻘد اﻟﻛﻠﻔﺔ زاﺋد ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻘطوع ﻛﺎﺟور:
ﺑﻣوﺟب ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻲ ان ﯾدﻓﻊ اﻟﯾﺔ اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ
اﻟﯾﮭﺎ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﻘطوﻋﺎ ﻛﺎﺟور ﺗﺣدد اﺑﺗداء وھذه اﻻﺟور اﻟﻣﺣددة اﺑﺗداء ﺗﺑﻘﻲ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺣﺗﻲ ﻟو ﻗﻠت ﻛﻠﻔﺔ
اﻟﻣﺷروع او زادت ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻧﮭﺎ ﺗﺗطﻠب ﻣن رب اﻟﻌﻣل اﺷراﻓﺎ ﻣﺑﺎﺷرا
ودﻗﯾﻘﺎ ﻋﻠﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻧﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺳﺟﻼت اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت واﻟﻣﺧﺎزن واﺳﻠوب
اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻻﻣر اﻟذي ﯾزﯾد ﻣن ﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروع).(3
راﺑﻌﺎ ً :ﻋﻘود اﻟﻛﻠﻔﺔ زاﺋدا ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ رﺑﺣﺎ:
ﯾﺷﺑﮫ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻋﻘداﻟﻛﻠﻔﺔ زاﺋدا اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘطوع ﻛﺎﺟور ﻣن ﻧواح ﻋدﯾدة اﻻ اﻧﮫ
ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﮫ ﻓﻲ ان اﻻﺟور اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻻ ﺗﺣدد اﺑﺗداء واﻧﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻧﺗﮭﺎء
وﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن ،وﻣﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ان اﻟﻣﻘﺎول ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ
زﯾﺎدة اﻟﻛﻠﻔﺔ ﻟﺗزﯾد ﺗﺑﺎﻋﺎ ﻛذﻟك اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ ﻣن اﻟرﺑﺢ ﯾﻌطﻲ ﻟﮫ).(4
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻋﻘود اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺣددة ﺑﺣد اﻋﻠﻲ زاﺋدا ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ رﺑﺣﺎً:
1
) ( ﻓﺘﺤﻲ ﻗﺮة ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.274
2
) ( ﺧﻠﯿﻞ إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻘﻄﺎن ،أﺻﻮل اﻟﺘﺸﯿﯿﺪ واﻟﺒﻨﺎء ھﻨﺪﺳﯿﺎ ً وﻗﺎﻧﻮﻧﺎً) ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻜﻮﯾﺖ اﻟﻮطﻨﯿﺔ :اﻟﻜﻮﯾﺖ2001 ،م( ص).(130
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﺟﺪ ﺧﻠﻮﺻﻲ ،اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ :ﻣﺼﺮ2008 ،م( ص).(184
4
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(128
- 75 -
ﻣن اﺟل ﺗﺟﻧب ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ زﯾﺎدة اﻟﻛﻠﻔﺔ ﻛﻣﺎ راﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧوع اﻟراﺑﻊ وﺟد ھذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻌﻘود اﻟذي ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻋﻠﻲ ﺗﺣدﯾد ﺣد اﻋﻠﻲ ﻣن اﻟﻛﻠﻔﺔ اﺑﺗداء ﺑﺣﯾث ﻻﯾﺗﺟﺎوزة اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺟﺎوزة اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣد اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻧدﺋذا ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﻘﺎول ھذه اﻟزﯾﺎدة ﻣن ﺣﺳﺎﺑﮫ اﻟﺧﺎص ،وﻛﺎن ھذا
ھو اﻟﺣل اﻻﻣﺛل ﻣن زﯾﺎدة اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻘﺎول وھذا اﻟﻧظﺎم ﺧﺿﻊ ﻟدراﺳﺎت ﻛﺛﯾر اﻟﻲ ان ﺗوﺻﻠو
اﻟﻲ ھذا اﻟﺣل اﻟﺗوﻓﻘﻲ).(1
ﺳﺎدﺳﺎ ً :اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل )ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح(:
وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﯾﺿﺎ ﻋﻘود اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ وﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﺗﻔق ﻛل ﻣن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﻘﺎول
ﻋﻠﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﺣد اﻟﻣﻧﺷﺎت ﻧظﯾر ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺣدد وﻻ ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺎﻟك ﺑدﻓﻊ اي ﻣﺑﺎﻟﻎ اﺿﺎﻓﯾﺔ ﻧظﯾر اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ
ﺗﺿرا ﻋﻠﻲ اﻻﻋﻣﺎل ﻣﺎﻟم ﯾﻧﺗﺟد ﻋﻧﮭﺎ ﺗﻌدﯾﻼت ﺟزرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻻﺻﻠﻲ وﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﺳﻠﯾم
اﻻﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﻐرض اﻟذي اﻧﺷﺎت ﻣن اﺟﻠﮫ.
وﺗﺣدد اﻟدﻓﻌﺎت ﻋﻠﻲ ﻣراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﻛون ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺔ ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ ﯾﺗم
ﻣن اﻻﻋﻣﺎل وان ﻛﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻘدﯾم ﺟدول زﻣﻧﯾﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﻣراﺟﻌﺔ ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﯾﮫ
وﻋﺎدة ﯾرﻓق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻗﺎﯾﻣﺔ ﺑﺎﺳﻌﺎر اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻻﻋﻣﺎل ﻟﻼﺳﺗرﺷﺎد ﺑﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻘرر اﺿﺎﻓﺔ او
ﺣذف ﺑﻌض اﻻﻋﻣﺎل).(2
ﺳﺎﺑﻌﺎ ً :اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣددة اﻟﻔﺎت واﻟﻛﻣﯾﺎت:
وﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻘود ﺗﻔﺻل وﺣدات اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧود وﯾوﺿﻊ ﻟﻛل ﺑﻧد ﻣﻧﮭﺎ ﻓﺋﯾﺔ )ﺳﻌر( ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺎول
ﺑﮫ طول ﻓﺗرة اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﺟوز زﯾﺎدة او ﻧﻘﺻﺎن ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﺣدود ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗراوح ﻋﺎدة
ﺑﯾن %15ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد ال ف اي دي اي ﺳﻲ و %25ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟﻣﻘﺎول ﻟﮫ
اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب ﺗﻌدﯾل ﻓﯾﺋﺎت اﻟﺑﻧود اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اذا ﺗﺟﺎوزت اﻻﻋﻣﺎل ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ .وھذه اﻟﻌﻘود ھﻲ اﻛﺛر
اﻟﻌﻘود ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ).(3
ﺛﺎﻣﻧﺎ :اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣدده اﻟﻔﺋﺎت ﺑدون ﻛﻣﯾﺎت:
ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﺗوﺿﻊ ﻓﺋﺎت ﻟﺑﻧود ﻣﺣددة وﻟﻛن ﺑدون ﻛﻣﯾﺎت وﯾﺣدد ﻟﮭذا اﻟﻌﻘد اﻣﺎ
ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻻﺳﻌﺎر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣﺎﻟك واﻣﺎ ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺟوز اﻟﻧظر ﺑﻌد
1
) (ﻣﺤﺠﻮب إﺑﺮاھﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﯿﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(132
2
) (ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺣﻠﻣﻲ ،ﻋﻘﻮد وﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ) ،دار اﻟراﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ :اﻟﻘﺎھرة (1991 ،ص).(16
3
) (اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺎق ،ص.17
- 76 -
ﺗﺟﺎوزھﺎ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻔﺋﺎت وھذه اﻟﻌﻘود ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻻﻋﻣﺎل اﻟﺻﯾﺎﻧﮫ او ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌذر دراﺳﺗﮭﺎ وﺗﻘدﯾم
اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺧﯾرة ﺗﻛون اﻟﺑﻧود ﻋﺎدة ﻣﻔﺻﻠﺔ وﻣﺟزاة وذﻟك
ﻻﻣﻛﺎن ﺗﻼﻗﻲ اﻻﺧﺗﻼف ﻋﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻣﺛﻼ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻧود اﻟﺧرﺳﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﯾﺗﺟزا ھذا اﻟﺑﻧد اﻟﻲ ﺷدات
ﺧﺷﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣواﺋط ,ﺷدات ﺧﺷﺑﯾﺔ ﻟﻼﺳﻘف ﻻرﺗﻔﺎع 3ﻣﺗر ,اﻟﺷدات ﻻرﺗﻔﺎع ﻣن 6-3ﻣﺗر ,ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺧرﺳﺎﻧﺔ
ﺗﺻب ﻋﻠﻲ ارﺗﻔﺎع 3ﻣﺗر و6ﻣﺗر وﻛذﻟك ﺑﻧد ﻟﺣدﯾد اﻟﺗﺳﻠﯾﺢ وھﻛذا ﺑدﻻ ﻣن ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺑﻧدا واﺣدا).(1
ﺗﺎﺳﻌﺎ ً :ﻋﻘود اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ:
ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻧﺳﺑﺔ ارﺑﺎح ﺗدﻓﻊ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﻘدﯾرھﺎ اﻟﻣﻘﺎول
ﻣﻊ ﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺎﻟك ،وﻗد ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻘود ﻋﻠﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﻧﺷﺎء اﻟﻣﺻﻧﻔﺎت اذا ﺗﻛﻠف اﻟﻣﺎﻟك ﺑﺗورﯾد
اﻟﻣواد وﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﮫ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻲ زﯾﺎدات ﻓﻲ اﻻﺳﻌﺎر اذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻣدﺗﮫ ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ
ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑل ﻣﺗوﺳط اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﺳﻌﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وھﻧﺎ ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻣﻊ اﻟوﻗت وﺗﻘدر
ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ طﺑﻌﺎ ﻟﻣﻌدات اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻻﺳﻌﺎر ) %6ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﺛﻼ( ﻋﻠﻲ ان ﺗطﺑق ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺳﻧوﯾﺔ
او ﻧﺻف ﺳﻧوﯾﺔ او ﻛل ﺛﻼﺛﺔ ﺷﮭور ﻣن اﻟﺳﻌر اﻻﺻﻠﻲ وﺗﺳﻣﻲ ھذه اﻟزﯾﺎدات ﺑﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺻﺎﻋد).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗم ذﻛرھﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ اﻧﮭﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻠﻲ ﺣﺳب اﻟﻌﻣل اﻻﻧﺷﺎﺋﻲ
اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ﻓﺎﻋﻠﻲ ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻣﺷروع ﯾﺑرم اﻟﻌﻘد.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧواع اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ )اﻟﻔﯾدﯾك(:
أﺻدرت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻔﯾدﯾك ﻋددا ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج ﻟﻌﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺗﻠك
اﻟﻌﻘود وﺳﻧﺗوﻟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎھم ﻋﻘدﯾن ﻣﻧﮭﺎ:
1
) ( ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.17
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.18
- 77 -
ﺗﺻدرھﺎ ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺧﻠطﺎ ﻏﯾر ﺟﺎﺋز) .(1ﻣﻧذ اﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻲ ﺳﻧﺗﯾن ﻋﺎﻣﺎ وﻗﺑل ان ﯾوﺟد اﻟﻔﯾدﯾك
ﺣﺎول اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣدﻧﻲ اﻻﻧﺟﻠﯾزي ان ﯾﺑﺣث ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻋﻘود اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻌﻘود
واﻧﺗﮭﻲ اﻟﻲ ان:
)ﻋﻘود اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻘود ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗوﺟب ان ﯾﻛون اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻌﻘد
ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻧص ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ واﻻﺣداث ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث ان ﺗﻠك اﻟﻌﻘود أي
ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻌرﺿﮭﺎ ﻟﮭذه اﻟﺣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ واﻻﺣداث ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﻧﺟد ﻟﮭﺎ ﻧظﯾر ﻓﻲ
ﺑﺎﻗﻲ اﺷﻛﺎل اﻟﻌﻘود وﯾﻌزي ذﻟك اﻟﻲ اﻻﺳﺗطﺎﻟﺔ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدة اﻟﻌﻘد وﯾﺳﺗطرد ﻗﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺷرح
ﻟﻛﻼﻣﮫ أي ان ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ او اﻟظروف ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ راي ھذا اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﻧﺟﻠﯾزي
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ان:
أ -اﻻﻋﻣﺎل ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ﺳﺗﺑﻧﻲ ﻋﻠﻲ اﻻرض وﻻﯾﻣﻛن ان ﺗرﻓض وﺗﻌﺎد اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول اذا ﺛﺑت
اﻧﮭﺎ ﻣﻌﯾﺑﺔ او اﻗل ﻣﻣﺎ ھو ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻛﻌﻘود اﻟﺑﯾﻊ
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﮭﺎ رد اﻟﺷﯾﺊ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻧد ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد واﺳﺗرداد اﻟﺛﻣن.
ب -اﻻﻋﻣﺎل ﺗﻧﻔذ ﻓﻲ وﺳط ﻣﻔﺗوح ﺗﺣت ظروف ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة وﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣواد وﻋﻣﺎﻟﺔ ﻣن
ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﺗﻐﯾرة.
ج -ظروف اﻟﺗﻧﻘﯾب واﻟﺗﺎﺳﯾس ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﺗﻛون ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻛﻠﯾﺎ ﺣﺗﻲ ﯾﺗم ﺳﯾر اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻌﻼ اذ ان
اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ﻋﻣﻠﮭﺎ ﻻرض اﻟﻣوﻗﻊ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻛﺛﯾرة ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺑﻘﻲ اﺣﺗﻣﺎل ﻟوﺟود ﺧﺻﺎﺋص
ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﺔ ﻏﺎﺋﺑﺔ ﻋن ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﻘﺎول ورب اﻟﻌﻣل.
د -ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل ﻗد ﯾودي اﻟﻲ اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود اﻟﻲ اﻟﻐﯾر.
خ -اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﯾﺟب ان ﺗﻧﻔذ ﺑﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣﻊ ﻣﺎﯾﻧﻔذه اﻟﻣﻘﺎوﻟون اﻟﻌﻣوﻣﯾون
ھـ -ﻓﺗرة اﻟﻌﻘد ﻗد ﺗﻣﺗد ﻋﻠﻲ ﻋدة ﺳﻧوات وﻗد ﯾﺗﺧﻠل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ان ﯾﺑدي رب اﻟﻌﻣل رﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﺟزاء اﻟﻣﻛﺗﻣﻠﺔ ﻗﺑل اﻻﺗﻣﺎم اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻟﻼﻋﻣﺎل).(2
وﯾﻘول اﻟﻣﮭﻧدس اﯾﺿﺎ) :ان ذﻟك ﻛﻠﮫ اﺳﺗﻠزم وﺟود ﺷروط ﯾﺟب ان ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﮭﻧدﺳﺔ
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻘود اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﺷراء واﻟﺑﯾﻊ( ،اﻟﻣﮭﻧدس
)رﯾﻣر( ﻛﺎن ﯾﻛﺗب ﻋن ﻋﻘد ﺑﻧﺎء ﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗرا ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﺎت وﻟﯾس اﻟﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﻲ ﻛﻣﺎ ﻧﻌرﻓﮫ
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻄﺮ ،ﻋﻘﻮد اﻹﻧﺸﺎءات اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ واﻻﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ وﻋﻘﻮد اﻟﻤﻘﺎوﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ) ،اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ2011 ،م(
ص).(74
2
) ( اﻟﻤﮭﻨﺪس اﻻﺳﺘﺸﺎري اﻟﻤﺪﻧﻲ ،Rimmerﺑﺤﺚ ﺑﻌﻨﻮان ﺷﺮوط اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻓﺒﺮاﯾﺮ 1939م.
- 78 -
اﻟﯾوم )ﻣﻘﺎﻟﺗﮫ ﻛﺎﻧت اﻟﺑﺎدرة ﻻول ﻋﻘد ﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗرا( ﻧﺷر )رﯾﻣر(
ﺑﺣﺛﮫ اﻟذي اﻋطﻲ ﻟﮫ ﻋﻧوان )ﺷروط اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ( ﻧﺷره ﻓﻲ (Journal of The
) Institution of Civil Engineersﻓﻲ ﻋددھﺎ اﻟراﺑﻊ اﻟﺻﺎدر اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ﻓﺑراﯾر 1939
وﻗد ﻗﺎد ھذا اﻟﺑﺣث اﻟﻲ ﻗﯾﺎم ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﮭﻧدﺳﯾﯾن اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﺻدرا
اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻧﻣؤذﺟﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ) 1945ﻻﺣظ ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻟذي ﯾﻌﺎﺻر اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺑدء ﻣﺷروﻋﺎت اﻋﻣﺎر اورﺑﺎ اﻟﺗﻲ دﻣرﺗﮭﺎ اﻟﺣرب(،
وﻗد ﺗﺎﺳﺳت اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر اﻟﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻏﺳطس 1957ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺑﯾن
ﻟﻧﺎ ان اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ اﺻﻠﮫ اﻟﻲ ﻋﻘد ﻧﻣوذﺟﻲ ﻣﺣﻠﻲ وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ اﯾﺿﺎ ان
اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﯾﻌود ﻓﻲ اﺻوﻟﮫ اﻟﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﻲ او اﻟﻘﺎﻧون ﻏﯾر اﻟﻣﻛﺗوب
او اﻟﻌرﻓﻲ).(1
وﯾﻘﺻد ﺑﮫ ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻗد ﺻدر ﻣﻧﮫ ارﺑﻊ طﺑﻌﺎت اﺷﮭرھﺎ اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺻدرت 1987ﺛم اﻋﯾد ﻧﺷر طﺑﻌﺔ ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ 1992ﺛم ﻋدﻟت ﻓﻲ 1996وﺳﻣﻲ
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﻧظرا ﻻﻧﮫ ﻗد اﻋطﻲ ﻟﻐﻼﻓﮫ اﻟﻠون اﻻﺣﻣر وﻓﻲ 1999ﺻدر ﻋﻘد ﻧﻣؤذﺟﻲ ﻻﻋﻣﺎل
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﻌﺗﺑره اﻟﻔﯾدﯾك طﺑﻌﺔ ﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﺑل اﻋﺗﺑرﺗﮫ طﺑﻌﺔ اوﻟﻲ ﻣن ﺷروط
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻻ ان ﺑﻌض اﻟﺷراح اﻻﺟﺎﻧب واﻟﻌرب اﺻطﻠﺣوا ﻋﻠﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر اﻟﺟدﯾد).(2
واﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﻋﻠﻲ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ھو اﻟذي اﻋطﻲ اﻟﻔﯾدﯾك اھﻣﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺳﺗوي اﻟدوﻟﻲ
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ﺣﺗﻲ ان ھﻧﺎﻟك ﻣن ﯾﺳﻣوﻧﮫ ﺑﻌﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﯾطﻠﻘون ﺑذﻟك اﺳم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘد .واﻟطﺑﻌﺎت
ﻓﻲ ﻋﻧواﻧﮭﺎ International .اﻻن اﻟطﺑﻌﺎت اﻻوﻟﻲ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻲ ﻛﻠﻣﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣرﺻت ﻋﻠﻲ ازاﻟﺔ ﺗﻠك اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﺎﻛﯾدا ﻣن اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ ﻋﻘده اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ھذا ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻌﻘود
اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻲ ﺣد ﺳواء اﻻ ان ھذا اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻣذﺟﻲ ﯾﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻣﻘﺻورا ﻋﻠﻲ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎول اﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﺑﻠد اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل .وھو اﯾﺿﺎ اﻟﻌﻘد
اﻟﻧﻣطﻲ ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﻋدة ﻣﺳﺎﺋل ﺗﺷﻣل
ﻣﺎﯾﻠﻲ:
أ -اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ:
1
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.74
2
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(75
- 79 -
وھﻲ ﺑﻧود ذات ﺗطﺑﯾق ﻋﺎم ﺗﺗم ﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻲ ﻛل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ،وﻧظرا
ﻟﻛون ھذه اﻟﺷروط ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻘد ﻧﺷرھﺎ اﻻﺗﺣﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﮭﻧدﺳﯾن اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﯾن اﻟﻔﯾدﯾك ﻓﻲ ﺷﻛل
ﯾﺳﮭل ﺑﮫ ادراﺟﮭﺎ ﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ وﺛﺎﺋق اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﮭﺎ اﻟطرﻓﺎن ﻓﻣن اﻟﻣﻌروف ان ﺑﻧود اﻟﺟزء اﻻول
ﻗد ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺑﺎرات ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻓﺎذا اراد اﻟطرﻓﺎن ﺟﻌﻠﮭﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻓﻣﺎ
ﻋﻠﯾﮭم اﻻ اﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﺑﻧد ﻛﻣﺎ ھو ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻣﺎ اذا اراد اﻻطراف ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺑﻧود ﻓﻲ اﻟﺟزء
اﻻول او ﺗﺣدﯾدھﺎ ﺑﺻورة اﻛﺛر او اﺿﺎﻓﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺟدﯾدة اﻟﯾﮭﺎ ﻓﻌﻠﯾﮭم ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺑﻧد ﺛم ﺑﻌد اﺳﺗﻛﻣﺎﻟﮫ ﯾدرج ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ أي ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﻘد).(1
ب -اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ:
وھﻲ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟظروف اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻣﺷروع ﻓﻣن اﻟﻣﺳﻠم ﺑﮫ اﻧﮫ
وان ﻛﺎن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻻول ﯾﻘﺑل اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﺎم اﻻان ﺑﻌﺿﮭﺎ ﯾﺟب ان ﯾﺗﻐﯾر
ﻣراﻋﺎة ﻟظروف اﻻﻋﻣﺎل وﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻓﻘد ﺗﺗطﻠب اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻻول )اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ( ادراج
ﺑﯾﺎﻧﺎت او ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﺿﺎﻓﯾﺔ).(2
ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺗﻐﯾر اﺿﺎﻓﺔ ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت او اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﺗطﻠب اﻟظروف اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ او ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻛﺎن اﻻﻋﻣﺎل وﺿﻊ ﺷروط ﺗﺎﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺑﻌض
اﻟظروف وﺗﺗم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ .واﺧﯾرا ﻓﻘد ﯾﺗطﻠب ﻗﺎﻧون اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ او ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣوﯾر
او ﺗﻌدﯾل اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻻول وﻣﺛل ھذا اﻟﺗﺣوﯾر او اﻟﺗﻌدﯾل ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﻣﯾن
اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺻﺎ ﯾﻔﯾد اﻟﻐﺎء ﺑﻧد ﻣﻌﯾن او ﺟزء ﻣن ﺑﻧد ورد ذﻛره ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻻول او ﺑﺎﻟﻘول ﺑﺎن اﻟﺷرط
رﻗم ﻛذا ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻠﻐﻲ وﺣل ﻣﺣﻠﮫ اﻟﺷرط اﻟﺗﺎﻟﻲ وﯾﻼﺣظ ان اﻟﺑﻧود ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ )اﻟﺷروط
اﻟﺧﺎﺻﺔ( ﻣرﻗﻣﺔ ﺑﻧﻔس ﺗرﻗﯾﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻻول ﺣﺗﻲ ﯾﺳﮭل اﻟﺣذف او اﻻﺿﺎﻓﺔ او اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺑﻧود
ﻟﻛﻲ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟظروف اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻛل ﻣﺷروع ﻋﻠﻲ ﺣده.وﺗﺟدر اﻻﺷﺎرة اﻟﻲ ان اﻟﺷروط
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻌﺎ ﺗﺣﻛم ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول وﺗوﺿﺢ اﻟوظﺎﺋف واﻟﻣﮭﺎم اﻟﻣوﻛﻠﺔ
اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس).(3
ﻣﻧذ ﺗﺎﺳﯾس اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﺎم 1995ﻟم ﯾﻘم ﺑﻧﺷﺎط ﯾذﻛر ﺣﺗﻲ 1957ﻋﻧدﻣﺎ اﺻدر اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ
ﻣن ﻧﻣوذج ﺷروط ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﺧﺗﺎر ﻟﻠﻐﻼف اﻟﻠون اﻻﺣﻣر ،أﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك
1
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(76
2
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(77
3
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.78
- 80 -
ﻓﻲ ﻋﺎم 1969اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻣوذج ﺷروط ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ
اﻟﻠون اﻻﺣﻣر ﻋﻠﻲ اﻟﻐﻼف ،وﻓﻲ ﻣﺎرس 1977اﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻧﻣوذج ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت
اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﺿﺎف اﻟﯾﮫ ﺟزءا ﺧﺎص ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻟﺗﻛرﯾك واﺳﺗﺻﻼح اﻻراﺿﻲ واﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ
اﻟﻠون اﻻﺣﻣر ﻟﻠﻐﻼف اﻟذي اﺷﺗﮭر ﺑﮫ ھذا اﻟﻧﻣوذج ،وﻓﻲ ﻋﺎم 1987اﺻدر اﻟﻔدﯾك اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن
ﻧﻣوذج ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻠون اﻻﺣﻣر ﻟﻠﻐﻼف اﻟذي اﺷﺗﮭر
ﺑﺎﺳم اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر.
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ذﻟك اﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﺎم 1994ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﺷروط ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﺎطن
ﻟﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋن ﺗﻌﺎﻗده ﻣﻊ ﻣﻘﺎول ﻣن اﻟﺑﺎطن واﺧﺗﺎر ﻟﻐﻼﻓﮫ
اﻟﻠون اﻻﺣﻣر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر).(1
ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر 1995ﻛون اﻟﻔﯾدﯾك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻟﻣراﺟﻌﺔ ﺗﺣدﯾث اﻟﻌﻘد اﻻﺣﻣر ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻊ
ﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺑﺎدئ اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻻﺗﯾﺔ:
أ -ﻣراﻋﺎة ﺗﺑﺳﯾط اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘد.
ب -ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﺳﻠوب اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺟزاﯾﯾن اوﻟﮭﻣﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ
ﻟﻠﺷروط ذات اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ان ﺗﺑﯾن ان اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣن ارﺑﺎب اﻻﻋﻣﺎل ﻟم ﯾﻌﺗﺎدو اﺳﺗﺧدام اﻟﺟزء
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن رﻏﺑﺎﺗﮭم ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل أي ﻣن اﺣﻛﺎم اﻟﺟزء اﻻول )اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ( وﺷﻛواھم اﻟﻣﺳﺗﻣرة
ﻣﻧﮭﺎ).(2
وﻋﻼﺟﺎ ﻟﮭذا اﻟﻣوﻗف ﻗررت ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣل ان ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻣﺑدأ ﺟدﯾد وھو ان ﺗﺗﯾﺢ ﻟرب اﻟﻌﻣل
اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻏﯾر ﻣطﻠوب ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣطﻠوب اﻟﻲ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘد
ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻣطﻠوﺑﮫ ﻟﯾﻛون اﻟﻌﻘد
ﺣﺎوﯾﺎ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻻزﻣﺔ او ﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻋﻘد وﺗرﻛت اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻘد
ﻓﻲ ان ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣﻧﮫ ﻣﺎﯾراه ﻏﯾر ﻣﻧطﺑق او ﻣطﻠوب ﻣن اﻟﺑﻧود.وزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺗﺳﮭﯾل ﻣﮭﻣﺔ ﻣﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻘد ﻓﺎن
ﻣﻌظم ھذه اﻟﺑﻧود وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻲ اﺿﺎﻓﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﺣددة ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺑﻧد ﻓﺎن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ
ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎن ﺗﻌﺗﺑر ﻋدم اﻟﻧص ﻋﻠﻲ ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻻﻏﯾﺔ وﻻ اﺛر ﻟﮭﺎ.
1
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺷﺮوط ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺸﯿﯿﺪ ﻟﻠﻤﺒﺎﻧﻲ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯿﻦ ﺷﻤﺲ :اﻟﻘﺎھﺮة ،ب ت( ص).(16
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.19
- 81 -
ح -ﺗوﺣﯾد ارﻗﺎم اﻟﺑﻧود اﻟﻣﺗﻧﺎظرة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود وﻛذﻟك ﺗوﺣﯾد ﻋددھﺎ وﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ وﻟﻐﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻻﺳﺗرﺷﺎد
ﺑﺎﺣدث إﺻدارات اﻟﻔﯾدﯾك وھو اﻟﻧﻣوذج اﻟﺧﺎص ﺑﺎل )ﺗﺻﻣﯾم -ﺑﻧﺎء – ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻔﺗﺎح( اﻟﺻﺎدر طﺑﻌﺗﮫ
اﻻوﻟﻲ ﻓﻲ 1995
ج -ﺗﺻﻣﯾم ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ اﺳﺎس ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر وﻟﯾس ﻋﻠﻲ اﺳﺎس ﻧوﻋﯾﺔ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
ﻋﻠﯾﮭﺎ).(1
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﺑدﻻ ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر وھو
ﻧﻣوذج اﻟﺧﺎص ﺑﻣﻘﺎوﻻت اﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﺳﺎس اﻧﮫ ﯾﺻﻠﺢ ﻻﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻲ ھذه
اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣن اﻻﻋﻣﺎل ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر اﻟﺟدﯾد واﻟﺧﺎص ﺑﺷروط ﻋﻘد اﻟﺗﺷﯾد ﻋﻠﻲ اﺳﺎس اﻧﮫ
ﯾﺻﻠﺢ ﻻﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻓﯾﮭﺎ رب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻋداد اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﺑﻣﻌرﻓﺗﮫ او
ﺑواﺳطﺔ ﺗﺎﺑﻌﯾﮫ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻧوﻋﯾﺔ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻣﻛن ان ﯾﺷﻣل اﻟﻌﻘد اﻋﻣﺎﻻ ﻣﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ
او ﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ او ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻻﻋﻣﺎل).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر:
وﯾﻘﺻد ﻋﻘد اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﮭرﺑﯾﺔ واطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﺳم اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر ﻧظرا اﻟﻲ ان
اﻟﻔﯾدﯾك ﻗد اﺧﺗﺎر ﻟﻐﻼﻓﮫ ھذا اﻟﻠون وﻗد ﺻدرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ ﻣﻧﮫ ﻓﻲ ﻋﺎم 1963واﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ
1987ﻣﻌﺎﺻرة ﺑذﻟك اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر واھم اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻛﺗﺎب
اﻻﺣﻣر واﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر ھو ذﻟك اﻟﺣﺿور اﻟﺑﺎرز واﻟدور اﻟرﺋﺳﻲ اﻟذي ﯾﻠﻌﺑﮫ اﻟﻣﮭﻧدس وﯾﻛﻔﻲ اﻟﺗدﻟﯾل
ﻋﻠﻲ ذﻟك ان ﻧص اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر وﻋﻧواﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻟزوم ان ﺗﻛون اﻻﻋﻣﺎل ﻣواﻓق ﻟﻠﻌﻘد
واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻲ ان )ﻓوﻓﻘﺎ ﻟﮭذا اﻟﻧص ﯾﻛون اﻻﺻل ھو ان اﻟﻣﮭﻧدس ھو اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ اذا ﻛﺎن
اﻟﻣﻘﺎول ﻗد ﻧﻔذ اﻻﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ام ﻻ وﻛذﻟك ﺗﺑدئ اھﻣﯾﺔ دور اﻟﻣﮭﻧدس
ﺑﺎﻟرﺟوع ﻣواد اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻟﻠﻣﮭﻧدس دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﯾن اﻻطراف ﻓﺎﻋطت ﻟﮫ
دورا ﺷﺑﮫ ﺗﺣﻛﯾﻣﻲ( ) ،(3ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك اﺿﺣﻲ ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ان ﯾﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻲ ان ﯾﻛون اﻟﻣﮭﻧدس ﻣﺗﺟردا
وﻏﯾر ﻣﺗﺣﯾز وﻣؤھﻼ ﺗﺎھﯾﻼ ﻛﺎﻓﯾﺎ ورﻏم ﻗﺑول ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن ارﺑﺎب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎوﻟون ﻟﮭذا اﻟدور اﻻ
اﻧﮫ ﻗد ﺑﻘﯾت ھﻧﺎك وﺟﮭﺔ ﻧظر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻧﺗﻘد ھذا اﻟدور وﺗرا ﻏﯾر ﻋﺎدل ﺣﯾث ﯾﺎﺗﻲ ﻛل ﻣن
اﻟﻣﮭﻧدس واﻟﻣﻘﺎول ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ او ﻣن ﻧﻔس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﮫ ﯾوﺟد اﺣﺗﻣﺎل ﻛﺑﯾر ان
1
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(20
2
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(21
3
) ( اﻟﻤﺎدة ،13اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺣﻤﺮ.
- 82 -
ﯾﻧﺎل اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺣﺎﺑﺎة ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﮭﻧدس ﻋﻠﻲ ﺣﺳﺎب رب اﻟﻌﻣل وھﻧﺎك راي اﺧر ﯾﻧﺗﻘد
دور اﻟﻣﮭﻧدس ﻟﺳﺑب ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وھو ان اﻟﻣﮭﻧدس ﯾﺗﻘﺎﺿﻲ
اﺗﻌﺎﺑﮫ ﻣن رب اﻟﻌﻣل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺿﺣﻲ اﻟﻘول ﺑﺣﯾﺎده اﻣرا ﻣﺛﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﯾﺎن ﺣﯾث دوﻣﺎ ﺳﯾدﻓﻊ
اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻲ ان ﯾﺿﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻻول).(1
واﯾﺿﺎ ﺑﻘﺻد ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر ﻋﻘد اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻋﻣﺎل اﻟﺗرﻛﯾب ﻓﻲ
اﻟﻣوﻗﻊ وﻗد ﺻدرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ ﻣﻧﮫ ﻋﺎم 1963واﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم 1980واﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺎم
1987وﻗد ﻋﺎﺻرت اﻟطﺑﻌﺔ اﻻﺧﯾرة اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر).(2
وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ
واﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول وھﻲ ﺷروط ﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﺗﻠك اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺣﻣر ﻣﻊ ﺑﻌض
اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﮭﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﮭﺎ.وﻗد ورد ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌﻘد ﻓﻲ
ﻧﻣوذج اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﻌدة ﻟﮭذا اﻟﻐرض واﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﮫ وھذه اﻟﻣﺳﺗﻧدات ھﻲ ﺧطﺎب اﻟﻘﺑول -اﻟﻣﻘدﻣﺔ -
اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﺷروط اﻟﻌﻘد )اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ( -اﻟﺟزء اﻻول ﻣن ﺷروط اﻟﻌﻘد )اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ( -
اﻟﻣواﺻﻔﺎت -ﺟدول اﻟﻛﻣﯾﺎت -رﺳوﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل -رﺳوﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول -اﻟﻌطﺎء).(3
ﻓﻲ ﻋﺎم 1963اﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ ﻟﻧﻣوذج اﺧر وھو ﺷروط ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻻﻋﻣﺎل
اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻋﻣﺎل اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ واﺧﺗﺎر ﻟﻠﻐﻼف اﻟﻠون اﻻﺻﻔر وﻓﻲ ﻋﺎم 1980
اﺻدر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻣوذج ﺷروط ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻋﻣﺎل
اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ واﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻠون اﻻﺻﻔر ﻟﻠﻐﻼف اﻟذي اﺷﺗﮭر ﺑﮫ ھذا اﻟﻧﻣوذج واﺿﺎف اﻟﯾﮭﺎ
ﻣﻼﺣظﺎت ﺑﺷﺎن ﻣﺳﺗﻧدات ﻋﻘود اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ وﻓﻲ ﻋﺎم 1987اﺻدرر اﻟﻔدﯾك
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻧﻣوذج ﺷروط ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﻛﯾﺎﻧﯾﻛﯾﺔ واﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﮫ اﻋﻣﺎل اﻟﺗرﻛﯾب
ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ واﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻠون اﻻﺻﻔر ﻟﻠﻐﻼف اﻟذي اﺷﺗﮭر ﺑﺎﺳم اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر وﻓﻲ ﻋﺎم 1995ادﺧل
اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ ﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرھﺎ ﻧظﺎﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﺑدﻻ ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻲ ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﮭﻧدس ﺑدور ﺷﺑﮫ ﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﺣل ﻣﺎﻗد ﯾطرا ﻣن ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻲ ﺟﺎﻧب ﻋﻣﻠﮫ اﻻﺻﻠﻲ
ﻓﻲ اﻻﺷراف ﻋﻠﻲ اﻻﻋﻣﺎل وﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ وﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻘﺎول ورﻋﺎﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ رب اﻟﻌﻣل ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل
ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﻣﺎذج اﺟﺎز اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟرب اﻟﻌﻣل ان ﯾﺧﺗﺎر ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺟﻠﺳﺎ اطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﺳم
1
) (ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺣﻠﻣﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.79
2
) (ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﺟﺪ ﺧﻠﻮﺻﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص.34
3
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.35
- 83 -
ﻣﺟﻠس ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﯾﺗﻛون ﻣن ﺣﻛم واﺣد او ﺛﻼث ﺣﻛﺎم ﺣﺳب اﺧﺗﯾﺎره وﺣﺳب ﺣﺟم وﺗﻧوع
اﻻﻋﻣﺎل ،أﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك ﻣﻠﺣﻘﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺣدد ﻓﯾﮫ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق ھذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺻﻔر اﻟذي ﻛﺎن
ﯾﻘﺗﺻر ھذا اﻟدور ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺑﯾض:
وھو اﻹﺳم اﻟذي ﯾﺷﺗﮭر ﺑﮫ ﻧﻣوذج اﻟﻔﯾدﯾك ﻟﻠﻌﻘد ﺑﯾن رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﮭﻧدس اﻹﺳﺗﺷﺎري وﻗد
ﺻدرت طﺑﻌﺗﮫ اﻷوﻟﻰ 1990واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺎم 1991ﺑﻌﻧوان اﻟﻌﻣﯾل اﻹﺳﺗﺷﺎري ﻧﻣوذج إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺧدﻣﺎت.
وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻷﺑﯾض اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﮫ وﺷروط اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺧﺎﺻﮫ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ﻣﻼﺣق ﺛﻼﺛﮫ وﻗد
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺟزء اﻷول اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﮫ 44ﺑﻧدأ ﺿﻣن 9ﻋﻧﺎوﯾن وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻣﯾل أو رب
اﻟﻌﻣل ﻓﮭﻲ ﺗﺷﻣل اﻵﺗﻲ:
أوﻻً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻘدﯾم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓره ﻟدﯾﮫ ﻋن اﻟﻣﺷروع.
ﺛﺎﻧﯾﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺣوﻟﮫ إﻟﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻹﺳﺗﺷﺎري وذﻟك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب.
ﺛﺎﻟﺛﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻹﺳﺗﺷﺎري ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻶزﻣﮫ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع.
راﺑﻌﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌدات واﻻدوات اﻟﻶزﻣﮫ واﻟوارده ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﺧﺎص ﺑﮭﺎ.
ﺧﺎﻣﺳﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻘدﯾم اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻸزم إﻧﺟﺎزھﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن.
ﺳﺎدﺳﺎً :ﺗﺣﻣل اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب إﺗﺟﺎه اﻹﺳﺗﺷﺎري ﺷرﯾطﺔ اﻵ ﺗﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟظﺎھر.
)(2
ﺳﺎﺑﻌﺎً :ﯾﺗﺣﻣل ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤﻟﯾﺔ اﻹﺳﺗﺷﺎري.
أﻣﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﺧدﻣﺎت اﻟوارده ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﺧﺎص ﺑﮭﺎ .
ﺛﺎﻧﯾﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﮫ واﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﮫ اﻟﻧﺎﺟﻣﮫ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﮭﺎم اﻟﻣوﻛوﻟﺔ إﻟﯾﮫ ،طﺑﻘﺄ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﯾل واي طرف ﺛﺎﻟث.
راﺑﻌﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﻋﺎدة ﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ ﻣن أﺷﯾﺎء ﻗدﻣﮭﺎ ﻟﮫ اﻟﻌﻣﯾل وذﻟك ﺑﻌد إﻧﺗﮭﺎء اﻟﻌﻘد.
ﺧﺎﻣﺳﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻌﻣﯾل ﻋن إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺈﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ.
ﺳﺎدﺳﺎً :ﯾﻠﺗزم ﺑﺄن ﯾؤﻣن ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤﻟﯾﺗﮫ ﻣن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب طرف ﺛﺎﻟث).(3
1
)) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.17-16
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺎزي اﻟﺠﻼﻟﻲ ،اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻟﺘﺸﯿﯿﺪ) ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯿﻦ ﺷﻤﺲ1997 ،م( ص).(107
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ ﺧﻠﯿﻔﺔ ،ﻋﻘﺪ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة2004 ،م( ص).(102
- 84 -
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﻲ
ھو ﻋﻘد اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﺷﯾﯾد أو ﻋﻘود ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح وھو اﻹﺳم اﻟذي ﯾﺷﺗﮭر ﺑﮫ ﻧﻣوذج اﻟﻔﯾدﯾك ﻟﻌﻘد
اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻹﺷﺗراء واﻟﺗﺷﯾﯾد وﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح وﻗد ﺻدرت اﻟطﺑﻌﮫ اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﮫ ﻋﺎم 1995م وﯾﻼﺣظ أن
ھذا اﻟﻌﻘد ﯾﺿم ﻓﻲ طﯾﺎﺗﮫ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻣل اﻟﻌﻘود اﻵﺗﯾﮫ:
أوﻻً :ﻋﻘد ﺗﺻﻣﯾم ﻣﺷروع.
وﻓﯾﮫ ﯾﻘوم أﺣد اﻷطراف ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻶزﻣﮫ ﻟﻣﺷروع اﻟطرف اﻵﺧر وﯾﻘدم اﻟطرف اﻷول
ﻧﺳﺧﮫ ﻣن اﻟﻣﻘﺗرح اﻻول ﻣﻊ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد وﻧﺳﺧﮫ ﻣن اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻹﺑﺗداﺋﻲ ﺧﻼل ﻣده ﻣﻌﯾﻧﮫ
ﯾﺣددھﺎ اﻟطرﻓﯾن.
ﺛﺎﻧﯾﺎً :ﻋﻘد إﺷراف ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع:
وﻓﯾﮫ ﯾﻘوم أﺣد اﻷطراف ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻹﺷراف اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣراﺣل ﻋﻣل اﻟﻣﺷروع ﺣﺗﻰ إﺻدار
ﺷﮭﺎدة اﻹﺳﺗﻼم اﻹﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول وﺗﻣﻛﯾن اﻟطرف اﻵﺧر ﻣن اﻹﺳﺗﻔﺎده ﻣن اﻟﻣﺷروع وﯾﺧﺿﻊ ﻣﺿﻣون
ھذا اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ واﻟرﺳوﻣﺎت اﻟﺻﺎدره ﻣن ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﻣم ،وﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎول وﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻌﻘد.
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً :ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻟﺔ أﻋﻣﺎل ﺑﯾﺎض:
وﻓﯾﮫ ﯾﻘوم اﻟطرف اﻷول اﻟﻣﺎﻟك ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺗورﯾدات واﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺳﻘﺎﯾل
اﻟداﺧﻠﯾﮫ واﻟﺧﺎرﺟﯾﮫ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ،وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣون واﻟﻣﮭﻣﺎت ﻣن رﻣل وزﻟط وﺧﻼﻓﮫ ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم اﻟطرف
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺈﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺑﯾﺎض ﻟﻠﻣواﻗﻊ اﻟﻣﺣدده ﺑﺎﻟﻌﻘد.
راﺑﻌﺎً :ﻋﻘد أﻋﻣﺎل دھﺎﻧﺎت:
وﻓﯾﮫ ﯾﻘوم اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺻﻔﺗﮫ دھﺎﻧﺎ ً ﺧﺑﯾرا ً ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻋﻣﺎل اﻟدھﺎﻧﺎت اﻟﻶزﻣﮫ ﻟﻠﻌﻘﺎرات اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ
ﻟﻠطرف اﻷول اﻟﻣﺎﻟك وذﻟك ﺣﺳب أﺟود اﻷﺻول وﻣواﺻﻔﺎت ﻣﻛﺗب اﻟﻣﮭﻧدس.
وﯾﻘدم اﻟطرف اﻷول ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻠوازم واﻟﻣﮭﻣﺎت واﻷدوات وﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟﻌﻣﺎﻟﮫ اﻟﻶزﻣﮫ ﻟﻠﻌﻣل واﻟﻣدرﺑﮫ
اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺑل ﺑﮭﺎ اﻟﻣﮭﻧدس).(1
ﺧﺎﻣﺳﺎً :ﻋﻘد ﻣﺻﻧﻌﯾﺎت إﻧﺷﺎء ھﯾﻛل وﻣﺑﺎﻧﻲ:
وﻓﯾﮫ ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻌد إطﻼﻋﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﻣﺎ ﺗﺷﻣﻠﮫ ﻣن رﺳوﻣﺎت وﺗﻔﺻﯾﻼت
وﻣواﺻﻔﺎت ﺑﺄن ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻶزﻣﮫ ﻹﻧﺷﺎء ھﯾﻛل ﺧرﺳﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻷﺳﺎﺳﺎت
1
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.17
- 85 -
واﻟﻣﯾدان وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺧططﺎت واﻟﺧراﺋط اﻟﺧﺎص ﺑﮭﺎ واﻟﻣﻌﺗﻣده ﻣن اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﮫ .وﯾﻼﺣظ أن
اﻟﻔﯾدﯾك ﻗد اﺻدرت ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻋﺎم 1998أرﺑﻊ ﻧﻣﺎذج ﺗﺟرﯾﺑﯾﮫ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻌﻘود اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت
ﺑﯾﺎﻧﮭﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﮫ ﻟﻌﻘود اﻹﻧﺷﺎءات )ﻓﯾدﯾك (199وھو ﺧﺎص ﺑﺎﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ رب اﻟﻌﻣل أ.
ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل ﻟﻠﺗﺻﻣﯾم ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت ،وﯾﻘﺗﺻر دور اﻟﻣﻘﺎول ﻓﯾﮭﺎ أﺳﺎﺳﺎ ً ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وان
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﻛﻠﯾﻔﮫ ﺑﺑﻌض أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم رﻏم ذﻟك.
اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﮫ ﻟﻌﻘد ﺗﺟﮭﯾزات ،وھو ﺧﺎص ﺑﺎﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم ب.
ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت واﻟﻣﻌدات واﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﯾﻘﺗﺻر دور رب اﻟﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ أﺳﺎﺳﺎ ً ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وإن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻗد ﻗﺎم ﺑﻣﻌرﻓﺗﮫ ﺑﺑﻌض أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم رﻏم ذﻟك.
اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﮫ ﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ )ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح (ھﻧدﺳﮫ وإﺷﺗراء وإﻧﺷﺎء ,وھو ﺧﺎص ﺑﺄﻋﻣﺎل ج.
اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳﺋوﻻً ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻋن ﺟﻣﯾﻊ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻹﺷﺗراء
)ﻟﻠﻣﻌدات وﺗرﻛﯾﺑﮭﺎ وﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﻠزم ﻣن ﺗﺟﮭﯾزات( وﺟﻣﯾﻊ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﻛل
ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ ﻣده ﻣﺣدده وﺑﺳﻌر ﺛﺎﺑت ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وھذا اﻟﻧﻣوذج
ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺗﮫ ﺧﺻﯾﺻﯾﺎ ً ﻟﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﺗﻧﻔﯾذھﺎ طﺑﻘﺎ ً ﺑﻧظﺎم اﻟﺑوت).(1
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﮫ اﻟﻣوﺟز )ﻓﯾدﯾك (1999ﺣﯾث أﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك ﻧﻣوذﺟﺎ ً ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ اﺳﻠوﺑﮫ د.
وﺗﻛوﯾﻧﮫ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﻋرف ﺑﮭﺎ اﻟﻔﯾدﯾك ﻓﻘد روﻋﻲ ﻓﯾﮫ ان ﯾﻛون ﻋﻘدا ﻣﺧﺗﺻرا ﺑﺳﯾطﺎ ﻓﻲ
ﻟﻐﺗﮫ وﻣﺑﺎﺷرا ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻗدر ﻹﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺑﺳﯾط ﻓﻧﯾﺎ أو ذات اﻟﻘﯾﻣﮫ
اﻟﻣﺎﻟﯾﮫ اﻟﺻﻐﯾره واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺗره ﻗﺻﯾره ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ،وﻗد أطﻠق ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﻧﻣوذج إﺳم )اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺧﺗﺻر( واﺧﺗﯾر اﻟﻠون اﻻﺧﺿر ﻟﻐﻼﻓﮫ وﯾﺗﻛون ھذا اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺧﺗﺻر
ﻣن ﺧﻣﺳﮫ ﻋﺷر ﻓﺻﻼ ،ھذا ﻓﺿﻼ ﻋن إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﻗواﻋد ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت).(2
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻔﺿﻲ اﻟﺟدﯾد:
وﺗﺑﯾن ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗطوﯾر ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك اﺛﻧﺎء دراﺳﺎﺗﮭﺎ ان ﻋودة ﻧظﺎم اﻟﺑوت اﻟﻲ ظﮭور واﻧﺗﺷﺎره
ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻻﺧﯾرة وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﺎﺳﺗﺧدام ھذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺳﺗﻠزم ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺪران ،ﻧﻤﺎذج ﻋﻘﻮد اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ) ،ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻹرﺳﺎل 2005/05/17م(.
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(18
- 86 -
ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻﯾﺎﻏﺎت اﻟﻣﺎﻟوﻓﺔ اذ ﯾﺟب ان ﺗﻧﺣو ﺻﯾﺎﻏﺗﮫ ﻧﺣو اﻟﺣد ﻣن اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﺳﻌر
اﻟﻌﻘد او ﻣدﺗﮫ اﻟزﻣﻧﯾﺔ.
ورﻏم اﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن ھذا ھو اﻟﻐرض اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻣن اﻟﻌﻘد ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺎن ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻘود اﻟﻔﯾدﯾك
ﻋﻠﻲ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ذﻟك ﺳﻌت اﻟﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻋﺎدة ﻓﻲ اﺿﯾق ﻧطﺎق ﺗﺷﺟﯾﻌﺎ
ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻋﻠﻲ ﻋدم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺳﻌره ﺗﺣﺳﺑﺎ ﻟوﻗوع ھذه اﻟﻣﺧﺎطر وﻟﺗﺄﻣﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣدوﺛﮭﺎ ,ﺻﯾﻐﺔ ﺑﻧود
اﻟﻌﻘد ﺑﺣﯾث ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺄن ﯾﺗﻘدم ﺑﻣطﺎﻟﺑﺎت ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ إﺿﺎﻓﯾﺔ أو زﻣن إﺿﺎﻓﻲ أو ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ ﺑﺗﻌوﯾﺿﮫ ﻋﻣﺎ ﺗﻛﺑده
ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ أو ﺗﺄﺧﯾر ,إذا ﻣﺎ ﺗﻌرض ﻷي ﻣن ھذه اﻟﻣﺧﺎطر).(1
ﻓﻔﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻷﺣﻣر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﻟﻠﻣﻘﺎول أو رب اﻟﻌﻣل ﺑﺄن ﯾﺗﻘدﻣﺎ
ﺑﻣطﺎﻟﺑﺎت ﻓﻲ 37ﺑﻧد أو ﺑﻧد ﻓرﻋﻲ وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھذه اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘد ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻋﻘود اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﺑﻧظﺎم اﻟﺑوت ,ﻓﻘد ﻗررت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻧﻣوذج ﺗﻌﺎﻗدي ﺟدﯾد ﻹﺳﺗﺧداﻣﮫ
ﻓﻲ ھذه اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود واﺧﺗﺎرت ﻟﮫ اﻟﻠون اﻟﻔﺿﻲ ﻟﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب اﻟﻔﺿﻲ وﻗد أﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك
ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر 1999ﺷروط ﻋﻘد ﻣﺷروﻋﺎت ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح)اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻹﺷﺗراء واﻟﺗﺷﯾﯾد( )اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﻔﺿﻲ( واﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻣﺛل ﻣﺣطﺎت
ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﯾﺎه أو اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ أو اﻟزراﻋﻲ أو ﻣﺣطﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎء أو اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ أو أي ﻣﻧﺷﺄة ﻣﺷﺎﺑﮭﺔ
أو ﻣﺷروع ﺑﻧﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ أو أي ﻧوع آﺧر ﻣن ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع درﺟﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣؤﻛدة ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ وﻣدة اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﻛﺎﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻟﻠﻣﺷروع ﻣﻊ إﺷﺗراك ﻗﻠﯾل ﻣن ﺟﺎﻧب رب اﻟﻌﻣل وأﺟﮭزﺗﮫ اﻟﻔﻧﯾﺔ أو ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت
ﺑﻧظﺎم اﻟﺑوت وﺑﻣوﺟب اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻣﺷروﻋﺎت ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻟﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻹﺷﺗراء واﻟﺗﺷﯾﯾد وﯾﺳﻠم ﻣﻧﺷﺄة ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﺟﮭﯾز ﺟﺎھزة اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻋﻧد ﺗدوﯾر اﻟﻣﻔﺗﺎح إﻟﻰ رب
اﻟﻌﻣل أو ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺷروع).(2
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس :اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺟدﯾدة:
ﯾوﺻﻲ اﻟﻔﯾدﯾك ﺑﺎﺳﺗﺧدام ھذه اﻟﻧﻣﺎذج ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗم اﻟدﻋوة اﻟﻲ اﻟﻌطﺎءات ﻋﻠﻲ اﺳﺎس
دوﻟﻲ وﻗد ﯾﺗطﻠب اﻻﻣر ﺗﻌدﯾل ﺑﻌض اﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧظم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اذا ﻣﺎاﺳﺗﺧدﻣت ھذه
اﻟﺷروط ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻔﯾدﯾك ان اﻟﻧﺳﺦ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ھﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟرﺳﻣﯾﺔ
1
) (ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.17
2
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.18
- 87 -
واﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻧد ﺣدوث أي ﺧﻼف ﺣول اﻟﺗرﺟﻣﺔ .وﻋﻧد اﻋداد ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻘد ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻣﻔﺗﺎح )اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻻﺷﺗراء واﻟﺗﺷﯾﯾد( ﺗم ﻣراﻋﺎة اﻧﮫ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗوﺟد ﺑﻧود ﻓرﻋﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﺑﺷﻛل
ﻋﺎم ﻓﮭﻧﺎك اﯾﺿﺎ ﺑﻌض اﻟﺑﻧود اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ان ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﺗﺎﺧذ اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻌﻘد
ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘد ﺗم ﺗﺿﻣﯾن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﻧود اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻓﻲ
ﻋﻘود ﻛﺛﯾرة وﻟﯾس ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺣﺗﻲ ﯾﺳﮭل ﺿﻣﮭﺎ اﻟﻲ أي ﻋﻘد.
وﺗؤﻟف اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﺷروط اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟطرﻓﯾن .وﺳﯾﻛون ﺿرورﯾﺎ إﻋداد اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻛل ﻋﻘد ﺑﻌﯾﻧﮫ واﻷﺧذ ﻓﻲ اﻹﻋﺗﺑﺎر ﺗﻠك اﻟﺑﻧود
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻗد ﺗم إﻋداد اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﮭذه اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺳس اﻟﺗﺎﻟﯾﮫ:
أوﻻً :اﻟدﻓﻌﺎت اﻟدورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘطوع ﻟﺛﻣن اﻟﻌﻘد ﺳﯾﺗم ﺳدادھﺎ ﻣﻊ ﺗﻘدم اﻷﻋﻣﺎل وﺗﻛون ﻋﺎدة
ﻓﻲ ﺻورة أﻗﺳﺎط ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺟدول
ﺛﺎﻧﯾﺎ ً :إذا إﺳﺗﻠزﻣت اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ﯾﺗم ﻋﺎدة ﺗوﺻﯾﻔﮭﺎ ﺑﻣﻌرﻓﺔ رب اﻟﻌﻣل
ﻋﻧدﺋذ ﯾﺟب أن ﯾذﻛر اﻟﺑﻧد اﻟﻔرﻋﻲ أن ھذه اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ أو ﻓﻲ ﻣﺗطﻠﺑﺎت رب
اﻟﻌﻣل).(1
ﺛﺎﻟﺛﺎ ً :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎول ﺑﻧد ﻓرﻋﻲ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣرا ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧود ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺑﺎديء اﻟﺗﻲ طﺑﻘت ﻋﻧد ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑﻧد اﻟﻔرﻋﻲ ﻛﺎﻧت:
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣون ﻟﻠﻌﻘد ﺳﯾﺟدون أﻧﮫ إذا ﻣﺎ أﻣﻛن ﺑﺑﺳﺎطﺔ أن ﯾﺣذﻓوا أو ﻻﯾﻌﻣﻠوا أو ﯾﻔﻌﻠوا أﯾﺔ أﺣﻛﺎم أ.
ﻻ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻓﺈن ھذا ﺳﯾوﻓر ﻟﮭم ﺑدﯾﻼ أﻓﺿل ﻋن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻧص إﺿﺎﻓﻲ ﯾﺿﺎف
ﻟﻠﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻐطﻲ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﮭم.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟت أﺧرى ﻋﻧد اﻹﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن ﺗطﺑﯾق اﻟﻔﻘرة)أ( ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳب ﺗم ﺗﺿﻣﯾن اﻟﺑﻧد اﻟﻔرﻋﻲ ب.
ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻌﻘود.
وﻋﻠﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺎن اﻟﺑﻧد ) 2-14اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ( ﻣوﺟود ﻟﻠﺗﺳﮭﯾل وﻟﯾس ﺑﺳﺑب أي ﺳﯾﺎﺳﺔ
ﯾﻧﺗﮭﺟﮭﺎ اﻟﻔﯾدﯾك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدﻓﻌﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﻓﮭذا اﻟﺑﻧد اﻟﻔرﻋﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﻧﺎﻓذ اﻟﻣﻔﻌول )ﺣﺗﻲ ان ﻟم
ﯾﺣذف( اذا اھﻣل وﻟم ﺗﺣدد ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻣﻼﺣظﺔ ان ﺑﻌض
اﻻﺣﻛﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻌﻘد ﻧﻣوذﺟﻲ ﺗﻘﻠﯾدي.
1
) (اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.19
- 88 -
وﻗد ﺗم ﺗﺿﻣﯾن ھذه اﻟطﺑﻌﺔ ﻛﻣرﺷد ﻻﻋداد اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻣﻼت
واﻣﺛﻠﺔ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت ﻋﻘدﯾﺔ وﻣواد ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ اﺧري وﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗدﻗﯾق واﻣﺛﻠﺔ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ اﻋداد
اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌطﺎء اﻻﺧري ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ اﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ،
وﯾﻧﺻﺢ اﻟﻔﯾدﯾك ﺑﻣراﺟﻌﺔ أي ﻣن اﻣﺛﻠﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟواردة ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻗﺑل ﺗﺿﻣﯾﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻟﻠﺗﺎﻛد
ﻣن ﻛوﻧﮭﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق واﻻ ﻓﯾﺟب ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ
ﻟﻣراﻋﺎة ذﻟك).(1
وﻋﻧد ﺗﻌدﯾل اﻣﺛﻠﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟواردة وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﮭﺎ إﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت أو إﺿﺎﻓﺎت
أﺧرى ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣذر ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم ﺧﻠق أي ﻟﺑس أو ﺗﻧﺎﻗض ﺳواء ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﯾن ﺑﻧود
اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ اﻟﺑﻌض وﯾراﻋﻰ أﻧﮫ ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻌﮭد ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﮭﺎم اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ھذه
واﻹﻋداد اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌطﺎء ﻷﺷﺧﺎص ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻹﺷﺗراﺋﯾﺔ،
وﯾﺧﺗﺗم اﻟﻔﯾدﯾك ھذه اﻟطﺑﻌﺔ ﺑﺄﻣﺛﻠﺔ ﻟﻧﻣﺎذج ﺧطﺎب اﻟﻌطﺎء وإﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﻘد وﺑداﺋل ﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺟﻠس ﻓض
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وﺗﻌطﻲ إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺟﻠس ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻧﻣوذج ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻟﻺﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض إﺑراﻣﮭﺎ ﺑﯾن
رب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﺟﮭﺔ واﻟﺷﺧص اﻟﻔرد اﻟﻣﻌﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدور ﻣﺟﻠس ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت أو ﻛﻌﺿو
ﻓﻲ ﻣﺟﻠس ﻓض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﻋﺿﺎء أو أﻛﺛر وﺗﺿﻣن ھذه اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻛﻣﻠﺣق ﻟﻠﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﻗد أﺻدر اﻟﻔﯾدﯾك دﻟﯾﻼ ﻹﺳﺗﺧدام ﺷروط ﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺷﯾﯾد وﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺻﻣﯾم ﺑﻧﺎء وﻋﻘد ﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻔﺗﺎح )اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ( اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ
ﺳﺑﺗﻣﺑر1999م).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان اﻟﻔﯾدﯾك ﯾﻘوم ﺑﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻻﻧﺷطﺔ واھم ھذه اﻻﻧﺷطﺔ ھو اﻋداد وﻧﺷر
ﻧﻣﺎذج ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺑﺎﻧواﻋﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳوا ﻛﺎﻧت اﻋﻣﺎل ﻣدﻧﯾﺔ اﻧﺷﺎﺋﯾﺔ او اﻋﻣﺎل
ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﺔ او ﻛﮭرﺑﯾﺔ ،وﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻣر ان ھذه اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﻌدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻔﯾدﯾك ﺗﻌﺑر ﻋن ﺧﺑرات اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن
اﻟذﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﮭذه اﻻﻋﻣﺎل ﻋﻠﻲ ارض اﻟواﻗﻊ وﻻﻧﮭﺎ ﺗودي اﻟﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗراﻛم اﻟﺧﺑرات اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ
وﺗﺟﺎرب اﻻﺧرﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺗﺧﺻص وﻧﻔس اﻟﻣﺟﺎل.
1
) (اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.20
2
) (اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.20
- 89 -
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :طرق اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ
ﻣﻌظم اﻟﻣﺷﺎرع اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﺻﻣم واﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣوردﯾن
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺎن اﻟﻣﺎﻟك ھو اﻟذي ﯾﺣدد ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ دراﺳﺎت ﻣﺳﺗﻔﯾﺿﺔ وﺑﻣﺟرد ﺗﺣدﯾد ﻧوﻋﯾﺔ
اﻟﻌﻘد واﺧذ ﻗرار ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﻓﻣن اﻟﺿروري ﻋﻣل اﻻﺳﺗﺷﺎرات اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ واﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت اﻻزﻣﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اھداف اﻟﻣﺷروع وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺷرع اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وﺗﺟدر اﻻﺷﺎرة ﺑﺎن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﻌﻘد وﻣﮭﺎم ﻛل طرف ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻲ طﺑﯾﻌﺔوﺣﺟم اﻟﻣﺷروع وھذه اﻟﻣﮭﺎم ﯾﺟب ان ﺗﻘﯾم
وﺗدرس ﺟﯾدا ﻟﻛﻲ ﺗﺣدد ﻋﻼﻗﺔ ﻛل طرف ﺑﺎﻻﺧر ﺧﻼل زﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن
ھﻧﺎك ﺧﻣﺳﺔ اﻧواع اﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎﻋﻘد ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻷول :طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم:
ھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺎﻗد ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺎﻟك ﺑواﺳطﺔ ﺷرﻛﺔ ﺗﻘوم
ﺑﺎﻋداد اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ وﻛل ﻣﺎﺑﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘد )ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﺎء ﻋﺎدة ﻣﺎﺗﻛون ﺷرﻛﺔ ﺗﺻﻣﯾم ﻣﻌﻣﺎر(
ﺑﺣﯾث ﯾﻛون دور ﻛل طرف اﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗد واﺿﺣﺎ وﻣﻌروﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌﻘد).(1
وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﯾﺗم اﻻﻋﻼن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺷﻌﺎر اﻻطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ )اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن(
ﻋﻠﻲ اﺧر ﻣوﻋد ﺗﻘدﯾم اﻟﻌطﺎء ھذه اﻟﻌطﺎءات ﺗﻔﺗﺢ وﺗﻘرا ﻓﻲ وﺟود اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﺗم ﺗرﺳﯾﺔ
اﻟﻣﺷروع اﻻﻗل ﻋطﺎء ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻌر وﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌطﺎءات ﺗﺑﻘﻲ ﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌطﺎء اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻌر اﻟﻲ ﺣﯾن ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك واﻟﻣﻘﺎول ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ان ھذه اﻻﺟراءات ﻟﮭﺎ ﺿواﺑط
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﺎن اﻟﺧطوات ﺗﺷﺑﮫ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم
وﻟﻛن ﻟﯾﺳت ﺑﻧﻔس اﻟﺿواﺑط واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر.
وﻋﻠﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﯾﻛون ﻓﺗﺢ اﻟﻌطﺎء ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ وﻋﻠﯾﮫ ﯾﺣدد اﻟﻣﻘﺎول وﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن
ﻗد ﯾﻠﺟﺎ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻲ اﻟﺗﻔﺎوض ﻓﻲ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروع ﺑﺳﻌر اﻗل ﻣﻣﺎ ھو ﻣذﻛور واﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻣﻘﺎول وھذا
ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻟﯾس ﻣﺎﻟوﻓﺎ وﻧﻠﺧص ﻣن ھذا ﺳواء ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺧﺎﺻﺔ او ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗوي اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ
ﻓﺎن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺗﻛون ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ،واﯾﺿﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﻣﺗﺧﺻص
ﻓﻲ اﻋﻣﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻧود اﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ )ﺧرﺳﺎﻧﮫ ,ﺗرﻛﯾﺑﺎت ﻣﻧﺷﺎت ﻣﻌدﻧﯾﺔ ...اﻟﺦ( اﺿﺎﻓﺔ
اﻟﻲ ذﻟك ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﻻ ﯾوﺟد ﻟدﯾﮫ ﺧﺑرات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻌض ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﺎن ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻣن اﻟﺑﺎطن ﻣﻊ ﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﺗﻠك اﻻﻋﻣﺎل وﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺑﺎطن ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟﮫ
1
) (أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.11
- 90 -
واﻟﻣﻌدات واﻟﻣوارد واﻻدارة ﻟﺑﻧود اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣوﻛﻠﮫ اﻟﯾﮫ ،وﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﯾﺎن
ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻌﺎدﯾﺔ ان ﯾﻛون ھﻧﺎك ﺣواﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻘﺎوﻟﯾﯾن ﺑﺎﻟﺑطﺎن ﻋﻠﻲ اﻻﻛﺛر ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧود
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ داﺧل اﻟﻣﺷروع).(1
اﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ﻓﺎﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل ان ﯾﺻل ﻋدد ﻣﻘﺎوﻟﻲ
اﻟﺑﺎطن اﻟﻲ ﺳﺑﻌﯾن ﻣﻘﺎول ،ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺛﻘﯾل اﻟﺟﺳور ﻓﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻻﺣﯾﺎن ﻧﺣﺗﺎج اﻟﻲ ﻋدد
ﻗﻠﯾل ﻣن ﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻟﺑﺎطن ﺣﯾث ان اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﻟدﯾﮫ اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت )ﻣواد -ﻋﻣﺎﻟﺔ -ﻣﻌدات( ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻌظم
ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻧﺎدرة اﻟﺣدوث ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﺑﺗﻛﻠﯾف ﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺑﺎطن ﻟﯾﻘوم
ﺑﻛل ﺑﻧود اﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع وﺗﺳﻣﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺳﻣﺳرة وھﻲ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر طرﯾﻘﺔ ﻣﺟدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟك ﺣﯾث ان
ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﻛﻠﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ارﺑﺎح اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس واﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺑﺎطن ھذا ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط
واﻻﺷراف ﻟﺑﻧود اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﺣﺟم اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﻛل
اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺑﺎطن.
وﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﯾﻔﺗرض اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﻟدﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ ادارة اﻟﻣﺷروع وﻛذﻟك
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﮫ ،وھذا ﯾﻌﻧﻲ ان اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺟب ان ﯾﻛون ﻟدﯾﮫ ﻋﻣﺎﻟﺔ ذات ﻛﻔﺎءة
واﺟﮭزة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻﻧﺟﺎز ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺗﻘدم ذﻛره ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎﻧﮫ اذا ﻣﺎﺗوﻓرت
ﻟدي اﻟﻣﺎﻟك اﻻدارة اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟﯾدة ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﻓﺎن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻟن ﺗﻛون اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟﮫ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
ذﻟك ﻓﺎن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ھﻲ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﻣﺎﻟك ﺗﺻورا واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع
ﺑرﻣﺗﮫ ﻗﺑل اﻟﺑدء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻲ ﻗرار طرق اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻻﺧري واﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻘدﯾر ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ او ﻓﻲ ﻣراﺣل ﻣﺑﻛرة ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم ﯾﺗم اﻻﻋﻼن ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك ﻻﻋﻼم اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن
ﻻﺧر ﯾوم ﻟﺗﻘدﯾم ﻋطﺎءاﺗﮭم ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻓﺗﺢ اﻟﻌطﺎءات اﻣﺎم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟذﯾن ﻗدﻣوا ﻋطﺎءاﺗﮭم
ﻟﻠﻣﺷروع اﻟذي ﺗم اﻻﻋﻼن ﻋﻧﮫ ،وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﻛون ﺗرﺳﯾﺔ اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻲ اﻟﻌطﺎء اﻻﻗل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻌر
وﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌطﺎءات ﺗﺑﻘﻲ ﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺑﺎﻻﺧص اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺗﻔﺎق او ﻋدم ﺗﻛﻣﻠت
ارﺳﺎء اﻟﻌطﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻻول ﻟدي اﻟﺷرﻛﺔ او اﻟﻣﺎﻟك ﻣﻘدم اﻟﻣﺷروع ان ﯾﺧﺗﺎر ﻣن اﻟﻌطﺎء اﻟﺛﺎﻧﻲ
او اﻟﺛﺎﻟث ﻣﺎﯾﻧﺎﺳب اﻟﻣﺷروع وﯾﺗم ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻘد.
1
) (أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.12
2
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.14
- 91 -
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :طرق اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻧﻔﺻل:
ﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك وﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻋﻣﺎل ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﺷﺑﮫ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم ﻟﻛن ﺑدون ﻣﻘﺎول رﺋس ﻟﻠﻣﺷروع وھذا ﯾﻌﻧﻲ ان ﻋﻠﻲ
اﻟﻣﺎﻟك اﻻﺷراف ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺷروع وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺟب ان ﯾﻛون ﻟدﯾﮫ اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻲ ذﻟك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن
اﻟﻔﺎﺋدة اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ان اﻻرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗذھب اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾس ﺗﺣﻔظ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣﺎﻟك ،اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗﻘر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻲ اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻻدارﯾﺔ داﺧل اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﺑﺎﻣﻛﺎﻧﮫ اﻟﺗﻌﺎﻗد
ﻣﻊ ﻣؤﺳﺳﺔ او ھﯾﺋﺔ ﻟﺗﻘوم ﺑﻣﮭﺎم اﻻﺷراف اﺛﻧﺎء ﻣراﺣل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع.
وﺗﺟدر اﻻﺷﺎرة اﻟﻲ ان ﻣﮭﺎم ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﺟب ان ﺗﻛون واﺿﺣﺔ ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﮭﺎ ﺣﯾث ان
ﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻟﻣﺷروع ﻣﻠزﻣﯾﯾن ﺑﻠﺟﮭود اﻻدارﯾﺔ واﻟﺗﻧﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن ھذه اﻟﻣوﺳﺳﺔ ،ﻓﻣن اﻟواﺿﺢ اﻧﮫ
ﯾﻣﻛن ان ﺗﻧﺷﺎ ﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﻣﺛل
ھذه اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻻدارة واﻻﺷراف اﺛﻧﺎء ﻣراﺣل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،ان ﻣن اﻟﺷروط اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﺗطﺑﯾق ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ھﻲ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ ﻣدﯾر ﻓﻧﻲ او ﻣﮭﻧدس ادارة ﻣﺷروﻋﺎت ذي
ﻛﻔﺎءة ﺑﺣﯾث ﯾﺷرف ﻋﻠﻲ اﻟﺑﻧود اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻛون ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ
ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﮭم ﻓﻲ ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ).(1
وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﮫ ان ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﻌرض اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم )ﻻن ﯾوﺟد ﻣﻘﺎول رﺋﯾس( ،اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ﻛوﻧﮫ ﺗﻘﻠل ﺟدا ﻣن اﻻرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾس اﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذه ﻟﻣﺷروع ﻣﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﻔذه ،وﺗﻛون ارﺑﺎح اﻟﻣﻘﺎول
اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻗل ﻣن %3ﻣن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ،وﻋﻠﻲ ذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ
ﻟﯾﺳت ﺷﺎﺋﻌﺔ اﻻﺳﺗﺧدام ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻧﻔﺻل ﻟﻛﻲ ﺗطﺑق ﻓﻲ اي ﻣﺷروع اﻧﺷﺎﺋﻲ ﻻﺑد ان ﺗﺗواﻓر
ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟك اﻟذي ﺳوف ﯾﻠﻌب دورﯾﯾن اﺳﺎﺳﯾﯾن ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺷروع اذ اﻧﮫ اﻟﻣﺎﻟك وﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾس اذا ﻻﺑد ان ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮫ ﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾس ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺧﺑرة
اﻻزﻣﺗﯾن وذﻟك ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺟﺢ اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠﻲ ،اﻣﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻟﻠﻣﺎﻟك ﻓﻲ
اﺳﺗﺧدام ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﺎن اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾؤل اﻟﯾﮫ ﻣن ﺟرا اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻧﻔﺻل
1
) (أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.15
2
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.16
- 92 -
ﯾﻌﺗﺑر ﻓﺎﺋدة ﻣﺎدﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﻻﻧﮫ ﻛﻣﺎ زﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﯾﻠﻌب دور اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾس وﻣﺎ ﻛﺎن ﺳوف ﯾؤل اﻟﻲ
اﻟﻣﻘﺎول ﻣن رﺑﺢ ﺟرا ھذا اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﺎﻧﮫ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﯾؤول اﻟﻲ اﻟﻣﺎﻟك وﺗﻛون ﺑذﻟك اﻟﻔﺎﺋدة او اﻻرﺑﺎح ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :طرﯾﻘﺔ اﻟﺣﺳﺎب اﻻﺟﺑﺎري:
ﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻻﯾوﺟد ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺷروع ﻣﺎ ﺣﯾث ان اﻟﻣﺎﻟك ﺗﻛون
ﻟدﯾﮫ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎن
اﻟﻣﺎﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺗزوﯾد اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﻣوارد واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ واﻟﻣﻌدات وﻛذﻟك اﻻﺷراف اﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧود اﻟﻣﺷروع
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن اﻟﻣﺎﻟك ﯾﻣﺛل دورا اﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣدﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﻣﺻﻣم دورا ﻏﯾر
اﺳﺎﺳﻲ ،وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ان اﻟﻣﺎﻟك ﯾﺳﺗﻔﯾد اﺳﺗﻔﺎدة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﻐﺎء
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﻛﺑدة ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﻘﺎول ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ وﺑﻌﺑﺎرة اﺧري ﺗﻌﻔﻲ اﻟﻣﺎﻟك ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
ﻓﯾﻣﺎ ﻟو ﻛﻠف ﻣﻘﺎول ﻣﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺻﻐﯾرة
ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺻﯾﺎﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻣن اﻟﻣﻧطﻘﻲ ان ﯾﻛون ﻟدي اﻟﻣﺎﻟك ﺧﻼل ﺷرﻛﺗﮫ
اطﻘم ﻋﻣل ﻣﺎھرة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷروع).(1
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظرھﺎ اﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ ﻣن ﺣﯾث
طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺳوف ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذه ﺑﮭذا اﻟﺷﻛل ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣﻌﻧﻲ ان ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ
ﻣن طرق اﻟﺗﻌﺎﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﺎﻟك ھو اﻟطرف اﻻﺳﺎﺳﻲ ﺑﮭﺎ ﺑﺣﯾث اﻧﮫ ھو ﻣن ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﮫ اﻟﻣوارد واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ
وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺷروع وھو اﯾﺿﺎ اﻟﻣﺷرف واﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣﮭﻧدس وﻛل اطراف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎول وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ان اﻟﻣﺎﻟك ﯾﺳﺗﻔﯾد اﺳﺗﻔﺎدة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺣﯾث ﯾﺗم
اﻟﻐﺎء اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻛﺑدة ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺷروع ﻻﻧﺷﺎﺋﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳﻧﺎد اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول:
ﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﯾﺗم ﺗوظﯾف ﺷرﻛﺔ اﻧﺷﺎءات وﻣن ﺛم اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑراﺗﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﻋﻠﻲ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ﺣﯾث ﯾﻛﻠف اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋس ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻋﻣﺎل
اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﻌﻘد ﺗﺳﻠﯾم
واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻔﺗﺎح ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻣﺳؤﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﻧﺣﺻر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﺟﮭﺔ واﺣدة
1
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.17
- 93 -
اﻟﻣﻘﺎول اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ اﻋﻣﺎل اﺧري ﻗد ﺗوﻛل اﻟﯾﮫ اﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﺗﺟدر اﻻﺷﺎرة ﺑﺎن اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻣﺷروع ﺗﻛون ﻓﻲ زﻣن ﻗﯾﺎﺳﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﯾﺷﺑﮫ اﻟﻲ ﺣد ﻣﺎ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم وﻟﻛن ﻣﺳؤﻟﯾﺔ
اﻟﻣﻘﺎول ﻛﻣﺎ اﺳﻠﻔت ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﻲ وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺎن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﻛﺛر
اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑﯾرة وذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﺣطﺎت ﺗﻛرﯾر اﻟﻧﻔط اﻟﺑﺗروﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ،ﯾﻘوم
اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﻲ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﻌﻠﯾﮫ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن اﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻌﻠﯾﺎ
ﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗرﺟﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اول ﺑﺎول اﻟﻲ واﻗﻊ اﻋﻣﺎل
وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺑﻛرة ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺎن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺣظﻲ ﺑﺎﻗﺑﺎل واﺳﻊ ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻋﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻻﻧﺷﺎءات).(1
رأي اﻟﺑﺎﺣث :أن ﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء اﻟﺗﺎم ﻋن اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﺻﻣم ﻟﻠﻣﺷروع
ﺣﯾث ﯾﻠﻌب اﻟﻣﻘﺎول دور اﻟﻣﻘﺎول اﻟرﺋﯾس ودور ﻣﺻﻣم اﻟﻣﺷروع وﯾﻘوم ﺑﻠﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ان واﺣد.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس :طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗﺧﺻص:
ﺗﻌﺗﺑر طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻣن اﺣدي اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ ﺷرﻛﺔ اﻧﺷﺎءات
ﻟﻛﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻋﻣﺎل ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﺑﺣﺗﮫ ،وﻓﻲ اﻏﻠب اﻻﺣﯾﺎن ﯾﺗم ﺗوظﯾف ﻣدﯾر ﻓﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ﻗﺑﯾل ﻣرﺣﻠﺗﻲ
اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﻧﻔﯾذ اﺿف اﻟﻲ ذﻟك ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣدﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ﻋﻧﺻرا رﺋﯾﺳﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷرﻛﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ) ،(2وﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻓﺎن اﻟﻣدﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ﯾﻘوم ﺑﻣراﺟﻌﺔ وﺗﻘﯾﯾم
اﻟﻣﺷروع ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ وزﻣن اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻋن ﻣدي اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎن اﻟﻣدﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺎﻟك اﻣﺎ ﻋﻠﻲ طرﯾﻘﺔ دﻓﻊ اﺗﻌﺎب
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺎﻟك ﻓﺎﻧﮭﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻲ ﺣﺟم اﻟﻣﺷروع )اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ذات اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌطﻲ ﻣردودا ﻣﺎدﯾﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎ
ﻟﻠﻣﺻﻣم( ،وﻧﻠﺧص ﻣن ذﻟك ان اﻟﻣدﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع ﯾﺗم ﺗوظﯾﻔﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺎﻟك ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺎﻛد ﻣن ان
اﻟﻣﺷروع ذو ﺟدوي اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﺣﻘق اھداﻓﮫ ،وﯾﻘوم اﻟﻣدﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﺑﺗﻘوﯾم اﻟﻣﺷروع وﻣن ﺛم ﯾﻌطﻲ
ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﺎﻟك ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘدم ذﻛره ﻓﺎﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻣدﯾر
اﻟﻣﺷروع ﻋﻣل ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟك ﻣن ﺣﯾث ﻣﻘﺎﺳﻣﺔ اﻣوال ﻣوﻓرة ﻓﯾﻣﺎ ﻟو ﻗﻠت ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ
ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﺟﻣﺎﻟﯾﺔ).(3
1
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.18
2
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.19
3
) ( أﺣﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.20
- 94 -
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ھﻧﺎﻟك طرف ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ وھو اﻟﻣدﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع واﻟذي
ﯾﻠﻌب ﻛل اﻻدوار ﻓﮭو ﺑذﻟك ﻣﮭﻧدس ﻣﺻﻣم ﻟﻠﻣﺷروع وھو اﯾﺿﺎ ﻣﻘﺎول ﯾﻘدر ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروع وزﻣن
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟطرف اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻛل اﻟﺗزاﻣﺎت اطراف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ.
- 95 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس
ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت اطراف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ
ﺗﻣﮭﯾد:
ان اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اطراف اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣدد وﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟك
واﻟﻣﻘﺎول وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ ﺑﻧود اﻟﻌﻘد اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اطراف اﻟﺗﻌﺎﻗد
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻛون ھﻧﺎك ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﺧص اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ ﺧﻼل
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وھﻲ اﻟواﻗﻊ ﺗﻣﺛل ادارة اﻟﻌﻘد وذﻟك ﻟﻠوﺻول ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق اھداﻓﮫ دون اﯾﺔ
ﻣﺧﺎطر او ﻏراﻣﺎت ،وﺳوف ﺗﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت اطراف اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ.
1
) ( ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص129
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 1/3ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺸﯿﯿﺪ )اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ(.
3
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 4/2/1/1ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺸﯿﯿﺪ )اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ(.
- 96 -
ﺑﺎﻟدراﺳﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷورة ﻓﺎﻟﺗﺻور اﻟﻌﺎم وﺧطﺔ اﻻﻧﺷﺎء او اﻟرﺳوﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﮭﻧدس
ﺗﺎﺧد دور اﻟﺗطﺑﯾق ﺑدءا ﻣن وﺿﻊ ﺧطﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﺛم ﺗﻧﻔﯾذه اي ان وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ھﻲ
اﻋطﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎل اﻟﮭﻧدﺳﻲ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟراي اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر واﻟﻣﺗﺑﺻر
اﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل اﻻﻧﺷﺎﺋﻲ).(1
وﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺑدا ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ان
ﺗﺟﻌﻠﮫ اﻻﻣﯾن ﻋﻠﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ رب اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ ﻣﺗرﻓﻌﺎ ﻋن ﻛل ﻏرض ﻣﺎدي ﻣﺣﺎوﻻ
اﻗﻧﺎﻋﮫ ﺑﻣﺳﻠك ﻣﻌﯾن او ﺑوﺟﮫ ﻧظر ﻓﻧﯾﺔ ﺗﺣت ﺗﺎﺛﯾر ﺗﺧﺻﺻﮫ اﻟرﻓﯾﻊ وﺛﻘﺔ اﻟﻌﻣﯾل ﻓﻲ ﻓﻧﮫ وﻋﻣﻠﮫ ﻣﻊ
ﺗرك اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﻓﺎذا ﻛﺎن اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻣﻛﻠف ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﺷورﺗﮫ
اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻐرض اﻧﺟﺎح ﻣﺷروع ﻣﻌﯾن ﺑوﺿﻊ ﻧﻣﺎذج ﻣﺗﺑﻌﮫ ﻟﺗطوﯾره ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟدﯾﮫ ﻓﺎن ھذا اﻟﻣﻌﻧﻲ ﯾﻘرب اﻟﻲ اﻻذھﺎن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻌﻘد اﻟﻣﺷورة ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎداءات اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل دراﺳﺔ وﺗﻘرﯾر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣﯾل).(2
وﯾﻌد اﻟﻣﮭﻧدس ﻣن اﻓراد ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺣﯾث ﺣددت اﻟﻣﺎدة 6/2/1/1ﻣن ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ان
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻓراد ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ھم اﻟﻣﮭﻧدس وﻣﺳﺎﻋدﯾﮫ اﻟﻣﺷﺎر اﻟﯾﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 2/3وﻏﯾرھم ﻣن
ﻣوظﻔﻲ وﻋﻣﺎل اﻟﻣﮭﻧدس وﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ،وﯾﻼﺣظ اﻧﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺗﻠك ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺣق اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﮭﻧدس
ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻣﻠك اﯾﺿﺎ ﺣق اﺳﺗﺑدال اﻟﻣﮭﻧدس ﺑﻐﯾره وﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺎن ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4/3ﻣن ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك
ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ) :اذا اﻋﺗزم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﺳﺗﺑدال اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل ﻣﮭﻠﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن 42ﯾوﻣﺎ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺑدال ان ﯾﺷﻌر اﻟﻣﻘﺎول ﺑذﻟك وان ﯾﺣدد ﻓﻲ اﺷﻌﺎره اﺳم وﻋﻧوان وﺗﻔﺎﺻﯾل ﺧﺑرة اﻟﻣﮭﻧدس
اﻟﺑدﯾل( ،اﻻ اﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾن اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﺑدﯾل اذا ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻋﺗراض ﻣﻌﻘول
ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻠﻲ ان ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﺷﻌﺎر ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻋﺗراﺿﮫ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻣؤﯾدة ﻟذﻟك).(3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﻛل اﻟﺿﻣﺎن:
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘوم ﺑﺎﺳﺗﺻدار ﺿﻣﺎن ﻟﻼداء وذﻟك ﺣﺗﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻻﺷﻐﺎل اﻻ اﻧﮫ
ﯾﺟب ﻟﺳرﯾﺎن ھذا اﻟﺿﻣﺎن ان ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺎن ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺣد
ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺳﺗﺻدر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﮫ ﺿﻣﺎن اﻻداء ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻻﻧﺟﺎز
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺟﻲ ﯾﺎﻗﻮت ،ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﯿﻦ ﺑﻌﺪ اﺗﻤﺎم اﻻﻋﻤﺎل وﺗﺴﻠﯿﻤﮭﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ رب اﻟﻌﻤﻞ -دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﻦ اﻟﻤﺼﺮي
واﻟﻔﺮﻧﺴﻲ) ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف :ﺑﯿﺮوت (1984 ،ص)(33
2
) ( اﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد ﺳﻌﺪ ،ﻧﺤﻮ ارﺳﺎء ﻧﻈﺎم ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﺸﻮرة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﯿﺔ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة1995 ،م( ص)(94
3
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 4/3ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
- 97 -
اﻟﻼﺋق ﻟﻼﺷﻐﺎل وذﻟك ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ وﻧوع اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣددﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق ﻋرض اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ واذا ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺗم
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﻠﺣق ﻓﻌﻧدھﺎ ﻻ ﺗطﺑق اﺣﻛﺎم ھذه اﻟﻣﺎدة( ) .(1وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم ﺿﻣﺎن
اﻻداء اﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ) (28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺑول وان ﯾرﺳل ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ اﻟﻲ
اﻟﻣﮭﻧدس .وﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون اﻟﺿﻣﺎن ﺻﺎدرا ﻣن ﻛﯾﺎن وﻣن دوﻟﺔ )او ﺳﻠطﺔ اﺧري ( ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﯾﮭﺎ ﻣن
ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وان ﯾﺗم اﻋداده ﺣﺳب اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣرﻓق ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ او ﺑﺻﯾﻐﺔ اﺧري ﯾواﻓق
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻲ وﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻣﯾن:
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺣد ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﯾدﯾك 1999ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﺣﯾﺛﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول
ھو اﻟﻔرﯾق اﻟﻣؤﻣن ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺎﻣﯾن ﻟدي ﺟﮭﺎت ﺗﺎﻣﯾﻧﯾﺔ وﺑﺷروط ﺗﺎﻣﯾن ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟدي
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﺑﺣﯾث ﺗﻛون ھذه اﻟﺷروط ﻣﺗواﺋﻣﺔ ﻣﻊ اي ﺷروط ﻋﺎﻣﺔ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔرﯾﻘﺎن ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻘﺑول).(3
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﺻدار اﻻواﻣر واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت:
ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺣد ﻟﻼﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﺻدار اﻻواﻣر
واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺳواء ﻣﺎﺗﻌﻠق ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻻﺧﺗﺑﺎرات او ﻣﺎﺗﻌﻠق ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻻﺣداث ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺎت اﻻﻧواع ﺣﯾث
ﯾﻣﻠك ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺳﻠطﺔ اﺻدار اواﻣر ﺑﺗﺎﺧﯾر اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ وﺑﺣﺿور
اﻟﻣﮭﻧدس.
وﻗد اﺷﺎر ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺣد اﻧﮫ )ﯾﺟوز ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﺻدار اواﻣر ﺑﺗﺎﺧﯾر اﻻﺧﺗﺑﺎرات
ﻋﻧد اﻻﻧﺟﺎز وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟﺑﻌض اﻻﺷﻐﺎل ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ( ) .(4اﻻ ان اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ذات اﻟﻣﺎدة
اﺷﺎرت اﻟﻲ اﻧﮫ اذا ﻗﺎم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﺎﺧﯾر اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻋﻧد اﻻﻧﺟﺎز ﺑدون ﻣﺑرر ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق اﺣﻛﺎم
اﻟﻔﻘرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 4/7او اﻟﻣﺎدة 3/1ﺑﺧﺻوص اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﺟراءات اﻻﺧﺗﺑﺎرات .ﯾﺣق
ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﺻدار ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺑﺎﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺎت او ﻧوﻋﯾﺔ او ﺧﺻﺎﺋص اي ﺑﻧد ﻣن ﺑﻧود
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/4ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻹﻧﺸﺎﺋﯿﺔ.
2
) ( ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(131
3
) ( ﺣﺪدت اﻟﻤﺎدة 3/1/1/1اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻜﺘﺎب اﻟﻘﺒﻮل وﻗﺮرت اﻧﮫ ﯾﻌﻨﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺒﻮل اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻜﺘﺎب ﻋﺮض اﻟﻤﻨﺎﻗﺼﺔ
ﺷﺎﻣﻼ ﻻﯾﺔ ﻣﺬﻛﺮات ﯾﺘﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺮﯾﻘﯿﻦ وﯾﻘﻮﻣﺎن ﺑﺘﻮﻗﯿﻌﮭﺎ واذا ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﺻﺪار ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺒﻮل ﻓﺎن ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺒﻮل ﯾﻌﻨﻲ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪ
وﻋﻨﺪھﺎ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﺬي ﯾﺘﻢ ﻓﯿﮫ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪ ھﻮ ﺗﺎرﯾﺦ اﺻﺪار ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺒﻮل .
4
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 9/1ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻹﻧﺸﺎﺋﯿﺔ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999م.
- 98 -
اﻻﺷﻐﺎل او ﺗﻐﯾﯾر اﺑﻌﺎدھﺎ او ﻣﻧﺎﺳﯾﺑﮭﺎ او ﺗﻧﻔﯾذ اي ﻋﻣل اﺿﺎﻓﻲ او اﻟﻐﺎء اي ﻋﻣل اذا اﻗﺗﺿت ظروف
اﻟﻌﻣل).(1
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :ﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻧﮭﺎء اﻟﻌﻘد:
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺣد ﻓﯾدﯾك 1999ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﯾﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻧﮭﺎء اﻟﻌﻘد ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺗﯾﺔ:
اذا اﺧﻔق اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن اﻻداء ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 2/4او ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻻﺷﻌﺎر أ.
ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾب ﻛﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻣﺎدة .1/15
اذا ﺗﺧﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل او اذا ﺗﺑﯾن ﺑوﺿوح ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ اﻧﮫ ﻻ ﯾﻧوي اﻻﺳﺗﻣرار ب.
ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد.
ان اﻟﻣﻘﺎول ﻗد اﺧﻔق ﺑدون ﻋذر ﻣﻘﺑول ﻓﻲ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن اﺿﺎﻓﺔ ج.
اﻟﻲ اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎي اﺷﻌﺎر ﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اي ﻣن اﻟﻣﺎدة 5/7اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟرﻓض او اﻟﻣﺎدة 6/7
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻻﺻﻼﺣت ﺧﻼل 28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻼﺷﻌﺎر).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان ﺣﻘوق رب اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﮭﺎ ﻟﮫ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻻھﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﺣﯾث ان رب اﻟﻌﻣل
ھو اﺳﺎس ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺷروع ﻓﻣن ﺣﻘﮫ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﮭﻧدس ﻛﻣﺎ ﻣن ﺣﻘﮫ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻘﺎول واﻟﻘﯾﺎم اﯾﺿﺎ
ﺑﺎﻻﺧﺗﺑﺎرات واﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻲ وﺛﺎﺋق اﻟﻌﻘد ﻣن ﺧطﺎﺑﺎت ﺿﻣﺎن ووﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﻛﻣﺎ ﻣن ﺣﻘﮫ اﯾﺿﺎ اﻧﮭﺎء
اﻟﻌﻘد ﻛﻠﯾﺎ ﺑﺎﺳﺑﺎب ﻛﺎﻓﯾﺔ وﻣﻘﻧﻌﮫ وﻟﻛل ﻣﺎﺳﺑق ﻧﺟد اﻧﮫ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺣﻘوق ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗوﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗزاﻣﺎت ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ:
اﻟﻔرع اﻻول :ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول:
ﻓﻘد ﻧص ﻟﻔﯾدﯾك 1999ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﻌطﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺣق اﻟدﺧول
اﻟﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﺟزاء اﻟﻣوﻗﻊ وﺗﻣﻛﯾﻧﮫ ﻣن ﺣﯾﺎزﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت او اﻻوﻗﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻣﻠﺣق ﻋرض
اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ( ) ،(3واذا ﻧص ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻲ ان ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣطﻠوب ﻣﻧﮫ ان ﯾﻌطﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺣق ﺣﯾﺎزة
اي اﺳﺎﺳﺎت او ﻣﻧﺷﺎت او ﺗﺟﮭﯾزات اﻟﯾﺔ او طرﯾق اﻟوﺻول ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻌﺗﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك
ﻓﻲ اﻟﻣواﻋﯾد وﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻻ اﻧﮫ ﯾﺟوز ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺣﺑس ﺣق اﻟدﺧول او
اﻟﺣﯾﺎزة ﺣﺗﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺿﻣﺎن واذا ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﯾﻌﺎد ﻣﺣدد ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﻠﺣق ﻋرض اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﮫ
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 1/13ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎول اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻟﻼﻋﻤﺎل اﻻﻧﺸﺎﺋﯿﺔ ﻓﯿﺪﯾﻚ 1999
2
) ( اﻟﻤﺎدة 2/15ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪ.
3
) ( اﻟﻤﺎدة 1/2اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999م.
- 99 -
ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﻌطﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺣق اﻟدﺧول اﻟﻲ اﻟﻣوﻗﻊ وﺣﯾﺎزﺗﮫ ﺿﻣن اﻻوﻗﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل واﻟﺳﯾر ﻓﯾﮭﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺎر اﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة .3/8
وﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻣﺣدد ﺑﺎﻟﻌﻘد واذا ﻟم ﯾﻘم اﻟطرﻓﺎن ﺑﺗﺣﯾد ﻣﯾﻌﺎد ﻣﺣدد ﻻﺳﺗﻼم اﻟﻣوﻗﻊ
ﻓﯾﺟب ان ﯾﻣﻛن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﻣن دﺧول اﻟﻣوﻗﻊ وﺣﯾﺎزﺗﮫ وذﻟك ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻘﺎول:
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 2/2ﻣن ﻋﻘداﻟﻔﯾدﯾك ﻟﻌﺎم 1999ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل )اذا ﻛﺎن ﻓﻲ
وﺿﻊ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن ذﻟك( ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻋﻧد طﻠﺑﮫ ﺑﺧﺻوص اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ ﻧﺳﺦ
ﻗواﻧﯾن اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻣﻣﺎ ھو ﻏﯾر ﻣﺗواﻓر ﺑﺻورة ﻋﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺻﺎرﯾﺢ او اﻟﺗراﺧﯾص او اﻟﻣواﻓﻘﺎت
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن اﻟﺑﻠد ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﻛون ﻗد ﺣﺻل او ﺳﯾﺣﺻل ﻋﻠﻲ
اﻟﻧﺻﺎﯾﺢ اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺷﺎن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﺧطط او اﻟﺗﻧظﯾم اواﻟﺗراﺧﯾص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺷﻐﺎل اﻟداﺋﻣﺔ او اﯾﺔ
ﺗراﺧﯾص اﺧري ﯾﺗم ﺗﺣدﯾدھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﺻﻔﺎت .وﯾﺟب ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول
ﺿد اي ﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺧﻔﺎق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻣداد اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ:
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺣد ﻓﯾدﯾك 1999ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل ان ﯾﻛون ﻗد وﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﻘﺎول ﻻطﻼﻋﮫ ﻗﺑل ﻣوﻋد اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻣﺎﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﮫ ﻣن
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟظروف ﺗﺣت اﻟﺳطﺣﯾﺔ واﻟﮭﯾدروﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟظواھر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ.ﻛﻣﺎ
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﻘﺎول اﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌد ﻣوﻋد اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻻ
ان اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن ﺗﻔﺳﯾره ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﻣﻔﺎد ﻣﺎﺗﻘدم اﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل اﻋطﺎء اﻟﻣﻘﺎول ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ وواﻓﯾﺔ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ اﻟذي ﺳوف ﯾﺗم اﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ وﺗﺷﻣل ھذه
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﯾﺎن ﻧوع اﻟﺗرﺑﺔ ھل ھﻲ رﻣﻠﯾﺔ او طﯾﻧﯾﺔ وﻧﺳب اﻟﻣﯾﺎه ﺑﮭﺎ وﻛﺎﻓﺔ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻرض
اﻟﻣراد اﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻟﻐرض ﻣن ﺗﻘرﯾر ھذا اﻻﻟﺗزام ھو ﺗﺑﺻﯾر اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﻟﻼرض وذﻟك ﺑﻐرض ﺣﺷد ﻛﺎﻓﺔ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ وﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟظروف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻻرض اﻟﻣراد اﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ).(3
1
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 3/8ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/1ﻣﻦ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999
3
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة /1/16ز ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ
- 100 -
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻟﺗزام ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑدﻓﻊ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﻘﺎول:
ﯾﺑرم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻋﻘده ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول وذﻟك ﻟﻘﺎء اﺟر ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻛﻣﻠﮫ وﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق
ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﺣﯾث ﻗد ﺗم اﻟوﻓﺎء ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ
ﻣن ﻣراﺣل ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﮫ وﻗد ﯾﺗم ﺳدادھﺎ ﻋﻠﻲ دﻓﻌﺎت او اﻗﺳﺎط ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻧﺟﺎز اﺣد ﻣراﺣل
ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﻋدﻣﮫ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﺗزام ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗﺎﻣﯾن:
ﺑداﯾﺔ ﻓﻘد اﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 1/18ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻔﯾدﯾك 1999اﻟﻲ ان ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻔرﯾق
اﻟﻣؤﻣن اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻟﻛل ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﯾﻘﺻد ﺑﮫ ذﻟك اﻟﻔرﯾق اﻟﻣﺳﺋول ﻋن
اﺳﺗﺻدار واداﻣﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اي ﻣن ﻣواد ھذا اﻟﻔﺻل ،ﻛﻣﺎ ﻗررت اﻧﮫ ﺣﯾﺛﻣﺎ ﯾﻛون
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ھو اﻟﻔرﯾق اﻟﻣؤﻣن ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ان ﯾﺗم اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻟدي ﺟﮭﺎت ﺗﺎﻣﯾﻧﯾﺔ وﺑﺷروط ﻣﺗواﺋﻣﺔ ﻣﻊ
اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ.
واذا ﻛﺎن ﻣطﻠوﺑﺎ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾن ﺗﻘدﯾم ﺗﻌوﯾض ﻟﺗﺎﻣﯾن ﻣﺷﺗرك اي ﻟﻠﻔرﯾﻘﯾن ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﻓﺎﻧﮫ
ﯾﺟب ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﻓرﯾق ﻣؤﻣن ﻟﮫ ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻛﺎﻧﮫ ﻗد ﺗم اﺳﺗﺻدار وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻧﻔردة
ﻟﮫ).(2
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس :اﻟﺗزام ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر:
وﻗد اﺷﺎرة اﻟﻣﺎدة 3/17اﻻﺷﺎرة اﻟﻲ ﺑﻌض ھذه اﻟﻣﺧﺎطر واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻵﺗﻲ:
اﻟﺣرب واﻻﻋﻣﺎل اﻟﻌدواﻧﯾﺔ وﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﺣرب ﻣﻌﻠﻧﮫ او ﻏﯾر ﻣﻌﻠﻧﮫ واﻟﻐزو وﻓﻌل اﻻﻋداء أ.
اﻻﺟﺎﻧب ﺿﻣن ﺣدود اﻟدوﻟﺔ.
اﻻﺿراﺑﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ واﻋﻣﺎل اﻻرھﺎب واﻟﺛورة او اﻋﺻﯾﺎن او اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻘوة او ب.
اﻟﺣرب اﻻھﻠﯾﺔ ﺿﻣن ﺣدود اﻟدوﻟﺔ.
اﻻﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﻧووﯾﺔ او اﻟﺗﻠوث ﺑﺎﻻﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﻧووﯾﺔ او اﻟﻔﺿﻼت اﻟﻧووﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﺷﻐﺎل ج.
اﻟوﻗود اﻟﻧووي او اﻟﻣواد اﻟﺳﺎﻣﺔ او اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت اﻟﻣﺗﻔﺟرة ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎھو ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﺳﺗﻌﻣﺎﻻت
اﻟﻣﻘﺎول ﻟﻣﺛل ھذه اﻟﻣواد اﻟﻣﺷﻌﺔ).(3
1
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 3/12ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ
2
) ( ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 119
3
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/17ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999م.
- 101 -
اﻻﺿطراﺑﺎت او اﻟﻣﺷﺎﻏﺑﺎت او ﺣرﻛﺎت اﻻﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم ﻣﻣﺎ ﯾوﺛر ﻋﻠﻲ اﻟﻣوﻗﻊ او اﻻﺷﻐﺎل اﻻ د.
اذا ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺟﮭﺎز اﻟﻣﻘﺎول او ﻣوظﻔﯾﮫ اﻻﺧرﯾن).(1
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎﺑﻊ :اﻟﺗزام ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻻﺷﻐﺎل:
ﯾﻌد ﺗﺳﻠم ﻻﺷﻐﺎل ﺑﻌد اﻧﺟﺎزھﺎ اﻣرا ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻻھﻣﯾﺔ اذ ﺑﮫ ﺗﺑرا ذﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻣؤﻗﺗﺎ ﻟﺣﯾن اﻧﺗﮭﺎء
ﻣدة اﻟﺿﻣﺎن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ان ﺗﺑدا ﻓﻲ اﻟﺳرﯾﺎن اﻻ ﺑﻌد ﺗﻣﺎم اﻻﺷﻐﺎل).(2
واذا ﻛﺎن ﺗﺳﻠﯾم اﻻﻋﻣﺎل او اﻻﺷﻐﺎل ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎﺋﮭﺎ اﻟﺗزاﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻛﺎھل اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻠﺗزم ھذا
اﻻﺧﯾر ﺑﺎداﺋﮫ ﻓﻲ اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺣددﯾن اﺗﻔﻘﺎ اي ﻋرف وھو ﯾﺗم ﺑوﺿﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺟز ﺗﺣت ﺗﺻرف
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ ھذا اﻻﺧﯾر اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﮫ ،وﻣﻣﺎرﺳﮫ ﻛﺎﻓﮫ ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﮫ دون ﻋﺎﺋق
ﻣﺎدى او ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻓﺎﻧﮫ ﻟﻠﻣﺟرى اﻟﻌﺎدي ﻟﻼﻣور و اﻻﺗزاﻣﺎ ﺑﻣﺑدا ﺣﺳن اﻟﻧﯾﮫ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﯾﻠﺗزم ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻻﺷﻐﺎل اﻟﻣﻧﺟزﺧﮫ وذﻟك ﺑوﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻌﻼ او ﺣﻛﻣﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﺑرا ذﻣﮫ ﻣدﯾﻧﮫ
ﻣن اﻟﺗزاﻣﮫ ﻗﺑﻠﮫ اذ ﯾﺟب ﻟﻠﺗﺳﻠﯾم ﻛﻰ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ اﺛﺎره اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﮫ ان ﯾﻘﺗرن ﺑﮫ ﺗﺳﻠم ﺳواء ﻛﺎن ھذا اﻟﺗﺳﻠم
ﻓﻌﻠﯾﺎ او ﺣﻛﻣﯾﺎ ﻓﻛل ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﯾن ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻻﺧر وﻛﻼھﻣﺎ وﺟﮭﺎن ﻟﻌﻣﻠﮫ واﺣده ،وﻗد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﺣﯾث ﻋرف ﺑﺎﻧﮫ ذﻟك اﻟﻌﻣل اﻟذي ﺑواﺳطﺗﮫ ﯾﻘر رب اﻟﻌﻣل ﺑﻘﺑوﻟﮫ
اﻟﻌﻣل).(3
وﻗد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري ﺑﺎﻧﮫ )ﻣﺗﻰ اﺗم اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻌﻣل ووﺿﻌﺗﮫ ﺗﺣت ﺗﺻرف رب
اﻟﻌﻣل وﺟب ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﺧﯾر ان ﯾﺑﺎدر اﻟﻰ ﺗﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ اﻗرب وﻗت ﻣﻣﻛن ﺑﺣﺳب اﻟﺟﺎري ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت().(4
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻣن :اﻟﺗزاﻣﺎت ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري:
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﯾﺑرم ﻋﻘدﯾن اوﻟﮭﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎول واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري واﻟﺗزاﻣﺎت
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗزام ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺗوﻓﯾر
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.ﻛﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﺻدر ﻗراره ﻛﺗﺎﺑﺔ ودون ﺗﺎﺧﯾر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻣور
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﯾﻠﮭﺎ اﻟﯾﮫ اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺎﺳب وﻓﻲ ﺧﻼل زﻣن ﻣﻌﻘول.وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
ﻓﻲ ﺑﻠد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ان ﯾﺣرص ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺎﻋدة اﻻﺳﺗﺷﺎري واﻓراده وﺗﺎﺑﻌﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ اﻟوﺛﺎﺋق
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3 / 17ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻓﯿﺪﯾﻚ 1999
2
) ( ﻋﺒﺪاﻟﺮازق ﺣﺴﯿﻦ ﯾﺎﺳﯿﻦ ،اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﮭﻨﺪس اﻟﻤﻌﻤﺎري وﻣﻘﺎول اﻟﺒﻨﺎء ﺷﺮوطﮭﺎ ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻤﺴﺘﺤﺪﺛﺔ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
أﺳﯿﻮط :اﻟﻘﺎھﺮة1987 ،م( ص).(137
3
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 6/ 1792ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
4
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 655ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﺼﺮي.
- 102 -
اﻟﻼزﻣﺔ.وﯾﺟب ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾوﻓر ﻟﻼﺳﺗﺷﺎري دون ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻐرض اداء اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌدات
واﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻻداء اﻟﻌﻣل ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻣن اﻻﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ
اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻠك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ﻣن اطراف ﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺎ ﺑﺳﺑب اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ او ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﮭﺎ وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ان ﯾﻛون ھذه اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت ﻣﻐطﺎة ﺑﺗﺎﻣﯾﻧﺎت او ﺣدﺛت ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء ﻓﺗرة اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻟﻠﻣﮭﻧدس ﻋن اﻋﻣﺎﻟﮫ.ﻛﺎ ﻟﮫ ان ﯾدﻓﻊ ﻟﻼﺳﺗﺷﺎري ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ).(1
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺣق اﻟوﺻول اﻟﻲ اﻟﻣوﻗﻊ وﺣﯾﺎزﺗﮫ وﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺻﺎرﯾﺢ واﻟﺗراﺧﯾص واﻟﻣﺻﺎدﻗﺎت وﺗوﻓﯾر ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﺗﻣوﯾل
اﻟﻣﺷروع.وﻋﻠﻲ رب اﻟﻌﻣل ان ﯾﺧطر اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﻔﺎﺻﯾل اﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺿده وﯾﺗﯾﺢ ﻛل ﻣﺎﻟدﯾﮫ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت
ﺗﺗﻌﻠق ﺑظروف ﻣﺎﺗﺣت ﺳطﺢ اﻻرض وھﯾدروﻟﺟﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟظواھر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﯾن).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان اﻟﺗزاﻣﺎت رب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﺎﺟﺎءت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺳوداﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن ﻋﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺣﯾث اﺷﺎر اﻟﻲ ان ﻣن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة ھو اﻟﻣﻘﺎول وﻟﯾس رب اﻟﻌﻣل.
1
) ( ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺎﺟﺪ ﺧﻠﻮﺻﻲ ،ﻗﺎﻧﻮن وﺗﺸﺮﯾﻌﺎت وﻋﻘﻮد اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻤﮭﻨﺪﺳﯿﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻻﺑﯿﺾ اﻟﺠﺪﯾﺪ) ،ب ن :اﻟﻘﺎھﺮة(2005 ،
ص)(35
2
) ( ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(101
3
) ( دﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻜﺮي ﺳﺮور ،ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﻣﮭﻨﺪس وﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻟﺒﻨﺎء) ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺑﯿﺮوت1985 ،م( ص)(114
-2ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص)(187
- 103 -
وﻋﻠﻲ اﻟرﻏم ﻣن ان اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺳﺗﻘل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط
ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻋﻘدﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ اﻻ ان ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﺗﻘدر ﻓﻲ اﻻﻋم اﻻﻏﻠب
ﺑﻣﻌزل ﻋن ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻻﺧر وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر اﻟﻲ ارﺗﺑﺎطﮭﻣﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺳﺗوي اﻟﻌﻣﻠﻲ ،وﻟذﻟك ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﻐرﯾب
ان ﯾﻛون ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑﺣﺗﺔ ﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﺿﻼ ﻋن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﺑداء
اﻟراي ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﯾﮫ وﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض اﻟﺗﻧﻔﯾذ او ﻓﻲ اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت.
اﻟﻣطﻠب اﻻول :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ:
اﻟﻔرع اﻻول :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم وﻧﻘل اﻟﻣﻌدات:
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻋداد اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻲ اﻟﻣدي اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق وﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﻘدم ذﻟك
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي ﯾﺗم اﻋداده ﻣن ﻗﺑﻠﮫ ﺑدون ﺗوازن اﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺧﻼل
14ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻟﻠﺗﺻﻣﯾم ان ﯾﺷﻌر اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﯾﺔ ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﻟﮫ ﺑﺷﺎﻧﮫ واذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺻﻣﯾم
اﻟﻣﻘدم ﻣﺗواﻓﻘﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾرﻓﺿﮫ ﻣﺑﯾﻧﺎ اﻻﺳﺑﺎب ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﻻ
ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اي ﻋﻧﺻر ﻣن اﻻﺷﻐﺎل اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﻣﻣﺔ ﻣن ﻗﺑﻠﮫ ﺧﻼل ﻓﺗرة 14ﯾوﻣﺎ واذا ﻛﺎن ﻗد ﺗم
رﻓض اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﮫ،
ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻌدل اﻟﺗﺻﻣﯾم وﯾﻌﯾد ﺗﻘدﯾﻣﮫ اﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺷﺎﻧﮫ ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﻼزم).(1
وﯾﺑﻘﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﮫ ﺑﻣوﺟب ﻋرﺿﮫ وﻓﻲ ﺷﺎن ﺗﻧظﯾم اﺣﻛﺎم
اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻟﺗﺻﻣﯾم ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻻﺗﻲ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺻﻣم اﻟﻲ اﻟﻣدي
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وان ﯾﻧﻔذ اﻻﺷﻐﺎل وﯾﻧﺟزھﺎ ﺑﻣوﺟب اﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘد وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس وان
ﯾﺻﻠﺢ اﯾﺔ ﻋﯾوب ﺑﮭﺎ( ).(2
اﻻ ان اﻟﻣﻘﺎول ﻗد ﻻ ﯾﻘف ﻋﻧد دوره اﻻﺳﺎﺳﻲ وﯾﺗﻌداه اﻟﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدور اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﻣن
وﺿﻊ ﻟﻠﺗﺻﻣﯾﻣﺎت واﻟرﺳوم واﻟﻧﻣﺎذج واذا ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب ان اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻣﻌﻣﺎري ﯾﻛون وﻛﯾﻼ ﻋن ﺻﺎﺣب
1
) ( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص).(189
2
) ( أﻧﻈﺮاﻟﻤﺎدة 1/4ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
- 104 -
اﻟﻌﻣل وﻛﺎﻟﺔ ﺻرﯾﺣﺔ او ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻓﺎﻧﮫ ﻗد ﯾﺣدث اﺣﯾﺎﻧﺎ ان ﯾوﻛل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺑﻌض ﺷﺋوﻧﮫ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﺣل اﻟﻌﻘد وﻛﺎﻟﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ:
ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺳﺗﻧد ﺗﺣت اﻟطﻠب ﯾﺻدره اﺣد اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﺻورة ﺧطﺎب اﻋﺗﻣﺎد
او ﺧطﺎب ﺿﻣﺎن ﯾﻛون ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺣدود % 10ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد وﯾﺗم ﺗﻘدﯾﻣﺔ ﻋﻘب ﺣﺻول اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻲ
اﺧطﺎر ﺑﻘﺑول ﻋطﺎﺋﮫ وﻗﺑل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻌﻘد اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﯾﻼﺣظ اﻧﮫ اذا وﺟد اﻟﻣﻘﺎول اﻧﮫ ﻣن
اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎﻧﮫ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻌد ﻗﺑول ﻋطﺎﺋﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻛون ﻣﺧﻼ ﺑﺷروط اﻟﻌﻘد وﻣﺳﺋوﻻ
ﻋن ﺗﻌوﯾض ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻋﻣﺎ ﯾﻠﺣﻘﮫ ﻣن اﺿرار اﻻ اذا ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺑدﯾﻠﮫ
او ﺷﻛﻼ اﺧر ﻣن اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﺎت).(2
وﻗد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺳﺗﺻدر ﻋﻠﻲ ﺣﺳﺎﺑﮫ ﺿﻣﺎن اﻻداء
ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻻﻧﺣﯾﺎز اﻻﺋق ﻟﻼﺷﻐﺎل وذﻟك ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ وﻧوع اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣددﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق ﻋرض اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ واذا
ﻟم ﯾﻛن ﻗد ﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﻠﺣق ﻓﻧدھﺎ ﻻ ﺗطﺑق اﺣﻛﺎم ھذه اﻟﻣﺎدة ،وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان
ﯾﻘدم ﺿﻣﺎن اﻻداء اﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺧﻼل 28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺑول وان ﯾرﺳل ﻧﺳﺧﮫ
ﻣﻧﮫ اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس( ).(3
ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﯾﻛون اﻟﺿﻣﺎن ﺻﺎدرا ﻋن ﻛﯾﺎن وﻣن دوﻟﺔ او ﺳﻠطﺔ اﺧري ﻣواﻓق ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل وان ﯾﺗم اﻋداده ﺣﺳب اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣرﻓق ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ او ﺑﺻﯾﻐﺔ اﺧري ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل ،وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺗﺎﻛد ﻣن ان ﯾظل ﺿﻣﺎن اﻻداء ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول اﻟﻲ ان ﯾﻧﻔذ اﻟﻣﻘﺎول
اﻻﺷﻐﺎل وﯾﻧﺟزھﺎ وﯾﺻﻠﺢ اي ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ).(4
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣوﻗﻊ:
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ) ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﻛون ﻗد وﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف
اﻟﻣﻘﺎول ﻻطﻼﻋﮫ ﻗﺑل ﻣوﻋد اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻣﺎﯾﺗوﻓر ﻟدﯾﮫ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟظروف ﺗﺣت اﻟﺳطﺣﯾﺔ
واﻟﮭﯾدروﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟظواھر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻛذﻟك ان ﯾﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف
1
) ( دﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪاﻟﺮزاق ﺣﺴﯿﻦ ﯾﺎﺳﯿﻦ ،اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﮭﻨﺪس اﻟﻤﻌﻤﺎري وﻣﻘﺎول اﻟﺒﻨﺎء ﺷﺮوطﮭﺎ ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ واﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻤﺴﺘﺤﺪﺛﺔ
ﻓﯿﮭﺎ) ،ب ن :اﻟﻘﺎھﺮة1987 ،م( ص)(423
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 54ﻣﻦ اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻗﺼﺎت واﻟﻤﺰاﯾﺪات ﻓﻲ اﻻﻣﺎرات رﻗﻢ 4ﻟﺴﻨﺔ 1997
3
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 2/4ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ 1999م.
4
) ( دﻛﺘﻮر ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .194
- 105 -
اﻟﻣﻘﺎول اﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌد ﻣوﻋد اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻻ ان اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن
ﺗﻔﺳﯾره ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت( ).(1
ﻛﻣﺎ اﻧﮫ واﻟﻲ اﻟﻣدي اﻟﻣﻣﻛن ﻋﻠﻣﯾﺎ ﻣﻊ اﻻﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﻋﺎﻣﻠﻲ اﻟوﻗت واﻟﻛﻠﻔﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول
اﻧﮫ ﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر واﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ واﻟظروف اﻻﺧري
اﻟﺗﻲ ﺗوﺛر ﻋﻠﻲ ﻋرﺿﮫ او ﻋﻠﻲ اﻻﺷﻐﺎل واﻟﻲ اﻟﻣدي ذاﺗﮫ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول اﻧﮫ ﻗد ﻋﺎﯾن وﺗﻔﺣص اﻟﻣوﻗﻊ
وﻣﺎﯾﺟﺎوره واﻧﮫ اطﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ذﻛرھﺎ واﻧﮫ ﻗد اﻗﺗﻧﻊ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم ﻋرض
اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﺑﻛل اﻻﻣور ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻟﯾس ﺑﺎﻟﺣﺻر ﺷﻛل وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﺣوال
اﻟطﺑﻘﺎت ﺗﺣت اﻟﺳطﺣﯾﺔ -اﻻﺣوال اﻟﮭﯾدروﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ -ﻣﻘدار وطﺑﯾﻌﺔاﻟﻌﻣل واﻟﻠوازم ﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻻﺷﻐﺎل واﻧﺟﺎزھﺎ واﺻﻼح اي ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ -ﻗواﻧﯾن اﻟدوﻟﺔ واﺟراءات اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ -
ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدﺧول اﻟﻲ اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﺳﻛن واﻟﻣراﻓق واﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن واﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣواﺻﻼت
واﻟﻣﺎء وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت).(2
وﯾري اﻟﺑﻌض اﻧﮫ اذا اﺧﻔق اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ زﯾﺎرة اﻟﻣوﻗﻊ او ﻓﻲ ﻓﺣص اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﯾﺔ
ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻼ ﯾﻠوﻣن ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻔﺳﮫ اذ ان ذﻟك ﺳﯾﺣد ﻣن ﻗدرﺗﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻘدم
ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳوﯾﺎت او اﻟﺗﻘرﯾﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ او زﯾﺎدة ﻣدة ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ان ﺗﻛون واﺿﺣﺔ ﻟﮫ اذا ﻛﺎن ﻗد ﻗﺎم ﺑزﯾﺎرة اﻟﻣوﻗﻊ).(3
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﻘدﯾم ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل:
ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم ﻟﻠﻣﮭﻧدس ﺑرﻧﺎﻣﺞ زﻣﻧﻲ ﻣﻔﺻل ﺧﻼل
28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻻﺷﻌﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 1/8ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ اﯾﺿﺎ ان ﯾﻘدم ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ
ﻣﻌدﻻ ﻓﻲ اي وﻗت ﯾﺗﺑﯾن ﻓﯾﮫ ان اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺳﺎﺑق ﻟم ﯾﻌد ﯾﺗﻣﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﺗﻘدم اﻟﻔﻌﻠﻲ او ﻣﻊ اي اﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻠﻲ ان ﯾﺷﻣل ﻛل ﻣن ھذه اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗزم اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﺑﻣﺎ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗوﻗﯾت اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗﺻﻣﯾم ان وﺟدت واﻋداد وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘﺎول واﻟﺷراء
وﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ واﻟﺗورﯾد اﻟﻲ اﻟﻣوﻗﻊ واﻻﻧﺷﺎء واﻟﺗرﻛﯾب واﻻﺧﺗﺑﺎر واﯾﺿﺎ ﺑﯾﺎن ادوار
اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟﻔرﻋﯾﯾن اﻟﻣﺳﻣﯾن ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﻌﻣل وﺑﯾﺎن ﺗﺳﻠﺳل وﻣواﻋﯾد اﻟﻣﻌﯾﻧﺎت
واﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ﺗﻘدﯾم ﺗﻘرﯾر ﻣﺳﺎﻧدا ﯾﺗﻧﺎول اﻟوﺻف اﻟﻌﺎم ﻻﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﻔﯾذ
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/4ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ.
2
) ( ﻋﺼﺎم ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(203
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺪران ،ﻋﻘﺪ اﻻﻧﺸﺎءات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺼﺮي) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ :ﺑﯿﺮوت2001 ،م( ص).(144
- 106 -
اﻟﻣﻧوي اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺑﯾﺎن ﺗﻘدﯾرات اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻻﻋداد
ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺻﻧﻔﯾن ﺣﺳب اﻟﻣﮭﺎرات وﺳﺟل ﻣﻌدات اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻧظﻣﺔ ﺣﺳب اﻻﻧواع ﻣﻣﺎ ﯾﻠزم
ﺗواﺟده ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ).(1
وﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت واﻟﻣزاﯾدات ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﯾﺟب وﺿﻊ
ﺑرﻧﺎﻣﺞ زﻣﻧﻲ ﻟﻣواﻋﯾد اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺑﺣﺳب اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻌﻘد وﻋﻠﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ )ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟذي
رﺳت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣوﺟب ﺑرﻧﺎﻣﺞ زﻣﻧﻲ ﻣﻘدم ﻣﻧﮫ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟﮭﺔ
ﯾوﺿﺢ ﻓﯾﮫ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل واﻟﻣواﻋﯾد واﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻﻧﺟﺎز وﺗﻛﻠﻔﺔ ﻛل
ﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺣﺳب ﻓﺋﺎت واﺳﻌﺎر اﻟﻌﻘد وﯾﺣق ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟزﻣﻧﻲ اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻣﻘﺎول وﻋﻠﻲ
اﻟﻣﻘﺎول اﻻﻟﺗزام ﺑذﻟك وﻻﯾﻌﻔﯾﮫ ذﻟك ﻣن واﺟﺑﺎﺗﮫ وﻣﺳﺋوﻟﯾﺎﺗﮫ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد(.(2
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎداء اﻻﻋﻣﺎل واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﮭﺎ:
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻧﻔذ اﻻﺷﻐﺎل ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﻠﻣﯾﺔ وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ان ﯾوﻓر اﻻﯾدي
اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣواد واﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ وﻣﻌدات اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻣﺎ ﯾﻠزم ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳﺋوﻻ
ﻋن اداءا اﻻﻋﻣﺎل ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﻣل اﻟطراﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﺗم اﻻﻋﻣﺎل ﺑﮭﺎ.
ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺻﻣم اﻟﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
وان ﯾﻧﻔذ اﻻﺷﻐﺎل وﯾﻧﺟزھﺎ ﺑﻣوﺟب اﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘد ووﻓﻘﺎ ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس وان ﯾﺻﻠﺢ اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ،
ﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ ووﺛﺎﯾق اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﺟﻣﯾﻊ اﻓراد ﺟﮭﺎزة
اﻟﻣﻧﻔذ واﻟﻠوازم واﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﺎت وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻻﺷﯾﺎء واﻟﺧدﻣﺎت ﺳواء ﻛﺎﻧت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ او داﺋﻣﺔ
ﻣﻣﺎ ھو ﻣطﻠوب ﻣﻧﮫ ﻻداء ﻣﮭﺎم اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻧﺟﺎز اﻻﺷﻐﺎل واﺻﻼح اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ ،ﯾﻌﺗﺑر
اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن ﻛﻔﺎﯾﺔ واﺳﺗﻘرار وﺳﻼﻣﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣوﻗﻊ وﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﺳﺎﻟﯾب اﻻﻧﺷﺎء).(3
واذا ﺗﻛﺑد اﻟﻣﻘﺎول ﺗﺎﺧرا ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل او ﻓﻲ ﻛﻠﻔﺗﮭﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﻧﻔﯾذ اﺷﻐﺎل اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻲ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻐﻠوطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ وﻟم ﯾﻛن ﺑﻣﻘدور ﻣﻘﺎول ﺧﺑﯾر ان ﯾﻛﺗﺷف ﻣﺛل ھذه اﻻﺧطﺎء
ﺑﺻورة ﻣﻌﻘوﻟﺔ وان ﯾﺗﻼﻓﻲ اﻟﺗﺎﺧﯾر او زﯾﺎدة اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾرﺳل
اﺷﻌﺎرا اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ﻟﺗﻘدﯾر اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎﺗﮫ ﺑﺷﺎﻧﮫ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 1/20ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ .اي ﺗﻣدﯾد ﻟﻣدة اﻻﻧﺟﺎز ﺑﺳﺑب ذﻟك اﻟﺗﺎﺧﯾر اذا ﻛﺎن اﻻﻧﺟﺎز ﻗد ﺗﺎﺧر او ﺳوف ﯾﺗﺎﺧر.
1
) ( ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 206-205
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 98ﻣﻦ اﻻﺋﺤﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻗﺼﺎت واﻟﻤﺰاﯾﺪات اﻟﯿﻤﻨﻲ
3
) ( ﻋﺼﺎم اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص).(211
- 107 -
ب .أي ﻛﻠﻔﺔ ﻛﮭذة ﻣﻊ ھﺎﻣش رﺑﺢ ﻣﻌﻘول ﻻﺿﺎﻓﺗﮭﺎ اﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد).(1
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ:
ﯾﺟب ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻻﻟﺗزام واﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻼواﻣر اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواءح
اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ
اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘوم ﺑﺎرﺳﺎل اﻻﺷﻌﺎرات وﺗﺳدﯾد اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺻﺎرﯾﺢ واﻟﻣواﻓﻘﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﮭﺎ اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل واﻧﺟﺎزھﺎ واﺻﻼح اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ
اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺣﻣﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﺑﻘﯾﺔ ﻣن اي ﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺧﻔﺎق اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك( ).(2
ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻛل ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻣل اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق
ﻋﻠﻲ ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮫ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗوظﯾف واﻟﺻﺣﺔ واﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻻﻗﺎﻣﺔ
واﻟﮭﺟرة وان ﯾراﻋﻲ ﻛل ﺣﻘوﻗﮭم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾطﻠب ﻣن ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮫ اطﺎﻋﺔ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻧظﻣﺔ اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل().(3
وﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 103ﻣن اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت واﻟﻣزاﯾدات ﻋﻠﻲ
اﻧﮫ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺗﺑﻊ ﺟﻣﯾﻊ ﻟواﺋﺢ وﻧظم اﻟﺷرطﺔ واﻟﻣرور واﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟﺻﺣﺔ واﻻﺛﺎر وﻏﯾرھﺎ
وﯾﺗﺣﻣل ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻲ ذﻟك ﻣن ﻣﺻروﻓﺎت وﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن ﻋﻣﺎﻟﮫ وﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم
ﺑﻣواﻗﻊ اﻟﻌﻣل ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺋوﻻ ﻋﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣن وﻓﯾﺎت واﺻﺎﺑﺎت ﻟﻠﻌﻣل او اي ﺷﺧص اﺧر او اﻻﺿرار
ﺑﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟدوﻟﺔ او اﻻﻓراد او اي ﺟﮭﺎت اﺧري وﯾﺗﺣﻣل اﻻﺿرار اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻲ اھﻣﺎﻟﮫ واھﻣﺎل ﻋﻣﺎﻟﮫ
اﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﻌﻣل او ﺗﻧﻔﯾذه او ﺧﻼل ﻓﺗرةاﻟﺻﯾﺎﻧﺔ او ﻻي ﺳﺑب اﺧر ﻛﺎن طرﻓﺎ ﻓﯾﮫ ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة او
ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ادت اﻟﻲ اﻟوﻗوع ﻟﺗﻠك اﻻﺿرار).(4
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎﺑﻊ :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻻﺧرﯾن:
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗزام ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن
اﻻﺧرﯾن وھوﻻء اﻟﻣﻘﺎوﻟون ﻗد ﯾﻛوﻧوا ﻣﻘﺎوﻟﯾن اﺧرﯾن او ﻓرﻋﯾﯾن ﺗم ﺗﺳﻣﯾﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﻌﻘد او ﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻣن
اﻟﺑﺎطن ﺗم اﺣﺎﻟﺔ ﺟزء ﻣن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﯾﮭم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذه واﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ ھﻲ اي ﺷﺧص ﯾﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
1
) ( اﻧﻈﺮ 7/4ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎﺗﺪة /13/1ب ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
3
) ( راﺟﻊ ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة 4/6ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
4
) (ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﺒﺮة ،ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﻹدارﯾﺔ) ،ﻣﻜﺘﺐ ﺻﺒﺮة ﻟﻠﺘﺄﻟﯿﻒ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ :اﻟﺠﯿﺰة2003 ،م( ص)(212
- 108 -
ﻛﻣﻘﺎول ﻓرﻋﻲ اوي اي ﺷﺧص ﯾﺗم ﺗﻌﯾﻧﮫ ﻛﻣﻘﺎول ﻓرﻋﻲ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺟزء ﻣن اﻻﺷﻐﺎل واﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن
ﻻي ﻣن ھؤﻻء).(1
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 4/4ﻣن ﻋﻘد اﻟﻔﯾدك ﻓﺎﻧﮫ ﻻﯾﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول ان ﯾﻠزم اﻻﺷﻐﺎل ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن
ﻓرﻋﯾﯾن وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن اﻓﻌﺎل واﺧطﺎء اي ﻣﻘﺎول ﻓرﻋﻲ او وﻛﯾﻠﮫ او ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻟو
ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻻﻓﻌﺎل او اﻻﺧطﺎء ﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ﻧﻔﺳﮫ وﻣﺎﻟم ﺗﻧص ﻋﻠﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻓﺎﻧﮫ ﻻﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﺑﺷﺎن ﻣوردي اﻟﻣواد او ﺑﺷﺎن اي ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ﺛم
ذﻛر اﺳم اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﺧﺻوﺻﮭﺎ ﻧﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻣن
اﻟﻣﮭﻧدس ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾﯾن اﻟﻔرﻋﯾﯾن وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾرﺳل اﺷﻌﺎرا اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ﺑﻣدة ﻻ
ﺗﻘل ﻋن 28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺳﺗﮭدف ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻣل اي ﻣﻘﺎول ﻓرﻋﻲ وﻋن ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻣﺛل ھذا
اﻟﻌﻣل وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻛل ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ان ﺗﺣﺗﻣﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﺻوص ﺗﺧول ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ان ﯾﺗم
اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ھذه اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﯾﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 5/4ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻠزم ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ او ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﮭﺎء اﻟﻌﻘد
ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﻣوﺟب اﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة .(2)2/15
ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻰ اﻧﮫ )ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻣرار اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻔرﻋﻲ اﻟﻲ ﻣﺎﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء
ﻓﺗرة اﻻﺷﻌﺎر ﺑﺎﺻﻼح اﻟﻌﯾوب وﻗﯾﺎم اﻟﻣﮭﻧدس ﻗﺑل ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺎﻟطﻠب اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل
ﻋن ھذه اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ().(3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻣن :اﻟﺗزام اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﻣﺗﻠﻛﺎت:
ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻌوض وﯾﺣﻣﻲ ﻣن اﻟﺿرر ﻛل ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل او اﻓراده
ووﻛﻼﺋﮭم ﺿد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت واﻻﺿرار واﻻﻋﺑﺎء واﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﺗﻌﺎب وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وذﻟك
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻲ اﻻﺻﺎﺑﺎت اﻟﺟﺳدﯾﺔ او اﻟﻣرض او اﻻﻋﺗﻼل او اﻟوﻓﺎة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق ﺑﺎي ﺷﺧص ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن
اذاﻛﺎﻧت ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن او اﺛﻧﺎء او ﺑﺳﺑب ﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﻣﻘﺎول ان وﺟدت او ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل واﻧﺟﺎزھﺎ
واﺻﻼح اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎﻟم ﺗﻛن ﻣزوة اﻟﻲ اﻻھﻣﺎل او اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﻌﻣد او ﻧﻘص ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل او اﻓراده او اي ﻣن وﻛﻼﺋﮭم.
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎة 8/2/1/1ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 8/2/1/1ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
3
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎة 5/4ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
- 109 -
اﻟﺿرر او اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﺣق اﻟﻣﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ او اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻻﺷﻐﺎل وذﻟك
اﻟﻲ اﻟﻣدي اﻟذي ﯾﻛون ﻓﯾﮫ ھذا اﻟﺿرر او اﻟﺧﺳﺎرة ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن او اﺛﻧﺎء او ﺑﺳﺑب ﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﻣﻘﺎول ان
وﺟدت او ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ واﻧﺟﺎز اﻻﺷﻐﺎل واﺻﻼح اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ.
ﯾﻌزي اي اھﻣﺎل او ﻓﻌل ﻣﻌﺗﻣد او ﻧﻘص ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻘﺎول او ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮫ او اي ﻣن وﻛﻼﺋﮭم
او اي ﺷﺧص ﻣﺳﺗﺧدم ﻣن ﻗﺑل اي ﻣﻧﮭم ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة او ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة).(1
وﯾﻼﺣظ اﻧﮫ ﯾﻘﺎﺑل ھذا اﻻﻟﺗزام اﻟﺗزام اﺧر وﻣﻘﺎﺑل ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ اﻻ
وھو ان ﯾﻌوض وﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﻘﺎول وﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﮫ ووﻛﻼﺋﮭم ﺿد اﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺎت او اﺿرار او ﺧﺳﺎﺋر او
ﻧﻔﻘﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻧﻔﻘﺎت واﺗﻌﺎب اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺧﺻوص اﻻﺻﺎﺑﺎت اﻟﺟﺳدﯾﺔ او اﻟﻣرض او اﻻﻋﺗﻼل او اﻟوﻓﺎة
اﻟﺗﻲ ﺗﻌزي اﻟﻲ اﻻھﻣﺎل او اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻌﺗﻣد او ﻧﻘص اﻟﻌﻘد ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل او اﻓراده او اي ﻣن
وﻛﻼﺋﮫ اي اﻣور اﺧري ﺗﻛون اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗﺛﻧﺎه ﻣن اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﯾﻧﯾﺔ).(2
1
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 1/17ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
2
) ( راﺟﻊ اﻟﺒﻨﺪ اﻟﻔﺮﻋﻲ اﻻﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 1/17ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
3
) ( اﻟﻤﺎدة 4/7ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
- 110 -
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ان ﯾرﺳل اﺷﻌﺎر ﺑﻣدة ﻻﺗﻘل ﻋن 24ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻌﻠﻣﮫ ﻓﯾﮫ ﻋن
ﻧﯾﺗﮫ ﻟﺣﺿور اﻻﺧﺗﺑﺎرات واذا ﻟم ﯾﺣﺿر اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ اﻟﻣوﻋد واﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻘﺎول
اﺟراء اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻻ اذا ﺻدرت ﻟﮫ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣن اﻟﻣﮭﻧدس ﺑﺧﻼف ذﻟك).(1
واذا طﻠب اﻟﻣﮭﻧدس اﻋﺎدة اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻻي ﻣن اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ او اﻟﻣواد او اﻟﻣﺻﻧﻌﯾﺎت ﻓﺎﻧﮫ
ﯾﺟب اﻋﺎدة اﺟراء اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﺗﺣت اﻟﺷروط واﻟظروف ذاﺗﮭﺎ واذا ﺗﺑﯾن ﻟذﻟك ان ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻗد ﺗﻛﺑد
ﻛﻠﻔﺔ اﺿﺎﻓﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟرﻓض واﻋﺎدة اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻣﺎدة 5/2ان ﯾدﻓﻊ ھذه
اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻻﺿﺎﻓﯾﺔ).(2
1
) ( ﻋﺼﺎم ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص)(232
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 5/2ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
3
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 1/11ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
- 111 -
ھذه اﻻﻋﻣﺎل اﻟﻲ اي ﺗﺻﻣﯾم ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺳﺋوﻻ ﻋﻧﮫ وﺗﻘدﯾم ﺗﺟﮭﯾزات اﻟﯾﺔ او ﻣواد او ﻣﺻﻧﻌﯾﺔ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد واي اﺧﻔﺎق ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎي اﻟﺗزام).(1
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗزاﻣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻛل ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﺣﯾث ﯾﺗﻣرﻛز ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد
وﯾدور ﺣول ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻻﻧﮭﺎ ﺑﺎﻻھﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن وذﻟك ﻻن اﻟﻣﻘﺎول
طرف رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
1
) ( ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص)(238
2
) ( د .ﻋﺼﺎم ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.255
3
) ( دﻛﺘﻮر ﻋﺼﺎم ﻣﻄﺮ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .256
- 112 -
اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ واﻟﺣﺿرﯾﺔ وﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ اﻟﻛﺑري وﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﻛﺎن واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎء واﻟﻣواﻧﻲ).(1
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﮭﻧدﺳﻲ:
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷورة واﻟﻧﺻﯾﺣﺔ:
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻧﺷﺎء ﻣﺑﺎﻧﻲ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘوم ﺑﻌرض ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎءات ﺳواء ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ وﺳواء ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺎ ﻧﻔﺳﮫ وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﮭﻣﺔ
اﻻﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﮭﺎ اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ھﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟراي واﻟﻣﺷورة ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﻣن ﺛم ﻓﺎن
اﻟﻣﮭﻧدس ﯾﻘوم ﺑﺎﺟراء دراﺳﺔ ﺟﺎدة ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﻌرﺿﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ
وﻟﮫ ان ﯾﺳﺗﻌﻠم ﻣﻧﮫ ﻋن ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮫ وان ﯾؤﺳس دراﺳﺗﮫ ﻋﻠﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻣﻲ ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﯾل او
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﻓﻲ ﺿوء ذﻟك ﯾﻘدم اﺳﺗﺷﺎرة ﺗﻧم ﻋن اﺧﺑرة وﻣﮭﺎرة وﻗدرة وﻛﻔﺎءة ﻣﻣﯾزة ﻓﻲ ﺗﺧﺻﺻﮫ
وﻣن ﻣﻘﺗﺿﻲ ھذا اﻻﻟﺗزام ان ﯾﺿﻊ اﻟﻣﮭﻧدس اﻣﺎم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﻣﺎذج واﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت وﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗﻧﻔﯾذھﺎ واﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﮭذا اﻟﺗﻧﻔﯾذ وھذا ﯾﺳﺗﻠزم ان ﯾﺿﻊ ﻧﺻب ﻋﯾﻧﯾﮫ اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت واﻟﺳﻠﺑﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣﻘق اﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﻓﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺷورة واﻟﻧﺻﯾﺣﺔ واﻻﻋﻼم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﺻﺎﻟﺢ
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وذﻟك ﺑﺗزوﯾده ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺷﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧﺑﮫ ﻻن ﻣن
ﺷﺎن ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟﺗﺎﺛﯾر ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗراره ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ﻣن ﻋدﻣﮫ).(2
وﯾري اﻟﺑﻌض ان ھﻧﺎﻟك ﻣرﺣﻠﺗﺎن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻻﻟﺗزاﻣﮫ اﻻوﻟﻲ ﺑذل اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑﮭﺎ
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﺣدد وھو اﻟﻧﺻﺢ اي اﻧﮫ ﺑﮭذا اﻟﻌﻣل
ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي اﻟﺻﺎدر ﻋﻠﻲ ﺷﻛل اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺳواء اﻟﺷﻔوﯾﺔ
او اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ وﯾﺑدي راﺋﮫ ﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣدھﺎ ﺑﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل).(3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺻدار اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول:
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﻟﻠﻣﮭﻧدس ان ﯾﺻدر اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اي وﻗت ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت
وﻣﺧططﺎت اﺿﺎﻓﯾﺔ او ﻣﻌدﻟﮫ اذا ﻛﺎﻧت ﻻزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺷﻐﺎل او اﺻﻼح اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎء ﻋﻣﻼ ﺑﺎﺣﻛﺎم
1
) ( دﻛﺘﻮر ﻋﺼﺎم ﻣﻄﺮ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .255
2
) ( اﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ رﻓﺎﻋﻲ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻟﻘﺎھﺮة1994 ،م( ص 110
3
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻈﺎھﺮ ،اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻲ ﺗﺠﺎه اﻟﻌﻤﯿﻞ) ،ب ن :اﻟﻘﺎھﺮة 1993م( ص 319
- 113 -
اﻟﻌﻘد( ) .(1وﻻ ﯾﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻻ ﻣن اﻟﻣﮭﻧدس او اي ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﯾﮫ اﻟﻣﻔوﺿﯾن رﺳﻣﯾﺎ ﺑﻣوﺟب
اﺣﻛﺎم ھذا اﻟﻔﺻل .وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر اﻟﯾﮫ ﻣن اﻟﻣﮭﻧدس او ﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﻣﻔوض ﻓﻲ اي اﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘد وﻛﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﻋﻣﻠﯾﺎ ﻓﺎن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﯾﺟب اﺻدارھﺎ ﺧطﯾﺎ اﻣﺎ اذا ﻗﺎم
اﻟﻣﮭﻧدس او ﻣﺳﺎﻋده اﻟﻣﻔوض ﺑﺎﺻدار اﻣر ﺷﻔوي وﺗﺳﻠﯾم ﺗﺛﺑﺗﺎ ﺧطﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺧﺻوص اﻻﻣر
اﻟﺷﻔوي ﺧﻼل ﯾوﻣﻲ ﻋﻣل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدورھﺎ وﻟم ﯾﻘم ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﮫ ﺧطﯾﺎ ﺑﺎﻟرﻓض او اﺻدار ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت
ﺑﺷﺎﻧﮫ ﺧﻼل ﯾوﻣﻲ ﻋﻣل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﻣﮫ اﺷﻌﺎر اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻧدﺋذ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻣﻘﺎول ﻟﻣﺛل ھذا اﻻﻣر
اﻟﺷﻔوي وﻛﺎﻧﮫ اﻣر ﺧطﻲ ﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﮭﻧدس او ﻣﺳﺎﻋده اﻟﻣﻔوض ﺣﺳب واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ،وﻣؤدي ھذا
اﻟﻧص ان اﻟﻣﮭﻧدس اذا ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻣﻠﮫ ﻓﻘط ﻋﻠﻲ اﺟراء اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷروع واﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل
اﻻﺷراف ﻋﻠﻲ اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺑﺎﺷر ﻣﮭﻣﺎﻣﮫ ﻣن ﺧﻼل اﺻداره ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺧﺻوص
اﻻﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎﺋﯾﺔ وﯾﺟوز ان ﯾﺻدر ھذه اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣن ﻣﺳﺎﻋدي اﻟﻣﮭﻧدس وﺗﻌﺗﺑر ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت ﺻﺎدرة
ﻣﻧﮫ ھو).(2
واذا ﺗﺎﺧر اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ اﺻدار اﻟﻣﺧططﺎت او اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻋﺎﻗﺔ اﻟﻌﻣل او
ﺗﺎﺧره ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻰ اﻧﮫ )اذا ﺗﻛﺑد اﻟﻣﻘﺎول اي ﺗﺎﺧﯾر او ﻛﻠﻔﺔ ﺑﺳﺑب اﺧﻔﺎق اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ
اﺻدار اﯾﺔ ﻣﺧططﺎت او ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺿﻣن وﻗت ﻣﻌﻘول ﻣﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺎول ﻗد اﺷﻌره ﺑﺷﺎﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﺳﺑﺎب
اﻟﺣﺎﺟﮫ اﻟﯾﮭﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم اﺷﻌﺎرا اﺧر اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ﻟﺗﻘدﯾر اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت اﻟﻣﻘﺎول
ﺑﺷﺎﻧﮭﺎ().(3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﺻدار اﻟﻣواﻓﻘﺎت واﻟﻣﺻﺎدﻗﺎت ﻟﻠﻣﻘﺎول:
ﻋﻣل اﻟﻣﮭﻧدس ﻗد ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺻﯾﻣﯾم ﻓﻘط وان ھذا اﻟﻌﻣل ﻗد ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل اﻻﺷراف ﻋﻠﻲ
اﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻠﻣﺷروع وﻋﻠﻲ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم وﺟود ﻋﻘد ﻣﺣرر ﺑﯾن اﻟﻣﮭﻧدس واﻟﻣﻘﺎول ﺑﺧﺻوص
ﺗﻧﻔﯾذ اﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع اﻻ ان ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻗد ﻣﻧﺢ اﻟﻣﮭﻧدس ﺳﻠطﺔ اﺻدار ﺑﻌض اﻻواﻣر واﻟﻣواﻓﻘﺎت
واﻟﻣﺻﺎدﻗﺎت ﻋﻠﻲ اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎول وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻣﺑﺎﺷرة او ﻣزاوﻟﺔ او اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع
ﺑدون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ ھذه اﻟﻣواﻓﻘﺎت واﻟﻣﺻﺎدﻗﺎت واھم ھذه اﻟﻣواﻓﻘﺎت واﻟﻣﺻﺎدﻗﺎت ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﮭﻧدس
ﻋﻠﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻣل اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم ﻟﻠﻣﮭﻧدس ﺑرﻧﺎﻣﺞ
زﻣﻧﻲ ﻣﻔﺻل ﺧﻼل 28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻻﺷﻌﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 1/8ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/3ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
2
) ( ﻋﺼﺎم ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 161
3
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 9/1ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻟﻼﻋﻤﺎل اﻻﻧﺸﺎﺋﯿﺔ ﻓﯿﺪﯾﻚ 1999
- 114 -
اﯾﺿﺎ ان ﯾﻘدم ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ ﻣﻌدﻻ ﻓﻲ اي وﻗت ﯾﺗﺑﯾن ﻓﯾﮫ ان اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺳﺎﺑق ﻟم ﯾﻌد ﯾﺗﻣﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﺗﻘدم اﻟﻔﻌﻠﻲ
او ﻣﻊ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎول ﻟﻠﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﮫ واﻋﻼم اﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﻣدي ﻋدم ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﻌﻘد
ﻓﻠﻠﻣﻘﺎول ﺣﯾﻧﺋذ اﻟﺣق ﻓﻲ ان ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻣوﺟﺑﮫ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻻﺧري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌﻘد).(1
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻓراد ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣﺧوﻟﯾن ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻲ ذﻟك اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻧد اﻟﺗﺧطﯾط ﻻداء
اﻧﺷطﺗﮭم واﻟﻐرض ﻣن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﺗﺧﺎذ ھذا اﻻﺟراء وھو ﻋرض ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ھو
اﻟوﻗوف ﻋﻠﻲ ﻣدي ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻌﻘد و1ﻟك ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺳﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻼﻋﻣﺎل ﺑﻐﯾﺔ اﻧﺟﺎزھﺎ
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب).(2
اﺷﺗرط ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ان ﯾﻘوم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺗﻌﯾن ﻣﻣﺛل ﻟﮫ وﻧﻌﻧﻲ ﺑﮫ ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺳﻣﯾﮫ اﻟﻣﻘﺎول
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد او ﻣن ﯾﻌﻧﯾﮫ ﻣن وﻗت ﻻﺧر ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻋﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع).(3
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﻓﺣص واﺧﺗﺑﺎر اﻻﻋﻣﺎل:
ﻣﻧﺢ ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك اﻟﻣﮭﻧدس ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﺣص اﻟﻣواد واﻻﻻت اﻟﻣﻧوي اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل اﻻﻧﺷﺎء
ﻛﻣﺎ ﻣﻧﺣﮫ اﯾﺿﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﺟراء ﺑﻌض اﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻟﻼﻋﻣﺎل واذا ﻣﺎﺗﺑﯾن ﻟﮫ ان ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻻﻋﻣﺎل
ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻓﻠﮫ ﺳﻠطﺔ اﺻدار اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺑﺎزاﻟﺗﮭﺎ ﻓورا ﻣن اﻟﻣوﻗﻊ.
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻰ اﻧﮫ )ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس اﻟﻌﯾﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣواد
واﻟﻌﯾﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻲ ﻣواﻓﻘﺗﮫ ﻗﺑل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﻠك اﻟﻣواد ﻓﻲ اﻻﺷﻐﺎل ﻋﯾﻧﺎت
اﻟﺻﺎﻧﻌﯾن اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣواد واﻟﻌﯾﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻌﻘد وذﻟك ﻋﻠﻲ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻘﺎول ،اﯾﺔ ﻋﯾﻧﺎت
اﺿﺎﻓﯾﺔ ﯾطﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣﮭﻧدس ﻛﺗﻐﯾﯾرات واﺿﺎﻓت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ اﻧﮫ ﯾﺟب ان ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻓراد
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣﻧﮭم اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ ﻛل اﻻوﻗﺎت اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ اﻟدﺧول ﺑﯾﺳر اﻟﻲ ﻛل اﺟزاء اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻲ اﻟﻣواد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ .ان ﯾﺗﻣﻛو ﺧﻼل اﻻﻧﺗﺎج واﻟﺗﺻﻧﯾﻊ واﻻﻧﺷﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣوﻗﻊ وﺧﺎرﺟﮫ ﻣن اﻟﻔﺣص واﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﻘﯾﺎس واﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣواد واﻟﻣﺻﻧﻌﯾﺔ واﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺗﻘدم ﺗﺻﻧﯾﻊ
اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ واﻧﺗﺎج وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣواد().(4
اذا وﺟد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻي ﻓﺣص او ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ او ﻗﯾﺎس او اﺧﺗﺑﺎر ان اﯾﺎﻣن اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ او اﻟﻣواد
او اﻟﻣﺻﻧﻌﯾﺎت ﻣﻌﯾب او اﻧﮫ ﻻ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻘد ﻓﺎن ﻟﻠﻣﮭﻧدس ان ﯾرﻓض ﺗﻠك اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/8ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻜﺮي ﺳﺮور ،ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﻣﮭﻨﺪﺳﻲ وﻣﻘﺎوﻟﻲ اﻟﺒﻨﺎء) ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺑﯿﺮوت ،ب ت( ص 77
3
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 5/2:/1/1ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ
4
) ( ﺟﻤﯿﻞ اﻟﺸﺮﻗﺎوي ،ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺪوﻟﯿﺔ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎھﺮة1994 ،م( ص)(205
- 115 -
او اﻟﻣواد او اﻟﻣﺻﻧﻌﯾﺎت ﺑﺎﺷﻌﺎر ﯾرﺳﻠﮫ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻻﺳﺑﺎب اﻟداﻋﯾﺔ ﻟﻠرﻓض وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ
اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﺻﻠﺢ اﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﺑﻧداﻟﻣرﻓوض ﺣﺗﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺗواﻓﻘﺎ ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻘد واذا طﻠب اﻟﻣﮭﻧدس
اﻋﺎدة اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻻي ﻣن اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ او اﻟﻣواد او اﻟﻣﺻﻧﻌﯾﺎت ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺟب اﻋﺎدة اﺟراء اﻻﺧﺗﺑﺎرات
ﺗﺣت اﻟﺷروط ذاﺗﮭﺎ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :وﻗف اﻻﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ:
ﻗد ﯾري اﻟﻣﮭﻧدس وﻗف اﻻﻋﻣﺎل ﻣؤﻗﺗﺎ وﻣن ﺛم ﻓﮭو ﯾﺻدر ﺗﻌﻠﯾﻣﺎﺗﮫ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺑﮭذا اﻟﺷﺎن.
ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻲ اﻧﮫ )ﻟﻠﻣﮭﻧدس ﻓﻲ اي وﻗت ان ﯾﺻدر ﺗﻌﻠﯾﻣﺎﺗﮫ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻟﺗﻌﻠﯾق اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
اي ﺟزء ﻣن اﻻﺷﻐﺎل او ﻓﯾﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ وﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻌﻠﯾق ان ﯾﺣﻣﻲ وﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻲ اﻻﺷﻐﺎل او
ذﻟك اﻟﺟزء ﻣﻧﮭﺎ ﺿد اي ﺧﺳﺎرة او ﺿرر وﻟﻠﻣﮭﻧدس ان ﯾﺑﯾن اﺳﺑﺎب اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻓﻲ اﺷﻌﺎره( ) .(2ﻗد ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻲ وﻗف اﻟﻌﻣل ﻣؤﻗﺗﺎ ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ ﺣدوث ﺑﻌض اﻻﺿرار ﻟﻠﻣﻘﺎول وﻣن ﺛم ﻓﻘد ﻧص ﻋﻘد اﻟﻔﯾدﯾك ﻋﻠﻰ
ﺗﺑﻌﺎت ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻌﻣل وذﻟك ﺑﻧﺻﮭﺎ ﻋﻠﻲ اﻻﺗﻲ )اذا ﺗﻛﺑد اﻟﻣﻘﺎول ﺗﺎﺧرا ﻓﻲ ﻣدة اﻻﻧﺟﺎز او ﻛﻠﻔﺔ ﻣﺎﺑﺳﺑب
اﻣﺗﺛﺎﻟﮫ ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس ﺑﺗﻌﻠﯾق اﻟﻌﻣل او اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻌﻣل ﻓﻠﻠﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم اﺷﻌﺎرا اﻟﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ذﻟك
ﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺎﯾﺳﺗﺣﻘﮫ اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻣﻼ ﺑﺎﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 1/20ﺑﺧﺻوص اي ﺗﻣدﯾد ﻓﻲ ﻣدة اﻻﻧﺟﺎز ﺑﺳﺑب ھذا
اﻟﺗﺎﺧﯾر اذا ﻛﺎن اﻻﻧﺟﺎز ﻗد ﺗﺎﺧر او ﺳوف ﯾﺗﺎﺧر واي ﻛﻠﻔﺔ ﻻﺿﺎﻓﺗﮭﺎ اﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد(.
وﺑﻌد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﮭﻧدس ﻟﻼﺷﻌﺎر ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻧظر ﻓﯾﮫ ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮫ او اﻋﺎدة ﺗﻘدﯾراﺗﮫ ﺑﺷﺎن ھذه
اﻻﻣور ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻧﮫ ﻻﯾﺣق ﻟﻠﻣﻘﺎول اي ﺗﻣدﯾد ﻓﻲ ﻣدة اﻻﻧﺟﺎز او اﺳﺗرداد اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدھﺎ ﺑﺳﺑب ﻗﯾﺎﻣﮫ
ﺑﺎﺻﻼح ﻣﺎھو ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﯾب ﻓﻲ ﺗﺻﺎﻣﯾﻣﮫ او ﻣواده او ﻣﺻﻧﻌﯾﺗﮫ او ﻋن اي اﺧﻔﺎق ﻣن ﻗﺑﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
او اﻟﺗﺧزﯾن او اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻲ اﻻﺷﻐﺎل).(3
وأﯾﺿﺎ ً ﻧص ﻋﻠﻰ )أن اﻟﻣﻘﺎول ﯾﺳﺗﺣق ان ﺗدﻓﻊ ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ او اﻟﻣواد ﻛﻣﺎ ھﻲ
ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻌﻣل واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ﺗورﯾدھﺎ ﺑﻌد اﻟﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻻﺗﯾﺗﯾن اذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ او ﺗورﯾد اﻟﺗﺟﮭﯾزات ﻗد ﺗم ﺗﻌﻠﯾﻘﮫ ﻟﻣدة ﺗﺗﺟﺎوز 28ﯾوﻣﺎ واذا ﻗﺎم اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺎﻻﺷﺎرة
اﻟﻲ ان ﺗﻠك اﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻻﻟﯾﺔ او اﻟﻣواد ﻗد اﺻﺑﺣت ﻣﻠﻛﺎ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن
اﻟﻣﮭﻧدس().(4
1
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 5/7ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 8/8ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
3
) ( ﻋﺼﺎم اﺣﻤﺪ اﻟﺒﮭﺠﻲ ،ﻋﻘﻮد اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ واﺛﺮھﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﻘﺎول واﻟﻤﮭﻨﺪس ورب اﻟﻌﻤﻞ) ،دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ :اﻟﻘﺎھﺮة2008 ،م(
ص .237
4
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 10/8ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
- 116 -
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس :ﻗﯾﺎس اﻻﻋﻣﺎل وﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ:
ﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ان ﯾﺣﻘق ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻻﻋﻣﺎل ﻋن طرﯾق اﻟﻘﯾﺎس وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌﻘد وﺗدﻓﻊ ھذه
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻲ اﻟﻣﻘﺎول واﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﮭذه اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﺧطر اﻟﻣﻘﺎول او وﻛﯾﻠﮫ ﺑﺣﺿور ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻘﯾﺎس).(1
وﺗﺗﻠﺧص اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﺧطﺎر اﻟﻣﻘﺎول وﻗﯾﺎس اﻻﺷﻐﺎل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﻠب اﻟﻣﮭﻧدس ﻛﯾل ﺗﻘدﯾر او ﻗﯾﺎس اي ﺟزء ﻣن اﻻﺷﻐﺎل ﻓﺎن ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾرﺳل اﺷﻌﺎرا
ﻣﻌﻘوﻻ اﻟﻲ ﻣﻣﺛل اﻟﻣﻘﺎول واﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﻣﺛل دون ﺗوان اﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﺿور او ان ﯾرﺳل ﻣﻣﺛﻼ اﺧر
ﻣؤھﻼ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﮭﻧدس ﻓﻲ اﺟراء اﻟﻘﯾﺎس وان ﯾﻘدم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑﮭﺎ ﻣﻧﮫ اﻟﻣﮭﻧدس واذا
ﺗﺧﻠف اﻟﻣﻘﺎول ﻋن اﻟﺣﺿور او ارﺳﺎل ﻣﻣﺛل ﻋﻧﮫ ﻓﻌﻧدھﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﯾﺎس او اﻟﻛﯾل اﻟذي ﯾﻌده اﻟﻣﮭﻧدس او
ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ ﻣﻘﺑوﻻ ﻟﻛﯾل اوﻗﯾﺎس ﺻﺣﯾﺢ.
وﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎھو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﺧﻼﻓﺎ ﻟذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺣﯾث ﯾﺗم ﻗﯾﺎس اﻻﺷﻐﺎل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣن
اﻟﻘﯾودات ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس اﻋدادھﺎ وﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﺣﯾث ﯾدﻋﻲ ﻟذﻟك ان ﯾﺣﺿر ﻟﺗﻔﺣص اﻟﻘﯾودات
وﻟﻼﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﮭﻧدس وﻣن ﺛم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧد اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻓﺎذا ﺗﺧﻠف اﻟﻣﻘﺎول ﻋن اﻟﺣﺿور ﺗﻌﺗﺑر
اﻟﻘﯾودات ﻣﻘﺑوﻟﺔ وﺻﺣﯾﺣﺔ).(2
وﯾﺗم ﻗﯾﺎس اﻻﺷﻐﺎل ﻗﯾﺎﺳﺎ ھﻧدﺳﯾﺔ ﺻﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﻛﻣﯾﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻣن ﻛل ﺑﻧد ﻣن ﺑﻧود اﻻﺷﻐﺎل اﻟداﺋﻣﺔ
وﯾﻛون اﺳﻠوب اﻟﻘﯾﺎس وﻓﻘﺎ ﻟﺟداول اﻟﻛﻣﯾﺎت او اﯾﺔ ﺟداول اﺧري واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق).(3
1
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ ﺧﻠﯿﻔﺔ ،ﻋﻘﺪ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺸﯿﺪ واﻟﺒﻨﺎء دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ) ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :ب م2004 ،م(
ص 96
2
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 1/12ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
3
) ( ﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 10/1/1/1ﻋﻠﻲ ان ﺟﺪاول اﻟﻜﻤﯿﺎت ﯾﻘﺼﺪ ﺑﮭﺎ ﺟﺪاول اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﯿﺎوﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ اي وﺛﺎﯾﻖ ﻣﺴﻤﺎة ﻛﺬﻟﻚ وﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ.
- 117 -
اﻟﻣؤﯾدة ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺷﮭري ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ھذا اﻟﺷﮭر( ) .(1وﯾﺟب ان ﯾﺷﺗﻣل ﻛﺷف
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟدﻓﻊ اﻟﻣﻔردات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣﺳب اﻧطﺑﺎﻗﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب ان ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﺑﻌﻣﻼت اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗدﻓﻊ ﺑﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد .واﯾﺿﺎ ﺷﮭﺎدة اﻻداء ﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول ﻗد ﺗم اداء اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻻ ﺑﻌد ان ﯾﻘوم
اﻟﻣﮭﻧدس ﺑﺎﺻدار ﺷﮭﺎدة اﻻداء ﻟﻠﻣﻘﺎول ﻣﺑﯾﻧﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ اﻟﻣﻘﺎول اﻧﮫ ﻗد اﻛﻣل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻧﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﮭﻧدس ان ﯾﺻدر ﺷﮭﺎدة اﻻداء ﺧﻼل 28ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺑﻌد
اﻧﻘﺿﺎء اﺧر ﻓﺗرة ﻣن ﻓﺗرات اﻻﺷﻌﺎر ﺑﺎﺻﻼح اﻟﻌﯾوب او ﻓﻲ اﻗرب ﻓرﺻﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺑﻌد ان ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺎول
ﻗد ﻗدم ﺟﻣﯾﻊ وﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘﺎول واﻧﺟز اﻻﺷﻐﺎل وﺗم اﺧﺗﺑﺎرھﺎ ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﺻﻼح اﯾﺔ ﻋﯾوب ﻓﯾﮭﺎ
ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ارﺳﺎل ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺷﮭﺎدة اﻻداء اﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وان ﺷﮭﺎدة اﻻداء وﺣدھﺎ دون ﻏﯾرھﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻘﺑول اﻻﺷﻐﺎل).(2
اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ﺷﮭﺎدة اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ )اﻟﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ( ﺣﯾث ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ان ﯾﻘدم اﻟﻲ
اﻟﻣﮭﻧدس ﺧﻼل ﻓﺗرة 56ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﺷﮭﺎدة اﻻداء ﻣﺳوده اﻟﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻋﻠﻲ 6ﻧﺳﺦ
ﻣن اﻟوﺛﺎﯾق اﻟﻣؤﯾدة ﺑﺎﻟﻧﻣوذج اﻟذي ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﮭﻧدس .ﺑﻌد ذﻟك اذا ﺗم ﻓض اﻟﺧﻼف ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣﺎدة 4/20او ﺗﻣت ﺗﺳوﯾﺗﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 5/20ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣﻘﺎول ﻋﻧدﺋذ اﻋداد وﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﮭﻧدس).(3
وﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس اﺗﺟﺎه ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ اﻟﻣﺑرم
ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻻﺗﻲ:
ﺗﻘدﯾم ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻻداء ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻋﻘد اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﻧﮫ ﻋﻠﻲ
اﻻﺳﺗﺷﺎري ﺑﻌد اﺑﻼﻏﮫ ﻗرار اﻻﺣﺎﻟﺔ وﻗﺑل ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘد ان ﯾﻘدم ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺳن اﻻداء ﺿﻣﺎﻧﺔ
ﻟﺗﻘدﯾﻣﮫ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ وﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد وﻟﻣدة ﺗزﯾد ﺛﻼﻟﺛﺔ اﺷﮭر ﻋﻠﻲ ﻣدة اﻟﻌﻘد
وﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %10ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻘﺑوﻟﺔ ﺻﺎدرة ﻋن ﺑﻧك او ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌﺗﻣده رﺳﻣﯾﺎ
وﺣﺳب ﻧﻣوذج اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟوارد ﻓﻲ ﻣﻠﺣق اﻟﻌﻘد واذا ﺗطﻠب اﻻﻣر ﺗﻣدﯾد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﯾﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
1
) ( راﺟﻊ اﻟﻤﺎدة 3/14ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
2
) ( ﻋﺼﺎم ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح ﻣﻄﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .179
3
) ( اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺎدة 11/14ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻔﯿﺪﯾﻚ.
- 118 -
ﺗﻣدﯾدھﺎ .اﻟﺗزام اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﺑﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﯾث ﯾري اﻟﺑﻌض اﻧﮫ اﻗﺗﺻر دور
اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻋﻠﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻓﻘد واﻋداد اﻟرﺳوﻣﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﻓﺎن اﻟﺗزام اﻟﻣﮭﻧدس ﯾﻛون اﻟﺗزام
ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ).(1
واذا اﻣﺗد دور اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟﻲ اﻻﺷراف ﻋﻠﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺗوﻟﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ اﻻﻋﻣﺎل
ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﺳﻠﯾم ﺑﻧﺎء ﺧﺎل ﻣن اﻟﻌﯾوب وﻣﺗطﺎﺑق ﻣﻊ اﻟﺧطط اﻟﺗﻲ ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
وﻛذﻟك ﻣﻊ ﻗواﻋد اﻟﻌﻘد).(2
رأي اﻟﺑﺎﺣث :ان اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس اﺗﺟﺎه اﻟﻣﻘﺎول ﺗﺎﺧذ ﺣﯾز ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﮭﻧدس ﺣﯾث
ان اﻟﻣﮭﻧدس ﯾﻌﺗﺑر وﻛﯾل ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎول ﻣﺑﺎﺷرة ﻟذاﻟك ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ
اﺗﺟﺎه اﻟﻣﻘﺎول اﻛﺑر واﺷﻣل ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﺗﺟﺎه ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺣﯾث ﻻﺗﺗﻔﺎوت اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﺗﺟﺎه ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل اﻟﻲ اﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﺑﻧود وﻓق ﻟﻌﻘد اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ.
1
) ( ﻣﯿﺮﻓﺖ رﺑﯿﻊ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺎل ،ﻋﻘﺪ اﻟﻤﺸﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت) ،ب ن :ﻋﯿﻦ ﺷﻤﺲ ،ب ت( ص .343
2
) ( ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻜﺮي ﺳﺮور ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .232
- 119 -
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﻟﻘﺪ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺧﺘﺎم ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺤﻤﺪ ﷲ وﻧﻌﻤﺘﮫ ،ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أﺣﻜﺎم
اﻟﻌﻘﻮد اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ وأﺛﺮھﺎ دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻹﻧﺸﺎءات واﺳﺘﮭﺪﻓﺖ إﺑﺮاز أھﻤﯿﺔ اﻟﻌﻘﻮد
اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول أﺳﺒﺎب اﺧﺘﯿﺎري ﻟﻤﻮﺿﻮع ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ وﺗﻨﺎوﻟﺖ أﯾﻀﺎ ً
أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻣﻊ ﺗﻄﻮرات ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺸﯿﯿﺪ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ
أھﺪاف وﻣﺸﺎﻛﻞ وﺣﻠﻮل اﻟﺪراﺳﺔ وﺟﺎء ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻨﮭﺎ أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺠﺎء
ﺑﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻠﻐﺔ واﻟﻔﻘﮫ ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺎوﻟﺖ أرﻛﺎن وﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ
ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻔﮭﻮم وﺧﺼﺎﺋﺺ وﺷﺮوط ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ً ﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984م ،أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﺘﻨﺎوﻟﺖ ﻓﯿﮫ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ
وأﻧﻮاﻋﮫ وطﺮق اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﮭﻨﺪﺳﯿﺔ ،وﻛﺎن ﺧﺘﺎم ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ھﻮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
اﻟﺬي ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق واﻟﺘﺰاﻣﺎت أطﺮاف اﻟﻌﻘﺪ اﻟﮭﻨﺪﺳﻲ.
ﻻ ﻧﻮد اﻟﺨﻮض ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ ﻣﺎ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻣﻮاﺿﯿﻊ وﻣﺎ ﻋﺎﻟﺠﮫ ﻣﻦ
ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ وإﻧﻤﺎ ﺳﻨﻘﺼﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻰ أھﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﯿﺎت.
اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ.
اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ.
.1أﺑو ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺷﯾر ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ط) 6ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ :اﻟﺧرطوم،
2006م(
.2أﺑو ذر اﻟﻐﻔﺎري ﺑﺷﯾر ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ط) 4ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ :اﻟﺧرطوم،
(2001،
.3أﺑو ﻏدة ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر ،ﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺿﻣﺎن ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ط) 2دار
اﻟﻘﻠم :دﻣﺷق١٤١٨ ،ھـ(
.4أﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ج) 4دار اﻟﻔﻛر :دﻣﺷق(1979 ،
.5اﺣﻣد ﻣﺣﻣد رﻓﺎﻋﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠك) ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻘﺎھرة1994 ،م(
.6اﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﺳﻌد ،ﻧﺣو ارﺳﺎء ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﺷورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ) ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻘﺎھرة1995 ،م(
.7أﺳﺎﻣﺔ روﺑﻲ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟروﺑﻲ ،ﺿواﺑط ﺗﺷﻛﯾل ھﯾﺋﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن) ،دار
اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻘﺎھرة2009 ،م(
.8أﺣﻣد ﺣﺳﺎن اﻟﻐﻧدور ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻺﻧﺷﺎءات) ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
اﻟﻘﺎھرة1998 ،م(
.9اﻻﻣﺎم ﻣﺣﻣد اﺑوزھرة ،اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ) ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ:
اﻟﻘﺎھرة(1996 ،
.10اﻟﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﺑن أﺑﻲ اﻟﻔﺗﺢ اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ ،اﻟﻣطﻠﻊ) ،دار اﻟطﺑﻊ :ﺑﯾروت ،اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻲ،
1970م(
.11اﻟﺣﺳﻧﻲ أﺣﻣد ﺑن ﺣﺳن ،ﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ وﺗﻛﻠﯾﻔﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﻲ) ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ :اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ1999 ،م(
- 127 -
.12اﻟزﺑﯾدي ﻣﺣب اﻟدﯾن أﺑو ﻓﯾض اﻟﺳﯾد ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺳﻣﻰ ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻣن ﺟواھر
اﻟﻘﺎﻣوس) ،دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر :اﻟﻘﺎھرة ،ج ،1ب ت(
.13اﻟﺳﺎﻟوس ﻋﻠﻲ أﺣﻣد ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺎ ً
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون) ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻔﻼح ،اﻟﻘﺎھرة1986 ،م(
.14اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟزرﻗﺎء ،اﻟﻣدﺧل اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻟﻌﺎم) ،دار اﻟﻘﻠم :دﻣﺷق(1998 ،
.15اﻟﺷﯾرازي إﺑراھﯾم ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﯾوﺳف ،اﻟﻣﮭذب ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ) ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ:
ﻣﺻر(1948 ،
.16اﻟﻐﻠﯾﻘﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،ﺻﯾﻎ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻣﺎم
ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻌود اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ(
.17اﻟﻣﺗرك ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟرﺑﺎ واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
ط) 2دار اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ :اﻟرﯾﺎض١٤١٧ ،ھـ(
.18ﺑن ﻗداﻣﺔ ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ،روﺿﺔ اﻟﻧﺎظر وﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎظر) ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﯾﺎن،
ﺑﯾروت1972 ،م(
.19ﺟﻌﻔر اﻟﻔﺿﻠﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﺑﯾﻊ ،اﻹﺟﺎرة ،اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ) ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻧﺷر :ﻋﻣﺎن2016،م(
.20ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن اﺣﻣد ﻧﺻﺎر ،اﻟﻌﻣﯾل اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻧﻣوذج اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺧدﻣﺎت اﻟﻛﺗﺎب اﻷﺑﯾض
اﻟﺟدﯾد) ،ب ن :ب م ،ط1998 ،3م(
.21ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن اﺣﻣد ﻧﺻﺎر ،ﺷروط ﻋﻘد اﻟﺗﺷﯾﯾد اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ ﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة
اﻻطراف ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻧﻣﺎذج ) ،ب ن :ﻣﺻر(/2001 ،
.22ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻧﺻﺎر ،أﺳﻠوب طرح اﻟﻌطﺎءات) ،اﻻﺗﺣﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﮭﻧدﺳﯾن اﻻﺳﺗﺷﺎري:
اﻟﻘﺎھرة ،ط1994 ،2م (
.23ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻧﺻﺎر ،اﻟﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺷروط ﻋﻘد اﻟﺗﺷﯾﯾد ﻟﻠﻣﺑﺎﻧﻲ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ،
)ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس :اﻟﻘﺎھرة ،ب ت(
.24ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻧﺻﺎر ،ﻣﺎﺟد ﺧﻠوﺻﻲ ،ﻗﺎﻧون وﺗﺷرﯾﻌﺎت وﻋﻘود اﻻﺗﺣﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻣﮭﻧدﺳﯾﯾن
اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺑﯾض اﻟﺟدﯾد) ،ب ن :اﻟﻘﺎھرة(2005 ،
.72ﻣﻧﻰ ﺣﺳب اﻟرﺳول ،ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻣﮭﻧدس واﻟﻣﻘﺎول ﻋن ﻋﯾوب اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ﺑﻌد اﻟﺗﺳﻠﯾم -اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺷرﯾﺔ) ،ب ن :ب م2007 ،م(
.73ﻣﯾرﻓت رﺑﯾﻊ ﻋﺑداﻟﻌﺎل ،ﻋﻘد اﻟﻣﺷورة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت) ،ب ن :ﻋﯾن ﺷﻣس ،ب ت(
.74ھﺎﻧﻲ ﺻﻼح ﺳري اﻟدﯾن ،اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻛوﻧﺳرﺗﯾوم) ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻘﺎھرة1999 ،م(
.75وﻣﻘﺎول اﻟﺑﻧﺎء ﺷروطﮭﺎ ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﯾﮭﺎ) ،ب ن :اﻟﻘﺎھرة،
1987م(
.76وھﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ وادﻟﺗﮫ ،ط ) 4دار اﻟﻔﻛر :ﺑﯾروت(1997 ،
.77ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻋﻠﻲ ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ط) 3دار اﻟﻣﺷر :ﺑﯾروت2010 ،م( ص)(259
اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ:
.1أﺑو زﯾد ﺑﻛر ،ﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺿﻣﺎن) ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ :ﺟدة ،ﻋدد ،2ب ت(
.2اﻟﻤﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺴﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1971م.
.3اﻟﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﻟﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻠﻐﻲ ﻟﺳﻧﺔ 1971م.
.4اﻟﻣﮭﻧدس اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟﻣدﻧﻲ ،Rimmerﺑﺣث ﺑﻌﻧوان ﺷروط اﻟﻌﻘود اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد
اﻟراﺑﻊ ،ﻓﺑراﯾر 1939م.
.5ﺟﻣﯾل اﻟﺷرﻗﺎوي ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﺑﺣوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺎرس
1974م ،ص ص.52-51
.6ﻋﺑد اﻷﻣﯾر ﻛﺎظم زاھد ،ﻓﻘﮫ اﻟوﻗف دراﺳﺔ اﺳﺗدﻻﻟﯾﺔ) ،ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﮭﺎد واﻟﺗﺟدﯾد ع :6اﻟﻛوﻓﺔ،
(2007
.7ﻋﺑد اﻷﻣﯾر ﻛﺎظم زاھد ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼم) ،ﻣﺟﻠﺔ ﺣوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗدى اﻹﺻدار :7
اﻟﻛوﻓﺔ،
.8ﻋﺑد اﻟرازق اﻟﺳﻧﮭوري ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻣﺟﻠد ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟدورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻌدد
اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ1407 ،ھـ 1986 -م.
.9ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ ،م.50
.10ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﺑﺣوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻣﺎرس1974 ،م.
.11ﻣﺣﻣد رواس ﻗﻠﻌﺔ ﺟﻲ ،اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﮫ واﻟﺷرﯾﻌﺔ) ،دار
اﻟﻧﺷر :اﻷردن ،ب ت( أﺑو زﯾد ﺑﻛر ،ﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺿﻣﺎن) ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ :ﺟدة،
ﻋدد ،2ب ت(
.12ﻣﺣﻣد رواس ﻗﻠﻌﺔ ﺟﻲ ،اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﮫ واﻟﺷرﯾﻌﺔ) ،دار
اﻟﻧﺷر :اﻷردن ،ب ت(
.13ﻣﺣﻣد ﺳﻼم زﻧﺎﺗﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻗﺎﻧون ﺣﻣوراﺑﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ1971 ،م،
.14ﻣﺣﻣد ﻏﺎزي اﻟﺟﻼﻟﻲ ،اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺷﯾﯾد) ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﯾن ﺷﻣس1997 ،م(
- 136 -
اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﯿﺔ:
www.bonah.org1-
nah.org. www.bo 1
2ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻹدارة اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ.https//hrdiscussion.com ،
3ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻹدارة اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ.https//hrdiscussion.com ،
sites.google.com. 4
www.bonah.org 5
اﻟﻣﺣﺎﺿرات واﻟﻧدوات: