Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 31

‫اثار تعاطي المخدرات ودور الدولة في مكافحتها‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تمارس المخدرات دورا كبيرا جدا في دفع اإلنسان إلى ارتكاب مختلف الجرائم ‪ ,‬إذ إنها‬

‫تؤثر على الجهاز العصبي والحسي لإلنسان فتفقده السيطرة على نفسه عندما يحتاج إلى جرعة‬

‫المخدر ‪ ,‬إذ يكون في نفسية مضطربة تماما فيكون مستعدا الرتكاب أية جريمة من اجل الحصول‬

‫على هذه الجرعة ‪ ,‬لكي يتخلص من اآلالم الجسدية والنفسية التي يتركها عدم حصوله على‬

‫المخدر الالزم لتهدئته ‪ ,‬هذا من جانب ومن جانب آخر إن المدمن قد يرتكب الجريمة وهو في‬

‫حالة التأثر بالمخدر إذ إن المخدرات تضعف تمييز الشخص وإ دراكه لألمور وحكمه عليها ‪,‬‬

‫وبالتالي قد يرتكب الجريمة من حيث ال يعلم كارتكاب جريمة الدعارة أو الزنا أو اللواط ‪ ,‬وسواء‬

‫أكان هذا األمر بالنسبة للرجال أو النساء ‪ .‬بل إن أغلب الجرائم اإلرهابية – كالتفجيرات‬

‫االنتحارية – ترتكب تحت تأثير المخدرات التي تعطى ألولئك االنتحاريين ‪ ,‬وال أكون مبالغا‬

‫عندما أقول بأن لإلرهاب سببا مهما – باإلضافة إلى أسباب أخرى – أال وهو اإلدمان على‬

‫المخدرات ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن المخدرات لها الدور الكبير والمهم في دفع اإلنسان إلى ارتكاب الجريمة‬

‫سواء من اجل الحصول على المخدر أو عندما يكون تحت تأثيره ‪.‬‬

‫والبد من القول بأن اإلدمان على المخدرات أو تعاطيها يرجع إلى التاريخ القديم إذ يضرب‬

‫بجذوره فيه ‪ ,‬إذ كان اإلنسان منذ آالف السنين يستعمل نباتات معينة تحتوي على مواد تغير من‬
‫حالة العقل واإلدراك والحس ‪ ,‬وذلك من اجل الشعور بالسعادة أو تخفيف معاناة مريض معين أو‬

‫نسيان معاناة الحياة وأعباءها ‪.‬‬

‫ومن بين أهم األسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات أو اإلدمان عليها تأتي البيئة‬

‫األسرية أو المدرسية أو أصدقاء السوء أو ظروف العمل أو دور المجتمع عموما أو غير ذلك من‬

‫األسباب ‪.‬‬

‫ويالحظ بشأن أنواع المخدرات بأنها يمكن أن تنقسم إلى مخدرات نباتية أصلها الطبيعة من‬

‫خالل النباتات ‪ ,‬أو من الممكن أن تكون تلك المخدرات كيمياوية إذ تدخل النباتات في صناعتها أو‬

‫تكون كيمياوية بدون تدخل النباتات ‪.‬‬

‫وبالنسبة لوسائل مكافحة المخدرات فمن الواضح بأن الوقاية خير من العالج ‪ ,‬لذلك يبرز‬

‫دور الوسائل الوقائية لمنع السقوط في جرائم المخدرات ‪ ,‬وذلك من خالل تقوية رابطة الشخص‬

‫بأسرته وبمجتمعه ‪ ,‬وبالتالي بوطنه وتعزيز ثقته بنفسه ‪ ,‬باإلضافة إلى تقوية وإ ذكاء الروادع‬

‫الدينية حتى يمكن وقايته من الجرائم ‪ .‬لكن في حالة الوقوع في المحذور وهو الجريمة يجب‬

‫عندئذ البحث عن وسائل أخرى تمكننا من معالجة ما وقع بالفعل ‪ ,‬وبالتالي تبرز الوسائل العالجية‬

‫‪ ,‬الن وسائل الوقاية لم تنفع مع ذلك الشخص ‪ ,‬وتتمثل الوسائل العالجية بالوسائل األمنية وإ دارات‬

‫المخدرات باإلضافة إلى القانون من خالل العقوبة التي يقررها على المجرمين ‪ .‬وباإلضافة إلى‬

‫هذه الوسائل الداخلية يظهر دور الوسائل الدولية نظرا المتداد آثار المخدرات والمؤثرات العقلية‬

‫سلبيا على مستوى العالم‬


‫وتظهر مشكلة الموضوع من خالل اآلثار التي يمكن أن تترتب على اإلدمان أو تعطي‬

‫المخدرات ‪ ,‬إذ يالحظ في هذا الشأن بأن تلك اآلثار ال تقتصر على اآلثار الجرمية من خالل دفع‬

‫اإلنسان إلى ارتكاب الجريمة بل يمتد أثرها حتى إلى النواحي السياسية واألمنية واالقتصادية‬

‫واالجتماعية واألخالقية واألدبية ‪ ,‬بل وحتى االنتخابات ممكن أن تتأثر بتعاطي المخدرات أو‬

‫اإلدمان عليها من خالل اآلثار اإلجرامية وانعكاساتها على امن المجتمع ‪.‬‬

‫وتظهر مشكلة الموضوع أيضا من خالل الكيفية التي يمكن من خاللها إعادة المدمن إلى‬

‫حظيرة المجتمع كإنسان عادي غير مريض جسديا أو نفسيا بفعل المخدرات ‪ ,‬وهذا ال يتأتى إال‬

‫من خالل تفهم وضعيته ونفسيته ومحاولة التخلص من كل اآلثار التي تتركها المخدرات عليه ‪,‬‬

‫سواء أكانت الجسدية أو النفسية من خالل طرق المعالجة ومحاولة القضاء على األسباب إلي أدت‬

‫إلى تعاطيه المخدرات أو إدمانه عليها ‪ ,‬وهذه المشكلة يجب على المسؤولين أخذها بعين االعتبار‬

‫والرعاية واالهتمام حتى يمكن تخليص المدمن من المخدرات وآثارها السلبية ‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم سنقسم هذا البحث إلى مبحثين ‪ ,‬نتناول في األول التعريف بتعاطي‬

‫المخدرات‪ ,‬أما المبحث الثاني فسنتناول فيها اثار تعاطي المخدرات‪ ,‬اما المبحث الثالث‬

‫فسنستعرض فيه دور الدولة في الحد من تعاطي المخدرات ‪,‬ثم خاتمة البحث التي سنضمنها أهم‬

‫النتئج والتوصيات‬
‫المبحث االول ‪ :‬التعريف بتعاطي المخدرات‬

‫يقتضي التطرق في هذا المبحث إلى التعريف بالمخدرات من خالل بيان مفهومها العام‬

‫والخاص ‪ ,‬وكذلك الثاني إلى االسباب المؤدية الى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫وبناء على ذلك البد من تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين ‪ ,‬نتناول في األول منهما ‪ ,‬تعريف‬

‫تعاطي المخدرات‪ ,‬في حين نتطرق في الثاني إلى االسباب المؤدية الى تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫مطلب اول ‪ :‬تعريف تعاطي المخدرات‬

‫إن التعرف على مفهوم المخدرات يقتضي التطرق إلى تعريفها أوال سواء أكان ذلك على‬

‫المستوى اللغوي أو القانوني أو الدولي ‪ ,‬باإلضافة إلى التطرق إلى تعريف اإلدمان على‬

‫المخدرات الن مصطلح اإلدمان يرد متالزما مع المخدرات في معظم األحوال سواء لوحده أو مع‬

‫مصطلح آخر هو التعاطي والذي يسبق اإلدمان من الناحية الزمنية ‪.‬‬


‫وبناء على ما تقدم ينبغي التطرق إلى هذا الموضوع في فقرتين نتناول في أولهما تعريف‬

‫المخدرات ‪ ,‬في حين نستعرض في ثانيهما تعريف اإلدمان على المخدرات أو ما يرد معه من‬

‫مصطلحات أخرى ‪ ,‬وذلك وفقا لما يلي ‪- :‬‬

‫أوال ‪ /‬تعريف المخدرات ‪:‬‬

‫إن تعريف المخدرات في اللغة يقارب إلى حد ما تعريفها في االصطالح الفني أو العلمي‬

‫أو القانوني ‪ ,‬إذ تدور المعاني في مجملها حول التخدير والخدر ‪.‬‬

‫ففي اللغة ( تعني كلمة الخدر الكسل أو الفتور ‪ ,‬والمخدر يعني المضعف والمفتر ‪ ,‬ويقال‬

‫‪ ( .‬وتعني كلمة ( الخدر ) الستر ‪ ,‬وجارية مخدرة أي إذا‬ ‫(‪)1‬‬


‫تخدر الشخص أي ضعف وفتر)‬

‫‪ .‬والمخدر لغة يعني أيضا الظلمة والخدرة‬ ‫(‪)2‬‬


‫لزمت الخدر ‪ ,‬والخدر في الرجل بابه طرب )‬
‫(‬
‫الظلمة الشديدة ‪ ,‬والخادر الكسالن ‪ ,‬والخدر من الشراب والدواء ‪ :‬فتور وضعف يعتري الشارب‬

‫‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫(( والمخدرات فنيا تعني العقاقير المجلبة للنوم ‪ ,‬وفي القاموس الطبي تعني العقاقير‬

‫المخدرة العقاق ــير التي تسبب النوم أو التخديـ ـ ــر ‪ ,‬بينما تعني المواد النفسيـ ــة المواد التي تــؤثر على‬

‫العقل‬

‫( المؤثرات العقلية ) ‪ ,‬وفي الفارماجولوجيا تعد العقاقير المخدرة والمواد النفسية من العقاقير ذات‬

‫التأثير على الجهاز العصبي المركزي ‪ ,‬وتعرف العقاقير المخدرة بأنها العقاقير التي تخفف األلم‬
‫وتحدث النوم أو النسيان وتحدث اعتمادا جسميا ونفسيا وعند التوقف عن تعاطيها تحدث أعراض‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫االنقطاع‪,‬بينما تعني المواد النفسية العقاقير التي تؤثر على الحالة النفسية والسلوك ))‬

‫أما اصطالحا فإنه ال يوجد تعريف جامع مانع يتفق عليه العلماء للمخدرات ‪ ,‬إال انه يمكن‬

‫القول بأن المخدرات هي ( كل مادة مسكرة أو مفترة طبيعية أو مستحضرة كيميائيا من شأنها أن‬

‫تزيل العقل جزئيا أو كليا ‪ ,‬وتناولها يؤدي إلى اإلدمان ‪ ,‬بما ينتج عنه تسمم في الجهاز العصبي ‪,‬‬

‫فتضر الفرد والمجتمع ‪ ,‬ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إال ألغراض يحددها القانون وبما‬

‫‪.‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫ال يتعارض مع الشريعة اإلسالمية )‬

‫وبالنسبة للتعريف القانوني للمخدرات فقد عرفتها معظم قوانين المخدرات في البالد العربية‬

‫ومنها العراق في قانون المخدرات ‪ ,‬حيث عرف المخدر بأنه ( كل مادة طبيعية أو تركيبية من‬

‫‪ .‬وتطرق القانون اللبناني‬ ‫(‪)6‬‬


‫المواد المدرجة في الجدولين األول والثاني الملحقين بهذا القانون )‬

‫إلى تعريف المخدرات بالقول أن ( عبارة – مخدرات – يقصد بها جميع النباتات والمواد الطبيعية‬

‫والتركــيبية والمنتجات الموضوعة تحت المراقبــة والخاضع ــة لتدابيــر رقابيــة بم ــوجب أحكام هذا‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫القانون )‬

‫كما أن فقهاء القانون قد عرفوا المخدرات بأنها(تلك المواد التي تسبب تسمم الجهاز العصبي‬

‫وهي مجموعة من المواد ينشئ عنها اإلدمان‪,‬وبدون األغراض التي يحددها القانون فإنه يحظر‬

‫ت ــداولها أو زراعتــها أو صنعـها بحيـ ــث ال يج ــوز استعم ــالها إال بواسطة من رخص القانون لهم‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫بذلك)‬
‫فرع اول ‪ :‬تعرف التعاطي‬

‫فرع ثاني ‪ :‬تعريف االدمان‬


‫يعرف اإلدمان على المخدرات وفقا لتعريف هيئة الصحة العالمية في كتيب صدر عنها سنة‬

‫(‪ ) 1973‬بأنه ( حالة نفسية ‪ ,‬وأحيانا عضوية ‪ ,‬تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار ‪ ,‬ومن‬

‫خصائصها استجابات وأنماط سلوك مختلفة ‪ ,‬تشمل دائما الرغبة الملحة في تعاطي العقار بصورة‬

‫متصلة أو بين الحين واآلخر للشعور بآثاره النفسية أو لتجنب اآلثار المزعجة الناجمة عن عدم‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫توفره ‪ ,‬وقد يدمن المتعاطي على أكثر من مادة واحدة في الوقت عينه )‬

‫وقد عرف اإلدمان أيضا بأنه ( حالة تكيف اإلنسان بدنيا ونفسيا أو كليهما مع عقار يسيء‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫استخدامه بحيث تظهر عليه أعراض االنقطاع عند التوقف عن التعاطي )‬

‫أما خصائص اإلدمان فتمثل بالحاجة النفسية وأحيانا العضوية للحصول على العقار المخدر ‪,‬‬

‫كما توجد الرغبة الملحة في االستمرار بتعاطي مجموعة عقاقير أو عقار ما مهما كانت الوسيلة‬

‫لذلك وان كانت األخيرة غير مشروعة‪ ,‬كما أن زيادة الجرعات بصورة تصاعدية يعود إلى تعود‬

‫جسم المدمن على العقار وعدم اكتفائه بالجرعة السابقة ‪ ,‬هذا مع ظهور األعراض الجسدية‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫والنفسية المميزة لكل عقار وبالخصوص في حالة االنقطاع عنه فجأة‬

‫أما بالنسبة للتعاطي فإنه يمثل المرحلة األولى لإلدمان أو المرحلة التي تسبقه ‪ ,‬وعلى ذلك‬

‫يظهر مستويين للتعاطي ‪ ,‬األول يتمثل بالتعاطي على سبيل إحداث شعور بالسعادة واالنشراح أو‬

‫مشاركة األصدقاء أو على سبيل االستكشاف والتجريب ‪ ,‬أما المستوى الثاني وهو األكثر خطورة‬
‫فهو اإلدمان على نوع معين أو أكثر من العقاقير وصعوبة االمتناع عن تعاطيه ‪ ,‬وبالتالي يعرف‬

‫التعاطي بأنه ( االستخدام غير الطبي أو العالجي للمخدرات وذلك بتناول اإلنسان لمادة أو أكثر‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫من المواد المسببة لإلدمان )‬

‫مطلب ثاني ‪ :‬االسباب المؤدية الى تعاطي المخدرات‬

‫إن ألية ظاهرة من الظواهر سواء أكانت سيئة أو حسنة عدة أسباب تؤدي إليها ‪ ,‬وهذه‬

‫األسباب قد يكون مرجعها الفرد في ذاته ‪ ,‬أو المجتمع في تكوينه العام وجزيئاته الكلية إذ يشجع‬

‫على وجود هذه الظاهرة ‪ ,‬والذي يعنينا هنا كون الظاهرة ذات األساس الفردي أو االجتماعي‬

‫ضارة بالفرد والمجتمع وبالتالي يجب البحث عن وسائل مكافحتها أو التصدي لها لتقليل خطورتها‬

‫الفردية واالجتماعية معا أو إعدام تلك الخطورة نهائيا ‪ ,‬وهذا في الواقع ال يأتي إال بتكثيف الجهود‬

‫( بدافع جدي ) الفردية واالجتماعية في الوقت ذاته لمواجهة تلك الظاهرة ‪ .‬بل إن للجهود األخرى‬

‫االقتصادية والسياسية والثقافية وبالخصوص اإلعالمية منها دورا مهما في مكافحة أو إنهاء تلك‬

‫الظاهرة وآثارها السلبية على المجتمع بصورة عامة ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن لظاهرة المخدرات أسباب تؤدي إليها ‪ ,‬وينبني على ذلك ضرورة وجود‬

‫وسائل وسبل مختلفة لمكافحة هذه الظاهرة التي هي بدورها متنوعة ‪.‬‬
‫يمكن القول بان أسباب تعطي المخدرات تنحصر في مجموعتين رئيستين ‪ ,‬األولى خاصة‬

‫بالفرد ‪ ,‬أما الثانية فتتعلق بالمجتمع عموما ‪ .‬وعلى ذلك البد من التطرق إلى هذا الموضوع في‬

‫فرعين مستقلين ‪ ,‬نتعرض في األول إلى األسباب الخاصة بالفرد ‪ ,‬في حين نتناول في الثاني دور‬

‫المجتمع في تعاطي الفرد للمخدرات ‪ ,‬في حين نتطرق في الثالث إلى آثار تعاطي المخدرات ‪.‬‬

‫هناك مجموعة من األسباب التي ترجع إلى الفرد خصوصا وتشكل عامال مهما في دفعه إلى‬

‫تعاطي المخدرات أو اإلدمان ( االعتماد ) عليها ‪ .‬ويمكن إجمال هذه األسباب بما يأتي ‪:‬‬

‫أوال ‪ /‬عدم التقيد بالحدود الدينية ‪:‬‬

‫إن للدين تأثيرا كبيرا جدا في تكوين شخصية اإلنسان وجعلها متفاعلة بصورة إيجابية مع‬

‫المجتمع ‪ ,‬ولألديان على مر التاريخ انعكاسات ايجابية على نفسية اإلنسان وبالتالي على‬

‫سلوكياته ‪ .‬إذ تعد األديان – ومنها ديننا الحنيف – احد أهم األسباب التي تمنع من ارتكاب الجرائم‬

‫المختلفة ‪ .‬فالحدود الدينية تمنع أي إنسان من االعتداء على غيره من بني البشر ‪ ,‬بل تمنعه حتى‬

‫من االعتداء على نفسه باالنتحار أو تناول المخدرات أو المسكرات ‪ .‬لذلك نجد أن اإلنسان الملتزم‬

‫دينيا متقيدا بتلك الحدود وبالتالي ال يرتكب األفعال التي تعد مخالفة للدين الذي يعتنقه ‪ ,‬مع‬

‫مالحظة أن الدين هو دين واحد منذ زمن نبي اهلل آدم (ع) إلى زمن نبينا محمد (ص وآله) ‪ .‬ويعد‬

‫ضعف الوازع الديني أو قلته من أهم األسباب التي تساهم في ازدياد عدد الجرائم ‪ ,‬ومنها جرائم‬

‫المخدرات ‪ ,‬ويالحظ تأثير هذا العامل نفسية اإلنسان الن الدين يتع ــامل مـ ــع باطــن اإلنسـ ــان‬

‫‪ .‬وبما أن الجريمة وفقا للتفسير الديني تنبعث من مصادر‬ ‫(‪)29‬‬


‫ونفسيته قب ــل أن يتعام ــل مــع ظاهره‬

‫داخلية لإلنسان لذلك فان الجريمة ليست إال انقالب للحقائق ناشئ من الخطأ في التصور أو الوهم‬
‫في التفكير ‪ ,‬وهذا المرض الفتاك هو الذي يؤدي إلى الظاهرة اإلجرامية إذ تعد األخيرة نتيجة‬

‫حتمية الضطراب النفس وانحراف التفكير وعدم الشعور أو اإلحساس بالخطيئة من قبل مرتكب‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫الجريمة ومنها المخدرات لقناعته أن ما يرتكبه هو مباح ومشروع بالنسبة له‬

‫ثانيا ‪ /‬زيادة القدرة المالية للفرد ‪:‬‬

‫بال شك أن زيادة القدرة المالية للفرد وبالخصوص بالنسبة إلى فئة السباب تساهم مساهمة‬

‫فعالة في ازدياد جرائم المخدرات ‪ ,‬وتتوسع هذه الجرائم مع زيادة حجم الحرية التي تعطيها العائلة‬

‫ألبنائها ‪ .‬ويالحظ بان هناك ارتباط وثيق جدا بين المقدرة المالية وبيئة الفراغ ‪ ,‬حيث تعد أوقات‬

‫الفراغ فترات زمنية ترويحية ‪ ,‬لذلك يحاول بعض المترفين تعاطي المخدرات أو المسكرات‬

‫بوصفها من مصادر النشوة والسعادة أو لنسيان الهموم ومشاكل العمل والترويح عن النفس ‪ ,‬إال‬

‫أن األمر يتطور بعد ذلك إلى اإلدمان على هذه المسكرات أو المخدرات مع ما يترتب على ذلك‬

‫‪.‬‬ ‫(‪) 31‬‬


‫من آثار سيئة على الفرد المدمن والمجتمع بصورة عامة‬

‫ثالثا ‪ /‬التقليد ‪:‬‬

‫في كثير من وقائع حياتنا اليومية نالحظ وجود التقليد لدى عدد كبير من األطفال والشباب‬

‫بل وحتى الكبار ‪ ,‬من خالل محاولة هؤالء تقليد غيرهم في بعض المظاهر‪ ,‬سواء أكانت حسنة أم‬

‫سيئة ‪ ,‬ونشاهد أيضا كثيرا من األطفال يدخنون السكائر أو يشربوا الخمر أو يتعاطوا المخدرات ال‬

‫لشيء أال ألنهم يريدوا أن يقلدوا قدواتهم السيئة سواء أكان هؤالء القدوات هم اآلباء أو اإلخوة أو‬

‫األصدقاء ‪ ,‬ومن هنا نالحظ أيضا التأثير الكبير الذي تتركه بيئة الصداقة السيئة على المجتمع من‬
‫خالل انحراف األبناء في تيار لجريمة على مختلف أنواعها ومنها المخدرات ‪ .‬وبالتالي تظهر‬

‫ضرورة اختيار األصدقاء الجيدين والملتزمين أخالقيا سواء أكان ذلك في بيئة المدرسة أو بيئة‬

‫العمل أو في المجتمع عموما ‪.‬‬

‫رابعا ‪ /‬السلوك المنحرف لبعض األفراد ‪:‬‬

‫يؤدي السلوك المنحرف لبعض األفراد إلى ارتكاب جرائم المخدرات ‪ ,‬حيث يالحظ بان‬

‫معظم جرائم المخدرات وإ دمان الخمور ترتبط بأنواع أخرى من السلوك المنحرف كالمراهنات‬

‫ولعب القمار أو الميسر ‪ ,‬والنشاط الجنسي غير المشروع ‪ ,‬وإ قامة الحفالت الماجنة للرقص‬

‫الرخيص أو للخالعة ‪ ,‬وكذلك االختالط المزري بين الجنسين ‪ ,‬وهنا يالحظ بان المدمن أو‬

‫السكران في لحقيقة قد يصل إلى مرحلة تفقده شعوره أو سيطرته على نفسه مما يؤدي إلى ارتكابه‬

‫مختلف الجرائم سواء كانت الجنسـ ــية والتي قد تصل إلى زنا المحـ ــارم ‪ ,‬أو الجرائم األخالقية‬

‫‪ .‬والبد من اإلشارة إلى أن تعاطي المخدرات قد‬ ‫(‪)32‬‬


‫األخرى أو حتى جرائم القتل أو غير ذلك‬

‫يكون سببه التغلب على الخوف االجتماعي من اآلخرين ‪ ,‬فالشخص عند تعاطيه المخدرات سوف‬

‫يتغلب على هذا الخوف وبالتالي سيحضر إلى الحفالت أو المناسبات االجتماعية أو يتكلم مع من‬

‫يحبها مثال أو يستطيع أن يحضر الدرس ‪ ,‬وعلى ذلك فإن معظم المصابين بالرهاب ( الخوف )‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫االجتماعي سوف يلجأون إلى تعاطي المخدرات ‪ ,‬وهذا ما يؤدي إلى ارتكابهم الجريمة‬

‫خامسا ‪ /‬انخفاض مستوى التعليم ‪:‬‬


‫يعد هذا السبب من أهم األسباب الخاصة بالفرد والتي تزيد من نسبة مدمني المخدرات‬

‫ومتعاطيها ‪ ,‬إذ أن المروجين للمخدرات قد يوهمون األشخاص غير المتعلمين بان تعاطي‬

‫المخدرات سوف يزيد من نسبة الذكاء وتحصيل المعرفة بصورة أسرع وبطريقة أكثر اختصار ‪,‬‬

‫في حين إن الحقيقة تجافي هذه الوهم الكاذب ‪ ,‬كذلك قد يوهم بعض األشخاص – وقد يكون من‬

‫بينهم متعلمين – بان تعاط بعض أنواع من المخدرات سوف يزيد من القدرة الجنسية لذلك يلجا‬

‫الشباب المنحرف إليها عند ممارستهم الزنا ‪ ,‬ال بل حتى األشخاص المتزوجين زواجا مشروعا قد‬

‫يلجأوا إلى المخدرات العتقادهم الخاطئ بأنها سوف تزيد من قدرتهم الجنسية وبالخصوص في‬

‫األيام األولى من الزواج ‪ ,‬في حيـ ــن أن له ــذه المخ ـ ــدرات األثر السلبـ ــي والسيئ سواء على صحة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫اإلنسان أو على أخالقه‬

‫وينبغي اإلشارة هنا إلى إن موضوع الثقافة والتعليم يمارس ويؤدي دورا كبيرا جدا في‬

‫صنع شخصية اإلنسان وتكيفه مع طبيعة الحياة وظروفها ومشاكلها المختلفة ‪ ,‬فالمالحظ وحسب‬

‫اإلحصاءات والمالحظات الميدانية إن جرائم المخدرات مثل التعاطي واإلدمان أو الترويج‬

‫والتجارة تكثر في األحياء أو المناطق المتدنية في مستواها االجتماعي والثقافي واالقتصادي أو‬

‫كما تسمى في أميركا باألحياء القذرة ‪ ,‬إذ يتعرض الشخص في هذه األحياء لمرافقة أصحاب‬

‫الرذيلة والسوء ‪ ,‬باإلضافة إلى وضع أبنيتها غير النظامية ( العشوائية ) والتي تساعد على‬

‫االختفاء أو الهرب عند مطاردة الشرطة ‪ ,‬وفي الدول العربية تنتشر ظاهرة تعاطي المخدرات في‬

‫أحياء كثيرة منها ‪ ,‬ومن أمثلة ذلك أحياء الكرنتينة وغليل التي تقع في جنوب مدينة جدة في‬

‫المملكة العربية السعودية ‪ ,‬إذ شاعت مقولة مفادها أن الداخل إلى شوارع كرنتينة مفقود والخارج‬
‫منها مولود وبالخصوص بعد العاشرة ليال ‪ ,‬وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على خطورة مثل‬

‫هذه األحياء التي ينتشر فيه التخلف االجتماعي واالقتصادي والثقافي وتنعدم فيها الخدمـ ــات‬

‫‪ .‬ومن هنا يأتي دور أماكن التعليم سواء كانت‬ ‫(‪)35‬‬


‫األساسية وهذا ما يشجـ ــع عل ـ ــى اإلجرام فيها‬

‫المدارس الحكومية أو غيرها في الحد أو القضاء على ظاهرة اإلدمان على المخدرات ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اثار تعاطي المخدرات‬

‫يترتب على تعاطي المخدرات أو اإلدمان ( االعتماد ) عليها جملة من اآلثار‪ ,‬وفي مقدمتها‬

‫تظهر اآلثار الدينية المترتبة على ذلك ‪ ,‬ويبرز أيضا انعكاس اإلدمان على حجم الظاهرة‬

‫اإلجرامية في المجتمع ‪ ,‬بل إن األمر يتعدى حدود التأثير اإلجرامي على السلوك البشري ليتخطاه‬

‫إلى التأثير على النواحي السمية والنفسية للمتعاطي أو المدمن ‪ ,‬وكذلك فان هناك آثارا اقتصادية‬

‫وأخرى سياسية واجتماعية تترتب على تعاطي المخدرات أو اإلدمان ( االعتماد ) عليها ‪ .‬وعلى‬

‫ذلك سنتناول ذلك وفقا للنقاط اآلتية ‪-:‬‬

‫مطلب اول ‪ :‬االثار االجتماعية لتعاطي المخدرات‬

‫يمكن اإلشارة إلى أن هذه اآلثار تنقسم إلى قسمين ‪ ,‬األول يتعلق باآلثار االجتماعية في‬

‫عالقة المدمن مع المجتمع عموما ‪ ,‬أما الثاني فيظهر من خالل عالقة المدمن بأسرته ‪ .‬فاإلدمان‬

‫على المخدرات يجعل من المدمن شخصا غير مقبول اجتماعيا وهذا ما سينعكس على عالقاته مع‬

‫اآلخرين بوصفه شخصا مرفوض اجتماعيا سواء أكان ذلك في مكان العمل أو مع أصدقائه وهذا‬

‫ما يؤدي إلى صعوبة إقامته العالقات مع اآلخرين بل وربما حتى مع نفسه ‪ ,‬حيث من الممكن أن‬
‫يصل المدمن إلى مرحلة معينة بحيث ال يستطيع أن يقتنع بنفسه أو بوجوده مما يدفعه إلى االنتحار‬

‫‪ .‬أما بالنسبة آلثار المخدرات على األسرة فيظهر ذلك من خالل العالقة بين الوالدين في البيت ‪,‬‬

‫وكذلك والدة أطفاال مشوهين ‪ ,‬باإلضافة إلى زيادة اإلنفاق على المخدرات سيجعل دخل األسرة‬

‫محدودا مما قد يدفع الزوجة أو األم أو اإلخوان أو األبناء إلى السقوط هاوية الجريمة ‪ ,‬باإلضافة‬

‫إلى توتر العالقات األسرية والعيش في جو من المشاكل االجتماعية التي ليس لها حال وال تنتهي‬

‫غالبا إال بضياع األسرة وتفككها وهذا ما ينعكس بدوره على المجتمع ‪.‬‬

‫مطلب ثاني ‪ : :‬االثار االقتصادية لتعاطي المخدرات‬

‫تحدث المخدرات تأثيرا سيئا للغاية على االقتصاد بشكل عام سواء أكان المتعلق بدخل‬

‫الفرد وإ نتاجيته أو المتعلق بالدخل القومي للدولة وإ نتاجيتها ‪ ,‬حيث إن الرقابة على انتشار ظاهرة‬

‫اإلدمان على المخدرات وبالتالي القبض على المجرمين ومحاكمتهم تحتاج إلى قوى بشرية ومادية‬

‫كثيرة للقيام بهذا األمر وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة نفقات الدولة ومن خالله يتأثر اقتصاد الدولة‬

‫بشكل عام ‪ ,‬حيث تتحول الدولة من اتجاه اإلنتاجية االقتصادية إلى محاربة المخدرات ومحاولة‬

‫القضاء عليها ‪ ,‬كما إن تمويل المخدرات من قبل المروجين والتجار يؤدي إلى صرف مبالغ طائلة‬

‫جدا حيث يتحول جزء كبير من األموال إلى تحقيق غايات فردية دون المساهمة في زيادة الدخل‬

‫القومي للدولة ‪ ,‬وكذلك الحال بالنسبة لألموال التي تدفع لشراء المخدرات من قبل المدمنين فبدال‬

‫من أن توجه هذه األموال في زيادة اإلنتاجية وتقوية االقتصاد القومي للدولة فإنها ستساهم في‬
‫تقليل تلك اإلنتاجية وتدمر االقتصاد القومي بل وتؤثر على دخل لفرد ذاته ‪ ,‬كما إن المخدرات‬

‫‪ ,‬حيث ينحصر‬ ‫(‪)46‬‬


‫تساهم بنسبة كبيرة في صنع اخطر قنبلة بشرية موقوتة أال وهي البطالة‬

‫توزيع رؤوس األموال على فئة قليلة من الناس وهم تجار المخدرات ومروجيها ‪ ,‬في حين يبقى‬

‫اآلخرون عاطلون عن العمل مما يؤدي بهم إلى البحث عن مصادر غير مشروعة للعمل وهذا ما‬

‫ينعكس سلبيا على إنتاجية الدولة واقتصادها القومي ‪ ,‬ويالحظ أيضا بان اإلنتاجية االقتصادية‬

‫للعمل سوف تنخفض نظرا الن المخدرات تضعف القدرة الجسدية والنفسية لدى المدمن مما يجعل‬

‫إنتاجيته اقل من الشخص غير الم ــدمن ‪ ,‬كم ـ ــا ان ــه تضعف مـ ــن المهـ ــارة العقلية والفنية مما يؤدي‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫إلى انخفاض اإلنتاج للدولة كما وكيفا‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور الدولة في الحد من تعاطي المخدرات‬

‫نظرا لكون ظاهرة اإلدمان على المخدرات من المشاكل التي يعاني منها المجتمع عموما ‪ ,‬سواء‬

‫على المستوى الوطني أو الدولي ‪ ,‬لذلك يبدو من الالزم والواجب أيضا أن يتم البحث عن وسائل‬

‫مكافحة هذه الظاهرة على هذين المستويين ‪ ,‬وعلى ذلك فإنهما يتضمنان مجموعة وسائل تسعى‬

‫إلى مكافحة هذه الظاهرة وذلك بالقضاء عليها نهائيا أو الحد منها وتقليل أو إنهاء آثارها السلبية‬

‫على الفرد والمجتمع‬

‫مطلب اول ‪ :‬الطرق والجهود الوقائية لمكافحة المخدرات‬

‫تتوزع الطرق والجهود إلى مجموعتين مهمتين– كما يقال إن الوقاية خير من العالج –‬

‫والوسائل العالجية ‪.‬‬


‫‪ -1‬الوسائل الوقائية ‪:‬‬

‫فيما يتعلق بمجموعة الطرق والجهود الوقائية فإنها تتوزع إلى وسائل مهمة يأتي في‬

‫مقدمتها التربية والتعليم ‪ ,‬إذ يعدان من الوسائل الوقائية المهمة والتي يظهر دورها الفعال في‬

‫مكافحة ظاهرة اإلدمان على المخدرات أو تعاطيها ‪ .‬إذ إن هذه الوسيلة يمكن أن تستخدم مع‬

‫األفراد عموما سواء أكانوا في المدارس االبتدائية أو في المدارس الثانوية أو في الجامعات أو‬

‫أماكن العمل ‪ ,‬بل يمكن استخدام هذه الوسيلة حتى مع غير المتعلمين من خالل إقامة الندوات‬

‫التعليمية ‪ .‬فالتربية هي المعنى الحقيقي لتكوين المواطن الصالح المؤمن بربه ووطنه وقيمه ودور‬

‫ذلك اإليمان في االنعكاس على شخصية المتلقي النفسية والروحية والخلقية واالجتماعية والعقلية‬

‫والجسمية وحتى الفنية ‪ ,‬الن التربية والتعليم هي رسالة شاملة بكل المعني ‪ ,‬وبذلك فهي توجه‬

‫إلى حل مشاكل المجتمع وتنمية مشاعر االنتماء في نفوس الناشئة وتحريرهم من مظاهر السلوك‬

‫المنحرف أو الشاذ ‪ ,‬وبالتالي تجنيبهم الوقوع في مخالفات القانون أو التعدي على قيم المجتمع‬

‫وعاداته وبذلك تقيهم من ارتكاب الجرائم المختلفة ‪ ,‬وتتضمن التربية والتعليم في الواقع قوى‬

‫بشرية وإ مكانات قادرة على تنوير الطريق أمام المتعلم وتعريفه بحضارة العصر وكيفية التعامل‬

‫معها وفقا للدين والقانون ووفقا أيضا للعادات والتقاليد االجتماعية التي ال تتعارض مع الدين‬

‫والقانون وبالتالي تبديد الظالم والجهل والخرافة ‪ ,‬وعلى ذلك يأتي دور التربية والتعليم إدارة‬

‫ومنهجا وتدريسا ونشاطا عاما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني مثال في تحرير الفرد من نزعات‬

‫االنحراف والميول العدوانية أو اإلجرامية والنأي به عن الالمباالة والشذوذ واإلدمان ‪ ,‬ومن أهم‬

‫وسائل التربية والتعليم في الوقاية من االنجراف في تيار التعاطي او اإلدمان على المخدرات هي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫المدرسة – على المستوى الحكومي – بوصفها النموذج المؤثر في سلوكية المتعلم ونفسيته‬

‫وال يمكن أن ننسى الدور الذي تقوم به المرجعيات الدينية لمختلف الطوائف في التحذير من‬

‫مخاطر اإلدمان على المخدرات وهذا يشمل الناس المتعلمين وغير المتعلمين ‪ .‬باإلضافة إلى دور‬

‫منظمات المجتمع المدني في توضيح مخاطر اإلدمان على المخدرات للناس كافة واثر في ذلك‬

‫في وقايتهم من جرائم المخدرات ‪.‬‬

‫ويبرز دور اإلعالم بوصفه من الوسائل الوقائية المهمة جدا لمكافحة تعاطي المخدرات أو‬

‫اإلدمان عليها ‪ ,‬إذ إن لوسائل االتصال المختلفة السمعية منها والمرئية أو السمعية والمرئية‬

‫والمقروءة دور مهم جدا في الحد من الكثير من الظواهر اإلجرامية وبالخصوص المخدرات ‪ .‬إذ‬

‫أن أجهزة اإلعالم المختلفة من المجالت والصحف أو اإلذاعة والفضائيات أو االنترنيت وغيرها‬

‫– فيما يستجد في المستقيل – لها دورها المهم في توعية المواطنين باآلثار السلبية الفردية أو‬

‫االجتماعية المترتبة على تعاطي المخدرات أو اإلدمان ‪ ,‬باإلضافة إلى الوسائل االتصالية األخرى‬

‫كالمسارح والمهرجانات والمعارض والندوات التثقيفية والمؤتمرات العلمية وغير ذلك ‪ ,‬كل هذه‬

‫الوسائل اإلعالمية من الممكن جدا أن تؤدي دورها الحقيقي والفعلي في توعية الناس وإ فهامهم‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫بآثار تعاطي المخدرات وبالتالي وقايتهم من الوقوع في نتائجها السلبية‬

‫والبد من اإلشارة في هذا المقام أيضا إلى دور العقوبة الجنائية والمدنية التي تصدر بحق‬

‫المتعاطي أو المدمن على المخدرات في تحقيق أغراض الوقاية بالنسبة لغير المحكوم عليهم بها ‪,‬‬

‫وذلك من خالل ردعهم عن ارتكاب مثل هذه الجرائم ‪ ,‬فالخوف من الموت عن طريق عقوبة‬
‫اإلعدام أو م ــن عقوبة الحب ـ ــس أو السجن يقـ ـ ــف من بين األسباب التي تؤدي إلى انخفاض معدل‬

‫جرائم المخدرات ‪.‬‬

‫ويظهر أيضا دور البرامج اإلرشادية التي تؤدي إلى الوقاية من الوقوع في هاوية جرائم‬

‫المخدرات ‪ ,‬باإلضافة إلى المعالجات البيئية التي قد تؤثر على سلوك ونفسية اإلنسان بصورة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫سلبية ونقله إلى بيئة تساعده على العيش بعيدا عن عوامل الجريمة‬

‫‪ -2‬الوسائل العالجية ‪:‬‬

‫تتمثل الوسائل العالجية بتلك التي يلجأ إليها لمعالجة المتعاطي بعد تعاطيه المخدرات أو‬

‫لمعالجة المدمن على المخدرات ‪ ,‬فهذه الوسائل تعمل بعد وقوع المحذور أال وهو تعاطي‬

‫المخدرات أو اإلدمان عليها ‪ .‬ومن بين أهم هذه الوسائل يظهر العالج الطبي سواء أكان العالج‬

‫الجسمي أو النفسي والعقلي‪ .‬والعالج الجسمي أو البدني يتمثل بعدم منعه حاال أو فجأة" من‬

‫المخدر الذي أدمن عليه الن ذلك قد يؤدي إلى وفاته وبالتالي فإن العالج يقتضي منعه من المخدر‬

‫تدريجيا الن جسمه قد اعتاد من قبل على هذا المخدر ‪ .‬أما العالج النفسي أو العقلي فإن المدمن‬

‫يحتاج إليه أيضا ألنه قد يغدو نتيجة اإلدمان مريضا نفسيا أو عقليا وبالتالي يحتاج إلى وسائل‬

‫عالجية تالءم حالته المرضية ‪ ,‬وعلى ذلك ينبغي وضعه في أماكن مخصصة للمرضى النفسيين‬

‫نتيجة اإلدمان على المخدرات تختلف بالضرورة عن تلك األماكن المخصصة لألمراض النفسية أو‬

‫العقلية العامة حتى يمكن التعامل مع لمدمنين معاملة خاصة تتالءم مع حالتهم النفسية أو العقلية‬

‫التي وصلوا إليها نتيجة اإلدمان ‪ ,‬وينبغي ان تتم معالجة هؤالء المرضى بأسلوب يضمن إعادتهم‬
‫إلى المجتمع مواطنين عاديين وصالحين عن طريق إذكاء روح التعليم والتربية وإ تاحة فرص‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫العمل المثمر لهم بما يؤمن عدم عودتهم إلى اإلدمان مرة أخرى‬

‫ويالحظ بهذا الشأن بأنه لم يتم في اغلب الدول العربية ومنها العراق واألردن ومصر وليبيا‬

‫إنشاء مصحات لعالج المدمنين على الرغم من كثرتهم وبالخصوص في األردن ومصر‪ ,‬بل‬

‫‪ .‬وبدورنا‬ ‫(‪)54‬‬
‫أوجدت أقسام في مستشفيات اإلمراض العقلية والنفسية لتتم بها معالجة المدمنين‬

‫ننتقد هذا الوضع وندعو إلى وضع مدمني المخدرات في أماكن صحية خاصة بهم الن عالجهم ال‬

‫يقتصر على العقاقير الطبية أو المعالجة النفسية فقط بل يعتمد أيضا على البيئة الصحية التي‬

‫يتواجدون فيها لغرض العالج ‪ ,‬وبالتالي إذا وجدوا في بيئة يكثر فيها المتخلفون عقليا أو المجانين‬

‫أو المرضى النفسيين فإن ذلك سيؤثر بالتأكيد على وضعهم العالجي وبالنتيجة على صحتهم العقلية‬

‫والنفسية ‪ .‬وهذه الدعوة أيضا تشمل المشرع العراقي بضرورة حذف عبارة ( المصحات) ال ــواردة‬

‫في الم ـ ــادة ( الرابعة عشر ‪ /‬سابعا) من قانون المخدرات العراقي رقم (‪ )68‬لسنة ‪ 1965‬المعدل ‪,‬‬

‫الن هذه العبارة تجيز للقاضي وضع المدمن في إحدى المصحات العقلية أو النفسية وهذا ما ال‬

‫يؤدي إلى تحقيق أهداف العالج ‪ ,‬وبالتالي ضرورة االقتصار على عبارة ( األماكن الصحية التي‬

‫تخصصها الوزارة لهذا الغرض ليعالج فيها ) أو عبارة ( احد المصحات التي تنشأ لهذا الغرض )‬

‫خصوصا وان العبارة األخيرة قد وردت في المادة ( ‪ )2 /386‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‬

‫‪ )111‬لسنة ‪1969‬المعدل وذلك لمعالجة المدمن على الخمر وهو بالتأكيد اتجاه محمود للمشرع‬

‫العراقي في قانون العقوبات ‪ ,‬وعلى ذلك فان األخذ بإحدى هاتين العبارتين سيفرض على القاضي‬

‫وضع المتهمون أو المحكوم عليهم (المدمنون) في أماكن خاصة بهم هي غير أماكن المجانين أو‬
‫المرضى النفسيين ‪ ,‬وهو ما فعله المشرع اللبناني عندما اوجب على القاضي إذا كان المتهم‬
‫(‪)55‬‬
‫محتاجا إلى العالج أن يأمر بوضعه للمعالجة في مصحات متخصصة لمدمني المخدرات فقط‬

‫‪ .‬بل إن المشرعين اللبناني والسوري قد اوجبا أن يتم وضع المدمن في تلك المصحات الخاصة‬

‫بمدمني المخدرات بطريقة تراعى فيها السرية سواء بالنسبة للمتهمين أو المحكوم عليهم المدمنون‬
‫(‬
‫لغرض المعالجة او الذين يتقدمون طوعا بطلبات لوضعهم في تلك المصحات إلغراض العالج‬

‫‪ ,‬وهذا ما ال يفعله المشرع العراقي في قانون المخدرات سواء بالنسبة لوضع المدمنين الذين‬ ‫‪)56‬‬

‫يتقدمون طوعا بطلبات لمعالجتهم في المصحات الخاصة بذلك أو بالنسبة للسرية الالزمة عند‬

‫وضع المدمنون المتهمون أو المحكوم عليهم او المختارين ذلك في تلك المصحات ‪ ,‬لذلك أدعو‬

‫المشرع العراقي إلى مراعاة ذلك والنص عليه بمواد مستقلة في قانون المخدرات كي يغدو الهدف‬

‫من وضع المدمن في تلك المصحات وسريته هو المعالجة الطبية الصحيحة والتي تؤدي إلى‬

‫إعادته إلى حظيرة المجتمع إنسانا صالحا وهذا ما ال يتحقق إال بإتباع ما أورده المشرعين اللبناني‬
‫(‪)57‬‬
‫والسوري بهذا الشأن ‪.‬‬

‫ومن الوسائل العالجية األخرى يبرز القانون من خالل توقيع العقوبات المتالئمة والمتوافقة‬

‫مع حجم الجريمة وانعكاس آثارها على المجتمع ‪ ,‬ويأتي الدور العالجي هنا بالنسبة للمحكوم عليه‬

‫دون غيره ‪ ,‬الن اثر العقوبة كما أوضحنا قد يكون وقائيا بالنسبة لغير المحكوم عليهم ‪ .‬فالقانون‬

‫هو الوسيلة الرادعة لمن ثبت عد إمكانية صالحهم وعدم استفادتهم من أي نظام توجيهي أو‬

‫تعليمي معين ‪ ,‬مع األخذ بنظر االعتبار كون العقوبة هي وسيلة إلصالح المحكوم عليه وليست‬

‫غرضا لالنتقام منه ‪.‬‬


‫مطلب ثاني ‪ :‬عقوبة تعاطي المخدرات وفق القانون العراقي‬

‫تنص المـادة ‪ 28‬من قـانون المخـدرات العـراقي والمـؤثرات العقليـة على أنـه‪ ”:‬عقوبـة السـجن المؤبـد‬

‫أو المــؤقت وبغرامــة ال تقــل عن عشــرة ماليين دينــار وال تزيــد على ثالثين مليــون كــل من أدار أو‬

‫أعــد أو هيــأ مكان ـًا لتعــاطي المخــدرات والمــؤثرات العقليــة ومن أغــوى حــدثًا وشــجع زوجــه أو أحــد‬

‫أقربائــه حــتى الدرجــة الرابعــة على تعــاطي المخــدرات أو المــؤثرات العقليــة وللمحكمــة بــدًال من أن‬

‫تف ــرض العقوب ــة أن تل ــزم من تع ــاطي الم ــواد المخ ــدرة بمراجع ــة عي ــادة نفس ــية تنش ــأ له ــذا الغ ــرض‬

‫لمساعدته على التخلص من عادة تعاطي المخدرات‪ ،‬وكذلك نصت المادة ‪ 33‬من قـانون المخـدرات‬

‫والمـؤثرات العقليـة العـراقي بـأن عقوبـة كـل شـخص يسـمح لألخـرين بتعـاطي المخـدرات‪ ،‬أو تعـاطي‬

‫أي من المؤثرات العقلية سواء مقابل الحصول على عائد أو بـدون الحصــول على مقابـل لـذلك‪ ،‬فــأن‬

‫العقوبة تتمثل في السجن لمدة ال تنقص عن ‪ 6‬أشهر‪ ،‬وال تتجاوز مدة الحبس عن ســنتين‪ ،‬وبغرامــة‬

‫كـ ــذلك تجـ ــارة‬ ‫(‪)59‬‬


‫ال تنقص عن ‪ 3‬مليـ ــون دينـ ــار‪ ،‬وال تتجـ ــاوز هـ ــذه الغرامـ ــة عن ‪ 5‬مليـ ــون دينـ ــار‪.‬‬

‫المخ ــدرات في الع ــراق او تعاطيه ــا بالتفص ــيل بالنس ــبة ألف ــراد الق ــوات المس ــلحة العراقي ــة‪ ،‬أو عقوب ــة‬
‫(‪)58‬‬
‫تعاطي المخدرات لكل فرد يعمل بها تتمثل كاآلتي‪:‬‬

‫يتم الحكم على األف ــراد ال ــذين يعمل ــون ب ــالقوات المس ــلحة في الع ــراق باإلع ــدام‪ ،‬أو الس ــجن المؤب ــد‪.‬‬

‫وكــذلك يتم دفــع غرامــة ماليــة وقيمتهــا ال تنقص عن ‪ 3000‬دينــار‪ ،‬وال يمكن أن تزيــد هــذه الغرامــة‬

‫الماليــة عن ‪ 10.000‬دينــار‪ .‬كمــا أن المتهم مســتخدما بــالقوات المســلحة العراقيــة فتتمثــل العقوبــة في‬

‫الحبس لم ـ ــدة ال تنقص عن ‪ 10‬س ـ ــنوات‪ .‬والغرام ـ ــة المالي ـ ــة في ه ـ ــذه الحال ـ ــة ال تنقص عن ‪1000‬‬
‫دين ــار‪ ،‬وال تتج ــاوز ه ــذه الغرام ــة ‪ 2000‬دين ــار‪ .‬كم ــا أن ــه يمكن الحكم باإلع ــدام على أف ــراد الق ــوات‬
‫(‪)60‬‬
‫المسلحة أو أي من األفراد الذين يعملون بها في حالة القبض على المتهم أثناء مطاردة العدو‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫لقد أسفر البحث عن جملة من االستنتاجات والتوصيات نوجزها بما يأتي ‪- :‬‬

‫أوال ‪ /‬االستنتاجات ‪:‬‬

‫تبين لنا من خالل البحث بان تعريف المخدرات في اللغة يقارب إلى حد ما تعريفه في‬ ‫‪-1‬‬

‫االصطالح ‪ ,‬حيث إن المعنى في كليهما يدور حول التخدير والخدر ‪.‬‬

‫ظهر لنا معنى اإلدمان بأنه حالة نفسية وأحيانا عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع‬ ‫‪-2‬‬

‫العقار المخدر‪ ,‬وهذا ما يجعله مختلفا عن مصطلح االنقطاع والذي يتمثل باإلعراض أو‬
‫النفسية التي تترتب على عدم تناول الُم دمن للعقار الُم دمن عليه وعندما يحرم منه فجأة ‪,‬‬

‫أما قوة التحمل فتعني المناعة قبل الكمية ذاتها من العقار الُم دمن عليه بحيث إن الُم دمن‬

‫يحتاج إلى جرعات إضافية أي بكمية اكبر من السابقة حتى يحس بلذة المخدر‪.‬‬

‫تبين لنا أيضا بأن أسباب تعطي المخدرات يشترك فيها كل من الفرد والمجتمع و وبالتالي‬ ‫‪-3‬‬

‫يكون التعاطي هو نتيجة هذين السببين بما يتضمناه في مجموعتيهما من أسباب ‪.‬‬

‫والمجتمع ال يقتصر على المجتمع الحر أو غير المقيد ‪ ,‬بل يشمل أيضا مجتمع السجن أو‬

‫المجتمع المقيد أو غير الحر ‪.‬‬

‫بالنسبة آلثار تعاطي المخدرات أو اإلدمان عليه فإنها تشمل آثارا عديدة تتمثل باآلثار‬ ‫‪-4‬‬

‫الدينية واإلجرامية والجسمية والنفسية واجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لوسائل مكافحة المخدرات فإنها تتمثل بمجموعة الوسائل الوطنية الوقائية‬ ‫‪-5‬‬

‫والعالجية ‪ ,‬باإلضافة إلى الوسائل الدولية المتمثلة بالنظام القانوني الدولي لمكافحة االتجار‬

‫بالمخدرات عن االتفاقيات الثالثة الصادرة عن األمم المتحدة وقد تبين لنا أيضا وجود‬

‫اتجاه فقهي يخلط بين الوسائل الوقائية والوسائل العالجية ‪ ,‬في حين يجب أعمال التفرقة‬

‫الزمنية والضرورية بين تلك الوسائل من حيث إن الوسائل الوقائية ينهض دورها في‬

‫مرحلة سابقة على اإلدمان ‪ ,‬في حين أن الوسائل العالجية يبرز دورها بعده ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬التوصيات ‪:‬‬

‫دعوة المشرع العراقي في قانون العقوبات رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬إلى التشدد في عقوبة‬ ‫‪-1‬‬

‫جرائم السكر الواردة في المواد ( ‪ , ) 388 – 386‬الن المسكرات هي من أنواع‬


‫المخدرات والتي ال تقل في آثارها السلبية والمدمرة عن تلك اآلثار التي تحدثها المخدرات‬

‫الواردة في فانون المخدرات العراقي رقم ‪ 68‬لسن ‪ , 1965‬وجعل تلك العقوبة هي‬

‫الحبس بين مدتيه الدنيا والعليا أي بين مدة ثالثة أشهر إلى خمس سنوات ‪.‬‬

‫نقترح على المشرع العراقي حذف عبارة ( المصحات ) الواردة في المادة ( الرابعة‬ ‫‪-2‬‬

‫عشر‪/‬سابعا) من قانون المخدرات رقم (‪ )68‬لسنة ‪ 1965‬المعدل الن هذه العبارة تجيز‬

‫للقاضي وضع المدمن في إحدى المصحات العقلية أو النفسية وهذا ما ال يؤدي إلى‬

‫تحقيق أهداف العالج ‪ ,‬واالقتصار على عبارة ( األماكن الصحية التي تخصصها الوزارة‬

‫لهذا الغرض ليعالج فيها ) أو عبارة (احد المصحات التي تنشأ لهذا الغرض ) خصوصا‬

‫وان العبارة األخيرة واردة في المادة ( ‪ ) 2 / 386‬من قانون العقوبات العراقي وبالتالي‬

‫يكون من األفضل قانونا توحيد هذا األمر بالنسبة لمعالجة المدمنون سواء على السكر أو‬

‫المخدرات ‪.‬‬

‫ندعو المشرع العراقي في قانون المخدرات إلى إتباع ما ذهب إليه المشرع اللبناني في‬ ‫‪-3‬‬

‫المادتين ( ‪ ) 183 , 182‬من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف رقم (‪)673‬‬

‫لسنة ‪ , 1998‬والمشرع السوري في المادة ( ‪ )44‬من قانون المخدرات رقم (‪ )2‬لسنة‬

‫‪ , 1993‬وذلك فيما يتعلق بتنظيم الوضع القانوني لمن تقدم اختيارا وبرغبته الشخصية‬

‫بطلب إلى المصحات الخاصة بمعالجة مدمني المخدرات أو المسكرات لكي يعالج فيها ‪,‬‬

‫باإلضافة إلى مراعاة السرية عند دخول المدمنين إلى تلك المصحات الخاصة بمعالجتهم‬

‫سواء أكان هؤالء المدمنون متهمون بارتكاب الجرائم أو محكوم عليهم و من المتقدمين‬
‫طوعا واختيارا بطلباتهم لغرض المعالجة في تلك المصحات ‪ .‬وعند ذلك يمكن للمعالجة‬

‫الطبية في تلك المصحات الخاصة بالمدمنين أن تحقق أغراضها في شفاء المدمن وتحسن‬

‫حالته الصحية ومن ثم عودته إلى المجتمع إنسانا معافى من آثار المخدرات وصالحا‬

‫لخدمة أسرته ومجتمعه ‪.‬‬

‫‪ -‬الهوامش ‪:‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المخدرات ‪ ,‬مصر ‪ ,‬دار الكتب القانونية ‪ , 2006 ,‬ص ‪ 7‬هامش رقم (‪. )1‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫محمد ابن أبي بكر عبد القادر الرازي ‪ ,‬مختار الصحاح ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬دار الكتاب العربي ‪ , 1980 ,‬ص ‪. 170‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫مأخوذ من االنترنيت ‪ ,‬الموقع ‪www. Mrsa4.com- :‬‬ ‫( ‪)3‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المكان نفسه ‪.‬‬ ‫( ‪)4‬‬

‫علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المخدرات ‪ ,‬بحث مقدم إلى كلية الحقوق – جامعة حلب ‪ ,2007 ,‬ص ‪. 3‬‬ ‫( ‪)5‬‬

‫المادة (األولى ‪ ) 8/‬من قانون المخدرات العراقي رقم (‪ )68‬لسنة ‪ 1965‬المعدل ‪.‬‬ ‫( ‪)6‬‬

‫المادة ( الثانية ) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف اللبناني رقم (‪ )673‬لسنة ‪. 1998‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫د‪ .‬غسان رباح ‪ ,‬الوجيز في قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪, 2008 ,‬‬ ‫( ‪)8‬‬

‫ص ‪. 215 – 214‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 34‬‬ ‫( ‪)9‬‬

‫ينظر ‪ /‬د‪ .‬غسان رباح ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 215‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 35‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬غسان رباح ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 216‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫ينظر ‪ /‬د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 37 – 35‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫المادة ( األولى ‪ )19 /‬من قانون المخدرات العراقي المعدل ‪ .‬ويالحظ بهذا الشأن أن مصطلح االتجار أوسع من‬ ‫(‪)14‬‬

‫مصطلح المتاجرة وفقا لهذا القانون الن االتجار يشمل المتاجرة بمعناها المتقدم وفقا لنص المادة ( األولى ‪19, 8/‬‬

‫) منه باإلضافة إلى زراعة المخدرات ‪.‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬كامل فريد السالك ‪ ,‬قوانين المخدرات الجزائية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ , 2006 ,‬ص‬ ‫(‪)15‬‬

‫‪ 65‬هامش رقم (‪. )1‬‬

‫يالحظ بان الحدث وفقا لقانون االحداث العراقي رقم (‪ )76‬لسنة ‪ 1983‬المعدل هو الشخص الذي اتم التاسعة من‬ ‫(‪)16‬‬

‫العمر ولم يتم الخامسة عشر وهذا هو الصبي ‪ ,‬اما الحدث الفتى فهو الذي اتم الخامسة عشر من عمره ولم يتم‬

‫الثامنة عشر ‪ ,‬باالضافة الى ان الصغير هو الشخص الذي لم يتم التاسعة من عمره ‪ ,‬وذلك وفقا لنص المادة (‪)3‬‬

‫من القانون المذكور ‪ .‬والبد من االشارة الى ان الدعوى الجزائية وفقا لقانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‬

‫رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬المعدل ال يمكن ان تحرك على الصغير الذي لم يتم السابعة من عمره ‪,‬وكذلك ال يمكن ان‬

‫يوقف الحدث (وفقا لتعريف الحدث في قانون االحداث ) المتهم في مخالفة ويجوز توقيفه في جنحة او جناية‬

‫لغرض فحصه ودراسة شخصيته او لتعذر وجود كفيل له اما اذا كان متهما بجناية عقوبتها االعدام وكان عمره‬

‫تجاوز عشر سنوات فيكون توقيفه واجبا ‪ ,‬ينظر ‪ /‬المادتان (‪ ) 237 , 233‬من القانون المذكور ‪.‬‬

‫ينظر‪ /‬المواد ( ‪ ) 388 – 386‬من قانون العقوبات العراقي المعدل ‪.‬‬ ‫(‪)17‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬كامل فريد السالك ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 77‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫وفي االتجاه ذاته ينظر‪ /‬المواد ( ‪ ) 139 , 16, 10‬من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف اللبناني‬ ‫(‪)19‬‬

‫رقم ‪ 673‬لسنة ‪ . 1998‬المادتان ( ‪ ) 48, 18‬من قانون المخدرات السوري رقم ‪ 2‬لسنة ‪. 1993‬‬
‫ينظر ‪ /‬المادة ( الثامنة) من قانون المخدرات العراقي المعدل ‪ .‬في االتجاه ذاته ينظر‪ /‬المواد ( ‪– 100 , 80‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫‪ ) 102‬من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف اللبناني ‪.‬‬

‫ينظر‪ /‬محمد مزعي صعب ‪ ,‬جرائم المخدرات ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬منشورات زين الحقوقية ‪ , 2007 ,‬ص ‪50 – 49‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫‪.‬د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 2 – 1‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫ينظر‪ /‬المصدر نفسه ‪ ,‬ص ‪. 19‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫ينظر ‪ /‬علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 4‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫ينظر‪ /‬محمد مزعي صعب ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 52 – 51‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 215‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 219‬‬ ‫(‪)27‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر‪ /‬د‪ .‬عبد الفتاح الصيفي و د‪ .‬محمد زكي أبو عامر‪ ,‬علم اإلجرام والعقاب ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬بال‬ ‫(‪)28‬‬

‫ناشر ‪ ,‬بال سنة طبع ‪ ,‬ص ‪. 115 – 114‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬محمد شالل حبيب ‪ ,‬أصول علم اإلجرام ‪ ,‬ط ‪ , 2‬بغداد ‪ ,‬دار الحكمة‪ , 1990 ,‬ص ‪. 147‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر‪ /‬د‪ .‬أكرم نشأت إبراهيم ‪ ,‬علم النفس الجنائي ‪ ,‬ط ‪ , 2‬عمان ‪ ,‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪,‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫‪ , 1998‬ص ‪. 23 – 22‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر‪ /‬د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬علم النفس الجنائي ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬دار المعرفة‬ ‫(‪)31‬‬

‫الجامعية ‪ ,2003 ,‬ص ‪. 206 – 204‬‬

‫ينظر‪ /‬رمزي العربي ‪ ,‬علم النفس ‪ ,‬ج ‪ , 2‬بيروت ‪ ,‬دار الرفيق للطباعة والنشر والتوزيع ‪, 2006 – 2005 ,‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫ص‪.9‬‬

‫ينظر‪ /‬علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 7‬‬ ‫(‪)33‬‬

‫ينظر ‪ /‬د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬المصدر السابق وص ‪. 309 – 308‬‬ ‫(‪)34‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬أكرم نشأت إبراهيم ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 17‬‬ ‫(‪)35‬‬

‫ينظر ‪ /‬علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 9‬‬ ‫(‪)36‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل عبد الغني غانم‪ ,‬مجتمع السجن‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬المكتب الجامعي الحديث ‪ , 1985 ,‬ص ‪139‬‬ ‫(‪)37‬‬

‫وما بعدها ‪.‬‬


‫اآليتان ( ‪ ) 8, 7‬من سورة الشمس ‪.‬‬ ‫(‪)38‬‬

‫اآلية (‪ )91‬من سورة المائدة ‪.‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫في تفصيل اآلثار لتي تتركها المخدرات على العقل البشري ينظر ‪ /‬د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬المصدر السابق ‪,‬‬ ‫(‪)40‬‬

‫ص ‪. 210‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر‪ /‬علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 5 – 4‬‬ ‫(‪)41‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر‪ /‬محم ــد مزع ـ ــي صع ـ ــب ‪ ,‬المصـ ــدر الساب ــق ‪ ,‬ص ‪ 53‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬غسان رباح ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 222 – 220‬‬ ‫(‪)43‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬أكرم نشأت إبراهيم ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 23 – 21‬‬ ‫(‪)44‬‬

‫ينظر ‪ /‬علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 6‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫ينظر ‪ /‬محمد مزعي صعب‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 70‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫ينظر‪ /‬د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪ 299‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫(‪)47‬‬

‫ينظر‪ /‬علي عبد اهلل الحمادة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 10‬‬ ‫(‪)48‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر‪ /‬المصدر نفسه ‪ ,‬ص ‪ 701‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫(‪)49‬‬

‫بهذا الشأن ينظر م د‪ .‬أكرم نشأت إبراهيم ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 145‬‬ ‫(‪)50‬‬

‫ينظر ‪ /‬د‪ .‬كامل فريد السالك ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪ 216‬هامش رقم (‪. )1‬‬ ‫(‪)51‬‬

‫ينظر‪ /‬المادة (‪ )182‬من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف اللبناني رقم (‪ )673‬لسنة ‪. 1998‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫ينظر‪ /‬المادة (‪ )183‬من القانون المذكور ‪ .‬المادة (‪ )44‬من قانون المخدرات السوري رقم (‪ )2‬لسنة ‪. 1993‬‬ ‫(‪)53‬‬

‫في تفصيل ذلك ينظر ‪ /‬د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪ 244‬هامش رقم (‪. )1‬‬ ‫(‪)54‬‬

‫ينظر‪ /‬المادة (‪ )182‬من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف اللبناني رقم (‪ )673‬لسنة ‪. 1998‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫د‪.‬صالح السعد‪ ،‬المخدرات والمجتمع ‪،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪.‬‬ ‫(‪)56‬‬

‫قانون المخدرات العراقي رقم (‪ ) 68‬لسنة ‪1965‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫نظر ‪ /‬د‪ .‬كامل فريد السالك ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪ 216‬هامش رقم‬ ‫(‪)58‬‬
‫في تفصيل ذلك ينظر ‪ /‬د‪ .‬كامل فريد السالك ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪ 216‬هامش رقم‪.‬‬ ‫(‪)59‬‬

‫قانون العقوبات العراقي النافذ رقم (‪ )111‬لسنة‪1969‬‬ ‫(‪)60‬‬


‫المصادر ‪:‬‬

‫القرآن لكريم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اوال ‪ /‬الكتب اللغوية والقانونية‪:‬‬

‫د‪ .‬أكرم نشأت إبراهيم ‪ ,‬علم النفس الجنائي ‪ ,‬ط ‪ ,2‬عمان ‪ ,‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪. 1998 ,‬‬ ‫‪-1‬‬

‫رمزي العربي ‪ ,‬علم النفس ‪ ,‬ج ‪ , 2‬بيروت ‪ ,‬دار الرفيق للطباعة والنشر والتوزيع ‪– 2005 ,‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪. 2006‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد عبد الغني ‪ ,‬المخدرات و مصر و دار الكتب القانونية ‪. 2006 ,‬‬ ‫‪-3‬‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن محمد العيسوي ‪ ,‬علم النفس الجنائي ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬دار المعرفة الجامعية ‪.2003 ,‬‬ ‫‪-4‬‬

‫د‪ .‬عبد الفتاح الصيفي و د‪ .‬محمد زكي أبو عامر ‪ ,‬علم اإلجرام والعقاب ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬بال ناشر ‪ ,‬بال‬ ‫‪-5‬‬

‫سنة طبع ‪.‬‬

‫د‪ .‬غسان رباح ‪ ,‬الوجيز في قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪,‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪. 2008‬‬

‫د‪ .‬كامل فريد السالك ‪ ,‬قوانين المخدرات الجزائية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية‪. 2006 ,‬‬ ‫‪-7‬‬

‫محمد ابن أبي بكر عبد القادر الرازي ‪ ,‬مختار الصحاح ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬دار الكتاب العربي و بال سنة طبع ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫د‪ .‬محمد شالل حبيب ‪ ,‬أصول علم اإلجرام ‪ ,‬ط ‪ , 2‬بغداد ‪ ,‬دار الحكمة ‪. 1990 ,‬‬ ‫‪-9‬‬

‫(‪ ) 10‬د‪ .‬محمد شحاتة ربيع و د‪ .‬جمعة سيد يوسف و د‪ .‬معتز سيد عبد اهلل ‪ ,‬علم النفس الجنائي ‪ ,‬القاهرة ‪,‬‬

‫دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ‪. 2003 ,‬‬

‫محمد مزعي صعب ‪ ,‬جرائم المخدرات ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬منشورات زين الحقوقية ‪. 2007 ,‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫ثانيا ‪ /‬القوانين ‪:‬‬

‫قانون العقوبات العراقي رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 1971‬المعدل ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫قانون المخدرات العراقي رقم ‪ 68‬لسنة ‪ 1965‬المعدل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسالئف اللبناني رقم ‪ 673‬لسنة ‪. 1998‬‬ ‫‪-4‬‬

‫قانون المخدرات السوري رقم ‪ 2‬لسنه ‪. 1993‬‬ ‫‪-5‬‬

‫قانون االحداث العراقي رقم ‪ 76‬لسنة ‪. 1983‬‬ ‫‪-6‬‬


‫ثالثا ‪ /‬االتفاقيات الدولية ‪:‬‬

‫االتفاقية الموحدة للمخدرات لعام (‪ )1961‬والمعدلة بالبروتوكول الصادر سنة (‪. )1972‬‬ ‫‪-1‬‬

‫واتفاقية المؤثرات العقلية لسنة (‪, )1971‬‬ ‫‪-2‬‬

‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية لسنة ‪. 1988‬‬ ‫‪-3‬‬

You might also like