Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 54

‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مقدمة‪:‬‬

‫تعد التربية البدنية أحد األنشطة اإلنسانية المهمة‪ ،‬فال يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات‬

‫اإلنسانية من شكل من أشكال التربية البدنية و الرياضية بغض النظر عن درجة تقدم أو تخلف هذا‬

‫المجتمع فبعض الحضارات اهتمت بالتربية البدنية العتبارات عسكرية سواء كانت دفاعية أو توسعية و‬

‫البعض األخر مارس التربية البدنية لشغل أوقات الفراغ و كشكل من أشكال الترويح عن النفس‪ ،‬بينما‬

‫وظفت التربية البدنية في حضارات أخرى كطريقة تربوية حيث فطن المفكرون و المربون إلى إطار‬

‫القيم الذي تحفل به التربية البدنية وهو المفهوم الذي أكدته نتائج البحوث العلمية حول األثار الوظيفية‬

‫و الصحية على المستوى البيولوجي لالنسان ‪.‬‬

‫فالتربية البدنية تنفرد من بين سائر المواد الدراسية بشمول تأثيرها على العملية التربوية في المدرسة‪ ،‬ال‬

‫النها تغطي احتياجات التلميذ من النواحي الصحية والجسمانية فحسب‪ ،‬بل ألنها تعكس أيضا على‬

‫حياته العقلية والوجدانية‪ .‬هذا ما يؤكد دورها الكبير في التربية العامة وخاصة بناء الشخصية المتزنة‪.‬‬

‫وهذا دليل على اهتمام الدول بالتربية البدنية في المدرسة باعتبارها حجر الزاوية في بناء الشخصية‬

‫المتوازنة عقال و بدنا‪ ،‬وهو ما أكدته البحوث العديدة التي أجريت في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬والتي أثبتت‬

‫بصورة قاطعة تأثير التربية البدنية على النواحي الصحية والبدنية والنفسية‪ ،‬و ينعكس إيجابا على‬

‫القدرات العقلية وبالتالي على التحصيل العلمي الذي يتلقاه التلميذ في المدرسة ‪.‬‬

‫والجزائر كسائر الدول األخرى كانت سباقة منذ االستقالل لدعم التربية البدنية والرياضية‬

‫ومارستها إال أنه ورغم ما بذل من مجهودات في هذا الصدد ‪ ،‬من سن القوانين التي تجبر ممارسة‬

‫التربية البدنية في المؤسسات التربوية‪ ،‬و اإلرادة السياسية التي كرست حق الطفل و التلميذ الجزائري‬

‫في الممارسة و تعلم التربية البدنية والرياضية في المدرسة االبتدائية منذ أوائل سنوات االستقالل‬

‫‪ ، 6711 /6791‬ثم قانون ‪، 17/30‬والدستور‪،‬وقوانين التربية البدنية ‪،‬وحتى قانون ‪4330/ 30/63‬‬

‫أ‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫واتفاقيات و ازرات التربية الوطنية والشباب والرياضة والتكوين المهني ‪ ،‬لم تتبعها أية مناشير تطبيقية‬

‫رغم ما لها من ضرورة في التطبيق الفعلي لفلسفة كل واحد من هذه القوانين‪ ،‬وعلى هذا جاء الواقع‬

‫منافيا لما تحمله كل المناشير ‪.‬‬

‫على الرغم من أننا على أفاق األلفية الثالثة إال أنه مازال هناك فهما خاطيا للتربية البدنية‬

‫والرياضية وأهدافها لدرجة انه يمكن القول أنها نوع من األمية الثقافية "خطا في الفهم " فالبعض من‬

‫األساتذة والمسؤولين على المدارس االبتدائية ينظرون إلى التربية البدنية على أنها نوع من ‪ -‬الحشو‬

‫في الجدول الدراسي وهناك من يراى انها فترة راحة بين الدروس اليومية ‪.‬‬

‫فمعلم التربية البدنية والرياضية هو أحد العناصر المهمة في العملية التربوية للتربية البدنية‬

‫والرياضية‪ ،‬فهو همزة وصل بين البرامج والمناهج من جهة‪ ،‬ودرس التربية البدنية والرياضية من جهة‬

‫أخرى لذا وجب عليه أن يكون ملمة بالعناصر األساسية للتربية البدنية والرياضية من أسه وطرق‬

‫التدريس والحمل البدني ومميزات وخصائص المرحلة العمرية المراد تدريسها وهذا لتجنب األخطاء‬

‫واإلصابات التي قد تؤثر على التالميذ‪.‬‬

‫ومن هنا كانت االنطالقة لدراسة هذا الموضوع و التعرف على نظرة معلمي المدارس االبتدائية لحصة‬

‫التربية البدنية والرياضية واقتصرت دراستنا على تالميذ الطور االبتدائي وقد اشتملت هذه الدراسة على‬

‫جانبين ‪:‬‬

‫ب‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫الجانب النظري ‪ :‬ويحتوي على فصلين ‪:‬‬

‫* الفصل التمهيدي ‪ :‬وتناولنا فيه الخلفية النظرية إلشكالية البحث ‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل األول ‪ :‬التربية البدنية والرياضية و المنهاج ‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل الثاني ‪ :‬معلم المدرسة االبتدائية ‪.‬‬

‫الجانب التطبيقي ‪ :‬ويحتوي على فصلين‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل األول ‪ :‬تناولنا فيه منهجية البحث العلمي المتبعة‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل الثاني ‪ :‬تناولنا فيه عرض وتحليل ومناقشة النتائج‪.‬‬

‫ج‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ - 2‬إشكالية البحث‪:‬‬

‫‪ -‬يجد معلم المدرسة االبتدائية نفسه أمام تحديات كبيرة في قيامه بواجبه التربوي والتعليمي‬

‫نظ ار الى تعدد المهام الموكلة اليه والمسؤولية الملقات على عاتقه ‪،‬في وضع االسس الصحيحة لمعالم‬

‫الشخصية القوية والمتينة للتلميذ اليوم ورجل المستقبل و كث ار ما تواجهه في مهمته صعوبات وعراقيل‬

‫التي ال يحس بها إال من هو في الميدان ‪،‬فهو مطالب بتدريس العديد من المواد التي تختلف عن‬

‫بعضها في الشكل و المضمون و اضافة الى دوره التربوي ‪،‬ومن هاته المواد التي اخذت الطابع‬

‫الرسمي في البرنامج الدراسي كغيرها من المواد االخرى مادة التربية البدنية و الراضية التي ال تقل‬

‫اهمية عن باقي المواد باعتبارها ضرورية في تنمية جوانب هامة في شخصية التلميذ وأهميتها في‬

‫كشف وتشخيص النقائص وبعض العقد لدى التالميذ التي من شانها تعطل عملية النمو الطبيعي وفقا‬

‫لما تتطلبه هذه المرحلة التعليمية ‪،‬اضافة الى ذلك حاجة التالميذ للحركة والنشاط واللعب التي ال‬

‫تتحقق إال في حصة التربية البدنية و الرياضية اين يجد التالميذ المتعة واالنبساط واالبتهاج ‪..‬الخ‬

‫وتعتبر فرصة للتعبير عن قدرتهم ومهاراتهم وابراز مواهبهم وهو االمر الذي ال يتحقق في المواد‬

‫االخرى التي تتميز بالرتابة ومحدودية الفضاء ‪.‬‬

‫وبناءا على هذه المعطيات نتناولنا بالدراسة والتحليل هذا الموضوع انطالقا من التساؤل العام‬

‫التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬فيما تكمن نظرة معلمي المدارس االبتدائية لحصة التربية البدنية والرياضية في المنهاج ؟‬

‫وتتفرع عنه التساؤالت الجزئية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬كيف تبدو حصة التربية البدنية والرياضية بالنسبة لمعلمي المدارس االبتدائية ؟‬

‫‪ -‬هل المنهاج التربوي التربوي لحصة التربية البدنية والرياضية كافي للمعلم ليقوم بهذه المهمة‬

‫وتحقيق األهداف المسطرة ؟‬

‫‪1‬‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ - 3‬فرضيات البحث‪:‬‬

‫‪ - 1‬معلمي المدارس االبتدائية لهم نظرة ايجابية في حصة التربية البدنية والرياضية‪.‬‬

‫‪ – 2‬منهاج التربية البدنية و الرياضية يعد معامال مساعدا فقط وغير كافي لتحقيق االهداف‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف البحث‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة مدى استجابة واستعداد معلمي الطور االبتدائي إلشرافهم على حصة التربية البدنية‬

‫والرياضية ‪.‬‬

‫‪ .2‬معرفة نظرة معلمي المدارس االبتدائية لمدى اهمية وضرورية حصة التربية البدنية‬

‫والرياضية بالنسبة للتالميذ ‪.‬‬

‫‪ .3‬معرفة رأي المعلمين الطور االبتدائي حول مدى تحقيق منهاج االهداف المسطرة ‪.‬‬

‫‪ .4‬االقتناع بضرورة وجود استاذ مختص في مادة التربية البدنية والرياضية في المدارس‬

‫االبتدائية ‪.‬‬

‫‪ .5‬إبراز العالقة بين التربية البدنية والرياضية والتالميذ ومدى انعكاسها على مستواهم الدراسي‪.‬‬

‫‪ -5‬أهمية البحث‪:‬‬

‫تكمن أهمية البحث في ‪:‬‬

‫‪ -‬إبراز نظرة معلمي المدارس االبتدائية لحصة التربية البدنية والرياضية في المنهاج ‪.‬‬

‫‪ -‬إب ارز رأي المعلمين على مدى مالئمة المنهاج مع االهداف المسطرة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ -6‬التعريف بمصطلحات البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬حصة التربية البدنية والرياضية ‪ :‬هي تلك العميلة التي ترمي الي تكوين الفرد تكوينا‬

‫متكامال من الناحية الحسية الحركية واالجتماعية والعاطفية والمعرفية‪.1‬‬

‫‪ -2‬المعلم ‪ :‬هو ذلك المربي االمين الذي يعهد اليه اولياء االمور في ثقة واطمئنان لفلذات‬

‫اكبادهم ‪ ،‬وبأمل عريض مرتقب ‪،‬تلقي االوطان الى هذا المربي بمستقبل نشأتها وبقدر ما يكون هذا‬

‫المربي اهال لألمانة ‪،‬وبقدر ما يبذل من عمله واخالصه في اعداد النشء للحياة نضمن مستقبل البالد‬

‫وازدهار حياتها وتقدمها ‪.2‬‬

‫‪ -3‬الطور االبتدائي ‪ :‬ويقصد بها مرحلة التعليم المحصورة بين مرحلة التحضيري و مرحلة‬

‫المتوسط وهي التي توافق المرحلة العمرية بين ‪ 6‬و‪ 12‬سنة ‪.3‬‬

‫‪ – 4‬نـظـرة المعلم‪:‬‬

‫لغة ‪ :‬الرؤية ‪.‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬ماهو متوقع ان يحدث ‪.‬‬

‫‪ - 5‬المنهاج ‪:‬‬

‫لغويا ‪ :‬وردت كلمة المنهاج في المنجد في اللغة و اإلعالم كما يلي‪ :‬المنهج‪ ،‬المنهج و المنهاج جميع‬

‫مناهج وهو الطريق الواضح ومنه منهج أو منهاج التعليم أو الدروس ‪.4‬‬

‫أما اصطالحا ‪ :‬فهنا نورد نوعين من التعريفات للمنهاج هما ‪:‬‬

‫‪ -‬احمد بو سكرى‪ :‬مناهج التربية البدنية والرياضية للتعليم الثانوي والتقني دار الخلدونية ‪ / 5002‬ص ‪.00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د ‪ /‬عفاف عبد الكريم ‪ :‬طرق التدريس في التربية البدنية والرياضية ‪،‬منشأة المعارف باإلسكندرية ‪،‬جالل حزي وشركائه ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫بدون سنة ‪ /‬ص ‪. 00‬‬


‫‪ -‬جبران مسعود ‪،‬معجم ألفبائي في اللغة واإلعالم – دار العلم للماليين ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬لويس معلوف‪ :‬المنجد في اللغة واإلعالم‪ ،‬ط‪ ،04‬دار المشرق بيروت‪.3442 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫المفهوم التقليدي للمنهاج ‪ :‬و في ما يلي نورد تعريفين تقليديين للمنهاج ‪ :‬يعرفه يوسف قادري‬

‫(‪:)3440‬هو مجموعة المواد الدراسية و المقررات التي يدرسها التلميذ ‪. 1‬‬

‫كما يعرف أيضا بأنه‪ :‬مجموع المعلومات و الحقائق و المفاهيم و األفكار التي يدرسها التالميذ‬

‫في صوره مواد دراسية ‪. 2‬‬

‫هاذين التعريفين حص ار مفهوم المنهاج على أنه عبارة عن مقرر دراسي (برنامج)‪.‬‬

‫المفهوم الحديث للمنهاج ‪ :‬أما حديثا فقد أطلقت عدة تعاريف منها ‪ :‬هو كل دراسة و نشاط أو خبرة‬

‫يكتسبها أو يقوم بها المتعلم تحت إشراف المدرسة و توجيهها سواء كان داخل الصف أو خارجه ‪.3‬‬

‫ويعرفه دمحم عبد الكريم أبو سل (‪ )6991‬على أن " المنهاج هو مجموعة الخبرات التربوية و األنشطة‬

‫التعليمية التي توفرها المدرسة ليتفاعل معها الطالب داخل المدرسة و خارجها تحت إشرافها بقصد‬

‫تغيير سلوك الطالب نحو األفضل في جميع المواقف الحياتية ‪.4‬‬

‫‪ - 7‬اسباب اختيار الموضوع ‪ :‬ان ما دفعنا الى اختيار الموضوع قلة الدراسات التي‬

‫تناولت هذا العنوان وذلك باختالف المتغيرات الدراسة وتتكلم جل الدراسات على واقع التدريس في‬

‫المدارس االبتدائية ‪،‬وتمت دراستنا لمعرفة وجهة نظر المعلمين في حصة التربية البدنية والرياضية‬

‫وأيضا معرفة اذا كان المنهاج يحقق االهداف المسطرة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-http://www.geocities.com/youcef kadri/competence.htm18/06/2019.‬‬

‫‪ -‬صالح هندي و أخرون‪ :‬تخطيط المنهج و تطويره‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،6999 ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬إيناس عمر أبو حتلة‪ :‬نظريات المناهج التربوية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار صفاء للنشر‪.3442 ،‬‬
‫‪ -‬صالح هندي و أخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ - 8‬الدراسات السابقة و المشابهة‪:‬‬

‫• الدراسة االولى ‪:‬‬

‫دراسة الطالبة الباحثة يسقر فتيحة ‪ :‬تحت عنوان دراسة تحليلية ونقدية لواقع الرياضة‬

‫المدرسية الجزائرية ‪،‬سنة‪ 2002/2002‬اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي واعتمدت على‬

‫االستبيان والمقابلة كأداة لجمع المعلومات ومن نتائج دراستها ان واقع الرياضة المدرسية ال‬

‫يرقى الى المستوى المطلوب ‪،‬اضافة الى عدم تطبيق االتفاقيات المبرمة بين و ازرتي الشباب‬

‫والرياضة والتربية الوطنية باإلضافة الى معاناة الرياضة المدرسة من عدة مشاكل خاصة من‬

‫الجانب المنهجي والسياسي ‪.‬‬

‫• الدراسة الثانية ‪:‬‬

‫دراسة الطالب بوغربي محـمد ‪،‬تحت عنوان ‪ :‬واقع الرياضة المدرسية الجزائرية في جانبها‬

‫التكويني بين الواقع والمأمول ‪،‬سنة ‪ 2005/2004‬وتم االعتماد على المنهج الوصفي ‪،‬مستعينا‬

‫بادتي االستبيان والمقابلة في جمع المعلومات والبيانات ومن اهم نتائجه النقص الكبير في المنشات‬

‫والمالعب الرياضية في المؤسسات التربوية ‪،‬التي تعتبر العمود الفقري للممارسة الرياضية ‪،‬بحيث‬

‫ان ساحة المؤسسات في الغالب ميدان اجراء حصة التربية البدنية والرياضية ‪.‬‬

‫• الدراسة الثالثة ‪:‬‬

‫دراسة الطالب العلوي عبد الحفيظ تحت عنوان دراسة تحليلية ونقدية لواقع التربية البدنية‬

‫والرياضة في المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪،‬منطقة الشرق الجزائري سنة ‪ 2002/2002‬وتم استخدام‬

‫المنهج الوصفي مستعمال المالحظة واالستبيان لجمع البيانات والمعلومات على عينة مكونة من‬

‫مجموعة تالميذ لمدارس الطور االبتدائي وتوصل الى النتائج التي تأكد الفرضيات من بينها ان‬

‫‪5‬‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫ممارسة الرياضية في الطور االبتدائي ال تلقى لنفس االهتمام كما في الطور المتوسط والثانوي التي‬

‫يخلب عليها الطابع النظري على حساب الجانب التطبيقي وهذا لعدم اشراف المختص وكون‬

‫المعلمين لم يتلقوا تكوينا في المجال الرياضي ‪.‬‬

‫‪ -1-8‬التعليق على الدراسات المشابهة‪:‬‬

‫من خالل االطالع على هذه الدراسات المشابهة والسابقة والتي اتفقت جميعاً على واقع تدريس‬

‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية وكانت سنداً كبي اًر لنا كمؤشر لالنطالق في هذا البحث‬

‫وجميع الدراسات اتفقت على ان التربية البدنية و الرياضية في المدارس االبتدائية يغلب عليها الجانب‬

‫النظري اكثر من التطبيقي ‪ ،‬ونالحظ ان جميع الدراسات السابقة لم تتطرق الى المنهاج حصة التربية‬

‫البدنية والرياضية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الجانب التمهيدي ‪:‬‬

‫‪ – 9‬خالصة ‪:‬‬

‫تطرقنا في هذا الجانب الى المقدمة وطرح االشكالية وصياغة فرضيات و اهمية و اهداف‬

‫البحث والتعريف بالمصطلحات و الدراسات السابقة بالرغم من توفر عدد قليل من الدراسات إال اننا‬

‫حاولنا قدر المستطاع تحليل الدراسات والخروج بعدة تعليقات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫من خالل اطالعنا على موضوع نظرة معلمي المدارس االبتدائية في حصة التربية البدنية‬

‫والرياضية الحظنا أنه توجد عدة مفاهيم متعلقة بتدريس حصة ‪،‬وباعتبار أن التربية البدنية والرياضية‬

‫ليست مستقلة عن الحياة اليومية للفرد عامة وللطفل خاصة إنما هي تؤثر وتتأثر ارتأينا ومن خالل‬

‫هذا الفصل أن نخوض في كل ما له صلة بالتربية البدنية والرياضية كمفهوم وخصائص وأهداف‬

‫وأهمية‪ .‬و كجزء هام من التربية العامة وعنصر من عناصر المنظومة التربوية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪10‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد أصبحت التربية البدنية والرياضية جزء ال يتج أز من العملية التربوية الشاملة ‪،‬بل انها اصبحت‬

‫احدى الوسائط التربوية الهامة ووسيلة جذابة من وسائلها ‪،‬خاصة مع تغير المفاهيم التي كانت سائدة في‬

‫السابق والتي كانت تتسم بالنظرة السطحية المبنية على ما يشاهد من تمارين وحركات بدنية وتطورت على‬

‫ان جعلت منه ا وسيلة تربوية هامة لتحقيق اهداف نبيلة تصب في قالب االهداف العامة للمجتمع من‬

‫خالل المساهمة في تكوين الفرد الفعال النافع لنفسه ومجتمعه ‪،‬ولقد اصبحت تحضى باهتمام متزايد مما‬

‫يدل على ارتفاع درجة الوعي ألهميتها فلم تعد ذلك الجزء البسيط والهامشي من المقرر الدراسي الذي كان‬

‫ينظر من خالله على انهال حاشية يزين بها البرنامج وال مجال لمقارنتها ببقية المواد الدراسية االخرى‬

‫فكثي ار ما كان يعبر عنها بمصطالحات كاللعب ‪ ،‬الترفيه ‪ ،‬الترويح المنافسة ‪...‬الخ وهي في الحقيقة‬

‫تعبر عن حاجات فطرية لدى االنسان بصفة عامة والطفل بصفة خاصة ‪.‬‬

‫‪ -1‬التربية البدنية والرياضية في الطور االبتدائي‪:‬‬

‫‪ – 1 – 1‬مفهوم التربية البدنية والرياضية ‪:‬‬

‫لقد اعطيت عدة تصورات لتربية البدنية والرياضية فالبعض يعطيها مفهوم مثل التمرينات االلعاب‬

‫‪،‬وقت فراغ ‪،‬وقت ترويح ‪، ...‬وكل هذه التصورات والمفاهيم تعبر عن اطر وأشكال الحركة المنظمة في‬

‫المجال االكاديمي والذي يطلق عليه اسم التربية البدنية والرياضية ‪.‬وذكرت لومبكين في تعريفا للتربية‬

‫البدنية ‪ :‬هي العملية التي يكتسب الفرد من خاللها افضل المهارات البدنية والعقلية واالجتماعية واللياقة‬

‫من خالل النشاط البدني ‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫امين انور الخولي ‪،‬اصول التربية البدنية والرياضية ‪،‬دار الفكر العربي القاهرة ‪ ،6001،‬ص ‪02/00‬‬

‫‪11‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يقول تشارلز بيوتشر‪ :‬ان التربية البدنية هي جزء متكامل من التربية العامة وميدان تجريبي‬

‫هدفه تكوين المواطن الالئق من الناحية البدنية والعقلية واالنفعالية وذلك عن طريق الوان من النشاط‬

‫البدني بغرض تحقيق هذه االغراض ‪. 1‬‬

‫‪ - 2 – 1‬خصائص التربية ‪:‬‬

‫للتربية خصائص تميزها عن بقية المعالم األخرى أو عن ما يشابهها و هي متمثلة في ‪:‬‬

‫*التربية عملية تكاملية ‪ :‬إن التربية ال تقتصر على جانب واحد من جوانب الشخصـية‪ ،‬بـل تتنـاول جميـع‬

‫الجوان ــب المتعلق ــة باإلنس ــان م ــن نفس ــية و عقلي ــة و جس ــمية و ديني ــة و إجتماعي ــة و عاطفي ــة وسياس ــية و‬

‫إقتصادية و ثقافية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫* التربية عملية فردية إجتماعيـة ‪ :‬إن التربيـة ليسـت خاصـة بـالفرد فقـط بـل تتعـداه إلـى رعايتهـا للمجتمـع‪،‬‬

‫صالحا و ترعى المجتمـع بـأن تخلـف لديـه مـواطنين صـالحين يمارسـون‬


‫ً‬ ‫فهي ترعى الفرد بأن تجعله مواطنا‬

‫مواطنتهم بكل مسؤولية‪.‬‬

‫* التربية عملية تختلف بـخختالف الزمـان و المكـان ‪ :‬إن اإلنسـان فـي تغيـر مسـتمر‪ ،‬والتربيـة لهـا إتصـال‬

‫مباشر باإلنسان‪ ،‬فهي تتغير بتغير اإلنسان من مجتمع لمجتمع‪.‬‬

‫* التربية عملية إنسانية ‪ :‬إن التربية خاصة باإلنسان الذي ميزه هللا تعالى بالعقل على سائر مخلوقاته‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫فهي تعمل على تنمية و تطوير الجوانب المتصلة باإلنسان‪.‬‬

‫* التربيــة عمليــة قات نطبــين ‪ :‬إن التربيــة هــي عمليــة يقــوم بهــا المربــي إتجــاه المتربــي‪ ،‬بحيــث يــؤثر كــل‬

‫منهما في اآلخر‪ ،‬و عليه يمثل المربي القطب األول و المتربي القطب الثاني‪.‬‬

‫‪ -‬محـمد عادل خطاب وكمال الدين زاكي ‪ ،‬التربية وطرق التدريس ‪ ،‬القاهرة ص ‪. 32‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمد دمحم الطبيب ـ مرجع سبق ذكره ـ ص ص ـ‪ 31‬ـ‪.32‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫* التربية عمليـة هادفـة ‪ :‬إن التربيـة تعمـل علـى توجيـه الجيـل الناشـ مـن خـالل مـا يقدمـه الجيـل ال ارشـد‪،‬‬

‫بهدف إيصاله إلى درجة الكمـال و المواطنـة الصـالحة‪ ،‬بحيـث يكـون الفـرد عض ًـوا نافعـا لنفسـه و ألسـرته و‬

‫لمجتمعه و لوطنه‪.‬‬

‫* التربية عملية تشاركية ‪ :‬إن التربية ال تشارك فيها المدرسـة فقـط‪ ،‬بـل تسـاهم كـل المؤسسـات التربويـة و‬

‫‪1‬‬
‫اإلجتماعية في عملية التربية سواء كانت رسمية أو غير رسمية‪.‬‬

‫‪ -3-1‬أهداف التربية ‪:‬‬

‫تختلـف التربيــة عبــر العصــور إال أنــه رغــم هــذا اإلخــتالف كــل أهــداف التربيــة تســعى إلــى اإلنســجام‬

‫والتفاعــل بــين الفــرد و الجماعــة التــي يعــيش بينهــا‪ ،‬و هــذا اإلخــتالف ال نلمســه عبــر العصــور فحســب وانمــا‬

‫هذا اإلختالف وارد حتى بين المفكرين و الفالسفة‪ ،‬و عليه يمكن أن نورد أهداف التربية فيمــا يلي ‪:‬‬

‫* هدف التربية هو كسب الرزق ‪ :‬إن الهـدف يخلـط بـين مفهـوم التربيـة كعمليـة تكيـف مـع البيئـة‪ ،‬ومفهـوم‬

‫التربية كعملية إعداد الفرد لمواجهة الحياة و اإلعتماد على نفسه في تحمل المسؤولية‪.‬‬

‫* هدف التربية هو نقل األنماط السلوكية من جيل إلى جيل آخـر دون تغييـر ‪ :‬بمعنـى أن التربيـة تهـدف‬

‫إلــى المحافظــة علــى أنم ــاط العــيش كمــا كان ــت عليهــا دون أي تغييــر فيهــا‪ ،‬و ه ــذا دليــل علــى أن التربي ــة‬

‫محافظة‪.‬‬

‫فرديـا حيـث أن التربيـة تهـدف إلـى‬


‫* هدف التربيـة هـو إعـداد المـواطن الصـال ‪ :‬يعتبـر هـذا الهـدف هدفـًا ً‬

‫ـالحا لنفســه و لمجتمعــه و ألس ـرته و لوطنــه بصــفة عامــة‪ ،‬أي أنــه يتحلــى‬
‫إعــداد الفــرد ليصــبح مواطنــا صـ ً‬

‫بالمواطنة‪.‬‬

‫‪ -‬عمر أحمد همشري ـ مدخل إلى التربية ـ ط‪ 5‬ـ دار صفاء للنشر و التوزيع ـ عمان ـ ‪ 5000‬ـ ص‪.50‬‬
‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫* هـــدف التربيـــة إجتمـــاعي تنمـــوي ‪ :‬بمعنــى أن التربيــة تهــدف إلــى تنميــة المجتمــع و الرقــي إلــى التقــدم‬

‫واإلزدهار من جميع المجاالت‪.‬‬

‫* هدف التربية إعـداد الفـرد و تيهيلـي دينيـا و دنيويـا ‪ :‬إن التربيـة تركـز أهـدافها علـى تنشـئة الفـرد تنشـئة‬

‫دينية و دنيوية‪ ،‬بحيث تتطابق هذه التنشئة اإلسالمية في ما هو منصوص عليه في القرآن الكريم و السـنة‬

‫النبوية‪.‬‬

‫* هدف التربية هدف علمي ‪ :‬تهدف التربيـة إلـى نقـل العلـوم و المعـارف إلـى المـتعلم‪ ،‬و إعـداده عقليـا فـي‬

‫المستقبل‪ ،‬بمعنى أن التربية تعمل على إعداد الفرد بهدف خزن المعلومات و المعارف في عقل الناشئة‪.‬‬

‫* هدف التربية هو تكوين الفرد و المجتمع الديمقراطيين ‪ :‬تهدف التربية إلى تكوين الفرد بحيث تكون له‬

‫دراية بحقوقه‪ ،‬و الواجبات التي عليه و بالتالي تكوين مجتمع ديمقراطي‪.‬‬

‫* هدف التربية هو هدف تقدمي ‪ :‬إن التربيـة حسـب مـا أورده "جـون ديـوي" تقـود الفـرد إلـى تحقيـق نمـو و‬

‫تقدمه‪ ،‬و هذا ما يبين لنا أن التربية هي عملية تهدف إلى التربية في حد ذاتها‪.‬‬

‫* هدف التربية هو هدف وطني و نومي ‪ :‬تعتبر التربية وسيلة لتقوية الشعور باإلنتماء و الوحدة الوطنية‬

‫و القومية‪ ،‬بمعنى الوحدة في اللغة و التاريخ و الجغرافيا و التربية الوطنية‪.‬‬

‫* هذه مجمل األهداف التي تسعى التربية إلى تحقيقها‪ ،‬مما يؤدي إلى إعداد فرد صالح في المجتمع بحكم‬

‫‪1‬‬
‫أنه إذا صلح الفرد صلح المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬عمر أحمد همشري ـ مرجع سبق ذكره ـ ص ـ ‪ 50‬ـص ‪.50‬‬


‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -4-1‬أهمية التربية ‪:‬‬

‫وثقافيـا وعسـكرًيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫جتماعيـا‬
‫ً‬ ‫ـاديا و سياس ًـيا وا‬
‫ـببا رئيس ًـيا فـي تنميـة الشـعوب و المجتمعـات إقتص ً‬
‫تعد التربية س ً‬

‫فاإلسالم على سبيل المثـال لـم ينشـر رسـالته بالسـيف‪ ،‬و إنمـا نشـر رسـالته بقـوة سـالح الفضـيلة و األخـالق‬

‫علــى حســب قــول الفيلســوف الكبيــر "فــولتير"‪ ،‬وتبــرز أهميــة التربيــة الكبــرى فــي تنميــة الشــعوب و مـواجهتهم‬

‫للتحــديات العصـرية والحضــارية‪ .‬و فــي جوانــب أخــرى كثيـرة منهــا‪ ،‬و عليــه يمكــن إجمــال أهميــة التربيــة فــي‬

‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬التربية أصبحت إستراتيجية كبرى لكل شعوب العالم‪.‬‬

‫‪ -‬التربية أصبحت عامل مهم في التنمية اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬التربية تعتبر عامل مهم في التنمية اإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬التربية تعتبر ضرورة لبناء الديمقراطية الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -‬التربية تعتبر عامل في الحراك اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬التربية تعتبر ضرورة لبناء الدولة العصرية‪.‬‬

‫‪ -‬التربية تعتبر ضرورة للتماسك اإلجتماعي و الوحدة القومية‪.‬‬

‫هذه مجمل العناصر التي تبين لنا أهمية التربية في حياة الفرد و المجتمع بصفة عامة‪ - 1.‬إن التربية هي‬

‫عملي ــة يحت ــاج إليه ــا الف ــرد و المجتم ــع ألنه ــا أس ــاس البن ــاء و التك ــوين الخلق ــي‪ ،‬ال ــذي ه ــو أس ــاس تك ــوين‬

‫الجماعات على أسس سليمة فهي مهمة إنسانية تختص بالبشر‪ ،‬وهي و إن تعددت تعريفاتها‬

‫‪ -‬أحمد دمحم الطبيب ـ مرجع سبق ذكره ـ ص ‪.50‬‬


‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أنها تتخذ في الهدف الذي تسعى إليه و هو الوصول باإلنسان إلى درجة الكمال‪.‬‬

‫‪ - 2‬التربية البدنية ‪:‬‬

‫مــن أجــل اإللمــام بكــل جوانــب التربيــة البدنيــة والرياضــية يجــب التطــرق إلــى مفهــوم التربيــة البدنيــة‬

‫بهــدف معرفــة معناهــا و فحواهــا‪ ،‬باإلضــافة إلــى التطــرق إلــى عالقــة التربيــة البدنيــة بالتربيــة و أخيـ ًا‬
‫ـر ذكــر‬

‫األهداف العامة للتربية البدنية‪.‬‬

‫‪ -1 -2‬تعريف التربية البدنية ‪:‬‬

‫مركبة من مصطلحين هما "التربية" و "البدنية"‪ ،‬فلو أضفنا كلمة بدنية للتربية يصبح‬
‫التربية البدنية َ‬

‫للتربية معنى جديد‪ ،‬حيث تشير كلمة بدنية إلى البدن‪ ،‬و هذا المصطلح يستعمل لإلشارة إلى صفات بدنية‬

‫مختلفــة مثــل البنــاء البــدني‪ ،‬اإلعــداد البــدني‪ ،‬اللياقــة البدنيــة‪ ،‬التعلــيم البــدني‪ ،‬فهــذه المصــطلحات تشــير إلــى‬

‫البدن كمقابل للعقل‪.1‬‬

‫و عليــه إن التربيــة البدنيــة يقصــد بهــا تلــك العمليــة التربويــة التـي تــتم عنــد ممارســة مختلــف أوجــه‬

‫النشاط البدني‪ ،‬التي بدورها تنمي جسم اإلنسان فعندما يلعب اإلنسان أو يمشي أو يسبح أو يتزحلق تحدث‬

‫له في نفس الوقت عملية التربية‪ ،‬و عليه إن اإلنسان يتربى عند ممارسته لألنشطة البدنية التي تقـوي بدنـه‬

‫و تنميــه‪ ،‬بحيــث أنــه يعــد النشــاط البــدني فــي صــورته التربويــة الجديــدة ميدانــًا هامــًا مــن ميــادين التربيــة‪ ،‬و‬

‫عنص ار هامـًا في إعداد المواطن الصالح‪.‬‬

‫‪- -‬دمحم عوض بسيوني‪ ،‬فيصل ياسين الشاطيء ‪:‬نظريات وطرق التربية البدنية والرياضية‪ ،‬ط‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،6993 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬و التربية البدنية بهذا المعنى هي ليست مجرد ألعاب تضاف إلـى النظـام المدرسـي‪ ،‬بـل هـي جـزء حيـوي‬

‫‪1‬‬
‫بالغ األهمية في النظام المدرسي‪ ،‬و عن طريقة تكتسب المهارات والمعارف‪ ،‬و تحقق األغراض التربوية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬عالنة التربية البدنية بالتربية ‪:‬‬

‫إن تــاريخ اإلنســان يبــين لنــا أن النشــاط البــدني هــو أول درس تعلمــه فــي حياتــه‪ ،‬و لكــن لــم يتعلمــه‬

‫على تسميته الحالية‪ ،‬و إنما بطريقـة عفويـة و غيـر مباشـرة‪ ،‬فقـد رعـرف اإلنسـان البـدائي بتنقالتـه و حركاتـه‬

‫أمـا البحـث‬
‫وجل ممارساته في الطبيعة و التي في مجملها كانت تعبيـر عـن السـعي لتحقيـق غـرض معـين‪ ،‬ح‬

‫عن مكان أمن يحميه من أهوال الطبيعة‪ ،‬إما البحث عن الطعام لسد حاجاته البيولوجية‪ ،‬ومن أجل تحقيق‬

‫هذه األهداف مارس اإلنسان البدائي عدة ممارسـات مثـل الصـيد و التسـلق و السـباحة والجـري و المشـي و‬

‫التي قام بتعليمها ألبنائه و بنى جنسه‪ ،‬و من هنا كانت نشأة الرياضة‪ ،‬و التي تعتبر قديمة قدم التاريخ‪ ،‬و‬

‫عليــه إعتبــر أصــل التعلــيم و التربيــة مــن جــل الممارســات التــي تعلمهــا اإلنســان البــدائي و قــام بهــا‪ ،‬بحيــث‬

‫أخـذت التربيــة البدنيــة و التــي كانــتر تعــرف فــي ذلــك الوقــت بجــل الممارســات التــي يتعلمهــا اإلنســان تلقائيــا‬

‫بهدف تحقيق غرض معين‪ ،‬بحيث كانت تهدف لإلنسان البدائي عملية تربية غير مقصودة‪ ،‬و التي تجلت‬

‫معانيها و إتضحت مع تطور نظرياتها و قيمها وحداثة أساليبها‪ ،‬و من هنا يتبين لنا عالقة التربية بالتربية‬

‫‪2‬‬
‫البدنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمود عوض بسيوني و فيصل ياسين ا لشاطئي ـ مرجع سبق ذكره ـ ص‪.36‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نوال إبراهيـم شلتوت و مـراد دمحم نجلة ـ تاريخ التربية البدنيــة و الرياضيــة ـ ط‪ 3‬ـ دار الوفاء لدنيا الطباعــة والنشرـ االسكندرية ـ ‪ 3442‬ـص ص‬
‫‪64‬ـ ‪.66‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ - 3 -2‬األهداف العامة للتربية البدنية ‪:‬‬

‫أصبح من المؤكد معرفة األهداف التي من خاللها دخلت التربية البدنيـة حيـاة الشـعوب و إكتسـبت‬

‫حيويــا فــي حيــاة‬


‫هامــا و ً‬
‫دور ً‬
‫مكانــة هامــة فــي مختلــف الثقافــات و العصــور بحكــم أن النشــاط البــدني يلعــب ًا‬

‫اإلنسان‪ ،‬و على األساس توجد نوعين من األهداف العامة للتربية البدنية و هما ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األهداف البدنية و األهداف التربوية للتربية البدنية‪.‬‬

‫‪ -1-3-2‬األهداف البدنية ‪:‬‬

‫تعتبر األهداف البدنية عنصر أساسـي فـي تنميـة المهـارات الرياضـية بحيـث أنهـا تشـمل علـى القـوة‬

‫العضلية‪ ،‬الجلد العضلي‪ ،‬الجلد الدوري التنفسي‪ ،‬المرونة‪ ،‬بحيث األهداف البدنية فيما يلي ‪:‬‬

‫* أهداف التوافق العضلي ‪:‬‬

‫تعبر أهـداف التوافـق العضـلي علـى اإلنسـجام بـين الجهـازين العضـلي و العصـبي وتتضـمن مجمـل‬

‫الحركــات اإلنتقاليــة و غيــر اإلنتقاليــة و المهــارات األساســية لفنــون اللعــب والمهــارات الترويجيــة والمهــارات‬

‫المرتبطة بالمهارات الحركية‪.‬‬

‫* أهداف إدراكية ‪:‬‬

‫تعمل األهـداف اإلدراكيـة علـى تنميـة إسـتخدام الخطـط و طـرق األداء المرتبطـة بالنشـاط‪ ،‬و معرفـة‬

‫عمــل أجهـزة الجســم و عالقتهــا بالممارســات الحركيــة‪ ،‬و إكتشــاف الفهــم والتحصــيل المعرفــي‪ ،‬و القــدرة علــى‬

‫حل المشكالت من خالل الحركات التي يؤديها الالعب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ـ ص ـ ‪ 50‬ـص ‪.50‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫* األهداف اإلجتماعية ‪:‬‬

‫تهتم األهداف اإلجتماعية على تنمية السمات و القدرة على صنع القرار وتعلـم اإلثصـال بـاآلخرين‬

‫و تنمية المظهر اإلجتماعي للفرد و تنمية الشعور باإلنتماء إلى الجماعة (الروح الجماعية)‪.‬‬

‫* األهداف اإلنفعالية ‪:‬‬

‫تس ــعى األه ــداف اإلنفعالي ــة إل ــى تنمي ــة ردود الفع ــل اإليجابي ــة للمارس ــين أثن ــاء النص ــر و الهزيم ــة‪،‬‬

‫والتخفيف من حدة التوتر العصبي‪ ،‬و التعبيـر عـن الـنفس و تشـجيع روح اإلبتكـار و اإلبـداع و القـدرة علـى‬

‫‪1‬‬
‫اإلستمتاع باألنشطة الحركية في جو من المرح و الترفيه‪.‬‬

‫‪ -2-3-2‬األهداف التربوية للتربية البدنية ‪:‬‬

‫تتمثل األهداف التربوية للتربية البدنية فيما يلي ‪:‬‬

‫* المساهمة في إيجاد عالقات سامية‪.‬‬

‫*مساعدة األفراد على اللعب التعاوني‪.‬‬

‫* مساعدة الفرد على النمو اإلجتماعي الذي هو هدف من أهداف التربية العامة‪.‬‬

‫* إكتساب قيم القيادة و التبعية‪.‬‬

‫* شغل أوقات الفراغ‪.‬‬

‫* إحترام حقوق اآلخرين و السلطة‪ ،‬و إحترام القواعد‪ ،‬و القوانين المنظمة و المسيرة للحياة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نوال إبراهيـم شلتوت و مـراد دمحم نجلة ـ مرجع سيق ذكره ـ ص ص‪ 62‬ـ ‪.61‬‬

‫‪19‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫* مساعدة الفرد على اإلعتماد على النفس‪.‬‬

‫* إكتساب الصحة البدنية و العقلية و النفسية و العمل على المحافظة عليها‪.‬‬

‫قيمــا إنســانية‬
‫* مــن خــالل هــذه األهــداف يتبــين لنــا أن الفــرد عنــد ممارســته للنشــاط البــدني يكتســب ً‬
‫‪1‬‬
‫توجه رغباته و تحقق متطلباته‪.‬‬

‫‪ - 3‬التربية الرياضية ‪:‬‬

‫عند التعرض إلى مصطلح التربية الرياضية يجب التطرق أوالً إلى مصطلح الرياضة‪.‬‬

‫‪ -1-3‬الرياضة ‪:‬‬

‫مــن أجــل معرفــة المغــزى مــن مصــطلح الرياضــة تطرقنــا إلــى د ارســة المفهــوم و األهميــة‪ ،‬و أن ـواع‬

‫الرياضات و األهداف الخاصة بالرياضة‪.‬‬

‫‪ -1-1-3‬تعريف الرياضة ‪:‬‬

‫الرياضــة مشــتقة مــن الكلمــة اإلنجليزيــة ‪ Sport‬و هــي ترجــع إلــى الكلمــة الالتينيــة ‪ Desparter‬و‬

‫ـداءا مــن القــرن ‪61‬م‪،‬‬ ‫ن‬


‫الــذي يرجــع ظهــوره إلــى القــر ‪60‬م حيــث كانــت تعنــي اإلســترخاء و التســلية‪ ،‬و إبتـ ً‬

‫ويعـرف‬
‫أصبحت الرياضة تعني التمرين البدني و أصبح كـل نشـاط بـدني يطلـق عليـه إسـم رياضـة ‪ Sport‬ر‬

‫"برنارد جيالت" الرياضة على أنهـا " معركـة و لعـب‪ ،‬و يضـيف إلـى ذلـك النشـاط البـدني الـذي يرتكـز علـى‬

‫‪2‬‬
‫قواعد مدروسة‪ ،‬و يحضر عن طريق تدريب منهجي"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - -‬نوال إبراهيـم شلتوت ومـراد دمحم نجلة ـ مرجع سيق ذكره ـ ص ص‪ 61‬ـ‪. 34‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار حامد ـ في بناء البشر ـ دار المعرفة ـ القاهرة ـ ‪ 6911‬ـ ص‪.21‬‬

‫‪20‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫أمــا "إدواردز" فيقــول "الرياضــة هــي اإلشــتراك فــي األنشــطة ‪،‬إذ لهــا ســجالت رســمية و تاريخيــة ‪،‬وعــادات و‬

‫ضــغوط اإلجهــاد البــدني خــالل المنافســة داخــل أمــاكن محــدودة و قواعــد رســمية ‪،‬و هــذا يطبــق عــن طريــق‬

‫‪1‬‬
‫الالعبين الممارسين ألنهم جزء من التنظيم الرسمي لإلتحادات ‪.‬‬

‫‪ -2-1-3‬أهمية الرياضة ‪:‬‬

‫جدا فـي تحقيـق عـدة أغـراض ألن التمـرين يعـود بالفائـدة علـى الصـحة‬
‫هاما ً‬
‫دور ً‬
‫إن الرياضة تلعب ًا‬

‫والمهارات الحركية األساسية التي تؤدي إلى حياة متوازنة ‪،‬كما أنها تقوي الخلق و ترقـي العـادات اإلنسـانية‬

‫فال تقتصر فائدة الرياضة على الجانب البدني و الصحي فحسب ‪،‬بل تتعـدى ذلـك إلـى منـافع و آثـار علـى‬

‫الجوانب النفسية ‪،‬اإلجتماعية ‪،‬العقلية ‪،‬المعرفية ‪،‬الحركية و المهاريـة ‪،‬و كـذا الجماليـة والفنيـة و حتـى علـى‬

‫الصــعيد القــومي ‪،‬فهــي فــي مجملهــا تشــكل شخصــية الفــرد تشــكيال شــامال و متكــامال ‪،‬و أن مــا وصــلت إليــه‬

‫هــذه األنشــطة مــن تنظــيم و تطــور فــي العصــر الحــالي فــي األصــل نتيجــة لمجهــودات اإلنســان علــى مــر‬

‫العصور‪،‬و على الرغم من إختالف أشكال هاته األنشطة ‪،‬إال أن هدفها الوحيد هو السعي إلى إنسان سوي‬

‫متكامل الشخصية‪.‬‬

‫‪ -3-1-3‬أنواع الرياضة ‪:‬‬

‫إن الرياضة تنقسم إلى قسمين و هما ‪:‬‬

‫*الرياضات الجماعية ‪:‬‬

‫يرى بعض المختصين في الرياضة أنها نشاط إجتماعي هادف‪ ،‬و يرى بعضهم أنها وسيلة تربوية‬

‫ترفيهيـة ‪ ،‬ممتعــة ‪ ،‬ذات طـابع جمــاعي مهــم‪ ،‬يشـترك فيــه أكثـر مــن شــخص فـي جــو تنافسـي لتحقيــق هــدف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عويس خير الدين و هالل عاصم ـ علم اإلجتماع الرياضي ـ ط‪ 6‬ـ القاهرة ـ ‪ 6992‬ـ ص‪.12‬‬

‫‪21‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫معــين‪ ،‬كمــا يحصــل فيهــا تفاعــل و إحتكــاك كبي ـرين بــين الرياضــيين‪ ،‬و هــذا التفاعــل ينــتج عنــه مــا نســميه‬

‫بالديناميكيـة الجماعيــة‪ ،‬مثــل هــذه الرياضــات تعــود علــى تحمــل المســؤولية‪ ،‬و تشــجع علــى روح التضــامن و‬

‫التعاون بين أفراد المجموعة‪ ،‬و فيها تنظيم دقيـق لعالقـات الفـرد بـالفريق الخصـم‪ ،‬كمـا أنهـا سـميت جماعيـة‬

‫لتقــوي الــروابط اإلجتماعيــة‪ ،‬و هــي متمثلــة فــي ك ـرة القــدم‪ ،‬ك ـرة الســلة‪ ،‬ك ـرة الطــائرة‪ ،‬ك ـرة اليــد علــى ســبيل‬

‫المثال‪ ،‬و ليس على سبيل الحصر‪.‬‬

‫* الرياضات الفردية ‪:‬‬

‫الرياضــات الفرديــة هــي كــل رياضــة يواجــه فيهــا الرياضــي خصــما واحــدا‪ ،‬أو عــدة خصــوم بمفــرده‪،‬‬

‫دون مساعدة أو مساندة من غيره‪ ،‬فهـي الرياضـة التـي تعـود الفـرد علـى الصـبر و الشـجاعة‪ ،‬و بـذل الجهـد‬

‫واإلعتماد على النفس‪ ،‬و إستخدام الفكر و حسن التصرف‪ ،‬و تجنب اليـأس‪ ،‬و أعمال الخبرات الساتقه في‬

‫المواق ــف و الوض ــعيات الص ــعبة‪ ،‬مث ــل ألع ــاب الق ــوى الت ــي تعتب ــر أم الرياض ــات و الس ــباحة‪ ،‬والرياض ــات‬

‫القتالية‪ ،‬و التنس‪ ،‬و الجمباز و غيرها من الرياضات‪.1‬‬

‫‪ -4-1-3‬أهداف الرياضة ‪:‬‬

‫إن للرياضــة أثــر كبيــر فــي تكــوين شخصــية اإلنســان و تحســين أفكــاره‪ ،‬و خبرتــه‪ ،‬و خلقــه و نمــوه‬

‫اإلجتمــاعي‪ ،‬و يمكــن تحديــد أهــداف الرياضــة كمــا وصــفتها لجنــة التربيــة الرياضــية فــي المجلــس األعلــى‬

‫لرعاية بالقاهرة كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تنمية المهارات الناجعة و صيانتها‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية الكفاءة العقلية و الذهنية‪.‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع ـ ص‪.10‬‬


‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تنمية المهارات النافعة في الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية الفرد إجتماعيا‪.‬‬

‫‪ -‬التمتع باألنشطة البدنية و الترويجية و شغل أوقات الفراغ‪.‬‬

‫‪ -‬ممارسة الحياة الصحية السليمة‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية صفات القيادة الصالحة و التعبئة الكريمة بين المواطنيين‪.‬‬

‫‪ -‬إتاحة الفرص للناشئين للوصول إلى البطولة‪ ،‬و تنمية الكفاءات و المواهب الخاصـة‪ ،‬و هـذا عـن طريـق‬

‫إكتساب العادات و المهارات التي تؤثر في قوام الفرد‪ ،‬و تناسب جسمه‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن الرياضة تعتني بصحته في كل مرحلة من مراحل نموه‪ ،‬و على هذا يمكننـا فهـم الرياضـة‬

‫‪1‬‬
‫بأنها فن من فنون التربية العامة تهدف إلى إعداد المواطن الصالح جسميا و عقليا وخلقيا‪.‬‬

‫‪ - 4‬منهاج التربية البدنية و الرياضية ‪:‬‬

‫‪ - 1 – 4‬مفهوم المنهاج ‪:‬‬

‫لغويا ‪ :‬وردت كلمة المنهاج في المنجد في اللغة و اإلعالم كما يلي‪ :‬المنهج‪ ،‬المنهج و المنهاج جميع‬

‫مناهج وهو الطريق الواضح ومنه منهج أو منهاج التعليم أو الدروس ‪.2‬‬

‫ش ْرعَةً َو ِم ْن َها ًجا" ‪(.‬المائدة ‪.) 44،‬‬


‫كما ورد في القران الكريم‪ ،‬في قوله تعالى ‪ِ ":‬لك ٍُّل َجعَ ْلنَا ِمن ُك ْم ِ‬

‫إن كلمة المنهاج الواردة في اآلية الكريمة تعني الطريق الواضح ‪.‬‬

‫أما اصطالحا ‪ :‬فهنا نورد نوعين من التعريفات للمنهاج هما ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فايز مهنا ـ التربية البدنية الحديثة ـ ط‪ 6‬ـ دار طالس للدراسة ـ دمشق ـ ‪ 6922‬ـ ص ص‪00‬ـ ‪.02‬‬
‫‪ -‬لويس معلوف‪ :‬المنجد في اللغة واإلعالم‪ ،‬ط‪ ،04‬دار المشرق بيروت‪.3442 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪23‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫المفهوم التقليدي للمنهاج ‪ :‬و في ما يلي نورد تعريفين تقليديين للمنهاج ‪ :‬يعرفه يوسف قادري‬

‫(‪:)3440‬هو مجموعة المواد الدراسية و المقررات التي يدرسها التلميذ ‪. 1‬‬

‫كما يعرف أيضا بأنه‪ :‬مجموع المعلومات و الحقائق و المفاهيم و األفكار التي يدرسها التالميذ في‬

‫صوره مواد دراسية ‪. 2‬‬

‫هاذين التعريفين حص ار مفهوم المنهاج على أنه عبارة عن مقرر دراسي (برنامج)‪.‬‬

‫المفهوم الحديث للمنهاج ‪ :‬أما حديثا فقد أطلقت عدة تعاريف منها ‪ :‬هو كل دراسة و نشاط أو خبرة‬

‫يكتسبها أو يقوم بها المتعلم تحت إشراف المدرسة و توجيهها سواء كان داخل الصف أو خارجه ‪.3‬‬

‫ويعرفه دمحم عبد الكريم أبو سل (‪ )6991‬على أن " المنهاج هو مجموعة الخبرات التربوية و األنشطة‬

‫التعليمية التي توفرها المدرسة ليتفاعل معها الطالب داخل المدرسة و خارجها تحت إشرافها بقصد تغيير‬

‫سلوك الطالب نحو األفضل في جميع المواقف الحياتية ‪.4‬‬

‫‪ - 2 - 4‬عناصر المنهاج ‪:‬‬

‫يتكون المنهاج من عناصر أساسية تتكامل فيما بينها و ترتبط ارتباطا وثيقا وهي ‪:‬‬

‫• األهداف العامة ‪ :‬تشير إلى القدرات و المواقف و المهارات التي سيكتسبها المتعلم من خالل جملة من‬

‫المواد الدراسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-http://www.geocities.com/youcef kadri/competence.htm18/06/2019.‬‬

‫‪ -‬صالح هندي و أخرون‪ :‬تخطيط المنهج و تطويره‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،6999 ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬إيناس عمر أبو حتلة‪ :‬نظريات المناهج التربوية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار صفاء للنشر‪.3442 ،‬‬
‫‪ -‬صالح هندي و أخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪24‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫• التقويم ‪ :‬يعتبر احد عناصر المنهاج من خالله نستطيع الحكم على مدى نجاحنا في تحقيق األهداف‬

‫و قيمها و كذلك قياس قدرة المتعلم و مدى تحصيله‪ ،‬و نشخص نتائج عملية التعليم و مدى ما يحقق من‬

‫أهداف‪.‬‬

‫• طرق و أساليب التدريس‪ :‬هو مجمل الطرق و األساليب المتبعة إليصال المحتوى التعليمي للمنهاج‪.‬‬

‫• المحتوى ‪ :‬هو جزء من الثقافة و المعرفة التي تقدم للمتعلمين على شكل قواعد و مفاهيم و معلومات و‬

‫قيم و مواقف‪.1‬‬

‫‪ - 3 – 4‬عالنة المدرس بالمنهاج ‪:‬‬

‫المنهاج المقرر أو المعتمد هو وثيقة رسمية تعدها الجهات الرسمية المختصة الموضوعة تحت‬

‫وصاية و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬يتقيد بها اإلداريون و المشرفون و المنفذون‪ ،‬و تبرز عالقة المدرس بها أو‬

‫بمحتواها في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬االطالع على التوجيهات و التعليمات الموجهة لمستعمليها ‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة و فهم األهداف العامة المسطرة و المأمول تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -‬قراءة و استيعاب المضامين المقترحة للتعليم أو التدريس‪ ،‬و مدى مالئمتها‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة و تحليل بنية المحتويات و األنشطة التعليمية المكملة‪ ،‬بغرض تجديد و إثراء المعارف‬

‫‪ -‬ضبط القدرات و المهارات و الكفاءات التي تحققها أهداف البرنامج المقرر ‪.‬‬

‫‪ -‬االطالع على عدد الموضوعات المقررة‪ ،‬و على الطرائق البيداغوجية المقترحة و على أساليب‬

‫التقويم المصاحبة لها ‪.2‬‬

‫‪ -‬مکارم حلمي أبو هرجة و آخرون مدخل التربية الرياضية‪ ،‬ط‪ ،6‬مركز الكتاب للنشر‪ ،‬مصر‪.3443 ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬خالد لبصيص‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫إذن يمثل المنهاج (منهاج التربية البدنية و الرياضية )بالنسبة لمعلم المرحلة االبتدائية وثيقة رسمية‬

‫مرافقة تستلزم االطالع عليها و قراءة محتواه وفهمه ‪ ،‬بحيث يلجأ إليه حتى يتبين كيف يكون التصرف‬

‫إزاء أي مشكلة أثناء تنفيذ المنهاج أو كيفية التعامل مع موقف تعليمي معين و ذلك للقدرة على تحقيق‬

‫أهدافه و غاياته التربوية‪.1‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع ص ‪.66‬‬


‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫التربية البدنية والرياضية في المدارس االبتدائية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ – 5‬الخالصة ‪:‬‬

‫تكتسب التربية البدنية والرياضية أهميتها ومكانتها من الفوائد التي تقدمها لممارسيها و مستخدميها‬

‫استخداما يتوافق مع مبادئ التربية العامة ‪،‬حيث أن هذه األخيرة تهدف إلى تنشئة أفراد و أشخاص لهم‬

‫استعدادات الكتساب الصفات الخلقية و غيرها من الصفات التي تخدم المجتمع ككل و على هذا األساس‬

‫فالتربية البدنية والرياضية تعتبر جزء ال يتج أز من التربية العامة وهي مكملة لها ألنها تعتني بأجسام األفراد‬

‫المتعلمين وصحتهم وكل الجوانب الشخصية ‪،‬ولكي تكون التربية البدنية والرياضية على الوجه االصح‬

‫يجب ان يكون هناك مناهج متبع‬

‫وتطرقنا في هذا الفصل الى التربية البدنية والرياضية وتناولنا فيها مفهوم التربية وخصائص التربية‬

‫وأهداف التربية البدنية والرياضة والمنهاج ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ان بناء اي امة وتطور اي مجتمع يجب ان يبنى على اسس متينة ‪،‬انطالقا من النهوض‬

‫بمستوى االفراد إلعدادهم منذ مرحلة الطفولة من جميع الجوانب كي تكون لهم مثال عليا ومبادئ‬

‫سامية ولن يأتي ذلك إال بالتكامل المنشود بين عناصر العملية التربوية ‪،‬المدرسة والمعلم والتلميذ‬

‫والعالقة التكاملية بينهم والتي تشكل اساسا لكل عمل تربوي ‪.‬ولقد تغيرت النظرة في العصر الحديث‬

‫لمفهوم هذه العناصر فأصبحت المدرسة ال تعنى فقط بالتعليم وقواعد القراءة والحساب ‪،‬بل اتسعت‬

‫دائرة مهامها فصارت مجاال خصبا لتكوين االفراد من جميع الجوانب ‪،‬كما لم يبقى المعلم ذلك اآلمر‬

‫والناهي صاحب السلطة المطلقة على التالميذ ‪،‬جاعال منه متلقيا فقط ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تعريف المعلم ‪:‬‬

‫‪ -‬لغويا ‪ :‬هو من كانت مهنته التعليم و التعليم هو تلقين أنواع المعارف واكساب الغير‬

‫المهارات و الخبرات‪.‬‬

‫‪ -‬اصطالحا ‪ :‬هو الذي يعمل على تنمية القدرات و ضبطها و استخدام تقنيات التعليم ووسائله‬

‫ومعرفة حاجات التالميذ وطرائق تفكيرهم وتعليمهم وهذا باإلضافة إلى الدور الذي يلعبه المعلم فهو رائد‬

‫اجتماعي يساهم في تطوير المجتمع و تقدمه عن طريق تربية النشء تربية صحيحة ‪،‬و تسليح تالميذه‬

‫بطرق العمل الذاتي التي تمكنهم من متابعة اكتساب المعارف و تكوين القدرات و المهارات و غرس‬

‫القيم االجتماعية في نفوسهم وتعويدهم على ممارسة الحياة الديمقراطية في حياتهم اليومية ‪. 1‬‬

‫‪ - 1 – 1‬واجبات المعلم ‪:‬‬

‫يهدف المعلم إلى خلق ظروف تعود إلى نمو الطالب عقليا وجسميا ونفسيا واجتماعيا وهذه‬

‫بعض الطرق البناءة التي تعود إلى خلق المناخ المالئم و تساعد المعلم على توفير مثل هذا المناخ ‪:‬‬

‫‪ -‬جبرائيل بشارة ‪ :‬التكوين المهني للمتعلمين ‪،‬دار الشروق بيروت ‪ / 1791 ،‬ص ‪. 79‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪92‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬يجب أن يتعلم المعلم أسماء طالبه بأسرع ما يمكن الن معرفتهم وحفظ أسمائهم يساعدانه على‬

‫بناء عالقات طيبة معهم ‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن يبدأ المعلم بتعليمهم بحيث يكون التالميذ مستعدين و راغبين في االنتباه ‪.‬‬

‫‪ ‬على المعلم أن يكثر من الثواب خير من العقاب ‪،‬ولذلك المدح خير من التأنيب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬على المعلم أن يغير فاعليته قبل أن يقبل االنتباه تالميذه ‪،‬وعليه أن يبقى التالميذ مشغولين دائما‬

‫ولقد أبرزت دراسة أمريكية أن مديري المدارس يتوقع من مدرس التربية البدنية الجديد لما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬لديه شخصية قوية تتسم بالحسم ‪ ،‬باألخالق و االتزان االنفعالي‪.‬‬

‫‪ ‬معبد إعداد مهنيا جيدا لتدريس التربية البدنية‪.‬‬

‫‪ ‬يتميز بخلفية عريضة من الثقافة العامة‪.‬‬

‫‪ ‬مستوعب للمعلومات المتصلة بنمو األطفال وتطورهم كأساس لخبرات التعليم‪.‬‬

‫‪ ‬لديه قابلية للنمو المهني الفعال والعمل الجاد المستمر لتحسين مستواه المهني‪.‬‬

‫‪ ‬لديه الرغبة للعمل مع كل الغالمين وليس مع الرياضيين الموهوبين فقط ‪.‬‬

‫‪ – 2 – 1‬الخصائص الواجب توفرها في المعلم ‪:‬‬

‫‪ - 1 - 2 - 1‬الخصائص الجسمية ‪ :‬ال يستطيع األستاذ القيام بوظيفته بصورة مالئمة إال إذا‬

‫توفرت فيه الخصائص الجسمية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون سليم الصحة عقليا وجسميا خاليا من الضعف و األمراض ‪،‬فاألستاذ المريض ال يستطيع‬

‫القيام بوظيفته على أكمل وجه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬امين انور خولي ‪ :‬أصول التربية البدنية والراضية ‪،‬المهنة واإلعداد المهني النظام االكاديمي ‪ ،‬ط‪، 1‬دار الفكر العربي ‪،‬سنة ‪/ 1771‬ص ‪.141‬‬

‫‪03‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن يكون خاليا من العيوب والعاهات ‪ -‬كالصمم و العور ‪ -‬و التأتأة ألن هذه العاهات من طبيعتها‬

‫أن تجعله مقص ار في أداء واجبه ‪،‬و تجعله عرضة لسخرية التالميذ ونقدهم‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون حسن الملبس نظيفا و منظما‪ ،‬فالمعلم نموذج لتالميذه ‪،‬و إهماله لنفسه يجعله موضع‬

‫سخرية وعدم احترامه له‪. 1‬‬

‫و يقول " دمحم زيدان حمدان " إن تمتع المعلم لحالة صحية سليمة وبخصائص جسمية متكاملة‬

‫و سالمة حواسه يساعد على إنتاج سلوك هادف وعلى إنجاز مسؤولياته بصيغ واقعية معبرة دون‬

‫تحريف أو تشويه ينكره‪. 2‬‬

‫‪ - 2 - 2 - 1‬الخصائص النفسية‪:‬‬

‫يرى الدكتور "سعدي لفتة " و"صباح باقر" سنة ‪ 1791‬بأن الحالة النفسية للمعلم من حيث‬

‫انشراحه وانبساطه أو تهيجه أو قلقه أو طيبته تؤثر على حالة التالميذ و تعكس عليهم‪ .‬إن البحوث و‬

‫الدراسات التي أجراها كل من "ميلر ودوالرد" أثبت بأن هناك عالقة ارتباطيه بين قلق المعلم واضطرابه‬

‫النفسي‪ .‬و بين انخفاض المستوى الدراسي للتالميذ و بالتالي إلى انخفاض قدرة التالميذ على االبتكار‬

‫واإلبداع ‪.3‬‬

‫وحسب " مصطفى فهمي " سنة ‪ 1719‬فإن إدراك المدرس لألهمية االجتماعية واإلنسانية‬

‫لعمله تعتبر مصدر الرضا و الطمأنينة و الراحة النفيسة فالمدرس الذي ال يشعر بأنه يقوم بعمل نافع‬

‫يجعله يشعر باحترام لذاته ‪ ،‬فإنه تسير عليه فكرة تجعله ال يحب عمله‪ ،‬وبذلك تجده كثير الشكوى و‬

‫‪ -‬عباد هللا الرشادان‪ ،‬د نعيم جيني مدخل إلى التربية البدنية و التعليم دار الشروق للنشر و التوزيع غمان األردن المركز العربي للمطبوعات ط‪ ،1‬سنة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1774‬ص ‪.171‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دمحم زيدان حمدان ‪ :‬تقييم و توجيه المدرس‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪ ،1711‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -‬سعيد لغتة وصباح باقر ‪ :‬تحليل التفاعل اللفظي بين المعلم و التلميذ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي و البحث العلمي‪ ،‬مركز البحوث التربوية والنفسية‪،1791 ،‬ص‬
‫‪3‬‬

‫‪.11‬‬
‫‪03‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التذمر‪ ،‬وقد تؤدي به هذه المشاعر إلى القسوة على التالميذ‪ ،‬و ذلك كوسيلة للتفريغ بصفة ال شعورية‬

‫عن المشاكل الخاصة‪ ،‬وكأنه ينتقم منهم‪.‬‬

‫ويضيف "مصطفى فهمي " قائال‪ :‬المدرس الناجح هو الذي يسعى لمعرفة نفسية كل تلميذ‬

‫قصد مساعدته واألخذ بيده أما المدرس الذي يعالج العدوان بالعدوان ‪ ،‬كإصدار األوامر قصد مضايقة‬

‫التلميذ أو تسليط العقوبات ‪ ،‬فهذا كله دليل على عدم نضج هذا األستاذ من الناحية الوجدانية أو‬

‫العاطفية‪ ،‬ومن ثم فإن محافظة األستاذ على اتزانه و شعوره بعدم التهديد والتردد ويحكمه بعواطفه‬

‫ومشاعره و بنوعيه أدائه و ق ارراته في المواقف الغامضة أو الجيدة تساعد سلوكه بوجه عام مفيد ذا‬

‫معنی و يجعل من قيامه بمسؤولياته هدفا مثم ار وساميا‪. 1‬‬

‫‪ -3 - 2 - 1‬الخصائص العقلية والعلمية‪:‬‬

‫إن المعلم الجيد هو الذي يكون ملما بمادته من كل الجوانب وتكون له ثقافة عامة واسعة‬

‫ومستوى خاص في التحصيل العلمي وهو مستوى ال يمكن وصوله بدون ذكاء حتى يستطيع أن يجيب‬

‫على استفسارات التالميذ‪ ،‬فتعلم المعلم يجب أن يستمر طول حياته المهنية‪ .‬يقول " فاخر عاقل"‪ :‬إن‬

‫العلوم والمعارف في تقدم مستمر ‪ ،‬تغير دائم ال بد للمعلم الجيد متابعة التقدم العلمي و مساراته‬

‫فالمعلم الذي يتحسس للمعرفة و متابعة التقدم العلمي معلم يترك في نفوس تالميذه أطيب األثر‪.‬‬

‫لكن اإللمام بالمادة وحده ال يكفي بل يجب أن يكون ملما بقواعد و طرق التدريس المناسبة‬

‫للتلميذ والمادة‪ ،‬حتى يتمكن من توصيل المعلومات للذهن‪ ،‬و يستوعبها التلميذ جيدا‪ ،‬على المعلم كذلك‬

‫اإللمام بقواعد التدريس المناسبة للمادة‪ ،‬فليست معرفة المعلم بالمادة وال بنفسية التلميذ كافية لنجاحه في‬

‫مهمته‪ ،‬لكن ال بد أن يعرف طريقة التطبيق‪ ،‬ولهذه المعرفة أصول وقواعد تدريس في معاهد المعلمين‪.‬‬

‫‪ -‬صالح عبد العزيز‪ ،‬عبد العزيز عباد اخبار ‪ :‬التربية وطرق التدريس ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ول‪ ،1714 ،1‬دس ‪.117‬‬
‫‪1‬‬

‫‪09‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 4 - 2 - 1‬الخصائص الخلقية و السلوكية‪:‬‬

‫لكي يؤثر تأثي ار ايجابيا في تدريس مادته على تالميذه وفي معامالته مع المحيط يجب أن‬

‫تتوفر فيه خصائص تبرزه في أوساط التالميذ وهي‪:‬‬

‫‪ -‬العطف واللين مع التالميذ فال يجب أن يكون قاسيا عليهم لكي ال ينفروا منه و يفقد لجوءهم إليه و‬

‫بالتالي التأثير على الدروس وعلى األهداف التي يعمل من أجلها‪.‬‬

‫‪ -‬الصبر و طول البال و التحمل‪ ،‬فمعامالته للتالميذ تحتاج إلى السياسة و المعالجة وال يجدي معرفة‬

‫سيكولوجياتهم‪ ،‬إال إذا كان األستاذ صبو ار في معامالته ‪ ،‬فالقلق دليل على اإلخفاق في المعاملة‪.‬‬

‫‪ -‬األمل والثقة في النفس‪ ،‬فاألستاذ يجب أن يكون قوي األمل في مهنته وان يكون بعيد التصورات‬

‫وواسع األفاق في تخيله للتالميذ ‪.1‬‬

‫‪ -‬الحزم والصالبة‪ ،‬فال يكون ضيق الخلق‪ ،‬قليل التصرف سريع الغصب فيفقد بذلك إشرافه على‬

‫التالميذ واحترامهم له‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يكون مبدعا في عمله لدرجة انه يستطيع إدخال الفن في درسه‪.‬‬

‫يجب أن يتقبل أفكار تالميذه و زمالئه واألشخاص اآلخرين الذين من حوله من أستاذة و عمال‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون طبيعيا في سلوكه مع تالميذه و زمالئه‪ ،‬غير متكلف في جميع الجوانب‪ ،‬حتى ال تكشف‬

‫سلوكاته الحقيقية و يعرف الجميع تكلفه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪00‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 3 – 1‬سلبيات وايجابيات معلم المدرسة االبتدائية ‪:‬‬

‫‪ - 1 – 3 - 1‬إيجابيات معلم المدرسة االبتدائية‪:‬‬

‫يختلف معلم المدرسة األساسية عن معلم اإلكمالية أو الثانوي‪ ،‬كونه يقوم بتدريس كل المواد‬

‫بينما معلم اإلكمالية أو الثانوية يتخصص في تدريس مادة واحدة وهذا ما يجعل المعلم المدرسة‬

‫االساسية ‪ -‬االبتدائية حاليا ‪ -‬معلم الفصل وليس معلم المادة الذي يقول عنه دمحم السرغين ‪" :‬مدرس‬

‫المادة يهتم بمادته التي تخصص فيها‪ ،‬وهو يدرس الطفل من ناحية واحدة من نواحية المتعددة‪ ،‬بينما‬

‫يدرسه مدرس الفصل من جميع النواحي ويالحظ طول اليوم المدرسي و طول العام الدراسي‪ ،‬لذا فهو‬

‫األب الروحي الذي يتعهد الطفل من جميع الوجوه"‪. 1‬‬

‫وهذا األب الروحي الذي يتعهد الطفل بالتربية والتعليم لمدة ست سنوات أو ثالثة إذا تخصص‬

‫في طور معين يجعله يتميز بعدة مزايا لخصها دمحم السرغين كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة التالميذ معرفة أقرب للصحة والدقة لطول المدة التي يقضيها معهم‪ ،‬وهذه المعرفة ليس غاية‬

‫في حد ذاتها وانما قيمتها تكمن في توجيه المعلم للطفل توجيها يساعد على النمو المتزن‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق االستقرار النفسي للطفل‪ ،‬حيث يعتاد الطفل معاملة واحدة‪ ،‬بخالف تسيلمه لعدة معلمين ال‬

‫يكونوا على اتفاق فيما بينهم على نوع المعاملة التي يعاملون بما تالميذهم حيث يكون من ينهره‬

‫ومن يعطف عليه وهذا يجعله غير مستقر نفسيا‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق التوازن في االهتمام بالمواد‪ ،‬متعدد المدرسين ينتهي إلى أن يوجه التالميذ اهتماما أكبر لمادة‬

‫دون أخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬احمد السرغين‪" ،‬التربية للمدراء‪ ،‬المعلمين‪ ،‬المعلمات والطالب"‪ ،‬منهاج الو ازرة المعرفية‪ ،‬مكتبة الرسالة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1711 ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪03‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 2 – 3 - 1‬سلبيات معلم المدرسة االبتدائية ‪:‬‬

‫رغم ما لمعلم المدرسة االبتدائية من مزايا‪ ،‬فإن له سلبيات تابعة إما من شخصيته أو من تكوينه‬

‫تلخص أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المدرس العصبي المزاج الذي يغلب عليه الخشونة والغلظة وضيق األفق جعل فصله مكانا ال يسعد‬

‫فيه التالميذ‪.‬‬

‫‪ -‬قد ال يكون المدرس شغوفا بتربية التالميذ وال يجد مسرة في عمله‪ ،‬فيضيق صدره من مخالطتهم‪.‬‬

‫‪ -‬قد ال يكون بعدا إعدادا خالصا يمكنه أن يشغل الفترات الطويلة التي يقضيها مع التلميذ‪.‬‬

‫‪ -‬قد يحدث أن ينصرف التالميذ عن المدرس لعيب فيه‪ ،‬فيكرهونه ويسأمون منه‪ ،‬ويسأم منهم‬

‫المدرس‪ ،‬وتكون العاقبة أشد إذا انتقل معهم في كل سنة‪.‬‬

‫‪ -‬ليس من اليسير أن يكون المدرس قاد ار على تدريس المواد كلها بدرجة واحدة‪ ،‬فقد ينجح في تدريس‬

‫مادة تدريسا جيدا دون أخرى أو يميل لمادة دول أخرى فيعطيها أهمية أكبر على حساب مواد أخرى‪. 1‬‬

‫إال أنه ورغم هذه العيوب يبقى المدرس في المدارس االبتدائية هو مدرس الفصل الذي تعهد‬

‫لها تدريس جميع المواد‪ .‬إال أنه ومن األحسن أن يجعل لبعض المواد مدرسا خاصا حيث يقول دمحم‬

‫السرغيني ‪ " .‬من األحسن أن يتعهد ببعض المواد کالرسم والحساب والدين واأللعاب واألشغال اليدوية‬

‫إلى مدرسين يهتمون بها " ‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دمحم السرغين‪ ،‬التربية لمدراء المعلمين والمعلمات والطالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪71 /‬‬

‫‪03‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فهذه المواد تتطلب معلما يهتم بها ويكون متخصصا فيها‪ ،‬واال فإنه يهملها وال يمكنه إفادة‬

‫التالميذ منها إما لعدم تخصصه فيها أو لعدم اهتمامه بما أو كالهما معا‪ .‬ورغم ما قيل وما يقال عن‬

‫المعلم فإنه يقع على عاتقه تربية األطفال وعلى عاتق المعلم المسلم يقع ما حدده ‪.‬‬

‫‪ – 4 – 1‬الصفات الواجب توفرها في معلم المدرسة االبتدائية ‪:‬‬

‫‪ - 1 – 4 - 1‬الصفات الشخصية ‪:‬‬

‫لقد بينت "ويست بوتشر" ‪ 1771‬أن للمارس بصفة عامة مزايا عديدة ورسالة نبيلة تتمثل في‬

‫األخذ بيد الشباب واألطفال و مساعدتهم لتشكيل حياة أفضل لهم من خالل االرتقاء بالصحة وتبني‬

‫أسلوب صحي للحياة‪.‬‬

‫كما أشارت "لومبكين" إلى أن مدرسي التربية البدنية والرياضية مطلوب منهم أن يكونوا يتمتعون‬

‫بروح القيادة في كل المواقف المهنية التي يخوضونها‪ ،‬فالقائد يتصف باإلبداع والحماس وتحمل‬

‫المسؤولية والحسم‪ ،‬كما نجاحهم يقاس من خالل مدى فعالية برامجهم في تعليم أشكال الحركة المختلفة‬

‫والمتنوعة للمشاركين فيها‪ ،‬وبما أنهم يؤمنون بأدوارهم القيادية فإنهم يتحملون مسؤولية نتائج البرامج‬

‫التي يقودوها‪.1‬‬

‫يجب على مدارس التربية البدنية والرياضية أن تتوفر فيه صفات شخصية تساعده على القيام‬

‫بمهامه على أكمل وجه وهذه الصفات هي ‪:‬‬

‫‪ ‬إتباع التعليمات‪.‬‬

‫‪ ‬االتزان االنفعالي ‪.‬‬

‫‪ ‬األداء واللياقة في التصرفات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬امين انور الخلوني ‪ :‬اصول التربية البدنية والرياضية ‪،‬دار الفكر العربي ‪،‬القاهرة سنة ‪ / 1771‬ص ‪. 149‬‬

‫‪03‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬الذكاء االجتماعي‪.‬‬

‫‪ ‬تعدد الخبرات‪.‬‬

‫‪ ‬المظهر السليم‪.‬‬

‫‪ ‬سعة الصدر ‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على االبتكار واإلبداع‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على الحكم الموضوعي‪.‬‬

‫‪ ‬تقبل النقاد‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على االندماج في الجماعة ‪.‬‬

‫‪ ‬األدب الخلقي الصادق والسليم‪.‬‬

‫‪ ‬الصلة الطيبة بالتالميذ‪.‬‬

‫‪ ‬سعة األفق الثقافي ‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على تحديث المعلومات التربوية و النفسية ‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على تحديث المعلومات التربوية والنفسية ‪.‬‬

‫‪ ‬االلتزام بمراعاة األسس النفسية في التعلم‪.‬‬

‫‪ ‬إدارة الفصل بطريقة فعالة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬يرشد التالميذ ويوجههم بحكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ /‬ص ‪. 331‬‬

‫‪03‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 2 – 4 - 1‬الصفات المهنية لمدرس التربية البدنية والرياضية ‪:‬‬

‫إذا ما أردنا أن نصل إلى مدرس ذي كفاءة مهنية عالية البد أن نراعي توفر الصفات المهنية‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعداد الجيد للدرس‪.‬‬

‫‪ ‬اختيار األلفاظ المناسبة للموقف الذي يتعرض له‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على ربط أجزاء المنهاج بعضها ببعض‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على القيام بتقويم التالميذ بطريقة عملية وسليمة‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على اكتشاف المواهب الرياضية‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على توجيه التالميذ التوجيه السليم‪.‬‬

‫‪ - 2‬المدرسة ‪:‬‬

‫تعتبر المدرسة مؤسسة تربوية أقامها المجتمع المقابل حاجة من حاجاته أال وفي تنشئة الفرد‬

‫التنشئة السليمة ببناء شخصينة على أسس تربوية معينة‪ ،‬تجعل منه عضوا فعاال في المجتمع من‬

‫خالل التطور والنمو الشامل لجميع جوانب شخصيته حين يتضمن المفهوم الحديث للمناهج جميع‬

‫الخبرات التي يجب على المدرسة أن توفرها لتالميذها من خالل مختلف المواد الدراسية والنشاطات‬

‫التي يجب أال تبقی ذات طابع أكاديمی بحتة تعتمد على الحشو الكمي ال على الكيف ‪.1‬‬

‫وأصبح المفهوم الحديث ال يركز على حجم ما تقدمه المدرسة من معلومات و دروس نظريه‬

‫بل كيفية ترجمة هذه المعلومات وتجسيدها على أرض الواقع ‪،‬أي تعليم التلميذ كيف يوظف ما تعلمه‬

‫‪ -‬صالح الدين نوح‪ ،‬علم االجتماع المروي مار النوم للنشر والتوزيع‪ ،‬مسابة‪ ،7004 ،‬ص‪91‬۔‬
‫‪1‬‬

‫‪01‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في المدرسة في حياته اليومية كأفعال يستفيد بها والخروج من دائرة المعلومات النظرية الجافة ولن يتم‬

‫تحقيق هذه األهداف إال بحسب ما توفره المدرسة من ألوان نشاط مختلفة والمتنوعة والمتجددة ‪.‬‬

‫‪ -1 - 2‬تعريف المدرسة ‪:‬‬

‫المدرسة مؤسسة اجتماعية ‪،‬أنشأها المجتمع لتشارك األسرة مسؤوليتها في التنشئة االجتماعية‬

‫تبعا الفلسفته ونظمه ‪،‬و أهدافه ‪،‬وهي متأثرة بكل ما يجري في المجتمع ومؤثرة أيضا فيه ‪،‬إنما األداة و‬

‫الوسيلة والمكان الذي يتنقل فيه الفرد من حال التمركز حول الذات إلى التمركز حول الجماعة‪ ،‬وهي‬

‫الوسيلة التي يصبح بها الفرد إنسانا اجتماعيا وعضوا فاعال في المجتمع ‪.‬‬

‫والمدرسة في المؤسسة التي أنشأها المجتمع لتقابل حاجة من حاجاته األساسية وهي تطبيع‬

‫أفراده تطبيعا اجتماعيا ليجعل منهم أعضاء صالحين ‪.‬‬

‫وهي المؤسسة التي أنشأها المجتمع التربية وتعليم الصغار نيابة عن الكبار الذين شغلتهم‬

‫الحياة ‪،‬إضافة إلى تعقيد وتراكم الترات الثقافي‪. 1‬‬

‫‪ - 2 – 2‬خصائص المدرسة ‪:‬‬

‫تمتاز المدرسة بأنها بيئة تربوية ذات حجم كبير يتيح للطفل نيل المركز‪ ،‬بصورة مناسبة دون‬

‫أن يحس بالضياع‪ ،‬ولكن قد يتعرض للقلق والضغط بها في السنوات األولى ‪ ،‬ثم انها مبسطة موسعة‬

‫صاهرة ومصفية‪ ،‬وأما أن المدرسة موسعة فألنها تعمل على توسيع أفق التالميذ ومداركهم‪ ،‬وتصل‬

‫حاضر باضيهم ‪،‬وتقدم إليهم في وقت قصير ما بلغته البشرية عبر آالف السنين ‪.‬‬

‫نفس المرجع ص‪91‬۔‬ ‫‪-1‬‬

‫‪02‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ونقصد بالمبسطة‪ ،‬أنها تبسط المواد المعرفية والمهارات المدرسية المتشابكة لتصير مناسبة‬

‫إلفهام التالميذ سائرة في ذلك من البسيط إلى المعقد ‪ ،‬ومن القريب إلى البعيد ومن المعلوم على‬

‫المجهول ‪ ،‬ومن المحسوس إلى المجرد‪ ،‬وأما المهارات فتشتق فيها من البسيط الذي تصله وتعمل على‬

‫غرسها في الناشئة ليتمثلوها سلوكا يعيشونه ويقومون به‪.‬‬

‫وأما كونها صاهرة فيقصد به أنها تسعى على توحيد ميول واتجاهات التالميذ‪ ،‬وصهرها في‬

‫واحدة حسب فلسفة المجتمع‪ ،‬وبما يخلق واقعا اجتماعيا مناسبا للحراك االجتماعي القائم على التعايش‬

‫و التفاهم واحترام اآلخر‪ ،‬ليكون الناس قادرين على العيش والعمل معا في الوطن الواحد وبما يزيل‬

‫العدوان من النفوس‪ ،‬مع االستعداد الجماعي الدائم للتصدي لكل عدوان أو استعمار خارجي‪ ،‬والتعامل‬

‫بالعدل في المدرسة والمساواة بين التالميذ أساس بلوغ ذلك‪.‬‬

‫وأما بخصوص أن المدرسة مصفية فألنها تنقي التراث مما يشوبه من أمور لم تعد مناسبة‬

‫للحياة المعاصرة‪ .‬وتؤدي المدرسة دورها في التنشئة االجتماعية بنشاط مدرسي هادف‪ ،‬بتنويع المواد‬

‫الدراسية‪ ،‬و تشويق أساليب التدريس‪ ،‬والوسائل المعينة التهوية المناسبة‪ ،‬والتدريب الجيد والمتطور‬

‫المدرسية داخل المدرسة وخارجها‪ ،‬والتدريب المخبري و البحوث الميدانية‬ ‫للمعلمين و باألنشطة‬

‫واستخدام الثواب والعقاب بصورة موضوعية و دون تحيز مع السعي إلى أن يحقق التلميذ االستقالل‬

‫الذاتي لشخصيته ‪.1‬‬

‫‪ -3 - 2‬وظيفة المدرسة في المجتمع الحديث ‪:‬‬

‫يكاد يكون من التكرار القول بأن وظيفة المدرسة في عالمنا اليوم تختلف تماما عن وظيفتها‬

‫في القرون السابقة فكانت الحضارة مثال في القرن العشرين تختلف عن غيرها في القرون التي سبقتها‬

‫فقد كان أقصى ما يطمح إليه إنسان القرن الثامن عشر أن يلم بأطراف شتى من العلوم والمعارف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صالح الدين شروخ ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪33‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلنسانية حتى يصبح مثقفا موسوعيا أي يشبه الموسوعات أو دوائر المعارف التي تحتوي معلومات‬

‫عن موضوعات متفرقة في العلوم الطبيعية والبيولوجية واالجتماعية والدينية واألدبية والفنية فهذا هو‬

‫المثل األعلى للمثقف في ذلك العصر‪ ،‬ولقد كان هذا ممكنا حيث لم تبلغ العلوم ما بلغته اآلن من‬

‫التعقيد والدقة المتناهية‪ ،‬لدرجة أن العقل البشري نفسه الذي وصل في تطوره إلى هذا اإلنتاج العلمي‬

‫الرفيع قد استعان بعقول إلكترونية يضبط لها حساباته الدقيقة‪ ،‬ويتحكم بها أيضا في توجيه آالته و‬

‫مخترعاته البالغة التعقيد‪.‬‬

‫ولقد كان هذا كله أثره في تعقيد الحياة االجتماعية ذاتها‪ ،‬وشيوع المنهج العلمي واألسلوب‬

‫التقني في جوانب الحياة صغيرها وكبيرها‪ .‬وهذا لم يعد من المالئم أن تكون وظيفة المدرسة قاصرة‬

‫على إعطاء المعلومات والمعارف الجافة و المنعزلة عن مجريات الحياة والمجتمع‪ ،‬وانما ينبغي أن‬

‫تساير العصر‪ ،‬وأن تكون صورة مصغرة لما يدور في الحياة االجتماعية من نشاطات مختلفة‪ ،‬وأن‬

‫تكسب التالميذ طريقة حياة وأسلوب عمل ذا طابع عصري‪ ،‬علمي‪ ،‬وتقني ومتالئم مع مجتمع معين له‬

‫مبادئه واختياراته الخاصة ‪.1‬‬

‫فوظيفة المدرسة تقوم على تهيئة الظروف المالئمة لكي ينشأ األطفال في جو يضمن لهم نمو‬

‫شخصياتهم من جميع نواحيها الجسمية ‪،‬العقلية‪ ،‬الخلقية ‪،‬النفسية واالجتماعية ‪،‬ولم يعد القصد من‬

‫المدرسة مجرد تلقين التالميذ المعلومات المعرفية كما عهدناها في مواد الدراسية المعتادة بل إن عملية‬

‫التربية أشمل من ذلك ‪،‬إذ تتناول اكتشاف مواهب األطفال وميولهم وتوجيههم إلى خير ما يضمن لهم‬

‫النمو المتزن لكي ينشئوا مواطنيين صالحين ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مديرية التكوين‪ ،‬تربية وعلم النفس‪ ،‬تشريع مدرسي‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬کامل دمحم دمحم عويضة‪ ،‬مدخل إلى علم النفس‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت لبنان‪ ،‬ط‪ ،1771 ،1‬ص‪.44‬‬

‫‪33‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وللمدرسة المعاصرة وظائف كثيرة جدا ‪،‬وعلى خو يصعب حصره على مستوى العالم ‪،‬وتتلخص‬

‫هذه الوظائف بالنسبة للمجتمع فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬نقل تراث األجيال السابقة إلى الناشئة ‪.‬‬

‫‪ -‬التبسيط‪.‬‬

‫‪ -‬التطهير‪.‬‬

‫‪ -‬تنسيق التفاعل االجتماعي والتوحيد بين مختلف عناصر البيئة االجتماعية ‪.‬‬

‫وأما وظائف المدرسة بالنسبة لألطفال فتتلخص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1 – 3 – 2‬تحقيق النمو الجسدي ‪:‬‬

‫وذلك بإيجاد الظروف الصحية المناسبة ‪،‬وتعليم المعلومات الضرورية حول التغذية ‪،‬وأساليبها‬

‫الصحية ‪،‬وتزويدهم بالقواعد الصحية ‪،‬وتعويدهم على التقيد بما في المأكل والمشرب والنمو والراحة و‬

‫العمل ‪،‬وممارسة الرياضة وصوال إلى اللياقة البدنية ‪،‬وتزويدهم بالمعلومات الضرورية للوقاية من‬

‫األمراض ‪،‬وكيفية ممارسة السلوك المالئم لحماية البيئة وعلى الصحة مع تحريره من الخرافات‪.‬‬

‫‪ - 2 – 3 - 2‬تحقيق النمو العقلي ‪:‬‬

‫ويتم ذلك بمختلف الدروس واألنشطة التعليمية‪ ،‬وتعويده على التفكير المنطقي والتفكير‬

‫اإلجرائی‪ ،‬وتزويده بالمعلومات والطرق السليمة الستخدامها‪ ،‬وتنمية حب االطالع وأساليب كسب‬

‫المعرفة بصورة ذاتية‪ ،‬وجعل الطفل يتحلى بالروح العلمية والروح اإلبداعية والتصرف السليم في مواجهة‬

‫المشكالت والبحث عن حلولها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ /‬ص ‪. 33‬‬

‫‪39‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 3 – 3 - 2‬تحقيق النمو االجتماعي ‪ :‬وفي هذا المجال تقوم المدرسة بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تنمية المهارات واالتجاهات الالزمة لإلسهام في حياة الجماعة بصورة فعالة ‪،‬أي يصير‬

‫مؤديا للواجبات ‪،‬متحمال للمسؤوليات ‪،‬متعاونا مع الغير ‪،‬يشعر بالوالء ألمته وشعبه ‪،‬محترما لحقوق‬

‫غيره غير متهاون في الدفاع عن حقوقه وأفكاره ‪،‬محترما للملكية العامة والخاصة ‪،‬محافظا على‬

‫المرافق العامة ‪،‬تعويد الطفل أداب السلوك وحسن المعاملة وتعليمه العالقات االجتماعية والشعور‬

‫بالمسؤولية القائمة بين مختلف الجماعات ‪،‬وغرس القيم الصالحة فيه وجعله دوما ساعيا إلى التقادم‪.‬‬

‫‪ -‬تزويده بالمعلومات والحقائق التي تجعله قاد ار على إدراك بيئته إدراكا سليما ‪،‬وتعريفه‬

‫بالمؤسسات االجتماعية القائمة و كيفية التعامل معها واالستفادة من خدماتها‪.‬‬

‫‪ -‬تدريب الطفل على المهارات العلمية النافعة له‪ ،‬والتي تجعله قاد ار على كسب الرزق والمساهمة‬

‫بفعالية في النشاط االقتصادي عندما يصير قاد ار على ذلك‪.‬‬

‫‪ - 4 – 3 - 2‬تحقيق النمو النفسي ‪ :‬ووظائف المدرسة في هذا المجال كثيرة‪ ،‬نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تكوين الصفات الشخصية الصالحة ‪،‬وغرس االتجاهات النفسية السليمة في الطفل‪.‬‬

‫‪ -‬تكوين العواطف واالتجاهات العاطفية السليمة لدى األطفال ‪،‬وتوجيه انفعالهم توجيها صالحا‬

‫وعدم تعريضهم لخبرات وتجارب تؤدي بهم إلى الشذوذ واالنحراف ‪،‬نتيجة للكبت والشعور باإلحباط أو‬

‫النقص ‪،‬مع االمتناع عن تسليط العقوبات الجسدية ‪،‬والبعاد عن التخويف واثارة الهلع وتقوية الثقة‬

‫بالنفس ‪،‬والشعور بالمسؤولية والمساواة ‪،‬والتدريب على حرية إبداء الرأي ‪،‬وتقوية الشجاعة األدبية‬

‫واحترام رأي األخرين ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ /‬ص ‪. . 33‬‬

‫‪30‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬خلق جو مدرسي منظم يتيح للتالميذ فرص التعبير الحر عن مشاعرهم بواسطة مختلف‬

‫النشاطات کالرسم واألشغال اليدوية والموسيقى والتمثيل وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬الكشف عن استعدادات األطفال‪ ،‬وقدراتهم ومواهبهم وحاجاتهم وتنميتها باستخدام مختلف‬

‫الوسائل‬

‫‪ - 5 – 3 - 2‬تحقيق النمو الروحي والخلقي ‪ :‬و تتجلى هذه الوظيفة في النواحي التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تقوية الروح الدينية القائمة على الفهم الصحيح لتعاليم الدين ‪،‬وتقوية نزعات الخير‪،‬وتعويد‬

‫األطفال على مكارم األخالق ‪،‬والمساهمة في أعمال البذل والتعاون وتعويدهم بصورة خاصة على‬

‫احترام المشاعر الدينية ألصحاب األديان األخرى ‪،‬احتراما قائما على الفهم واإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -‬إبعاد الطفل عن األجواء الخرافية‪ ،‬والبدع التي قد تشوب صفاء الدين‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية عزائم األطفال وتنمية قدراتهم لمواجهة أعباء الحياة بصبر وتضحية وتفاؤل ‪.1‬‬

‫‪ - 3‬أهمية المدرسة ‪:‬‬

‫تعتبر المدرسة المؤسسة األهم في تعويد التالميذ على القيم والمعايير‪ ،‬وما يرتبط بها من‬

‫عادات تتصل بالعملية التعليمية ومن ناحية أخرى فهي تلعب دو ار في تنشئة األفراد اجتماعيا ‪،‬فهي في‬

‫المجتمع الحديث بداية تعرف الفرد على مؤسسات المجتمع خارج األسرة ففيها يتعلم االختالط مع‬

‫اآلخرين والتفاعل معهم ويعرف معنى االعتماد على النفس ‪،‬و التقيد باللوائح والنظم ‪،‬كما تعمل على‬

‫حفظ التراث الثقافي في المجتمع ونقله لألجيال الالحقة ‪ ،‬وهي المؤسسة التي أوكل لها المجتمع مهمة‬

‫تزويد الفرد بالمعرفة العلمية والتقنية والعملية الالزم إلعداده المهنة معينة تفيده وتفيد المجتمع‪ ،‬كما تقوم‬

‫صالح الدين شروخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91-91‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪33‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بدور في تنمية جوانب ومكونات شخصية الفرد‪ ،‬فهي المخبر الذي تنصهر فيه خبرات األجيال‬

‫المتعاقبة والمتحف يروي تاريخ اإلنسانية الحافل بالدروس والعبر المفيدة للناشئة‪.‬‬

‫لذلك كان الرهان دائما في حالة السلم والحرب معقودا على التعليم كشعلة تنفخ في نفوس‬

‫األفراد وتصقل شخصياتهم وتصنع اتجاهاتهم وتقرر مستقبلهم ‪،‬فهي مخبر لصناعة األجيال والمعلم‬

‫هو الصانع الماهر الذي يتولى صقل و بلورة العقول الناشئة ‪،‬وحوادث التاريخ تؤكد أن األلمان لما‬

‫انتصروا قالوا ‪ " :‬انتصر معلم المدرسة األلمانية "ولما انهزموا وأرادوا البحث عن مخرج من نكبتهم قال‬

‫أحدهم" ‪:‬أعطوني و ازرة التربية والغوا كل الو ازرات‪.1 "..‬‬

‫‪ - 4‬درس التربية البدنية والرياضية‪:‬‬

‫‪ -1 – 4‬تعريف درس التربية البدنية والرياضية‪:‬‬

‫يعرفه بسيوني والشاطئي " هي الوحدة الصغيرة للبرنامج للتربية البدنية والرياضية وأحد أشكال‬

‫المواد األكاديمية مثل العلوم الطبيعية‪ ،‬الكيمياء واللغة " ‪.2‬‬

‫‪ - 2 – 4‬خطة درس التربية البدنية والرياضية ‪:‬‬

‫إن الدرس المقدم من طرف مدرس التربية البدنية والرياضية يجب أن يكون مبنيا على خطة‬

‫ثابتة ومدروسة وسهلة تهدف للوصول إلى الغاية المرجوة وهي اكتساب المهارات التي تتضمنها‬

‫األنشطة الرياضية المقترحة‪ ،‬ويتوقف نجاح الخطة وتحقيق الغرض من البرنامج العام للتربية البدنية‬

‫والرياضية للمدرسة على حساب تحضير واعداد واخراج وتنفيذ الدرس‪.‬‬

‫‪ -‬سلطان بلغيث‪ ،‬دليل المربين في التعاون مع الناشئين‪ ،‬دار قربطة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ ،7009‬ص‪.101‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمود عوض بسيوني وفيصل ياسين الشافي ‪ ،1777،‬ص ‪.74‬‬


‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فلذلك يجب أن تكون " األنشطة التي تكون هذه البرامج متماشية مع ذوق وميول ورغبات‬

‫التالميذ‪ ،‬فإذا كان للبرنامج أوجه نشاط ال يستطيع التالميذ أن يستوعبوا المهارات التي يتضمنها‪ ،‬فقد‬

‫تصيب الممارسين أض ار ار جسمية أو نفسية وقد يكرهون التربية البدنية والرياضية واذا كانت طريقة‬

‫المدرس في تقديم أوجه النشاط ال تناسب التالميذ فتكون النتيجة المرجحة لذلك هي عدم إقبال التالميذ‬

‫على البرنامج رغم مناسبته لهم " ‪.1‬‬

‫لذا يجب أن يشمل درس التربية البدنية والرياضية على تمرينات سهلة وبسيطة وأن ال يرهق‬

‫التلميذ باألعمال الجسمية العنيفة التي تفوق عقله لضمان حسن استيعاب الدرس ولتفادي أي أضرار‬

‫أو مشاكل جسمية أو نفسية‪ ،‬باإلضافة إلى مراعاة رغبات وقدرات التالميذ وذلك لتشجيعهم لممارسة‬

‫هذه المادة الحيوية‪.‬‬

‫‪ - 3 – 4‬كيفية تركيب درس التربية البدنية والرياضية‪:‬‬

‫‪ -‬انطالقا من التوزيع السنوي تتركب الحصص حسب تدرج األلعاب والنشاطات وحسب‬

‫األهداف المختارة ‪:‬‬

‫تقديم النشاط في شكل ألعاب مشوقة‪.‬‬

‫التوزيع في التمارين واأللعاب للحفاظ على مستوى االنتباه عند التالميذ‪.‬‬

‫اختيار األلعاب والتمارين المناسبة لسن التالميذ‪.‬‬

‫اختيار کمية الجهد المناسبة لسن التالميذ‪.‬‬

‫التناوب بين اللعب الموجه واللعب الحر‪.‬‬

‫‪ -‬حسن السيد معوض‪ ،1717 ،‬ص ‪).171‬‬


‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تسجيل النقاط التي يجب التركيز عليها في مذكرة المالحظات" ‪.1‬‬

‫‪ - 4 – 4‬محتوى درس التربية البدنية والرياضية‪:‬‬

‫إن درس التربية البدنية والرياضية يتكون من ثالث مراحل وهي ‪:‬‬

‫* المرحلة التمهيدية‪:‬‬

‫كل حصة تبدأ بمرحلة تمهيدية أو تحيئة والتي تهدف إلى‪:‬‬

‫* تهئة نفسية ‪ :‬وتهدف إلى جلب انتباه التالميذ لما سيأتي فيما بعد وهي تمارين بسيط تمارس على‬

‫شكل ألعاب‪، .‬‬

‫* تهيئة جسدية ‪ :‬بواسطة تمارين خاصة للتسخين ‪.‬‬

‫* تهيئة فيزيولوجية ‪ :‬وتكون خاصة بالوظائف الكبرى لتحمل كمية اإلجهاد المبرمجة في المرحلة‬

‫الرئيسية وهي تستهدف خاصة القلب‪ ،‬جهاز الدوران والتنفس ‪.‬‬

‫– تتم مرحلة التهيئة في شكل تنقالت بسرعة غير مرتفعة‪ ،‬بقفزات متنوعة خاصة بتقوية‬

‫عضالت الجسد وبتمارين التنفس‪.‬‬

‫* المرحلة الرئيسية‪:‬‬

‫هذه المرحلة ترمي إلى تحقيق األهداف الرئيسية المبرمجة خالل الحصة‪ ،‬وهي تتكون من‬

‫األلعاب الممهدة الممارسة التمارين المقننة‪ ،‬خالل هذه المرحلة ينظم اللعب بشكل يمكن كل تلميذ من‬

‫المشاركة فيه لتحقيق األهداف المبرمجة ويجب في هذه المرحلة أن تكون التك اررات لكل نشاط حتى‬

‫تضمن عملية تعلم التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،1711 ،‬ص ‪. 14‬‬


‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* مرحلة الرجوع إلى الهدوء‪ :‬هي آخر مرحلة تهدف إلى إرجاع الجسم لحالته األولى أي قبل ممارسة‬

‫األلعاب‪ ،‬والرجوع إلى الهدوء ليس توقفا كليا عن الحركة‪ ،‬إنما التخفيض المتدرج للجهد حتى زوال‬

‫التعب نهائيا والرجوع إلى الهدوء يرمي إلى‪:‬‬

‫‪ -‬رجوع دقات القلب إلى الحالة الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -‬تهدئة التنفس وارجاعه إلى الحالة العادية‪.‬‬

‫‪ -‬تهدئة التالميذ نفسيا بعد تهييجهم أثناء اللعب‪.‬‬

‫‪ -‬خالل هذه المرحلة تنجز التمارين اعتمادا على المشي وتمارين التنفس ‪ ،‬كما يطلب من التالميذ في‬

‫هذه المرحلة الغسل‪.1 »...‬‬

‫‪ - 5 – 4‬مراحل التعليم االبتدائي الخاص بمادة التربية البدنية والرياضية‪:‬‬

‫له مكتسبات قبلية من البيت والمحيط القريب تطغى عليها بعض الشوائب کاألنانية والخجل والروح‬

‫العدوانية الناجمة عن عدم الثقة في النفس وكذا ظهور بعض الحركات الزائدة عند تأدية بعض‬

‫األعمال‪ ،‬نتيجة عدم السيطرة على جسمه وأعضائه بشكل عام‪ .‬وفي مايلي ملمح عام عن برنامج‬

‫التربية البدنية والرياضية في المرحلة االبتدائية ‪.2:‬‬

‫ملمح عام عن برنامج التربية البدنية والرياضية في المرحلة االبتدائية ‪:‬‬

‫‪ - 1 - 5 – 4‬المرحلة االبتدائية الطور األول (سنة أولى وثانية وثالثة) ‪:‬‬

‫* الهدف ‪:‬‬

‫‪ -‬اكتشاف الجسم ووظائفه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطية‪ ،1711 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬مکارم حلمي أبو هرجة‪ .‬دمحم سعد زغلول‪ :‬مناهج التربية الرياضية‪ ،‬مرکز الكتاب‪ ،‬مصر‪.1777 ،‬‬
‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬اكتشاف المحيط الجديد (المدرسة ‪ ،‬الحي ‪ ،‬الزمالء‪. ).‬‬

‫‪ -‬التحكم في بعض التصرفات األساسية والقاعدية ومدی ترابطها‪.‬‬

‫* ملمح الخروج ‪ :‬يسيطر على جسمه ويتخلص من الحركات الرائدة في مختلف الوضعيات‬

‫والمواقف الفردية و الجماعية ب أو بدون أداة‪.‬‬

‫يقوم بتصرفات قاعدية سليمة كالجري والرمي والوثب ضمن وضعيات ومواقف متنوعة في إطار‬

‫فردي أو جماعي ‪.‬‬

‫* النشاطات ‪:‬‬

‫‪ -‬ألعاب تحضيرية ترتكز على الجسم وعمل األطراف‪.‬‬

‫‪ -‬ألعاب تحضيرية تدعو إلى التحكم في الجري والرمي والوثب كتصرف قاعدي ‪.‬‬

‫‪ - 2 - 5 – 4‬المرحلة االبتدائية الطور الثاني (سنة رابعة وخامسة ) ‪:‬‬

‫* الهدف ‪ :‬استثمار التصرفات األساسية القاعدية في بناء مشاريع بسيطة فرديا وجماعيا‪.‬‬

‫* ملمح الخروج ‪ :‬يتحكم التلميذ في بناء مشاريع وخطط بسيطة يستدعيها الموقف ويساهم بآرائه‬

‫وتصرفاته في تسيير الحياة الجماعية ‪.‬‬

‫* النشاطات ‪ :‬ألعاب شبه رياضية تعتمد أساسا على كيفية المواجهة مشاريع بسيطة ‪.1‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع السابق ‪ /‬مناهج التربية الرياضية ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫المعلم المدرسة االبتدائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ – 5‬الخالصة ‪:‬‬

‫توجد عالقة وطيدة بين المدرسة واألسرة فإننا نجدها كعالقة تكاملية مستمرة ‪،‬فاألسرة تعنى‬

‫بالطفل في حدود مستواها الثقافي واألخالقي قبل دخولها المدرسي ‪،‬يتلقى الطفل مكتسبات معينة التي‬

‫تساعده وتهيئه للدخول المدرسي التي يجد فيها نظام جديد لم يعهده في اسرته ‪،‬كونه سيصبح مضبوطا‬

‫بنظام معين ويتعلم كيفية تنظيم الوقت وذلك بالدخول او الخروج من المدرسة ‪.‬‬

‫وفي المدرسة يقوم المعلم بتشكيل شخصيات التالميذ ورسم معالمهم ومساعدتهم على تكوين‬

‫االستعداد ‪ ،‬وتنمية الميول واكسباهم الكثير من القيم واالتجاهات و المعايير والمبادئ التي تساعدهم‬

‫على المضي بنجاح في الحياة شعارهم فيها االعتماد على النفس وتحمل المسؤولية لخدمة المجتمع‬

‫دون المساس بحقوق الغير وتطرقنا في هذا الفصل الى معلم المدرسة االبتدائية وتم تعريف المعلم و‬

‫واجبات المعلم وتنوعها وخصائص الواجب توفرها في المعلم و سلبيات وايجابيات معلم المدرسة‬

‫االبتدائية و تناونا ايضا تعريف المدرسة وخصائص المدرسة و وظائف المدرسة ودرس التربية البدنية‬

‫والرياضية ‪.‬‬

‫‪33‬‬

You might also like