Professional Documents
Culture Documents
موضوع النضال
موضوع النضال
كان الشاعرالعربّي رائدًا في ميادين الحياة المتنّوعة،فعالج قضاياها الوجودّية الكبرى بروٍح متفائلة محّذ رًا من التشاؤم ،مصّورًا مالمح
.الواقع العربّي ،مؤمنا بالدور النضالي الوطني والقومي،ممّجدًا الشهادة والشهداء،مقّد رًا الثورات العالمّية من أجل الحياة الكريمة
:نّص الموضوع-
أبرزمايمّيزاألدب في العصر الحديث تلك الروح اإلنسانّية التي حّلقْت في آفاق األرض بجناحي األخّوة والمحّبة،فكانت المحّبة المطلقة-
هي األساس الذي شادعليه أدباؤنا هذا الصرح األدبّي ،مؤمنين أّنهم بهذه العاطفة النبيلة سيقضون على البؤس والشقاء،ويعّم الخير
.والعطاء على وجه األرض
ومن هذا المنطلق حرص األدباء على معالجة القضايا الوجودّية الكبرى كقضّية الحياة والموت،حيُث دعوا اإلنسان أْن -
يعيش حياته قانعا راضيا بعيدًا عن الشكوى والتذّم ر،ألن الحياة تستحّق أن يعيشها اإلنساُن بسعادٍة كي يسعد هو ويسعد
اآلخرين من حوله،نابذًا وراءه همومها ومآسيها،ومن أبرز هؤالء الشعراء الذين تناولوا هذه القضايا الوجودية الشاعر إيلّيا
:أبوماضي الذي توّج ه بخطابه لإلنسان موّجها أنظاره إلى حقيقة الحياة والموت داعيا إّياه أْن يتفّهم جوهرحياته بقوله
:منتظرًا أيام السعادة بآمٍل ال ينقطع،كالطائر الذي يتغّنى فرحا حّتى وإْن كان سجينا في قفصه،حيُث قال في ذلك
لقد تجّولُت في أوربا بعد هزيمة عام 1967طويًال،وكنُت أشعر في المطارات بخجٍل عظيم حينما يفتُح موّظف األمن جواز{
}سفري ليجد أّني عربّية،ويتّم ختمه بال مباالة،ودون اهتمام،كما لو كّنا ذبابا يعبر الحدود
وبعد أن استطاع األدباء تجاوز آثار الهزيمة والتحّرر من آالمها،لم يكتفوا بتعرية الواقع العربّي المزري،بل راحوا يعّبرون
عن إيمانهم بالدور النضالي الوطني والقومي الذي يعيد للعرب كرامتهم ومكانتهم المرموقة بين األمم في هذا الزمان،فها هو
شاعرنا سميح القاسم يبرز هذا الوعي الثورّي مؤمنا بالنصر الحتمي لكّل الثورات الشعبّية على وجه األرض،محّفزًا الشعب
:العربي كاّفًة والشعب الفلسطينّي خصوصا بالسير على درب الكفاح المسّلح الستعادة الحقوق المغتصبة قائًال
الشهداء هم مْن عّبدوا طريق الكفاح وزّينوه بتضحياتهم التي سّطروا بها مالحم بطولّية،وجعلوا من أجسادهم جسورًا للعبور
إلى مرافئ الحّرّية والنور،فهذا شاعرنا سميح القاسم يرى أّن دماء الشهداء هي مْن أعادْت الخصب والحياة والشباب لألرض
ولم يبَق فكر األدباء مقّيدًا ومحصورًا في اإلطار العربّي ،بل أّيدوا وناصروا حركات التحّرر اإلنساني في كّل بلدان العالم
إيمانا منهم بالمبادئ التي يناضل من أجلها جميع الشعوب المقهورة،مبادئ الحّرّية والمساواة والعدالة االجتماعّية ،وهذا
:مانجده عند الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي مّج د نضال الشعب اإلفريقي ،معلنا تأييده لثورة أولئك المظلومين بقوله
- وهكذا نرى أّن األديب العربّي قد عالج أهّم القضايا الوجودّية الكبرى في حياة اإلنسان
عاّم ًة،واستطاع أْن يصّور واقع أّم ته المأساوّي في العصر الحديث،مبرزًا إيمانه
بالتضحيات،وتمّسكه بالنضال الذي سيعيد لألّم ة أمجاد الماضي المشرق،معّبرًا