موضوع النضال

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫‪:‬الوحدة الثانية‪-‬‬

‫‪ :‬التعبير األدبّي ‪ ،‬موضوعات مقترحة‪،‬الموضوع األّول‪-‬‬

‫كان الشاعرالعربّي رائدًا في ميادين الحياة المتنّوعة‪،‬فعالج قضاياها الوجودّية الكبرى بروٍح متفائلة محّذ رًا من التشاؤم ‪،‬مصّورًا مالمح‬
‫‪.‬الواقع العربّي ‪،‬مؤمنا بالدور النضالي الوطني والقومي‪،‬ممّجدًا الشهادة والشهداء‪،‬مقّد رًا الثورات العالمّية من أجل الحياة الكريمة‬

‫‪ :‬نّص الموضوع‪-‬‬

‫أبرزمايمّيزاألدب في العصر الحديث تلك الروح اإلنسانّية التي حّلقْت في آفاق األرض بجناحي األخّوة والمحّبة‪،‬فكانت المحّبة المطلقة‪-‬‬
‫هي األساس الذي شادعليه أدباؤنا هذا الصرح األدبّي ‪،‬مؤمنين أّنهم بهذه العاطفة النبيلة سيقضون على البؤس والشقاء‪،‬ويعّم الخير‬
‫‪.‬والعطاء على وجه األرض‬

‫ومن هذا المنطلق حرص األدباء على معالجة القضايا الوجودّية الكبرى كقضّية الحياة والموت‪،‬حيُث دعوا اإلنسان أْن ‪-‬‬

‫يعيش حياته قانعا راضيا بعيدًا عن الشكوى والتذّم ر‪،‬ألن الحياة تستحّق أن يعيشها اإلنساُن بسعادٍة كي يسعد هو ويسعد‬
‫اآلخرين من حوله‪،‬نابذًا وراءه همومها ومآسيها‪،‬ومن أبرز هؤالء الشعراء الذين تناولوا هذه القضايا الوجودية الشاعر إيلّيا‬

‫‪:‬أبوماضي الذي توّج ه بخطابه لإلنسان موّجها أنظاره إلى حقيقة الحياة والموت داعيا إّياه أْن يتفّهم جوهرحياته بقوله‬

‫أّيهذا الشاكي وما بك داٌء‪ .........................‬كيف تغدو إذا غدوَت عليال‬


‫إّن شّر الجناِة في األرض نفٌس ‪ ....................‬تتوّقى قبل الرحيل الرحيال‬
‫أحكم الناس في الحياِة أناٌس ‪........................‬عّللوها فأحسنوا التعليال‬
‫ولكي يعيش اإلنسان هذه الحياة بسعادٍة رغم ما فيها من مآٍس وهموم وأحزان رأى الشاعر أبو ماضي أّنه ال بّد لإلنسان أن‬
‫يكون ذا روٍح متفائلة‪،‬تؤمُن بأّن األحزان واآلالم ال تدوم وأّن الحياة تتقّلب بين البؤس والشقاء‪،‬والسعيد من يعيش أّيام بؤسه‬

‫‪:‬منتظرًا أيام السعادة بآمٍل ال ينقطع‪،‬كالطائر الذي يتغّنى فرحا حّتى وإْن كان سجينا في قفصه‪،‬حيُث قال في ذلك‬

‫كْن هزارًا في عّش ه يتغّنى ومع الكبل ال يبالي الكبوال‬


‫ال غراب ا يطارد الدود في األر ض‪،‬وبوماًفي الليل يبكي الطلوال‬
‫ولكّن هذه الروح المتفائلة غابْت شمسها عن النفوس بعد الهزائم المتتالية التي لحقْت بالوطن العربّي ‪،‬حيُث فرض الواقع‬
‫المأساوّي نفسه على األدباء‪،‬بعد هزيمة حزيران عام سبعٍة وسّتين وتسعمئٍة وألف‪،‬وهذا ما صّورته األديبة غادة السّم ان في‬
‫مقالتها التي تناولْت فيها معاملة الغرب لها في المطار أثناء تنّقلها بين البلدان األورّبية ‪،‬حيث عكسْت فيها نظرة االزدراء‬

‫‪ :‬واالحتقار للعرب بعد الهزيمة بقولها‬

‫لقد تجّولُت في أوربا بعد هزيمة عام ‪ 1967‬طويًال‪،‬وكنُت أشعر في المطارات بخجٍل عظيم حينما يفتُح موّظف األمن جواز{‬

‫}سفري ليجد أّني عربّية‪،‬ويتّم ختمه بال مباالة‪،‬ودون اهتمام‪،‬كما لو كّنا ذبابا يعبر الحدود‬

‫وبعد أن استطاع األدباء تجاوز آثار الهزيمة والتحّرر من آالمها‪،‬لم يكتفوا بتعرية الواقع العربّي المزري‪،‬بل راحوا يعّبرون‬
‫عن إيمانهم بالدور النضالي الوطني والقومي الذي يعيد للعرب كرامتهم ومكانتهم المرموقة بين األمم في هذا الزمان‪،‬فها هو‬
‫شاعرنا سميح القاسم يبرز هذا الوعي الثورّي مؤمنا بالنصر الحتمي لكّل الثورات الشعبّية على وجه األرض‪،‬محّفزًا الشعب‬
‫‪ :‬العربي كاّفًة والشعب الفلسطينّي خصوصا بالسير على درب الكفاح المسّلح الستعادة الحقوق المغتصبة قائًال‬

‫وهناك في األفق القريب‪...‬هناك في األفق البعيد‬


‫ليسْت تتّم األرُض دورتها بال نصٍر جديد‬
‫فاحمْل لواءك‪..‬وامِض‪ ..‬في هذا الطريق‬

‫!!أبدًا على هذا الطريق‬


‫ولم يقتصر األدباءعلى إبراز دور الكفاح في تحقيق النصر‪،‬بل رأوا في تمجيد الشهادة والشهداء واجبا وطنّيا ملّحاً‪،‬ألّن‬

‫الشهداء هم مْن عّبدوا طريق الكفاح وزّينوه بتضحياتهم التي سّطروا بها مالحم بطولّية‪،‬وجعلوا من أجسادهم جسورًا للعبور‬
‫إلى مرافئ الحّرّية والنور‪،‬فهذا شاعرنا سميح القاسم يرى أّن دماء الشهداء هي مْن أعادْت الخصب والحياة والشباب لألرض‬

‫‪:‬القاحلة الخراب بقوله‬

‫بضلوع موتانا نثير الخصب في األرض اليباب‬


‫بدمائنا نسقي جنينا في التراب‬

‫‪.‬ونرُّد حقًال‪ ..‬شاخ فيه الجذع‪ ..‬في شرخ الشباب‬

‫ولم يبَق فكر األدباء مقّيدًا ومحصورًا في اإلطار العربّي ‪،‬بل أّيدوا وناصروا حركات التحّرر اإلنساني في كّل بلدان العالم‬
‫إيمانا منهم بالمبادئ التي يناضل من أجلها جميع الشعوب المقهورة‪،‬مبادئ الحّرّية والمساواة والعدالة االجتماعّية‪ ،‬وهذا‬

‫‪:‬مانجده عند الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي مّج د نضال الشعب اإلفريقي ‪،‬معلنا تأييده لثورة أولئك المظلومين بقوله‬

‫وانظر إلى األفق البعيد‪ ..‬انظر إلى األفق البعيد‬


‫فهناك‪..‬في أعماق إفريقيا الجواري والعبيد‬
‫فجٌر‪ ..‬يمُّر بكّفه فوق الجباه الشاحبات‬

‫‪ .‬ويصُّب فيها النور والدم ‪ ..‬والحياة‬

‫‪-‬‬ ‫وهكذا نرى أّن األديب العربّي قد عالج أهّم القضايا الوجودّية الكبرى في حياة اإلنسان‬
‫عاّم ًة‪،‬واستطاع أْن يصّور واقع أّم ته المأساوّي في العصر الحديث‪،‬مبرزًا إيمانه‬
‫بالتضحيات‪،‬وتمّسكه بالنضال الذي سيعيد لألّم ة أمجاد الماضي المشرق‪،‬معّبرًا‬

‫‪.‬عن تأييده لحركات التحّرر العالمّية‬

You might also like