‫دا‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫دا ط‬ ‫رن وا‬ ‫ون ا‬ ‫ر ز درا ت ا د وراه‪ :‬ا‬

‫ون ا م وا وم ا‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫ا دار ا‬ ‫وا‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫‪ $‬ص ا" ظ‬
‫ر م ا"طرو‪2018/147 : %‬‬

‫ن ا م وا ! م ا‬ ‫ا‬ ‫راه‬ ‫دة ا‬ ‫أط و‬

‫با‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫ب‬ ‫ا دة ا‬
‫اف‪:‬‬ ‫إ‬ ‫إ& اد ا ‪ $ %‬ا ‪:" #‬‬
‫ي‬ ‫ر &‪ /‬ا‬ ‫ا‬ ‫‪ .‬ي‪ + ,‬ج‬
‫' ‪:‬‬ ‫( ا‬
‫و ررا‬ ‫ط ت‪........،‬ر‬ ‫د وا ( ‪/‬‬ ‫وا‬ ‫و‬ ‫ا وم ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ما‬ ‫ذا‬ ‫د (‪+‬ري‪ ،‬أ‬ ‫د‪.‬‬

‫‪' ..،‬ر‪ 0‬و‪ /‬وا‬ ‫د وا ( ‪ /‬ا و‬ ‫وا‬ ‫و‬ ‫ا وم ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ما‬ ‫ذا‬ ‫ري‪ ،‬أ‬ ‫د‪ / .‬ر ا‬

‫‪ /...............،6‬وا و ررا‬ ‫د وا ( ‪/‬‬ ‫وا‬ ‫و‬ ‫ا وم ا‬ ‫ذ ؤھل‪،‬‬ ‫د‪.‬ا 'ر ف ا ‪ 1‬و ‪ ،‬أ‬

‫‪ /...............،6‬وا و ررا‬ ‫د وا ( ‪/‬‬ ‫وا‬ ‫و‬ ‫ا وم ا‬ ‫ذة ؤھ ‪،‬‬ ‫‪،‬أ‬ ‫د‬ ‫دة‪( .‬‬

‫ا‪.0‬‬ ‫ا‬
‫‪2018 /2017‬‬
 ‫ﻛﻠﻤـ ـ ــﺔ ﺷﻜ ـ ـ ــﺮ وﺗﻘﺪﻳ ـ ـ ــﺮ‪:‬‬

‫اﻋﱰاﻓﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ وﺑﺎﳉﻤﻴﻞ‪ ،‬ﻛﻞ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن وواﻓﺮ اﻻﻣﺘﻨﺎن ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ‬

‫اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺪﻳﺮ‪" ،‬ﻋﻤﺮ اﻟﻌﺴﺮي"‪ ،‬اﻟﺬي ﻛﺎن ﱄ ﺧﲑ ﻣﻮﺟﻪ ﰲ إﻋﺪاد ﻫﺬا‬

‫اﻟﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ وأﻫﻢ‪ ،‬ﻓﺠﺰاﻩ اﷲ ﻋﲏ ﺧﲑ اﳉﺰاء‪.‬‬

‫ﻻ ﻳﻔﻮﺗﲏ أن أﺗﻘﺪم ﲞﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ وﻋﻤﻴﻖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻷﺳﺎﺗﺬﰐ اﻷﻓﺎﺿﻞ‪،‬‬

‫أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﱰﻣﺔ اﻟﱵ ﻗﺒﻠﺖ ﲢﻤﻞ ﻋﺒﺊ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ وﺗﺼﻮﻳﺒﻪ ﲟﺎ‬

‫ﺗﺮاﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ‪ ،‬واﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺬﺧﺮوا ﺟﻬﺪا ﰲ دﻋﻤﻲ وﺗﻮﺟﻴﻬﻲ‪ .‬ﻛﻤﺎ أﺗﻮﺟﻪ‬

‫ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﰲ إﳒﺎز ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬

‫إﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪاء‪:‬‬

‫إﱃ واﻟﺪي اﻟﻌﺰﻳﺰﻳﻦ؛‬

‫إﱃ ﺟﺪﰐ رﲪﻬﺎ اﷲ؛‬

‫إﱃ ﻛﺎﻓﺔ أﻓﺮاد أﺳﺮﰐ؛‬

‫إﱃ اﻷﺻﺪﻗﺎء واﳌﻘﺮﺑﲔ؛‬

‫إﱃ زﻣﻼﺋﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ وﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ؛‬

‫أﻫﺪي ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬

 :‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺮات اﳌﻌﺘﻤﺪة‬
‫ اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ‬: ‫ر‬.‫ج‬ -
‫ اﻟﺼﻔﺤﺔ‬: ‫ص‬ -
‫ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‬: ‫ع‬.‫ل‬.‫ق‬ -
‫ ﻗﺎﻧﻮن اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‬: ‫إ‬.‫م‬.‫ق‬ -
‫ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‬: ‫ج‬.‫م‬.‫ق‬ -
‫ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‬: ‫م‬.‫م‬.‫ق‬ -
‫ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‬: ‫ت‬.‫م‬ -
‫ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬: ‫ع‬.‫د‬.‫ت‬.‫م‬ -
‫ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‬: ‫ض‬.‫ع‬.‫م‬ -
‫ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬‫ ا‬: ‫ت‬.‫م‬.‫إ‬.‫م‬.‫م‬ -

Abréviation :
- A.T.D : Avis à Tiers Détenteur
- C.A : Cour d’Appel
- C.A.A : Cour Administrative d’Appel
- C.E : Conseil d’Etat
- D.A.S.F : Denier Avis Sans Frais
- E.N.A : Ecole National de l’Administration
- E.N.A.P : Ecole National d’Administration Publique
- L.G.D.J : Libraire Générale de Droit et de Jurisprudence
- L.P.F : Livre des Procédures Fiscales
- N° : Numéro
- op.cit : Opus citae (ouvrage cité)
- P : Page
- R.D.F : Revue Droit Fiscale
-R.E.M.A.L.D : Revue Marocaine d’Administration Locale et de
Développement
- R.F.F.P : Revue Française de Finances Publiques
 ‫‪@@Zò߆Ôß‬‬
‫ﺗﻌـ ـ ــﺪ اﳉﺒﺎﻳـ ـ ــﺎت اﳌـ ـ ــﻮرد اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻲ ﻟﺘﻤﻮﻳـ ـ ــﻞ ﻣﻴﺰاﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ وأداة ﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﺳﻴﺎﺳـ ـ ــﺘﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ أن ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﺳﺘﺨﻼﺻـ ــﻬﺎ وﲢﺼـ ــﻴﻠﻬﺎ ﺗﻌﺘـ ــﱪ ﻣﺴـ ــﺄﻟﺔ ﻟﺼـ ــﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﻣﻨـ ــﺬ ﻇﻬﻮرﻫـ ــﺎ‪،‬‬
‫ذﻟﻚ أن ﻓﺮض اﳉﺒﺎﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻌﲏ ﳑﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎدة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ إﺣﺪى رﻛﺎﺋﺰ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻘ ـ ـ ــﺪ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻌﺮوﻓ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ اﳌﻤﻠﻜ ـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻔﺮاﻋﻨ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﻋﺮﻓﺘﻬ ـ ـ ــﺎ اﻹﻣﱪاﻃﻮرﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﲤﻴ ـ ــﺰ ﻋﻬ ـ ــﺪﻫﺎ ﺑﺎﻻﺳ ـ ــﺘﺒﺪاد اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ وﻻ ﳒ ـ ــﺪ ﺣﺠ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أﻗ ـ ــﻮى ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﱰاﺑﻂ ﰲ اﻟﻠﻐ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ وﻛﻠﻤ ـ ــﺔ "اﻟﺘﻌﺼ ـ ــﲑ"‪ ،‬ﻓﻠﻔﻈ ـ ــﺔ » ‪ « Fiscus‬ﺗﻄﻠ ـ ــﻖ ﰲ اﻟﻠﻐ ـ ــﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﻠﺔ ﻟﻌﺼـ ـ ــﺮ اﻟﻌﻨـ ـ ــﺐ واﻟﺰﻳﺘـ ـ ــﻮن ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﲨﻌﻬـ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﰒ أﻃﻠﻘـ ـ ــﺖ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﻼل ﲨـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻷﻗ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻢ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ أن ﺗﺼ ـ ـ ــﺒﺢ إﲰ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ .1‬وﻟﻌ ـ ـ ــﻞ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـﱰاﺑﻂ اﻟﻠﻐ ـ ـ ــﻮي ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻜﻔ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻠﻤ ـ ـ ــﻴﺢ ﻟﻀ ـ ـ ــﻐﻂ اﻻﻗﺘﻄﺎﻋ ـ ـ ــﺎت اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أو ﺗﻌﺼ ـ ـ ــﲑﻫﺎ ﳉﻴ ـ ـ ــﻮب‬
‫اﳌﻜﻠﻔﲔ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ ﰲ اﻹﺳـ ـ ــﻼم ﻓﻘـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﻞ اﻟﻔﻘﻬـ ـ ــﺎء اﳌﺴـ ـ ــﻠﻤﻮن ﻣﺼـ ـ ــﻄﻠﺢ اﳉﺒﺎﻳـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳉﻤـ ـ ــﻊ‪،‬‬
‫ﻳﻘ ـ ــﺎل ﺟ ـ ـﱮ اﳋ ـ ـﺮاج ﲨﻌ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺟ ـ ــﱯ اﳌ ـ ــﺎء ﰲ اﳊ ـ ــﻮض ﲨﻌ ـ ــﻪ‪ ،‬واﳌﻘﺼ ـ ــﻮد ‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ اﻹﺳ ـ ــﻼم ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ــﲔ ﺑﺎﻟﺰﻛ ـ ـ ــﺎة‪ ،‬اﳉﺰﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﳋـ ـ ـ ـﺮاج واﻟﻌﺸ ـ ـ ــﻮر وﻏﲑﻫ ـ ـ ــﺎ‪ ،...‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن‬
‫اﳌﻤﻮﻟﲔ ﻳﻘﺼﺪ ‪‬ﺎ اﳌﻜﻠﻔﲔ أو اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ــﺎن اﳌﺴ ـ ــﻠﻤﻮن ﻗ ـ ــﺪ ﻋﺮﻓـ ـ ـﻮا ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ وﻗﻮاﻋ ـ ــﺪﻫﺎ وﺷ ـ ــﺮوﻃﻬﺎ ﻣﻨ ـ ــﺬ اﻟﻔ ـ ــﺘﺢ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﻲ‬
‫اﻷول‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻟﻔﻜ ــﺮ اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ ﻫ ــﻮ ﻣ ــﻦ أﻓ ــﺮد ﻛﺘﺎﺑ ــﺎ ﺧﺎﺻ ــﺎ ﺑﺎﳉﺒﺎﻳ ــﺔ وﻫ ــﻮ ﻛﺘ ــﺎب اﳋ ـ ـﺮاج ﻷﰊ ﻳﻮﺳ ــﻒ‬
‫ﺑﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺎرون اﻟﺮﺷـ ـ ــﻴﺪ "إن أﻣ ـ ــﲑ اﳌـ ـ ــﺆﻣﻨﲔ أﻳ ـ ــﺪﻩ اﷲ ﺳـ ـ ــﺄﻟﲏ أن أﺿ ـ ــﻊ ﻟـ ـ ــﻪ ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺎ ﻳﻌﻤـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳋـ ـ ـﺮاج واﻟﻌﺸ ـ ــﻮر واﻟﺼ ـ ــﺪﻗﺎت واﳉﺰﻳ ـ ــﺔ وﻏ ـ ــﲑ ذﻟ ـ ــﻚ ﳑ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ ﻓﻴ ـ ــﻪ واﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﻪ وإﳕ ـ ــﺎ أراد‬
‫ﺑﺬﻟﻚ رﻓﻊ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺮﻋﻴﺔ واﻟﺼﻼح ﻷﻣﺮﻫﻢ"‪.2‬‬
‫وﻣـ ـ ــﻦ اﳌﻌﻠـ ـ ــﻮم أن اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴـ ـ ــﺔ ﻣﻨـ ـ ــﺬ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ــﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴـ ـ ــﻬﺎ أﺧـ ـ ــﺬت ﺑﺘﻌـ ـ ــﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻹﺳ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ‬
‫وﺗـ ـ ــﺄﺛﺮت ‪ ‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﻟﺘﻌ ـ ـ ـﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ اﳌﺮﺟ ـ ـ ــﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ــﻲ ﰲ ﻃﺮﻳﻘـ ـ ــﺔ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ وﰲ ﺗﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ ﻋﻼﻗ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪ -1‬ﳛﻲ اﻟﺼﺎﰲ‪ :‬اﻟﻐﺶ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺆﻟﻒ ﲨﺎﻋﻲ ﲢﺖ ﻋﻨﻮان "اﻟﻐﺶ اﻟﻀﺮﻳﱯ"‪ ،‬اﳍﻼل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،1996 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻨﻌﻴﻢ‪ :‬ﻧﻈﺎم اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﰲ اﻹﺳﻼم وﻣﺪى ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻊ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺒﺪ اﳊﻔﻴﻆ‬
‫اﻟﺒﺴﺎط ﺑﲑوت‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،1975 ،‬ص ‪.461‬‬
‫‪1‬‬
‫اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺎﻟﺮﻋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ وﺟ ـ ــﺪ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳊﻜ ـ ــﺎم اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟ ـ ــﺬي ﺑﻨ ـ ـﻮا ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺷ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﺗﺼ ـ ـﺮﻓﺎ‪‬ﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ا‪‬ـ ــﺎل اﳌـ ــﺎﱄ وذﻟـ ــﻚ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻻﺣﺘﻜـ ــﺎم إﱃ أواﻣـ ــﺮ اﻟﺸـ ــﺮع اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ وﻧﻮاﻫﻴـ ــﻪ اﳌﺘﻀـ ــﻤﻨﺔ ﰲ اﻟﻘـ ــﺮآن‬
‫اﻟﻜـ ــﺮﱘ واﻟﺴـ ــﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـﺮﻳﻔﺔ أوﻻ‪ ،‬واﺟﺘﻬـ ــﺎد اﻟﻔﻘﻬـ ــﺎء واﻷﺋﻤـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ اﺣـ ــﺘﻜﻢ إﻟﻴﻬـ ــﺎ اﳌﻮاﻃﻨـ ــﻮن‬
‫ﰲ ﻗﺒ ــﻮﳍﻢ أو رﻓﻀ ــﻬﻢ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﳌﺎﻟﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻛ ــﺎن ﻳﺴ ــﻨﻬﺎ أوﻟﺌ ــﻚ اﳊﻜ ــﺎم‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻗﻴ ــﺎس‬
‫ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﺎ ﲟﺪى ﻗﺮ‪‬ﺎ أو ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪.3‬‬
‫وﻻ أدل ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺘﻪ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺑﻌﺜﻬ ـ ــﺎ اﻟﺪاﻋﻴ ـ ــﺔ أﺑ ـ ــﻮ ﻋﻠ ـ ــﻲ اﳊﺴ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﻌﻮد‬
‫اﻟﻴﻮﺳ ـ ــﻲ ﻟﻠﺴ ـ ــﻠﻄﺎن اﳌ ـ ــﻮﱃ إﲰﺎﻋﻴ ـ ــﻞ واﻟ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺖ ﲬ ـ ــﺲ ﺻ ـ ــﻔﺤﺎت‪ ،‬ﺻ ـ ــﺎغ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ أﻓﻜ ـ ــﺎرا إﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺔ‬
‫اﺣﺘ ـ ــﻞ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﻜﻞ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣﻜﺎﻧـ ـ ـﺔ ﻫﺎﻣـ ـ ـﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ وﺟ ـ ــﻪ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻧﺘﻘ ـ ــﺎدات ﻻذﻋ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻤـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻗـ ـ ــﺎل ﰲ ﺻـ ـ ــﻮرة ﺑﺪﻳﻌـ ـ ــﺔ " إن ﺟﺒـ ـ ــﺎة اﳌﻤﻠﻜـ ـ ــﺔ ﻗـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ــﺮوا ذﻳـ ـ ــﻮل اﻟﻈﻠـ ـ ــﻢ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺮﻋﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓ ـ ــﺄﻛﻠﻮا اﻟﻠﺤ ـ ــﻢ وﺷـ ـ ـﺮﺑﻮا اﻟ ـ ــﺪم واﻣﺘﺸـ ـ ـﻮا اﻟﻌﻈ ـ ــﻢ واﻣﺘﺼـ ـ ـﻮا اﳌ ـ ــﺦ‪ ،‬وﱂ ﻳﱰﻛـ ـ ـﻮا ﻟﻠﻨ ـ ــﺎس دﻳﻨ ـ ــﺎ أو دﻧﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﺪ أﺧﺬوﻫﺎ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﺪ ﻓﺘﻨﻮﻫﻢ ﻋﻨﻪ"‪.4‬‬
‫‪5‬‬
‫إن ا‪‬ـ ـ ـ ــﺎل اﳉﺒـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐـ ـ ـ ــﺮﰊ ﺧﻀـ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻜﺜـ ـ ـ ــﲑ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻐ ـ ـ ـ ـﲑات ﺳ ـ ـ ـ ـﻮاء ﻗﺒـ ـ ـ ــﻞ اﳊﻤﺎﻳـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أﺛﻨﺎءﻫـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺑﻌ ــﺪﻫﺎ‪ ،‬وﻣ ــﺎ ﻳﻬﻤﻨ ــﺎ ﻫ ــﻮ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ اﻷﺧ ــﲑة‪ ،‬ﲝﻴ ــﺚ ﻋﻤ ــﻞ اﳌﻐ ــﺮب ﻋﻠ ــﻰ إﺻ ــﻼح ﻧﻈﺎﻣ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟ ــﺬي‬
‫ورﺛ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎر‪ ،‬ﻷﺟ ـ ـ ــﻞ ﲢﺴ ـ ـ ــﲔ ﻋﻼﻗ ـ ـ ــﺔ اﻹدارة ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻮاﻃﻦ‪ ،‬ﻏ ـ ـ ــﲑ أن ﺗﻠ ـ ـ ــﻚ اﳉﻬ ـ ـ ــﻮد ﺑﻘﻴ ـ ـ ــﺖ‬
‫ﳏـ ــﺪودة ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻣـ ــﻊ ﺑﺪاﻳـ ــﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴـ ــﺎت وﺑﻀـ ــﻐﻂ ﻣـ ــﻦ اﳌﺆﺳﺴـ ــﺎت اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ اﻟﺪوﻟﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﺷـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮب‬
‫ﰲ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻞ ﻧﻈﺎﻣ ـ ـ ـ ــﻪ اﳉﺒ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ ﺷ ـ ـ ـ ــﻜﻠﺖ اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ اﻹدارة واﳌﻠ ـ ـ ـ ــﺰم إﺣ ـ ـ ـ ــﺪى رﻛ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺻ ـ ــﻼح‪ ،‬وﰎ ﺗﻘﻨ ـ ــﲔ ﺳ ـ ــﻠﻂ اﻹدارة ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻓ ـ ــﺮض اﳉﺒﺎﻳ ـ ــﺔ وﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺤﻬﺎ واﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬وإﻟ ـ ـ ـﺰام‬
‫اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﺑ ـ ـ ــﺄﻣﻮر ﺷ ـ ـ ــﱴ )اﻹﻗ ـ ـ ـﺮار‪ ،‬ﻣﺴ ـ ـ ــﻚ ﳏﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ‪ ،(...‬وﰲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ـ ــﻞ ﻣﻨﺤ ـ ـ ــﺖ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق وﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫ﻋﺪﻳﺪة‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻟﺒﺸﲑ وﻋﺪي‪ :‬ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻣﻦ اﻹﺻﻼح اﳉﺒﺎﺋﻲ إﱃ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻧﻮﻧﱪ ‪ ،1991‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -4‬ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق وﺣﺪة اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪-‬ﻋﲔ اﻟﺸﻖ‪ -‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2004-2003‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -5‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪-Jacques JOUANET: l’évolution de la fiscalité marocaine depuis l’instauration du protectorat,‬‬
‫‪édition L.G.D.J, paris, 1953, p 214.‬‬
‫‪2‬‬
‫وﺣ ـ ـ ــﱴ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ إﻧﺸ ـ ـ ــﺎء اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺷ ـ ـ ــﻐﻞ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ـﺔ اﻫﺘﻤ ـ ـ ــﺎم اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ‬
‫واﻟﻔﻘﻬـ ــﺎء وﲨﻴـ ــﻊ اﳌﺸـ ــﺘﻐﻠﲔ ﲟﻴـ ــﺪان اﳉﺒﺎﻳـ ــﺔ واﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ ،‬ﻟﻜـ ــﻮن اﻟﻘﻮاﻋـ ــﺪ اﳌﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ إﳕـ ــﺎ ﺗﺸـ ــﻜﻞ اﻟﺘﺠﺴـ ــﻴﺪ‬
‫اﻟﻌﻤﻠ ـ ــﻲ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﺒ ـ ــﺪو‪‬ﺎ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳ ـ ــﺘﻢ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﻌﺪاﻟ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـﺔ‪ ،‬واﺣ ـ ـ ـﱰام دوﻟ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﻖ‬
‫واﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ وﺿ ـ ـ ــﻊ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﺑ ـ ـ ــﲔ ﻳ ـ ـ ــﺪي اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ واﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ‪،‬‬
‫ﲝﻴ ـ ـ ــﺚ زود اﻷوﱃ ﺑﺎﻣﺘﻴ ـ ـ ــﺎزات وﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺎت ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻜﻔ ـ ـ ــﻲ ﻷداء وﻇﻴﻔﺘﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﰲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ـ ــﻞ ﺳ ـ ـ ــﻦ ﻟﻠﺜ ـ ـ ــﺎﱐ –أي‬
‫اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ – ﺿ ــﻤﺎﻧﺎت واﺳ ــﻌﺔ ﳊﻤﺎﻳﺘ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻛ ــﻞ ﺗﻌﺴ ــﻒ أو ﺷ ــﻄﻂ ﻗ ــﺪ ﻳﺮﺗﻜ ــﺐ ﰲ ﺣﻘ ــﻪ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة ﺿ ـ ــﺪ ﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ ﲣ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺨﻮﻟـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﺑﻔـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ و اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ أﺳ ـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﳍ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺘﺒﻌـ ـ ــﺔ ﻗﺼـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أي ﰲ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻣـ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻘـ ـ ــﻮم ‪‬ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺑﺾ ﳑﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﻧﺸﻮء ﻧﺰاع ﺑﲔ اﻹدارة واﳌﻠﺰم‪.‬‬
‫ﻓﺎﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﻌ ـ ـ ــﱪ ﻋ ـ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ـ ــﻚ اﳊ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺿ ـ ـ ــﻤﻨﺘﻪ اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ‬
‫واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻷﻓﺮاد واﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫إن ﻣﻔﻬ ـ ـ ــﻮم اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﳛﻴ ـ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ "ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ـ ــﺎﻟﻴﺐ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﺎﻫﺎ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓ ـ ــﺾ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻨﺸ ـ ــﺄ ﻋ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻟﻘـ ـ ـﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف‬
‫اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،6‬ﺑﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ذﻫ ـ ــﺐ اﲡ ـ ــﺎﻩ آﺧ ـ ــﺮ إﱃ اﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺑﺄ‪ ‬ـ ــﺎ "اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻨﺎﺷ ـ ــﺌﺔ‬
‫ﻋ ـ ـ ــﻦ وﺟ ـ ـ ــﻮد ﺧ ـ ـ ــﻼف ﺑ ـ ـ ــﲔ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﲟﻨﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﻗﻴ ـ ـ ــﺎم ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ـ ــﲑة ﺑﺘﺤﺪﻳ ـ ـ ــﺪ وﻋ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﺗﺼـ ـ ــﻔﻴﺘﻬﺎ أو ﲢﺼـ ـ ــﻴﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﺮى ﺗﻌـ ـ ــﲏ اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ واﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﳌﻘـ ـ ــﺮرة‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ واﻟﱵ ﳝﻜﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻫﺬا اﳋﻼف"‪.7‬‬
‫وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓﺎﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﻨﺤﺼ ـ ــﺮ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ـ ــﺔ ﰲ ﺻ ـ ــﻨﻔﲔ ﻫ ـ ــﺎﻣﲔ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت ﰲ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‪،‬‬
‫واﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺎت ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬إذ أن اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﰲ اﻟﻮﻋـ ـ ــﺎء ﻫـ ـ ــﻮ ﻧ ـ ـ ـﺰاع ﰲ أﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧـ ـ ــﻪ ﰲ ﺑﻌـ ـ ــﺾ‬
‫اﻷﺣﻴ ـ ــﺎن ﻻ ﻳﻨ ـ ــﺎزع اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺎت اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء ﲟﻔﻬﻮﻣﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺪﻗﻴﻖ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻳﺸ ـ ــﻤﻞ ﻧﺰاﻋ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ ﻋﻤﻴﻠ ـ ــﺔ‬

‫‪6‬‬
‫‪-Jacques MOLINIER: finance publique, Tome 2, Edition Edmar, paris, 1984, p 14.‬‬
‫‪ -7‬ﳏﻤﺪ ﻣﺮزاق وﻋﺒﺪاﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1998‬ص ‪.5‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﺼ ـ ــﻔﻴﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أي اﺣﺘﺴ ـ ــﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬وﳍ ـ ــﺬا ﻳﺒ ـ ــﺪو أن اﻟﺘﺴ ـ ــﻤﻴﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت ﰲ أﺳ ـ ــﺎس‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﺣﺘﺴـ ــﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻳﻨﺼـ ــﺐ اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻓﻘـ ــﻂ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أن‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻇ ـ ــﻞ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﻻ ﻳﻨ ـ ــﺎزع ﰲ أﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو اﺣﺘﺴ ـ ــﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬وإﳕ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ــﱰض ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ أداﺋﻬﺎ‪.8‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻋﻨـ ـ ـ ـﻮان اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ اﳌﺘﻤﺜ ـ ـ ــﻞ ﰲ "اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﰲ‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﳌﻐﺮب" ﻓ ـ ــﺈن أول ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﺗﺜ ـ ــﲑ اﻟﻘ ـ ــﺎرئ ﻫ ـ ــﻮ ﺗﻌ ـ ــﺪد اﳌﺼ ـ ــﻄﻠﺤﺎت واﳌﻔ ـ ــﺎﻫﻴﻢ ﳑ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﺎ أن ﻧﻌﻄﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻜﻞ ﻣﻔﻬﻮم ﻋﻠﻰ ﺣﺪا ﺣﱴ ﻧﺒﲔ اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫وﻏـ ـ ــﲏ ﻋـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴـ ـ ــﺎن أن اﻷﺻـ ـ ــﻞ ﰲ ا‪‬ﺘﻤـ ـ ــﻊ اﻹﻧﺴـ ـ ــﺎﱐ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺴـ ـ ــﻮدﻩ اﻟﻌـ ـ ــﺪل ﻫـ ـ ــﻮ أن ﺗﻜـ ـ ــﻮن‬
‫ﻫﻨﺎﻟ ــﻚ ﺳ ــﻨﻦ أو ﻗﻮاﻋ ــﺪ ﻳﻨ ــﺰل ا‪‬ﺘﻤ ــﻊ ﻋﻨ ــﺪ ﺣﻜﻤﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻫ ــﻮ اﻟ ــﺬي ﻳﻌ ــﱪ ﻋﻨ ــﻪ ﲟﺒ ــﺪأ اﳌﺸ ــﺮوﻋﻴﺔ ‪ ،9‬وﳌ ــﺎ‬
‫ﻛ ـ ــﺎن ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ــﺪأ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﺴ ـ ــﺎﺋﺪ ﰲ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﳊﺪﻳﺜ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺴ ـ ــﻤﻰ )اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ(‪ ،‬وﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﲢﻘﻴﻘ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ــﺘﻠﺰم ﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ رﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻋﻤ ـ ــﺎل اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـﻮاء ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ــﺔ أو ﺗﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ــﺔ‬
‫أو ﻗﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬وإن أﻋﻤﺎﻟـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻌﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ ﻳـ ـ ـ ــﻮﻓﺮ ﺿـ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴـ ـ ـ ــﺔ ﳊﻘـ ـ ـ ــﻮق اﻷﻓ ـ ـ ـ ـﺮاد وﺣﺮﻳـ ـ ـ ــﺎ‪‬ﻢ‪،‬‬
‫ﻳﻘﺘﻀـ ـ ــﻲ ﺗﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ رﻗﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻗﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﻷﻋﻤـ ـ ــﺎل ﺑﺼـ ـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣـ ـ ــﺔ وﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻋﻤـ ـ ــﺎل اﻹدارة ﺑﺼـ ـ ــﻔﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ‪.10‬‬
‫ﺗﻌ ـ ــﺪ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ أﻛﺜ ـ ــﺮ أﻧـ ـ ـﻮاع اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎ ﳊﻘ ـ ــﻮق اﻷﻓـ ـ ـﺮاد وﺣﺮﻳ ـ ــﺎ‪‬ﻢ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻌﺴ ـ ــﻒ‬
‫اﻹدارة واﻧﺘﻬﺎﻛﺎ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ ﳌﺒ ـ ـ ـ ــﺪأ اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـ ـ ـﺮا ﳌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻨﻄ ـ ـ ـ ــﻮي ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳊﻴ ـ ـ ـ ــﺎد واﻟﻨﺰاﻫ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻻﺳ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻟﻐ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ واﻻﻧﺘﻈ ـ ــﺎر‪ .11‬واﻟﺮﻗﻴ ـ ــﺐ ﻫ ـ ــﻮ اﳊ ـ ــﺎﻓﻆ وذﻟ ـ ــﻚ إﻣ ـ ــﺎ ﳌﺮاﻋﺎﺗ ـ ــﻪ‬
‫رﻗﺒﺔ اﶈﻔﻮظ‪ ،‬وإﻣﺎ ﻟﺮﻓﻌﻪ ﻧﻘﻤﺘﻪ‪.12‬‬

‫‪ -8‬ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻌﺎﻃﺎ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت ﰲ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻃﺒﻊ ﻃﻮب ﺑﺮﻳﺲ‪ ،‬اﻟﻌﺪد‬
‫اﻷول‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،2012 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -9‬ﳏﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻄﻤﺎوي‪ ،‬اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺮارات اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬ط ‪ ،5‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1984‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -10‬ﳏﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻄﻤﺎوي‪ ،‬اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،1974 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -11‬زﻳﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ اﰊ ﺑﻜﺮ اﻟﺮازي‪ ،‬ﳐﺘﺎر اﻟﺼﺤﺎح‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪1426 ،11‬ﻫـ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -12‬اﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﺮاﻏﺐ اﻷﺻﻔﻬﺎﱐ‪ ،‬اﳌﻔﺮدات ﰲ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬دار اﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،1998 ،1‬ص ‪.206‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﺻ ـ ــﻄﻼﺣﺎ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ داﺋﻤ ـ ــﺔ وﻣﺴ ـ ــﺘﻤﺮة ﻟﻠﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ أن اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﳚ ـ ــﺮي‬
‫وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﺘﺨﻄ ـ ــﻴﻂ واﻷﻫ ـ ــﺪاف واﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﺎت اﳌﻮﺿ ـ ــﻮﻋﺔ ﻣﺴ ـ ــﺒﻘﺎ ‪ ،13‬ﻓﺎﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻫ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺘﻢ‬
‫ﳑﺎرﺳـ ـ ـ ــﺘﻬﺎ ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ـ ــﻖ اﶈـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ أو اﳍﻴﺌـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔـ ـ ـ ــﺔ ﺣﻴﻨﻤـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺮﻓـ ـ ـ ــﻊ إﻟﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ دﻋـ ـ ـ ــﻮى أو‬
‫اﻋﱰاض‪ ،‬إذ ﳚﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻓﺮاد اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ــﺮف اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻐﺮب ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﻮرات واﳌﺮاﺣ ـ ـ ــﻞ‪ 14‬وﻟﻌ ـ ـ ــﻞ أﺑﺮزﻫ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻧﺘﻘﺎﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ازدواﺟﻴ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺈﻧﺸ ـ ــﺎﺋﻪ ﶈ ـ ــﺎﻛﻢ إدارﻳ ـ ــﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‬
‫وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 1993‬ﲟﻮﺟ ـ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 90.41‬اﻟ ـ ـ ــﺬي اﻋﺘ ـ ـ ــﱪ ﳏﻄ ـ ـ ــﺔ ﺗﺎرﳜﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺎرزة ﻟﺒﻨ ـ ـ ــﺎء اﻟﺼ ـ ـ ــﺮح‬
‫اﻟـ ـ ـﺪﳝﻘﺮاﻃﻲ ﺑﺎﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﻌ ـ ــﺰزت ﺑﺈﺣ ـ ــﺪاث ﳏ ـ ــﺎﻛﻢ ﻟﻼﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ ،2006‬ﻛﺪرﺟ ـ ــﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ أﻣﺎﻣﻬ ـ ـ ــﺎ أﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ وأﻣ ـ ـ ــﺎم رؤﺳ ـ ـ ــﺎﺋﻬﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــﺪا إذا ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻫﻨﺎﻟ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت ﳐﺎﻟﻔـ ــﺔ‪ ،‬وﺑـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜـ ــﻮن رﻏﺒـ ــﺔ اﳌﻐـ ــﺮب ﰲ ﺑﻨـ ــﺎء دوﻟـ ــﺔ اﳊـ ــﻖ واﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﺣ ـ ـﱰام‬
‫اﳌﺸﺮوﻋﻴﺔ وﻣﺒﺎدئ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ اﻟﻌﻴ ـ ــﺐ ﻓﻠﻐ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﻮﺻ ـ ــﻤﺔ وﲨ ـ ــﻊ ﻋﻴ ـ ــﺐ ﻋﻴ ـ ــﻮب وأﻋﻴ ـ ــﺎب‪ ،15‬وﰲ اﻻﺻ ـ ــﻄﻼح ﻓﻬ ـ ــﻮ اﻟﻌﻠ ـ ــﻞ‬
‫اﻟ ــﱵ ﺗ ــﻨﻘﺺ ﻣ ــﻦ ﻗﻴﻤ ــﺔ اﻟﺸ ــﻲء أو ﻣﻨﻔﻌﺘ ــﻪ‪ ،‬أو اﳊﺎﻟ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﳜﻠ ــﻮ ﻣﻨﻬ ــﺎ اﻟﺸ ــﻲء ﻋ ــﺎدة وﻳ ــﻨﻘﺺ وﺟﻮدﻫ ــﺎ‬
‫ﻣـ ــﻦ ﻗﻴﻤﺘـ ــﻪ وﻣﻨﻔﻌﺘـ ــﻪ‪ ،16‬وﳝﻜﻨﻨـ ــﺎ ﺗﻌﺮﻳـ ــﻒ اﻟﻌﻴـ ــﺐ اﻟـ ــﺬي ﻳﺼـ ــﻴﺐ اﳌﺴـ ــﻄﺮة‪ 17‬اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﺑﺄﻧـ ــﻪ ذﻟـ ــﻚ اﳋﻠـ ــﻞ‬
‫أو اﻟﻘﺼﻮر اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ اﳌﺴﻄﺮة ﻓﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ‪.‬‬

‫‪ -13‬ﺧﺎﻟﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﻈﺎﻫﺮ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳊﻘﻮق ﻟﻠﺒﺤﻮث‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﱐ‪ ،2010 ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪ -14‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺛﻮرﻳﺔ اﻟﻌﻴﻮﱐ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري و رﻗﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،-‬دار اﻟﻨﺸﺮ اﳉﺴﻮر وﺟﺪة‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪.2005 ،‬‬
‫‪ -15‬اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻮﺳﻴﻂ‪ :‬ﳎﻤﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﻪ اﻟﺸﺮوق اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،4‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2004‬ص ‪. 670‬‬
‫‪ -16‬ﲪﺰة ﳏﻤﻮد ﺟﻼل‪ :‬اﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﰲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ"اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺴﻤﺎة" اﻟﺒﻴﻊ اﻹﳚﺎر‪ ،‬ﻣﻨﻘﻮل ﻋﻦ ﺳﻮزان ﳏﻤﺪ ﺷﺤﺎذة اﻟﻌﺮﻣﻮﻃﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻌﻴﺐ اﳉﻮﻫﺮي وأﺛﺮﻩ ﰲ ﺑﻄﻼن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‪.2009 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -17‬ﻳﻌﺮف اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻜﺒﲑ "ﻻروس" ﻛﻠﻤﺔ ‪ procédure‬ﺑﺄ‪‬ﺎ "ﺗﻌﲏ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﳎﻤﻮع اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﺸﻜﻠﻴﺎت اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻹﳒﺎز‬
‫اﻟﻌﻤﻞ اﻹداري"‪ ،‬أو ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﱵ ﳚﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﳊﻞ ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺎل اﷲ ﺳ ـ ــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ـ ــﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﻪ اﻟﻌﺰﻳ ـ ــﺰ "ﻳ ـ ــﺎ أﻳﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ آﻣﻨ ـ ـ ـﻮا أﻃﻴﻌ ـ ـ ـﻮا اﷲ وأﻃﻴﻌ ـ ـ ـﻮا‬
‫اﻟﺮﺳـ ــﻮل وﻻ ﺗﺒﻄﻠ ـ ـﻮا أﻋﻤـ ــﺎﻟﻜﻢ"‪ .18‬وﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻓـ ــﺈن اﻟﺸ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳـ ــﻼﻣﻴﺔ ﺗﺆﻛـ ــﺪ وﺟـ ــﻮد اﻟـ ــﺒﻄﻼن ﻣﻨـ ــﺬ اﻟﻘـ ــﺪم‪،‬‬
‫وﻟﻘ ـ ــﺪ اﺧﺘﻠﻔ ـ ــﺖ اﺟﺘﻬ ـ ــﺎدات اﻟﻔﻘﻬ ـ ــﺎء ﺣ ـ ــﻮل ﺗﻌﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن وﺳ ـ ــﻮف ﻧ ـ ــﻮرد ﺑﻌ ـ ــﺾ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺘﻌ ـ ــﺎرﻳﻒ‪،‬‬
‫ﻓ ـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﻟﻐ ـ ــﺔ "اﻟﻔﺴ ـ ــﺎد وﺳ ـ ــﻘﻮط اﳊﻜ ـ ــﻢ"‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﺒﺎﻃ ـ ــﻞ ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻼ ﺿ ـ ــﺎﺋﻌﺎ أو ﺧﺎﺳ ـ ـﺮا أو ﻋ ـ ــﺪﱘ‬
‫اﻟﻘﻴﻤ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻃ ـ ـ ــﻞ ﻧﻘ ـ ـ ــﻴﺾ اﳊ ـ ـ ــﻖ‪ ،19‬وﺑﻄ ـ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ـ ــﻲء‪ ،‬أﺻ ـ ـ ــﺒﺢ ﺑ ـ ـ ــﺎﻃﻼ ﻳﻘ ـ ـ ــﺎل أﺑﻄ ـ ـ ــﻞ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ أو اﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ‬
‫واﻟﺪﻟﻴﻞ واﻟﻌﻤﻞ‪.20‬‬
‫ﻳﻌ ـ ــﺮف اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ اﻟﺘﻜﻴﻴ ـ ــﻒ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ أو اﻟﻮﺻ ـ ــﻒ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟﻌﻤ ـ ــﻞ إﺟﺮاﺋ ـ ــﻲ ﰎ اﲣ ـ ــﺎذﻩ دون‬
‫أن ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻄﺎﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻨﻤﻮذﺟـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،21‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﻌـ ــﺮف ﺑﺄﻧـ ــﻪ اﳉ ـ ـﺰاء اﻟـ ــﺬي ﻳﺮﺗﺒـ ــﻪ اﳌﺸـ ــﺮع ﻋﻠـ ــﻰ إﺧـ ــﻼل‬
‫اﳋﺼ ـ ــﻮم ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى اﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻹﺟﺮاﺋﻴ ـ ــﺔ‪ .22‬ورأي آﺧ ـ ــﺮ ﻋ ـ ــﺮف اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻲ ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ اﻟﻮﺻ ـ ــﻒ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﻠﺤـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺼـ ــﺮف اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻌﻴـ ــﺐ ﺑﺴـ ــﺒﺐ ﳐﺎﻟﻔﺘـ ــﻪ ﻷﺣﻜـ ــﺎم اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ ﻹﻧﺸـ ــﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻓﻴﺠﻌﻠـ ــﻪ ﻏـ ــﲑ‬
‫ﺻﺎﱀ ﻷن ﻳﻨﺘﺞ آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻘﺼﻮدة‪.23‬‬
‫أﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ اﻟ ـ ـ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻮ اﻟﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻠﺤ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ــﻞ اﻹﺟﺮاﺋ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻌﻴ ـ ـ ـ ــﺐ‪ .‬إذ أن‬
‫اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﻳﻘ ـ ــﻮم ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء اﳌﻘﺎرﻧ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻹﺟﺮاﺋ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺬي اﲣ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼ ـ ــﻮم وﺑ ـ ــﲔ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻹﺟﺮاﺋ ـ ــﻲ‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬وﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻫﻮ اﳊﻜﻢ ﺑﲔ اﻟﻮﺿﻌﲔ‪.24‬‬
‫إن اﻟﺘﻌ ـ ــﺎرﻳﻒ ﺗﺘﻔ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم إﻧﺘ ـ ــﺎج اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟﺜﻤ ـ ــﺮة اﳌﺮﺟ ـ ــﻮة ﻣﻨ ـ ــﻪ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﲡ ـ ــﺎﻫﲔ أﺣ ـ ــﺪﳘﺎ وﺟ ـ ــﻮد ﻋﻴ ـ ــﺐ ﳐﺎﻟﻔﺘ ـ ــﻪ ﻟﻠﻨﻤ ـ ــﻮذج اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا اﻟﻌﻴ ـ ــﺐ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ ﻋ ـ ــﺪم اﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻶﺛـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ اﻻﲡـ ــﺎﻩ اﻟﺜـ ــﺎﱐ ﻓﻴﺤﻤـ ــﻞ ﻓﻜـ ــﺮة اﳉ ـ ـﺰاء‪ .25‬وﻋﻠﻴـ ــﻪ ﳚـ ــﺐ أن ﻳـ ــﺘﻢ اﻟﻌﻤـ ــﻞ اﻹﺟﺮاﺋـ ــﻲ‬

‫‪ -18‬ﺳﻮرة ﳏﻤﺪ‪ ،‬اﻵﻳﺔ )‪.(33‬‬

‫‪ -19‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر‪ :‬ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب‪ ،‬اﳉﺰء ‪ ،1‬ﺑﲑوت‪ ،‬دار إﺣﻴﺎء اﻟﱰاث اﻟﻌﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،3‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1999‬ص ‪.432‬‬
‫‪ -20‬أﻧﻴﺲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وآﺧﺮون‪ :‬اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻮﺳﻴﻂ‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،‬ﺑﺪون ﻃﺒﻌﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ﳎﻤﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1999‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -21‬ﻋﻤﺮ ﻧﺒﻴﻞ إﲰﺎﻋﻴﻞ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺮاﻓﻌﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪ ،‬دار اﳉﺎﻣﻌﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1994‬ص ‪.530‬‬
‫‪ -22‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺨﺮي‪ :‬ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﳌﺮاﻓﻌﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻹدارﻳﺔ واﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﳌﻜﺘﺐ اﳉﺎﻣﻌﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.709‬‬
‫‪ -23‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﻟﺸﻮارﰊ‪ :‬اﻟﺒﻄﻼن اﳌﺪﱐ اﻹﺟﺮاﺋﻲ واﳌﻮﺿﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻣﻨﺸﺄة اﳌﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺪون ﻃﺒﻌﺔ‪ ،‬ص ‪.418‬‬
‫‪ -24‬ﻋﻤﺮ ﻧﺒﻴﻞ إﲰﺎﻋﻴﻞ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺮاﻓﻌﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.530‬‬
‫‪ -25‬ﻣﺎﻫﺮ ﻣﻌﺮوف اﻟﻨﺬاف‪ :‬ﺑﻄﻼن اﳊﻜﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ "دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ‪ ،‬اﳉﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻷردﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2005‬ص ‪.46‬‬
‫‪6‬‬
‫وﻓـ ــﻖ ﻣـ ــﺎ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﰲ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن أي وﻓـ ــﻖ ﳕﻮذﺟـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤـ ــﻞ اﻹﺟﺮاﺋـ ــﻲ‬
‫وﻓﻘﺎ ﳍﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺒﻄﻼن‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ أو اﻹﺧـ ـ ــﻼل ‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻗـ ـ ــﺪ‬
‫ﻋﺮﺿ ــﺖ إﺟﺮاءا‪ ‬ــﺎ ﻟﻠ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬اﺳ ــﺘﻨﺎدا ﻟﻠﻤﺒ ــﺪأ اﻟﻘﺎﺋ ــﻞ "ﻣ ــﺎ ﺑ ــﲏ ﻋﻠ ــﻰ ﺑﺎﻃ ــﻞ ﻓﻬ ــﻮ ﺑﺎﻃ ــﻞ"‪ .‬ﻓﻌﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮﻏﻢ‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ــﺪم ﺗﻨﺼـ ـ ــﻴﺺ اﳌﺸـ ـ ــﺮع إﻻ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ــﺎﻟﺘﲔ ﻟـ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋـ ـ ــﺎء اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ‬
‫ﺣ ـ ــﺎول اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر رﻗﺎﺑﺘ ـ ــﻪ وﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ اﻟﺴ ـ ــﺎﻫﺮ اﻷﻣ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ــﻮق‬
‫اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬اﳊﻜـ ـ ــﻢ ﺑـ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ‪ -‬ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺧـ ـ ــﻼل ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻋـ ـ ــﺎء أو ﺧـ ـ ــﻼل ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ‪-‬‬
‫ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺴﺖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﻘﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫ﳛﺘ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع أﳘﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻈ ـ ــﺮوف اﻟﺮاﻫﻨ ـ ــﺔ وﺣ ـ ــﱴ اﳌﺎﺿ ـ ــﻴﺔ واﳌﺴ ـ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻼﻋﺘﺒ ـ ــﺎرات‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻄ ـ ـ ــﻮي اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻋ ـ ـ ــﺎء أو ﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ذات أﳘﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻛ ـ ــﱪى‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت واﺟﺒ ـ ــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬ ـ ــﺎ ﺑﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ــﺰم وﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﺣﱰاﻣﻬﺎ ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ إﻫﺪار أﻣﻮال ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﺰﻳﻨﺔ؛‬
‫‪ -‬ﻳﻌ ـ ـ ـﺪ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ أﻣـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء ﲡﺴـ ـ ــﻴﺪا ﳌﺒـ ـ ــﺪأ اﻟﺘﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﺣﻘـ ـ ــﺎ دﺳـ ـ ــﺘﻮرﻳﺎ‪ ،‬واﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ‬
‫ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣـ ــﻦ أﳒـ ــﻊ اﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬إذ ﳛﻘـ ــﻖ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أﻋﻤـ ــﺎل اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﰒ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮق اﻷﻓﺮاد ﺿﺪ ﻣﺎ ﻳﺸﻮب ﻣﺴﻄﺮة ﻓﺮض اﳉﺒﺎﻳﺔ وﲢﺼﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻮب‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﻠﻌ ـ ــﺐ اﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ دورا أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺎ ﰲ ﺿ ـ ــﻤﺎن اﻟﺘ ـ ـﻮازن اﳍ ـ ــﺶ ﺑ ـ ــﲔ‬
‫ﻗﺒﻮل اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ورﻓﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.‬‬
‫‪ -‬وأﺧ ـ ـ ـﲑا‪ ،‬ﺗﻌﺘـ ـ ــﱪ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻮﻓﺮﻫـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري وﳛﻤﻴﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻗﻨﻄـ ـ ــﺮة ﻣـ ـ ــﻦ أﺟـ ـ ــﻞ ﺟﻠـ ـ ــﺐ‬
‫اﻻﺳﺘﻤﺎرات وﲢﺴﲔ ﻣﻨﺎخ اﻷﻋﻤﺎل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إن اﺧﺘﻴﺎرﻧ ـ ــﺎ ﳌﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ 26‬ﺑ ـ ــﺎﳌﻐﺮب‪،‬‬
‫ﱂ ﻳ ـ ــﺄت ﲟﺤ ـ ــﺾ اﻟﺼ ـ ــﺪﻓﺔ أو اﻻرﲡ ـ ــﺎل‪ ،‬وﻟﻜ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠ ـ ــﻮر ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻔﻜ ـ ــﲑ ﻃﻮﻳ ـ ــﻞ وﺗﺄﻣ ـ ــﻞ ﻋﻤﻴ ـ ــﻖ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﳝﻜﻦ إﲨﺎل ﻫﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬إن اﺷ ـ ــﺘﻐﺎﻟﻨﺎ ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻮزارة اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎد واﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺟﻌﻠﻨ ـ ــﺎ‬
‫ﻧـ ــﻮﻗﻦ أن ﻫـ ــﺬا اﳌﻮﺿـ ــﻮع وﻣـ ــﺎ ﻳﺜـ ــﲑﻩ ﻣـ ــﻦ إﺷـ ــﻜﺎﻻت ﻳﻀـ ــﻴﻊ ﻋﻠـ ــﻰ ﺧﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﺪوﻟـ ــﺔ أﻣ ـ ـﻮاﻻ ﻛﺜـ ــﲑة‪ ،‬ﻟﺴـ ــﺒﺐ‬
‫ﺑﺴـ ـ ـ ــﻴﻂ أﻻ وﻫـ ـ ـ ــﻮ ﻋـ ـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـ ـﱰام اﳌﺴـ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أو ﰲ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺾ اﳌ ـ ـ ـ ـﺮات اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮاءة اﳊﺮﻓﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ‬
‫اﻟﻨﺼﻮص؛‬
‫‪ -‬اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮارات اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳌ ـ ـ ـ ــﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـ ـﻮاء اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋ ـ ـ ـ ــﺎء أو‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺬي ﻟ ـ ــﻪ ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﺔ ﻫﺎﻣ ـ ــﺔ ﰲ ﺑﻠ ـ ــﻮرة وﺗﺸ ـ ــﻜﻴﻞ ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ وﻣﺒ ـ ــﺎدئ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع‬
‫إﱃ ﺣﺠ ـ ــﻢ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﻳﺎ اﳌﻌﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳏ ـ ــﺎﻛﻢ اﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ وإﱃ ﻋ ـ ــﺪد اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻋ ـ ــﺰزت‬
‫ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم ﻳﺘﺒﲔ ﺑﻮﺿﻮح ﻣﺪى أﳘﻴﺔ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻘﻀﺎء؛‬
‫‪ -‬رﻏ ـ ــﻢ ﻗ ـ ــﺪم ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة ﻻ‬
‫ﻳ ـ ـﺰال ﻳﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑﻘﻠ ـ ــﺔ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ اﳉﺎﻣﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ ﻣ ـ ــﺎ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﺑﻌ ـ ــﺾ اﳌﺘﺨﺼﺼ ـ ــﲔ‬
‫ﰲ ا‪‬ﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﳚﺘﻬﺪون ﺑﲔ اﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى ﻟﻄﺮح ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻻت‪.‬‬
‫ﺗﺘﻤﺤــﻮر ﻫــﺬﻩ اﻟﺪراﺳــﺔ ﺣــﻮل اﻟﺒﺤــﺚ ﻋــﻦ اﻟﻌﻴــﻮب واﻹﺧــﻼﻻت اﳌﺴــﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﻟﻨﻈــﺎم اﳉﺒــﺎﺋﻲ اﳌﻐــﺮﰊ‬
‫ﺳ ـﻮاء اﻟ ــﱵ ﻛﺸ ــﻔﺖ ﻋﻨﻬ ــﺎ اﳌﻤﺎرﺳ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠﻨﺼ ــﻮص أو ﻛﺸ ــﻒ ﻋﻨﻬ ــﺎ اﻻﺟﺘﻬ ــﺎد اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫وﳏﺎوﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺘﺄوﻳﻼت واﻟﻘﺮاءات اﻟﱵ ﻗـﺪﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﳉﺒـﺎﺋﻲ ﻟﻠﻨﺼـﻮص اﳌﺜـﲑة ﻟـﺒﻌﺾ اﻹﺷـﻜﺎﻻت ﻣـﻊ‬
‫ﺗﺄوﻳﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﻋﻴﻮب اﳌﺴﺎﻃﺮ‪.‬‬
‫وﺗﻨﺼ ـ ـ ــﺐ إﺷ ـ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﳌﻮﺿ ـ ـ ــﻮع ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﺎﳘﺔ اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ اﻹداري ﰲ ﺗﻘ ـ ـ ــﻮﱘ اﻹﺧ ـ ـ ــﻼﻻت اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ‬
‫ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ؟‬

‫‪ -26‬وﲡﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ أن دراﺳﺘﻨﺎ ﳍﺬا اﳌﻮﺿﻮع اﻋﱰﺿﺘﻪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﻛﺮاﻫﺎت‪ ،‬ﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﰲ ﺻﻠﺐ‬
‫اﳌﻮﺿﻮع‪ ،‬ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺣﻘﻞ اﻻﺷﺘﻐﺎل واﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﲟﻌﲎ ﻫﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ أن ﲡﺎوزﻫﺎ ﳓﻮ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﱰاﺑﻴﺔ؟‬
‫وﻫﻞ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬أم ﻧﻨﺘﻘﻞ إﱃ أﺷﺒﺎﻩ اﻟﻀﺮاﺋﺐ؟ زﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮع اﻟﻀﺮاﺋﺐ وﻛﺜﺮ‪‬ﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻨﻮع اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت واﳌﻌﺎﻣﻼت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬وﻛﺬا ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﺮﻛﺒﺔ‪ ،‬وﺳﺮﻋﺔ ﲢﻮﻟﻪ‪ ،‬زﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﲤﻴﺰﻩ ﺑﻌﺪة ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت‪.‬‬
‫‪8‬‬
 ‫و ﺗﺘﻔﺮع ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺪة ﺗﺴﺎؤﻻت ﻓﺮﻋﻴﺔ وﻫﻲ ﻛﺎﻵﰐ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻫ ـ ــﻞ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﺟ ـ ــﺎءت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ اﳊﺼ ـ ــﺮ أم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ اﳌﺜ ـ ــﺎل وﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ اﻷﺛ ـ ــﺮ‬
‫اﳌﱰﺗﺐ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻋﻴﺐ ﰲ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ؟‬
‫‪ -‬ﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﺜ ـ ــﺎرة ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﺳ ـ ـﻮاء ﺧ ـ ــﻼل ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‬
‫أو ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ؟‬
‫‪ -‬أﻻ ﻳﻌﺘـ ــﱪ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑﺈﺑﻄـ ــﺎل اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﺟ ـ ـﺰاء ﻗـ ــﺎس ﻟـ ــﻪ ﻋﻮاﻗـ ــﺐ وﻳﺸـ ــﻜﻞ ﺧﺮوﺟـ ــﺎ ﻋـ ــﻦ ﻗﺎﻋـ ــﺪة "ﻻ‬
‫ﺑﻄﻼن ﺑﺪون ﻧﺺ"؟‬
‫‪ -‬وﻫﻞ ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﻫﻮ ﺑﻄﻼن ﻣﻄﻠﻖ أم ﻧﺴﱯ؟‬
‫‪ -‬وﻣﻦ اﳌﺴﺆول ﻋﻦ ﺿﻴﺎع ﺣﻘﻮق اﳋﺰﻳﻨﺔ ﺟﺮاء ﻋﺪم اﺣﱰام اﻹﺟﺮاءات؟‬
‫واﻧﻄﻼﻗـ ــﺎ ﳑـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ وﻣـ ــﻦ اﻟﻘﻨﺎﻋـ ــﺔ اﻟﺮاﺳـ ــﺨﺔ ﺣـ ــﻮل أﳘﻴـ ــﺔ اﳌـ ــﻨﻬﺞ ﰲ اﳌﻘﺎرﺑـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ــﺔ واﳌﻮﺿـ ــﻮﻋﻴﺔ‬
‫ﻹﺷـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤـ ــﺚ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﺣﺎوﻟﻨـ ــﺎ ﺗﺴـ ــﺨﲑ اﳌـ ــﻨﻬﺞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﺳﺘﺤﻀـ ــﺎر ﳐﺘﻠـ ــﻒ اﳌﻌﻄﻴـ ــﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ واﻻﺟﺘﻬـ ــﺎدات اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺄرﺿـ ــﻴﺔ أﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ ﳓ ـ ــﻮ اﺳـ ــﺘﻌﻤﺎل اﳌـ ــﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠـ ــﻲ‪ ،‬ﺑﻐﺎﻳـ ــﺔ ﲢﻠﻴ ـ ــﻞ‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت وإﻋ ـ ــﺎدة ﺗﺮﻛﻴﺒﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ إﺑ ـ ــﺪاء اﳌﻼﺣﻈ ـ ــﺎت واﻻﺳ ـ ــﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ واﻟﻨﺘ ـ ــﺎﺋﺞ اﳌﺘﻮﺻ ـ ــﻞ‬
‫إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻌﻴﻨﲔ ﰲ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻨﻬﺞ اﳌﻘ ـ ـ ــﺎرن‪ ،‬ﺳـ ـ ـ ـﻮاء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮى ﻣﻘﺎرﻧ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﺪراﺳـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬أو ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ــﻌﻴﺪ ﻣﻘﺎرﺑﺘـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﻧﻈﻤـ ـ ــﺔ واﻟﺘﺠـ ـ ــﺎرب اﳌﻘﺎرﻧـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـﻮاء اﻟﻌﺮﺑﻴـ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑـ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻮﻧﺴـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮﻳـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻠﻴﺒﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻷردﻧﻴـ ـ ــﺔ وﺳـ ـ ــﻴﻤﺎ اﻟﺘﺠﺮﺑـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ــﻴﺔ ﺗﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎ وﻗﻀـ ـ ــﺎء ﺑـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻼرﺗﺒـ ـ ــﺎط اﻟﻌﻀـ ـ ــﻮي واﻟﺘـ ـ ــﺎرﳜﻲ‬
‫اﻟـ ــﺬي ﺟﻌـ ــﻞ اﳌﺸـ ــﺮع واﻻﺟﺘﻬـ ــﺎد اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ـﺮﺑﻴﲔ ﻳﺴـ ــﺘﻠﻬﻤﺎن ﳎﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﳌﺒـ ــﺎدئ واﻷﺣﻜـ ــﺎم ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‪.‬‬
‫ﺑﻌ ـ ــﺪ ﲨ ـ ــﻊ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺮاﺟ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﱵ ﳍ ـ ــﺎ ﻋﻼﻗ ـ ــﺔ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة أو ﻏ ـ ــﲑ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﺎﳌﻮﺿ ـ ــﻮع واﻟﻘﻴ ـ ــﺎم‬
‫ﺑﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ واﻟﺘﻤﺤ ـ ـ ــﻴﺺ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﺻ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺔ اﻹﺷ ـ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﺣﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺘﻬﺎ وﻓ ـ ــﻖ ﺗﺼ ـ ــﻤﻴﻢ ﻳﻌﻜ ـ ــﺲ اﻷﻓﻜ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﱵ ﲣ ـ ــﺪم اﻹﺷ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ دون‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وﺳ ـ ـ ــﻨﺮﻛﺰ ﺧﻄ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ اﻟ ـ ـ ــﱵ اﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺪﻧﺎﻫﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺘﻘﺴ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺜﻨ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻧﻈـ ـ ـ ـﺮا ﳌ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ذات اﻟﺼ ـ ــﻠﺔ ﲟﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ‪ ،‬ﺗﻼﻣ ـ ــﺲ ﺟﻮاﻧ ـ ــﺐ اﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن أﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﳍﺎ إﻻ وﳚﺐ أن ﺗﺄﺧﺬ ﳐﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ اﳌﻈﺎﻫﺮ واﳉﻮاﻧﺐ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر‪.‬‬
‫ﻟﻠﻮﺻ ـ ــﻮل إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ ارﺗﺄﻳﻨ ـ ــﺎ ﺗﻘﺴ ـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ــﺬا ﳌﻮﺿ ـ ــﻮع إﱃ ﻗﺴ ـ ــﻤﲔ‪ ،‬ﺧﺼﺼ ـ ــﻨﺎ اﻟﻘﺴ ـ ــﻢ اﻷول ﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋﻴ ـ ـ ــﻮب ﻣﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻮﻋ ـ ـ ــﺎء اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل ﺗﻄﺮﻗﻨ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻮﻋ ـ ـ ــﺎء اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﻷول‪ ،‬وﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻛﻔﺼﻞ ﺛﺎﱐ‪.‬‬
‫وﰲ اﻟﻘﺴ ـ ـ ــﻢ اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ ﺳ ـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول دراﺳ ـ ـ ــﺔ رﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋﻴ ـ ـ ــﻮب ﻣﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻮﻗ ـ ــﻮف ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻛﻔﺼ ـ ــﻞ‬
‫أول‪ ،‬ﰒ ﻟﻠﻌﻴـ ــﻮب اﳌﺜـ ــﺎرة ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ ﻛﻔﺼـ ــﻞ ﺛـ ــﺎن‪ ،‬وﲦـ ــﺔ ﻓﺎﳌﻨﻬﺠﻴـ ــﺔ اﳌﻌﺘﻤـ ــﺪة ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻹﻃـ ــﺎر‬
‫ﻛﺎﻵﰐ‪:‬‬
‫‪@@ïöbj¦a@õbÇìÛa@ŠbŽß@lìîÇ@óÜÇ@ð‰a…⁄a@õbšÔÛa@òibÓ‰@ZÞëþa@áŽÔÛa‬‬
‫‪ïöbj¦a@åí†Ûa@Ýî–¤@ŠbŽß@lìîÇ@óÜÇ@ð‰a…⁄a@õbšÔÛa@òibÓ‰@ZïãbrÛa@áŽÔÛa‬‬

‫‪10‬‬
 @@
@@
@@

@@ZÞëþa@áŽÔÛa
@@ïöbj¦a@õbÇìÛa@ŠbŽß@@lìîÇ@óÜÇ@ð‰a…⁄a@õbšÔÛa@òibÓ‰

11
‫ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﻜﻮ‪ ‬ـ ــﺎ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ إدارﻳ ـ ــﺔ إﺟﺮاﺋﻴ ـ ــﺔ ﻣﺮﻛﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻨﻄ ـ ــﻮي ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪة أﻋﻤ ـ ــﺎل‬
‫ﺗﺘﺴـ ــﻢ ﺑـ ــﺎﻟﱰاﺑﻂ واﻟﺘﺘـ ــﺎﺑﻊ‪ ،‬وﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻛـ ــﻞ ﻋﻤـ ــﻞ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻤـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬وﻣﻘﺪﻣـ ــﺔ أو أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺗﺘﺠ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﻋﻤ ـ ــﺎل ﳎﺘﻤﻌ ـ ــﺔ إﱃ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ ﻛﻜ ـ ــﻞ واﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻷي إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻳ ـ ــﺘﻢ اﲣـ ـ ــﺎذﻩ ﻣ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﻃـ ـ ــﺎر أن‬
‫ﳛﻘﻖ اﳍﺪف ﲟﻔﺮدﻩ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ـ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـ ـﱰام ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاءات أو اﻹﺧ ـ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن اﻹدارة ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻋﺮﺿ ـ ـ ــﺖ‬
‫إﺟﺮاءا‪ ‬ــﺎ ﻟﻠ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬اﺳ ــﺘﻨﺎدا ﻟﻠﻤﺒ ــﺪأ اﻟﻘﺎﺋ ــﻞ "ﻣ ــﺎ ﺑ ــﲏ ﻋﻠ ــﻰ ﺑﺎﻃ ــﻞ ﻓﻬ ــﻮ ﺑﺎﻃ ــﻞ"‪ .‬ﻓﻌﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮﻏﻢ ﻣ ــﻦ ﻋ ــﺪم‬
‫ﺗﻨﺼـ ـ ـ ــﻴﺺ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع إﻻ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ـ ــﺎﻟﺘﲔ ﻟـ ـ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﺴـ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋـ ـ ـ ــﺎء اﳉﺒـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ـ ــﺎول‬
‫اﻻﺟﺘﻬـ ــﺎد اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ اﻟﺴـ ــﺎﻫﺮ اﻷﻣـ ــﲔ ﻋﻠـ ــﻰ ﲪﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق اﳌﻠـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬اﳊﻜـ ــﻢ ﺑـ ــﺒﻄﻼن‬
‫اﳌﺴﻄﺮة ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺴﺖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﻘﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ارﺗﺄﻳﻨ ـ ــﺎ ﺗﻘﺴ ـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘﺴ ـ ــﻢ إﱃ ﻓﺼ ـ ــﻠﲔ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻷول اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻮﻋ ـ ــﺎء اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﳔﺼـ ــﺺ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﺜـ ــﺎﱐ ﻟﻌﻴ ـ ــﻮب ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﺳ ـ ـﻮاء اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬أو اﻟﱵ أﺛﺎرﻫﺎ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﺎدة‪.‬‬
‫@@‬

‫‪12‬‬
 ‫‪ïöbj¦a@õbÇìÜÛ@òîãìãbÔÛa@ŠbŽ½a ZÞëþa@Ý–ÐÛa‬‬

‫‪‬ـ ـ ــﺪف اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﲔ اﳌﻠـ ـ ــﺰم واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ وﲢﻘﻴـ ـ ــﻖ اﻹﻟ ـ ـ ـﺰام‬
‫اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﲨﻴـ ــﻊ ﻣﺮاﺣﻠـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ ﺑـ ــﺬﻟﻚ ﺗﺸـ ــﻤﻞ ﻛـ ــﻞ اﻟﻘﻮاﻋـ ــﺪ اﻹﺟﺮاﺋﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗـ ــﻨﻈﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‬
‫ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ــﺔ اﻹﻟ ـ ـ ـﺰام اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ إﱃ ‪‬ﺎﻳﺘ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣﻘﻴ ـ ـ ــﺪة ﰲ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ ﺗﺼ ـ ـ ـﺮﻓﺎ‪‬ﺎ‬
‫ﺑﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ واﺿ ـ ــﺤﺔ اﺣﱰاﻣ ـ ــﺎ ﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺸ ـ ــﺮﻋﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻀ ـ ــﻤﻦ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫وﳛ ـ ــﺎﻓﻆ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﳉﺒﺎﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﳛﻤﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ ﺗﻌﺴ ـ ــﻒ أو ﺷ ـ ــﻄﻂ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﲡ ـ ــﺎوز اﻹدارة‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت واﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺨﻮﻟﺔ ﳍﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘﺒ ـ ــﻞ اﳊ ـ ــﺪﻳﺚ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺼ ـ ــﻴﺐ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات ﻛ ـ ــﺎن ﻟﺰاﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠﻴﻨ ـ ــﺎ‬
‫أن ﻧﺒـ ــﲔ ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ــﲑة‪ ،‬وﳐﺘﻠـ ــﻒ ﺟﺰﺋﻴﺎ‪‬ـ ــﺎ ﻟﻴﺘﺴـ ــﲎ ﻟﻨـ ــﺎ ﲤﺤﻴﺼـ ــﻬﺎ‪ .‬وﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻗﺴـ ــﻤﻨﺎ ﻫـ ــﺬا اﻟﻔﺼـ ــﻞ‬
‫إﱃ ﻣﺒﺤﺜ ـ ــﲔ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ اﻷول ﻣﻨﻬﻤ ـ ــﺎ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة إﻧﺸ ـ ــﺎء اﻹﻟـ ـ ـﺰام اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﺘﺄﺳ ـ ــﻴﺲ واﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ‬
‫ﺣﲔ ﺳﻨﺨﺼﺺ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ ﳌﺴﻄﺮة وإﺟﺮاءات اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫‪@@òjÓaŠ½aë@îdnÛa@´i@튚Ûa@âaŒÛ⁄a@õb’ãg@ñŠİŽß ZÞëþa@szj½a‬‬
‫إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻹﻟـ ـ ـ ـﺰام اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻳﻨﺒ ـ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن وﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻤﺪ ﻣﺼ ـ ـ ــﺪرﻩ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺪﺳ ـ ـ ــﺘﻮر‪ ،27‬ﻓ ـ ـ ــﺈن‬
‫اﻷﺻ ــﻞ ﰲ ﲢﺪﻳ ــﺪ اﳌ ــﺎدة اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻳﻨﺒ ــﲏ ﻋﻠ ــﻰ إﻗـ ـﺮار ﻳﺼ ــﺪر ﻋ ــﻦ اﳌﻠ ــﺰم داﺧ ــﻞ اﻷﺟ ــﻞ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ اﶈ ــﺪد‪،‬‬
‫ﻣﺒﻴﻨ ــﺎ ﻓﻴ ــﻪ أﺳ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ــﺬي ﻳﻘ ــﺮ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﲢﺪﻳ ــﺪ ﺣﺼ ــﺘﻪ ﰲ اﳌﺴ ــﺎﳘﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳ ــﺘﻢ‬
‫رﺑﻂ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺪﱃ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫وﻳﻜﺘﺴـ ــﻲ اﻹﻗ ـ ـﺮار أﳘﻴـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐـ ــﺔ‪ ،‬ﻷﻧـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ ﻟـ ــﻺدارة أن ﺗﻐ ـ ـﲑ اﻷﺳـ ــﺎس اﻟـ ــﺬي وﻗـ ــﻊ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ‬
‫ﺑ ـ ــﻪ إﻻ إذا اﺗﺒﻌ ـ ــﺖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻲ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ .‬ﻏ ـ ــﲑ أن اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻗ ـ ــﺪ ﻻ‬
‫ﻳـ ـ ــﺪﱄ ﺑـ ـ ــﺎﻹﻗﺮار أو ﻳﺘﻘـ ـ ــﺎﻋﺲ ﻋـ ـ ــﻦ ﺗﻘﺪﳝـ ـ ــﻪ داﺧـ ـ ــﻞ اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬أو ﻗـ ـ ــﺪ ﻻ ﻳﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ اﻹﻗ ـ ـ ـﺮار ﻛـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻌﻨﺎﺻ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻔﻴ ـ ــﺪ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻨﺺ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﻨﻄﻠﻘﻬ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ‬
‫دﻋ ـ ــﻮة اﻹدارة ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إﱃ وﺿ ـ ــﻊ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﺗﻘ ـ ــﺎﻋﺲ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻟ ـ ــﻺدارة اﳊ ـ ــﻖ ﰲ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﺗﺄﺳﻴﺴ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت‪.‬‬
‫وﰲ اﳌﻘﺎﺑـ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﲤﻠـ ـ ـ ــﻚ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ ‪ -‬ﲟﻘﺘﻀـ ـ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ـ ــﺔ‪ -‬ﺳـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ ﻓﺤـ ـ ـ ــﺺ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺎرﻳﺢ‬
‫ﻟﻠﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ ﺻـ ـ ــﺤﺘﻬﺎ وﻣﺮاﺟﻌـ ـ ــﺔ اﻷﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻔ ـ ــﺮوض‪ ،‬ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ أو اﻟﻨـ ـ ــﺎﺗﺞ ﻋـ ـ ــﻦ‬
‫ﺗﻄﺒﻴ ــﻖ ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﻔ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ــﺎﺋﻲ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ ﲢﺮﻳ ــﻚ ﻣﺴ ــﻄﺮة ﺗﺼ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﺑ ــﺪون‬
‫ﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ﺗﺼ ـ ــﺒﺢ اﳉﺒﺎﻳ ـ ــﺔ ﳎ ـ ــﺮد ﻣﺴ ـ ــﺎﳘﺔ إدارﻳ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﱰك ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ ﻛ ـ ــﻞ واﺣ ـ ــﺪ‪ ،‬وﺗﺘﺼ ـ ــﻒ ﺑﻌ ـ ــﺪم اﳌﺴ ـ ــﺎواة ﰲ‬
‫ﲤﻮﻳ ــﻞ اﳌﻴﺰاﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ .‬ﻟـ ــﺬا ﳒـ ــﺪ أن اﳌﺸ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺮاﻗﺒـ ــﺔ ﰲ ﲨﻴـ ــﻊ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟـ ــﱵ ﻳﻌﺮﻓﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ اﶈﻠﻴﺔ أو ﺑﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة أو ﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ارﺗﺄﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘﺴ ـ ـ ـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ إﱃ ﻣﻄﻠﺒ ـ ـ ـ ــﲔ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـ ــﻨﻌﺎﰿ ﰲ اﻷول ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊـ ـ ــﺎﻻت واﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات‪ ،‬ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ ﺳـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول اﻟـ ـ ــﺪور اﻟﻘ ـ ــﻮي ﻟـ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ أﺛﻨـ ـ ــﺎء‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﳌﺮاﻗﺒﺔ )اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬

‫‪ -27‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 40‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ ،2011‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺸﺄﻧﻪ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪ ،1.11.91‬اﻟﺼﺎدر ﰲ ﺷﻌﺒﺎن ‪29) 1432‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ ،(2011‬ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻧﺺ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳌﻨﺸﻮر ﺑﺎﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪ 5964‬ﻣﻜﺮر‪ 28 ،‬ﺷﻌﺒﺎن ‪ 30) 1432‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪.(2011‬‬
‫‪14‬‬
 ‫‪@@paõaŠu⁄aë@püb§a@Zòj튚ÜÛ@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@ñŠİŽß@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳊ ـ ــﺎﻻت ﻹﻋﻤ ـ ــﺎل ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃـ ـ ــﺮف اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻷول(‪ ،‬ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﰲ اﳌﻘﺎﺑـ ـ ــﻞ أﻟﺰﻣﻬـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺎﺣﱰام ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@òj튚ÜÛ@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@püby@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺎﻻت اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﺻ ـ ــﺮﳛﺔ‬
‫وﺣﺼ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ ﰲ اﳌـ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 228‬و‪ 229‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ـ ــﺚ أﻓـ ـ ـ ــﺮد اﻷوﱃ ﳊ ـ ـ ـ ـﺎﻻت‬
‫ﻟﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻏﻴ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ )اﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ(‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ـ ـ ــﲔ أدرج ﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ -‬أي‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 229‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ‪ -‬ﺣ ـ ــﺎﻻت اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ إﺟـ ـ ـﺮاء اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ‬
‫)اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@|튖nÛa@lbîË@¿@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ‪ 28‬ﻣﻜﻮﻧ ـ ـ ـﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﻜﻮﻧـ ـ ــﺎت اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـ ـ ــﺔ وﲡﺴـ ـ ــﻴﺪا ﻟﻠﻌﻘـ ـ ــﺪ اﻻﺟﺘﻤـ ـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ــﺚ‬
‫إن اﳌﺴ ـ ــﺎﳘﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ إﻟﺰاﻣ ـ ــﺎ دﺳ ـ ــﺘﻮرﻳﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﺪﻋﻲ إرﻓﺎﻗ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺰام إداري ﻳﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ ﻣﺸ ـ ــﺎرﻛﺔ‬
‫اﳌﻮاﻃﻦ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ وﺿﻌﻴﺘﻪ وﻣﺴﺎﳘﺘﻪ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.29‬‬
‫وﻳﻘﺼـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ أو اﻹﻗ ـ ـ ـ ـﺮار ﰲ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺑﻮاﺳـ ـ ـ ــﻄﺘﻪ ﻳـ ـ ـ ــﺘﻢ ﺗﻨﻈـ ـ ـ ــﻴﻢ‬
‫اﳊﺮﻳ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن اﳌ ـ ـﻮاﻃﻦ ﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﻟﻠﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﻨ ــﻮي اﻟﻘﻴ ــﺎم ﺑ ــﻪ‪ ،30‬ﻛﻤ ــﺎ ﳝﻜ ــﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔ ــﻪ ﰲ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ــﺎﺋﻲ ﺑﻜﻮﻧ ــﻪ " اﻟﻌﻤ ــﻞ اﻟ ــﺬي ﻳﻌﻠ ــﻦ ﻣ ــﻦ ﺧﻼﻟـ ــﻪ‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻋ ـ ــﻦ ﻗﺒﻮﻟ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺪﺧﻮل ﰲ ﻧﻄ ـ ــﺎق ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ إﺣ ـ ــﺪى ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬واﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺴﺎﳘﺘﻪ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ"‪.31‬‬

‫‪ -28‬وﳓﻦ ﺑﺼﺪد إﻋﺪاد ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﺗﺴﲎ ﻟﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎم ‪‬ﺬا اﻹﺟﺮاء‪) .‬اﻧﻈﺮ اﳌﻠﺤﻖ رﻗﻢ ‪(1‬‬
‫‪ -29‬ﳏﻤﺪ ﺷﻜﲑي‪ :‬اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )ﺗﻘﺪﱘ اﻷﻃﺮاف وﲢﻠﻴﻞ أﻃﻮار اﳌﻮاﺟﻬﺔ(‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2003-2002‬ص ‪.304‬‬
‫‪30‬‬
‫‪- CH. De la Mardiere: La déclaration Fiscale, RFFP N° 71, septembre 2000, p 122.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪- J. GROS claude et Ph. Marchessou: Procédures fiscales, Dalloz, 1998, p 76.‬‬
‫‪15‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﺣ ـ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت ﻹﻋﻤ ـ ـ ــﺎل ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ أو ﺗﻘﺪﳝ ـ ــﻪ ﻧﺎﻗﺼ ـ ــﺎ أو ﺧ ـ ــﺎرج اﻷﺟ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬أو ﻋـ ــﺪم اﻻﺳـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻘﺪﳝـ ــﻪ‪ ،‬وﺗﻌﺘـ ــﱪ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻷﻛﺜـ ــﺮ ﺷـ ــﻴﻮﻋﺎ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻳﻌـ ــﱪ ﻋـ ــﻦ‬
‫ﺿـ ــﻌﻒ اﳌﻮاﻃﻨـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ وﺗﻘـ ــﺎﻋﺲ اﳌﻠـ ــﺰﻣﲔ ﰲ اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﻌﻤﻠﻬـ ــﻢ ﲡـ ــﺎﻩ اﻹدارة اﻟﻀـ ــﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﻳﻌﻄـ ــﻲ‬
‫ﻟﻺدارة اﳊﻖ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‪.32‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻋﺪم ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ أو ﺗﻘﺪﳝﻪ ﺧﺎرج اﻵﺟﺎل اﶈﺪدة‬
‫إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳍ ـ ـ ــﺪف ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻫ ـ ـ ــﻮ إﻗ ـ ـ ـﺮار اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﲟ ـ ـ ــﺎ ﲢﻘ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ــﻦ دﺧ ـ ـ ــﻞ أو رﻗ ـ ـ ــﻢ أﻋﻤ ـ ـ ــﺎل‬
‫اﳋﺎﺿـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﺑﻘﺼـ ـ ــﺪ إﻳﻔـ ـ ــﺎد اﻹدارة ﺑﺒﻴﺎﻧـ ـ ــﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻘـ ـ ــﺪﳝﻬﺎ داﺧـ ـ ــﻞ أﺟـ ـ ــﻞ ﻣﻌـ ـ ــﲔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن‬
‫ﻏﻴ ـ ــﺎب اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﳛ ـ ــﻮل دون ﲤﻜ ـ ــﲔ اﻹدارة ﻣ ـ ــﻦ رﺑ ـ ــﻂ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ اﳌﻨﺎﺳ ـ ــﺐ‪ ،‬ﺳـ ـ ـﻮاء ﱂ ﻳﻘ ـ ــﺪم‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺗﺼ ـ ــﺮﳛﻪ ﺑﺘﺎﺗ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﻗﺪﻣ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ دون اﺣـ ـ ـﱰام اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ ،33‬ﻣ ـ ــﺎ ﳚﻌﻠ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺒﺒﺎ‬
‫ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻹﻋﻤﺎل ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‪.34‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ اﻟﺘﺴـ ــﺎؤل اﻟـ ــﺬي ﻳﻄـ ــﺮح ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻜـ ــﻮن اﳌﻠـ ــﺰم ﻗـ ــﺪ وﺿـ ــﻊ ﺗﺼـ ــﺮﳛﺎ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﳋﻄـ ــﺄ ﻟـ ــﺪى‬
‫إدارة ﻏ ــﲑ ﺗﻠ ــﻚ اﻟ ــﱵ ﻳﻜ ــﻮن ﳏ ــﻞ ﻧﺸ ــﺎﻃﻪ اﳌﻬ ــﲏ ﺗﺎﺑﻌ ـ ـﺎ ﳍ ــﺎ‪ ،‬وﻳﺴ ــﻠﻤﻪ إﱃ إدارة ﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟ ــﻮزارة اﳌﺎﻟﻴ ــﺔ ﻏ ــﲑ‬
‫ﻣﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬أو اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﳋﺎرﺟﻴ ـ ــﺔ ﻛﺎﻟﻘﺒﺎﺿ ـ ــﺎت اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻞ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻋﻤﻠ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗﺒﻴﻞ ﻋﺪم اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ وﳚﻴﺰ ﻟﻺدارة ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ؟‬
‫اﳌﻼﺣـ ــﻆ أن اﳌﺸـ ــﺮع ﻧـ ــﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أن اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﳉﺒﺎﻳـ ــﺔ‪ ،‬ﳚـ ــﺐ أن ﻳـ ــﻮدع ﺗﺼـ ــﺮﳛﻪ ﺑـ ــﺎﻹدارة‬
‫اﻟ ــﱵ ﻳﻜ ــﻮن اﳌ ــﻮﻃﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﺗﺎﺑﻌ ـ ـﺎ ﳍ ــﺎ‪ ،‬وﻳﻌ ــﲏ ﻫ ــﺬا أﻧ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ إﻳ ــﺪاع اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﺧ ــﺎرج ﻧﻔ ــﻮذ‬
‫اﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒﻴ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺘﺎﺗ ـ ــﺎ‪ ،35‬وﻟ ـ ــﻮ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻷﻣ ـ ــﺮ ﰎ‬
‫ﲡـ ــﺎوزﻩ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﳌﺪﻳﺮﻳـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺘﻮﺣﻴـ ــﺪﻫﺎ ﳌﻜـ ــﺎن إﻳـ ــﺪاع اﻟﺘﺼـ ــﺮﳛﺎت‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺧﺼﺼـ ــﺖ‬

‫‪32‬‬
‫‪- Ahmed TAZI: Aperçu sur la Fiscalité marocaine actuelle, Ed Almadaris Casablanca, 1995,‬‬
‫‪p 137.‬‬
‫‪ -33‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ‬
‫اﻟﺜﺎﱐ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2001-2000‬ص‪.256‬‬
‫‪34‬‬
‫‪- Rachid LAZRAK: Fiscalité des entreprises, l’impôt général sur le revenu, l’imposition des‬‬
‫‪bénéfices et revenues des personnes physiques, Ed la porte, 2004, p71.‬‬
‫‪ -35‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪16‬‬
‫ﻣﻜﺎﺗـ ـ ــﺐ ﻻﺳـ ـ ــﺘﻘﺒﺎل وإرﺷـ ـ ــﺎد اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ وﻛﻠﻔﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘﻠﻘـ ـ ــﻲ ﺗﺼـ ـ ــﺮﳛﺎت اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ وﺗﻮﺟﻴﻬﻬـ ـ ــﺎ إﱃ اﳌﻔﺘﺸ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﳌﺨﺘﺼﲔ‪.36‬‬
‫ﺗﻄـ ــﺮح ﻧﻘﻄـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى ﻻ ﺗﻘـ ــﻞ أﳘﻴـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ إﻳـ ــﺪاع اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﻟـ ــﺪى اﳉﻬـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼـ ــﺔ ﺗﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑـ ــﺎﻟﻘﻮة‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﻫﺮة أو اﳊـ ـ ــﺎدث اﻟﻔﺠـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،37‬اﻟـ ـ ــﺬي ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﻤﻜـ ـ ــﻦ أن ﻳـ ـ ــﺆﺛﺮ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ إﻗ ـ ـ ـﺮارات اﳌﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻫـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳊ ـ ــﺎﻻت ﱂ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ أو اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﻛﺎﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﻜـ ــﻮن ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﻣﺴـ ــﺠﻮﻧﺎ أو ﻫﻨـ ــﺎك ﻋـ ــﺎﺋﻖ آﺧـ ــﺮ‪ ،‬ﻟﻜـ ــﻦ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ اﻋﺘـ ــﱪ ﺳـ ــﺠﻦ‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻹدارة ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﱘ اﻹﻗ ـ ـﺮار‪ ،‬ﻻ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﻗ ـ ــﻮة ﻗ ـ ــﺎﻫﺮة ﻟﺘﺴ ـ ــﻮﻳﺔ وﺿ ـ ــﻌﻴﺘﻪ‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ ﻃﺎﳌ ــﺎ أﻧ ــﻪ ﱂ ﻳﻘ ــﻢ ﺧ ــﻼل اﻟﺜﻼﺛ ــﲔ ﻳﻮﻣ ــﺎ اﶈ ــﺪدة ﻟ ــﻪ ﺑ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻀ ــﺮورﻳﺔ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ اﳊﺼ ــﻮل‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ أو اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻹﻗﺮار‪.38‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ اﻋﺘ ـ ـ ــﱪ أن ﻋ ـ ـ ــﺪم إﳌ ـ ـ ــﺎم اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺳ ـ ـ ـ ـﻮاء أﻛ ـ ـ ــﺎن ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴ ـ ـ ــﺎ أو ﻣﻌﻨﻮﻳ ـ ـ ــﺎ ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻹﻗﺮارﻳـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻴـ ـ ــﺪان اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﳚﻴـ ـ ــﺰ ﻟـ ـ ــﻺدارة أن ﺗﺘﺒـ ـ ــﻊ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ـ ــﺎﺋﻲ وﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳌﻠـ ـ ــﺰم إﺑ ـ ـ ـﺮاز‬
‫اﳊﺠﺔ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺪ أرﺳﻞ إﻗﺮارﻩ‪.39‬‬
‫وﻏ ـ ــﲏ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴ ـ ــﺎن أن اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــﺪدت آﺟ ـ ــﺎﻻ ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ‪ 40‬ﻹﻳ ـ ــﺪاع اﻹﻗـ ـ ـﺮارات ﻟ ـ ــﺪى‬
‫إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﲢ ـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ .‬وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻣﻘ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﺧ ـ ـ ــﺎرج اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ‪،‬‬

‫‪ -36‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،– 04-26‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ اﻟﺘﺪﺑﲑ اﻹداري‪ ،‬اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪،2005-2004‬‬
‫ص ‪.45‬‬
‫‪ -37‬أﺷﺮاف اﻟﻐﺮوص‪ :‬ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ ‪ -‬اﻟﺪﺧﻮل اﳌﻬﻨﻴﺔ ﳕﻮذﺟﺎ ‪ ، -‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ـ ﲣﺼﺺ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻼ‬
‫اﳉﺪﻳﺪة ـ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2011-2010‬ص ‪.10‬‬
‫‪38‬‬
‫‪-« un contribuable n’ayant pas souscrit dans le délai légal la déclaration d’ensembles des ses‬‬
‫‪revenus et se trouvant incarcéré à la date à laquelle lui a été notifié la mise en demeure prévue à‬‬
‫‪l’article L.67 de livre des procédures fiscales ne peut exciper d’un cas de force majeure l’ayant‬‬
‫‪mis dans l’impossibilité de régulariser sa situation dés lors aucune démarche telle que celle que‬‬
‫‪prévoit l’article 97 du code de l’établissement de ses déclarations ».CE, 27 avril, 1994, n°‬‬
‫‪78784 , www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪- C.E.S juillet 1996, N° 127375, www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪ -40‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل اﳌﻮاد ‪ 20‬و‪ 82‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻳﻘ ــﻊ اﻹﻳ ــﺪاع ﺑﻌ ــﺪ اﻷﺟ ــﻞ اﳌﻤﻨ ــﻮح ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﻟﻠﻘﻴ ــﺎم ‪ ‬ــﺬا اﻟﻮاﺟ ــﺐ‪ ،‬ﻋﻠﻤ ــﺎ أن اﻷﺟ ــﻞ ﻫ ــﻮ اﻟﻔ ــﱰة‬
‫اﻟﺰﻣﻨﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺣ ـ ــﺪدﻫﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻣﻌ ـ ــﲔ داﺧﻠﻬ ـ ــﺎ أو ﻗﺒﻠﻬ ـ ــﺎ أو ﺑﻌ ـ ــﺪ ‪‬ﺎﻳﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﲢ ـ ــﺖ‬
‫ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻹﺟﺮاء‪.41‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﻘﺪﱘ اﻹﻗﺮار اﻟﻨﺎﻗﺺ‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺧ ـ ــﻮل اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﻖ ﰲ وﺿ ـ ــﻊ ﳕ ـ ــﺎذج ﻟﻠﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ رﻫ ـ ــﻦ إﺷ ـ ــﺎرة‬
‫اﳌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻴﻼ ﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة ﰲ ﻓﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬وﻟﺘﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻘﻮط اﳌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﰲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺦ‬
‫اﻹﻏﻔﺎﻻت واﻷﺧﻄﺎء ﰲ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ‪.42‬‬
‫وﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻧﺎﻗﺼ ـ ـ ــﺎ إذا ﱂ ﻳﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﲤﻜ ـ ـ ــﻦ اﻹدارة ﻣ ـ ـ ــﻦ رﺑ ـ ـ ــﻂ اﳉﺒﺎﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﲢﺪﻳ ـ ــﺪ وﻋﺎﺋﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ واﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻨ ـ ــﺎﻗﺺ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ‬
‫إﺧﻼل ﺧﻄﲑ ﺑﻮاﺟﺒﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﳉﻮء اﻹدارة إﱃ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‪.43‬‬
‫وﻫﻜــﺬا ﳜﻀــﻊ اﻟﺘﺼـﺮﻳﺢ إﱃ ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻟﺸــﻜﻠﻴﺎت واﻹﺟـﺮاءات اﻟــﱵ ﳚــﺐ ﻋﻠــﻰ اﳌﻠــﺰم اﺣﱰاﻣﻬــﺎ‬
‫ﺣــﱴ ﻳﻜــﻮن ﺗﺼــﺮﳛﻪ ﺻــﺤﻴﺤﺎ وﻣﺮﺗﺒــﺎ ﻵﺛــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـﺚ ﻳﺘﻀــﻤﻦ اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻷﺳــﺌﻠﺔ اﻟــﱵ ﳝﻜــﻦ أن‬
‫ﲡﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴـﺰ ﺑـﲔ ﻫـﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧـﺎت‪ ،‬ﻓﻬﻨـﺎك‬
‫ﻣـﺎ ﻳـﺆﺛﺮ ﻏﻴﺎ‪‬ـﺎ ﻋﻠــﻰ وﺿـﻌﻴﺔ اﳌﻠـﺰم‪ ،‬ﻛﺈﻏﻔـﺎل ذﻛــﺮ أﺣـﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ اﻟـﱵ ﻳﺘﻜــﻮن ﻣﻨﻬـﺎ دﺧﻠـﻪ اﻹﲨـﺎﱄ أو ﻋــﺪم‬
‫ﺗﺴـﺠﻴﻠﻪ رﻗـﻢ أﻋﻤﺎﻟـﻪ؛ ﻓﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟﻘﺒﻴــﻞ ﲡﻌـﻞ ﺗﺼـﺮﳛﻪ ﻧﺎﻗﺼـﺎ ﻷﻧــﻪ ﻻ ﻳﻌﻄـﻲ ﻟـﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴــﺔ أي‬
‫إﻣﻜﺎﻧﻴــﺔ ﻟ ـﺮﺑﻂ اﻟﻀ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼــﻮرة ﺻــﺤﻴﺤﺔ اﻧﻄﻼﻗــﺎ ﻣــﻦ ﺗﺼــﺮﳛﻪ‪ ،‬ﳑــﺎ ﳚﻌﻠﻬــﺎ ﻣﻀــﻄﺮة إﱃ اﻟﻠﺠــﻮء إﱃ اﻟ ـﺮﺑﻂ‬
‫اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﱵ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟـﺪﻳﻬﺎ ﺳـﻮاء ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﺗﺼـﺮﳛﺎت اﻟﻐـﲑ أو ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣﻌﺮﻓﺘﻬـﺎ‬
‫اﳌﺴــﺒﻘﺔ ﺑﻨــﻮع اﻟﻨﺸــﺎط اﻟــﺬي ﳝﺎرﺳــﻪ اﳌﻠــﺰم‪ ،44‬إﱃ ﺟﺎﻧــﺐ ذﻟــﻚ ﻳﺘﻀــﻤﻦ اﻟﺘﺼ ـﺮﻳﺢ ﺑﻴﺎﻧــﺎت ﻻ ﻳــﺆﺛﺮ إﻏﻔﺎﳍــﺎ‬
‫ﻋﻠــﻰ وﺿــﻌﻴﺔ اﳌﻠــﺰم اﳉﺒﺎﺋﻴــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﳌﻌﻠﻮﻣــﺎت اﻟﺜﺎﺑﺘــﺔ اﻟــﱵ ﻻ ﺗﺘﻐــﲑ ﻛﻬﻮﻳــﺔ اﳌﻠــﺰم اﳌﺼــﺮح وﺑﻄﺎﻗﺘــﻪ وﻋﻨﻮاﻧــﻪ وﻧــﻮع‬
‫ﻣﻬﻨﺘـﻪ واﺳــﻢ زوﺟﺘــﻪ وﻣﻬﻨﺘﻬــﺎ‪ ،‬ذﻟـﻚ أن ﻣﺜــﻞ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت ﺗﻜــﻮن ﻣﻮﺟـﻮدة ﰲ اﳌﻠــﻒ اﳉﺒــﺎﺋﻲ ﻟــﺪى ﻣﺪﻳﺮﻳــﺔ‬

‫‪ -41‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ -42‬ﻋﺜﻤﺎن اﳊﺎدك‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب اﻻﺧﺘﺼﺎص واﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2004-2003‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -43‬اﳌﺎدﺗﺎن ‪ 228‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ و‪ L66‬ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪.‬‬
‫‪ -44‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،– 04-26‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪18‬‬
‫اﻟﻀـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﳝﻜـﻦ ﳌﻔـﺘﺶ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ أن ﻳﺄﺧـﺬﻫﺎ ﺑﻌـﲔ اﻻﻋﺘﺒــﺎر ﰲ ﻓـﺮض اﻟﻀـﺮﻳﺒﺔ ﻛﻌﻨﺎﺻــﺮ ﻗـﺎرة وﻻ ﲢﺘــﺎج‬
‫إﱃ إﻟﺰام اﳌﻠﺰم ﺑﺘﺼﺤﻴﺤﻬﺎ‪.45‬‬
‫وﻫﻨ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺑ ـ ـ ــﺪ أن ﻧﺸ ـ ـ ــﲑ إﱃ اﻟﺘﺠﺮﺑ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ اﺗﺒﻌﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓﺮﻧﺴ ـ ـ ــﺎ اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ـ ــﺔ ﰲ إرﺳ ـ ـ ــﺎل اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺎرﻳﺢ إﱃ‬
‫اﳌﻠ ــﺰﻣﲔ ﻋ ــﱪ اﻟﱪﻳ ــﺪ ﻣﻌﺒ ــﺄة ﺳ ــﻠﻔﺎ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻹدارة‪ ،‬وﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﻠ ــﺰم إﻻ أن ﻳﺮاﺟ ــﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣ ــﺎت اﻟ ـ ـﻮاردة‬
‫ﰲ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟﺘﺼ ـ ــﺎرﻳﺢ وﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﺘﻌ ـ ــﺪﻳﻼت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺮاﻫ ـ ــﺎ ﻣﻼﺋﻤ ـ ــﺔ ﺑﺘﻀ ـ ــﻤﻴﻨﻬﺎ ﻣﻌﻄﻴ ـ ــﺎت ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة‪ .‬ﰒ‬
‫ﻳﻘ ـ ــﻮم ﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﻬ ـ ــﺎ وإﻋﺎد‪ ‬ـ ــﺎ إﱃ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬و‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ ﲣﻔ ـ ــﻒ اﻹدارة ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪،‬‬
‫وﺗﻘﻠ ـ ــﺺ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﻨﺎﲡ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ اﻹﻗـ ـ ـﺮارات اﻟﻨﺎﻗﺼ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزﻋﺎت ﻗﺪ ﲤﺘﺪ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ‪.46‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أﻧ ـ ــﻪ ‪ -‬ﰲ ﺳ ـ ــﻴﺎق ﺗﺒﺴ ـ ــﻴﻂ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ‪ -‬ﺗﻌﻤ ـ ــﻞ اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ رﻗﻤﻨ ـ ــﺔ ﺧ ـ ــﺪﻣﺎ‪‬ﺎ‪ ،47‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أﺻ ـ ــﺒﺢ ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻄﺎﻋﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم أن ﻳﻘ ـ ــﻮم ﺑﺈﻳ ـ ــﺪاع إﻗـ ـ ـﺮارﻩ‬
‫إﻟﻜﱰوﻧﻴﺎ‪ 48‬دوﳕﺎ ﲢﻤﻞ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳉﺎﻧﺐ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ اﻋﺘﻤ ـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ــﺮع‪ -‬ﰲ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳋﺪﻣ ـ ــﺔ‪ -‬ﻣﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ــﺪرج ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ أﻧ ـ ـﻮاع اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ؛‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺎت أول أﻧ ـ ـﻮاع اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﱵ ﺧﺼـ ــﻬﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ‪،49‬‬

‫‪ -45‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -46‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،– 04-26‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -47‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 155‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﳚﻮز ﻟﻠﺨﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ أن ﻳﺪﻟﻮا إﱃ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﻗﺮارات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺪوﻧﺔ وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﶈﺪدة ﺑﻘﺮار ﻟﻠﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﳌﺎﻟﻴﺔ‪...‬‬
‫ﺗﻜﻮن ﻟﻺﻗﺮارات اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﻧﻔﺲ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻺﻗﺮارات اﶈﺮرة ﻋﻠﻰ ورق أو وﻓﻖ ﻣﻄﺒﻮع ﳕﻮذﺟﻲ ﺗﻌﺪﻩ اﻹدارة واﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺪوﻧﺔ‪."...‬‬
‫‪ -48‬ﳝﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﻗﺮار اﻹﻟﻜﱰوﱐ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﺧﺪﻣﺔ إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﻋﺘﻤﺪ‪‬ﺎ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺮﻗﻤﻨﺔ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌﺔ‬
‫اﳌﻨﺸﺄة ﻟﻼﻟﺘﺰاﻣﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﱰﻧﻴﺖ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﻂ وﻓﻖ ﻧﻈﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ رﻫﻦ إﺷﺎرة اﳌﻠﺰﻣﲔ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﻫﺸﺎم زوﺑﲑ‪ :‬اﻹدارة اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ‪ :‬اﳋﺪﻣﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﳕﻮذﺟﺎ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ -‬ﲣﺼﺺ‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ ‪ ، -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬أﻛﺪال‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫‪ ،2015-2016‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -49‬ﻗﺮار وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ رﻗﻢ ‪،08.14‬ﺻﺎدر ﰲ ‪ 02‬ﻣﻦ رﺑﻴﻊ اﻷول ‪ 04) 1435‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ ،(2014‬اﶈﺪد ﻟﺸﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺴﻄﺮة‬
‫اﻹﻗﺮار واﻷداء اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‪ ،‬ج‪ .‬ر ﻋﺪد‪ 20 ،6223‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ ،2014‬ص ‪.201‬‬
‫‪19‬‬
‫ﰒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﳌﻀـ ــﺎﻓﺔ‪ ،50‬وأﺧ ـ ـﲑا اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺪﺧﻞ‪ 51‬ﻟـ ــﺒﻌﺾ اﳌﻬـ ــﻦ اﳊـ ــﺮة‪ ،‬ووﺿـ ــﻊ ﳍـ ــﺎ‬
‫إﻃﺎرا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ‪.‬‬
‫‪@@òjÓaŠ½a@õaŠug@†Èi@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻠﺒﻨ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻻﻧﻄ ـ ـ ـ ــﻼق ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺄﺳ ـ ـ ـ ــﻴﺲ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﰲ ﻣﻘﺎﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﳝﻠ ـ ــﻚ ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺔ ﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ أو اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﰲ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮن ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﻗﺮار‪.‬‬
‫ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻳﺒ ـ ـ ــﺪو ﻟﻠﻤﻔ ـ ـ ــﺘﺶ ﰲ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ أن اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻗﺪﻣ ـ ـ ــﻪ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮف ﳉﻤﻴ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﺸـ ــﺮوط وأﻧـ ــﻪ وﺿـ ــﻊ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ وﻟـ ــﻴﺲ ﻫﻨـ ــﺎك أي ﺳـ ــﺒﺐ ﻳـ ــﺪﻋﻮ إﱃ اﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ ﻏـ ــﲑ ﻣﻮﺿـ ــﻮع‪ ،‬ﻟﻜﻨـ ــﻪ‬
‫ﳛ ـ ــﻖ ﻟ ـ ــﻺدارة أن ﲤ ـ ــﺎرس ﺣ ـ ــﻖ اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﺤﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت اﳌﻮﺟ ـ ــﻮدة ﺑﺎﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ‪ .52‬وﻫ ـ ــﺬا‬
‫أﺳ ـ ــﻠﻮب آﺧ ـ ــﺮ ﻗ ـ ــﺪ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ اﻟﺘﺸ ـ ــﻜﻴﻚ ﰲ ﺻ ـ ــﺤﺔ اﻹﻗـ ـ ـﺮار واﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺮﺗﻜ ـ ــﺰ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ وﻣ ـ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻋـ ـ ــﺪم ﲤﻜـ ـ ــﲔ اﻹدارة ﻣـ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰒ وﻗـ ـ ــﻮف اﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﺧـ ـ ــﻼﻻت ﺧﻄـ ـ ــﲑة ﺑﺎﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ أو‬
‫ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت ﻣﻦ ﺷﺄ‪‬ﺎ أن ﺗﻨﺰع ﻋﻨﻪ ﺟﺪﻳﺘﻪ وﺻﺪﻗﻪ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻋﺪم ﲤﻜﲔ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ إﺟﺮاء اﳌﺮاﻗﺒﺔ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻏ ـ ـ ـﺮار ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ اﻷﻧﻈﻤـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻـ ـ ــﺮة ﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳊـ ـ ــﻖ ﰲ ﻣﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ ﺳ ـ ـﻮاء ﺑﺎﻻﻛﺘﻔ ــﺎء ﺑﺈﺟﺮاﺋﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻮﺛ ــﺎﺋﻖ داﺧ ــﻞ ﻣﻜﺘﺒ ــﻪ "‪ ،"Contrôle sur pièces‬أو‬
‫ﺳﻮاء ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ ﻣﻘﺮ اﳌﻠﺰم "‪.53"contrôle sur place‬‬
‫ﻓ ـ ــﺈﺟﺮاء اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ﻳﺘﻮﻗ ـ ــﻒ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻃ ـ ــﻼع اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ اﶈﻘ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﳝﺴ ـ ــﻜﻬﺎ‬
‫اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬وإذا ﱂ ﻳﺴـ ــﺘﻄﻊ اﳌﻔـ ــﺘﺶ اﳌـ ــﺬﻛﻮر اﻹﻃـ ــﻼع ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻠـ ــﻚ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ ﺑﺴـ ــﺒﺐ ﻳﻌـ ــﻮد إﱃ اﳌﻠـ ــﺰم ﻧﻔﺴـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.54‬‬

‫‪ -50‬ﻗﺮار وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ رﻗﻢ ‪ ،1665.13‬ﺻﺎدر ﰲ ‪ 13‬ﻣﻦ رﺟﺐ ‪ 24) 1434‬ﻣﺎي ‪ ،( 2013‬اﶈﺪد ﻟﺸﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺴﻄﺮة‬
‫اﻹﻗﺮار واﻷداء اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ‪ ،‬ج‪ .‬ر ﻋﺪد ‪ 20 ،6223‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ ،2014‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -51‬ﻗﺮار وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ رﻗﻢ ‪ ،2481.15‬ﺻﺎدر ﰲ ‪ 26‬ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ‪ 13) 1435‬ﻳﻮﻟﻴﻮز‪ ،(2015‬اﶈﺪد ﻟﺸﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺴﻄﺮة‬
‫اﻹﻗﺮار واﻷداء اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﳌﺰاوﻟﲔ ﳌﻬﻦ ﺣﺮة‪ ،‬ج‪ .‬ر ﻋﺪد ‪ 14 ، 6395‬ﺳﺒﺘﻤﱪ‪ ،2015‬ص‪. 7662‬‬
‫‪ -52‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ -53‬ﻋﺜﻤﺎن اﳊﺎدك‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب اﻻﺧﺘﺼﺎص واﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪20‬‬
‫وﺗﻌﺘ ـ ــﱪ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ اﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎ ﻋﺎﻣ ـ ــﺎ ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﺐ ﻗ ـ ــﻮة اﳊﺠﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺘﺼ ـ ــﺮﳛﺎﺗﻪ‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ‪ .55‬وﲤﻜـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ اﻷﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟـ ـ ــﺬي ﺻـ ـ ــﺮح ﺑـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬وﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ ﻣﻄﺎﻟ ـ ــﺐ ﺑﺘﻘـ ــﺪﱘ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳـ ــﺒﻴﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻛﻠﻤ ـ ــﺎ ﻃﻠﺒ ـ ــﺖ‬
‫ﻣﻨ ــﻪ ذﻟ ــﻚ‪ ،56‬وﻛ ــﻞ اﻣﺘﻨ ــﺎع ﻋ ــﻦ ﻋ ــﺪم ﺗﻘ ــﺪﱘ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻮﺛ ــﺎﺋﻖ ﻳﻌﺘ ــﱪ ﻗﺮﻳﻨ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺪم ﻣﺴ ــﻚ اﶈﺎﺳ ــﺒﺔ ﳑ ــﺎ‬
‫ﳜﺎﻟﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﳛﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‪.57‬‬
‫ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻳ ـ ــﺪﻋﻲ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﺘ ـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﻴﺔ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﺿ ـ ــﻴﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أن ذﻟ ـ ــﻚ ﻻ‬
‫ﻳﺴ ـ ــﻌﻔﻪ ﰲ ﺷ ـ ــﻲء‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻓﻄ ـ ــﻦ ﳍ ـ ــﺬا اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺺ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 211‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ " إذا ﺿ ـ ـ ــﺎﻋﺖ اﻟﻮﺛ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﻴﺔ ﻷي ﺳ ـ ـ ــﺒﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﺳ ـ ـ ــﺒﺎب‪ ،‬وﺟ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أن ﳜ ـ ـ ــﱪوا ﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﳏ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﻮﻃﻨﻬﻢ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ أو ﻣﻘ ـ ـ ـ ــﺮﻫﻢ اﻻﺟﺘﻤ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ أو ﻣﺆﺳﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﰲ رﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻀـ ـ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﻮﺻـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻊ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻢ داﺧـ ـ ــﻞ اﳋﻤﺴـ ـ ــﺔ ﻋﺸـ ـ ــﺮ )‪ (15‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟـ ـ ــﺬي‬
‫ﻻﺣﻈﻮا ﻓﻴﻪ ﺿﻴﺎﻋﻬﺎ"‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬وﻗﻮف اﶈﻘﻖ ﻋﻠﻰ إﺧﻼﻻت ﺧﻄﲑة ﰲ ﳏﺎﺳﺒﺔ اﳌﻠﺰم‬
‫أﻟ ـ ـ ــﺰم اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﺷ ـ ـ ــﺨﺺ ﻃﺒﻴﻌ ـ ـ ــﻲ أو ﻣﻌﻨ ـ ـ ــﻮي‪ ،‬ﻳﻜﺘﺴ ـ ـ ــﺐ ﺻ ـ ـ ــﻔﺔ ﺗ ـ ـ ــﺎﺟﺮ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ‬
‫ﻣـ ــﺪﻟﻮل ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺠـ ــﺎرة أن ﳝﺴـ ــﻚ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺘﻪ‪ ،58‬وﺣـ ــﱴ ﺗﻜـ ــﻮن ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ــﺒﺔ ﻗـ ــﻮة ﺛﺒﻮﺗﻴـ ــﺔ ﳚـ ــﺐ أن ﺗﻜـ ــﻮن‬
‫ﳑﺴﻮﻛﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﳉﺎري ‪‬ﺎ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 213‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳒ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‬
‫" إذا ﺷ ـ ــﺎﺑﺖ ﺣﺴ ـ ــﺎﺑﺎت ﺳ ـ ــﻨﺔ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﻴﺔ أو ﻓ ـ ــﱰة ﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إﺧ ـ ــﻼﻻت ﺟﺴ ـ ــﻴﻤﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄ‪‬ﺎ أن‬

‫‪ -54‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -55‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺸﻴﻜﺮ‪ :‬اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﺪق اﶈﺎﺳﺒﺔ – ﲢﺪﻳﺪ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﻏﲑ اﳌﻨﺘﻈﻤﺔ وﺣﺪود اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻺدارة –‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻟﺪراﺳﻴﲔ ‪ 28‬و‪ 29‬ﻣﺎرس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ 2005/8‬دﻓﺎﺗﺮ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪ -56‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،– 04-26‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -57‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪58‬‬
‫‪- Brahim JBALI: La comptabilité: un moyen en matière fiscale, mémoire pour l’obtention du‬‬
‫‪diplôme d’étude supérieur en sciences économique, université Hassan II, Casablanca, 1995, p 15.‬‬
‫‪21‬‬
‫ﺗﺸـ ــﻜﻚ ﰲ ﻗﻴﻤـ ــﺔ اﻹﺛﺒـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﺗﻜﺘﺴـ ــﻴﻬﺎ اﶈﺎﺳـ ــﺒﺔ ﲝﻴ ـ ــﺚ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ ﻧﻘﺼ ـ ــﺎن ﰲ رﻗ ـ ــﻢ اﻷﻋﻤ ـ ــﺎل‬
‫أو ﰲ اﳊﺼ ــﻴﻠﺔ اﳌﻔﺮوﺿ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﻻ ﻳ ــﺘﻤﻜﻦ ﻣ ــﻦ ﺧﻼﳍ ــﺎ ﺗﱪﻳ ــﺮ اﳊﺼ ــﻴﻠﺔ اﳌﺼ ــﺮح ‪ ‬ــﺎ‪،59‬‬
‫ﺟﺎز ﻟﻺدارة أن ﲢﺪد أﺳﺎس ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻬﺎ"‪.‬‬
‫وﳛﻴـ ــﻞ ﻣﻔﻬـ ــﻮم اﻹﺧـ ــﻼﻻت اﶈﺎﺳـ ــﺒﻴﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم ﻗﻴـ ــﺎم اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺎم‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﱯ ﲟﺴ ـ ـ ــﻚ ﳏﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ وﻟﻠﻤﺼ ـ ـ ــﺪاﻗﻴﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﲤﻜ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ أﺳ ـ ـ ــﺎس ﻓ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ .60‬وﻗ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺪدت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 213‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ أﻧـ ـ ـﻮاع اﻹﺧ ـ ــﻼﻻت اﳋﻄ ـ ــﲑة ﰲ‬
‫ﻣﺴﻚ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﺑﻜﻞ دﻗﺔ وﺑﺼﻔﺔ ﺣﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺠﺎءت ﻛﺎﻵﰐ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﳑﺴ ـ ــﻮﻛﺔ وﻓ ـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ واﶈﺎﺳ ـ ــﱯ أي ﻏﻴ ـ ــﺎب دﻓ ـ ــﺎﺗﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫أو ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻏﲑ ﻣﺴﺠﻠﺔ وﻓﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﶈﺎﺳﱯ أو اﻧﻌﺪام اﳌﺴﺘﻨﺪات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ؛‬
‫‪ -2‬اﻧﻌ ـ ـ ــﺪام اﳉ ـ ـ ــﺮود أي اﻧﻌ ـ ـ ــﺪام ﺑﻴ ـ ـ ــﺎن ﻣﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ﳌﺨﺰوﻧ ـ ـ ــﺎت اﻟﺒﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻊ واﳌ ـ ـ ـﻮاد اﻷوﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ آﺧ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﻟﺴﻨﺔ؛‬
‫‪ -3‬إﺧﻔﺎء ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺮﻳﺔ أو اﻟﺒﻴﻮع إذا أﺛﺒﺘﺖ اﻹدارة ذﻟﻚ؛‬
‫‪ -4‬اﻷﺧﻄ ـ ـ ـ ــﺎء أو اﻹﻏﻔ ـ ـ ـ ــﺎﻻت أو اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺎت ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺔ اﳋﻄ ـ ـ ـ ــﲑة واﳌﺘﻜ ـ ـ ـ ــﺮرة اﳌﻼﺣﻈ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﺗﺘﻀـ ـ ــﻤﻨﻪ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺎت‪) .‬ﻣـ ـ ــﺜﻼ ﺗﺴ ـ ــﺠﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﰲ ﻏـ ـ ــﲑ ﺣﺴ ـ ــﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬أﺧﻄـ ـ ــﺎء ﰲ ﲨـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﺪرﺟﺔ ﰲ ﺣﺴﺎب‪ ،‬ﺻﻨﺪوق داﺋﻦ‪(...‬؛‬
‫‪ -5‬اﻧﻌ ـ ــﺪام اﻷوراق اﳌﺜﺒﺘ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﳚ ـ ــﺮد اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ ﻗﻴﻤ ـ ــﺔ إﺛﺒﺎﺗﻴ ـ ــﺔ )اﻧﻌ ـ ــﺪام ﻓـ ـ ـﻮاﺗﲑ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‬
‫أو اﻟﺸﺮاء ﻣﺜﻼ(؛‬
‫‪ -6‬ﻋـ ـ ــﺪم إدراج ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺎت ﰲ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـ ـ ــﻦ إﳒـ ـ ــﺎز اﳌﻘﺎوﻟـ ـ ــﺔ ﳍـ ـ ــﺎ )ﻋـ ـ ــﺪم ﺗﺴـ ـ ــﺠﻴﻞ ﺑﻴـ ـ ــﻊ‬
‫ﻣﻌﺪات ﻣﺜﻼ(؛‬

‫‪ -59‬ﰎ إﺿﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻘﺮة ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2018‬رﻗﻤﻪ ‪ ،68-17‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪،1-17-110‬‬
‫اﻟﺼﺎدر ﰲ ‪ 6‬رﺑﻴﻊ اﻷﺧﺮ ‪ 19) 1439‬دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،(2017‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪ ،6633‬ص ‪.7366‬‬
‫‪ -60‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺪرع‪ :‬اﻹﺧﻼﻻت اﶈﺎﺳﺒﻴﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻟﺪارﺳﲔ اﳌﻨﻈﻤﲔ‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ وا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 28‬و‪ 29‬ﻣﺎرس ‪ ،2005‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -7‬إدراج ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺎت ﺻ ـ ـ ــﻮرﻳﺔ ﰲ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ )ﻣ ـ ـ ــﺜﻼ إدراج ﻣﺼ ـ ـ ــﺎرﻳﻒ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻣﻮﺟ ـ ـ ــﻮدة ﰲ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﺗﻜﻮن أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺑﻔﺎﺗﻮرات ﻣﺰورة(‪.61‬‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن واﺣ ـ ـ ــﺪة ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺧ ـ ـ ــﻼﻻت ﻛﺎﻓﻴ ـ ـ ــﺔ ﻷن ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﺳ ـ ـ ــﺒﺒﺎ ﰲ اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫‪@@òj튚ÜÛ@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@paõaŠug@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﻦ ﺣ ـ ــﻖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أن ﺗﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﲣﻠ ـ ــﻒ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺈ‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ ﻣﻘﻴ ـ ــﺪة ﺑﺈﺗﺒ ـ ــﺎع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﳏ ـ ــﺪدة ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ أوﱃ وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫وﻓ ـ ــﻖ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 228‬و‪ 229‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ )اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة‬
‫اﻷوﱃ(‪ ،‬وﺗﺒﻠﻴﻎ رﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﻓﻖ ﻧﻔﺲ اﻹﺟﺮاءات )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@òj튚ÜÛ@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÜÛ@µëþa@òÛbŠÛa@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﱂ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ اﻹدارة ﻣﻠﺰﻣ ـ ـ ــﺔ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻋﺮﻓ ـ ـ ــﻪ اﳌﻐ ـ ـ ــﺮب ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ‬
‫ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﺗﻌﻤـ ــﺪ إﱃ ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﺗﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ دون اﻻﻋﺘـ ــﺪاد ﺑـ ــﺄي ﻣﺴـ ــﻄﺮة‪ ،62‬وﻗـ ــﺪ ﺣﻘـ ــﻖ اﳌﺸـ ــﺮع‬
‫ﻗﻔﺰة ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺟﻌﻞ اﻹﺧﺒﺎر ﻳﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪.63‬‬
‫ﻓﻔ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ إﺧ ـ ــﻼل اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗ ـ ــﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﻮﺿ ـ ــﻊ إﻗـ ـ ـﺮارﻩ‪ ،‬أو ﻋ ـ ــﺪم اﺳ ـ ــﺘﺠﺎﺑﺘﻪ‬
‫ﳊ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻹدارة ﰲ اﻹﻃ ـ ـ ـ ـ ــﻼع‪ 64‬ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻮﺛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻴﺔ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـ ـ ـﱰام إﺟ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﺗﻘ ـ ـ ــﻮم اﻹدارة ﺑﺈﺷ ـ ـ ــﻌﺎر أول ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــﻖ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة‬

‫‪ -61‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺸﻴﻜﺮ‪ :‬اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﺪق اﶈﺎﺳﺒﺔ ‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮم اﶈﺎﺳﺒﺔ ﻏﲑ اﳌﻨﺘﻈﻤﺔ وﺣﺪود اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻺدارة‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.239 -238‬‬
‫‪62‬‬
‫‪- Zaza Fatima ALAMI: Le contribuable marocain, mémoire du cycle supérieur, ENAP,‬‬
‫‪Rabat, année universitaire 1984, p 72.‬‬
‫‪ -63‬ﺟﻮاد اﻟﻌﺴﺮي‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻠﺰﻣﲔ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ‬
‫اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – أﻛﺪال –‪،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2001-2000‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -64‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ‪:‬‬
‫== ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬ﺣﻖ اﻹﻃﻼع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻣﺎﺑﲔ ﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﳎﻠﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﳌﻌﺎرف اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻷﻋﻤﺎل‪ :‬اﳋﺼﻮﺻﻴﺎت واﻹﺷﻜﺎﻻت‪-‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،-‬اﻹﺻﺪار‪ ،2017، 48‬ص ‪.121‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ 219‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﻄﻠـ ــﺐ إﻟﻴـ ــﻪ ﻓﻴﻬـ ــﺎ إﻳـ ــﺪاع إﻗ ـ ـﺮارﻩ أو ﻋﻘـ ــﺪﻩ أو دﻓـ ــﻊ اﳌﺒـ ــﺎﻟﻎ اﶈﺠـ ــﻮزة‬
‫أو اﻟﱵ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض ﺣﺠﺰﻫﺎ داﺧﻞ أﺟﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣﺎ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﺬﻛﻮرة‪.65‬‬
‫وﰲ ﳎ ـ ـ ــﺎل اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﻮم اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋ ـ ـ ــﺪة اﳉﻤﺎﻋ ـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﳒ ـ ـ ــﺪ اﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻬﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 158‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ ‪ 47-06‬ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " إذا‬
‫ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺪل اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑ ـ ـ ــﺎﻹﻗﺮارات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬أو أدﱃ ﺑ ـ ـ ــﺈﻗﺮار ﻏ ـ ـ ــﲑ ﺗ ـ ـ ــﺎم ﺗﻨﻘﺼ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻮﻋ ـ ــﺎء وﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ I-149‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر‪،‬‬
‫ﻳـ ــﺪﻋﻰ وﻓـ ــﻖ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 152‬ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬إﱃ إﻳـ ــﺪاع إﻗ ـ ـﺮارﻩ‬
‫وإﲤﺎﻣﻪ داﺧﻞ أﺟﻞ اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﻮﺟﻬﺔ إﻟﻴﻪ"‪.‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ اﻵﻧﻔ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻳﻼﺣ ـ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﱂ ﳛ ـ ـ ــﺪد ﺑﻜﻴﻔﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺻ ـ ــﺮﳛﺔ ودﻗﻴﻘ ـ ــﺔ ﺗﻔﺎﺻ ـ ــﻴﻞ وﻣﻀ ـ ــﻤﻮن اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم اﳌﺨ ـ ــﻞ ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗ ـ ــﻪ اﻟﺘﺼ ـ ــﺮﳛﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻏ ـ ــﲑ أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻛﺮﺳ ـ ــﺖ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻄﺒﻮﻋ ـ ــﺎت ﻳ ـ ــﺘﻢ إرﺳ ـ ــﺎﳍﺎ إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم دون‬
‫أن ﻳﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ اﻟﱵ ﳚﺐ أن ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.66‬‬
‫ﻏ ـ ـ ــﲑ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء اﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﻮل ﺑ ـ ـ ــﺄن‬
‫اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻫ ـ ـ ــﻲ أوﻻ ذات ﻃ ـ ـ ــﺎﺑﻊ إﺧﺒ ـ ـ ــﺎري ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ‪ ،‬ﻟﻜﻮ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺗ ـ ـ ــﻮﻣﺊ إﱃ ﻣﺒﻠ ـ ـ ــﻎ ﺿـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣﻄﺎﻟ ـ ـ ــﺐ‬
‫ﺑ ــﻪ‪ ،67‬ﺑ ــﻞ ‪‬ـ ــﺪف أﺳﺎﺳ ــﺎ إﱃ ﺗـ ــﺬﻛﲑ اﳌﻠ ــﺰم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗـ ــﻪ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺳ ـ ـﻮاء ﺑﺈﻳ ــﺪاع أو ﺗﺘﻤـ ــﻴﻢ إﻗﺮاراﺗ ــﻪ وﻋﻘـ ــﻮدﻩ‬
‫أو ﺑﺪﻓﻊ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﱵ ﻗﺎم ﲝﺠﺰﻫﺎ ﰲ اﳌﻨﺒﻊ واﻟﱵ ﱂ ﻳﺘﻢ دﻓﻌﻬﺎ ﳊﺪ اﻵن إﱃ اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻧـ ـ ــﺺ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ " إذا ﱂ ﻳﻘـ ـ ــﺪم اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻮﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ اﳌﺸـ ـ ــﺎر‬
‫إﻟﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ ﲝﺴـ ـ ـ ــﺐ اﳊﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌـ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 145‬و‪ 146‬أﻋـ ـ ـ ــﻼﻩ أو إذا رﻓـ ـ ـ ــﺾ اﳋﻀـ ـ ـ ــﻮع ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 212‬أﻋـ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬وﺟﻬـ ـ ــﺖ إﻟﻴـ ـ ــﻪ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ وﻓـ ـ ــﻖ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 219‬أﻋـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﻳـ ــﺪﻋﻮﻩ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﻟﻠﺘﻘﻴﻴـ ــﺪ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰاﻣـ ــﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ﲬﺴـ ــﺔ ﻋﺸ ـ ــﺮ‬
‫)‪ (15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﺬﻛﻮرة"‪.68‬‬

‫‪ -65‬اﻟﻔﻘﺮة ‪ III‬ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺪ ‪ 1‬ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 228‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬

‫‪ -66‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،2012 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -67‬أﲪﺪ ﻧﺒﻴﻄﻮ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﻋﺪاﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،7‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،2011‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -68‬اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 229‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫وﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﺸ ـ ــﺄن ﲞﺼ ـ ــﻮص اﳌ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 228‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ و‪ 158‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳉﺒﺎﻳـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻳﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﱂ ﳛـ ـ ــﺪد ﺑﻜﻴﻔﻴـ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ــﺮﳛﺔ ﻣﻀـ ـ ــﻤﻮن اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻮاﺟـ ـ ــﺐ‬
‫ﺗﺒﻠﻴﻐﻬـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰم اﻟـ ـ ــﺬي ﱂ ﻳﻘـ ـ ــﺪم وﺛﺎﺋﻘـ ـ ــﻪ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ أو اﻟ ـ ـ ـﺮاﻓﺾ اﳋﻀـ ـ ــﻮع ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻏـ ـ ــﲑ أن‬
‫اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻛﺮﺳ ـ ــﺖ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻄﺒﻮﻋ ـ ــﺎت ﻳ ـ ــﺘﻢ إرﺳ ـ ــﺎﳍﺎ إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم دون أن ﻳ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻛ ـ ــﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟﻀ ـ ــﺮورﻳﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ أن ﲢﺘ ـ ــﻮي ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ )اﺳ ـ ــﻢ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻋﻨـ ـ ـﻮان اﳌ ـ ــﻮﻃﻦ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬رﻗﻢ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬ﻧﻮع اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳﻮم‪.69(....‬‬
‫وﳑ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬أﻧ ـ ــﻪ ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ دﻋ ـ ــﻮة ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم‬
‫ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ 70‬وﲤﻜ ـ ــﲔ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﻮاﺟﺒﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﻗ ـ ـﺮارات اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻨﺢ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻣﻬﻠ ـ ــﺔ زﻣﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻼﻣﺘﺜ ـ ــﺎل وﻋ ـ ــﺪم ﻋﺮﻗﻠ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪@@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÜÛ@òîãbrÛa@òÛbŠÛa@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗـ ـ ــﺄﰐ اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر اﺳـ ـ ــﺘﻤﺮار اﳊ ـ ـ ـﻮار‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ــﺚ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻋـ ــﺪم اﺳـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬أن ﻳ ــﺘﻤﻢ دﻋﻮﺗـ ــﻪ ﲟﻮﺟـ ــﺐ رﺳ ــﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﱘ‬
‫إﻗـ ـ ـﺮارﻩ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﺛ ـ ــﺎن ﳏ ـ ــﺪد ﰲ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻋﻨ ـ ــﺪ اﻧﺼـ ـ ـﺮام اﻷﺟ ـ ــﻞ دون ﻗﻴ ـ ــﺎم اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﺑﻮﺿ ـ ــﻊ‬
‫اﻹﻗﺮار ﺗﻜﻮن اﻷﺳﺲ اﻟﱵ ﺣﺪد‪‬ﺎ اﻹدارة ﰲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﺮض ﺿﺮﻳﱯ‪.71‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم اﺳ ـ ــﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﱘ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﻴﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺔ ﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﳌﺘﻀ ـ ــﻤﻨﺔ‬
‫ﰲ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ داﺧ ـ ـ ــﻞ أﺟ ـ ـ ــﻞ )‪ (15‬ﲬﺴ ـ ـ ــﺔ ﻋﺸ ـ ـ ــﺮ ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗ ـ ـ ــﺪﻋﻮﻩ ﲟﻮﺟ ـ ـ ــﺐ رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺪﱘ‬

‫‪ -69‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -70‬ﻓﻘﺪ ﳛﺪث أن ﻳﺘﻌﺮض ﺑﻌﺾ اﳌﻠﺰﻣﲔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮض ﻋﺪة أﺷﻜﺎل ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬إﻗﻔﺎل اﶈﻞ اﻟﺬي ﻣﻦ‬
‫اﳌﻔﱰض أن ﲡﺮي ﻓﻴﻪ اﳌﺮاﻗﺒﺔ أﺛﻨﺎء اﳌﻮﻋﺪ اﶈﺪد ﳍﺎ‪ ،‬وﻋﺪم ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳﺒﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ‪ ،‬وﻋﺪم ﲤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻹﻃﻼع ﰲ ﻋﲔ‬
‫اﳌﻜﺎن ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج أو اﳌﺨﺰون وﻛﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﻔﻴﺪة ﰲ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﱵ ﻳﻘﻮم ‪‬ﺎ اﳌﻠﺰم واﳌﺪرﺟﺔ ﰲ ﳏﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن اﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﻹﺛﺒﺎت ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﳌﺎدة )ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﻤﺎرﺳﺔ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ(‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،2013 ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -71‬اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 228‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ﺟﺪﻳـ ــﺪ ﳏـ ــﺪد ﰲ )‪ (15‬ﲬﺴـ ــﺔ ﻋﺸـ ــﺮ ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻋﻨـ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـﺮام ﻫـ ــﺬا اﻷﺟـ ــﻞ‬
‫دون أن ﻳﻘﺪم اﳋﺎﺿﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‪.72‬‬
‫وﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﻨ ـ ــﺎﺗﺞ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﺳـ ـ ـﻮاء اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ أو اﻟﺴـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪،‬‬
‫اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻷﺻ ـ ـ ــﻞ ﻛﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪة ﻋﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 228‬و‪ 229‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﲟﺠ ـ ــﺮد ﻋ ـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاب اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷوﱃ داﺧ ـ ــﻞ‬
‫اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈـ ـ ــﺪد ﺗﻔـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼـ ـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ وﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ إﻻ وﻓـ ـ ــﻖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 235‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻓﻌ ـ ـ ــﺪم ﺟ ـ ـ ـﻮاب اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷوﱃ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻓﺾ اﻟﻜﻠ ـ ـ ــﻲ أو‬
‫اﳉﺰﺋ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻳﻌﻄ ـ ــﻲ اﳊ ـ ــﻖ ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﲢﺮﻣ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﺮض ﻧﺰاﻋ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧﻈ ـ ــﺎر اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻨ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل إن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻻ ﳜﻠ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﻦ ﻓﺮﺿ ـ ــﻴﺘﲔ‪ ،‬إﻣ ـ ــﺎ أن ﻳﺴ ـ ــﺘﺠﻴﺐ اﳌﻠ ـ ــﺰم وﻳ ـ ــﻮدع إﻗـ ـ ـﺮارﻩ‬
‫داﺧـ ـ ــﻞ اﻷﺟـ ـ ــﻞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﺗﺘﻮﻗـ ـ ــﻒ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻨـ ـ ــﺪ ﻫـ ـ ــﺬا اﳊـ ـ ــﺪ وﻳـ ـ ــﺘﻢ رﺑـ ـ ــﻂ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ وﻓـ ـ ـ ــﻖ اﻷﺳـ ـ ـ ــﺲ اﳌﺼـ ـ ـ ــﺮح ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻊ ﺣﻔـ ـ ـ ــﻆ ﺣـ ـ ـ ــﻖ اﻹدارة ﰲ ﻣﺮاﺟﻌـ ـ ـ ــﺔ اﻹﻗ ـ ـ ـ ـﺮار اﳌـ ـ ـ ــﺪﱃ ﺑـ ـ ـ ــﻪ‬
‫وﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺤﻪ ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻻﻗﺘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻟﻐﺮاﻣ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ ﺟـ ـ ـﺮاء اﻹﻳ ـ ــﺪاع اﳌﺘ ـ ــﺄﺧﺮ‪ ،‬وإﻣ ـ ــﺎ أن ﻻ ﳝﺘﺜ ـ ــﻞ‬
‫ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﻔﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻹﺷ ـ ـ ــﻜﺎل اﳌﻄ ـ ـ ــﺮوح ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ـ ــﺪد ﻳﺘﻤﺜ ـ ـ ــﻞ ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ اﺳ ـ ـ ــﺘﺠﺎب ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم‬
‫ﳌﻀ ـ ــﻤﻮن اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻓﺒ ـ ــﺎدر إﱃ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ إﻗ ـ ـﺮارﻩ وﻟﻜ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﺎرج أﺟ ـ ــﻞ )‪ (30‬ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ وﻗﺒ ـ ــﻞ ﻗﻴ ـ ــﺎم‬
‫اﻹدارة ﺑﺎﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‪ ،‬ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻫﻞ ﻳﻌﺘﺪ ‪‬ﺬا اﻹﻗﺮار؟‬
‫ﻫﻨ ـ ــﺎك ﻣ ـ ــﻦ ﻳ ـ ــﺮى ﺑـ ـ ــﺄن ﻋ ـ ــﺪم اﻹدﻻء ﺑ ـ ــﺎﻹﻗﺮار داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟـ ـ ــﻞ ﳜ ـ ــﻮل ﻟ ـ ــﻺدارة ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﺬا اﻻﲡ ـ ــﺎﻩ ﻳﺘﻘﻴ ـ ــﺪ ﲟﻀ ـ ــﻤﻮن اﻟ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﻫﻨ ـ ــﺎك ﻣ ـ ــﻦ ذﻫ ـ ــﺐ إﱃ أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ دام‬
‫اﳌﻌـ ــﲏ ﺑـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻗـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺪم إﻗ ـ ـﺮارﻩ ﻗﺒـ ــﻞ أن ﺗﻘـ ــﻮم اﻹدارة ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻓﻌﻠـ ــﻰ اﻹدارة أن ﺗﺄﺧـ ــﺬ ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫اﻹﻗ ـ ـﺮار ﻷ‪‬ـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ اﻟـ ــﱵ ﲣﻠﻔـ ــﺖ ﻋـ ــﻦ ﺗﻮﻗﻴـ ــﻊ اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻣـ ــﻊ ﺣﻔـ ــﻆ ﺣﻘﻬـ ــﺎ ﰲ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ اﻟﻐﺮاﻣـ ــﺎت‬
‫واﻟﺬﻋﺎﺋﺮ‪.73‬‬

‫‪ -72‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 229‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬

‫‪ -73‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻣﻊ أﻃﺮ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳌﻨﺎزﻋﺎت ﺑﺎﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 9‬ﺷﺘﻨﱪ ‪ ،2015‬اﻟﺴﺎﻋﺔ ‪.12:30‬‬
‫‪26‬‬
‫وﳎﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﻮل‪ ،‬ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺘﺎن إذن‪ ،‬إﺟ ـ ـﺮاءﻳﻦ ﺟ ـ ــﻮﻫﺮﻳﲔ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﻘﻴﺎم ‪‬ﻤﺎ ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﻛﻜﻞ‪.‬‬
‫‪@@òjÓaŠ½a@ñŠİŽß@õbäqc@òîöbj¦a@ñ‰a…fiÛ@ðìÔÛa@‰ë†Ûa@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﺣـ ـ ــﻖ اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ أو اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺎت اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ ﻟـ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ‬
‫ﲤﻜﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬ ـ ــﺎ واﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ وأن اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣﻨ ـ ــﺬ ﺳ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪ 1984‬ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻹﻗﺮار اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ ﻗﻴ ـ ــﺎم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﻔﺤ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺔ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻓﺈ‪ ‬ـ ــﺎ ﲢ ـ ــﺪد ﻣﻮﻗﻔﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﲡ ـ ــﺎﻩ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﻨﺘﻴﺠ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﺖ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـﺮاء اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻓﻔ ـ ــﻲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﻜﺸ ــﻒ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘﺤﻘ ــﻖ ﻣ ــﻦ ﳏﺎﺳ ــﺒﺔ اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋ ــﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧ ــﺎت اﶈﺎﺳ ــﺒﻴﺔ وﻋ ــﻦ ﻋ ــﺪم وﺟ ــﻮد ﺧﻠ ــﻞ‬
‫ﰲ ﻣﻀـ ـ ــﻤﻮن اﻹﻗ ـ ـ ـﺮارات اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻹدارة ﺗﻌﻠـ ـ ــﻢ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﺑﻨﺘﻴﺠـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﻮاﻗـ ـ ــﻊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ اﶈﺎﺳﺒﻴﺔ وإﻗﺮاراﺗﻪ وذﻟﻚ وﻓﻖ ﻣﺴﻄﺮة ﳏﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ ﰲ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻜﺸـ ـ ــﻒ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳـ ـ ــﱯ ﻋـ ـ ــﻦ وﺟـ ـ ــﻮد إﺧـ ـ ــﻼﻻت‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻹدارة‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﺗﻜ ـ ــﻮن آﻧ ـ ــﺬاك ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ ﺑﺈﺗﺒ ـ ــﺎع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﲟﺮﺣﻠ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة دون اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑﻔﺤ ـ ـ ــﺺ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﲢﺼ ـ ــﻞ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺘﺤﺮﻳﺎ‪ ‬ـ ــﺎ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬ ـ ــﺎ أو‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻓﺤﺼ ـ ـ ــﻬﺎ ﻟﻠﻮﺿ ـ ـ ــﻌﻴﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑﺈﺗﺒ ـ ـ ــﺎع اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺳﻨﻘﺴ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ ﻟﻔ ـ ــﺮﻋﲔ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻷول ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓﺤ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﳔﺼﺺ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺳﻮاء ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎدﻳﺔ أو اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ‪.‬‬
‫‪@@—zÐÛa@ñŠİŽß@òz–Û@òîãìãbÔÛa@Â늒Ûa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻣﻦ اﳌﻌﻠـﻮم أن ﻣﻘﺎﺑـﻞ ﻛـﻞ ﺣـﻖ اﻟﺘـﺰام‪ ،‬ﻓﺎﳌﺸـﺮع اﳉﺒـﺎﺋﻲ أﻋﻄـﻰ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﳊﻘـﻮق واﻟﺼـﻼﺣﻴﺎت‬
‫ﻟﻺدارة ﲤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮاﻗﺒﺔ وﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺲ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ أﻟﺰم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـﺔ ﺑـﺎﺣﱰام ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ‬

‫‪27‬‬
‫اﻹﺟ ـﺮاءات ﻳﺴــﻌﻰ ﻣــﻦ وراﺋﻬــﺎ إﱃ ﺗــﻮﻓﲑ اﻟﻀــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻠﻤﻠــﺰم وﲪﺎﻳــﺔ ﺣﻘﻮﻗــﻪ اﲡــﺎﻩ اﻹدارة وﻫــﻲ ﺿــﻤﺎﻧﺎت‬
‫ﲣﺺ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ ذا‪‬ﺎ أو أﺛﻨﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻹدارة ﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.74‬‬
‫وﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻓﺤـ ــﺺ اﶈﺎﺳـ ــﺒﺔ‪ 75‬ﻧﻮﻋـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﲤﺎرﺳـ ــﻬﺎ اﻹدارة ‪‬ـ ــﺪف اﻟﺘﺤﻘـ ــﻖ ﻣـ ــﻦ ﺻـ ــﺤﺔ‬
‫اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﻴﺔ واﻹﻗ ـ ـ ـﺮارات اﻟ ـ ـ ــﱵ أدﱃ ‪ ‬ـ ـ ــﺎ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﻮن ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻟﺘﺄﻛ ـ ـ ــﺪ ﰲ ﻋ ـ ـ ــﲔ اﳌﻜ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﺔ وﺟﻮد اﻷﻣﻮال اﳌﺪرﺟﺔ ﰲ اﻷﺻﻮل‪.‬‬
‫ﱂ ﻳﻌ ـ ـ ــﺮف اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻓﺤ ـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﳎﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ ﻋﺮﻓﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻗ ـ ـ ـ ـﺮار )‪ (Plénière‬ﺑﻼﻧﻴ ـ ـ ــﲑ اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدر ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 1967/03/13‬ﺑﺄﻧ ـ ـ ــﻪ " ﻣﺮاﻗﺒ ـ ـ ــﺔ ﳌ ـ ـ ــﺪى ﺻ ـ ـ ــﺤﺔ‬
‫وﺻـ ــﺪق إﻗ ـ ـﺮارات اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وذﻟـ ــﻚ ﲟﻘﺎرﻧﺘﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت اﶈﺎﺳـ ــﺒﻴﺔ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﺿـ ــﻤﺎن ﻓـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻤﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪون ﺳﻨﺪ ﻗﺎﻧﻮﱐ"‪.76‬‬
‫ﻓﻬ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨ ـ ـ ــﻮع ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ أو اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﻳﺴ ـ ـ ــﻤﺢ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة ﲟﺮاﻗﺒ ـ ـ ــﺔ أﻛﺜ ـ ـ ــﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ‪ 77‬ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻬ ـ ــﺮب اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﻳﻀ ـ ــﺒﻂ اﻟﻜﺜ ـ ــﲑ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨ ـ ــﺎورات اﳍﺎدﻓ ـ ــﺔ إﱃ اﻹﻓ ـ ــﻼت ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﻤﺢ‬
‫ﻟـ ـ ـ ــﻺدارة ﺑﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ أﻛﺜـ ـ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـ ــﺮﻋﺔ وﻓﻌﺎﻟﻴـ ـ ـ ــﺔ ﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺎ‪‬ﺎ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻏـ ـ ـ ــﲑ أن ﺳـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارة ﰲ ﻫـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻴﺎق ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ ﻣﻘﻴ ـ ــﺪة ﲟﺠﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ 78‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠﺰم‪.79‬‬

‫‪ -74‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش ورﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﻄﺒﻌﺔ دار اﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -75‬اﳌﺎدة ‪ 212‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ واﳌﺎدة ‪ 153‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪ 47-06‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲜﺒﺎﻳﺎت اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪- J. Grosclaude et Ph . Marchessou: « Procédure fiscale », 2ème éd. Dalloz 2001, p113, CE,‬‬
‫‪plénière du 13 mars 1967, Association Football Club de Strasbourg, DF : 1967, comm. 45,‬‬
‫‪concl : Lavondés, AJDA, 1969, p 49 note J. Lamarque.‬‬
‫‪ -77‬ﳏﻤﺪ اﳌﻘﺼﱯ‪ :‬إﺟﺮاءات رﺑﻂ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ واﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‪ ،‬ﲝﻮث أﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﻧﺪوة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ‪ :‬اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ واﻹﺻﻼح‪،‬‬
‫ﻣﻨﺸﻮرات أﻛﺎدﳝﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‪ ،‬ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪-‬اﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ‪ ،-‬ﺑﺪون ذﻛﺮ ﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -78‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى أﺳﺲ ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ واﺣﺘﺴﺎ‪‬ﺎ‪،‬‬
‫دار اﻷﲪﺪﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ، 2001‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -79‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﺪاي‪ :‬اﻟﺘﻬﺮب اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﲔ اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﺪد‬
‫ﺧﺎص ‪‬ﻠﱵ اﻟﻘﺴﻄﺎس واﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ف ن‪ ،‬ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ ،2010‬ص ‪.72‬‬
‫‪28‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﻻ ﻳﻌﺘﻤـ ـ ــﺪ ﰲ ﳎـ ـ ــﺎل اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺒـ ـ ــﺪأ اﳌﺒﺎﻏﺘـ ـ ــﺔ أو اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ ﻏـ ـ ــﲑ‬
‫اﳌﺴـ ــﺒﻮﻗﺔ ﺑﺈﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﻞ ﻻ ﺑـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ إﻋـ ــﻼم اﳌﻠـ ــﺰم أو اﳌﻘﺎوﻟـ ــﺔ ﺑﻨﻴـ ــﺔ اﻹدارة ﰲ إﺟ ـ ـﺮاء ﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ وﻣﻨﺤـ ــﻪ أﺟـ ــﻼ‬
‫ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺎ ﻹﻋ ـ ــﺪاد ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺘﻪ واﻻﺳ ـ ــﺘﻌﺪاد ﻣﺎدﻳ ـ ــﺎ وﺳ ـ ــﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ‪ ،80‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ إﺷ ـ ــﻌﺎرا‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﻓﻮﻗ ـ ـ ــﺎ ﲟﻴﺜ ـ ـ ــﺎق اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوع ﰲ‬
‫اﻟﻔﺤﺺ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ(‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻹﻟﺰاﻣﻴـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻧـ ـ ــﺺ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻹﺟﺮاﺋﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ــﺆﻃﺮة ﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ وإﻻ ﺗﻌ ـ ـ ــﺮض ﻋﻤﻠﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﳎﻬﻮدﻫ ـ ــﺎ ﻟﻠﻀ ـ ــﻴﺎع ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ إذا ﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠﻤﻨ ـ ــﺎ أن ﻣ ـ ــﺪة اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﺗـ ـ ـﱰاوح ﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﲔ ‪ 3‬أﺷ ـ ــﻬﺮ وﺳ ـ ــﺘﺔ أﺷ ـ ــﻬﺮ‬
‫ﺣﺴﺐ رﻗﻢ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﶈﻘﻖ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@âŒÜ½a@Öbrî¶@bÓìÏŠß@—zÐÛbi@âýÇ⁄a@ñ‰ëŠ™@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻋ ـ ــﻼم ﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﺼ ـ ــﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺒﻴـ ــﺎن اﳌـ ــﺮور‪ ،81‬ﻓﺒﻌـ ــﺪ اﻧﺘﻬـ ــﺎء اﳌﻔـ ــﺘﺶ ﻣـ ــﻦ اﻹﻋـ ــﺪاد اﻷوﱄ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ــﺒﺔ‪ ،‬ﻳﻘـ ــﻮم ﺑﺘﻮﺟﻴـ ــﻪ إﻋـ ــﻼم إﱃ اﳌﻠـ ــﺰم‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻔﺤ ـ ــﺺ ﳜ ـ ــﱪﻩ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺑﻘ ـ ـﺮار اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻓﺤ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺔ وﻳ ـ ــﺪﻋﻮﻩ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﺘﻌ ـ ــﺎون‬
‫وﺗﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ اﳌﻔﺘﺶ اﶈﻘﻖ وذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻊ ﲨﻴﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﶈﺎﺳﺒﻴﺔ رﻫﻦ إﺷﺎرﺗﻪ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 212‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ "إذا ﻗ ـ ـ ــﺮرت‬
‫اﻹدارة اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﺗﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو رﺳ ـ ـ ــﻢ ﻣﻌ ـ ـ ــﲔ‪ ،‬وﺟ ـ ـ ــﺐ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ إﱃ‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻓﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 219‬أدﻧ ـ ـ ــﺎﻩ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ـ ـ ــﺪد‬
‫ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﲞﻤﺴـ ـ ــﺔ ﻋﺸـ ـ ــﺮ )‪ (15‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﻗـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﳚ ـ ـ ــﺐ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻔﺤ ــﺺ ﺧ ــﻼل أﺟ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ــﺎوز ﲬﺴ ــﺔ )‪ (5‬أﻳ ــﺎم ﻋﻤ ــﻞ إﺑﺘ ــﺪاء ﻣ ــﻦ اﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ــﺪد ﻟﺒﺪاﻳ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ‬
‫اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ‪ ،82‬ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﻓﻘ ـ ــﺎ ﲟﻴﺜ ـ ــﺎق اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺬﻛﺮ‬
‫ﺑﺎﳊﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت ﰲ ﳎﺎل اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺪوﻧﺔ"‪.‬‬

‫‪ -80‬ﳏﻤﺪ ﺷﻜﲑي‪ :‬اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )ﺗﻘﺪﱘ اﻷﻃﺮاف وﲢﻠﻴﻞ أﻃﻮار اﳌﻮاﺟﻬﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ -81‬ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻮﻣﺰوغ‪ :‬اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻟﺔ ﰲ اﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ دار اﻟﺴﻼم‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2016‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -82‬ﰎ إﺿﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻘﺮة ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2018‬رﻗﻤﻪ ‪ ،68-17‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪،1-17-110‬‬
‫اﻟﺼﺎدر ﰲ ‪ 6‬رﺑﻴﻊ اﻷﺧﺮ ‪ 19) 1439‬دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،(2017‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪ ،6633‬ص ‪.7366‬‬
‫‪29‬‬
 ‫وﻳﺘﻀﻤﻦ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ﻳﻜﻮن ﺣﺎﻣﻼ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺑﺎﻋﺜﻪ؛‬
‫‪ -‬أن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﺳﻢ ورﺗﺒﺔ اﻟﻌﻮن اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ؛‬
‫‪ -‬أن ﻳﺒـ ـ ــﲔ ﻳـ ـ ــﻮم وﺳـ ـ ــﺎﻋﺔ اﻟﺸـ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﻘﻴـ ـ ــﻖ‪ ،‬وﻳﻘﻴـ ـ ــﺪ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ــﻮم اﻟﺸـ ـ ــﺮوع ﰲ اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﺗﻌﻴ ـ ـ ــﲔ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺗﺒﺘ ـ ـ ــﺪئ ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ اﺣﺘﺴ ـ ـ ــﺎب اﳌ ـ ـ ــﺪة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ــﻲ ﲡﺎوزﻫ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﲢﻘﻴ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﶈﺎﺳﺒﺔ؛‬
‫‪ -‬ﳚـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀـ ــﻤﻦ اﻹﺷـ ــﻌﺎر وﺟﻮﺑ ـ ــﺎ ﻧـ ــﻮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﱵ ﲡـ ــﺮي اﳌﺮاﻗﺒـ ــﺔ ﺑﺮﲰﻬ ـ ــﺎ‬
‫واﻟﺴﻨﻮات اﻟﱵ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ؛‬
‫‪ -‬رﻗﻢ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﳌﻬﻤﺔ ﺣﱴ ﻳﺘﺄﻛﺪ اﳌﻠﺰم ﺑﺄن اﳌﻔﺘﺶ ﳏﻠﻒ‪.83‬‬
‫أﻣﺎ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﺈن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺒﻌﺚ إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﻠﻤﻠﺰم أو اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻊ إرﻓﺎﻗﻪ ﲟﻴﺜﺎق‬
‫اﳌﻠﺰم "‪ ،"charte du contribuable‬وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻛﺘﻴﺐ ﺻﻐﲑ أزرق ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻠﺨﺼﺎ ﻋﻦ أﻃﻮار‬
‫ﺟﺮﻳﺎن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم‪ ،84‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﻳﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 852011‬ﲝﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﳌﻴﺜﺎق اﳌﻠﺰم اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﱵ ﳛﻈﻰ ‪‬ﺎ‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺻﺤﺔ أو ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺤﺺ أو ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﳌﱰﺗﺒﺔ‬

‫‪ -83‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬دار أﰊ رﻗﺮاق ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،2011 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -84‬وﻗﺪ أﻛﺪ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺪورﻩ ﰲ ﻋﺪة ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت أﳘﻴﺔ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء وﻗﻀﻰ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹدارة ﳌﻴﺜﺎق اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫‪-C.A.A Nancy du 23-2-95, n° 93-679- RJF 6/95- n° 692 et CE du 17-6-88 n° 50471 et 50472 RJF‬‬
‫‪8-9/88 - n° 959.‬‬
‫‪ -85‬ﻓﺎﳌﻼﺣﻆ أن اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﱂ ﻳﻔﺼﻞ ﰲ ﳏﺘﻮﻳﺎت ﻫﺬا اﳌﻴﺜﺎق‪ ،‬وﱂ ﻳﻔﺮد ﻟﻪ ﻣﺎدة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﺿﺮورة إرﻓﺎق اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﳌﻴﺜﺎق‬
‫اﻗﺘﺼﺮت ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﺤﺺ اﶈﺎﺳﺒﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﺘﻊ ‪‬ﺎ اﻹدارة وﱂ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺻﻴﻎ اﳌﺮاﻗﺒﺔ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ‪‬ﻢ اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﺎت اﻟﱵ ﺗﻘﻮم‬
‫‪‬ﺎ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﺼﺮﳛﺎت اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺬي ﻫﻢ ﻣﻴﺜﺎق اﳌﻠﺰم ﱂ ﻳﺸﺮ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﲟﻮﺟﺐ ﻧﺺ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ )ﻣﺮﺳﻮم أو ﻗﺮار وزاري(‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫ﺳﻴﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﺼﻴﻐﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻏﲑ ﻣﻔﺼﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﻴﺜﺎق ﰲ‬
‫ﻣﺎدة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻪ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ﻋﻨﻬﺎ‪ ،86‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﳚﺐ أن ﻳﺸﺎر ﰲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﱃ إﻣﻜﺎن اﺳﺘﻌﺎﻧﺔ اﳌﻠﺰم ﲟﺴﺘﺸﺎر ﻣﻦ‬
‫اﺧﺘﻴﺎرﻩ أﺛﻨﺎء ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ إرﺳ ـ ــﺎل اﻹﻋ ـ ــﻼم اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺟ ـ ــﻞ‬
‫‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻛﻤ ـ ــﺪة ﻓﺎﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑ ـ ــﲔ إرﺳ ـ ــﺎل اﻹﻋ ـ ــﻼم وﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳ ـ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺎت اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻦ اﺟﺘﻬ ـ ــﺎدات‬
‫ﳎﻠ ـ ــﺲ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ذﻫﺒ ـ ــﺖ إﱃ اﻟﺘﺄﻛﻴ ـ ــﺪ ﰲ ﻋ ـ ــﺪة ﻗـ ـ ـﺮارات أن ﻣ ـ ــﺪة ﻳ ـ ــﻮﻣﲔ ﻛﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻼﺳ ـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺴﺘﺸ ـ ــﺎر ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻻ ﳛﺘﺴ ـ ــﺐ ﻻ ﻳ ـ ــﻮم اﻹرﺳ ـ ــﺎل وﻻ ﻳ ـ ــﻮم ﺑﺪاﻳ ـ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ وﻻ أﻳ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺴﺒﺖ واﻷﺣﺪ )ﻗﺮار ﺻﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.87(30/4/25‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪ أﻳﻀ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي ﻋﻠ ـ ــﻰ واﻗﻌ ـ ــﺔ اﻹﻋ ـ ــﻼم ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺑﺪاﻳﺘ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﲔ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﻗﺘﻨ ـ ــﺎع اﻹدارة ﲜ ـ ـ ـﻮاب اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻹﻳﻀـ ـ ــﺎﺣﺎت أو اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻃﻠﺒﺘﻬـ ـ ــﺎ ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ اﻧﺘﻘـ ـ ــﺎل‬
‫أﺣﺪ ﻣﺄﻣﻮرﻳﻬﺎ إﱃ ﻣﻘﺮ اﳌﻨﺸﺄة ﻟﻔﺤﺺ ﺣﺴﺎﺑﺎ‪‬ﺎ‪.88‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ـ ــﻆ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ـ ــﺪد أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ أﻗ ـ ـ ــﺮ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل‬
‫اﻹﺷـ ــﻌﺎر اﳌـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ أن ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺄن ﻫـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ أن ﳛﻤـ ــﻲ اﳌﻠـ ــﺰم ﻣـ ــﻦ اﻟﻔﺤـ ــﺺ اﻟﻔﺠـ ــﺎﺋﻲ‪ .89‬ﻛﻤـ ــﺎ‬
‫ﳝﻜﻨ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺴﺘﺸ ـ ـ ــﺎرﻳﻦ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺧﺘﻴ ـ ـ ــﺎرﻩ‪ ،90‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﺘﻬﻴـ ـ ـ ـﻲء ﺣﺠﺠ ـ ـ ــﻪ وﲡﻬﻴ ـ ـ ــﺰ وﺛﺎﺋﻘ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﶈﺎﺳ ــﺒﻴﺔ ﺣ ــﱴ ﺗﻜ ــﻮن رﻫ ــﻦ إﺷ ــﺎرة اﳌﻔ ــﺘﺶ اﶈﻘ ــﻖ ﻋﻨ ــﺪ ﻗﺪوﻣ ــﻪ إﱃ اﳌﺆﺳﺴ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ــﻲ ﻣﻨﺤ ــﻪ‬
‫اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﻜﺎﻣ ـ ـ ــﻞ اﶈ ـ ـ ــﺪد ﳍ ـ ـ ــﺬا اﻟﻐ ـ ـ ــﺮض واﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ــﻲ أﻻ ﻳﻘ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ــﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻠﻪ‬
‫ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر‪.91‬‬

‫‪ -86‬اﳏﻤﺪ ﻗﺰﻳﱪ‪ :‬أﻫﻢ اﳌﺴﺘﺠﺪات اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪ ،2011‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،96‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ -‬ﻓﱪاﻳﺮ‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -87‬ﳏﻤﺪ ﺷﻜﺮي‪ :‬اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )ﺗﻘﺪﱘ اﻷﻃﺮاف وﲢﻠﻴﻞ أﻃﻮار اﳌﻮاﺟﻬﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ -88‬زﻛﺮﻳﺎء ﳏﻤﺪ ﺑﻴﻮﻣﻲ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1990‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -89‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ‬
‫واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﻣﺰدوج ‪ ،100-99‬ﻳﻮﻟﻴﻮز‪ -‬أﻛﺘﻮﺑﺮ‪ ،2011‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -90‬ﻣﻴﻤﻮن رﺣﻮ وأﲪﺪ اﻟﻌﻼﱄ‪ :‬اﻟﻀﺎﺑﻂ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ وﲢﺼﻴﻼ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ‬
‫ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،95‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2016‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -91‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬اﻹﺷﻜﺎﻻت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ا‪‬ﺎل اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪31‬‬
‫وإذا ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻓﺤـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ ﺗﺸـ ـ ــﱰك ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺜﻼﺛﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻜـ ـ ــﱪى‪ ،92‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ‬
‫ﳜﻀـ ـ ــﻊ ﳍـ ـ ــﺎ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﳋﺎﺿـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ أﻟـ ـ ــﺰﻣﻬﻢ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﲟﺴـ ـ ــﻚ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص‬
‫اﳌﻌﻨﻴـ ــﲔ ‪ ‬ـ ـﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﺗﺒﻌـ ــﺎ ﻟـ ــﺬﻟﻚ اﻹﻋﻔـ ــﺎء ﻣـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬ﻫـ ــﻢ اﳋﺎﺿـ ــﻌﻮن ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫وﻓ ـ ــﻖ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﳉـ ـ ـﺰاﰲ‪ ،93‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ــﺪة‪ 94‬ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أن اﻟ ـ ــﺪﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 95105‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪ 89-17‬ﻳ ــﺮد ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺑ ــﺄن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻔﻘ ــﺮة ﻻ ﺗﺒﻄ ــﻖ إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻘﻴ ــﺎم ﺑﻔﺤ ــﺺ ﳏﺎﺳ ــﺒﺔ اﳌﻠ ــﺰم ﻧﺘﻴﺠ ــﺔ ﺷ ــﻚ‬
‫ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺘﻬ ــﺎ ﳑ ــﺎ ﻳﻌ ــﲏ أﻧ ــﻪ ﻻ ﻳﻠﺘﺠ ــﺄ إﻟﻴﻬ ــﺎ إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﺧﺘﻴ ــﺎر اﳌﻠ ــﺰم ﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﻨﺘﻴﺠ ــﺔ اﻟﺼ ــﺎﻓﻴﺔ اﳌﺒﺴـ ــﻄﺔ‬
‫أو ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﻨﺘﻴﺠ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﺎﻓﻴﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ أو ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗ ـ ــﺮى اﻹدارة أن اﳌﻠ ـ ــﺰم ﱂ ﻳﻌ ـ ــﺪ ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ ﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ‬
‫اﳉﺰاﰲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﻔﺎع دﺧﻠﻪ إﱃ ﻣﺎ ﻓﻮق اﳌﺒﻠﻎ اﶈﺪد ﳌﻬﻨﺘﻪ وﺷﺮﻳﻄﺔ أن ذﻟﻚ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أن اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﻋﻦ ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ﻳﻮﺿ ـ ـ ــﺢ أن اﻟﻮﻋ ـ ـ ــﺎء اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﰎ ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺤﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﺛ ـ ـ ــﺮ ﺗﺼ ـ ـ ــﺮﳛﻪ‬
‫ﻟـ ــﻺدارة ﺑﺒﻴـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﳑـ ــﺎ ﻳﻌـ ــﲏ أن ﻫـ ــﺬا اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ وﻟـ ــﻴﺲ اﻟﺸـ ــﻚ ﰲ اﶈﺎﺳـ ــﺒﺔ‬
‫ﺑﺮﻣﺘﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻫـ ـ ــﻮ اﻟـ ـ ــﺬي ﺟﻌـ ـ ــﻞ اﻹدارة ﺗﻄﺎﻟ ـ ــﺐ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﻓﻊ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺒﻠـ ـ ــﻎ اﳌﺼ ـ ــﺮح ﳑـ ـ ــﺎ ﺗﻨﻄﺒـ ـ ــﻖ ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ 96107‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪."17-89‬‬
‫وﻗﺪ ﺳﻄﺮ ﻫﺬا اﳊﻜﻢ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻵﺗﻴﺔ‪:97‬‬
‫‪ -‬أن إﻟﺰاﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻗﺎﺻ ـ ـ ــﺮة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺎم اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﱯ ﺑﻔﺮﻋﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﻨﺘﻴﺠ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺼ ـ ـ ــﺎﻓﻴﺔ اﳌﺒﺴ ـ ـ ــﻄﺔ أو اﻟﻨﺘﻴﺠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ـ ــﺎﻓﻴﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﻼوة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ ﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﳉ ـ ـ ـﺰاﰲ وﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــﻚ ﻳﻘ ـ ــﺪم إﻗﺮاراﺗ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﲡ ـ ــﺎوزﻩ ﻟﻠﺴ ـ ــﻘﻒ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﶈﺪد ﰲ إﻃﺎر ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻊ ﲢﻘﻖ ذﻟﻚ ﳌﺪة ﺳﻨﺘﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﲔ؛‬

‫‪ -92‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪ -93‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش ورﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -94‬ﺣﻜﻢ أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬دار أﰊ رﻗﺮاق ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،3‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2011‬ص ‪.34-33‬‬
‫‪ -95‬ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 212‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -96‬ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -97‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻣﻮﺟ ـ ــﺐ ﻟﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘ ـ ــﻮﻓﺮ اﻹدارة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت‬
‫ﺗﻔﻴ ـ ــﺪ ﲡ ـ ــﺎوز اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﺴ ـ ــﻘﻒ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﶈ ـ ــﺪد ﻟﻼﺳ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﳉـ ـ ـﺰاﰲ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﺗﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨﺘﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﲔ‪.‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﺮى ذﻫﺒـ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠـ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴـ ـ ــﺎ(‪ 98‬إﱃ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ــﻮﻳﺐ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﺗﺒ ـ ــﲔ ﳍ ـ ــﺎ أن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﻠ ـ ــﻚ‬
‫اﳌﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ ﺗﻘﺘﻀ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻠﻮك ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪105‬‬
‫وﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 107‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ ‪ 89-17‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن ﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ‬
‫إﻃـ ــﺎر ﻧﻈـ ــﺎم اﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﳉ ـ ـﺰاﰲ ﻗـ ــﺪ ﻓﺎﻗـ ــﺖ اﳊـ ــﺪ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻟـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻛﺎﻧـ ــﺖ إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻗـ ــﺪ ﻃﺒﻘـ ــﺖ ﰲ‬
‫ﺣ ـ ـ ــﻖ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ‪ 107‬دون ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﰲ ﺣ ــﻖ اﳌﻠ ــﺰم ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄﻧﻪ ﺗﻘﻠ ــﻴﺺ اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟ ــﺔ ﻟ ــﻪ ﰲ إﻃ ــﺎر ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ــﺤﻴﺢ ﺑﻘ ــﻮة‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ اﻟﺜ ـ ــﺎﻣﻦ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺟ ـ ــﺎءت واﺿ ـ ــﺤﺔ‬
‫وﺻﺮﳛﺔ ﲞﺼﻮص ﺗﺮﺗﻴﺐ أﺛﺮ اﻟﺒﻄﻼن ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﺰام اﻹدارة ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ‪.‬‬
‫‪@@—zÐÛbi@âýÇ⁄a@¿@òäàš½a@òîßaŒÛ⁄a@pbãbîjÛa@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀـ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺒﻨـ ـ ـ ــﺪ اﻷول ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘـ ـ ـ ــﺮة اﻟﺮاﺑﻌـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 212‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳒـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ "وﰲ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﳊـ ـ ــﺎﻻت ﳚـ ـ ــﺐ أن ﳛـ ـ ــﺪد اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻓـ ـ ــﱰة‬
‫اﻟﻔﺤﺺ واﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳﻮم اﳌﻌﻨﻴﺔ أو اﻟﺒﻨﻮد واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﳌﺮاﻗﺒﺔ"‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺪة اﻟﻔﺤﺺ‬
‫ﻗﺒ ـ ــﻞ دﺧ ـ ــﻮل اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌ ـ ــﺎﱄ ﻟﺴ ـ ــﻨﺔ ‪ 1997-1996‬ﺣﻴ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﻠﺰﻣـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎﺣﱰام ﻣـ ـ ــﺪة ﻣﻌﻴﻨـ ـ ــﺔ ﻹ‪‬ـ ـ ــﺎء ﻓﺤـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻮﺿـ ـ ــﻊ ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﻟـ ـ ــﻪ اﻟﻜﺜـ ـ ــﲑ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺴـ ــﻠﺒﻴﺎت ﺳ ـ ـﻮاء ﻋﻠـ ــﻰ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻔﺤـ ــﺺ أو اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺣﻴـ ــﺚ أﻧـ ــﻪ ﻳﺴـ ــﺒﺐ ﻋﺮاﻗﻴـ ــﻞ أﻣـ ــﺎم اﻟﺴـ ــﲑ‬
‫اﻟﻌ ـ ــﺎدي ﻟﻠﻌﻤ ـ ــﻞ داﺧـ ـ ـﻞ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ أو اﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺔ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ اﻟﻮﺟ ـ ــﻮد اﳌﺴ ـ ــﺘﻤﺮ وﻏ ـ ــﲑ اﶈ ـ ــﺪود زﻣﻨﻴ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻔ ـ ــﺘﺶ‬
‫اﶈﻘ ـ ــﻖ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮﻧ ـ ــﻪ ﳚﻌ ـ ــﻞ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻏ ـ ــﲑ ذي ﺟ ـ ــﺪوى ودون آﺛ ـ ــﺎر إﳚﺎﺑﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻧﺘﻴﺠ ــﺔ اﺳ ــﺘﻤﺮار اﻟﻔﺤ ــﺺ ﳌ ــﺪة ﻃﻮﻳﻠ ــﺔ ﲝﻜ ــﻢ أن اﳌﻔ ــﺘﺶ اﶈﻘ ــﻖ ﻏ ــﲑ ﻣﻠ ــﺰم ﻗﺎﻧﻮﻧ ــﺎ ﺑﺈ‪ ‬ــﺎء أﺷ ــﻐﺎﻟﻪ‬
‫ﺧﻼل ﻓﱰة ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫‪ -98‬ﻗﺮار أوردﻩ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.123-122‬‬
‫‪33‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌ ـ ـ ــﺎﱄ ﻟﺴ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 991997-1996‬وﻗﺼ ـ ـ ــﺪ ﻋﻘﻠﻨ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ــﺪﺧﻼت اﳌﻔﺘﺸ ـ ـ ــﲔ اﶈﻘﻘ ـ ـ ــﲔ‬
‫ودﻋﻤ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺮدودﻳ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــﺪد ﻣ ـ ــﺪة ﺳ ـ ــﺘﺔ أﺷ ـ ــﻬﺮ ﻛﺤ ـ ــﺪ أﻗﺼ ـ ــﻰ ﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ دون أن ﳝﻴ ـ ــﺰ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﳌﻘ ـ ـ ــﺎوﻻت اﻟﺼ ـ ـ ــﻐﺮى واﳌﺘﻮﺳ ـ ـ ــﻄﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ـ ــﺔ واﳌﻘ ـ ـ ــﺎوﻻت اﻟﻀ ـ ـ ــﺨﻤﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ـ ــﺔ‬
‫أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺷ ـ ــﻜﻞ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘﺼ ـ ــﲑ ﻧﺴ ـ ــﺒﻴﺎ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ إذا ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﻨﻒ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﻘـ ــﺎوﻻت‪ ،‬ﻋﺎﺋﻘـ ــﺎ أﻣـ ــﺎم اﳌﻔﺘﺸـ ــﲔ اﶈﻘﻘـ ــﲔ ﺣـ ــﺎل دون ﲢﻘـ ــﻴﻘﻬﻢ ﻟﻠﻨﺘـ ــﺎﺋﺞ اﳌﺮﺟـ ــﻮة‪ ،‬وﱂ ﻳـ ــﺘﻢ ﺗـ ــﺪارك ﻫـ ــﺬا‬
‫اﻟـ ـ ــﻨﻘﺺ إﻻ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ ‪ 2004‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺣـ ـ ــﺪد اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻣـ ـ ــﺪة اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﰲ ‪ 6‬أﺷـ ـ ــﻬﺮ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻷﻛﺜ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸ ـ ــﺂت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻌ ـ ــﺎدل أو ﻳﻘ ـ ــﻞ رﻗ ـ ــﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪ ‬ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲬﺴ ـ ــﲔ )‪ 50‬ﻣﻠﻴ ـ ــﻮن درﻫ ـ ــﻢ(‬
‫دون اﺣﺘﺴ ـ ــﺎب اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ــﺎﻓﺔ‪ ،‬و‪ 12‬ﺷ ـ ــﻬﺮا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻛﺜ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸ ـ ــﺂت اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﻔﻮق رﻗﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﺎ اﳌﺒﻠﻎ اﳌﺬﻛﻮر أﻋﻼﻩ‪.100‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﺆﺧﺮا ﲟﻮﺟـ ـ ــﺐ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ ‪ 1012016‬ﺑﺘﻘﻠﻴﺼ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺪة اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 212‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ "ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ــﺄي ﺣ ـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻷﺣ ـ ـ ـﻮال أن ﺗﺴ ـ ـ ــﺘﻐﺮق ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻔﺤﺺ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼﻩ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ ‪ 3‬أﺷ ــﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸ ــﺂت اﻟ ــﱵ ﻳﻌ ــﺎدل أو ﻳﻘ ــﻞ ﻣﺒﻠ ــﻎ رﻗ ــﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪ ‬ــﺎ اﳌﺼ ــﺮح‬
‫ﺑﻪ ﰲ ﺣﺴﺎب اﳊﺎﺻﻼت واﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ‪ ...‬ﲬﺴﲔ )‪ (50‬ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ‪...‬؛‬
‫‪ -‬أﻛﺜ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ ‪ 6‬أﺷ ـ ــﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸ ـ ــﺂت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻔ ـ ــﻮق ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ رﻗ ـ ــﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪ ‬ـ ــﺎ اﳌﺼ ـ ــﺮح ﺑ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫ﺣﺴ ـ ــﺎب اﳊﺎﺻ ـ ــﻼت واﻟﺘﻜ ـ ــﺎﻟﻴﻒ ﺑﺮﺳ ـ ــﻢ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﺴ ـ ــﻨﻮات اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﻴﺔ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﺔ ﻟﻠﻔﺤ ـ ــﺺ‬
‫ﲬﺴﻮن )‪ (50‬ﻣﻠﻴﻮن‪."...‬‬
‫أﻣ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻓﺮﻧﺴ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻼ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﺗﺘﺠ ـ ـ ــﺎوز ﻣ ـ ـ ــﺪة اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﺛﻼﺛ ـ ـ ــﺔ أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻘ ـ ـ ــﺎوﻻت‬
‫اﻟﺼ ــﻐﲑة‪ 102‬وﻟﺘﺤﺪﻳ ــﺪ ﻫ ــﺬﻩ اﳌ ــﺪة ﻓﻬ ــﻲ ﲢﺘﺴ ــﺐ ﻣ ــﻦ آﺧ ــﺮ زﻳ ــﺎرة ﻟﻠﻤﻔ ــﺘﺶ اﶈﻘ ــﻖ ﻟﻌ ــﲔ اﳌﻜ ــﺎن وﻟ ــﻴﺲ‬

‫‪ -99‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،1997-1996‬ﺻﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1996/6/29‬ج ر ﻋﺪد ‪ ،4391‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.96/07/01‬‬

‫‪ -100‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ – ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫اﳉﺪﻳﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،– 04-26‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -101‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2016‬رﻗﻢ ‪ ،70-15‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪ ،1-15-150‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2015/12/19‬ج‪.‬ر ﻋﺪد‬
‫‪ ،6423‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.2015/12/21‬‬
‫‪102‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪- GUY Gest et Gibert TIXIER: Manuel de Droit, 4 édition L.G.D, paris, 1986, p 242.‬‬
‫‪34‬‬
‫ﻣ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﲟﻀـ ــﻤﻮن اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺤﺎت اﻟـ ــﱵ ﻧﺘﺠ ــﺖ ﻋـ ــﻦ اﳌﺮاﻗﺒـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ .103‬وﺗﺒﺘـ ــﺪئ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺪة‬
‫ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺣﺪد ﰲ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣﺎ ﻋﺪا ﰲ ﺣﺎﻟﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ‪.104‬‬
‫وﻣ ــﺎ ﳚ ــﺐ اﻹﺷ ــﺎرة إﻟﻴ ــﻪ‪ ،‬أﻧ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـﻰ اﻟ ــﺮﻏﻢ ﻣ ــﻦ وﺟ ــﻮد ﺣ ــﺪ أﻗﺼ ــﻰ ﻻﺳ ــﺘﻐﺮاق ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻟﻔﺤ ــﺺ‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ أﺷـ ـ ـﺮﻧﺎ إﻟﻴ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﻜ ـ ــﻦ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ أﺟ ـ ــﻞ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﰲ‬
‫اﻹﺷـ ــﻌﺎر إﱃ أن ﺗـ ــﺪﺧﻞ اﳌﺸـ ــﺮع ﻣـ ــﺮة أﺧـ ــﺮى وأﻟـ ــﺰم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﲟﻮﺟـ ــﺐ اﳌـ ــﺎدة اﻟﺴـ ــﺎﺑﻌﺔ ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن‬
‫ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ‪ ،2011‬ﺑﻀ ـ ــﺮورة اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ ﻣ ـ ــﺪة اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﰲ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‪ ،105‬ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ ﻳﺜ ـ ــﺎر إﺷ ـ ــﻜﺎل أﺳﺎﺳ ـ ــﻲ‬
‫ﲞﺼﻮص إﺛﺒﺎت اﳌﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻔﺤﺺ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻋﺐء ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﺑﺮﺟﻮﻋﻨـ ــﺎ إﱃ اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ ﳒـ ــﺪ أﻧـ ــﻪ ﰲ ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ أوﱃ ﻛـ ــﺎن ﳛﻤـ ــﻞ اﳌﻠـ ــﺰم إﺛﺒـ ــﺎت أن ﻓﺤـ ــﺺ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﲡ ـ ــﺎوز اﳌ ـ ــﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ذﻫ ـ ــﺐ ﳎﻠ ـ ــﺲ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ إﱃ أﻧ ـ ــﻪ ﻳﻘ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إﺛﺒ ــﺎت أن اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ داﻣ ــﺖ أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ ﺛﻼﺛ ــﺔ أﺷ ــﻬﺮ‪ ،‬وﰲ ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴ ــﺔ ﺗﺮاﺟ ــﻊ اﻟﻘﻀ ــﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ‬
‫واﺳـ ـ ــﺘﻘﺮ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﲢﻤﻴﻠﻬـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﻺدارة‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ أن اﻹدارة ﻫـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﺜﺒـ ـ ــﺖ أن‬
‫اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ﱂ ﺗﺘﺠ ـ ــﺎوز اﳌ ـ ــﺪة اﶈ ـ ــﺪدة‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ذﻫ ـ ــﺐ ﰲ ﻗـ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ إﱃ أن اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺪﻓﻊ‬
‫ﺑﺄن اﳌﺮاﻗﺒﺔ ﲡﺎوزت اﳌﺪة ﻻ ﻳﻠﺰم ﺑﺈﺛﺒﺎت اﳌﺪة اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ‪.106‬‬
‫واﳊﻘﻴﻘ ـ ـ ــﺔ أن ﳌﺴ ـ ـ ــﺄﻟﺔ اﻹﺛﺒ ـ ـ ــﺎت وز‪ ‬ـ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ واﻟ ـ ـ ـﻮاﻗﻌﻲ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻷﻧ ـ ـ ــﻪ‬
‫رﺗ ــﺐ ﻋ ــﻦ ﲡ ــﺎوز اﳌ ــﺪة اﶈ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ــﺎ ﺑﻄ ــﻼن اﻟﻔ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﺧﺎﺻ ــﺔ أﻧ ــﻪ ﻻ ﳚ ــﻮز ﻟ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ‬
‫ﻓﺤـ ــﺺ اﶈﺎﺳـ ــﺒﺔ ﻣـ ــﺮة ﺛﺎﻧﻴـ ــﺔ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻓﺈﻧﻨـ ــﺎ ﳒـ ــﺪ ﺣﻀـ ــﻮرا ﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة اﻹﻟ ـ ـﺰام وﻏﻴﺎﺑ ـ ـﺎ‬
‫ﺗﺎﻣﺎ ﻟﻠﺠﺰاء اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﳌﱰﺗﺐ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ‪‬ﺬا اﻻﻟﺘﺰام‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺴﻨﻮات واﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ‬
‫ﻳﻨﺼـ ـ ـ ــﺐ ﻓﺤـ ـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺴـ ـ ـ ــﻨﻮات ﻏـ ـ ـ ــﲑ اﳌﺸـ ـ ـ ــﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘـ ـ ـ ــﺎدم‪ ،107‬ذﻟـ ـ ـ ــﻚ أن اﻹدارة‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻻ ﳝﻜﻨﻬـ ـ ــﺎ أن ﲤـ ـ ــﺎرس ﺣـ ـ ــﻖ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﺑـ ـ ــﺪون ﺣـ ـ ــﺪود زﻣﻨﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــﺪدت اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‬
‫‪103‬‬
‫‪- CE 12 décembre 1979 Req, N° 11741, Dalloz, p 256.‬‬
‫‪104‬‬
‫‪- CE 28 octobre 1983 Req, N° 30902, Dalloz, p 256.‬‬
‫‪ -105‬ﺣﻠﻤﻲ ﻧﻔﻄﺎﻃﺔ‪ :‬ﻗﺮاءة ﰲ أﻫﻢ ﻣﺴﺘﺠﺪات اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة‬
‫اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،96‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ -‬ﻓﱪاﻳﺮ ‪ ، 2011‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -106‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش ورﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -107‬ﻣﻴﻤﻮن رﺣﻮ وأﲪﺪ اﻟﻌﻼﱄ‪ :‬اﻟﻀﺎﺑﻂ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ وﲢﺼﻴﻼ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪35‬‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ آﺟـ ــﺎل اﻟﺘﻘـ ــﺎدم ﰲ اﻷرﺑـ ــﻊ ﺳـ ــﻨﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺴـ ــﻨﺔ اﺧﺘﺘـ ــﺎم اﻟﺴـ ــﻨﺔ اﶈﺎﺳـ ــﺒﺔ اﳌﻌﻨﻴـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ‪،‬‬
‫أو اﻟـ ــﱵ ﺣﺼـ ــﻞ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺪﺧﻞ اﳌﻔﺮوﺿـ ــﺔ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻟﻜـ ــﻦ ﻫـ ــﺬا اﳌﺒـ ــﺪأ ﻳـ ــﺮد‬
‫ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ اﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء إذا ﺳـ ـ ــﺠﻠﺖ ﳏﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺔ أو اﳌﺆﺳﺴـ ـ ــﺔ ﻋﺠ ـ ـ ـﺰا ودﻳﻨـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺎﺑﻼ ﻟﻠﱰﺣﻴـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻓﻔـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﳝﺘ ـ ـ ــﺪ ﺣ ـ ـ ــﻖ اﻹدارة ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ إﱃ اﻷرﺑ ـ ـ ــﻊ ﺳ ـ ـ ــﻨﻮات اﳌﺘﻘﺎدﻣ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﻳﱰﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻓﺤ ـ ـ ــﺺ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﻮات أي ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎت إﺿ ـ ـ ــﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﻞ ﻳﻜﺘﻔ ـ ـ ــﻲ ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﲟﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻌﺠ ـ ـ ــﺰ أو اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﳌﺴﺠﻠﲔ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﳌﺴ ـ ــﺘﺠﺪات اﻟ ـ ــﱵ ﺟ ـ ــﺎء ‪ ‬ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ‪ ،2011‬وﻫ ـ ــﻮ وﺟ ـ ــﻮب ﺗﻀ ـ ــﻤﲔ‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﻌﻨﻴ ـ ــﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺎت اﳌﺸ ـ ــﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﻳﻜ ـ ــﺮس‬
‫اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﺣـ ـ ــﱴ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺑﻴﻨ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫اﳌﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ‪.‬‬
‫وﰲ اﻷﺧـ ـ ــﲑ وﺟـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ أن اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﳝﻜـ ـ ــﻦ أن ﻳﺸـ ـ ــﻤﻞ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﻟﻮﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻔـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري واﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﶈﺎﺳ ـ ــﱯ واﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣﺴ ـ ــﻜﻬﺎ )ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒﻴ ـ ــﻞ ﻧﺴ ـ ــﺦ ﻓ ـ ـ ـﻮاﺗﲑ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬ﺑﻄﺎﻗ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺼ ـ ــﻨﺪوق‪ ،‬اﻷوراق اﳌﺜﺒﺘ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺼ ـ ــﺮوﻓﺎت واﻻﺳ ـ ــﺘﺜﻤﺎرات‪ ،‬اﻟﺴ ـ ــﺠﻞ اﻟﻜﺒ ـ ــﲑ‪ ،‬ﺳ ـ ــﺠﻞ اﳉ ـ ــﺮد‪ (...‬أﻣ ـ ــﺎ إذا‬
‫ﻛﺎﻧـ ــﺖ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ أو اﳌﺆﺳﺴـ ــﺔ ﺗﺴـ ــﺘﻌﻤﻞ اﻟﻮﺳـ ــﺎﺋﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴـ ــﺔ ﰲ اﶈﺎﺳـ ــﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﻔﺤـ ــﺺ ﻳﺸـ ــﻤﻞ ﲨﻴـ ــﻊ‬
‫اﳌﻌﻄﻴﺎت وﻛﺬا ﲨﻴﻊ اﳌﻌﺎﳉﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ إﻋﺪاد اﻟﺘﺼﺮﳛﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪@@@튚Ûa@÷bþa@|îz–nÛ@òíŠİŽ½a@paõaŠu⁄a@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗﺸـ ـ ـ ــﻜﻞ ﻣﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻣﺘـ ـ ـ ــﺪادا وﻧﺘﻴﺠـ ـ ـ ــﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴـ ـ ـ ــﺔ ﳌﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،108‬إذ ﺗﻌـ ــﱪ ﻋ ـ ــﻦ اﳊ ـ ـﻮار واﻟﺘﻮاﺻ ـ ــﻞ ﺑـ ــﲔ ﻃ ـ ــﺮﰲ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻣﺴـ ــﻄﺮة إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ‬
‫داﺧـ ــﻞ أﻣـ ــﺪ اﻟﺘﻘـ ــﺎدم‪ .109‬ﻓﺒﻌـ ــﺪ ﻗﻴـ ــﺎم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻔﺤـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺔ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓﺈ‪‬ـ ــﺎ ﲢـ ــﺪد‬
‫ﻣﻮﻗﻔﻬ ــﺎ ﲡ ــﺎﻩ ﻫ ــﺬا اﻷﺧ ــﲑ ﺣﺴ ــﺐ اﻟﻨﺘﻴﺠ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺗﻮﺻ ــﻠﺖ إﻟﻴﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺟـ ـﺮاء ﻫ ــﺬا اﻟﻔﺤ ــﺺ‪ ،‬ﻓﻔ ــﻲ اﳊﺎﻟ ــﺔ‬
‫اﻟ ــﱵ ﻳﻜﺸ ــﻒ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ ﻣ ــﻦ ﳏﺎﺳ ــﺒﺔ اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋ ــﻦ ﺻ ــﺤﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧ ــﺎت اﶈﺎﺳ ــﺒﻴﺔ وﻋ ــﻦ ﻋ ــﺪم‬
‫وﺟـ ـ ــﻮد ﺧﻠـ ـ ــﻞ ﰲ ﻣﻀـ ـ ــﻤﻮن اﻹﻗ ـ ـ ـﺮار‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻹدارة ﺗﻌﻠـ ـ ــﻢ اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﺘﻴﺠـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ‬

‫‪ -108‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪109‬‬
‫‪- Jean-Luc ALBERT: Daniel RICHER, Dictionnaire de droit fiscal et douanier, Ed. Ellipses,‬‬
‫‪2007, p 469.‬‬
‫‪36‬‬
‫اﻟﻮاﻗ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗ ــﻪ اﶈﺎﺳ ــﺒﺔ وإﻗﺮاراﺗ ــﻪ ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀ ــﻤﻮﻧﺔ ﻣ ــﻊ اﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ــﻞ‪ ،‬أﻣ ــﺎ ﰲ اﳊﺎﻟ ــﺔ‬
‫اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻜﺘﺸ ـ ــﻒ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﻦ وﺟ ـ ــﻮد إﺧ ـ ــﻼﻻت ﻓ ـ ــﺈن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫وﺗﻜﻮن آﻧﺬاك ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﺗﺒﺎع ﻣﺴﻄﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﲟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.110‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة دون اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑﻔﺤ ـ ـ ــﺺ‬
‫اﶈﺎﺳـ ــﺒﺔ وذﻟـ ــﻚ ﺑﻨـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻌﻄﻴـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﺗﺘﺤﺼـ ــﻞ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﺘﺤﺮﻳﺎ‪‬ـ ــﺎ وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬـ ــﺎ أو‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺤﺼﻬﺎ ‪‬ﻤﻮع اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم‪.111‬‬
‫وﺗﻐﻴﲑ اﻷﺳﺎس اﻟﻀـﺮﻳﱯ ﻻ ﻳـﺘﻢ ﺑﺼـﻔﺔ اﻧﻔﺮادﻳـﺔ ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﻹدارة ﻛﻤـﺎ ﻫـﻮ اﻟﺸـﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﳌﺴـﻄﺮة‬
‫اﻟﻔــﺮض اﻟﺘﻠﻘــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺑــﻞ إن اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﳉﺒــﺎﺋﻲ ﻗﻴــﺪ اﻹدارة ﺑﻀــﺮورة إﺗﺒــﺎع ﻣﺴــﻄﺮة ﺗﻮاﺟﻬﻴــﺔ واﻟــﱵ ﻳﻄﻠــﻖ ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬
‫أﺣﻴﺎﻧــﺎ ﺗﺴــﻤﻴﺔ اﳌﺴــﻄﺮة اﳌﺘﻌﺎرﺿــﺔ ﻛﱰﲨــﺔ ﻟﻌﺒــﺎرة "‪ ،"la procédure contradictoire‬إﻻ أﻧــﻪ ﰲ‬
‫ﺣﻘﻴﻘــﺔ اﻷﻣ ــﺮ ﻻ ﺗﻨﻄــﻮي ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼــﺤﻴﺢ ﻋﻠ ــﻰ أي ﺗﻌــﺎرض‪ ،‬ﺑ ــﻞ إن ﻛــﻞ ﻃ ــﺮف ﻳﺒــﺪي ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ــﻪ ﰲ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻗﺼﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﺗﻔﺎق ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.112‬‬
‫ﻓﻤﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﻮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠﺠ ـ ــﺄ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ اﻹدارة‪ ،‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫إذا ﺗﺒـ ــﲔ ﳍـ ــﺎ أن ﻫﻨـ ــﺎك إﺧـ ــﻼﻻ أو ﺧﻄـ ــﺄ أو ﻧﻘﺼـ ــﺎﻧﺎ ﺷـ ــﺎب اﻹﻗ ـ ـﺮار‪ ،‬وﻗـ ــﺪ ﺣـ ــﺪد اﳌﺸـ ــﺮع اﳊـ ــﺎﻻت اﻟـ ــﱵ‬
‫ﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ واﻟﺴ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ ،113‬وإذا ﻣ ـ ــﺎ اﻓﱰﺿ ـ ــﻨﺎ ﲢﻘ ـ ــﻖ إﺣ ـ ــﺪى‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊ ـ ــﺎﻻت ﻓ ـ ـ ـﺈن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ ﺑﺎﺗﺒ ـ ــﺎع ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﺣ ـ ــﱴ‬
‫ﺗﻨﺘﺞ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺳﻮاء اﻟﻌﺎدﻳﺔ أو اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.‬‬
‫وﻛﻤ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ذﻛ ـ ــﺮﻩ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻣﻴ ـ ــﺰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑ ـ ــﲔ ﻧ ـ ــﻮﻋﲔ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس‬
‫اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬إذ أن ﻫﻨ ـ ـ ــﺎك اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻌﺎدﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ وﺗﻠﺠ ـ ـ ــﺄ اﻹدارة إﱃ ﻫﺎﺗ ـ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﰲ اﻷﺣـ ـ ـ ـﻮال‬
‫اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺪﻟﻮل اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ(‪.‬‬

‫‪ -110‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش ورﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -111‬ﺗﻨﻈﻢ اﳌﺎدة ‪ 216‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣﺴﻄﺮة ﻓﺤﺺ ﳎﻤﻮع اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ -112‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى أﺳﺲ ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‬
‫واﺣﺘﺴﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -113‬ﺧﺎﻟﺪ ﻣﱪوﻛﻲ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻬﺎ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،96‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2011‬ص‬
‫‪.43‬‬
‫‪37‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ أن ﻫﻨ ـ ــﺎك ﺣ ـ ــﺎﻻت اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ أﺟ ـ ــﺎز اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻲ‬
‫اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺴ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻗﺼـ ـ ــﺪ ﺗﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﳌـ ـ ــﺎ ﺗﻨﻄـ ـ ــﻮي ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊـ ـ ــﺎﻻت ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧﻄﻮرة وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﰲ ﺿﻴﺎع أﻣﻮال ﻋﻠﻰ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@òí…bÈÛa@|îz–nÛa@ñŠİŽß@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إن أول ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﳝﻜ ـ ــﻦ ذﻛﺮﻫ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻫ ـ ــﻮ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﻳ ـ ــﻮرد ﺣ ـ ــﺎﻻت اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة )اﳌ ـ ــﺎدة ‪ ،114(220‬وإﳕ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺺ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ ،232‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻋﻜ ـ ــﺲ ﻣ ـ ــﺎ ﻓﻌ ـ ــﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺴـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟ ـ ــﺬي ذﻛ ـ ــﺮ أﺳ ـ ــﺒﺎب‬
‫اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺻﻠﺐ اﳌﺎدة اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳍﺎ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا ﺗﻘـ ـ ــﻮم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ– ﺣﺴـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﺪﻟﻮل اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ – 232‬ﺑﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ أوﺟـ ـ ــﻪ اﻟﻨﻘﺼـ ـ ــﺎن‬
‫أو اﻷﺧﻄ ـ ـ ــﺎء أو اﻹﻏﻔ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﻜﻠﻴ ـ ـ ــﺔ أو اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻼﺣﻈ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ أﺳ ـ ـ ــﺲ ﻓ ـ ـ ــﺮص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو ﰲ‬
‫ﺣﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻢ أو واﺟﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺠﻴﻞ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳝﻜﻨﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ – أي إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ –‬
‫ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻹﻏﻔ ـ ـ ــﺎﻻت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﻮم ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻘ ـ ـ ــﻮم اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺈﻳ ـ ـ ــﺪاع‬
‫اﻹﻗ ـ ـ ـ ـﺮارات اﻟﻮاﺟـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ اﻹدﻻء ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ‪ .‬ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺼـ ـ ـ ــﺤﺢ أوﺟـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻨﻘﺼـ ـ ـ ــﺎن ﰲ اﻟـ ـ ـ ــﺜﻤﻦ أو اﻹﻗ ـ ـ ـ ـﺮارات‬
‫اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ اﳌﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﻌﻘﻮد واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت‪.‬‬
‫وﺗ ـ ــﺘﻢ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﺷ ـ ــﻜﻞ ﺣـ ـ ـﻮار ﺑ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ــﺰم وإدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺮاﺣ ـ ــﻞ‬
‫ﻛﺎﻵﰐ‪:115‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‪ :‬إذا ﻻﺣ ـ ـ ــﻆ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻓﺤﺼ ـ ـ ــﻪ ﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻮﺟﺐ‬
‫اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ أﺳ ـ ــﺎس ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺳـ ـ ـﻮاء ﻛ ـ ــﺎن ذﻟ ـ ــﻚ ﻧﺎﲡـ ـ ـﺎ ﻋ ـ ــﻦ إﻗـ ـ ـﺮار اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬أو‬
‫ﻧﺎﲡ ـ ـ ـﺎ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺟ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻀ ـ ـ ــﻤﻮﻧﺔ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ اﳌ ـ ـ ــﺄﻣﻮرﻳﻦ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﲔ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎﺑﻌﲔ ﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو أﻋ ـ ـ ـﻮان‬
‫ﻛﺘﺎﺑ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـ ــﺒﻂ أو اﳌﻔﻮﺿ ـ ـ ــﲔ أو ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﳚ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أن ﻳﻀـ ـ ـ ــﻤﻦ‬

‫‪ -114‬ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 155‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 47.06‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲜﺒﺎﻳﺎت اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -115‬ﳏﻤﺪ ﺣﺠﺎج‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﲔ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﳌﺪﱐ‪،‬‬
‫اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ دراﺳﺎت وأﲝﺎث‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،2015 ،‬ص‪.97‬‬
‫‪38‬‬
‫اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ اﳌﻮﺟﻬ ـ ـ ــﺔ إﱃ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم أﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ 116‬اﳌﺰﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ــﻪ وﻃﺒﻴﻌﺘ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ‬
‫ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫وﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ أن ﺗﻘﻮم اﻹدارة ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﺎت وﺗﺒﻴﺎن اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﱵ‬
‫اﻋﺘﻤﺪ‪‬ﺎ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺗﻐﻴﲑ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﺼﺮح ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻠﺰم‪.117‬‬
‫وﺗﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎت ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﶈ ـ ـ ــﻮر اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﰲ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ـ ــﺔ وﻣ ـ ـ ــﻦ أﻫ ـ ـ ــﻢ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق‬
‫اﳌﻘﺎوﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ‪ ،‬وأن وﺟ ـ ــﻮب اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻞ‪ 118‬ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎق اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﻴﺚ ﳚﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﺮاﻗﺒﺔ وأﻧﻮاع اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﺎت‪.‬‬
‫ﻏـ ـ ــﲑ أﻧـ ـ ــﻪ إذا ﱂ ﻳﺮﺗـ ـ ــﺐ اﳌﺸـ ـ ــﺮع أي ﺟ ـ ـ ـﺰاء ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﺪم ﺗﻌﻠﻴـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺤﺎت‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ‬
‫اﻹداري ﺣ ـ ــﺎول ﺗ ـ ــﺪارك اﻟﺜﻐ ـ ــﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أﻛ ـ ــﺪت اﻟ ـ ــﺪورﻳﺎت اﻟﺘﻔﺴ ـ ــﲑﻳﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أﳘﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻞ‪ ،119‬وﻗ ـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ﻋﻠ ـ ــﻰ أن " ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫ﻳﻌﺘﱪ ﺧﻄﺄ ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ"‪.120‬‬
‫ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ﻓﺮﻧﺴ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﳚ ـ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﺗ ـ ـ ــﺬﻛﲑا ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﲝﻘ ـ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﻻﺳ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﲞﺒ ــﲑ ﻣ ــﻦ اﺧﺘﻴ ــﺎرﻩ‪ ،‬وأن ﻣ ــﻦ ﺣﻘ ــﻪ اﳉ ـ ـﻮاب ﰲ أﺟ ــﻞ ﻛﺎﻣ ــﻞ ﻫ ــﻮ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ــﺎ‪ .‬وأن ﻛ ــﻞ ﺳ ــﺒﺐ‬
‫ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﳚﺐ أن ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ وﻳﱰﺟﻢ إﱃ أرﻗﺎم‪.121‬‬

‫‪ -116‬ﱂ ﻳﻌﺮف اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻨﻪ ﺑﺄ‪‬ﺎ‪" :‬ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‬
‫اﻟﱵ ﳚﺐ أن ﺗﺸﻤﻠﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ واﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﳌﻜﻠﻒ ﰲ إﺑﺪاء رأﻳﻪ واﻟﺪﺧﻮل ﻣﻊ اﻹدارة ﰲ ﻣﺴﻄﺮة ﺗﻮاﺟﻬﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ‬
‫وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬واﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﺮﻃﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿﻊ"‪.‬‬
‫‪ -‬اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪- Pierre FERNOUX: l’audit de la procédure de redressement, Ed EFE, 1996, p 67. (CE, 24 avril‬‬
‫‪1981, N° 16349, DF 1983, n° 1 comm 28.88 concl p. riviere).‬‬
‫‪ -117‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -118‬ﳏﻤﺪ اﻷﻋﺮج‪ :‬ﺗﻌﻠﻴﻞ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮن ‪ 03-01‬ﺑﺸﺄن إﻟﺰام اﻹدارات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ واﳌِﺆﺳﺴﺎت‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮارا‪‬ﺎ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،43‬ﺳﻨﺔ ‪ ، 2003‬ص ‪ 102‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -119‬ﻣﺜﻼ اﻟﺪورﻳﺔ اﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 30-85‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﻄﺎﺑﻊ اﳌﺘﺤﺪة )ﺻﻮﻧﲑ(‪،‬‬
‫اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،1986 ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪120‬‬
‫‪- Arrêt du conseil d’état n° 82494 du 20/02/1991 cité par Francis lefebre, contrôle fiscal,‬‬
‫‪Edition Francis lefebre, paris 1997, note n° 3145.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪- Guy GEST et Gilbert TIXIER: Manuel de droit, op. cit, p 248.‬‬
‫‪39‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ اﻋﺘﻤ ـ ــﺎدﻩ‬
‫ﻛﻮﻋـ ـ ــﺎء ﻟﺘﺼـ ـ ــﻔﻴﺔ واﺟﺒـ ـ ــﺎت اﻟﺘﺴـ ـ ــﺠﻴﻞ‪ ،122‬وﻛـ ـ ــﺬا ﻣﺒﻠـ ـ ــﻎ اﻟﻮاﺟﺒـ ـ ــﺎت اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻨﺎﲡـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﻦ اﻷﺳـ ـ ــﺎس‬
‫اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﺣﺴـ ـ ــﺐ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﺣﺴـ ـ ــﺐ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﳌـ ـ ــﺎدة ﳚـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أن ﻳـ ـ ــﺪﻋﻮ اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ إﱃ ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ ﻣﻼﺣﻈـ ـ ــﺎ‪‬ﻢ ﺧـ ـ ــﻼل أﺟـ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫ﺗﺴـ ـ ــﻠﻢ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ واﻟﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟـ ـ ــﺬي ﳛﺘﺴـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳﺎﺳـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــﺬا اﻷﺟـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﻮ اﻟﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳌﻀـ ـ ــﻤﻦ‬
‫ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ أو ﺑﻮﺻﻞ ﻣﺼﺎﱀ اﻟﱪﻳﺪ اﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻟﻠﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ إﻻ إذا‬
‫ﰎ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ـ ــﺎ إﱃ اﻟﻌﻨ ـ ـ ـ ـﻮان اﶈـ ـ ـ ــﺪد ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﳌﻠـ ـ ـ ــﺰم ﰲ إﻗﺮاراﺗ ـ ـ ــﻪ أو ﻣﺮاﺳ ـ ـ ــﻼﺗﻪ اﳌـ ـ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ـ ــﺎ إﱃ ﻣﻔﺘﺸـ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻪ ﻣﻜﺎن ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫إذن وﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻓ ـ ــﺈن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻻ ﳜﻠ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﻦ ﺛﻼﺛ ـ ــﺔ اﺣﺘﻤ ـ ــﺎﻻت‪ :‬إﻣ ـ ــﺎ أﻻ‬
‫ﳚﻴ ـ ــﺐ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد وﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻳﺼ ـ ــﺪر اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺳ ـ ــﺲ‬
‫اﻟ ـ ـﻮاردة اﻟـ ــﱵ اﻋﺘﻤـ ــﺪﻫﺎ اﳌﻔـ ــﺘﺶ ﰲ اﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬وﻻ ﳝﻜـ ــﻦ اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ ﻓﻴـ ــﻪ إﻻ وﻓـ ــﻖ اﻟﺸـ ــﺮوط اﳌﻘـ ــﺮرة ﰲ‬
‫‪123‬‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 235‬ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬وإﻣ ـ ــﺎ أن ﳚﻴ ـ ــﺐ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد وﻳﻌ ـ ــﱪ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻗﺒﻮﻟ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ )وﻫ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻧ ـ ــﺎدرة( وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻳﺼ ـ ــﺪر اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫وﻻ ﳝﻜﻨ ـ ــﻪ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳﻄﻌ ـ ــﻦ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وأﺧ ـ ــﲑا وﻫ ـ ــﻲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ــﺎﺋﻌﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻘ ـ ــﻮم اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﺎﳉﻮاب‪،‬‬
‫داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﶈﺪد ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺤﺎت اﳌﻔﺘﺶ وﻳﻌﱪ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻦ رﻓﻀﻪ اﻟﻜﻠﻲ أو اﳉﺰﺋﻲ ﳍﺎ‪.‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ :‬ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ اﻷﻣـ ــﺮ ﻫﻨـ ــﺎ ﲝﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﺮﻓﺾ اﻟﻜﻠـ ــﻲ أو اﳉﺰﺋـ ــﻲ ﻟﻠﺘﺼـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﻘﱰﺣـ ــﺔ‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ وﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻼﺣﻈـ ـ ــﺎت ﳚـ ـ ــﺐ أن ﺗﻘـ ـ ــﺪم داﺧـ ـ ــﻞ أﺟـ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺒﻘﺖ‬
‫اﻹﺷﺎرة‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺎت اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــﱴ ﻳﺴ ـ ــﻬﻞ إﺛﺒ ـ ــﺎت اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﳝﻜﻨ ـ ـ ــﻪ أن ﻳﻘ ـ ـ ــﺪم ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ـ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ــﻔﺎﻫﺔ إﱃ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟ ـ ـ ــﻚ‬

‫‪ -122‬اﻧﻈﺮ اﳌﻠﺤﻖ رﻗﻢ ‪.2‬‬

‫‪ -123‬ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ﻫﻨﺎ اﻟﻘﺒﻮل اﻟﺼﺮﻳﺢ اﻟﺬي ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ إرادة واﺿﺤﺔ ﻣﻦ اﳌﻠﺰم ﺑﺮﺿﺎﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﺤﻴﺤﺎت اﳌﻘﱰﺣﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة‪،‬‬
‫وﻫﺬا اﻟﻘﺒﻮل اﻟﺼﺮﻳﺢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﰲ ﺷﻜﻞ ﺟﻮاب ﻛﺘﺎﰊ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﳌﻠﺰم ﰲ ﳏﻀﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ‪ .‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺒﻮل ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺿﻤﻨﻴﺎ‬
‫ﻧﺎﺑﻌﺎ إﻣﺎ ﻋﻦ ﺳﻜﻮت اﳌﻠﺰم ﻋﻦ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﺎت اﳌﺒﻠﻐﺔ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻹدارة داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﺬي ﺣﺪدﻩ اﳌﺸﺮع‪ ،‬أو إﻣﺴﺎﻛﻪ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﺎن‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫ﻳﺘﻄﻠـ ـ ــﺐ ﰲ اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﳉﻮاﺑﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أن ﺗﻔﺼـ ـ ــﻞ ﰲ اﳌﻼﺣﻈـ ـ ــﺎت واﳌﻮاﻗـ ـ ــﻒ اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪة ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻗﱰاﺣﺎت ﻟﻠﺘﺼﺤﻴﺢ‪.124‬‬
‫وﻧﺸـ ــﲑ إﱃ أن ﺟ ـ ـﻮاب اﳌﻠـ ــﺰم داﺧـ ــﻞ اﻵﺟـ ــﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﻳـ ــﺆدي إﱃ ﲤﺘﻌـ ــﻪ ﲝـ ــﻖ ﺟ ـ ـﻮاب ﺛـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ‬
‫اﳌﻔﺘﺶ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ردﻩ ﻗﺒﻮﻻ أو رﻓﻀﺎ ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺣﺴﺐ اﻷﺣﻮال‪.125‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ــﲑة‪ :‬ﺗ ـ ــﺄﰐ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﺳ ـ ــﺘﻤﺮار اﳊ ـ ـﻮار اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺮﺗﻜ ـ ــﺰ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﲔ اﻹدارة واﳌﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ــﺚ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﺗﻮﺻـ ـ ــﻠﻪ داﺧـ ـ ــﻞ اﻷﺟـ ـ ــﻞ‬
‫ﲜ ـ ـ ـ ـﻮاب اﳌﻠـ ـ ـ ــﺰم اﻟـ ـ ـ ــﺬي رﻓـ ـ ـ ــﺾ ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ ﻛـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎت أو ﺟـ ـ ـ ــﺰءا ﻣﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬أن ﻳﻘـ ـ ـ ــﻮم ﺑﺪراﺳـ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﻼﺣﻈ ـ ـ ــﺎت وﺣﺠـ ـ ـ ــﺞ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬وإذا رأى أن ﲨﻴﻌﻬـ ـ ـ ــﺎ أو ﺑﻌﻀـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻻ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻨﺪ إﱃ أﺳـ ـ ـ ــﺎس ﺻـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‪،126‬‬
‫وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أن ﻳﻘ ـ ــﻮم ﺧ ـ ــﻼل أﺟ ـ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز ﺳ ـ ــﺘﲔ )‪ (60‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻪ ﲜـ ـ ـﻮاب اﳌﻠ ـ ــﺰم‬
‫ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ رﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫وﳚﺐ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺛﻼث ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻬﻤﺔ وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺳﺒﺎب اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻜﻠﻲ أو اﳉﺰﺋﻲ ﳌﻼﺣﻈﺎت اﳌﻠﺰم؛‬
‫‪ -‬أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﳌﺰﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ وﻃﺒﻴﻌﺘﻪ وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺒﻠﻐﻪ؛‬
‫‪ -‬دﻋ ـ ــﻮة اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻦ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﻣﻮاﻓﻘﺘ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت‬
‫وذﻟﻚ داﺧﻞ أﺟﻞ )‪ (30‬ﻳﻮﻣﺎ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪.127‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻛـ ـ ــﺎن رﻓـ ـ ــﺾ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﺟﺰﺋﻴـ ـ ــﺎ أو ﻛﻠﻴـ ـ ــﺎ ﻓﺈ‪‬ـ ـ ــﺎ ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻠﺰﻣـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴـ ـ ــﻞ‪،‬‬
‫ﺑـ ـ ــﺬﻛﺮ أﺳـ ـ ــﺒﺎب اﻟـ ـ ــﺮﻓﺾ وﺗﻌﻠﻴـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟـ ـ ــﺮﻓﺾ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻠﺰم‪ 128‬ذﻛـ ـ ــﺮ اﻷﺳـ ـ ــﺒﺎب اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ واﻟﻮاﻗﻌﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ‬
‫اﻋﺘﻤ ـ ــﺪت ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﺪﺣﺾ اﳊﺠ ـ ــﺞ واﻷدﻟ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن‬

‫‪ -124‬ﳏﻤﺪ ﺣﺠﺎج‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﲔ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -125‬اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -126‬ﳏﻤﺪ ﻣﻨﻘﺎر‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﰲ ﻟﻘﺎء ﻣﺸﱰك ﺑﲔ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ واﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺣﻮل اﻟﻌﻤﻞ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬دﻓﺎﺗﺮ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻟﺪراﺳﻴﲔ ‪ 28‬و‪ 29‬ﻣﺎرس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2005 ،18‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -127‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -128‬ﻻ ﲰﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪور ﻗﺎﻧﻮن ‪ 03-01‬ﺑﺸﺄن إﻟﺰام اﻹدارات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮارا‪‬ﺎ اﻹدارﻳﺔ‬
‫وذﻟﻚ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻇﻬﲑ رﻗﻢ ‪ 1-02-202‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 23‬ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪.2002‬‬
‫‪41‬‬
‫اﻹدارة ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ ﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ ﺑﺈﻋ ـ ــﺎدة ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت اﻟـ ـ ـﻮاردة ﰲ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷوﱃ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﲟﻼﺣﻈﺎت اﳌﻠﺰم‪.129‬‬
‫وﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺮﻓﺾ ﻟ ـ ــﻪ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻗﺼ ـ ــﻮى ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﲔ ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻷﺳ ـ ــﺎس اﳌﻘ ـ ــﱰح‬
‫وإ‪ ‬ـ ـ ــﺎء اﻟﻨـ ـ ـ ـﺰاع أو اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻤﺮار ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ ﺑﺸ ـ ـ ــﺄﻧﻪ ﺑﺴ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﻬ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻷﺳ ـ ـ ــﺎس ﻓ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﺬي ﳚﺐ اﻋﺘﻤﺎدﻩ‪.130‬‬
‫وﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﳛ ـ ــﺮم اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻘ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﻋ ـ ــﺪم دراﻳﺘ ـ ــﻪ ﺑﺄﺣﻜ ـ ــﺎم اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﳌﻘ ـ ــﱰح داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ )‪ (30‬اﻟﺜﻼﺛ ـ ــﲔ‬
‫ﻳﻮﻣ ــﺎ اﻟﺘ ــﺎﱄ ﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺴ ــﻠﻢ رﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ أﻣ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ ﻟﺘﻘ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨﺼ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ‬
‫ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 225‬أو أﻣـ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 226‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.131‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﺗﺘﺒ ـ ــﲔ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮن رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ إذ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــﻮﺋﻬﺎ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر اﳌﻠ ـ ــﺰم‬
‫ﺑﲔ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ أو اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﺘﺼﺤﻴﺤﺎت اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪@@òÈ튎Ûa@|îz–nÛa@ñŠİŽß@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﳌﻮازاة ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻌﺎدﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻫﻨ ـ ـ ـ ــﺎك اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ أو اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬وﻳﻘﺼ ـ ــﺪ ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟـ ـ ـﺮﺑﻂ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﻧﻮﻋ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ ﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮق اﳋﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع‪.132‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ أورد اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺣ ـ ـ ـ ــﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻀ ـ ـ ـ ــﻤﻨﺘﻬﺎ اﳌ ـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 221‬ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬و‪‬ﻢ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳊﺼـ ــﻴﻠﺔ اﳋﺎﺿـ ــﻌﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋـ ــﻦ ﻓـ ــﱰة اﻟﻨﺸـ ــﺎط اﻷﺧـ ــﲑة ﻏـ ــﲑ اﳌﺸـ ــﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘـ ــﺎدم‪ ،‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ‬
‫ﺗﻔﻮﻳ ـ ـ ــﺖ ﻣﻘﺎوﻟ ـ ـ ــﺔ أو اﻧﻘﻄ ـ ـ ــﺎع ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻣﺰاوﻟ ـ ـ ــﺔ ﻧﺸ ـ ـ ــﺎﻃﻬﺎ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺬا ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺗﺴ ـ ـ ــﻮﻳﺔ أو ﺗﺼ ـ ـ ــﻔﻴﺔ‬

‫‪ -129‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -130‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺬاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -131‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -132‬ﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﻄﺎﻫﺮي‪ :‬اﻟﻔﺤﺺ اﻟﻀﺮﻳﱯ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻳﻮﻣﻲ ‪ 4‬و‪ 5‬دﺟﻨﱪ ‪،2009‬‬
‫ﻋﺪد ﺧﺎص ﲟﺠﻠﱵ اﻟﻘﺴﻄﺎس واﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪42‬‬
‫ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﳍ ـ ــﺎ أو ﺗﻐ ـ ــﲑ ﺷ ـ ــﻜﻠﻬﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ إﻣ ـ ــﺎ إﺧﺮاﺟﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻧﻄ ـ ـ ــﺎق اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت أو اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺪﺧﻞ وإﻣ ـ ـ ــﺎ إﺣ ـ ـ ــﺪاث ﺷ ـ ـ ــﺨﺺ‬
‫اﻋﺘﺒﺎري ﺟﺪﻳﺪ؛‬
‫‪ -‬اﻹﻗ ـ ـ ـﺮارات اﳌﻮدﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺒ ـ ــﻖ ﳍ ـ ــﻢ ﰲ اﳌﻐ ـ ــﺮب ﻣ ـ ــﻮﻃﻦ‬
‫ﺿﺮﻳﱯ أو ﻣﺆﺳﺴﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ذوي اﳊﻘﻮق اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻮﻓﲔ؛‬
‫‪ -‬إﻗ ـ ـﺮارات اﳋﺎﺿـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺒﻴﻌـ ــﻮن ﻗﻴﻤـ ــﺎ ﻣﻨﻘﻮﻟـ ــﺔ وﻏﲑﻫـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺳـ ــﻨﺪات رأس اﳌـ ــﺎل‬
‫واﻟﺪﻳﻦ؛‬
‫‪ -‬اﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﶈﺠ ـ ـ ــﻮزة ﰲ اﳌﻨﺒ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــﱵ وﻗ ـ ـ ــﻊ إﻗ ـ ـ ـﺮار ﺑﺸ ـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﳌﺸ ـ ـ ــﺘﻐﻠﲔ أو اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻹﻳﺮادات اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﻨﻘﻄﻌـ ـ ــﻮن ﻛﻠﻴـ ـ ــﺎ أو ﺟﺰﺋﻴـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــﻦ ﻣﺰاوﻟـ ـ ــﺔ ﻧﺸـ ـ ــﺎﻃﻬﻢ أو اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣـ ـ ــﻮن‬
‫ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ زﺑﻨﺎﺋﻬﻢ أو ﺗﻐﻴﲑ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳌﻨﺸﺂ‪‬ﻢ؛‬
‫‪ -‬اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ــﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﱰة‬
‫اﻟﻨﺸـ ـ ــﺎط اﻷﺧـ ـ ــﲑة ﻏـ ـ ــﲑ اﳌﺸـ ـ ــﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘـ ـ ــﺎدم ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﺗﻔﻮﻳـ ـ ــﺖ ﻛﻠـ ـ ــﻲ أو ﺟﺰﺋـ ـ ــﻲ ﻟﻸﺻـ ـ ــﻮل‬
‫ا‪‬ﺴﺪة ﻟﻠﻤﻨﺸﺄة أو اﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﺰاوﻟﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ‪.133‬‬
‫‪ -‬ﺗﺼـ ــﺤﻴﺢ ﲦـ ــﻦ اﻟﺘﻤﻠـ ــﻚ أو ﻧﻔﻘـ ــﺎت اﻻﺳـ ــﺘﺜﻤﺎر ﻏـ ــﲑ اﳌـ ــﱪرة أو ﳘـ ــﺎ ﻣﻌـ ــﺎ أو اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ‬
‫ﻟﻸﻣﻼك اﳌﺒﻴﻌﺔ‪.134‬‬

‫‪ -133‬ﰎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻘﺮة ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2018‬رﻗﻤﻪ ‪ ،68-17‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪،1-17-110‬‬
‫اﻟﺼﺎدر ﰲ ‪ 6‬رﺑﻴﻊ اﻷﺧﺮ ‪ 19) 1439‬دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،(2017‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪ ،6633‬ص ‪.7366‬‬
‫‪ -134‬ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﱂ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 221‬وإﳕﺎ ﰒ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 224‬اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ اﻷرﺑﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ وأﺣﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﺎدة ‪.221‬‬
‫‪43‬‬
 ‫‪@@òîöbj¦a@òÇ‹bä½a@ñŠİŽß ZïãbrÛa@szj½a‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻗﻄ ـ ــﻊ ﻧﻈﺎﻣﻨ ـ ــﺎ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ أﺷـ ـ ـﻮاﻃﺎ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ ﻫﻴـ ـ ـﺊ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﺒﻞ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ واﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻟﺘﻤﻜ ـ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻞ اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ أو اﻟ ـ ـ ـﺮﺑﻂ اﳋ ـ ـ ــﺎﻃﺊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو أي ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك إداري‬
‫ﻣﻨـ ــﺎف ﻟﻠﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وﺟﻌ ـ ــﻞ اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﺮورﻳﺔ ﳊ ـ ــﻞ ﺟ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﶈﺎﻛﻢ اﻟﱵ ﺗﺘﻮﱃ ﺣﻞ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﳌﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة‪.‬‬
‫وﺗﻌ ـ ــﱪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﺗﺎن اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ‪ -‬اﻟﻠﺘ ـ ــﲔ اﺻ ـ ـﻄﻠﺤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ‪ -‬واﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻋ ـ ــﻦ‬
‫درﺟـ ــﺔ ﻣﺘﻄـ ــﻮرة ﻣـ ــﻦ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﲔ اﳊـ ــﺎﻛﻢ واﶈﻜـ ــﻮم ﰲ ﻣﻴـ ــﺪان اﳉﺒﺎﻳـ ــﺔ‪ .‬ذﻟـ ــﻚ أن ا‪‬ﺘﻤـ ــﻊ ﻳﻘـ ــﺎس ﲢﻀـ ــﺮﻩ‬
‫وﺗﻄ ـ ــﻮرﻩ ﲟ ـ ــﺎ ﳝﻨﺤ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم وﻣ ـ ــﻦ وﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻧﻔﺴ ـ ــﻬﺎ‪،‬‬
‫وذﻟ ـ ــﻚ ﻗﺼ ـ ــﺪ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺘ ـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻴﻠ ـ ــﻪ اﻹدارة ﻣ ـ ــﻦ اﻣﺘﻴ ـ ــﺎزات وإﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺎت ﻗ ـ ــﺪ ﺗ ـ ــﺆدي ‪ ‬ـ ــﺎ إﱃ ﲢﻤﻴ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﻠﺰم ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﻪ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺳﻮاء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳋﻄﺄ واﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﻟﺰام‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﺳﻨﻘﺴـ ـ ــﻢ ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﺒﺤـ ـ ــﺚ إﱃ ﻣﻄﻠﺒـ ـ ــﲔ‪ ،‬ﺳـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ اﳌﻄﻠـ ـ ــﺐ اﻷول اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻣـ ـ ــﺎ ﻗﺒـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﺴ ـ ــﻮﻳﺔ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ﺳ ـ ــﻨﺘﻄﺮق ﻹﺟـ ـ ـﺮاءات رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﰲ‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ‪.‬‬
‫‪@@òîöbj¦a@òÇ‹bä½a@òíìŽnÛ@òîöbšÔÛa@ÝjÓ bß@ñŠİŽ½a@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﻲ اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳊ ـ ــﻖ دون اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء ﻟﻠ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻗﺼ ـ ــﻮى‪ ،‬ﻓﻔ ـ ــﻲ ذﻟ ـ ــﻚ‬
‫اﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎد ﻟﻠﻮﻗ ـ ـ ــﺖ وﳌﺼ ـ ـ ــﺎرﻳﻒ اﳌﺨﺎﺻ ـ ـ ــﻤﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،135‬اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺘﻤﻴ ـ ـ ــﺰ إﺟﺮاءا‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻘﻴ ـ ـ ــﺪ وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻂء‪،‬‬
‫ﺳ ـ ـﻮاء أﺛﻨ ــﺎء ﲢﻀ ــﲑ اﻟ ــﺪﻋﻮى أو أﺛﻨ ــﺎء ﻧﻈﺮﻫ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أن اﻟﺒﺤ ــﺚ ﻋ ــﻦ ﺣ ــﻞ ﻟﻠﻨ ـ ـﺰاع اﻟ ــﺬي ﺗﻜ ــﻮن اﻹدارة‬
‫ﻃﺮﻓ ـ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺘﻬﺎ ﺟﻬ ـ ـ ــﺔ ﻣﺘﻈﻠﻤـ ـ ـ ـﺎ ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬دون اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء‪ ،‬ﳛﻔ ـ ـ ــﻆ اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳﺔ واﻟﺸﺨﺺ اﳌﻌﲏ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺳﻴﺎت ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.136‬‬

‫‪ -135‬ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺣﺴﻦ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ -‬اﳉﺰء اﻷول ‪ -‬ﻗﻀﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳉﻼء اﳉﺪﻳﺪة ﺑﺎﳌﻨﺼﻮرﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،1978‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -136‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬وﺣﺪة ﻋﻠﻢ اﻹدارة واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ -‬أﻛﺪال‪ ،-‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2013-2012‬ص ‪.331‬‬
‫‪44‬‬
‫وﺗﺸـ ـ ــﺠﻴﻌﺎ ﻟﻸﻓ ـ ـ ـﺮاد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻃﻠـ ـ ــﺐ إﻧﺼـ ـ ــﺎف اﻹدارة ﻗﺒـ ـ ــﻞ ﻋـ ـ ــﺮض اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع أﻣـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻋﻤـ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﺸـ ــﺮع ﻋﻠـ ــﻰ وﺿـ ــﻊ آﻟﻴـ ــﺔ ﲤﻜـ ــﻦ ﺻـ ــﺎﺣﺐ اﻟﺸـ ــﺄن ﻣـ ــﻦ ﺗﻘـ ــﺪﱘ ﺗﻈﻠﻤـ ــﻪ إﱃ ﻣﺼـ ــﺪر اﻟﻘ ـ ـﺮار أو رﺋﻴﺴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ‬
‫أﺟﻞ إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻈﻠﻢ‪.‬‬
‫وإذا ﻛـ ـ ــﺎن اﻟـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﻄـ ـ ــﺮح إﺷـ ـ ــﻜﺎﻻت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﳌـ ـ ــﺎدة اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺨﺼﻮﺻـ ـ ــﻴﺔ اﳌـ ـ ــﺎدة‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ــﻠﻮﻛﻪ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،137‬وإذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﰎ اﻟﻠﺠ ـ ـ ـﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء دون‬
‫اﻟﺘﻘﻴﺪ ‪‬ﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة ﻳﻜﻮن ﻣﺂل اﻟﺪﻋﻮى ﻫﻮ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل)اﻟﻔﺮع اﻷول(‪.‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﺸـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ اﻟـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري ﺑﺎﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرﻩ ﺷـ ـ ــﺮﻃﺎ ﺿـ ـ ــﺮورﻳﺎ وإﻟﺰاﻣﻴ ـ ـ ـﺎ ﻟﻘﺒـ ـ ــﻮل ﻛـ ـ ــﻞ ﻃﻌـ ـ ــﻦ‪،‬‬
‫ﻓﻘ ـ ــﺪ أﻟ ـ ــﺰم اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﳌﺨ ـ ــﺘﺺ )اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري( إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ‪-‬اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@òÇ‹bä½a@òíìŽnÛ@òÜîì×@ð‰a…⁄a@áÜÄnÛa@Z@Þëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻹداري أﺣﺪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة وﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺼـﺤﻴﺢ‬
‫أﺧﻄﺎﺋﻬــﺎ وﺗﺼــﻮﻳﺐ إﺟﺮاءا‪‬ــﺎ‪ ،138‬وﻗــﺪ أﻗــﺮ اﳌﺸــﺮع اﻟﻀ ـﺮﻳﱯ ﰲ إﻃــﺎر ﺳــﻌﻴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ ﻧــﻮع ﻣــﻦ اﻟﺘ ـﻮازن ﰲ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ واﳌﻠﺰم‪ ،‬و‪‬ﺪف ﺗﺴﻮﻳﺔ اﳋﻼﻓﺎت اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺗﻀﺎرب ﻣﺼﺎﱀ اﻟﻄـﺮﻓﲔ‪ ،‬ﻣﺴـﻄﺮة‬
‫أو آﻟﻴــﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒــﺔ أو اﻟــﺘﻈﻠﻢ‪ ،‬ﻟﺼــﺎﱀ اﳋﺎﺿــﻊ ﻟﻠﻀ ـﺮﻳﺒﺔ ‪‬ــﺪف ﲤﻜﻴﻨــﻪ ﻣــﻦ ﻋــﺮض ﺧﻼﻓــﻪ ﻣــﻊ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴــﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ أﻧﻈــﺎر ﻫــﺬﻩ اﻷﺧــﲑة ﻹﻓﺴــﺎح ا‪‬ــﺎل ﳍــﺎ ﻟﺘــﺪارك أﺧﻄﺎﺋﻬــﺎ أو ﺗﺼــﺤﻴﺢ ﻓﺮﺿــﻬﺎ اﻟﻀ ـﺮﻳﱯ أو ﺗﻮﺿــﻴﺢ‬
‫ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﲟﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﻠﻄﻴﻒ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺸﻨﺞ واﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﻢ ‪‬ﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ‪.139‬‬
‫وﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘـﺪ اﺧﺘﻠـﻒ اﻟﻔﻘـﻪ ﰲ ﲢﺪﻳـﺪ ﻣﻔﻬـﻮم ﻣﻮﺣـﺪ ﳌـﺎ ﻳﺴـﻤﻰ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ‪ ،‬ﻓـﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺮﻓﻬـﺎ أ‪‬ـﺎ‬
‫اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ أو اﻟﻄﻠﺐ اﳌﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻠﺰم‪ ،‬أو اﳌﻤـﻮل ﻟﻠﺨﺰﻳﻨـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬أو اﳋﺎﺿـﻊ ﻟﻠﻀـﺮﻳﺒﺔ إﱃ اﻹدارة ﻣـﻦ‬
‫أﺟ ــﻞ ﻣﺮاﺟﻌ ــﺔ أو ﲣﻔ ــﻴﺾ أو إﻟﻐ ــﺎء اﻟﻔ ــﺮض اﻟﻀ ـﺮﻳﱯ أو إﺻ ــﻼح اﻷﺧﻄ ــﺎء اﳌﺎدﻳ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﳝﻜ ــﻦ أن ﺗﺮﺗﻜ ــﺐ‬
‫ﺧﻼﳍﺎ‪ ،‬واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺗﻈﻠﻤﺎ‪.‬‬

‫‪ -137‬ﻣﻊ وﺟﻮد ﺣﺎﻻت ﺳﻨﺘﻄﺮق ﳍﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮب‪.‬‬

‫‪ -138‬ﺛﻮرﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﱐ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري و رﻗﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -139‬اﳏﻤﺪ ﻗﺰﻳﱪ‪ :‬اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت اﻹدارﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ 4 ،‬و ‪ 5‬دﺟﻨﱪ ‪ ،2009‬ﻋﺪد‬
‫ﺧﺎص ‪‬ﻠﱵ اﻟﻘﺴﻄﺎس واﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪45‬‬
‫ﻟﻜ ـ ـ ــﻦ وإن اﺧﺘﻠﻔ ـ ـ ــﺖ اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻤﻴﺎت واﳌﺼ ـ ـ ــﻄﻠﺤﺎت‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﳍ ـ ـ ــﺪف واﺣ ـ ـ ــﺪ إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻣﻀ ـ ـ ــﻤﻮ‪‬ﺎ‬
‫ﻳﻨﻄﺒﻖ وﺣﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﳌﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺨﻼف ﺑﲔ اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.140‬‬
‫وﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم ﻳﻘﺼـﺪ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒـﺔ اﻹدارﻳـﺔ ﺗﻘـﺪﱘ ﺗﻈﻠـﻢ إﱃ اﻹدارة ﺻـﺎﺣﺒﺔ اﻟﻘـﺮار ﺑﻘﺼـﺪ اﻟﱰاﺟـﻊ ﻋﻨـﻪ أو‬
‫ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﲟﺎ ﻳﺼﺤﺢ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻟﻠﻤـﺘﻈﻠﻢ‪ ،141‬إذ ﺗﺴـﺘﻤﺪ أﺳﺎﺳـﻬﺎ اﻟﻘـﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﳎـﺎل اﻟﻮﻋـﺎء اﻟﻀـﺮﻳﱯ ﻣـﻦ‬
‫ﻣﻘﺘﻀــﻴﺎت اﳌــﺎدة ‪ 235‬ﻣــﻦ اﳌﺪوﻧــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻀـﺮاﺋﺐ اﻟــﱵ ورد ﻓﻴﻬــﺎ " ﳚــﺐ ﻋﻠــﻰ اﳋﺎﺿــﻌﲔ ﻟﻠﻀـﺮﻳﺒﺔ اﻟــﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻨــﺎزﻋﻮن ﰲ ﳎﻤــﻮع أو ﺑﻌــﺾ ﻣﺒﻠــﻎ اﻟﻀـﺮاﺋﺐ واﻟﻮاﺟﺒــﺎت واﻟﺮﺳــﻮم اﳌﻔﺮوﺿــﺔ ﻋﻠــﻴﻬﻢ‪ ،‬أن ﻳﻮﺟﻬـﻮا ﻣﻄﺎﻟﺒــﺎ‪‬ﻢ‬
‫إﱃ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ أو اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻔﻮض ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻪ‪."...‬‬
‫وﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺎدة اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﺑ ـ ــﺄن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ أﻓ ـ ــﺮد ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﰲ ا‪ ‬ـ ــﺎل‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﺟﻌ ـ ــﻞ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ إﺟ ـ ـ ـﺮاء إﺟﺒﺎرﻳ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺷ ـ ــﺮﻃﺎ ﻻزﻣ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﺮض اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع أﻣ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬وﻻ أدل ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻟﻔﻌ ـ ــﻞ "ﳚ ـ ــﺐ" اﻟ ـ ــﺪال ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﻄﻌﻴ ـ ــﺔ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮن اﻟ ـ ــﻨﺺ وﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﳉﻮازﻳﺔ ﻓﻴﻪ‪.142‬‬
‫وﻋﻤﻮﻣـ ــﺎ ﳝﻜـ ــﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴـ ــﺰ ﰲ إﻃـ ــﺎر اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺎت اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑـ ــﲔ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺎت اﻟﻨﺰاﻋﻴـ ــﺔ )اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻷوﱃ(‪،‬‬
‫واﳌﻄﺎﻟﺒﺎت اﻻﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪òîÇaŒäÛa@pbjÛbݽa@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إن ﺗﻘـ ـ ـ ــﺪﱘ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻨﺰاﻋﻴـ ـ ـ ــﺔ أﻣـ ـ ـ ــﺎم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﳎـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻨﺰاﻋـ ـ ـ ــﺎت ﰲ اﻟﻮﻋـ ـ ـ ــﺎء‪ ،‬إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء‬
‫إﻟﺰاﻣـ ــﻲ ﻗﺒـ ــﻞ ﻧﺸـ ــﺮ اﳋـ ــﻼف أﻣـ ــﺎم أﻧﻈـ ــﺎر اﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ ،143‬وﺗﺒﻌـ ــﺎ ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓـ ــﺎﻟﺘﻈﻠﻢ اﻟﻨﺰاﻋـ ــﻲ ﻳﻘﺼـ ــﺪ ﺑـ ــﻪ ذﻟـ ــﻚ‬
‫اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻘ ـ ــﺪم ﺑ ـ ــﻪ اﳌﻠ ـ ــﺰم إﱃ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻹﻋ ـ ــﺎدة اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ ﻗـ ـ ـﺮار ﺟﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻳ ـ ــﺪﻋﻲ ﳐﺎﻟﻔﺘ ـ ــﻪ‬

‫‪ -140‬ﻣﺼﻄﻔﻰ زاﻫﺮ‪ :‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ "اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ واﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﳕﻮذﺟﺎ"‪ ،‬اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ا‪‬ﺎل اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -141‬ﳏﻤﺪ اﻟﺸﺮﻳﻘﻲ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أو اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع‬
‫اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ا‪‬ﺎل اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -142‬ﳏﻤﺪ اﻟﺸﺮﻳﻘﻲ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أو اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -143‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪46‬‬
‫ﻟﻠﻘ ــﺎﻧﻮن أو ﺑﻌـ ــﺪﻩ ﻋـ ــﻦ اﻟﻮاﻗـ ــﻊ‪ ،144‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﻘﺼـ ــﺪ ﺑـ ــﻪ أﻳﻀ ــﺎ ﺣـ ــﻖ اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ ﻃﻠـ ــﺐ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ دﻗﻴـ ــﻖ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎول ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻪ‪.145‬‬
‫وﺣ ـ ـ ــﱴ ﻳﻘ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ـ ــﻲ ﺻ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ‪ ،‬ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ أﻻ ﳛﻴ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ‬
‫أورد‪‬ـ ـ ــﺎ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﲟﻮﺿـ ـ ــﻮﻋﻪ )أوﻻ(‪ ،‬أو ﺑـ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ‬
‫اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻓﻴﻪ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻮﺿﻮع اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ‬
‫ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻬﺪف اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻏﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ وراء ﺗﻘﺪﳝ ـ ـ ــﻪ ﳌﻄﺎﻟﺒﺘ ـ ـ ــﻪ اﻟﻨﺰاﻋﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ‬
‫ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬واﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﺻ ـ ـ ــﻼح اﻷﺧﻄ ـ ـ ــﺎء اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺮﺗﻜﺒﻬ ـ ـ ــﺎ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ أﺛﻨ ـ ـ ــﺎء ﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪﻫﺎ أﺳ ـ ـ ــﺎس‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﺗﺼـ ــﻔﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻛـ ــﺬا اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻋﻠـ ــﻰ اﻣﺘﻴـ ــﺎز أو ﺣـ ــﻖ ﻣﻌ ـ ــﱰف ﺑـ ــﻪ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻰ اﻟﻨﺼـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫أو اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﱃ ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺧﻄﺎء اﳌﺎدﻳﺔ‬
‫ﻫﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﱵ ‪‬ﺪف إﱃ ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻔﺮوض اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻨـﻮع اﻷﻛﺜـﺮ اﺳـﺘﻌﻤﺎﻻ‬
‫ﻣـﻦ ﻃـﺮف اﳌﻠـﺰﻣﲔ‪ ،146‬وﺗﺸـﻤﻞ اﻷﺧﻄـﺎء اﳌﺎدﻳـﺔ اﳌﺮﺗﻜﺒـﺔ ﻣـﻦ ﻃـﺮف ﻣﺼـﺎﱀ اﻟﻮﻋـﺎء أﺛﻨـﺎء ﺗﺼـﻔﻴﺔ اﻟﻀـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬
‫ﻛ ــﺎﻟﻔﺮض اﳌ ــﺰدوج ﻟ ــﻨﻔﺲ اﻟﻀ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋ ــﻦ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﺴ ــﻨﺔ‪ ،‬وﻛ ــﺬا اﻟﻔ ــﺮض اﳋ ــﺎﻃﺊ ﻟﻠﻀ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﲟﺒﻠ ــﻎ أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻮاﺟﺐ‪ ،‬أو اﳋﻄﺄ ﰲ ﺗﺼﻔﻴﺘﻬﺎ ﺑﺴﻌﺮ أﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﳚﺐ‪.‬‬
‫وﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﺗﺘ ـ ـ ــﻮزع اﻷﺧﻄ ـ ـ ــﺎء اﳌﺎدﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﲔ أن ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن أﺧﻄ ـ ـ ــﺎء ﰲ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻛﺎﻷﺧﻄ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﳊﺴـ ــﺎﺑﻴﺔ أو ﻛﺘﻀ ـ ـﺮﻳﺐ دﺧـ ــﻞ أو رﺑـ ــﺢ ﻣ ـ ـﺮﺗﲔ أو اﻋﺘﻤـ ــﺎد أرﻗـ ــﺎم ﻏـ ــﲑ ﺗﻠـ ــﻚ اﳌﺼـ ــﺮح ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬وﺑـ ــﲔ أﺧﻄـ ــﺎء‬
‫ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻛﺎﳋﻄﺄ ﰲ اﻟﺴﻌﺮ اﻟﻮاﺟﺐ اﻋﺘﻤﺎدﻩ‪.‬‬

‫‪ -144‬اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻜﺰداح‪ :‬اﻟﻄﻌﻮن اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬وﺣﺪة ﻋﻠﻢ اﻹدارة واﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬أﻛﺪال ‪ ،-‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2004-2003‬ص‬
‫‪.193‬‬
‫‪ -145‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺷﻜﻮر‪ :‬ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﲔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ واﳊﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ‪ ،‬اﳌﺪرﺳﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1993-1992‬ص ‪.16‬‬
‫‪146‬‬
‫‪- Abdellah BOUDAHRAIN: Le Contentieux Fiscal, Edition EDEMAR, 1984, p 78.‬‬
‫‪47‬‬
‫واﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻫ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻳﺘﺤﻤ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ــﺐء إﺛﺒ ـ ـ ــﺎت وﺟ ـ ـ ــﻮد ﺧﻄ ـ ـ ــﺄ ﰲ ﺗﺼ ـ ـ ــﻔﻴﺔ أو ﰲ وﻋ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﺗﻘﺪﳝ ـ ــﻪ اﳊﺠ ـ ــﺔ اﻟﺪاﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻮد ﻓ ـ ــﺮض ﻣ ـ ــﺰدوج أو ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺧﻄ ـ ــﺄ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳊﺴﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬أو ﰲ اﻟﺴﻌﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﻟﻮاﺟﺐ اﻋﺘﻤﺎدﻩ‪.147‬‬
‫‪ -2‬اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﳉﺒﺎﻳﺔ أو اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫‪ ‬ـ ــﺪف ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت إﱃ إﺑﻄ ـ ــﺎل اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬ ـ ــﺎ ﻟﺴ ـ ــﺒﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ــﺒﺎب‪ ،‬أو ﲣﻔﻴﻀ ـ ــﻬﺎ إﱃ‬
‫اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﻳﺮاﻩ اﳌﻠﺰم ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ــﻮﻏﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﺴ ـ ــﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﺈﺳ ـ ــﻘﺎط اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﺟ ـ ــﻮد ﻋﻴ ـ ــﺐ ﰲ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓﺮﺿ ـ ــﻬﺎ أو ﺳ ـ ــﻘﻮﻃﻬﺎ ﺑﻔﻌ ـ ــﻞ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم‪ ،148‬ﻋﻠﻤ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺄن إﺳ ـ ــﻘﺎط اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻫ ـ ــﻮ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺤﺐ‬
‫ﻟﻘ ـ ـﺮار إداري ﻏـ ــﲑ ﻣﺸـ ــﺮوع ﺗﺮﻳـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ ﺧﻼﻟـ ــﻪ اﻹدارة‪ ،‬إﺻـ ــﻼح وﺿـ ــﻌﻴﺔ ﻏـ ــﲑ ﺻـ ــﺤﻴﺤﺔ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ ﻷﺧﻄـ ــﺎء‬
‫وﻗﻌ ـ ــﺖ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﻗـ ـ ـﺮار ﺳ ـ ــﺤﺐ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أي إﺳ ـ ــﻘﺎﻃﻬﺎ ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻗﺒ ـ ــﻞ أﻣ ـ ــﺪ‬
‫ﺗﻘﺎدﻣﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘﺎدﻣ ـ ـ ــﺖ أﺻ ـ ـ ــﺒﺤﺖ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﺒ ـ ـ ــﺚ‬
‫إﺻﺪار ﻗﺮار ﺑﺈﺳﻘﺎﻃﻬﺎ‪.149‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻄﺎﻟ ـ ــﺐ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻓﻘ ـ ــﻂ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺨﻔﻴﻒ أو اﻟﺘﺨﻔ ـ ــﻴﺾ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻣ ــﺎ إذا ﺗﺒ ــﲔ ﻟ ــﻪ أن ﻫﻨ ــﺎك ﺳ ــﻮء ﺗﻘ ــﺪﻳﺮ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﻹدارة‪ ،‬ﻣﺜ ــﺎل‪) :‬ﲢﻴ ــﲔ اﻟﻘﻴﻤ ــﺔ اﻟﻜﺮاﺋﻴ ــﺔ ﰲ رﺳ ــﻢ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ــﻜﻦ‪ ،‬ﻣﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺘﻤﻠ ـ ـ ــﻚ وﻧﻔﻘ ـ ـ ــﺎت اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺪﺧﻞ‪/‬ﺻ ـ ـ ــﻨﻒ اﻷرﺑ ـ ـ ــﺎح‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ‪.(...‬‬
‫‪ -3‬ﻃﻠﺒﺎت اﻻﺳﱰداد‬
‫ﺗﻘ ـ ــﺪم ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻄﻠﺒ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺴ ـ ــﻜﻮن ﺑ ـ ــﺄ‪‬ﻢ أدوا ﻟ ـ ــﻺدارة‬
‫ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﺤﻘﺔ‪ ،‬ﻏﲑ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻄﻠﺒﺎت ﳝﻜﻦ أن ﺗﻘﺪم أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻐﲑ‪.‬‬

‫‪ -147‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.189‬‬

‫‪ -148‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -149‬ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﱰاب‪ :‬اﳌﺨﺘﺼﺮ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ -‬اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰﻣﲔ‪ ،-‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،2013 ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪48‬‬
‫ﻓﺎﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳ ـ ــﺔ ﻳﺮﻣ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻦ وراء ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻄﻠﺒ ـ ــﺎت إﱃ اﺳ ـ ــﱰﺟﺎع ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ دﻓﻌ ـ ــﺖ ﺧﻄ ـ ــﺄ‪ ،‬ﻛ ـ ــﺄن‬
‫ﻳـ ــﺪﻓﻊ أﻛﺜـ ــﺮ ﳑـ ــﺎ ﻫـ ــﻮ ﻣﻘـ ــﺮر ﰲ اﻹﺷـ ــﻌﺎر اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬أو أن ﻳﺮﻣـ ــﻲ إﱃ اﺳـ ــﱰﺟﺎع ﻣﺒـ ــﺎﻟﻎ اﺳﺘﺨﻠﺼـ ــﺖ ﺟ ـ ـﱪا‬
‫دون وﺟﻪ ﻗﺎﻧﻮﱐ‪.150...‬‬
‫وﻣﻦ اﳊﺎﻻت اﳋﺎﺻﺔ اﻟﱵ وردت أﺣﻜﺎم ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ ﰲ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ـ ــﺔ اﳌﻀـ ـ ــﺎﻓﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻳﺘﻘـ ـ ــﺎدم ﻃﻠـ ـ ــﺐ اﻻﺳـ ـ ــﱰداد اﻟـ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﻘﺪﻣ ـ ــﻪ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﻮن ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـﺮام اﻟﺴ ـ ــﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ـ ــﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺴ ـ ــﻨﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﰎ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ دﻓ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻘﺪم ﻃﻠﺐ اﻻﺳﱰداد ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ‪151‬؛‬
‫‪ -‬اﻻﺳ ـ ــﱰداد ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت اﻟﺘﺴ ـ ــﺠﻴﻞ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﻘﺒ ـ ــﻞ ﻃﻠﺒ ـ ــﺎت اﺳ ـ ــﱰداد اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ إذا ﻗﺪﻣﺖ داﺧﻞ أﺟﻞ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‪.152‬‬
‫وﻗـ ــﺪ ﳛﺼ ـ ــﻞ أن ﺗـ ــﺪﻓﻊ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف ﻏ ـ ــﲑ اﳌﻠ ـ ــﺰم ‪‬ـ ــﺎ إﻣ ـ ــﺎ ﻃﻮﻋ ـ ــﺎ أو ﻛﺮﻫـ ــﺎ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻷﺳـ ــﺎس إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﻐـ ــﲑ ﻳﻌﻠـ ــﻢ أﻧـ ــﻪ ﻏـ ــﲑ ﻣﻄﺎﻟـ ــﺐ ‪‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻨـ ــﻪ أﻗـ ــﺪم ﻣـ ــﻊ ذﻟـ ــﻚ ﻋﻠـ ــﻰ دﻓﻌﻬـ ــﺎ‬
‫ﺑ ـ ــﺪاﻓﻊ اﻟﻮﻛﺎﻟ ـ ــﺔ أو اﻟﺘﺼ ـ ــﺮف اﻟﻔﻀ ـ ــﻮﱄ أو ﺑﺄﻳ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﻮرة ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء درج ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻐ ـ ــﲑ‬
‫ﻻ ﳛ ـ ــﻖ ﻟ ـ ــﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﲟ ـ ــﺎ دﻓﻌ ـ ــﻪ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ اﺳ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 69‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪.153‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ إذا دﻓ ـ ــﻊ اﻟﻐ ـ ــﲑ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻜﺮﻫ ـ ــﺎ ﲢ ـ ــﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺄن ﺗﺒﺎﺷ ـ ــﺮ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘـ ــﻪ رﻏ ـ ــﻢ ﻋـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد أي ﻣﺴـ ــﺆوﻟﻴﺔ ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬أو ﺑﺴـ ــﺒﺐ ﻏﻠ ـ ــﻂ ﻧﺸـ ــﺄ ﻋ ـ ــﻦ ﻓﻌﻠﻬـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺄن‬
‫ﺗﺼ ــﺪر اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﲰ ــﻪ ﻋ ــﻮض اﺳ ــﻢ اﳌﻠ ــﺰم اﳊﻘﻴﻘ ــﻲ اﳌﻌ ــﲏ ‪ ‬ــﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻨ ــﺎ ﳛ ــﻖ ﳍ ــﺬا اﻟﻐ ــﲑ ﻣﻄﺎﻟﺒ ــﺔ اﻹدارة‬
‫ﲟﺎ أداﻩ ﳍﺎ‪. 154‬‬

‫‪ -150‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 190‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -151‬اﳌﺎدة ‪ 240‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -152‬اﳌﺎدة ‪ 241‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -153‬ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 69‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﳌﻐﺮﰊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻣﻦ دﻓﻊ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرﻩ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ أن ﻳﺴﱰد ﻣﺎ‬
‫دﻓﻌﻪ"‪.‬‬
‫‪ -154‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪49‬‬
 ‫‪ -4‬ﻃﻠﺒﺎت اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻴﺎز أو ﺣﻖ ﻣﻌﱰف ﺑﻪ ﺑﻨﺼﻮص ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬
‫ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻳﺴـ ــﺘﻬﺪف اﳌﻠـ ــﺰم ﻣـ ــﻦ ﺗﻘـ ــﺪﱘ ﺷـ ــﻜﺎﻳﺘﻪ ﻟـ ــﺪى اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬اﻻﻧﺘﻔـ ــﺎع ﲝـ ــﻖ أو‬
‫إﻋﻔ ـ ــﺎء ﺿـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻳﻘ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ ﻣﻌﻠ ـ ــﻮم ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﰲ ﺟ ـ ــﻞ دول اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ‪ ،‬ﻳ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ إﻋﻔ ـ ـ ـ ــﺎءات ﺿـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺒﺎب ﳐﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻨ ـ ـ ـ ــﻮع ﺗﺒﻌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻈ ـ ـ ـ ــﺮوف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫واﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻟﻜ ـ ــﻞ دوﻟ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓ ـ ــﺈن اﻹﻋﻔ ـ ــﺎء اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻳﻜ ـ ــﺮس ﺑﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﺟﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﳏ ـ ــﺾ أو ﺑﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‬
‫ﻣ ـ ـﻮازي ﻳﺘﻀـ ــﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت ﺟﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﳝﻜـ ــﻦ ﻛـ ــﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﺗﻘـ ــﺪﱘ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘـ ــﻪ ﻗﺼـ ــﺪ اﻻﻧﺘﻔـ ــﺎع ﲝـ ــﻖ‬
‫وارد ﰲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﱪﻣﺔ ﺑﲔ اﳌﻐﺮب ودوﻟﺔ أﺧﺮى‪.155‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت اﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ‬
‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﺰم إﺛﺮ ﻋﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ أن ﻳﺘﻘﻴﺪ ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫واﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪم ﻗﺒﻮﳍﺎ‪ ،‬اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﺳﻴﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻪ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ أﻣﺎم اﻹدارة ﺑﻞ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻘﻀﺎء أﻳﻀﺎ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﺷﻜﻞ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ‬
‫ﺗﻘﻀـ ـ ــﻲ اﻟﻘﺎﻋـ ـ ــﺪة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﺑﺘﻘـ ـ ــﺪﱘ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ ﰲ ﺷـ ـ ــﻜﻞ ﻛﺘـ ـ ــﺎﰊ‪ ،‬ﳑـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺸ ـ ــﻔﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺒ ـ ــﻞ إﻻ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎء‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﰲ ﺣ ـ ــﺎﻟﺘﲔ ﳘ ـ ــﺎ‪ :‬اﻟﻔ ـ ــﺮض اﳌﺘﻜ ـ ــﺮر ﻟ ـ ــﻨﻔﺲ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬واﻟﻔ ـ ــﺮض‬
‫اﳋ ـ ــﺎﻃﺊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﺗﻮﺟ ـ ــﻪ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ورق ﻋ ـ ــﺎدي‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻊ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﳌﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﺎﻟﻨﺰاع‪،‬‬
‫أو ﻣ ــﻦ ﻳﻨ ــﻮب ﻋﻨ ــﻪ‪ ،156‬إذ ﺟـ ــﺮت اﻟﻌ ــﺎدة ﻋﻠ ــﻰ ﻗﺒـ ــﻮل اﳌﻄﺎﻟﺒ ــﺎت اﻟﻨﺰاﻋﻴ ــﺔ اﳌﻘﺪﻣ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﻳﻨـ ــﻮب‬
‫ﻋﻦ اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﺷﺮﻳﻄﺔ اﻹدﻻء ﺑﻮﻛﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.157‬‬
‫وﳚﺐ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹﺷﺎرة إﱃ ﻫﻮﻳﺔ اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ وﻣﻮﻃﻨﻪ وﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺪﻗﺔ؛‬

‫‪ -155‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -156‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -157‬ﻳﻌﻔﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻮﳍﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﲑ‪ ،‬ﻛﺎﶈﺎﻣﻲ واﳌﻮﺛﻘﲔ ورﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ اﻹدارة ﰲ ﺷﺮﻛﺎت اﳌﺴﺎﳘﺔ‬
‫واﻟﺸﺮﻛﺎت ذات اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﶈﺪودة وﻏﲑﻫﻢ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺒﺪو ذات أﳘﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻃﺎﳌﺎ أن اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻮﺟﻪ ﻋﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﺮﻳﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻴ ـ ــﲔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﰲ ﺷ ـ ــﺄ‪‬ﺎ‪ ،‬ﲟﻌ ـ ــﲎ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ــﺄن‬
‫ﻳﺴﺘﺤﺴ ـ ــﻦ إرﻓ ـ ــﺎق اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﻨﺴ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ أو ﺑﻴ ـ ــﺎن اﻟﺘﺼ ـ ــﻔﻴﺔ‪ ،‬أو ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ رﻗ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﻘﻴﺪ ﲜﺪول اﻟﻀﺮاﺋﺐ؛‬
‫‪ -‬ﻣﻠﺨﺺ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ اﻟﻄﻠﺐ؛‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻓﻌ ـ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـ ـﱰام ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﻛﻌﻴ ـ ـ ــﺐ ﰲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻞ‪ ،‬ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻳ ـ ـ ــﺆدي إﱃ رﻓ ـ ـ ــﺾ‬
‫اﻟ ــﺘﻈﻠﻢ‪ ،‬إﻻ أﻧ ــﻪ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣ ــﻦ ﺣ ــﻖ اﳌﻠ ــﺰم ﺗﺼ ــﺤﻴﺢ اﻟ ــﻨﻘﺺ اﻟ ــﺬي ﻳﺸ ــﻮب اﻟ ــﺘﻈﻠﻢ‪ ،‬وﺗ ــﺪارك ﻣ ــﺎ ﻳﻌﻴﺒ ــﻪ ﻋ ــﻦ‬
‫ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﰲ ﺣ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــﺎ إذا ﻗ ـ ــﺪم اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ـ ــﻪ داﺧ ـ ــﻞ‬
‫اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣﺘﻀـ ـ ــﻤﻨﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧـ ـ ــﺎت واﻟﻀ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺒﺎﺷـ ـ ــﺮ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ‪.158‬‬
‫ﻫــﺬا وﻳﻼﺣــﻆ ﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ أن اﻹدارة اﻟﻀ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ إﻟﺰاﻣﻴــﺔ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت‪،‬‬
‫ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻻ ﺗـﺮﻓﺾ اﻟﺸـﻜﺎﻳﺎت اﳌﻘﺪﻣـﺔ إﻟﻴﻬـﺎ‪ ،‬إﻻ إذا ﺗﺒـﲔ ﳍـﺎ اﺳـﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗـﻮف ﻋﻠـﻰ ﻧﻴـﺔ اﳌﻠـﺰﻣﲔ ﻓﻴﻬـﺎ‪ ،‬ﲝﻴـﺚ‬
‫ﻳﻜﻔ ــﻲ أن ﻳﺮﻓ ــﻖ اﳌﻠ ــﺰم ﺷ ــﻜﺎﻳﺘﻪ ﺑﻨﺴ ــﺨﺔ ﻣ ــﻦ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻀ ـﺮﻳﱯ أو ﻏ ــﲑ ذﻟ ــﻚ‪ ،‬ﻟﺘﻘ ــﻮم اﻹدارة ﲟﺮاﺟﻌ ــﺔ ﻣﻠﻔ ــﻪ‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻲ‪.159‬‬
‫‪ -2‬اﳉﻬﺔ اﳌﺆﻫﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت‬
‫ﺗﻘ ـ ــﺪم اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺄﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﺣﺘﺴ ـ ــﺎ‪‬ﺎ إﱃ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬أو‬
‫اﳌﺪﻳﺮﻳـ ــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ‪ ،‬أو اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔـ ــﺔ ﺑـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ــﺎر أن اﳌﺮﻛـ ــﺰ ﻻ ﳝﻜﻨـ ــﻪ أن ﻳﻜـ ــﻮن ﰲ ﺗﻮاﺻ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻤﺮ ﻣ ـ ــﻊ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻳ ـ ــﺘﻢ إﻳ ـ ــﺪاﻋﻬﺎ ﻟ ـ ــﺪى ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ دون ﻣﺼ ـ ــﺎرﻳﻒ ﻣﺴ ـ ــﺒﻘﺔ‬
‫أو ﻣﺆﺟﻠﺔ‪.160‬‬

‫‪ -158‬رﺷﻴﺪ اﻟﺮوﺣﻲ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﺎﺳﱰ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﺑﲔ‬
‫اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم واﳋﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻷول‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪-‬ﺳﻄﺎت‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪-2012‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -159‬ﻋﺜﻤﺎن اﳊﺎدك‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب اﻻﺧﺘﺼﺎص واﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -160‬ﻋﺎدل اﻟﺼﺪﻗﻲ‪ :‬اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﻬﻦ اﳊﺮة "ﻣﻬﻨﺔ اﻟﻌﺪول واﳌﻮﺛﻘﲔ ﳕﻮذﺟﺎ"‪ ،‬ﲝﺚ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﺎﺳﱰ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻌﻠﻮم اﻹدارﻳﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﳌﺎﻟﻚ اﻟﺴﻌﺪي‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﻃﻨﺠﺔ ‪،-‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2012-2011‬ص ‪.58‬‬
‫‪51‬‬
‫وﻳﻄ ـ ــﺮح اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد ﻋ ـ ــﻦ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺘﻈﻠﻢ إﱃ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ؟‬
‫ﺗﻘﻀـ ــﻲ اﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﺑﺄﻧـ ــﻪ إذا ﰎ ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ إﱃ ﺟﻬـ ــﺔ ﻏـ ــﲑ ﳐﺘﺼـ ــﺔ ﻓـ ــﻼ ﳝﻜـ ــﻦ اﻻﻋﺘـ ــﺪاد‬
‫ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣ ـ ــﱴ وﻟ ـ ــﻮ ﻗ ـ ــﺪم داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﺧﻔ ـ ــﻒ ﻣ ـ ــﻦ ﺣ ـ ــﺪة اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة‬
‫اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ــﻰ ﰲ اﻟﻌﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ أﺣﻜﺎﻣ ـ ــﻪ ﺑﻘﺒ ـ ــﻮل ﺗﻈﻠﻤ ـ ــﺎت اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺣﺮﺻ ـ ــﺎ ﻣﻨ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺿﻴﺎع ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ‪.161‬‬
‫‪ -3‬أﺟﻞ ﺗﻘﺪﱘ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺳ ـ ــﻠﻮﻛﻪ‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻮن أن ﺗﻮﻗﻴﺘ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﻌ ــﺪ ﻣﺴ ــﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳ ــﻴﺔ‪ ،162‬وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻳﻜ ــﻮن ﻛ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﻳﻨ ــﺎزع ﰲ ﻓ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻠﺰﻣ ــﺎ ﺑﺘﻘ ــﺪﱘ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ــﻪ ﰲ‬
‫اﻵﺟ ـ ــﺎل اﶈ ـ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ــﻴﻤﺎ وأن ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ اﻵﺟ ـ ــﺎل ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻳﻨ ـ ــﺘﺞ ﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﻋـ ــﺪم اﺣﱰاﻣﻬـ ــﺎ ﺳـ ــﻘﻮط اﳊـ ــﻖ ﰲ ﺗﻘـ ــﺪﱘ اﻟﺸـ ــﻜﺎﻳﺔ أﻣـ ــﺎم اﻹدارة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴـ ــﺔ ﺳـ ــﻘﻮط اﳊـ ــﻖ ﰲ رﻓـ ــﻊ اﻟﻨ ـ ـﺰاع‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪.163‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا ﻓﻘ ــﺪ ﻛﺎﻧ ــﺖ اﻵﺟ ــﺎل اﳌﺘﻌ ــﲔ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﻠ ــﺰم ﺗﻘ ــﺪﱘ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ــﻪ داﺧﻠﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻏ ــﲑ ﻣﻮﺣ ــﺪة ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﳌﻨﻈﻮﻣـ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﻛـ ـ ــﺎن ﻟﺘﻌـ ـ ــﺪد آﺟـ ـ ــﺎل ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ أﻣـ ـ ــﺎم اﻹدارة آﺛـ ـ ــﺎر ﺳـ ـ ــﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ اﻟﺘﻌﻘﻴ ـ ــﺪ ﰲ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات وﻋ ـ ــﺪم اﻹﳌ ـ ــﺎم اﳉﻴ ـ ــﺪ ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﳌﻮاﻋﻴ ـ ــﺪ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﻳﺆدي إﱃ ﺿﻴﺎع ﺣﻘﻮق اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺰﻳ ـ ـﺰا ﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠـ ــﺰم وﲪﺎﻳﺘـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ إﻫـ ــﺪار ﺣﻘﻮﻗـ ــﻪ‪ ،‬وﺣﻔﺎﻇـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺒـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـﻮازن ﺑـ ــﲔ ﻫـ ــﺬا‬
‫اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗ ـ ـ ــﺪﺧﻞ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/12/31‬ﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻞ‬
‫ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﺗﻮﺣﻴ ـ ــﺪ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟ ـ ــﱵ أﺻ ـ ــﺒﺤﺖ ﰲ أﻏﻠﺒﻬ ـ ــﺎ )‪ (6‬أﺷ ـ ــﻬﺮ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻔـ ـ ــﱰة اﻟـ ـ ــﱵ ﻣﻨﺤـ ـ ــﺖ ﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻻﲣـ ـ ــﺎذ ﻗﺮارﻫـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻹﳚـ ـ ــﺎب أو اﻟ ـ ـ ـﺮﻓﺾ ﻣـ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ــﺪن اﳌﻔـ ـ ــﻮض ﻟ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑ ــﺬﻟﻚ‪ ،164‬وﻓﻘ ــﺎ ﳌ ــﺎ ﺗ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪ 235‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻣﻴ ــﺰت ﺑ ــﲔ ﺣﺎﻟ ــﺔ‬

‫‪ -161‬ﺳﻨﺘﻄﺮق ﳍﺬﻩ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ‪.‬‬

‫‪ -162‬ﺟﻮاد ﻟﻌﺴﺮي‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻠﺰﻣﲔ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -163‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -164‬ﻣﺼﻄﻔﻰ زاﻫﺮ‪ :‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ "اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ واﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﳕﻮذﺟﺎ"‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪52‬‬
‫أداء اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠ ـ ـ ــﺖ ﺗﻮﻗﻴ ـ ـ ــﺖ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﳏﺼ ـ ـ ــﻮرا ﰲ اﻟﺴ ـ ـ ــﺘﺔ أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻻﻧﺼ ـ ـ ـﺮام اﻵﺟ ـ ــﺎل اﳌﻘ ـ ــﺮرة‪ ،‬وﺑ ـ ــﲔ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﺟ ـ ــﺪاول أو ﻗ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻹﻳ ـ ـ ـﺮادات أو‬
‫أواﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠ ـ ـ ــﺖ ﺗﻮﻗﻴ ـ ـ ــﺖ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﳏﺼ ـ ـ ــﻮرا ﰲ اﻟﺴ ـ ـ ــﺘﺔ أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺸ ـ ـ ــﻬﺮ‬
‫اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺻﺪور اﻷﻣﺮ ﺑﺘﺤﺼﻴﻠﻬﺎ‪.165‬‬
‫وإﱃ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﶈ ـ ــﺪدة ﰲ ﺳ ـ ــﺘﺔ )‪ (6‬أﺷ ـ ــﻬﺮ‪ ،‬ﻫﻨ ـ ــﺎك آﺟ ـ ــﺎل ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ أﺷ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـﻮاد ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ‪ :‬اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 238‬اﻟ ـ ــﱵ ﻧﺼ ـ ــﺖ‬
‫أﻧـ ـ ــﻪ "ﳚـ ـ ــﺐ أن ﺗﻮﺟـ ـ ــﻪ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺎت ﻋـ ـ ــﻦ اﳋﺴـ ـ ــﺎﺋﺮ اﻟﻼﺣﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺎﶈﺎﺻـ ـ ــﻴﻞ اﻟﺰراﻋﻴـ ـ ــﺔ إﱃ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫اﻟﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ــﺘﻐﻼت اﻟﺰراﻋﻴ ـ ــﺔ ﺧ ـ ــﻼل ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ )‪ (30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ وﻗ ـ ــﻮع اﻟﻜﺎرﺛ ـ ــﺔ"‪ ،‬واﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 239‬اﻟ ـ ــﱵ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " إذا أﺛﺒ ـ ــﺖ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ ﺑ ـ ــﺄي وﺳ ـ ــﻴﻠﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫وﺳ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘ ـ ـ ــﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ــﺪم اﺳ ـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻷﻛﺮﻳ ـ ـ ــﺔ)‪(...‬ﺑﺸ ـ ـ ــﺮط أن ﻳﻮﺟ ـ ـ ــﻪ ﻋﺮﻳﻀ ـ ـ ــﺘﻪ إﱃ ﻣ ـ ـ ــﺪﻳﺮ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ أو إﱃ اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻔ ـ ــﻮض إﻟﻴـ ــﻪ ذﻟ ـ ــﻚ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟـ ــﻞ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 232‬أﻋﻼﻩ"‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻟﺒﺖ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﺰاﻋﻴﺔ‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﻟﻨﺰاﻋﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ ﻣﺮاﺣ ـ ــﻞ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻌﻬ ـ ــﺪ إﱃ‬
‫ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ إﺟـ ـ ـﺮاء اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ واﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻘ ـ ــﻮم ﺑﻔﺤﺼ ـ ــﻬﺎ ﺷ ـ ــﻜﻼ وﻣﻀ ـ ــﻤﻮﻧﺎ‪ .‬ﻓﻌﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﻟﺸـ ـ ــﻜﻞ ﻳﻨﻈـ ـ ــﺮ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ إذا ﺗﻀـ ـ ــﻤﻨﺖ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ اﻟﺸـ ـ ــﺮوط اﻟﺸـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ اﻟﻼزﻣـ ـ ــﺔ أم ﻻ‪ ،‬وﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ إذا ﰎ‬
‫ﺗﻮﺟﻴﻬﻬـ ــﺎ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى اﳌﻀـ ــﻤﻮن ﻳﻔﺤـ ــﺺ اﻷﺳـ ــﺲ واﻟﻮﺳـ ــﺎﺋﻞ اﻟـ ــﱵ ارﺗﻜـ ــﺰ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ‪.‬‬
‫وﻳﻜ ـ ــﻮن ﰲ إﻣﻜ ـ ــﺎن ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ أن ﻳﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻛ ـ ــﻞ اﻟﺘﻔﺴـ ـ ـﲑات واﻟﺘﻮﺿ ـ ــﻴﺤﺎت‪،‬‬
‫وﻛ ــﻞ اﻷدﻟ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻳﺮاﻫ ــﺎ ﺿ ــﺮورﻳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﲢﻘﻴ ــﻖ اﳌﻄﺎﻟﺒ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ إﺛ ــﺮ اﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ اﻟ ــﺬي ﻳﺒﺎﺷ ــﺮﻩ ﻣﻔ ــﺘﺶ‬

‫‪ -165‬ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺠﺪاﻳﲏ‪ :‬ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ـ دراﺳﺔ ﳕﺎذج ﻣﻦ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ واﻹﺷﻜﺎﻻت اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﰲ اﳌﻴﺪان اﻟﻌﻤﻠﻲ‬
‫ﺧﻼل ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻮﻋﺎء واﻟﺘﺼﻔﻴﺔ واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،-‬ﻣﻨﺸﻮرات ﳎﻠﺔ اﳊﻘﻮق اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ دراﺳﺎت ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻷوﱃ‪ ،2009 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪53‬‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻳﺒـ ـ ـ ــﺪي رأﻳـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﺸـ ـ ـ ــﻜﺎﻳﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ــﻮﺟﻬﺘﲔ اﻟﺸـ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ واﳌﻮﺿـ ـ ـ ــﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟـ ـ ـ ــﻴﺨﻠﺺ إﱃ وﺿـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﺸﺄن اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺮاﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﰲ ﻣﺂﳍﺎ‪.166‬‬
‫وﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﳛﻴ ـ ـ ــﻞ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ إﱃ اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ـ ــﺔ ﻻﲣ ـ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﰲ ﺷ ـ ـ ــﺄن‬
‫اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ــﱵ ﻫ ـ ــﻲ ﲝﺴـ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 235‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﳌﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ أو‬
‫اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻔﻮض ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــﺪ اﻻﻧﺘﻬ ـ ــﺎء ﻣ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﺗﻘ ـ ــﻮم اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺎﲣ ـ ــﺎذ ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ‪ ،‬إﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﺻ ـ ـ ـﺮﻳﺢ وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ــﺎ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻘﺒ ـ ــﻮل ﺗﻈﻠﻤ ـ ــﻪ ﻛﻠﻴ ـ ــﺎ أو ﺟﺰﺋﻴ ـ ــﺎ أو رﻓﻀ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﳌﺮة‪،‬‬
‫وإﻣـ ــﺎ ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ــﻤﲏ ﻣـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻋـ ــﺪم ﺟﻮا‪ ‬ـ ــﺎ ﻋـ ــﻦ ﺗﻈﻠ ـ ــﻢ اﳌﻌـ ــﲏ ﻻ ﺑﺎﻹﳚ ـ ــﺎب وﻻ ﺑـ ــﺎﻟﺮﻓﺾ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع وإن ﻛ ـ ــﺎن ﱂ ﻳﻠ ـ ــﺰم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﲣ ـ ــﺎذ ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ ﰲ ﺷ ـ ــﺄن اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﻣﻌ ـ ــﲔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﱂ ﻳـ ــﱰك اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﻧﺘﻈـ ــﺎر رد اﻹدارة ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘـ ــﻪ ﳌـ ــﺪة ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴـ ــﺔ‪ ،167‬ﺑـ ــﻞ ﻧـ ــﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ إذا ﱂ ﲡـ ــﺐ اﻹدارة داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ اﻟﺴـ ــﺘﺔ )‪ (6‬أﺷـ ــﻬﺮ اﳌﻮاﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ‪ ،‬ﺟـ ــﺎز ﻟﻠﺨﺎﺿـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ رﻓ ـ ــﻊ ﻃﻠ ـ ــﺐ إﱃ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺜﻼﺛ ـ ــﲔ )‪ (30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻧﺼ ـ ـﺮام‬
‫أﺟﻞ اﳉﻮاب اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼﻩ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ إذا وﻗ ــﻊ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﳌﻠ ــﺰم ﺑﻘ ـ ـﺮار اﻹدارة‪ ،‬ﻓﻠ ــﻪ أن ﻳﻘﺒـ ــﻞ ﺑ ــﻪ‪ ،‬وﻋﻨﺪﺋ ــﺬ ﺗﺘﻮﻗ ــﻒ اﳌﻨﺎزﻋ ــﺔ ﻋﻨ ــﺪ ﻫـ ــﺬا‬
‫اﳊـ ــﺪ‪ ،‬وإﻣـ ــﺎ أن ﻻ ﻳﻘﺒـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﻟﺼـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ اﻹدارة ﻋﻘـ ــﺐ ﲝـ ــﺚ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘـ ــﻪ‪ ،‬وﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﳚـ ــﻮز ﻟـ ــﻪ‬
‫رﻓﻊ اﻟﻨﺰاع إﱃ اﶈﻜﻤﺔ داﺧﻞ أﺟﻞ ﺛﻼﺛﲔ )‪ (30‬ﻳﻮﻣﺎ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر‪.168‬‬
‫‪@@òîÏbİÈnüa@pbjÛbݽa@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إن اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻠﻘـ ـ ـ ــﻰ ﻓﻘـ ـ ـ ــﻂ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻨﺰاﻋﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑـ ـ ـ ــﻞ ﺗﺘﻠﻘـ ـ ـ ــﻰ أﻳﻀـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺴـ ـ ـ ــﻤﻰ‬
‫ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺎت اﻻﺳـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﺘﻘـ ـ ــﺪم ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻣﻠﺰﻣـ ـ ــﻮن ﻻ ﻳﻨـ ـ ــﺎزﻋﻮن ﰲ أﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻻ ﰲ ﻣﺒﻠﻐﻬـ ـ ــﺎ‪،‬‬
‫ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﺑﺴـ ـ ــﺒﺐ ﻇـ ـ ــﺮوﻓﻬﻢ اﳌﻌﺴـ ـ ــﺮة ﻳﻄﻠﺒـ ـ ــﻮن ﻣـ ـ ــﻦ اﻹدارة إﻋﻔـ ـ ــﺎءﻫﻢ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮاﻣـ ـ ــﺎت واﳉ ـ ـ ـﺰاءات اﳌﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﺔ‬
‫‪‬ﺎ‪.169‬‬

‫‪ -166‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -167‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -168‬اﳌﺎدة ‪ 243‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫‪- Mohamed NMILI: Les Impôts au Maroc, Techniques Et Procédures, imprimerie El maarif‬‬
‫‪El Jadida, Rabat, troisième édition, 2010, p 468.‬‬
‫‪54‬‬
‫وﻟﻠﻮﻗ ـ ـ ــﻮف ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﳑﻴـ ـ ـ ـﺰات اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺘﺤ ـ ـ ــﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺮف ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮﻋﻬﺎ‬
‫)أوﻻ(‪ ،‬وأﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻴﺎ‪‬ﺎ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻮﺿﻮع اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت اﻻﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ‬
‫ﻳﺴـ ــﺘﻤﺪ اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻻﺳـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ أﺳﺎﺳـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺪة ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ أﳘﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ﻧﺼـ ــﺖ‬
‫ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪ 236‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬اﻟ ــﱵ ورد ﻓﻴﻬ ــﺎ أﻧ ــﻪ "ﳚ ــﻮز ﻟ ــﻪ ـ ـ اﻟ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠ ــﻒ ﺑﺎﳌﺎﻟﻴ ــﺔ‬
‫أو اﻟﺸـ ـ ــﺨﺺ اﳌﻔـ ـ ــﻮض ﻣـ ـ ــﻦ ﻟﺪﻧـ ـ ــﻪ ﳍـ ـ ــﺬا اﻟﻐـ ـ ــﺮض ـ ـ ـ ـ أن ﻳﺴـ ـ ــﻤﺢ ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻃﻠـ ـ ــﺐ اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫وﻣﺮاﻋـ ــﺎة ﻟﻠﻈـ ــﺮوف اﳌﺴـ ــﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﻹﺑﺮاء أو اﻟﺘﺨﻔﻴـ ــﻒ ﻣـ ــﻦ اﻟﺰﻳـ ــﺎدات واﻟﻐﺮاﻣـ ــﺎت واﻟـ ــﺬﻋﺎﺋﺮ اﳌﻘـ ــﺮرة ﰲ‬
‫اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ اﳉﺎري ‪‬ﺎ اﻟﻌﻤﻞ"‪.170‬‬
‫واﻧﻄﻼﻗـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺎدة ﻳﺘﺒـ ــﲔ ﺑـ ــﺄن اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﳚﻴـ ــﺰ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﰲ ﺣـ ــﺎﻻت اﻹﻋﺴـ ــﺎر أو‬
‫ﰲ ﻏﲑﻫـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ اﳊـ ـ ــﺎﻻت‪ ،‬أن ﻳﺘﻘـ ـ ــﺪم إﱃ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻄﻠـ ـ ــﺐ ﻟﺘﺨﻔﻴـ ـ ــﻒ اﻟ ـ ـ ـﺮﺑﻂ أو اﻹﻋﻔـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻛﻠﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﻴ ـ ــﺪ أن اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت ﻻ ﻳﻨ ـ ــﺎزع ﰲ ﻣﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ اﻟـ ـ ـﺮﺑﻂ أو ﰲ ﳐﺎﻟﻔ ـ ــﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وإﳕـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻄﻠـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺘﺨﻔﻴـ ـ ـ ــﻒ أو اﻹﻋﻔـ ـ ـ ــﺎء ﻻﻋﺘﺒـ ـ ـ ــﺎرات اﻟﻌـ ـ ـ ــﺪل‬
‫واﻹﻧﺼﺎف‪.171‬‬
‫ﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﻳﺘﻀ ـ ـ ــﺢ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﳜﺘﻠ ـ ـ ــﻒ ﲤ ـ ـ ــﺎم اﻻﺧ ـ ـ ــﺘﻼف ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫ﲝﻴـ ـ ـ ــﺚ إذا ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻷﺧـ ـ ـ ــﲑ ﻳﺴـ ـ ـ ــﺘﻬﺪف ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ وراﺋـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻠـ ـ ـ ــﺰم اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ـ ــﺔ ﰲ أﺳـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﰲ‬
‫ﻣﺒﻠﻐﻬـ ــﺎ‪ ،172‬ﻓـ ــﺈن اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻻﺳـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﻳﺮﻣـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ ﺧﻼﻟـ ــﻪ اﳌﻠـ ــﺰم ﺣـ ــﺚ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺮأﻓـ ــﺔ ﺑـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﰎ إﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺗﻮاﺑﻊ اﻟﻮاﺟﺒﺎت أو ﺗﺄﺟﻴﻞ دﻓﻌﻬﺎ أو ﺗﻘﺴﻴﻄﻬﺎ ﻧﻈﺮا ﻟﻈﺮوﻓﻪ اﳌﻌﺴﺮة‪.‬‬

‫‪ -170‬ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 247‬ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ )‪ (LPF‬اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ‪:‬‬
‫; ‪" L'administration peut accorder sur la demande du contribuable‬‬
‫‪Des remises totales ou partielles d'impôts directs régulièrement établis lorsque le contribuable est‬‬
‫‪dans l'impossibilité de payer par suite de gêne ou d'indigence.‬‬
‫‪Des remises totales ou partielles d'amendes fiscales ou de majorations d'impôts lorsque ces‬‬
‫‪pénalités et, le cas échéant, les impositions auxquelles elles s'ajoutent sont définitives...".‬‬
‫‪ -171‬ﳏﻤﺪ أﲪﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮؤوف ﳏﻤﺪ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﺼﺮي اﳌﻘﺎرن‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ دﻛﺘﻮر ﰲ‬
‫اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﲔ ﴰﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬دار وﻣﻄﺎﺑﻊ اﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ،1966‬ص ‪.652‬‬
‫‪ -172‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪55‬‬
‫وﻗـ ــﺪ ﺟـ ــﺮى أﻣـ ــﺮ ﻗﻀـ ــﺎء ﳎﻠـ ــﺲ اﻟﺪوﻟـ ــﺔ وﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﰲ ﻓﺮﻧﺴـ ــﺎ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ أن " اﻟﻄﻠـ ــﺐ اﻟـ ــﺬي‬
‫ﻳﺘﻘ ــﺪم ﺑـ ــﻪ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﻟـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﺘﻀـ ــﻤﻨﺎ اﻟﺼ ــﻌﻮﺑﺎت اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﲢـ ــﻮل دون ﺳـ ــﺪادﻩ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﳝﻜ ــﻦ اﻋﺘﺒ ــﺎرﻩ ﻣ ــﻦ ﻗﺒﻴ ــﻞ اﻟ ــﺘﻈﻠﻢ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وإﳕ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻗﺒﻴ ــﻞ اﻟﻄﻠﺒ ــﺎت اﻟﻮﻻﺋﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــﺎ دام ﱂ ﻳﻀ ــﻤﻦ ﻃﻠﺒ ــﻪ‬
‫أﻳﺔ دﻓﻮع ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﺸﺮوﻋﻴﺔ اﻟﺮﺑﻂ"‪.173‬‬
‫وﻳﺘﻌـﲔ ﻋﻠـﻰ اﳋﺎﺿـﻊ ﻟﻠﻀـﺮﻳﺒﺔ أن ﳛـﺪد ﰲ ﺗﻈﻠﻤـﻪ اﻻﺳـﺘﻌﻄﺎﰲ ﻣﻮﺿـﻮع ﻃﻠﺒـﻪ ﺑﺪﻗـﺔ‪ ،‬وﻛـﺬا اﳌﺒﻠـﻎ‬
‫اﻟــﺬي ﻳﻠــﺘﻤﺲ اﻟﺘﺨﻔﻴــﻒ أو اﻹﻋﻔــﺎء ﻣﻨــﻪ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻏﺎﻟﺒــﺎ ﻣــﺎ ﻳﺼــﻌﺐ ﻋﻠــﻰ اﳋﺎﺿــﻊ ﻟﻠﻀ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﻟﻘﻴﺎم ‪‬ـﺎ ﻧﻈـﺮا ﻟﻌـﺪة اﻋﺘﺒـﺎرات‪ ،‬ﻣﻨﻬـﺎ ﺑﺎﳋﺼـﻮص ﻋـﺪم ﲤﻜﻨـﻪ ﻣـﻦ ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﻣﺒﻠـﻎ اﻟﻐﺮاﻣـﺎت ﺑﺼـﻔﺔ دﻗﻴﻘـﺔ ﻣـﺎ‬
‫دام اﺣﺘﺴــﺎ‪‬ﺎ ﻳﺘﻐــﲑ ﻣــﻦ ﺷــﻬﺮ إﱃ آﺧــﺮ‪ ،‬وﳝﻜﻨــﻪ أن ﻳﺸــﲑ ﻓﻘــﻂ إﱃ رﻏﺒﺘــﻪ ﰲ اﻟﺘﺨﻔﻴــﻒ أو اﻹﻋﻔــﺎء ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻐﺮاﻣﺎت واﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮم اﻹدارة ﲟﺎ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد‪.‬‬
‫واﺳـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻓ ـ ــﺎﻟﺘﻈﻠﻢ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﻨﺼ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺣ ـ ــﺪ ذا‪ ‬ـ ــﺎ‪،‬‬
‫أو ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳉ ـ ـﺰاءات أو اﻟﻐﺮاﻣ ـ ــﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‪ ،‬أو اﻟﺰﻳ ـ ــﺎدات اﻟﻨﺎﲡ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ــﺄﺧﺮ ﰲ‬
‫أداء اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.174‬‬
‫‪ -1‬اﻹﺑﺮاء أو اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺎدات واﻟﻐﺮاﻣﺎت‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻌﻠ ـ ــﻮم أن اﳌﻠ ـ ــﺰم اﳌﺨ ـ ــﻞ ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى اﻻﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎت اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﻳﺘﻌﺮض ﳉﺰاءات ﲤﺲ ذﻣﺘﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس‪ ،‬ﻣﻦ ﻏﺮاﻣﺎت وزﻳﺎدات وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫واﻷﺧﻄــﺮ ﰲ اﻷﻣــﺮ ﻫــﻮ أن اﳌﺸــﺮع اﳌﻐــﺮﰊ ﺣــﺪد ﻧﺴــﺒﺎ ﻟﻠﺰﻳــﺎدة ﰲ اﻟﻐﺮاﻣــﺎت‪ ،‬ﺗﻀــﺎف ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻫــﻞ‬
‫اﳌﻠﺰم ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮاﻛﻢ ﻫـﺬﻩ اﻟﺰﻳـﺎدات‪ ،‬ﺑﺸـﻜﻞ ﻗـﺪ ﻳﻔـﻮق ﻣﺒﻠﻐﻬـﺎ‪ ،‬ﰲ‬
‫ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت‪ ،‬ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ إﱃ درﺟﺔ أن ﻳﻌﺠﺰ اﳌﻠﺰم ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ‪‬ﺎ‪ ،‬وﻟﺘﺠـﺎوز ﻫـﺬﻩ اﻟﻮﺿـﻌﻴﺔ‬
‫اﻟﺼـﻌﺒﺔ‪ ،‬ﻓـﺘﺢ اﳌﺸـﺮع اﳌﻐـﺮﰊ ﻟﻠﻤﻠـﺰم اﻟــﺬي ﳚﺘـﺎز ﻣﺮﺣﻠـﺔ أزﻣـﺔ ﻣﺎﻟﻴـﺔ ﲢـﻮل ﺑﻴﻨــﻪ وﺑـﲔ أداء ﻣـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣـﻦ دﻳــﻮن‬
‫ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻃﻠﺐ اﺳﺘﻌﻄﺎﰲ ﻳﺸﺮح ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﳌﺎدﻳﺔ واﻟﻈﺮوف اﻟـﱵ ﲤﻨﻌـﻪ ﻣـﻦ اﻟﻮﻓـﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗـﻪ‪،‬‬
‫وﻳﻠﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻋﻔﺎءﻩ ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﻏﺮاﻣﺎت اﻟﺘﺄﺧﲑ اﳌﱰاﻛﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬

‫‪ -173‬ﳏﻤﺪ أﲪﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮؤوف ﳏﻤﺪ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﺼﺮي اﳌﻘﺎرن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.652‬‬
‫‪ -174‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،19‬أﺑﺮﻳﻞ ـ‬
‫ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،1997‬ص ‪.28‬‬
‫‪56‬‬
 ‫‪ -2‬اﻹﺑﺮاء أو اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ‬
‫إذا ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪة اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﺗﻘﻀ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﻻ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻬﺪف إﻻ اﻟﺘﺨﻔﻴ ـ ـ ــﻒ‬
‫أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺎت واﻟﺬﻋﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻻ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻮاﺟﺒﺎت‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗﻌﺮف اﺳﺘﺜﻨﺎءﻳﻦ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﺠﺰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﻼص واﺟﺒﺎت اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ؛‬
‫‪ -‬إﻟﻐ ـ ــﺎء أو ﲣﻔ ـ ــﻴﺾ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻣﺮﺳ ـ ــﻮم‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 76‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﻠﻜ ـ ــﻲ‬
‫ل ‪ 26‬أﺑﺮﻳ ـ ــﻞ ‪ 1967‬ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻈ ـ ــﻴﻢ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،175‬اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﻧـ ــﻪ "ﻳﻌﻠـ ــﻦ ﻋـ ــﻦ اﻹﺑ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺪﻳﻮن ﲟـ ــﺎ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﻷﺻـ ــﻞ أو اﻟﻔﻮاﺋـ ــﺪ ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻣﺮﺳـ ــﻮم ﻳﺘﺨـ ــﺬ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻗﱰاح ﻣ ـ ــﻦ وزﻳ ـ ــﺮ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻧﺴ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻮرﻗ ـ ــﺔ اﳌﺜﺒﺘ ـ ــﺔ ﻟﺘﺨﻔ ـ ــﻴﺾ أو‬
‫إﻟﻐﺎء اﳌﺒﻠﻎ اﳌﺘﻜﻔﻞ ﺑﻪ"‪.‬‬
‫وﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﰲ ﺷ ـ ــﺄن اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ إﻻ ﰲ‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷـ ـ ـ ــﺮة‪ ،‬ﲟﻌـ ـ ـ ــﲎ آﺧـ ـ ـ ــﺮ ﻻ ﻳﺴـ ـ ـ ــﺮي ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻏـ ـ ـ ــﲑ اﳌﺒﺎﺷـ ـ ـ ــﺮة ﰲ أﺳﺎﺳـ ـ ـ ــﻬﺎ اﻟﻄﻠـ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﰲ ﺷ ـ ــﺄن اﳉـ ـ ـﺰاءات اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫اﻷﺧﲑة‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت اﻻﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺧـ ـ ــﻼف ﻣـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ ﺟـ ـ ــﺎر ﺑـ ـ ــﻪ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﺘﻈﻠﻤـ ـ ــﺎت اﻟﻨﺰاﻋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﱂ ﻳﻀـ ـ ــﻊ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ‬
‫ﺿ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﺻ ـ ــﺎرﻣﺔ ﻳﻨﺒﻐ ـ ــﻲ اﻟﺘﻘﻴ ـ ــﺪ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻠﻮك اﳌﻠ ـ ــﺰم ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻻ‬
‫ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت ﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ وﻻ ﻷﺟ ـ ــﻞ ﳏ ـ ــﺪد‪ ،‬إذ ﳝﻜ ـ ــﻦ رﻓﻌﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﺷ ـ ــﻜﻞ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻋﺎدﻳﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻇﺮوف اﳌﻠﺰم اﻟﻌﺴﲑة‪.176‬‬
‫واﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ ﳝﻜـ ـ ـ ــﻦ ﺗﻘـ ـ ـ ــﺪﳝﻬﺎ ﻓﺮدﻳـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﳝﻜـ ـ ـ ــﻦ ﺗﻘـ ـ ـ ــﺪﳝﻬﺎ ﲨﺎﻋﻴـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺾ‬
‫اﳊ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـ ــﱪر ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﻔﻘ ـ ـ ــﺪان اﶈﺼ ـ ـ ــﻮل اﻟﺰراﻋ ـ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫ﺑﺴ ـ ـ ــﺒﺐ ﺣ ـ ـ ــﺎدث ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳊ ـ ـ ـﻮادث اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـ ــﺆدي إﱃ ﺿ ـ ـ ــﻴﺎع اﶈﺼ ـ ـ ــﻮل ﻛ ـ ـ ــﺎﳊﺮﻳﻖ أو اﳉﻔ ـ ـ ــﺎف أو ﻫﺠ ـ ـ ــﻮم‬
‫اﳉ ـ ـﺮاد‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻗﺎﺋ ـ ــﺪ اﻟﻘﺮﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬أو رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‬

‫‪ -175‬ﻣﺮﺳﻮم ﻣﻠﻜﻲ رﻗﻢ ‪ ،330.66‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 10‬ﳏﺮم ‪ 21) 1387‬أﺑﺮﻳﻞ ‪ ،(1967‬ﺑﺴﻦ ﻧﻈﺎم ﻋﺎم ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫‪- Khalid MOKHLIS et Iqbal TOUMI: Le Contentieux Fiscal au Maroc - Modalités et‬‬
‫‪Réalités -, revue marocaine des contentieux, n° 7, 2008, p 72.‬‬
‫‪57‬‬
‫اﻟﻘ ــﺮوي اﻟ ــﺬي ﻋﻠﻴ ــﻪ أن ﳛ ــﺮر ﻃﻠﺒ ــﺎ ﲨﺎﻋﻴ ــﺎ ﺑﺎﺳ ــﻢ ﻛ ــﻞ ﺳ ــﻜﺎن اﻟﻘﺮﻳ ــﺔ ﻳﻄﻠ ــﺐ ﻓﻴ ــﻪ اﻹﻋﻔ ــﺎء ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ إﻣﺎ ﻛﻠﻴﺎ أو ﺟﺰﺋﻴﺎ‪.177‬‬
‫وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳋﺼ ـ ــﻮص‪ ،‬اﻟﻌﻨﺎﺻ ـ ــﺮ اﻟﻀ ـ ــﺮورﻳﺔ ﳌﻌﺮﻓ ـ ــﺔ ﻧ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ورﻗـ ــﻢ ﻗﻴـ ــﺪﻫﺎ ﲜـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬واﳌﺼـ ــﻠﺤﺔ اﻟـ ــﱵ ﻓﺮﺿـ ــﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻛـ ــﻞ ﻣـ ــﺎ ﻳﺴـ ــﺎﻋﺪ ﰲ اﻟﻮﺻـ ــﻮل إﱃ‬
‫اﳌﻠ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﺨﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓﻀ ــﻼ ﻋ ــﻦ اﳌﺒﻠ ــﻎ اﻟ ــﺬي ﻳﻠ ــﺘﻤﺲ إﻋﻔ ــﺎءﻩ ﻣﻨ ــﻪ‪ ،‬وأن ﻳﻘ ــﺪم اﻟﻄﻠ ــﺐ‬
‫اﳌﺬﻛﻮر ﰲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻀﺮﻳﺐ‪ ،‬ﻃﺎﳌﺎ ﱂ ﻳﺘﻘﺎدم اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬
‫وﻏ ـ ــﲏ ﻋـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴـ ـ ــﺎن أن اﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ اﻻﺳـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﺗﻘﺪﳝـ ـ ــﻪ ﺣـ ـ ــﱴ ﺑﻌـ ـ ــﺪ أداء اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪،‬‬
‫ﻏﲑ أن ﺗﻘﺪﳝﻪ ﻻ ﻳﺆدي إﱃ إﻳﻘﺎف ﲢﺼﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ‪.178‬‬
‫وﺣﻴﻨﻤ ـ ـ ــﺎ ﺗﺘﻮﺻ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺎت اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﺗﻘ ـ ـ ــﻮم ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﳜ ـ ـ ــﺺ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ــﺔ واﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻃﻠﺒﻬ ـ ـ ــﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺴ ـ ـ ــﺎرات اﻟﻀ ـ ـ ــﺮورﻳﺔ‪،‬‬
‫وﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺗﻘ ـ ـ ــﻮم ﺑﺮﻓ ـ ـ ــﻊ ﺗﻘﺮﻳ ـ ـ ــﺮ ﻣﻌﻠ ـ ـ ــﻞ وﻣﺸ ـ ـ ــﻔﻮع ﺑﺮأﻳﻬ ـ ـ ــﺎ إﱃ اﻟ ـ ـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ أو اﻟﺸ ـ ـ ــﺨﺺ‬
‫اﳌﻔﻮض ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻪ ﻻﲣﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ‪.‬‬
‫وﻫﻨ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮح اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل اﻟﺘ ـ ــﺎﱄ‪ :‬ﻫ ـ ــﻞ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم اﳌﻌﺴ ـ ــﺮ أن ﻳﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ اﻟﻘـ ـ ـﺮار اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﺮﻓﺾ ﻃﻠﺒﻪ؟‬
‫ﻳ ـ ــﺮى اﻟ ـ ــﺒﻌﺾ‪ 179‬أن اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﳌﺘﺨ ـ ــﺬة ﰲ ﺷ ـ ــﺄن اﻟﺘﻈﻠﻤ ـ ــﺎت اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻻ ﻳﺼ ـ ــﺢ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ‬
‫ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻗﻀ ــﺎﺋﻴﺎ‪ ،‬ﻷ‪ ‬ــﺎ ﺧﺎﺿ ــﻌﺔ ﻟﻠﺴ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ــﺔ ﻟ ــﻺدارة اﳌﻌﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣ ــﲔ ﻳ ــﺮى اﻟ ــﺒﻌﺾ اﻵﺧ ــﺮ‪ 180‬أﻧ ــﻪ‬
‫ﻳﺘﻌـ ــﲔ اﻟﺮﺟـ ــﻮع إﱃ اﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﻠﻤﺸـ ــﺮوﻋﻴﺔ اﻟـ ــﺬي ﻳـ ــﺄﰉ أن ﺗﻜـ ــﻮن ﻫﻨـ ــﺎك ﻗ ـ ـﺮارات إدارﻳـ ــﺔ ﳏﺼـ ــﻨﺔ ﺿـ ــﺪ‬

‫‪ -177‬ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 238‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬إذا ﴰﻠﺖ اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﶈﺎﺻﻴﻞ اﻟﺰراﻋﻴﺔ إﺣﺪى اﳉﻤﺎﻋﺎت‪،‬‬
‫ﺟﺎز ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴﺔ أو رﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ اﳉﻤﺎﻋﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﰲ اﺳﻢ ﲨﻴﻊ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ اﳌﻨﻜﻮﺑﺔ"‪.‬‬
‫‪ -178‬ﻋﺒﺪ اﳊﻖ ﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﻣﺎدة اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪،‬‬
‫وﺣﺪة اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪﺳﺘﻮري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ - ،‬أﻛﺪال ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2013-2012‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -179‬ﺳﻌﺎد ﺑﻨﻮر‪ :‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ و ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ أﺣﺪث اﻻﺟﺘﻬﺎدات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة‬
‫ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،-‬ﻣﻄﺒﻌﺔ دار اﻟﻘﻠﻢ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،2003 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -180‬ﺟﻌﻔﺮ ﺣﺴﻮن‪ :‬اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮن ‪ 90‬ـ‪ 41‬اﶈﺪث واﳌﻨﻈﻢ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،4‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1996‬ص ‪.53‬‬
‫‪58‬‬
‫أي ﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ ﻗﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﳛـ ــﻖ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم اﳌﻌﺴـ ــﺮ أن ﻳﻄﺎﻟـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ دﻋـ ــﻮى اﻹﻟﻐـ ــﺎء‪ ،‬ﺑﺈﻟﻐـ ــﺎء‬
‫اﻟﻘﺮار اﻟﺴﻠﱯ ﻟﻮزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻧـ ـ ـ ــﺮى أﻧـ ـ ـ ــﻪ ﳛـ ـ ـ ــﻖ ﻟﻠﺨﺎﺿـ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أن ﻳﻄﻌـ ـ ـ ــﻦ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮار اﻹداري اﻟﺴـ ـ ـ ــﻠﱯ‬
‫اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﺑ ـ ــﺮﻓﺾ ﻃﻠﺒ ـ ــﻪ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﰲ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ دﻋ ـ ــﻮى اﻹﻟﻐ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻣ ـ ــﺎ دام اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﳝﻨ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﺎ دام ﻟﻠﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﳊ ـ ـ ــﻖ ﰲ ﺗﻘﻴ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة ﰲ ﺣ ـ ـ ــﺎل إﺳ ـ ـ ــﺎءة‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ أن اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﻟﻄﻠﺒ ـ ــﺎت اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﻮﻗﻔ ـ ــﻪ‬
‫ﻫﺸ ـ ــﺎ وﺿ ـ ــﻌﻴﻔﺎ‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﻪ ﻳﻠ ـ ــﺘﻤﺲ إﺣﺴ ـ ــﺎن اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ﲝﺮﻳ ـ ــﺔ ﻣﻄﻠﻘ ـ ــﺔ ﰲ ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺪﻣـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ ﺗﺮﺗﻜـ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ـ ــﺲ إﻧﺴـ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ ﳏﻀـ ـ ـ ــﺔ دون اﻻﻟﺘﻔـ ـ ـ ــﺎت إﱃ اﳉﻮاﻧـ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.181‬‬
‫ﺑﻘ ـ ــﻲ أن ﻧﺸ ـ ــﲑ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ـ ــﺔ إﱃ أن اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻄﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺴ ـ ــﺖ ﺷ ـ ــﺮﻃﺎ ﻣﺴ ـ ــﺒﻘﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء‬
‫إﱃ اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬وإﳕﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﻄﺮة اﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم اﳌﺘﻀﺮر ﻣﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫‪@@òîj튚Ûa@æbvÜÛa@âbßc@åÈİÛa@ñŠİŽß@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻞ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 225‬و‪ 226‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﺳـ ـ ــﻴﻠﺔ ذات أﳘﻴـ ـ ــﺔ ﻗﺼـ ـ ــﻮى ﰲ ﺗﺴـ ـ ــﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰاﻋـ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻨﺎﺷـ ـ ــﺌﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﺛـ ـ ــﺮ ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫وﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﻹدارة ﻹﻗـ ـ ـﺮارات اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس اﻟﻮﺳ ـ ــﺎﻃﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ إﺷـ ـ ـﺮاك أﻃـ ـ ـﺮاف أﺧ ـ ــﺮى ﰲ‬
‫اﻟﻨﺰاع ﺑﲔ اﻹدارة واﳌﻠﺰم ﺑﻐﺮض اﳊﻠﻮل اﳌﻼﺋﻤﺔ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.182‬‬
‫ﻫـ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﺗـ ـ ـ ــﱪز ﺧﺼﻮﺻـ ـ ـ ــﻴﺔ ﻣﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻠﺠـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﻛﻮ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة اﺧﺘﻴﺎرﻳـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﺨﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﰲ ﲡﺴ ـ ــﻴﺪﻫﺎ ﻟﻠﻄـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺘ ـ ـﻮاﺟﻬﻲ‪ ،‬ﻓﻀـ ــﻼ ﻋـ ــﻦ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﺗﺒﻘـ ــﻰ إﺟ ـ ـﺮاء ﻣﺴـ ــﻄﺮﻳﺎ ﻻ ﻳ ـ ــﺘﻢ‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﻟﻴ ـ ــﻪ إﻻ إذا ﺗﻌﻠـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،183‬وﻣﻌ ـ ــﲎ ذﻟـ ـ ــﻚ أن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻋﺎء اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻻ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬

‫‪ -181‬ﻳﻮﺳﻒ وﻫﺎﰊ‪ :‬ﺣﻘﻮق وواﺟﺒﺎت اﳌﻠﺰم ﰲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻠﻒ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،1‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2003‬ص‪.64‬‬
‫‪ -182‬ﳏﻤﺪ اﻟﺸﺮﻳﻘﻲ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أو اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -183‬ﳏﻤﺪ اﻟﻨﺠﺎري‪ :‬ﻧﻈﺮات ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ اﳌﻨﺎزﻋﺔ ﰲ اﻟﻮﻋﺎء اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻴﻠﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،18‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.124‬‬
‫‪59‬‬
‫ودون اﳋ ـ ـ ــﻮض ﰲ اﳊ ـ ـ ــﺪﻳﺚ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‪ 184‬ﳍ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨ ـ ـ ــﺎ ﺳﻨﻘﺘﺼ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺑﻴ ـ ــﺎن ﺗﻜ ـ ــﻮﻳﻦ واﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن )اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷوﱃ( واﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺘﺒﻌ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم ﻛ ـ ــﻞ واﺣ ـ ــﺪة ﻣﻨﻬﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺪة )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬

‫‪ -184‬ﻟﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻪ ﲞﺼﻮص اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ذﻫﺐ اﲡﺎﻩ أول ﻻﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺣﲔ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ‬
‫ﺑﻜﻮ‪‬ﺎ إدارﻳﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﲔ ذﻫﺐ اﲡﺎﻩ آﺧﺮ ﻻﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺮأي اﻷول‪ :‬ذﻫﺐ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ إﱃ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأ‪‬ﺎ ﲤﺎرس ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬
‫إذ ﳝﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ‪ ،‬وﻳﻜﻮن ﻗﺮارﻫﺎ ﻣﻠﺰﻣﺎ وﻧﺎﻓﺬا ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ اﳊﺪود اﻟﱵ ﻗﺮرﻫﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ .‬ﻛﻤﺎ ذﻫﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻪ اﳌﻐﺮﰊ إﱃ ﺣﺪ اﻟﻘﻮل إن ﳉﻨﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﳏﻜﻤﺔ إدارﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأ‪‬ﺎ‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎت وﺧﺼﺎﺋﺺ ﻋﺪﻳﺪة ﲡﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﳌﺆﺛﺮات‪ ،‬واﻋﺘﱪ آﺧﺮون أن ﻫﺪف‬
‫اﳌﺸﺮع ﻣﻦ إﻧﺸﺎء اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ إﻧﺸﺎء ﳏﺎﻛﻢ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻣﻴﻨﺔ ﺟﱪان‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري "دﻋﻮى اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺸﺎﻣﻞ"‪ ،‬اﳌﻨﺸﻮرات اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1996‬ص ‪.115‬‬
‫‪-Abdellah BOUDAHRAIN: L’arbitrage commercial interne et international au regard du‬‬
‫‪Maroc, la société d’édition et de diffusion al madariss, Casablanca, 1ere éd, année 1999, p 59.‬‬
‫‪- El Kttiri AKASBI: La réforme de la fiscalité marocain à l’heure de l’ajustement structurel, Ed‬‬
‫‪Toubkal, Casablanca, année 1987, p 372.‬‬
‫اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ذﻫﺐ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ إﱃ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﳉﺎﻧﺎ إدارﻳﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﲔ إدارﻳﲔ وﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ اﻣﺘﺪاد‬
‫ﻷﺟﻬﺰة اﻹدارﻳﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﲝﻴﺚ اﻋﺘﱪ أن اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﻌﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﻨﺸﺌﻬﺎ رﺋﻴﺲ اﳊﻜﻮﻣﺔ وﻳﱰأﺳﻬﺎ ﻣﺴﺘﺸﺎرون ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺳﻠﻄﺔ رﺋﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻹدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﳌﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬زﻛﺮﻳﺎء ﺑﻴﻮﻣﻲ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ رﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة واﻟﻜﺘﺎب اﳉﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1990‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ‪ :‬اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ‬
‫واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،4‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1996‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳌﻨﺤﻰ‪ :‬اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻹﺟﺮاﺋﻲ ﻟﻠﻄﻌﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ واﶈﺎﻛﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ‬
‫واﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ واﻟﻨﻘﺾ ﰲ ﻇﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ رﻗﻢ ‪ 91‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2005‬ﻣﻨﺸﺄة اﳌﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.109‬‬
‫اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻋﺘﱪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ اﳌﻐﺮﰊ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﳉﺎﻧﺎ إدارﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺎد ﻳﺘﺠﻠﻰ‬
‫ﰲ إﺻﺪارﻫﺎ ﻣﻘﺮرات ﺿﺪ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺣﲔ اﻟﺘﺠﺄت ﻫﺬﻩ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫وﻳﻀﻴﻒ ﻫﺬا اﻻﲡﺎﻩ أن اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﱰأﺳﻬﺎ ﻗﺎض‪ ،‬وﺗﻌﲔ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬
‫وﺗﺒﻌﻴﺘﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮزﻳﺮ اﻷول ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﻬﻲ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪60‬‬
 ‫‪@@òîj튚Ûa@æbvÜÛa@˜b–naë@æìØm@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻄ ـ ـ ــﻮﻳﺮ ﻧﻈﺎﻣ ـ ـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﺑﺎﻹﺻ ـ ـ ــﻼح اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﺴ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ - 1984‬ﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎوز اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻻﻧﺘﻘ ـ ـ ــﺎدات اﻟ ـ ـ ــﱵ وﺟﻬ ـ ـ ــﺖ ﻟ ـ ـ ــﻪ ‪ -‬وﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧ ـ ـ ــﻼل إﺻ ـ ـ ــﺪار اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﺘﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ وﺗﻮﺣﻴ ـ ـ ــﺪ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وأدﺧ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌ ـ ــﺪﻳﻼت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺘ ـ ــﻮﻓﲑ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت إﺿ ـ ــﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ )أوﻻ( أو ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﺎ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﺗﺸ ـ ــﻜﻴﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﻦ ﺑـ ــﲔ أﻫ ـ ــﻢ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻛﺮﺳـ ــﻬﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ ‪ ‬ـ ــﺪف ﳋﻠ ـ ــﻖ‬
‫ﻧ ــﻮع ﻣ ــﻦ اﻟﺘ ـ ـﻮازن ﺑ ــﲔ أﻃ ـ ـﺮاف اﻟﻨ ـ ـﺰاع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻧﻈ ـ ـﺮا ﳊﻴ ــﺎد اﳉﻬ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔ ــﺔ ﺑﺘﺴ ــﻮﻳﺔ اﻟﻨ ـ ـﺰاع‪ ،‬وﻣ ــﺎ‬
‫ﻳﻘ ـ ــﺮ ﻫ ـ ــﺬا اﳊﻴ ـ ــﺎد ﺗﺮﻛﻴﺒ ـ ــﺔ أﻋﻀ ـ ــﺎء اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﻓﻤﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﳝﺜ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ــﺰم وﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﳝﺜ ـ ــﻞ اﻹدارة إﱃ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ‬
‫اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‪ ،‬ﺳ ـ ـﻮاء ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ )‪ ،(1‬أو ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻄﻌﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )‪.(2‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﻟﻌـ ــﻞ أﻫـ ــﻢ ﻣـ ــﺎ ﻓﺮﺿـ ــﺘﻪ اﻟﺘﺤـ ــﻮﻻت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ واﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى ﺗﺸـ ـ ــﻜﻴﻠﺔ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﺿـ ـ ــﻤﺎن ﺣﻴـ ـ ــﺎد وﻣﻮﺿـ ـ ــﻮﻋﻴﺔ رﺋﻴﺴـ ـ ــﻬﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧ ـ ــﻼل ﺗﻌ ـ ــﺪﻳﻞ إﺳ ـ ــﻨﺎد ﻣﻬﻤﺘﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﳑﺜ ـ ــﻞ ﻋﺎﻣ ـ ــﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟ ـ ــﺔ أو اﻹﻗﻠ ـ ــﻴﻢ‪ 185‬إﱃ ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻹﻃﺎر ﻟﺴﻨﺔ ‪.1984‬‬
‫وﻗ ــﺪ اﻋﺘ ــﱪ اﻟ ــﺒﻌﺾ أن إﺳ ــﻨﺎد اﻟﺮﺋﺎﺳ ــﺔ ﻷﺣ ــﺪ اﳍﻴﺌ ــﺔ اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻴﺔ ﻧﻘﻠ ــﺔ ﻧﻮﻋﻴ ــﺔ ﲝﻴ ــﺚ ﻳﻀ ــﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ‬
‫ﻧﻮﻋ ــﺎ ﻣ ــﻦ اﻻﺳ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ واﳊﻴ ــﺎد وﻟﻘﺮارا‪ ‬ــﺎ‪ ،‬اﻟﺸ ــﻲء اﻟ ــﺬي ﻳﺒﻌ ــﺚ ﺑﺎﻟﺜﻘ ــﺔ ﻟ ــﺪى اﳌﻠ ــﺰﻣﲔ‪ ،186‬وﻫ ــﻮ ﻧﻔ ــﺲ‬

‫‪ -‬اﳊﺴﲔ ﺑﺎرﺑﺶ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻐﲑ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻧﺪوة اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري وﲪﺎﻳﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻘﺮوﻳﲔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻧﺪوات وﳏﺎﺿﺮات‪ 1 ،‬ﻣﺎي ‪ ،1996‬ص ‪.75-74‬‬
‫‪ -185‬ﻇﻬﲑ رﻗﻢ ‪ ،1.57.191‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 1957/09/20‬اﳌﻌﺪل واﳌﻜﻤﻞ ﻟﻈﻬﲑ ‪ ،1914/04/12‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﳌﻬﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر ﻋﺪد ‪ ،2347‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1957/10/18‬ص ‪.1373‬‬
‫وﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬا اﻟﻈﻬﲑ ﰎ إﺳﻨﺎد ﻣﻬﻤﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ إﱃ ﳑﺜﻞ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ‪.‬‬
‫‪ -186‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺷﻜﻮر‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ واﳊﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪61‬‬
‫اﻟﺸ ـ ــﻲء اﻟ ـ ــﺬي أﻛﺪﺗ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،187‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ أن اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻳﺮأﺳﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎرﻩ ﻣﻦ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ـﻦ أﺟـ ـ ـ ــﻞ ﺗﻌﺰﻳـ ـ ـ ــﺰ اﻟﻀـ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‪ ،‬واﺳـ ـ ـ ــﺘﻤﺮار اﳌﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺧـ ـ ـ ــﻼل ﻣﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻷﺳـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ وﺣﻘـ ــﻮق اﻟـ ــﺪﻓﺎع‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻧﺼـ ــﺖ اﳌـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﺑﻨـ ــﺪﻫﺎ‬
‫اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳑﺜ ـ ــﻞ ﻟﻌﺎﻣ ـ ــﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟ ـ ــﺔ أو اﻹﻗﻠ ـ ــﻴﻢ وﳑﺜ ـ ــﻞ ﻟ ـ ــﻺدارة ﻳ ـ ــﺪاﻓﻊ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ــﺎﳊﻬﺎ )أ( وﻋ ـ ــﻦ ﳑﺜ ـ ــﻞ‬
‫ﻟﻠﺨﺎﺿﻌﲔ ﻳﻜﻮن ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﻔﺮع اﳌﻬﲏ اﻷﻛﺜﺮ ﲤﺜﻴﻼ ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﻳﺰاوﻟﻪ اﻟﻄﺎﻟﺐ )ب(‪.‬‬
‫أ‪ -‬أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﳌﻮﻇﻔﻮن‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺒﻨـ ـ ــﺪ ‪ II‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳒـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗـ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ ﳑﺜﻞ ﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ‪ ،‬وﳑﺜﻞ ﻟﻺدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳑﺜﻞ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ‬
‫ﻧﺼـﺖ اﳌـﺎدة ‪ 225‬ﰲ ﺑﻨـﺪﻫﺎ ‪ II‬ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﺗﻀـﻢ ﻛـﻞ ﳉﻨـﺔ ")‪ -3 (...‬ﳑـﺜﻼ ﻟﻌﺎﻣـﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟـﺔ أو اﻹﻗﻠـﻴﻢ‬
‫اﻟﻮاﻗـﻊ ﻣﻘــﺮ اﻟﻠﺠﻨــﺔ ﺑـﺪاﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻــﻪ)‪ ،"(...‬وﻳﻌــﲔ اﳌﻤﺜــﻞ ﻣـﻦ ﺑــﲔ اﳌــﻮﻇﻔﲔ اﻟﻌـﺎﻣﻠﲔ ﲢــﺖ إﻣﺮﺗــﻪ‪ ،‬ﺑﺼــﻔﺘﻪ‬
‫ﳑﺜﻼ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ وﺻﻠﺔ وﺻﻞ ﺑﲔ ﺳﻜﺎن اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ واﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل ﻳﻌﲔ ﳑـﺜﻼ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أي ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻷﻗﺴﺎم اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ‪.188‬‬
‫وﻳ ـ ــﺮى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬أن ﳑﺜ ـ ــﻞ ﻋﺎﻣ ـ ــﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟ ـ ــﺔ أو اﻹﻗﻠ ـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ــﻲ ﻇ ـ ــﺎﻫﺮة ﳜ ـ ــﺘﺺ ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ــﻴﺔ واﳌﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺔ واﻟﺘﻮﻧﺴـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬اﻟـ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﻌـ ـ ــﱰف ﺑﻀـ ـ ــﺮورة‬
‫ﲤﺜﻴﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴﺔ أو أي ﺳﻠﻄﺔ إدارﻳﺔ أﺧﺮى‪.189‬‬
‫‪ -‬ﳑﺜﻞ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ وﺟـ ـ ــﻮد ﳑﺜـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻛﻤﻘـ ـ ــﺮر أو ﻛﻤﻤﺜـ ـ ــﻞ ﻟـ ـ ــﻺدارة ﰲ اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ذا‬
‫أﳘﻴـ ــﺔ ﻛـ ــﱪى‪ ،‬ﳌـ ــﺎ ﻳﺘـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﲡﺮﺑـ ــﺔ ودراﻳـ ــﺔ ﺑﺎﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﲤﻜﻨـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻣﻌﺮﻓـ ــﺔ اﻟﻘﻀـ ــﻴﺔ‬

‫‪ -187‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 225‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺗﻀﻢ ﻛﻞ ﳉﻨﺔ ﻗﺎﺿﻴﺎ‪ ،‬رﺋﻴﺴﺎ"‪.‬‬
‫‪ -188‬اﳌﺨﺘﺎر اﻟﺴﺮﻳﺪي‪ :‬اﻟﻄﻌﻦ ﰲ أﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺼﺒﺎح‪ ،‬اﻷرﺑﻌﺎء ‪ 27‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪.2010‬‬
‫‪ -189‬ﳏﻤﺪ ﺷﻜﲑي‪ :‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ‪ :‬دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ وﻧﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎت‬
‫وأﻋﻤﺎل ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬دار اﻟﻨﺸﺮ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،49‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2003‬ص ‪.536‬‬
‫‪62‬‬
‫ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ رأي اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ ﳌﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻈﻬـ ـ ــﺮون ﻛﻤـ ـ ــﺪاﻓﻌﲔ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺪاﻓﻌﲔ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.190‬‬
‫ووﻓﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺒﻨـ ـ ــﺪ ‪ II‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻳﻘﺼـ ـ ــﺪ ﺑ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‬
‫اﳌﺼ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو ﳑﺜﻠ ـ ـ ــﻪ رؤﺳ ـ ـ ــﺎء اﳌﺼ ـ ـ ــﺎﱀ اﳋﺎرﺟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ وﻫ ـ ـ ــﻢ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﺮون‬
‫اﳉﻬﻮﻳـ ـ ـﻮن ورؤﺳ ـ ــﺎء اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﳉﻬﻮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻮﻋ ـ ــﺎء اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،...‬أو أي ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ ﻳﻨ ـ ــﻮب ﻋ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﳉﻬ ـ ــﻮي‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﳌﻔﺘﺶ اﻟﺬي أﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ أو اﳌﺮاﻗﺒﺔ‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ـ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﳛ ـ ـ ـ ــﺪد اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮوط اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﺘﻮﺟ ـ ـ ـ ــﺐ أن ﺗﺘ ـ ـ ـ ــﻮﻓﺮ ﰲ ﳑﺜ ـ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻜ ـ ــﺲ ﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳊ ـ ــﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻷﻋﻀ ـ ــﺎء ﳑﺜﻠ ـ ــﻲ اﻹدارة ﰲ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻏﲑ اﳌﻮﻇﻔﻮن‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻨﺢ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺘﺠﻠ ـ ــﻰ ﰲ ﺗﺸ ـ ــﻜﻴﻠﺔ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟـ ــﱵ ﳚـ ــﺐ أن ﺗﺘﻀـ ــﻤﻦ ﺑﺎﻟﻀـ ــﺮورة ﳑﺜـ ــﻞ اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ ﻋﻤﻠﻬـ ــﺎ واﳌﺸـ ــﺎرﻛﺔ ﰲ اﲣـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـﺮار‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ‬
‫ﺿـ ـ ــﻤﺎن ﺣﻘـ ـ ــﻮق اﻟـ ـ ــﺪﻓﺎع ﻟﻠﻤﺘﺨﺎﺻـ ـ ــﻤﲔ ﻛﻤﺒـ ـ ــﺪأ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺒـ ـ ــﺎدئ اﻟﺘﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ وﺿـ ـ ــﻤﺎن ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ‬
‫ﻗﺮارا‪‬ﺎ رﺿﺎﺋﻴﺎ ﻹ‪‬ﺎء اﻟﻨﺰاع ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻀﻤﻦ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻹدارة واﳌﻠﺰم ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫ﻓ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ــﺎن ﳑﺜ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ ﻣ ـ ــﺪاﻓﻌﺎ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة وﻳﺴ ـ ــﺎﻋﺪ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ اﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴ ـ ــﺔ‪ .‬ﻓﻔ ـ ــﻲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﻓ ـ ــﺮض اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ أن ﺗﻀ ـ ــﻢ ﳑﺜ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ــﺰم ذا ﺻ ـ ــﻮت ﺗﻘﺮﻳ ـ ــﺮي ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘﻄ ــﺎع اﳌﻬ ــﲏ اﻟ ــﺬي ﻳﻨﺘﻤ ــﻲ إﻟﻴ ــﻪ اﳌﻠ ــﺰم ﻟﻴ ــﺪاﻓﻊ ﻋ ــﻦ ﻣﺼ ــﺎﳊﻪ‪ ،‬وﻳﻨ ــﻮر اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ ﲞﺼﻮﺻ ــﻴﺎت اﳌﻬﻨ ــﺔ اﻟ ــﱵ‬
‫ﻳﺰاوﳍﺎ‪.191‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺘﻌﻴ ـ ــﲔ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،192‬ﻓﺘﺨﺘﻠـ ـ ــﻒ ﺑ ـ ــﺎﺧﺘﻼف اﻟﻨﺸـ ـ ــﺎط اﳌﻬ ـ ــﲏ اﻟـ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﺰاوﻟﻪ‪.193‬‬

‫‪190‬‬
‫‪-Naji BACCOUCHE: Droit fiscal, publication de l’école National, Tunis, Année 1993, p‬‬
‫‪191.‬‬
‫‪191‬‬
‫‪- Mohamed BOUCHAREB: La lute contre la fraude fiscale au Maroc, Edition maghrébines,‬‬
‫‪2006, p 149.‬‬
‫‪ -192‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪63‬‬
 ‫‪ -2‬اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺒﻨـ ـ ــﺪ ‪ II‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳒـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗـ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﻗﻀﺎة‪ ،‬واﳌﻮﻇﻔﲔ ﳑﺜﻠﲔ ﻟﻺدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﳑﺜﻠﻲ اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﻀﺎة‬
‫ﻳ ـ ــﻨﺺ اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ ‪ II‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ " ﻳ ـ ـﺮأس اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻳﺸـ ــﺮف ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﲑﻫﺎ ﻗـ ــﺎض ﻳﻌﻴﻨـ ــﻪ اﻟـ ــﻮزﻳﺮ اﻷول ﺑـ ــﺎﻗﱰاح‬
‫ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﻌﺪل"‪.‬‬
‫وﻳﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﻫـ ـ ــﺬا اﻟـ ـ ــﻨﺺ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﳓـ ـ ــﺎ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﳌﻨﺤـ ـ ــﻰ ﰲ إﺳـ ـ ــﻨﺎدﻩ ﻣﻬﻤـ ـ ــﺔ‬
‫رﺋﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌـ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻛـ ــﺬﻟﻚ إﱃ ﻫﻴﺌـ ــﺔ ﻗﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﳏﺎﻳـ ــﺪة وﻣﺴـ ــﺘﻘﻠﺔ ﻋـ ــﻦ‬
‫أﻃ ـ ـﺮاف اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﺳﻴﻀـ ــﻤﻦ ﻧﻮﻋـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ اﻟﻨﺰاﻫـ ــﺔ واﳌﺴـ ــﺎواة اﻟـ ــﱵ ﻻ ﺗﻮﻓﺮﻫـ ــﺎ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻦ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ ﻳـ ـ ــﺮى ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﺒـ ـ ــﺎﺣﺜﲔ أن اﻷﻣـ ـ ــﺮ ﻳﻄـ ـ ــﺮح إﺷـ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜـ ـ ــﻞ ﰲ أﻧـ ـ ــﻪ إذا ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أﺧ ــﺮ ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ إدارﻳ ــﺔ ﻟﻠﻄﻌ ــﻦ‪ ،‬ﻓ ــﺈن إﺳ ــﻨﺎد ﻣﻬﻤ ــﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳ ــﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿ ــﻲ‬

‫‪ -‬اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻬﻢ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ :‬ﳏﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﲔ اﻟﺸﻖ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2006-2005‬ص‬
‫‪.202‬‬
‫‪ -193‬ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻔﻘﺮة " ﺑﺎء" ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 225‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﳒﺪﻫﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ" ﻳﻌﻴﲔ ﳑﺜﻠﻮ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ وﻓﻖ‬
‫اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻄﻌﻮن اﻟﱵ ‪‬ﻢ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰاوﻟﻮن ﻧﺸﺎﻃﺎ ﲡﺎرﻳﺎ أو ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ أو ﺣﺮﻓﻴﺎ أو ﻓﻼﺣﻴﺎ‪:‬‬
‫ﻳﻌﲔ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﳌﻤﺜﻠﲔ اﻟﺮﲰﻴﲔ وﻣﺜﻞ ﻋﺪدﻫﻢ ﻣﻦ اﳌﻤﺜﻠﲔ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﲔ ﳌﺪة ﺛﻼث )‪ (3‬ﺳﻨﻮات‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﲔ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ أﻋﻀﺎء اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﲤﺜﻴﻼ ﻟﻔﺮوع اﻟﻨﺸﺎط اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻋﻼﻩ‪ ،‬اﳌﺪرﺟﲔ ﰲ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﱵ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ‬
‫اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﺬﻛﻮرة وﻛﻞ ﻣﻦ رؤﺳﺎء ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﳋﺪﻣﺎت وﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﻏﺮﻓﺔ اﻟﻔﻼﺣﺔ وﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي ﻗﺒﻞ‬
‫‪ 31‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﱵ ﺗﺒﺘﺪئ ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻬﺎم اﻷﻋﻀﺎء اﳌﻌﻨﻴﲔ ﰲ ﺣﻈﲑة اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻄﻌﻮن اﻟﱵ ‪‬ﻢ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰاوﻟﻮن ﻣﻬﻨﺎ ﺣﺮة‪:‬‬
‫ﻳﻌﲔ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﻠﻴﻢ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬اﳌﻤﺜﻠﲔ اﻟﺮﲰﻴﲔ وﻣﺜﻞ ﻋﺪدﻫﻢ ﻣﻦ اﳌﻤﺜﻠﲔ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﲔ ﳌﺪة ﺛﻼث )‪ (3‬ﺳﻨﻮات‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﲔ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ أﻋﻀﺎء اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﲤﺜﻴﻼ‪ ،‬اﳌﺪرﺟﲔ ﰲ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﱵ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﺬﻛﻮرة ﻗﺒﻞ ‪ 31‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﱵ ﺗﺒﺪئ ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻬﺎم اﻷﻋﻀﺎء اﳌﻌﻨﻴﲔ ﰲ ﺣﻈﲑة اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳﺒﺎﺷﺮ ﺗﻌﻴﲔ اﳌﻤﺜﻠﲔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﻢ ﰲ ‪ 1‬و ‪ 2‬أﻋﻼﻩ ﻗﺒﻞ ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﱵ ﺗﺒﺘﺪئ ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺣﻈﲑة اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ "‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣﺴﺎﺳـ ــﺎ ﲟﺒـ ــﺪأ ﻓﺼـ ــﻞ اﻟﺴـ ــﻠﻂ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﺘـ ــﺪﺧﻞ اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ــﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ــﺔ‬
‫وأن اﻟﻄ ـ ــﺎﻋﻦ ﻻ زاﻟ ـ ــﺖ أﻣﺎﻣ ـ ــﻪ ﻓﺮﺻ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى وﻫ ـ ــﻲ اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬وﻳﻀ ـ ــﻴﻒ أن اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ أن‬
‫اﻹدارة ذات اﻟﺴـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ واﻟﻘـ ـ ـ ــﻮة ﻳـ ـ ـ ــﺪﻓﻌﺎ‪‬ﺎ إﱃ اﻻﻋﺘـ ـ ـ ــﺪاء ﰲ ﺗﻘـ ـ ـ ــﺪﻳﺮ أﺳـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻫـ ـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﳚﻌﻠـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ اﳌﻠﺰم‪.194‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا ﺗﻀـ ــﻢ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻗﺎﺿـ ــﻴﺎ ﲟﺜﺎﺑـ ــﺔ رﺋـ ــﻴﺲ ﻳﺘـ ــﻮﱃ اﻹﺷ ـ ـﺮاف ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﲑ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ‬
‫ﺗﻮﺟـ ـ ــﻪ إﻟﻴـ ـ ــﻪ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻮن اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻌﻬـ ـ ــﺪ ﺑﺒﺤﺜﻬـ ـ ــﺎ إﱃ واﺣـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﻮﻇﻔﲔ‪ ،‬وﻳـ ـ ــﻮزع اﳌﻠﻔـ ـ ــﺎت ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن‬
‫اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أن اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﻨﻘﺴ ـ ــﻢ إﱃ ﺳ ـ ــﺒﻊ‬
‫ﳉ ـ ــﺎن ﻓﺮﻋﻴ ـ ــﺔ‪ 195‬ﺗﺘ ـ ــﺪاول ﰲ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﻳﺎ اﳌﻌﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻳ ـ ـ ـﺮأس ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻔﺮﻋﻴ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺒﻌﺔ ﻗﻀ ـ ــﺎة‬
‫ﻳﻨﺘﻤﻮن إﱃ اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ اﻟﻮزﻳﺮ اﻷول ﺑﺎﻗﱰاح ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﻌﺪل‪.196‬‬
‫‪ -‬اﳌﻮﻇﻔﻮن اﳌﻤﺜﻠﻮن ﻟﻺدارة‬
‫ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﺑﻨ ـ ــﺪﻫﺎ اﻷول ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " ﺗﻀ ـ ــﻢ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫‪...‬ﺛﻼﺛـ ـ ــﻮن )‪ (30‬ﻣﻮﻇﻔـ ـ ــﺎ ﻳﻌﻴـ ـ ــﻨﻬﻢ اﻟـ ـ ــﻮزﻳﺮ اﻷول ﺑـ ـ ــﺎﻗﱰاح ﻣـ ـ ــﻦ وزﻳـ ـ ــﺮ اﳌﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﻜﻮﻧـ ـ ــﻮن ﺣﺎﺻـ ـ ــﻠﲔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻷﻗ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﺄﻫﻴ ـ ـ ــﻞ ﰲ ﻣﻴ ـ ـ ــﺪان اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو ﰲ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ أو اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن أو اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎد وأن ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﳍ ـ ـ ــﻢ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ـ ــﻞ رﺗﺒ ـ ـ ــﺔ ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ أو رﺗﺒ ـ ـ ــﺔ ﻣﺪرﺟ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺳ ـ ـ ــﻠﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺳ ـ ـ ــﻼﱂ اﻷﺟ ـ ـ ــﻮر ﻳﻌ ـ ـ ــﺎدل ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬وﻳﻠﺤ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﳌﻮﻇﻔﻮن اﳌﺬﻛﻮرون ﺑﺎﻟﻠﺠﻨﺔ‪."...‬‬
‫وﲡ ـ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﻋ ـ ـ ــﺪد أﻋﻀ ـ ـ ــﺎء ﳑﺜﻠ ـ ـ ــﻲ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋ ـ ــﺮف ﺗﻄ ـ ــﻮرا ﻣﻠﺤﻮﻇ ـ ــﺎ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻛ ـ ــﺎن ﻻ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز اﺛﻨ ـ ــﺎ ﻋﺸ ـ ــﺮ )‪ (12‬ﻣﻮﻇﻔ ـ ــﺎ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌـ ـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺎت ﻟﺴـ ـ ــﻨﺔ ‪ ،1986‬ﰒ ارﺗﻔـ ـ ــﻊ إﱃ ﲦﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻋﺸـ ـ ــﺮ‬

‫‪ -194‬ﻋﺒﺪاﻟﺼﻤﺪ ﻓﻠﻜﻲ‪ :‬اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻄﻌﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ اﳌﻌﻤﻘﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ‬
‫اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻛﺪال‪ ،‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2002-2001‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -195‬ﳚﺐ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﳌﺘﻔﺮﻋﺔ ﻋﻦ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻄﻮرا ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪدﻫﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ‬
‫ﰲ اﻷول ﺛﻼث ﳉﺎن ﻓﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺼﻞ ﻋﺪدﻫﺎ إﱃ ‪ 5‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1993‬إﱃ أن وﺻﻞ ﻋﺪدﻫﺎ إﱃ ‪ 7‬ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2010‬رﻗﻢ‬
‫‪.48.09‬‬
‫‪ -196‬اﻟﺒﻨﺪ ‪ I‬ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 226‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ﻣﻮﻇﻔـ ـ ــﺎ ﲟﻮﺟـ ـ ــﺐ اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﳋﺎﻣﺴـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 24-86‬اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺸﺮﻛﺎت ﰒ أﺻﺒﺢ ﻋﺪد ﻫﺆﻻء )‪ (25‬ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ )‪ (30‬ﻣﻮﻇﻔﺎ‪.‬‬
‫وﺑﻘ ـ ـ ـ ـﺮاءة ﻣﺘﺄﻧﻴـ ـ ـ ــﺔ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘـ ـ ـ ــﺮة اﻟﺴـ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻧﻼﺣـ ـ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ـ ـ ــﺮﰊ‬
‫اﺷﱰط ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﳝﻜﻦ إﲨﺎﳍﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ﻳﻜﻮﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻮا ﺣﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻠﲔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﺄﻫﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أو ﰲ اﶈﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺔ أو اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن أو‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎد؛‬
‫‪ -‬أن ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﳍـ ـ ــﻢ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﻗـ ـ ــﻞ رﺗﺒـ ـ ــﺔ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ أو رﺗﺒـ ـ ــﺔ ﻣﺪرﺟـ ـ ــﺔ ﰲ ﺳـ ـ ــﻠﻢ ﻣـ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ــﻼﱂ اﻷﺟـ ـ ــﻮر‬
‫ﻳﻌﺎدل ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ ﰒ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل إن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ أﺣﺴ ـ ــﻦ اﻟﺼ ـ ــﻨﻴﻊ ﺣ ـ ــﲔ أدرج ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﺮوط‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ‬
‫وأن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ اﳍﺪف ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮﺻﻮل ﳊﻞ ﻣﺮﺿﻲ ﻟﻄﺮﰲ اﻟﻨﺰاع‪.‬‬
‫‪ -‬ﳑﺜﻠﻮ اﳌﻠﺰﻣﲔ‬
‫ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﺑﻨ ـ ــﺪﻫﺎ اﻷول ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ "‪...‬وﺗﻀ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ‪:‬‬
‫‪... -‬ﻣﺌـ ـ ـ ــﺔ )‪ (100‬ﺷـ ـ ـ ــﺨﺺ ﰲ ﻣﻴـ ـ ـ ــﺪان اﻷﻋﻤـ ـ ـ ــﺎل ﻳﻌﻴـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻮزﻳﺮ اﻷول ﳌـ ـ ـ ــﺪة ﺛﻼﺛـ ـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ـ ــﻨﻮات‬
‫ﺑﺼـ ــﻔﺘﻬﻢ ﳑﺜﻠـ ــﲔ ﻟﻠﺨﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﺑﻨـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ اﻗ ـ ـﱰاح ﻣﺸـ ــﱰك ﻟﻜـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﻮزراء اﳌﻜﻠﻔـ ــﲔ ﺑﺎﻟﺘﺠـ ــﺎرة‬
‫واﻟﺼ ـ ــﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـ ـ ــﺔ واﻟﺼ ـ ــﻴﺪ اﻟﺒﺤـ ـ ــﺮي‪ ،‬واﻟ ـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﳌﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ وﳜﺘ ـ ــﺎر ﻫـ ـ ــﺆﻻء اﳌﻤﺜﻠ ـ ــﻮن ﻣـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﲔ‬
‫اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ـ ــﲔ أﻋﻀ ـ ــﺎء اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺎت اﳌﻬﻨﻴ ـ ــﺔ اﻷﻛﺜ ـ ــﺮ ﲤﺜ ـ ــﻴﻼ اﳌـ ـ ـﺰاوﻟﲔ ﻧﺸ ـ ــﺎﻃﺎ ﲡﺎرﻳ ـ ــﺎ أو ﺻ ـ ــﻨﺎﻋﻴﺎ‬
‫أو ﺧ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎﺗﻴﺎ أو ﺣﺮﻓﻴ ـ ـ ـ ــﺎ أو ﰲ اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﻴﺪ اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺮي واﳌ ـ ـ ـ ــﺪرﺟﲔ ﰲ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ـ ـ ــﺪﻣﻬﺎ اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة وﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ رؤﺳ ـ ــﺎء ﻏ ـ ــﺮف اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة واﻟﺼ ـ ــﻨﺎﻋﺔ واﳋ ـ ــﺪﻣﺎت وﻏﺮﻓ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ـ ــﺔ وﻏ ـ ــﺮف‬
‫اﻟﻔﻼﺣ ـ ــﺔ وﻏ ـ ــﺮف اﻟﺼ ـ ــﻴﺪ اﻟﺒﺤ ـ ــﺮي وذﻟ ـ ــﻚ ﻗﺒ ـ ــﻞ ‪ 31‬أﻛﺘ ـ ــﻮﺑﺮ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺴ ـ ــﻨﺔ اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺴ ـ ــﻨﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺒﺘ ـ ــﺪئ‬
‫ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻬﺎم اﻷﻋﻀﺎء اﳌﻌﻴﻨﲔ ﰲ ﺣﻀﲑة اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪."...‬‬
‫وﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﺿـ ــﻤﺎن ﺗﻜ ـ ـﺮﻳﺲ ﻣﺒـ ــﺪأ ﺣﻘـ ــﻮق اﻟـ ــﺪﻓﺎع أﻣـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﰲ اﻟﻄﻌـ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪،‬‬
‫وﺿ ـ ــﻤﺎن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ وﲤﻜ ـ ــﲔ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـ ـﺮﻳﺔ اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم ﲟﻬﻤﺘﻬ ـ ــﺎ‬

‫‪66‬‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻛﻤـ ـ ــﻞ وﺟـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻋﻤـ ـ ــﻞ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﺰوﻳـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺑﻜﻔـ ـ ــﺎءات ذات دراﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸـ ـ ــﺎط اﳌﻬـ ـ ــﲏ‬
‫ﻟﻠﻤﻠﺰم‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻗﺮارا‪‬ﺎ ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺰاع‪.197‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﻟﻘـ ــﺪ ﻋﻤـ ــﻞ اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ــﺮﰊ وﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﻟﺘﺨﻔﻴـ ــﻒ ﻋﻠـ ــﻰ اﶈـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ إﻧﺸـ ــﺎء‬
‫اﻟﻠﺠـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴـ ــﺚ أﺳـ ــﻨﺪ ﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻـ ــﺎت ﺣـ ــﺪدﻫﺎ ﲟﻮﺟـ ــﺐ اﳌـ ــﺎدة‬
‫‪ 225‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ)‪ ،(1‬ﰲ ﺣ ـ ـ ــﲔ ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻄﻌﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ)‪.(2‬‬
‫‪ -1‬اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﰲ إﻃ ـ ــﺎر ﺳﻴﺎﺳ ـ ــﺔ ﺗﻘﺮﻳ ـ ــﺐ اﻹدارة ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻨﻬﺠﻬ ـ ــﺎ ﺑﻼدﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻋﻤ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺮﺳـ ــﻴﺦ ﻣﺒـ ــﺪأ ﺗﻘﺮﻳـ ــﺐ اﻟﻠﺠـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣـ ــﻦ اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬ﻳﺸـ ــﻤﻞ اﺧﺘﺼﺎﺻـ ــﻬﺎ ﻣﻜـ ــﺎن ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫)أ(‪ ،‬وﰲ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻮﻗـ ــﺖ ﻋﻤـ ــﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻀـ ــﻴﻖ ﻧﻄـ ــﺎق اﺧﺘﺼﺎﺻـ ــﻬﺎ اﻟﻨـ ــﻮﻋﻲ ﺑﺘﻀـ ــﻴﻴﻘﻪ ﻟﻨﻄـ ــﺎق اﻟﻄﻌـ ــﻦ أﻣـ ــﺎم‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ)ب( ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻻﺧﺘﺼﺎص اﶈﻠﻲ‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ــﺮف اﻻﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﶈﻠ ـ ـ ــﻲ )اﳌﻜ ـ ـ ــﺎﱐ( ﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋ ـ ـ ــﺪة ﺗﻄ ـ ـ ــﻮرات‪ ،‬ﻓﻘﺒ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻛ ـ ــﺎن اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص اﳌﻜ ـ ــﺎﱐ ﻟﻠﺠ ـ ــﺎن ﻣﺘﺒﺎﻳﻨ ـ ــﺎ‪ ،‬إذ أﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﰲ اﻹﻣﻜ ـ ــﺎن إﺣ ـ ــﺪاﺛﻬﺎ‬
‫ﰲ اﳌ ـ ــﺪن أو اﻟﻨ ـ ـﻮاﺣﻲ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﰎ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣﻘ ـ ــﺮ وداﺋ ـ ــﺮة اﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﻛ ـ ــﻞ ﳉﻨ ـ ــﺔ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـﺮار ﻟ ـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺼـ ــﺎدر ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 15‬ﻣـ ــﺎرس ‪ 1960‬ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷرﺑـ ــﺎح اﳌﻬﻨﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﻘ ـ ـﺮار آﺧـ ــﺮ ﻟـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ‬
‫ﺻﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 16‬ﻏﺸﺖ ‪ 1962‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﳌﻌﺎﻣﻼت‪.198‬‬
‫وﰲ ﻇـ ـ ــﻞ اﻹﺻـ ـ ــﻼﺣﺎت اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ‪‬ﺠﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺑﻼدﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑـ ـ ــﺎدر اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫إﺣـ ــﺪاث ﳉـ ــﺎن ﳏﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻛـ ــﻞ اﻟﻌﻤـ ــﺎﻻت واﻷﻗـ ــﺎﻟﻴﻢ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻰ اﳌﺮﺳـ ــﻮم اﻟﺼـ ــﺎدر ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 30‬دﺟﻨ ـ ـ ــﱪ ‪ ،1987‬اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺟ ـ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ "ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن اﻹدارة ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺘ ـ ـ ــﻮﱃ إﺣ ـ ـ ــﺪاث اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪ -197‬ﻓﺘﺤﻲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﳉﺎن اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻜﻠﻒ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ‬
‫ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1992-1991‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -198‬ﻓﺘﺤﻲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﳉﺎن اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻜﻠﻒ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪67‬‬
‫ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻛـ ــﻞ ﻋﻤﺎﻟـ ــﺔ أو إﻗﻠـ ــﻴﻢ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺸـ ــﻜﻞ اﻟـ ــﺬي ﻳﻨﺴـ ــﺠﻢ ﻣـ ــﻊ اﻹﻃـ ــﺎر اﻟ ـ ـﱰاﰊ ﻟﻜـ ــﻞ ﻋﻤﺎﻟـ ــﺔ‬
‫أو إﻗﻠﻴﻢ"‪.‬‬
‫وﺣﺴ ـ ـ ــﺐ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟ ـ ـ ــﱵ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﺑﻨ ـ ـ ــﺪﻫﺎ اﻷول " ﲢ ـ ـ ــﺪث‬
‫اﻹدارة ﳉﺎﻧﺎ ﳏﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﲢﺪد ﻣﻘﺎرﻫﺎ وداﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ"‪.‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا ﻓـ ــﺈن اﻻﺧﺘﺼـ ــﺎص اﻟ ـ ـﱰاﰊ ﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳﺘﺤـ ــﺪد ﺑـ ــﺎﳊﻴﺰ اﳌﻜـ ــﺎﱐ ﻟﻔـ ــﺮص‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ داﺋ ـ ــﺮة ﻧﻔﻮذﻫ ـ ــﺎ‪ ،199‬أي اﳌﻘ ـ ــﺮ اﻻﺟﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻸﺷ ـ ــﺨﺎص اﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ــﺔ أو‬
‫اﳌﻘ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻸﺷ ـ ــﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ‪ ‬ـ ــﺪف اﺣﺘـ ـ ـﻮاء وﻓ ـ ــﺾ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع ﰲ ﻣﺮاﺣﻠ ـ ــﻪ اﻷوﱃ‬
‫أﻣﺎم اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻗﺮب واﻷﻛﺜﺮ دراﻳﺔ ﺑﺎﳋﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.200‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﲡـ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴـ ـ ــﻪ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﺘﻄ ـ ــﺮق ﻟﻠﺠ ـ ـ ـﺰاء اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــﺪم‬
‫ﻋ ــﺮض اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ ﰲ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻻ ﲢﻴـ ــﻞ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻹدارة اﳌﻠـ ــﻒ إﱃ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠـ ــﺎن ﺳـ ــﻬﻮا‬
‫أو ﺧﻄﺄ‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻹدارة ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺣﺮﻣﺖ اﳌﻠﺰم ﻣﻦ ﺣﻖ ﻳﻀﻤﻨﻪ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻨﻮﻋﻲ‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺮف اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص اﻟﻨ ـ ــﻮﻋﻲ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﻄ ـ ــﻮرا ﻛﺒـ ـ ـﲑا‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﻳﻘﺘﺼ ـ ـ ــﺮ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺘﲔ ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ إﺣ ـ ـ ــﺪاﳘﺎ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة وﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻀ ـ ـ ــﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻓﺮﺿ ـ ــﺖ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ 1941‬واﻟ ـ ــﱵ أﺻ ـ ــﺒﺤﺖ ﺗﺴ ـ ــﻤﻰ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷرﺑ ـ ــﺎح اﳌﻬﻨﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وأﺧـ ــﺮى ﻏـ ــﲑ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة وﻫـ ــﻲ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ رﻗـ ــﻢ اﳌﻌـ ــﺎﻣﻼت واﻟـ ــﱵ ﻋﻮﺿـ ــﺖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻨﺘﻮﺟـ ــﺎت‬
‫واﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳋ ـ ــﺪﻣﺎت اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ .1961‬وﻗ ـ ــﺪ ﺗﻮﺳ ـ ــﻊ ﻫ ـ ــﺬا اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﺗﻌ ـ ــﺪﻳﻞ‬
‫ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ 1984‬ﻟﻴﺸ ـ ــﻤﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﶈﺪﺛ ـ ــﺔ واﳌﻌ ـ ــﺎد ﺗﺼ ـ ــﻨﻴﻔﻬﺎ‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ أﺻ ـ ــﺒﺢ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﺛ ـ ــﺮ‬
‫ذﻟﻚ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻏﲑ اﳌﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﳒ ـ ــﺪ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ ﺗﻨﻈ ـ ــﺮ "‪...‬ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﻳﻘ ـ ــﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﺷ ـ ــﻜﻞ ﻋ ـ ـﺮاﺋﺾ اﳋﺎﺿـ ــﻌﻮن ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻜ ـ ــﺎﺋﻦ ﻣﻘ ـ ــﺮﻫﻢ‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أو ﻣﺆﺳﺴﺘﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ داﺧﻞ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -199‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش رﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ -200‬ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻮﻛﻴﻠﻲ‪ :‬أي دور ﻟﻠﺠﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺣﻞ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﻓﻖ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر‬
‫ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﱐ ‪. www.alkanounia.com‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺤﺎت ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﺧﻮل اﳌﻬﻨﻴـ ــﺔ اﶈـ ــﺪدة ﺣﺴـ ــﺐ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟ ـ ـﺮﺑﺢ اﳉ ـ ـﺰاﰲ واﻟ ـ ــﺪﺧﻮل‬
‫واﻷرﺑ ـ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ــﺪﺧﻮل واﻷرﺑ ـ ـ ــﺎح اﻟﻨﺎﺷ ـ ـ ــﺌﺔ ﻋ ـ ـ ــﻦ رؤوس اﻷﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌﻨﻘﻮﻟ ـ ـ ــﺔ وواﺟﺒ ـ ـ ــﺎت اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﺠﻴﻞ‬
‫واﻟﺘﻤﱪ؛‬
‫‪ -‬ﻓﺤ ـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﺘﺠ ـ ـ ــﺎوز رﻗ ـ ـ ــﻢ أﻋﻤ ـ ـ ــﺎﳍﻢ اﳌﺼ ـ ـ ــﺮح ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﺣﺴـ ــﺎب اﳊﺎﺻـ ــﻼت واﻟﺘﻜـ ــﺎﻟﻴﻒ ﻋـ ــﻦ ﻛـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﳏﺎﺳـ ــﺒﻴﺔ ﻋـ ــﻦ اﻟﻔـ ــﱰة ﻏـ ــﲑ اﳌﺘﻘﺎدﻣـ ــﺔ ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻟﻔﺤـ ــﺺ‬
‫)‪ (10‬ﻋﺸﺮة ﻣﻼﻳﲔ درﻫﻢ"‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ أﻳﻀ ـ ــﺎ‪ ،‬أﻧ ـ ــﻪ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ــﻨﺔ ‪ ،2012016‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺻ ـ ــﺒﺤﺖ‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺗﺒﺚ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺎ واﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺎ ﰲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ‪.202‬‬
‫ﻟﻜـ ـ ــﻦ وﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻨـ ـ ــﺪ اﻷول ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ ،203225‬ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ‬
‫أن اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﲣ ـ ــﺘﺺ ﺑﺎﻟﺒ ـ ــﺖ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت اﳌﻌﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﲨﻴ ـ ــﻊ ﺟﻮاﻧﺒﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء اﳋ ـ ـ ــﻮض ﰲ ﺗﻔﺴ ـ ـ ــﲑ اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﳚ ـ ـ ــﺐ أن ﺗﺼ ـ ـ ــﺮح‬
‫ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫‪ -2‬اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳒـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ‬
‫"ﲢ ــﺪث ﳉﻨ ــﺔ داﺋﻤ ــﺔ ﺗﺴ ــﻤﻰ اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﺮﻓ ــﻊ إﻟﻴﻬ ــﺎ اﻟﻄﻌ ــﻮن‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﻔﺤ ـ ــﺺ ﳎﻤـ ـ ــﻮع اﻟﻮﺿـ ـ ــﻌﻴﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪216‬‬
‫أﻋﻼﻩ أﻳﺎ ﻛﺎن ﻣﺒﻠﻎ رﻗﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺼﺮح ﺑﻪ؛‬

‫‪ -201‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ رﻗﻢ ‪ 70.15‬ﻟﻠﺴﻨﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ‪ ،2016‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪ ،1.15.150‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2015-12-19‬ج‪ .‬ر‬
‫ﻋﺪد ‪ ،6423‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.2015/12/21‬‬
‫‪ -202‬ﺟﻮاد اﻟﻌﺴﺮي‪ :‬اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ ﻣﻘﺮرات اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،30‬ﻣﺎرس ‪ ،2016‬ص ‪.69‬‬
‫‪ " -203‬وﺗﺒﺖ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﺎرﻫﺎ وﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺼﺮح ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﺗﺮى أ‪‬ﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺘﻔﺴﲑ ﻧﺼﻮص ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ "‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -‬ﺑﻔﺤ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺴ ـ ــﺎوي أو ﻳﻔ ـ ــﻮق رﻗ ـ ــﻢ أﻋﻤ ـ ــﺎﳍﻢ اﳌﺼ ـ ــﺮح ‪ ‬ـ ــﺎ‬
‫ﰲ ﺣﺴـ ـ ــﺎب اﳊﺎﺻـ ـ ــﻼت واﻟﺘﻜ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻒ‪ ،‬ﺑﺮﺳـ ـ ــﻢ إﺣ ـ ـ ــﺪى اﻟﺴـ ـ ــﻨﻮات اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﻴﺔ ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ )‪(10‬‬
‫ﻣﻼﻳﲔ درﻫﻢ‪.‬‬
‫وﺗﺮﻓـ ـ ــﻊ ﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ إﱃ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻮن اﻟـ ـ ــﱵ ﱂ ﺗﺼـ ـ ــﺪر اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫داﺧﻞ أﺟﻞ اﺛﲏ ﻋﺸﺮ )‪ (12‬ﺷﻬﺮا ﻣﻘﺮرات ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ"‪.204‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﻟﺼـ ـ ــﻴﺎﻏﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﺟـ ـ ــﺎء ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺴـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2016‬وإن ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﻗـ ـ ــﺪ ﻋﺎﳉـ ـ ــﺖ‬
‫ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺷ ـ ــﻜﺎﻻت اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ واﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـﺎﳌﻘﺮرات ﻓﺈ‪ ‬ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺘﻄﺮح ﻟﻨ ـ ــﺎ إﺷ ـ ــﻜﺎﻻ ﻣﻬﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺎ ﺑﺎﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺎوي ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ رﻗ ـ ــﻢ اﻷﻋﻤ ـ ــﺎل اﳌﺼ ـ ــﺮح ﺑ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺴ ـ ــﺎب اﳊﺎﺻ ـ ــﻼت واﻟﺘﻜ ـ ــﺎﻟﻴﻒ‬
‫ﻋﺸـ ـ ـ ــﺮة )‪ (10‬ﻣﻼﻳـ ـ ـ ــﲔ درﻫـ ـ ـ ــﻢ ﺑﺮﺳـ ـ ـ ــﻢ ﺳـ ـ ـ ــﻨﺔ ﻣﻌﻴﻨـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣـ ـ ـ ــﺎ دون اﻟﺴـ ـ ـ ــﻘﻒ اﳌـ ـ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﺮﺳ ـ ـ ـ ـﻢ اﻟﺴـ ـ ـ ــﻨﺔ أو‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻨﻮات اﻷﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﻣﺜ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊ ـ ــﺎﻻت ﺗﺴ ـ ــﺘﻮﰲ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﳌﺘﻄﻠﺒ ـ ــﺔ ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻦ ﺳ ـ ـ ـﻮاء أﻣ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪر اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻴﻄﺮح‬
‫إﺷﻜﺎﻻ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﺣﻮل اﳉﻬﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﻟﻠﺒﺖ ﰲ اﻟﻄﻌﻦ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﰲ ﻓﻘﺮ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ‪ 3‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻨ ـ ـ ــﺪ اﻷول ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫أﻧ ـ ــﻪ " وﺗﺒ ـ ــﺖ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت اﳌﻌﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ وﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ أن ﺗﺼ ـ ــﺮح ﺑﻌ ـ ــﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﻬﺎ ﰲ اﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﱵ ﺗﺮى أ‪‬ﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺼﻮص ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ"‪.‬‬
‫وﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻗ ـ ـ ـﺮاءة ﻣﺘﺄﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﻳﺘﺒ ـ ـ ــﲔ أن اﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻳﻨﻌﻘ ـ ـ ــﺪ ﻛ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ـ ــﺎت ذات اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟ ـ ـ ـﻮاﻗﻌﻲ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﺗﻨﺸ ـ ـ ــﺄ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫واﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ )أ( وﳚ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ )اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ( أن ﺗﺼ ـ ـ ــﺮح ﺑﻌ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﻧﺼﻮص ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ )ب(‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﺖ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ‬
‫إن ﺣﺼ ـ ـ ــﺮ اﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن ﺑﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺖ ﰲ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ـ ـ ــﺔ دون اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﱂ ﻳﻘﺘﺼ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ )اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ(‪ ،205‬ﺑ ـ ـ ــﻞ ﳝﺘ ـ ـ ــﺪ إﱃ‬

‫‪ -204‬ﻋﺪﻟﺖ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪.2016‬‬

‫‪ -205‬ﺗﻨﺺ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺪ اﻷول ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 225‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "وﺗﺒﺚ اﻟﻠﺠﺎن ﰲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﺎرﻫﺎ وﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن‬
‫ﺗﺼﺮح ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﺗﺮى أ‪‬ﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﻧﺼﻮص ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ أو ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ"‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫اﺧﺘﺼ ـ ــﺎص اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺧﻠ ـ ــﻖ ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﺻ ـ ــﻌﻮﺑﺎت ﰲ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻷﻃ ـ ـﺮاف اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﻓﻘ ــﻂ وﻟﻜ ــﻦ أﻳﻀ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ إذ أن ﻫﻨ ــﺎك ﺣ ــﺎﻻت ﻛﺜ ــﲑة ﻳﺼ ــﻌﺐ ﻓﻴﻬ ــﺎ‬
‫اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ وﺗﻠﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن‪.206‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ــﺮف اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﺗﺪﺑـ ـ ــﺪﺑﺎ ﰲ ﻣﻮاﻗﻔـ ـ ــﻪ ﲞﺼـ ـ ــﻮص ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ ذﻫﺒـ ــﺖ ﺑﻌـ ــﺾ اﶈـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﰲ اﲡـ ــﺎﻩ ﺣﺼـ ــﺮ اﺧﺘﺼـ ــﺎص ﳉـ ــﺎن اﻟﻄﻌـ ــﻦ ﰲ اﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻌﻴـ ــﺔ‬
‫دون اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣ ـ ــﱴ وﻟ ـ ــﻮ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻧﺎﺷ ـ ــﺌﺔ ﲟﻨﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،207‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ اﻋﺘﻤ ـ ــﺪت‬
‫ﳏ ـ ــﺎﻛﻢ إدارﻳ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺮﻓﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﺺ وأﺑﻌ ـ ــﺪت اﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺘﻔﺴ ـ ــﲑ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص ﻓﻘ ـ ــﻂ‪ 208‬إذ‬
‫أﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﺻﺮﳛﺔ وﻻ ﲢﺘﺎج إﱃ ﺗﻔﺴﲑ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫إذا ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﻏﺎﻳـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻣـ ــﻦ ﺧﻠـ ــﻖ اﻟﻠﺠـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻫ ـ ـﻮ اﻟﺘﻘﻠـ ــﻴﺺ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺪد‬
‫اﳌﻠﻔ ــﺎت اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ أﻣ ــﺎم اﶈ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ــﺔ‪ ،‬ﳌ ــﺎ ﳍ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ ﻣﻌﻘ ــﺪة ﺛﻘﻴﻠ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﻀ ــﺎء ﻣ ــﻦ اﻟﻨ ــﺎﺣﻴﺘﲔ‬
‫اﻟﺘﻘﻨﻴـ ــﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﻐﺎﻳـ ــﺔ ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ أن ﺗﺘﺤﻘـ ــﻖ إﻻ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣـ ــﻨﺢ اﻻﺧﺘﺼـ ــﺎص ﻟﻠﺠـ ــﺎن ﻟﻠﺒـ ــﺖ‬
‫ﰲ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت اﻟﻨﺎﺷ ـ ــﺌﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ أو اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻛﺎﻣ ـ ــﻞ ﺳ ـ ـﻮاء ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﲟﺎ ﻫﻮ واﻗﻌﻲ أم ﲟﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﱐ‪.209‬‬
‫ﳍ ـ ــﺬا ﺣﺒ ـ ــﺬا ﻟ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﻨﺢ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫وﺗﻔﺴ ـ ـ ــﲑ‪ 210‬اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻧﻈﺮﻧ ـ ـ ــﺎ إﱃ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــﻦ زاوﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻜﻮﻳﻨﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬إذ ﻳﱰأﺳ ـ ــﻬﺎ ﻗ ـ ــﺎض ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﺴ ـ ــﺎﻋﺪ وﻳﻨ ـ ــﻮر ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ أﻋﻀ ـ ــﺎء اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻸﻋﻀ ـ ــﺎء اﻵﺧ ـ ـﺮﻳﻦ أن ﻳﻨ ـ ــﻮروا اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﻨﻴ ـ ــﺔ واﳊﺴ ـ ــﺎﺑﻴﺔ وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﳚﻌ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺎدرة ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣ ـ ــﻞ )ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﺗﻘ ـ ــﲏ( ﻋﻠ ـ ــﻰ إﺻ ـ ــﺪار ﻗـ ـ ـﺮارات ﻋﺎدﻟ ـ ــﺔ‬

‫‪ -206‬ﳏﻤﺪ اﻟﱪاﻧﺼﻲ‪ :‬ﳉﺎن اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ودورﻫﺎ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص‪ ،‬وﺣﺪة اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ -‬ﺳﻼ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2013-2012‬ص ‪.138-137‬‬
‫‪ -207‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮاﺑﻂ ﻋﺪد ‪ ،895‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/10/28‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،99/79‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -208‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪاراﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،283‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/06/24‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،288/96‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -209‬ﳏﻤﺪا اﻟﱪاﻧﺼﻲ‪ :‬ﳉﺎن اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ودورﻫﺎ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -210‬اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻜﺮداح‪ :‬اﻟﻄﻌﻮن اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 278‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫وﺻ ـ ــﺎﺋﺒﺔ ﻗﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺮﺿ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ أﻃ ـ ـ ـﺮاف اﻟﻨـ ـ ـﺰاع‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ إ‪ ‬ـ ـ ـﺎء اﻟﻨـ ـ ـﺰاع ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﺿـ ـ ــﻤﺎن اﺳـ ـ ــﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﲔ اﻷﻃ ـ ـ ـﺮاف؛ اﳌﻠـ ـ ــﺰم واﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﺮى‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﺴ ـ ـ ـﻬﻢ ﰲ رﺑـ ـ ــﺢ اﻟﻮﻗـ ـ ــﺖ ﰲ ﺣﺴـ ـ ــﻢ اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰم دون اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺼـ ـ ــﻌﺐ‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟﺒ ـ ــﺖ ﺑﺴ ـ ــﺮﻋﺔ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷ ـ ــﺌﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺸ ـ ــﻲء اﻟ ـ ــﺬي ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮاﻛﻢ اﳌﻠﻔﺎت وﻣﻦ ﰒ ﺗﺄﺧﲑ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ‪.211‬‬
‫‪@@òîj튚Ûa@æbvÜÛa@âbßc@åÈİÛa@paõaŠug@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﺣ ـ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط ﻟﺘﺤﺮﻳ ـ ـ ــﻚ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ‪،212‬‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ وﺿ ـ ــﻊ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة آﺟ ـ ــﺎل ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ وﺣ ـ ــﺪد ﻛﻴﻔﻴ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﲑ ﻋﻤﻠﻬ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـﻮاء أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ )أوﻻ(‪ ،‬أم أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻄﻌﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﻄﻌﻦ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ‬
‫ﳚﺴـ ــﺪ اﻟﻄﻌـ ــﻦ أﻣـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ رﻏﺒـ ــﺔ اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ اﺳـ ــﺘﻤﺮار اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴـ ــﺔ‬
‫ﺑﻌ ـ ــﺪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﺛ ـ ــﺮ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﺧﻀ ـ ــﻊ ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﺳ ـ ــﺘﻤﺮار‬
‫اﳊـ ـ ـ ـﻮار اﻟﺘـ ـ ـ ـﻮاﺟﻬﻲ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻹدارة ﺑﻐﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻ ـ ـ ــﻮل إﱃ ﺣ ـ ـ ــﻞ ﺗـ ـ ـ ـﻮاﻓﻘﻲ ﺣ ـ ـ ــﻮل اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﻌﺮوﺿ ـ ـ ــﺔ أو‬
‫اﳌﻘﱰﺣ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﶈﻘ ــﻖ أو اﳌﻜﻠ ــﻒ ﺑﺎﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أن ﻣﺒﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ ﳍ ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﻄﺮة ﲤﻜﻨ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﻻﺳ ــﺘﻔﺎدة‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺄﺟﻴ ـ ــﻞ وﺿ ـ ــﻊ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‪ ،‬اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺼ ـ ــﺪر ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻧﺘﻬ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﺻﺪور ﻣﻘﺮر ‪‬ﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺤﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻳـ ـ ــﺮﻓﺾ اﳌﻠـ ـ ــﺰم اﻗﱰاﺣـ ـ ــﺎت اﻹدارة اﳌﻮﺟﻬـ ـ ــﺔ إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أن ﻳﺘﻘ ـ ــﺪم ﺑ ـ ــﺎﻟﻄﻌﻦ ﰲ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳ ـ ــﻮم ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﺸ ـ ــﱰط أن ﻳﻌ ـ ــﱪ ﻋ ـ ــﻦ رﻏﺒﺘ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ‪ ،‬وﻳﻜﻔ ـ ــﻲ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﺘﻌﺒـ ــﲑ ﺑﻜﻠﻤـ ــﺎت أو ﻋﺒـ ــﺎرات ﻏـ ــﲑ ﺳـ ــﻠﻴﻤﺔ‪ .‬وﺗﻮﺟـ ــﻪ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ إﱃ اﳌﻔـ ــﺘﺶ اﻟـ ــﺬي أﺟـ ــﺮى ﺑـ ــﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬
‫ﻗﺼﺪ إﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ اﳉﻠﺴﺎت اﻷوﱃ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬

‫‪ -211‬ﳏﻤﺪ اﻟﱪاﻧﺼﻲ‪ :‬ﳉﺎن اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ودورﻫﺎ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﺳﺜﺘﻤﺎر‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪-142‬‬
‫‪.143‬‬
‫‪ -212‬أﲪﻴﺪوش ﻣﺪﱐ‪ :‬اﻟﻄﻌﻦ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﻌﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﺧﺎص ‪‬ﻠﱵ اﻟﻘﺴﻄﺎس واﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪72‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﺿ ـ ــﻤﺎن ﺗﻔﻌﻴ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺪور اﻟﺘﺤﻜﻴﻤ ـ ــﻲ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ وﻣ ـ ــﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒ ـ ــﻪ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ اﺣ ـ ـ ـﱰام‬
‫ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق اﻟ ـ ـ ــﺪﻓﺎع ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻩ ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺒ ـ ـ ــﺎدئ اﻟﺘﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ أﻟ ـ ـ ــﺰم اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﺳـ ــﺘﺪﻋﺎء أﻃ ـ ـﺮاف اﻟﻨ ـ ـﺰاع‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳـ ــﻨﺺ اﻟﺒﻨـ ــﺪ اﻟﺜـ ــﺎﱐ ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ " )‪ (...‬ﻳﺴـ ــﺘﺪﻋﻲ اﻟﻜﺎﺗـ ــﺐ اﳌﻘـ ــﺮر أﻋﻀـ ــﺎء اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ ﲬﺴـ ــﺔ ﻋﺸـ ــﺮ ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻗـ ــﻞ ﻗﺒـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﶈﺪد ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع)‪."(...‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﺟﻌ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة "ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة آﻣ ـ ــﺮة"‪ ،‬إذ ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑﻀ ـ ــﺮورة‬
‫اﺳ ـ ــﺘﺪﻋﺎء أﻃ ـ ـ ـﺮاف اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺳ ـ ـ ـﻮاء اﳌﻠ ـ ــﺰم أو ﳑﺜﻠ ـ ــﻲ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﺗﺴ ـ ــﻬﻴﻞ اﳊ ـ ـ ـﻮار‬
‫اﻟﺘﻮاﺟﻬﻲ وﻣﻨﺢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﱘ ﺣﺠﺠﻪ أﻣﺎم اﻟﻄﺮف اﻷﺧﺮ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن اﺳ ـ ـ ــﺘﺪﻋﺎء أﻃ ـ ـ ـﺮاف اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ ﳚ ـ ـ ــﺐ أن ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف ﻣﻘﺮرﻫ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ـ ــﻖ رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻀ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﻮﺻـ ــﻮل وذﻟ ــﻚ ﺑـ ــﺄﻣﺮ ﻣـ ــﻦ رﺋ ــﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﳚـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀـ ــﻤﻦ ﻫ ــﺬا اﻻﺳـ ــﺘﺪﻋﺎء ﳎﻤـ ــﻮع‬
‫اﻟﻨﺰاﻋـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﺳـ ــﺘﺒﺚ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‪ ،‬وﻧﺴـ ــﺦ ﺗﻘـ ــﺎرﻳﺮ اﻟﻨﺰاﻋـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﻳﻘـ ــﻮم ﻣﻔـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺈﻋـ ــﺪادﻫﺎ‬
‫ﲟﺠـ ــﺮد ﺣﺼـ ــﻮل اﻟﻄﻌـ ــﻦ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ أن ﺗﻜـ ــﻮن ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻘـ ــﺮرات ﻣﻌﻠﻠـ ــﺔ وﻣﻔﺼـ ــﻠﺔ‪ .‬ﻛﻤـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ أﻳﻀـ ــﺎ أن‬
‫ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻻﺋﻞ واﳊﺠ ـ ــﺞ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﺪم ‪ ‬ـ ــﺎ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﻮن ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻹدارة ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺴـ ـ ـﻮاء‪ ،‬وﻛ ـ ــﺬا‬
‫ﻧﻘـ ــﻂ اﳋـ ــﻼف اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻟﻨﺰاع ﺳ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠـ ــﻖ اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺎﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ أو اﻟﻮاﻗﻌﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‬
‫أن ﺗﺼ ـ ــﺮح ﺑﻌ ـ ــﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺘﻔﺴ ـ ــﲑ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ أو اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﱵ ﰎ اﻻﺗﻔﺎق ﺣﻮﳍﺎ ﻓﺈن اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ ﻣﻘ ـ ــﺮ اﻧﻌﻘ ـ ــﺎد ﺟﻠﺴ ـ ــﺎت اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻓﺘﻨﻌﻘ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة ﲟﻘ ـ ــﺮ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﻮض إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو ﻣﻘ ـ ـ ــﺮ اﻟﻌﻤﺎﻟ ـ ـ ــﺔ وذﻟ ـ ـ ــﻚ ‪ ‬ـ ـ ــﺪف إﺣﺴ ـ ـ ــﺎس اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫وإﺣـ ــﻼل اﻟﺜﻘـ ــﺔ ﰲ أﻧﻔﺴـ ــﻬﻢ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟـ ــﻚ ﳛـ ــﻖ ﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ إن اﺳـ ــﺘﺪﻋﻰ اﻷﻣـ ــﺮ اﻻﺳـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﲞﺒـ ــﲑ أو‬
‫ﺧﺒﲑﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ وﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺻﻮت اﺳﺘﺸﺎري ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫وأﺧ ـ ـﲑا ﺑﻌـ ــﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸـ ــﺔ اﻟﻨ ـ ـﺰاع دون اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ إﱃ ﺣـ ــﻞ ﻳﺮﺿـ ــﻲ اﻟﻄـ ــﺮﻓﲔ ﻳﻨﻬـ ــﻲ رﺋـ ــﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﻤﺎع إﱃ دﻓﻮﻋ ـ ــﺎت اﻷﻃـ ـ ـﺮاف وﻳ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﺗ ـ ــﺪﻋﻰ ﲟﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﳌﺪاوﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ‬
‫أﻫـ ـ ــﻢ ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ ﻳـ ـ ــﺘﻢ ﺧﻼﳍـ ـ ــﺎ اﻟﺘﺘـ ـ ــﻮﻳﺞ ﺑﺈﺻـ ـ ــﺪار اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ ﻣﻘﺮرﻫـ ـ ــﺎ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴـ ـ ــﺔ اﻷﺻ ـ ـ ـﻮات‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﺗﻌـ ـ ــﺎدل‬
‫اﻷﺻﻮات ﻳﺮﺟﺢ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻘ ـ ــﺮرات اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﻔﺼ ـ ــﻠﺔ وﻣﻌﻠﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫أﺟـ ــﻞ إﻋﻄـ ــﺎء اﻟﻔﺮﺻـ ــﺔ ﻟﻠﻄﻌـ ــﻦ ﻓﻴﻬـ ــﺎ أﻣـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ ،‬وﳚـ ــﺐ أن ﻳﺼـ ــﺪر ﻣﻘـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ‪12‬‬
‫ﺷـ ــﻬﺮا ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺴـ ــﻠﻤﻬﺎ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺎت واﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ ﻣـ ــﻦ اﻹدارة‪ 213‬وإذا اﻧﺼـ ــﺮم اﻷﺟـ ــﻞ اﳌﺸـ ــﺎر إﻟﻴـ ــﻪ أﻋـ ــﻼﻩ‬
‫وﱂ ﺗﺘﺨ ـ ــﺬ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻘﺮرﻫ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻳﺸ ـ ــﻌﺮ ﻫـ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ اﻷﻃ ـ ـ ـﺮاف ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﻮاﺳـ ـ ــﻄﺔ‬
‫رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀ ـ ـ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ــﻞ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﺸ ـ ـ ــﻬﺮﻳﻦ اﳌـ ـ ـ ـﻮاﻟﻴﲔ ﻻﻧﺼـ ـ ـ ـﺮام اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﳌﻘ ـ ـ ــﺮر )‪ 12‬ﺷ ـ ـ ــﻬﺮا( وﻓ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 219‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪.214‬‬
‫وﺣﺴ ـ ــﻨﺎ ﻓﻌ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﺑﺘﺤﺪﻳ ـ ــﺪﻩ اﳌ ـ ــﺪة اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻔﺼ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع اﳌﻌ ـ ــﺮوض أﻣﺎﻣﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻋﻜ ـ ــﺲ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﱂ ﳛ ـ ــﺪد أي‬
‫أﺟ ـ ــﻞ ﻳﻘﻴ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ـﻮاء اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ أو اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻮﻓﻴ ـ ــﻖ‪ ،‬وﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺸـ ـ ــﻲء اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻔـ ـ ــﺮغ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﻟﻜـ ـ ــﻮن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫اﳌﻐﺮﰊ ﻳﻮﻓﺮ ﺿﻤﺎﻧﺎت أﻛﺜﺮ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﳑﺎ ﻳﻮﻓﺮﻩ ﻧﻈﲑﻩ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﻄﻌﻦ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻧـ ـ ــﺺ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ـ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 226‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا‬
‫ﻳﻘ ـ ــﺪم اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻃﻌﻨ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﺻ ـ ــﻮرة ﻋﺮﻳﻀ ـ ــﺔ ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ إﱃ اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ ﰲ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻀـ ــﻤﻮﻧﺔ ﻣـ ــﻊ إﺷـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ‪ ،‬وﺑﻌـ ــﺪ ذﻟـ ــﻚ ﻳﺘﺴـ ــﻠﻢ اﳌﻔـ ــﺘﺶ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺎت اﳌﻮﺟﻬـ ــﺔ إﱃ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻳﺴ ـ ــﻠﻤﻬﺎ ﳍ ـ ــﺎ ﻣﺼ ـ ــﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﲤﻜـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﺒـ ــﺖ ﻓﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﲢـ ــﺪد ﻫ ــﺬﻩ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺎت ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﳋـ ــﻼف وﻛـ ــﺬا‬
‫ﻋﺮﺿـ ــﺎ ﻟﻠﺤﺠـ ــﺞ اﳌﺴـ ــﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬـ ــﺎ ﻛﻤـ ــﺎ ﳛـ ــﺪد أﺟـ ــﻞ أﻗﺼـ ــﺎﻩ ﺛﻼﺛـ ــﺔ أﺷـ ــﻬﺮ ﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ اﻟﻨﻈـ ــﺮ‬
‫ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﻹدارة ﺑﺎﻟﻄﻌﻦ اﳌﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ‪.‬‬

‫‪ -213‬وﻗﺪ أﺣﺴﻦ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﺑﺘﻘﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ اﳌﺪة ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2016‬ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﳏﺪدة ﰲ ‪24‬‬
‫ﺷﻬﺮا‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﳛﺪ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﻣﻠﻔﺎت اﳌﻠﺰﻣﲔ وﻳﻀﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﻮاﻻ ﻣﻬﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ -214‬اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 225‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫وﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻟﻌ ـ ـﺮاﺋﺾ واﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻀ ـ ــﺮوب‪ ،‬ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ‬
‫أن ﺗﺘﺠـ ــﺎوز أﺳـ ــﺲ ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠـ ــﻚ اﻟـ ــﱵ ﰎ اﻹﻗ ـ ـﺮار ‪‬ـ ــﺎ أو ﻗﺒﻮﳍـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻟـ ــﺪن اﳋﺎﺿـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬
‫ﰒ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﲡﺘﻤ ـ ـ ــﻊ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ وﻓ ـ ـ ــﻖ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﳜ ـ ـ ــﱪ اﻟﻜﺎﺗ ـ ـ ــﺐ اﳌﻘ ـ ـ ــﺮر ﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ اﻟﻄ ـ ــﺮﻓﲔ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻧﻌﻘ ـ ــﺎد اﺟﺘﻤﺎﻋﻬ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺣﻠ ـ ــﻮل ﻣﻮﻋ ـ ــﺪﻩ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫وﻓ ـ ــﻖ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ أن ﺗﺒﺚ ﰲ أﺟﻞ ‪ 12‬ﺷﻬﺮا ﻳﺒﺘﺪئ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﻦ اﻹدارة‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺴـ ـ ــﺠﻠﻪ ﻋـ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ــﺪة اﺛـ ـ ــﲏ ﻋﺸـ ـ ــﺮ )‪ (12‬ﺷـ ـ ــﻬﺮا ﻛﺄﺟـ ـ ــﻞ أﻗﺼـ ـ ــﻰ ﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ـ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻟﻄﻌ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼ ــﻞ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋ ــﺎت اﳌﻌﺮوﺿ ــﺔ أﻣﺎﻣﻬ ــﺎ ﻛﻮﻧ ــﻪ أﺟ ــﻞ ﻃﻮﻳ ــﻞ‪ ،‬وﻧ ــﺮى أﻧ ــﻪ ﺣﺒ ــﺬا ﻟ ــﻮ أن‬
‫اﳌﺸﺮع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻗﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺪة‪.‬‬
‫وﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺪم اﺣﱰاﻣﻬـ ــﺎ ﳍـ ــﺬا اﻷﺟـ ــﻞ‪ ،‬ﻋـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاز ‪ -‬ﺣﺴـ ــﺐ اﻟﺒﻨـ ــﺪ ‪ 4‬ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪- 226‬‬
‫إدﺧ ـ ــﺎل أي ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻗ ـ ـ ـﺮار اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪة ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻟ ـ ــﺪن اﻹدارة ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﻋ ـ ــﺪم اﻹدﻻء ﺑ ـ ــﺎﻹﻗﺮار أو ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ إﻗ ـ ـﺮار‬
‫ﻏﲑ ﺗﺎم‪.‬‬
‫ﻏ ــﲑ أﻧ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ إﻋﻄ ــﺎء اﳌﻠ ــﺰم ﻣﻮاﻓﻘﺘ ــﻪ اﳉﺰﺋﻴـ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻷﺳ ــﺲ اﳌﺒﻠﻐ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻟ ــﺪن إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫أو ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻘﺪﳝ ـ ــﻪ ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺎت ﻋ ـ ــﻦ أﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﳌﺪﺧﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة‪ ،‬ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻷﺳ ــﺎس اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ ﻋ ــﻦ ﺗﻠ ــﻚ اﳌﻮاﻓﻘ ــﺔ اﳉﺰﺋﻴ ــﺔ وأﺳ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ــﺤﻴﺢ اﳌ ــﺬﻛﻮرة‪ .‬و‪ ‬ــﺬا اﻟﺘﻮﺿ ـ ـﻴﺢ اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء‬
‫ﺑ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ‪ -‬ﰲ اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ ‪ 4‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ - 226‬ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻗ ـ ــﺪ ﺣﺼ ـ ــﺮ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع اﻟ ـ ــﺬي ﻛ ـ ــﺎن ﻳﺜ ـ ــﺎر ﺑ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ــﺰم‬
‫واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﱂ ﲢﱰم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ أﺟﻞ اﺛﲏ ﻋﺸﺮ )‪ (12‬ﺷﻬﺮا‪.‬‬
‫وﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺮرات اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺎ أﻣ ـ ــﺎم اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﰲ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ـ ــﺔ أو اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﺘﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أن ﺗﻨ ـ ــﺎزع ﰲ‬
‫اﳌﻘـ ــﺮرات اﻟﻨﻬﺎﺋﻴـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ـﺎدرة ﻋـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ ﻧﻔﺴـ ــﻪ ﺳ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠﻘـ ــﺖ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻘـ ــﺮرات‬
‫ﲟﺴﺎﺋﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو واﻗﻌﻴﺔ‪.215‬‬

‫‪ -215‬اﳌﺎدة ‪ 242‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫وإن ﻣ ـ ـ ـ ــﻨﺢ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻘ ـ ـ ـ ــﺮرات اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـﻮاء‬
‫ﺗﻌﻠﻘ ـ ــﺖ ﺑﺎﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ أو اﻟﻮاﻗﻌﻴ ـ ــﺔ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣﺴ ـ ــﺘﺠﺪا ﺟ ـ ــﺎءت ﺑ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 242‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺧـ ـ ــﻼف ﻣـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺎن ﻣﻌﻤـ ـ ــﻮﻻ ﺑـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬وﲟﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌـ ـ ــﺪﻳﻞ أﺻـ ـ ــﺒﺢ ﻟـ ـ ــﻺدارة‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻧﻔﺲ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﻟﱵ ﻳﺘﻤﺘﻊ ‪‬ﺎ اﳌﻠﺰم ﰲ اﻟﻄﻌﻮن اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ‪.216‬‬
‫‪@@õbšÔÛa@âbßc@òîj튚Ûa@ôìdžÛa@Éω@paõaŠug@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫إن ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة أي دﻋـ ــﻮى أﻣـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ ،‬ﺗﻜـ ــﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄـ ــﺔ ﺑﺘـ ــﻮﻓﺮ ﺷـ ــﺮوط ﻣﻌﻴﻨـ ــﺔ وﳏـ ــﺪدة ﺳ ـ ـﻮاء ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ أو ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع‪ ،‬وأن ﺷ ـ ــﺮوط ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻫ ـ ــﻲ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟﺸ ـ ــﺮوط‬
‫اﻟﻀ ـ ــﺮورﻳﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫ ـ ــﺎ ﻟﻌ ـ ــﺮض ﻧـ ـ ـﺰاع ﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠﺰﻣ ـ ــﻪ وﺗﺴ ـ ــﻤﺢ ﻟ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﻟﻮﻗ ــﺖ ﻧﻔﺴ ــﻪ ﺑ ــﺄن ﻳﻔﺼ ــﻞ ﰲ ﻣﻮﺿ ــﻮع اﳋ ــﻼف اﻟﻘ ــﺎﺋﻢ اﳌﻌ ــﺮوض ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻨ ــﺘﺞ ﻋ ــﻦ ﻋ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﺮوط ﻋ ـ ــﺪم ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬وﻳﻘﺼ ـ ــﺪ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﺸ ـ ــﺮوط ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻋ ـ ــﺎم ﺗﻠ ـ ــﻚ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟ ـ ــﱵ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄ‪‬ﺎ أن ﲡﻌ ـ ــﻞ إﺟ ـ ـﺮاءات رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﺳ ـ ــﻠﻴﻤﺔ وﻳﺘ ـ ــﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ اﳌﻄﻠ ـ ــﻮب‬
‫ﻻﻧﻌﻘ ـ ــﺎد اﳋﺼ ـ ــﻮﻣﺔ دون اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ إﱃ ﻣ ـ ــﺪى أﺣﻘﻴ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﰲ ﻃﻠﺒ ـ ــﻪ‪ ،217‬أو ﻫ ـ ــﻲ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ‬
‫أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺣﱴ ﲤﻠﻚ أي ﺟﻬﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺤﺺ اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﻮﺿﻮع‪.218‬‬
‫وﺗﺘﻤﺜـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸـ ـ ــﺮوط ﰲ ﺷـ ـ ــﺮوط ﺗﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺼـ ـ ــﻔﺔ اﳌﺘﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻷول( وأﺧـ ـ ــﺮى ﺗ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ‬
‫ﺑﺎﳌﻘ ـ ـ ــﺎل اﻻﻓﺘﺘ ـ ـ ــﺎﺣﻲ ﻟﺘﻠ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى )اﻟﻔ ـ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ(‪ ،‬وأﺧـ ـ ـ ـﲑا ﺑﺎﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺮﻓ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى إﱃ‬
‫اﶈﻜﻤﺔ )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ(‪.‬‬
‫‪@@ï™bÔn½a@òЖi@òÔÜÈn½a@Â늒Ûa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ -‬ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ -‬ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ اﳊـ ــﻖ ﰲ ﻋـ ــﺮض اﻟﻨ ـ ـﺰاع اﻟﻘـ ــﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ أﻣـ ــﺎم اﶈـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ــﺔ وذﻟـ ــﻚ‬
‫ﺣﺴﺐ اﳊﺎﻻت اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬

‫‪ -216‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻬﻢ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ‪ -‬ﳏﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ -217‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.430‬‬
‫‪ -218‬ﻋﻤﺮ ﳏﻤﺪ اﻟﺸﻮﺑﻜﻲ‪ :‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة وﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪‬ﺎ ﰲ اﻷردن‪ ،‬اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،250‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،1981‬ص ‪.143‬‬
‫‪76‬‬
‫ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﻻ ﻳﺼـ ـ ــﺢ ﳍﻤـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ إﻻ ﺑﺘـ ـ ــﻮﻓﺮ اﻟﺸـ ـ ــﺮوط اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.219‬‬
‫وﺗﺒﻌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺳـ ـ ـ ـ ـﻴﺘﻢ اﻟﺘﻄ ـ ـ ـ ــﺮق إﱃ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮوط اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳋﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ )اﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ(‬
‫وأﺧﺮى ﲣﺺ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@òíbjvÜÛ@É™b¨bi@òÔÜÈn½a@Â늒Ûa@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻛـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺮط اﻷﻫﻠﻴـ ــﺔ وﺷـ ــﺮﻃﻲ اﻟﺼـ ــﻔﺔ واﳌﺼـ ــﻠﺤﺔ ﻟﻘﺒـ ــﻮل اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﰲ اﻟﻮاﻗـ ــﻊ ﺷـ ــﺮوط‬
‫ﻋﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻜ ـ ــﻞ دﻋ ـ ــﻮى ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺳـ ـ ـﻮاء ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﺮﻓﻮﻋ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻟﻌ ـ ــﺎدي أو أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري‬
‫وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.220‬‬
‫وإذا ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﳌﺎدﺗ ـ ـ ــﺎن ‪ 242‬و ‪ 243‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻣﻨﺤﺘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻓ ـ ـ ــﺈن ذﻟ ـ ـ ــﻚ رﻫ ـ ـ ــﲔ ﺑﺘ ـ ـ ــﻮﻓﺮ ﺷ ـ ـ ــﺮط اﻷﻫﻠﻴ ـ ـ ــﺔ )أوﻻ( إﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ‬
‫ﺷﺮﻃﻲ اﻟﺼﻔﺔ واﳌﺼﻠﺤﺔ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺷﺮط اﻷﻫﻠﻴﺔ‬
‫ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ أﻫﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻟﺸ ـ ــﺮط اﻷول اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﺗ ـ ــﻮﻓﺮﻩ ﰲ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ـ ــﺔ واﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻪ اﳋﺼ ـ ــﻮص‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ ﻷن ﻳﺒﺎﺷ ـ ــﺮ‬
‫ﺑﻨﻔﺴـ ـ ــﻪ اﻟﺘﺼـ ـ ــﺮﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻣـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ أن ﺗﻜﺘﺴـ ـ ــﺒﻪ ﺣﻘـ ـ ــﺎ أو أن ﲢﻤﻠـ ـ ــﻪ اﻟﺘﺰاﻣـ ـ ــﺎ وﻫـ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﺬﻟﻚ ﺻﻔﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺸﺨﺺ ﲡﻌﻠﻪ ﺻﺎﳊﺎ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﳊﻖ‪ ،221‬ﲟﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺄﻫﻠﻴﺔ اﻷداء‪.222‬‬

‫‪ -219‬ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻ ﻳﺼﺢ اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ إﻻ ﳑﻦ ﻟﻪ اﻟﺼﻔﺔ واﻷﻫﻠﻴﺔ واﳌﺼﻠﺤﺔ ﻹﺛﺒﺎت ﺣﻘﻮﻗﻪ"‪.‬‬
‫‪ -220‬ﳏﻤﺪ رﻓﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﱐ ‪ -‬ﻗﻀﺎء اﻹﻟﻐﺎء وﻗﻀﺎء اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وأﺻﻮل اﻹﺟﺮاءات‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات‬
‫اﳊﻠﱯ اﳊﻘﻮﻗﻴﺔ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪ -‬ﻟﺒﻨﺎن‪ ،-‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2005‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -221‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﻬﻮري‪ :‬اﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول ‪-‬ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام‪ ،-‬دار اﻟﻨﺸﺮ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت اﳌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1952‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -222‬أﻣﺎ أﻫﻠﻴﺔ اﻟﻮﺟﻮب ﻓﻬﻲ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺸﺨﺺ ﻻﻛﺘﺴﺎب اﳊﻘﻮق واﻟﺘﺤﻤﻞ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺻﻔﺔ ﺗﻘﺪم ﻟﺸﺨﺺ ﲡﻌﻠﻪ‬
‫ﺻﺎﳊﺎ ﻷن ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺣﻖ ﻣﻌﲔ أو ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺼﻼﺣﻴﺘﻪ ﻣﺜﻼ ﻷن ﻳﺮث ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺎﻟﻜﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﰲ وﻗﺖ وﻻدﺗﻪ إﱃ ﺣﲔ وﻓﺎﺗﻪ‬
‫وﺗﺒﺪأ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻟﻠﺠﻨﲔ ﰲ ﺣﺪود ﻣﻌﻴﻨﺔ وﻗﺪ ﲤﺘﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﺼﻔﻰ اﻟﱰﻛﺔ إﱃ أن ﺗﺴﺪد دﻳﻮن اﳌﺘﻮﰱ وﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ وﺻﻴﺎﻩ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﻬﻮري‪ :‬اﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول ‪-‬ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪77‬‬
‫وﻗـ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ـ ــﺪد اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل ﻣﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺳـ ـ ـ ــﺮة أﻫﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﺎﺿـ ـ ـ ــﻲ‪ ،223‬ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻸﻓ ـ ـ ـ ـﺮاد‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ ﰲ ﲦﺎﱐ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﴰﺴﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ أي ﺑﻠﻮغ ﺳﻦ اﻟﺮﺷﺪ‪.224‬‬
‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ أﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﳚـ ـ ــﻮز ﻟﻨـ ـ ــﺎﻗﺺ اﻷﻫﻠﻴـ ـ ــﺔ أن ﻳﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻛﺼـ ـ ــﻐﲑ اﻟﺴـ ـ ــﻦ وﻛـ ـ ــﺎﶈﻜﻮم‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺠﲑ ﻟﺴﻔﻪ أو ﺟﻨﻮن ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮى ﰲ إﻃﺎر اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.225‬‬
‫أﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻸﺷ ـ ـ ـ ــﺨﺎص اﻻﻋﺘﺒﺎرﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻓﺎﻷﻫﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ــﻲ أن ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺘﻤﺘﻌ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ــﺔ‪ ،226‬أي أن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﻜﻮﻧ ـ ــﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ووﺟ ـ ــﻮد ﺷ ـ ــﺨﺺ ذاﰐ ﻳﺘﺼ ـ ــﺮف ﺑﺎﲰﻬ ـ ــﺎ ﻛﻤ ـ ــﺎ أن‬
‫ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺸﺨﺼ ــﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳ ــﺔ ﻻ ﺗﻈﻬ ــﺮ ﲟﺠ ــﺮد إرادة ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻷﻓ ـ ـﺮاد وﻟﻜ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻗ ــﺪ ﺣ ــﺪد ﺷ ــﺮوط‬
‫اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت واﻟﺸﺮﻛﺎت وﻏﲑﻫﺎ‪.227‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺷﺮﻃﺎ اﻟﺼﻔﺔ واﳌﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﻳ ـ ـﺪﺧﻞ ﻣﻌﻈ ـ ــﻢ اﻟﻔﻘ ـ ــﻪ اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ ﰲ اﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس أﻧ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻐﺎﻟ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺣﻴ ـ ــﺎن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫ﺻـ ـ ــﺎﺣﺐ اﳌﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻫـ ـ ــﻮ ﺻـ ـ ــﺎﺣﺐ اﻟﺼـ ـ ــﻔﺔ ﰲ رﻓـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬ﻟﻜـ ـ ــﻦ أﺣﻴﺎﻧـ ـ ــﺎ ﲣﺘﻠـ ـ ــﻒ اﳌﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻋـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺼـ ــﻔﺔ وﻳﻈﻬـ ــﺮ اﻟﻔـ ــﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ ﺑﻮﺿـ ــﻮح ﰲ اﻟـ ــﺪﻋﺎوى اﻟـ ــﱵ ﺗﺮﻓﻌﻬـ ــﺎ اﻷﺷـ ــﺨﺎص اﳌﻌﻨﻮﻳـ ــﺔ إذ أن ﺻـ ــﺎﺣﺐ‬
‫اﳌﺼﻠﺤﺔ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻌﻨﻮي‪ ،‬أﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻔﺔ ﻓﻬﻮ ﳑﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻌﻨﻮي‪.228‬‬
‫وﻳﻘﺼ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﻔﺔ ﻋﻼﻗ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﻲء اﳌ ـ ــﺪﻋﻰ ﺑ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻌﻄﻴ ـ ــﻪ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻪ‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪.229‬‬

‫‪ -223‬اﳌﺎدة ‪ 209‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻷﺳﺮة‪.‬‬

‫‪ -224‬أﲪﺪ اﻟﺪاودي‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﱰاﻓﻊ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ أﻧﻮاع اﶈﺎﻛﻢ‪ ،-‬ﳎﻠﺔ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ واﳉﻤﺮﻛﻴﺔ اﻟﺮﻗﻴﺐ‪،‬‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻧﻮﻧﱪ ‪ ،2012‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -225‬ﻋﺰﻳﺰ ﺑﻮداﱄ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﻮﻣﻲ ‪ 4‬و ‪ 5‬دﺟﻨﱪ ‪ 2009‬ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﺪد ﺧﺎص ‪‬ﻠﱵ اﻟﻘﺴﻄﺎس واﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -226‬ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ ﺑﻠﻮق‪ :‬وﺿﻌﻴﺔ اﳌﻜﻠﻒ ﰲ اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ اﻟﺘﺪﺑﲑ اﻹداري‪ ،‬اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة‪،‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ‪ ،2004 -2003‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -227‬أﲪﺪ اﻟﺪاودي‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﱰاﻓﻊ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ أﻧﻮاع اﶈﺎﻛﻢ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -228‬ﺛﻮرﻳﺔ اﻟﻌﻴﻮﱐ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ورﻗﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -229‬أﲪﺪ اﻟﺪاودي‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﱰاﻓﻊ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ أﻧﻮاع اﶈﺎﻛﻢ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪78‬‬
‫أﻣـ ــﺎ ﲞﺼـ ــﻮص اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ‪ 230‬ﻓﻘـ ــﺪ اﻋﺘـ ــﱪ اﻟﺼـ ــﻔﺔ أﺣـ ــﺪ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻷﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ ﻟﻘﻴـ ــﺎم اﻟـ ــﺪﻋﻮى‬
‫‪231‬‬
‫ﻋﻤﻮﻣ ــﺎ واﻟ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ وﺟـ ــﻪ اﳋﺼ ــﻮص وﻫ ــﻮ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﺘﻮﺟـ ــﻪ اﻟ ــﺬي ﺗﺒﻨ ــﺎﻩ اﳌﺸ ــﺮع اﻟﺘﻮﻧﺴـ ــﻲ‬
‫إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي‪.232‬‬
‫واﻟﺼ ـ ــﻔﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﻘﺘﻀ ـ ــﻲ رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﳑ ـ ــﻦ ﻓﺮﺿ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳉﺒﺎﻳ ـ ــﺔ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎ‪،233‬‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ إن اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻻ ﺗﻘﺒ ـ ــﻞ إﻻ إذا ﻛ ـ ــﺎن راﻓﻌﻬ ـ ــﺎ ﻳـ ــﺪﻋﻲ ﺣﻘ ـ ــﺎ أو ﻣﺮﻛ ـ ــﺰا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺎ ﻟﻨﻔﺴ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺄن‬
‫ﺗﻄﺎﻟﺒ ـ ــﻪ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺄداء ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ ﻛﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﰲ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﻔﻴ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ أو أن‬
‫ﺗﻘـ ـ ــﻮم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﲟﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ ﺗﺼ ـ ـ ــﺮﳛﺎﺗﻪ وﺗﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ــﺄداء ﺿ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ أن ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣﺒﺎﻟﻐ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﺒﲑة‪ ،‬وﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ إﻣﺎ ﻣﻊ رﻗﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ أو اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ‪.234‬‬
‫ﻓﻔ ــﻲ ﻫ ــﺬا اﻹﻃ ــﺎر ﻗﻀ ــﺖ إدارﻳ ــﺔ اﻟﺮﺑ ــﺎط ﰲ ﺣﻜ ــﻢ ﳍ ــﺎ ﺑ ــﺄن "اﻧﺘﻔ ــﺎء ﺻ ــﻔﺔ اﳌﺪﻋﻴ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮاﺟﺒ ــﺎت‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻧﻌ ـ ــﺪام ﺻ ـ ــﻔﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﻘﺎﺿ ـ ــﻲ وﻳﻜ ـ ــﻮن ﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ ﺣﻠﻴ ـ ــﻒ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﻟﻘﺒﻮل"‪.235‬‬
‫اﻟﺸـ ــﻲء ﻧﻔﺴـ ــﻪ ﰎ ﺗﺄﻛﻴـ ــﺪﻩ ﰲ ﺣﻜـ ــﻢ آﺧـ ــﺮ ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﳌـ ــﺎ ﻗﻀـ ــﺖ ﺑـ ــﺄن "ﻋـ ــﺪم‬
‫إدﻻء اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﻋﻼﻗﺘ ـ ــﻪ وﺧﻀ ـ ــﻮﻋﻪ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﻔﺘﻪ ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى‬
‫ﻣﻨﺘﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮﳍﺎ"‪.236‬‬
‫ﰒ أن اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻠﺤﻘ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـ ـ ــﺮر ﺑﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺐ إﺣ ـ ـ ـ ــﺪى اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﺮارات اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﺘﺨ ـ ـ ـ ــﺬﻫﺎ إدارة‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻟﻪ اﻟﺼﻔﺔ ﰲ اﻟﻄﻌﻦ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ‪.237‬‬

‫‪ -230‬اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -231‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 19‬ﻣﻦ ﳎﻠﺔ اﳌﺮاﻓﻌﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -232‬اﳌﺎدة ‪ 459‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮي‪.‬‬
‫‪ -233‬ﺑﺸﺮة ﺷﻌﻴﺐ‪ :‬اﻟﺼﻔﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻼ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2013-2014‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -234‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ‪-‬ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،-04-26‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -235‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2572‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/12/9‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ،8/1277‬ش‪ .‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -236‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2177‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/11/1‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 332/7‬ش‪ .‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -237‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.432‬‬
‫‪79‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺒﺎﺷ ـ ــﺮ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻐ ـ ــﲑ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﺑﻮﻛﺎﻟ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺮﳛﺔ ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻮﻛﻴ ـ ــﻞ ﳛ ـ ــﻞ ﳏ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﻮﻛﻠﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ إﺟﺮاءات اﻟﺪﻋﻮى ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.238‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﻳﻄـ ــﺮح إﺷـ ــﻜﺎل ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة اﻟﻐـ ــﲑ ﺑـ ــﺪون وﻛﺎﻟـ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟـ ــﺪﻋﻮى إذا ﺗﻌـ ــﺬر ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ اﳊﻖ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻫﺬا ﺳﻴﺆدي إﱃ ﺑﻄﻼن اﻟﻄﻠﺐ وﻫﻮ ﺑﻄﻼن ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﻓـ ـ ـ ــﺈذا ﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ اﻟﻘﺎﻋـ ـ ـ ــﺪة أن اﻟﻄﻌـ ـ ـ ــﻦ ﳚـ ـ ـ ــﺐ أن ﻳﻜـ ـ ـ ــﻮن ﺷﺨﺼـ ـ ـ ــﻴﺎ ﻓﻬـ ـ ـ ــﺬا ﻳﻘﺘﻀـ ـ ـ ــﻲ أن ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮارات اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻘﻠﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﺼ ـ ـ ــﺪرﻫﺎ ﻣ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻌﺎ ﻟﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺎت ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻔـ ـ ــﺮض ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻃﻌﻨـ ـ ــﺎ إدارﻳـ ـ ــﺎ أوﻻ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ اﻟﺸـ ـ ــﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﻔـ ــﺮض وﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺎت واﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺪﺧﻞ‪ ،‬وﻣـ ــﻊ ذﻟـ ــﻚ ﻻ ﻣـ ــﺎﻧﻊ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة إﺟـ ـﺮاءات اﻟ ــﺪﻋﻮى ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﻐ ــﲑ وﺑ ــﺪون وﻛﺎﻟ ــﺔ ﺧﺎﺻ ــﺔ وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ أﻛ ــﺪﻩ اﻟﻘﻀ ــﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ ﰲ‬
‫اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﺒﺎﺷـ ــﺮ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﻟﺰوﺟـ ــﺔ ﻧﻴﺎﺑـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ زوﺟﻬـ ــﺎ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﺷـ ــﺮط اﻹﻗﺎﻣـ ــﺔ ﻣﻌـ ــﻪ‪ ،‬ﰒ أﻳﻀـ ــﺎ‬
‫ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى اﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﻣﻦ أم ﺑﺎﺳﻢ اﺑﻨﺘﻬﺎ اﳌﺘﻮﻓﺎة‪.239‬‬
‫أﻣـ ــﺎ اﳌﺼـ ــﻠﺤﺔ ﻓﻬـ ــﻲ ﺗﻠـ ــﻚ اﻟﻔﺎﺋـ ــﺪة اﻟـ ــﱵ ﺳـ ــﻴﺠﻨﻴﻬﺎ اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻣـ ــﻦ وراء دﻋ ـ ـﻮاﻩ‪ ،240‬وأﻧـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ‬
‫رﻓ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ إﻻ ﺑﺘ ـ ـ ــﻮﻓﺮ ﺷ ـ ـ ــﺮط اﳌﺼ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﰲ راﻓﻌﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،241‬اﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ اﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ‬
‫اﻟﻘﺎﺋ ـ ـ ــﻞ‪" :‬ﻻ دﻋ ـ ـ ــﻮى ﺑﻐ ـ ـ ــﲑ ﻣﺼ ـ ـ ــﻠﺤﺔ"‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ـ ــﲏ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻘﺒ ـ ـ ــﻞ ﻃﻠ ـ ـ ــﺐ أو دﻋ ـ ـ ــﻮى ﻻ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن‬
‫ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻳﻘﺮﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.242‬‬
‫وﻳﺸ ـ ــﱰط ﰲ اﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ أن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﲝ ـ ــﻖ ﳛﻤﻴ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن وﻣﺴ ـ ــﺘﻤﺪة ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺮﻛ ـ ــﺰ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻳﻬ ــﺪف ﺻ ــﺎﺣﺒﻪ ﳊﻤﺎﻳﺘ ــﻪ أو اﻻﻋ ـ ـﱰاف ﻟ ــﻪ ﺑ ــﻪ‪ ،‬إﺿـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟ ــﻚ ﻳﺸ ــﱰط ﻓﻴﻬ ــﺎ أﻳﻀ ــﺎ أن ﺗﻜ ــﻮن ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ‬

‫‪ -238‬ﳏﻤﺪ ﻣﺮزاق وﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻊ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻟﺪور اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،1998 ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -239‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.433-432‬‬
‫‪ -240‬أﲪﺪ اﻟﺪاودي‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﱰاﻓﻊ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ أﻧﻮاع اﶈﺎﻛﻢ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -241‬ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ اﻟﺸﺮﻗﺎوي‪ :‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ وﻫﺒﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1947‬ص ‪.396‬‬
‫‪ -242‬ﻧﻌﻤﺎن أﲪﺪ اﳋﻄﻴﺐ‪ :‬ﺷﺮط اﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ دﻋﺎوى اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﻴﲏ ﻟﺪى ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻌﺪل اﻟﻌﻠﻴﺎ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،37‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.68‬‬
‫‪80‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺖ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬أي أن ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن اﻻﻋﺘ ـ ـ ــﺪاء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳊ ـ ـ ــﻖ اﳌ ـ ـ ــﺪﻋﻰ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﲢﻘ ـ ـ ــﻖ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ‬
‫اﻟﻄﻠﺐ‪.243‬‬
‫إذن‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﱵ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺪﻋﻲ ﻣﻦ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ؟‬
‫إن ﻛﺎﻧـ ــﺖ اﳌﺼـ ــﻠﺤﺔ ﰲ اﻟـ ــﺪﻋﺎوى اﻹدارﻳـ ــﺔ ﻳﺼـ ــﻌﺐ اﻟﺘﻌـ ــﺮف ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﺈن ﻫـ ــﺬا اﻟﺸـ ــﺮط ﻳﺴـ ــﻬﻞ‬
‫ﳌﺴ ــﻪ ﻧﺴ ــﺒﻴﺎ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ ﻧﻈـ ـﺮا ﳌ ــﺎ ﺗﺘﺼ ــﻒ ﺑ ــﻪ ﻫ ــﺬﻩ اﳌ ــﺎدة ﻣ ــﻦ ﺧﺼﻮﺻ ــﻴﺔ ﻛﻮ‪ ‬ــﺎ ذات ﺻ ــﺒﻐﺔ‬
‫ﻣﺎدﻳـ ــﺔ ﺻـ ــﺮﻓﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻓـ ــﺈن اﻟﻐـ ــﺮض اﻟـ ــﺬي ﺳـ ــﻴﺠﻨﻴﻪ اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻣـ ــﻦ رﻓـ ــﻊ اﻟـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻮﻋﺎء ﻳﻜﻮن ﰲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻴﺎن اﻹﺳﻘﺎط اﳉﺰﺋﻲ أو اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨﺎزع ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ‪.244‬‬
‫‪@@òîöbj¦a@ñ‰a…⁄bi@òÔÜÈn½a@Â늒Ûa@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﰲ اﻟﻨ ـ ـﺰاع اﻟﻘ ـ ــﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ‬
‫وﺑ ـ ــﲔ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وذﻟ ـ ــﻚ ﰲ ﺣ ـ ــﺎﻻت ﳏ ـ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ )أوﻻ(‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﰎ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠﻬ ـ ــﺎ أﻣ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻘﻀﺎء )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺎﻻت ﳉﻮء اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ إﱃ اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﻳﻈﻬ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﰲ ﳎ ـ ــﺎل اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻫ ـ ــﻲ ﰲ ﻏﺎﻟ ـ ــﺐ اﻷﺣﻴ ـ ــﺎن ﻃ ـ ــﺮف ﻣ ـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻧﻈـ ـ ـﺮا ﻟﻼﻣﺘﻴ ـ ــﺎزات اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺿ ـ ــﻌﻴﺔ‬
‫ﺗﺴـ ــﻤﺢ ﳍـ ــﺎ ﺑﺎﻹﻋﻔـ ــﺎء ﻣـ ــﻦ اﻹﺛﺒـ ــﺎت‪ .245‬اﺳـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ اﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟﻘﺎﺋـ ــﻞ "اﻟﺒﻴﻨـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﻦ ادﻋـ ــﻰ"‪،‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻔﺎة داﺋﻤﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ــﻚ ﳍ ـ ــﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﺒ ـ ــﺎدرة ﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﳉﺎﻧ ـ ــﺐ وﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﺗﺮﻓـ ــﻊ اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﰲ ﻣﻨﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﻮﻋـ ــﺎء ﰲ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷـ ــﺮة ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ وﺿـ ــﺪ‬
‫اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ اﳌﻘ ـ ــﺮرات اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ؛‬

‫‪ -243‬أﲪﺪ اﻟﺪاودي‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﱰاﻓﻊ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ أﻧﻮاع اﶈﺎﻛﻢ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ -244‬ﻛﺮﱘ ﳊﺮش‪ :‬ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ ‪-‬وﻓﻘﺎ ﳌﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪ ،-2014‬ﻣﻨﺸﻮرات ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ واﻹدارة اﻟﱰاﺑﻴﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻌﺪد ‪ ،23‬ص ‪ ،2014‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -245‬ﳏﻤﺪ ﻣﺮزاق ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن اﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪81‬‬
 ‫‪ -‬اﻟﻄﻌﻦ ﰲ اﳌﻘﺮرات اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻠﺠﺎن اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ؛‬
‫‪ -‬اﻟﻄﻌـ ـ ـ ـ ــﻦ ﰲ اﳌﻘـ ـ ـ ـ ــﺮرات اﳌﺘﻀـ ـ ـ ـ ــﻤﻨﺔ ﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻠﺠـ ـ ـ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻠﺠﻨـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ؛‬
‫‪ -‬اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ اﳌﻘ ـ ــﺮرات اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫إذا ﺑﺜﺖ ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو واﻗﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻬ ـ ــﺬﻩ اﳊ ـ ــﺎﻻت ﻣﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ وذﻟ ـ ــﻚ ﰲ اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ ‪ v‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ ،226‬واﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة " دال" ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻨـ ـ ــﺪ اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ ‪ II‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ ،225‬ﰒ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 227‬وﰲ اﻷﺧـ ـ ــﲑ وﺑﺸـ ـ ــﻜﻞ‬
‫أﺳﺎﺳﻲ اﳌﺎدة ‪ 242‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ أﺿـ ـ ـ ــﺎف ﺑﻌـ ـ ـ ــﺾ اﻟﺒـ ـ ـ ــﺎﺣﺜﲔ أﻧـ ـ ـ ــﻪ إذا رأت اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أن اﳋـ ـ ـ ــﻼف ﻣـ ـ ـ ــﻊ اﳋﺎﺿـ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳﺸ ـ ــﻮﺑﻪ ﻧ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴ ـ ــﺪ‪ ،‬ﳍ ـ ــﺎ اﳊ ـ ــﻖ ﰲ إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣﻠ ـ ــﻒ اﻟﺸ ـ ــﻜﺎﻳﺔ إﱃ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫إﺧﺒﺎر اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ‪.246‬‬
‫‪247‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﲤﺜﻴﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﺘﻤﺜﻴ ـ ـ ــﻞ اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ أﻣ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﳐ ـ ـ ــﻮل ﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﳊﻜﻮﻣ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺈن ﻫﻨ ـ ـ ــﺎك‬
‫اﺳﺘﺜﻨﺎءات ﺗﺮد ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻧﺼﻮص ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.248‬‬
‫وﻳﻌ ـ ـ ــﺪ ﲤﺜﻴ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ أﻣ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻣ ـ ـ ــﻦ أﻫ ـ ـ ــﻢ ﺗﻠ ـ ـ ــﻚ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎءات‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻮ ﲤﺜﻴ ـ ـ ــﻞ ﻻ‬
‫ﺗﺘﻴﺴ ـ ـ ــﺮ ﻣﻌﺮﻓﺘ ـ ـ ــﻪ ﺑﺴ ـ ـ ــﻬﻮﻟﺔ ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺪد اﻹدارات اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ )اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬اﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺠﻤـ ـ ــﺎرك واﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻏـ ـ ــﲑ اﳌﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة( وﺗﻨـ ـ ــﻮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ )ﺿ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة‬
‫وﻏ ـ ــﲑ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة( وﺗﻌ ـ ــﺪد اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ )اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋ ـ ــﺎء واﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ(‪.‬‬

‫‪ -246‬ﻛﺮﱘ ﳊﺮش‪ :‬ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ ‪-‬وﻓﻘﺎ ﳌﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪ ،-2014‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -247‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ أﻧﻈﺮ ﺗﻠﻤﻮﺳﺖ ﻟﻄﻴﻔﺔ‪ :‬ﲤﺜﻴﻞ اﻟﺪوﻟﺔ واﳍﻴﺌﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳍﺎ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‬
‫‪-‬ﲣﺼﺺ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ -‬ﺳﻼ ‪ ، -‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫‪.2014/2013‬‬
‫‪ -248‬ﻋﺒﺎس اﻟﺪﻛﺎﱄ‪ :‬ﲤﺜﻴﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻧﺪوة ﺣﻮل ﲤﺜﻴﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷﺣﻜﺎم واﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺧﻼل‬
‫اﻟﻔﱰة اﳌﱰاوﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ ‪ 25‬و ‪ 26‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،1994‬ﺻﺪرت ﰲ ﺷﻜﻞ ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻃﺮف وزارة ﺷﺆون اﻹدارة‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ دﻳﺪﻳﻜﻮ‪ ،‬ﺳﻼ‪ ،‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.11‬‬
‫‪82‬‬
‫وﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺷ ـ ــﺮط اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ اﻷﳘﻴ ـ ــﺔ ﻧﻈـ ـ ـﺮا ﳌ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺄﺛﲑ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻗﺒ ــﻮل اﻟـ ــﺪﻋﻮى اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ ﻫ ــﺬا اﻟﺸـ ــﺮط ﻳﺘﻌـ ــﲔ اﻟﺮﺟـ ــﻮع إﱃ اﻟﻨﺼ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﳌـ ــﺆﻃﺮة ﻟـ ــﺬﻟﻚ‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬ﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﺼﻔﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء؟‬
‫ﺟﻮاﺑـ ــﺎ ﻋـ ــﻦ اﻟﺘﺴـ ــﺎؤل اﻟ ـ ـﻮارد أﻋـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﺗﻌﺘـ ــﱪ اﻟﺼـ ــﻔﺔ ﺷـ ــﺮط ﻳﺸـ ــﱰط ﰲ اﳌـ ــﺪﻋﻲ وﰲ اﳌـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‬
‫أﻳﻀـ ــﺎ‪ ،‬واﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻗـ ــﺪ ﺗﻜـ ــﻮن ﻃﺮﻓـ ــﺎ ﻣـ ــﺪﻋﻴﺎ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ ﺗﻜـ ــﻮن ﻃﺮﻓـ ــﺎ ﻣـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬وﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺼـ ــﻔﺔ‬
‫ﻟﺘﻤﺜﻴ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻛﻴﻔﻤ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ وﺿ ـ ــﻌﻴﺘﻬﺎ ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺴ ـ ــﺘﻬﺪف اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ أﺳ ـ ـ ــﺎس ﻓ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أي ﰲ اﻟﻮﻋ ـ ـ ــﺎء ﳐﻮﻟ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص‬
‫اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 515‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى ﺿﺪ‪:‬‬
‫‪...‬اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﺷ ـ ـ ــﺨﺺ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﳜ ـ ـ ــﺺ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﺎ‪."...‬‬
‫‪ -‬اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 244‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " ﺑﺼ ـ ــﺮف اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﲨﻴﻊ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ‪:‬‬
‫ﲤﺜ ـ ــﻞ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﻜﻴﻔﻴ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ أو ﻣﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺎ‬
‫ﺿ ـ ــﺪﻫﺎ ﺑﺎﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﻴﻨ ـ ــﻪ ﳍ ـ ــﺬا اﻟﻐ ـ ــﺮض‪ ،‬واﻟ ـ ــﺬي ﳝﻜﻨ ـ ــﻪ إن اﻗﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫اﳊﺎل ﺗﻮﻛﻴﻞ ﳏﺎم"‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ ‪ 17‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 8‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت وﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ‬
‫وزارة اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﺔ‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ‪ .‬وﻳﻌﻬﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﲤﺜﻴﻞ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ"‪.249‬‬

‫‪ -249‬اﳌﺮﺳﻮم رﻗﻢ ‪ ،2.7.995‬اﻟﺼﺎدر ﰲ ‪ 23‬ﻣﻦ ﺷﻮال ‪ 1429‬اﳌﻮاﻓﻖ ل ‪ 23‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،2008‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت وﺗﻨﻈﻴﻢ وزارة‬
‫اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ج ر ﻋﺪد ‪ ،5680‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 7‬ذي اﻟﻘﻌﺪة ‪ 6) 1429‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ﺳﻨﺔ ‪.(2008‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ ﻣﻮﻗﻊ وزارة اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻐﺮﰊ‪www.finances.gov.ma :‬‬
‫‪83‬‬
‫وﻳﺘﻀـ ــﺢ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺼـ ــﻮص أن اﳌـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻫـ ــﻮ اﻟﺸـ ــﺨﺺ اﻟﻮﺣﻴـ ــﺪ اﻟـ ــﺬي‬
‫ﻟﻪ اﻟﺼﻔﺔ ﰲ ﲤﺜﻴﻞ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻣﺪﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أو ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ وﺿ ـ ــﻮح اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ إﻻ أن ﻫﻨ ـ ــﺎك ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪﻋﺎوى اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﻨﺎزﻋ ــﺎت اﻟﻮﻋ ــﺎء ﻛ ــﺎن ﻣﺂﳍ ــﺎ ﻋ ــﺪم اﻟﻘﺒ ــﻮل ﻧﻈـ ـﺮا ﻟﻌ ــﺪم ﺗﻮﺟﻴ ــﻪ اﻟ ــﺪﻋﻮى ﺿ ــﺪ اﳌﺪﻳﺮﻳ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﻛﺤﻜ ـ ـ ــﻢ إدارﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺑ ـ ـ ــﺎط ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ 2087‬اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدر ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2007/10/23‬اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺟ ـ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ‪" :‬ﻋ ـ ـ ــﺪم‬
‫إدﺧ ـ ـ ــﺎل إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟﺮاﻣﻴ ـ ـ ــﺔ إﱃ إﻟﻐ ـ ـ ــﺎء ﻣﻘ ـ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻮن‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﳚﻌ ـ ــﻞ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣﻌﻴﺒ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺔ وﻣﺂﻟ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﻘﺒ ـ ــﻮل"‪ ،250‬وﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ‬
‫آﺧ ـ ـ ــﺮ ﻗﻀ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ــﺄن‪" :‬اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﻳﺎ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ﺿ ـ ـ ــﻤﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ـ ــﺎت اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ...‬ﻋﺪم إدﺧﺎﳍﺎ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى‪ ...‬ﻳﺘﻌﲔ ﻣﻌﻪ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ"‪.251‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫ ـ ــﺐ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ ﰲ أﺣ ـ ــﺪ ﻗﺮاراﺗ ـ ــﻪ ﻟﻴﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ‪ 515‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻧ ـ ـ ــﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﺎوى اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ وﻋﻠﻰ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫إن اﳌﻘ ـ ــﺎل اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎﰲ ﻣﺮﻓ ـ ــﻮع ﺿ ـ ــﺪ وزﻳ ـ ــﺮ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ واﳋﻮﺻﺼ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ــﻮ ﳐ ـ ــﺎﻟﻒ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﺬﻛﻮر"‪.252‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ذﻫ ـ ــﺐ ﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ ﻧﻈ ـ ــﲑﻩ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﺧ ـ ــﻮل‬
‫ﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﲤﺜﻴ ـ ــﻞ اﻹدارة أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،253‬ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻜ ـ ــﺲ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺴ ـ ــﻨﺪ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ‬
‫ﲤﺜﻴﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﻮزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪.254‬‬

‫‪ -250‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2087‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/10/23‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،05/03/10‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -251‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،669‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/07/04‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2005/2/4/1712‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -252‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ أﻣﻘﺮان‪ :‬ﻋﻦ ﻋﺮﻳﻀﺔ رﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة‪ ،‬ﳎﻠﺔ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ‪-‬اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ‬
‫اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،-‬ﻋﺪد ﺧﺎص‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2003‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -253‬ﳏﻤﺪ ﻣﺮزاق وﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن اﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪ -254‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 8‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت وﺗﻨﻈﻴﻢ وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫وإذا ﻛـ ـ ــﺎن ﲤﺜﻴـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺸـ ـ ــﺄن اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋـ ـ ــﺎء ﳐـ ـ ــﻮل ﻟـ ـ ــﻺدارة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﺷ ـ ــﺨﺺ ﻣ ـ ــﺪﻳﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻫﻨ ـ ــﺎك إﺷ ـ ــﻜﺎﻻ ﲞﺼ ـ ــﻮص اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ أن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺪورﻫﺎ ﺗﻘﻮم ﲟﻬﻤﺔ ﲢﺼﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪.255‬‬
‫وﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺎس ﻓﺎﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺨﺺ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺘﻤﺜﻴ ـ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﳎ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣﻨﺎزﻋ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ ﻫ ــﻮ اﳋ ــﺎزن اﻟﻌ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ــﺔ وﻫ ــﺬا ﻫ ــﻮ اﻷﺻ ــﻞ‪ ،‬وﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى اﳌ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ــﺎم‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺄذون ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﺳﺘﺨﻼﺻﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﺮوط ‪ -‬ﺷ ـ ــﺮط اﻷﻫﻠﻴ ـ ــﺔ واﻟﺼ ـ ــﻔﺔ واﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ‬
‫ﺳـ ـ ـﻮاء ﺗﻠ ـ ــﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳ ـ ــﺔ أو ﺑ ـ ــﺎﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ‪ -‬ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم اﺳ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ‬
‫اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﻷول ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﺜﲑﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺎ وﻳﻨ ـ ـ ــﺬر اﻟﻄ ـ ـ ــﺮف ﺑﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﳛ ـ ــﺪدﻩ‪ ،‬وإذا ﰎ ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺤﻬﺎ اﻋﺘ ـ ــﱪت اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﻛﺄ‪ ‬ـ ــﺎ أﻗﻴﻤ ـ ــﺖ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ‬
‫وإﻻ ﺻﺮح اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى‪.‬‬
‫وإﱃ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻫﻨ ـ ــﺎك ﺷ ـ ــﺮوط أﺧ ـ ــﺮى ﻻ ﺗﻘ ـ ــﻞ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺘﻬﺎ‪،‬‬
‫وﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮوط ﻟﺼﻴﻘﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎل اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪@@òîöbj¦a@ôìdžÜÛ@ïybnnÏüa@ÞbÔ½bi@òÔÜÈn½a@Â늒Ûa@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗﺘﻤﻴ ــﺰ اﻟ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻏ ـ ـﺮار اﻟ ــﺪﻋﺎوى اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬ ــﺎ اﻟﻜﺘ ــﺎﰊ ﳑ ــﺎ ﳚﻌ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﻣﻘ ــﺎل‬
‫رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﳛﺘ ـ ــﻞ ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ وﺣﺎﲰ ـ ــﺔ ﰲ ﻋ ـ ــﺮض اﻟﻨ ـ ـﺰاع أﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وإﺑ ـ ـﺮاز اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع‬
‫اﳌﺮﺗﺒﻂ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫‪@@âbª@òݍaìi@ïibn×@ÞbÔß@áí†Ôm@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗﺘـ ــﻮزع اﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ ﻟﻠﺸـ ــﺮوط اﻟﺸـ ــﻜﻠﻴﺔ اﳌﺘﻄﻠﺒـ ــﺔ ﻟﺼـ ــﺤﺔ ﻣﻘـ ــﺎل اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﺑـ ــﲔ‬
‫ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ ‪ 90-41‬اﶈ ـ ــﺪث ﻟﻠﻤﺤ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وﺑ ـ ــﲔ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﺗﺮﻓ ـ ــﻊ اﻟﻨﺰاﻋ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻣﻘ ـ ــﺎل ﻣﻜﺘ ـ ــﻮب ﻣﻮﻗ ـ ــﻊ‬
‫ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ ﳏ ــﺎم ﻣﺴ ــﺠﻞ ﰲ ﻫﻴﺌ ــﺔ اﶈ ــﺎﻣﲔ ﺑ ــﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﳚ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ــﻤﻦ ﻫ ــﺬا اﳌﻘ ــﺎل ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﺷﻜﻼ‪.‬‬

‫‪ -255‬ﻋﺪﻧﺎن اﻟﺒﺪﻳﻮي‪ :‬اﺳﺘﺨﻼص اﻟﺪﻳﻮن اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﳏﺎﺿﺮة ﺧﺘﻢ اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﺑﺎﳍﻴﺌﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﲔ ﺑﺘﻮﻧﺲ‪ ،‬اﻟﻔﺮع اﳉﻬﻮي ﺑﺘﻮﻧﺲ‬
‫اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ ،2010-2011‬ص ‪.37‬‬
‫‪85‬‬
 ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﲟﻘﺎل ﻣﻜﺘﻮب‬
‫اﺳـ ـ ــﺘﻨﺎدا ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 90-41‬اﻟﺴـ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟـ ـ ــﺬﻛﺮ اﻟـ ـ ــﱵ ﻧﺼـ ـ ــﺖ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬ﺗﺮﻓـ ــﻊ اﻟﻘﻀـ ــﺎﻳﺎ إﱃ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﲟﻘـ ــﺎل ﻣﻜﺘـ ــﻮب ﻳﻮﻗﻌـ ــﻪ ﳏـ ــﺎم ﻣﺴـ ــﺠﻞ ﰲ ﺟـ ــﺪول‬
‫ﻫﻴﺌـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻫﻴﺌـ ــﺎت اﶈـ ــﺎﻣﲔ ﺑـ ــﺎﳌﻐﺮب وﻳﺘﻀـ ــﻤﻦ ﻣـ ــﺎ ﱂ ﻳـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ ﺧـ ــﻼف ذﻟـ ــﻚ اﻟﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت واﳌﻌﻠﻮﻣـ ــﺎت‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 32‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ"‪.‬‬
‫وﻟﻌ ـ ـ ــﻞ أول ﺷ ـ ـ ــﺮط ﺣﺪدﺗ ـ ـ ــﻪ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ﻫ ـ ـ ــﻮ ﺷ ـ ـ ــﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑ ـ ـ ــﺔ‪ ،256‬وﻫ ـ ـ ــﻮ ﺷ ـ ـ ــﺮط‬
‫ﳜﺎﻃﺐ ﺑﻪ ﻛﻼ ﻃﺮﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮاء اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳﺔ أو اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﺷ ـ ــﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺎل اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺸ ـ ــﱰط ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫اﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 32‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ إرﻓﺎﻗ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﳌﺴﺘﻨﺪات اﻟﻀﺮورﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮﻫﺎ ﰲ اﳌﻘﺎل‬
‫ﻓﺒ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 32‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ اﶈ ـ ــﺎل إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن رﻗـ ــﻢ ‪ 90.41‬اﻟﺴـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻳﺘﻀـ ــﺢ أن اﻟﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﳚـ ــﺐ ﺗﻀـ ــﻤﻴﻨﻬﺎ ﰲ اﳌﻘـ ــﺎل ﻫـ ــﻲ ﻛﻤـ ــﺎ‬
‫ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﺸﺨﺼﻲ وﺻﻔﺔ أو ﻣﻬﻨﺔ وﻣﻮﻃﻦ أو ﳏﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﳌﺪﻋﻲ؛‬
‫‪ -‬اﻻﺳﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﺸﺨﺼﻲ وﺻﻔﺔ أو ﻣﻬﻨﺔ وﻣﻮﻃﻦ أو ﳏﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ؛‬
‫‪ -‬إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن أﺣ ـ ـ ــﺪ اﻷﻃـ ـ ـ ـﺮاف ﺷ ـ ـ ــﺮﻛﺔ وﺟ ـ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ اﳌﻘ ـ ـ ــﺎل أو اﶈﻀ ـ ـ ــﺮ اﲰﻬ ـ ـ ــﺎ وﻧﻮﻋﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻣﺮﻛﺰﻫﺎ؛‬
‫‪ -‬أﲰﺎء وﺻﻔﺔ وﻣﻮﻃﻦ وﻛﻴﻞ اﳌﺪﻋﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء؛‬
‫‪ -‬ﳚ ــﺐ أن ﻳﺒ ــﲔ ﺑﺈﳚ ــﺎز ﰲ اﳌﻘ ــﺎﻻت واﶈﺎﺿ ــﺮ ﻋ ــﻼوة ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــﻚ ﻣﻮﺿ ــﻮع اﻟ ــﺪﻋﻮى واﻟﻮﻗ ــﺎﺋﻊ‬
‫واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺜﺎرة‪.‬‬

‫‪ -256‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺘﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪86‬‬
‫إذن‪ ،‬ﻫـ ــﺬﻩ ﻫـ ــﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت اﻹﻟﺰاﻣﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﳚـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ أﻣـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ــﺎء‬
‫أن ﻳ ـ ــﺪرﺟﻬﺎ ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺎل رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﲣﻠ ـ ــﻒ أﺣ ـ ــﺪﻫﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﺂل دﻋـ ـ ـﻮاﻩ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﻟﻘﺒﻮل‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ وﻣـ ــﻊ ذﻟـ ــﻚ‪ ،‬ﻳﺒﻘـ ــﻰ اﻟـ ــﺪور اﻹﳚـ ــﺎﰊ ﻟﻠﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري ﺑـ ــﺎرزا ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄـ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ــﺬات وﻫـ ــﻮ‬
‫ﻳﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ أي ﺑﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 32‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ وﲟﺮاﻋ ـ ــﺎة‬
‫ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺔ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﻌﻤ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻧ ـ ــﺬار اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻣﻘﺎﻟ ـ ــﻪ إذا ﺷ ـ ــﺎﺑﻪ ﻋﻴ ـ ــﺐ أو‬
‫ﻋ ـ ـ ــﺪة ﻋﻴ ـ ـ ــﻮب أﻧ ـ ـ ــﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ــﻪ ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺤﻬﺎ أﺛﻨ ـ ـ ــﺎء ﺳـ ـ ـ ـﺮﻳﺎن اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬ﺳـ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺼ ـ ـ ــﻔﺔ أو‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺪﻋﻮى إﱃ ﻏﲑ ذﻟﻚ‪.257‬‬
‫‪ -2‬إرﻓﺎق اﳌﻘﺎل ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳ ـ ــﺔ أو اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫ادﻋﺎﺋﻬﻤـ ــﺎ أو ﻣـ ــﻦ ﻳـ ــﺪاﻓﻊ ﻋـ ــﻦ ﻛـ ــﻞ ﻣﻨﻬﻤـ ــﺎ اﻻﻧﺘﺒـ ــﺎﻩ إﱃ إرﻓـ ــﺎق ﻣﻘـ ــﺎل اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﺑـ ــﺒﻌﺾ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ‬
‫ﲟﻘﺘﻀ ــﻰ اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 32‬ﻣ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠ ــﻰ أﻧـ ــﻪ "‪...‬وﺗﺮﻓـ ــﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﻠ ـ ــﺐ اﳌﺴ ـ ــﺘﻨﺪات اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻨ ـ ــﻮي اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻻﻗﺘﻀ ـ ــﺎء ﻣﻘﺎﺑ ـ ــﻞ وﺻ ـ ــﻞ ﻳﺴ ـ ــﻠﻤﻪ ﻛﺎﺗ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﻀﺒﻂ ﻟﻠﻤﺪﻋﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﺪد اﳌﺴﺘﻨﺪات اﳌﺮﻓﻘﺔ وﻧﻮﻋﻬﺎ"‪.‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ــﺮط ﺗﺘﻀ ـ ــﺢ أﳘﻴﺘ ـ ــﻪ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻛﻮ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎدة ﺗﻘﻨﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰒ إن اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‬
‫)ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ وﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ‪ (...‬ﲢﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﺿـ ـ ـﻮاﺑﻂ وﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎت ﳏ ـ ــﺪدة ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ وﺑﺎﻷﺧﺺ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﱐ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘ ـ ــﺪاول ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻫﻨ ـ ــﺎك ﻗـ ـ ـﺮار اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻳﺘﻤﺜ ـ ــﻞ أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي‪ ،‬اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار‬
‫اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻋﻤﻮﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻮﺛ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ‬
‫واﳌﺴﺘﻨﺪات اﻟﱵ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﲜﺰء ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺪﻋﻮى‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺤﺎم‬

‫‪ -257‬ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻄﻲ اﻟﻘﺪوري‪ :‬اﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﺔ دراﺳﺎت‪،‬‬
‫اﻟﻌﺪد ‪ ،19‬أﺑﺮﻳﻞ‪ -‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،1997‬ص ‪.47-46‬‬
‫‪87‬‬
‫ﺗﻌ ـ ــﺪ اﳌ ـ ـ ـﺆازرة ﲟﺤ ـ ــﺎم أﻣ ـ ــﺎم اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﺮﻃﺎ ﺿ ـ ــﺮورﻳﺎ ﻟﻘﺒ ـ ــﻮل اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺣﺴ ـ ــﺐ‬
‫ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ‪ ،90.41‬وﺑـ ــﺬﻟﻚ ﻓﺎﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳـ ــﺔ ﻣﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻻﺳـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟـ ــﺪﻓﺎع‬
‫ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﺪﻋﻴﺎ أو ﻣﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻓ ـ ــﺈذا ﻗ ـ ــﺪم اﻟﻄـ ـ ـﺎﻋﻦ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﺑﻨﻔﺴ ـ ــﻪ دون ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺐ ﳏ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ اﻻﺣﺘﻔ ـ ــﺎظ ﻟـ ـ ـﻪ ﺑﺎﻵﺟ ـ ــﺎل‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺆازرة ﲟﺤﺎم‪.258‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺎﶈ ـ ــﺎﻣﻲ ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﺴ ـ ــﺠﻼ ﰲ ﺟ ـ ــﺪول ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻫﻴﺌ ـ ــﺎت اﶈ ـ ــﺎﻣﲔ ﺑﺎﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻐﺮﺑﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ إذا ﺣ ـ ــﺬف ﻣ ـ ــﻦ اﳍﻴ ـ ــﺄة أﺛﻨ ـ ــﺎء ﺳـ ـ ـﺮﻳﺎن اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى وﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻤ ـ ــﻦ اﳌﻤﻜ ـ ــﻦ أن‬
‫ﻳﺘﻮﻻﻫﺎ أﺣﺪ زﻣﻼﺋﻪ‪ ،‬وﺗﺒﻘﻰ اﳌﺴﻄﺮة أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ‪.259‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﱰاﻓ ـ ــﻊ أﻣ ـ ــﺎم اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وﳏ ـ ــﺎﻛﻢ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﻳﻜﻔ ـ ــﻲ ﻓﻴ ـ ــﻪ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﶈ ـ ــﺎﻣﻲ ﻣﺴ ـ ــﺠﻼ ﰲ ﺟ ـ ــﺪول ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻫﻴ ـ ــﺄت اﶈ ـ ــﺎﻣﲔ ﺑﺎﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﳜﺘﻠ ـ ــﻒ أﻣ ـ ــﺎم‬
‫ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ اﻟ ــﱵ ﺗﺸ ــﱰط ﰲ ﻫ ــﺬا اﶈ ــﺎﻣﻲ أن ﻳﺘ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﺮط اﻷﻗﺪﻣﻴ ــﺔ وﻫ ــﺬا اﻟﺸ ــﺮط ﻣﻨﺼ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴ ــﻪ ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳌ ــﻨﻈﻢ ﳌﻬﻨ ــﺔ اﶈﺎﻣ ــﺎة‪ ،‬واﻟ ــﱵ ﺟ ــﺎء ﻓﻴﻬ ــﺎ‪ " :‬ﻻ ﻳﻘﺒ ــﻞ ﳌ ـ ـﺆازرة اﻷﻃ ـ ـﺮاف‬
‫وﲤﺜﻴﻠﻬﻢ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﳊﻘﻮق اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ‪ ،‬إﻻ‪:‬‬
‫‪ -‬اﶈﺎﻣﻮن اﳌﺴﺠﻠﻮن ﺑﺎﳉﺪول ﻣﻨﺬ ﲬﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ؛‬
‫‪ -‬اﶈ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻮن اﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻛ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮا ﻣﺴﺘﺸ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﻦ أو ﳏ ـ ـ ـ ــﺎﻣﲔ ﻋ ـ ـ ـ ــﺎﻣﲔ‪ ،‬ﺑﺼ ـ ـ ـ ــﻔﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ ﳏﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺾ"‪.260‬‬
‫وإذا ﻛـ ــﺎن اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺳ ـ ـﻮاء ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﺪﻋﻴﺎ أو ﻣ ـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﳎ ـ ــﱪا ﺑﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺐ ﳏ ـ ــﺎم ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،90.41‬ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ؟‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 34‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﳒ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬ﻏـ ــﲑ أن اﻹدارات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﺗﻜـ ــﻮن ﳑﺜﻠـ ــﺔ ﺑﺼـ ــﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ أﻣـ ــﺎ اﻟﻘﻀـ ــﺎء ﺑﻮاﺳـ ــﻄﺔ أﺣـ ــﺪ‬
‫اﳌﻮﻇﻔﲔ اﳌﻨﺘﺪﺑﲔ ﳍﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳﺔ"‪ ،‬ﻓﻬﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﻌﻔﻲ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺔ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﳏﺎم‪.‬‬

‫‪ -258‬ﻋﺒﺪ اﷲ ﺣﺪاد‪ :‬ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﺪﻋﻮى اﻹدارﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﻋﻜﺎظ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ﻣﺎرس ‪ ،2001‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -259‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -260‬اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 08.28‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻨﻈﻢ ﳌﻬﻨﺔ اﶈﺎﻣﺎة‪ ،‬اﳌﻨﺸﻮر ﺑﺎﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪ ،5680‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 7‬ذو اﻟﻘﻌﺪة‬
‫‪ ،1429‬اﳌﻮاﻓﻖ ﻟـ ‪ 6‬ﻧﻮﻧﱪ ‪ ،2008‬ص ‪.4044‬‬
‫‪88‬‬
‫ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﺒـ ـ ــﺎﺣﺜﲔ ﻳـ ـ ــﺮون أﻧـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﺼـ ـ ــﻴﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪ ،90.41‬ﻻ ﲢﺘﻤـ ـ ـ ــﻞ أي اﺳـ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ـ ــﺎﱄ ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن إدارات اﻟﺪوﻟـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻠﺰﻣـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺜـ ـ ـ ــﻞ ﺳـ ـ ـ ــﺎﺋﺮ اﳌﺘﻘﺎﺿـ ـ ـ ــﲔ‬
‫ﺑﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺐ ﳏ ـ ــﺎم‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﻨﺺ اﻟﻌ ـ ــﺎم )اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 32‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ( ﻳﻘﻴ ـ ــﺪ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﳋـ ـ ــﺎص )اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 3‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗـ ـ ــﻢ ‪ ،(90.41‬ﻣـ ـ ــﺎ داﻣـ ـ ــﺖ اﻹﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـﻮاردة ﺑﺎﳌ ـ ــﺎدة اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻌﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 90.41‬ﻣﺘﻮﻗﻔ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﺮط ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻌ ـ ــﺎرض اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﶈﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻪ‪.261‬‬
‫ﺻـ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ‪ ،‬إن ﻗـ ـ ـ ـﺮاءة ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن إﺣ ـ ـ ــﺪاث اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺗﺒ ـ ـ ــﲔ أن اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﺑـ ـ ــﺪورﻫﺎ ﻣﻠﺰﻣـ ـ ــﺔ ﺑﺘﻨﺼـ ـ ــﻴﺐ ﳏـ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﻫﻨـ ـ ــﺎك ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ آﺧـ ـ ــﺮ ﻳﻨﻔـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻹﻟﺰاﻣﻴـ ـ ــﺔ وﻳﻌﻄـ ـ ــﻲ‬
‫ﻟﻠﻤﺪﻳﺮﻳ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـﺮاﺋﺐ ﺣﺮﻳ ــﺔ اﺧﺘﻴ ــﺎر ﻣ ــﻦ ﻳ ــﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬ ــﺎ أﻣ ــﺎم اﻟﻘﻀ ــﺎء‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﻳﺘﻀ ــﺢ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل‬
‫اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 244‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻧﺼـ ـ ــﺖ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ " ﺑﺼـ ـ ــﺮف‬
‫اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ‪:‬‬
‫ﲤﺜ ـ ــﻞ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﻜﻴﻔﻴ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ أو ﻣﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺎ‬
‫ﺿ ـ ــﺪﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺎﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﻴﻨ ـ ــﻪ ﳍ ـ ــﺬا اﻟﻐ ـ ــﺮض اﻟ ـ ــﺬي ﳝﻜﻨ ـ ــﻪ‪ ،‬إن اﻗﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫اﳊﺎل‪ ،‬ﺗﻮﻛﻴﻞ ﳏﺎم"‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤـ ــﺎدة ‪ 31‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳌـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣـ ــﺎة‪ ،‬اﻟـ ــﱵ ﻣﻨﺤـ ــﺖ ﻟـ ــﻺدارة ﺣﺮﻳـ ــﺔ اﻻﺧﺘﻴـ ــﺎر ﰲ‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺤﺎم‪.‬‬
‫ﻓﺒ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻻﻣﺘﻴ ـ ـ ــﺎز اﻟ ـ ـ ــﺬي ﲢﻈ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ــﻪ اﻹدارة‪ ،‬واﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺘﺠﺴ ـ ـ ــﺪ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﺧﺘﻴ ـ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﺸـ ــﺨﺺ اﻟـ ــﺬي ﺳـ ــﻴﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬـ ــﺎ أﻣـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ــﺎء إﻣـ ــﺎ ﳏـ ــﺎﻣﻲ أو أﺣـ ــﺪ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻹدارة ﺗﻔﻀـ ــﻞ ﰲ‬
‫ﻏﺎﻟ ـ ــﺐ اﻷﺣﻴ ـ ــﺎن أن ﺗ ـ ــﺪاﻓﻊ ﻋ ـ ــﻦ ﻧﻔﺴ ـ ــﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻧﺘ ـ ــﺪاب أﺣ ـ ــﺪ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬ ـ ــﺎ ﻟﻜ ـ ــﻲ‬
‫ﻳﻘﻮم ‪‬ﺬﻩ اﳌﻬﻤﺔ‪.‬‬

‫‪ -261‬اﳉﻴﻼﱐ أﻣﺰﻳﺪ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ‬
‫دراﺳﺎت‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،36‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ -‬ﻓﱪاﻳﺮ ‪ ،2001‬ص ‪.21-20‬‬
‫‪89‬‬
‫وﻻ ﳝﻜـ ــﻦ ﺗﺼـ ــﻮر اﳌﻮﻇـ ــﻒ اﳌﻨﺘـ ــﺪب وﻫـ ــﻮ ﻳﻘـ ــﻮم ‪‬ـ ــﺬا اﻟﻌﻤـ ــﻞ دون ﺗـ ــﺄﻃﲑ ﻣـ ــﻦ اﳌﺴﺘﺸـ ــﺎر اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻟﻺدارة أو ﻣﻦ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﳌﻨﺎزﻋﺎت ‪‬ﺎ إن ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﺬا اﳌﻮﻇﻒ اﳌﻨﺘﺪب‪.262‬‬
‫أﻣﺎ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻴﻌﻔﻰ وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﳑﺜﻞ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ إﻟﺰاﻣﻴﺔ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﳏﺎم‪.263‬‬
‫‪@@òîöbšÔÛa@â썊Ûa@õa…c@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻧﻄ ـ ــﺎق اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻟﺸ ـ ــﺎﻣﻞ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﲤ ـ ــﺖ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ‬
‫ﻓﻬ ـ ــﻲ ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻟﻠﺮﺳ ـ ــﻮم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ )أوﻻ( ﻟﻜ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﻞ ﻫﻨ ـ ــﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﻨﺢ اﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﰲ ا‪ ‬ـ ــﺎل‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ؟ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺧﻀﻮع اﻟﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻳﺸـ ـ ــﱰط ﻟﻘﺒـ ـ ــﻮل اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى ﰲ اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ أداء اﻟﺮﺳـ ـ ــﻮم اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ـ ــﺎ ﺗﻨـ ـ ــﺪرج ﺿـ ـ ــﻤﻦ‬
‫ﻣﻨﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻟﺸـ ــﺎﻣﻞ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ ﻣﻨﺎزﻋـ ــﺎت ﻏـ ــﲑ ﻣﻌﻔـ ــﺎة ﻣـ ــﻦ أداء ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺳـ ــﻮم ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻜـ ــﺲ دﻋـ ــﻮى‬
‫اﻹﻟﻐﺎء اﳌﻌﻔﺎة ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.264‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪﻩ ﻗ ـ ـ ـﺮار اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ( ﻋ ـ ــﺪد ‪903‬‬
‫ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2005/12/14‬ﳌ ـ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ـ ــﻰ ﲟـ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ـ ــﻲ‪ " :‬اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻻ ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ ﺿ ـ ـ ــﻤﻦ زﻣ ـ ـ ــﺮة دﻋ ـ ـ ــﺎوي‬
‫اﻹﻟﻐ ـ ــﺎء اﳌﻌﻔﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أداء اﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 22‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 90.41‬وإﳕ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﺎوي اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺒ ـ ـ ــﺎب اﳋ ـ ـ ــﺎﻣﺲ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن واﻟ ـ ـ ــﱵ ﻻ ﻳﺸ ـ ـ ــﻤﻠﻬﺎ‬
‫اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ أداء اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ"‪.265‬‬

‫‪ -262‬إدرﻳﺲ ﻓﺠﺮ‪ :‬ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﲤﺜﻴﻞ اﻹدارة أﻣﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﺑﲔ اﶈﺎﻣﻲ واﳌﻮﻇﻒ‪ ،‬ﻧﺪوة ﺣﻮل ﲤﺜﻞ اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ‬
‫اﻷﺣﻜﺎم واﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ -‬ﺧﻼل اﳌﱰاوﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ ‪ 25‬و‪ 26‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،-1994‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪263‬‬
‫‪- Charles AIME et Marc ROCHEDY: Droit fiscal, collection aide mémoire, Sirey édition,‬‬
‫‪ème‬‬
‫‪7 édition, 2001, p 212.‬‬
‫‪ -264‬اﶈﻔﻮظ أﺷﻜﺮ‪ :‬اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم وﺳﻠﻄﺎت اﻹدارة ﰲ إﻃﺎر اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ‪-‬ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،-04-26‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -265‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،903‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2005/12/14‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2004/2/4/1870‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫وﰲ اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﻗﻀ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻨﻔﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪(...) " :‬اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﺗﻨ ـ ـ ــﺪرج ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻟﺸ ـ ـ ــﺎﻣﻞ وﻻ ﻳﻘﺒ ـ ـ ــﻞ رﻓﻌﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر دﻋ ـ ـ ــﻮى اﻹﻟﻐ ـ ـ ــﺎء إﻻ اﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء‪ ،‬أي ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻌﺪام اﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ واﻟﺸﺨﺺ اﳌﺨﺎﻃﺐ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫ﻋ ــﺪم ﺗ ـ ـﻮاﻓﺮ وﺟـ ــﻪ اﻻﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء اﳌ ــﱪر ﻟﺮﻓـ ــﻊ اﻟﻨ ـ ـﺰاع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﰲ إﻃ ــﺎر دﻋـ ــﻮى اﻹﻟﻐـ ــﺎء ﻳﺴـ ــﺘﻠﺰم اﻟﺘﻘﻴﻴـ ــﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟـ ــﱵ ﲢﻜـ ــﻢ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ ﰲ اﻷﺻـ ــﻞ‪ ،‬وﻣـ ــﻦ ﲨﻠﺘﻬـ ــﺎ أداء اﻟﺮﺳـ ــﻮم اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣـ ــﻊ‬
‫وﺟﻮب إﻧﺬار اﻟﻄﺮف اﳌﺨﻞ ﺑﺄداء ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺳﻮم ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل"‪.266‬‬
‫وﻳ ـ ــﺘﻢ اﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس اﻷداء اﻟﻨﺴ ـ ــﱯ ‪%1‬‬
‫زاﺋ ـ ـ ــﺪ ‪ 300‬ﻛﺮﺳ ـ ـ ــﻢ ﺛﺎﺑ ـ ـ ــﺖ إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳌﺒﻠ ـ ـ ــﻎ ﻳﺘﺠ ـ ـ ــﺎوز ‪ 20.000‬درﻫ ـ ـ ــﻢ‪ ،‬أو ﻧﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ‪ %4‬إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻻ‬
‫ﻳﺘﻌﺪى ‪ 5000‬درﻫﻢ‪ ،‬أو ﻧﺴﺒﺔ ‪ %2.5‬ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ‪ 5000‬درﻫﻢ و‪ 20.000‬درﻫﻢ‪.267‬‬
‫وﻋﻼﻗ ـ ــﺔ ﲟﻘ ـ ــﺪار اﻟﻜﻠﻔ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳ ـ ــﺮى ﺑﻌ ـ ــﺾ اﳌﻬﺘﻤ ـ ــﲔ ﺑﺎ‪ ‬ـ ــﺎل اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع أن اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﻻ ﻳﻌ ـ ــﺮف اﻟﻘ ـ ــﺪر اﳌﺴ ـ ــﺘﺤﻖ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ إﱃ ﺣ ـ ــﲔ ﺻ ـ ــﺪور ﺣﻜ ـ ــﻢ إداري‬
‫ﺑ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﳌ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﺣ ــﻮل ﻣﻘ ــﺪار اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﻄﻠ ــﻮب أداؤﻩ ﻟ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻏ ــﲑ ﻣﻌ ــﺮوف‬
‫ﺑ ـ ــﻞ ﻻ ﻳﻌ ـ ــﺮف اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺬي ﺳ ـ ــﻴﺤﻜﻢ ﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ إﺟـ ـ ـﺮاء ﲢﺮﻳﺎ‪ ‬ـ ــﺎ وﻟ ـ ــﻮ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﳋﱪة اﳊﺴ ـ ــﺎﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ أداء اﻟﺮﺳ ـ ــﻢ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ ﻏ ـ ــﲑ ﳏ ـ ــﺪد ﻻ ﻳﺘﻌ ـ ــﺪى ‪150‬‬
‫درﳘ ـ ـ ـﺎ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ رﺳ ـ ــﻢ اﳌﺮاﻓﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬا ﺗﻴﺴ ـ ــﲑ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣ ـ ــﻦ ذوي اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ اﶈ ـ ــﺪود‬
‫ﻟﻮﻟﻮج وﻃﺮق ﺑﺎب اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.268‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ إذا ﻛـ ــﺎن اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻣﻌﻔـ ــﻰ ﻣـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑـ ــﻨﺺ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن وﻓﺮﺿـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف‬
‫اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﳋﻄـ ــﺄ‪ ،‬ﳝﻜﻨـ ــﻪ رﻓـ ــﻊ دﻋ ـ ـﻮاﻩ ﰲ إﻃـ ــﺎر دﻋـ ــﻮى اﻹﻟﻐـ ــﺎء واﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ ﺑﺈﻟﻐـ ــﺎء ﻗ ـ ـﺮار‬
‫ﻓﺮﺿﻬﺎ وﻳﻌﻔﻰ آﻧﺬاك ﻣﻦ أداء اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻄﻌﻦ ﺧﺎرج اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.269‬‬

‫‪ -266‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،248‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/04/05‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2004/2/4/1870‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -267‬اﳌﺮﺳﻮم اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ا‪‬ﺎل اﳌﺪﱐ واﻹداري‪.‬‬
‫‪ -268‬ﻋﺰﻳﺰ ﺑﻮداﱄ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -269‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪91‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﻨﺢ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ اﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ وﺳ ـ ــﻴﻠﺔ ﺑﻴ ـ ــﺪ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﳝﻨﺤﻬ ـ ــﺎ ﻷي ﻣﺘﻘ ـ ــﺎض‬
‫إذا ﺛﺒ ــﺖ ﻟ ــﻪ ﻋﺴ ــﺮﻩ‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﻧﺼ ــﺖ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﳌ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن رﻗ ــﻢ ‪90.41‬‬
‫اﶈ ـ ــﺪث ﻟﻠﻤﺤﻜ ـ ــﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬ﳚ ـ ــﻮز ﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ أن ﳝ ـ ــﻨﺢ‬
‫اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺴﻄﺮة اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﺎ ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل"‪.‬‬
‫وﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺴـ ــﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﻹﻋﻔـ ــﺎء ﻣـ ــﻦ أداء اﻟﺮﺳـ ــﻮم اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬـ ــﺎ اﻟﺘﻘﺎﺿـ ــﻲ‬
‫أﻣ ـ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻌﻴ ـ ـ ــﲔ ﳏ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤـ ـ ـ ـﺆازرة ﰲ ﳐﺘﻠ ـ ـ ــﻒ ﻣﺮاﺣ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬وﻟﻠﻤﺴ ـ ـ ــﺘﻔﻴﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺴـ ــﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ رﻓـ ــﺾ اﶈ ـ ــﺎﻣﻲ اﳌﻨﺼ ـ ــﺐ ﻟـ ــﻪ إذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻫﻨ ـ ــﺎك أﺳـ ــﺒﺎب وﺟﻴﻬ ـ ــﺔ وﻣﻌﻘﻮﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬وﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺐ أن ﻳﻌﲔ ﻟﻪ ﳏﺎﻣﻲ آﺧﺮ‪.‬‬
‫وﺗﻜﺘﺴـ ـ ـ ــﻲ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ أﳘﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋـ ـ ـ ــﺎت اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺸـ ـ ـ ــﻜﻞ ﻋـ ـ ـ ــﺎم‪،‬‬
‫واﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺎﻷﺧﺺ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أن اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻄﻴﻌﻮن رﻓ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﻋﺴ ـ ــﺮﻫﻢ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻌ ـ ــﺮض ﺣﻘ ـ ــﻮﻗﻬﻢ ﻟﻠﻀ ـ ــﻴﺎع‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﻻ‬
‫ﳚﺪون أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺳﻮى ﻣﺴﻄﺮة ﻃﻠﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳ ـ ــﺮى ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻨﺸ ـ ــﺪﻫﺎ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻤﻜ ـ ــﻦ أﻻ‬
‫ﺗﺘﺤﻘ ـ ــﻖ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﺻ ـ ــﻌﻮﺑﺔ ﻣ ـ ــﻨﺢ اﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﻌ ـ ــﺪم ﺗ ـ ــﻼؤم ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ‬
‫ﺑﺎﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪.270‬‬
‫وﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﻮء ﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺒﻖ ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أن اﻟﺸـ ـ ــﺮوط اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﺮﻓـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى ﰲ اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ أﻣـ ـ ــﺎم‬
‫اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ـ ــﺔ ﺗﺮاﺑﻴ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻄ ـ ـ ــﺮﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜ ـ ـ ــﻞ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪ 90.41‬وﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﺷـ ـ ــﺮط اﻷﻫﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ‪ ،‬اﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ رﻓـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﲟﻘ ـ ــﺎل ﻣﻜﺘ ـ ــﻮب ﻣ ـ ــﻊ إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺐ ﳏ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬أو ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻊ اﳌﻮﻇ ـ ــﻒ‬
‫اﳌﻨﺘ ـ ــﺪب ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﻬﻤ ـ ــﺔ أو ﳏ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ أداء اﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻲ‬
‫ﺷﺮوط ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى إﻻ ﺑﺎﺳﺘﻴﻔﺎﺋﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮوط‪.‬‬

‫‪ -270‬اﳊﺒﻴﺐ اﻟﻌﻄﺸﺎن‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻀﺮﻳﱯ واﻹﻛﺮاﻫﺎت اﳌﻼزﻣﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﳌﻠﺰم‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﺔ دراﺳﺎت‪،‬‬
‫اﻟﻌﺪد ‪ ،85-84‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ -‬أﺑﺮﻳﻞ ‪ ،2009‬ص ‪.89-90‬‬
‫‪92‬‬
 ‫‪@@òîöbj¦a@ôìdžÛa@Éω@Ýuc@âaybi@ÕÜÈn½a@Š’Ûa@ZsÛbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫إن أﺟ ـ ـ ــﻞ إﻗﺎﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﳜﺘﻠ ـ ـ ــﻒ ﲤﺎﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ــﻞ رﻓ ـ ـ ــﻊ ﺑ ـ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﺎوى اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻷﺧﺮى‪ ،‬وﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺘ ــﱪ ﻣﻌﺮﻓ ــﺔ آﺟ ــﺎل ﺗﻘ ــﺪﱘ اﻟ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ أﻣ ـ ـﺎم اﻟﻘﻀ ــﺎء ﰲ ﻏﺎﻳ ــﺔ اﻷﳘﻴ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ إن ﳍ ــﺎ أﺛ ــﺮا‬
‫ﺑﻠﻴﻐ ـ ـﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﺒـ ــﻮل ﺗﻠـ ــﻚ اﻟـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬وأﻧـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام ذﻟـ ــﻚ اﻵﺟـ ــﺎل‪ ،‬أي رﻓـ ــﻊ اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﺑﻌـ ــﺪ‬
‫ﻓﻮاﺗﻪ ﺳﻴﺤﺮم اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﺠﺒﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻌﻨ ـ ـ ــﺪ اﻧﺘﻬ ـ ـ ــﺎء اﳌﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ دون اﻟﻮﺻ ـ ـ ــﻮل إﱃ ﺣ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﺮض ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻄﻌ ــﻦ أﻣ ــﺎم اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ أو ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻄﻌ ــﻦ أﻣ ــﺎم اﻟﻠﺠ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳝﻜ ــﻦ ﻟ ــﻪ اﻟﻄﻌ ــﻦ أﻣ ــﺎم‬
‫اﻟﻘﻀﺎء وﻓﻖ أﺟﻞ ﳏﺪد‪.‬‬
‫واﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺣ ـ ــﺪدت آﺟ ـ ــﺎل اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﻃ ـ ــﺎر ﳚ ـ ــﺐ اﻟﺘﻤﻴﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺄﰐ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ إدارﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫اﻟ ــﺬي ﻳ ــﺄﰐ ﺑﻌ ــﺪ ﺗﺼ ــﺤﻴﺢ ﺿـ ـﺮﻳﱯ واﶈ ــﺎل ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻠﺠ ــﺎن اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،271‬وﻣ ــﻦ ﰎ ﻣﻌﺮﻓ ــﺔ أﺟ ــﻞ ﻛ ــﻞ ﻃﻌ ــﻦ‬
‫ﻗﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺳ ـ ـ ــﻮف ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﺮق إﱃ أﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺔ )اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة‬
‫اﻷوﱃ(‪ ،‬ﰒ إﱃ اﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@òjÛbݽa@áí†Ôm@òÛby@¿@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@Ýuc@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻌﻠ ـ ــﻮم أن اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﻗـ ـ ـﺮارات اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـﺮﺑﻂ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳﻨﻄﻠ ـ ــﻖ ﺳـ ـ ـﻮاء أﻣ ـ ــﺎم‬
‫ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ ﲡ ـ ــﺎوز اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ أو ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ دﻋ ـ ــﻮى اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻟﺸ ـ ــﺎﻣﻞ اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ــﺎ إﱃ ﺻ ـ ــﺎﺣﺐ‬
‫اﻟﺸـ ـ ــﺄن أو ﻧﺸـ ـ ــﺮﻫﺎ أو اﻟﻌﻠـ ـ ــﻢ اﻟﻴﻘﻴـ ـ ــﲏ‪ 272‬ﲟﺤﺘﻮاﻫـ ـ ــﺎ‪ ،273‬وأن أﺟـ ـ ــﻞ رﻓـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى إﱃ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ‬

‫‪ -271‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.440‬‬
‫‪ -272‬ﳚﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ ﻻ ﻇﻨﻴﺎ وﻻ اﻓﱰاﺿﻴﺎ‪ ،‬وأن ﻳﻜﻮن ﺷﺎﻣﻼ ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ أن‬
‫ﻳﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬا اﻟﻘﺮار وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﳛﺪد ﻃﺮﻳﻘﻪ إﱃ اﻟﻄﻌﻦ‪.‬‬
‫‪ -273‬ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺼﺔ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻗﺮارات اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﲔ دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء وﻃﻌﻮن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺸﺎﻣﻞ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ‬
‫اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺪاراﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﲔ اﻟﺸﻖ‪ ،‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ‬
‫‪ ،2003-2004‬ص ‪.219‬‬
‫‪93‬‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﻈﻠﻢ اﻟﺘﻤﻬﻴ ـ ــﺪي‪ ،‬ﳜﺘﻠ ـ ــﻒ ﺑ ـ ــﺎﺧﺘﻼف ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار اﻹداري اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻫ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﻮ‬
‫ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ـ ـﺮﻳﺢ‪ 274‬أم ﻗ ـ ـﺮار ﺿ ــﻤﲏ‪ ،‬ﻓﻘﺒ ــﻞ ﺻ ــﺪور اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻛﺎﻧ ــﺖ اﻟ ــﺪﻋﻮى ﺗﺮﻓ ــﻊ داﺧ ــﻞ‬
‫أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺸـ ـ ــﻬﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﰎ ﻓﻴـ ـ ــﻪ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار‪ ،‬ﰲ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﲡﻴـ ـ ــﺐ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻹدارة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ــﻜﺎﻳﺔ اﳌﻠـ ـ ــﺰم‬
‫داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد ﳍ ـ ــﺎ‪ ،‬وﰲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻨﻜ ـ ــﺮ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﻠ ـ ــﺰم واﻗﻌ ـ ــﺔ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﺮار اﳉـ ـ ـﻮاﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻋﺠ ـ ــﺰت اﻹدارة ﻋ ـ ــﻦ إﺛﺒ ـ ــﺎت ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮاﻗﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن أﺟ ـ ــﻞ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟ ـ ــﻦ ﳛﺘﺴ ـ ــﺐ إﻻ‬
‫اﻧﻄﻼﻗـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻗ ـ ـ ـﺮار اﻟـ ـ ــﺮﻓﺾ اﻟﻀـ ـ ــﻤﲏ‪ ،275‬أﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﻜﻮت اﻹدارة وﻋـ ـ ــﺪم ﺟﻮا‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻴﻌﺘـ ـ ــﱪ ذﻟـ ـ ــﻚ‬
‫ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـﺮار ﺿ ـ ــﻤﲏ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﻓﺾ ﳑ ـ ــﺎ ﳛ ـ ــﺘﻢ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻠ ـ ــﺰم رﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺸ ـ ــﻬﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻠ ـ ــﻲ اﻧﺼ ـ ـﺮام‬
‫أﺟ ـ ــﻞ ﺟ ـ ـﻮاب اﻹدارة اﻟ ـ ــﺬي ﻫ ـ ــﻮ ﺳ ـ ــﺘﺔ أﺷ ـ ــﻬﺮ‪ ،276‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﲢ ـ ــﺪد‬
‫أﺟﻞ اﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘﺮار وأﺧﺮى ﲢﺪدﻩ ﰲ ﺛﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ‪.277‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺣﺴ ـ ـ ــﻢ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﺄﻟﺔ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﺼ ـ ـ ــﺪور اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﱵ‬
‫ﻋﻤﻠـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻮﺣﻴـ ــﺪ آﺟـ ــﺎل اﻟﻄﻌـ ــﻦ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻘـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌـ ــﻦ اﻟﺘﻤﻬﻴـ ــﺪي‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ‬
‫ﻻ ﻳﻘﺒ ـ ــﻞ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار اﻟﻨﻬ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻹدارة‪ ،‬ﺟ ـ ــﺎز ﻟ ـ ــﻪ أن ﻳﺮﻓ ـ ــﻊ اﻷﻣ ـ ــﺮ إﱃ‬
‫اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ اﻟﺜﻼﺛـ ــﲔ ﻳﻮﻣـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻـ ــﻠﻪ ﺑـ ــﺎﻟﻘﺮار اﳌـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم‬
‫ﺟ ـ ـ ـ ـﻮاب اﻹدارة داﺧ ـ ـ ــﻞ أﺟـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ـ ــﺘﺔ أﺷـ ـ ـ ــﻬﺮ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ إﻳ ـ ـ ــﺪاع اﻟـ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﺎﻳﺔ‪ ،‬أﻣﻜـ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻟﻠﺨﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ رﻓـ ــﻊ ﻃﻠﺒـ ــﻪ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة إﱃ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ﺛﻼﺛـ ــﲔ ﻳﻮﻣـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻧﺼ ـ ـ ـﺮام أﺟ ـ ــﻞ اﳉ ـ ـ ـﻮاب اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 243‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‬

‫‪ -274‬ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﻗﺮار ﺻﺮﻳﺢ ﺳﻮاء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮار ﺻﺎدر ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺮﺑﻂ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮار‬
‫اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺼﺮﻳﺢ ﻟﻄﻠﺐ أو ﺗﻈﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -275‬ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺼﺔ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻗﺮارات اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﲔ دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء وﻃﻌﻮن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺸﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪-276‬اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻜﺰداح‪ :‬اﻟﻄﻌﻮن اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ -277‬ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺎدة ‪ 47‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﺟﻞ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺬي ﻳﻠﻲ اﻧﺼﺮام أﺟﻞ ﺟﻮاب اﻹدارة‪ ،‬وﻧﻔﺲ‬
‫اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 52‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت وﻛﺬا اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ‪ ،‬واﳌﺎدة ‪ 43‬ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ واﻟﻔﺼﻞ ‪ 24‬ﻣﻦ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴﺔ واﳌﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻜﺰداح‪ :‬اﻟﻄﻌﻮن اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪94‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻷن ﺳ ـ ــﻜﻮت اﻹدارة أو ﻋ ـ ــﺪم ﺑﺜﻬ ـ ــﺎ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ ﻳﻔﺴ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ رﻓ ـ ــﺾ‬
‫اﻟﻄﻠﺐ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ آﺧﺮ ﻹ‪‬ﺎء اﻟﻨﺰاع‪.278‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻘ ـ ـ ــﺎرن اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي‪ ،‬ﻳﻼﺣ ـ ـ ــﻆ وﺟ ـ ـ ــﻮد ﺛ ـ ـ ــﻼث ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﺗﺼ ـ ـ ــﻮرﻫﺎ‬
‫ﲞﺼ ـ ــﻮص اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺼ ـ ــﺪر ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـﺮار ﻣ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﻠﻮﻻﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪد‪‬ﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤ ـ ــﺎت اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‪ :‬ﺻـ ـ ــﺪور اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﺧـ ـ ــﻼل اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﳌﻘـ ـ ــﺮر‪ ،‬ﻓﻔـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻳﺘـ ـ ــﻮﻓﺮ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻞ ‪ 04‬أﺷﻬﺮ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﰲ اﻟﻘﺮار؛‬
‫‪ -‬اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ :‬ﺻ ـ ــﺪور اﻟﻘـ ـ ـﺮار ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻧﻘﻀ ـ ــﺎء اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻘ ـ ــﺮر‪ ،‬وﻳﺘ ـ ــﻮﻓﺮ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ‬
‫ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻞ ‪ 4‬أﺷﻬﺮ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ؛‬
‫‪ -‬اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ‪ :‬ﺳ ـ ــﻜﻮت ﻣ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﻠﻮﻻﻳ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ اﳉـ ـ ـﻮاب ﻃﻴﻠ ـ ــﺔ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻘ ـ ــﺮر‪ ،‬وﰲ‬
‫ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺈن اﻷﺟـ ـ ــﻞ ﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻫـ ـ ــﻮ ‪ 4‬أﺷـ ـ ــﻬﺮ وﳛﺴـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻧﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻷﺟـ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﻘﺮر‪.279‬‬
‫وﻋﻤﻮﻣ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ أو اﳌﻘ ـ ـ ــﺎرن‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻴﻬﻢ ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻹداري ﰲ آﺟﺎﳍ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﻋﻠ ـ ـ ــﻴﻬﻢ أن‬
‫ﻳ ـ ــﺪﻟﻮا أﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ أ‪ ‬ـ ــﻢ اﺳ ـ ــﺘﻨﻔﺬوا ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ ،280‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﳚ ـ ــﺐ اﻟﺘﻨﺒﻴ ـ ــﻪ إﱃ ﺿ ـ ــﺮورة‬
‫اﺣـ ـ ـﱰام أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺜﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﻮاردة ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 242‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ــﱵ ﲢﺘﺴ ـ ــﺐ اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﻘ ـ ـﺮار اﻹدارة ﺑﺸـ ــﺄن اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻘـ ــﺪم ‪‬ـ ــﺎ أو ﺑﻌـ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟـ ــﻞ اﻟﺴـ ــﺘﺔ أﺷـ ــﻬﺮ اﶈـ ــﺪدة‬
‫ﳉ ـ ـ ـﻮاب اﻹدارة ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ اﳌﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬وﻋـ ـ ــﺪم ﻗﺒـ ـ ــﻮل اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺴـ ـ ــﻴﺎق ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻧﺘﻴﺠـ ـ ــﺔ ﻟﻌـ ـ ــﺪم‬
‫اﺣﱰام اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﻄﻌﻦ‪.‬‬

‫‪ -278‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫‪ -279‬ﻓﺎرس اﻟﺴﺒﱵ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳉﺰاﺋﻲ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬دار ﻫﻮﻣﺔ‪ ،‬ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2008‬ص ‪.24-23‬‬
‫‪ -280‬اﳊﺒﻴﺐ اﻟﻌﻄﺸﺎن‪ :‬اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﻣﺪى ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ اﳌﻠﺰم‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﺪد ‪ ،86‬ﻣﺎي‪ -‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،2009‬ص ‪.104‬‬
‫‪95‬‬
 ‫‪@@òîj튚Ûa@æbvÜÛa@µg@õìvÜÛa@òÛby@¿@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@Ýuc@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻣ ـ ــﻨﺢ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 242‬ﻷﻃـ ـ ـﺮاف اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ‬
‫اﳌﻘﺮرات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ ﺣـ ـ ـ ــﻖ اﻟﻄـ ـ ـ ــﺮﻓﲔ ﰲ ﳑﺎرﺳـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ أﻣـ ـ ـ ــﺎم اﶈـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋـ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﻣﻘـ ـ ــﺮرات اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﺸـ ـ ــﺮوط ﺑـ ـ ــﺎﺣﱰام اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﰲ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.281‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ وﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ــﺒﻂ إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 242‬ﻳﺘﺒ ـ ـ ــﲔ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ــﺪدت أﺟ ـ ـ ــﻞ ﻣﻮﺣ ـ ـ ــﺪا‬
‫ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺮرات اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 60‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‪ .‬وﺗﻘ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺮرات‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﺧ ـ ــﺎرج اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد أﻋ ـ ــﻼﻩ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﺂﻟ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﻘﺒ ـ ــﻮل‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫أﻛﺪﺗ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﳍ ـ ــﺎ واﻟ ـ ــﺬي ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ دﻓﻌ ـ ــﺖ‬
‫اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ اﳌ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ ﻧﺎﺋﺒﺘﻬ ــﺎ ﺑﻌ ــﺪم ﻗﺒ ــﻮل اﻟﻄﻌ ــﻦ ﻟﻮﻗﻮﻋ ــﻪ ﺧ ــﺎرج اﻷﺟ ــﻞ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺼ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 242‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن إدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﺖ ﺑﻘـ ـ ـﺮار‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 2007/07/23‬وﱂ ﺗﺘﻘﺪم ﺑﻄﻌﻨﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ إﻻ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.2007/11/23‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﺑ ــﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠ ــﻰ ﻗ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ ﺗﺒ ــﲔ ﺣﻘ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﺗﻨﻌ ــﺎﻩ اﳌ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ورود‬
‫اﻟﻄﻌ ــﻦ اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻲ ﺧ ــﺎرج أﺟ ــﻞ اﻟﺸـ ــﻬﺮﻳﻦ اﳌﻀ ــﻤﻨﺔ ﺑﺎﳌ ــﺎدة ‪ 242‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﳌ ــﺬﻛﻮرة أﻋ ــﻼﻩ ﳑ ــﺎ ﻳﺘﻌـ ــﲔ‬
‫ﻣﻌﻪ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻌﻦ"‪.282‬‬
‫وﳛﺘﺴـ ـ ــﺐ ﻫـ ـ ــﺬا اﻷﺟـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺻـ ـ ــﺪور اﻷﻣـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ أو ﻗﺎﺋﻤـ ـ ــﺔ اﻹﻳ ـ ـ ـﺮادات أو اﻷﻣـ ـ ــﺮ‬
‫ﺑﺎﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﺛ ـ ــﺮ اﳌﻘ ـ ــﺮرات اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟـ ــﱵ أﺻـ ــﺒﺤﺖ ‪‬ﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬أو اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﰲ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻔﺮﺿ ـ ـ ــﻬﺎ اﻹدارة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺑﻠﻐﺘ ـ ـ ــﻪ ﺑﺴ ـ ـ ــﺒﺐ ﺗﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن‬
‫اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﻌﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -281‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪ -282‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1689‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/07/09‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 07/2087‬ش‪.‬ض‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳛﺘﺴ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫أﺻـ ــﺒﺢ ‪‬ﺎﺋﻴـ ــﺎ‪ ،‬أو اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﱂ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‬
‫إﺻﺪار اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ أو ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻹﻳﺮادات أو اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﻼص‪.283‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﲝﻴ ـ ــﺚ اﻋﺘ ـ ــﱪ أن‪ " :‬اﺣﺘﺴ ـ ــﺎب اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﺨ ـ ــﻮل ﻟ ـ ــﻺدارة‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﰲ ﻣﻘ ـ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﻔ ـ ـ ــﱰة‬
‫اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﺪور اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ ،2007‬ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻬﺎ ﺑ ـ ــﺎﳌﻘﺮر‬
‫ﺳﻮاء ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺪور اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ أم ﻻ‪.‬‬
‫ﺗﻘـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌـ ــﻦ ﺧـ ــﺎرج أﺟـ ــﻞ ‪ 60‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻـ ــﻞ اﻹدارة ﺑﻘ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ‪ ...‬ﻳﺘﻌـ ــﲔ‬
‫اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮﻟﻪ"‪.284‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ ﺗﻄﺮﻗﻨ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋ ـ ــﺎء اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﻘﻮم ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ‪ ،‬ﺑﺘﺒﻴ ـ ــﺎن‬
‫ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻌﻴﻮب اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺎﻃﺮ ﻓﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺣﻜﻢ اﻟﻌﺪم‪.‬‬

‫‪ -283‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -284‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،41‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/01/07‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 07/175‬ش‪.‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪97‬‬
 ‫‪@—äÛa@´ibß@ïöbj¦a@õbÇìÛa@òÜyŠß@Þý@òíŠİŽ½a@lìîÈÛa@ZïãbrÛa@Ý–ÐÛa‬‬
‫‪@@ïöbšÔÛa@…bènuüaë@ïãìãbÔÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻧ ـ ــﺺ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــﺎﻟﺘﲔ اﺛﻨﺘ ـ ــﲔ ﰲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ 285‬ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑﺈﺣ ـ ــﺪاﳘﺎ إﻟﻐ ـ ــﺎء اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻧ ـ ــﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻻﻏﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪم ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ إﱃ اﳌﻌﻨﻴ ـ ـ ـ ــﲔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ أو ﻣﻴﺜ ـ ـ ـ ــﺎق اﳋﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﳘ ـ ــﺎ ﻣﻌ ـ ــﺎ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪) 212‬اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺒﻨﺪ اﻷول (‪.‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ ﺟـ ـ ـ ـﻮاب اﳌﻔ ـ ـ ــﺘﺶ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﻼﺣﻈ ـ ـ ــﺎت اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ داﺧ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻷﺟﻞ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﱐ أﻋﻼﻩ‪.‬‬
‫وﻻ ﳚـ ــﻮز إﺛ ـ ــﺎرة ﺣ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ أﻋـ ــﻼﻩ ﻣ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﺪن اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻷول ﻣ ـ ــﺮة‬
‫أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻄﻌﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ "‪.‬‬
‫وﻟﻌ ـ ـ ــﻞ اﳌﻼﺣﻈ ـ ـ ــﺔ اﻷوﻟﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﺗﺴ ـ ـ ــﺠﻴﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻫ ـ ـ ــﻮ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳ ـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﱰﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ إﻟﻐ ـ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬زد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ــﻚ إﻏﻔﺎﻟ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﲟﺴ ـ ـ ــﻄﺮﰐ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺴ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ واﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻴﻮب اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﻨﲔ اﻹداري واﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪ ﻃ ـ ـ ــﺮح اﻟﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺣ ـ ـ ــﺎﻟﺘﲔ ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ اﻧﻘﺴ ـ ـ ــﺎﻣﺎ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ أن‬
‫اﻟﻌﻴـ ــﻮب اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ ﺣﺼ ـ ـﺮﻳﺔ ﻻ ﳚـ ــﻮز اﻟﺘﻮﺳـ ــﻊ ﻓﻴﻬـ ــﺎ إﻋﻤـ ــﺎﻻ ﳌﺒـ ــﺪأ "ﻻ ﺑﻄـ ــﻼن إﻻ ﺑـ ــﻨﺺ"‪،‬‬
‫وﺑ ـ ــﲔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ اﻟﺴ ـ ــﺎﻫﺮ اﻷﻣ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺮى اﻟﻌﻜ ـ ــﺲ‪،‬‬
‫وﻳﺘﻤﺴ ـ ــﻚ ﺑﺎﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم وأن أي إﺧ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ــﺎ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن دون أن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻨﺼﻴﺺ ﺻﺮﻳﺢ‪.‬‬

‫‪ -285‬اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫وﺑﻨ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ارﺗﺄﻳﻨ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘﺴ ـ ـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﺒﺤﺜ ـ ـ ــﲔ ﺳ ـ ـ ــﻨﻌﺎﰿ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍﻤ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ـ ــﺎ )اﳌﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ اﻷول(‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ـ ـ ــﲔ ﺳﻨﺨﺼ ـ ـ ـ ــﺺ )اﳌﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ـ ـ ــﺎﱐ(‬
‫ﻟﻠﻌﻴﻮب اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ اﻟﱵ أﻓﺮزﻫﺎ ﻟﻨﺎ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪@@bãìãbÓ@bèîÜÇ@˜ì–ä½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@szj½a‬‬
‫إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻗ ـ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ـ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳊﻘ ـ ـ ــﻮق واﻟﺼ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ وﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻮ ﰲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ أﻟﺰﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﻛﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ورﺗ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن واﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ــﺬا إذا ﻛـ ــﺎن اﻷﻣـ ــﺮ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﻔﺤـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺔ ﻣـ ــﺎ ﳑﺴـ ــﻮﻛﺔ ﰲ إﻃـ ــﺎر ﻧﻈـ ــﺎم اﻟﻨﺘﻴﺠـ ــﺔ اﻟﺼـ ــﺎﻓﻴﺔ‬
‫اﳌﺒﺴـ ــﻄﺔ أو اﳊﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ﻓﻘـ ــﺪ ﻧـ ــﺺ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﳌـ ــﺎدة ‪ 212‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫إﻟﺰاﻣﻴ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﻓﻮﻗ ــﺎ ﲟﻴﺜ ــﺎق اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒ ــﻞ ‪ 15‬ﻳ ــﻮم ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻗ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‪ ،‬ورﺗ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاء اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‬
‫اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪ .‬وﺗﺒﻌ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﺳ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة " ﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﺎﻃ ـ ــﻞ ﻓﻬ ـ ــﻮ‬
‫ﺑﺎﻃﻞ " ) اﳌﻄﻠﺐ اﻷول (‪.‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ إذا ﻗـ ـ ــﺮرت اﻹدارة اﻟﻘﻴـ ـ ــﺎم ﺑﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﺼـ ـ ــﺮح ﺑـ ـ ــﻪ ﻓﺈ‪‬ـ ـ ــﺎ ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻠﺰﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ أوﱃ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻧﺼـ ـ ـﺮام أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺒﺘ ـ ــﺪئ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﻮاﻗﻌ ـ ــﺔ اﳌﻨﺸ ـ ــﺌﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬
‫ورﺳـ ــﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ‪ 60‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ ﲜ ـ ـﻮاب اﳌﻠـ ــﺰم ﲢـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ) اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ (‪.‬‬

‫‪99‬‬
 ‫@@@@@@@@@@‪‰bÈ‘⁄a ÍîÜjm @â†Ç òÛby @¿ @|îz–nÛa @ñŠİŽß @æýİi :Þëþa kÜݽa‬‬
‫‪âŒÜ½a @Öbrî¶ bÓìÏŠß @—zÐÛbi‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ وﰲ إﻃ ـ ــﺎر ﺗﻌﺰﻳ ـ ــﺰ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﺄﻛﻴ ـ ــﺪ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﺿـ ــﺮورة اﺣ ـ ـﱰام ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑ ــﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬وأن اﻟﻌـ ــﱪة ﺑﺎﻟﻨﻔـ ــﺎذ وﻟﻴﺴـ ــﺖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴـ ــﻪ )اﻟﻔـ ــﺮع‬
‫اﻷول(‪ ،‬ورﺗ ـ ـ ــﺐ ﰲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ـ ــﻞ وﺑ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﻣﺮﻓﻮﻗﺎ ﲟﻴﺜﺎق اﳌﻠﺰم ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫@‪@@—zÐÛbi@‰bÈ‘⁄a@B@éîuìmB@ñ‰bjÇ@åß@õbšÔÛa@ÑÓìß@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗﻨﻄﻠ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ذﻛ ـ ــﺮﻩ‪ ،‬ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ‬
‫إﺧﺒـ ـ ــﺎرﻩ ﺑﻌـ ـ ــﺰم اﻹدارة ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻓﺤـ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ـ ــﺒﺘﻪ‪ ،‬وﻳﻼﺣـ ـ ــﻆ ﺑـ ـ ــﺄن أﻛﺜـ ـ ــﺮ اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻃﺮﺣـ ـ ــﺖ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء ﺣﻮل اﻷﺣﻜﺎم اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﳌﺴﻄﺮة اﻟﻔﺤﺺ اﻧﺼﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻌﺎر اﳌﺬﻛﻮر‪.286‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤ ـ ـ ـﻮاد اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ ﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬ﳒ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗـ ــﺮرت اﻹدارة اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﻔﺤـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺔ واﻟﺘﺤﻘـ ــﻖ ﻣﻨﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﺟـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ -‬ﲢـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ‪ -‬ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ إﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺬﻟﻚ إﱃ اﳌﻌـ ــﲏ ﺑـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻗﺒـ ــﻞ اﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ اﶈـ ــﺪد ﻟﻠﺸـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ــﺔ ﲞﻤﺴـ ــﺔ‬
‫ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ )‪ (15‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ‪.‬‬
‫وذﻫﺒـ ـ ــﺖ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﶈـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ‪ 287‬إﱃ اﻟﻘـ ـ ــﻮل ﺑـ ـ ــﺄن "ﻋﺒـ ـ ــﺎرة اﻟـ ـ ــﻨﺺ ﺗﻔﻴـ ـ ــﺪ اﻟﺘﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ وﻟـ ـ ــﻴﺲ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬واﳌﺸ ـ ــﺮع اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﱂ ﻳﺴ ـ ــﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ وأن ﺗﻨﺼﻴﺼ ـ ــﻪ ﺑﻜﻠﻤ ـ ــﺔ ‪ -‬ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ اﶈـ ــﺪد ﻟﻠﺸـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ــﺺ ﳌـ ــﺪة ﲬـ ــﺲ ﻋﺸـ ــﺮة ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻗـ ــﻞ ‪ -‬ﻣﺆداﻫـ ــﺎ أن اﻷﻣـ ــﺮ‬
‫ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ وﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪ ،‬إذ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﺴ ـ ــﺒﻖ ﻷﺟ ـ ــﻞ ﲬﺴ ـ ــﺔ ﻋﺸ ـ ــﺮ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‪،‬‬
‫واﳊـ ـ ــﺎل أن ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﻌﻠـ ـ ــﻮم وﻗـ ـ ــﺪ ﳛﺼـ ـ ــﻞ أو ﻻ ﳛﺼـ ـ ــﻞ ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺪ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻐﺮق وﻗﺘـ ـ ــﺎ‬
‫ﻃ ـ ــﻮﻳﻼ‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﻧﻴـ ـ ــﺔ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺗﻨﺼـ ـ ــﺮف إﱃ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳌ ـ ــﺎ أﻟـ ـ ــﺰم اﻹدارة ﺑﺘﺤﺪﻳـ ـ ــﺪ أﺟـ ـ ــﻞ ‪15‬‬

‫‪ -286‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -287‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻗﺴﻢ اﻹﻟﻐﺎء رﻗﻢ ‪ ،2001/194‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/09/19‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ .2002/40‬أوردﺗﻪ‬
‫ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.39-38‬‬
‫‪ -‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،99/109‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/09/29‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،99/25‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺟﻴ ــﻪ وﺗ ــﺎرﻳﺦ ﻓﺤ ــﺺ اﶈﺎﺳ ــﺒﺔ وﻟ ــﻨﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﺣﺘﺴ ــﺎب أﺟ ــﻞ ﲬﺴ ــﺔ ﻋﺸ ــﺮ‬
‫ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﻛﻤ ــﺎ ﻫ ــﻮ اﻷﻣ ــﺮ ﰲ ﻋ ــﺪة ﻧﺼ ــﻮص ﺟﺒﺎﺋﻴ ــﺔ أﺧ ــﺮى‪ ،‬وأن اﻟﻌ ــﱪة ﲟﻨﻄ ــﻮق اﻟ ــﻨﺺ‬
‫وﻫﻮ واﻗﻌﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ وﻟﻴﺲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ"‪.‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ـ ـ ـ ــﺮﰊ اﻛﺘﻔ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴ ـ ـ ـ ــﻪ دون اﺷ ـ ـ ـ ـﱰاط اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻎ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــﺈن ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﻘﺘﻀـ ــﻰ ﻗـ ــﺪ ﻳﻔـ ــﺮغ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻋـ ــﻦ أي ﻗﺎﻋـ ــﺪة ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ‪ ،‬إذ أﻧـ ــﻪ ﻗـ ــﺪ ﻳـ ــﺘﻢ اﻟﺸـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤـ ــﺺ‬
‫واﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﱂ ﻳﺼ ـ ــﻞ ﺑﻌ ـ ــﺪ إﱃ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﺴ ـ ــﺒﺐ أو ﻵﺧ ـ ــﺮ إﱃ أن ﻳﻔﺎﺟ ـ ــﺄ ﺑﺎﳌﺮاﻗ ـ ــﺐ أﻣﺎﻣ ـ ــﻪ ﻟﺒ ـ ــﺪء‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ‪ ،288‬ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻒ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ )ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ(؟‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻟﻠﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ )ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺎ( ﻣﻮﻗ ـ ـ ــﻒ ﻣﻐ ـ ـ ــﺎﻳﺮ‪،‬‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﻋﺘ ـ ـ ــﱪت أن ﻣﺼ ـ ـ ــﻄﻠﺢ "ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ" ﰲ ﻣﺜ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻳﻘﺼ ـ ـ ــﺪ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺎ ﻣﺘﺴ ـ ــﺎﺋﻼ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻻﻛﺘﻔ ـ ــﺎء ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر إن ﱂ ﻳﻘ ـ ــﺮن‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻃﺎﳌ ـ ــﺎ أن اﻟﻌﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاء أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ إﺗﺎﺣ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮﺻ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ‪‬ﻴ ـ ــﻲء دﻓﺎﻋ ـ ــﻪ‬
‫وإﻋ ـ ـ ــﺪاد وﺛﺎﺋﻘ ـ ـ ــﻪ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﻴﺔ وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا ﺗﻘ ـ ـ ــﻮل أي ‪ -‬اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ‪ -‬ﰲ ﻗـ ـ ـ ـﺮار ﳍ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ " 2003/01/23‬وﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ إن ﻣ ـ ـ ـ ــﺆدى ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ أن اﻵﺟ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ ﺗ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﺑﺎﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺈﺟﺮاء اﻟﺘﻔﺘـ ــﻴﺶ وﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺣﻀـ ــﻮر اﳌﻔـ ــﺘﺶ اﶈﻘـ ــﻖ أﻣـ ــﺎم اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ اﳌﻌﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻔﺤـ ــﺺ اﳌﺴ ـ ــﺘﻨﺪات‬
‫ﳚ ــﺐ أﻻ ﻳﻘ ــﻞ ﻋ ــﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ــﺎ‪ ،‬وأن اﻟﻌ ــﱪة ﰲ ذﻟ ــﻚ ﻫ ــﻲ اﻟﺘﻮﺻ ــﻞ ﺑﺎﻹﺷ ــﻌﺎر وﻟ ــﻴﺲ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻹرﺳ ــﺎل ﳌ ــﺎ‬
‫ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﻠﺰم ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ‪‬ﻴﻲء دﻓﺎﻋﻪ"‪.289‬‬
‫وﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟـ ـ ــﻪ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﰎ ﺗﺄﻛﻴـ ـ ــﺪﻩ ﰲ اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ اﻷﺣﻜـ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ‬
‫ﻏ ـ ــﺪا ﻣﺘـ ـ ـﻮاﺗﺮا‪ ،‬ﳚ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻨﺪﻩ ﰲ روح اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻊ وﻣﻐ ـ ـ ـﺰاﻩ اﳊﻘﻴﻘ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻘﺘﻀ ـ ــﻲ إﺛﺒ ـ ــﺎت اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﰲ ﺣ ـ ــﻖ‬
‫اﳌﻠـ ــﺰم وﻟ ـ ــﻴﺲ ﳎ ـ ــﺮد اﻟﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨ ـ ــﺎس‪ 290‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪:‬‬
‫"وﻫـ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺸـ ـ ــﻜﻞ أﻛـ ـ ــﱪ ﺿـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ وأﻫـ ـ ــﻢ ﺗـ ـ ــﺪﺑﲑ ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ أن ﻳﺘﺼـ ـ ــﻮر أن‬

‫‪ -288‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش ورﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -289‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،53‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2003/01/23‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ .2002/2/4/866‬أوردﻩ‬
‫رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.163‬‬
‫‪ -290‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ 5/2000/6‬ش‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/2/3‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 5/99/13‬ش‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫ﻳﺒﺘ ـ ــﺪئ ﲟﺠ ـ ــﺮد ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﻞ اﻟﻌ ـ ــﱪة ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ‪ .‬ﻫ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺎﳌﺸ ـ ــﺮع واﺿ ـ ــﺢ وﻫ ـ ــﻮ أن ﻳﺴ ـ ــﺘﻔﻴﺪ اﳌﻠ ـ ــﺰم‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻗ ــﻞ ﺑ ـ ـ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻛﺎﻣﻠ ــﺔ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﺒ ــﺪء ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ ﺣ ــﱴ ﻳ ــﺘﻤﻜﻦ ﻣ ــﻦ إﻋ ــﺪاد دﻓﺎﻋ ــﻪ اﻟﺸ ــﻲء‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﱂ ﲢﱰﻣ ـ ــﻪ اﳉﻬ ـ ــﺔ اﳌﺪﻋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳ ـ ــﻴﻠﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﺮﺗﻜ ـ ــﺰة ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺘﺒﻌﺎدﻫﺎ ﻛ ـ ـ ــﺬﻟﻚ"‪ ،‬وﰲ ﻗـ ـ ـ ـﺮار آﺧ ـ ـ ــﺮ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‪ 291‬إﱃ اﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر " أن اﻟﻌ ـ ـ ــﱪة ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ واﺣﱰام آﺟﺎﻟﻪ وﻟﻴﺲ ﺑﻮاﻗﻌﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ"‪.‬‬
‫ﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﺑ ـ ــﺄن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻟﻀ ـ ــﺮﻳﱯ ﻛ ـ ــﺎن ﻟ ـ ــﻪ اﻟﻔﻀ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﻜﺸ ـ ــﻒ ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻜﺎل‪،‬‬
‫وﲟـ ــﺎ أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ ﻗـ ــﻮة اﻗﱰاﺣﻴـ ــﺔ ﰲ ﳎـ ــﺎل اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ ﺗﺄﺧـ ــﺬ ﺑﻌـ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒـ ــﺎر اﻷﺣﻜـ ــﺎم‬
‫اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻟﺘﻮﺿ ـ ــﻴﺢ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮن ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص وﺳ ـ ــﺪ اﻟﺜﻐ ـ ـ ـﺮات‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺴـ ــﻨﺔ ‪ 2005‬ﻗ ـ ــﺪ ﻛـ ــﺮس اﺟﺘﻬ ـ ــﺎد ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ( وﻧـ ــﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة‬
‫اﻷوﱃ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻛﺘ ـ ــﺎب اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ‪ -‬اﻟ ـ ــﺬي أدﻣ ـ ــﺞ ﰲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ -2007‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﺟ ـ ـ ــﻮب ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ إﱃ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻳﻌﺘ ــﱪ ﻫ ــﺬا اﻟﺘﻌ ــﺪﻳﻞ إﻗـ ـﺮارا ﻣ ــﻦ اﳌﺸ ــﺮع ﲝ ــﻖ اﳌﻠ ــﺰم ﰲ اﻹﻋ ــﻼم ﻟﺘﻬﻴ ــﻲء دﻓﺎﻋ ــﻪ وﲡﻨﺒ ــﻪ اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ‬
‫اﳌﻔﺎﺟﺌ ـ ــﺔ‪ ،292‬وﻳ ـ ــﺮى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 293‬أن ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻛ ـ ــﺎن ﻧﺎﻗﺼ ـ ــﺎ ﲝﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻋﻨ ـ ــﺪ اﺳﺘﻌﺮاﺿ ـ ــﻪ‬
‫ﳊـ ـ ــﺎﻻت ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ )اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ(‪ ،‬ﺣ ـ ـ ــﺎﻓﻆ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻟﺼ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ ﺣﺪﻳﺜ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ إﱃ اﳌﻌﻨﻴ ـ ـ ــﲔ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﺪﺧﻼ ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺎ ﻣﻨ ـ ــﻪ ﻹزاﻟ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﻨ ـ ــﺎﻗﺾ ﰲ ﺻ ـ ــﻴﺎﻏﺔ اﳌ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 212‬و‪220‬‬
‫ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﳔﻠ ـ ــﺺ إﱃ أن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻗ ـ ــﻮى ﻣ ـ ــﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‪،‬‬
‫ﲝﻴ ـ ــﺚ ﱂ ﻳﻌـ ـ ــﺪ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻠﺰم ﺗﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻓﻘـ ـ ــﻂ ﺑـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻨﺎﻓـ ـ ــﺬ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬اﻷﻣـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﺮﺳ ـ ــﺦ وﻳﻌ ـ ــﺰز اﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ أوﺟﺒﻬ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ ﰲ ﲤﻜﻴﻨ ـ ــﻪ‬
‫ﻣﻦ إﻋﺪاد دﻓﺎﻋﻪ‪.‬‬

‫‪ -291‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،579‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/4/20‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،99/1/527‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -292‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -293‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.164‬‬
‫‪102‬‬
 ‫‪@@âŒÜ½a@Öbrî¶@bÓìÏŠß@—zÐÛbi@‰bÈ‘⁄a@ÍîÜjm@â†Ç@åÇ@km½a@ïãìãbÔÛa@Šqþa@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗ ـ ـ ــﺆدي ﻣﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ‪ 294‬دورا ﻣﻬﻤ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﻜـ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‪ 295‬وﺣﻘ ـ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﻋ ـ ــﺰم اﻹدارة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓﺤ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺘﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻ ـ ــﻠﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﲔ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ وﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫إﺟـ ـﺮاء اﻟﻔﺤ ــﺺ ﳍ ــﺎ أﳘﻴ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﻷ‪ ‬ــﺎ ﲤﻜﻨ ــﻪ ﻣ ــﻦ ‪‬ﻴ ــﻲء دﻓﺎﻋ ــﻪ واﺳ ــﺘﻌﺪادﻩ ﻋﻨ ــﺪ ﺣﻠ ــﻮل اﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﶈﺪد ﻹﺟﺮاء اﻟﻔﺤﺺ‪.‬‬
‫وﻟﻘ ـ ــﺪ أﻟ ـ ــﺰم اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﻀ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﳌـ ـ ـﺮاد اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﰲ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺘﻪ وإﻗﺮاراﺗ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﻓﻮﻗـ ــﺎ ﲟﻴﺜـ ــﺎق اﳌﻠـ ــﺰم ﻗﺒـ ــﻞ ﻛـ ــﻞ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ ﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ‪ .‬وﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﺿـ ــﺮورﻳﺎ ﺑـ ــﻞ‬
‫وإﻟﺰاﻣﻴﺎ وأن ﻛﻞ إﺧﻼل ﲟﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻪ ﻳﺆدي إﱃ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.296‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ )ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺎ( إﱃ‬
‫اﻟﻘـ ـ ـ ــﻮل‪ " :‬وﺣﻴـ ـ ـ ــﺚ ﻳﺘﺠﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻹﻃـ ـ ـ ــﻼع ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ـ ــﺘﻨﺪات اﳌﻠـ ـ ـ ــﻒ أن اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ "إدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ" ﱂ ﺗـ ــﺪل ﲟـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ ﻗﻴﺎﻣﻬـ ــﺎ ﺑﺈﺷـ ــﻌﺎر اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﻗﺒـ ــﻞ اﻹﻗـ ــﺪام ﻋﻠـ ــﻰ ﻓﺤـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺘﻬﺎ ﲞﻤﺴـ ــﺔ‬
‫ﻋﺸ ـ ــﺮ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌ ـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﺸ ـ ــﺮﻛﺎت وﻫ ـ ــﻲ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت آﻣ ـ ــﺮة‬

‫‪ -294‬ﻟﻼﻃﻼع ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻳﺮاﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻻ اﳊﺼﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﻳﻔﻮت‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴﺔ وإﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ و اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل‬
‫اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻟﺪراﺳﻴﲔ ‪ 28‬و ‪ 29‬ﻣﺎرس ‪ ،2005‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 49‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻟﺪراﺳﻴﲔ ‪ 28‬و‬
‫‪ 29‬ﻣﺎرس ‪ ،2005‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 59‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﺗﺼﺤﻴﺢ وﻋﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻠﻘﺎء اﻟﻮﻃﲏ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 15‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ 2006‬ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺴﺎﻃﺮ ﻓﺮض وﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻳﺔ ﺿﻤﺎﻧﺔ؟‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات اﳌﺮﻛﺰ اﳌﻐﺮﰊ ﻟﻠﺪراﺳﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ص ‪ 14‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺘﻴﺤﺔ اﻟﺴﻮﺳﻲ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﻴﺪان اﻟﻀﺮﻳﱯ وﻓﻖ اﳌﺴﻄﺮة اﳉﺪﻳﺪة واﻹﺷﻜﺎﻻت اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﰲ اﳌﻴﺪان اﻟﻌﻤﻠﻲ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،2008‬ص ‪ 100‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ ا‪‬ﻴﺪ ﻣﺎﻟﻜﻲ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪ 153‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -295‬ﳏﻤﺪ ﺑﻮﻏﺎﻟﺐ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﻳﺔ و اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﻣﺰدوج ‪،39-38‬‬
‫ﻣﺎي‪ -‬ﻏﺸﺖ‪ ،2001 ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -296‬اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻻﻏﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ‬
‫إﱃ اﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻷﻣﺮ أو ﻣﻴﺜﺎق اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ أو ﳘﺎ ﻣﻌﺎ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺪ اﻷول ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪."212‬‬
‫‪103‬‬
‫ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﻮﻳﺐ ﳑ ـ ــﺎ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﻌ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟ ـ ــﱵ ‪‬ﺠﺘﻬ ـ ــﺎ اﻹدارة‬
‫ﻏـ ــﲑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﻓﻀـ ــﻼ ﻋﻤـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻨﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات ﻻﺣﻘـ ــﺔ إﻋﻤـ ــﺎﻻ ﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة "ﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﲏ ﻋﻠـ ــﻰ ﺑﺎﻃـ ــﻞ"‬
‫وﻳﻜﻮن اﳊﻜﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﳐﺎﻟﻒ ﻏﲑ ﻣﺼﺎدف ﻟﻠﺼﻮاب وﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻺﻟﻐﺎء"‪.297‬‬
‫وﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ‪" :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة ‪ 2‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺎت رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 24.86‬إذا ﻗـ ـ ــﺮرت اﻹدارة اﻟﻘﻴـ ـ ــﺎم ﺑﻔﺤـ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ ﺷـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫وﺟ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﺗﻮﺟﻴ ــﻪ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺬﻟﻚ إﱃ اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ اﳌﻌﻨﻴ ــﺔ ﺑﺮﺳ ــﺎﻟﺔ ﻣﻮﺻ ــﻰ ‪ ‬ــﺎ ﻣ ــﻊ اﻹﻋ ــﻼم ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ــﻞ ﻗﺒ ــﻞ‬
‫اﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ـ ــﺪد ﻟﻠﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﻔﺘ ـ ــﻴﺶ ﺑ ـ ـ ـ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ وأن ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 42‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ــﺎﻓﺔ‪ ،‬وأن اﳌ ـ ــﺎدة ‪ - 39‬اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة ‪ -7‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت ﺟ ـ ـ ــﺎءت ﺻ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺘﻬﺎ آﻣ ـ ـ ــﺮة إذا ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﻮﻳﺐ‬
‫ﺗﻜـ ــﻮن ﻻﻏﻴـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﱃ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ اﳌﻘـ ــﺮر ﰲ اﻟﺒﻨـ ــﺪ ‪2‬‬
‫ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 33‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‪.‬‬
‫ﺣﻴـ ـ ـ ــﺚ إن ﻣـ ـ ـ ــﺆدى ذﻟـ ـ ـ ــﻚ أن اﻵﺟـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑـ ـ ـ ــﲔ ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ـ ــﺈﺟﺮاء‬
‫اﻟﺘﻔﺘ ــﻴﺶ وﺗ ــﺎرﻳﺦ ﺣﻀ ــﻮر اﳌﻔ ــﺘﺶ اﶈﻘ ــﻖ أﻣ ــﺎم اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ اﳌﻌﻨﻴ ــﺔ ﻟﻔﺤ ــﺺ اﳌﺴ ــﺘﻨﺪات ﳚ ــﺐ أﻻ ﻳﻘ ــﻞ ﻋ ــﻦ‬
‫‪ 15‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ وأن اﻟﻌـ ــﱪة ﰲ ذﻟـ ــﻚ ﻫـ ــﻲ ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ ﺑﺈﺷـ ــﻌﺎر وﻟـ ــﻴﺲ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻹرﺳـ ــﺎل ﳌـ ــﺎ ﰲ ذﻟـ ــﻚ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﻠﺰم ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ‪‬ﻴﻲء دﻓﺎﻋﻪ"‪.298‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬وﺗﻜﺮﻳﺴ ـ ــﺎ ﻟﻠ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳌـ ـ ـﺬﻛﻮر اﻋﺘ ـ ــﱪت اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ أن‪ " :‬ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬

‫‪ -297‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،579‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 4‬ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ ،2006‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪.2002/2/4/1026‬‬
‫أوردﻩ اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﻨﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -298‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،53‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2003/1/23‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) 2002/2/4/866‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1022‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/12/13‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪،2010/1/4/1357‬‬
‫)ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳ ـ ــﺔ اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﲟ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﻘ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ ﲬﺴ ـ ــﺔ ﻋﺸ ـ ــﺮ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ )‪ (15‬ﻫ ـ ــﻮ إﺟ ـ ـﺮاء‬
‫ﻣﻘﺮر ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﲡﻮز إﺟﺎزﺗﻪ"‪.299‬‬
‫وﺗﺄﻛﻴـ ــﺪا ﻟﻠﻀـ ــﻤﺎﻧﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻮﺧﺎﻫـ ــﺎ اﳌﺸـ ــﺮع ﻣـ ــﻦ إﻗ ـ ـﺮار إﻟﺰاﻣﻴـ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬ذﻫﺒـ ــﺖ‬
‫اﻟﻐﺮﻓـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺳـ ــﺎﺑﻖ ﻳﻠﻐـ ــﻲ وﻳﺘﺼـ ــﺪى ﳊﻜـ ــﻢ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﻔـ ــﺎس‪ ،‬إﱃ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑـ ــﺄن‪:‬‬
‫" اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺗﻔﺘ ـ ــﻴﺶ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳏﺎﺳ ـ ــﺒﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ دون ﲤﻜﻴﻨ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺤﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺮﻛ ـ ــﺰﻩ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﺣﻘ ـ ــﻪ ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ــﺎﳊﻪ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ و‪‬ﻴﺌ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺒﻞ ووﺳ ـ ــﺎﺋﻞ دﻓﺎﻋ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﺑ ــﺬﻟﻚ ﻳﻜ ــﻮن ﻣ ــﺎ ﻗ ــﺎم ﺑ ــﻪ اﳌﻔ ــﺘﺶ ﻣ ــﻦ ﲢﻘﻴ ــﻖ ﺑ ــﺎﻃﻼ ﻟﻌ ــﺪم اﺣـ ـﱰام ﻣﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﳌ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳌ ـ ـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت‪ ،‬وأن اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﳌ ـ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ـﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠ ـ ـ ــﺐ ﱂ ﲡﻌ ـ ـ ــﻞ ﳌ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﻀﺖ ﺑﻪ أﺳﺎﺳﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ‪ ،‬وﻳﺘﻌﲔ إﻟﻐﺎء ﺣﻜﻤﻬﺎ"‪.300‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬وﺗﻜﺮﻳﺴ ـ ــﺎ ﻟﻠ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻋ ــﺪم اﻟﺘﻘﻴﻴ ــﺪ ﺑﺘﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﺟـ ـﺮاء اﳌ ــﺬﻛﻮر ﻗﻀ ــﺖ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﺄﻛ ــﺎدﻳﺮ ﲟ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ‬
‫إذا ﻛـ ــﺎن اﳌﺸـ ــﺮع اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ ﻗـ ــﺪ أﻋﻄـ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﳊﻘـ ــﻮق واﻟﺼـ ــﻼﺣﻴﺎت ﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ وﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻓﻬ ـ ــﻮ ﰲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ اﻟﺰﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﻛﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ورﺗ ـ ــﺐ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﲝﻖ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺑﻨﺎزﻟـ ــﺔ اﳊـ ــﺎل ﻓـ ــﺈن ﻓﺤـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺔ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ اﳌﺪﻋﻴـ ــﺔ ﺗﻘﺘﻀـ ــﻲ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ــﺎدة‬
‫‪ 3‬ﻣ ـ ــﻦ ﻛﺘ ـ ــﺎب اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻣ ـ ــﺪة ﻻ ﺗﻘ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﺘﻬﻴـ ــﻲء دﻓﺎﻋﻬـ ــﺎ ﻗﺒـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻔﺤـ ــﺺ‪ ،‬وإﻻ اﻋﺘـ ــﱪت اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻻﻏﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ أﺳﺎﺳـ ــﻬﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ‬
‫اﻻﲡ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻛﺮﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻪ اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺮر ﲟﻮﺟ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮار ﻋ ـ ـ ـ ــﺪد‬
‫‪ 02/4/4/866‬اﻟﺼـ ـ ـ ــﺎدر ﺑﺘـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 03/1/33‬إن اﻵﺟـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑـ ـ ـ ــﲔ ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺗﻔﺘ ـ ــﻴﺶ وﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺣﻀ ـ ــﻮر اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ اﶈﻘ ـ ــﻖ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ اﳌﻌﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﳌﺴ ـ ــﺘﻨﺪات ﳚ ـ ــﺐ أﻻ‬

‫‪ -299‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،797‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2005/11/9‬ﻣﻠﻒ إداري رﻗﻢ‬
‫‪) ،2004/2/4/1850‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -300‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،329‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2003/05/29‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2001/1/4/2350‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫ﺗﻘ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬وأن اﻟﻌ ـ ــﱪة ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر وﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻹرﺳ ـ ــﺎل ﳌ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﻠﺰم ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ ‪‬ﻴﻲء دﻓﺎﻋﻪ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ـ ــﺚ إﻧـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺜﺎﺑـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ــﻦ وﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ـ ــﻒ أﻧـ ـ ــﻪ إذا ﻛـ ـ ــﺎن اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻗـ ـ ــﺪ ﺻـ ـ ــﺪر‬
‫ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2004/3/11‬إﻻ أن ﺗﻮﺻـ ـ ــﻞ اﳌﺪﻋﻴـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳﺘﺤﻘـ ـ ــﻖ إﻻ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2004/4/22‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻓـ ـ ــﺎن‬
‫اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻤﻨ ـ ـ ــﻮح ﻟ ـ ـ ــﻺدارة ﳌﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﻻ ﺗﻨﻄﻠ ـ ـ ــﻖ إﻻ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2004/5/8‬ﰲ‬
‫ﺣـ ـ ـ ــﲔ أن ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻗﻴ ـ ـ ـ ــﺎم اﳌﻔـ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺰﻳـ ـ ـ ــﺎرة ﻣﻘـ ـ ـ ــﺮ اﳌﺪﻋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء اﻟﻔﺤ ـ ـ ـ ــﺺ ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪. 2004/4/22‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ـﺚ إﻧـ ـ ــﻪ اﻧﻄﻼﻗـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﻌﻄﻴـ ـ ــﺎت اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة أﻋـ ـ ــﻼﻩ دون ﺣﺎﺟـ ـ ــﺔ ﳌﻨﺎﻗﺸـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟﻮﺳـ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﳌﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺪة ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﺛﺒ ـ ـ ــﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ـ ــﺔ ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ــﺮﻛﺔ)‪(...‬‬
‫ﻟﻌ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻷﺟ ـ ــﺎل ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 3‬ﻣ ـ ــﻦ ﻛﺘ ـ ــﺎب‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ذﻟ ـ ــﻚ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺈﺑﻄ ـ ــﺎل اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‬
‫وإﺑﻄـ ــﺎل ﺗﺒﻌـ ــﺎ ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻗ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻋـ ــﺪد ‪ 5/559‬ﰲ ﻣﻮاﺟﻬـ ــﺔ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ اﳌﺪﻋﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ ﻣـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ‬
‫ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ"‪.301‬‬
‫وﻫﻜﺬا‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﳌﺸﺮع ﻗﺪ رﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﺷـﻌﺎر ﺑـﺎﻟﻔﺤﺺ أو ﻣﻴﺜـﺎق اﳋﺎﺿـﻊ ﻟﻠﻀـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠﺰم أو ﳘﺎ ﻣﻌﺎ ﺣﺴﺐ اﻵﺟﺎل اﶈﺪدة‪ ،‬ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﺑﻄـﻼن اﻹﺟـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘـﺔ ﳍـﺎ‪ ،‬ﻓـﺈن‬
‫اﻹدارة ﻣﻠﺰﻣــﺔ ﺑﺘــﻮﺧﻲ اﳊــﺬر ﻋﻠــﻰ ﺗﺒﻠﻴــﻎ ﻫــﺬا اﻹﺷــﻌﺎر وﻓﻘــﺎ ﻹﺟ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴــﻎ اﳌﻨﺼــﻮص ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﺣــﱴ ﻻ‬
‫ﺗﻜﻮن اﳌﺴﻄﺮة ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء‪.‬‬
‫ﻳﻄ ـ ــﺮح ﺗﺴ ـ ــﺎؤل ﻣﻬ ـ ــﻢ ﻋ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﺪى إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ إﻋ ـ ــﺎدة اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة؟ ﺑﺎﻻﺿ ـ ــﻄﻼع‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺼ ــﻮص اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ــﺎﺋﻲ اﳌﻐ ــﺮﰊ‪ ،‬ﻻ ﳒ ــﺪ ﻣ ــﺎ ﳝﻨ ــﻊ اﻹدارة ﻣ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاء ﻋﻤﻠﻴ ــﺎت ﻓﺤ ــﺺ ﻣﺘﻜ ــﺮرة‬
‫أو ﻣـ ـ ــﻦ إﻋـ ـ ــﺎدة ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﺴـ ـ ــﺘﺨﻠﺺ ﺿـ ـ ــﻤﻨﻴﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 212‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﱵ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬وﳚ ـ ــﻮز ﳍ ـ ــﺎ أن ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺑﻔﺤ ـ ــﺺ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫ﻟﻠﺤﺴـ ـ ــﺎﺑﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﺳـ ـ ــﺒﻖ ﻓﺤﺼـ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻏـ ـ ــﲑ أن ﻳﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪ وﻟـ ـ ــﻮ ﺗﻌﻠـ ـ ــﻖ اﻷﻣـ ـ ــﺮ‬
‫ﺑﻀﺮاﺋﺐ ورﺳﻮم أﺧﺮى‪ ،‬ﺗﻐﻴﲑ أﺳﺲ ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﱵ وﻗﻊ اﻹﻗﺮار ‪‬ﺎ ﻋﻘﺐ اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻷوﱃ"‪.‬‬

‫‪ -301‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،169/2008‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2008/05/20‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 45/ 2007‬غ‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫وﺗﺄﺳﻴﺴ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ذﻛ ـ ــﺮ ﳚ ـ ــﻮز ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أن ﺗﻌﻴ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫وﻣـ ـ ــﻦ أوﳍـ ـ ــﺎ إﱃ آﺧﺮﻫـ ـ ــﺎ‪ ،‬اﻧﻄﻼﻗـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ إﻋﺎد‪‬ـ ـ ــﺎ ﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﺑﺘﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﺤ ـ ـ ــﺺ ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪة ﺳ ـ ـ ــﻴﻤﺎ وأن ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ إﺣ ـ ـ ــﺪى اﻵﻟﻴ ـ ـ ــﺎت اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻟﻜـ ــﻦ ﺷ ـ ـﺮﻳﻄﺔ ﻋـ ــﺪم ﺗﻀـ ــﻤﻦ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ اﳉﺪﻳـ ــﺪ أﺳﺴـ ــﺎ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻐـ ــﺎﻳﺮة ﻟﺘﻠـ ــﻚ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻷوﱃ‪.‬‬
‫وارﺗﺒﺎﻃـ ـ ــﺎ ﲟﻮﺿ ـ ـ ــﻮع اﻟ ـ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻣﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ ﺑﻨ ـ ـ ــﻮد اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ أ‪ ‬ـ ــﺎ أﻗ ـ ــﺮت ﺟـ ـ ـﺰاء إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﺑﺮﻣﺘﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﺣ ـ ــﺎﻟﱵ اﻹﺧ ـ ــﻼل ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ وﺑﺄﺟـ ــﻞ ﺟ ـ ـﻮاب اﻹدارة ﻋـ ــﻦ رﺳـ ــﺎﻟﺔ اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻣـ ــﺎ‬
‫ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻳﺸ ـ ــﻤﻞ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﺨ ـ ــﺬة ﰲ ﺻ ـ ــﻠﺒﻬﺎ ﻣ ـ ــﻦ أوﳍ ـ ــﺎ‬
‫إﱃ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟـ ـ ــﺬي ﻛـ ـ ــﺎن ﺳـ ـ ــﺒﺒﺎ ﰲ ﺑﻄﻼ‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺎ دام اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻗـ ـ ــﺪ ﻧـ ـ ــﺺ ﺻ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﳌـ ـ ــﺎدة‬
‫اﳌـ ــﺬﻛﻮرة ﻋﻠـ ــﻰ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ وﻟـ ــﻴﺲ ﺑﻄـ ــﻼن اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﺣـ ــﺪ ذاﺗـ ــﻪ‪ ،‬ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓﻠـ ــﻮ‬
‫اﻓﱰﺿـ ـ ــﻨﺎ أن إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﺣﱰﻣـ ـ ــﺖ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ وأﺟـ ـ ــﻞ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻷوﱃ‪ ،‬وﱂ‬
‫ﺗﻠﺘ ــﺰم ﺑﻀـ ــﺎﺑﻂ أﺟـ ــﻞ رﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟ ــﺒﻄﻼن ﻳﻠﺤـ ــﻖ ﲨﻴـ ــﻊ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ ﲟـ ــﺎ ﻓﻴﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺔ واﳌﻌﻴﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة أن ﺗﻌﻴ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺒﺪاﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﺮط ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻐﻴ ـ ــﲑ‬
‫أﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﻮارد ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ اﻷوﱃ‪.302‬‬
‫‪@Ýuþa@݁a…@òîãbrÛa@òÛbŠÛa@ÍîÜjni@Þý⁄a@åß@õbšÔÛaë@ÊŠ’½a@ÑÓìß@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫‪@@…†a‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻟـ ـ ـﺰام اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ‬
‫اﶈ ـ ــﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬ﳌ ـ ــﺎ ﺗﻨﻄ ـ ــﻮي ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ورﺗ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ــﻼن‬
‫ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ ﺑﺮﻣﺘﻬـ ــﺎ ﳑـ ــﺎ ﻳـ ــﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﺘﺴـ ــﺎؤل ﻋـ ــﻦ ﺳـ ــﺮ ﲣﺼـ ــﻴﺺ ﻫـ ــﺬا اﳉ ـ ـﺰاء ﺑﺎﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ دون‬
‫اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻷوﱃ واﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺬي ﺗﻮﺧﺎﻫﺎ اﳌﺸﺮع ﻣﻦ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫‪ -302‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪107‬‬
 ‫‪@@ÊŠ’½a@ÑÓìß@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫إن اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻟ ـ ـ ـ ــﺌﻦ ﺧ ـ ـ ـ ــﻮل ﻟ ـ ـ ـ ــﻺدارة ﺣ ـ ـ ـ ــﻖ ﺗﺼ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ أوﺟ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻨﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺎن واﻷﺧﻄ ـ ـ ـ ــﺎء وﳐﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫اﻹﻏﻔ ـ ــﺎﻻت اﻟﻜﻠﻴ ـ ــﺔ أو اﳉﺰﺋﻴ ـ ــﺔ اﳌﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ أﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ داﺧ ـ ــﻞ ‪ 4‬ﺳ ـ ــﻨﻮات اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ــﻨﺔ‬
‫اﻟﻮاﻗﻌـ ــﺔ اﳌﻨﺸـ ــﺌﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ .303‬ﻓﻔـ ــﻲ اﳌﻘﺎﺑـ ــﻞ أﻟﺰﻣﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﺣﱰام ﳎﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻘـ ــﺮرة ﻛﻀـ ــﻤﺎﻧﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠﺰم ورﺗﺐ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻦ اﻹﺧﻼل ‪‬ﺎ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫إن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وإن ﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ ﺗﺘـ ـ ـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪،‬‬
‫ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ‪ -‬ﰲ ﻣﻘﺎﺑـ ـ ــﻞ ذﻟـ ـ ــﻚ‪ -‬اﺣ ـ ـ ـﱰ ُام اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﲟﻘﺘﻀـ ـ ــﺎﻫﺎ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻟﻠﺨﺎﺿـ ـ ــﻊ أن‬
‫ﻳﻨـ ــﺎﻗﺶ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺣـ ــﻮل اﻷﺳـ ــﺲ اﻟـ ــﱵ ﺗﺮﻳـ ــﺪ اﻋﺘﻤﺎدﻫـ ــﺎ ﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ إﻗﺮاراﺗـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ــﺎﱄ ﻓـ ــﺈن ﺧـ ــﺮق‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ ﺿ ـ ــﻴﺎع أﻫ ـ ــﻢ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﳑﻨﻮﺣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫إﻃﻼﻗﻴـ ــﺔ ﺳـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻫـ ــﻮ أن اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت ﻣﻘﻴـ ــﺪة ﺑﺸ ـ ــﺮوط وآﺟـ ــﺎل ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ‬
‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﺣﱰاﻣﻬﺎ وإﻻ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ أﻟ ـ ــﺰم اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻬ ـ ــﺪف‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﺿﻤﺎن ﺣﻘﻮق اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﲡﺎﻩ اﻹدارة واﻟﱵ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻦ اﻹﺧﻼل ‪‬ﺎ اﻟﺒﻄﻼن‪.304‬‬
‫وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻣﻨ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳒ ـ ــﺪﻫﺎ‬
‫ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻻﻏﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺟ ـ ـﻮاب اﳌﻔـ ــﺘﺶ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻼﺣﻈـ ــﺎت اﳋﺎﺿـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﺒﻨﺪ "أﻋﻼﻩ"‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘـ ـ ــﻪ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﻃـ ـ ــﺎر أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺧﻼﻓـ ـ ــﺎ ﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ‬
‫ﻧـ ــﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﺟـ ــﻞ اﻟـ ــﺬي ﻳـ ــﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﰲ ﻏﻀـ ــﻮﻧﻪ‪ ،‬وﻛـ ــﺬا ﻋﻠـ ــﻰ اﳉ ـ ـﺰاء اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫اﳌﱰﺗ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام اﻷﺟ ــﻞ اﳌ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﳑ ــﺎ ﻳﺸ ــﻜﻞ ﺿ ــﻤﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ــﺔ ﳊﻘ ــﻮق اﳌﻠ ــﺰم ﻋﻠ ــﻰ‬

‫‪ -303‬اﳌﺎدة ‪ 232‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬

‫‪ -304‬أﻳﻮب اﳉﺮﻣﻮﱐ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﲣﺼﺺ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻛﺪال‪ ،‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2016/2015‬ص ‪.53‬‬
‫‪108‬‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى اﻹﺟﺮاﺋ ـ ــﻲ وﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪا زﻣﻨﻴ ـ ــﺎ ﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت اﻹدارة‪ ،305‬ﺑﻌ ـ ــﺪم ﲤﺎﻃﻠﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳉـ ـ ـﻮاب‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﲡﻨ ـ ــﺐ‬
‫ﻃﻮل اﳌﺴﻄﺮة إﱃ ﻣﺎ ﻻ ‪‬ﺎﻳﺔ‪.306‬‬
‫ذﻟـ ـ ــﻚ أن ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ أﺻـ ـ ــﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻃﺎﺑﻌـ ـ ــﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻴـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﲔ‬
‫اﻹدارة واﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ ﲟﺜﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻗﻴـ ـ ــﺪ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣﻔـ ـ ــﺮوض ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺎت واﻣﺘﻴـ ـ ــﺎزات اﻹدارة ﰲ‬
‫ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﻹدارة واﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﳍ ـ ــﺎ ﻃ ـ ــﺎﺑﻊ إﻟﺰاﻣ ـ ــﻲ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓﺮﺿ ـ ــﻬﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃـ ــﺮف اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻓـ ــﺈن ﻋ ـ ــﺪم ﺟﻮاﺑ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻹدارة اﻷوﱃ ﻳ ـ ـ ــﺆدي إﱃ ﻓ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﻪ إن ﱂ ﻳﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﰲ‬
‫اﻷﺳـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﻘﻨﻨـ ــﺔ ﰲ اﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﻟـ ــﻺدارة أﻣـ ــﺎم اﻟﻠﺠـ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓـ ــﺈن اﳌﺸـ ــﺮع اﻋﺘـ ــﱪ ﻋـ ــﺪم‬
‫إﺑـ ـ ــﺪاء ﻣﻮﻗﻔـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ اﻗﱰاﺣـ ـ ــﺎت اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻗﺒـ ـ ــﻮﻻ ﺿـ ـ ــﻤﻨﻴﺎ ﻟﻸﺳـ ـ ــﺲ اﳌﻌﺘﻤـ ـ ــﺪة ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف ﻫـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﺧﲑة‪.‬‬
‫أﻣ ـ ـ ــﺎ ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺴـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ أﺳ ـ ـ ــﺲ ﻓ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻓ ـ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‬
‫اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ أﻏﻔـ ـ ــﻞ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا ا‪‬ـ ـ ــﺎل ذﻛـ ـ ــﺮ ﺣـ ـ ــﺎﻻت ﺑﻄﻼ‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ــﺚ أن اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 221‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﱂ ﺗﺸ ـ ــﺮ ﰲ أي ﻣـ ـ ــﻦ ﻓﻘﺮا‪ ‬ـ ــﺎ إﱃ أﺳـ ـ ــﺒﺎب ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ .‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌـ ـ ــﺎدة ﱂ‬
‫ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ ﰲ ﻣﻀ ـ ـ ــﻤﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أي إﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ إﱃ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻗﻨﻨ ـ ـ ــﺖ‬
‫اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺴﻄﺮة اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻻﻏﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻬـ ــﻞ ﻳﻌـ ــﲏ ﻫـ ــﺬا اﻹﻏﻔـ ــﺎل ﺑـ ــﺄن اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺴ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺗﻜـ ــﻮن داﺋﻤـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﰲ ﲨﻴـ ــﻊ اﳊـ ــﺎﻻت ﲟـ ــﺎ‬
‫ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻣﺸ ـ ــﻮﺑﺔ ﺑﺄﺧﻄ ـ ــﺎء ﻛﻌ ـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ‪ 60‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻـ ــﻞ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﲜ ـ ـﻮاب اﳌﻠـ ــﺰم ﻣـ ــﺜﻼ‪ ،‬أم أن ﻫـ ــﺬا اﻹﻏﻔـ ــﺎل ﻻ‬
‫ﻳﻌ ـ ـ ــﺪو أن ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن إﻻ ﺳ ـ ـ ــﻬﻮا ﱂ ﻳﻔﻄ ـ ـ ــﻦ إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﺣ ـ ـ ــﲔ ﻣﻨﺎﻗﺸ ـ ـ ــﺘﻪ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 221‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ‪ 307‬؟‬

‫‪ -305‬ﺳﻔﻴﺎن ادرﻳﻮش ورﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -306‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺸﻴﻜﺮ‪ :‬اﻹﺧﻼﻻت اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻧﺪوة وﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع" اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ‬
‫ا‪‬ﺎل اﻟﻀﺮﻳﱯ"‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -307‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪109‬‬
 ‫‪@@õbšÔÛa@ÑÓìß@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ذﻫ ـ ـ ــﺐ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري إﱃ أن ﻋ ـ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـ ـﱰام اﻹدارة ﻷﺟ ـ ـ ــﻞ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻳﱰﺗ ـ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﺑﻄـ ـ ــﻼن ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ .308‬ﺑـ ـ ــﻞ إن ﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ اﻷﺣﻜـ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻟﺼـ ـ ــﺎدرة ﻋـ ـ ــﻦ اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﺗﻮﺿﺢ ﺗﺸﺪد ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﰲ اﺣﱰام اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.309‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ‪ 310‬ﻗﻀ ـ ــﺖ ﻓﻴ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺘﺄﻳﻴ ـ ــﺪ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﻗﻀ ـ ــﻰ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن اﻹﻋﻼﻣ ـ ــﺎت اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬وﻣ ـ ــﺎ دام اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــﺪ وﺿ ـ ــﻊ‬
‫ﺟﻮاﺑ ـ ــﻪ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وأدﱃ ﲟﻼﺣﻈﺎﺗ ـ ــﻪ ﺟﺰﺋﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻜ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة إﻣ ـ ــﺎ أن ﺗﻘﺒ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء‬
‫ﰲ اﳉـ ـ ـﻮاب ﻛﻠﻴ ـ ــﺎ أو ﺟﺰﺋﻴ ـ ــﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴﻠ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم اﻻﺗﻔ ـ ــﺎق ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺈﺧﺒ ـ ــﺎرﻩ‬
‫ﺑﺎﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺳﻴﺼ ـ ـ ــﲑ ‪‬ﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺎ إن ﱂ ﻳﻘ ـ ـ ــﺪم ﻃﻌﻨ ـ ـ ــﻪ ﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ واﻹدارة ﺑﻌ ـ ـ ــﺪم ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬﻫﺎ ذﻟ ـ ـ ــﻚ‬
‫وﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻧﻄـ ـ ــﺎق اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ ‪ 103‬اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻗـ ـ ــﺪ ﺧﺎﻟﻔـ ـ ــﺖ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺪون أﺳﺎس"‪.‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ أﻛ ـ ـ ـ ــﺪت اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺄﻛ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺮ‪ 311‬ﰲ اﳌﻨﺤ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻠﻐ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻮم‬
‫اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴـ ـ ــﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ اﳌﻔﺮوﺿـ ـ ــﺔ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر اﳌﺮاﺟﻌـ ـ ــﺔ ﺑﺸـ ـ ــﻜﻞ ﺧـ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫اﳌﺨﻮﻟ ـ ــﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 13‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 13-89‬ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪(...)" :‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﳐﺎﻟﻔ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻗﻴـ ــﺎم اﻹدارة ﲟﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ أﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﺴـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ دون إﺗﺒ ـ ــﺎع‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ 13‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪."13-89‬‬
‫وﰲ اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻟﺘﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺔ‬
‫ﺑﻘﻮﳍ ــﺎ‪ " :‬ﺣﻴ ــﺚ أﻧ ــﻪ ﺧﻼﻓ ــﺎ ﳌ ــﺎ ﲤﺴ ــﻚ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـﺮاﺋﺐ ﻓ ــﺈن اﳌﺴ ــﻄﺮة اﻟﺴـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻟﺘﺼ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ــﺎس‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻻ ﺗﻌﻔﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ وﺟ ـ ــﻮب ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻌﻨﻴ ـ ــﲔ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ أﺳ ـ ــﺒﺎب رﻓﻀ ـ ــﻪ اﻟﻜﻠ ـ ــﻲ أو اﳉﺰﺋ ـ ــﻲ ﳌﻼﺣﻈ ـ ــﺎ‪‬ﻢ‬

‫‪ -308‬ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻮﻣﺰوغ‪ :‬اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻟﺔ ﰲ اﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -309‬ﻧﺼﲑ ﻣﻜﺎوي‪ :‬ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪-‬ﺳﻼ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2013‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -310‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،39‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2002/1/17‬ﻗﻀﻴﺔ ﲪﻴﺪ اﳋﻠﻴﻔﻲ ﺿﺪ وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪:‬‬
‫اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -311‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،98/150‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1998/05/21‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪110‬‬
‫وإﺷـ ـ ــﻌﺎرﻫﻢ ﺑﻮﺟـ ـ ــﻮب ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ ﻃﻌـ ـ ــﻦ أﻣ ـ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وأن إﻗ ـ ـ ـﺮارﻩ ﺿـ ـ ــﻤﻨﻴﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﳉ ـ ـﻮاب ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻼﺣﻈـ ــﺎت اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ ﻳﺸـ ــﻜﻞ ﺧﺮﻗ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت أﻋـ ــﻼﻩ وﻣﺴـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰﻣﲔ"‪.312‬‬
‫وﰲ ﺣﻜ ـ ـ ــﻢ‪ 313‬آﺧ ـ ـ ــﺮ ﻟ ـ ـ ــﻨﻔﺲ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ دﻓﻌ ـ ـ ــﺖ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑ ـ ـ ــﺄن‬
‫اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﱂ ﻳﻘ ـ ــﻢ ﺑ ـ ــﺎﳉﻮاب ﻋﻠ ـ ــﻰ رﺳ ـ ــﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ــﺔ اﻷوﱃ اﳌﺒﻠﻐ ـ ــﺔ إﻟﻴ ـ ــﻪ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2009/8/12‬ﳑ ـ ــﺎ ﺟﻌ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﻔﺘﺶ ﻳﻘﻮم ﺑﺈﺻﺪار اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 221‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ ﺳ ـ ــﻴﻤﺎ ﺟﻠﺴ ـ ــﺔ اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ا‪‬ـ ـ ـﺮاة ﲝﻀ ـ ــﻮر اﻷﻃـ ـ ـﺮاف‬
‫ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2011/12/8‬أن اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻗـ ــﺎم ﺑـ ــﺎﳉﻮاب ﻋﻠـ ــﻰ رﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻷوﱃ اﳌﻮﺟﻬـ ــﺔ إﻟﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ اﳌﻔـ ــﺘﺶ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2009/8/24‬ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻟﱪﻳ ـ ــﺪ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﺖ ‪ ‬ـ ــﺎ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﳉﻬﻮﻳ ـ ــﺔ ﻟﺒ ـ ــﲏ ﻣ ـ ــﻼل ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2009/8/25‬ﳑـ ــﺎ ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ اﳌﻔـ ــﺘﺶ ﻣﻠـ ــﺰم ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ــﺎدة ‪ 221‬أﻋـ ــﻼﻩ ﺑﻀـ ــﺮورة ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ رﺳـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﻴ ــﺔ ﻟ ــﻪ ﺗﺘﻀ ــﻤﻦ أﺳ ــﺒﺎب رﻓﻀ ــﻪ اﳉﺰﺋ ــﻲ أو اﻟﻜﻠ ــﻲ وﻛ ــﺬا أﺳ ــﺲ ﻓ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣ ــﻊ إﺧﺒ ــﺎرﻩ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺔ‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن وﻫ ـ ــﻮ اﻷﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﻻ دﻟﻴ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺣ ـ ـﱰام اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ ﻟ ـ ــﻪ ﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﺎل ﺑﺈﺻ ـ ــﺪارﻩ‬
‫ﻟﻸﻣـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﳑـ ــﺎ ﺗﺮﺗـ ــﺐ ﻋﻨـ ــﻪ ﺣﺮﻣﺎﻧـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﺣﻘـ ــﻪ ﰲ اﻟـ ــﺪﻓﺎع ﻋـ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗـ ــﻪ‬
‫اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ أﻗﺮﻩ اﳌﺸﺮع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﳑﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﱯ"‪.‬‬
‫وﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ـ ــﺎء‪ 314‬ﻟﺘﺆﻛـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎﻳﻠﻲ‪ (...) ":‬ﺟ ـ ـ ـﻮاب اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻋ ـ ــﻦ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻷوﱃ ﺑﺮﻓﻀ ـ ــﻪ ﻟﻸﺳ ـ ــﺲ‬
‫اﳌﻌﺘﻤـ ــﺪة ﺗﺘﻮﺟـ ــﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ ﺑﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴـ ــﺔ ﲢـ ــﺪد أﺳـ ــﺒﺎب رﻓـ ــﺾ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﻜﻠـ ــﻲ أو اﳉﺰﺋـ ــﻲ وﻛـ ــﺬا‬
‫أﺳﺲ ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ)‪."(...‬‬

‫‪ -312‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،681‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/12/13‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪2006/748‬غ‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -313‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2010‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/6/19‬اﳌﻠﻒ ‪) ،9/11/406‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -314‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،25‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/01/14‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،2008/06/553‬أوردﻩ ﻋﺒﺪ‬
‫اﻟﺼﻤﺪ اﻟﺘﺎﻣﺮي‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻮﻋﺎء اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ ﻣﻴﺪان رﺳﻮم اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﳎﻠﺔ اﳊﻘﻮق اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻪ اﳌﻨﺎزﻋﺎت‬
‫اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،2012 ،2‬ص ‪.102‬‬
‫‪111‬‬
‫وﻧﻔـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻲء أﻛﺪﺗـ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﻔـ ـ ــﺎس‪ 315‬وﻫـ ـ ــﻲ ﺗﻜـ ـ ــﺮس ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ اﳌﺨﻮﻟـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﰲ ﻫﺎﺗـ ــﻪ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻟﻠـ ــﺪﻓﺎع ﻋـ ــﻦ ﻣﺮاﻛـ ــﺰﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﺣﻮﳍـ ــﺎ إﱃ اﻟﻘـ ــﻮل‪ " :‬ﺑـ ــﺄن ﻋـ ــﺪم ﺗﻘﻴﻴـ ــﺪ اﳌﻔـ ــﺘﺶ‬
‫اﶈﻘ ـ ــﻖ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ ‪ 8‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 5‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ‪ ،1978‬اﳌ ـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷرﺑ ـ ــﺎح‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﻳ ــﺔ ﺑﺘﺒﻠﻴ ــﻎ رﺳ ــﺎﻟﺔ ﺗﺘﻀ ــﻤﻦ إﺷ ــﻌﺎر اﳌﻠ ــﺰم ﲝﻘ ــﻪ ﰲ ﺗﻘ ــﺪﻳﺮ اﻟﻄﻌ ــﻦ أﻣ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ داﺧ ــﻞ أﺟ ــﻞ‬
‫ﺷ ـ ــﻬﺮﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ وﺿ ـ ــﻊ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ــﻪ إﻟﻐ ـ ــﺎء اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺼ ـ ــﺎدرة‬
‫ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ"‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد‪ ،‬أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻹدﻻء ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ .‬وﻻ ﻳﻘ ـ ــﻮم ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣﻘ ـ ــﺎم ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ وﻻ‬
‫ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻣﻌﻴﺒ ـ ــﺔ وﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ــﻼن‬
‫اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‪ .‬وﻫﻜـ ــﺬا ﻓﻘـ ــﺪ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪" :‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﻌﻴـ ــﺐ‬
‫اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ـ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ ﺑﻔﺴ ـ ـ ــﺎد اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ـ ـﻮازي ﻻﻧﻌﺪاﻣ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ــﻚ أن ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف‬
‫اﻋﺘـ ـ ــﱪت ﺑـ ـ ــﺄن ﺷـ ـ ــﻬﺎدة اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ اﳋﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﺗﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻹدﻻء ﲟ ـ ـ ــﺬﻛﺮة ﻣﺆرﺧ ـ ـ ــﺔ ﰲ ‪ 2009/06/11‬أﻛ ـ ـ ــﺪت ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﲞﻄ ـ ـ ــﺄ‬
‫ﻣ ـ ـ ــﺎدي ﻟ ـ ـ ــﻴﺲ إﻻ وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ـ ــﺈن ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ﺑﺎﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ واﻗﻌ ـ ـ ــﺔ ﺛﺎﺑﺘ ـ ـ ــﺔ وﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﻔ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺘﻠﻘ ــﺎﺋﻲ ﺳ ــﻠﻴﻤﺔ واﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ــﻮن ﻓﻴ ــﻪ ﳎﺎﻧ ــﺐ ﻟﻠﺼ ـ ـﻮاب‪ ،‬وأﻧ ــﻪ ﻟ ــﻴﺲ ﻣ ــﻦ اﳌﻌﻘ ــﻮل أن‬
‫ﺗﻘ ـ ــﻮم اﻹدارة ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﻣ ـ ـﺮﺗﲔ وأﻧ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ أن أﻛ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺄن اﳋﻄ ـ ــﺄ اﳌ ـ ــﺎدي‬
‫اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻓﺮض وﺟﻮدﻩ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ اﳌﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ رﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﺛﺒ ـ ــﺖ ﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ وﻗ ـ ــﺎﺋﻊ‪ ،‬وﳌ ـ ــﺎ‬
‫ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻻﺣﻈـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﰎ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻄﻠﻮﺑ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ﰲ‬
‫‪ 2004/06/04‬ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ وأن ﻣ ـ ـ ــﺎ ادﻋﺘ ـ ـ ــﻪ إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﻮن اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﻻ ﻳﻌ ـ ـ ــﺪو أن‬
‫ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺧﻄ ـ ــﺄ ﻣﺎدﻳ ـ ــﺎ ادﻋ ـ ــﺎء ﻻ أﺳ ـ ــﺎس ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬ورﺗﺒ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ اﻷﺛ ـ ــﺮ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺎﺳ ـ ــﺐ وﻫ ـ ــﻮ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫ﺳـ ــﻼﻣﺔ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﺗﻜـ ــﻮن ﻗـ ــﺪ اﺳـ ــﺘﻌﻤﻠﺖ ﺳـ ــﻠﻄﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻮﻗـ ــﺎﺋﻊ اﻧﻄﻼﻗـ ــﺎ‬

‫‪ -315‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،157‬ﺑﺎﳌﻠﻒ ‪ 98/132‬ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻮزاﱐ ﺿﺪ إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪:‬‬
‫اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪112‬‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻟﺒﺤـ ــﺚ اﻟـ ــﺬي ﻗـ ــﺎم ﺑـ ــﻪ اﳌﺴﺘﺸـ ــﺎر اﳌﻘـ ــﺮر واﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌـ ــﺪﱃ ‪‬ـ ــﺎ ﰲ اﳌﻠـ ــﻒ وﻻ رﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ ذﻟـ ــﻚ‬
‫وﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻧﺎﻗﺺ ﻋﻦ درﺟﺔ اﻻﻋﺘﺒﺎر"‪.316‬‬
‫إذا‪ ،‬ﻓﻌ ـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم أو اﳌﻘﺎوﻟ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺒﺐ ﻛ ـ ــﺎف ﻹﺑﻄ ـ ــﺎل اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة وﻛ ـ ــﺬا‬
‫اﻵﺛﺎر اﻟﱵ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ رﺗﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ‪.‬‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@@@@@@@@@@@‬

‫‪ - 316‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،961‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/11/29‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2010/1/4/1309‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪113‬‬
 ‫‪@@ïöbšÔÛa@…bènuüa@ÒŠ @åß@ñ‰br½a@òíŠİŽ½a@lìîÈÛa@ZïãbrÛa@szj½a‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﲟﺜﺎﺑـ ـ ــﺔ اﳌﻴ ـ ـ ـﺰان اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻮﺿـ ـ ــﻊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛﻔﺘﻴـ ـ ــﻪ ﻛـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﻄ ـ ـ ــﺮف اﻷﻗ ـ ـ ــﻮى ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﻠﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ـ ــﺔ ﳍ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻩ اﳊﻠﻘ ـ ـ ــﺔ اﻷﺿ ـ ـ ــﻌﻒ ﰲ‬
‫اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻋﻤ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ــﺎء ﻣ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﺟﺘﻬ ــﺎدﻩ ﻋﻠـ ــﻰ إﺛ ــﺎرة اﻟﻌﺪﻳـ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻴـ ــﻮب اﳌﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ‬
‫ﺣ ـ ـ ــﱴ وإن ﱂ ﻳﻘ ـ ـ ــﻢ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﺑﺎﻟﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻳﺘﻀ ـ ـ ــﺢ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل دراﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺎ ‪‬ﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ ﳏ ـ ــﺎﻛﻢ اﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ ﲟﺨﺘﻠ ـ ــﻒ درﺟﺎ‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻻ ﺗ ـ ــﱰدد ﰲ إﻟﻐ ـ ــﺎء‬
‫اﳌﺴ ــﻄﺮة ﻛﻠﻤ ــﺎ ﺗﺒ ــﲔ ﳍـ ــﺎ أن اﻹدارة ﻗ ــﺪ أﺧﻠ ــﺖ ﺑﺈﺣـ ــﺪى اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت ﺧﺼﻮﺻ ــﺎ ﻣﻨﻬـ ــﺎ اﻟ ــﱵ ﺗ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﲝـ ــﻖ‬
‫اﻟﺪﻓﺎع‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ــﻨﻌﻤﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳌﺒﺤ ـ ـ ــﺚ ﻟﻠﺘﻄ ـ ـ ــﺮق ‪‬ﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب ﺳـ ـ ـ ـﻮاء ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﳌﻄﺮوﺣ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮى ﻣﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ )اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﺐ اﻷول(‪ ،‬أو اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ ﺷ ـ ـ ــﺒﻪ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ) اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ (‪.‬‬
‫‪@@튚Ûa@āŠÐÛa@Š bŽß@Þý@ñ‰br½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﺒﻖ ذﻛ ـ ـ ــﺮﻩ ﰲ اﻟﻘﺴ ـ ـ ــﻢ اﻷول ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗﻄﺮﻗﻨ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ أن ﲣـ ــﺮج ﻋـ ــﻦ ﺻـ ــﻮرﺗﲔ اﺛﻨﺘـ ــﲔ‪ ،‬إﻣـ ــﺎ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ أو ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻷﺳﺎس اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﺤﺎول ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ وﳐﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻨﻘﺎﺷ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ أﺛﺎر‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ ) اﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺮع اﻷول (‪ ،‬ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ أن ﻧﺮﻛ ـ ـ ـ ــﺰ اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ أﻫ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺣﺎوﻟ ـ ـ ــﺖ اﻟﺘﻮﺳ ـ ـ ــﻊ ﰲ اﳊ ـ ـ ــﺎﻻت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌﻴ ـ ـ ــﻮب ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻷﺳﺲ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ) اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@ñŠİŽ¶@òİjmŠ½a@òíŠİŽ½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻌ ـ ـ ــﻞ اﳌﻼﺣ ـ ـ ــﻆ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ ﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻳﻼﺣ ـ ـ ــﻆ ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ‬
‫اﻟﻮﻫﻠـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻋ ـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد أي ﺗﻨﺼـ ــﻴﺺ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب أو اﻹﺧ ـ ــﻼﻻت اﻟـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﺼ ـ ــﻴﺐ‬
‫اﳌﺴـ ــﻄﺮة )اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻷوﱃ(‪ ،‬وﻫـ ــﻮ اﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﺣـ ــﺪا ﺑﺎﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐـ ــﺮﰊ وﲪﺎﻳـ ــﺔ ﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠـ ــﺰم‬

‫‪114‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ ﺗﻌﺴ ـ ــﻒ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻄﺎﻟ ـ ــﻪ ﻧﻈ ـ ــﲑ اﻻﻣﺘﻴ ـ ــﺎزات اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺑﱰﺗﻴ ـ ــﺐ ﺟ ـ ـﺰاء اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن‬
‫ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺒﲔ ﻟﻪ أن اﻹدارة زاﻏﺖ أو ﺗﻌﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﶈﺪدة ﳍﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@¿@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@ñŠİŽß@lìîÇ@óÜÇ@ÊŠ’½a@—î–äm@â†Ç@òîÛbØ‘g@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@@튚Ûa@æìãbÔÛa‬‬
‫إن اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎرئ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 228‬و‪ 229‬ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻳﺴﺘﺸ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﻣﻼﺣﻈ ـ ـ ــﺔ أوﻟﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــﺪم اﻟﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍﻤ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﲟﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﺘﻠﻘـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻟـ ـ ــﺬا ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ ﻛـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ ) أوﻻ ( واﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء ) ﺛﺎﻧﻴـ ـ ــﺎ ( ﻛـ ـ ــﻞ ﺣﺴـ ـ ــﺐ ﺗﻮﺟﻬـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟﺘﺒﻴﺎن ﺳﺒﺐ ﻋﺪم ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻮﻗﻒ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‬
‫إن أول ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﺗﺴ ـ ــﺠﻴﻠﻬﺎ ﻫ ـ ــﻮ ﻋ ـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد ﻧ ـ ــﺺ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻳﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫إﺧ ـ ــﻼل اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬أي ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،317‬وﻳﻌ ـ ــﻮد ذﻟ ـ ــﻚ إﱃ ﻛ ـ ــﻮن اﳊ ـ ــﺎﻟﺘﲔ‬
‫اﻟﻠﺘ ـ ـ ــﺎن أوردﳘ ـ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 228‬و‪ 229‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺎن ﺑﺄﻓﻌ ـ ـ ــﺎل‬
‫ارﺗﻜﺒﻬـ ـ ــﺎ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﺗﻜﺘﺴـ ـ ــﻲ درﺟـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐـ ـ ــﺔ اﳋﻄـ ـ ــﻮرة ﰲ ﻧﻈـ ـ ــﺮ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻣـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﻋﺮﻗﻠـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﻷوﻟﻴﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺣﺮﻣﺎن ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﳌﻮارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻧﻔﻘﺎ‪‬ﺎ‪.318‬‬
‫زد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ــﻚ إن إﺧ ـ ـ ــﻼل اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗ ـ ـ ــﻪ اﻹﻗﺮارﻳ ـ ـ ــﺔ أو ﻣﻨ ـ ـ ــﻊ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﳑﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﻘﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌﺮاﻗﺒـ ــﺔ اﳌﺨﻮﻟـ ــﺔ ﳍـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺗﺸـ ــﻜﻞ أﻓﻌـ ــﺎﻻ ﺗﺴـ ــﺘﻮﺟﺐ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ اﳉ ـ ـﺰاءات ﰲ‬
‫ﺣ ـ ـ ــﻖ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم وﻟ ـ ـ ــﻴﺲ ﰲ ﺣ ـ ـ ــﻖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻷن ﻣـ ـ ـﻦ ﺷ ـ ــﺄن ذﻟ ـ ــﻚ أن ﻳﺸ ـ ــﺠﻊ ﺑﻌ ـ ــﺾ اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﻋـ ـ ـﻦ اﻟﺘﻬ ـ ــﺮب ﻣ ـ ــﻦ أداء اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻟﺘﺤﻠ ـ ــﻞ‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ـﺰاﻣﻬﻢ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺎﻻﺣﺘﺠـ ــﺎج ﻋﻠـ ــﻰ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﺑﻌﻴـ ــﺐ ﻣﺴـ ــﻄﺮي‪ .‬ﻟ ـ ـﺬا ارﺗـ ــﺄى اﳌﺸـ ــﺮع إﺗﺎﺣـ ــﺔ‬

‫‪ -317‬رﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﳎﺎل اﻟﺒﻄﻼن ﰲ اﳌﻴﺪان اﻟﻀﺮﻳﱯ واﻷﺛﺮ اﻟﻨﺴﱯ اﳌﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬دﻓﺎﺗﺮ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﳌﻨﺎزﻋﺎت‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻟﺪراﺳﻴﲔ ‪ 28‬و‪ 29‬ﻣﺎرس ‪ ،2005‬ﻋﺪد ‪ ،2005/8‬ص‪.99‬‬
‫‪ -318‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ‬
‫واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،100-99‬ﻳﻮﻟﻴﻮز‪ -‬أﻛﺘﻮﺑﺮ‪ ،2011 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪115‬‬
‫اﻟﻔﺮﺻـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﻴـ ـ ــﺎم ﺑﻮاﺟﺒﻬـ ـ ــﺎ ﰲ ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻷوﻟﻴـ ـ ــﺔ وﰲ ﳑﺎرﺳـ ـ ــﺔ ﺣﻘﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ‬
‫وﻋﺪم اﻟﺘﻄﺮق إﱃ اﻟﺒﻄﻼن ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﳌﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.319‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻻ ﺗﻜﺘﺴ ـ ـ ــﻲ أي ﻃ ـ ـ ــﺎﺑﻊ ﺗـ ـ ـ ـﻮاﺟﻬﻲ‪ ،‬ﻟﻜ ـ ـ ــﻮن ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻹدارة‬
‫اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻸﺳـ ـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳏـ ـ ــﻞ اﻟﻔـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻣـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ أن ﺗﻔـ ـ ــﺘﺢ ﺣ ـ ـ ـﻮارا ﺑـ ـ ــﲔ اﻹدارة‬
‫واﳋﺎﺿ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﻪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻻ ﺗ ـ ــﺪﻋﻮﻩ إﱃ اﳌﻮاﻓﻘ ـ ــﺔ أو إﺑ ـ ــﺪاء ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺸ ــﺄن اﻷﺳ ــﺎس اﳌﻘـ ــﱰح ﻟ ـ ـﺮﺑﻂ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﺑـ ــﻞ ﻫ ــﻲ ﳎـ ــﺮد دﻋ ــﻮة أو ﺗ ــﺬﻛﲑ ﻣـ ــﻦ اﻹدارة ﻟﻠﺨﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﲡﺎﻫﻠﻪ ﳍﺎ‪. 320‬‬
‫وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻟﺼﺮاﻣﺔ اﻟﱵ ﰎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ‪‬ـﺎ ﰲ ﻓﺮﻧﺴـﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﳜـﺺ اﻟﻔـﺮض اﻟﺘﻠﻘـﺎﺋﻲ اﻟﻨﺎﺑﻌـﺔ ﻣـﻦ‬
‫إﻋﻤﺎل ﻣﺒﺪأ أﺳﺒﻘﻴﺔ اﳋﻄﺄ "‪ ،"l’antériorité de la faute‬وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﺒﺪأ اﻻﺧﺘﺼـﺎص اﳌﻘﻴـﺪ‬
‫ﻟـﻺدارة ﰲ ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﻫـﺬﻩ اﳌﺴـﻄﺮة "‪ 321"le principe de la compétence liée‬ﻓﻤﺒـﺪأ أﺳـﺒﻘﻴﺔ اﳋﻄـﺄ‬
‫ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺒﺎﻗﺎ إﱃ اﳋﻄﺄ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﱂ ﻳﻘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣـﻪ اﻟﻘـﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وأن‬
‫أي ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻹدارة ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ اﳌﻠﺰم‪.322‬‬
‫ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ وإن ﻛ ـ ــﺎن ﻳﺘﻔ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻫ ـ ــﻮ اﻟ ـ ــﺬي ﻛ ـ ــﺎن ﺳ ـ ــﺒﺎﻗﺎ إﱃ اﳋﻄ ـ ــﺄ وﱂ ﻳ ـ ــﻮدع إﻗ ـ ـﺮارﻩ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬إﻻ أن ﻫ ـ ــﺬا ﻻ ﻳ ـ ــﱪر ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ـ ــﺔ اﳌﻮﻗ ـ ــﻒ اﻟﺴـ ـ ــﺎﻟﻒ‬
‫اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ– ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻏـ ـ ـﺮار ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ – ﺗﻨﻄ ـ ــﻮي ﻫ ـ ــﻲ‬
‫اﻷﺧـ ــﺮى ﻋﻠـ ــﻰ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻳﻘﺮﻫـ ــﺎ اﳌﺸـ ــﺮع ﻧﻔﺴـ ــﻪ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم وذﻟـ ــﻚ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ ﺗـ ــﺬﻛﲑ اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺈﻳـ ــﺪاع إﻗ ـ ـﺮارﻩ‬
‫وإﺧﺒ ـ ــﺎرﻩ ﺑﺎﻷﺳ ـ ــﺲ اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪة ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻊ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﺣﻘ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ــﺎن اﻹﺧ ـ ــﻼل‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ وﻋ ـ ــﺎء اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ ﺟ ـ ـﺰاء اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﺑﻘ ـ ــﻮة اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻧﻈ ـ ـﺮا ﳌﺴﺎﺳ ـ ــﻬﺎ‬
‫ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﺣﺮﻳ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ وﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﺎب اﻟﻌﺪاﻟ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ‬

‫‪ -319‬اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.92-91‬‬
‫‪ -320‬ﺣﺴﻦ اﻟﻌﻔﻮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﺑﲔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،70‬ﺷﺘﻨﱪ –‬
‫أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،2006‬ص ‪.16‬‬
‫‪321‬‬
‫‪- Coune BAYLAC: Le formilsme du droit fiscal, Edition L’harmattan, 2002, p 454.‬‬
‫‪ -322‬رﺷﻴﺪة اﻟﺼﺎﺑﺮي‪ :‬ﳎﺎل اﻟﺒﻄﻼن ﰲ اﳌﻴﺪان اﻟﻀﺮﻳﱯ واﻷﺛﺮ اﻟﻨﺴﱯ اﳌﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪116‬‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺟ ـ ـﺰاء اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ‬
‫ﺣﻘﻪ‪..323‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﻟـ ــﺌﻦ ﻛـ ــﺎن اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻗـ ــﺪ اﺳـ ــﺘﺜﲎ اﻹﺧـ ــﻼﻻت اﻟـ ــﱵ ﻗـ ــﺪ ﺗ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﲟﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ــﺎر أن ﻫـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ ﻫـ ــﻮ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ ﻟﻌﻴـ ــﺐ ارﺗﻜﺒـ ــﻪ اﳌﻠـ ــﺰم وﻟﻴﺴـ ــﺖ اﻹدارة ﻛﻤـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ‬
‫ذﻛ ـ ــﺮﻩ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻳﻘ ـ ــﺮر اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ــﺄن‪ ،‬ﻻ ﻳﺘﻘﻴ ـ ــﺪ ﺑﻘﺎﻋ ـ ــﺪة ﻻ ﺑﻄ ـ ــﻼن إﻻ‬
‫ﺑ ـ ــﻨﺺ ﻷن اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻧﻔﺴ ـ ــﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺗ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻛﺠ ـ ـ ـﺰاء‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﳚ ـ ــﻨﺢ إﱃ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﻻ‬
‫ﺑﻄ ـ ــﻼن ﺑ ـ ــﺪون ﺿ ـ ــﺮر‪ ،‬واﻟﻀ ـ ــﺮر ﻳﻜﻤ ـ ــﻦ ﻫﻨ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﻔﻮﻳ ـ ــﺖ اﻟﻔﺮﺻ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﺗ ـ ــﺬﻛﲑﻩ ﺑﻮﺿ ـ ــﻊ إﻗـ ـ ـﺮار‬
‫وﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌ ـ ــﺮف ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺳ ـ ــﺲ اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪة ﰲ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺲ ﲟﺒ ـ ــﺪأ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ‬
‫ﻣﻦ أﻗﺪس ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري‪.324‬‬
‫وﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪة ‪ -‬أي ﻻ ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺑﻀ ـ ـ ــﺮر‪ ،-‬ﲣﻔﻴﻔ ـ ـ ــﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳ ـ ـ ــﺔ إﻋﻄ ـ ـ ــﺎء اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺴ ــﻠﻄﺔ ﰲ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن‪ ،‬وﻓﺤﻮاﻫـ ــﺎ أن اﻟـ ــﺒﻄﻼن ﻻ ﳛﻜـ ــﻢ ﺑ ــﻪ‪ ،‬وﻟـ ــﻮ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ‪،‬‬
‫إﻻ إذا ﲢﻘ ـ ــﻖ ﺿ ـ ــﺮر ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔ ـ ــﺔ وأﺳ ـ ــﺎس ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ــﺪأ أن اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻫ ـ ــﻲ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ‬
‫ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ ﻓ ــﺈذا ﱂ ﻳﻠﺤ ــﻖ ﺿ ــﺮر ‪ ‬ــﺬﻩ اﳌﺼ ــﻠﺤﺔ ﻓ ــﺈن اﳊﻜ ــﻢ ﺑ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﻳﻌﺘ ــﱪ ﳐﺎﻟﻔ ــﺎ ﻟﻠﻌﺪاﻟ ــﺔ وﻣﻨﺎﻓﻴ ــﺎ ﻹرادة‬
‫اﳌﺸﺮع‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳝﻴ ـ ــﺰ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ـ ــﺔ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﺗﺘﻘ ـ ــﻲ ﻋﻴ ـ ــﻮب ﻧﻈﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﻹﺟﺒ ـ ــﺎري‪ ،‬ﻓ ـ ــﻼ ﺗ ـ ــﺆدي إﱃ ﻏﻠﺒ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺸ ــﻜﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﻀ ــﻤﻮن وﺿ ــﻴﺎع اﳊ ــﻖ ‪ ‬ــﺮد ﺧﻄ ــﺄ ﰲ اﻟﺸ ــﻜﻞ‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﻣ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴ ــﺔ أﺧ ــﺮى ﺗ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻋﻴ ـ ـ ــﻮب ﻧﻈﺮﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺒﻄﻼن اﻻﺧﺘﻴ ـ ـ ــﺎري‪ ،‬إذ أن اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﻳﺘﻤﺘ ـ ـ ــﻊ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘ ـ ـ ــﺔ وإﳕ ـ ـ ــﺎ ﻳﻘﻴ ـ ـ ــﺪﻩ‬
‫وﺟﻮب ﲢﻘﻖ اﻟﻀﺮر‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 20‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺮاﻓﻌ ـ ــﺎت اﳌﺼ ـ ــﺮي ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ " ﻳﻜ ـ ــﻮن اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﺑ ـ ــﺎﻃﻼ إذا‬
‫ﻧﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻧﻪ أو إذا ﺷﺎﺑﻪ ﻋﻴﺐ ﱂ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺴﺒﺒﻪ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاء‪.‬‬

‫‪ -323‬ﻋﺪﻧﺎن أﺑﻮ درار‪ :‬ﺣﺎﻻت ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ـ ﲣﺼﺺ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ـ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ - ،‬ﺳﻼ ‪، -‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2013/2012‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -324‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪117‬‬
 ‫وﻻ ﳛﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن رﻏﻢ اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ إذا ﺛﺒﺖ ﲢﻘﻖ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاء"‪.‬‬
‫ﻓ ـ ــﺈذا ﻧ ـ ــﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻓ ـ ــﺈن اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺑ ـ ــﺎﻃﻼ وﻻ ﺣﺎﺟ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﻦ ﻳﺘﻤﺴ ـ ــﻚ ﺑ ـ ــﻪ‬
‫ﻹﺛﺒـ ــﺎت أي ﺿ ـ ــﺮر‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ رﻏـ ــﻢ اﻟ ـ ــﻨﺺ اﻟﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻓـ ــﻼ ﳛﻜ ـ ــﻢ ﺑ ـ ــﻪ إذا أﺛﺒ ـ ــﺖ اﻟﻄ ـ ــﺮف‬
‫‪-‬اﻟﺬي ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻋﺪم اﳊﻜﻢ ﺑﻪ‪ -‬أن اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاء ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ‪.325‬‬
‫أﻣ ــﺎ إذا ﱂ ﻳ ــﻨﺺ اﳌﺸ ــﺮع ﺻـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺟـ ـﺰاء اﻟ ــﺒﻄﻼن ﻓ ــﺈن ﻫ ــﺬا ﻻ ﳝﻨ ــﻊ ﻣ ــﻦ اﳊﻜ ــﻢ ﺑ ــﻪ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ‬
‫أﻧـ ــﻪ ﻳﺸـ ــﱰط أن ﻳﺜﺒـ ــﺖ ﻣـ ــﻦ ﻳﺘﻤﺴـ ــﻚ ﺑـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن إﺛﺒـ ــﺎت اﻟﻀـ ــﺮر اﳊﺎﺻـ ــﻞ ﻟـ ــﻪ وأن اﻟﻐﺎﻳـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﱂ‬
‫ﺗﺘﺤﻘﻖ‪.326‬‬
‫وﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ــﺎر اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ‪ 327‬اﻟـ ـ ــﺬي أﻟ ـ ـ ــﺰم اﳌﺘﻤﺴـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﺑﺈﺛﺒ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻀ ـ ــﺮر ﺣ ـ ــﱴ وإن ﺧ ـ ــﺮق اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ أو ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ أن‬
‫ﻓﺮﻳﻘ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻓﺮﻧﺴ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ــﺮون اﻻﻛﺘﻔ ـ ـ ــﺎء ﲜﻮﻫﺮﻳ ـ ـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء ﻣﻮﺟﺒ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ــﺒﻄﻼن دون اﺷ ـ ـ ـ ـﱰاط‬
‫ﺣﺼﻮل اﻟﻀﺮر‪.‬‬
‫وﱂ ﳜ ـ ــﺮج اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر إذ ﻧ ـ ــﺺ ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 49‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " ﻳﺴ ـ ــﺮي ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﳊ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن واﻹﺧ ـ ــﻼﻻت‬
‫اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ واﳌﺴﻄﺮﻳﺔ اﻟﱵ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﱀ اﻷﻃﺮاف ﻗﺪ ﺗﻀﺮرت ﻓﻌﻼ"‪.‬‬

‫‪ -325‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ أﻧﻈﺮ ﺳﻮزان ﳏﻤﺪ ﺷﺨﺎدة اﻟﻌﺮﻣﻮﻃﻲ‪ :‬اﻟﻌﻴﺐ اﳉﻮﻫﺮي وأﺛﺮﻩ ﰲ ﺑﻄﻼن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ‬
‫اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -326‬أﺑﻮ ﻋﻴﺪ إﻟﻴﺎس‪ :‬أﺻﻮل اﶈﺎﻛﻤﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ واﻻﺟﺘﻬﺎد واﻟﻔﻘﻪ "دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات اﳊﻠﱯ اﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ﺑﲑوت‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2002‬ص ‪.339‬‬
‫‪ -327‬ﺟﺎء ﰲ اﳌﺎدة ‪ 114‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﳌﻌﺪل ﰲ ‪ 2008/9/11‬ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪« Aucun acte de procédure ne peut être déclaré nul pour vice de forme si la nullité n’en est pas‬‬
‫‪expressément prévue par la loi, sauf en cas d’inobservation d’une formalité substantielle ou‬‬
‫‪d’ordre public.‬‬
‫‪La nullité ne peut être prononcée qu’à charge pour l’adversaire qui l’invoque de prouver le grief‬‬
‫‪que lui cause l’irrégularité, même lorsqu’il d’une formalité substantielle ou d’ordre public ».‬‬
‫‪118‬‬
‫ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى ﻓ ــﺈن اﳌﺸ ــﺮع اﳌﻐ ــﺮﰊ ﳝﻴ ــﺰ ﻋﻠ ــﻰ ﻏـ ـﺮار ﺑ ــﺎﻗﻲ اﻟﺘﺸـ ـﺮﻳﻌﺎت اﳌﻘﺎرﻧ ــﺔ ﺑ ــﲔ اﻟ ــﺒﻄﻼن‬
‫اﳌﻮﺿ ـ ـ ــﻮﻋﻲ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻌ ـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ـ ـﺰاء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﲣﻠ ـ ـ ــﻒ رﻛ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ــﻦ أرﻛ ـ ـ ــﺎن اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺪ‪ ،328‬واﻟ ـ ـ ــﺒﻄﻼن اﻹﺟﺮاﺋ ـ ـ ــﻲ أو‬
‫اﳌﺴﻄﺮي اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻻﻟﺘﺰام ﲟﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻓـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﻛﺠ ـ ـﺰاء ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﺮﺗﺒـ ــﻪ اﳌﺸـ ــﺮع ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳝﻜـ ــﻦ أن ﺗﻘﻀـ ــﻲ ﺑ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﺑﻐـ ــﲑ ﻧ ـ ــﺺ إذا‬
‫اﻓﺘﻘـ ــﺮ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ إﱃ أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻹﺟﺮاﺋﻴ ـ ــﺔ ﻟﺼ ـ ــﺤﺘﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫﻜـ ــﺬا ﻓﻌﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫ﺗﻨﺼـ ـ ــﻴﺺ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻋﻠـ ـ ــﻰ أي ﺟ ـ ـ ـﺰاء ﺑﺸـ ـ ــﺄن ﻋـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ـﻮاد‬
‫‪ 228‬و ‪ 229‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﺟ ـ ــﺎءت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﻴﻐﺔ‬
‫اﻟﻮﺟـ ــﻮب‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ أ‪ ‬ـ ــﺎ إﺟ ـ ـﺮاءات ﺟﻮﻫﺮﻳـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌـ ــﺎم وأن اﻹدارة ﳎـ ــﱪة ﻻ ﳐـ ــﲑة ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﺣ ـ ـﱰام ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﲢـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ أﻛـ ــﺪت اﻟﻐﺮﻓـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ‪ 329‬ذﻟـ ــﻚ ﲟﻨﺎﺳـ ــﺒﺔ‬
‫إﺑﻄـ ــﺎل ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻘﻮﳍـ ــﺎ إن‪ " :‬ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﺸـ ــﻜﻞ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم‬
‫ﺗﺮﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ اﻹﺧـ ــﻼل ‪‬ـ ــﺎ اﻟـ ــﺒﻄﻼن ﻟﺘﻌﻠﻘﻬـ ــﺎ ﲝـ ــﻖ اﻟـ ــﺪﻓﺎع اﻟـ ــﺬي ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒﻴـ ــﻞ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳉﻮﻫﺮﻳـ ــﺔ‬
‫اﻵﻣﺮة "‪.‬‬
‫وﺑﻨ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﻓﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ ﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ وردت‬
‫ﺑﺼ ـ ــﻴﻐﺔ اﻟﻮﺟ ـ ــﻮب‪ ،‬و‪ ‬ـ ــﺬا ﻓﻬ ـ ــﻲ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ آﻣ ـ ــﺮة ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻧ ـ ــﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺿﺮورة إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ واﺣﱰاﻣﻬﺎ وﻛﻞ إﺧﻼل ‪‬ﺎ ﻳﺆدي إﱃ اﳊﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪.‬‬
‫‪@@@ïöbÔÜnÛa@āŠÐÛa@ñŠİŽß@püýg@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﺗﻌﺴ ـ ـ ــﻒ ﻗ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﻳﻄـ ــﺎﳍﻢ ﰲ إﻃـ ــﺎر ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺮﺗﻴـ ــﺐ ﺟ ـ ـﺰاء اﻟـ ــﺒﻄﻼن‪ -‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺺ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﳉـ ـ ـﺰاء‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‬
‫وﻟﻌﻞ ﺳﻨﺪﻩ ﰲ ﻫﺬا أن ﻛﻞ إﺧﻼل ﺑﺈﺟﺮاء ﺷﻜﻠﻲ ﳝﺲ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم ﻳﻜﻮن ﻣﺂﻟﻪ اﻟﺒﻄﻼن‪.‬‬

‫‪ -328‬ﲡﺪر اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ إﱃ أن اﻟﺒﻄﻼن ﰲ اﻟﻌﻘﻮد ﻣﻨﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 306‬إﱃ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 311‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﳌﻐﺮﰊ‪.‬‬
‫‪ -329‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،422‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2002/7/4‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2000/299‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﻇ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﳉﺰاﰲ‬
‫ﳛ ـ ــﺪد اﻟـ ـ ـﺮﺑﺢ اﳉـ ـ ـﺰاﰲ ﺑﻀ ـ ــﺮب رﻗ ـ ــﻢ أﻋﻤ ـ ــﺎل ﻛ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﻨﺔ ﻣﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻌﺎﻣ ـ ــﻞ ﳜﺼ ـ ــﺺ ﻟﻜ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﻬﻨ ـ ــﺔ وﻓ ـ ــﻖ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـﻮاردة ﰲ اﳉ ـ ــﺪول اﳌﻠﺤ ـ ــﻖ ﺑﺎﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،330‬وﻳﻄﺒ ـ ــﻖ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟ ـ ـﺮﺑﺢ‬
‫اﳉ ـ ـ ـﺰاﰲ ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر‪ 331‬ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻌ ـ ــﱪ ﻋﻨ ـ ــﻪ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ وﻓ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ــﺮوط‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ وﰲ اﳌﻮاﻋﻴ ـ ـ ــﺪ اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 43‬و‪ 44‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪،332‬‬
‫ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻄﺒ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز رﻗ ـ ــﻢ أﻋﻤ ـ ــﺎﳍﻢ اﻟﺴ ـ ــﻨﻮي اﻟﺴ ـ ــﻘﻒ اﶈ ـ ــﺪد‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬وﻳﻈـ ـ ــﻞ اﺧﺘﻴـ ـ ــﺎر ﻧﻈـ ـ ــﺎم اﻟ ـ ـ ـﺮﺑﺢ اﳉ ـ ـ ـﺰاﰲ ﺳـ ـ ــﺎري اﳌﻔﻌـ ـ ــﻮل ﻣـ ـ ــﺎ دام أن رﻗـ ـ ــﻢ اﻷﻋﻤـ ـ ــﺎل‬
‫اﶈﻘﻖ ﱂ ﻳﺘﺠﺎوز ﻃﻮل ﺳﻨﺘﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﲔ اﳊﺪود اﳌﻘﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.333‬‬
‫وﺑﻘ ـ ـ ـ ـﺮاءة ﻟـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮارات واﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺼـ ـ ـ ــﺎدرة ﻋـ ـ ـ ــﻦ اﶈـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ وا‪‬ﻠـ ـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫)ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺎ( اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻨﺎوﻟ ـ ـ ــﺖ اﻹﺷ ـ ـ ــﻜﺎل اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻃﺮﺣﺘ ـ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﳌﻄﺒﻘ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﻌﺮوﺿ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ رﺟﺤ ـ ـ ــﺖ اﳉﺎﻧ ـ ـ ــﺐ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺣﻴﻨﻤ ـ ـ ــﺎ اﻋﺘ ـ ـ ــﱪت اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻠﻒ اﻹداري‬
‫اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة ﻣﻌﻴﺒﺔ‪.334‬‬
‫ﻓﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـﺮار ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ‪ 168‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 18‬ﻓﱪاﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ‪ 1999‬ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﳌﻠﻒ اﻹداري ‪98/425/424‬‬
‫اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ(‪ ،‬ﻗ ـ ــﺮرت اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ أن‬
‫ﺳـ ـ ــﻠﻮك اﻹدارة ﻟﻠﻤﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴـ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 107‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 17-89‬اﳌـ ـ ــﻨﻈﻢ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ ﻟﺘﺴ ـ ــﻮﻳﺔ وﺿ ـ ــﻌﻴﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺒ ـ ــﲔ ﳍ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﳌﺘ ـ ــﻮﻓﺮة‬
‫ﻟـ ـ ــﺪﻳﻬﺎ أن رﻗـ ـ ــﻢ أﻋﻤﺎﻟ ـ ـ ــﻪ ﺑﺮﺳـ ـ ــﻢ ﺳـ ـ ــﻨﻮات ‪ 1990‬و‪ 1991‬و‪ 1992‬ﲡ ـ ـ ــﺎوز اﻟﺴـ ـ ــﻘﻒ اﶈـ ـ ــﺪد ﻟﻠﺨﻀ ـ ـ ــﻮع‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻓ ـ ـ ــﻖ اﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم اﳉ ـ ـ ـﺰاﰲ‪ ،‬وأﻧ ـ ـ ــﻪ ﻛـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة أن ﺗﺴ ـ ـ ــﻠﻚ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ‬

‫‪ -330‬اﳌﺎدة ‪ 40‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬

‫‪ -331‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن اﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﻹﺛﺒﺎت ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﳌﺎدة )ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﻤﺎرﺳﺔ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ(‪،‬‬
‫ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -332‬اﳌﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪ -333‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -334‬رﺷﻴﺪ اﳊﺴﲔ‪ :‬اﻟﻌﻴﻮب اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ ﻗﺮارات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ وأﺣﻜﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﻣﺰدوج ‪ ،100-99‬ﻳﻮﻟﻴﻮز‪ -‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،2011‬ص ‪.138‬‬
‫‪120‬‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 105‬اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺘﺤ ـ ــﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم وﻣﻨﺤ ـ ــﻪ أﺟ ـ ــﻞ ‪15‬‬
‫ﻳﻮﻣ ـ ـ ـ ـﺎ ﻗﺒـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮوع ﰲ ﻓﺤـ ـ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﺘﻪ وأن اﻟﺘﺒﻠﻴﻐـ ـ ـ ــﺎت اﳌﻨﺠـ ـ ـ ــﺰة ﰲ إﻃـ ـ ـ ــﺎر اﳌـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 107‬ﻻ ﺗﻘﻄـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم )اﻟﺜﻐ ـ ــﺮة اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﻘﻄ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم ﲤ ـ ــﺖ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬ ـ ــﺎ ﻻﺣﻘ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﻨﺺ ﺗﺸ ـ ـﺮﻳﻌﻲ – اﳌ ـ ــﺎدة ‪ – 232‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ(‪.‬‬
‫وﺑﻘﺮاءة ﻣﺘﺄﻧﻴﺔ ﳍﺬا اﻟﻘﺮار ﳝﻜﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻼﺣﻈﺎت‪:‬‬
‫‪ -‬أن اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻳﺼـ ـ ــﺒﺢ ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺣﺴـ ـ ــﺐ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ ﻛﻠﻤـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺎق رﻗـ ـ ــﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣﻠﻴ ـ ــﻮن درﻫ ـ ــﻢ ﻃ ـ ـ ـﻮال ﺳ ـ ــﻨﺘﲔ ﻣﺘﺘ ـ ــﺎﻟﻴﺘﲔ )اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﳌ ـ ـ ـﻮاد‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﳍﺎ؛‬
‫‪ -‬أن اﻹﻗـ ـ ـﺮار اﳌ ـ ــﻮدع ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﳉـ ـ ـﺰاﰲ ﻳﺼ ـ ــﺒﺢ ﻏ ـ ــﲑ ﺗ ـ ــﺎم ﻟﻌ ـ ــﺪم إﺷ ـ ــﻔﺎﻋﻪ ﺑﺎﳌﺴ ـ ــﺘﻨﺪات‬
‫اﳌﻠﺤﻘ ـ ـ ــﺔ واﳌﻘ ـ ـ ــﺮرة ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن أي اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﻴﺔ )اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 82‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ـﺔ‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ( وذﻟﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﻔﻮق ﻗﺪر اﳌﻌﺎﻣﻼت ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ؛‬
‫‪ -‬أن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻫ ـ ــﻲ أﻛﺜ ـ ــﺮ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎ ﳊﻘ ـ ــﻮق دﻓ ـ ــﺎع اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻷن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫ﻓﺤ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﺗﺒﺘ ـ ــﺪئ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣ ـ ــﻊ إﻋﻄ ـ ــﺎء أﺟ ـ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ـﺎ ﻟﺘﻬﻴ ـ ــﻲء‬
‫ﳏﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺘﻪ ﰒ ﺗﺘﻮاﺻ ـ ـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة ﺧ ـ ـ ــﻼل ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﺴ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻷن‬
‫اﳌﻠـ ــﺰم ﻻ ﻳﺘـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ أي ﳏﺎﺳـ ــﺒﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ إﻃـ ــﺎر ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﲟﺪة ‪ 60‬ﻳﻮﻣﺎ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل إﻗﺮارﻩ ﻗﺒﻞ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ إذا اﻗﺘﻀﻰ اﳊﺎل‪. 335‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ ﳑﺎﺛﻠ ـ ــﺔ )ﻗﻀ ـ ــﻴﺔ أﲪ ـ ــﺪ اﻟﻌﺮاﻗ ـ ــﻲ(‪ ،‬أﺻ ـ ــﺪرت اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ـﺮارا ﲢ ـ ــﺖ ﻋ ـ ــﺪد ‪652‬‬
‫ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 1998/27‬ﻋﺎﺑ ـ ــﺖ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 103‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 17-89‬اﳌـ ـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣﻠـ ـ ــﺰم‬
‫ﻛ ـ ــﺎن ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺎم اﳉ ـ ـﺰاﰲ وﺗﺒ ـ ــﲔ ﻟ ـ ــﻺدارة أن رﻗ ـ ــﻢ أﻋﻤﺎﻟ ـ ــﻪ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز اﻟﺴ ـ ــﻘﻒ اﶈ ـ ــﺪد ﳍ ـ ــﺬا اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم‪،‬‬
‫وﻗﻀـ ـ ــﺖ‪" :‬ﺑـ ـ ــﺄن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻮاﺟﺒـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﻲ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪117‬‬
‫)اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ـ ــﺔ( ﻷن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺗﻄﺒ ـ ـ ــﻖ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ إﻗـ ـ ـ ـﺮار‪ ،‬وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﺘﻌﲔ اﺗﺒﺎع ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺳﺒﻖ ﻓﺮﺿﻬﺎ"‪.‬‬

‫‪ -335‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺸﻴﻜﺮ‪ :‬اﻹﺧﻼﻻت اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.158-157‬‬
‫‪121‬‬
‫ﻓﻔ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــﺎﺗﲔ اﻟﻨ ـ ــﺎزﻟﺘﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻳﻼﺣ ـ ــﻆ أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 336‬أن ﻫﻨ ـ ــﺎك ﺗﻨﺎﻗﻀ ـ ــﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺎ‬
‫ﺑ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻮﻗﻔﲔ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﲔ ﰲ ﻗﻀ ـ ــﻴﺘﲔ ﻣﺘﺸ ـ ــﺎ‪‬ﺘﲔ‪ ،‬اﳌﻮﻗ ـ ــﻒ اﻷول ﰲ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻗﻀ ـ ــﻰ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫اﳉﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻮاﺟﺒ ـ ـ ــﺔ اﻹﺗﺒـ ـ ــﺎع ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻠ ـ ـ ــﺰم ﲡـ ـ ــﺎوز رﻗ ـ ـ ــﻢ أﻋﻤﺎﻟ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻘﻒ اﶈ ـ ــﺪد ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺎم اﳉـ ـ ـﺰاﰲ ﻫ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 105‬أي ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﻔﺤ ـ ــﺺ وﻟ ـ ــﻴﺲ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 220) 107‬و‪ 221‬ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ( واﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻃﺒﻘﻬـ ـ ــﺎ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﰲ اﻟﻨﺎزﻟـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻗﻀـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ــﺄن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻮاﺟﺒـ ـ ــﺔ اﻹﺗﺒـ ـ ــﺎع ﻫـ ـ ــﻲ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﳌﻨﺼـ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 220) 107‬ﺣﺎﻟﻴـ ـ ـ ــﺎ(‪ ،‬وﰲ ﻧﺎزﻟـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ــﻮراﺛﻲ ﻛـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻗ ـ ـ ـ ـﺮار ﻋـ ـ ـ ــﺪد ‪-652‬‬
‫‪ 1997/5/2‬ﻋ ـ ـ ــﺎب ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ )اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪113‬‬
‫ﻫ ـ ــﻲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 228‬ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ(‪ ،‬ﻫﻨ ـ ــﺎك إذن ﺗﺪﺑ ـ ــﺪب ﰲ اﳌﻮﻗ ـ ــﻒ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﲞﺼ ـ ــﻮص ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨـ ـ ـﻮازل‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ‬
‫أن اﻟﻔﻘـ ــﻪ ﱂ ﻳﻘـ ــﺪم ﺣـ ــﻼ ﻣﺴـ ــﻄﺮﻳﺎ ﳌﺜـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊـ ــﺎﻻت‪ ،‬واﻟﻨﺼـ ــﻮص اﳉـ ــﺎري ‪‬ـ ــﺎ اﻟﻌﻤـ ــﻞ ﺣﺎﻟﻴـ ــﺎ ﺑـ ــﺪورﻫﺎ‬
‫ﱂ ﺗﺴ ــﺪ اﻟﻔ ـ ـﺮاغ اﻟ ــﺬي ﺗﻨ ــﺘﺞ ﻋﻨـ ــﻪ ﻣﺜ ــﻞ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺘ ــﺄوﻳﻼت‪ ،‬ﻟ ــﺬﻟﻚ ﻓﺘـ ــﺪﺧﻞ اﳌﺸ ــﺮع ﺿ ــﺮوري ﻟﻮﺿ ــﻊ ﺣـ ــﺪ‬
‫ﳍﺬا اﻹﺷﻜﺎل‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻮرﺛﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﳌﻠﺰم اﻷﺻﻠﻲ‬
‫ﺗـ ـ ــﻨﺺ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 102‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺪﺧﻞ‪ 337‬ﰲ ﻓﻘﺮ‪‬ـ ـ ــﺎ اﻟﺜﺎﻣﻨـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ "إذا‬
‫ﺗ ـ ــﻮﰲ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ورﺛﺘ ـ ــﻪ أو ﻳﻮﺟﻬ ـ ـﻮا رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻮﺻ ـ ــﻰ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ‪ ،‬أو ﻳﺴـ ـ ــﻠﻤﻮا ﻣﻘﺎﺑ ـ ــﻞ إﻳﺼـ ـ ــﺎل إﱃ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟﺘـ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟـ ـ ــﻪ ﳏ ـ ــﻞ إﻗﺎﻣـ ـ ــﺔ اﳍﺎﻟـ ـ ــﻚ‬
‫اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳ ـ ــﺔ أو اﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻴﺔ أو ﻣﻮﻃﻨ ـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬إﻗ ـ ـ ـﺮارا ﲟﺠﻤ ـ ــﻮع دﺧﻠ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻔ ـ ــﱰة اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة ‪ 3‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 104‬ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺜﻼﺛ ـ ــﺔ أﺷ ـ ـﻬﺮ اﻟﺘﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﻮﻓﺎة"‪ ،‬اﻹﺟﺮاءات ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﺿﺮﻳﺒﺔ )اﻟﺒﺎﺗﻨﺘﺎ(‪.‬‬
‫واﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرا ﳍ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﻮرﺛ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﳛ ـ ـ ــﻖ ﳍ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ــﺪﻓﻊ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﰲ ﺣﻘﻬـ ــﻢ إﻻ ﻋﻨـ ــﺪ إدﻻﺋﻬـ ــﻢ ﺑـ ــﺎﻹﻗﺮار اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ــﻪ أﻋـ ــﻼﻩ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﺣﻴﺜﻴـ ــﺎت أﺣـ ــﺪ‬
‫اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨ ـ ــﺎس ‪ ‬ـ ــﺬا اﳋﺼ ـ ــﻮص " وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﲞﺼ ـ ــﻮص ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ‬

‫‪ -336‬رﺷﻴﺪ اﳊﺴﲔ‪ :‬اﻟﻌﻴﻮب اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ ﻗﺮارات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ وأﺣﻜﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫ص ‪.139‬‬
‫‪ -337‬ﻋﻮﺿﺘﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 85‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎرات ﰲ اﺳ ـ ــﻢ وارﺛ ـ ــﺔ واﺣ ـ ــﺪة دون ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟﻮرﺛ ـ ــﺔ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳎ ـ ــﺎل ﻟﻼﺣﺘﺠ ـ ــﺎج ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳ ـ ــﻴﻠﺔ إﻻ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ اﺣ ـ ـﱰام اﳌ ــﺪﻋﲔ ﳌﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﳌ ــﺎدة ‪ 35‬ﻣ ــﻦ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ــﺔ اﳌﻀ ــﺎﻓﺔ اﻟ ــﱵ ﺗﺴ ــﺘﻮﺟﺐ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻃ ـ ــﺮوء ﺗﻐﻴ ـ ــﲑ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻷي ﺳ ـ ــﺒﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ــﺒﺎب‪ ،‬إدﻻء اﳋﻠ ـ ــﻒ‬
‫أو اﳌﺘﺨﻠ ـ ــﻰ ﻟ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺈﻗﺮار ﳑﺎﺛـ ـ ــﻞ ﻟﻺﻗ ـ ـ ـﺮار اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 34‬أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟـ ــﺬﻟﻚ وأﻣ ـ ــﺎم ﻋـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻻ ﺗﻜـ ــﻮن إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻠﺰﻣـ ــﺔ ﲟﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﰲ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ ﻃﺎﳌﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻹﻟﺰام"‪.‬‬
‫وﻻ ﺷ ـ ــﻚ أن ﻋ ـ ــﺪم إﻟ ـ ـ ـﺰام اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟ ـ ـ ـﺮﺑﻂ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﻮرﺛ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ‬
‫ﱂ ﻳﻘﻮﻣ ـ ـ ـﻮا ﺑـ ـ ــﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﻧﻔﺴـ ـ ــﻬﻢ ﻋـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻹﻗ ـ ـ ـﺮار اﳌﺸـ ـ ــﺎر إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ـ ـﻮاد أﻋـ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﺗﻨﺴـ ـ ــﺠﻢ‬
‫وﻃﺒﻴﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺿ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬إذ ﻛﻴ ـ ـ ــﻒ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة أن ﺗﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﰲ ﻣـ ـ ـ ـﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ ﰲ ﻏﻴ ـ ـ ــﺎب اﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺄﻧﻔﺴ ــﻬﻢ وﻣ ــﻦ أﻳ ــﻦ ﳍـ ــﺎ أن ﺗﻌﻠ ــﻢ ﺑﻌ ــﺪدﻫﻢ ﺣـ ــﱴ ﲣ ــﺎﻃﺒﻬﻢ ﲨﻴﻌ ــﺎ‪ ،‬ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓ ــﺈن ﺗﻘﺼ ــﲑﻫﻢ ﰲ اﻟﺘﻌﺮﻳـ ــﻒ‬
‫ﺑﺄﻧﻔﺴـ ـ ــﻬﻢ ﻳﺴـ ـ ــﺘﺘﺒﻊ ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﺣﺘﻤﻴـ ـ ــﺔ ﺣﺮﻣـ ـ ــﺎ‪‬ﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺮﺑﻂ‪.338‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﲟﺴﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ 339‬ﻋﻤ ـ ــﺎد ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـﺮﺑﻂ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،340‬وﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﲝ ـ ــﻖ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع‪ ،‬ﳌ ـ ــﺎ ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﻴﻪ ﻣ ـ ــﻦ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﲣ ـ ــﻮل ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻃ ـ ــﺮف ﻓ ـ ــﺮص اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺮاﻛ ـ ــﺰﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ‬
‫ﺣﻀ ـ ــﻮري‪ ،‬ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،341‬وﻻ ﳚ ـ ــﻮز ﳐﺎﻟﻔﺘ ـ ــﻪ ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ اﳊﻜ ـ ــﻢ‬
‫ﺑﺒﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أﻧ ـ ـ ــﻪ " ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﶈ ـ ــﺪد ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻗﺮاراﺗ ـ ــﻪ أو ﻋﻘ ـ ــﻮدﻩ أو ﻣﺮﺳ ـ ــﻼﺗﻪ اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ إﱃ ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟﺘـ ــﺎﺑﻊ ﻟـ ــﻪ ﻣﻜـ ــﺎن ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻴـ ــﻪ إﻣـ ــﺎ ﺑﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀـ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﻮﺻـ ــﻮل ﻣـ ــﻊ إﺷـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ــﻠﻢ‬

‫‪ -338‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻴﻌﻘﻮﰊ‪ :‬ﻗﺮاءة ﰲ ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻠﺤﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،37‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2004‬ص‬
‫‪.123‬‬
‫‪ -339‬ﺗﻨﻈﻢ اﳌﺎدة ‪ 219‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.‬‬
‫‪ -340‬ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻨﻤﻴﻠﻲ‪ :‬ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺪوﻧﺔ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻌﻴﺎر‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،34‬ﻧﻮﻧﱪ ‪ ،2005‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -341‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪123‬‬
‫أو ﺑﺎﻟﺘﺴ ـ ــﻠﻴﻢ إﻟﻴ ـ ــﻪ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﳌ ـ ــﺄﻣﻮرﻳﻦ اﶈﻠﻔ ـ ــﲔ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻌﲔ ﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو أﻋـ ـ ـﻮان ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ أو‬
‫اﻷﻋﻮان اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﲔ أو ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹدارﻳﺔ‪.‬‬
‫ﳚﺐ أن ﻳﻘﻮم اﻟﻌﻮن اﳌﺒﻠﻎ ﺑﺘﻘﺪﱘ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﳌﺮاد ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ إﱃ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﰲ ﻇﺮف ﻣﻐﻠﻖ‪.‬‬
‫ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ ﺑﺸ ـ ــﻬﺎدة ﲢـ ـ ــﺮر ﰲ ﻧﺴ ـ ــﺨﺘﲔ ﰲ ﻣﻄﺒـ ـ ــﻮع ﺗﻘﺪﻣ ـ ــﻪ اﻹدارة وﺗﺴـ ـ ــﻠﻢ ﻧﺴ ـ ــﺨﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﺸﻬﺎدة إﱃ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪ .‬وﳚﺐ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﻬﺎدة اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺳﻢ اﻟﻌﻮن اﳌﺒﻠﻎ وﺻﻔﺘﻪ؛‬
‫‪ -‬ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ؛‬
‫‪ -‬اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺴﻠﻤﺔ إﻟﻴﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ وﺗﻮﻗﻴﻌﻪ‪.‬‬
‫وإذا ﱂ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ أو ﱂ ﻳـ ـ ــﺮد اﻟﺸـ ـ ــﺨﺺ اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﺴـ ـ ــﻠﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﺗﻮﻗﻴـ ـ ــﻊ اﻟﺸـ ـ ــﻬﺎدة‪ ،‬وﺟـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌـ ـ ــﻮن اﻟـ ـ ــﺬي ﻗـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ أن ﻳﺸـ ـ ــﲑ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ إﱃ ذﻟـ ـ ــﻚ‪ ،‬وﰲ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﳊـ ـ ــﺎﻻت ﻳﻮﻗـ ـ ــﻊ اﻟﻌـ ـ ــﻮن اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر‬
‫اﻟﺸﻬﺎدة وﻳﻮﺟﻬﻬﺎ إﱃ ﻣﻔﺘﺶ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪.‬‬
‫إذا ﺗﻌ ـ ـ ــﺬر اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر ﻟﻌ ـ ـ ــﺪم اﻟﻌﺜ ـ ـ ــﻮر ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﺸ ـ ـ ــﺨﺺ‬
‫اﻟﻨﺎﺋ ـ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺟﺒ ـ ـ ــﺖ اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﱃ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﰲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻬﺎدة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻮﻗ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﻟﻌ ـ ـ ــﻮن وﺗﺮﺟ ـ ـ ــﻊ إﱃ‬
‫اﳌﻔﺘﺶ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﺒﻠﻐﺔ ﺑﺼﻮرة ﺻﺤﻴﺤﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا وﻗﻊ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻴﻤـ ـ ـ ــﺎ ﳜـ ـ ـ ــﺺ اﻷﺷـ ـ ـ ــﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـ ـ ـ ــﲔ إﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺸـ ـ ـ ــﺨﺺ اﳌﻌـ ـ ـ ــﲏ وإﻣـ ـ ـ ــﺎ ﲟﻮﻃﻨـ ـ ـ ــﻪ ﻷﻗﺎرﺑـ ـ ـ ــﻪ أو‬
‫ﻣﺴ ــﺘﺨﺪﻣﲔ ﻋﻨ ــﺪﻩ أو ﻟﻜ ــﻞ ﺷ ــﺨﺺ آﺧ ــﺮ ﻳﺴ ــﻜﻦ أو ﻳﻌﻤ ــﻞ ﻣ ــﻊ اﳌﻮﺟﻬ ــﺔ إﻟﻴ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘ ــﺔ أو‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ رﻓ ــﺾ ﺗﺴ ــﻠﻢ اﻟﻮﺛﻴﻘ ــﺔ اﳌ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﺑﻌ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟ ــﻞ ‪ 10‬أﻳ ــﺎم اﻟﺘ ــﺎﱄ ﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ رﻓ ــﺾ‬
‫اﻟﺘﺴﻠﻢ؛‬
‫‪ -‬ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت واﳍﻴ ـ ــﺂت اﻷﺧ ـ ــﺮى اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 26‬أﻋ ـ ــﻼﻩ إﱃ اﻟﺸ ـ ـﺮﻳﻚ‬
‫اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻲ أو ﳑﺜﻠﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ أو ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ أو أي ﺷ ـ ــﺨﺺ آﺧ ـ ــﺮ ﻳﻌﻤ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻊ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻮﺟﻬ ـ ــﺔ إﻟﻴ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ أو ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ رﻓ ـ ــﺾ ﺗﺴ ـ ــﻠﻢ اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻧﺼـ ـ ـﺮام‬
‫أﺟﻞ ‪ 10‬أﻳﺎم اﻟﺘﺎﱄ ﻟﺘﺎرﻳﺦ رﻓﺾ اﻟﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -2‬إذا ﺗﻌ ـ ــﺬر ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻤﻬﺎ إﱃ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﳌ ـ ــﺪﱃ ﺑ ـ ــﻪ إﱃ ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ‬
‫ﻳـ ـ ــﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘـ ـ ــﺔ ﰲ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀـ ـ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﻮﺻـ ـ ــﻮل ﻣـ ـ ــﻊ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻢ أو ﺑﻮاﺳـ ـ ــﻄﺔ أﻋ ـ ـ ـﻮان‬
‫ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ أو اﻷﻋ ـ ـﻮان اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﲔ أو ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وﰎ إرﺟ ـ ــﺎع اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ ﻣﺬﻳﻠ ـ ــﺔ ﺑﺒﻴ ـ ــﺎن‬
‫ﻏ ــﲑ ﻣﻄﺎﻟ ــﺐ ﺑ ــﻪ أو اﻧﺘﻘ ــﻞ ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻨ ـ ـﻮان أو ﻋﻨ ـ ـﻮان ﻏ ــﲑ ﻣﻌ ــﺮوف أو ﻏ ــﲑ ﺗ ــﺎم أو أﻣ ــﺎﻛﻦ ﻣﻐﻠﻘـ ــﺔ‬
‫أو اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻌ ـ ــﺮوف ﺑ ـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان‪ ،‬ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊ ـ ــﺎﻻت ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﻈ ـ ــﺮف ﻣﺴ ـ ــﻠﻤﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫اﻧﺼﺮام أﺟﻞ اﻟﻌﺸﺮة أﻳﺎم اﻟﺘﺎﱄ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺛﺒﺎت ﺗﻌﺬر ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﻈﺮف اﳌﺬﻛﻮر"‪.342‬‬
‫ﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬وﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﺎﶈـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﳒـ ـ ــﺪﻩ ﻳﺆﻛـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ‪،‬‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ اﻋﺘـ ــﱪت اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ــﺎط ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪ " :‬ﻟﻜـ ــﻦ ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ ﻟـ ــﻴﺲ ﻫﻨـ ــﺎك‬
‫ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ اﺣ ـ ـ ـﱰام إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﻠﻤﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ)‪ .(...‬ﻓﻀ ـ ـ ــﻼ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﻋﺒ ـ ـ ــﺊ‬
‫إﺛﺒ ــﺎت اﺣ ـ ـﱰام ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﻔ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ــﺎﺋﻲ ﻳﻘ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ اﻹدارة ﻷﻧ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﳌﺒ ــﺎدئ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﰎ ﺗﻜﺮﻳﺴ ــﻬﺎ‬
‫ﻓﻘﻬ ـ ـ ــﺎ وﻗﻀ ـ ـ ــﺎء )‪ .(...‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ـ ــﺈن اﳌﻨﻄ ـ ـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻹدارة ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ أن ﺗﺸﻌﺮ اﳌﻠﺰم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ واﺿﺤﺔ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ وأﻣ ـ ــﺎم ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت‪ ،‬وﻃﺎﳌ ـ ــﺎ أن اﻹدارة ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻜﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع ﻏﲑ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﻳﺘﻌﲔ إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ"‪.343‬‬
‫وﰲ اﳌﻨﺤ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻪ اﻋﺘ ـ ـ ـ ــﱪت اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ـ ـ ــﺪة‪ 344‬ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ـ ــﻪ‪" :‬ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﻹدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻻﺣﺘﺠـ ـ ـ ــﺎج ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳌـ ـ ـ ــﺪﻋﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪم ﺳـ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟـ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري إﻻ إذا ﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ ﻗـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺖ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات )اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ( ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺎ‪ ،‬واﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑﻀ ـ ـ ــﺮورة وﺿ ـ ـ ــﻊ إﻗ ـ ـ ـﺮارﻩ‬

‫‪ -342‬وﻣﺎ ﳚﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ‪ ،‬أن اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ أﺿﺎف ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2018‬ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻹﻟﻜﱰوﱐ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﳉﺪﻳﺪة ﻣﺎﻳﻠﻲ‪ -II" :‬ﳝﻜﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﺒﻨﺪ ‪ I‬أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﳌﺪﱃ ‪‬ﺎ‬
‫ﻟﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻠﺰم اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ‪ X -145‬أﻋﻼﻩ"‪.‬‬
‫== ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2018‬رﻗﻤﻪ ‪ ،68-17‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪ ،1-17-110‬اﻟﺼﺎدر ﰲ ‪ 6‬رﺑﻴﻊ اﻷﺧﺮ‬
‫‪ 19) 1439‬دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،(2017‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪ ،6633‬ص ‪.7367‬‬
‫‪ -343‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1243‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/10/10‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،04/3/204‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -344‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،48‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1995/05/29‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ،94/47‬ﻣﺸﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳊﺴﻦ‬
‫ﻛﺜﲑ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪125‬‬
‫ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ أوﱃ وإن ﻫ ـ ــﻮ ﱂ ﻳﻔﻌ ـ ــﻞ ﺗﺸ ـ ــﻌﺮﻩ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺳ ـ ــﺲ اﻟ ـ ــﱵ ﺳ ـ ــﺘﻔﺮض ﺑﻨ ـ ــﺎء‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻪ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ"‪.‬‬
‫وﰲ اﻻﲡ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻜ ـ ــﺮس اﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﺑﻀ ـ ــﺮورة‬
‫اﺣـ ـ ـﱰام ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إﱃ اﻟﻘ ـ ــﻮل‬
‫إن‪ " :‬ﻋ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام ﻗﻮاﻋ ــﺪ اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻨﺤ ــﻮ اﶈ ــﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧ ــﺎ ﻳﺮﺗ ــﺐ ﺑﻄ ــﻼن ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﻔ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ــﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وأن ﻗﻴ ـ ـ ـ ــﺎم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ـ ـ ــﻪ اﳌﺮاﺳ ـ ـ ـ ــﻼت إﱃ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ـﻮان اﳌﻮﺛ ـ ـ ـ ــﻖ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ـ ــﻴﺲ إﱃ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ـﻮان‬
‫اﳌﻌﻨﻴ ـ ــﲔ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬ﳚﻌ ـ ــﻞ ذﻟ ـ ــﻚ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻏ ـ ــﲑ ﺻ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻟﻜ ـ ــﻮن ﻋﻨ ـ ـ ـﻮان اﳌﻮﺛ ـ ــﻖ ﻻ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﳏ ـ ــﻞ‬
‫ﳐـ ــﺎﺑﺮة وأن اﳌﻮﺛـ ــﻖ ﻟﻴﺴـ ــﺖ ﻟـ ــﻪ اﻟﺼـ ــﻔﺔ ﻟﻠﺘﺴـ ــﻠﻢ ﻧﻴﺎﺑـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ اﳌـ ــﺪﻋﲔ‪ .‬وأن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻳﻨﺒﻐـ ــﻲ أن ﻳﻬـ ــﻢ اﳌﻌﻨﻴـ ــﲔ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻴﺎ‪ ،‬أو ﺑﻌﻨ ـ ـ ـﻮا‪‬ﻢ وﻓـ ـ ــﻖ اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا ا‪‬ـ ـ ــﺎل‪ ،‬وأن اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌـ ـ ــﺎ‬
‫أﺧﻠ ـ ـ ــﺖ ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳋﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﻋ ـ ـ ــﺪم ﻗﻴﺎﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻓﻘ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳉﺎري ‪‬ﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎﻃﻠﺔ"‪.345‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ دأﺑ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻠﻐ ـ ــﻲ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﻟﻌـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻀـ ــﺢ ﻣـ ــﻦ إﺣـ ــﺪى ﺣﻴﺜﻴـ ــﺎت ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻘـ ـ ـﺮارات اﻟ ـ ــﱵ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺎ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﻮﺿ ـ ــﻊ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﻳﺴـ ــﺘﻮﺟﺐ أن ﻳﻜـ ــﻮن اﳌﻠـ ــﺰم ﻗـ ــﺪ ﺳـ ــﺒﻖ إﻧـ ــﺬارﻩ ﺑﻮﺟـ ــﻮب ﺗﻘـ ــﺪﱘ ﺗﺼـ ــﺮﳛﻪ وﲤﻜﻴﻨـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ إﺑـ ــﺪاء ﻣﻼﺣﻈﺎﺗـ ــﻪ‬
‫ﺣﻮل أﺳﺲ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﺮﺿﻬﺎ)‪.346"(...‬‬
‫وﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗـ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻠﻐ ـ ــﻲ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء وﺑﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﺼ ـ ــﺪي ﻹﻟﻐ ـ ــﺎء اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻴﺜﻴ ـ ــﺎت اﻟﻘـ ـ ـﺮار‬
‫ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ـ ــﻲ‪" :‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗﺒ ـ ـ ــﲔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻹﻃ ـ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﻬﺎدة اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ )‪ ،(...‬وأن اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺟﻬﺘﻬـ ــﺎ ﱂ ﺗﻘـ ــﻢ ﺑﺈﺷـ ــﻌﺎر اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﺑﺘﻘـ ــﺪﱘ إﻗ ـ ـﺮار ﺑـ ــﺮﻗﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ـ ــﺎ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ اﶈـ ــﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ ﻛﻤـ ــﺎ ﱂ‬

‫‪ -345‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2590‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/12/07‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2009 -7-172‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -346‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،619‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ .2000/1/7/674‬أوردﻩ‬
‫ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪126‬‬
‫ﺗﺒﻠﻐ ـ ــﻪ ﺑﺎﻷﺳ ـ ــﺲ اﻟ ـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪر‪‬ﺎ ﰲ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ اﻷﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓﺮﺿ ـ ــﻬﺎ‬
‫ﻣﻌﻴﺒﺔ)‪.347"(...‬‬
‫وﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ آﺧ ـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء‪ 348‬ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪" :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﺄوراق اﳌﻠ ـ ــﻒ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ أن اﻹدارة ﻗ ـ ــﺪ وﺟﻬ ـ ــﺖ إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺘﲔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴﺘ ـ ــﲔ اﻷوﱃ واﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫داﺧ ــﻞ اﻷﺟ ــﻞ اﳌﻨﺼ ــﻮص ﻋﻠﻴ ــﻪ أﻋ ــﻼﻩ ﳑ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ اﻟﻔ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﳊ ــﺎل ﻣ ــﺎ ذﻛ ــﺮ ﻗ ــﺪ‬
‫ﰎ وﻓـ ــﻖ ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻏـ ــﲑ ﺳـ ــﻠﻴﻤﺔ ﳑـ ــﺎ ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻣﻌـ ــﻪ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼ‪‬ـ ــﺎ ﻣـ ــﻊ ﻣـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــﻚ ﻣـ ــﻦ آﺛـ ــﺎر‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ"‪.‬‬
‫وﰲ اﻻﲡـ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ــﺪر ﺣﻜـ ـ ــﻢ آﺧـ ـ ــﺮ ﻋـ ـ ــﻦ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ـ ــﺎط ﻛـ ـ ــﺎن أﻛﺜـ ـ ــﺮ‬
‫ﺣﺴـ ــﻤﺎ أﻗـ ــﺮت ﺧﻼﻟـ ــﻪ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﺑﺴـ ــﻘﻮط اﳊـ ــﻖ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﻌـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ‬
‫واﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا ا‪ ‬ـ ـ ــﺎل‪ ،‬واﻟ ـ ـ ــﺬي ﻻ ﻳﺘﺤﻘ ـ ـ ــﻖ ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ‬
‫ﺑﺘﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻹﺷـ ــﻌﺎرﻳﻦ ﻓﻘـ ــﻂ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑـ ــﻞ ﻳﺘﻌـ ــﲔ إﺛﺒـ ــﺎت اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ ‪‬ﻤـ ــﺎ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ـ ــﻒ وﻣﺴـ ـ ــﺘﻨﺪاﺗﻪ وﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳋﺼـ ـ ــﻮص اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎرﻳﻦ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرﻳﻦ‬
‫ﺗﺒ ــﲔ ﻏﻴ ــﺎب ﻣ ــﺎ ﻳﻔﻴ ــﺪ اﻟﺘﻮﺻ ــﻞ ‪‬ﻤ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﳌﻠ ــﺰم‪ ،‬ﳑ ــﺎ أدى إﱃ ﻋ ــﺪم ﺗﺮﺗﻴ ــﺐ اﻵﺛ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﳍﻤ ــﺎ‬
‫اﳌﺆدﻳـ ــﺔ إﱃ اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻷﻧـ ــﻪ ﰲ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻷﺧـ ــﲑة ﻻ ﻳﻜﻔـ ــﻲ ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻹﺷـ ــﻌﺎرﻳﻦ‬
‫ﻓﻘـ ــﻂ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑـ ــﻞ ﻳﻨﺒﻐ ـ ــﻲ إﺛﺒـ ــﺎت اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ ‪‬ﻤ ـ ــﺎ ﺣـ ــﱴ ﳝﻜـ ــﻦ إﻧﺘ ـ ــﺎج آﺛﺎرﳘـ ــﺎ‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺎﻹﻧ ـ ــﺬارﻳﻦ ﰲ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ اﻹﺧـ ــﻼل ‪‬ـ ــﺎ ﺳـ ــﻘﻮط ﺣـ ــﻖ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ ‪‬ﻤـ ــﺎ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬـ ــﺎ ﲝـ ــﻖ اﻟـ ــﺪﻓﺎع اﻟـ ــﺬي‬
‫ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻹﺟﺮاءات اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ اﻵﻣﺮة‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ أن إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳌ ـ ــﺎ ﻗﺎﻣ ـ ــﺖ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎرﻳﻦ اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬﻤ ـ ــﺎ‪ ،‬وﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻔﻴـ ــﺪ ﺗﻮﺻـ ــﻠﻪ ‪‬ﻤـ ــﺎ ﺗﻜـ ــﻮن ﻗـ ــﺪ ﺧﺎﻟﻔـ ــﺖ اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻮاﺟـ ــﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬـ ــﺎ‪ ،‬وأﺧﻠـ ــﺖ ﺑﺄﺣـ ــﺪ ﺷـ ــﺮوط‬
‫ﺿـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﺘﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ وﺣﺮﻣ ـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺪﻋﻲ ﺑﻮﺟ ـ ـ ــﻮب ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ ﺗﺼ ـ ـ ــﺮﳛﻪ وإﺑـ ـ ــﺪاء ﻣﻼﺣﻈﺎﺗ ـ ـ ــﻪ ﺣ ـ ـ ــﻮل أﺳ ـ ـ ــﺲ‬

‫‪ -347‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،315‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/10/04‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2004/2/4/1450‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -348‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2092‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/06/25‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،9/12/162‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫ﻓ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﻓﺮﺿ ـ ـ ــﻬﺎ)‪ ،(...‬ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﻣﻌ ـ ـ ــﻪ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑ ـ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫ﻣﻮﺿﻮع ﺟﺪول اﳌﻜﻠﻔﲔ"‪.349‬‬
‫وﺳ ـ ـ ـﲑا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻔ ـ ــﺎس وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻜ ـ ــﺮس اﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﻀـ ــﺮورة اﺣ ـ ـﱰام ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﲢـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ إﱃ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﻮل "‪(...) :‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ أﻧـ ـ ــﻪ ﱂ ﳛﺼـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﻟﻠﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺘﲔ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرﺗﲔ أﻋـ ـ ــﻼﻩ و اﳌﺘﻄﻠﺒـ ـ ــﺔ ﻟﺰاﻣـ ـ ــﺎ ﻟﺼـ ـ ــﺤﺔ‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ ﳍ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻳﻌ ـ ــﺪو ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ دون اﺣـ ـ ـﱰام ﺿـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 28‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪) 30-85‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ــﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ـ ـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ـ ــﺎﻓﺔ( ﺑ ـ ـ ــﺎﻃﻼ وﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ إﻟﻐ ـ ـ ــﺎء اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ"‪.350‬‬
‫وﰲ ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ أﺧ ـ ـ ـ ــﺮ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ـ ـ ــﺎط اﻋﺘ ـ ـ ـ ــﱪت ﻓﻴ ـ ـ ـ ــﻪ أن ﺧ ـ ـ ـ ــﺮق إدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺔ اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣﺴﺎﺳ ـ ــﺎ ﲝﻘ ـ ــﻮق‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع وﻳﻔﻀ ـ ــﻲ إﱃ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫إﻧ ـ ــﻪ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪...‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﺒ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ﻋ ـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﻛ ـ ــﻮن اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ‬
‫ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧﻜ ـ ــﺮ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣﻔﻴ ـ ــﺪا ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﺑﺎﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫اﻷوﱃ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/10/30‬وﻫ ـ ــﺬا ﺛﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺮﻓﻘ ـ ــﺔ ﺑﺘﻘﺮﻳ ـ ــﺮ اﳋ ـ ــﱪة‪ ،‬وأﺿ ـ ــﺎف ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻔـ ـ ـ ـ ــﺎدﻩ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺄن اﳌـ ـ ـ ـ ــﺪة اﻟﻔﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ وﺗـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺻـ ـ ـ ـ ــﺪور اﻷﻣـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻻﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص أي‬
‫‪ 2001/12/31‬ﺗﻌ ـ ـ ــﺪ ﻏـ ـ ـ ــﲑ ﻛﺎﻓﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻮاﻟﻴـ ـ ـ ــﺔ وﺗﻮﺿـ ـ ـ ــﺢ ﺑـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺧـ ـ ـ ــﺮق اﻹدارة ﳌﻘﺘﻀـ ـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﺎدة ‪ 103‬اﳌﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺜﺒ ـ ــﺖ ﻋ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـﱰام اﻹدارة ﻟﻺﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺔ‬
‫اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﲞﺼ ـ ــﻮص اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﺎل ﲟ ـ ــﺎ‬

‫‪ -349‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،724‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/03/15‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ 08/1053‬ش‪.‬د‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -350‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،95-56‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1995/05/03‬ﻗﻀﻴﺔ ﲝﻤﻮ ﺿﺪ وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬أوردﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر‬
‫ﺗﻴﻌﻼﰐ‪ :‬اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،19‬أﺑﺮﻳﻞ‪-‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،1997‬ص‬
‫‪.36‬‬
‫‪128‬‬
‫ﺗﺮﺗـ ـ ــﺐ ﻋـ ـ ــﻦ ذﻟـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺴـ ـ ــﺎس ﲝﻘـ ـ ــﻮق اﻟ ـ ـ ــﺪﻓﺎع‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑـ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﺘﻌﻠﻖ ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ آﺛﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ"‪.351‬‬
‫وﳑ ـ ــﺎ ﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬أن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺬي رﺟﻌ ـ ــﺖ ﻗﺴ ـ ــﻴﻤﺔ اﳌﺮﺟ ـ ــﻮع ﲟﻼﺣﻈ ـ ــﺔ "اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع إﱃ‬
‫اﳌﺮﺳﻞ" ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻮن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻏﲑ واردة ﺑﺎﳌﺎدة ‪ 219‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ــﺔ ﲟ ـ ـﺮاﻛﺶ‪ 352‬ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪":‬ﺣﻴـ ــﺚ‬
‫أن إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﻓﺘﺌ ـ ــﺖ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺒﺎب اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﺗﺆﻛ ـ ــﺪ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻋﻤ ـ ــﺪت ﻓﻌ ـ ــﻼ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ إﱃ ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺎدة ‪ 19‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻛﺘ ـ ــﺎب اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻋﻤﻠ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗ ـ ــﺬﻛﲑ أوﱃ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/06/08‬رﺟﻌ ـ ــﺖ ﲟﻼﺣﻈ ـ ــﺔ "اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع إﱃ اﳌﺮﺳ ـ ــﻞ" ﻓﻮﺟﻬ ـ ــﺖ إﻟﻴ ـ ــﻪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗ ـ ــﺬﻛﲑ ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/10/31‬رﺟﻌـ ــﺖ ﺑﻌﺒـ ــﺎرة "ﻏـ ــﲑ ﻣﻄﺎﻟـ ــﺐ ﺑـ ــﻪ" ﳑـ ــﺎ ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣﻌـ ــﻪ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﺎ ﺻـ ــﺤﻴﺤﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﺎدة ‪ 219‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺛﺒ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ وﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﳏﻀ ـ ــﺮ اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ اﻟ ـ ــﺬي أﺟﺮﺗ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺪرﺟ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ أن اﻹدارة اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﻗ ـ ـ ــﺪ أدﻟ ـ ـ ــﺖ ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗ ـ ـ ــﺬﻛﲑ أوﱃ وﺛﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ وﻇ ـ ـ ــﺮﰲ اﻟﱪﻳ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﳌﻀ ـ ــﻤﻮن ﳛﻤ ـ ــﻼن ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺔ "اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع إﱃ اﳌﺮﺳ ـ ــﻞ" وﻫ ـ ــﻲ ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 219‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟـ ــﱵ ﲢـ ــﺪد ﺣﺼ ـ ـﺮا اﳊـ ــﺎﻻت اﻟـ ــﱵ ﺗﻌﺘـ ــﱪ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﺎ ﺳـ ــﻠﻴﻤﺎ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﺒﻘـ ــﻰ‬
‫ﻣﻌ ــﻪ اﻟﻈﺮﻓ ــﺎن اﳌ ــﺬﻛﻮران ﻻ ﻳﻔﻴ ــﺪان ﺷ ــﻴﺌﺎ ﰲ ﺳ ــﻠﻮك ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﻔ ــﺮض ﻛﻤ ــﺎ ﻳﻔﺮﺿ ــﻬﺎ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﶈ ــﺘﺞ ﺑ ــﻪ‬
‫واﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ إﺣﺪى اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﻠﺰم‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﳌ ـ ــﺎ ﻻﺣ ـ ــﻆ ذﻟ ـ ــﻚ ورﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﻦ ﺻـ ـ ـﻮاب إﻟﻐ ـ ــﺎء إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﳌﻨﺎزﻋﺔ ﻳﻜﻮن ﺣﺮﻳﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﲞﺼ ـ ــﻮص اﻧﻌﻜ ـ ــﺎس ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫ﻓﻤ ـ ــﻦ اﻟﺒ ـ ــﺪﻫﻲ أن ﻳﺘﺒ ـ ــﻊ ﻫ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن إﻟﻐ ـ ــﺎء إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﺎ ذﻫﺒ ـ ــﺖ إﻟﻴ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ‬

‫‪ -351‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،71‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/01/19‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 02/725‬ش‪.‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -352‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،433‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/02/28‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2012/9/107‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ )ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺎ(‪ ،353‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻗﻀ ـ ــﻰ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬ﲟ ـ ــﺎ أن اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﱂ‬
‫ﻳﻜ ـ ــﻦ ﻣﺸ ـ ــﺮوﻋﺎ ﻓ ـ ــﻼ ﻓﺎﺋ ـ ــﺪة ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ أﺛ ـ ــﺎرﻩ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﺸ ـ ــﺄن اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻷﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ آﺛ ـ ــﺎر إﻟﻐ ـ ــﺎء‬
‫ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﱰاﺟـ ــﻊ ﻋـ ــﻦ ﲨﻴـ ــﻊ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟـ ــﱵ ﻗـ ــﺎم ‪‬ـ ــﺎ ﳏﺼـ ــﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬـ ــﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻳﺴﺮي اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺿﺪﻩ"‪.‬‬
‫وﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﻟﻨـ ـ ــﺎ‪ ،‬أن ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺎﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺘﲔ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬﻤـ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻳﺮﺗﺒ ـ ــﺎن أﺛ ـ ــﺮ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻳﺴ ـ ــﺘﻮي ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ أن ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﻗـ ـ ــﺪ ﻗﺎﻣـ ـ ــﺖ ‪‬ﻤـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ وﺟـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻴﺊ ﺣﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺒﻠﻐﻬﻤـ ـ ــﺎ ﺑﺸـ ـ ــﻜﻞ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰم أو اﻛﺘﻔـ ـ ــﺖ ﺑﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ‬
‫إﺣﺪاﳘﺎ ﻓﻘﻂ أو ﱂ ﺗﺒﺎﺷﺮ أﻳﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ ﰲ اﻷﺧﲑ أن ﻧﺘﺴﺎءل ﻋﻦ أﺛﺮ اﻟﺒﻄﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ؟‬
‫ﳒﻴ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل ﺑﻜ ـ ــﻮن إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻘﻮط‬
‫اﳊ ـ ــﻖ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﻣﻄﻠﻘ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺣ ـ ــﻖ اﻹدارة إﻋ ـ ــﺎدة إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫وﲢﻘﻴ ــﻖ اﻹﻟ ـ ـﺰام اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣ ــﺎ ﱂ ﻳﻨﺼ ــﺮم أﺟ ــﻞ اﻟﺘﻘ ــﺎدم اﶈ ــﺪد ﰲ ‪ 4‬ﺳ ــﻨﻮات ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺴ ــﻨﺔ اﳌﺴ ــﺘﺤﻘﺔ‬
‫ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻣ ــﻊ اﻷﺧ ــﺬ ﺑﻌـ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒ ــﺎر ﻗﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم اﻟ ــﺬي ﳜـ ــﻮل ﻟ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أﺟ ــﻼ ﺟﺪﻳـ ــﺪا‬
‫ﳝﻜﻦ ﻣﻌﻪ إﺻﻼح اﳌﺴﻄﺮة‪..354‬‬
‫‪355‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 232‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳﻨﻘﻄ ـ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺎدم‬
‫ﺑﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 228‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ واﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﲝﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم إﻳ ـ ــﺪاع اﻹﻗ ـ ـﺮار أو ﺗﻘﺪﳝ ـ ــﻪ ﻧﺎﻗﺼ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ‬
‫اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـﺎ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 229‬ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗـ ــﺬﻛﺮ اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﻀـ ــﺮورة‬
‫اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ إﻃﺎر ﺣﻖ اﳌﺮاﻗﺒﺔ‪.‬‬

‫‪ -353‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،134‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/02/14‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪.2004/2/4/2783‬‬
‫أوردﻩ اﳊﺴﻦ ﻛﺜﲑ‪ :‬اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺒﺎﺋﻲ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -354‬ﻋﺪﻧﺎن أﺑﻮ درار‪ :‬ﺣﺎﻻت ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -355‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ‪:‬‬
‫== ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻘﺎدم ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،33‬دﺟﻨﱪ ‪. 2016‬‬
‫‪130‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل ﻳﺒﻘ ـ ــﻰ ﻣﻄﺮوﺣ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﻮل ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ إذا ﻛ ـ ــﺎن اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﻘ ــﺎﻃﻊ ﻟﻠﺘﻘ ــﺎدم ﺑ ــﺎﻃﻼ وﻛﺎﻧ ــﺖ ﻗ ــﺪ ﻣ ــﺮت أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ أرﺑ ــﻊ ﺳ ــﻨﻮات ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻮاﻗﻌ ــﺔ اﳌﻨﺸ ــﺌﺔ ﻟﻠﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻓﻬ ــﻞ‬
‫ﻳﺮﺗ ــﺐ ذﻟ ــﻚ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﺒﺎﻃ ــﻞ أﺛ ــﺮﻩ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ ﻗﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم واﺣﺘﺴ ــﺎب أﻣ ــﺪ ﺟﺪﻳ ــﺪ ﻟﻠﺘﻘ ــﺎدم اﳌ ــﺬﻛﻮر‬
‫ﳑ ـ ــﺎ ﺗﺘ ـ ــﺎح ﻣﻌ ـ ــﻪ ﻓﺮﺻ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة ﻟﺘ ـ ــﺪارك اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺒﺎﻃ ـ ــﻞ وﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺳـ ـ ــﻠﻴﻤﺔ‬
‫ﺗﺼـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﻟﻸوﺿـ ـ ــﺎع ؟ ﻳـ ـ ــﺬﻫﺐ اﻷﺳـ ـ ــﺘﺎذ ﳏﻤـ ـ ــﺪ ﻗﺼـ ـ ــﺮي إﱃ أن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟـ ـ ــﱵ ﲤـ ـ ــﺖ ﻋﻠـ ـ ــﻰ وﺟـ ـ ــﻪ‬
‫ﺻ ــﺤﻴﺢ وﻏ ــﲑ اﻟﺒﺎﻃﻠ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﻟ ــﱵ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄ‪‬ﺎ أن ﺗﻘﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم وﻣ ــﻦ ﲦ ــﺔ إذا ﺛﺒ ــﺖ أن اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﻘ ــﺎﻃﻊ‬
‫ﻟﻠﺘﻘـ ــﺎدم اﳌﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﻔـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻛـ ــﺎن ﺑـ ــﺎﻃﻼ ﰲ اﻟﻮﻗـ ــﺖ اﻟـ ــﺬي ﻣﻀـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻮاﻗﻌـ ــﺔ‬
‫اﳌﻨﺸ ـ ــﺌﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣ ـ ــﺪة اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم اﶈ ـ ــﺪدة ﰲ ‪ 4‬ﺳ ـ ــﻨﻮات‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ــﻘﻂ ﺣ ـ ــﻖ اﻹدارة ﰲ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒ ــﺎر أن اﻹﺟـ ـﺮاء اﻟﺒﺎﻃ ــﻞ ﻻ ﻳﱰﺗ ــﺐ ﻋﻠﻴ ــﻪ أي أﺛ ــﺮ ﻗ ــﺎﻧﻮﱐ‪ .‬ﻫ ــﺬا ﻋﻠ ــﻰ ﺧ ــﻼف ﻣ ــﺎ إذا ﻛ ــﺎن ﻗ ــﺪ ﺗﻘ ــﺮر‬
‫ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﻀـ ــﺎء ﻟﻔﺴـ ــﺎد اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻘـ ــﺮرة ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺴـ ــﻬﺎ وﻛﺎﻧـ ــﺖ ﻣـ ــﺪة اﻟﺘﻘـ ــﺎدم‬
‫اﶈ ـ ــﺪدة ﰲ ‪ 4‬ﺳ ـ ــﻨﻮات ﱂ ﲤ ـ ــﺾ ﺑﻌ ـ ــﺪ‪ ،‬آﻧ ـ ــﺬاك ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﻺدارة أن ﺗﻌﻴ ـ ــﺪ إﺟ ـ ـﺮاءات ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫اﻧﺼﺮام اﻷﺟﻞ اﳌﺬﻛﻮر‪..356‬‬
‫ﻫ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻳﺜ ـ ــﺎر إﺷ ـ ــﻜﺎل آﺧ ـ ــﺮ ﺣ ـ ــﻮل ﺑﻄ ـ ــﻼن إﺟ ـ ـﺮاءات ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﺣ ـ ــﻖ‬
‫اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﺗﻌﻤـ ــﺪ اﻹدارة ﰲ إﻃـ ــﺎر ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻟـ ــﺪﻋﻮة إﱃ‬
‫ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ إﻗـ ـ ـﺮارﻩ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ دون أن ﲣ ـ ــﱪﻩ اﻹدارة ﰲ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺳ ـ ــﺎس اﳌﻨ ـ ــﻮي اﻋﺘﻤ ـ ــﺎدﻩ ﰲ‬
‫ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻓﻬـ ـ ــﻞ ﻳﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذﻟـ ـ ــﻚ اﻟﻘـ ـ ــﻮل ﻓﻘـ ـ ــﻂ ﺑـ ـ ــﺒﻄﻼن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ دون اﻷول وﻣﻌﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻹدارة ﳏﻘ ـ ــﺔ ﰲ إﻋ ـ ــﺎدة اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﺒﺎﻃ ـ ــﻞ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﻣ ـ ــﻊ اﻹﺑﻘ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﺤﺔ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻷول أم أﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻋﺎدة اﳌﺴﻄﺮة ﻛﻜﻞ ﲟﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻹﺟﺮاء اﻟﺼﺤﻴﺢ؟‬
‫ﻳـ ـ ــﺮى اﻟـ ـ ــﺒﻌﺾ‪ 357‬ﺑـ ـ ــﺄن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﺑﻄـ ـ ــﻼن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ دون اﻷول‪ ،‬ﺗﻜـ ـ ــﻮن‬
‫ﳏﻘـ ــﺔ ﰲ إﻋـ ــﺎدة اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﺒﺎﻃـ ــﻞ ﻓﻘـ ــﻂ ﻣـ ــﻊ اﻹﺑﻘـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ﺻ ـ ـﺤﺔ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻷول ﻣـ ــﻊ ﻣـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‬
‫ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻟﻠﺘﻘﺎدم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺒﻄﻼن ﺷﺎب ﻣﺴﻄﺮة اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ وﱂ ﻳﺸﺐ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﳌﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬

‫‪ -356‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -357‬ﻓﺆاد اﻟﻘﺎدري‪ :‬ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﲔ اﳌﻠﺰم واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺪوة ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ واﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺟﺘﻬﺎدات‬
‫ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2007‬ص ‪.286‬‬
‫‪131‬‬
‫إﻻ أﻧـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ أﺣﻜـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ أن ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻓـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺒﺎﻃﻠـ ـ ــﺔ ﺗﺴـ ـ ــﺘﻮي ﰲ ذﻟـ ـ ــﻚ أن ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻛـ ـ ــﻞ إﺟﺮاءا‪‬ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻃﻠـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء ﳛﻜـ ـ ــﻢ‬
‫ﺑـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻟـ ــﻴﺲ ﺑـ ــﺒﻄﻼن إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ــﺎﱄ ﻓـ ــﺈن اﻹدارة ﻣﻠﺰﻣـ ــﺔ‬
‫ﺑﺈﻋ ــﺎدة اﳌﺴ ــﻄﺮة ﺑﻜﺎﻣﻠﻬ ــﺎ ﺳـ ـﻮاء اﻟ ــﱵ ﻛﺎﻧ ــﺖ ﻗ ــﺪ أﻗﻴﻤ ــﺖ ﻋﻠ ــﻰ وﺟ ــﻪ ﺻ ــﺤﻴﺢ أو اﳌﺨﺘﻠ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﱂ ﻳﺘﻘ ــﺎدم‬
‫ﺣﻘﻬﺎ ﰲ ذﻟﻚ‪..358‬‬
‫‪@@|îz–nÛa@ñŠİŽß@ôìnŽß@óÜÇ@ñ‰br½a@òíŠİŽ½a@püý⁄a@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗﻜﻤ ـ ــﻦ ﺧﻄ ـ ــﻮرة ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﰲ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﺗﻀ ـ ــﻊ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻗﻔ ـ ــﺺ اﻻ‪ ‬ـ ــﺎم‬
‫اﳌﺘﺠﻠ ـ ـ ــﻲ ﰲ ﳏﺎوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻬ ـ ـ ــﺮب اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﺘﺸ ـ ـ ــﻜﻴﻚ ﰲ ﺻ ـ ـ ــﺤﺔ إﻗ ـ ـ ـﺮارﻩ ﺑﺎﳊﺼ ـ ـ ــﻴﻠﺔ‬
‫اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫وﳍـ ـ ــﺬا ﻛـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻀـ ـ ــﺮوري إﺣﺎﻃﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺴـ ـ ــﻴﺎج ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴـ ـ ــﻮد واﻟﻀ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﻣﻨﻌـ ـ ــﺎ ﻟﻜـ ـ ــﻞ ﺗﻌﺴـ ـ ــﻒ‬
‫ﳏﺘﻤ ـ ــﻞ وﺗﻔﺎدﻳ ـ ــﺎ ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻣﻔﺎﺟ ـ ــﺄة ﲤ ـ ــﺲ اﳌﺮﻛ ـ ــﺰ اﳌ ـ ــﺎﱄ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘﻘ ـ ــﺪ ﰲ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ أﻧ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫وﺿﻌﻴﺔ ﺟﺒﺎﺋﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ‪.‬‬
‫وﰒ ﻓ ـ ـ ــﺈن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﲤﺘ ـ ـ ــﺎز ﺑﻜﺜ ـ ـ ــﺮة إﺟﺮاءا‪ ‬ـ ـ ــﺎ وﺗﻌﻘﻴ ـ ـ ــﺪا‪‬ﺎ أﺣﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﳊﻘ ـ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارة ﰲ أﻓ ـ ـ ــﻖ اﻟﻮﺻ ـ ـ ــﻮل إﱃ أﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮى ﳑﻜ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻌﺪاﻟ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــﻮ اﻷﻣ ــﺮ اﻟ ــﺬي ﺗﺮﺗ ــﺐ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺑ ــﺮوز اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﺰاﻋ ــﺎت اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟ ــﱵ ﻻ ﻳﻜﺘﻔ ــﻲ‬
‫ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﻮن ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ ﺳ ـ ــﻮء ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹدارة ﻟﻠ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳑ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺮﻣﻬﻢ ﻣ ـ ــﻦ إﺣ ـ ــﺪى‬
‫اﳌﺰاﻳـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻘﺮﻫـ ـ ــﺎ ﳍـ ـ ــﻢ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وإﳕـ ـ ــﺎ ﺗﻌـ ـ ــﺪى ذﻟـ ـ ــﻚ إﱃ اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﻔﺴـ ـ ــﲑ اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﻌﻄﻴـ ـ ــﻪ اﻹدارة‬
‫ﻟﻠﻤﻘﺘﻀـ ــﻰ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟـ ــﺬي ﻳـ ــﺮون ﻓﻴـ ــﻪ إﻫـ ــﺪارا ﳊﻘـ ــﻮﻗﻬﻢ ﻛﻄـ ــﺮف ﺿـ ــﻌﻴﻒ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟـ ــﺔ ﻟﻴـ ــﱪز ﻣﻌـ ــﻪ اﻟـ ــﺪور‬
‫اﻹﻧﺸ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ اﻹداري اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳛ ـ ـ ــﺎول ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﺟﺘﻬﺎداﺗ ـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ــﺪ ﺛﻐ ـ ـ ـﺮات اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ‬
‫وﻏﻤﻮﺿـ ــﻪ‪ ،‬وﻏﺎﻳﺘـ ــﻪ اﳌﺜﻠـ ــﻰ ﰲ ذﻟ ـ ـﻚ إﻗ ـ ـﺮار ﺣﻠـ ــﻮل ﻋﺎدﻟـ ــﺔ وﻣﻨﺼـ ــﻔﺔ ﺗﻀـ ــﻤﻦ اﻟﺘ ـ ـﻮازن ﺑـ ــﲔ ﻃـ ــﺮﰲ اﳌﻌﺎدﻟـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.359‬‬

‫‪ -358‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -359‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.161-160‬‬
‫‪132‬‬
‫وﺑﻨـ ــﺎء ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬ﺳـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻟﻔـ ــﺮع ﳐﺘﻠـ ــﻒ اﻟﻌﻴـ ــﻮب اﳌﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﺜـ ــﺎرة ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻻﺟﺘﻬـ ــﺎد‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﺳ ـ ـﻮاء اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ )اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷوﱃ(‪ ،‬أو اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ )اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ(‪ ،‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﳔﺼ ـ ـ ــﺺ )اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ـ ــﺔ( ﻟﻠﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﳌﺜ ـ ـ ــﺎرة ﲟﻨﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﻓﺤ ـ ـ ــﺺ‬
‫ﳏﺎﺳﺒﺔ اﳌﻠﺰم‪ ،‬وأﺧﲑا ﳊﺎﻟﺔ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺸﻔﻌﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ(‪.‬‬
‫‪@@òí…bÈÛa@|îz–nÛa@ñŠİŽß@püby@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﻋﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ـﺮﰊ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻷﺣﻜـ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫وﺿـ ــﻊ ﺗ ـ ـﻮازن ﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﲔ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠـ ــﺰﻣﲔ وﺳـ ــﻠﻄﺎت اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤـ ــﺎ ﺣـ ــﺎدت ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ــﲑة أو‬
‫أﺧﻠﺖ ﺑﺈﺣﺪى ﻫﺬﻩ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت رﺗﺐ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﺳ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ‪‬ﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺣﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ إﺑ ـ ـﺮاز ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻹﺧـ ــﻼﻻت اﳌﺜـ ــﺎرة ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻌﺎدﻳـ ــﺔ‪ ،‬واﻟـ ــﺬي ﻛـ ــﺎن ﻟﻠﻘﻀـ ــﺎء دور ﻛﺒـ ــﲑ‬
‫ﰲ إﺑﺮازﻫ ـ ــﺎ واﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼ‪ ‬ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺺ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ أي ﺟ ـ ـﺰاء ﻣﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﺣﱰاﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌـ ـ ــﺬر اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ إﱃ اﳋﺎﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﺻـ ـ ــﺤﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﻮء اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‬
‫ﺣ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺣ ـ ــﺎﻻت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ اﳊﺼ ـ ــﺮ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﺘﺴ ـ ــﻠﻴﻢ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 219‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ (...)" :‬ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﺒﻠﻐﺔ ﺑﺼﻮرة ﺻﺤﻴﺤﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا وﻗﻊ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻓﻴﻤـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳜـ ـ ـ ـ ــﺺ اﻷﺷـ ـ ـ ـ ــﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـ ـ ـ ـ ــﲔ إﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺸـ ـ ـ ـ ــﺨﺺ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ــﲏ وإﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﲟﻮﻃﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻷﻗﺎرﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ أو‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﲔ ﻋﻨ ـ ــﺪﻩ أو ﻟﻜ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﺨﺺ آﺧ ـ ــﺮ ﻳﺴ ـ ــﻜﻦ أو ﻳﻌﻤ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻊ اﳌﻮﺟﻬ ـ ــﺔ إﻟﻴ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ أو ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫رﻓﺾ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‪ ،‬ﺑﻌﺪ اﻧﺼﺮام أﺟﻞ اﻟﻌﺸﺮة أﻳﺎم اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ رﻓﺾ اﻟﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت واﳍﻴﺌ ـ ــﺎت اﻷﺧ ـ ــﺮى اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 26‬إﱃ اﻟﺸـ ـ ـﺮﻳﻚ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻲ‬
‫أو ﳑﺜﻠﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ أو ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ أو أي ﺷ ـ ــﺨﺺ آﺧ ـ ــﺮ ﻳﻌﻤ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻊ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻮﺟﻬ ـ ــﺔ إﻟﻴ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ أو ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ رﻓ ـ ــﺾ ﺗﺴ ـ ــﻠﻢ اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻧﺼـ ـ ـﺮام أﺟ ـ ــﻞ اﻟﻌﺸ ـ ــﺮة أﻳ ـ ــﺎم اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫رﻓﺾ اﻟﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -2‬إذا ﺗﻌـ ـ ـ ــﺬر ﺗﺴـ ـ ـ ــﻠﻤﻴﻬﺎ إﱃ اﳋﺎﺿـ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﳌـ ـ ـ ــﺪﱃ ﺑـ ـ ـ ــﻪ إﱃ ﻣﻔـ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳـ ـ ــﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘـ ـ ــﺔ ﰲ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀـ ـ ــﻤﻮﻧﺔ اﻟﻮﺻـ ـ ــﻮل ﻣـ ـ ــﻊ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻢ أو ﺑﻮاﺳـ ـ ــﻄﺔ أﻋ ـ ـ ـﻮان‬
‫ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ أو اﳌﻔﻮﺿ ـ ــﲔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﲔ أو ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وﰒ إرﺟ ـ ــﺎع اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ ﻣﺬﻳﻠ ـ ــﺔ ﺑﺒﻴ ـ ــﺎن ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﻄﺎﻟـ ــﺐ ﺑـ ــﻪ أو اﻧﺘﻘـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ اﻟﻌﻨ ـ ـﻮان أو ﻋﻨ ـ ـﻮان ﻏـ ــﲑ ﻣﻌـ ــﺮوف أو ﻏـ ــﲑ ﺗـ ــﺎم أو أﻣـ ــﺎﻛﻦ ﻣﻐﻠﻘـ ــﺔ أو ﺧﺎﺿـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻏـ ــﲑ ﻣﻌـ ــﺮوف ﺑـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊـ ــﺎﻻت ﻳﻌﺘـ ــﱪ اﻟﻈـ ــﺮف ﻣﺴـ ــﻠﻤﺎ ﺑﻌـ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟـ ــﻞ اﻟﻌﺸـ ــﺮة‬
‫أﻳﺎم اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺛﺒﺎت ﺗﻌﺬر ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﻈﺮف اﳌﺬﻛﻮر"‪.‬‬
‫وﻳﻬﻤﻨ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ورد ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷﺧ ـ ــﲑة ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺳﺒﻴﻞ اﳊﺼﺮ اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﺘﻌﺬر ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻏﲑ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ؛‬
‫‪ -‬اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻮان؛‬
‫‪ -‬ﻋﻨﻮان ﻏﲑ ﻣﻌﺮوف؛‬
‫‪ -‬ﻋﻨﻮان ﻏﲑ ﺗﺎم؛‬
‫‪ -‬أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻐﻠﻘﺔ؛‬
‫‪ -‬اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﻏﲑ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻌﻨﻮان‪.‬‬
‫ﻓﻬ ـ ــﺬﻩ اﳊ ـ ــﺎﻻت ﺣ ـ ــﺪدﻫﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ اﳊﺼ ـ ــﺮ‪ ،‬واﻋﺘ ـ ــﱪ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍ ـ ــﺎ أن اﻟﻈ ـ ــﺮف ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ‬
‫ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﺼﺮام أﺟﻞ اﻟﻌﺸﺮة أﻳﺎم اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺛﺒﺎت ﺗﻌﺬر اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‪.‬‬
‫واﻧﻄﻼﻗ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة أﻋ ـ ــﻼﻩ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﰲ ﺑﻌ ـ ــﺾ‬
‫اﳊ ـ ــﺎﻻت‪ ،‬ﻳﻌ ـ ــﲏ ﺣ ـ ــﺎﻻت ﳏ ـ ــﺪدة ﺣﺼ ـ ـ ـﺮا وﻻ ﳚ ـ ــﻮز اﻟﻘﻴ ـ ــﺎس ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ أو إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ ﺣ ـ ــﺎﻻت أﺧ ـ ــﺮى ﻏـ ـ ــﲑ‬
‫اﳊ ــﺎﻻت اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﺣﺼ ـ ـﺮا‪ .‬وﻗـ ــﺪ أﻛـ ــﺪ اﻟﻘﻀ ــﺎء أن اﻋﺘﻤـ ــﺎد اﻹدارة ﰲ ﺻـ ــﺤﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺑﻴﺎﻧـ ــﺎ ﻏـ ــﲑ‬
‫اﻟﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت اﻟ ـ ـﻮاردة ﺣﺼ ـ ـﺮا ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ ،219‬ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﳐﺎﻟﻔـ ــﺎ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن وﳚﻌـ ــﻞ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻏـ ــﲑ ﺻـ ــﺤﻴﺢ وﻳﻌـ ــﺮض‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ ﺑﲏ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﺮض ﻟﻺﺑﻄﺎل‪.360‬‬

‫‪ -360‬ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻄﻲ اﻟﻘﺪوري‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻀﺮﻳﱯ – ﺣﺎﻻت ﻟﻠﺪراﺳﺔ –‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﰲ اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع‬
‫اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ا‪‬ﺎل اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.74-73‬‬
‫‪134‬‬
‫وﻣـ ــﻦ اﻷﺣﻜـ ــﺎم اﻟـ ــﱵ أﺧـ ــﺬت ‪‬ـ ــﺬا اﻻﺳـ ــﺘﺒﻌﺎد ﻟﻠﻘﻴـ ــﺎس ﻋﻠـ ــﻰ ﺣـ ــﺎﻻت ﺗﻌـ ــﺬر اﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺣﻜـ ــﻢ‬
‫إدارﻳ ـ ـ ــﺔ أﻛ ـ ـ ــﺎدﻳﺮ ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ ،3612009/363‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ‪ " :‬إن اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر رﺟ ـ ـ ــﻊ إﱃ اﻹدارة ﻣ ـ ـ ــﺬﻳﻼ‬
‫ﺑﻌﺒ ـ ــﺎرة "اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع إﱃ اﳌﺮﺳ ـ ــﻞ"‪ ،‬ﻫ ـ ــﻲ ﻋﺒ ـ ــﺎرة ﻏ ـ ــﲑ اﻟﻌﺒ ـ ــﺎرات اﻟ ـ ـﻮاردة ﺣﺼ ـ ـﺮا ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻻ ﻳﺴـ ــﻮغ ﻣﻌـ ــﻪ ﻟـ ــﻺدارة اﻋﺘﺒـ ــﺎر اﻟﻄـ ــﻲ ﻣﺒﻠﻐـ ــﺎ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﺎ ﺻـ ــﺤﻴﺤﺎ ﺑﻌـ ــﺪ ﻣـ ــﺮور ﻋﺸـ ــﺮة‬
‫أﻳ ــﺎم ﻣ ــﻦ ﺣﺼ ــﻮل ﺗﻌ ــﺬر اﻟﺘﺴ ــﻠﻴﻢ‪ ،‬وﻳﻜ ــﻮن ﺑ ــﺬﻟﻚ اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ اﳌ ــﺪﻓﻮع ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻹدارة ﻏ ــﲑ ﺣﺎﺻ ــﻞ‬
‫وﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻨﺎﲡ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ـ ــﻪ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﺳ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺔ وﻣﻨﺎﻓﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة‬
‫‪."219‬‬
‫وﰲ ﺣﻜـ ــﻢ آﺧـ ــﺮ ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﶈﻜﻤـ ــﺔ‪ 362‬ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴـ ــﺚ أﻧـ ــﻪ ﺑﺎﺳـ ــﺘﻘﺮاء اﳊـ ــﺎﻻت‬
‫اﳌ ــﺬﻛﻮرة ﺣﺼ ـ ـﺮا ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 219‬اﻟ ــﱵ ﻳﻌﺘ ــﱪ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﻈ ــﺮف ﻣﺴ ــﻠﻤﺎ ﺗﺴ ــﻠﻴﻤﺎ ﺻ ــﺤﻴﺤﺎ ﺑﻌ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟ ــﻞ‬
‫اﻟﻌﺸـ ـ ــﺮة أﻳـ ـ ــﺎم اﳌﻮاﻟﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ إﺛﺒـ ـ ــﺎت ﺗﻌـ ـ ــﺬر اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻣـ ـ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺒﻴـ ـ ــﺎن – اﻟﺮﺟـ ـ ــﻮع إﱃ‬
‫اﳌﺮﺳ ـ ــﻞ– اﳌﺜﺒـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻈـ ـ ــﺮف‪ ،‬ﳑـ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﻏـ ـ ــﲑ ﺻ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬وأن اﻹدارة ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ اﻋﺘﻤﺪﺗـ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻨﺎزع ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺣﺎدت ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪."219‬‬
‫وﰲ اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ إدارﻳ ـ ــﺔ اﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﻋ ـ ــﺪد ‪ (...)" : 3632452‬إذ ﺗﺒ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺧ ـ ــﻼل ﻣﺮﺟ ـ ــﻮع اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻻ ﲢﻤ ـ ــﻞ أي ﺑﻴﺎﻧ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪،219‬‬
‫وﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻷﺛـ ـ ــﺮ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋـ ـ ــﻦ اﻹﺧـ ـ ــﻼل ‪‬ـ ـ ــﺬا اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ )ﺣـ ـ ــﺎﻻت اﶈـ ـ ــﺪدة ﺣﺼ ـ ـ ـﺮا ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة‬
‫‪ (219‬إﻟﻐﺎء اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﳋﺮﻗﻬﺎ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﱯ"‪.‬‬
‫وﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن‬
‫اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﳌـ ــﺎ ﺗﺒـ ــﲔ ﳍـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ‪ ،‬أن ﳏﺎوﻟـ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ رﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻹدارة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺤﻴﺔ اﻷوﱃ اﳌﺘﻀـ ــﻤﻨﺔ‬
‫ﻟﻸﺳ ـ ــﺎس اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﻟﱪﻳ ـ ــﺪ اﳌﻀ ـ ــﻤﻮن ﻣ ـ ــﻊ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ‬
‫ﻗ ـ ــﺪ رﺟﻌ ـ ــﺖ "ﲟﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻔﻬﻮﻣ ـ ــﺔ"‪ ،‬وأن ﳏﻀ ـ ــﺮ ﺷ ـ ــﻬﺎدة ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ــﺎ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻟ ـ ــﻪ اﶈ ـ ــﺮر ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ــﺮف أﺣ ــﺪ أﻋﻮا‪ ‬ــﺎ ﺟ ــﺎء ﺧﺎﻟﻴ ــﺎ ﻣ ــﻦ أﻳ ــﺔ إﺷ ــﺎرة ﺗﻔﻴ ــﺪ ﺗﻮﺻ ــﻠﻪ ﻓﻌﻠﻴ ــﺎ ‪ ‬ــﺬﻩ اﻟﺮﺳ ــﺎﻟﺔ واﻟ ــﱵ وردت ﻓﺎرﻏ ــﺔ‬

‫‪ -361‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2009/363‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/07/22‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 2007/721‬ش‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -362‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2010/792‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/12/31‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 2009/638‬ش‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -363‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2452‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/8/22‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،2011/7/54‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ أﻳ ـ ــﺔ ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺔ ﺗﻔﻴ ـ ــﺪ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬واﻋﺘ ـ ــﱪت أن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻗ ـ ــﺪ ﲤ ـ ــﺖ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﳐ ـ ــﺎﻟﻒ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 112‬ﻣﻜ ـ ــﺮرة ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ ‪ 17-89‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺪﺧﻞ )أرﺑ ــﺎح ﻋﻘﺎرﻳ ــﺔ(‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻳﺘﻌ ــﲔ إﻟﻐ ــﺎء ﺗﻠ ــﻚ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻜ ــﻞ ﻣ ــﺎ ﻳﱰﺗ ــﺐ ﻋﻨﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ آﺛ ــﺎر‪،‬‬
‫ﺗﻜ ــﻮن ﻗـ ــﺪ ﺑﻨ ــﺖ ﻗﻀـ ــﺎءﻫﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﺳـ ــﺎس ﺳ ــﻠﻴﻢ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن وﱂ ﲣـ ــﺮق اﳌﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﶈ ــﺘﺞ ‪‬ـ ــﺎ‬
‫ﰲ ﺷﻲء‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس"‪.364‬‬
‫ﺗ ــﱪز ﺣﺎﻟ ــﺔ أﺧ ــﺮى وﻫ ــﻲ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﻮاﻗ ــﻊ ﳊ ــﺎرس اﻟﻌﻤ ــﺎرة اﻟ ــﱵ ﻳﻮﺟ ــﺪ ‪ ‬ــﺎ اﳌﻠ ــﺰم‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ‬
‫ﻗﻀـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﺑـ ــﺄن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﳍـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ ﻻ ﻳﻨـ ــﺰل ﻣﻨﺰﻟـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻗـ ــﺪ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﻗﺮارﻫـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﻌﻴ ـ ــﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﲞ ـ ــﺮق اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻋ ـ ــﺪم ارﺗﻜ ـ ــﺎزﻩ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أﻧ ـ ــﻪ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻟﺴ ـ ــﻠﻴﻢ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻷﻧ ـ ــﻪ اﻋﺘﻤ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺣ ـ ــﺎرس اﻟﻌﻤ ـ ــﺎرة ﻻ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻷﺷـ ــﺨﺎص اﻟـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺴـ ــﻜﻨﻮن ﻣـ ــﻊ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬وأن اﻟﻄﺎﻋﻨـ ــﺔ ﲤﺴـ ــﻜﺖ ﺑﻮﺟـ ــﻮد ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺷـ ــﻐﻠﻴﺔ‬
‫ﺑ ــﲔ اﳌﻄﻠ ــﻮب اﻟ ــﺬي ﻳﻌﺘ ــﱪ أﺣ ــﺪ ﻣ ــﻼك اﻟﻌﻤ ــﺎرة وﺑ ــﲔ ﺣﺎرﺳ ــﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒ ــﺎرﻩ ﺣﺎرﺳ ــﺎ ﻟﻌ ــﺪة ﺑﻴ ــﻮت)ﺷ ــﻘﻖ(‬
‫وﻣﺴـ ــﺘﺨﺪﻣﺎ ﻋﻨـ ــﺪ ﳎﻤـ ــﻮع ﺳـ ــﻜﺎن اﻟﻌﻤـ ــﺎرة وﻟـ ــﻪ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺗﺴـ ــﺘﻠﺰم ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ أﺣﻜـ ــﺎم اﳌـ ــﺎدة ‪ 112‬ﻣﻜـ ــﺮر ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 89-17‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ إن ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف ﳌـ ــﺎ ﺗﺒـ ــﲔ ﳍـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﳌـ ــﺎدة ‪ 112‬اﳌﻜـ ــﺮرة ﺑﺄﻧـ ــﻪ ﻟـ ــﺌﻦ‬
‫ﻛـ ــﺎن "ﻳـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺑـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﻟـ ــﺬي ﺣـ ــﺪدﻩ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻗﺮاراﺗـ ــﻪ أو ﻋﻘـ ــﻮدﻩ أو ﻣﺮاﺳـ ــﻼﺗﻪ اﳌـ ــﺪﱃ‬
‫‪‬ـ ــﺎ إﱃ ﻣﻔـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘـ ــﺎﺑﻊ ﻟـ ــﻪ ﻣﻜـ ــﺎن ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻴـ ــﻪ" ﻓﻘـ ــﺪ ﻋﻠﻠـ ــﺖ ﻗﻀـ ــﺎءﻫﺎ ﺑـ ــﺄن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻻ‬
‫ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﺻـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﳜـ ـ ــﺺ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـ ـ ــﲔ إﻻ إذا ﰎ "إﱃ اﻟﺸـ ـ ــﺨﺺ اﳌﻌـ ـ ــﲏ ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬وإﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﲟﻮﻃﻨـ ـ ـ ــﻪ إﱃ أﻗـ ـ ـ ــﺎرب ﻟـ ـ ـ ــﻪ أو ﻣﺴـ ـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﲔ ﻋﻨـ ـ ـ ــﺪﻩ أو إﱃ أي ﺷـ ـ ـ ــﺨﺺ آﺧـ ـ ـ ــﺮ ﻳﺴـ ـ ـ ــﻜﻦ أو ﻳﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﳌﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ إﻟﻴ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ"‪ ،‬واﻋﺘ ـ ــﱪت أن ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟ ـ ــﱵ ﲤ ـ ــﺖ إﱃ ﺣ ـ ــﺎرس اﻟﻌﻤ ـ ــﺎرة اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﻻ ﻳﺴ ـ ــﻜﻦ ﻣ ـ ــﻊ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻌﺘ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﻪ ﻓﻬ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﱂ ﲣ ـ ــﺎﻟﻒ أي ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘﺮار ﻣﻌﻠﻼ ﻣﺴﻠﻤﺎ وﺳﺎﺋﻐﺎ واﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس"‪.365‬‬
‫واﳌﻼﺣـ ـ ــﻆ أن اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﺘ ـ ـ ـﻮاﺗﺮ أﻛـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﳘﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ــﺚ أوﺟـ ـ ــﺐ أن ﻳـ ـ ــﺘﻢ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺑـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﶈـ ــﺪد ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻗﺮاراﺗـ ــﻪ أو ﻋﻘـ ــﻮدﻩ أو ﻣﺮاﺳـ ــﻼﺗﻪ اﳌـ ــﺪﱃ ‪‬ـ ــﺎ إﱃ‬

‫‪ - 364‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،411‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/04/25‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2011/1/4/95‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ - 365‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،191‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/03/08‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2011/1/4/241‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫ﻣﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـﺎﺑﻊ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﻣﻜ ـ ـ ــﺎن ﻓ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ .‬ورﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺗﻘﻴ ـ ـ ــﺪ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‪ .‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪﻩ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء‪ 366‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ (...)" :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﺧﻼﻓ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﺑ ـ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﻟ ـ ــﺬي ﺣ ـ ــﺪدﻩ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻗﺮاراﺗ ـ ــﻪ أو ﻋﻘ ـ ــﻮدﻩ أو ﻣﺮاﺳ ـ ــﻼﺗﻪ‬
‫اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ إﱃ ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟ ـ ــﻪ ﻣﻜ ـ ــﺎن ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺘﺒـ ــﲔ ﻣـ ــﻦ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ أن ﻣﻔـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻗـ ــﺎم ﺑﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ رﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ إﱃ اﳌﻠـ ــﺰم‬
‫ﺑ ــﺎﻟﻌﻨﻮان اﻟ ـ ـﻮارد ﰲ ﻋﻘ ــﺪ اﻟﺒﻴ ــﻊ وﻫ ــﻮ ﲡﺰﺋ ــﺔ اﻟﺸ ــﺮﺟﻢ‪ ،‬ﺑﻠ ــﻮك ‪ ،3‬رﻗ ــﻢ ‪ ،8‬اﻟﻔﻘﻴ ــﻪ ﺑ ــﻦ ﺻ ــﺎﱀ‪ .‬واﳊ ــﺎل أﻧ ــﻪ‬
‫ﻛـ ــﺎن ﻳﻨﺒﻐـ ــﻲ أن ﻳﺮاﺳـ ــﻠﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻨ ـ ـﻮان اﳌـ ــﺪﱃ ﺑ ـ ــﺈﻗﺮارﻩ وﻫـ ــﻮ‪ :‬ﺣـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻴﺪي أﲪـ ــﺪ اﻟﻀـ ــﺎوي‪ ،‬زﻧﻘ ـ ــﺔ ‪،11‬‬
‫رﻗﻢ ‪ ،5‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻗﺪ أﺧﻞ ﺑﺎﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﺗﺒﻌـ ــﺎ ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺪﺧﻞ ﺑﺮﺳـ ــﻢ ﺳ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪ 2007‬ﺑﺎﻃﻠﺔ)‪."(...‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻨﻘ ـ ــﻴﺾ ﻣ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ اﻋﺘ ـ ــﱪت اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ أن إدﻻء اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﻌﻨـ ـ ـﻮان ﺧ ـ ــﺎﻃﺊ‬
‫أو ﻏ ـ ــﲑ ﻛﺎﻣ ـ ــﻞ أو ﺗﻐﻴ ـ ــﲑ اﻟﻌﻨـ ـ ـﻮان دون إﻋ ـ ــﻼم اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻃﻠﺒ ـ ــﻪ اﻟﺮاﻣ ـ ــﻲ ﻹﺑﻄ ـ ــﺎل اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫ﻣﺮﻓﻮﺿ ـ ــﺎ ﺷـ ـ ـﺮﻳﻄﺔ أن ﺗﺜﺒ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹدارة أ‪ ‬ـ ــﺎ ﺑﺎﺷ ـ ــﺮت إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻣ ـ ــﻊ ﺗﻌ ـ ــﺬر اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﻟﻮﺟ ـ ــﻮد‬
‫اﺳ ـ ــﺘﺤﺎﻟﺔ ﻣﺎدﻳ ـ ــﺔ ﺣﺎﻟ ـ ــﺖ دون ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ أﺣ ـ ــﺪ اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ (...)" :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫إن اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲢـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻄـ ـ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺘﺒﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻎ اﳌﻠـ ـ ـ ـ ــﺰم‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌ ــﺪﻳﻼت اﻟ ــﱵ ﺗﻨ ــﻮي إدﺧﺎﳍ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻹﻗـ ـﺮار اﻟﻀـ ـﺮﻳﱯ اﳌﺼ ــﺮح ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻃﺮﻓ ــﻪ ﺣ ــﱴ ﻳ ــﺘﻤﻜﻦ ﻣ ــﻦ اﲣ ــﺎذ‬
‫اﳌﻮﻗ ـ ـ ــﻒ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻨﺎﺳ ـ ـ ــﺒﻪ اﺣﱰاﻣ ـ ـ ــﺎ ﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم واﻹدارة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺒ ـ ـ ــﺎدئ‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ـ ــﻮم ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ إﻻ أن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻻﻟﺘـ ـ ـ ـﺰام اﳌﻠﻘ ـ ـ ــﻰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ــﺎﺗﻖ اﻹدارة‬
‫ﺗﺼﺒﺢ ﰲ ﺣﻞ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻜﺎب اﳌﻠﺰم ﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻌﺮﻗﻞ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.‬‬

‫‪ - 366‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،476‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/03/15‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/100‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫إﻻ أن إدﻻء اﳌﻠ ـ ـ ـ ــﺰم ﺑﻌﻨ ـ ـ ـ ـﻮان ﺧ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺊ أو ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ﻛﺎﻣ ـ ـ ـ ــﻞ أو ﺗﻐﻴ ـ ـ ـ ــﲑ اﻟﻌﻨ ـ ـ ـ ـﻮان دون إﻋ ـ ـ ـ ــﻼم اﻹدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳚﻌـ ــﻞ ﻃﻠﺒـ ــﻪ اﻟﺮاﻣـ ــﻲ ﻟﻺﺑﻄـ ــﺎل اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻣﺮﻓﻮﺿـ ــﺎ ﺷ ـ ـﺮﻳﻄﺔ أن ﺗﺜﺒـ ــﺖ ﻫـ ــﺬﻩ اﻹدارة أ‪‬ـ ــﺎ ﺑﺎﺷـ ــﺮت‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻣﻊ ﺗﻌﺬر اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﻮﺟﻮد اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻣﺎدﻳﺔ ﺣﺎﻟﺖ دون ذﻟﻚ)‪.367"(...‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴ ــﺎ‪ :‬ﻣ ــﺂل اﻟﻔ ــﺮض اﻟﻀـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺼ ــﺎدر ﰲ اﻻﺳ ــﻢ ا‪ ‬ــﺮد ﻷﺣ ــﺪ اﻟﺸ ــﺮﻛﺎء دون اﻟﺘﻨﺼ ــﻴﺺ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﺳﻢ اﻟﺸﺮﻛﺔ‬
‫اﻋﺘـ ـ ــﱪت اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨـ ـ ــﺎس‪ ،‬ﰲ ﺣﻜـ ـ ــﻢ ﳍـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ــﺎدر ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،3681996/10/24‬أن‬
‫ﺻـ ـ ــﺪور اﻷﻣـ ـ ــﺮ ﺑـ ـ ــﺎﻷداء ﰲ اﻻﺳـ ـ ــﻢ ا‪‬ـ ـ ــﺮد ﻟﻠﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻚ دون اﻟﺘﻨﺼـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ــﻔﺘﻪ واﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ اﺳـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ‪ ،‬ﳚﻌ ـ ــﻞ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻣﻌﻴﺒ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﻜﻼ ﳌ ـ ــﺎ ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻐﻴ ـ ــﺐ ﳌﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ ﰲ اﻟﺘﺤﻤ ـ ــﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫اﳌﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬
‫وﰲ اﻻﲡـ ـ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴـ ـ ـ ــﻪ ذﻫﺒـ ـ ـ ــﺖ إدارﻳـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺑـ ـ ـ ــﺎط ﺣﻴﻨﻤـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ــﺮﺣﺖ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﻟﻜـ ـ ـ ــﻮن اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﱂ ﻳ ــﺘﻢ ﻓﻴ ــﻪ ﺗﻌﻴ ــﲔ اﳌﻨﻘ ــﻮل اﳋﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬واﺳ ــﺘﻘﺮ اﻟﻘﻀ ــﺎء ﻛ ــﺬﻟﻚ ﻋﻠ ــﻰ اﻋﺘﺒ ــﺎر اﻹﺷ ــﻌﺎر‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﺎﻃﻼ إذا ﺗﻀﻤﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺿﺮﻳﺒﺔ واﺣﺪة واﳊﺎل أن ﻟﻜﻞ واﺣﺪة أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ ﳐﺘﻠﻒ‪.‬‬
‫إﻻ أﻧﻨـ ــﺎ ﳒـ ــﺪ ﻫﻨـ ــﺎك ﻣـ ــﻦ اﶈـ ــﺎﻛﻢ ﻣـ ــﻦ ﲡـ ــﺎوز اﳉﺎﻧـ ــﺐ اﻟﺸـ ــﻜﻠﻲ‪ ،‬وﱂ ﺗﺮﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ أي ﺟ ـ ـﺰاء ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻫ ـ ــﺬا اﳉﺎﻧ ـ ــﺐ‪ ،‬ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﺛﺒ ـ ــﻮت اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ اﺳ ـ ــﺘﻠﺰم اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻹﺷ ـ ــﺎرة‬
‫إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة‪ ،‬وﺗﺒ ـ ــﺚ ﰲ ﺟ ـ ــﻮﻫﺮ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ اﳊ ـ ــﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ـ ــﺪة‪ ،369‬اﻟ ـ ـ ــﱵ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ إﱃ ﺧﻄ ـ ـ ــﺄ اﻹدارة ﺣ ـ ـ ــﲔ ﺗﺼ ـ ـ ــﻨﻴﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑﺎﳉ ـ ـ ــﺪول‬
‫اﳌﻠﺤ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 21‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ ﻳﺘ ـ ــﻴﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻮﺿ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﻫـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻻﺣﻈـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑـ ــﺄن اﻹدارة ﺻ ـ ــﻨﻔﺖ اﳌﻠـ ــﺰم اﻟ ـ ــﺬي ﻫـ ــﻮ ﺻ ـ ــﺎﺣﺐ ﻣﻘﻬـ ــﻰ ﰲ اﻟﻔﺌ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ــﺆﺗﲔ ﺑﻌﻨﺼ ـ ــﺮ ﻗ ـ ــﺎر ﻗ ـ ــﺪرﻩ ‪ 15‬أﻟ ـ ــﻒ درﻫ ـ ــﻢ‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ﻳﺸ ـ ــﲑ اﳉ ـ ــﺪول اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر إﱃ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﻨﻒ‬
‫ﻳـ ـ ــﺪﺧﻞ ﺿـ ـ ــﻤﻦ اﻟﻔﺌـ ـ ــﺔ اﳋﺎﻣﺴـ ـ ــﺔ ﺑﻌﻨﺼـ ـ ــﺮ ﺛﺎﺑـ ـ ــﺖ ﻗـ ـ ــﺪرﻩ ‪ 50‬أﻟـ ـ ــﻒ درﻫـ ـ ــﻢ‪ ،‬وﺑـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜـ ـ ــﻮن اﻹدارة ﻗـ ـ ــﺪ‬

‫‪ - 367‬ﺣﻜﻢ ﻋﺪد ‪ ،1314‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/10/30‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ .5/03/1320‬أوردﺗﻪ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺠﺪاﻳﲏ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ‬
‫ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎء و اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،159‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2011‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -368‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،5/99/33‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1996/10/24‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ .5/95/60‬أوردﻩ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ‬
‫اﻟﻴﻌﻘﻮﰊ‪ :‬ﻗﺮاءة ﰲ ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -369‬ﺣﻜﻢ أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﺷﻜﲑي‪ :‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ وﻧﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺳﻠﺴﻠﺔ "ﻣﺆﻟﻔﺎت وأﻋﻤﺎل ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ"‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،49‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2003‬ص ‪.639‬‬
‫‪138‬‬
‫أﺧﻄ ـ ــﺄت اﻟﺘﺼـ ـ ــﻨﻴﻒ‪ ،‬اﻟﺸـ ـ ــﻲء اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺴـ ـ ــﺘﺘﺒﻊ ﺗﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻮﺿـ ـ ــﻊ ﻓﻘﺎﻣـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ ﺑﺎﺣﺘﺴـ ـ ــﺎب ﻣﺒﻠـ ـ ــﻎ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﲣﻔﻴﻀﻪ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻷﺧﲑ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻌﺪم إﺣﺎﻟﺔ اﳌﻔﺘﺶ ﻃﻌﻦ اﳌﻠﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌﺮﻓﻨ ـ ـ ــﺎ إﱃ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﺮق ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﻷول ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﺴ ـ ـ ــﻢ اﻷول‬
‫ﻟﻠﻤﺴـ ــﺎﻃﺮ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﺗﺼـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﺗﻨﺘﻬـ ــﻲ ﲜ ـ ـﻮاب اﳌﻠـ ــﺰم ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻼﺣﻈـ ــﺎت اﳌﻔـ ــﺘﺶ‬
‫إﻣ ــﺎ ﺑﻘﺒﻮﳍ ــﺎ ﻛﻠﻴ ــﺎ أو ﺟﺰﺋﻴ ــﺎ‪ ،‬أو ﻃﻠ ــﺐ اﳌﻠ ــﺰم ﻣ ــﻦ اﳌﻔ ــﺘﺶ إﺣﺎﻟ ــﺔ ﻣﻠﻔ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻈ ــﺎر اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻫ ــﺬا‬
‫اﻷﺧـ ــﲑ اﻟـ ــﺬي " ﻳﺘﺴـ ــﻠﻢ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺎت اﳌﻮﺟﻬـ ــﺔ إﱃ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻳﺒﻠـ ــﻎ ﻣﻘـ ــﺮرات ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ وﻓﻖ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 219‬أﻋﻼﻩ"‪. 370‬‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼ ـ ــﻴﺎﻏﺔ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﺒﺔ واﻟﻘﺎﺻ ـ ــﺮة ﻟﻠﺒﻨ ـ ــﺪ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺟﻌ ـ ــﻞ اﻟﻜﻴﻔﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺘﻢ ‪ ‬ـ ــﺎ إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻃﻌ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ واﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻘ ـ ــﺮر ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣﺴ ـ ــﺎﺋﻞ ﻏﺎﻣﻀ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ أن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺄﺣﻜ ـ ــﺎم‬
‫إﺟﺮاﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻳﻔـ ـ ــﱰض ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ أن ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻨﻈﻤـ ـ ــﺔ ﺑﺪﻗـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﺸـ ـ ــﺮع‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﺘﺢ ا‪‬ـ ـ ــﺎل أﻣـ ـ ــﺎم‬
‫ﺗﻔﺴ ـ ـ ـﲑات وﺗ ـ ــﺄوﻳﻼت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ دأﺑ ـ ــﺖ اﻹدارة ﲞﺼﻮﺻ ـ ــﻬﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﱪﻳ ـ ــﺮ ﻣﻮﻗﻔﻬ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪم‬
‫إﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻃﻌـ ـ ــﻦ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﰲ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻷﺣﻴـ ـ ــﺎن إﱃ ﻋـ ـ ــﺪم وﺟـ ـ ــﻮد أي ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻳﻠﺰﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘﻠ ـ ـ ــﻚ اﻹﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وأن ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﻳﱰﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ـ ــﻪ ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﶈ ـ ـ ــﺪد‬
‫ﺣﺎﻻﺗـ ــﻪ ﺣﺼ ـ ـﺮا ﰲ اﻟﺒﻨـ ــﺪ اﻟﺜـ ــﺎﻣﻦ ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪ ،220‬وﻟـ ــﻴﺲ ﻣـ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬـ ــﺎ ﻋـ ــﺪم إﺣﺎﻟـ ــﺔ اﳌﻠـ ــﻒ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‬
‫اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰒ إﱃ ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة اﻟ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﺘ ـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻘ ـ ــﺮ ﺧ ـ ــﺎص ‪ ‬ـ ــﺎ وﻻ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﻜﺮﺗﺎرﻳﺔ ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ‬
‫ﺿﺒﻂ اﻟﻮاردات واﻟﺼﺎدرات‪.371‬‬

‫‪ -370‬ﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ واردة ﰲ اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 220‬إﺛﺮ ﺻﺪور اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻄﺎﳍﺎ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺳﻨﺔ ‪ 2010‬اﻟﺬي أﺿﺎف إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻔﻘﺮة اﳌﺴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ " :‬ﻳﺘﺴﻠﻢ اﳌﻔﺘﺶ اﳌﻄﺎﻟﺒﺎت اﳌﻮﺟﻬﺔ إﱃ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﻳﺴﻠﻤﻬﺎ ﳍﺎ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺟﺮاءات اﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴﺔ اﻟﱵ ﲤﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺖ‪ ،‬وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻘﺮرات ﻫﺬﻩ‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ ‪."....‬‬
‫‪ -371‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪139‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﺳـ ـ ـ ــﺘﺒﻌﺪت ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﻮﻏﺎت‪ ،‬وﻛـ ـ ـ ــﺎن ﳍـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻮﻗـ ــﻒ ﺣﺎﺳـ ــﻢ ﰲ أﻛﺜـ ــﺮ ﻣـ ــﻦ ﻣﻨﺎﺳـ ــﺒﺔ ﻛﻤـ ــﺎ ورد ﰲ أﺣـ ــﺪ ﻗﺮارا‪‬ـ ــﺎ‪ 372‬اﻟـ ــﺬي ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ‪ " :‬ﻟﻜـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ‬
‫إن اﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟ ـ ــﱵ وﺟﻬﻬ ـ ــﺎ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻟﱪﻳ ـ ــﺪ اﳌﻀ ـ ــﻤﻮن ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪2001/7/13‬‬
‫أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳﻄﻠ ـ ـ ــﺐ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ إﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣﻠﻔ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وأن‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ) ﻣ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ( ﻻ ﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺎزع ﰲ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ أﻛ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ اﳌ ـ ـ ـ ــﺬﻛﺮة اﳌ ـ ـ ـ ــﺪﱃ ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2004/8/27‬اﻟـ ــﱵ ﺟـ ــﺎء ﻓﻴﻬـ ــﺎ أن ﻣﻠـ ــﻒ اﳌـ ــﺪﻋﻲ أﺣﻴـ ــﻞ ﺑﻨـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ﻃﻠﺒـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﻔـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻧﺘﻈﺎر ﺻﺪور ﻗﺮار اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﱂ ﻳ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣﻠ ـ ــﻒ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ــﻞ اﻹدارة ﲢ ـ ــﺮم اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﻣ ـ ــﻦ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﺗﻜ ـ ــﻮن‬
‫ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﳌﻄﻌـ ــﻮن ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﳐﺎﻟﻔـ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن وﻳﻜـ ــﻮن اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻗﻀـ ــﻰ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻨﺤـ ــﻮ‬
‫اﳌﺬﻛﻮر ﺻﺎﺋﺒﺎ وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.‬‬
‫وﰲ اﻻﲡ ـ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ﻗﻀ ـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗﻌﻴ ـ ـ ــﺐ اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮار‬
‫اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﲞ ـ ــﺮق اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن وﺑﺎﻧﻌ ـ ــﺪام اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻞ ذﻟ ـ ــﻚ أن اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ أﺧﻄ ـ ــﺄت ﰲ اﻟﺘﻜﻴﻴ ـ ــﻒ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ ﻟﻠﻮاﻗﻌ ـ ـ ــﺔ ﺣﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ اﻋﺘ ـ ـ ــﱪت ﺑـ ـ ــﺄن اﻹدارة أﺣﺠﻤ ـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ــﻦ إﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣﻠ ـ ـ ــﻒ اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧﻈ ـ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻄﻌ ـ ـ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬واﳊ ـ ـ ــﺎل أن اﻛﺘﺸ ـ ـ ــﺎف اﳌﻔ ـ ـ ــﺘﺶ اﶈﻘ ـ ـ ــﻖ ﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ ﻣﺪرﺟ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺧﺎﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻜ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻒ ﻣ ـ ـ ــﻊ ﲢﻮﻳﻠﻬ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ اﻟﺼ ـ ـ ــﻴﻨﻴﺔ ﻳﻔ ـ ـ ــﺮض ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ إﻗﺮارﻫ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ــﻚ وأداء‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﳌﻀـ ــﺎﻓﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻨﺎﺳـ ــﺒﻬﺎ‪ ،‬وأن اﻟﺮﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﱂ ﺗﺘﻀـ ــﻤﻦ ﻣـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ ﻃﻠـ ــﺐ إﺣﺎﻟـ ــﺔ‬
‫اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﱂ ﻳﻔ ـ ـ ــﺮق ﺑ ـ ـ ــﲔ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ـ ــﻖ اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ وﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻮات ‪ 2003-2002-2001‬ﻣﺆﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺪة أ‪ ‬ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳉ ـ ـ ـ ـ ــﺄت إﱃ ﺗﻔﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 28‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ ‪ ،85-30‬وﻗ ـ ــﺪ ﻧﻌ ـ ــﺖ اﻟﻘـ ـ ـﺮار ﺑﺘﻀ ـ ــﻤﻴﻨﻪ ﻣﻮﺟﺒ ـ ــﺎت‬
‫اﳊﻜﻢ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﳏ ـ ــﻮر اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﻫ ـ ــﻮ ﻃﻌ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس‬
‫ﻛﻮ‪ ‬ــﺎ ﻣﻌﻔﻴـ ــﺔ ﻣﻨﻬـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 7‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﳌﻀـ ــﺎﻓﺔ‪،‬‬

‫‪ -372‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،294‬ﻣﻠﻒ اﻹداري ﻋﺪد ‪.2006/2/4/140‬‬
‫وﻛﺬﻟﻚ ﻗﺮاراﻫﺎ ﻋﺪد ‪ ،654‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/6/27‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2005/2/4/1558‬ﻏﲑ ﻣﺸﻮرﻳﻦ(‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫وﻃﺎﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺮض اﻟﻨـ ـ ـ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺮﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺖ ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/02/22‬وﱂ ﲤﻨﺤﻬ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ‬
‫‪.85-30‬‬
‫ﺣﻴـ ـ ــﺚ إﻧـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﺗﻌﻠـ ـ ــﻴﻼت اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌـ ـ ــﻮن ﻓﻴـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﺈن اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ أﺻـ ـ ــﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻠـ ـ ــﺖ‬
‫ﻗﻀ ـ ــﺎءﻫﺎ ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ــﺔ اﻷوﱃ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﺖ ‪ ‬ـ ــﺎ‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 04/11/24‬اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ـ ـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﺑﺮﺳ ـ ـ ــﻢ اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﻮات‬
‫‪ ،2003-2002-2001-2000‬وﻛـ ـ ــﺬا اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻠﺖ ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/01/24‬ﺑﺸ ـ ــﺄن ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﺴ ـ ــﺮي ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ــﻢ ‪-30‬‬
‫‪ 85‬وﻟ ــﻴﺲ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 28‬ﻣـ ــﻦ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‪ .‬وﻣـ ــﻦ ﰒ ﻓـ ــﺈن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ إذا ﻛـ ــﺎن ﳍـ ــﺎ اﳊـ ــﻖ‬
‫ﰲ ﻣﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﱴ ﺗ ـ ـﻮاﻓﺮ ﳍ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪﻻﺋﻞ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻮﺟ ـ ــﺐ ذﻟ ـ ــﻚ ﻓ ـ ــﺈن‬
‫ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ رﻫﻴﻨ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﺳ ـ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪43‬‬
‫اﻟﺴـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﲟ ـ ـ ــﺎ ﰲ ذﻟ ـ ـ ــﻚ إﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧﻈ ـ ـ ــﺎر اﻟﻠﺠـ ـ ــﻦ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وإن ﻋ ـ ـ ــﺪم إﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ إدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻠـ ـ ــﻒ اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧﻈـ ـ ــﺎر اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ رﻏـ ـ ــﻢ ﺗﻮﺻـ ـ ــﻠﻬﺎ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2005/02/22‬ﲜ ـ ـ ـﻮاب‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ وﻋ ـ ــﺪم ﻋ ـ ــﺮض ﻣﻠﻔﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ إﺧ ـ ــﻼﻻ‬
‫ﺑﺎﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﳌﺨﻮﻟ ـ ـ ــﺔ ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬اﻷﻣـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع اﳌﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻌﻴﺒ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻜ ـ ـ ــﻮن اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ـ ــﺖ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻜﻴﻴ ـ ـ ــﻒ‬
‫اﻟﺼﺤﻴﺢ وﻋﻠﻠﺖ ﻗﺮارﻫﺎ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﺳﻠﻴﻤﺎ وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر"‪.373‬‬
‫وﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴـ ــﻪ ذﻫﺒـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ــﺔ ﲟ ـ ـﺮاﻛﺶ ﻟﺘﻘﻀـ ــﻲ ﲟـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪" :‬وﺣﻴـ ــﺚ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ ﻳﺘﺒ ـ ــﲔ أن إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ وﺟﻬ ـ ــﺖ إﱃ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺪ ﻋﻤ ـ ـ ــﺮ اﻻل رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ـ ــﺔ أوﱃ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪  2008/6/24‬ـ ـ ــﻢ اﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻼت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﺰم‬
‫إدﺧﺎﳍ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﻗـ ـ ـ ـﺮارﻩ ﻓ ـ ـ ــﺮد ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺳ ـ ـ ــﺠﻠﺖ ﻟ ـ ـ ــﺪى ﻣﺼ ـ ـ ــﺎﳊﻬﺎ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/7/18‬ﻧ ـ ـ ــﺎزع‬
‫ﲟﻮﺟﺒﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﳌﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﳌﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ ﻓﺒﻌﺜ ـ ـ ــﺖ إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ ﺑﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪2008/8/5‬‬
‫أﻛ ــﺪت ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻣﻮاﻗﻔﻬ ــﺎ اﻟﺴ ــﺎﺑﻘﺔ وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ رﻓﻀ ــﻪ اﳌﻌ ــﲏ ﺑ ــﺎﻷﻣﺮ ﺣﺴ ــﺐ اﻟﺜﺎﺑ ــﺖ ﻣ ــﻦ ﻛﺘﺎﺑ ــﻪ اﳌ ــﻮدع ﻟ ــﺪى‬
‫اﻹدارة ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/9/2‬واﻟ ـ ــﺬي اﻟ ـ ــﺘﻤﺲ ﻓﻴ ـ ــﻪ إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬

‫‪ - 373‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،649‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/09/08‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2009/2/4/337‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫ﻏـ ـ ــﲑ أن اﻹدارة ﱂ ﺗﺴـ ـ ــﺘﺠﺐ ﻟﻄﻠﺒـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــﺬا وﺑـ ـ ــﺎدرت إﱃ ﻓـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨـ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﺧﺎرﻗـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 220‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﰲ اﻟﺒﻨﺪ ‪ III‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫" ﻳﺘﺴ ـ ــﻠﻢ اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺎت اﳌﻮﺟﻬ ـ ــﺔ إﱃ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻳﺒﻠ ـ ــﻎ ﻣﻘ ـ ــﺮرات ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ إﱃ اﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻷﻣﺮ وﻓﻖ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 219‬أﻋﻼﻩ"‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﳌ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ أﻋ ـ ــﻼﻩ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺧﺮﻗﻬـ ــﺎ ﺑﻄـ ــﻼن إﺟ ـ ـﺮاءات ﺗﺄﺳـ ــﻴﺲ وﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وأﻧـ ــﻪ اﺳـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻠـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻌـ ــﻮض اﻟﻌﻠـ ــﺔ‬
‫اﳌﻨﺘﻘ ـ ــﺪة ﺗﻜ ـ ــﻮن ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟﺪرﺟ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻗ ـ ــﺪ ﺻ ـ ــﺎدﻓﺖ اﻟﺼـ ـ ـﻮاب ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ــﺖ ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ‬
‫ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ اﳊﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ"‪.374‬‬
‫وﰲ اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﻔ ـ ـ ــﺎس وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﻘﻀ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﻟﻌ ـ ـ ــﺪم‬
‫إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧﻈ ـ ــﺎر اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺣﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫أﺳ ـ ــﺲ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﻃﻠﺒ ـ ــﻪ اﳌﻘ ـ ــﺪم ‪ ‬ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺳ ـ ــﻴﻠﺔ واﺣ ـ ــﺪة وﻫ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻘﻴ ـ ــﺪ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻌﺪم ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﻨﺰاع ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ رﻏﻢ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﻘﺪم إﻟﻴﻬﺎ ‪‬ﺬا اﻟﺸﺄن‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﺑ ـ ــﺄي ﺟ ـ ـﻮاب ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻘ ـ ــﺎل اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى رﻏ ـ ــﻢ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻬﺎ ﺑﻨﺴ ـ ــﺨﺔ‬
‫ﻣﻨ ــﻪ وﻣﻨﺤﻬ ــﺎ أﺟ ــﻼ ﻛﺎﻓﻴ ــﺎ وإﺿ ــﺎﻓﻴﺎ ﻟ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﳑ ــﺎ ﻳﺸ ــﻜﻞ ﻗﺮﻳﻨ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــﺪﻗﻴﺔ ﻣ ــﺎ ﺟ ــﺎء ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ وﻗ ــﺎﺋﻊ‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻣﻨﺎزﻋﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﻮاردة ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة ‪ III‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 107‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 17-89‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺪﺧﻞ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ‪..." :‬ﻳﺘﺴـ ـ ــﻠﻢ اﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺎت اﳌﻮﺟﻬـ ـ ــﺔ إﱃ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻘﺮرات ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨﺔ إﱃ اﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪."...‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ إن ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺎدة ﺗﻘﻀـ ــﻲ ﺑـ ــﺄن ﺗﻘـ ــﻮم اﻹدارة ﺑﺈﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻃﻠـ ــﺐ اﳌﻠـ ــﺰم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‬
‫اﶈﻠﻴ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻣﻨﺎزﻋﺘ ــﻪ ﰲ رﺳ ــﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ اﳌﻮﺟﻬ ــﺔ إﻟﻴ ــﻪ واﶈ ــﺪدة ﻟﻸﺳ ــﺲ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺗﻨ ــﻮي ﻓ ــﺮض‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أﺳﺎﺳـ ــﻬﺎ‪ ،‬وﻣ ــﺎ دام أن اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﰲ ﻧﺎزﻟـ ــﺔ اﳊ ــﺎل ﻗـ ــﺪ ﺗﻘـ ــﺪم ﺑﻄﻠ ــﺐ ﻳﺮﻣـ ــﻲ إﱃ إﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣﻠﻔـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻟﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ اﳌـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ ،2005/01/17‬ﺗﻮﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﺖ ﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻹدارة ﺑﺘـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/01/19‬ﺣﺴـ ـ ــﺐ اﻟﺜﺎﺑـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ــﻦ ﻧﺴـ ـ ــﺨﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻـ ـ ــﻞ‪ ،‬وأن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ـ ــﲑة ﱂ ﺗﻨـ ـ ــﺎزع‬

‫‪ - 374‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،542‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/6/15‬ﻣﻠﻒ رﻗﻤﻪ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫‪) ،2-2010/9/325‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت‪ ،‬وﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬ ـ ــﺎ ﰲ وﺿ ـ ــﻌﻴﺔ‬
‫اﳌﺨ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺰام ﻳﻔﺮﺿ ـ ــﻪ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن وﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﳐﺎﻟﻔ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺮﳛﺔ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ‪،‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ اﳌﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺪة ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ـ ــﺪد ﺻ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺔ وﻣﻮﺟﺒ ـ ـ ــﺔ ﻹﻟﻐ ـ ـ ــﺎء اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺰاع"‪.375‬‬
‫وﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴ ــﻪ ﺳ ــﺎرت إدارﻳـ ــﺔ اﻟﺒﻴﻀ ــﺎء‪ 376‬ﻟﺘﻘ ــﺮر ﻣ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﺑ ــﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ وﻣ ـ ــﺬﻛﺮات اﻷﻃـ ـ ـﺮاف ﺳ ـ ــﻴﻤﺎ ﺟـ ـ ـﻮاب إدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻳﺘﺒ ـ ــﲔ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ‬
‫إﺣﺎﻟ ــﺔ ﻣﻠ ــﻒ اﳌ ــﺪﻋﻲ ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻈ ــﺎر اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ رﻏ ــﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ــﻪ ﺑ ــﺬﻟﻚ ﺑﺮﺳ ــﺎﻟﺘﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﺧ ــﻼل اﳌﺴ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﳌﺘﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻞ ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/12/29‬رﻏ ـ ـ ـ ــﻢ إﻧ ـ ـ ـ ــﺬارﻫﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ـ ــﺮف اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼل‬
‫إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﺳ ـ ـ ـﺮﻳﺎن اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬اﻷﻣـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﳐﺎﻟﻔـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫وﻣﺴﺎﺳ ـ ـ ــﺎ ﲝ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ــﺪﻓﺎع اﳌﺨ ـ ـ ــﻮل ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ـ ـﺰم ﻟﻠ ـ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ـ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ـ ـ ــﻪ اﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ اﻗﺮﻫ ـ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ"‪.‬‬
‫وﰲ ﺣﻜـ ـ ــﻢ آﺧـ ـ ــﺮ ﻟـ ـ ــﻨﻔﺲ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ‪ 377‬ﺟـ ـ ــﺎء ﻓﻴـ ـ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﳌـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺎن اﻟﺜﺎﺑـ ـ ــﺖ أن اﻟﻐﺎﻳـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫إﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﳌﻠـ ـ ــﻒ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ــﻴﺎﻧﺔ ﺣـ ـ ــﻖ اﻟـ ـ ــﺪﻓﺎع اﳌﺨـ ـ ــﻮل ﻟﻠﻤﻠـ ـ ــﺰم ﻹﺑـ ـ ــﺪاء ﻣﻮﻗﻔـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﺳـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻌﺘﻤـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻓـ ــﺈن ﻋـ ــﺪم إﺣﺎﻟـ ــﺔ اﳌﻠـ ــﻒ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﳌـ ــﺬﻛﻮرة‬
‫وﻋ ـ ــﺪم اﳉـ ـ ـﻮاب ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ رﻏ ـ ــﻢ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ واﻹﻣﻬ ـ ــﺎل ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻃﻠ ـ ــﺐ إﻟﻐ ـ ــﺎء اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻃﻠﺒﺎ وﺟﻴﻬﺎ وﻳﺘﻌﲔ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻪ "‪.‬‬
‫وﲟ ــﺎ أن ﻋﻠـ ــﺔ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم إﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻃﻌـ ــﻦ اﳌﻠـ ــﺰم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ‬
‫ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻫـ ــﻲ ﺧـ ــﺮق ﺣﻘـ ــﻮق اﻟـ ــﺪﻓﺎع‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﳊﻜـ ــﻢ ﻧﻔﺴـ ــﻪ ﺗﺄﺧـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻘـ ــﻊ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﺗﻠـ ــﻚ‬
‫اﻹﺣﺎﻟ ــﺔ وﻟﻜ ــﻦ ﺑﻌ ــﺪ ﻓ ـ ـﻮات اﻷﺟ ــﻞ اﶈ ـ ـﺪد ﻟﻠﺠﻨ ــﺔ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ اﻟﺒ ــﺖ ﰲ اﻟﻄﻌ ــﻦ‪ ،‬ﻃﺎﳌ ــﺎ أن اﻹدارة ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ‬

‫‪ -375‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ﺣﻜﻢ ‪ ،148‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/02/27‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) 2012/09/167‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -376‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1426‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/9/17‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،2009/6/10‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -377‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1153‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/6/10‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،2008/6/533‬أوردﻩ رﺿﻰ‬
‫اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.174‬‬
‫‪143‬‬
‫ﺗﻘﺎﻋﺴ ــﺖ ﻋ ــﻦ إﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻄﻌ ــﻦ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ ﺧ ــﺎرج اﻷﺟ ــﻞ اﳌ ــﺬﻛﻮر ﳑ ــﺎ ﻳﻔﻀ ــﻲ إﱃ رﻓ ــﻊ ﻫ ــﺬﻩ اﻷﺧ ــﲑة‬
‫ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻦ اﳌﻠﻒ‪ ،‬ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻌﻤﺪت ﺣﺮﻣﺎن اﳌﻠﺰم ﻣﻦ إﺣﺪى اﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﻨﺎزﻋﻴﺔ‪.378‬‬
‫وﻟﻌ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ دﻓ ـ ــﻊ اﳌﺸ ـ ــﺮع إﱃ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ‪ 2011‬ﻟﻠﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‬
‫")‪(...‬ﳛ ـ ـ ــﺪد أﺟ ـ ـ ــﻞ أﻗﺼ ـ ـ ــﺎﻩ أرﺑﻌ ـ ـ ــﺔ أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ ﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺎت واﻟﻮﺛ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف‬
‫اﻹدارة ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹدارة ﺑ ـ ــﺎﻟﻄﻌﻦ اﳌﻘ ـ ــﺪم ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف‬
‫اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺬﻛﻮرة"‪.‬‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ ﰲ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﺴـ ــﻴﺎق ﻻ ﳚـ ــﻮز ﻟـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﺷـ ــﺨﺺ اﳌﻔـ ــﺘﺶ اﶈﻘـ ــﻖ أن ﺗﻘـ ــﺮر ﻣـ ــﺎ‬
‫إذا ﻛ ــﺎن ﻳﺘﻌ ــﲔ إﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻄﻌ ــﻦ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ أم ﻻ ﺣ ــﱴ وﻟ ــﻮ ﻗ ــﺪم ﺧ ــﺎرج اﻷﺟ ــﻞ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ أو ﰲ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﲣ ـ ــﺮج ﻋ ـ ــﻦ اﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة‪ ،‬ﻷن ذﻟ ـ ــﻚ ﻳﺘﻨ ـ ــﺎﰱ ﻣ ـ ــﻊ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﻋ ـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاز اﳉﻤ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﲔ‬
‫ﺻ ـ ــﻔﺘﻬﺎ ﻛﺨﺼ ـ ــﻢ وﺣﻜ ـ ــﻢ ﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻵن‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ــﺈن اﻹﻟ ـ ـﺰام اﻟﻮاﻗ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة ﻫ ـ ــﻮ إﻟ ـ ـﺰام ﻣﻄﻠ ـ ــﻖ‬
‫ﻣﻬﻤ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻣﻮﻗﻔﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ وﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻪ واﻟ ـ ــﺬي ﻳﺮﺟ ـ ــﻊ أﻣ ـ ــﺮ اﻟﺒ ـ ــﺚ ﻓﻴ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﻔﺮدﻫ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﺑﻨ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﺣﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴ ـ ــﺔ ﺑﺸ ـ ــﺄن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ إﺣﺠ ـ ــﺎم اﻹدارة ﻋ ـ ــﻦ إﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻃﻌ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﻋﺘﻘﺎدا ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻗﺪم ﺧﺎرج اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.379‬‬
‫‪@@òÈ튎Ûa@|îz–nÛa@ñŠİŽß@püby@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ذﻛ ـ ــﺮﻩ‪ ،‬ﻻ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺴ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ إﻻ ﰲ ﺣ ـ ــﺎﻻت اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﳏـ ــﺪدة ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 221‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻓﻌﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺪم ﺗﻨﺼـ ــﻴﺺ اﳌﺸـ ــﺮع ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫أﺳـ ــﺒﺎب ﺑﻄـ ــﻼن ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻛﻤـ ــﺎ ﻓﻌـ ــﻞ ﲞﺼـ ــﻮص اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻌﺎدﻳـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻘﻀـ ــﺎء ورﻏﺒـ ــﺔ ﻣﻨـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻜﺘﺴ ـ ــﺒﺎت اﳌﻠ ـ ــﺰم أﻗ ـ ــﺮ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ذﻛ ـ ــﺮ أﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫)أوﻻ(‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﰲ ﺣ ـ ــﺎﻻت أﺧ ـ ــﺮى أن ﻋ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻳ ـ ــﺆدي ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة‬
‫إﱃ ﺑﻄﻼن ﻫﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬

‫‪ -378‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،945‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/5/13‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 08/2655‬ش‪ .‬د‪ ،‬أوردﻩ رﺿﻰ‬
‫اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.174‬‬
‫‪ -379‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/11/23‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 08/2519‬ش‪ .‬ض‪ ،‬أوردﻩ رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ‬
‫ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪144‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ذﻛ ـ ــﺮ أﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 224‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ‬
‫ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 224‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " إذا ﻻﺣ ـ ــﻆ ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻻﻃ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻗـ ـ ـﺮار اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ ،83‬ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت أو ﺗﻘ ـ ــﺪﻳﺮ ﲦ ـ ــﻦ اﻟﺘﻤﻠ ـ ــﻚ أو ﻧﻔﻘ ـ ــﺎت‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﺜﻤﺎر اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳌ ـ ــﱪرة أو ﳘ ـ ــﺎ ﻣﻌ ـ ــﺎ أو اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ ﻟﻸﻣ ـ ــﻼك اﳌﺒﻴﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أن ﻳﺒﻠ ـ ــﻎ إﱃ‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ ،219‬اﻷﺳ ـ ــﺎس اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﺼ ـ ــﺤﺢ‬
‫وﻛ ـ ــﺬا أﺳ ـ ــﺒﺎب وﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﺰﻣ ـ ــﻊ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ‪ ‬ـ ــﺎ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز ﺗﺴ ـ ــﻌﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﻳﺪاع اﻹﻗﺮار اﳌﺬﻛﻮر‪."...‬‬
‫إذن‪ ،‬ﻓﻤﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 224‬اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة أﻋـ ـ ــﻼﻩ ﺗﻮﺟـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ‪ -‬إذا ﻗـ ـ ــﺮر اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ‪-‬‬
‫أن ﻳﺒﻠـ ــﻎ إﱃ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻷﺳـ ــﺎس اﳉﺪﻳـ ــﺪ اﳌﺼـ ــﺤﺢ وﻛـ ــﺬا أﺳـ ــﺒﺎب وﻣﺒﻠـ ــﻎ اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﺰﻣـ ــﻊ‬
‫اﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ وﻫ ـ ـ ـ ــﻮ اﻻﲡ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﺳ ـ ـ ـ ــﺎرت ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺄﻛ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺮ ﰲ ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪد‬
‫‪ 3802010/512‬اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺟـ ـ ـ ــﺎء ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ‪ " :‬إن ﻣﻔـ ـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻠـ ـ ـ ــﺰم ﺑـ ـ ـ ــﺄن ﻳﺒﻠـ ـ ـ ــﻎ ﻟﻠﺨﺎﺿـ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫أﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ واﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﺠﻠ ـ ــﻰ ﰲ ذﻛ ـ ــﺮ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴ ـ ــﺔ اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪة ﻛﻌﻨﺼ ـ ــﺮ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧ ـ ــﺔ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﳉﺪﻳ ـ ـ ــﺪ اﳌﺼ ـ ـ ــﺤﺢ‪ ،‬وأن اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ــﻦ رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﱵ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻷول واﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ أن اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﻟ ـ ـ ــﺬي‬
‫اﻋﺘﻤـ ــﺪﻩ ﻣﻔـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ ﺟـ ــﺎء ﺧﺎﻟﻴـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ذﻛـ ــﺮ أي ﻋﻨﺼـ ــﺮ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧـ ــﺔ واﻋﺘﻤـ ــﺪ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﳎﺮد اﻟﺘﺨﻤﲔ"‪.‬‬
‫وﰲ اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ﻗﻀـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﲟ ـ ـ ـﺮاﻛﺶ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻳﻌﻴـ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ اﳊﻜـ ـ ــﻢ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺑﺎﺳـ ـ ــﺘﻨﺎدﻩ إﱃ ﺗﻌﻠﻴـ ـ ــﻞ ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﺆﺳـ ـ ــﺲ واﻗﻌـ ـ ــﺎ وﻗﺎﻧﻮﻧـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒـ ـ ــﺎر أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع‬
‫أﺛﻨ ـ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ ﱂ ﳛ ـ ـ ــﺪد أﺳ ـ ـ ــﺒﺎﺑﺎ ﺑﻌﻴﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ــﺐ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤﻴﻨﻬﺎ ﰲ رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺢ وﱂ ﻳﻘﻴ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻹدارة ﺑﺄﺳﺒﺎب ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﺻ ـ ــﺢ ﻣ ـ ــﺎ ﻧﻌ ـ ــﺎﻩ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋ ـ ــﻦ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ‪ ،‬إذ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﺎل ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ )ﺻـ ــﻨﻒ اﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ( ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﺗﻘـ ــﻮﱘ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ اﳌ ـ ــﺪﱃ ﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ‬

‫‪ -380‬ﺣﻜﻢ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻄﻲ اﻟﻘﺪوري‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪145‬‬
‫ﻃ ـ ــﺮف اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﺷ ـ ــﱰط ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﺣ ـ ـﱰام إﺟـ ـ ـﺮاءات ﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻟﻠﻔﺮض‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 224‬اﳌﺨﺎﻃﺒ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ إذا‬
‫ﻻﺣ ـ ــﻆ ﻣﻔ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻹﻃ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﻗـ ـ ـﺮار ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت وﺟ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺒﻠﻎ اﳋﺎﺿﻊ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس اﳉﺪﻳﺪ اﳌﺼﺤﺢ وﻛﺬا أﺳﺒﺎب وﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ــﻦ أوراق اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ اﳌﻮﺟﻬ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺖ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻫ ـ ــﻮ ‪ 411.000.00‬وأﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ وﻫ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــﻮن اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺼ ـ ـ ــﺮح ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻻ ﲡﺴ ـ ـ ــﺪ ﻗﻴﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎر ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع اﻟﺘﻮﺟﻴ ـ ـ ــﺐ واﻟ ـ ـ ــﺬي ﰎ ﺑﻴﻌ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤﻨﺖ ﻣﺒﻠ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ‪ 3.900.00‬درﻫ ـ ــﻢ ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺖ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﺗﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﻘﻴ ـ ــﺪت ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻳﺒﻘ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﺒﺐ ﻣﻌﺘﻤ ـ ــﺪا ﰲ‬
‫ﻫ ــﺬا اﻟﺼ ــﺪد ﻣﺮﺗﻜ ـ ـﺰا ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس واﳊﻜ ــﻢ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﳌ ــﺎ ﳓ ــﺎ ﺧ ــﻼف ذﻟ ــﻚ اﳌﻨﺤ ــﻰ ﺟﺎﻧ ــﺐ اﻟﺼ ـ ـﻮاب‬
‫وﻳﺘﻌﲔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪ ،‬وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﺪي رﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ"‪.381‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻟﺼـ ــﺪد‪ ،‬أن ﻋ ـ ـﺪم اﺣ ـ ـﱰام ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﺑﻄـ ــﻼن‬
‫اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ــﺖ ﺑ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻔ ـ ــﺎس ﰲ أﺣ ـ ــﺪ أﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء‬
‫ﻓﻴـ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﺑﻌـ ــﺪ دراﺳـ ــﺔ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﻟﻠﻮﺳـ ــﻴﻠﺔ اﻷوﱃ اﳌﺴـ ــﺘﻤﺪة ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﺮق إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳌﺴـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻜـ ــﻮن ﻓـ ــﺮض اﻟﺮﺳـ ــﻮم اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴـ ــﺔ ﰎ ﺣﻴـ ــﺎدا ﻋـ ــﻦ اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒـ ــﺔ اﻹﺗﺒـ ــﺎع‬
‫واﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ ﺿ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﻴﺔ اﻷوﱃ ﰒ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﶈ ـ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪،‬‬
‫وﰲ ﻇ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﺪم إدﻻء اﻹدارة ﺑ ـ ــﺄي ﺟـ ـ ـﻮاب رﻏ ـ ــﻢ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻬﺎ ﺑﻨﺴ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻘ ـ ــﺎل وﻣﻨﺤﻬ ـ ــﺎ أﺟ ـ ــﻼ ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺎ‬
‫وإﺿ ـ ــﺎﻓﻴﺎ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﰲ إﻃ ـ ــﺎر ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 224‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﻧـ ـ ــﻪ "‪ ...‬إذا ﻻﺣـ ـ ــﻆ ﻣﻔـ ـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻷرﺑـ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﻹﻃـ ـ ــﻼع ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﻗ ـ ـ ـﺮار‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ...‬ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت أو ﺗﻘ ـ ــﺪﻳﺮ ﲦ ـ ــﻦ اﻟﺘﻤﻠ ـ ــﻚ أو ﻧﻔﻘ ـ ــﺎت‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﺜﻤﺎر ﻏ ـ ــﲑ اﳌ ـ ــﱪرة أو ﳘ ـ ــﺎ ﻣﻌ ـ ــﺎ أو اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﺘﻠﻜ ـ ــﺎت اﳌﺒﻴﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أن ﻳﺒﻠ ـ ــﻎ‬
‫إﱃ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﺼ ـ ــﺤﺢ وﻛ ـ ــﺬا أﺳ ـ ــﺒﺎب وﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﺰﻣ ـ ــﻊ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم‬

‫‪ - 381‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،364‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/03/20‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2012/1915/6‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ ‬ــﺎ‪ ،‬داﺧ ــﻞ أﺟ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ــﺎوز ‪ 60‬ﻳﻮﻣ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴ ــﺔ ﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ إﻳ ــﺪاع اﻹﻗ ـ ـﺮار اﳌ ــﺬﻛﻮر وﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻋ ــﺪم اﳉ ـ ـﻮاب‬
‫داﺧ ـ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﳌﻀ ـ ـ ــﺮوب ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺗﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﻳﻨ ـ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ إﻻ وﻓ ـ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط‬
‫اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 235‬أدﻧ ـ ــﺎﻩ‪ ،‬وإذا ﻗ ـ ــﺪﻣﺖ ﻣﻼﺣﻈ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ داﺧ ـ ــﻞ‬
‫أﺟـ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺎر إﻟﻴـ ـ ــﻪ أﻋـ ـ ــﻼﻩ ورأى اﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ أن ﺑﻌﻀـ ـ ــﻬﺎ أو ﲨﻴﻌﻬـ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻨﺪ إﱃ أي أﺳـ ـ ــﺎس‬
‫ﺻﺤﻴﺢ وﺟﺒﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻹﺟﺮاءات وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﳌﺎدة ‪ II-220‬أدﻧﺎﻩ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إﻧ ـ ـ ــﻪ اﻧﻄﻼﻗ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط اﳌﺘﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﻮل‬
‫ﲟﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ‪ .‬اﻟ ـ ـ ـﺮﺑﺢ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎري اﻧﻄﻼﻗ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫ﻓﺮﺿ ـ ــﻬﺎ وﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺤﻬﺎ‪ ،‬وﺑ ـ ــﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ وﻣﻌﻄﻴﺎ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ــﺪﻟﻴﻞ ﻋ ـ ــﺪم إدﻻﺋﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺑ ــﺄي وﺛﻴﻘ ــﺔ ﺗﻔﻴ ــﺪ ﺳ ــﻠﻮﻛﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴ ــﻄﺮة اﶈ ــﺪدة ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 224‬اﳌﺸ ــﺎر إﻟﻴﻬ ــﺎ أﻋ ــﻼﻩ‪ ،‬ﳑ ــﺎ ﻳﺸ ــﻜﻞ ﻣﺴﺎﺳ ــﺎ‬
‫ﺑﺈﺣ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ اﳌﺨﻮﻟ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻔ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﺸـ ـ ــﺮوع وواﺟـ ـ ــﺐ اﻹﻟﻐـ ـ ــﺎء اﺳـ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ وﺳـ ـ ــﻴﻠﺔ ﺧـ ـ ــﺮق ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ دون ﺣﺎﺟ ـ ــﺔ إﱃ ﻣﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ اﻟﻮﺳ ـ ــﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺘﻘﻴﻢ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑ ـ ــﺪو‪‬ﺎ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﺘﻌﲔ إﻟﻐﺎء اﻟﻔﺮض اﻟﻀﺮﻳﱯ ﲟﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ آﺛﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ"‪.382‬‬
‫وذﻛـ ـ ــﺮ أﺳـ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ ﰲ ﺻـ ـ ــﻠﺐ اﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ أو اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻻ ﻳﺘﻌـ ـ ــﺎرض ﻣـ ـ ــﻊ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 246‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺴ ـ ــﺮ اﳌﻬ ـ ــﲏ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ﻳﻠ ـ ــﺰم ﺑﻜﺘﻤ ـ ــﺎن اﻟﺴ ـ ــﺮ اﳌﻬ ـ ــﲏ وﻓ ـ ــﻖ أﺣﻜ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳉﻨ ـ ــﺎﺋﻲ اﳉ ـ ــﺎري ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ‪ ،‬ﲟﻨﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﻣﺰاوﻟ ـ ــﺔ ﻣﻬﺎﻣ ـ ــﻪ أو اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎﺗﻪ‪ ،‬ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬ ـ ــﺎ واﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎﺋﻬﺎ أو اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ــﺎ وﻛ ـ ــﺬا أﻋﻀ ـ ــﺎء اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫اﳌـ ـ ـ ـ ـﻮاد ‪ 50‬و‪ 225‬و‪ ،226‬ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ أﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳚ ـ ـ ـ ــﻮز ﳌﻔ ـ ـ ـ ــﺘﺶ إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أن ﻳﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻤﻮا اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ـ ـ ــﺎت أو‬
‫ﻧﺴـ ـ ـ ــﺨﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻘـ ـ ـ ــﻮد أو اﻟﻮﺛـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ أو اﻟﺴـ ـ ـ ــﺠﻼت اﻟـ ـ ـ ــﱵ ﰲ ﺣـ ـ ـ ــﻮز‪‬ﻢ ﻷﺷـ ـ ـ ــﺨﺎص ﻏـ ـ ـ ــﲑ اﳌﺘﻌﺎﻗـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ أو‬
‫اﳌﻠﺰﻣﲔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻌﻨﻴﲔ أو ﺧﻠﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎم‪ ،‬إﻻ ﲟﻮﺟﺐ أﻣﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﺨﺘﺺ‪.383‬‬

‫‪ - 382‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،790‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/6/20‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2012/9/26‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -383‬ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻄﻲ ﻗﺪوري‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻀﺮﻳﱯ ‪ -‬ﺣﺎﻻت ﻟﻠﺪراﺳﺔ ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪147‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﺣﱰام أﺟﻞ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ــﱵ ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺴ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻗﻴـ ــﺪ اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻹدارة ﺑﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﺼـ ــﺮح ‪‬ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺄﺟ ـ ــﻞ ‪ 90‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ إﻳ ـ ــﺪاع اﻹﻗ ـ ـﺮار اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟ ـ ــﺪى اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻓ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 224‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﻗـ ـ ــﺪ رﺗـ ـ ــﺐ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﺑﻄـ ـ ــﻼن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻷﺟـ ـ ــﻞ‬
‫ﻻﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻣـ ــﻦ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬وﻗـ ــﺪ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﲟ ـ ـﺮاﻛﺶ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ أﻧـ ــﻪ ﺧـ ــﻼف ﻣـ ــﺎ أﺳـ ــﺲ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ وﺳـ ــﻴﻠﺘﻪ اﻷوﱃ ﰲ ﳏﻜﻤـ ــﺔ‬
‫اﻟﺪرﺟ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻗ ـ ـ ــﺪ اﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺪت ﰲ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼ ــﺤﻴﺢ وﻓ ــﻖ ﻣ ــﺎ ﺗﻘﻀ ــﻲ ﺑ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪ 224‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬واﻟ ــﱵ ﺗﻮﺟ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﻹدارة‬
‫ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻓ ـ ـ ــﻖ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫أﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎت اﳌﺰﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ‪ ‬ـ ـ ــﺎ وﺗﻔﺎﺻ ـ ـ ــﻴﻞ ﻣﺒﻠﻐﻬ ـ ـ ــﺎ واﻷﺳ ـ ـ ــﺎس اﳌﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺪ ﻟﻔ ـ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﱂ ﺗـ ـ ــﺪل اﻹدارة أﻣﺎﻣﻬـ ـ ــﺎ ﲟـ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒـ ـ ــﺖ ﺳـ ـ ــﻠﻮﻛﻬﺎ ﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن ﻣـ ـ ــﺎ أدﻟـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻣﺮﻓـ ــﻖ ﺑﺎﻹﺷـ ــﻌﺎر اﻟﱪﻳـ ــﺪي اﻟـ ــﺬي ﳛﻤـ ــﻞ ﻋﺒـ ــﺎرة ﻏـ ــﲑ ﻣﻄﺎﻟـ ــﺐ ﺑـ ــﻪ‪،‬‬
‫واﳌﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ ﻟﻠﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬واﻟـ ـ ــﱵ ﺗﺒـ ـ ــﲔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﻹﻃـ ـ ــﻼع ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ أ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻣﺆرﺧـ ـ ــﺔ ﰲ ‪،2008/5/5‬‬
‫وأ‪ ‬ـ ــﺎ ﺣﺴـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر اﻟﱪﻳـ ـ ــﺪي وﺟﻬـ ـ ــﺖ ﻟﻠﻤﻌ ـ ــﲏ ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/5/15‬أي ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﺰﻳـ ـ ــﺪ‬
‫ﻋ ـ ـ ــﻦ ‪ 90‬ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ وﺿ ـ ـ ــﻊ اﳌﻌ ـ ـ ــﲏ ﺑ ـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻹﻗـ ـ ـ ـﺮارﻩ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻴﻊ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/2/15‬أي ﺧ ـ ـ ــﺎرج‬
‫اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 224‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺄن‬
‫ﲡ ـ ــﺮي ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز ‪ 60‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ إﻳ ـ ــﺪاع اﻹﻗ ـ ـﺮار ﳑ ـ ــﺎ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ‬
‫ﻣﻌـ ــﻪ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ ﻣﻌﻴﺒـ ــﺔ وﻣﻮﺟﺒـ ــﺔ ﻹﺑﻄـ ــﺎل اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴـ ــﺔ اﳌﱰﺗﺒـ ــﺔ ﻋﻨﻬـ ــﺎ وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﻗﻀـ ــﻰ ﺑـ ــﻪ‬
‫اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ واﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ واﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪. 384‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﻃـ ـ ــﺎر‪ ،‬أن اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻘـ ـ ــﺮر ﻟﻠﻤﻔ ـ ــﺘﺶ ﻳﺴـ ـ ــﺮي ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ اﻟﺮﺳـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ـ ـ ــﺰم وﻟـ ـ ـ ــﻴﺲ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﰲ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃـ ـ ـ ــﺎر ﻗﻀـ ـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪ - 384‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،221‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/3/24‬ﻣﻠﻒ رﻗﻤﻪ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫‪) ،2010/9/247‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ــﺎط ﲟـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ (...) " :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻟﺜﺎﺑـ ــﺖ ﻣـ ــﻦ اﻟﺼـ ــﻴﺎﻏﺔ اﻟﺼـ ــﺮﳛﺔ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﺸـ ــﺎر إﻟﻴـ ــﻪ أﻋـ ــﻼﻩ وﻛـ ــﺬا ﻣـ ــﻦ ﺻـ ــﻴﺎﻏﺔ اﳌـ ــﺎدة ‪ 10‬ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن أن اﻟﻌـ ــﱪة ﰲ اﺣﺘﺴـ ــﺎب‬
‫أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺘﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ وﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬ ـ ــﺎ ﺧ ـ ــﻼف‬
‫اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﺬي ذﻫﺒﺖ إﻟﻴﻪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إﻧ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﺎ دام اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ــﺖ أن اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪم ﺑ ـ ـ ــﺈﻗﺮارﻩ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪2006/06/27‬‬
‫وأﻧـ ـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳﺒﻠـ ـ ـ ــﻎ ﺑﺮﺳـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷوﱃ إﻻ ﺑﺘـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/09/07‬أي ﺧـ ـ ـ ــﺎرج اﻷﺟـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫اﳌﺸ ــﺎر إﻟﻴ ــﻪ أﻋ ــﻼﻩ‪ ،‬ﺗﻜ ــﻮن ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ــﺤﻴﺢ ﻣﻌﻴﺒ ــﺔ وﻳﺘﻌ ــﲔ اﻟﺘﺼـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺒﻄﻼ‪ ‬ــﺎ ﳑ ــﺎ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣﻌ ــﻪ ﺳ ــﺒﺐ‬
‫اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺟﺪﻳﺎ واﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﳎﺎﻧﺒﺎ ﻟﻠﺼﻮاب وواﺟﺐ اﻹﻟﻐﺎء"‪.385‬‬
‫وﰲ إﻃـ ـ ـ ـ ـﺎر ﲝﺜﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم واﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﺮارات اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻮﻗﻔﻨﺎ ﻗـ ـ ـ ـ ـﺮار ﻣﻬ ـ ـ ـ ــﻢ ﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط‪ ،‬اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺆﺻ ـ ــﻞ ﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﻜ ـ ــﻮن اﻹدارة ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ ﺑﺘـ ـ ــﺬﻛﲑ‬
‫اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم اﻟ ـ ـ ــﺬي ﱂ ﳝﻜﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ إﻗـ ـ ـ ـﺮارﻩ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺣ ـ ـ ــﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت أو اﻟﻮﺛ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ ﳌﻤﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ ﺣﻘﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﻮﻳﺐ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﺎﻹدﻻء ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎدام أﺟ ـ ـ ــﻞ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﻣ ـ ـ ــﺎ زال ﻣﻔﺘﻮﺣ ـ ـ ــﺎ ﲢ ـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ـ ــﺔ ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﻟﻮﻗﻮﻋﻬﺎ ﺧﺎرج اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮار ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗﻌﻴ ـ ـ ــﺐ اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﲟﺠﺎﻧﺒ ـ ــﺔ اﻟﺼـ ـ ـﻮاب وﻧﻘﺼ ـ ــﺎن اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ـﻮازي ﻻﻧﻌﺪاﻣ ـ ــﻪ ذﻟ ـ ــﻚ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻗﺎﻣ ـ ــﺖ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺬﻛﲑ اﻷوﱃ إﱃ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/11/05‬ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ـ ــﻞ إﲤ ـ ـ ـ ــﺎم اﻹﻗـ ـ ـ ـ ـﺮار اﻟﻨ ـ ـ ـ ــﺎﻗﺺ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻹدﻻء ﺑﻌﻘ ـ ــﺪ اﻟﺘﻤﻠ ـ ــﻚ‪ ،‬وﻋﻨ ـ ــﺪ إدﻻﺋ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﻪ ﺑﻮﺷ ـ ــﺮت ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﻷوﱃ ﺑﻮاﺳـ ــﻄﺔ اﻟﱪﻳـ ــﺪ اﳌﻀـ ــﻤﻮن ﻣـ ــﻊ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﺗﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ رﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘـ ــﺬﻛﲑ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ اﻷﺛـ ــﺮ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﻗﻄ ـ ــﻊ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻤﻨ ـ ــﻮح ﻟ ـ ــﻺدارة‪ ،‬وﻻ أدل ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ إﺻ ـ ــﺪار اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﳊﻜﻤﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ ﺑ ــﺈﺟﺮاء ﺧ ــﱪة‪ ،‬ﻟﺘﻌ ــﻮد ﺑﻌ ــﺪ ذﻟ ــﻚ وﺗﺼ ــﺮف اﻟﻨﻈ ــﺮ ﻋ ــﻦ إﺟﺮاﺋﻬ ــﺎ وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻋ ــﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸ ــﺔ اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮات اﻹدارة‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ إن اﻟﺜﺎﺑـ ــﺖ ﻣـ ــﻦ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ أن اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﺗﻘـ ــﺪم ﺑـ ــﺈﻗﺮارﻩ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2008/07/09‬وأن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﱂ ﺗﻘ ـ ــﻢ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘ ـ ــﺬﻛﲑ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ إدﻻﺋ ـ ــﻪ ﺑﻌﻘ ـ ــﺪ اﻟﺘﻤﻠ ـ ــﻚ‬

‫‪ - 385‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1398‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/04/02‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/383‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫إﻻ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/11/05‬وإﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ـ ـ ــﺮض ﺻ ـ ـ ـ ــﺤﺔ ادﻋﺎﺋﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻹﻗ ـ ـ ـ ـﺮار ﱂ ﻳﺮﻓ ـ ـ ـ ــﻖ ﺑﻌﻘ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺘﻤﻠ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة اﲣ ـ ــﺬت ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻓـ ـ ـﻮات أﺟ ـ ــﻞ ‪ 60‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ اﳌﻮﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ إﻳ ـ ــﺪاع اﻹﻗـ ـ ـﺮار‪،‬‬
‫اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺧﺮﻗ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 224‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ ﻣﻌ ـ ــﻪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻨ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣﻌﻴﺒ ـ ــﺔ وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺒﻄﻼ‪ ‬ـ ــﺎ واﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺻ ـ ــﺎﺋﺒﺎ وواﺟ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ‪‬ﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ"‪.386‬‬
‫اﻧﻄﻼﻗـ ـ ــﺎ ﳑـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أﻧـ ـ ــﻪ ﻻ اﶈـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ وﻻ ﳏـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ وﻛـ ـ ــﺬا‬
‫ﳏﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ﻻ ﺗﺘ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﱏ ﰲ إﻟﻐ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﳌﺨﺎﻟﻔﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻷﺣ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﶈ ـ ـ ـ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر أن ﺧ ـ ـ ـ ــﺮق ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة ﻳﺸ ـ ـ ـ ــﻜﻞ ﻣﺴﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم و ﲝﻖ اﻟﺪﻓﺎع‪.387‬‬
‫‪òjba@—zÏ@ñŠİŽß@püby@ZòrÛbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ اﻹﺷـ ـ ــﻜﺎل اﻟـ ـ ــﺬي ﻃﺮﺣـ ـ ــﻪ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﺣـ ـ ــﻮل ﻋﺒـ ـ ــﺎرة " ﺗﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ " واﻟـ ـ ــﱵ‬
‫اﻋﺘﱪﻫ ـ ــﺎ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﺗﻔﻴ ـ ــﺪ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻟﻴ ـ ــﺄﰐ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺑﻌ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ــﻚ وﻳﻜ ـ ــﺮس اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر‬
‫وﻳـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ " ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ" اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ـ ــﺪد ﻟﻠﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‪ ،‬ﻳﻄ ـ ــﺮح‬
‫إﺷ ـ ــﻜﺎل ﻣﻬ ـ ــﻢ ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﺮر ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﻐﻴـ ـ ـﲑ ﻣﻮﻋ ـ ــﺪ اﻟﺘﻔﺘ ـ ــﻴﺶ‪388‬؟ ﻓﺄﻣ ـ ــﺎم ﺳ ـ ــﻜﻮت‬
‫اﻟـ ــﻨﺺ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﻓﻤـ ــﻦ وﺟﻬـ ــﺔ ﻧﻈـ ــﺮ اﻹدارة ﻃﺎﳌـ ــﺎ أن اﻷﺟـ ــﻞ اﻟﻔﺎﺻـ ــﻞ وﻗـ ــﻊ اﺣﱰاﻣـ ــﻪ ﻓـ ــﺈن ﺗﻐﻴـ ــﲑ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺘﻔﺘ ـ ــﻴﺶ ﻻ ﻳﻌﻴ ـ ــﺐ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻷن اﳌﻠ ـ ــﺰم اﺳ ـ ــﺘﻔﺎد ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﳜﻮﳍ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﰲ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﳋﺼ ـ ــﻮص‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻃ ـ ــﺮح ﻳﻨﻄ ـ ــﻮي ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓﻬ ـ ــﻢ ﺿ ـ ــﻴﻖ ﳌﺴ ـ ــﺄﻟﺔ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻴﺤﻬ ـ ــﺎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ واﻟ ـ ــﱵ اﻋﺘ ـ ــﱪ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﻟﺼ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2009/01/14‬ﺑﺄ‪ ‬ـ ــﺎ‬
‫ﺗﱪز ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﲔ‪:389‬‬
‫‪ -‬ﻳﺘﺠﻠـ ــﻰ اﻷول ﰲ ﲤﻜـ ــﲔ اﳌﻠـ ــﺰم ﻣـ ــﻦ ‪‬ﻴ ـ ـﻲء ﺣﺠﺠـ ــﻪ وﲡﻬﻴـ ــﺰ وﺛﺎﺋﻘـ ــﻪ اﶈﺎﺳـ ــﺒﻴﺔ ﺣـ ــﱴ ﺗﻜـ ــﻮن‬
‫رﻫ ـ ــﻦ إﺷ ـ ــﺎرة اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ اﶈﻘ ـ ــﻖ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﻗﺪوﻣ ـ ــﻪ إﱃ اﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ـ ــﻲ ﻣﻨﺤ ـ ــﻪ اﻷﺟ ـ ــﻞ‬

‫‪ - 386‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،3744‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/10/08‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/12/67‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ - 387‬ﳏﻤﺪ ﺣﺠﺎج‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﲔ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -388‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺟﺎء ‪‬ﺎ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﳊﻘﻮق اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.‬‬
‫‪ -389‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،71‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/1/14‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 8/ 450‬ش ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫اﻟﻜﺎﻣ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد ﳍ ـ ــﺬا اﻟﻐ ـ ــﺮض واﻟ ـ ــﺬي ﻳﻨﺒﻐ ـ ــﻲ أﻻ ﻳﻘ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻪ‬
‫ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر؛‬
‫‪ -‬أﻣ ـ ـ ــﺎ ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻮى اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻜﻤ ـ ـ ــﻦ ﰲ اﺣـ ـ ـ ـﱰام اﳌﻮﻋ ـ ـ ــﺪ اﶈ ـ ـ ــﺪد ﰲ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﻛﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻻﻧﻄ ـ ــﻼق ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺗﻔﺎدﻳ ـ ــﺎ ﻟﻌﻨﺼ ـ ــﺮ اﳌﺒﺎﻏﺘـ ـ ـﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﺣﻀ ـ ــﻮر اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ ﰲ اﳌﻮﻋ ـ ــﺪ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻷن ذﻟ ـ ــﻚ ﺳ ـ ــﻴﺠﻌﻞ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻔﺤ ـ ــﺺ‬
‫ﰲ وﺿ ـ ـ ــﻌﻴﺔ اﻧﺘﻈ ـ ـ ــﺎر إﱃ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻻ ‪‬ﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺎ دام أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ــﻴﺲ ﻫﻨ ـ ـ ــﺎك أي أﺟ ـ ـ ــﻞ ﻳﻘﻴ ـ ـ ــﺪ اﻹدارة‬
‫ﺑﻮﺟ ـ ــﻮب اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ــﺈن ﻋ ـ ــﺪم اﻻﻟﺘـ ـ ـﺰام‬
‫ﺑﺎﳌﻮﻋ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـﻮارد ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻳﻔ ـ ــﺮض ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺛ ـ ــﺎن ﳛ ـ ــﺪد اﳌﻮﻋ ـ ــﺪ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫ﻟﻠﻔﺤﺺ‪.390‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻟﻠﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ أن أﻗﺮ‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ وﻗ ـ ــﺖ‬
‫ﺳ ـ ــﺎﺑﻖ اﺳ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻋﻠ ـ ــﺔ ﻣﻐ ـ ــﺎﻳﺮة ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ إﱃ أن ﺗﻐﻴ ـ ــﲑ ﻣﻮﻋ ـ ــﺪ إﺟـ ـ ـﺮاء اﻟﺘﻔﺘ ـ ــﻴﺶ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺗﻨ ـ ــﺎزﻻ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻹدارة ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر اﻷول ﺑ ـ ـ ــﺈﺟﺮاء اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ ﻟﺰاﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪ إﱃ‬
‫اﳌﻌـ ـ ــﲏ ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻣـ ـ ــﻊ ﺣﺘﻤﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴـ ـ ــﺪ ﺑﺄﺟـ ـ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ اﻟﻔﺎﺻـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ــﲔ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻـ ـ ــﻞ وﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ إﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﻔﺤﺺ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ إﺣ ـ ـ ــﺪاث ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﱵ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺻ ـ ـ ــﻴﻒ ‪ 2006‬ﺗﺒﻨ ـ ـ ــﺖ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﺘﻮﺟـ ــﻪ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻀـ ــﺢ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻟﻘ ـ ـﺮار اﻟﺼـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ــﺎط‬
‫ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2009/01/22‬وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻠﻐ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ـ ـ ــﺎط اﳌ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪2007/12/4‬‬
‫ﲢ ـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ 2450‬ﰲ اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ رﻗ ـ ـ ــﻢ‪ 07/420‬ش‪ .‬ض‪ .‬اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳓ ـ ـ ــﺎ اﲡﺎﻫ ـ ـ ــﺎ ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ‬
‫ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف إﱃ " أن اﻹدارة اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ ﱂ ﲢﻀـ ـ ــﺮ ﰲ اﳌﻮﻋـ ـ ــﺪ اﶈـ ـ ــﺪد ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮوع‬
‫ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ وﻫ ـ ـ ــﻮ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟﺴ ـ ـ ــﺎدس ﻋﺸ ـ ـ ــﺮ اﳌـ ـ ـ ـﻮاﱄ ﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ــﻞ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﺑﺎﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﰲ ‪،2002/07/23‬‬
‫وﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﺑﺪاﻳ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﰲ ‪ 2002/08/09‬ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻗ ـ ــﺪ أﺧﻠـ ـ ــﺖ ﺑﺎﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد ﳍ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫ﻫﺬا اﻷﺧﲑ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ"‪.391‬‬

‫‪ -390‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -391‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪151‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪ أﺣﺴ ـ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﺻ ـ ـ ــﻨﻴﻌﺎ ﺣﻴﻨﻤ ـ ـ ــﺎ أﺿ ـ ـ ــﺎف ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﰲ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪ 2018‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أﺻ ـ ــﺒﺤﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 212‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪" :‬إذا ﻗ ـ ــﺮرت‬
‫اﻹدارة اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﳏﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﺗﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو رﺳ ـ ـ ــﻢ ﻣﻌ ـ ـ ــﲔ‪ ،‬وﺟ ـ ـ ــﺐ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ إﱃ‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻓﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 219‬أدﻧ ـ ـ ــﺎﻩ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ـ ـ ــﺪد‬
‫ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﲞﻤﺴـ ـ ــﺔ ﻋﺸـ ـ ــﺮ )‪ (15‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﻗـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﳚ ـ ـ ــﺐ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻔﺤ ــﺺ ﺧ ــﻼل أﺟ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ــﺎوز ﲬﺴ ــﺔ )‪ (5‬أﻳ ــﺎم ﻋﻤ ــﻞ إﺑﺘ ــﺪاء ﻣ ــﻦ اﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ــﺪد ﻟﺒﺪاﻳ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ‬
‫اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ‪ ،392‬ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﻓﻘ ـ ــﺎ ﲟﻴﺜ ـ ــﺎق اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺬﻛﺮ‬
‫ﺑﺎﳊﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت ﰲ ﳎﺎل اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺪوﻧﺔ"‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ـ ــﺪ ﺣﺴـ ـ ـ ــﻢ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﰲ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ ﺣﻴـ ـ ـ ــﺚ أﻟـ ـ ـ ــﺰم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻀـ ـ ـ ــﺮورة‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﺧ ـ ــﻼل أﺟ ـ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز ﲬﺴ ـ ــﺔ )‪ (5‬أﻳ ـ ــﺎم ﻋﻤ ـ ــﻞ إﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﶈـ ــﺪد ﻟﺒﺪاﻳـ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﳌﺮاﻗﺒـ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ـ ــﻞ إﺧـ ــﻼل ﺑﺎﻷﺟـ ــﻞ اﶈـ ــﺪد ﳍـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻨـ ــﻪ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ـ ــﺐ ﺗﺄﻛﻴ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ اﻷﺧ ـ ـ ـ ــﲑ‪ ،‬أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻠﺰﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻹدﻻء ﲟ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺪ اﻹﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ‪ ،‬إذ ﻗﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻷن ﳏﻀ ـ ــﺮ ‪‬ﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﺗﻀ ـ ــﻤﻦ ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻳﻘ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻷدﱏ اﳌﻘ ـ ــﺮر ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻔﺤ ـ ــﺺ ﻗﺼ ـ ــﺪ‬
‫إﻋﺪاد دﻓﺎﻋﻪ‪.‬‬
‫وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ أﻛ ــﺪﻩ اﻟﻘـ ـﺮار اﻟﺼ ــﺎدر ﻋ ــﻦ ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﺣﻴ ــﺚ ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ‪ " :‬ﺣﻴ ــﺚ ﺗﻨﻌ ــﻰ اﻟﻄﺎﻋﻨ ــﺔ‬
‫اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺧ ـ ــﺮق اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 24.85‬اﳌ ـ ــﻨﻈﻢ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت‬
‫ﺑﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻪ ﲞ ـ ــﻼف ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ واﺳ ـ ــﺘﺒﻌﺎد وﺛﻴﻘ ـ ــﺔ ﻣﻨﺘﺠ ـ ــﺔ ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ذﻟ ـ ــﻚ أن ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ‬
‫اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﲤ ـ ـ ــﺖ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2002/8/9‬ﻋﻠﻤ ـ ـ ــﺎ أن إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر اﶈﻀ ـ ـ ــﺮ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر واﺷ ـ ـ ـ ـﱰاﻃﻪ إدﻻء اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﺤﻀـ ـ ــﺮ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻘﻞ‪ :‬إن ﻋﻨﺼـ ـ ــﺮ اﳌﺒﺎﻏﺘ ـ ـ ـﺔ ﻛﻤـ ـ ــﺎ ورد ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﺘـ ـ ــﻮﻓﺮ ﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ‬
‫اﳌﺒﻠﻎ ﳍﺎ‪.‬‬

‫‪ -392‬ﰎ إﺿﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻘﺮة ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2018‬رﻗﻤﻪ ‪ ،68-17‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪،1-17-110‬‬
‫اﻟﺼﺎدر ﰲ ‪ 6‬رﺑﻴﻊ اﻷﺧﺮ ‪ 19) 1439‬دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،(2017‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪ ،6633‬ص ‪..7366‬‬
‫‪152‬‬
‫ﻟﻜ ـ ـ ــﻦ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 24.86‬ﰲ ﻓﺼ ـ ـ ــﻠﻪ ‪ 33‬اﻟﺒﻨ ـ ـ ــﺪ اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ‬
‫ﻳـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬إذا ﻗـ ــﺮرت اﻹدارة اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﻔﺤـ ــﺺ ﳏﺎﺳـ ــﺒﺘﻴﺔ وﺟـ ــﺐ ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ إﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺬﻟﻚ إﱃ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 50‬اﳌﻜ ـ ــﺮرة ﻗﺒـ ـ ــﻞ اﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﶈ ـ ــﺪد ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮوع ﰲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ ﲞﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ"‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ أن وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ‪ ،‬وﺣﺴ ـ ــﺒﻤﺎ أﺷ ـ ــﺎر إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ وﺗﻌﻠﻴﻠ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﻮل )أن‬
‫إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ وﺟﻬ ـ ـ ــﺖ ﻟﻠﻤﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎرا ﺑﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻠﺖ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪2002/7/23‬‬
‫ﻋ ـ ـ ــﱪت ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋﺰﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوع ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟﺴ ـ ـ ــﺎدس ﻋﺸ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬وأﻧ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻧﺴـ ــﺨﺔ ﻣـ ــﻦ ﳏﻀ ـ ــﺮ ‪‬ﺎﻳـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ــﺺ ﺗﺒـ ــﲔ أن ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸـ ــﺮوع ﰲ ﺑﺪاﻳـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ــﺺ ﻛ ـ ــﺎن ﰲ‬
‫‪ 2002/8/9‬وأن أﺟـ ـ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ‪ ...‬ﻏـ ـ ــﲑ ﺛﺎﺑﺘـ ـ ــﺔ ﰲ ﻧﺎزﻟـ ـ ــﺔ اﳊـ ـ ــﺎل ﻣـ ـ ــﺎ دام أن اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﱂ ﺗـ ـ ــﺪل ﺑـ ـ ــﺄي‬
‫ﳏﻀـ ــﺮ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﺑﺪاﻳ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﳑ ـ ــﺎ ﱂ ﳛ ـ ــﱰم ﻓﻌ ـ ــﻼ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد ﳍ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‬
‫ﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﻔﺤ ــﺺ( ﳑ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ اﻟﻘ ـ ـﺮار واﳊﺎﻟ ــﺔ ﻫ ــﺬﻩ ﻗ ــﺪ ﻋﻠ ــﻞ ﻗﻀ ــﺎءﻩ ﺗﻌﻠ ــﻴﻼ ﺳ ــﻠﻴﻤﺎ وﻣﺮﺗﻜ ـ ـﺰا ﻋﻠ ــﻰ‬
‫أﺳﺎس واﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس"‪.393‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ -‬ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﲨﻴ ـ ــﻊ درﺟﺎﺗ ـ ــﻪ‪ -‬ﳎﻤ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻮب‬
‫إﻋـ ـ ــﺎدة ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺗﻐﻴ ـ ـ ــﲑ اﳌﻮﻋ ـ ـ ــﺪ اﶈـ ـ ــﺪد ﰲ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر اﻷول‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ اﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرا ﻟﻠﻌﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ‬
‫ﻓﺮﺿ ـ ـ ــﺖ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ــﺔ وﻫ ـ ـ ــﻲ اﳊﻴﻠﻮﻟ ـ ـ ــﺔ دون ﻣﺒﺎﻏﺘـ ـ ـ ـﺔ اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻔﺤ ـ ـ ــﺺ‬
‫ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻪ‪.‬‬
‫وﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻧ ـ ــﺮى أﻧ ـ ــﻪ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﻗﻴ ـ ــﺎم اﻹدارة ﺑ ـ ــﺈﺑﻼغ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺘﻐﻴ ـ ــﲑ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫ﺣﻠـ ــﻮل اﳌﻮﻋـ ــﺪ اﶈـ ــﺪد ﰲ اﻹﺷـ ــﻌﺎر اﻷول ﻻ ﳚـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ -‬ﰲ ﻣﺜـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ‪ -‬أن ﻳﻔﺼـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪15‬‬
‫ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﺑ ـ ــﲔ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑﺎﻹﺷـ ــﻌﺎر اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ واﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻟﻠﻔﺤـ ــﺺ‪ ،‬وﻳﻜ ـ ــﻮن اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﻗ ـ ــﺪ‬
‫اﺣﱰم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر اﻷول‪.‬‬
‫وﻣ ـ ـ ــﺎ ﲡ ـ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ـ ــﺪد‪ ،‬ﻛ ـ ـ ــﻮن اﻹدارة ﺗﺘﺤﻤ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ــﺐء إﺛﺒ ـ ـ ــﺎت ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ؛ إذ ﳝﻜﻨﻬ ـ ــﺎ إﺛﺒ ـ ــﺎت اﻟﻮاﻗﻌ ـ ــﺔ ﲜﻤﻴ ـ ــﻊ اﻟﻮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﺳ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﺣﺮﻳ ـ ــﺔ اﻹﺛﺒ ـ ــﺎت‬
‫وﻻ ﻳﺸ ـ ــﱰط ﰲ ﺣﻘﻬ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻮى أن ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻟﻮﺳ ـ ــﻴﻠﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺪل ‪ ‬ـ ــﺎ ﺗﺼ ـ ــﻠﺢ ﻓﻌ ـ ــﻼ ﻹﺛﺒ ـ ــﺎت اﻟﻮاﻗﻌ ـ ــﺔ اﳌﻌﻨﻴ ـ ــﺔ‪.‬‬

‫‪ -393‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،225‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/3/31‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2009/2/4/948‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد اﻋﺘ ـ ــﱪت اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط‪ 394‬أن‪ " :‬رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻹﺧﺒ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﺟﻬﻬ ـ ــﺎ اﻹدارة‬
‫إﱃ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﺣﺠ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻷن ﺗﻠ ـ ــﻚ‬
‫اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺼ ـ ــﻠﺢ ﻟﻼﺳ ـ ــﺘﺪﻻل ﻋﻠ ـ ــﻰ واﻗﻌ ـ ــﺔ ﻣﺎدﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﻹدارة وﲢ ـ ــﺘﺞ ‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ أن اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﻫ ـ ــﻲ ﳐﺼﺼ ـ ــﺔ ﻟﻮاﻗﻌ ـ ــﺔ ﻣﻐ ـ ــﺎﻳﺮة وﻫ ـ ــﻲ إﺧﺒ ـ ــﺎر ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺑﺎﻧﺘﻬ ـ ــﺎء‬
‫ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤﻴﻨﻬﺎ واﻗﻌ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ واﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺎد ذﻟ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﻛﺤﺠﺔ "‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻨﺤ ـ ــﻰ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﻋ ـ ــﺪد ‪ 121‬اﳌﺸ ـ ــﺎر‬
‫إﻟﻴ ــﻪ آﻧﻔ ــﺎ اﻟ ــﺬي ورد ﻓﻴ ــﻪ‪ " :‬وأن أﺟ ــﻞ ﲬﺴ ــﺔ ﻋﺸ ــﺮ ﻳﻮﻣ ــﺎ اﻟﻔﺎﺻ ــﻠﺔ ﺑ ــﲔ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮﺻ ــﻞ وﺗ ــﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳ ــﺔ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﻏ ـ ــﲑ ﺛﺎﺑ ـ ــﺖ ﰲ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ دام أن اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ) إدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ( ﱂ ﺗ ـ ــﺪل‬
‫ﺑﺄي ﳏﻀﺮ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ"‪.395‬‬
‫ﺑﻘ ـ ــﻲ ﻟﻨ ـ ــﺎ ﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ اﻹﺷ ـ ــﺎرة ﻟﻠﺤﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺄﺟ ـ ــﻞ ﻓﺤ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﳚ ـ ــﺐ أﻻ‬
‫ﺗﺴ ـ ـ ــﺘﻐﺮق ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ أﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ـ ــﺘﺔ أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸ ـ ـ ــﺂت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻌ ـ ـ ــﺎدل أو ﻳﻘ ـ ـ ــﻞ ﻣﺒﻠ ـ ـ ــﻎ‬
‫ﻣﻌﺎﻣﻼ‪ ‬ـ ــﺎ اﳌﺼ ـ ــﺮح ﺑ ـ ــﻪ ﲬﺴ ـ ــﲔ ﻣﻠﻴ ـ ــﻮن درﻫ ـ ــﻢ دون اﺣﺘﺴ ـ ــﺎب اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ــﺎﻓﺔ واﺛ ـ ــﲏ‬
‫ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮا إذا ﲡﺎوز ﻫﺬا اﻟﺴﻘﻒ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 212‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.396‬‬

‫‪ -394‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،588‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2008/4/9‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 07/2092‬ش‪ .‬ض‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ أﻛﺪﺗﻪ ﻧﻔﺲ‬
‫اﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﺣﻜﻢ ﻻﺣﻖ ﳍﺎ ﻋﺪد ‪ ،945‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/5/13‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 07/2655‬ش‪ .‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮرﻳﻦ(‪.‬‬
‫‪ -395‬رﺿﻰ اﻟﺘﺎﻳﺪي‪ :‬دراﺳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،2011‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ -396‬وﻗﺪ ﺗﺪﺧﻞ اﳌﺸﺮع ﻣﺆﺧﺮا ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴﺔ ‪ 2016‬ﺑﺘﻘﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ اﳌﺪة اﳌﺬﻛﻮرة ﺣﻴﺚ ﺟﺎء ﰲ اﳌﺎدة ‪ 212‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻻ ﳝﻜﻦ‬
‫ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال أن ﺗﺴﺘﻐﺮق ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺤﺺ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼﻩ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 3‬أﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸﺂت اﻟﱵ ﻳﻌﺎدل أو ﻳﻘﻞ ﻣﺒﻠﻎ رﻗﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﺎ اﳌﺼﺮح ﺑﻪ ﰲ ﺣﺴﺎب اﳊﺎﺻﻼت واﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ‪...‬‬
‫ﲬﺴﲔ )‪ (50‬ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ‪...‬؛‬
‫‪ -‬أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 6‬أﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸﺂت اﻟﱵ ﻳﻔﻮق ﻣﺒﻠﻎ رﻗﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﺎ اﳌﺼﺮح ﺑﻪ ﰲ ﺣﺴﺎب اﳊﺎﺻﻼت واﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﺮﺳﻢ إﺣﺪى‬
‫اﻟﺴﻨﻮات اﶈﺎﺳﺒﻴﺔ اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻔﺤﺺ ﲬﺴﻮن )‪ (50‬ﻣﻠﻴﻮن‪."...‬‬
‫اﻧﻈﺮ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ رﻗﻢ ‪ 70-15‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪ ،1-15-150‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2015/12/19‬ج ر ﻋﺪد ‪ ،6423‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ‬
‫‪.2015/12/21‬‬
‫‪154‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ أﻛـ ـ ــﺪت اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀـ ـ ــﺎء ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺟـ ـ ــﺎء ﰲ‬
‫أﺣ ـ ـ ــﺪ أﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﲤﺴ ـ ـ ــﻜﺖ اﳌﺪﻋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﻘ ـ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﻠ ـ ــﺔ أن ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ ﲡ ـ ــﺎوزت اﳌ ـ ــﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫اﳌـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺎت واﳌـ ــﺎدة ‪ 42‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﳌﻀـ ــﺎﻓﺔ‬
‫وﻟﻌـ ــﺪم ﺗـ ــﻮﻓﺮ اﻟﻨﺼـ ــﺎب اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻻﻧﻌﻘـ ــﺎد اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ وﻻﺳـ ــﺘﺒﻌﺎد رﻗـ ــﻢ اﳌﻌـ ــﺎﻣﻼت اﳌﺼـ ــﺮح ﺑـ ــﻪ دون‬
‫ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻮﺟﺒﺎت اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﰲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﶈﺎﺳﺒﺔ اﳌﻤﺴﻮﻛﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﺣ ـ ـ ــﻮل اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻤﺪة ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻋ ـ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـ ـﱰام اﻹدارة ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت وﻣﺎ ﻳﻌﺎدﳍﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ‪:‬‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﻘ ـ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻄﻌ ـ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ أن اﻹدارة ﺷ ـ ـ ــﺮﻋﺖ ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2000/11/21‬وأ‪ ‬ـ ــﺖ اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2001/04/17‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫اﻟـ ــﺰوال‪ ،‬أي أن اﻟﺘﺤﻘﻴـ ــﻖ أﺟـ ــﺮي داﺧـ ــﻞ اﻟﺴـ ــﺘﺔ أﺷـ ــﻬﺮ اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـﻮاد اﳌﺸـ ــﺎر إﻟﻴﻬـ ــﺎ أﻋـ ــﻼﻩ‬
‫وأن اﳌﺪﻋﻴ ــﺔ ﱂ ﺗﻘ ــﻢ اﻟ ــﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﳜ ــﺎﻟﻒ ذﻟ ــﻚ ﳑ ــﺎ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣﻌ ــﻪ ﲤﺴ ــﻜﻬﺎ اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ‪ ‬ــﺬا اﳉﺎﻧ ــﺐ ﻏ ــﲑ‬
‫ﻣﺆﺳﺲ وﻳﺘﻌﲔ ردﻩ"‪.397‬‬
‫وﰲ اﳌﻨﺤ ـ ــﻰ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨ ـ ــﺎس إﱃ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻟ ـ ــﺪﻓﻊ‬
‫اﳌﺜ ــﺎر ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ ﺑﻜ ــﻮن ﻓ ــﱰة اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ اﺳ ــﺘﻐﺮﻗﺖ ‪ 6‬أﺷ ــﻬﺮ ﳑ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬ ــﺎ ﺑﺎﻃﻠ ــﺔ ﻫ ــﻮ دﻓ ــﻊ ﻣ ــﺮدود‪،‬‬
‫إذ ﱂ ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﺮض ﺻ ـ ــﺤﺘﻪ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬وأن اﻟﻌ ـ ــﱪة‬
‫ﻫ ــﻲ ﻣ ــﻨﺢ اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ أﺟ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻹﻋ ــﺪاد وﺛﺎﺋﻘﻬ ــﺎ اﶈﺎﺳ ــﺒﻴﺔ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﺒ ــﺪء ﰲ اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﰎ اﺣﱰاﻣ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﻧﺎزﻟﺔ اﳊﺎل ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ اﳌﻠﻒ"‪.398‬‬
‫وﻻ ﻳـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺪة ﻛـ ــﻞ ﺗﻮﻗـ ــﻒ ﺣﺎﺻـ ــﻞ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺎت اﻟﻔﺤـ ــﺺ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ أﻛـ ــﺪﻩ اﳊﻜـ ــﻢ‬
‫اﻟﺼ ــﺎدر ﻋ ــﻦ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ــﺎء اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻌ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام‬
‫أﺟـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺘﺔ أﺷـ ــﻬﺮ اﶈ ـ ــﺪد ﻟﻌﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﺗـ ــﻨﺺ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪ 105‬ﻣ ـ ــﻦ‬

‫‪ -397‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2008/10/14‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2006/219‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -398‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،5/2011/540‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/11/24‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 5/2009/682‬ش‪ ،‬ﺿﻢ‬
‫إﻟﻴﻪ اﳌﻠﻒ ‪ 5/2009/686‬ش‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ "ﻻ ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺪة ﻛ ـ ــﻞ ﺗﻮﻗ ـ ــﻒ ﺣﺎﺻ ـ ــﻞ ﰲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﺤﺺ"‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘﺒ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ وﺧﺎﺻ ـ ــﺔ رﺳ ـ ــﺎﻟﱵ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬﻤ ـ ــﺎ ﰲ ﻗ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ واﳌ ـ ـ ــﺆرﺧﺘﲔ ﰲ ‪ 15‬ﻣ ـ ـ ــﺎرس ‪ 1999‬و ‪ 20‬اﺑﺮﻳ ـ ـ ــﻞ ‪ 1999‬ﺑ ـ ـ ــﺄن ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﺤ ـ ـ ــﺺ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﻗ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﺗﻮﻗﻔـ ــﺖ ﻣـ ــﻦ ‪ 15‬ﻣـ ــﺎرس إﱃ ‪ 2‬ﻣـ ــﺎي ‪ 1999‬أي ‪ 48‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ وأن ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺪة ﳚـ ــﺐ أن ﲣﺼـ ــﻢ ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺪة‬
‫اﶈ ـ ـ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ ﰲ ‪ 6‬أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻋﻨ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺪﻓﻊ اﳌﺜ ـ ـ ــﺎر ‪ ‬ـ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ـ ــﺄن ﻏ ـ ـ ــﲑ ﺟ ـ ـ ــﺪﻳﺮ‬
‫ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر"‪.399‬‬
‫وﻣ ــﺎ ﳚ ــﺐ ﺗﺄﻛﻴ ــﺪﻩ ﻣ ــﺎ ﻧﺼ ــﺖ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪ 212‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ أي وﺟ ــﻮب‬
‫إﺧﺒ ـ ــﺎر اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳋﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻧﺘﻬ ـ ــﺎء ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺤ ـ ــﺺ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻮﺟ ـ ــﺐ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺬﻟﻚ أﺛﻨـ ــﺎء ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﻔﺤـ ــﺺ‪ .‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ذﻫﺒـ ــﺖ إﻟﻴـ ــﻪ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﻔـ ــﺎس وﻫـ ــﻲ ﺗﻘﻀـ ــﻲ‬
‫ﰲ أﺣ ــﺪ أﺣﻜﺎﻣﻬ ــﺎ اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ اﳌﺴ ــﺘﻤﺪة ﻣ ــﻦ‬
‫ﻋ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻣـ ـ ــﺪة اﻟﺘﺤﻘﻴـ ـ ــﻖ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ وﻓﻘـ ـ ــﺎ ﳌـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 86.24‬واﳌـ ـ ــﺎدة‬
‫‪-212‬أ ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس أن اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﺘﺠـ ــﺎوز رﻗ ـ ــﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ـ ــﺎ ‪ 50‬ﻣﻠﻴ ـ ــﻮن‬
‫درﻫﻢ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ـ ــﺈن ﻣ ـ ـ ــﺪة اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﻻ ﳚ ـ ـ ــﺐ أن ﺗﺘﺠ ـ ـ ــﺎوز ‪ 6‬أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ‪ ،‬واﳊ ـ ـ ــﺎل ﰲ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ـ ــﺔ أن ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻔﺤـ ـ ـ ـ ــﺺ اﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺪأت ﺑﺘـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2006/10/30‬وﱂ ﺗﻨﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻻ ﺑﺘـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/06/13‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺈن اﶈﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﻟﻠﺘﺤﻘ ــﻖ ﻣ ــﻦ ﻫـ ــﺬا اﳌﻌﻄ ــﻰ ﻗ ــﺪ أﻣـ ــﺮت ﺑ ــﺈﺟﺮاء ﲝ ــﺚ ‪‬ـ ــﺬا اﻟﺸ ــﺄن ﺣﻀ ـ ـﺮﺗﻪ اﳌﺪﻋﻴـ ــﺔ وﻧﺎﺋﺒﻬ ــﺎ‪ ،‬وﲣﻠﻔـ ــﺖ‬
‫ﻋﻨـ ـ ــﻪ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟـ ـ ــﱵ ﺳـ ـ ــﺒﻖ وأن أدﻟـ ـ ــﺖ ﲟـ ـ ــﺬﻛﺮة ﺟﻮاﺑﻴـ ـ ــﺔ ﻣﺮﻓﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﺪد ‪246‬‬
‫واﳌﻮﺟﻬ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ــﱵ ﻣﻔﺎدﻫ ـ ـ ــﺎ اﻧﺘﻬ ـ ـ ــﺎء ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ـ ــﻖ ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ ‪ ،2007/04/27‬وأن ﻣ ـ ـ ــﺎ أﺛﺎرﺗ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌﺪﻋﻴ ـ ــﺔ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻧﺎﺋﺒﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻮن ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﱂ ﺗﻨﺘ ـ ــﻪ إﻻ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2007/06/13‬ﻳﺒﻘ ـ ــﻰ ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺒ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس ﻃﺎﳌ ـ ــﺎ أن اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻹﺧﺒﺎرﻳ ـ ــﺔ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑﺈ‪ ‬ـ ــﺎء اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﻋ ـ ــﺪد ‪ 246‬وﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ ،2007/04/30‬واﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺖ ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻛﺔ اﳌﺪﻋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2007/06/13‬ﺗﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺪ أن ﺑﺪاﻳ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻔﺤ ـ ـ ـ ــﺺ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2006/10/30‬واﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻤﺮت إﱃ ﻏﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،2007/04/27‬ﻛﻤ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫أن ﻣ ــﺎ ﲤﺴ ــﻜﺖ ﺑ ــﻪ اﳌﺪﻋﻴ ــﺔ ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ ﻧﺎﺋﺒﻬ ــﺎ ﺑﻀ ــﺮورة ﲢﺮﻳ ــﺮ ﳏﻀ ــﺮ ﺑﺸ ــﺄن إ‪ ‬ــﺎء ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻟﻔﺤ ــﺺ ﻳﻮﻗﻌ ــﻪ‬

‫‪ -399‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/10/18‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 2007/152‬ق‪ .‬ش‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫اﳌﻔـ ــﺘﺶ اﶈﻘـ ــﻖ واﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻔﺤـ ــﺺ‪ ،‬ﻻ أﺳـ ــﺎس ﻟـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﻷن اﳌـ ــﺎدة ‪ 211‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ ﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻔﺤ ـ ـ ــﺺ ﻻ ﺗﺸ ـ ـ ــﲑ إﱃ ﺿ ـ ـ ــﺮورة إﳒ ـ ـ ــﺎز أي ﳏﻀ ـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﻘﺒﻴـ ـ ــﻞ وأن أي ﻣﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﺪﻋﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺸـ ـ ــﺄن اﺳـ ـ ــﺘﻤﺮار ﻣـ ـ ــﺪة اﻟﻔﺤـ ـ ــﺺ ﻷﻛﺜـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ ‪ 6‬أﺷـ ـ ــﻬﺮ‬
‫اﳌﻘ ــﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧ ــﺎ‪ ،‬ﻳﺴ ــﺘﻮﺟﺐ إﺛﺒﺎ‪ ‬ــﺎ ﺑﺎﻟﺸ ــﻜﻞ اﳌﺘﻄﻠ ــﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧ ــﺎ‪ ،‬ﳑ ــﺎ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣﻌ ــﻪ ﻣ ــﺎ ﺟ ــﺎء ﰲ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ‬
‫ﻏﲑ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس واﻗﻌﻲ أو ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺳﻠﻴﻢ"‪.400‬‬
‫وﰲ اﻷﺧـ ــﲑ‪ ،‬ﺳـ ــﻴﻜﻮن ﻟﺰاﻣـ ــﺎ ﻋﻠﻴﻨـ ــﺎ اﻹﺷـ ــﺎرة إﱃ أﻧـ ــﻪ ﳝﻜـ ــﻦ أن ﻳﺒﺎﺷـ ــﺮ اﻟﻔﺤـ ــﺺ ﻣـ ــﻦ ﻛـ ــﻞ ﻣﻔـ ــﺘﺶ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻏـ ــﲑ اﻟ ـ ـﻮارد اﲰـ ــﻪ ﰲ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ ﺑـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻮﺣـ ــﺪة اﻟﻮﻇﻴﻔﻴـ ــﺔ ﻟـ ــﻺدارة‪ ،‬وﰲ ﻏﻴـ ــﺎب‬
‫أي ﺿ ــﺮر ﻻﺣ ــﻖ ﺑﺎﳌ ــﺪﻋﻲ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄﻧﻪ أن ﻳ ــﱪر اﻟ ــﺒﻄﻼن‪ .‬وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ أﻛ ــﺪﻩ اﳊﻜ ــﻢ اﻟﺼ ــﺎدر ﻋ ــﻦ اﶈﻜﻤ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ــﺎء اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﲞﺼ ــﻮص اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ اﳌﺴ ــﺘﻤﺪة ﺑﻄ ــﻼن‬
‫ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻳﺘﺒ ــﲔ ﻣ ــﻦ وﺛ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ــﻒ أن اﳌﻠ ــﺰم ﺗﻮﺻ ــﻞ ﺑ ــﺈﻋﻼم اﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ ﻋ ــﻦ اﻟﺴ ــﻨﻮات ﻣ ــﻦ‬
‫‪ 1994‬إﱃ ‪ 1997‬وأن ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﳌﻔـ ــﺘﺶ أﺷ ـ ــﺮف أﺑـ ــﻮ ﺣـ ــﺮب ﻋﻮﺿ ـ ــﺎ ﻋـ ــﻦ اﳌﻔ ـ ــﺘﺶ‬
‫آﻣـ ـ ــﺎل ﻋﺒ ـ ـ ــﺪ اﻟﻠﻄﻴـ ـ ــﻒ ﻟ ـ ـ ــﻴﺲ ﻣـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ــﺄﻧﻪ اﳌﺴـ ـ ــﺎس ﺑﺴ ـ ـ ــﻼﻣﺔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ـ ــﻖ ﺑـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻮﺣ ـ ـ ــﺪة‬
‫اﻟﻮﻇﻴﻔﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة‪ ،‬وﰲ ﻏﻴ ـ ــﺎب أي ﺿ ـ ــﺮر ﻻﺣ ـ ــﻖ ﺑﺎﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﻳ ـ ــﱪر اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﲤﺴﻚ ﺑﻪ اﳌﺪﻋﻲ ‪‬ﺬا اﳋﺼﻮص ﻏﲑ ﻣﻨﺘﺞ وﻳﺘﻌﲔ ردﻩ"‪.401‬‬
‫‪403‬‬
‫‪òîj튚Ûa@402òÈÐ’Ûa@ñŠİŽß@püby@ZòÈiaŠÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻧﻈ ـ ـ ـ ـﺮا ﳋﻄ ـ ـ ــﻮرة ﺣ ـ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ـ ــﻔﻌﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ أﺣﺎﻃ ـ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﲟﺠﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ اﺣﱰﻣﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺣﺴ ـ ـ ــﺐ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 218‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺮور أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ــﻬﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺼ ـ ــﻮل اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻳﺘﺴ ـ ــﻠﻢ اﳌﻔ ـ ــﻮت ﻟ ـ ــﻪ ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ‬

‫‪ -400‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،97‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/2/13‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪)،2011/9/246‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -401‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/10/18‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،2007/152‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪" -402‬اﻟﺸﻔﻌﺔ ﻟﻐﺔ اﻟﻀﻢ واﻟﺰﻳﺎدة‪ ،‬وﺗﻌﲏ اﺻﻄﻼﺣﺎ أﺧﺬ اﻟﺸﺮﻳﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﺎع ﻋﻘﺎرا ﻣﻦ ﺷﺨﺺ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬اﺧﺘﻴﺎرا‬
‫ﺑﻌﻮض ﳝﺜﻞ اﻟﺜﻤﻦ أو اﳊﻘﻴﻘﺔ"‪ .‬اﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﳏﺠﻮﰊ‪ :‬اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﻟﻔﻘﻪ اﳌﺎﻟﻜﻲ واﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬دار اﻟﻘﻠﻢ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪،‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‪ ،2000 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -403‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ‪ -‬اﻹﺟﺮاءات واﻟﻀﻤﺎﻧﺎت ‪ ،-‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ‬
‫اﻷﻋﺪاد اﳋﺎﺻﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،2016 ،2‬ص ‪ 75‬وﻣﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫اﻟ ـ ــﺜﻤﻦ اﳌﺼ ـ ــﺮح ﺑ ـ ــﻪ أو اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ اﳌﺜﺒﺘ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻠﻜﺘﻪ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﰲ ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ اﻟﺼ ـ ــﺎدر‬
‫ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/12/19‬اﻟـ ـ ــﺬي ﻗﻀـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺄن‪(...)" :‬اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ إذا ﻣﺎرﺳـ ـ ــﺖ ﺣـ ـ ــﻖ اﻟﺸـ ـ ــﻔﻌﺔ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ إﺛـ ــﺮ ﻧﻘـ ــﻞ ﻣﻠﻜﻴـ ــﺔ ﺑـ ــﲔ اﻷﺣﻴـ ــﺎء ﺑﻌـ ــﻮض‪ ،‬ﻓﺈ‪‬ـ ــﺎ ﺗـ ــﺆدي ﻟﻠﻤﺸـ ــﱰي اﻟـ ــﺜﻤﻦ اﳌﺼـ ــﺮح ﺑـ ــﻪ"‪ ،404‬إﺿـ ــﺎﻓﺔ‬
‫إﱃ واﺟﺒ ـ ــﺎت اﻟﺘﺴ ـ ــﺠﻴﻞ اﳌ ـ ــﺆداة واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﺪﻓﻮﻋ ـ ــﺔ إﱃ اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺬا ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ ﳛﺘﺴ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﺳﺎس ‪ 5%‬ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ اﳌﺼﺮح ﺑﻪ أو اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﳌﺜﺒﺘﺔ ﳝﺜﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻘﺪ واﳌﺼﺎرﻳﻒ"‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣ ـ ــﻆ ﲞﺼ ـ ــﻮص ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﻫ ـ ــﻮ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ ﺟـ ـ ـﺮاء اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﺑﺄﺟ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ــﻬﺮ اﶈ ـ ــﺪد ﰲ ﻧ ـ ــﺺ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة‪ ،‬وإﳕ ـ ــﺎ رﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻓﻮاﺋ ـ ــﺪ ﲢﺘﺴ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس‬
‫اﳌﻘ ـ ــﺪار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻌﻤ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﻳﺎ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﺆدى ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة اﳌﻔ ـ ــﻮت ﻟ ـ ــﻪ اﳌﻨﺰوﻋ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﻪ اﻷﻣ ـ ــﻼك‬
‫ﲟﺠـ ــﺮد اﻧﺼ ـ ـﺮام اﻷﺟـ ــﻞ اﳌـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ﺑﻘـ ــﻮة اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وﰲ ذﻟـ ــﻚ ﲪﺎﻳـ ــﺔ ﳊـ ــﻖ اﻹدارة ﰲ اﻟﺸـ ــﻔﻌﺔ وﻟـ ــﻮ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺧﺮﻗﻬ ـ ــﺎ ﳍ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء‪ ،‬وﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﻟﻮﺿ ـ ــﻌﻴﺔ اﳌﻔ ـ ــﻮت ﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﲤﺎﻃ ـ ــﻞ اﻹدارة ﰲ‬
‫أداء اﻟ ـ ــﺜﻤﻦ وﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت اﻷﺧ ـ ــﺮى‪ .405‬وﰲ اﻋﺘﻘﺎدﻧ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺮى أﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺟ ـ ــﺪر ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع‬
‫اﳌﻐﺮﰊ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼن إﺟﺮاءات اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺮق اﻹدارة ﳍﺬا اﻹﺟﺮاء اﳌﺴﻄﺮي‪.‬‬
‫‪@òÔÜÈn½a@òîÜØ’Ûa@†ÇaìÔÛaë@òîj튚Ûa@æbvÜÛa@ñŠİŽ¶@òİjmŠ½a@lìîÈÛa@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫‪@@ïöbšÔÛaë@ð‰a…⁄a@åÈİÛbi‬‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨ ـ ــﺎزع أﻣ ـ ــﺎم ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬و اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﺔ واﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ــﺰم‬
‫واﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ وﻣﺮاﻋﺎ‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﻧﻈـ ـ ـﺮا ﻟﻠ ـ ــﺪور اﻟﻜﺒ ـ ــﲑ واﳌﻬـ ـ ـﻢ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺆدﻳ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫أﺛﻨـ ــﺎء ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻟﻄﻌـ ــﻦ اﻟﻠﺠـ ــﺎﱐ‪ ،‬إذ أن ﻛـ ــﻞ إﺧـ ــﻼل ‪‬ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﺎﻃﺮ ﻳـ ــﺆدي إﱃ ﺑﻄـ ــﻼن ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﻄﻌـ ــﻦ‬
‫أﻣﺎﻣﻬﺎ‪) 406‬اﻟﻔﺮع اﻷول(‪.‬‬
‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ اﻹداري ‪ -‬ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﻪ ‪ -‬ﳛـ ـ ــﺎول ﻓـ ـ ــﺮض رﻗﺎﺑﺘـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﺮﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﺪم ﻗﺒﻮﳍـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ إﺧـ ــﻼل أﺣـ ــﺪ اﻷﻃ ـ ـﺮاف ﲜﻮاﻧﺒﻬـ ــﺎ اﻟﺸـ ــﻜﻠﻴﺔ‬
‫دون اﻟﻮﻟﻮج إﱃ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺪﻓﻮع اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -404‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2/884‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/12/19‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2013/2/4/97‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -405‬ﺣﺴﻦ اﳌﻮﻟﻮدي‪ :‬ﳑﺎرﺳﺔ ﺣﻖ اﻟﺸﻔﻌﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬دﻓﺎﺗﺮ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ -406‬ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻠﻴﺢ‪ :‬اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪158‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ورﻏﺒ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﻪ ‪ -‬أي اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ‪ -‬ﰲ ﺗﻜـ ـ ـﺮﻳﺲ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﲢﻤ ـ ــﻲ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻞ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺘﻠﻄﻴـ ــﻒ ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺸـ ــﻜﻠﻴﺎت‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ رﻏﺒـ ــﺔ ﻣﻨـ ــﻪ ﰲ ﲡـ ــﺎوز اﻟﺘﺸـ ــﺒﺚ ﲝﺮﻓﻴﺘﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﻗـ ــﺪ ﳝﺜﻠـ ــﻪ‬
‫ﻣﻦ ‪‬ﺪﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@@òîj튚Ûa@æbvÜÛa@ñŠİŽ¶@òİjmŠ½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺣ ـ ــﻖ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﳌﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ ﻓ ـ ــﺘﺢ ﺑ ـ ــﺎب اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ أو اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ اﻷﺳ ـ ــﺲ اﳌﺼ ـ ــﺤﺤﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫اﻹدارة أﻣ ــﺎم اﻟﻠﺠ ــﺎن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ــﱵ ﻛﺮﺳ ــﻬﺎ اﳌﺸ ــﺮع ﻟﻔﺎﺋ ــﺪة اﳌﻠ ــﺰم وذﻟ ــﻚ ﺣﺮﺻ ــﺎ‬
‫ﻣﻨـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﺘ ـ ـﻮازن اﳌﻨﺸـ ــﻮد ﺑ ـ ــﲔ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ــﺰم وﺳـ ــﻠﻄﺎت اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ وإ‪ ‬ـ ــﺎء اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت ﰲ‬
‫ﻣﺮاﺣﻠﻬﺎ اﻷوﱃ‪.407‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ‪‬ﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات واﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ـ ــﻦ اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ‬
‫ﲟﺨﺘﻠ ـ ــﻒ درﺟﺎ‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﻧﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري رﺗ ـ ــﺐ ﺑﻄ ـ ـﻼن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻛﻠﻤ ـ ــﺎ أﺧﻠ ـ ــﺖ اﻹدارة ﺑﺄﺣ ـ ــﺪ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬أو اﻵﺟﺎل اﳌﺴﻄﺮة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫‪@òävÜÛ@‰ŠÔ½a@ïãìãbÔÛa@Ýuþa@õbènãbi@â@ŒÜàÜÛ@“nнa@‰bÈ‘g@â†Ç@òÛby@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@Ýuc@¿@òîä ìÛa@òävÜÛa@âbßc@éäÈ @áí†Ôm@åß@éäîØ·ë@LÝ–ÐÜÛ@òîÜa‬‬
‫‪@@Ý•ìnÛa@ƒí‰bm@åß@bßìí@´n‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻋﻮﺟ ـ ــﺎج اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻛﻠﻤ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺎدت‬
‫اﻹدارة ﻋ ـ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ أﺣ ـ ـ ــﺪ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎ‪‬ﺎ‪ .‬وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﻓ ـ ـ ــﺈذا ﱂ ﺗﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫اﶈـ ــﺪد ﳍـ ــﺎ‪ ،‬وﺟـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻔـ ــﺘﺶ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ إﺷـ ــﻌﺎر اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﺎﻧﺘﻬـ ــﺎء اﻷﺟـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻘـ ــﺮر‬
‫ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﲤﻜﻴﻨ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻌﻨ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﰲ أﺟ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﺘﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺘﻮﺻﻞ‪ ،‬وذﻟﻚ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ أﻛـ ـ ــﺪت ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟ ـ ـ ـﺮاﻛﺶ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﰲ أﺣـ ـ ــﺪ‬
‫ﻗﺮارا‪ ‬ــﺎ اﻟـ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ‪ " :‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻌﻴ ــﺐ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠ ــﻰ اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﳎﺎﻧﺒﺘ ــﻪ ﻟﻠﺼ ـ ـﻮاب ﻟﻜـ ــﻮن‬
‫اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻣﺼ ـ ــﺪرﺗﻪ ﻗﻀ ـ ــﺖ ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ )اﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ( اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﺮﺳ ـ ــﻢ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ 2006‬اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﺑﻌﻠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻺﺟـ ـ ـﺮاءات‬

‫‪ -407‬ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،99/109‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/09/29‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،99/25‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ وﺿ ـ ـ ــﻊ أﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ـ ــﻬﺎ واﳊ ـ ـ ــﺎل أن اﻹدارة ﺑﺎﺷ ـ ـ ــﺮت‬
‫اﳌﺴﻄﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وأﺣﺎﻃﺖ اﳌﺪﻋﻲ ﲜﻤﻴﻊ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻪ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﲤﺴ ـ ـ ــﻜﺖ إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﻜ ـ ـ ــﻮن اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‬
‫وﺑﺎﻟﺮﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ اﳌ ــﻮﺟﻬﺘﲔ إﻟﻴ ــﻪ‪ ،‬وﺗﻘ ــﺪم ﻋﻠ ــﻰ إﺛ ــﺮ ذﻟ ــﻚ ﺑﻄﻠ ــﺐ ﻋ ــﺮض ﻣﻠﻔ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‬
‫اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﺮور ‪ 24‬ﺷ ـ ـ ــﻬﺮا اﶈ ـ ـ ــﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ ﻟﺼ ـ ـ ــﺪور ﻗ ـ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ دون أن ﺗﺘﺨ ـ ـ ــﺬ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﺧـ ـ ــﲑة أي ﻗ ـ ـ ـﺮار ﻗـ ـ ــﺎم اﳌﻔـ ـ ــﺘﺶ ﺑﺘﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ ﳜـ ـ ــﱪﻩ ﲟﻮﺟﺒﻬـ ـ ــﺎ ﺑﻀـ ـ ــﺮورة ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ ﻃﻌﻨـ ـ ــﻪ أﻣـ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 225‬اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ ‪ 2‬اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة ‪ ،6‬وﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫ﻣ ـ ــﺮور اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﻋﻤ ـ ــﺪت إﱃ إﺻ ـ ــﺪار اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺟ ـ ــﺪول ‪ 4800023‬ﺑﺮﺳ ـ ــﻢ ﺳ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪.2006‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ ﻳ ــﻨﺺ اﻟﺒﻨ ــﺪ ‪ 2‬اﻟﻔﻘ ــﺮة ‪ 6‬ﻣ ــﻦ اﳌ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ ﳛ ــﺪد‬
‫ﺑﺄرﺑﻌـ ـ ــﺔ وﻋﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻦ ﺷـ ـ ــﻬﺮا اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﻷﻗﺼـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺬي ﳚـ ـ ــﺐ أن ﻳﻔﺼـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ــﲔ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ أﻣـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ وﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺻ ـ ــﺪور اﳌﻘ ـ ــﺮر اﳌﺘﺨ ـ ــﺬ ﰲ ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ وإذا اﻧﺼ ـ ــﺮم اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴ ـ ــﻪ أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬وﱂ‬
‫ﺗﺘﺨـ ــﺬ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻘﺮرﻫـ ــﺎ وﺟـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻔـ ــﺘﺶ أن ﻳﺸـ ــﻌﺮ اﳋﺎﺿـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻓـ ــﻖ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﺑﺎﻧﺘﻬـ ــﺎء أﺟ ـ ــﻞ ‪ 24‬ﺷـ ــﻬﺮا وﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻘﺪﳝـ ــﻪ ﻟﻠﻄﻌـ ــﻦ أﻣـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ اﻟﺴـ ــﺘﲔ )‪(60‬‬
‫ﻳﻮﻣﺎ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻠﻢ اﻹﺷﻌﺎر‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إﻧ ـ ـ ــﻪ وﻟ ـ ـ ــﺌﻦ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﻹدارة ﺗﺘﻤﺴ ـ ـ ــﻚ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺪﻋﻲ ﲣ ـ ـ ــﱪﻩ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺮض ﻧﺰاﻋ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪم اﲣ ـ ــﺎذ‬
‫اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻣﻘﺮرﻫ ـ ــﺎ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 24‬ﺷ ـ ــﻬﺮا اﶈ ـ ــﺪد ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺎدة أﻋ ـ ــﻼﻩ ﻓﺈ‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ‬
‫ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﻟﻜﻴﻔﻴ ـ ــﺎت اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫اﳌ ــﺎدة ‪ 219‬ﻣ ــﻦ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﳑ ــﺎ ﺗﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ .‬ﺑ ــﺬﻟﻚ ﻗ ــﺪ أﺿ ــﻌﻔﺖ ﻣ ــﻦ اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫اﻟ ــﱵ ﳜﻮﳍ ــﺎ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﻤﻠ ــﺰﻣﲔ ﺣﻴﻨﻤ ــﺎ ﱂ ﲢ ــﺮص ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﳌ ــﺪﻋﻲ ﺑﺎﻟﺮﺳ ــﺎﻟﺔ اﳌ ــﺬﻛﻮرة ﻗﺼ ــﺪ‬
‫ﻋﺮض ﻧﺰاﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ أن ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﻨ ـ ـ ــﺎزع ﺑﺸ ـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﻫ ـ ـ ــﻮ ‪ ،2008/6/30‬ﰲ ﺣ ـ ـ ــﲔ أن اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﳌ ـ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﻹدارة‬

‫‪160‬‬
‫ﻟﻼﺳـ ـ ــﺘﺪﻻل ﻋﻠـ ـ ــﻰ أ‪‬ـ ـ ــﺎ أﺷـ ـ ــﻌﺮت اﳌـ ـ ــﺪﻋﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﺮض ﻧﺰاﻋـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻣﺆرﺧـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫‪ 2009/7/6‬اﻷﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌ ـ ــﲏ أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ أﺻ ـ ــﺪرت اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻧﺘﻬ ـ ــﺎء اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة أﻣ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻠﺠﺎن‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺘﺒـ ــﲔ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣـ ــﺎ ذﻛـ ــﺮ أن اﻹدارة ﱂ ﲢـ ــﱰم ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻓـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وإﺟﺮاءا‪‬ـ ــﺎ اﻟـ ــﱵ‬
‫ﺗﻌﺘ ــﱪ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬وﻳﱰﺗ ــﺐ ﻋ ــﻦ ﺧﺮﻗﻬ ــﺎ اﻟ ــﺒﻄﻼن وﺣﺮﻣ ــﺖ ﺑ ــﺬﻟﻚ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﳊﻘ ــﻮق‬
‫واﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻦ ﰎ ﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ أﺛـ ـ ــﺎرﻩ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﰲ‬
‫وﺳ ـ ـ ــﺎﺋﻠﻪ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻣﺮﺗﻜ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﺳ ـ ـ ــﺎس وﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ــﻲ ردﻩ واﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺗﺒﻌ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﺘﺄﻳﻴ ـ ـ ــﺪ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ‬
‫اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﻌﻠﻞ واﻷﺳﺒﺎب أﻋﻼﻩ اﻟﱵ ﺗﻌﻮض اﻟﻌﻠﻞ اﳌﻨﺘﻘﺪة ﰲ اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ"‪.408‬‬
‫وﰲ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎق ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻟﺘﺆﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار أﺧ ـ ــﺮ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪(...)" :‬‬
‫وﺣﻴـ ـ ــﺚ إﻧـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻓﺎﻟﻜﺘـ ـ ــﺎب اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2012/1/5‬ﲢـ ـ ــﺖ ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 05/12‬اﳌﻮﺟﻬـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫إدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ إﱃ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌﺮﻓ ـ ــﻖ ﺑﻘـ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌﻮﺟﻬ ـ ــﺔ‬
‫إﻟﻴ ـ ــﻪ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 220‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳑ ـ ــﺎ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺐ أي أﺛﺮ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ دام أﻧﻪ ﱂ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻢ اﳌﻠﺰم ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ أﻧ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ ﺛﺎﻟﺜ ــﺔ ﻓـ ــﺈﺑﺮام ﺻ ــﻠﺢ ﻣ ــﻊ ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻟﻮرﺛ ــﺔ ﻻ ﺗ ــﺄﺛﲑ ﻟـ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﻣ ـ ــﺎرس ﺣﻘ ـ ــﻪ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﻷﺳ ـ ــﺒﺎب اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪة ﻏ ـ ــﲑ ﺟ ـ ــﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎر‬
‫واﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﳌﺎ ﳓﺎ ذﻟﻚ اﳌﻨﺤﻰ ﺻﺎﺋﺒﺎ وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.409‬‬
‫‪@āëŠȽa@Ñܽa@óÜÇ@bç†í@òj튚Ûa@Ší†ÔnÛ@òîÜa@òävÜÛa@Éω@òÛby@Z@òîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@@bãìãbÓ@b@‰ŠÔ½a@ó–Óþa@Ýuþa@õbšÔãa@ÝjÓ@bèîÜÇ‬‬
‫إن اﳌﻄﻠ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ ﳏ ـ ــﺎﻛﻢ اﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﺴﺘﺸ ـ ــﻒ أ‪ ‬ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼ ـ ــﺤﻴﺢ ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺮﻓ ـ ــﻊ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳ ـ ــﺪﻫﺎ‬
‫ﻋ ـ ـﻦ اﳌﻠ ـ ــﻒ اﳌﻌ ـ ــﺮوض ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻧﻘﻀ ـ ــﺎء اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻘ ـ ــﺮر ﳍ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ .‬وﻗ ـ ــﺪ اﻋﺘ ـ ــﱪت ﻫ ـ ــﺬﻩ اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ أن‬

‫‪ -408‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،344‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/5/25‬ﻣﻠﻒ رﻗﻤﻪ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫‪) ،2010/9/311‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -409‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،363‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/3/20‬ﻣﻠﻒ رﻗﻤﻪ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫‪) ،2012/1915/43‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣـ ــﻦ اﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ اﳌﻘـ ــﺮرة ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم‪ ،‬وﻛـ ــﻞ ﺧـ ــﺮق ﻟـ ــﻪ ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻋﻴﺒـ ــﺎ ﻳـ ــﺆدي إﱃ‬
‫اﻟﺒﻄﻼن‪ ،‬اﺳﺘﻨﺎدا ﻟﻘﺎﻋﺪة "ﻣﺎ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ"‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻗﻀ ـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ـ ــﺎط ﰲ أﺣ ـ ـ ــﺪ ﻗﺮارا‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ـ ــﻲ‪:‬‬
‫")‪(...‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻌﻴ ـ ــﺐ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﲞﺮﻗ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف‬
‫اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﻔـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ دون اﻻﻋﺘﻤـ ــﺎد ﻋﻠـ ــﻰ أي ﻧـ ــﺺ ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺴـ ــﺒﺐ رﻓـ ــﻊ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‬
‫ﻳـ ــﺪﻫﺎ ﻋـ ــﻦ اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﻗﺒـ ــﻞ اﻧﺼ ـ ـﺮام اﻷﺟـ ــﻞ اﳌﺨـ ــﻮل ﳍـ ــﺎ وأن اﳋﺒـ ــﲑ ﻏـ ــﲑ ﳐـ ــﺘﺺ ﰲ ﲢﺪﻳـ ــﺪ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ‬
‫وﻟﻌﺪم ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻟﺪﻓﻮﻋﻪ وأن اﳋﱪة اﳌﻌﺘﻤﺪة ﺟﺎءت ﻏﲑ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ ﲞﺼ ـ ــﻮص اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت واﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﳌﻀ ـ ــﺎﻓﺔ ﰲ‬
‫اﻟﺴـ ـ ــﻨﻮات ‪ 2000-1999‬و‪ 2001‬ﻳﺘﺒـ ـ ــﲔ أن اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ أﺧﻄـ ـ ــﺄت ﰲ اﺣﺘﺴـ ـ ــﺎب أﺟـ ـ ــﻞ ‪ 24‬ﺷـ ـ ــﻬﺮا‬
‫اﳌﺨـ ــﻮل ﳍـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ ﻟﻠﺒـ ــﺖ ﰲ اﻟﻨ ـ ـﺰاع اﳌﻔـ ــﺮوض ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﺑﺸـ ــﺄن اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺴـ ــﻨﻮات أﻋـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ أن ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ أﻣﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2004/3/10‬ورﻓﻌ ـ ــﺖ ﻳ ـ ــﺪﻫﺎ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/5/03‬ﳑﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎ ﺑﺈﺣﺪى اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺧﻮﳍﺎ اﳌﺸﺮع ﻟﻠﻤﻠﺰم"‪.410‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺎرت ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟـ ـ ـﺮاﻛﺶ ﻟﺘﻘﻀ ـ ــﻲ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪(...)" :‬‬
‫ﺣ ـ ـ ــﻮل اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺘﲔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ واﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ـ ــﺔ ﻣﻌ ـ ـ ــﺎ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﻤ ـ ـ ــﺎ واﳌﺘﺨ ـ ـ ــﺬﺗﲔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﻮن اﻹدارة ﻗ ـ ـ ــﺪ اﺣﱰﻣ ـ ـ ــﺖ‬
‫اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺳ ـ ــﺎس اﳌﻔﺘ ـ ــﻮح وأﺷ ـ ــﻌﺮت اﳌﻠ ـ ــﺰم ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﻟﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻴ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻋ ــﺮض اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻈ ــﺎر اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ ﻛﻤ ــﺎ أ‪ ‬ــﺎ أﺧﱪﺗ ــﻪ ﺑ ــﺄن اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﳌ ــﺬﻛﻮرة ﱂ ﺗﺒ ــﺖ ﰲ‬
‫اﻟﻨﺰاع داﺧﻞ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﻮﺟﻬﺔ إﻟﻴﻪ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.2008/01/15‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ أﻧـ ــﻪ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 225‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻓـ ــﺈن اﻷﺟـ ــﻞ اﻷﻗﺼـ ــﻰ‬
‫اﻟ ــﺬي ﳚ ــﺐ أن ﻳﻔﺼ ــﻞ ﺑ ــﲔ ﺗ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻘ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌ ــﻦ إﱃ اﻟﻠﺠ ــﺎن اﶈﻠﻴ ــﺔ وﺗ ــﺎرﻳﺦ ﺻ ــﺪور اﳌﻘ ــﺮر اﳌﺘﺨ ــﺬ ﰲ‬
‫ﺷﺄﻧﻪ ﳏﺪد ﺑﺄرﺑﻌﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ )‪ (24‬ﺷﻬﺮا‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ أﻧـ ــﻪ ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌـ ــﺪﱃ ‪‬ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ رﻓﻘـ ــﺔ اﳌـ ــﺬﻛﺮة اﳌﺮﻓﻘـ ــﺔ‬
‫ﺑﻜﺘﺎﺑـ ـ ــﺔ ﺿـ ـ ــﺒﻂ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2010/12/17‬ﻳﺘﺒـ ـ ــﲔ أن اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ‬
‫ﺷ ـ ـ ــﺨﺺ ﻣﻘﺮرﻫ ـ ـ ــﺎ ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻠﺖ ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻠﻒ اﳉﺒـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2007/12/24‬ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ــﻦ ورﻗـ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪ -410‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،449‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/02/13‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/10/384‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫اﻹرﺳـ ـ ــﺎل اﳌﺆرﺧـ ـ ــﺔ ﰲ ‪ .2007/12/13‬ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ إن اﳌﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ اﳉﻬﻮﻳـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﲟ ـ ـ ـﺮاﻛﺶ وﺟﻬـ ـ ــﺖ إﱃ‬
‫اﳌﻠـ ــﺰم ﻛﺘﺎﺑـ ــﺎ ﻣﺆرﺧـ ــﺎ ﰲ ‪ 07‬ﻳﻨ ـ ــﺎﻳﺮ ‪) 2008‬أي ﺑﻌـ ــﺪ ﻣـ ــﺮور ‪ 15‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ( ﲣ ـ ــﱪﻩ ﻓﻴـ ــﻪ ﺑـ ــﺄن اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﱂ‬
‫ﺗﺒ ـ ــﺖ ﰲ ﻃﻌﻨ ـ ــﻪ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ـﺪد واﳊ ـ ــﺎل أن ﻣ ـ ــﺪة ‪ 24‬ﺷ ـ ــﻬﺮا اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﱂ ﺗﻨﺼ ـ ــﺮم ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺣﺎرﻣ ـ ــﺔ إﻳ ـ ــﺎﻩ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ اﻷﺳ ـ ــﺲ اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪة ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن وﻓ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪،‬‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ــﻲء اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣﻌ ـ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟﺪرﺟ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﺣﻴﻨﻤ ـ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ـ ــﺖ ﺑﺈﻟﻐ ـ ـ ــﺎء ﻣﻘ ـ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﳍﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻗﺪ ﺻﺎدﻓﺖ اﻟﺼﻮاب ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﲤﺴﻜﺖ ﺑﻪ اﳌﺴﺘﺄﻧﻔﺔ"‪.411‬‬
‫‪@@òîÜa@òävÜÛa@âbßc@‰ìš§bi@âŒÜ½a@‰bÈ‘g@†îÐí@bß@pbjqg@â†Ç@òÛby@ZòrÛbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ـ ــﺎط إﱃ اﻋﺘﺒـ ـ ــﺎر ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ ﻏـ ـ ــﲑ ﺳـ ـ ــﻠﻴﻤﺔ‪،‬‬
‫ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﳊﻀ ـ ــﻮر أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ وﻗـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗﺮارﻫـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ (...) " :‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺗﻌﻴـ ـ ــﺐ اﳉﻬـ ـ ــﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ اﳊﻜـ ـ ــﻢ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ‬
‫ﲟﺠﺎﻧﺒ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ـ ـﻮاب وﺧ ـ ــﺮق ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﳌ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻣﺼ ـ ــﺪرﺗﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﺑﻘﺒ ـ ــﻮل اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ‬
‫وﺑ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ــﻦ أن اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ ﺗﻘ ــﺪﻣﻮا ﺑ ــﻪ ﰲ وﻗ ــﺖ ﻛ ــﺎن ﻓﻴ ــﻪ اﻟﻨ ـ ـﺰاع ﻣ ــﺎ زال ﻣﻌﺮوﺿ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻈ ــﺎر‬
‫اﻟﻠﺠﻨـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒـ ـ ـ ــﺖ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻷ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ـ ــﺮى ﱂ ﺗﻨـ ـ ـ ــﺎﻗﺶ دﻓﻮﻋـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻔﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑ ــﺎﳋﱪة اﳌﻨﺠـ ــﺰة ﰲ اﻟﻨﺎزﻟ ــﺔ‪ ،‬ﻟـ ــﺬا ﺗﻠ ــﺘﻤﺲ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ إﻟﻐ ــﺎء اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ وﺗﺼـ ــﺪﻳﺎ‬
‫اﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﲤﺴـ ــﻚ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠـ ــﻴﻬﻢ ﺑﺄﻧـ ــﻪ ﱂ ﻳـ ــﺘﻢ اﺳـ ــﺘﺪﻋﺎؤﻫﻢ ﳊﻀـ ــﻮر ﺟﻠﺴـ ــﺔ‬
‫اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ وأﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳ ـ ـ ـ ــﺘﻢ ﺗﺒﻠ ـ ـ ـ ــﻴﻐﻬﻢ ﲟﻘﺮرﻫ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺎدر ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2005/05/31‬إﻻ ﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/12/31‬ﰲ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ أن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪت إﱃ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/12/29‬ﳑ ـ ــﺎ ﺟﻌﻠﻬ ـ ــﻢ ﻳﻌﻤ ـ ــﺪون وﺣﻔﺎﻇ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮﻗﻬﻢ إﱃ‬
‫ﺗﻘﺪﱘ دﻋﻮاﻫﻢ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.412"2007/09/21‬‬

‫‪ -411‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،142‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/3/2‬ﻣﻠﻒ رﻗﻤﻪ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف‬
‫‪) ،2-2010/9/237‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -412‬ﻗﺮار أوردﻩ ﻋﻤﺮ أزوﻛﺎر‪ :‬اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻓﻘﻪ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﻐﺮﰊ‪ -‬رﺻﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 300‬ﻗﺮار ﻗﻀﺎﺋﻲ‪،-‬‬
‫ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،2016 ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪163‬‬
 ‫@@@@‪@@òîä ìÛa@òävÜÛa@Êbànua@‰ìš§@âŒÜ½a@õbdžna@â†Ç@òÛby@ZòÈiaŠÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ذﻫﺒـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﺪد ‪ ،41312‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻠﻐ ـ ــﻲ ﻣﻘ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ واﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﳌﻔﺮوﺿـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺿـ ــﻮﺋﻪ ﻟﻺﺧـ ــﻼل ﲝـ ــﻖ اﻟـ ــﺪﻓﺎع ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﻟﻌـ ــﺪم ﺣﻀـ ــﻮرﻩ أﺷـ ــﻐﺎل اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﻈ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ــﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ وﻗ ــﺪ ﺟ ــﺎء ﰲ اﻟﻘ ـ ـﺮار ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ (...)" :‬ﻟﻜ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ أن اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻷﺧ ــﲑة ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 41‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﶈ ـ ــﺘﺞ ﺑ ـ ــﻪ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﲡﺘﻤ ـ ــﻊ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻔﺮﻋﻴ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﺑﺘﻌﻴ ـ ــﲔ رﺋ ـ ــﻴﺲ‬
‫اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟـ ــﺬي ﻳﻮﺟـ ــﻪ دﻋـ ــﻮى إﱃ ﳑﺜﻠـ ــﻲ اﳋﺎﺿـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ رﺳـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀـ ــﻤﻮﻧﻪ اﻟﻮﺻـ ــﻮل ﻣـ ــﻊ اﻹﺷـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﶈﺪد ﻟﻼﺟﺘﻤﺎع ﳍﺎ ﳑﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﳑ ـ ــﺎ ذﻛ ـ ــﺮ وﺟ ـ ــﻮب اﺳ ـ ــﺘﺪﻋﺎء اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﻣ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺗﺼ ــﺪر ﻣﻘ ــﺮرات ﺗ ــﺆﺛﺮ ﰲ اﳌﺮاﻛ ــﺰ‪ ،‬ﺳ ــﻴﻤﺎ وأن رأﻳﻬ ــﺎ ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻌﻠ ــﻼ وﻳﺒﻠ ــﻎ ﻟﻸﻃ ـ ـﺮاف وﳝﻜ ــﻦ اﻟﻄﻌ ــﻦ ﻓﻴـ ــﻪ‬
‫ﻗﻀـ ــﺎء وأن اﻹﺧـ ــﻼل ﲝﻘـ ــﻮق اﻟـ ــﺪﻓﺎع ﺗ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﺎﻋـ ــﺪة "ﻻ ﻳﻀـ ــﺮ أﺣـ ــﺪ ﺑﻄﻌﻨـ ــﻪ"‪ ،‬ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة ﺗﻄﺒﻘﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﺑﻌ ـ ــﺾ ﻗﺮارا‪ ‬ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎﻟﻘﺮار ﻋ ـ ــﺪد ‪ 241‬اﻟ ـ ــﺬي ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ " :414‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫أن دور اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻄﻌـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻫـ ـ ــﻮ دور ﺗـ ـ ــﻮﻓﻴﻘﻲ وﲢﻜﻴﻤـ ـ ــﻲ ﻋﻤـ ـ ــﻼ ﺑﺎﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﳌﺘﻀـ ـ ــﻤﻨﺔ‬
‫ﻻﺧﺘﺼﺎﺻـ ـ ـ ــﻬﺎ وﺑﺎﻟـ ـ ـ ــﺬات اﻟﻔﺼـ ـ ـ ــﻠﲔ ‪ 39‬و‪ 41‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻛﺎت اﶈـ ـ ـ ــﺎل ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺼ ــﻞ ‪ 107‬ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺪﺧﻞ‪ ،‬ﻓ ــﻼ ﳚ ــﻮز ﻟﺘﻠ ــﻚ اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ أن ﺗﻌﻴ ــﺪ‬
‫اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ ﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮ اﻟﺘﻘﻴ ـ ــﻴﻢ اﳌﺎدﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻗﺒﻠﺘﻬ ـ ــﺎ اﻷﻃـ ـ ـﺮاف‪ ،‬وأن اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ـﻮاب ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ‬
‫أوردت اﻟﻔﺼـ ـ ـ ــﻞ ‪ 39‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻛﺎت اﶈـ ـ ـ ــﺎل ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻔﺼـ ـ ـ ــﻞ ‪ 107‬اﳌـ ـ ـ ــﺬﻛﻮر‬
‫وﲟﻘﺘﻀ ــﺎﻩ ﻳﻌﺘ ــﱪ ﻋ ــﺪم ﺗﻘ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌ ــﻦ داﺧ ــﻞ اﻷﺟ ــﻞ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ ﻗﺒ ــﻮﻻ ﺿ ــﻤﻨﻴﺎ ﳌﻘ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ــﺔ اﶈﻠﻴ ــﺔ ﻟﺘﻘ ــﺪﻳﺮ‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﺳ ـ ــﺘﻨﺘﺠﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ــﻚ أن اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻣﻘﻴ ـ ــﺪة ﺑﺄﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪﻣﻬﺎ‬
‫اﳌﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪."...‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد‪ ،‬أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـﺮار اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ‬
‫إذا ﲣﻠـ ـ ــﻒ أﺣـ ـ ــﺪ ﳑﺜﻠـ ـ ــﻲ اﳋﺎﺿـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋـ ـ ــﻦ ﺣﻀـ ـ ــﻮر ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﳉﻠﺴـ ـ ــﺔ رﻏـ ـ ــﻢ اﻟﺘﻮﺻـ ـ ــﻞ‪ ،‬وﰲ ﻫـ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﻃ ــﺎر ﻗﻀ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﺑ ــﺎﻵﰐ‪ " :‬وﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﻟﺜﺎﺑ ــﺖ ﻣ ــﻦ‬

‫‪ -413‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،12‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/1/4‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪ ،2000/1/4/107‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.56-57‬‬
‫‪ -414‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،241‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/2/17‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،1998/1/5/572‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫ﻧﺴ ـ ــﺨﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺪﻋﺎء ﻣ ـ ــﻊ ﺻ ـ ــﻮرة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻣ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ أن ﳑﺜﻠ ـ ــﻲ‬
‫اﳋﺎﺿ ـ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻼ ﺑﺎﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﺪﻋﺎء ﳊﻀ ـ ـ ــﻮر اﳉﻠﺴـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘ ـ ـ ــﺮرة ﻟﻠﺒـ ـ ـ ــﺖ ﰲ ﻃﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻛﺔ‬
‫اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ‪ ،‬وإن ﲣﻠـ ــﻒ أﺣـ ــﺪﳘﺎ ﻋـ ــﻦ ﺣﻀـ ــﻮر ﺗﻠـ ــﻚ اﳉﻠﺴـ ــﺔ رﻏـ ــﻢ ﺗﻮﺻـ ــﻠﻪ ﻻ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻨـ ــﻪ ﺑﻄـ ــﻼن ﻣﻘـ ــﺮر‬
‫اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﳑﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ أﺛﲑ ﺑﺪون أﺳﺎس"‪.415‬‬
‫وﻗ ــﺪ أﻛ ــﺪت اﶈﻜﻤ ــﺔ ﻧﻔﺴ ــﻬﺎ ﻣ ــﺎ ﺳ ــﺒﻖ ﰲ ﻗـ ـﺮار آﺧ ــﺮ ﳍ ــﺎ ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ ﺻ ــﺪر اﳌﻘ ــﺮر ﻋ ــﻦ‬
‫اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة وﻫ ـ ــﻲ ﻣﻜﻮﻧ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ رﺋ ـ ــﻴﺲ وﻋﻀ ـ ــﻮﻳﻦ ﳝ ـ ــﺜﻼن إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ وﻋﻀ ـ ــﻮ ﳝﺜ ـ ــﻞ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ‬
‫ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻋ ـ ــﺪم ﺣﻀ ـ ــﻮر اﻟﻌﻀ ـ ــﻮ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ اﳌﻤﺜ ـ ــﻞ ﻟﻠﺨﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻻ ﺗ ـ ــﺄﺛﲑ ﻟ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﺤﺔ‬
‫اﻧﻌﻘـ ـ ــﺎد اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ ﻷن اﻟﻨﺼـ ـ ــﺎب ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻜـ ـ ــﺘﻤﻼ ﺑﺪوﻧـ ـ ــﻪ ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻷﺧـ ـ ــﲑة ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻨـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺎت واﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 46‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ ﱂ ﻳﺮﺗـ ــﺐ اﳌﺸـ ــﺮع ﺟ ـ ـﺰاء ﻋﻠـ ــﻰ ﺗـ ــﺄﺧﺮ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻣﻘـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ إﱃ اﳌﻠـ ــﺰم إﱃ ﻣـ ــﺎ ﺑﻌـ ــﺪ‬
‫اﻧﺘﻬ ـ ــﺎء اﻟﺸ ـ ــﻬﺮ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدﺗﲔ اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬﻤ ـ ــﺎ أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣ ـ ــﺎ أﺛ ـ ــﲑ‬
‫ﺣﻮل ﺑﻄﻼن ﻣﻘﺮر اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ"‪.416‬‬
‫‪@åß@òîä ìÛa@@ò ävÜÛ@튚Ûa@ÑÜàÜÛ@òîj튚Ûa@ñ‰a…⁄a@áîÜŽm@â†Ç@òÛby@ZòŽßb¨a@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@@ÙÛˆi@kÜİÛa@á܎m@ƒí‰bm‬‬
‫ذﻫﺒـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿـ ــﺮورة ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﻠ ـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺴ ــﻠﻢ اﻟﻄﻠ ــﺐ ﺑ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﺟ ــﺎء ﰲ ﻗﺮارﻫ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ــﺚ ﺗﺘﻤﺴ ــﻚ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻔﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﻘ ـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻌ ـ ــﺪم ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ اﳌﻠ ـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻋ ـ ــﺪم‬
‫ﺗ ـ ــﻮﻓﺮ اﻟﻨﺼ ـ ــﺎب اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻻﻧﻌﻘ ـ ــﺎد اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن اﳌ ـ ــﺎدة ‪) 39‬اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة ‪ 1‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺒﻨ ـ ــﺪ( ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت ﺗﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﻄﻠ ـ ـ ــﺐ إﱃ اﻹدارة ﰲ رﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻮﺻـ ــﻰ ‪‬ـ ــﺎ ﻣـ ــﻊ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﺴـ ــﻠﻢ ﺗﺴـ ــﻠﻤﻬﺎ اﳌﻠـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑـ ــﺎﻟﻔﱰة ﳏـ ــﻞ اﻟﻨ ـ ـﺰاع داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ‬
‫اﻟﺸـ ـ ــﻬﺮ اﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺴـ ـ ــﻠﻢ اﻟﻄﻠ ـ ـ ــﺐ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬وأن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﺣ ـ ـ ــﺪد وﺳـ ـ ــﻴﻠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﻹﺛﺒـ ـ ــﺎت ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫ﺗﻮﺻـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻄﻠـ ــﺐ ﺗﺴـ ــﻠﻴﻢ اﳌﻠـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ اﻟﱪﻳـ ــﺪي وﻫـ ــﻮ‬

‫‪ -415‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺺ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،156‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2008/2/20‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2006/2/4/2054‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -416‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،647‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/6/27‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2005/2/4/1759‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫ﻣ ـ ــﺎ ﱂ ﻳﺘﺤﻘ ـ ــﻖ ﰲ اﳌﻠ ـ ــﻒ‪ ،‬وأن ﻋ ـ ــﺐء إﺛﺒ ـ ــﺎت اﺣ ـ ـﱰام أﺟ ـ ــﻞ ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ اﳌﻠ ـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫اﻟﱪﻳـ ــﺪي ﺑﺎﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ إﱃ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻳﻘـ ــﻊ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺎﺗﻖ اﻹدارة‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ أن اﻟﻨﺼـ ــﺎب اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻻﻧﻌﻘـ ــﺎد‬
‫اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻜﺘﻤ ـ ــﻞ ﰲ ﻏﻴ ـ ــﺎب اﻹدﻻء ﲟ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌﻤﺜ ـ ــﻞ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ اﳋﺎﺿ ـ ــﻌﲔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺗﻮﺻ ـ ــﻼ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﺑﻄﻼن ﻣﻘﺮر اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ ﻧﺴ ـ ــﺨﺔ اﳌﺮاﺳ ـ ــﻠﺔ اﳌﻮﺟﻬ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻣﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ إﱃ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺪﻳﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺟﻬـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻣﻠـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻄﺎﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺘـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2003/8/8‬ﺑﺈرﺳـ ـ ــﺎل ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 1035‬إﱃ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ أي داﺧـ ـ ــﻞ أﺟـ ـ ــﻞ اﻟﺸـ ـ ــﻬﺮ اﳌﻘـ ـ ــﺮر ﻗﺎﻧﻮﻧـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة اﻹدارة ﺑﺘﺴ ـ ــﻠﻴﻤﻬﺎ اﳌﻠ ـ ــﻒ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﻄﺎﻋﻨ ـ ــﺔ ﺑﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺘﻬﺎ اﳌﺆرﺧ ـ ــﺔ ﰲ ‪7/17‬‬
‫و‪ ،2003/8/4‬وأن اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﺗ ـ ــﺄﺧﺮ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﲟﻠﻔﻬ ـ ــﺎ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ إﱃ‬
‫ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﺼﺮام اﻷﺟﻞ اﳌﺬﻛﻮر"‪.417‬‬
‫وﲡ ــﺪر اﻹﺷـ ــﺎرة ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ ﻻ ﻳﱰﺗـ ــﺐ أي ﺟ ـ ـﺰاء ﺑـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم ﺗﺴـ ــﻠﻴﻢ اﳌﻠـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻫﻜ ــﺬا ﻓﻘ ــﺪ ﺟ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ــﺎدر ﻋ ــﻦ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ــﺎء‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﳌـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻟﺜﺎﺑـ ـ ــﺖ أن ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺸـ ــﺮﻛﺎت واﳌـ ــﺎدة ‪ 46‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﻴﻤـ ــﺔ اﳌﻀـ ــﺎﻓﺔ ﱂ ﺗﺮﺗـ ــﺐ اﻟـ ــﺒﻄﻼن ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻘـ ــﺮر اﳉﻨـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗ ـ ــﺄﺧﲑ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ إﱃ اﳌﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ اﳌﻠ ـ ــﻒ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺣﻀﻮر ﳑﺜﻞ واﺣﺪ ﻋﻦ اﳋﺎﺿﻌﲔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺎ أﺛﲑ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺪون أﺳﺎس‪ ،‬وﻳﺘﻌﲔ ردﻩ"‪.418‬‬
‫‪@¿@ïöbšÔÛa@ÊaŒäÛa@Šqg@óÜÇ@튚Ûa@õbÇìÛa@|îz–m@ñŠİŽß@æýİi@òÛby@Zò…bŽÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@@òîä ìÛa@òävÜÛa@‰ŠÔß‬‬
‫ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 242‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ــﻺدارة أن ﺗﻨـ ـ ــﺎزع ﻋـ ـ ــﻦ‬
‫ﻃﺮﻳ ـ ـ ــﻖ اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ ﰲ اﳌﻘ ـ ـ ــﺮرات اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻮن اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬
‫واﳌﻼﺣـ ــﻆ أن ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺎدة ﺳـ ــﻮت ﺑـ ــﲔ اﻹدارة واﳌﻠـ ــﺰم وﺧﻮﻟـ ــﺖ ﳍﻤـ ــﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻄﻌـ ــﻦ ﰲ ﻣﻘـ ــﺮر اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻣﺮﺗﺒ ـ ـ ــﺎ ﻟﻸﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ أم ﻻ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﱴ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﳌﺼ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﻗﺎﺋﻤ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬

‫‪ -417‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1085‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/12/19‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2006/2/4/895‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -418‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/23‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،2006/6/118‬ﺿﻢ ﻟﻪ اﳌﻠﻒ ﻋﺪد‬
‫‪) ،2008/6/191‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫ذﻟـ ــﻚ‪ .‬ﻫـ ــﺬا‪ ،‬وإذا ﻛﺎﻧ ـ ـﺖ اﻟﻠﺠﻨـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻏـ ــﲑ ﳐﺘﺼـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺒـ ــﺖ ﰲ اﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ اﻟـ ــﱵ ﺗﺮاﻫـ ــﺎ ﺗﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﺘﻔﺴـ ــﲑ‬
‫اﻟﻨﺼـ ــﻮص اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ ﻣﺮاﻋـ ــﺎة اﻻﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎء اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﺑﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ــﻨﺔ ‪98/97‬‬
‫اﻟـ ــﺬي ﻧـ ــﺺ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺮﻣـ ــﺎن اﳌﻠـ ــﺰم ﻣـ ــﻦ إﺛـ ــﺎرة اﳋﺮوﻗـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﻌـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام اﻹدارة ﻷﺟـ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ‬
‫ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺑﺪاﻳـ ـ ــﺔ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﻘﻴـ ـ ــﻖ وﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻋـ ـ ــﺪم ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﲜ ـ ـ ـﻮاب اﻹدارة داﺧـ ـ ــﻞ اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻷول ﻣﺮة أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫واﻹﺷ ـ ــﻜﺎل اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺜ ـ ــﺎر ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻮاﻗ ـ ــﻊ واﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن؛ ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺣﺎوﻟ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ إﳚ ـ ـ ــﺎد ﻣﻌﻴ ـ ـ ــﺎر ﻟﻠﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ــﻊ واﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﰲ اﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن ﻣﻌﺘ ـ ـ ــﱪة أن ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻨﺎﺻـ ــﺮ اﻟـ ــﱵ ﺗـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﲢﺪﻳـ ــﺪ أﺳـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ اﻟﻨﺼـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻮاﺿـ ــﺤﺔ ﺗﻌﺘـ ــﱪ‬
‫ﻣﺴـ ـ ــﺄﻟﺔ واﻗـ ـ ــﻊ‪ ،‬أﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻔﺴـ ـ ــﲑ اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟﻐﺎﻣﻀـ ـ ــﺔ أو اﻟﺒـ ـ ــﺖ ﰲ ﻣﺴـ ـ ــﺄﻟﺔ إﺟﺮاﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻣﻨﻔﺼـ ـ ــﻞ ﻋـ ـ ــﻦ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ‬
‫أﺳ ـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺤﺺ وﻏ ـ ـ ــﲑﻩ ﻓﺘﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﻣﺴ ـ ـ ــﺄﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‪ 419‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻠﻐ ـ ــﻲ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﺒ ـ ــﺖ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ " :‬إن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺣﺼ ـ ــﺮ اﺧﺘﺼ ـ ــﺎص اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻌ ـ ــﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺘﻘـ ـ ــﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﺗﻜـ ـ ــﻮﻳﻦ أﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﳝﻜﻨﻬـ ـ ــﺎ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﻃـ ـ ــﺎر ﻣﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺿـ ـ ــﺤﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻـ ـ ــﻞ إﱃ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ أﺳـ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻓـ ـ ــﻼ ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﳐﺘﺼـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻏﻤ ـ ــﻮض اﻟ ـ ــﻨﺺ أو ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﲟﺴـ ــﺄﻟﺔ إﺟﺮاﺋﻴ ـ ــﺔ ﻣﻨﻔﺼ ـ ــﻠﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ أﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﻔﺘﺶ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻟﻸﺟﻞ اﻟﺬي ﳚﺐ أن ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪."...‬‬
‫‪@ð‰a…⁄a@åÈİÛbi@òÔÜÈn½a@òîÜØ’Ûa@†ÇaìÔÛbi@òİjmŠ½a@òîöbšÔÛa@òíbà§a@Z@ïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫‪ïöbšÔÛaë‬‬
‫ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ آﻟﻴ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻹﻗ ـ ـ ـﺮار ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫اﻟ ـ ــﱵ ﺧﻮﳍ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﺑﺎﳉﺒﺎﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس اﺣـ ـ ـﱰام اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﳐﺘﻠ ـ ـ ــﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ واﺣـ ـ ـ ـﱰام اﳌﺒ ـ ـ ــﺎدئ واﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘ ـ ـ ــﺮرة ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ـ ــﺄن ﻟﺼ ـ ـ ــﺎﱀ‬
‫اﳌﻠﺰﻣﲔ ودون إﻫﺪار ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -419‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1026‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 6‬ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ .2001‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ اﻟﻘﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ‬
‫وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪167‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن أول ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﺮاﻗﺒ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ اﻹداري ﻫـ ـ ــﻲ اﳉﻮاﻧ ـ ـ ــﺐ اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠ ـ ـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ‬
‫ﻳﺮاﻗ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ــﺪى ﺗ ـ ـ ـ ــﻮﻓﺮ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮوط واﻟﻌﻨﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ أن أي إﺧ ـ ـ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳉﻮاﻧـ ــﺐ اﻟﺸـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻋـ ــﺪم ﻗﺒـ ــﻮل اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬـ ــﺎ ودون اﻟﻮﻟـ ــﻮج إﱃ ﺟـ ــﻮﻫﺮ اﻟـ ــﺪﻋﻮى‬
‫ﳌﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪﻓﻮع اﳌﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻴﺔ ﻟﻄ ـ ــﺮﰲ اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع‪ ،‬ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ آﺟ ـ ــﺎل رﻓ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى‬
‫أﻣ ـ ــﺎم‪.‬اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري‪ ،‬واﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﲟﻘ ـ ــﺎل اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‪ 420‬وأﻃـ ـ ـﺮاف اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‬
‫‪ 421‬إﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻈﻠﻢ اﻹداري‪ 422‬واﻟﺴﻨﺪ اﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ‪.‬‬

‫‪ -420‬ﻳﺸﱰط ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ أداء اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﻨﺪرج ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺸﺎﻣﻞ‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﻨﺎزﻋﺎت‬
‫ﻏﲑ ﻣﻌﻔﺎة ﻣﻦ أداء ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺳﻮم ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء اﳌﻌﻔﺎة ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ أﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‬
‫)ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ( ﺣﻴﺚ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ "اﳌﻨﺎزﻋﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﻨﺪرج ﰲ إﻃﺎر اﻟﻘﻀﺎء اﻟﺸﺎﻣﻞ وﻻ ﻳﻘﺒﻞ رﻓﻌﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء‬
‫إﻻ اﺳﺘﺜﻨﺎء‪ ،‬أي ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻌﺪام اﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ واﻟﺸﺨﺺ اﳌﺨﺎﻃﺐ ‪‬ﺎ‪ .‬ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ وﺟﻪ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﳌﱪر ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻨﺰاع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﰲ إﻃﺎر‬
‫دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺑﺎﻟﻀﻮاﺑﻂ اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ اﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺎزﻋﺔ ﰲ اﻷﺻﻞ‪ ،‬وﻣﻦ ﲨﻠﺘﻬﺎ أداء اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻊ وﺟﻮب‬
‫إﻧﺬار اﻟﻄﺮف اﳌﺨﻞ ﺑﺄداء ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺳﻮم ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل"‬
‫‪ -‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ) ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،248‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/04/05‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪ ) ،2000/1/4/1104‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -421‬وﻫﻜﺬا‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﻀﺖ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺑﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل‪ ،‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم إدﺧﺎل اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى وﻗﺪ ﺟﺎء ﰲ‬
‫ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ " :‬ﺣﻴﺚ ﻳﻬﺪف اﻟﻄﻠﺐ اﳊﻜﻢ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ اﶈﺪدة ﰲ ﻣﺒﻠﻎ ‪ 62.400,00‬درﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ‬
‫اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻋﻲ ﲞﺼﻮص اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﺪد ‪ R /11170‬ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ‪.‬‬
‫==وﺣﻴﺚ أﺟﺎﺑﺖ اﳉﻬﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺘﻤﺴﺖ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﺷﻜﻼ ﻟﻌﺪم إدﺧﺎل اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ وﰲ اﳌﻮﺿﻮع ﺑﺮﻓﻀﻬﺎ‬
‫ﻻﻧﻌﺪام اﻷﺳﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن اﳌﺪﻋﻲ ﱂ ﻳﺪل ﲟﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻹدارﻳﺔ إﱃ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ أو‬
‫اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻔﻮض ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻪ ﳍﺬا اﻟﻐﺮض‪.‬‬
‫وﺣﻴﺚ إﻧﻪ أﻣﺎم ﻫﺬﻩ اﳌﻌﻄﻴﺎت ﻳﻜﻮن اﳌﺪﻋﻲ ﻗﺪ أﻗﺎم دﻋﻮاﻩ ﺣﻴﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 235‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﳑﺎ ﻳﺘﻌﲔ‬
‫ﻣﻌﻪ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺐ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،3062‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/05/27‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،2013/7113/360‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﳌﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻘﺪ ذﻫﺒﺖ اﶈﻜﻤﺔ إﱃ اﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل اﻟﺪﻋﻮى ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﳌﺘﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬وﻫﻜﺬا ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﰲ‬
‫ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪(...)" :‬ﻋﺪم إدﻻء اﳌﺪﻋﻲ ﲟﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻼﻗﺘﻪ وﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺻﻔﺘﻪ ﰲ اﻟﺪﻋﻮى ﻣﻨﺘﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮﳍﺎ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2177‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/11/01‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 07/332‬ش‪ .‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﺬﻟﻚ اﳊﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﶈﻜﻤﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2572‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/12/09‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 08/1277‬ش‪ .‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫واﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎء اﻹداري أﺧ ـ ـ ـ ــﺬ ﻳﺴ ـ ـ ـ ــﲑ ﰲ اﲡ ـ ـ ـ ــﺎﻩ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪم اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ــﺪد ﲞﺼ ـ ـ ـ ــﻮص ﺷ ـ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻋﻮى‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ رﻏﺒ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﻪ ﰲ ﲡ ـ ــﺎوز اﻟﺘﺸ ـ ــﺒﺚ اﳊ ـ ــﺮﰲ ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت وﻣ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺪ ﳝﺜﻠ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ‪‬ﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫ﺣﻘﻴﻘـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﻌـ ـ ــﲏ ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬رﻏﺒـ ـ ــﺔ ﻣﻨـ ـ ــﻪ ﰲ ﺗﻜ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﺿـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﲢﻤـ ـ ــﻲ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﺑﺎﳉﺒﺎﻳـ ـ ــﺔ إذ ﻳﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﳌﺮوﻧ ـ ــﺔ واﻟﺘﻠﻄﻴ ـ ــﻒ ﲞﺼ ـ ــﻮص ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت‪ ،‬ﺣ ـ ــﱴ ﻳﺘﺴ ـ ــﲎ ﻟ ـ ــﻪ ﻣﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻋﻤ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻜ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‬
‫اﻟـ ــﱵ ‪‬ـ ــﺪف إﱃ ﺗـ ــﻮﻓﲑ اﳊﻤﺎﻳـ ــﺔ اﻟﻼزﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰﻣﲔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى ﻣﺴـ ــﺎﻃﺮ رﺑـ ــﻂ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺳ ـ ـﻮاء ﺧـ ــﻼل‬
‫ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﺘﻠﻘ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أو ﺧ ـ ــﻼل ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﺗﺼ ـ ــﺤﻴﺢ اﻷﺳ ـ ــﺎس اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ أوﺟ ـ ــﻪ‬
‫اﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﱵ وﻓﺮﻫﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل ﻧﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪@õbÐnãa@òÛby@¿@ð‰a…g@åÈİi@bÓìjŽß@æìØí@æc@æë…@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@ÞìjÓ@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫•‪åÇbİÛa@åÇ@òj튚Ûbi@âŒÜ½a@òÐ‬‬
‫ﺗ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺸـ ـ ــﺮط ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ اﻹداري‪ ،‬اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ ﺗﻈﻠ ـ ـ ــﻢ إﱃ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣﺼ ـ ـ ــﺪرة اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮار ﻟﻠﱰاﺟ ـ ـ ــﻊ ﻋﻨ ـ ـ ــﻪ أو ﺗﻌﺪﻳﻠ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﺼ ـ ـ ــﺤﺢ اﳌﺮاﻛ ـ ـ ــﺰ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ‪ .‬وإذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﻗ ـ ـ ــﺪ أﻛ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﻟﺰاﻣﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري )اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 235‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ(‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹداري ﺣـ ــﺎول ﺗﺮﺳـ ــﻴﺦ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻷﺣﻜـ ــﺎم‬
‫واﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟﺼ ــﺎدرة ﻋﻨ ــﻪ ﻧﻈ ـ ـﺮا ﳌ ــﺎ ﳛﻘﻘ ــﻪ ﻫـ ــﺬا اﻟ ــﺘﻈﻠﻢ ﻣ ــﻦ إﳚﺎﺑﻴ ــﺎت‪ ،‬أﳘﻬـ ــﺎ ﲤﻜ ــﲔ اﻹدارة ﻣ ــﻦ ﻓـ ــﺮض‬
‫رﻗﺎﺑ ــﺔ ذاﺗﻴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟـ ــﱵ ﺗﺼـ ــﺪرﻫﺎ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ـﻬﻢ ﰲ ﲣﻔﻴـ ــﻒ اﻟﻌـ ــﺐء ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ 423‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ‬
‫أﻗـ ــﺮﻩ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟ ـ ـﺮاﻛﺶ واﻟـ ــﺬي ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪" :424‬وﺣﻴ ـ ــﺚ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ‬
‫اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ إﺟـ ـ ـﺮاء إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺎ ﻻ ﺗﺴ ـ ــﺘﻘﻴﻢ دﻋ ـ ــﻮى اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺪوﻧ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻫ ـ ــﻲ‬

‫‪ -422‬ذﻫﺒﺖ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻴﺔ اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻹداري ﻛﺸﺮط ﻣﺴﺒﻖ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺣﻴﺚ ﺟﺎء‬
‫ﰲ ﻗﺮارﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ (...) " :‬ﺣﻴﺚ إن ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 235‬ﺟﺎءت ﻋﺎﻣﺔ ﰲ وﺟﻮب ﺳﻠﻮك ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﻈﻠﻢ اﻹداري وﻓﻖ اﻵﺟﺎل اﳌﻘﺮرة‬
‫ﳍﺎ ﻛﺸﺮط ﻣﺴﺒﻖ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ"‬
‫‪ -‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1218‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/03/19‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،9/13/715‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -423‬ﻻﻟﺔ ﺑﻮزﻧﻜﺎط‪ :‬اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺸﺮ وﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.69-70‬‬
‫‪ -424‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،286‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/10/30‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،07/9/52‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫ﲤﻜ ـ ــﲔ اﻹدارة ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬ ـ ــﺎ وﻋﻨ ـ ــﺪ اﻻﻗﺘﻀ ـ ــﺎء اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ﻋ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ ﻹﳚ ـ ــﺎد ﺣ ـ ــﻞ ﻟﻔ ـ ــﺾ اﻟﻨـ ـ ـﺰاع‬
‫ﺣﺒﻴﺎ"‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﺮﻃﺎ أﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺎ ﻟﻘﺒ ـ ــﻮل اﳌﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء‬
‫دأب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﻋﻔ ـ ـ ــﺎء اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ــﺮط اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻨ ـ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻩ ﻣﻠﺰﻣـ ـ ـ ـﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ أﻛـ ـ ــﺪﻩ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠـ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴـ ـ ــﺎ(‪ 425‬ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﻟـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ــﺎء ﻓﻴـ ـ ــﻪ‪:‬‬
‫" وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻟ ـ ــﺌﻦ ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 114‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 17/89‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫ﻳﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑﺘﻠ ـ ـ ــﻚ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ أن ﻳﺮﻓ ـ ـ ــﻊ دﻋـ ـ ـ ـﻮاﻩ إﱃ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أن ﻳ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﻟ ـ ـ ــﺪى ﻣ ـ ـ ــﺪﻳﺮ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟ ـ ــﱵ ﺣ ـ ــﺪدﻫﺎ اﻟ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻳﻨ ـ ــﺎزع ﰲ ﺻ ـ ــﻔﺘﻪ ﻛﻤﻠ ـ ــﺰم‬
‫ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﻮات ﻣ ـ ـ ــﻦ ‪ 1991‬إﱃ ‪ 1993‬وﱂ ﺗ ـ ـ ــﺪل إدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑ ـ ـ ــﺄي ﻧﺴ ـ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ أو اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺮﳛﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـ ــﺰﻋﻢ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ــﺪﻣﺖ إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻻ ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ــﻠﻮﻛﻬﺎ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ـ ــﺮض‬
‫اﻟﺘﻠﻘـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ إﻃـ ــﺎر اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 103‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺸـ ــﺎر إﻟﻴـ ــﻪ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ اﶈـ ــﺘﺞ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ إدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻓـ ـ ــﻴﻬﻢ ﺿ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أﺧـ ـ ــﺮى ﻛﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟ ـ ـ ـﺮﺑﺢ اﳌﻬـ ـ ــﲏ ذات اﳉـ ـ ــﺪول ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 56900641‬ﻓﻜﺎﻧـ ـ ــﺖ‬
‫ﺻـ ــﻔﺔ اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﺎزﻋـ ــﺎ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﺟـ ــﺪﻳﺎ‪ ،‬وﻻ ﳏـ ــﻞ ﰲ ﻣﺜـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻻﻋﺘﺒـ ــﺎر اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ ﻟـ ــﺪى إدارة‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺷﺮﻃﺎ ﻻزﻣﺎ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﻄﻌﻦ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ‪."...‬‬
‫وﰲ اﻹﻃـ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ﻗﻀـ ـ ــﺖ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار آﺧـ ـ ــﺮ ﲟـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ " :426‬وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﱂ ﺗﻘـ ـ ــﺪم‬
‫إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ دﻟ ـ ــﻴﻼ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ أي ﻧﺸ ـ ــﺎط آﺧ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻌﻨ ـ ـ ـﻮان اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴ ـ ــﺔ ﻏ ـ ــﲑ اﻟﻨﺸ ـ ــﺎط اﳌـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﻓﻬ ـ ــﻮ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻌ ـ ــﲏ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻷول‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻈﻬ ـ ـ ــﲑ رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 1/61/44‬اﶈ ـ ـ ــﺘﺞ ﺑ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻻ ﳜﺎﻃ ـ ـ ــﺐ إﻻ اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ـ ـ ــﲔ واﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﳝﺎرﺳﻮن ﻣﻬﻨﺔ أو ﲡﺎرة أو ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪ‪‬ﻢ‪.‬‬
‫وﻻ ﻣ ـ ـ ــﱪر ﻟﻠﺤ ـ ـ ــﺪﻳﺚ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﻟﻌﺎﺷ ـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻷن اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻏ ــﲑ ﺧﺎﺿ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴ ــﺔ أﺻ ــﻼ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أﻧ ــﻪ ﻏ ــﲑ ﻣﻠ ــﺰم ﺑ ــﺎﻹدﻻء ﺑ ــﺄي‬

‫‪ -425‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،22‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/10/05‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪،1999/1/4/1289‬‬
‫أوردﺗﻪ ﻻﻟﺔ ﺑﻮزﻧﻜﺎط‪ :‬اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -426‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،588‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/7/4‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،2003/2/4/904‬ﻣﻨﺸﻮر‬
‫ﲟﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،67‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،2007‬ص ‪.310‬‬
‫‪170‬‬
‫ﺗﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﻻ ﺑﺴ ـ ــﻠﻮك أي ﺗﻈﻠ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﺎ دام ﻳﻨ ـ ــﺎزع ﰲ ﺻ ـ ــﻔﺘﻪ ﻛﻤﻠ ـ ــﺰم وﻻ ﳎ ـ ــﺎل ﳌﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ــﺎ أﺛ ـ ــﲑ ﺣ ـ ــﻮل أﻫ ـ ــﺪاف اﳉﻤﻌﻴ ـ ــﺔ وﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟ ـ ــﺬي ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻟ ـ ــﻪ ﻷ‪ ‬ـ ــﺎ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫اﳌﺘﻨ ـ ــﺎزع ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ‪ ،‬و‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻠ ـ ــﺔ ﻳﻜ ـ ــﻮن اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻣﺼ ـ ــﺎدف ﻟﻠﺼـ ـ ـﻮاب ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻗﻀ ـ ــﻰ ﺑ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺘﻌﲔ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ"‪.‬‬
‫‪@ÞìÔÛa@òÛby@¿@ð‰a…g@åÈİi@bÓìjŽß@æìØí@æc@æë…@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@ÞìjÓ@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪òj튚Ûa@āŠÏ@ñŠİŽß@ÖŠ¢‬‬
‫دأب اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻗﺒ ـ ـ ــﻮل اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ دون ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺧ ـ ـ ــﺮق‬
‫اﻹدارة ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ .427‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ أﻛﺪﺗ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟ ـ ـﺮاﻛﺶ ﰲ ﻗ ـ ـﺮار‬
‫ﳍ ــﺎ‪ 428‬ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪" :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ وﺗﺒﻌ ــﺎ ﻟ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻟ ــﺌﻦ ﻛ ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻄ ــﺎﻋﻦ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻗﺒ ــﻞ‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﺳ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ذﻟ ـ ــﻚ ﻳﺘﻮﻗ ـ ــﻒ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺪى اﺣ ـ ـﱰام اﻹدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺔ ﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ــﺈن ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪﻫﺎ ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات‬
‫اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة أﻋ ـ ــﻼﻩ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﻳﺼ ـ ــﺒﺢ ﻣﻌ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﺗﻈﻠﻤ ـ ــﺎ ﺟﻮازﻳ ـ ــﺎ‬
‫واﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﻪ ﻏﲑ ﻻزم‪ ،‬وﻣﻦ ﰎ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳌﺜﺎرة ‪‬ﺬا اﻟﺸﺄن ﻏﲑ ﳎﺪﻳﺔ"‪.‬‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﺳـ ـ ــﺘﻌﺮاض اﳊ ـ ـ ــﺎﻟﺘﲔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﱳ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرﺗﲔ أﻋ ـ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أن اﻟﺘﻮﺟ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﺳ ـ ــﻠﻜﻪ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ إﻋﻔ ـ ــﺎء اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﰲ ﺣ ـ ــﺎﻟﱵ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ وﺧ ـ ــﺮق‬
‫ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ أﻗﺼ ـ ــﻰ ﻣﻈ ـ ــﺎﻫﺮ اﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ أﻏﻔﻠﻬ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع وﺗ ـ ــﺪارﻛﻬﺎ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‬
‫ﺗﺮﺳ ـ ــﻴﺨﺎ ﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻟﻌﺪاﻟ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻹﺟﺮاﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻤ ـ ــﻦ ﻏ ـ ــﲑ اﳌﺴﺘﺴ ـ ــﺎغ ﻣﻨﻄﻘﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗﻜﻠﻴ ـ ــﻒ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻘﺎﺿـ ــﻲ وﺷـ ــﺮوﻃﻪ ﰲ اﻟﻮﻗـ ــﺖ اﻟـ ــﺬي ﲣ ـ ــﺮق ﻓﻴـ ــﻪ اﻹدارة اﻟﺘﺰاﻣﺎ‪‬ـ ــﺎ اﳌﻔﺮوﺿـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر‬
‫ﻣﺴﻄﺮة ﻓﺮض اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﻨﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻠﺰم ﺻﻔﺘﻪ ﻛﻤﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻗـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــﺎول ﺗـ ـ ــﻮﻓﲑ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ اﻹداري‪،‬‬
‫وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺈﻋﻔﺎﺋ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ آﻧﻔ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﻷﳘﻴﺘ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺴ ـ ـ ــﻢ اﳋ ـ ـ ــﻼف اﳌﺜ ـ ـ ــﺎر ﺑ ـ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم واﻹدارة‪ ،‬ﺣﻈ ـ ـ ــﻲ أﻳﻀ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻫﺘﻤ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء‪،‬‬

‫‪ -427‬رﺷﻴﺪ اﳊﺴﲔ‪ :‬اﻟﻌﻴﻮب اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ ﻗﺮارات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ وأﺣﻜﺎم اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫ص ‪.144‬‬
‫‪ -428‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،49‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/1/20‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،09/9/63‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﺣ ـ ــﺎول اﻟﺘﺨﻔﻴ ـ ــﻒ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﻣﺮاﻋ ـ ــﺎة ﳊﻘ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ‬
‫ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺄﺟﻞ رﻓﻌﻬﺎ‪.429‬‬
‫‪bèãaëc@ÝjÓ@o߆Ó@ìÛë@óny@ôìdžÛa@ÞìjÓ@ZòrÛbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﱂ ﻳ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ وﺟ ـ ــﻮد اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﺈﺣ ـ ــﺪاث اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى‬
‫ﻣﻌﺮوﻓ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻤﻮﻣ ـ ــﺎ وﰲ اﺟﺘﻬ ـ ــﺎدات اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ‬
‫ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ‪ .‬إﻻ أن إﺣ ـ ـ ــﺪاث اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ أﻋﻄ ـ ـ ــﻰ ﻟﻠ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ أﺑﻌﺎدﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺔ‬
‫وأﺳ ـ ـﻬﻢ إﱃ ﺣـ ــﺪ ﻣـ ــﺎ ﰲ إﻋـ ــﺎدة اﻟﺘ ـ ـﻮازن إﱃ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ اﻟﻐـ ــﲑ اﳌﺘﻜﺎﻓﺌـ ــﺔ ﺑـ ــﲔ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ واﳌﻠـ ــﺰم‪ .‬ﻓـ ــﺪور‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ ا‪ ‬ـ ــﺎل اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﻮﺟ ـ ــﻪ ﺧ ـ ــﺎص واﻹداري ﻋﻤﻮﻣ ـ ــﺎ ﻳﺒﻘ ـ ــﻰ ﳏ ـ ــﺪودا‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﻜﻮﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻬ ـ ــﺘﻢ إﻻ‬
‫ﲟﻌﺎﳉ ـ ـ ـﺔ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﳋﺎﺻـ ـ ــﺔ دون اﻟﺘﺼـ ـ ــﺪي ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺪ ﳛـ ـ ــﺪث ﰲ ﻛـ ـ ــﻞ ﻧ ـ ـ ـﺰاع ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ــﺪة‪،‬‬
‫وﻳﺒﻘ ـ ــﻰ ﻟﻼﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ واﺳ ـ ــﻌﺔ ﰲ ﺗﺄوﻳ ـ ــﻞ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ وﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮ‪‬ﺎ‬
‫وﺳ ـ ــﺪ ﺛﻐﺮا‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﱪ ﻋﻨ ـ ــﻪ اﻟﻔﻘﻴ ـ ــﻪ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ "ﺟ ـ ــﻮرج ﻓﻮدﻳ ـ ــﻞ"‪ ،‬ﲞﺼ ـ ــﻮص اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري‬
‫ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻓﺈن ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ﺗﻌﻮد إﱃ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺪ ﰎ وﺿﻌﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.430‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﳉ ـ ـ ــﻮء اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم إﱃ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﺟ ـ ـﻮاب اﻹدارة ﻋ ــﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒ ــﺔ اﳌﻠ ــﺰم‪ ،‬وﻗﺒ ــﻞ اﻧﺘﻬ ــﺎء أﺟ ــﻞ ﺳ ــﺘﺔ أﺷ ــﻬﺮ اﶈ ــﺪدة ﳍ ــﺎ ﻟﻠﺠ ـ ـﻮاب ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣﻘﺒ ــﻮﻻ‬
‫ﻃﺎﳌﺎ أن اﻹدارة ﳝﻜﻨﻬﺎ أن ﲢﺪد ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻈﻠﻢ اﳌﻠﺰم أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪.431‬‬
‫وﻗـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪت اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴـ ــﺎ( ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة‬
‫ﰲ ﻗـ ـ ـ ـﺮار ﳍ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ‪ " :432‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮرة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﱂ ﺗﻨ ـ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ إدارة‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬أ‪ ‬ــﺎ ﺗﺸ ــﻜﻞ ﺗﻈﻠﻤ ــﺎ ﺑ ــﺎﳌﻔﻬﻮم اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺪﺧﻞ‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﺗﺸ ــﲑ‬
‫إﱃ أن ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﲢﺮﻳﺮﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ‪ 1999/3/22‬وأن ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﰎ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﰲ‬
‫‪ 1999/03/24‬وﻗـ ـ ــﺪم دﻋ ـ ـ ـﻮاﻩ اﳌﻔﺮوﺿـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ذﻟـ ـ ــﻚ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/4/20‬وﻻ ﺗـ ـ ــﺄﺛﲑ ﻟﻌـ ـ ــﺪم اﻧﺘﻈـ ـ ــﺎرﻩ‬

‫‪ -429‬ﻻﻟﺔ ﺑﻮزﻧﻜﺎط‪ :‬اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪ -430‬ﺳﻠﻮى اﻟﻔﺎﺳﻲ اﻟﻔﻬﺮي‪ :‬ﻣﺴﺘﺠﺪات اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ -‬وﻻﻳﺔ اﳌﻈﺎﱂ‪ ،-‬ﳎﻠﺔ اﶈﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،103‬ﻳﻮﻟﻴﻮز – ﻏﺸﺖ ‪،2006‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪ -431‬ﻻﻟﺔ ﺑﻮزﻧﻜﺎط‪ :‬اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -432‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،21‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/10/05‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪،1999/1/4/1263‬‬
‫أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪172‬‬
‫ﻣ ـ ــﺮور اﻷﺟ ـ ــﻞ اﶈ ـ ــﺪد ﳉـ ـ ـﻮاب إدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻃﺎﳌ ـ ــﺎ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﲤﺴ ـ ــﻜﺖ ﰲ ﺟﻮا‪ ‬ـ ــﺎ أﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﺸـ ــﺮوﻋﻴﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻨـ ــﺎزع ﻓﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﺣـ ــﺪدت ذﻟـ ــﻚ ﰲ اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﻜـ ــﻮن اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻗـ ــﺪ ﺳـ ــﻠﻚ‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﻈﻠﻢ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن زﻳﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﺮ دﻋﻮاﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺸﺮوط اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻘﺒﻮﳍﺎ"‪.‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪت ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟ ـ ـ ـﺮاﻛﺶ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة إذ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﳍ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺟ ـ ــﺎء‬
‫ﻓﻴـ ــﻪ‪ " :433‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﻌﻴـ ــﺐ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟﺪرﺟـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻛﻮ‪‬ـ ــﺎ ﻗﺒﻠـ ــﺖ اﻟـ ــﺪﻋﻮى رﻏـ ــﻢ ﺗﻘـ ــﺪﳝﻬﺎ‬
‫ﻗﺒﻞ اﻧﺼﺮام اﻷﺟﻞ اﳌﻤﻨﻮح ﻟﻺدارة‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﻟ ـ ــﺌﻦ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﻦ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ ﲤﻜ ـ ــﲔ‬
‫اﻹدارة ﻣ ــﻦ ﻣﺮاﺟﻌ ــﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬ ــﺎ وﻋﻨ ــﺪ اﻻﻗﺘﻀ ــﺎء إﳚ ــﺎد ﺣ ــﻞ ودي ﻟﻠﻨ ـ ـﺰاع ﻗﺒ ــﻞ ﻋﺮﺿ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﻀ ــﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﳌـ ـ ــﺬﻛﺮات اﳌـ ـ ــﺪﱃ ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ـ ــﲑة ﻧﺎﻗﺸـ ـ ــﺖ‬
‫ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى وﺑﺴ ـ ــﻄﺖ أوﺟ ـ ــﻪ دﻓﺎﻋﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻠﺘﻤﺴ ـ ــﺔ رد اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬ ـ ــﺎ ﺗﻌﺒـ ـ ـﲑا‬
‫ﺻ ــﺮﳛﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺪم ﻗﺒ ــﻮل ﺗﺴ ــﻮﻳﺔ اﻟﻨ ـ ـﺰاع وﻓﻘ ــﺎ ﻟﻠﻄ ــﺮق اﳌﻮﻣ ــﺄ إﻟﻴﻬ ــﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﲤﺴ ــﻜﺖ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺧـ ـ ــﺮق ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻛﺘـ ـ ــﺎب اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﺪﱘ اﳉـ ـ ــﺪوى ﻻ ﺳـ ـ ــﻴﻤﺎ وأن ذﻟـ ـ ــﻚ ﱂ‬
‫ﻳﻀﺮ ﲟﺼﺎﳊﻬﺎ"‪.‬‬
‫وﰲ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎق ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺄﻛ ـ ــﺎدﻳﺮ ﻟﺘﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﺟـ ــﺎء ﺣﻜﻤﻬـ ــﺎ ﻣﻌﻠـ ــﻼ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺸـ ــﺎﻛﻠﺔ اﻵﺗﻴـ ــﺔ‪ " :434‬ﺣﻴـ ــﺚ إن اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ وإن ﻛـ ــﺎن ﱂ ﻳﻨﺘﻈـ ــﺮ ﻣـ ــﺮور أﺟـ ــﻞ‬
‫‪ 3‬أﺷ ـ ــﻬﺮ اﳌﺨﻮﻟ ـ ــﺔ ﻟﻶﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﺮف ﻗﺼ ـ ــﺪ اﳉـ ـ ـﻮاب‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣ ـ ــﺮور اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ‬
‫أﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ وﺑﻘ ـ ــﺎء اﳌ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﺑ ـ ــﺪون ﺟ ـ ـﻮاب ﻳﺼ ـ ــﺤﺢ اﻟﻮﺿ ـ ــﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ‪ ،‬وأن اﳉﻬ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺘﻈﻠﻢ ﻟ ـ ــﺪﻳﻬﺎ ﱂ‬
‫ﺗﺘﻀ ـ ــﺮر ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاء اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر اﻟﺸ ـ ــﻲء اﻟ ـ ــﺬي ﳚﻌ ـ ــﻞ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺪم داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻓ ـ ــﻖ‬
‫ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ اﶈﺘﺞ ﺑﻪ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ اﻟﺪﻓﻊ اﳌﺜﺎر ﻏﲑ ﻣﺆﺳﺲ وﻳﺘﻌﲔ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻩ"‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ أﻏﻠ ـ ــﺐ ﳏ ـ ــﺎﻛﻢ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ﻗ ـ ــﺪ دأﺑ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻧﺼـ ـ ـﺮام‬
‫أﺟ ـ ــﻞ اﳉـ ـ ـﻮاب ﻓ ـ ــﺈن اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط اﻧﻔ ـ ــﺮدت ﺑﺘﻮﺟ ـ ــﻪ ﺧ ـ ــﺎص؛ إذ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﳍ ـ ــﺎ إﱃ‬

‫‪ -433‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،322‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2008/07/09‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،207/9/61‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ - 434‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،11‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،95/10/26‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 94/49‬غ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫أن‪ (...) " :435‬ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻧﺘﻬ ـ ـ ــﺎء أﺟ ـ ـ ــﻞ ﺟ ـ ـ ـﻮاب اﻹدارة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري‪،‬‬
‫اﳌﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷوا‪‬ﺎ وﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻌﺪم اﻟﻘﺒﻮل"‪.‬‬

‫‪@ónß@…†a@ïãìãbÔÛa@Ýuþa@x‰b@o߆Ó@ìÛë@óny@@òîöbj@¦a@ôìdžÛa@ÞìjÓ@ZòÈiaŠÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫…‪ÊaŒäÛa@¿@ojÛa@Ýuc@Þý@‰aìy@¿@âŒÜ½a@Éß@ñ‰a…⁄a@oÜ‬‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 235‬ﳒ ـ ـ ــﺪ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﺣ ـ ـ ــﺪد ﻟ ـ ـ ــﻺدارة أﺟ ـ ـ ــﻞ ‪ 6‬أﺷ ـ ـ ــﻬﺮ ﻟﻠﺠـ ـ ـ ـﻮاب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺗﻈﻠـ ــﻢ اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬إﻻ أن اﻹدارة ﻗـ ــﺪ ﻻ ﲡﻴـ ــﺐ اﳌﻠـ ــﺰم داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﶈـ ــﺪد ﳍـ ــﺎ‪ ،‬وﻋﻨـ ــﺪ رﻓـ ــﻊ اﻟﻨ ـ ـﺰاع‬
‫أﻣ ــﺎم اﻟﻘﻀ ــﺎء ﺗ ــﺪﻓﻊ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺘ ــﻪ ﺑﻌ ــﺪم اﻟﻘﺒ ــﻮل ﻟﻌﻠ ــﺔ ﻋ ــﺪم اﺣـ ـﱰام أﺟ ــﻞ اﻟﻄﻌ ــﻦ اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻲ وﻫ ــﻮ اﻟﺸ ــﻬﺮ‬
‫اﳌ ـ ـﻮاﱄ ﻷﺟـ ــﻞ ‪ 6‬أﺷـ ــﻬﺮ اﶈـ ــﺪد ﳉﻮا‪‬ـ ــﺎ‪ .‬إﻻ أن ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻷﻋﻠـ ــﻰ أﻛـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﺒـ ــﻮل اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ وﻟـ ــﻮ رﻓﻌـ ــﺖ‬
‫ﺧـ ــﺎرج اﻷﺟـ ــﻞ ﻣـ ــﱴ دﺧﻠـ ــﺖ اﻹدارة ﻣـ ــﻊ اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ ﺣ ـ ـﻮار ﺧـ ــﻼل أﺟـ ــﻞ اﻟﺒـ ــﺖ ﰲ ﺷـ ــﻜﺎﻳﺘﻪ ﻣﻌﻠـ ــﻼ ﻣﻮﻗﻔـ ــﻪ‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﺄن ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺔ إدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻟﻠﻤﺸ ـ ـ ـ ــﺘﻜﻲ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻹدﻻء ﺑﺎﻟﻮﺛ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺜﺒﺘـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻜﺎﻳﺘﻪ ﻳﻔـ ـ ـ ــﺘﺢ ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ أﺟ ـ ـ ـ ــﻼ‬
‫ﺟﺪﻳﺪا‪.436‬‬
‫‪ôìdžÛa@åÇ@Þ‹bänÛa@õbäqc@âŒÜ½a@òíb»@ZòŽßb¨a@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘـ ـ ـ ــﺪ ﺗﺼـ ـ ـ ــﺪى اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﳌﺴـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ اﻟﺘﻨـ ـ ـ ــﺎزل ﻋـ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻋﻮى وأﺣﺎﻃﻬـ ـ ـ ــﺎ ﲟﺠﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ــﺚ اﺷـ ـ ــﱰط اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺻ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨـ ـ ــﺎزل ﻋـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﻠـ ـ ــﺰم أو ﻋـ ـ ــﺪم‬
‫ﻣﻌﺎرﺿ ـ ــﺘﻪ‪ ،‬ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓﻠ ـ ــﻢ ﻳﻌ ـ ــﺮ اﻻﻫﺘﻤ ـ ــﺎم ﻟ ـ ــﺪﻓﻊ اﻹدارة ﺑ ـ ــﺄن اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى أﺿ ـ ــﺤﺖ ﻏ ـ ــﲑ ذات ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫أن أﻗ ــﺮت ﺑﺄﺣﻘﻴـ ــﺔ اﳌﻠـ ــﺰم اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﻳﺪﻋﻴـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ اﺷـ ــﱰط اﻟﻘﻀ ــﺎء اﻹداري أﻳﻀـ ــﺎ أن ﻳﻜـ ــﻮن اﻟﺘﻨـ ــﺎزل‬
‫ﺑﻌﻘـ ـ ــﺪ ﻣﻜﺘـ ـ ــﻮب أو ﺑﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻳﻀـ ـ ــﻤﻦ ﺑﺎﶈﻀـ ـ ــﺮ‪ 437‬ﲤﺎﺷـ ـ ــﻴﺎ ﻣـ ـ ــﻊ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ ‪ 119‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -435‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،22‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،95/1/26‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 94/15‬غ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪ ،‬أوردﺗﻪ ﻻﻟﺔ‬
‫ﺑﻮزﻧﻜﺎط‪ :‬اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -436‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -437‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1996/03/06‬اﳌﻠﻒ رﻗﻢ ‪95/58‬غ‪ ،‬أوردﻩ ﻋﺒﺪ اﳊﻖ ﻋﻤﻴﻤﻲ‪:‬‬
‫أﺣﻜﺎم اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﻣﺎدة اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪174‬‬
‫‪@‰aŠÔi@ÍîÜjnÛa@ƒí‰bm@åß@Šè‘@Ýuc@݁a…@â†Ó@ónß@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@ÞìjÓ@Zò…bŽÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@ô†Û@o߆Ó@†Ó@òíbØ’Ûa@émbç@æc@ojq@ìÛë@óny@òíbØ’Ûa@œω‬‬
‫‪@@b蹆ÔnÛ@ïãìãbÔÛa@Ýuþa@x‰b@köaŠšÛa@ñ‰a…g‬‬
‫اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤ ـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ وﳏ ـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ‪ -‬ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﺎﺑﻘﺎ‪ -‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗﺒـ ـ ــﻮل اﻟﻄﻌـ ـ ــﻮن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻣـ ـ ــﱴ ﻗـ ـ ــﺪﻣﺖ‬
‫داﺧ ــﻞ أﺟ ــﻞ ﺷـ ــﻬﺮ ﻣ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﳌﻠ ــﺰم ﺑﻘ ـ ـﺮار رﻓ ــﺾ اﻟﺸـ ــﻜﺎﻳﺔ‪ ،‬وﺣ ــﱴ ﻟ ــﻮ ﺗﺒـ ــﲔ أن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺸـ ــﻜﺎﻳﺔ‬
‫ﻗ ـ ــﺪ ﰎ ﺗﻘ ـ ــﺪﳝﻬﺎ أﻣ ـ ــﺎم اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺧ ـ ــﺎرج اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﳝﻬﺎ ﻣ ـ ــﺎ داﻣـ ـ ـﺖ اﻹدارة أﺟﺎﺑ ـ ــﺖ‬
‫ﻋـ ـ ــﻦ ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﺸـ ـ ــﻜﺎﻳﺔ‪ ،‬وﱂ ﺗﻨﺘﺒـ ـ ــﻪ ﻟﻔ ـ ـ ـﻮات أﺟـ ـ ــﻞ ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻟﺸـ ـ ــﻜﺎﻳﺔ أﻣﺎﻣﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﱂ ﺗﺘﻤﺴـ ـ ــﻚ ﺑـ ـ ــﺎﳋﺮق‬
‫اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻵﺟﺎل اﻟﺘﻈﻠﻢ ﻟﺪﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺢ آﺟﺎﻻ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻟﻠﻄﻌﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.438‬‬
‫‪@݁a…@â†Ó@ónß@ïãìãbÔÛa@Ýuþa@x‰b@â†Ó@ìÛë@óny@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@ÞìjÓ@ZòÈibŽÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@@éi@ÍîÜjnÛa@ƒí‰bm@åß@Šè‘@Ýuc‬‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــﺪد اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ أﺟـ ـ ــﻞ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ اﻟﺸـ ـ ــﻬﺮ اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻊ اﳌ ـ ـ ـﻮاﱄ ﻻﻧﻘﻀـ ـ ــﺎء‬
‫أﺟـ ـ ــﻞ اﻹدارة ﻟﻠﺠ ـ ـ ـﻮاب وﻗـ ـ ــﺪ ﺗﺘﺒﺎﻃـ ـ ــﺄ اﻹدارة ﰲ اﳉ ـ ـ ـﻮاب ﺧـ ـ ــﺎرج اﻵﺟـ ـ ــﺎل وﻳﺘﻘـ ـ ــﺪم اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﺑﻄﻌﻨـ ـ ــﻪ ﺑﻌـ ـ ــﺪ‬
‫ذﻟ ــﻚ؛ ﻓﻘ ــﺪ ذﻫ ــﺐ اﻻﺟﺘﻬ ــﺎد اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻲ إﱃ ﻗﺒ ــﻮل اﻟ ــﺪﻋﻮى ﺣ ــﱴ وﻟ ــﻮ ﻗ ــﺪﻣﺖ ﺑﻌ ــﺪ ﻓـ ـﻮات ﻫ ــﺬا اﻷﺟ ــﻞ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﲜ ـ ـﻮاب اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﻜﺎﻳﺘﻪ‪ ،‬وﻟ ـ ــﻮ ﻛ ـ ــﺎن أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺒﻌﺔ‬
‫أﺷ ـ ــﻬﺮ ﻗ ـ ــﺪ اﻧﺼ ـ ــﺮم‪ ،‬ﻓﺠ ـ ـ ـﻮاب اﻹدارة اﳌﺘ ـ ــﺄﺧﺮ ﻋ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﻜﺎﻳﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻳﻔ ـ ــﺘﺢ ﳍ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ أﺟ ـ ــﻼ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪا‬
‫ﻟﻠﻄﻌﻦ ﰲ ﻗﺮار اﻹدارة أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء‪.439‬‬
‫‪@bß@a‡g@ò–n«@Ë@òèu@µg@ÊìÏŠß@ð‰a…g@áÜÄni@ÖìjŽ½a@ïöbšÔÛa@åÈİÛa@ÞìjÓ@Z@òäßbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫×‪@@òîäȽa@òè¦a@µg@énÛbyg@ñþa@êˆç@æbØßhi@æb‬‬
‫ﻳﻜـ ــﻮن اﳌﺘﻀـ ــﺮر ﻣـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـﺮارات اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻣﻠﺰﻣـ ــﺎ ﻗﺒـ ــﻞ ﳉﻮﺋ ـ ـﻪ إﱃ اﻟﻘﻀـ ــﺎء ﺑﺴـ ــﻠﻮك ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ‬
‫اﻹداري ﺣ ــﱴ ﺗ ــﺘﻤﻜﻦ اﳉﻬ ــﺔ اﳌﻌﻨﻴ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻘﺮار ﻣ ــﻦ اﻟﱰاﺟ ــﻊ ﻋﻨ ــﻪ أو ﺗﻌﺪﻳﻠ ــﻪ ﲟ ــﺎ ﻳﺼ ــﺤﺢ اﳌﺮاﻛ ــﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻤ ــﺘﻈﻠﻢ‪ ،‬ﻏ ــﲑ أﻧ ــﻪ ﻗ ــﺪ ﳛ ــﺪث أن ﻳﺮﻓ ــﻊ اﳌﻌ ــﲏ ﺑ ــﺎﻷﻣﺮ ﺗﻈﻠﻤ ــﻪ إﱃ اﳉﻬ ــﺔ ﻏ ــﲑ اﳌﺼ ــﺪرة ﻟﻠﻘ ـ ـﺮار‪ ،‬وﻟﻜ ــﻦ‬

‫‪ -438‬ﻋﺒﺪاﳊﻖ ﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﻣﺎدة اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -439‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.103-102‬‬
‫‪175‬‬
‫ﳍـ ــﺎ ارﺗﺒـ ــﺎط ﻋﻀـ ــﻮي ﺑﺎﳉﻬـ ــﺔ اﳌﻌﻨﻴـ ــﺔ ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻘـ ــﺪ اﻋﺘـ ــﺪ اﻻﺟﺘﻬـ ــﺎد اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ ‪‬ـ ــﺬا اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ ﻣـ ــﺎ دام اﳉﻬـ ــﺔ‬
‫اﳌﺴﺘﻠﻤﺔ ﻟﻠﺘﻈﻠﻢ ﺑﺈﻣﻜﺎ‪‬ﺎ إﺣﺎﻟﺘﻪ إﱃ اﳉﻬﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ‪.440‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻤ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌﺮﺿ ـ ـ ــﻨﺎ ﳍ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﳎ ـ ـ ــﺎل اﳊﻤﺎﻳ ـ ـ ــﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﻄﻌﻦ اﻹداري واﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﳔﻠـ ـ ــﺺ إﱃ أن اﻻﺟﺘﻬـ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﺗﻘﺮﻳـ ـ ــﺮﻩ ﻗﺒـ ـ ــﻮل دﻋـ ـ ــﻮى‬
‫اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻮﻋـ ـ ــﺎء ﰲ ﳎﻤ ـ ــﻮع اﳊـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬واﻧﻄﻼﻗ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ دورﻩ ﰲ ﺗﺄوﻳ ـ ــﻞ اﻟﻘﺎﻋـ ـ ــﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‬
‫وﺳـ ــﺪ ﺛﻐﺮا‪‬ـ ــﺎ ‪ -‬اﻧﺴـ ــﺠﺎﻣﺎ ﻣـ ــﻊ ﻓﻠﺴـ ــﻔﺔ اﳌﺸـ ــﺮع ‪ -‬ﻳﻜـ ــﻮن ﻗـ ــﺪ أﺳ ـ ـﻬﻢ ﰲ ﲢﻘﻴـ ــﻖ اﻟﺘ ـ ـﻮازن ﺑـ ــﲔ ﻃـ ــﺮﰲ اﻟﻨ ـ ـﺰاع‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫‪ -440‬ﻋﺒﺪاﳊﻖ ﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﻣﺎدة اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪176‬‬
 ‫‪@@ZÞëþa@áŽÔÛa@ò·b‬‬
‫ﻻ أﺣ ـ ـ ــﺪ ﳚ ـ ـ ــﺎدل ﰲ اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻹﺟﺮاﺋ ـ ـ ــﻲ واﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮي ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺪورﻩ اﻷﺳ ـ ـ ــﺎس ﻫ ـ ـ ــﻮ‬
‫ﺗـ ـ ــﻮﻓﲑ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻜﺎﻓﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻤﻜـ ـ ــﲔ اﳌﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرﻩ اﳊﻠﻘـ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ــﻌﻴﻔﺔ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أن ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻂ اﻟﻀ ـ ــﻮء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﳚ ـ ــﺐ أن ﻻ‬
‫ﳚﻌﻠﻨ ـ ــﺎ ﳒ ـ ــﺰم اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﺄن وﻇﻴﻔ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻫ ـ ــﻲ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﲤﻜ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ ﳏﺎﻛﻤ ـ ــﺔ ﻋﺎدﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ‬
‫ﳑﺎرﺳـ ـ ــﺘﻪ ﻟﺘﻠـ ـ ــﻚ اﳊﻘـ ـ ــﻮق‪ ،‬ذﻟـ ـ ــﻚ أن وﻇﻴﻔـ ـ ــﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ ﺗﺘﻌـ ـ ــﺪى ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﺴـ ـ ــﺘﻮى ﻟﺘﺘﻤﺤـ ـ ــﻮر أﺳﺎﺳـ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﺗﻨﻈـ ـ ـ ــﻴﻢ وﻋﻘﻠﻨ ـ ـ ـ ـﺔ اﳌﻤﺎرﺳـ ـ ـ ــﺎت واﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺗﻘـ ـ ـ ــﻮم ﺑـ ـ ـ ــﻪ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻗﺼـ ـ ـ ــﺪ اﲣـ ـ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮارات‬
‫اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ‪.‬‬
‫وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ دﻓ ــﻊ ﺑﺎﳌﺸ ــﺮع ﻟﻠﺘﻨﺼ ــﻴﺺ ﻋﻠ ــﻰ ﺣ ــﺎﻻت إﻟﻐ ــﺎء ﻣﺴ ــﺎﻃﺮ اﻟﻔ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻓﻜ ــﺎن ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻀ ــﺮوري إﻳـ ــﻼء أﳘﻴ ــﺔ ﻗﺼـ ــﻮى ﻟﻠﻄ ــﺎﺑﻊ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳍ ــﺬﻩ اﳊـ ــﺎﻻت اﳌﺴ ــﻄﺮﻳﺔ‪ ،‬وإن ﻛـ ــﺎن ﻗ ــﺪ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺣ ـ ــﺎﻟﺘﲔ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﻧﻈـ ـ ـﺮا ﻷﳘﻴﺘﻬ ـ ــﺎ وﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﻤ ـ ــﺎ ﺑﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ ﻻ ﳚ ـ ــﺐ أن ﲢ ـ ــﻮل اﻷﺧﻄ ـ ــﺎء‬
‫واﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﺴ ـ ــﺘﻨﺪ إﱃ أي أﺳ ـ ــﺎس ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳑ ـ ــﺎ ﺗﺮﺗﻜﺒـ ـ ـﻪ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ‬
‫اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‪ ،‬دون ﺣ ـ ــﻖ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻀ ـ ــﻤﻨﻬﺎ ﻟ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ودون ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳉﺰاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ﺣﻖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وإﻋﻤـ ـ ــﺎﻻ ﳌﺒـ ـ ــﺪأ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓـ ـ ــﺎﻟﺒﻄﻼن ﻳﺘﻄﻠـ ـ ــﺐ وﺟـ ـ ــﻮد ﻧـ ـ ــﺺ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ " ﻻ ﺑﻄـ ـ ــﻼن إﻻ‬
‫ﺑـ ـ ــﻨﺺ"‪ .‬إﻻ أن ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﺒـ ـ ــﺪأ ﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻟـ ـ ــﻪ أﺳـ ـ ــﺎس ﰲ ﻋﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻘﻀـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﺒﻄﻼن‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة دون ﺣﺎﺟ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــﻪ ﻣﺴ ـ ـ ــﻮﻏﺎت ﰲ ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻳﺘﻤﺴ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﻻ ﳚﻮز ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬
‫@@‬

‫‪177‬‬
 @@
@@
@@

@@Z@ïãbrÛa@áŽÔÛa
@@ïöbj¦a@åí†Ûa@Ýî–¤@Š bŽß@lìîÇ@óÜÇ@ð‰a…⁄a@õbšÔÛa@òibÓ‰

178
‫إذا ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي ﺗﺘﺴـ ــﻢ ﺑﻄـ ــﺎﺑﻊ اﳉـ ــﱪ واﻹﻟ ـ ـﺰام‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ اﳌﻘﺎﺑـ ــﻞ ﻓﻘـ ــﺪ ﺣـ ــﺎول‬
‫اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ -‬ﻋﻠ ـ ـﻰ ﻏ ـ ـﺮار ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﳌﻘﺎرﻧ ـ ــﺔ‪ -‬إﻋﻄـ ــﺎء اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻟﻜﻮﻧ ـ ــﻪ اﻟﻄ ـ ــﺮف‬
‫اﻟﻀﻌﻴﻒ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻬﺎ اﳉﱪﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﲣﺘﻠ ـ ـ ــﻒ درﺟ ـ ـ ــﺎت اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أﻧﻮاﻋﻬ ـ ـ ــﺎ وأﺟﺎﳍ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ‬
‫آﺛﺎرﻫ ــﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﺣ ــﺮص اﳌﺸ ــﺮع اﳌﻐ ــﺮﰊ ﻋﻠ ــﻰ ﺟﻌ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة ﳐﺘﻠ ــﻒ ﻫ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات ﻣﻘﻴ ــﺪا ﲟﺠﻤﻮﻋ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ واﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﲢ ـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ أﻣ ـ ـ ــﺎم اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‬
‫اﳌﺨﺘﺼﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌﺎ ﳍﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﻌﻤﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻨ ـ ــﺎول ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘﺴ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻓﺼ ـ ــﻠﲔ‪ ،‬ﺳﻨﺨﺼ ـ ــﺺ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻷول‬
‫ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻧﻌ ـ ــﺎﰿ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﺜ ـ ــﺎرة‬
‫ﺧﻼل ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ‪.‬‬

‫‪179‬‬
 ‫‪@@ïöbj¦a@Ýî–znÜÛ@òîãìãbÔÛa@Š bŽ½a@ZÞëþa@Ý–ÐÛa‬‬
‫@@‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺮف اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة اﻷوﱃ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺄ‪ ‬ـ ــﺎ " ﳎﻤ ـ ــﻮع اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺎت واﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟ ـ ــﱵ ‪ ‬ـ ــﺪف إﱃ ﲪ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺪﻳﲏ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ واﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت‬
‫اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ وﻫﻴﺌﺎ‪ ‬ـ ـ ــﺎ واﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﺴ ـ ـ ــﺪﻳﺪ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﺬﻣﺘﻬﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ دﻳ ـ ـ ــﻮن ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫واﻷﻧﻈﻤﺔ اﳉﺎري ‪‬ﺎ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬أو ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ أﺣﻜﺎم وﻗﺮارات اﻟﻘﻀﺎء أو ﻋﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت"‪.‬‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳـ ـ ــﻒ‪ ،‬ﻧﻼﺣـ ـ ــﻆ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﱂ ﳝﻴـ ـ ــﺰ ﺑـ ـ ــﲔ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ــﺎت واﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟـ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ــﻮم ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻗﺒـ ـ ـ ــﻞ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺎق وﺗﻠـ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﺒﺎﺷـ ـ ـ ــﺮﻫﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـﺪ ﻣﻴﻌـ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻻﺳـ ــﺘﺤﻘﺎق‪ ،‬إﻻ أﻧﻨـ ــﺎ ‪ -‬ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻤـ ــﺎدة اﻟﺴـ ــﺎﺑﻌﺔ‪ -‬ﳒـ ــﺪ أن اﳌﺸـ ــﺮع ﻛـ ــﺎن أﻛﺜـ ــﺮ وﺿـ ــﻮﺣﺎ ﺣﻴﻨﻤـ ــﺎ ﻣﻴـ ــﺰ‬
‫ﺑ ـ ـ ــﲔ ﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟﺮﺿ ـ ـ ــﺎﺋﻲ وﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ــﻪ " ﺗﺴ ـ ـ ــﺘﻮﰱ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺪرﺟﺔ ﰲ أواﻣﺮ اﳌﺪاﺧﻴﻞ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻣـ ــﺎ رﺿـ ــﺎﺋﻴﺎ ﺧـ ــﻼل اﻟﻔـ ــﱰة اﳌﻤﺘـ ــﺪة ﺑـ ــﲔ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ أو اﻹﺻـ ــﺪار وﺗـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق؛‬
‫‪ -‬وإﻣﺎ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﶈﺪدة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن"‪.‬‬
‫وﺗﻌﺘ ــﱪ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﺑﺼ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ــﺔ ﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ــﱵ أﺗ ــﺖ ‪ ‬ــﺎ ﻣﺪوﻧ ــﺔ ﲢﺼ ــﻴﻞ‬
‫اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــﻲ ﺗﻌﻄـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺎت واﺳـ ـ ــﻌﺔ‬
‫ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺿﻤﺎن اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.441‬‬
‫وﺗﺘﻤﺜ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺮ ﻋﺎدﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وأﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺮى أﲰﻴﻨﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﻟﻠﺨﺼﻮﺻـ ــﻴﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻄﺒـ ــﻊ إﺟﺮاءا‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬وأﺧ ـ ـﲑا ﻣﺴـ ــﺎﻃﺮ اﺳـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وذﻟـ ــﻚ ﻟﻜـ ــﻮن اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﻟﻴﻬـ ــﺎ ﻻ ﻳـ ــﺘﻢ إﻻ‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء‪ ،‬ﻷن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع أﻟ ـ ـ ــﺰم اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ وﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬﻫﺎ اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ـ ــﺪ ﲟﺠﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت اﳌﺴﺒﻘﺔ واﻟﻀﺮورﻳﺔ ﺣﱴ ﺗﻜﻮن ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -441‬ﺳﻌﻴﺪ اﳌﺮﺗﻀﻰ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ اﳌﻌﻤﻘﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﳋﺎص‪ ،‬وﺣﺪة اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ‪ -‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﻘﺎوﻻت‪ ،-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻛﺪال‪،-‬‬
‫اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2004 - 2003‬ص ‪.23‬‬
‫‪180‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﻌﺎدﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي)اﳌﺒﺤ ـ ـ ــﺚ اﻷول(‪،‬‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﻧﻌ ـ ـ ــﺎﰿ‪ -‬ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ -‬ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳋﺎﺻ ـ ـ ــﺔ واﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﻪ) اﳌﺒﺤ ـ ـ ــﺚ‬
‫اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@ð¦a@Ýî–znÜÛ@òí…bÈÛa@Š bŽ½a@ZÞëþa@szj½a‬‬
‫@@‬
‫ﺑﻌـ ـ ــﺪ أن ﲤـ ـ ــﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﲟﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺄﺳـ ـ ــﻴﺲ واﻟﺘﺼـ ـ ــﻔﻴﺔ واﺣﺘﺴـ ـ ــﺎب ﻣﺒﻠﻐﻬـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ اﻵﻣ ـ ـ ــﺮة ﺑﺎﻟﺼ ـ ـ ــﺮف‪ ،‬ﺗﺼ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف‬
‫اﶈﺎﺳ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﺬا اﻷﺧ ــﲑ ﻳﻘـ ــﻮم ﺑﻮﻇﻴﻔـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﺑﻨـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ أواﻣ ــﺮ ﺑﺎﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص ﺗﺼـ ــﺪرﻫﺎ‬
‫اﳉﻬـ ـ ـ ــﺔ اﻵﻣـ ـ ـ ــﺮة ﺑﺎﻟﺼـ ـ ـ ــﺮف‪ ،‬وﺗﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷواﻣـ ـ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـ ــﻨﺪات ﺗﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻳﺘﻌـ ـ ـ ــﲔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ داﺧﻞ اﻵﺟﺎل اﳌﻘﺮرة ﳍﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌـ ـ ـ ــﺪ اﻧﺘﻬـ ـ ـ ــﺎء اﻵﺟـ ـ ـ ــﺎل اﶈـ ـ ـ ــﺪدة ﻟـ ـ ـ ــﻸداء اﻟﺮﺿـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻳﻠﺠـ ـ ـ ــﺄ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ إﱃ ﻣﺒﺎﺷـ ـ ـ ــﺮة‬
‫إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي ﺿ ـ ـ ــﺪ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ اﳌﺘﻘﺎﻋﺴ ـ ـ ــﲔ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻷداء داﺧ ـ ـ ــﻞ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺎق‪،‬‬
‫وﻳﻌﻜ ـ ـ ــﺲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻮك اﻟﺘﻌﺒ ـ ـ ــﲑ اﻷﲰ ـ ـ ــﻰ ﻟﻠﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﻟﻮاﺳ ـ ـ ــﻌﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺘ ـ ـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﻹدارة ﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎن‬
‫ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ وﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ .‬وﺗﻌ ـ ــﻮد أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت إﱃ اﳋﻄ ـ ــﻮرة اﳌﻠﻘ ـ ــﺎة ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻋﺎﺗﻖ اﻹدارة اﻟﱵ أﻧﻴﻂ ‪‬ﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﳌﻮارد اﻟﻼزﻣﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ــﻨﺢ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ ﻗﻴ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪة‬
‫إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات ﺳ ـ ـ ــﻌﻰ ﻣ ـ ـ ــﻦ وراﺋﻬ ـ ـ ــﺎ ﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎن ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق وﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ‪ .‬وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ــﻨﺘﻄﺮق ﻟﻠﺸ ـ ـ ــﺮوط‬
‫واﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي) اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ اﻷول(‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻧﻌ ـ ــﺎﰿ ﺑﻌ ـ ــﺪﻫﺎ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ درﺟ ـ ــﺎت‬
‫وإﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ) اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@ð¦a@Ýî–znÛa@óÜÇ@òÔibŽÛa@Â늒Ûa@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫‪‬ـ ــﺪف ﺿـ ــﻤﺎن ﺣﻘـ ــﻮق اﳌـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﺗﻔـ ــﺎدي ﻣﺒﺎﻏﺘﺘـ ــﻪ ﺑـ ــﺄي إﺟ ـ ـﺮاء ﺟـ ــﱪي ﻛـ ــﺎﳊﺠﺰ أو‬
‫اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‪ ،‬أوﺟـ ـ ــﺐ اﳌﺸـ ـ ــﺮع أن ﻳـ ـ ــﺘﻢ ﲤﻜـ ـ ــﲔ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣـ ـ ــﻦ ﻛـ ـ ــﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣـ ـ ــﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧـ ـ ــﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠ ـ ـ ـﺔ ﲝﻤﺎﻳﺘـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وذﻟ ـ ــﻚ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﲤﻜﻴﻨ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳ ـ ــﺔ أو اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﺿ ـ ــﻢ دﻳ ـ ــﻮن‬
‫اﳌﻠ ــﺰم أي ﲡﻤﻴ ــﻊ ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﺎﻟﻘ ــﺔ ﺑﺬﻣ ــﺔ ﻧﻔ ــﺲ اﳌﻠ ــﺰم‪ ،‬وﻣﻨﻬ ــﺎ إرﺳ ــﺎل آﺧ ــﺮ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ‪،‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ ‬ـ ـ ـ ـﺪف إﱃ إﻃﻼﻋـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ودﻓﻌـ ـ ـ ــﻪ إﱃ ﺗﺴـ ـ ـ ــﺪﻳﺪ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑـ ـ ـ ــﺪون‬
‫ﻣﺼﺎرﻳﻒ‪.‬‬
‫ﻓﺒ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻔﻌﻴﻠ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﺬﻳﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاءﻳﻦ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻣﻠ ـ ــﺰم ﻋﻨ ـ ــﺪ ﻋﺰﻣ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ اﳊﺠ ـ ــﺰ أو‬
‫اﻟﺒﻴـ ــﻊ ﺑﺎﳊﺼـ ــﻮل ﻋﻠـ ــﻰ ﺗـ ــﺮﺧﻴﺺ رﺋـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟـ ــﺬي ﳜﻀـ ــﻊ ﻟـ ــﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻴـ ــﻪ ﺳـ ــﻨﺘﻨﺎول ﻫـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﺸﺎﻛﻠﺔ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺿﻢ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻮاﺟﺐ أداؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﺰم؛‬
‫‪ -2‬إرﺳﺎل آﺧﺮ إﺷﻌﺎر ﺑﺪون ﺻﺎﺋﺮ؛‬
‫‪ -3‬اﺳﺘﺼﺪار اﻟﻘﺎﺑﺾ ﻟﱰﺧﻴﺺ ﻣﺴﺒﻖ‪.‬‬
‫‪@@âŒÜ½a@óÜÇ@bçúa…c@kuaìÛa@æìí†Ûa@á™@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ أﻗ ـ ـ ــﺮت ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﺑﺸـ ـ ــﺄن ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺸـ ـ ــﻤﻮﻟﻴﺔ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ اﻋﺘـ ـ ــﱪت اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي‬
‫ﻳﺸ ـ ـ ــﻤﻞ ﳎﻤ ـ ـ ــﻮع اﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ أي أن إﺟﺮاءاﺗ ـ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ــﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺒﻠ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﲨـ ــﺎﱄ اﳌﻜـ ــﻮن ﳉﻤﻴـ ــﻊ ﻣﺒـ ــﺎﻟﻎ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﳌﺴـ ــﺘﺤﻘﺔ اﻷداء ﻋﻠـ ــﻰ اﳌـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﺴـ ــﺘﻮﺟﺐ اﺳـ ــﺘﺒﻌﺎد ﲡﺰﺋـ ــﺔ‬
‫ﻣﺒـ ــﺎﻟﻎ اﻟـ ــﺪﻳﻮن ﻋﻨـ ــﺪ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮ‪‬ﺎ‪ ،442‬وﻳـ ــﺪﺧﻞ ﻫـ ــﺬا اﳊـ ــﻖ اﳌﻜﻔـ ــﻮل ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﺿـ ــﻤﻦ اﳊﻘـ ــﻮق اﻟـ ــﱵ ﻟـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫أﺟﻬ ـ ــﺰة اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﺔ ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﺎﺋ ـ ــﺪة ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة‪ ،‬واﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ وﺟ ـ ــﻮب إﺧﻄ ـ ــﺎرﻩ‬
‫ﺑﻜﺎﻓﺔ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.443‬‬
‫وﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﻀ ـ ـ ــﻢ ﳚ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ــﻨﺪﻩ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﻧ ـ ـ ــﺺ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 44438‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﺮر ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬وﻳﺸ ـ ــﻤﻞ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﳎﻤ ـ ــﻮع اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺴ ـ ــﺘﺤﻘﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ"‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ــﲏ أن اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣﻠ ـ ــﺰم وﻗﺒ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﳉ ــﱪي‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘﻴ ــﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﺿ ــﻢ ﻛ ــﻞ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻮاﺟﺒ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﻠ ــﺰم وإن اﺧﺘﻠﻔ ــﺖ ﻣﺼ ــﺎدرﻫﺎ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﺑﻐﻴ ــﺔ‬

‫‪ -442‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻤﺪاﱐ‪ :‬دراﺳﺔ أوﻟﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‬
‫"اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ"‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﺪورات اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻗﺒﺎض وأﻃﺮ اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﺧﻼل ﺳﻨﱵ‬
‫‪ 2000‬و‪ ،2001‬دون ﺗﺮﻗﻴﻢ وﻻ إﺷﺎرة إﱃ ﺳﻨﺔ اﻹﺻﺪار‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -443‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬اﳌﻄﺒﻌﺔ واﻟﻮراﻗﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﻣﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،2006‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -444‬ﻳﻘﺎﺑﻞ اﳌﺎدة اﻟﻔﺼﻞ ‪ 25‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ ،1935‬اﻟﺬي ﻛﺎن أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎ ودﻗﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﺗﺸﻤﻞ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ‬
‫ﲨﻴﻊ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺐ دﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ‪."...‬‬
‫‪182‬‬
‫ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي ﻣـ ـ ــﺮة واﺣـ ـ ــﺪة ﻻﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص ﻛـ ـ ــﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺴـ ــﺘﺤﻘﺔ اﻷداء ﳊﻈـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ‪ ،‬وﺑﺎﳌﻘﺎﺑـ ــﻞ ﻓـ ــﺈن اﻷداء اﳉﺰﺋـ ــﻲ أو اﻟﻜﻠـ ــﻲ ﻳـ ــﺘﻢ اﻻﻋﺘـ ــﺪاد ﺑـ ــﻪ ﲡـ ــﺎﻩ ﻛﺎﻓـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻓﺘﺴـ ــﺘﻔﻴﺪ اﳉ ــﺪاول اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣ ــﻦ ﻗﻄـ ــﻊ اﻟﺘﻘـ ــﺎدم ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﳌـ ــﺎ ﺗﺸ ــﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻣﺒـ ــﺎﻟﻎ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫أﺛﺮ اﻟﻮﻓﺎء اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ‪ .‬وﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﳉﺪول اﻟﺬي ﰎ ﺑﻪ إدراج اﻷداء‪.445‬‬
‫وﺗـ ـ ــﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﺿـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل وﺿـ ـ ــﻊ ﻟ ـ ـ ـﻮاﺋﺢ ﺑﺄﲰـ ـ ــﺎء اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ اﳌﻤـ ـ ــﺎﻃﻠﲔ ﰲ اﻷداء‬
‫ﺟ ـ ــﺮت اﻟﻌ ـ ــﺎدة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺴ ـ ــﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑ ـ ـ ـ "ﻗﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺎت" ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﺟ ـ ــﺮدا ﻣﻔﺼ ـ ــﻼ ﻟﻜ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ‪.446‬‬
‫وﰲ إﻃـ ـ ـ ــﺎر ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ ﻫﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬اﳌﻌﻤ ـ ـ ـ ــﻮل ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﳎ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻓﻜ ـ ـ ـ ــﻞ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳉﱪﻳ ـ ــﺔ ﻳﻨﺼ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﻨﺔ اﳉﺎرﻳ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﻨﻮات اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ‪.447‬‬
‫‪@@448Šöb•@æë†i@‰bÈ‘g@Šc@Þb‰g@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ أول ﺧﻄ ـ ـ ــﻮة ﻗﺮرﻫ ـ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﳉ ـ ـ ــﻮء اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ إﱃ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺘﻤﻮﻗ ـ ــﻊ ﰲ ﻣ ـ ــﺆﺧﺮة ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻷداء اﻟﺮﺿ ـ ــﺎﺋﻲ‪،449‬‬
‫ﻓﻬ ـ ــﻮ ﻣﻈﻬ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻈ ـ ــﺎﻫﺮ ﺗ ـ ــﺄﺛﲑ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻷﺟﻨ ـ ــﱯ ﰲ اﻟﻮاﻗ ـ ــﻊ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬وﻣﺼ ـ ــﻄﻠﺢ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺼ ـ ــﻄﻠﺤﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘﺘﺒﺴ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺎم اﳉﺒ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻓﻮﺟ ـ ـ ــﻮدﻩ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻴﺲ إﻻ ﺗﻜﺮﻳﺴ ـ ــﺎ ﻟﻨﻈ ـ ــﺎم ﺗﺒﻨ ـ ــﺎﻩ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻨﺼ ـ ــﻒ اﻷول ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺮن اﻟﻌﺸـ ـ ـﺮﻳﻦ‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﲑ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﳊﻤﺎﻳﺔ‪ ،‬وﻗﺮر اﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻧﺼﺎ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪.‬‬

‫‪ -445‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ -446‬زﻛﺮﻳﺎء اﻟﺪﻏﻤﻲ‪ :‬اﻹﻃﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻮﱃ إﲰﺎﻋﻴﻞ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﻣﻜﻨﺎس ‪ ، -‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2009-2008‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -447‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ -448‬أﻧﻈﺮ اﻟﻨﻤﻮذج ﰲ اﳌﻠﺤﻖ رﻗﻢ ‪.3‬‬
‫‪449‬‬
‫‪- Francis LEFEBVRE: Le contentieux fiscal, édition lefevre, novembre 2002, p 516.‬‬
‫‪183‬‬
‫وﺑﻌﻮدﺗﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻸﺻـ ـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﻫـ ـ ـ ــﻮ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﳒـ ـ ـ ــﺪﻩ ﻗـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻨـ ـ ـ ــﺎول اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر اﳌ ـ ـ ـ ـﺬﻛﻮر‬
‫ﲟﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﺷـ ـ ــﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻣﺎدﺗـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ ،4501839-12-21‬ﻓﺎﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 21‬ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ " أن اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ‪ ،‬ﻻ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺸـ ـ ــﺮع ﰲ اﳌﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺎت ﺑﺼـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬إﻻ ﺑﻌـ ـ ــﺪ أن ﳜـ ـ ــﱪ‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم اﳌﺘ ـ ــﺄﺧﺮ ﻋ ـ ــﻦ اﻷداء ﺑﺈﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ"‪ ،‬ﻣﻀ ـ ــﻴﻔﺔ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻧ ـ ــﺬار "ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﺴ ـ ــﻠﻢ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاء‪ ،‬اﻷول ﻣـ ــﻦ اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻨﻬـ ــﺎ ﺻ ـ ـﻮاﺋﺮ ﺑﺜﻤﺎﻧﻴـ ــﺔ أﻳ ـ ــﺎم"‪ ،‬واﳌـ ــﺎدة ‪ 21‬ﻣﻜـ ــﺮر ﻣـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن‪ " :‬ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ أو ا‪ ‬ـ ــﺎﱐ ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻘﻴ ـ ــﺪ‬
‫ﺑﺎﳉﺪول"‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺼ ـ ــﻄﻠﺢ ﻇ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ــﺘﻌﻤﻼ وﳑﺎرﺳ ـ ــﺎ ﺑﻔﺮﻧﺴ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠ ـ ــﺔ‪ ،451‬إﱃ ﺣ ـ ــﲔ‬
‫ﺻـ ــﺪور ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺴـ ــﻨﺔ ‪ ،1973‬اﻟـ ــﺬي ﻧـ ــﺺ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 14‬ﻣﻨـ ــﻪ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــﺘﺒﺪال ﻣﺼـ ــﻄﻠﺢ "إﻧـ ــﺬار‬
‫ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ"‪ ،‬ﲟﺼـ ـ ــﻄﻠﺢ "رﺳـ ـ ــﺎﻟﺔ ﺗـ ـ ــﺬﻛﲑ"‪ ،452‬واﻟـ ـ ــﺬي ﺑﺎﻻﺳـ ـ ــﺘﻨﺎد إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﻋﻤـ ـ ــﺪت ﻣﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻴﺔ إﱃ ﻧﺸ ـ ـ ــﺮ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻞ وﺗﻌﻤﻴﻤ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وإﺷ ـ ـ ــﻌﺎر اﳌﻬﺘﻤ ـ ـ ــﲔ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ‪ ،453‬ﺻ ـ ــﺪرت ﻋ ـ ــﻦ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﻋﻤ ـ ــﻼ ﺑﺴﻴﺎﺳ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ــﺬﻳﺐ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺎت اﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ‬
‫ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﱵ ﻛﺎن وزﻳﺮ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺪ ﻧﺎدى ‪‬ﺎ ﺳﻨﺔ ‪.4541972‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ اﳌﺴ ـ ــﺘﻮﺣﻰ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺷ ـ ــﺎر إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ‬
‫اﻹﻋ ـ ـ ــﻼم ﻷول ﻣ ـ ـ ــﺮة ﺑﻄﺮﻳﻘ ـ ـ ــﺔ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 10‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻇﻬ ـ ـ ــﲑ ‪ ،1916-1-6‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺘﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ‬

‫‪ -450‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﳌﺆرخ ﰲ ‪ ،1839-12-21‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺘﺎﺑﻌﺎت ﰲ ﻣﺎدة اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة‪ ،‬واﳌﻌﺪل ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺆرخ ﰲ‬
‫‪.1877-2-9‬‬
‫‪ -451‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻛﺪال ‪ -‬اﻟﺮﺑﺎط ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2011-2010‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -452‬اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻓﺎﺗﺢ أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ 2011‬ﺗﺎرﻳﺦ دﺧﻮل اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺎﱄ اﻟﺘﻌﺪﻳﻠﻲ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2010‬اﺳﺘﺒﺪل اﳌﺸﺮع اﻟﻀﺮﻳﱯ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﺬﻛﲑ‬
‫)‪ (la lettre de rappel‬ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ » ‪. « lettre de relance‬‬
‫‪Loi N° 2010-1658 du 29 décembre 2010 de finances rectificative pour 2010, JORF N° 0302 du‬‬
‫‪30 décembre 2010, p 23127.‬‬
‫‪453‬‬
‫‪- voir instruction n° 73-46-A.1 du 21-3-1973 de la direction de la comptabilité publique‬‬
‫‪relative au recouvrement de l’impôt direct et à la substitution d’une lettre de rappel à la‬‬
‫‪sommation sans frais (D.F. 1973 II. 4273).‬‬
‫‪454‬‬
‫‪- Paul Marie GAUDEMENT et Joêl MOULINIER: « Finances publiques, emprunt-‬‬
‫‪fiscalité », Tome 2, 4ème édition, 1988, p 280.‬‬
‫‪184‬‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ دﻳ ـ ــﻮن اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻌ ـ ـﱪا ﻋﻨ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻹﻋﻼم اﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻲ اﳌﻌﻔ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻦ اﻷداء‪ .‬وﱂ‬
‫ﻳ ـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﺑﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒ ـ ـ ــﺎرة‪ ،‬إﻻ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 24‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻇﻬ ـ ـ ــﲑ ‪ 4551935/8/21‬اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺸ ـ ـ ــﺒﻪ إﱃ ﺣ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﻛﺒ ــﲑ اﳌ ــﺎدﺗﲔ ‪ 21‬و‪ 21‬ﻣﻜ ــﺮر ﻣـ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ‪ ،‬ﻣـ ــﻊ وﺟ ــﻮد ﺧﺎﺻ ــﻴﺔ ﻳﻨﻔـ ــﺮد ‪ ‬ــﺎ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐـ ــﺮﰊ‬
‫ﺗﻔﻴـ ـ ـ ــﺪ أن ﺗﻘﻴـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻹﻧـ ـ ـ ــﺬار ﺑﺎﻟﺴـ ـ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ـ ــﺬي‪ ،‬ﻳﻜﺘﺴـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺠﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﻳﻨـ ـ ـ ــﺎل ﻣﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ إﻻ اﻟﻄﻌـ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺰور‪ 456‬وﻫ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺔ ﻇﻠ ـ ــﺖ ﺣ ـ ــﱴ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻧﺴ ـ ــﺦ ﻇﻬ ـ ــﲑ ‪ ،1935-8-21‬ﲟﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﺬات‪ ،‬وﻣﻼزﻣـ ــﺔ ﳍـ ــﺬا اﻹﻧـ ــﺬار اﻟـ ــﺬي ﺟﻌﻠﺘـ ــﻪ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ اﳉﺪﻳـ ــﺪة ﺷـ ــﺮﻃﺎ ﻣـ ــﻦ اﻟﺸـ ــﺮوط‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺒﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي؛ إذ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻷي ﻣﻜﻠ ـ ــﻒ ‪ ‬ـ ــﺬا اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻷﺧ ـ ــﲑ‪ ،‬أن ﻳﺸ ـ ــﺮع ﻓﻴ ـ ــﻪ أو ﻳﻘ ـ ــﻮم‬
‫ﺑﺘﺴـ ــﺠﻴﻞ ﺗ ـ ـﻮارﻳﺦ ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻹﺷـ ــﻌﺎرات اﳌﻌﻔـ ــﺎة ﻣـ ــﻦ ﻛـ ــﻞ ﻧﻔﻘـ ــﺔ أو ﺻـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬أو ﻳﻌﺘـ ــﺪ ﺑﺘﻨﻔﻴـ ــﺬﻫﺎ ﰲ ﻧ ـ ـﺰاع ﻣـ ــﺎ‬
‫أو ﳛـ ــﺘﺞ ﺑـ ــﻪ إزاء ﻣﻠـ ــﺰم‪ ،‬إﻻ ﺑﻌـ ــﺪ أن ﳝـ ــﺎرس ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ ذﻟـ ــﻚ اﻹﺷـ ــﻌﺎر إﱃ اﳌﻠـ ــﺰم ﻋﻤـ ــﻼ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﺎدة ‪ 36‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.457‬‬
‫ﻳﻄـ ـ ــﺮح إﺷـ ـ ــﻜﺎل ﻣﻬـ ـ ــﻢ ﺣـ ـ ــﻮل ﺷـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻞ اﺷـ ـ ــﱰط اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﺷـ ـ ــﻜﻼ‬
‫ﻣﻌﻴﻨـ ــﺎ ﻟﻺﺻـ ــﺪار؟ ﺑﻘ ـ ـﺮاءة ﻣﻘﺘﻀـ ــﺒﺔ ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬اﻟـ ــﱵ‬
‫أﺷـ ـ ــﺎرت إﱃ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ 458‬اﻟـ ـ ــﱵ‬
‫ﺗﻨﺎوﻟ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﺮح‪ ،‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﻳﺸ ـ ــﱰط أي ﺷ ـ ــﻜﻞ ﻣﻌ ـ ــﲔ ﳍ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‪ ،‬وﱂ‬
‫ﻳﻘﺮر ﺗﺬﻳﻴﻠﻪ ﺑﺒﻴﺎن ﳏﺪد‪ ،‬أو ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻮﺻﻮﻓﺔ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪم اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﺑﻄﻼن اﻹﺷﻌﺎر اﳌﺬﻛﻮر‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﳚ ـ ــﺐ أن ﳛﺘ ـ ــﻮي ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت ﺗﻔﻴ ـ ــﺪ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ وﻣﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت‬
‫ﺗﻔﻴ ـ ــﺪ ﻧـ ـ ــﻮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻣﺒﻠﻐﻬـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،459‬ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻣﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑـ ـ ــﺄداء اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪،‬‬
‫وإﺧﺒ ـ ــﺎرﻩ‪ 460‬ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻴﻜﻮن ﻋﺮﺿ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣﻀ ـ ــﻲ ‪ 20‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ إرﺳ ـ ــﺎل ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‪.461‬‬
‫وﻫ ــﻲ ﻣ ــﺪة ﻏ ــﲑ ﻛﺎﻓﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﻟﺘﺸ ــﻜﻞ ﺿ ــﻤﺎﻧﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ــﺔ ﻟﻔﺎﺋ ــﺪة اﳌﻠ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬ذﻟ ــﻚ أن ﻫ ــﺬﻩ‬

‫‪ -455‬ﻇﻬﲑ ‪ 20‬ﲨﺎدى اﻷوﱃ ‪ 1354‬اﳌﻮاﻓﻖ ل )‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ ،(1935‬ﺑﺸﺄن اﳌﺘﺎﺑﻌﺎت ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻷداءات اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -456‬اﳌﺎدة ‪ 24‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ 1935‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺘﺎﺑﻌﺎت ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻷداءات اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -457‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪458‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, Trésorerie Générale du‬‬
‫‪Royaume, mai 2001, p 19.‬‬
‫‪ -459‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ )ﺗﺸﺨﻴﺺ وﲢﻠﻴﻞ وﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪ -460‬ﻋﺒﺪ اﷲ ﻫﻼﱄ‪ :‬ﻣﻮﺟﺰ ﻃﺮق اﻟﺘﻘﺎﺿﻲ واﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﱪي ﰲ أداءات اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﻮﻧﺲ‪ ،‬ﺑﺪون ﻣﻄﺒﻌﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1982‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -461‬اﳌﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫اﳌـ ـ ـ ــﺪة ﻻ ﺗﺮاﻋـ ـ ـ ــﻲ ﻃﺒﻴﻌـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﻄﺎﻟـ ـ ـ ــﺐ ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻧﻮﻋﻴـ ـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ وﻛـ ـ ـ ــﺬا اﳌﺒـ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﳌﺪﻳﻨﲔ‪.462‬‬
‫وﻳﻼﺣ ـ ـ ــﻆ أن ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﰎ ذﻛﺮﻫ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻫ ـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻬﺎ اﳌﻘﻴ ـ ـ ــﺪة ﺑﺎﳉ ـ ـ ــﺪول اﶈ ـ ـ ــﺎل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﱵ ﰎ إﺛﺒﺎ‪ ‬ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌﺘﺤ ـ ــﺪث ﻋﻨ ـ ــﻪ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﺗﺴ ـ ــﻤﺢ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫﻮﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬وﻣﻮﻃﻨـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻘـ ـ ــﻴﻢ ﺑـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﺠﻠـ ـ ــﻰ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﱂ ﻳﻀـ ـ ــﻒ ﳍـ ـ ــﺬا اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر أي ﻧﻌـ ـ ــﺖ أو‬
‫ﲣﺼ ــﻴﺺ‪ ،‬وﱂ ﳝ ــﻞ ﺻ ــﻮرة ﳏ ــﺪدة ﻟ ــﻪ‪ ،‬ﻛ ــﺬﻟﻚ أﺷ ــﺎر ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻔﻘ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﻳﺘﺤ ــﺪث ﻋ ــﻦ رﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘ ــﺬﻛﲑ‬
‫اﻟ ـ ــﱵ ﺟﻌﻠﻬ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﳏ ـ ــﻞ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬إﱃ أ‪ ‬ـ ــﺎ " ﻻ ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻷي إﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫ﺷ ـ ــﻜﻠﻲ ﺧ ـ ــﺎص‪ "،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﻲ ﻋﺒ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ــﻦ ﳕ ـ ــﻮذج ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻌﺒﺌ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺗﻮﺟﻬ ـ ــﻪ إﱃ‬
‫اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟـ ــﺬي ﻳﺴـ ــﻬﺮ ﻋﻠـ ــﻰ إرﺳـ ــﺎﻟﻪ إﱃ اﳌﻠـ ــﺰم ﻋﻨـ ــﺪ اﺳـ ــﺘﺤﻘﺎق اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬دون ﺗﻮﻗﻴـ ــﻊ‪ ،‬ﻷن اﳌﺸـ ــﺮع ﱂ‬
‫ﻳ ــﻨﺺ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴ ــﻊ وﱂ ﻳﺸ ــﺮ ‪‬ﺎﺋﻴ ــﺎ إﱃ إرﺳ ــﺎل ﻫ ــﺬا اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻣﻮﻗﻌ ــﺎ ﻻ ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ــﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 1842‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌ ـ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ L257‬و‪ L258‬ﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜﺘﻔ ـ ـ ـ ــﻲ اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ‬
‫ﺑﺈﻋ ـ ــﺪاد ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎرات‪ ،‬وﺗﺒ ـ ــﺎدر ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗ ـ ــﺬﻳﻠﻬﺎ ﲞﺎﲤﻬ ـ ــﺎ إﱃ إرﺳ ـ ــﺎﳍﺎ إﱃ اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﳌﺨ ـ ــﺎﻃﺒﲔ ‪ ‬ـ ــﺎ‪،‬‬
‫ﻟﻜﺜﺮ‪ ‬ـ ــﺎ وﻻﺳ ـ ــﺘﻐﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺎ داﻣ ـ ــﺖ ﺻ ـ ــﻔﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ واﺿ ـ ــﺤﺔ وﺛﺎﺑﺘ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﻟ ـ ــﻮ‬
‫ﻛﺎن ﻳﻘﺼﺪ اﳌﺸﺮع أن ﲣﺘﻢ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ‪ ،‬ﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺻﺮاﺣﺔ‪.463‬‬
‫وﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ إﺟـ ـ ـﺮاء ﻗﺎﻃﻌ ـ ــﺎ‪ 464‬ﻟﻠﺘﻘ ـ ــﺎدم‪ ،465‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ أﳘﻴﺘ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﺗﺘﻮﻗـ ـ ــﻒ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻼﻣﺔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص اﳉﱪﻳـ ـ ــﺔ اﻟﻼﺣﻘـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻷﳘﻴـ ـ ــﺔ اﳊﺎﲰـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﱂ‬
‫ﻳﻮﳍ ـ ـﺎ اﳌﺸـ ــﺮع اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ اﻷﳘﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﺴـ ــﺘﺤﻘﻬﺎ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ اﻛﺘﻔـ ــﻰ ﺑﻌﺒـ ــﺎرة إرﺳـ ــﺎل اﻹﺷـ ــﻌﺎر‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑـ ــﻞ‬

‫‪ -462‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ‬
‫ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺳﻼ ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2015-2014‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -463‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ -464‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع اﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ ‪:‬‬
‫== ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻘﺎدم ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،33‬دﺟﻨﱪ ‪. 2016‬‬
‫‪ -465‬ﺣﻜﻢ رﻗﻢ ‪ 171‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/04/4‬ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ دﻟﻴﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎدات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ‬
‫ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪186‬‬
‫ﺗﻘﻴﻴ ــﺪﻩ ﺑﺴ ــﺠﻞ ﺧ ــﺎص ﺑ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻻ ﻳﻄﻌ ــﻦ ﻓﻴ ــﻪ إﻻ وﻓ ــﻖ ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻟ ــﺰور اﻟﻔﺮﻋ ــﻲ اﻟ ــﱵ ﺗﻘ ــﺎم أﻣ ــﺎم اﶈ ــﺎﻛﻢ‬
‫اﻟﺰﺟﺮﻳـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻣـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ اﳌﺒـ ــﺪأ‪ ،‬إﻳﻘـ ــﺎف اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ إذا ﺗﻌﻠـ ــﻖ اﻷﻣـ ــﺮ ﺑـ ــﺪﻋﻮى‬
‫ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬إﱃ ﺣ ـ ــﲔ اﻟﺒ ـ ــﺖ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ إذا ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﳉ ـ ــﱪي‬
‫ﻓ ــﺈن اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻳﺘﺤﻤ ــﻞ ﻋ ــﺐء اﻟﻠﺠ ــﻮء إﱃ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﻄﺮة ﲟ ــﺎ ﻳﱰﺗ ــﺐ ﻋﻨﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻣﺼ ــﺎرﻳﻒ إﺿ ــﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﻓﻔ ــﻲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻋـ ــﺪم ﻗﺒ ــﻮل ﻃﻠﺒـ ــﻪ أو رﻓﻀ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻣﺼـ ــﺎرﻳﻒ اﻟ ــﺪﻋﻮى اﻟـ ــﱵ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﺣﺘﺴـ ــﺎب‬
‫اﻟﻔﻮاﺋـ ـ ــﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋﺎﺗﻘـ ـ ــﻪ‪ ،‬رﻏـ ـ ــﻢ ﺳـ ـ ــﻠﻮﻛﻪ ﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘـ ـ ــﻖ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻘﻴﻘـ ـ ــﺔ ﺗﻘﻴﻴـ ـ ــﺪ‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺪون ﺻﺎﺋﺮ‪.466‬‬
‫‪@@ÕjŽ½a@—îÛa@óÜÇ@Þì–§a@ZsÛbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺴ ـ ـ ــﺒﻖ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي‪ ،‬أﻟ ـ ـ ــﺰم‬
‫اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‪ ،‬ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 37‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﻀ ـ ـ ــﺮورة اﳊﺼ ـ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺗ ـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ رﺋﻴﺴ ـ ـ ــﻪ اﻷﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‪ ،‬أو ﳑ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ــﻮض إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻟ ـ ـ ــﻺذن ﺑ ـ ـ ــﺎﻧﻄﻼق إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪.467‬‬
‫واﻹذن ﺑﺎﻹﺟﺒ ـ ـ ـ ــﺎر‪ 468‬أو اﻟﱰﺧ ـ ـ ـ ــﻴﺺ ﰲ إﻃ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻛﻮﻧ ــﻪ ﻳﻜﺘﺴ ــﻲ ﻗﻴﻤ ــﺔ ﺳ ــﻨﺪ اﳌﺘﺎﺑﻌ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻳﻌ ــﺪ إﺟ ـ ـﺮاء ﺷ ــﻜﻠﻴﺎ داﺧﻠﻴ ــﺎ ﻻ ﻳﺒﻠ ــﻎ إﱃ اﳌﻠ ــﺰم‪،‬‬
‫ﻟﻌ ـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد أي ﻧ ـ ــﺺ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻳﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻳﻌﻜ ـ ــﺲ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ‬
‫ورﺋ ـ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻨﺘﻤ ـ ـ ــﻲ إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ــﻌﻰ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ـ ــﻦ وراء ﺳ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاء إﱃ ﻣﺮاﻗﺒ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻹدارﻳ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ وﺿ ـ ــﺒﻂ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻹداري وﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻧ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﺬاﺗﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺴﻠﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ أي ﻓﺤ ـ ـ ـ ــﺺ ﻗـ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ـ ــﺮف ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺆوﻟﲔ ﻗﺒ ـ ـ ـ ــﻞ ﺗﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻴﻤﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺒﲔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺸ ـ ــﺮﻋﻮن ﰲ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ إﻻ ﲟﻮﺟـ ـ ــﺐ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﳌﺘﻀ ـ ــﻤﻨﺔ ﻷﲰ ـ ــﺎء اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ‬

‫‪ -466‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -467‬اﳌﺎدة ‪ 37‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -468‬ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﻨﻈﻢ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺎن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﱰﺧﻴﺺ اﳌﺴﺒﻖ ﻣﺼﻄﻠﺢ "اﻹذن ﺑﺎﻹﺟﺒﺎر"‪ ،‬وﻫﻮ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻜﺮس ﺗﻮﺟﻪ اﳌﺸﺮع إﱃ أﻧﺴﻨﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻠﻔﻆ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﺒﲏ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﲔ اﻹدارة واﳌﻠﺰم‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫اﳌﺘﺨﻠﻔ ـ ـ ــﲔ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻷداء‪ ،‬وﻟﻌﻨ ـ ـ ــﺎوﻳﻨﻬﻢ‪ ،‬واﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﱰﺗﺒ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻴﻬﻢ‪ ،469‬وﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺰﻳ ـ ـ ــﺎدة ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺄﺧﲑ‪ ،‬وﻧﺴﺒﺔ ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.470‬‬
‫واﳉ ـ ــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ـ ــﺬﻛﺮ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﻗ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﺜﲎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ 471‬ﻣ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﺒﻘﻴﺔ اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ‬
‫رﻏـ ــﻢ اﻧﺘﻤﺎﺋ ـ ــﻪ إﱃ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي اﻟـ ــﱵ أوردﻫ ـ ــﺎ‪ ،472‬ﻋﻜـ ــﺲ ﻣ ـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻷﻣ ـ ــﺮ‬
‫ﰲ ﻇﻞ اﳌﺎدة ‪ 25‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪.4731935/08/21‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ أن اﳌﺸـ ــﺮع ﻗـ ــﺪ اﺳـ ــﺘﻬﺪف ﻣـ ــﻦ وراء ﻫـ ــﺬا اﻻﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء ﺗﺒﺴـ ــﻴﻂ اﳌﺴـ ــﺎﻃﺮ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑﺎﻟﺴ ـ ـ ــﻤﺎح ﻟﻠﻘﺒ ـ ـ ــﺎض ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻫﻢ ﻣﺴ ـ ـ ــﺌﻮﻟﲔ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲟﺒﺎﺷ ـ ــﺮة اﻹﻧ ـ ــﺬارات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﰲ وﻗﺘﻬ ـ ــﺎ دون اﻧﺘﻈ ـ ــﺎر ﺗﻌﻘﻴ ـ ــﺪات اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ وﻣ ـ ــﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫وﻗـ ــﺖ ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻟﻜﺜﺮ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻷﺧـ ــﺮى‪ ،‬وﻛـ ــﺬا ﺑﻐﻴـ ــﺔ إﻋﻄـ ــﺎء ﻧـ ــﻮع ﻣـ ــﻦ اﳌﺮوﻧـ ــﺔ واﻟﺴـ ــﺮﻋﺔ‬
‫ﰲ اﻧﻄـ ـ ــﻼق ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي‪ ،474‬وﻣـ ـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذﻟـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺮدودﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ـ ــﺎ أﺣـ ـ ــﺪ‬
‫اﻷﻫ ـ ـ ــﺪاف اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﲢﻜ ـ ـ ــﻢ ﻋﻤ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬إﻻ أن ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻻ ﳝﻨﻌﻨ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﻮل إن‬
‫ﻣﻄﻠ ــﺐ اﳌﺮدودﻳ ــﺔ ﻻ ﳝﻜ ــﻦ أن ﻳ ــﺄﰐ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺴ ــﺎب إﺣ ــﺪى اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ــﱵ ﻛ ــﺎن ﻳﺘﻤﺘ ــﻊ ‪ ‬ـ ـﺎ اﳌﻠ ــﺰم ﰲ‬
‫ﻇﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﳍﺎ ﳌﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ أﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑة‪.475‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺣﺴ ـ ــﻢ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻛ ـ ــﻞ ﻧﻘ ـ ــﺎش ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﺗﺜ ـ ــﲑﻩ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪37‬‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺘﺤﺪﻳ ـ ـ ــﺪ اﳌﻘﺼ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ــﻦ إدراج ﻋﺒ ـ ـ ــﺎرة "رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ‬

‫‪ -469‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – أﻛﺪال – اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2007-2006‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -470‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ -471‬اﳌﺎدة ‪ 37‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -472‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻤﺪاﱐ‪ :‬دراﺳﺔ أوﻟﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -473‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻻ ﳚﻮز إﻗﺎﻣﺔ أﻳﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻮاﺋﺮ إﻻ ﲟﻮﺟﺐ إذن ﺑﺎﻹﺟﺒﺎر ﻳﺼﺪرﻩ رﺋﻴﺲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‬
‫واﳌﺪاﺧﻴﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺬي ﻳﻌﲔ اﳌﻠﺰﻣﲔ ﺑﺎﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺘﺎﺑﻌﲔ ﺑﺄﲰﺎﺋﻬﻢ"‪.‬‬
‫‪ -474‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -475‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪188‬‬
‫اﻹدارة" دون اﻟﺘ ـ ـ ــﺪﻗﻴﻖ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،476‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑﺈﺻ ـ ـ ــﺪارﻩ ﰲ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻻﺣ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ دﺧ ـ ـ ــﻮل اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ‪ ،‬ﻗـ ـ ـ ـﺮار ﻟ ـ ـ ــﻮزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎد واﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ واﳋﻮﺻﺼ ـ ـ ــﺔ واﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺎﺣﺔ ﻳﻔ ـ ـ ــﻮض ﲟﻮﺟﺒ ـ ـ ــﻪ‪ 477‬ﻟ ـ ـ ــﺒﻌﺾ‬
‫اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻨﺢ اﻟﱰاﺧ ـ ــﻴﺺ‪ ،‬واﻟﺘﺄﺷ ـ ــﲑ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﳌـ ـ ـ ـﻮاد ‪ 37‬و‪ 61‬و‪ 80‬و‪ 88‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ ،97/15‬ﻛ ـ ـ ــﻞ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻢ‬
‫ﲟﻮﺟ ــﺐ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌـ ــﺬﻛﻮر اﳋﺰﻧـ ــﺔ اﳉﻬﻮﻳـ ــﻮن واﻹﻗﻠﻴﻤﻴـ ــﻮن وﺧﺰﻧ ــﺔ اﻟﻌﻤـ ــﺎﻻت ﺑﻜﺎﻓـ ــﺔ ﺟﻬـ ــﺎت اﳌﻤﻠﻜـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ‬
‫أﺣ ـ ــﺪﺛﺖ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ‪ ،478‬ﻓﻴﻜ ـ ــﻮن رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﳌﻘﺼ ـ ــﻮد ﻫ ـ ــﻮ اﳋ ـ ــﺎزن اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻫـ ــﺆﻻء ﻓﻬـ ــﻢ ﻣﻔﻮﺿـ ــﻮن ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف وزﻳـ ــﺮ اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﻣـ ــﻨﺢ اﻟﱰاﺧـ ــﻴﺺ واﻟﺘﺄﺷ ـ ـﲑات‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻟﻜﺜـ ــﺮة‬
‫اﻧﺸ ـ ـ ـ ــﻐﺎﻻﺗﻪ وﻟﻸﻋ ـ ـ ـ ــﺪاد اﳍﺎﺋﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳉ ـ ـ ـ ــﺪاول اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ وﻗ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻹﻳ ـ ـ ـ ـ ـﺮادات اﳌﺨـ ـ ـ ـ ــﻮل ﳍ ـ ـ ـ ــﻢ أﻣـ ـ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﺳﺘﺨﻼﺻﻬﺎ‪.479‬‬
‫وﻟﻜ ـ ــﻦ ﻳﻄ ـ ــﺮح اﻹﺷ ـ ــﻜﺎل ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺘﺤﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﻮ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺴﻠﺴ ـ ــﻠﻲ ﻟﻘﺒ ـ ــﺎض اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻫـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﻮ اﳋـ ـ ــﺎزن اﻟﻌـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﻟﻌـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺮاﻗـ ـ ــﺐ ﺣﺴـ ـ ــﺎﺑﺎت‬
‫ﻫ ـ ــﺆﻻء‪ ،‬أم اﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﺒ ـ ــﻊ ﻫ ـ ــﺆﻻء ﻟ ـ ــﻪ إدارﻳ ـ ــﺎ واﻟ ـ ــﺬي ﻟ ـ ــﻪ أن ﻳﻔ ـ ــﻮض ﻫ ـ ــﺬا اﻷﻣ ـ ــﺮ‬
‫ﻟﻠﻤﺪﻳﺮﻳﻦ اﳉﻬﻮﻳﲔ؟‬
‫ﰲ ﻛ ـ ـ ــﻞ اﻷﺣ ـ ـ ـ ـﻮال ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ ﺣﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺎ ﳝ ـ ـ ــﻨﺢ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻨﺘﻤ ـ ـ ــﻲ إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ؛ اﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو ﻣ ـ ــﻦ ﻳﻨ ـ ــﻮب ﻋﻨ ـ ــﻪ أو اﳋ ـ ــﺎزن اﻟﻌ ـ ــﺎم أو ﻣ ـ ــﻦ ﻳﻨ ـ ــﻮب ﻋﻨ ـ ــﻪ ﺣﺴ ـ ــﺐ‬
‫اﺧﺘﺼﺎص ﻛﻞ واﺣﺪ‪.480‬‬
‫ﻫـ ـ ــﺬا وﻗـ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ــﺎر اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﺼـ ـ ــﺮي ﰲ اﻻﲡـ ـ ــﺎﻩ ﺣﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ــﺺ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 2‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳊﺠـ ـ ــﺰ‬
‫اﻹداري ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ‪ " :‬ﻻ ﳚـ ــﻮز اﲣ ــﺎذ إﺟ ـ ـﺮاءات اﳊﺠـ ــﺰ إﻻ ﺑﻨ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ أﻣ ــﺮ ﻣﻜﺘ ــﻮب ﺻـ ــﺎدر ﻋ ــﻦ اﻟـ ــﻮزﻳﺮ‬

‫‪ -476‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻌﻤﺮاﱐ وﻣﺮاد اﳋﺮوﰊ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،22‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2000‬ص‪.59‬‬
‫‪ -477‬ﻗﺮار رﻗﻢ ‪ 1.479.00‬ﺻﺎدر ﰲ ‪ 4‬رﺟﺐ ‪ 2) 1421‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ (2000‬ﺑﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻨﺢ اﻟﱰﺧﻴﺼﺎت واﻟﺘﺄﺷﲑ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪ ،‬ج ر ﻋﺪد ‪ 4872‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 14‬ذي اﻟﻘﻌﺪة ‪ 8) 1421‬ﻓﱪاﻳﺮ ‪ ،(2001‬ص ‪.358‬‬
‫‪ -478‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺘﻴﺠﺎﱐ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻐﺮب )اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫ﳕﻮذﺟﺎ(‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص ‪.292‬‬
‫‪ -479‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻌﻤﺮاﱐ ﻣﺮاد اﳋﺮوﰊ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 59‬و‪.60‬‬
‫‪ -480‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ :‬اﻹﺛﺒﺎت ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﳌﺎدة )ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﻤﺎرﺳﺔ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ(‪،‬‬
‫ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪189‬‬
‫أو رﺋ ـ ــﻴﺲ اﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ أو اﶈ ـ ــﺎﻓﻆ أو اﳌ ـ ــﺪﻳﺮ أو ﳑﺜ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎري اﻟﻌ ـ ــﺎم ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻷﺣـ ـ ـﻮال‪ ،‬أو‬
‫ﻣ ــﻦ ﻳﻨﻴﺒ ــﻪ ﻛ ــﻞ ﻫـ ــﺆﻻء ﻛﺘﺎﺑ ــﺔ"‪ ،481‬أﻣ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ ﻓ ــﺈن اﻟﱰﺧـ ــﻴﺺ اﳌﺸ ــﺎر إﻟﻴ ــﻪ أﻋـ ــﻼﻩ‬
‫ﻳﺼـ ــﺪر ﻋـ ــﻦ اﳋـ ــﺎزن اﳌـ ــﺆدي اﻟﺮﺋﻴﺴـ ــﻲ إذا ﺗﻌﻠـ ــﻖ اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺎﻟـ ــﺪﻳﻮن اﳌﺴﺘﺨﻠﺼـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ ﳏﺎﺳـ ــﱯ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‪.‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ إذا ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﺴﺘﺨﻠﺼ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﳏﺎﺳ ـ ـ ــﱯ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻓﻴﺘﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺈﺻﺪارﻩ ﻣﺪﻳﺮ اﳌﺼﺎﱀ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.482‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ رﺗ ـ ــﺐ اﻟﻌ ـ ــﺰل ﻛﺠ ـ ـﺰاء ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ وﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‬
‫ﺗ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ وﻛ ـ ــﺬﻟﻚ ﺷ ـ ــﺨﺺ ﻣﺆﻫ ـ ــﻞ ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺄﻋﻤ ـ ــﺎل اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬إذا ﻣ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺎم ‪ ‬ـ ــﺎ دوﳕ ـ ــﺎ ﺣﺼ ـ ــﻮل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻣﺴﺒﻖ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻫﻮ ﳏﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.483‬‬
‫إﻻ أن ﻣـ ــﺎ ﳝﻴـ ــﺰ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺧﺼـ ــﺔ‪ ،‬ﻫـ ــﻮ ﻗﻠـ ــﺔ اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺔ ﻓﻴﻬـ ــﺎ أو اﻧﻌـ ــﺪاﻣﻬﺎ‪ 484‬ﻟﻜـ ــﻮن ﺟـ ــﻞ اﳌﺘﻘﺎﺿـ ــﲔ‬
‫ﻻ ﻳﻌ ـ ــﲑون اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ اﻷﳘﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺘﺤﻘﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﺘﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﶈﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﳊﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة إﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻻﺳﺘﺨﻼص‪.485‬‬
‫وأﺧ ـ ـ ـﲑا ﳝﻜﻨﻨ ـ ــﺎ أن ﻧﺴ ـ ــﺘﻨﺘﺞ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﺳﺘﻌﺮاﺿ ـ ــﻨﺎ ﻟﻠﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ــﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ واﳋﺎﺻ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻔﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﲟﺨﺘﻠ ـ ــﻒ درﺟﺎ‪ ‬ـ ــﺎ‪،‬‬
‫اﻟـ ــﱵ اﻋﺘﱪﻫـ ــﺎ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ واﻟﻔﻘـ ــﻪ واﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ ،‬إﺟ ـ ـﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﺷـ ــﻜﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ‪‬ـ ــﺬا اﳌﻴـ ــﺪان‪ ،‬ﺑـ ــﺄن ﻗـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﳚـ ـ ــﺎري ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﳋﺼـ ـ ــﻮص ﻛﺎﻓـ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺗﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ ﺗـ ـ ــﺪاﺑﲑ ﺷـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ إﱃ ﺟﺎﻧـ ـ ــﺐ‬
‫أﺧ ـ ـ ــﺮى ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺠﺴ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﲪﺎﻳﺘ ـ ـ ــﻪ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ‪ -‬ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ ‪ -‬اﻟ ـ ـ ــﺪاﺋﻦ ‪-‬‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ‪ ،‬ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻗـ ـ ــﺮر ﰲ اﳌ ـ ـ ـﻮاد ﻣـ ـ ــﻦ ‪ 36‬إﱃ ‪ ،38‬ﺷـ ـ ــﺮوﻃﺎ ﺷـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ـ ـﻰ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ‬

‫‪ -481‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 308‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ،1955‬ﻛﻤﺎ وﻗﻊ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 30‬ﻟﺴﻨﺔ ‪.1972‬‬
‫‪482‬‬
‫‪-Jean Pierre CASIMIR: contrôle fiscale, contentieux de recouvrement, collection les codes‬‬
‫‪RF, 10ème édition, 2007, p 426.‬‬
‫‪ -483‬اﳌﺎدة ‪ 35‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -484‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -485‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪190‬‬
‫اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﺘﻘﻴـ ـ ـﺪ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﲣ ـ ــﺎذ أي إﺟـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‬
‫اﻟﱵ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺼﺎرﻳﻒ‪ ،‬ﺿﺪ ﻣﺪﻳﲏ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ أداء دﻳﻮ‪‬ﻢ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.486‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ وﻛ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻤ ـ ــﺎت اﻟﺘﻔﺴ ـ ــﲑﻳﺔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ ﺗﺆﻛ ـ ــﺪان اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻛ ـ ــﺈﺟﺮاءات ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﺗﺴ ـ ــﺒﻖ‬
‫إﳒ ـ ــﺎز ﻋﻤ ـ ــﻞ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺗﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ـﻮاﺋﺮ وﳝ ـ ــﺲ اﻟﺬﻣ ـ ــﺔ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم‪ ،487‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺘﻔ ـ ــﻖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻓﻘﻬ ـ ــﺎ‬
‫وﻗﻀـ ــﺎء ﺿـ ــﺮورة ﺛﺒـ ــﻮت اﻟﻘﻴـ ــﺎم ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬وإﻻ ﺗﺮﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ ذﻟـ ــﻚ ﺑﻄـ ــﻼن اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟـ ــﺬي ﻳﻘـ ــﻮم ﺑـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ‬
‫وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪاﺑﲑ اﻟﻼﺣﻘ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﳎ ـ ـ ــﺎل اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي ﻟﻠ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﰲ ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺻ ـ ـ ــﻴﺎﻧﺔ‬
‫ﳊﻘ ـ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗﻌﺴ ـ ـ ــﻒ اﻹدارة وﺷ ـ ـ ــﻄﻄﻬﺎ ﰲ اﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻟﺼ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺧﻮﳍ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫دوﳕﺎ اﺣﱰام ﻟﻠﻀﻮاﺑﻂ اﳌﻘﻨﻨﺔ ﳍﺬﻩ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت‪.488‬‬
‫‪@@òí…bÈÛa@ð¦a@Ýî–znÛa@pbu‰…@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــﺪدت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات‪ ،‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ اﳊﺼ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺣﺮﺻ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺗﺒﺎﺷ ـ ــﺮ وﻓ ـ ــﻖ ﺗﺮﺗﻴ ـ ــﺐ ﻣﻌ ـ ــﲔ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﺗﺒ ـ ــﺪأ‬
‫إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي اﻟﻌﺎدﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻷول(‪ ،‬ﰒ اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻨﻘـ ـ ــﻮﻻت‬
‫اﳌﻠﺰم )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪ ،‬وأﺧﲑا ﺑﻴﻊ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﻘﻮﻻت ﻻﺳﺘﻴﻔﺎء اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ(‪.‬‬
‫‪@@489ïãìãbÔÛa@‰aˆã⁄a@ÕíŠ @åÇ@ð¦a@Ýî–znÛa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻟﻺﻧـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺪاﻳ ـ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫أﺛ ـ ــﺮﻩ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻻ ﻳﺘﻌ ـ ــﺪى ﻛﻮﻧ ـ ــﻪ ﻳﻔﺴ ـ ــﺢ ا‪ ‬ـ ــﺎل أﻣ ـ ــﺎم اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﺑﺎﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم ﲝﺠ ـ ــﺰ‬

‫‪ -486‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪-272‬‬
‫‪.273‬‬
‫‪487‬‬
‫‪- M’Hamed BENTAHAR: le recouvrement des impôts directes au Maroc, mémoire de cycle‬‬
‫‪supérieur de l’ENAP, école nationale d’administration publique, 1979, P 50 à 52.‬‬
‫‪ -488‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﻜﻨﺒﺪاري‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻔﻀﺎﺋﻲ واﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻤﻠﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة‬
‫اﳌﺎﺳﱰ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﻨﺎزﻋﺎت‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻮﱃ إﲰﺎﻋﻴﻞ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﻣﻜﻨﺎس ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫‪ ،2010 -2009‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -489‬اﻧﻈﺮ اﻟﻨﻤﻮذج اﳌﻠﺤﻖ رﻗﻢ ‪.4‬‬
‫‪191‬‬
‫أﻣ ـ ـﻮال اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬ﻟـ ــﺬﻟﻚ اﺳـ ــﺘﻠﺰم اﳌﺸـ ــﺮع ﳑﺎرﺳـ ــﺔ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﲟـ ــﺎ ﳚﻌﻠـ ــﻪ ﻣﺸـ ــﺮوﻋﺎ ﰲ ﺣـ ــﺪ ذاﺗـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻵﺛﺎر اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺼﻮاﺋﺮ أو ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﻄﻌﻪ ﻟﻠﺘﻘﺎدم‪. 490‬‬
‫ﻓﺎﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻫـ ــﻮ ﻋﺒ ـ ــﺎرة ﻋـ ــﻦ إﺷـ ــﻌﺎر ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﳎﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﲢﺘـ ــﻮي ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺒﻠـ ــﻎ اﻟـ ــﺪﻳﻦ اﳌﻄﺎﻟـ ــﺐ ﺑـ ــﻪ واﳉ ـ ـﺰاءات اﳌﱰﺗﺒـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﺸـ ــﺘﻤﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ إﺟﺒـ ــﺎر اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻮﻓـ ــﺎء ﺣـ ــﺎﻻ ﲟـ ــﺎ ﰲ ذﻣﺘـ ــﻪ ﲡـ ــﺎﻩ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‪ .491‬ﻓﺒﺪوﻧـ ــﻪ ﻻ ﺗﺴـ ــﺘﻘﻴﻢ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘـ ــﺔ‪ ،492‬وﻳـ ــﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ‬
‫ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﻧﺼ ـ ـ ـﺮام ﻋﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إرﺳـ ـ ــﺎل آﺧـ ـ ــﺮ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ وﺛﻼﺛـ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق‪.493‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻋﺮﻓ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ "ورﻗ ـ ــﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋ ـ ــﺔ وﻓ ـ ــﻖ ﳕ ـ ــﻮذج ﻣﻌ ـ ــﲔ ﳝﻠﺌﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر اﻹﺟ ـ ـﺮاءات"‪،494‬‬
‫ﰲ ﺣ ــﲔ أﻛ ــﺪت ﺑﻌ ــﺾ اﳌ ــﺬﻛﺮات اﻟﺼ ــﺎدرة ﻋ ــﻦ اﳋ ــﺎزن اﻟﻌ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺄﻧ ــﻪ ذﻟ ــﻚ "اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟ ــﺬي‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ــﻪ ﻳﻨ ـ ــﺬر اﳌﻠ ـ ــﺰم اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﳌﺘ ـ ــﺄﺧﺮﻳﻦ ﻋ ـ ــﻦ اﻷداء ﺑﺘﺴ ـ ــﺪﻳﺪ دﻳﻨ ـ ــﻪ اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ"‪ .495‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﳝ ـ ــﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﲟ ـ ــﺮﺣﻠﺘﲔ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜ ـ ــﻞ اﻷوﱃ ﰲ إﻋ ـ ــﺪاد اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ‬
‫أﺻـ ــﻞ اﻹﻧـ ــﺬار "‪"l’état collectif forma originale de commandements‬‬
‫ﺗﺘﻀـ ــﻤﻦ ﳎﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﲢﺘـ ــﻮي ﻋﻠـ ــﻰ ﻫﻮﻳـ ــﺔ ﻛﺎﻓـ ــﺔ اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ اﳌﺘﺨﻠﻔـ ــﲔ ﻋـ ــﻦ أداء اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪،‬‬
‫وﻣﺒﻠـ ـ ــﻎ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﻄﺎﻟـ ـ ــﺐ ﺑـ ـ ــﻪ ﻛـ ـ ــﻞ ﻣﻠـ ـ ــﺰم ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ــﺪة‪ ،‬اﳌﺘﻀـ ـ ــﻤﻨﺔ أﻧ ـ ـ ـﻮاع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟﻘﺪﳝـ ـ ــﺔ واﳉﺪﻳـ ـ ــﺪة‬

‫‪ -490‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -491‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن اﺑﻠﻴﻼ ورﺣﻴﻢ اﻟﻄﻮر‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﺪوﻧﺔ اﳉﺪﻳﺪة )ﻗﺎﻧﻮن ‪ ،(15.97‬ﻣﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2000‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -492‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻒ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻨﺎﻇﺮة‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،27‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،2002‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -493‬اﳌﺎدة ‪ 43‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -494‬ﻳﻮﺳﻒ ﳒﻢ ﺟﱪان‪ :‬ﻃﺮق اﻻﺣﺘﻴﺎط واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﻋﻮﻳﺪات ﺑﲑوت‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،1‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1980‬ص ‪ 459‬و‪.466‬‬
‫‪ -495‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺼﻠﺤﻴﺔ رﻗﻢ ‪ ،18‬ﺻﺎدرة ﻋﻦ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 20‬ﻓﱪاﻳﺮ ‪ ،1996‬وﻫﻮ ﻧﻔﺲ اﻻﲡﺎﻩ اﻟﺬي ﺳﺎﻗﺘﻪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪« le commandement est l’acte par lequel le redevable est mis en demeure de s’acquitter de ses‬‬
‫‪dettes sous peine d’y être contraint par toute voie de droit ».‬‬
‫‪192‬‬
‫اﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺔ اﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ــﻬﺎ‪ ،496‬واﻟﺰﻳ ـ ــﺎدات ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ــﺄﺧﲑ وﻣﺼ ـ ــﺎرﻳﻒ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺎت‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﺸ ـ ــﺘﻤﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻔﻴﺪ إﺟﺒﺎر اﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﲟﺎ ﰲ ذﻣﺘﻪ ﲡﺎﻩ اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺼ ـ ــﺒﺢ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺎرﻳﺔ اﳌﻔﻌ ـ ــﻮل ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻌﺒﺌﺘﻬ ـ ــﺎ وﺗﻮﻗﻴﻌﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ‪ ،‬واﻟﺘﺄﺷ ـ ـ ــﲑ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺘ ـ ـ ــﻮﱃ ﻣﺮاﻗﺒﺘﻬ ـ ـ ــﺎ وﳛ ـ ـ ــﺪد اﻟﺸ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻢ‬
‫ﺑ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪ ،‬أﻣ ــﺎ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜ ــﻞ ﰲ ﲢﺮﻳ ــﺮ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ اﻹﻧﻔ ـ ـﺮادي اﻟ ــﺬي ﺗﻜ ــﻮن ﻓﻴ ــﻪ اﻟﺒﻴﺎﻧ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﻀ ـ ــﻤﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ اﻟﺴ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺘﻪ إﺧﻄ ـ ــﺎر اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ اﳌﺘ ـ ــﺄﺧﺮ‬
‫ﻋﻦ اﻷداء ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ رﲰﻴﺔ ﺑﺼﺎﺋﺮ‪.497‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﻳﻌ ـ ــﺮف اﻹﻧ ـ ــﺬار وﱂ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت واﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﳚ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ــﻤﻨﻬﺎ واﻟ ــﱵ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄ‪‬ﺎ أن ﺗﻔﻴ ــﺪ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻌﺮﻓ ــﺔ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ وﺗﻔﺎﺻ ــﻴﻞ اﻟ ــﺪﻳﻦ اﳌﻄﺎﻟ ــﺐ ﺑ ــﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻨ ــﺎ ﻧ ــﺮى أﻧ ــﻪ ﻟﻜ ــﻲ ﻳﻜ ــﻮن اﻹﻧ ــﺬار ﺻ ــﺤﻴﺤﺎ وﻳﻌﺘ ــﺪ ﺑ ــﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ــﺔ اﳌ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻻﺑ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﺗ ـ ـﻮاﻓﺮ ﺷ ــﺮوط‬
‫ﺷﻜﻠﻴﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ( وأﺧﺮى ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@òîÜØ’Ûa@Â늒Ûa@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إن ﺣ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺜﻨﺎ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮوط اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺤﺔ اﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺳﻴﻨﺤﺼ ـ ـ ـ ــﺮ ﰲ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻃﲔ‬
‫أﺳﺎﺳـ ــﻴﲔ ﻳﺘﻤﺤـ ــﻮر أوﳍﻤـ ــﺎ ﰲ ﺷـ ــﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﺳـ ــﻨﺘﻄﺮق ﻟﻠﺒﻴﺎﻧـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﳚـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀـ ــﻤﻨﻬﺎ ﻫـ ــﺬا‬
‫اﻹﻧﺬار ﰲ ﳏﻮر ﺛﺎن‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺷﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪:‬‬
‫ﲤﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﲟﺮﺣﻠﺔ أوﱃ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ إﻋﺪاد اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﲟﺜﺎﺑـﺔ أﺻـﻞ اﻹﻧـﺬار‬
‫‪ « l’état collectif forma original de commandement »498‬ﺗﺘﻀــﻤﻦ ﻛﺎﻓــﺔ اﳌﻠــﺰﻣﲔ‬
‫اﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ اﻷداء اﻟﺬي ﺳﺘﺘﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﺬار اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬

‫‪ -496‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 20‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،2000‬ورد ﻓﻴﻪ‪ " :‬ﺣﻴﺚ إن اﻹﻧﺬار ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﻮع اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ واﻟﺮﺳﻮم‬
‫اﳌﻄﻠﻮب اﺳﺘﺨﻼﺻﻬﺎ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ واﳊﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻋﻰ ﻣﺮﺗﻜﺰة‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺘﻌﲔ اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ واﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺒﻄﻼن اﻹﻧﺬار اﳌﺘﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ"‪ .‬أوردﻩ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -497‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪-279‬‬
‫‪.280‬‬
‫‪ -498‬اﻧﻈﺮ اﻟﻨﻤﻮذج ﰲ اﳌﻠﺤﻖ رﻗﻢ ‪.5‬‬
‫‪193‬‬
‫ﻓ ـ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ــﺮ ﺻـ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ إﱃ ﺷ ـ ـ ــﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وإﳕ ـ ـ ــﺎ أﻟ ـ ـ ــﺰم أن ﻳﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﺑﻮاﺳـ ــﻄﺔ اﻹﻧـ ــﺬار ﰲ ﺷـ ــﻜﻞ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ أﺻـ ــﻠﻴﺔ ﻟﻺﻧـ ــﺬار‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ أن اﳌـ ــﺎدة ‪ 42‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ ﲢـ ــﺪد‬
‫ﻃـ ــﺮق اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ أن اﻹﻧـ ــﺬار ﳚـ ــﺐ أن ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻜﺘﻮﺑـ ــﺎ وﻻ ﻳﺴـ ــﻮغ أن ﻳﺘﺨـ ــﺬ ﺷـ ــﻜﻼ ﻏـ ــﲑ‬
‫ذﻟﻚ‪ .‬وﻳﺸﻜﻞ اﻹﻧﺬار اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﺗﺒﻠﻴﻐﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ وﺳﻴﻠﺔ إﺛﺒﺎت اﲡﺎﻩ اﳌﺪﻳﻦ‪.499‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ ﳚﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻹﻧﺬار‬
‫ﱂ ﻳ ـ ــﻨﺺ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻨﻬﺎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻻ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺎﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻣـ ـ ــﺎ أورد ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 38‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻔﻴـ ـ ــﺪ أن اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي‬
‫ﻳﺸ ـ ــﻤﻞ ﳎﻤ ـ ــﻮع اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺴ ـ ــﺘﺤﻘﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ دون اﻟﺘﻌ ـ ــﺮض إﱃ ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن أو‬
‫ﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ أو ﻣﻜﺎن أداﺋﻬﺎ‪ ،‬أو اﳊﻘﻮق واﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻪ أو اﳉﺰاءات اﻟﱵ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض ﳍﺎ‪.‬‬
‫وﻛﻘﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ﳚﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪:500‬‬
‫‪ -1‬ﻫﻮﻳﺔ اﳌﻠﺰم ﲝﺴﺐ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺷﺨﺼﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ؛‬
‫‪ -2‬ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻧﺬار اﻟﻀﺮﻳﱯ؛‬
‫‪ -3‬اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻹدارﻳﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ )أي اﻟﻘﺒﺎﺿﺔ(؛‬
‫‪ -4‬ﺻﻔﺔ اﶈﺎﺳﺐ وﻣﻮﻃﻨﻪ اﻹداري اﻟﺬي ﺳﻴﺘﻢ ﺑﻪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ؛‬
‫ﺗﻨﻀﺎف ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎت أﺧﺮى ﺗﻨﺎوﻟﺘﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻮﺿﻴﺤﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -5‬ﺗﺎرﻳﺦ اﻹرﺳﺎل ﺑﺎﻟﻴﻮم واﻟﺸﻬﺮ واﻟﺴﻨﺔ؛‬
‫‪ -6‬ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻌﻮن اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار وﺻﻔﺘﻪ؛‬
‫‪ -7‬ﺿﺮورة ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺬار؛‬
‫‪ -8‬ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺪﻳﻮن اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي؛‬

‫‪ -499‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺮﺑﺎط ‪ -‬أﻛﺪال‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2005‬ص ‪.232‬‬
‫‪ -500‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻳﻨﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪-281‬‬
‫‪.282‬‬
‫‪194‬‬
‫‪ -9‬ﻓﺼﻞ اﳉﺪول اﻟﻀﺮﻳﱯ » ‪ « l’article du rôle‬ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ اﻟﺬي ﰎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ اﲣﺎذ‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي؛‬
‫‪ -10‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﱵ ﻓﺮﺿﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ؛‬
‫‪ -11‬اﳌﺒﻠـ ـ ــﻎ اﻹﲨـ ـ ــﺎﱄ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺤﻖ اﻟﻮاﺟـ ـ ــﺐ أداؤﻩ‪ ،‬ﺑﻌـ ـ ــﺪ إﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ ﺻ ـ ـ ـﻮاﺋﺮ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 91‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪ ،‬اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪501‬؛‬
‫‪ -12‬ﺻ ـ ــﻴﻐﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ اﻹﺟﺒ ـ ــﺎر ﺑﻜ ـ ــﻞ اﻟﻮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ واﻟﻄ ـ ــﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﲟ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ذﻟﻚ اﳊﺠﺮ وﺑﻴﻊ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت؛‬
‫‪ -13‬ﺻـ ــﻴﻐﺔ ﺗﺘﻀـ ــﻤﻦ ﻋﺒـ ــﺎرة ﺗـ ــﺪل ﻋﻠـ ــﻰ إﺧﻄـ ــﺎر اﳌـ ــﺪﻳﻦ ‪ -‬اﳌﻠـ ــﺰم ﺑـ ــﺎﻷداء ‪ ،-‬داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ‪30‬‬
‫ﻳﻮﻣﺎ‪ ،‬ﲢﺘﺴﺐ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﺑﺎﻹﺟﺮاء‪502‬؛‬
‫‪ -14‬ﺻ ـ ـ ــﻴﻐﺔ ﺗ ـ ـ ــﺪل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻹداري ﺑﺎﻹﺟﺒ ـ ـ ــﺎر ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺪﻓﻊ أو اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوع ﰲ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪503‬؛‬
‫‪ -15‬ﺧﺎﻧ ـ ــﺔ ﳐﺼﺼ ـ ــﺔ ﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬ﻋﻨ ـ ــﺪ إﻟﺼ ـ ــﺎﻗﻪ ﺑ ـ ــﺂﺧﺮ ﻣ ـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌ ـ ــﺬر‬
‫ﺗﺴـ ـ ــﻠﻴﻤﻪ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺪﻳﻦ أو ﳌـ ـ ــﻦ ﳚﻴـ ـ ــﺐ ﻋﻨـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﺗـ ـ ــﻮﱃ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺗﻌﻴـ ـ ــﻨﻬﻢ‬
‫ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ وأن اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﻳﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﰲ أﻏﻠ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﳊ ــﺎﻻت ﺑﺪاﻳ ــﺔ ﻋﻠﻤ ــﻪ اﻟﻔﻌﻠ ــﻲ ﺑﻮﺟ ــﻮد دﻳ ــﻦ ﰲ ذﻣﺘ ــﻪ‪ .‬وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﺟﻌ ــﻞ اﻟﻘﻀ ــﺎء ﻳﻘﻀ ــﻲ ﰲ ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫اﳊﺎﻻت ﺑﺒﻄﻼن اﻹﻧﺬار اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫‪@@òîÇì™ì½a@Â늒Ûa@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إن ﻗﺮاءﺗﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻺﻧ ـ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﲡﻌﻠﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻃﲔ ﻣﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮﻋﻴﲔ‬
‫ﻣﻬﻤ ـ ــﲔ‪ ،‬ﻳﺘﺠﻠـ ـ ــﻰ اﻷول ﰲ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﳌﻬﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ﻳﻨـ ـ ــﺪرج اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ ﰲ ﺿـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻣﻬﻤـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺿﻤﺎﻧﺎت اﻟﺪﻓﺎع أﻻ وﻫﻲ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻫﺬا اﻹﻧﺬار‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫‪- L’instruction relative au recouvrement des créances publiques, op. cit, p 43.‬‬
‫‪502‬‬
‫‪-L’instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 44.‬‬
‫‪503‬‬
‫‪- L’instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 44.‬‬
‫‪195‬‬
 ‫أوﻻ‪ :‬اﺣﱰام اﳌﻬﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻌﻠ ـ ــﻮم أن اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﺧﺎﻫ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺼ ـ ـ ــﻴﺐ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﰲ أﻣﻮاﻟ ـ ـ ــﻪ ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﺗﺼ ـ ـ ــﻴﺒﻪ ﰲ ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺗﻜﻤ ـ ـ ــﻦ ﰲ ﺗ ـ ـ ــﺬﻛﲑ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﳌﻤﺎﻃ ــﻞ ﺑﻮﺟ ــﻮب أداء دﻳﻨ ــﻪ ﻣ ــﺮة أﺧ ــﲑة ﺑﻌ ــﺪ إرﺳ ــﺎل آﺧ ــﺮ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻣﻨﺤ ــﻪ ﻣﻬﻠ ــﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﻟﻜ ــﻲ ﻳ ــﺘﻤﻜﻦ ﻣـ ــﻦ ﺗ ــﺪﺑﲑ أﻣ ــﺮﻩ وﻳﺴـ ــﺪد ﻣ ــﺎ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣـ ــﻦ دﻳ ــﻮن‪ .504‬ﻓﻘﺒ ــﻞ دﺧـ ــﻮل ﻣﺪوﻧ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﺣﻴـ ــﺰ‬
‫اﻟﻮﺟـ ــﻮد‪ ،‬ﻇﻠـ ــﺖ آﺟـ ــﺎل ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار ﻣﻨﻈﻤـ ــﺔ ﲟﻮﺟـ ــﺐ اﳌـ ــﺎدة ‪ 24‬ﻣـ ــﻦ ﻇﻬـ ــﲑ ‪ ،1935‬ﺣﻴـ ــﺚ أوﺟﺒـ ــﺖ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺈﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺒ ـ ــﺪء ﰲ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ ﺑﻮاﺳـ ــﻄﺔ إﻧـ ــﺬار ﺑﺼـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 27‬ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻈﻬـ ــﲑ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‬
‫"ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـﺮاء اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﻹﻧ ـ ــﺬار إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻢ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 28‬ﻣﻦ اﻟﻈﻬﲑ اﳌﺬﻛﻮر"‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﻣﺪوﻧ ــﺔ ﲢﺼ ــﻴﻞ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ ﻓﻘ ــﺪ ﻧﻈﻤ ــﺖ آﺟ ــﺎل ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل‬
‫ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻧﺼـ ـ ــﺖ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار إﻻ ﺑﻌـ ـ ــﺪ أﺟـ ـ ــﻞ‬
‫ﺛﻼﺛـ ــﲔ ﻳﻮﻣـ ــﺎ اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻻﺳ ـ ــﺘﺤﻘﺎق‪ ،‬وﻋﺸ ـ ـﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗـ ــﻞ ﺑﻌـ ــﺪ إرﺳ ـ ــﺎل آﺧـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 36‬أﻋﻼﻩ"‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻧﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﺣ ـ ــﺪد اﻷﺟ ـ ــﻞ ﰲ ﻣ ـ ــﺪة ﳚ ـ ــﺐ أﻻ ﺗﺘﺠ ـ ــﺎوز ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﺳ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺎق اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ أن ﻳﻨ ـ ـ ــﺰل ﻋﻨﻬ ـ ـ ــﺎ‪،‬‬
‫وﺟﻌـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻻﺳـ ــﺘﺤﻘﺎق ﻧﻘﻄـ ــﺔ اﻧﻄـ ــﻼق اﺣﺘﺴـ ــﺎب اﳌـ ــﺪة ﺑﺄﻛﻤﻠﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﺑـ ــﺬﻟﻚ ﻻ ﳚـ ــﻮز ﻟﻠﻘـ ــﺎﺑﺾ‬
‫اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺪﻳﻦ ﱂ ﻳﺴﺘﺤﻖ‪ ،‬وﱂ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻋﻠﻢ اﳌﺪﻳﻦ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ‪.505‬‬
‫ﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻳﺸ ـ ــﻜﻞ إﻟـ ـ ـﺰام اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﺎﻧﺘﻈ ـ ــﺎر ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻻﺳ ـ ــﺘﺤﻘﺎق‬
‫وﻋﺸ ـ ــﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ إرﺳ ـ ــﺎل آﺧ ـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫اﲡﺎﻫ ــﺎ ﺑﻴﻨ ــﺎ ﳓ ــﻮ ﺗﻌﺰﻳ ــﺰ ﺿ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ــﺰم ﰲ ﻋﻼﻗﺘ ــﻪ ﺑ ــﺈدارة اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ‪ ،‬ذﻟ ــﻚ أن ﺗﻘﻴﻴ ــﺪ اﶈﺎﺳ ــﺐ‪ -‬أﺛﻨ ــﺎء‬
‫ﻣﺒﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ ﳍـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء‪ -‬ﺑﻀـ ــﺮورة اﺣ ـ ـﱰام ﻫـ ــﺬﻩ اﻵﺟـ ــﺎل أﻗـ ــﻮى ﺿ ــﻤﺎﻧﺔ ﻳﻘﺮﻫـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻨﲔ‪ .‬ﻓـ ــﺮﻏﻢ‬

‫‪ -504‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ -505‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪196‬‬
‫أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻵﺟ ـ ــﺎل ﻻ ﺗﺘﻌ ـ ــﺪى ﻋﺸ ـ ـﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ إﻻ أن اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ داﺧ ـ ــﻞ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲤﻜ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ‬
‫‪506‬‬
‫اﲣﺎذ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﲡﺎﻩ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ إﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ إﻟﻴﻪ أو اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ‬
‫‪507‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار‬
‫إن ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻊ اﳉـ ـ ـﺰاء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﻤﺎﻃ ـ ــﻞ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻳﺘﻮﻗ ــﻒ ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﻧ ــﺬار ﺗﺒﻠﻴﻐ ــﺎ ﺻ ــﺤﻴﺤﺎ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﻳﻌ ــﲏ أن اﳌ ــﺪﻳﻦ ﳚ ــﺐ أن ﻳﻜ ــﻮن ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻋﻠ ــﻢ ﺗـ ــﺎم ﲟ ــﺎ ﻗـ ــﺪ ﻳﺘﻌـ ــﺮض ﻟ ــﻪ ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﺑ ــﺎﺧﺘﻼف درﺟﺎ‪‬ـ ــﺎ ﲟ ــﺎ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒﺪﱐ‪.‬‬
‫وﻳـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ إﻣـ ــﺎ ﺑﻮاﺳـ ــﻄﺔ ﻣـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ اﻟﺘـ ــﺎﺑﻌﲔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ أو أي ﺷ ـ ــﺨﺺ‬
‫ﻣﻨﺘ ـ ــﺪب ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وإﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ أو ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻟﱪﻳ ـ ــﺪ اﳌﻀ ـ ــﻤﻮن ﻣ ـ ــﻊ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ‪.508‬‬
‫وﻣﻘﺎرﻧ ـ ــﺔ ﺑﻄـ ـ ــﺮق اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻌﺘﻤـ ـ ــﺪة ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى رﺑـ ـ ــﻂ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﳒ ـ ــﺪ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﰲ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﻐﺎﺿـ ـ ـﻰ ﻋ ـ ــﻦ اﻋﺘﻤ ـ ــﺎد ﻃﺮﻳﻘ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﳌﻔﻮﺿ ـ ــﲔ‪ ،‬وﻟﻌ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺒﺐ ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﻳﺮﺟ ــﻊ إﱃ ﻛ ــﻮن ﻣﺼ ــﺎﱀ اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ ﺗﺘ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﺟﻬ ــﺎز ﺧ ــﺎص ﺑﺎﳌﺘﺎﺑﻌ ــﺎت ﳑ ــﺎ ﻳﻐﻨﻴﻬ ــﺎ ‪ -‬ﻣ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ اﳌﺒ ــﺪأ‪-‬‬
‫ﻋـ ــﻦ اﻻﺳـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ‪‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻔﺌـ ــﺔ‪ ،‬وﻣـ ــﻊ ذﻟـ ــﻚ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻛـ ــﺎن ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺸـ ــﺮع اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴﻬـ ــﺎ ﳌـ ــﺎ ﳍـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﲣﺼـ ــﺺ‬
‫وﲡﺮﺑ ــﺔ ﰲ اﳌﻤﺎرﺳ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴ ــﺘﻮى اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬ ــﺎ ﳌﺨﺘﻠـ ــﻒ رﺑ ــﻮع اﳌﻤﻠﻜ ــﺔ ﲟـ ــﺎ‬
‫ﻗ ــﺪ ﻳﺴ ــﺎﻋﺪ ﻣﺼ ــﺎﱀ اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺘﺜﻤﺎر ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻔﺌ ــﺔ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﺗﺴ ـ ـﺮﻳﻊ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﳌ ــﺎ ﰲ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻟﻄﺮﰲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.509‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﺴ ـ ــﻠﻢ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎ وﻳﺸ ـ ــﻬﺪ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﻷﺻ ـ ــﻠﻴﺔ‬
‫ﻟﻺﻧﺬار ﺑﺘﻮﺻﻠﻪ‪.‬‬

‫‪ -506‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -507‬أﻧﻈﺮ اﳌﻼﺣﻖ ‪ 6‬و ‪ 7‬و ‪.8‬‬
‫‪ -508‬اﳌﺎدﺗﲔ ‪ 41‬و‪ 42‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -509‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪197‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﺗﻌـ ـ ــﺬر ﺗﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻹﻧـ ـ ــﺬار إﱃ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻴﺎ ﻓﻴﺴـ ـ ــﻠﻢ ﰲ ﻃـ ـ ــﺮف ﳐﺘـ ـ ــﻮم ﰲ ﻣﻮﻃﻨـ ـ ــﻪ‬
‫إﱃ أﻗﺎرﺑ ـ ــﻪ أو ﺧﺪﻣ ـ ــﻪ أو ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻴﻪ أو أي ﺷ ـ ــﺨﺺ ﻳﺴ ـ ــﻜﻦ ﻣﻌ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﺸ ـ ــﻬﺪ اﳌﺘﺴ ـ ــﻠﻢ ﺑﺘﻮﺻ ـ ــﻠﻪ وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻺﻧﺬار‪.‬‬
‫ﻗـ ـ ـ ــﺪ ﳛـ ـ ـ ــﺪث أن ﻳﻜـ ـ ـ ــﻮن اﳌـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ أو أﺣـ ـ ـ ــﺪ اﻷﺷـ ـ ـ ــﺨﺎص اﳌـ ـ ـ ــﺬﻛﻮرﻳﻦ اﻟـ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﺗﺴـ ـ ـ ــﻠﻤﻮا اﻹﻧـ ـ ـ ــﺬار‬
‫ﻋـ ــﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋـ ــﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴـ ــﻊ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻮﺻـ ــﻠﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻳﺸـ ــﺎر إﱃ ذﻟـ ــﻚ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤـ ــﺔ اﻷﺻـ ــﻠﻴﺔ ﻟﻺﻧـ ــﺬار‬
‫ﺑﻌﺒﺎرة "ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ" وﻳﻌﺘﱪ ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬وﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ رﻓـ ـ ــﺾ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ أو أﺣـ ـ ــﺪ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرﻳﻦ اﻟﺘﻮﻗﻴـ ـ ــﻊ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﺻـ ـ ــﻞ ﺑﺘﻮﺻـ ـ ــﻠﻪ‬
‫ﻟﻺﻧﺬار ﻓﻴﺸﺎر إﱃ ذﻟﻚ ﺑﻌﺒﺎرة "رﻓﺾ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ" وﻳﻌﺘﱪ ذﻟﻚ ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ رﻓـ ـ ــﺾ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ أو أﺣـ ـ ــﺪ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرﻳﻦ ﺗﺴـ ـ ــﻠﻢ اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﻳﺸـ ـ ــﺎر إﱃ ذﻟـ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﺎﻷﺻ ـ ــﻞ ﺑﻌﺒ ـ ــﺎرة "رﻓ ـ ــﺾ اﻟﺘﺴ ـ ــﻠﻢ" وﻳﻌﺘ ـ ــﱪ آﻧ ـ ــﺬاك اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﰲ اﻟﻴ ـ ــﻮم اﻟﺜ ـ ــﺎﻣﻦ واﳌـ ـ ـﻮاﱄ ﻟﻠﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺬي ﰎ ﻓﻴﻪ رﻓﺾ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‪.‬‬
‫‪ -‬وﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻌـ ــﺬر ﺗﺴـ ــﻠﻢ اﻹﻧـ ــﺬار ﻟﻌـ ــﺪم اﻟﻌﺜـ ــﻮر ﻋﻠـ ــﻰ اﳌـ ــﺪﻳﻦ أو ﻋﻠـ ــﻰ أي ﺷـ ــﺨﺺ ﰲ ﻣﻮﻃﻨـ ــﻪ‬
‫أو ﰲ ﳏـ ــﻞ إﻗﺎﻣﺘـ ــﻪ ﻓـ ــﺈن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻳﻌـ ــﱪ آﻧـ ــﺬاك ﺻـ ــﺤﻴﺤﺎ ﰲ اﻟﻴـ ــﻮم اﻟﻌﺎﺷـ ــﺮ اﳌ ـ ـﻮاﱄ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻌﻠﻴـ ــﻖ اﻹﻧـ ــﺬار‬
‫ﰲ آﺧﺮ ﻣﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ‪.510‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺣﺴ ـ ــﻤﺖ ﰲ ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار ووﺿ ـ ــﻌﺖ ﺣ ـ ــﺪا ﳉﻤﻴ ـ ــﻊ‬
‫اﳌﺸـ ـ ــﺎﻛﻞ واﻟﻌﺮاﻗﻴـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ــﱵ ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﺗﻌـ ـ ــﻮق ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ وذﻟـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳉﺪﻳﺪة‪ 511‬واﻟﱵ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪.5121935‬‬
‫وﳚـ ـ ــﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﺮورة اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة ﺑﻜـ ـ ــﻞ وﺿ ـ ـ ــﻮح ﰲ أﺻـ ـ ــﻞ وﻧﺴ ـ ـ ــﺨﺔ ﺷـ ـ ــﻬﺎدة اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ‬
‫واﻟﻨﺴ ـ ــﺨﺔ إﱃ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ أو اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻘ ـ ــﻮم ﻣﻘﺎﻣ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻋ ـ ــﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬

‫‪ -510‬اﳌﺎدة ‪ 43‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -511‬اﳌﺎدة ﻧﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -512‬ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 35‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 1935/08/21‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻳﺴﻠﻢ اﻹﻧﺬار إﱃ اﳌﺮﺳﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳉﺎﰊ‪ ،‬أو ﻋﻮن اﳌﺘﺎﺑﻌﺎت‪ ،‬اﻟﺬي‬
‫ﻳﻌﻄﻲ ﺑﻪ وﺻﻼ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ"‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻔﻴ ـ ـ ــﺪ ﻇ ـ ـ ــﺮوف اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ واﻟﻌﻨ ـ ـ ـﻮان وﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار وإﻣﻀ ـ ـ ــﺎء ﻋ ـ ـ ــﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ‬
‫واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻷن اﻹﻧﺬار ﻳﻌﺘﱪ إﺟﺮاء ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ‪.513‬‬
‫وﻣـ ـ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ـ ــﺎرة إﻟﻴـ ـ ـ ــﻪ أن اﶈﺎﺳـ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ ﳝﻜﻨـ ـ ـ ــﻪ اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﰲ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﻧـ ــﺬار ﺑـ ــﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ أو اﻟﺴـ ــﻠﻄﺎت اﻹدارﻳـ ــﺔ اﻟﱰاﺑﻴـ ــﺔ وذﻟـ ــﻚ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ ﻃﻠـ ــﺐ ﻳﻮﺟـ ــﻪ إﱃ اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ‬
‫اﳌﺨﺘﺼ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ اﻷﻣ ــﺮ ﺑﺒﻌ ــﺪ ﻣ ــﻮﻃﻦ أو إﻗﺎﻣ ــﺔ اﳌ ــﺪﻳﻦ أو أﻧ ــﻪ ﺧ ــﺎرج داﺋ ــﺮة اﶈﺎﺳ ــﺐ أو ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ‬
‫ﻻ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﻣﺼﺎﱀ اﻟﱪﻳﺪ‪.514‬‬
‫إﻻ أﻧـ ـ ــﻪ إذا ﻛﺎﻧـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة – أي ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻧـ ـ ــﺬار – إﺣـ ـ ــﺪى اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟـ ـ ــﱵ أﺗـ ـ ــﻰ‬
‫‪ ‬ــﺎ اﳌﺸ ــﺮع ﻟﻀ ـ ـﻤﺎن ﺣﻘ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈ‪ ‬ــﺎ ﻻ ﲣﻠ ــﻮ ﻣ ــﻦ ﺻ ــﻌﻮﺑﺎت ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺗﻠ ــﻚ اﻟ ــﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬ ــﺎ‬
‫اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷﺧ ـ ــﲑة ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ .515‬ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻘﻀ ـ ــﺎء ﺣﻴ ـ ــﺚ أن اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻖ اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫ﺑـ ـ ــﺂﺧﺮ ﻣـ ـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﻗﺮﻳﻨـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ وﻗـ ـ ــﻮع اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ‪ ،‬ﻳﻄـ ـ ــﺮح إﺷـ ـ ــﻜﺎل إﺛﺒـ ـ ــﺎت واﻗﻌـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴـ ـ ــﻖ ﰒ‬
‫اﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﻜﻔﻴﻠ ــﺔ ﺑﺒﻘﺎﺋ ــﻪ ﻣﻌﻠﻘ ــﺎ ﻃ ـ ـﻮال ﻫ ــﺬﻩ اﳌ ــﺪة وﻛﻴﻔﻴ ــﺔ إﺛﺒﺎﺗ ــﻪ‪ ،‬ﺗﻌﺘ ــﱪ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀ ــﻴﺎت ﺗﺮاﺟﻌ ــﺎ ﻋ ــﻦ‬
‫إﺣ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻛ ـ ــﺎن ﻳﻮﻓﺮﻫ ـ ــﺎ ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳌﻠﻐ ـ ــﻰ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻨﻬﺎ ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﲢﻤﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻓﺘﻌ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ وأن اﻹدارة ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﺣﺼ ـ ــﻮل اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺮور ﻋﺸ ـ ــﺮة أﻳ ـ ــﺎم ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻖ‬
‫اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﺑ ـ ـ ــﺂﺧﺮ ﻣ ـ ـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﺬﻩ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ وﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ أﺧ ـ ـ ــﺮى ﰲ ﻳ ـ ـ ــﺪ اﻹدارة ﻟﺘﱪﻳ ـ ـ ــﺮ ﻋﺠﺰﻫ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺑﻌﺾ اﳌﺪﻳﻨﲔ‪.516‬‬
‫وﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ــﻞ ﺗﻜـ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﲢﻤﻴ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻋ ـ ــﺐء إﺛﺒ ـ ــﺎت ﻗﻴﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑﻜﺎﻓ ـ ــﺔ وﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻷﺧ ـ ــﺮى‪ ،517‬إذ ﻻ ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ اﻟ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻣ ــﺎ ﻳﻔﻴ ــﺪ ﻃﺮﻳﻘ ــﺔ وﻛﻴﻔﻴ ــﺔ اﻹﺛﺒ ــﺎت‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ــﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ــﻲ اﻋﺘﻤﺎدﻫ ــﺎ ﻗﺎﻋ ــﺪة ﻋﺎﻣ ــﺔ ﰲ ﺗﻌﺎﻣ ــﻞ‬

‫‪ -513‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪ -514‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ ،34‬وﻛﺬا اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 42‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -515‬ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﻨﺎن اﳌﺮاﺑﻂ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ اﻟﺘﺪﺑﲑ‬
‫اﻹداري‪ ،‬اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة – اﻟﺮﺑﺎط –‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ‪ ،2008-2006‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -516‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -517‬وﰲ ﻫﺬا اﻻﲡﺎﻩ ﺳﺎر اﻟﺴﻴﺪ اﳋﺎزن اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰﻣﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺬﻛﺮة‬
‫ﻣﺼﻠﺤﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪم اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ إﻻ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻨﻔﺎذ ﻛﻞ اﻟﻄﺮق اﻷﺧﺮى‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫اﻹدارة ﻣـ ــﻊ اﳌﻠـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬ﺑـ ــﻞ ﻛﺎﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻻ ﻳﻨﺒﻐـ ــﻲ اﻟﺘﻮﺳـ ــﻊ ﻓﻴـ ــﻪ ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﻳﻜﺸـ ــﻒ اﻟﻌﺠـ ــﺰ اﻟﺒـ ــﲔ ﰲ ﻣﻼﺣﻘـ ــﺔ‬
‫اﳌـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬واﻻﲡـ ــﺎﻩ ﳓـ ــﻮ اﻟﻮﺳـ ــﺎﺋﻞ اﻷﻛﺜـ ــﺮ أﻣﺎﻧـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟـ ــﻺدارة ﻟﻜﻨﻬـ ــﺎ أﻛﺜـ ــﺮ ﻣﺴﺎﺳـ ــﺎ ﺑﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻫـ ــﺬا‬
‫اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻏـ ـ ـ ـﺮار اﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﺿ ـ ـ ــﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 53‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ واﻟـ ــﺬي ﻳﻌﺘـ ــﱪ إﻧـ ــﺬارا ذي ﻃﺒﻴﻌـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ‪ ،‬أي ﲟﺜﺎﺑـ ــﺔ ﺣﺠـ ــﺰ ﲢﻔﻈـ ــﻲ ﻳـ ــﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ دون أي إﺟـ ـ ـﺮاء ﺳ ـ ــﺎﺑﻖ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺮج ﺟ ـ ــﺪاول ﻣﻮﻗ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ ﻃﺮﻓ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﻳـ ــﺘﻢ ﻫـ ــﺬا ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ ﰎ إﺧﺒـ ــﺎر اﶈﺎﺳـ ــﺐ ﺑﺒﺪاﻳـ ــﺔ أﺧـ ــﺬ اﻷﺛـ ــﺎث أو اﻟﺜﻤـ ــﺎر ﺧﻔﻴـ ــﺔ وﺧﺸـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ ﺟ ـ ـﺮاء‬
‫ذﻟﻚ ﺿﻴﺎع ﺿﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.518‬‬
‫ﻓﻔ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﻳﺒ ـ ــﲔ ﻋ ـ ــﻮن اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﰲ اﶈﻀ ـ ــﺮ اﻷﺛ ـ ــﺎث واﻷﺷ ـ ــﻴﺎء‬
‫اﶈﺠ ـ ــﻮزة‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ــﺎب ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ إﺿ ـ ــﻔﺎء اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻃ ـ ــﺎﺑﻊ اﻹﻧ ـ ــﺬار‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳜﻀ ـ ــﻊ ﻟﻠﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﻧ ـ ــﺬار ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬ﻓﻌ ـ ــﻼوة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛﻮﻧ ـ ــﻪ ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﺧﺎﺿ ـ ــﻊ ﻟﻠﱰﺧ ـ ــﻴﺺ اﳌﺴ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﺎ إذا ﻛ ـ ــﺎن ‪‬ﺪﻳ ـ ــﺪ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ‬
‫اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ أو ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻳﻌﻤ ـ ـ ــﻞ ﳊﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻪ أو ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻟﻐ ـ ـ ــﲑ‪ ،‬ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ اﳊ ـ ـ ــﺎﻻت ﳛ ـ ـ ــﺮم اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.519‬‬
‫ﻓـ ـ ــﺈذا ﻛـ ـ ــﺎن ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ إﺣـ ـ ــﺪى اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟـ ـ ــﱵ أﻗﺮﻫـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﻗﺒـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ ﺑـ ــﺎﻗﻲ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ آﺛـ ــﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣـ ــﱴ ﰎ ﺑﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻵﺛﺎر ﻧﺬﻛﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ إﺟـ ـ ـﺮاء اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣﻀ ـ ــﻰ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﻧﺬار؛‬
‫‪ -‬ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻘﺎدم اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 123‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪،‬‬
‫‪ -‬إﻣﻜﺎﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي اﻷﺧـ ــﺮى ﻛﺎﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳉـ ــﺎﺋﺰ وﻛـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻷﺧﺮى اﻟﱵ ﻳﺮاﻫﺎ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺿﺮورﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ -518‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -519‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪200‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻣـ ـ ــﺎ ذﻛـ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻳﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﺑﺪاﻳـ ـ ــﺔ اﺣﺘﺴـ ـ ــﺎب اﻟﺼ ـ ـ ـﻮاﺋﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺗﻌﺘـ ـ ــﱪ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗﻮاﺑـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ وﻣﺸـ ـ ــﺘﻤﻼﺗﻪ اﻟﻮاﺟﺒـ ـ ــﺔ اﻷداء واﻟـ ـ ــﱵ ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﺳﺘﺨﻼﺻـ ـ ــﻬﺎ ﻋـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ‬
‫إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ 520‬وﺗﺘﺤ ـ ـ ــﺪد ﺑﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ‪ %2‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﳎﻤ ـ ـ ــﻮع اﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌـ ـ ـ ـﺮاد ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻠﻬﺎ وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 91‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻜـ ــﺲ اﻟﻨﻈـ ــﺎم اﻟـ ــﺬي ﻛـ ــﺎن ﻣﻌﻤـ ــﻮﻻ ﺑـ ــﻪ ﰲ إﻃـ ــﺎر‬
‫ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ 1935‬اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻄﺒﻖ ‪.%3‬‬
‫ﺑﻘ ـ ــﻲ ﻟﻨ ـ ــﺎ أن ﻧﺸ ـ ــﲑ إﱃ أن اﻹﻧ ـ ــﺬار ﱂ ﻳﻌ ـ ــﺪ ﳛﺘ ـ ــﺎج إﱃ إذن ﻣﺴ ـ ــﺒﻖ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳊ ـ ــﺎل ﰲ‬
‫ﻇـ ــﻞ ﻇﻬـ ــﲑ ‪ ،1935‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻛـ ــﺎن اﻹذن ﺷـ ــﺮﻃﺎ أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺎ ﻟﺼـ ــﺤﺔ اﻹﻧـ ــﺬار‪ .521‬ذﻟ ـ ــﻚ أن اﳌـ ــﺎدة ‪ 37‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‪ 522‬أﻟﻐـ ــﺖ ﻫـ ــﺬا اﻹذن وﱂ ﻳﻌـ ــﺪ واردا ﺑﺎﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ أول درﺟـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ درﺟـ ــﺎت اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ ﲡـ ــﺎﻩ‬
‫اﳌـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ اﳌﻤـ ـ ــﺎﻃﻠﲔ‪ ،‬ﻏـ ـ ــﲑ أن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻷﺧـ ـ ــﺮى ﺗﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻣﻮﻗﻮﻓـ ـ ــﺔ ﲢـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﺒﻄﻼن ﻋﻠـ ـ ــﻰ إذن‬
‫رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺘﻘـ ــﺪ أﺣـ ــﺪ اﻟﺒـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 523‬أن اﳌﺸـ ــﺮع ﺑﺈﻟﻐﺎﺋـ ــﻪ اﻹذن اﳌﺴـ ــﺒﻖ ﻟﻺﻧـ ــﺬار ﻗـ ــﺪ ﺣـ ــﺬا ﺣـ ــﺬو اﳌﺸـ ــﺮع‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ــﺬي أﻋﻔـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻹذن ﺳـ ـ ـ ــﻌﻴﺎ ﻟﻠﺴـ ـ ـ ــﺮﻋﺔ ﰲ اﻟﺘـ ـ ـ ــﺪﺑﲑ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻤﺎرﺳـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎ ﳊﻘ ـ ــﻮق اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ــﺆوﻻ ﻋ ـ ــﻦ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ ﳚ ـ ــﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــﺮورة اﳊ ـ ــﺮص ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ ﻣﻐ ـ ــﺎﻻة أو ﺷ ـ ــﻄﻂ ﻗ ـ ــﺪ‬
‫ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﲡﺎﻩ ﻫﺬا أو ذاك ﳊﺎﺟﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻳﻌﻘﻮب‪.‬‬
‫واﻧﻄﻼﻗ ـ ــﺎ ﳑـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﻳﺸـ ـ ــﻜﻞ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار إﺣـ ـ ــﺪى اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﳌﻘـ ـ ــﺮرة ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة‬
‫اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أﺣﺎﻃـ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﲟﺠﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت واﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳋﻀـ ـ ــﻮع ﳍـ ـ ــﺎ واﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﻟﻴﻬـ ـ ــﺎ ﲝﺴـ ـ ــﻦ ﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﺄﺳـ ـ ــﺎس ﻟﻜـ ـ ــﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻗﺒﻞ اﳌﺮور إﱃ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺣﺠﺰ اﻷﻣﻮال وﺑﻴﻌﻬﺎ‪.524‬‬

‫‪ -520‬ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 38‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬وﻳﺸﺘﻤﻞ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﳎﻤﻮع اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧﻔﺲ اﳌﺪﻳﻦ "‪.‬‬
‫‪ -521‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 29‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪.1935‬‬
‫‪ -522‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 37‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ أﻧﻪ‪" :‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻹﻧﺬار‪ ،‬ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪ ،‬إﻻ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﲰﻴﺔ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺗﺮﺧﻴﺺ‪."...‬‬
‫‪ -523‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -524‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪201‬‬
 ‫@‪@@525åí†àÜÛ@òÛìÔä½a@Þaìßþa@óÜÇ@Œv§a@ÕíŠ @åÇ@ð¦a@Ýî–znÛa@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﱂ ﻳﻌ ـ ـ ــﺮف اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ ﺻ ـ ـ ــﺮﳛﺔ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﻻ ﰲ ﻇﻬ ـ ـ ــﲑ ‪ 21‬ﻏﺸ ـ ـ ــﺖ ‪ ،1935‬وﻻ ﰲ‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 97-15‬ﲟﺜﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وإﳕ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ــﺮك ذﻟـ ـ ــﻚ ﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﻪ‬
‫واﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫ﻓـ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷﻣ ـ ـ ـﻮال ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺟـ ـ ــﻞ اﺳ ـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ــﺔ ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳋـ ــﺎص ﺗﻘﺘﻀـ ــﻲ ﺑﺎﻟﻀـ ــﺮورة اﳌـ ــﺮور ﻋـ ــﱪ ﺗـ ــﺪﺧﻞ اﻟﻘﻀـ ــﺎء ﺑـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﳋﻄـ ــﻮرة ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت‬
‫داﺧ ــﻞ ا‪‬ﺘﻤ ــﻊ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ــﺔ ﻗ ــﺪ ﻣﻨﺤﻬـ ــﺎ اﳌﺸ ــﺮع ﻣـ ــﻦ اﻻﻣﺘﻴ ــﺎزات ﻣ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬـ ــﺎ ﺗﺒﺎﺷ ــﺮ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳊﺠـ ـ ــﺰ دون اﳊﺎﺟـ ـ ــﺔ إﱃ اﻟﺮﺟـ ـ ــﻮع إﱃ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻧﻄﻼﻗـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ــﻖ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ اﳌﺒﺎﺷـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻛﺮﺳ ـ ــﺖ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻻﻣﺘﻴ ـ ــﺎزات‪ ،‬إﻻ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﲡﻌﻠﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻗ ـ ـ ـ ــﻂ ﻣﻄﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﲣﻀ ـ ـ ـ ــﻊ ‪‬ﻤﻮﻋ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺒﻘ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻌﺔ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،526‬وﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ اﳊﺠ ـ ـ ـ ــﺰ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء اﻟﻔﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟﻨ ـ ـ ـ ــﺎﺟﻊ ﰲ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺔ اﳉﱪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﳚﻌﻞ اﳌﺪﻳﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﲜﺪﻳﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ واﳋﻄﺮ اﶈﺪق ﺑﻪ‪.527‬‬
‫وﻳﻠﺠ ـ ــﺄ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ إﱃ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮة اﻟ ـ ــﱵ ﱂ‬
‫ﻳﺆدﻫ ــﺎ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﰲ اﻵﺟـ ــﺎل اﶈـ ــﺪدة‪ ،528‬وﺑﻌـ ــﺪ ﻣـ ــﺮور ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار‪ ،‬وﻳﺼـ ــﻨﻒ اﳊﺠـ ــﺰ إﱃ‬
‫ﺻﻨﻔﲔ‪ :‬ﺣﺠﺰ ﲢﻔﻈﻲ‪ ،‬وﺣﺠﺰ ﺗﻨﻔﻴﺬي‪.‬‬
‫‪@@ïÄÐznÛa@Œv§a@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﱂ ﻳﻌـ ـ ـ ــﺮف اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع اﳊﺠـ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـ ـﻮاء ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ـ ــﺘﻮى ﻣﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ أو ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺗﻄ ـ ــﺮق إﱃ اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻨﺎﲨ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﻠﻮك‬
‫ﻣﺴﻄﺮﺗﻪ‪.‬‬
‫وﻗ ــﺪ ﺗ ــﻮﱃ اﻟﻔﻘ ــﻪ ﻣﺴ ــﺄﻟﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔ ــﻪ أﺧ ــﺬا ﺑﻌ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒ ــﺎر اﻟﻔﺼ ــﻮل اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ ﻟ ــﻪ ﰲ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ــﻄﺮة‬
‫اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺧﺼﻮﺻ ـ ـ ــﺎ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻠﲔ ‪ 453‬و‪ ،529454‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﻋﺘﱪﺗ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔ ـ ـ ــﺎت "ﺑﻜﻮﻧ ـ ـ ــﻪ إﺟـ ـ ـ ـﺮاء‬
‫‪525‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 48-58.‬‬
‫‪ -526‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -527‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻌﻤﺮاﱐ وﻣﺮاد اﳋﺮوﰊ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.64-65‬‬
‫‪ -528‬ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﻨﺎن اﳌﺮاﺑﻂ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪202‬‬
‫ﳝ ـ ــﻨﺢ ﻟﻠـ ـ ــﺪاﺋﻦ اﻟـ ـ ــﺬي ﳜﺸـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪﻳﻨـ ـ ــﻪ أن ﻳﻔـ ـ ــﻮت اﻷﻣـ ـ ــﻼك اﻟ ـ ــﱵ ﳝـ ـ ــﺎرس ﺣﻘـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎن اﻟﻌـ ـ ــﺎم‬
‫‪‬ﺪف اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟﺪاﺋﻨﻴﺔ ﻫﺬا"‪.530‬‬
‫وﻗ ــﺪ ﻋﺮﻓ ــﻪ ﻋﺒـ ــﺪ اﻟﻌﺰﻳـ ــﺰ ﺗﻮﻓﻴـ ــﻖ ﺑﺄﻧ ــﻪ‪" :‬وﺿ ــﻊ أﻣ ـ ـﻮال اﳌ ــﺪﻳﻦ ﲢ ــﺖ ﻳ ــﺪ اﻟﻘﻀ ــﺎء وﻏ ــﻞ ﻳ ــﺪﻩ ﻋ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺼ ــﺮف ﻓﻴﻬ ــﺎ ﺗﺼ ــﺮﻓﺎ ﻳﻀ ــﺮ ﲟﺼ ــﺎﱀ داﺋﻨﻴ ــﻪ ﲤﻬﻴ ــﺪا ﻟﻨ ــﺰع ﻣﻠﻜﻴﺘﻬ ــﺎ ﳌﺼ ــﻠﺤﺘﻬﻢ واﺳ ــﺘﻴﻔﺎء ﺣﻘ ــﻮﻗﻬﻢ ﻣ ــﻦ‬
‫ﲦﻨﻬ ــﺎ إذا ﱂ ﻳ ــﺆد اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻣ ــﺎ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣ ــﻦ دﻳ ــﻮن"‪ ،531‬ﻛﻤ ــﺎ ﻋﺮﻓ ــﻪ ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻔﻘ ــﻪ ﺑﻜﻮﻧ ــﻪ "ﺿ ــﺒﻂ ﻣ ــﺎل اﳌ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﻣﻨﻌﺎ ﻟﻠﺘﺼﺮف ﻓﻴﻪ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻳﻀﺮ ﲝﻘﻮق اﻟﺪاﺋﻨﲔ ﰲ اﻧﺘﻈﺎر ﺣﺼﻮل ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺪﻩ"‪.532‬‬
‫ﻓ ـ ــﺎﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ــﻲ ﻟ ـ ــﻴﺲ إﻻ إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﺣﱰازﻳ ـ ــﺎ ﻳﻠﺠ ـ ــﺄ إﻟﻴ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق‬
‫اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻀ ــﻴﺎع‪ ،‬وﻏﺎﻟﺒ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن اﳍ ــﺪف ﻣﻨ ــﻪ وﺿ ــﻊ أﻣـ ـﻮال اﳌ ــﺪﻳﻦ ﺑ ــﲔ ﻳ ــﺪي اﻟﻘﻀ ــﺎء ﰲ اﻧﺘﻈ ــﺎر‬
‫ﲢﻮﻳ ـ ـ ــﻞ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬي‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺎﳊﺠﺮ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﳜ ـ ـ ــﺮج ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻛﻮﻧ ـ ـ ــﻪ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءا‬
‫اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎ‪ ،‬وﳚﺐ أن ﻳﺼﺪر ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪@@ðˆîÐänÛa@Œv§a@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي إﺟـ ـ ـﺮاء ﻳﻨ ـ ــﺪرج ﺿ ـ ــﻤﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي وﻳ ـ ــﺄﰐ‬
‫ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ "ﺗﺒﺎﺷ ـ ــﺮ‬
‫إﺟ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ـ ــﱪي ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﺣﺴ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﱰﺗ ـ ـ ـ ــﺐ اﻵﰐ‪ :‬اﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار – اﳊﺠ ـ ـ ـ ــﺰ –‬
‫اﻟﺒﻴﻊ‪."...‬‬

‫‪ -529‬ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 453‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻻ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ ﺳﻮاء وﺿﻊ ﻳﺪ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻘﻮﻻت‬
‫واﻟﻌﻘﺎرات اﻟﱵ اﻧﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻣﻨﻊ اﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻳﻀﺮ ﺑﺪاﺋﻨﻪ وﻳﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺗﱪﻋﺎ أو ﺑﻌﻮض ﻣﻊ‬
‫وﺟﻮد اﳊﺠﺰ ﺑﺎﻃﻼ وﻋﺪﱘ اﻷﺛﺮ"‪.‬‬
‫‪ -‬وﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 454‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﰲ ﻓﻘﺮﺗﻪ اﻷوﱃ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻳﺒﻘﻰ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﺋﺰا ﻟﻸﻣﻮال إﱃ أن ﻳﺘﺤﻮل اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ‬
‫إﱃ ﺣﺠﺰ آﺧﺮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻐﲑ ذﻟﻚ وﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﲔ ﺣﺎرس ﻗﻀﺎﺋﻲ"‪.‬‬
‫‪ -530‬ﳏﻤﺪ اﺑﻦ اﳊﺎج اﻟﺴﻠﻤﻲ‪ :‬اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻌﻘﺎري‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ دار اﻟﻘﻠﻢ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.312‬‬
‫‪ -531‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﻓﻴﻖ‪ :‬ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬اﳉﺰء اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﳌﻌﺎرف‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1998‬ص‬
‫‪.299‬‬
‫‪ -532‬أﲪﺪ أﺑﻮ اﻟﻮﻓﺎ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﰲ اﳌﻮاد اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻧﻮن أﺻﻮل اﶈﺎﻛﻤﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﱐ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،1980 ،2‬ص‬
‫‪.590‬‬
‫‪203‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن اﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار أول إﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ـ ــﱪي اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﱰﺗ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﺼ ـ ـ ــﺎرﻳﻒ إﺿ ـ ـ ــﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻞ اﳊﻘﻴﻘ ـ ـ ــﻲ ﻹﺟﺒ ـ ـ ــﺎر اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻮﻓ ـ ـ ــﺎء إﳕ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻤﺜ ـ ـ ــﻞ ﰲ اﳊﺠ ـ ـ ــﺮ‬
‫واﻟﺒﻴﻊ‪.533‬‬
‫وﻳﻌﺘـ ــﱪ اﳊﺠـ ــﺰ ﺣﺴـ ــﺐ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌﺪوﻧـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻮ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﻔﻌﻠـ ــﻲ ﰲ اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ اﳉﱪﻳـ ــﺔ ﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﻛـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﻨ ـ ــﺎﺟﻊ ﲝﻴـ ــﺚ ﳚﻌ ـ ــﻞ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻳﺸ ـ ــﻌﺮ ﲜﺪﻳ ـ ــﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ واﳋﻄ ـ ــﺮ اﶈ ـ ــﺪق‬
‫ﺑ ـ ـ ــﻪ‪ ،534‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧ ـ ـ ــﻪ وﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ وﺳ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـ ــﺘﻢ ﲟﺒ ـ ـ ــﺎدرة ﻣ ـ ـ ــﻦ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ دون اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫واﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرا ﳉﺪﻳـ ـ ــﺔ اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﻛـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬي وﺗـ ـ ــﺄﺛﲑﻩ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻌﻨﻮﻳـ ـ ــﺔ وﻣﺼـ ـ ــﺪاﻗﻴﺔ اﶈﺠـ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‬
‫وذﻣﺘ ـ ــﻪ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺣ ـ ــﺎط اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﲟﺠﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﻮاﺑﻂ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﺮوط‪ 535‬ﻣﺴ ـ ــﺒﻘﺔ‬
‫وﺟﺐ اﺣﱰاﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار ﻛﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ إﻟﻴﻪ أﻋﻼﻩ؛‬
‫ب‪ -‬إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻟﱰﺧﻴﺺ‪536‬؛‬

‫‪ -533‬ﲪﺎدة ﺑﻦ ﳐﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ -534‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ، -‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2004-2003‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -535‬اﳌﻼﺣﻆ أن ﲨﻴﻊ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﺷﱰﻃﺖ ﻟﺼﺤﺔ اﳊﺠﺰ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮوط أﺳﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺎل اﻷداء؛‬
‫ب‪ -‬أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﲔ اﳌﻘﺪار؛‬
‫ج‪ -‬أن ﻳﻜﻮن ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ أي ﻧﺰاع‪.‬‬
‫اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 438‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ اﳌﻐﺮﰊ‪.‬‬
‫‪- L’article 50 de la loi N° 91-650 du 9 juillet 1991.‬‬
‫‪ -536‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار ﻛﺈﺟﺮاء ﻣﻦ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﱂ ﻳﻌﺪ ﳛﺘﺎج إﱃ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ‬
‫اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺒﺎﺷﺮة اﳊﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي واﻟﺒﻴﻊ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻣﺴﺒﻖ ﻳﺼﺪرﻩ رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ‬
‫اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﳌﺎدة ‪ 37‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬واﻟﱵ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ‪ " :‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻹﻧﺬار ﻻ ﳝﻜﻦ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪ ،‬إﻻ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﲰﻴﺔ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﺗﺒﲔ اﳌﺪﻳﻦ أو اﳌﺪﻳﻨﲔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﻢ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 29‬أﻋﻼﻩ ﻳﺼﺪر ﻫﺬا‬
‫اﻟﱰﺧﻴﺺ ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﳍﺎ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ أو ﻋﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﳌﻔﻮض ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ ﻟﺬﻟﻚ"‪.‬‬
‫‪204‬‬
 ‫ت‪ -‬اﺣﱰام اﻟﱰاﺗﺒﻴﺔ اﻟﻮاردة ﺑﺎﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪537‬؛‬
‫د‪ -‬اﺣﱰام اﻵﺟﺎل‪.538‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﻹﳌ ـ ــﺎم ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟ ـ ــﱵ أﺗ ـ ــﺖ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻧ ـ ــﺮى أن‬
‫ﻧﺘﻄﺮق ﳍﺎ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳊﺎﻻت اﻟﱵ ﲢﻮل دون اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﳊﺠﺰ‬
‫‪ -‬أوﱃ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊـ ــﺎﻻت ﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 55‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‬
‫ﻣ ــﻦ أن ﺳـ ــﻌﻲ اﳌـ ــﺪﻳﻦ إﱃ اﻟﻮﻓ ــﺎء ﺑﺪﻳﻨـ ــﻪ ﻛـ ــﺎﻣﻼ ﲟـ ــﺎ ﻓﻴ ــﻪ ﺻ ـ ـﻮاﺋﺮ اﳊﺠـ ــﺰ ﺣﻴـ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻳـ ــﺘﻢ‬
‫ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻒ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﲟﺠ ـ ــﺮد أداء ﲨﻴ ـ ــﻊ اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳ ـ ــﺮى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ ،539‬اﺷـ ـ ـﱰاط اﻷداء اﻟﻜﻠ ـ ــﻲ‬
‫ﻟﻠ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻌ ـ ــﲏ أن اﻷداء اﳉﺰﺋ ـ ــﻲ أو اﻟﺘـ ـ ـﺰام اﻷداء ﻋﻠ ـ ــﻰ دﻓﻌ ـ ــﺎت ﻻ ﻳﻮﻗ ـ ــﻒ اﳊﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﺬا‬
‫اﻻﲡ ـ ــﺎﻩ ﺣﺴ ـ ــﺐ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺒﺎﺣ ـ ــﺚ ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻻﻟﺘـ ـ ـﺰام ﻋﻠ ـ ــﻰ دﻓﻌ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻊ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺣ ـ ــﻼ وﺳ ـ ــﻄﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﰲ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ وﻻ ﻳﻀ ـ ــﺮ ﲟﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬وﳓ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﺪورﻧﺎ‬

‫إﻻ أﻧﻪ وﺑﺼﻔﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﳍﺬا اﻟﱰﺧﻴﺺ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا أﺧﱪ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺑﺒﺪاﻳﺔ أﺧﺬ اﳌﻨﻘﻮﻻت اﳋﻔﻴﺔ‪،‬‬
‫وﳜﺸﻰ ﻣﻦ ﺿﻴﺎع ﺿﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ إذا ﰎ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار ﻓﺈن اﶈﺎﺳﺐ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﱃ إﺟﺮاء اﳊﺠﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي‪ ،‬أو إﺟﺮاء‬
‫ﺣﺠﺰ ﻋﻠﻰ اﶈﺎﺻﻴﻞ واﻟﺜﻤﺎر دوﳕﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﻧﺘﻈﺎر ﻣﺮور أﺟﻞ ﺛﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار‪.‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﱂ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﻧﺬار ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺴﺘﺨﺮج ﺟﺪاول ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ دوﳕﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﺣﱰام أي إﺟﺮاء‬
‫آﺧﺮ ﲟﺎ ﰲ ذﻟﻚ آﺧﺮ إﺷﻌﺎر ﺑﺪون ﺻﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻹﻧﺬار ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺣﺠﺰ ﲢﻔﻈﻲ‪.‬‬
‫‪ -537‬ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﻣﺴﻄﺮة اﳊﺠﺰ ﰲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻹﻧﺬار ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﳌﺸﺮع‬
‫ﺣﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬ﳜﺘﻠﻒ ﰲ اﳉﻮﻫﺮ ﻋﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ ،1935‬ﻓﺎﶈﺎﺳﺐ أﺻﺒﺢ ﻣﻘﻴﺪا ﺑﺪرﺟﺎت اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ -538‬ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮوط اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻘﺪ أﻟﺰم اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﺻﺮاﺣﺔ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﳊﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻘﻮﻻت‬
‫اﳌﻠﺰم اﻧﺘﻈﺎر ﻣﺮور أﺟﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﳊﺠﺰ‪ ،‬وﻫﻲ اﳌﺪة اﻟﱵ اﳓﺼﺮت ﰲ ﻇﻞ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ 1935‬ﰲ ‪ 20‬ﻳﻮﻣﺎ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻮﺣﻲ ‪ -‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﺒﺪأ ‪ -‬إﱃ اﲡﺎﻩ اﳌﺸﺮع ﳓﻮ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﳎﺎل اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰﻣﲔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺪة اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻗﺪ ﲤﻜﻦ‬
‫اﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑ اﻷﻣﺮ وﲤﻜﲔ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻣﻦ اﳌﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ‪ ،‬أو اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أي ﺗﺴﻮﻳﺔ ﳑﻜﻨﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء‬
‫ﳌﺴﻄﺮة اﳊﺠﺰ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ إﺟﺮاءات وﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎرﻳﻒ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ إﺛﻘﺎل ﻛﺎﻫﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮب‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -539‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪205‬‬
‫ﻧﺆﻛ ــﺪ ﻫ ــﺬا اﻟـ ـﺮأي ﻟﻜﻮﻧ ــﻪ ﻳﺸ ــﻜﻞ ﺿ ــﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم وﳝﻜ ــﻦ اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﺳ ــﺘﺨﻼص دﻳﻮ‪ ‬ــﺎ دوﳕ ــﺎ اﳋ ــﻮض‬
‫ﰲ إﺟﺮاءات اﳊﺠﺰ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺛﺎﻧﻴ ـ ـﺔ ﻫ ــﺬﻩ اﳊ ــﺎﻻت وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ أﺷ ــﺎرت ﻟ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪ 56‬ﻣ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ــﺔ ﲢﺼ ــﻴﻞ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻧﻌ ـ ــﺪام ﻣﻨﻘ ـ ــﻮﻻت ﻗﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬وﺣ ـ ــﲔ ﻳﺘﺒ ـ ــﲔ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫وﺟـ ــﻮد أي وﺳـ ــﻴﻠﺔ أﺧـ ــﺮى ﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳌﺒـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒـ ــﺔ ﰲ ذﻣـ ــﺔ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﳛـ ــﺮر ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﳏﻀـ ــﺮ ﺑﻌـ ــﺪم‬
‫وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ ﻣﻦ ﻃﺮف اﶈﺎﺳﺐ أو ﻣﻦ ﳝﺜﻠﻪ ﲝﻀﻮر اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﻳﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء‪.‬‬
‫‪ -‬ﺛﺎﻟﺜ ـ ـ ـﺔ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊـ ـ ــﺎﻻت ﻫـ ـ ــﻲ ﺣﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﲟـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﻣﻌـ ـ ــﺮوﻓﲔ ﺑﺴـ ـ ــﻌﺮﻫﻢ‪ ،540‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ‬
‫ﻳﻜ ـ ــﻮن اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم ﺻ ـ ــﻌﻮﺑﺔ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ــﺰ ﲡ ـ ــﺎﻩ ﻫ ـ ــﺆﻻء اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﳊ ـ ــﺎﻟﺘﻬﻢ‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ وﻳﻜﻔ ـ ــﻴﻬﻢ اﻹدﻻء ﺑﺸ ـ ــﻬﺎدة اﻟﻌ ـ ــﻮز اﳌﺴ ـ ــﻠﻤﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻣﻘﺎﺑ ـ ــﻞ‬
‫ﳏﻀﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ‪.‬‬
‫‪ -‬وآﺧ ـ ـ ــﺮ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳊ ـ ـ ــﺎﻻت وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﺎ أﺷ ـ ـ ــﺎرت ﻟ ـ ـ ــﻪ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 54‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﺧﺘﻔ ـ ــﺎء أو رﺣﻴ ـ ــﻞ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ دون اﻹﻋ ـ ــﻼن ﻋ ـ ــﻦ ﻋﻨﻮاﻧ ـ ــﻪ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ‪ ،‬وﻋﻨ ـ ــﺪ‬
‫اﻧﻌـ ــﺪام أﻣ ـ ـﻮال ﻗﺎﺑﻠـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠـ ــﺰ‪ ،‬ﻳـ ــﺘﻢ ﲢﺮﻳـ ــﺮ ﳏﻀـ ــﺮ ﺗﻔﺘـ ــﻴﺶ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ أو‬
‫ﻣﻦ ﳝﺜﻠﻪ وذﻟﻚ ﲝﻀﻮر اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﻳﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﲟﺴﻄﺮة اﳊﺠﺰ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 455‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪" :‬إذا‬
‫وﻗ ـ ــﻊ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻨﻘ ـ ــﻮﻻت ﺗﻮﺟ ـ ــﺪ ﰲ ﺣ ـ ــﻮزة اﳌﻨﻔ ـ ــﺬ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــﺎم ﻋ ـ ــﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﲝﺼ ـ ــﺮﻫﺎ وﺗﺮﻗﻴﻤﻬ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﳏﻀﺮ‪."...‬‬

‫‪ -540‬ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 57‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪" :‬ﻳﺜﺒﺖ ﻋﺴﺮ اﳌﺪﻳﻨﲔ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻣﺎ ﲟﺤﻀﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 56‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﲔ اﳌﻌﺮوﻓﲔ ﺑﻘﺪر‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء واﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻔﺾ اﳊﺠﺰ‬
‫اﻟﺬي أﺟﺮي ﻋﻠﻴﻬﻢ إﱃ أي ﻧﺘﻴﺠﺔ؛‬
‫‪ -‬وإﻣﺎ ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﻌﻮز اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﻳﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﻧﻴﲔ اﳌﻌﺮوﻓﲔ ﺑﻌﺴﺮﻫﻢ"‪.‬‬
‫ﻫﺬا وﳚﺐ اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﱵ ﲡﺮم اﻓﺘﻌﺎل اﻟﻌﺴﺮ ﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ أﲰﺎﻩ اﻓﺘﻌﺎل اﻟﻌﺴﺮ‬
‫ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 84‬إﱃ اﳌﺎدة ‪.89‬‬
‫‪206‬‬
‫وﺑﻘـ ـ ـﺮاءة ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪ أن ﺷ ـ ــﺮط اﻟﻜﺘﺎﺑ ـ ــﺔ وﲢﺮﻳ ـ ــﺮ ﳏﻀ ـ ــﺮ ﰲ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت‬
‫ﻫـ ـ ــﻮ ﺷـ ـ ــﺮط أﺳـ ـ ــﺎس ﻟﺼـ ـ ــﺤﺔ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ .‬وﳚـ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ ﳏﻀـ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ 541‬ﲢـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﺒﻄﻼن‪،‬‬
‫ﺑﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت ﺗﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﻮﺻ ـ ـ ــﻒ ﻣ ـ ـ ــﺪﻗﻖ وﻣﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ﻟﻜ ـ ـ ــﻞ اﻷﺷ ـ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠ ـ ـ ــﻮزة‪ ،‬وﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ وﺗﻌﻴ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﳊﺎرس ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻳ ـ ــﺘﻢ ﲢﺮﻳ ـ ــﺮ ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أن ﳛ ـ ــﺮص ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ اﶈﻀ ـ ــﺮ وﺻ ـ ــﻔﺎ دﻗﻴﻘ ـ ــﺎ وﻣﻔﺼ ـ ــﻼ ﻟﻸﺷ ـ ــﻴﺎء اﻟ ـ ــﱵ وﻗ ـ ــﻊ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﳊﺠ ــﺰ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﺣ ــﱴ ﻻ ﻳﻘ ــﻊ اﺳ ــﺘﺒﺪاﳍﺎ ﺑﺄﺷ ــﻴﺎء ﳑﺎﺛﻠ ــﺔ ﻟﻴﺴ ــﺖ ﳍ ــﺎ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﻘﻴﻤ ــﺔ ﳑ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﻳﻀ ــﺮ ﲟﺼ ــﺎﱀ‬
‫اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أﻧ ــﻪ ﻳﺘﻌ ــﲔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ أن ﳜﺘ ــﺎر ﻣ ــﻦ ﺑ ــﲔ اﻷﺷ ــﻴﺎء اﳌﻮﺟ ــﻮدة‪ ،‬ﺗﻠ ــﻚ اﻟ ــﱵ ﺗﺘ ــﻮﻓﺮ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﻴﻤ ـ ــﺔ ﻣﺎﻟﻴـ ــﺔ وأن ﻳﺘﻮﻗ ـ ــﻒ ﻋـ ــﻦ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﳌﺰﻳ ـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت ﻣـ ــﱴ ﺗﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ أن ﻻﺋﺤ ـ ــﺔ اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء‬
‫اﻟـ ــﱵ ﺿ ـ ــﻤﻨﺖ ﰲ اﶈﻀـ ــﺮ ﲤﻜ ـ ــﻦ ﻣـ ــﻦ ﺗﺴ ـ ــﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن واﳌﺼـ ــﺎرﻳﻒ اﻹﺿ ـ ــﺎﻓﻴﺔ ﻣـ ــﻦ ﻓﻮاﺋ ـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ــﺄﺧﲑ‬
‫وﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﺣﱴ ﻻ ﻳﻀﺮ ﲟﺼﺎﱀ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣـ ـ ــﻆ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرات ذات ﻃـ ـ ــﺎﺑﻊ‬
‫اﺟﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ وإﻧﺴ ـ ــﺎﱐ‪ ،542‬اﺳ ـ ــﺘﺜﲎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ــﺰ ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻗﺎﺑﻠـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠـ ــﺰ ﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ أورد اﳌﺸـ ــﺮع ﻻﺋﺤـ ــﺔ ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﺷـ ــﻴﺎء ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 46‬ﻣـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘﺎﺑـ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﻮاﻗ ـ ــﻊ ﻻﺋﺤ ـ ــﺔ اﻷﺷـ ـ ــﻴﺎء ﻏ ـ ــﲑ اﻟﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠـ ـ ــﺰ اﻟ ـ ــﱵ وردت ﰲ اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ ‪458‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻊ إدﺧﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت‪.543‬‬
‫ﺟﺪول ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﳊﺠﺰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‬
‫اﻷﺷﻴﺎء اﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﳊﺠﺰ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﳌﺎدة ‪ 46‬ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﳊﺠﺰ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ ‪458‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‬ ‫ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻗﺎﺑﻠ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠ ـ ـ ــﺰ ﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﳊﺠﺰ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -541‬اﻧﻈﺮ اﻟﻨﻤﻮذج ﰲ اﳌﻠﺤﻖ رﻗﻢ ‪.9‬‬

‫‪ -542‬ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﻨﺎن اﳌﺮاﺑﻂ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -543‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.247-246‬‬
‫‪207‬‬
 ‫‪ -1‬ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاش اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم واﳌﻼﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ وأواﱐ اﻟﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺦ‬ ‫اﳌﺸﺎرة إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪:‬‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻤﺤﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ؛‬ ‫‪ -1‬ﻓ ـ ـﺮاش اﻟﻨـ ــﻮم واﳌﻼﺑـ ــﺲ وأواﱐ اﻟﻄـ ــﺒﺦ اﻟﻼزﻣـ ــﺔ‬
‫‪ -2‬اﳋﻴﻤﺔ اﻟﱵ ﺗﺆوﻳﻬﻢ؛‬ ‫ﻟﻠﻤﺤﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ؛‬
‫‪ -2‬اﻟﺴ ـ ــﻜﲎ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺄوي ﻋﺎﺋﻠﺘ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ‪ -3‬اﻟﻜﺘ ـ ـ ــﺐ واﻷدوات اﻟﻼزﻣ ـ ـ ــﺔ ﳌﻬﻨ ـ ـ ــﺔ اﶈﺠ ـ ـ ــﻮز‬
‫ﻋﻠﻴﻪ؛‬ ‫أﺳ ـ ـ ـ ــﺎس أﻻ ﺗﺘﻌ ـ ـ ـ ــﺪى ﻗﻴﻤﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎﺋﱵ أﻟ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫‪ -4‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻼزﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺮ‬ ‫درﻫﻢ )‪(200000.00‬؛‬
‫ﻟﻠﻤﺤﺠـ ـ ـ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﲢـ ـ ـ ـ ــﺖ‬ ‫‪ -3‬اﻟﻜﺘـ ـ ـ ــﺐ واﻷدوات اﻟﻼزﻣـ ـ ـ ــﺔ ﳌﻬﻨـ ـ ـ ــﺔ اﶈﺠـ ـ ـ ــﻮز‬
‫ﻛﻔﺎﻟﺘﻪ؛‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ؛‬
‫‪ -4‬اﳌ ـ ـ ـﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴـ ـ ــﺔ اﳌﺨﺼﺼـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻐﺬﻳـ ـ ــﺔ اﶈﺠـ ـ ــﻮز ‪ -5‬ﺑﻘـ ـ ـ ـﺮﺗﲔ وﺳ ـ ـ ــﺘﺔ رؤوس ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻐ ـ ـ ــﻨﻢ أو اﳌﻌ ـ ـ ــﺰ‬
‫ﺑﺎﺧﺘﻴ ـ ــﺎر اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻓ ـ ــﺮس‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﳌﺪة ﺷﻬﺮ واﺣﺪ؛‬
‫أو ﺑﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أو ﲪـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أو ﲪـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﻦ ﺑﺎﺧﺘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر‬ ‫‪ -5‬اﳊﻴﻮاﻧ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﺪر ﻗ ـ ـ ـ ــﻮت اﶈﺠ ـ ـ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﺰم ﻷﻛ ـ ــﻞ وﻓـ ـ ـﺮاش‬ ‫وﻛﺬا اﻟﻌﻠﻒ اﻟﻀﺮوري ﻟﱰﺑﻴﺘﻬﺎ؛‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳊﻴﻮاﻧ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣ ـ ـ ـ ــﺪة ﺷ ـ ـ ـ ــﻬﺮ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ـ ــﱭ‬ ‫‪ -6‬اﻟﺒ ــﺪور اﻟﻜﺎﻓﻴ ــﺔ ﻟﺒ ــﺬر ﻣﺴ ــﺎﺣﺔ ﺗﻌ ــﺎدل ﲬ ــﺲ‬
‫وﻋﻠﻒ وﺣﺒﻮب؛‬ ‫ﻫﻜﺘﺎرات؛‬
‫‪ -7‬اﻷﺷـ ـ ــﻴﺎء اﻟﻀـ ـ ــﺮورﻳﺔ ﻟﻸﺷـ ـ ــﺨﺎص اﳌﻌـ ـ ــﺎﻗﲔ أو ‪ -6‬اﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺬور اﻟﻜﺎﻓﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺬر ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺘﻪ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎدل‬
‫ﻣﺴﺎﺣﺔ اﳌﻠﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ؛‬ ‫اﻟﱵ ﲣﺼﺺ ﻟﻌﻼج اﳌﺮﺿﻰ‪.‬‬
‫‪ -7‬ﻧﺼـ ـ ــﻴﺐ اﳋﻤـ ـ ــﺎس ﻣـ ـ ــﺎ ﱂ ﻳﻜـ ـ ــﻦ ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة رب‬
‫اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻞ واﻟﻜ ـ ـ ــﻞ دون ﻣﺴ ـ ـ ــﺎس ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻠﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺠﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻼﺣﻈﺎت‪:‬‬
‫اﳌﻼﺣﻈ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‪ :‬ﰲ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ اﺳ ـ ــﺘﺒﺪل اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﻜﻠﻤ ـ ــﺎت أو اﻟﻌﺒ ـ ــﺎرات اﻟ ـ ــﱵ ﲡﺎوزﻫ ـ ــﺎ‬
‫ﻷ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺗﺴ ـ ـ ــﺎﻳﺮ اﳌﺘﻐ ـ ـ ـﲑات اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ــﺔ وﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻠﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﺟ ـ ـ ــﻪ اﳋﺼ ـ ـ ــﻮص ﰲ‬
‫اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ اﻟﻘ ـ ــﺮوي ﻣﺜ ـ ــﻞ "اﳋﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺆوﻳﻬﻢ )اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ وﻟﻌﺎﺋﻠﺘ ـ ــﻪ(" ﺑ ـ ـ ـ "اﻟﺴ ـ ــﻜﲎ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺗ ـ ــﺆوي ﻋﺎﺋﻠﺘ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس أﻻ ﺗﺘﻌ ـ ــﺪى ﻗﻴﻤﺘﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎﺋﱵ أﻟ ـ ــﻒ درﻫ ـ ــﻢ )‪ .(200000.00‬وأﻟﻐ ـ ــﻰ ﻧﺼ ـ ــﻴﺐ‬

‫‪208‬‬
‫اﳋﻤ ـ ــﺎس اﻟ ـ ــﺬي ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﲤﺜ ـ ــﻞ ﺣﺼ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﻞ ﰲ اﳌﺰرﻋ ـ ــﺔ وﺗﺴ ـ ــﺎوي ﲬ ـ ــﺲ اﶈﺼ ـ ــﻮل اﻟﺴ ـ ــﻨﻮي ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ آﻧ ـ ــﺬاك ﺿـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ "اﻟﱰﺗﻴ ـ ــﺐ" ﻣﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻨﺘ ـ ــﻮج اﻟﻔﻼﺣ ـ ــﻲ ﻛﻤ ـ ــﺎ أﺿ ـ ــﺎف ﻣﺮاﻋ ـ ــﺎة ﻟﻠﺠﺎﻧ ـ ــﺐ‬
‫اﻹﻧﺴ ـ ــﺎﱐ "اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﻟﻀ ـ ــﺮورﻳﺔ ﻟﻸﺷ ـ ــﺨﺎص اﳌﻌ ـ ــﺎﻗﲔ أو اﻟ ـ ــﱵ ﲣﺼ ـ ــﺺ ﻟﻌ ـ ــﻼج اﳌﺮﺿ ـ ــﻰ" وﻫ ـ ــﻲ اﻟﺘﻔﺎﺗ ـ ــﺔ‬
‫ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﺸﺮع ﳓﻮ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ واﳌﺮض‪.‬‬
‫اﳌﻼﺣﻈـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ :‬ﻣـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ اﳌﻀـ ــﻤﻮن‪ ،‬ﺗﻌﺘـ ــﱪ اﻟﺴـ ــﻜﲎ ﻏـ ــﲑ اﻟﻘﺎﺑﻠـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠـ ــﺰ ﻫـ ــﻲ اﻟﺴـ ــﻜﲎ‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﺘﺠ ـ ــﺎوز ﻗﻴﻤﺘﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎﺋﱵ أﻟ ـ ــﻒ )‪ (200000.00‬درﻫ ـ ــﻢ اﻟ ـ ــﱵ أﺷ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣﺮﺳ ـ ــﻮم‬
‫‪ 1968‬ﻛﻴ ـ ــﻒ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ــﻜﲎ ﻃﺎﳌ ـ ــﺎ أن ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﻻ‬
‫ﻳﺘـ ـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻻﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص ﳌﻌﺮﻓـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻴﻤـ ـ ــﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺴـ ـ ــﻜﲎ‪ ،‬ﻫـ ـ ــﻞ ﺗﺘﺠـ ـ ــﺎوز ‪ 200000.00‬درﻫـ ـ ــﻢ أم‬
‫ﻻ؟ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﻄ ـ ــﺮح اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل ﻋ ـ ــﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﳉ ـ ــﻮء ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ إﱃ ﺧﺒ ـ ــﲑ ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻤﺎ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﱂ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ؟‬
‫اﳌﻼﺣﻈ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ‪ :‬ﻏﺎﻟﺒـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ﺗﻄـ ــﺮح اﻷدوات اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ ﳌﻬﻨـ ــﺔ اﶈﺠـ ــﻮز ﻋﻠﻴـ ــﻪ إﺷـ ــﻜﺎﻻ ﻳ ـ ـﺆدي إﱃ‬
‫ﻣﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻟﻄـ ـ ــﺮﻓﲔ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ـ ـ ــﺪاﺋﻦ ﻳﺮﻳـ ـ ــﺪ ﺗﻀ ـ ـ ــﻴﻴﻖ ﻻﺋﺤـ ـ ــﺔ اﻷدوات اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻬﻨﺘ ـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ــﻞ ﻓ ــﺈن اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻳﺴ ــﻌﻰ ﻟﺘﻮﺳ ــﻴﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻄﺒﻴ ــﺐ ﻣ ــﺜﻼ ﻳﻌﺘ ــﱪ أن ﻛ ــﻞ اﻟﺘﺠﻬﻴ ـ ـﺰات اﻟ ــﱵ ﺗﺘ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ‬
‫اﳌﺼ ـ ـ ــﺤﺔ أو اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﺎدة ﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻞ أدوات ﺿ ـ ـ ــﺮورﻳﺔ ﳌﻬﻨﺘ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻻ ﳚ ـ ـ ــﻮز أن ﻳﻄﺎﳍ ـ ـ ــﺎ اﳊﺠ ـ ـ ــﺮ وﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻄﺒﻴ ـ ـ ـﺐ اﻷﺳـ ـ ــﻨﺎن وﺻـ ـ ــﺎﺣﺐ اﻟﻔﻨـ ـ ــﺪق واﶈـ ـ ــﺎﻣﻲ؛ ﺑﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ اﻋﺘـ ـ ــﱪ اﳌﺸـ ـ ــﺮع أن اﻷدوات اﻟﻼزﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻬﻨ ـ ــﺔ ﲣـ ـ ــﺺ أدوات اﳊـ ـ ــﺮﰲ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ أن ﻳﺒـ ـ ــﲔ أﳘﻴﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﻛﺂﻟـ ـ ــﺔ اﳋﻴﺎﻃـ ـ ــﺔ أو‬
‫اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﱵ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ واﻟﱵ ﺗﻜﻮن ﻣﻮرد دﺧﻠﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ‪.‬‬
‫اﳌﻼﺣﻈـ ــﺔ اﻷﺧـ ــﲑة‪ :‬ﻻ ﻳﻜـ ــﻮن اﳊﺠـ ــﺰ ﺑـ ــﺎﻃﻼ إذا ﻣـ ــﺎ ﰎ ﺗﻘﻴﻴـ ــﺪ ﰲ ﳏﻀـ ــﺮ اﳊﺠـ ــﺰ ﻋـ ــﻦ ﻗﺼـ ــﺪ أو‬
‫ﻋ ــﻦ ﻏ ــﲑ ﻗﺼ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ ﻣ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ــﺔ أﺣ ــﺪ اﻷﺷ ــﻴﺎء ﻏ ــﲑ اﻟﻘﺎﺑﻠ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠ ــﺰ‪ ،‬ﻏ ــﲑ أﻧ ــﻪ‬
‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ إﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﶈﻀﺮ وﻳﺒﻘﻰ اﳊﺠﺰ ﺻﺤﻴﺤﺎ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺠﺰ ﺳﺎﺑﻖ‬
‫ﻣـ ــﻦ ﺑـ ــﲔ اﳊـ ــﺎﻻت اﻟـ ــﱵ ﺗﻌـ ــﱰض اﳊﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌﻠـ ــﺰم ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وﺟـ ــﻮد‬
‫ﺣﺠـ ــﺰ ﺳـ ــﺎﺑﻖ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ ﺟﻬـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﻣ ـ ـﻮال‪ ،544‬ﻓﻔـ ــﻲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻳﺘـ ــﻮﱃ ﻣـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ‬

‫‪ -544‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪209‬‬
‫واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﲜﻤﻴ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﺒﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻗﺼ ـ ــﺪ اﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺈﺗﺒ ـ ــﺎع أﺣ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺴﺒﻴﻠﲔ‪ ،‬ﲝﺴﺐ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﳊﺠﺰ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪:545‬‬
‫‪ -‬إذا ﻛـ ــﺎن اﳊﺠـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬﻳﺎ‪ ،‬أﻣﻜـ ــﻦ ﳌـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة إﺟ ـ ـﺮاءات اﳊﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﻤﻠﻪ اﳊﺠﺰ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺑﻴﻊ اﶈﺠﻮز ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ دﻳﻮن اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣ ـ ــﺎ إذا ﱂ ﻳﻜ ـ ــﻦ ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺟ ـ ــﺎز ﻟ ـ ــﻪ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﺈﻋﺎدة إﺣﺼﺎء اﻷﺛﺎث‪ ،‬واﻷﻣﻮال اﶈﺠﻮزة وﺗﺒﻠﻴﻎ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﳊﺠﺰ إﱃ‪:‬‬
‫• اﳊﺎﺟﺰ اﻷول؛‬
‫• اﳌﺪﻳﻦ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ؛‬
‫• اﶈﺠﻮز ﻟﺪﻳﻪ واﳊﺎرس‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﳊ ـ ــﺎﺟﺰ واﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻳﻜ ـ ــﻮن إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺎ ﲢ ـ ــﺖ‬
‫ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻛ ـ ــﺎن واﺿ ـ ــﺤﺎ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﻞ ﺻ ـ ــﻴﻐﺔ اﻟﻮﺟ ـ ــﻮب ﰲ ﺣ ـ ــﲔ‬
‫ﺗﺮﻛﻪ اﺧﺘﻴﺎرﻳﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻏﲑ اﶈﺠﻮز ﻟﺪﻳﻪ‪.546‬‬
‫ﻫـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﲟﺜﺎﺑـ ـ ــﺔ ﺗﻌـ ـ ــﺮض ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑـ ـ ــﲔ ﻳـ ـ ــﺪي اﳊـ ـ ــﺎﺟﺰ‬
‫اﻷول ﻋﻠ ـ ــﻰ رﻓ ـ ــﻊ اﻟﻴ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﻦ اﳊﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻣﻨﻌ ـ ــﺎ ﻟﻠﺤ ـ ــﺎﺟﺰ اﻷول ﻣ ـ ــﻦ اﺳ ـ ــﺘﺨﻼص دﻳﻨ ـ ــﻪ ودﻳ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻣﻨﻌ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻪ أﻳﻀ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻮزﻳ ـ ــﻊ اﳌﺘﺤﺼ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﺑﻴ ـ ــﻊ اﶈﺠ ـ ــﻮزات‪ ،‬ﳊﻔ ـ ــﻆ اﻣﺘﻴ ـ ــﺎز اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪاﺋﻨﲔ‪.547‬‬
‫ﻫـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ أن ﻳﻄﻠـ ـ ــﺐ ﻣﻮاﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠـ ـ ــﺰ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــﺎﻋﺲ اﳊ ـ ــﺎﺟﺰ اﻷول ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎ ﻟﻠﻮﺻ ـ ــﻮل إﱃ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،548‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻏﻢ ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻄﺮﺣ ـ ــﻪ‬

‫‪ -545‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -546‬ﺗﻨﺺ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 47‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ‪" :‬وﳚﺐ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﳊﺠﺰ إﱃ اﳊﺎﺟﺰ اﻷول‬
‫واﳌﺪﻳﻦ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وإن اﻗﺘﻀﻰ اﳊﺎل إﱃ اﶈﺠﻮز ﻟﺪﻳﻪ واﳊﺎرس"‪.‬‬
‫‪ -547‬اﻷﻣﺮاﱐ زﻧﻄﺎر اﳊﺴﻦ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ "اﳉﺰء اﻷول"‪ ،‬ﻃﺮق اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﳌﻨﺎزﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﱂ ﻳﺘﻢ اﻹﺷﺎرة إﱃ‬
‫دار اﻟﻄﺒﻊ وﺳﻨﺔ اﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -548‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 48‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘﺎﻋﺲ اﳊﺎﺟﺰ اﻷول ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻣﺴﻄﺮة اﳊﺠﺰ"‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫إﺛﺒ ـ ــﺎت ﺗﻘ ـ ــﺎﻋﺲ اﳊ ـ ــﺎﺟﺰ اﻷول ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﻌﻮﺑﺎت ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،549‬ﺗﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺰﻳ ـ ــﺪ‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻟﺘـ ــﺪﻗﻴﻖ ﻛﺎﻟﺘﻨﺼـ ــﻴﺺ ﻋﻠـ ــﻰ أﺟـ ــﺎل ﻣﻌﻴﻨـ ــﺔ ﲤـ ــﻨﺢ ﻟﻠﺤـ ــﺎﺟﺰ اﻷول ﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﺣﺠـ ــﺰﻩ اﺑﺘـ ــﺪاء ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﺑﺎﳊﺠﺰ اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﺗﻔﺎدﻳﺎ ﻟﺘﻘﺎذف أﻣﻮال اﳌﺪﻳﻦ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ‪.550‬‬
‫‪ -2‬اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﺮﻓﺾ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺪﻳﻦ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ اﻷداء‬
‫وﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﺘﺠﺪات ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 49‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪" :‬إذا أﺻـ ــﺮ اﳌـ ــﺪﻳﻦ أﺛﻨـ ــﺎء اﳊﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ رﻓـ ــﺾ أداء ﻣـ ــﺎ ﺑﺬﻣﺘـ ــﻪ‪ ،‬ﻳﻘـ ــﻮم ﻣـ ــﺄﻣﻮر‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﺑﺈﺣﺼ ـ ــﺎء اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﳌﻮﺟ ـ ــﻮدة ﰲ اﶈ ـ ــﻼت وداﺧ ـ ــﻞ اﻷﺛ ـ ــﺎث اﻟ ـ ــﺬي ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﻪ‬
‫أن ﻳﻄﻠﺐ ﻓﺘﺤﻪ‪ ،‬وﳛﺮر ﳏﻀﺮا ﺑﺬﻟﻚ"‪.‬‬
‫وﺣﺴﺐ اﳌﺎدة ‪ 50‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﳚﺐ أن ﻳُﻀ ‪‬ﻤﻦ اﶈﻀﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬وﺻﻒ اﻷﻣﺘﻌﺔ اﶈﺠﻮزة؛‬
‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻴﻊ؛‬
‫‪ -‬وﺗﻌﻴﲔ اﳊﺎرس‪.551‬‬

‫‪ -549‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -550‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -551‬إذا ﻛﺎن اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ ﻳﺒﻘﻲ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﺋﺰا ﻷﻣﻮاﻟﻪ وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ‪‬ﺎ‪ ،‬ﻓﺈن اﳌﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﳊﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻻ‬
‫ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺎرﺳﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء وﻻ ﳝﻜﻨﻪ اﻟﺘﻤﺘﻊ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﻳﻌﲔ ﺣﺎرﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة )ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻨﻘﻮد وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 454‬ﻣﻦ‬
‫ق‪.‬م‪.‬م( إذا واﻓﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أو أن ﻳﺴﻠﻤﻬﺎ إﱃ ﺣﺎرس آﺧﺮ ﺑﻌﺪ إﺣﺼﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻏﲑ أﻧﻪ ﰲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن‪ ،‬ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﲔ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎرﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة ﳌﺼﻠﺤﺘﻪ وﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺪاﺋﻦ أﻳﻀﺎ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﺸﺨﺺ ﻣﻌﻨﻮي ﻛﺸﺮﻛﺔ ﻣﺜﻼ‪ ،‬ﰎ ﺗﻌﻴﲔ ﳑﺜﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺣﺎرﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة‪.‬‬
‫وﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﻴﲔ ﺣﺎرس ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﻪ اﶈﺠﻮزة ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ أو ﺧﺪﻣﻪ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ وﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ‪ .‬وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻌﻴﲔ أي ﺷﺨﺺ ﺣﺎرس ﻣﻦ ﻃﺮف اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﻳﻌﲔ ﺣﺎرﺳﺎ دون أن‬
‫ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﲔ أﻫﻠﻪ أو أﻗﺎرﺑﻪ أو أﻫﻞ أو أﻗﺎرب اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫وﲡﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﳏﻀﺮ اﳊﺠﺰ ﳚﺐ أن ﻳﺸﲑ ﺻﺮاﺣﺔ إﱃ ﺗﻌﻴﲔ اﳊﺎرس وﻗﺒﻮﻟﻪ ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ وﺗﻮﻗﻴﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮوا ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫اﳊﺠﺰ ﳍﺬا اﶈﻀﺮ‪.‬‬
‫‪211‬‬
 ‫‪ -3‬وﺟﻮد اﻷﺑﻮاب ﻣﻐﻠﻘﺔ‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﺗﻨﺎوﻟـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 52‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ 552‬ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻓـ ـ ــﺘﺢ اﻷﺑ ـ ـ ـﻮاب‬
‫اﳌﻐﻠﻘـ ــﺔ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﳝﻜـ ــﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘـ ــﻪ أن اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻗـ ــﺪ ﺣـ ــﺎول ﲡـ ــﺎوز ﳐﺘﻠـ ــﻒ اﻻﻧﺘﻘـ ــﺎدات اﻟـ ــﱵ وﺟﻬـ ــﺖ‬
‫إﱃ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ‪ ،553‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻣﻜ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﻣ ـ ــﻦ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﰲ ﳎ ـ ــﺎل اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‬
‫ﻋ ـ ــﱪ إﻟـ ـ ـﺰام اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗ ـ ــﺮﺧﻴﺺ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺴ ـ ــﻤﺢ ﲟﻮﺟﺒ ـ ــﻪ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﲟﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﻓ ـ ــﺘﺢ اﻷﺑ ـ ـﻮاب اﳌﻐﻠﻘـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻗﺼ ـ ــﺪ اﺳﺘﺼ ـ ــﺪار‬
‫أﻣ ـ ــﺮ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ــﺔ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﻷواﻣ ـ ــﺮ اﳌﺒﻨﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻃﻠ ـ ــﺐ‪ ،554‬ﺑﻌ ـ ــﺪﻣﺎ اﻗﺘﺼ ـ ــﺮ اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـﺆازرة ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ اﻟﺼ ـ ــﻠﺢ وﻋﻤﻴ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ــﺮﻃﺔ‪ ،‬وﻋﻨ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪم وﺟﻮدﳘ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﺆازرة أﺣ ـ ــﺪ ﺿ ـ ــﺒﺎط اﻟﺸ ـ ــﺮﻃﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﳏﻞ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻘﺪﱘ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺑﻘ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺟـ ـ ـﻮاز ﻣﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ دون ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ دﻗﻴ ـ ــﻖ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ ﻣﻌﻄﻴ ـ ــﺎ ﳌ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟ ـ ــﻦ ﻳـ ـ ـﺮاﻩ‬

‫وﰲ ﲨﻴﻊ اﻷﺣﻮال ﻓﺈن ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﻳﺬﻛﺮ اﳊﺎرس ﺑﺎﻟﻮاﺟﺒﺎت اﳌﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ وﺿﻤﺎن اﻷﺷﻴﺎء‬
‫اﶈﺠﻮزة اﻟﱵ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳍﺎ أن ﺗﺘﻌﺮض ﻷي ﺗﻠﻒ أو ﺳﺮﻗﺔ أو اﺳﺘﺒﺪاﳍﺎ ﺑﺄﺷﻴﺎء أﺧﺮى‪ ،‬ﺑﻞ ﳝﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ أو اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ‬
‫ﻳﺄذن ﻟﻪ ﻃﺎﻟﺐ اﳊﺠﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﺳﺘﺒﺪاﻟﻪ واﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﳊﻖ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫‪-‬أﻧﻈﺮ‪ :‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ -552‬ﺟﺎء ﰲ اﳌﺎدة ‪ 52‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أﻧﻪ‪ " :‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺬر ﻋﻠﻰ ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﺄﻣﻮرﻳﺘﻪ‬
‫ﻟﻜﻮن اﻷﺑﻮاب ﻣﻐﻠﻘﺔ أو ﻧﻈﺮا ﻟﺮﻓﺾ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻟﻪ‪ ،‬ﻳﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻣﺮ ﺻﺎدر ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫‪ 148‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﻔﺘﺢ أﺑﻮاب اﶈﻼت ذات اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻬﲏ أو اﳌﻌﺪة ﻟﻠﺴﻜﲎ‪ ،‬وﻛﺬا اﻷﺛﺎث‪ ،‬ﰲ ﺣﺪود ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫وﳍﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﳚﻮز ﻟﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﻳﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺜﺒﺖ ﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاب واﳊﺠﺰ ﰲ ﳏﻀﺮ واﺣﺪ ﳛﺮرﻩ ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ وﻳﻮﻗﻌﻪ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﱵ ﻗﺪﻣﺖ‬
‫اﳌﺴﺎﻋﺪة"‪.‬‬
‫‪ -553‬اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪.1935‬‬
‫‪ -554‬ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 148‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﳜﺘﺺ رؤﺳﺎء اﶈﺎﻛﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ وﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺒﺚ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻘﺎل ﻳﺴﺘﻬﺪف‬
‫اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺣﺎل أو ﺗﻮﺟﻴﻪ إﻧﺬار أو أي إﺟﺮاء ﻣﺴﺘﻌﺠﻞ ﰲ أﻳﺔ ﻣﺎدة ﱂ ﻳﺮد ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ ﻧﺺ ﺧﺎص وﻻ ﻳﻀﺮ ﲝﻘﻮق اﻷﻃﺮاف‪.‬‬
‫وﻳﺼﺪرون اﻷﻣﺮ ﰲ ﻏﻴﺒﺔ اﻷﻃﺮاف دون ﺣﻀﻮر ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻀﺒﻂ ﺑﺸﺮط اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﻢ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮد أﻳﺔ ﺻﻌﻮﺑﺔ‪."...‬‬
‫‪212‬‬
‫ﻣﻨﺎﺳ ــﺒﺎ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺴ ــﻠﻄﺔ‪ ،555‬وﻫ ــﻮ ﺗﻮﺟ ــﻪ ﳏﻤ ــﻮد ﻋﻠ ــﻰ اﻋﺘﺒ ــﺎر أﻧ ــﻪ ﳝﻜ ــﻦ اﻹدارة اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣ ــﻦ ﺳ ــﻠﻄﺔ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﳎـ ـ ــﺎل اﳌﺴـ ـ ــﺎﻋﺪة ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ دون ﺗﻘﻴﻴـ ـ ــﺪﻫﺎ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﺣﺴـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﻪ ﻛـ ـ ــﻞ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ‬
‫وﺣﺴـ ـ ــﺐ ﺣﺠـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ اﺳﺘﺨﻼﺻـ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬ﰲ ﻇـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻴـ ـ ــﺪ اﻟﻌـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ــﺬي وﺿـ ـ ــﻌﻪ‬
‫اﳌﺸﺮع ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 52‬أﻋﻼﻩ أي ﰲ ﺣﺪود ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.556‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي‪ ،‬ﳓ ـ ــﺎ ﳓ ـ ــﻮ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﺑﻜﻮﻧ ـ ــﻪ ﻣﻨ ـ ــﻊ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻛﺴ ـ ــﺮ‬
‫اﻷﺑ ـ ـﻮاب أو ﻓ ـ ــﺘﺢ اﻷﻗﻔ ـ ــﺎل ﰲ اﻷﻣ ـ ــﺎﻛﻦ اﳌﻐﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﻮة ﻗﺼـ ــﺪ ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻊ اﳊﺠ ـ ــﺰ إﻻ ﺑﻮﺟ ـ ــﻮد أﺣ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ــﺒﻂ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﻦ ﰎ ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﺸ ـ ـ ــﱰط اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،557‬ﻏ ـ ـ ــﲑ أن ﻋ ـ ـ ــﺪم‬
‫ﺗﻮﻗﻴـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﻀـ ـ ــﺒﻂ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﳏﻀـ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﳚﻌـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﺬا اﻷﺧـ ـ ــﲑ ﺑـ ـ ــﺎﻃﻼ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﺑـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ‬
‫ﳉﺴـ ـ ــﺎﻣﺔ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‪ ،‬وﻷن اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻐﺎﻟ ـ ـ ــﺐ ﻳﻘﺘﻀـ ـ ــﻲ ﻏﻴ ـ ـ ــﺎب أﺻـ ـ ــﺤﺎب اﶈ ـ ـ ــﻞ اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻮب‬
‫اﳊﺠﺰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬أو ﺗﻌﻨﺘﻬﻢ‪.558‬‬
‫‪ -4‬ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺘﻔﺎء اﳌﺪﻳﻦ وﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ‬
‫وﺗﻌ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﳌﻌﺮﻗﻠ ـ ــﺔ ﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن ﻏﻴ ـ ــﺎب اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻳﻌﺮﻗ ـ ــﻞ‬
‫ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﳊﺠـ ــﺰ ﺑﺎﳊﻴﻠﻮﻟـ ــﺔ دون ﲤﻜـ ــﲔ ﻣـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻣـ ــﻦ إﳒـ ــﺎز ﳏﻀـ ــﺮ اﳊﺠـ ــﺰ ﺑﺴـ ــﺒﺐ‬
‫اﻟﺘﻐﻴﺐ اﻟﺪاﺋﻢ‪ .‬ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﳜﻠﻮ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻮﺿﻌﲔ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻣ ـ ــﺎ اﻧﺘﻘ ـ ــﺎل اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺧ ـ ــﺎرج اﻟ ـ ــﺪاﺋﺮة اﻟﱰاﺑﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﺒﺎﺿ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻔﺴ ـ ــﺢ ا‪ ‬ـ ــﺎل ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺒﲔ ﻗﺒﺎﺿﻲ‪559‬؛‬
‫‪ -‬أﻣ ــﺎ إذا اﻧﺘﻘ ــﻞ اﳌﻠ ــﺰم إﱃ وﺟﻬ ــﺔ ﻏ ــﲑ ﻣﻌﻠﻮﻣ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻨ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﲢﺮﻳ ــﺎت ﻣ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ واﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ‪،‬‬
‫ﺳـ ـ ـﻮاء ﲟﺤ ـ ــﻞ إﻗﺎﻣ ـ ــﺔ اﳌﺘ ـ ــﺎﺑﻊ ذاﺗ ـ ــﻪ‪ ،‬أو ﻟ ـ ــﺪى اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت اﻹدارﻳ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴﻨﻬ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ‬

‫‪ -555‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -556‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.186-185‬‬
‫‪ -557‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 5‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻻ ﳚﻮز ﳌﻨﺪوب اﳊﺎﺟﺰ ﻛﺴﺮ اﻷﺑﻮاب أو ﻓﺾ اﻷﻗﻔﺎل ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺣﺠﺰ‬
‫إﻻ ﲝﻀﻮر أﺣﺪ ﻣﺄﻣﻮري اﻟﻀﺒﻂ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ وﳚﺐ أن ﻳﻮﻗﻊ ﻫﺬا اﳌﺄﻣﻮر ﻋﻠﻰ ﳏﻀﺮ اﳊﺠﺰ وإﻻ ﻛﺎن ﺑﺎﻃﻼ"‪.‬‬
‫‪ -558‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳎﺪي ﻫﺮﺟﺔ‪ :‬اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري‪ ،‬دار ﳏﻤﻮد ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬دون ذﻛﺮ اﻟﺴﻨﺔ‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ -559‬ﲰﻴﻨﺎﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺜﻼ ﻳﻘﻮم ﻗﺎﺑﺾ اﻟﺮﺑﺎط ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ دﻳﻦ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻗﺎﺑﺾ وﺟﺪة‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫ﻋﻠﻴـ ــﻪ أن ﻳﻘـ ــﻴﻢ ﳏﻀـ ــﺮ ﺗﻔﺘـ ــﻴﺶ‪ 560‬ﲝﻀـ ــﻮر اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﺪ اﻻﻗﺘﻀـ ــﺎء‪،561‬‬
‫وﻳﺸ ـ ــﻬﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﺪم ﲤﻜﻨ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ اﻻﺗﺼ ـ ــﺎل ﺑ ـ ــﺎﳌﻠﺰم‪ ،‬رﻏ ـ ــﻢ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻟﺘﺤﺮﻳ ـ ــﺎت‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ‬
‫اﶈﻀ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳ ـ ـ ـ ــﺪﱄ ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﺪ وﺿ ـ ـ ـ ــﻌﻪ ﻟﻠ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﺢ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺤﻴﻞ‬
‫ﲢﺼﻴﻠﻬﺎ‪.562‬‬
‫‪ -5‬اﻟﺘﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﳊﺠﺰ‪:‬‬
‫ﺧـ ــﻼل إﺟ ـ ـﺮاءات اﳊﺠـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬي ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻨﻘـ ــﻮﻻت اﻟـ ــﱵ ﺗﻮﺟـ ــﺪ ﰲ ﺣـ ــﻮزة اﳌـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻗـ ــﺪ ﺗﻜـ ــﻮن‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﻟ ـ ــﱵ ﴰﻠﻬ ـ ــﺎ اﳊﺠ ـ ــﺰ وﻫ ـ ــﻲ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ﻟﻴﺴ ـ ــﺖ ﰲ ﻣﻠﻜﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ أو أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻏ ـ ــﲑ ﻗﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺧ ـ ــﻮل اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 121‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻐ ـ ــﲑ ﺑﺎﺳ ـ ــﱰداد اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠ ـ ــﻮزة‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺴ ـ ــﺘﻠﺰم‬
‫اﻷﻣﺮ اﻹدﻻء ﲟﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬وأ‪‬ﺎ ﺗﻨﺪرج ﺿﻤﻦ اﻷﻣﻮال اﶈﻤﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﳊﺠﺰ‪.563‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳـ ـ ــﱰك ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺘﻌﺮض ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻃﻼﻗﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻗﻴ ـ ــﺪﻫﺎ ﺑﻀ ـ ــﺮورة ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠ ـ ــﺐ ﰲ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع إﱃ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻨﺘﻤ ـ ــﻲ‬
‫إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ أو إﱃ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻣﺪﻋﻤ ـ ـ ــﺔ ﲜﻤﻴ ـ ـ ــﻊ اﳊﺠ ـ ـ ــﺞ اﻟﻼزﻣ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﺎﻟﱪﻳ ـ ــﺪ اﳌﻀ ـ ــﻤﻮن ﻣ ـ ــﻊ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺳ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺛ ـ ــﺎث وﻏ ـ ــﲑﻩ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت‬
‫اﶈﺠﻮزة‪ ،‬أو ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻠﺐ ﻓﺼﻞ أﺷﻴﺎء ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﺠﺰ‪.564‬‬
‫ﻫـ ــﺬا وﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاب اﻹدارة داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ﺳـ ــﺘﲔ ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻮﺻـ ــﻠﻬﺎ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ‪،‬‬
‫إذاك ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﻌـ ـ ــﲏ ﺑ ـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ اﻟﺘﻌـ ـ ــﺮض ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﺑﺈﻗﺎﻣـ ـ ــﺔ دﻋـ ـ ــﻮى أﻣ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ‬
‫داﺧـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻗ ـ ـﺮار اﻹدارة أو اﻧﻘﻀ ـ ــﺎء أﺟـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺮد اﳌﻤﻨـ ــﻮح ﳍ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﲢ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ ﻋ ــﺪم اﻟﻘﺒـ ــﻮل اﻟـ ــﺬي ﻗ ــﺮرﻩ اﳌﺸـ ــﺮع ﲪﺎﻳ ــﺔ ﻟﻠـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﰲ ﺣ ــﲔ ﺗـ ــﺮك ﻫ ــﺬا اﳉ ـ ـﺰاء ﻏـ ــﲑ‬
‫ﻣﻌﻠـ ــﻦ ﰲ ﺣـ ــﺎﻻت أﺧـ ــﺮى ‪ ‬ـ ــﻢ اﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻘـ ــﺮرة ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ ﻫـ ــﺎﺟﺲ اﳌﺮدودﻳـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﺒﻨ ـ ـ ــﺎﻩ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨ ـ ـ ــﺎ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﱂ ﻳ ـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﺟﻮﺑﻴ ـ ـ ــﺔ إﻳﻘ ـ ـ ــﺎف ﻃﻠ ـ ـ ــﺐ اﻻﺳ ـ ـ ــﱰداد‬

‫‪-560‬اﻧﻈﺮ اﳌﻠﺤﻖ اﻟﻨﻤﻮذج رﻗﻢ ‪.10‬‬

‫‪ -561‬اﳌﺎدة ‪ 54‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -562‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -563‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -564‬اﳌﺎدة ‪ 121‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫ﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ــﺎت اﻷداء إﱃ ﺣـ ـ ــﲔ اﻟﺒ ـ ـ ــﺚ ﰲ اﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ ﺑ ـ ـ ــﻞ ﺟﻌﻠﻬـ ـ ــﺎ ﺧﺎﺿـ ـ ــﻌﺔ ﻟﻠﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻋﻜﺲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت‪.565‬‬
‫‪@@ÉîjÛa@ÕíŠ @åÇ@ð¦a@Ýî–znÛa@ZsÛbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺗﻜﻤ ـ ــﻦ أﳘﻴ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ اﳉ ـ ــﱪي ﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﰲ أ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻮﺳ ـ ــﻴﻠﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺘﻬﺎ ﲢﻮﻳ ـ ــﻞ‬
‫أﻣـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ إﱃ ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ ﻧﻘﺪﻳ ـ ــﺔ ﻳﺴ ـ ــﺘﻮﰲ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺪاﺋﻦ ﺣﻘ ـ ــﻪ‪ ،566‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺒ ـ ــﲔ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ وﺧﻄﻮرﺗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم اﻟﺬي ﻳﻔﻘﺪ ﺣﻘﻪ ﰲ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮال‪.567‬‬
‫وﺗﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺑﻴ ـ ــﻊ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت اﺣ ـ ـ ـﱰام ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﺮوط ﻗﺒ ـ ــﻞ وإﺑ ـ ــﺎن ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‬
‫وﻫـ ــﻲ ﲢﺪﻳـ ــﺪ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ وﻣﻜـ ــﺎن اﻟﺒﻴـ ــﻊ وإﺷـ ــﻬﺎر اﻟﺒﻴـ ــﻊ‪ ،‬وﺣﺼـ ــﺮ اﳌﻨﻘـ ــﻮﻻت وﺗﺮﺗﻴﺒﻬـ ــﺎ ﻗﺒـ ــﻞ ﺑﻴﻌﻬـ ــﺎ‪ ،‬واﻟﺴـ ــﻤﺎح‬
‫ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺒﻴ ـ ــﻊ ﳑﺘﻠﻜﺎﺗ ـ ــﻪ ﺑﻨﻔﺴ ـ ــﻪ إن ﻫ ـ ــﻮ ﻃﻠ ـ ــﺐ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﳋ ـ ــﱪة ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﻳﺮ‬
‫ﲦﻦ اﶈﺠﻮزات ﻗﺒﻞ ﺑﻴﻌﻬﺎ‪.568‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻮف ﻧﻘـ ـ ــﺎرب إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﺑﻴـ ـ ــﻊ أﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺘﻄ ـ ــﺮق ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮوط اﳌﺴـ ـ ــﺒﻘﺔ‬
‫ﻟﻠﺒﻴﻊ اﳉﱪي ﳌﻨﻘﻮﻻت اﳌﻠﺰم )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ(‪ ،‬ﰒ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺒﻴﻊ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@âŒÜ½a@Þaìßc@ÉîjÛ@òÔibŽÛa@paõaŠu⁄a@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬

‫إذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن ذﻟـ ـ ــﻚ ﳚﻌﻠـ ـ ــﻪ ﺧﺎﺿـ ـ ــﻌﺎ ‪‬ﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘـ ـ ــﺪاﺑﲑ‪ ،‬ﻧﻠﺨﺼـ ـ ــﻬﺎ ﰲ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﰲ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻨﻘـ ـ ــﻮﻻت وﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﳌﻌﻨﻴ ـ ـ ــﲔ إﱃ ﺟﺎﻧـ ـ ــﺐ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم‪،‬‬
‫وﰲ اﳊﺼـ ـ ــﻮل ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‪ ،‬واﺣ ـ ـ ـﱰام اﻵﺟـ ـ ــﺎل‪ ،‬وإﺷـ ـ ــﻌﺎر اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‪ ،‬واﻟﺘﺤﻘـ ـ ــﻖ ﻣـ ـ ــﻦ اﶈﺠ ـ ـ ــﻮزات‬
‫ﺑﺈﺟﺮاء ﺧﱪة ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﺰوم‪.‬‬

‫‪ -565‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ -566‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫‪ -567‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -568‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﴰﻮري‪ :‬ﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ ﻣﻨﻘﻮﻻت وﻋﻘﺎرات اﳌﺪﻳﻦ ﺑﲔ ﻗﺮارات اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وأﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺿﻮء‬
‫ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﲝﺚ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ اﻟﺘﺪﺑﲑ اﻹداري‪ ،‬اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫‪ ،2006-2005‬ص ‪.75‬‬
‫‪215‬‬
 ‫أوﻻ‪ :‬اﺣﱰام اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺗﺘﺠﻠـ ــﻰ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻋﻠـ ــﻰ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﺣﱰاﻣﻬـ ــﺎ وﻓـ ــﻖ ﻣـ ــﺎ ﺗﻄﺮﻗﻨـ ــﺎ إﻟﻴـ ــﻪ ﺳـ ــﺎﺑﻘﺎ ﰲ‬
‫ﺿـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻛـ ــﺬا ﺣﺼـ ــﻮل اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗـ ــﺮﺧﻴﺺ ﻹﺟ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻻ ﺗﺴ ـ ــﺘﻠﺰم أي إذن ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺑﻴ ـ ــﻊ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت اﶈﺠ ـ ــﻮزة‪،‬‬
‫ﻓ ـ ـ ــﺈن ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧﺼﻮﺻ ـ ـ ــﻴﺎت ﻗﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أن ﻻ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ ﺑﻴﻌﻬ ـ ـ ــﺎ إﻻ ﺑﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ ﻳﺒ ـ ـ ــﻴﺢ‬
‫ذﻟـ ــﻚ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ اﻟﱰﺧـ ــﻴﺺ أو اﻟﺘﺄﺷـ ــﲑ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﺬي ﳛـ ــﺮص اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻋﻠـ ــﻰ اﺳﺘﺼـ ــﺪارﻩ‬
‫ﻗﺒـ ـ ــﻞ اﻟﺒـ ـ ــﺪء ﰲ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ ،‬واﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺼـ ـ ــﺪر ﻣﺸـ ـ ــﺘﻤﻼ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺴـ ـ ــﻤﺎح ﻟـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﲤﺎﻃـ ـ ــﻞ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﻋـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺴ ـ ــﺪﻳﺪ ﺑﻌ ـ ــﺪ إﺟـ ـ ـﺮاء اﳊﺠ ـ ــﺰ ﲟﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،569‬اﻟ ـ ــﺬي ﳚ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻨﺪﻩ ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ ﰲ ﻧ ـ ــﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 58‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫وﲡ ـ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﱃ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻟﺘﻮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ــﱰط أي ﺗ ـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﻞ اﻛﺘﻔ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ــﺄن ﺗ ـ ـ ــﺘﻢ‬
‫إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ وﻓـ ـ ــﻖ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت ﻗﻮاﻋـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﺑﻨﺼـ ـ ــﻪ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 32‬ﻣـ ـ ــﻦ ﳎﻠـ ـ ــﺔ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﺑﺘ ـ ــﻮﻧﺲ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻳﻘ ـ ــﻊ ﺑﻴ ـ ــﻊ اﳌﻜﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻌﻘﻮﻟ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠ ـ ــﲏ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﺼ ـ ــﻴﻎ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪.570‬‬
‫وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋﻜ ـ ـ ــﺲ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻟﺘﻮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﳒ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي اﻟ ـ ـ ــﺬي اﲣ ـ ـ ــﺬ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺼ ـ ــﺪرا ﻟ ـ ــﻪ ﰲ اﳌﻴ ـ ــﺪان اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻗ ـ ــﺪ أﺣ ـ ــﺎط اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺟﻌ ـ ــﻞ ﻣﻨ ـ ــﻪ ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ إﱃ‬
‫رﺧﺼ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـﻮاﱄ أو اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻣﻘﺎﻣ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﺳﺘﺸ ـ ــﺎرة اﳌ ـ ــﺪﻳﺮ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺎت اﻟﻜ ـ ــﱪى أو‬
‫ﻣـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳـ ــﺔ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻋـ ــﺪم اﳊﺼـ ــﻮل ﻋﻠـ ــﻰ ﺗـ ــﺮﺧﻴﺺ ﻣـ ــﻦ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﰲ أﺟـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ إرﺳ ـ ــﺎل اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ إﱃ اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ‪ ،‬أو إﱃ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻣﻘﺎﻣ ـ ــﻪ‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﺮ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﳌﺆﺳﺴـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻜـ ـ ـ ــﱪى أو ﻣـ ـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺴـ ـ ـ ــﺐ اﳊﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ أن ﻳـ ـ ـ ــﺮﺧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮوع ﰲ اﻟﺒﻴﻊ‪.571‬‬

‫‪ -569‬ﺗﻨﺺ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 44‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ " :‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬا اﻟﱰﺧﻴﺺ أﻳﻀﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﺈﺟﺮاء‬
‫اﻟﺒﻴﻊ إذ ﱂ ﻳﺴﺪد اﳌﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﺑﺬﻣﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳊﺠﺰ"‪.‬‬
‫‪ -570‬أي وﻓﻖ ﻧﺼﻮص اﻟﻔﺼﻮل ﻣﻦ ‪ 390‬إﱃ ‪ 403‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ا‪‬ﻠﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘﻞ اﳌﻨﻘﻮﻻت وﺑﻴﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -571‬اﳌﺎدة ‪ 146‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮي‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 58‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ ﻛ ـ ــﺮس ﺗﻮﻇﻴ ـ ــﻒ اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ‬
‫ﻣﺮاﻋ ـ ــﺎة ﳊﻘ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣ ـ ــﻆ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﻴﻐﺔ ﻋﺒﺎرﺗ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﻮ أ‪ ‬ـ ــﺎ وردت ﻣﻌﻤﻤ ـ ــﺔ وﻣﻄﻠﻘ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻗﺎﺑﻠـ ــﺔ ﻻﺳـ ــﺘﻴﻌﺎب ﻋـ ــﺪة ﻣﻔـ ــﺎﻫﻴﻢ‪ ،‬وﺗﺘﺠﻠـ ــﻰ ﻋﻤﻮﻣﻴﺘﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻌﺒـ ــﺎرة " ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ـﺎم ﺑـ ــﺄي ﺑﻴـ ــﻊ‬
‫إﻻ ﲟﻮﺟ ـ ـ ــﺐ اﻟﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ"‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ أن أي ﺑﻴ ـ ـ ــﻊ ﻛﻴﻔﻤ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻧﻮﻋ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺒﻴ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻣﻨﻘ ـ ــﻮل‪ ،‬أو ﻋﻘ ـ ــﺎر أو ﺑﻐﲑﳘ ـ ــﺎ‪ .‬إﻻ وﻳﺘﻮﻗ ـ ــﻒ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﺻ ـ ــﺎدر ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ أن‬
‫ﻫـ ــﺬا اﻟﱰﺧـ ــﻴﺺ اﳌﻮﻣـ ــﺄ إﻟﻴـ ــﻪ ﺑﺎﳌـ ــﺎدة اﳌـ ــﺬﻛﻮرة ﺧـ ــﺎص ﺑﺒﻴـ ــﻊ اﳌﻨﻘـ ــﻮﻻت اﶈﺠـ ــﻮزة ﰲ إﻃـ ــﺎر اﳌ ـ ـﻮاد ﻣـ ــﻦ ‪44‬‬
‫إﱃ ‪ 57‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﺘﻌـ ـ ـ ــﺪاﻩ إﱃ ﻏـ ـ ـ ــﲑ ذﻟـ ـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺑﻴـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺻـ ـ ـ ــﻮل‬
‫اﻟﺘﺠﺎرﻳ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺴ ــﻔﻦ‪ ،‬واﻟﻌﻘ ــﺎرات‪ ،‬وﺗﻼﻓﻴ ــﺎ ﳌ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﳛ ــﺪث ﻣ ــﻦ اﻟﺘﺒ ــﺎس أو ﺧﻄ ــﺄ ﰲ ﺗﺄوﻳ ــﻞ ﻋﻤﻮﻣﻴ ــﺔ ﻋﺒ ــﺎرة‬
‫اﳌـ ـ ـ ــﺎدة ‪ ،58‬ﳛﺴـ ـ ـ ــﻦ ﺑﺎﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع أن ﻳﻌﻴـ ـ ـ ــﺪ ﺻـ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺒﻌـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﻛـ ـ ـ ــﻞ ﺗﻔﺴـ ـ ـ ــﲑ ﻻ ﻳﺮﺗﻀـ ـ ـ ــﻴﻪ‬
‫ﻗﺼﺪﻩ‪.572‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﺣﱰام اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺒﻴﻊ‬
‫ﺣـ ــﺪد اﳌﺸـ ــﺮع أﺟـ ــﻞ ﲦﺎﻧﻴـ ــﺔ أﻳـ ــﺎم اﳌﻮاﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ اﳊﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻗـ ــﻞ ﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﺒﻴـ ــﻊ ﻣـ ــﺎ ﱂ ﻳﺘﻔـ ــﻖ‬
‫اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ واﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠـ ــﻰ ﲢﺪﻳـ ــﺪ أﺟـ ــﻞ آﺧـ ــﺮ‪ 573‬ﻻﺳـ ــﻴﻤﺎ ﰲ اﳊـ ــﺎﻻت اﻟـ ــﱵ ﳜﺸـ ــﻰ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻒ اﶈﺠﻮزات أو ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺻﻮاﺋﺮ اﳊﺮاﺳﺔ اﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﻠﻤ ـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 59‬ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،574‬ﻳﺘﻀ ـ ـ ـ ــﺢ أن ﲢﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻷﺟـ ـ ــﻞ ﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻣﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﺎ ﺑﻈـ ـ ــﺮوف ﻣﻜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ واﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻣﻌﺮوﻓـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﺪى اﻷﻃ ـ ـ ـﺮاف ﻛـ ـ ــﺎﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ اﻟﺴـ ـ ــﻮق‬
‫اﻷﺳـ ــﺒﻮﻋﻲ ﻣـ ــﺜﻼ‪ ،‬ﻏـ ــﲑ أن ﻫـ ــﺬا اﻷﺟـ ــﻞ ﻳﺒﻘـ ــﻰ ﻏـ ــﲑ ﻛـ ــﺎف ﻟﺘﻤﻜـ ــﲔ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺪﺑﲑ أﻣـ ــﻮرﻩ ﻟﺘﻔـ ــﺎدي‬
‫اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻـ ـ ــﺎ أﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﺷـ ـ ــﻲء ﳝﻨـ ـ ــﻊ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺬي ﻟـ ـ ــﻪ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ‬

‫‪ -572‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -573‬ﲡﺪ ﻫﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت أﺳﺎﺳﻬﺎ ﰲ ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 462‬ﻣﻦ ق‪.‬م‪.‬م اﻟﺬي ﻳﻨﺺ‪ ..." :‬ﻳﻘﻊ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء أﺟﻞ ﲦﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ ﻳﻮم‬
‫اﳊﺠﺰ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺘﻔﻖ اﻟﺪاﺋﻦ واﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﺟﻞ آﺧﺮ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن ﺗﻐﻴﲑ اﻷﺟﻞ ﺿﺮورﻳﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ أﺧﻄﺎر اﳔﻔﺎض ﻣﻠﻤﻮس ﰲ ﲦﻦ اﻷﻣﺘﻌﺔ‬
‫اﶈﺠﻮزة أو ﺻﻮاﺋﺮ ﺣﺮاﺳﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺸﻲء اﶈﺠﻮز"‪.‬‬
‫‪ -574‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 59‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻊ اﻷﺛﺎث واﻷﻣﺘﻌﺔ اﶈﺠﻮزة واﶈﺎﺻﻴﻞ واﻟﺜﻤﺎر اﻟﱵ‬
‫أوﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻀﺞ إﻻ ﺑﻌﺪ أﺟﻞ ﲦﺎﻧﻴﺔ )‪ (8‬أﻳﺎم اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﺠﺰ‪ .‬إﻻ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﲣﻔﻴﺾ ﻫﺬا اﻷﺟﻞ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺳﻴﻤﺎ ﺣﲔ ﳜﺸﻰ ﺗﻠﻒ اﶈﺠﻮزات أو ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺻﻮاﺋﺮ اﳊﺮاﺳﺔ ﻏﲑ اﳌﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ"‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫ﻟﺘﺤﺪﻳـ ـ ــﺪ أﺟـ ـ ــﻞ أﻃـ ـ ــﻮل إذا ﻛـ ـ ــﺎن ﰲ ﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ 575‬ﻋﻠﻤـ ـ ــﺎ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﺣـ ـ ــﺪد ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 61‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ أﺟ ـ ـ ــﻞ ﺛﻼﺛ ـ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ ﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ اﻷﻣﺘﻌ ـ ـ ــﺔ اﶈﺠ ـ ـ ــﻮزة ﺑﻨﻔﺴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻮ اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳛ ـ ـ ــﺪدﻩ اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﺳﻮاء ﰎ اﻟﺒﻴﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ أو ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﻮن اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.576‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬إﺷﻬﺎر ﺑﻴﻊ ﻣﻨﻘﻮﻻت اﳌﺪﻳﻦ اﶈﺠﻮزة‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻨـ ـ ـﻮال ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،577‬ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﺴ ـ ــﺒﻖ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ اﻹﺷ ـ ــﻬﺎر ﻋﻨ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻟ ـ ــﺬا ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ أن ﻳﻠﺼ ــﻖ ﻟ ـ ـﻮاﺋﺢ ﺑﻴـ ــﻊ اﳌﻨﻘ ــﻮﻻت اﶈﺠ ــﻮزة ﰲ ﻋ ــﺪة أﻣﻜﻨ ــﺔ ﳝﻜ ــﻦ أن ﻳﻨـ ــﺘﺞ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪة ﳍﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.578‬‬
‫وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 63‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﳒ ـ ــﺪﻫﺎ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺿ ـ ــﺮورة أن‪ " :‬ﻳ ـ ــﺘﻢ إﺑ ـ ــﻼغ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮم ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ وﻣﻜ ـ ــﺎن اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﺑﻜ ـ ــﻞ وﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻹﺷ ـ ــﻬﺎر اﳌﺘﻨﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﻣ ـ ــﻊ أﳘﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳊﺠﺰ"‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘ ـ ــﻪ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد‪ ،‬أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﻘ ـ ــﻢ ﺑ ـ ــﺈﻟﺰام اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﺑ ـ ـ ــﺎﺣﱰام أﺟ ـ ـ ــﻞ ﻣﻌ ـ ـ ــﲔ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﳜ ـ ـ ــﺺ اﻹﺷ ـ ـ ــﻬﺎر ﻋﻜ ـ ـ ــﺲ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﳌﻘﺎرﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ‬
‫أﻟﺰﻣ ـ ـ ــﺖ اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑ ـ ـ ــﺎﺣﱰام ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﳒ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳌﺼ ـ ـ ــﺮي ﺗﺒ ـ ـ ــﲎ ﻃـ ـ ـ ـﺮﻳﻘﺘﲔ ﰲ‬

‫‪ -575‬وﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أن ﺳﻜﻮت اﳌﺸﺮع ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺟﻞ اﻷﻗﺼﻰ ﻟﻘﻴﺎم اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﳚﻌﻠﻪ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺸﺄن أﺟﻞ ﺗﻘﺎدم إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﺨﻼص‪ ،‬أي أن أﺟﻞ اﻟﺒﻴﻊ ﳏﺪد ﻛﺄﺟﻞ أﻗﺼﻰ ﰲ ‪4‬‬
‫ﺳﻨﻮات ﺗﺒﺘﺪئ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫‪-‬اﻧﻈﺮ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ ورﺣﻴﻢ اﻟﻄﻮر‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﺪوﻧﺔ اﳉﺪﻳﺪة )ﻗﺎﻧﻮن ‪ ،( 15/97‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺎﻳﺮ ﻫﺬا اﻻﲡﺎﻩ‪ ،‬وﻧﺬﻫﺐ ﰲ اﻻﲡﺎﻩ اﻟﺬي ﺗﺒﻨﺎﻩ أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺣﻴﻨﻤﺎ اﻋﺘﱪ أن ﻫﺬا اﻷﺟﻞ ﻻ ﳜﺪم ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻣﻌﺎ‬
‫ﺑﻌﺪم ﲤﻜﲔ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮارد ﻣﺎﻟﻴﺔ داﺧﻞ أﺟﻞ ﻣﻌﻘﻮل‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ‪‬ﺪﻳﺪا ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰﻣﲔ ﺧﺎﺻﺔ وأن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﲤﺪﻳﺪ ﻫﺬا اﻷﺟﻞ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳉﱪﻳﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎدم‪.‬‬
‫‪-‬اﻧﻈﺮ‪ :‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ -576‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -577‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 463‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻳﻘﻊ اﳌﺰاد ﰲ أﻗﺮب ﺳﻮق ﻋﻤﻮﻣﻲ‪ ،‬أو ﰲ أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﺗﺘﻮﻗﻊ اﳊﻀﻮر ﻓﻴﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ وﳛﺎط ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ وﻣﻜﺎن اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﳌﺰاد ﺑﻜﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺷﻬﺎر اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷﳘﻴﺔ اﳊﺠﺰ"‪.‬‬
‫‪ -578‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.370‬‬
‫‪218‬‬
‫اﻹﻋـ ـ ــﻼن اﻷوﱃ وﺟﻮﺑﻴـ ـ ــﺔ‪ 579‬واﻷﺧـ ـ ــﺮى ﺟﻮازﻳـ ـ ــﺔ‪ .580‬وﻗـ ـ ــﺪ ﺧﻠـ ـ ــﺺ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ إﱃ أن ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ـ ـﺪ‬
‫ﺑﺸ ـ ــﺮﻃﻲ اﻹﻋ ـ ــﻼن واﻟﻨﺸ ـ ــﺮ وﻛ ـ ــﺬا اﻵﺟ ـ ــﺎل اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ‪‬ﻤ ـ ــﺎ ﻻ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ ﺑﻄ ـ ــﻼن اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ .581‬وإﳕ ـ ــﺎ ﻳﺒﻘ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺌﻮﻟﻴﺔ اﻹدارة ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻀـ ـ ــﺮر اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻗﻴﻤـ ـ ــﺔ اﳌﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،582‬ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ وأن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﱂ‬
‫ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎرة اﻟﻮﺟﻮب ﻋﻜﺲ اﳌﺸﺮع اﳌﺼﺮي ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻠﺼﻖ‪.583‬‬
‫وﲡـ ـ ــﺪر اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ أﻧـ ـ ــﻪ إذا ﱂ ﻳـ ـ ــﺘﻢ اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ ﰲ اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﳌﻘـ ـ ــﺮر ﻟـ ـ ــﻪ‪ ،‬أو إذا ﺣﺼـ ـ ــﻞ وﰎ ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﱂ‬
‫ﻳﻜ ـ ـ ــﻦ ﻣﻨﺘﺠ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺮدودﻳ ـ ـ ــﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ـ ــﺔ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻷﺟ ـ ـ ــﺪى ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ إﺷﻬﺎر اﻟﺒﻴﻊ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﻌﺎد ﺑﻴﻊ اﳌﻨﻘﻮﻻت اﶈﺠﻮزة‪.584‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﺣﺼﺮ اﳌﻨﻘﻮﻻت واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﺎ‬
‫إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻧ ـ ـ ــﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﺑﺈﻣﻜ ـ ـ ــﺎن اﻟﻌ ـ ـ ــﻮن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ أن ﻳﺼ ـ ـ ــﻮر ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻻﻗﺘﻀـ ـ ـ ــﺎء اﻷﺷـ ـ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠـ ـ ـ ــﻮزة وﳛـ ـ ـ ــﺘﻔﻆ ﺑﺼـ ـ ـ ــﻮرﻫﺎ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ــﺘﻌﲔ ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﳏﻀـ ـ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ـ ـ ــﺰ ﰲ‬
‫اﻟﺘﺤﻘـ ـ ــﻖ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﶈﺠـ ـ ــﻮزات‪ ،‬وﰲ اﻟﺘﺄﻛـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ ﻧﻘﺼـ ـ ــﺎ‪‬ﺎ أو إﺗﻼﻓﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬أو وﺟﻮدﻫـ ـ ــﺎ ﻛﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ ﺣـ ـ ــﲔ‬
‫اﻗ ـ ـ ـﱰاب أﺟ ـ ــﻞ ﺑﻴﻌﻬ ـ ــﺎ‪ ،585‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﺸ ـ ــﺮ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ـ ــﻪ اﻗﺘﺼ ـ ــﺮ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 462‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻮﺿ ـ ــﻴﺢ أن ﺑﻴ ـ ــﻊ اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء‬
‫اﶈﺠﻮزة ﻳﺘﻢ "ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺮﻫﺎ ووﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ"‪.‬‬

‫‪ -579‬ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺟﻮﺑﻴﺔ ﻹﻋﻼن‪ ،‬ﰲ إﻟﺼﺎق ﺻﻮرة ﻣﻦ ﳏﻀﺮ اﳊﺠﺰ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﻴﻊ وﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﳌﻜﺎن اﻟﺬي‬
‫ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻪ اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة وﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻌﻤﺪة واﻟﺸﻴﺦ أو اﳌﻘﺮ اﻹداري اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻪ اﳌﻜﺎن وﻳﻌﺘﱪ ذﻟﻚ إﻋﻼﻧﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻧﻈﺮ‪ :‬اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري اﳌﺼﺮي‪.‬‬
‫‪ -580‬أﻣﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳉﻮازﻳﺔ ﻓﺘﺘﺠﻠﻰ ﰲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎم اﳉﻬﺔ اﳊﺎﺟﺰة ﺑﺎﻟﻨﺸﺮ ﰲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻨﺸﺮ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳊﺎﻻت‬
‫اﻟﱵ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ اﳊﺎﺟﺰ ﺿﺮورة اﻟﻨﺸﺮ ‪‬ﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻧﻈﺮ‪ :‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري اﳌﺼﺮي‪.‬‬
‫‪ -581‬ﻓﺘﺤﻲ واﱄ‪ :‬ﰲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳉﱪي اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﻹداري‪ ،‬دون ذﻛﺮ دار اﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ‪ ،1980‬ص ‪.690‬‬
‫‪ -582‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ أﺑﻮ ﻫﻴﻒ‪ :‬ﰲ ﻃﺮف اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ واﻟﺘﺤﻔﻆ ﰲ اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪ ،‬دون ذﻛﺮ دار اﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1923‬ص‬
‫‪.243‬‬
‫‪ -583‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪584‬‬
‫‪- L’instruction sur le recouvrement des créances publiques, op.cit, p 62.‬‬
‫‪ -585‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪219‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺒـ ـ ــﻞ ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳊـ ـ ــﺎرس اﻟـ ـ ــﺬي ﻋﻬـ ـ ــﺪ ﻟـ ـ ــﻪ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﶈﺠـ ـ ـ ــﻮزات‪ ،‬أن ﻳﺴـ ـ ـ ــﻠﻤﻬﺎ إﱃ اﶈﺎﺳـ ـ ـ ــﺐ وﻋـ ـ ـ ــﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻘـ ـ ـ ــﻮم ﺑﺈﻋـ ـ ـ ــﺎدة ﺣﺼـ ـ ـ ــﺮﻫﺎ‬
‫وﻣﺮاﺟﻌﺘﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﳛ ـ ــﺮر ﳏﻀ ـ ـﺮا‪ 586‬ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﻟﻴﺘﺤﻘـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻦ ﻋـ ــﺪم ﺗﺒﺪﻳ ـ ــﺪ ﺑﻌـ ــﺾ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ وﻣـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻜـ ــﻮن ﻧ ـ ــﺎﻗﺺ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺒﻞ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻌﻬﺎ‪.587‬‬
‫وﻟﻌﻞ اﳍﺪف ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ‪:‬‬
‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳊﺎرس واﻟﻄﺮف اﳊﺎﺟﺰ؛‬
‫‪ -‬ﻋﺪم ﺑﻴﻊ ﻣﻨﻘﻮﻻت ﻏﲑ ﳏﺠﻮزة؛‬
‫‪ -‬ﻋﺪم إﻓﻼت أﺷﻴﺎء ﳏﺠﻮزة ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻴﻊ؛‬
‫‪ -‬ﺟﻌ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﱰي ﻳﺘﻠﻘ ـ ــﻰ ﻣﻠﻜﻴ ـ ــﺔ اﶈﺠ ـ ــﻮزات ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﺳ ـ ــﻠﻴﻤﺔ وﺧﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ اﻧﺘﻘ ـ ــﺎد‪ ،‬ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ‪.588‬‬
‫‪@@ÉîjÛa@ˆîÐäm@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺑﻌ ــﺪ ﲢﺪﻳ ــﺪ ﻳ ــﻮم اﻟﺒﻴ ــﻊ وﺳ ــﺎﻋﺘﻪ واﳌﻜ ــﺎن اﻟ ــﺬي ﺳ ــﻴﺠﺮي ﻓﻴ ــﻪ وﻣﺮاﻋ ــﺎة أﺟ ــﻞ ‪ 8‬أﻳ ــﺎم ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ‪ ،‬إذا ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ اﻻﺗﻔ ـ ـ ــﺎق ﻣ ـ ـ ــﻊ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﲣﻔﻴﻀ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻣﻮاﻓﻘ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ‬
‫اﳋ ـ ـ ــﱪة‪ ،589‬ﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤ ـ ـ ــﺔ اﶈﺠ ـ ـ ــﻮز‪ ،‬ﻳﺸ ـ ـ ــﺮع ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﺑﻴ ـ ـ ــﻊ اﳌﻨﻘ ـ ـ ــﻮﻻت اﶈﺠ ـ ـ ــﻮزة ﺑﺎﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط اﻟ ـ ـ ـﻮاردة‬
‫ﲟﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ ﳍﺎ وﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.590‬‬

‫‪ -586‬ﳛﺮر ﻫﺬا اﶈﻀﺮ أﻳﻀﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻴﻊ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻏﲑ ذﻟﻚ اﻟﺬي أودﻋﺖ‬
‫ﻓﻴﻪ اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﺮاﺳﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻗﺒﻞ رﻓﻊ ﻫﺎﺗﻪ اﻷﺷﻴﺎء‪.‬‬
‫‪ -587‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫‪ -588‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -589‬ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 59‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﳋﱪة ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤﺔ اﶈﺠﻮزات‪ ،‬ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺑﻌﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﳌﻠﺰم‪ ،‬وﺗﻄﺮح ﻫﺬﻩ اﳌﺎدة ﺷﺮﻃﺎن ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﳋﱪة‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻮاﻓﻘﺔ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﺟﺮاء اﳋﱪة‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﺿﻤﻨﻴﺎ أن اﻗﱰاح اﳋﱪة ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﶈﺎﺳﺐ‪ ،‬وﱂ ﺗﺘﻄﺮق اﳌﺎدة إﱃ‬
‫اﻗﱰاح اﳋﱪة اﻟﺬي ﻳﺘﻘﺪم ﺑﻪ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ إﱃ اﶈﺎﺳﺐ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﳑﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ورﻏﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ إﻃﺎﻟﺔ وﺗﺄﺟﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬وﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﳝﻨﻊ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﺎ دام اﳌﻠﺰم ﰲ اﻷﺧﲑ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬وﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮن اﻻﻟﺘﺠﺎء إﱃ اﳋﱪة ﻳﻜﻮن وﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺬي ﻧﻈﻢ اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﺨﱪة ﻣﻦ اﳌﻮاد ‪ 59‬إﱃ ‪،66‬‬
‫ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺣﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 59‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ ﰲ ﻓﻘﺮ‪‬ﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪220‬‬
 ‫‪591‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺒﻴﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴ ـ ــﻖ ﺑ ـ ــﲔ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺬي ﳚ ـ ــﺐ أﻻ ﻳﻠﺤﻘ ـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ــﺮر ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺑﻴـ ـ ــﻊ اﶈﺠـ ـ ــﻮزات وﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳋﺰﻳﻨـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ‪‬ـ ـ ــﺪف إﱃ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ دﻳﻮ‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،592‬ﻓـ ـ ــﺮض اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ‬
‫إﺟـ ـﺮاءات اﻟﺒﻴ ــﻊ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ اﻟﺒﻴ ــﻊ ﺑ ــﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠ ــﲏ ﳌ ــﺎ ﻟ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻣﺰاﻳ ــﺎ‪ .593‬ﻓﺒﻬ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ ﻳ ــﺘﻢ ﺟﻠ ــﺐ ﻋ ــﺪد‬
‫ﻛﺒـ ــﲑ ﻣـ ــﻦ اﻟ ـ ـﺮاﻏﺒﲔ ﰲ اﻟﺸ ـ ـﺮاء‪ 594‬وﳏﺎرﺑـ ــﺔ اﻻﺣﺘﻜ ـ ــﺎر وإﻗ ـ ـﺮار اﻟﺸـ ــﻔﺎﻓﻴﺔ‪ ،595‬ﳑـ ــﺎ ﻳـ ــﺆدي إﱃ ارﺗﻔـ ــﺎع ﲦ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ اﳌﻨﺎﻓﺴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺸـ ـ ـﺮاء ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺮﺟ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﺎﻟﻨﻔﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ وﻛ ـ ــﺬا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ دﻳﻮ‪‬ﺎ ﰲ ﻇﺮوف ﺟﻴﺪة‪.596‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ــﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اﳌﻨﻘ ــﻮﻻت اﳌﻌﺮوﺿ ــﺔ ﻟﻠﺒﻴ ــﻊ ﻣ ــﻊ ﳏﻀ ــﺮ اﳊﺠ ــﺰ ﳌﻌﺮﻓ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﻳﻮﺟ ــﺪ ‪ ‬ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻘ ـ ــﺺ أو ﺗﻐﻴ ـ ــﲑ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﺎﺋﺮ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﳌﻤﻬ ـ ــﺪة ﻟﻠﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬واﻟﺘﺤﻘ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﺤﺘﻬﺎ‬
‫وﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﺼ ـ ـ ــﻮﳍﺎ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ أﺻ ـ ـ ــﺤﺎب اﻟﺸ ـ ـ ــﺄن ﺣﺼ ـ ـ ــﻮﻻ ﺳ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺎ‪ ،597‬ﻳﺸ ـ ـ ــﺮع اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ أو ﻣ ـ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠ ـ ـ ــﻪ‬

‫واﻻﻟﺘﺠﺎء ﻟﻠﺨﱪة ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 59‬ﻣﻦ ق‪.‬م‪.‬م ﻳﺘﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﲔ اﳋﺒﲑ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ وﺑﺎﻗﱰاح اﻷﻃﺮاف واﺗﻔﺎﻗﻬﻢ‪،‬‬
‫وﻫﺪف اﳋﱪة ﰲ اﳌﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﳓﻦ ﺑﺼﺪدﻩ ﻫﻮ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻸﻣﺘﻌﺔ اﶈﺠﻮزة‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ آﻟﻴﺎت ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ‬
‫اﳌﺘﺨﺼﺼﲔ ﲢﺪﻳﺪ ﲦﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻔﺎدﻳﺎ ﻟﻀﻴﺎع ﳑﺘﻠﻜﺎت اﳌﺪﻳﻦ وﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻪ وﺣﻘﻮق اﻟﺪوﻟﺔ ﳝﻜﻦ اﻻﻟﺘﺠﺎء إﱃ اﳋﺒﲑ اﻟﺬي ﳛﺪد‬
‫اﻟﺜﻤﻦ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺘﺢ ﺑﻪ اﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻳﻀﻌﻪ ﻟﺪى اﶈﻜﻤﺔ وﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻃﺮاف‪ ،‬وﻣﺎ ﳚﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ أن ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﳋﱪة‬
‫ﺗﻨﻀﺎف إﱃ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺪﻳﻦ وﺗﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﳌﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻆر‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﴰﻮري‪ :‬ﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ ﻣﻨﻘﻮﻻت وﻋﻘﺎرات اﳌﺪﻳﻦ ﺑﲔ ﻗﺮارات اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وأﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 76‬و‪.77‬‬
‫‪ -590‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 462‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -591‬اﻧﻈﺮ اﳌﻠﺤﻖ اﻟﻨﻤﻮذج رﻗﻢ ‪.11‬‬
‫‪ -592‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻌﻤﺮاﱐ وﻣﺮاد اﳋﺮوﰊ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -593‬وﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﺟﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻤﺎدﻩ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي ﰲ اﳌﺎدة ‪ 151‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬واﳌﺎدة ‪ 15‬ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري اﳌﺼﺮي‪ ،‬وأﺧﲑا اﳌﺸﺮع اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 32‬ﻣﻦ ﳎﻠﺔ اﶈﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -594‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -595‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -596‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -597‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪221‬‬
‫وﻳﻌﻤ ـ ـ ــﻞ ﳊﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻪ‪ ،‬وﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎﺑﻌﲔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أو أﺣ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﺄﻣﻮري ﻛﺘﺎﺑ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ ﲟﺤ ـ ــﺎﻛﻢ اﳌﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‪ ،‬أو اﻷﻋـ ـ ـﻮان اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﲔ‪ ،‬ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﳌـ ـ ـﺰاد اﻟﻌﻠ ـ ــﲏ‪ ،598‬ﰲ‬
‫أﻗ ـ ــﺮب ﺳ ـ ــﻮق وﰲ أي ﻣﻜ ـ ــﺎن ﻳﺘﻮﻗ ـ ــﻊ اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺣﺴ ـ ــﻦ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﳑﻜﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲟ ـ ــﺎ ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣﻘ ـ ــﺮ‬
‫اﻟﻘﺒﺎﺿـ ــﺔ وذﻟـ ــﻚ ﰲ اﻟﻴـ ــﻮم واﻟﺴـ ــﺎﻋﺔ اﶈـ ــﺪد ﰲ ﳏﻀـ ــﺮ اﳊﺠـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬي‪ ،599‬وﻫـ ــﻲ إﺷـ ــﺎرة ﺗﻌﺘـ ــﱪ إﳚﺎﺑﻴـ ــﺔ‬
‫ذﻟ ـ ــﻚ أن اﳌﺮدودﻳ ـ ــﺔ ﲣ ـ ــﺪم ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻄ ـ ــﺮﻓﲔ‪ ،‬إﻻ أﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع أن ﻳﻠ ـ ــﺰم اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ إﺛﺒـ ــﺎت اﺳـ ــﺘﺪﻋﺎء اﳌﻠـ ــﺰم أﺛﻨـ ــﺎء اﻟﺒﻴـ ــﻊ ﻗﺼـ ــﺪ اﳊﻀـ ــﻮر ﺣـ ــﱴ ﻳﺘﺴـ ــﲎ ﻟـ ــﻪ اﻟـ ــﺪﻓﺎع ﻋـ ــﻦ ﻣﺼـ ــﺎﳊﻪ‬
‫أﺛﻨ ـ ــﺎء ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،600‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﺸ ـ ــﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﳊﻀ ـ ــﻮر اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ أو ﻣ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠﻬ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﲨﻴﻊ اﳊﺎﻻت‪.601‬‬
‫وﻳ ـ ــﺮى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ أن ﺣﻀ ـ ــﻮر اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ أو ﻣ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠﻬ ـ ــﺎ أﻃ ـ ــﻮر اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠ ـ ــﲏ‬
‫اﺳـ ــﺘﻠﺰﻣﺘﻪ رﻏﺒـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﺮع ﰲ ﺗﻮﻃﻴـ ــﺪ اﻷﻣـ ــﻦ وﺗﻌﺰﻳـ ــﺰ اﻻﺳـ ــﺘﻘﺮار اﻟـ ــﺬي ﳚـ ــﺐ أن ﻳﺴـ ــﻮد ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﺒﻴـ ــﻊ ﺑـ ــﺪءا‬
‫واﻧﺘﻬﺎء‪.602‬‬
‫وﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت‬
‫ﺗﺮاﻋـ ـ ـ ــﻲ اﳉﺎﻧـ ـ ـ ــﺐ اﻹﻧﺴـ ـ ـ ــﺎﱐ ﺗﺘﻤﺜـ ـ ـ ــﻞ ﰲ ﺑﻴـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺷـ ـ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠـ ـ ـ ــﻮزة وﻓـ ـ ـ ــﻖ اﻟﱰﺗﻴـ ـ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺮﻏـ ـ ـ ــﺐ ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ .603‬وﰲ اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ أﺷ ـ ــﺎرت اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 62‬أﻧ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺒﲔ أو ﻣ ـ ــﻦ ﳝ ـ ــﺜﻠﻬﻢ‬
‫أو ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ أو ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ أو اﻷﻋ ـ ـﻮان اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﲔ ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺘﻢ‬

‫‪ -598‬ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺒﻴﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺒﻴﻮع اﳋﺎﺻﺔ اﻟﱵ ﲣﻀﻊ ﻷﺣﻜﺎم ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻨﻈﻢ إﺟﺮاءا‪‬ﺎ وﺷﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻫﻮ ﳎﺮد دﻋﻮة ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ وﻻ ﻳﻌﺪ ﺑﻴﻌﺎ ﺗﺎﻣﺎ وﻣﻘﺒﻮﻻ ﺣﱴ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﺜﻤﻦ اﻷﺧﲑ اﳌﻌﺮوض ﻣﻦ آﺧﺮ ﻋﺎرض‪ ،‬وﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ‬
‫ﺑﻌﺮﺿﻪ إذا ﻣﺎ اﻗﱰن ﺑﻘﺒﻮل اﻟﺒﺎﺋﻊ‪.‬‬
‫‪-‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 32‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺸﺮح ﻋﻨﺪ ﻣﺄﻣﻮن اﻟﻜﺰﺑﺮي‪ :‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت" اﳉﺰء اﻷول" ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻟﻨﺠﺎح اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،1972 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -599‬اﳌﺎدة ‪ 63‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -600‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -601‬اﳌﺎدة ‪ 60‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -602‬أﲪﺪ اﳉﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫‪ -603‬اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 60‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫ﺑﻴ ـ ــﻊ اﶈﺠـ ـ ــﻮزات ﻣﺘﻔﺮﻗ ـ ــﺔ‪ ،604‬أو ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻜﻞ ﺣﺼـ ـ ــﺺ أن ﻳﻮﻗﻔ ـ ـ ـﻮا اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ ﲟﺠ ـ ــﺮد ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﳏﺼ ـ ـ ـﻮﻟﻪ‬
‫ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺎ ﻟﺘﺴ ـ ــﺪﻳﺪ اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﲢ ـ ــﺮي اﻟﺪﻗ ـ ــﺔ وﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻨﺢ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص أﻋﻼﻩ ﲢﺖ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻬﻢ‪.‬‬
‫وأﺧ ـ ـﲑا‪ ،‬وﺣﻔﺎﻇ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺴ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﲑ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠ ـ ــﲏ‪ ،‬وﻟﻜ ـ ــﻲ ﲤ ـ ــﺮ ﺑﻜ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﻔﺎﻓﻴﺔ‪،‬‬
‫وﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﲡﻨﺒـ ـ ــﺎ ﻟﻜـ ـ ــﻞ اﳓ ـ ـ ـﺮاف ﻋـ ـ ــﻦ اﻷﻫـ ـ ــﺪاف اﳌﺘﻮﺧـ ـ ــﺎة ﻣـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﳝﻨـ ـ ــﻊ ﻣﻨﻌـ ـ ــﺎ ﻛﻠﻴـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﲔ أن ﻳﻘﺘﻨ ـ ـ ـﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴـ ـ ــﻬﻢ أو ﺑﻮاﺳـ ـ ــﻄﺔ اﻟﻐـ ـ ــﲑ أﺣـ ـ ــﺪ اﻷﺷـ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠـ ـ ــﻮزة اﳌﻮﺿـ ـ ــﻮﻋﺔ ﻟﻠﺒﻴـ ـ ــﻊ ﲟﺴـ ـ ــﻌﻰ‬
‫ﻣ ـ ــﻨﻬﻢ وﻳﺴ ـ ــﺮي ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻨ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﳌﺘ ـ ــﺪﺧﻠﲔ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،605‬وذﻟ ـ ــﻚ ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ اﻟﻌ ـ ــﺰل‬
‫وﺑﻐ ـ ــﺾ اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ ﻋ ـ ــﻦ اﳉ ـ ـﺰاءات اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﰲ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ واﻷﻧﻈﻤ ـ ــﺔ اﳉ ـ ــﺎري ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ‪ ،606‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳝﺘ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﻨﻊ إﱃ اﻗﺘﻨﺎء اﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة واﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﲟﺒﺎدرة ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻦ‪.607‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺒﻴﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻠﺰم‬
‫اﻷﺻـ ــﻞ أن ﺑﻴـ ــﻊ اﶈﺠـ ــﻮزات ﻳـ ــﺘﻢ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ اﻟـ ــﺪاﺋﻦ اﳊـ ــﺎﺟﺰ أي اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ‪ ،‬إﻻ أﻧـ ــﻪ اﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺟ ـ ــﺎز اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﻴ ـ ــﻊ‬
‫اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت اﶈﺠ ـ ــﻮزة ﳊﺴ ـ ــﺎب اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ 608‬وذﻟ ـ ــﻚ وﻓ ـ ــﻖ ﺷ ـ ــﺮوط ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ ﻧﺼ ـ ــﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 61‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣﻨ ـ ــﻪ وﺑﱰﺧ ـ ــﻴﺺ ﻣ ـ ــﻦ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻊ ﳍ ـ ــﺎ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ أن ﻳﺒﻴ ـ ــﻊ اﻷﻣﺘﻌ ـ ــﺔ ﺑﻨﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﳜ ـ ــﻮل ﳍ ـ ــﺎ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪30‬‬

‫‪ -604‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮع اﳌﺼﺮي ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻴﺪ ﻫﺬا اﳌﻘﺘﻀﻰ ﺑﻞ ﺗﺮﻛﻪ ﻋﻠﻰ إﻃﻼﻗﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﺴﲎ ﻟﻠﻤﻠﺰم اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﲰﺢ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 18‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻳﻜﻒ ﻣﻨﺪوب اﳊﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﳌﻀﻲ ﰲ اﻟﺒﻴﻊ إذا ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺑﻌﺾ‬
‫اﶈﺠﻮزات ﻣﺒﻠﻎ ﻛﺎف ﻟﻮﻓﺎء اﳌﺒﺎﻟﻎ اﶈﺠﻮزة ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ واﳌﺼﺮوﻓﺎت اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﺣﱴ ‪‬ﺎﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻴﻊ وﻣﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫اﳊﺠﺰ ﲢﺖ ﻳﺪ ﻣﻨﺪوب اﳊﺎﺟﺰ ﻻ ﻳﺘﻨﺎول إﻻ ﻣﺎ زاد ﻋﻦ وﻓﺎء ﻣﺎ ذﻛﺮ"‪.‬‬
‫‪ -605‬ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ وأﻋﻮان ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﺎت واﻟﺘﻨﻔﻴﺬات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ وأﻋﻮان اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أو اﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫اﻹدارﻳﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -606‬اﳌﺎدة ‪ 64‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -607‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 105‬و‪.106‬‬
‫‪ -608‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪223‬‬
‫ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﱰﺧـ ــﻴﺺ اﳌﻤﻨـ ــﻮح ﻟـ ــﻪ‪ ،609‬ﺣﻴـ ــﺚ إذا ﱂ ﻳـ ــﺘﻢ اﻟﺒﻴـ ــﻊ داﺧـ ــﻞ ﻫـ ــﺬا اﻷﺟـ ــﻞ ﻳـ ــﺘﻢ إﺟ ـ ـﺮاؤﻩ‬
‫وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺒﻴﻊ اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﺳﺒﻖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ ﻟـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﳝﻜـ ــﻦ ﳌـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟـ ــﺬي ﻳﻜـ ــﻮن ﺣﻀـ ــﻮرﻩ واﺟﺒـ ــﺎ‬
‫أن ﻳﻮﻗ ـ ــﻒ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ إذا اﺗﻀ ـ ــﺢ ﻟ ـ ــﻪ ﻧﻘ ـ ــﺺ ﺑ ـ ـ ّـﲔ ﰲ ﺗﻘ ـ ــﺪﻳﺮ اﻷﻣﺘﻌ ـ ــﺔ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮﻋﺔ ﻟﻠﺒﻴ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﻳﻀ ـ ــﺮ‬
‫ﺑﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻧﻈ ـ ـﺮا ﻷن اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑ ـ ــﺄن ﻫﻨ ـ ــﺎك ﻧﻘﺼ ـ ـﺎ ﺑﻴّﻨ ـ ـﺎ ﰲ ﺗﻘ ـ ــﺪﻳﺮ ﲦ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠ ـ ــﻮزة ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﲑى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 610‬أﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع أن ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أن ﻳﺸ ـ ـ ــﻔﻊ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻃﻠﺒ ـ ـ ــﻪ ﺑﺒﻴ ـ ـ ــﻊ اﻷﻣﺘﻌ ـ ـ ــﺔ ﺑﻨﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ﺑﺘﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﳛ ـ ـ ــﺪد ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ ﲦ ـ ـ ــﻦ اﻷﻣﺘﻌ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وإن ﰎ رﻓ ـ ـ ــﺾ‬
‫اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ اﻟ ـ ــﻨﻘﺺ ﰲ ﲦ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ أُﻟ ـ ــﺰم اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺣﻴﻨﺌ ـ ــﺬ إن أراد اﻻﺳ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺮﻓ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ ﲦ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ أو اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﺎﻧﺔ ﲞ ـ ــﱪة ﻟﺘﺤﺪﻳ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﺜﻤﻦ‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ إﲤ ـ ــﺎم اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﺈن ﳏﺼ ـ ـﻮﻟﻪ‬
‫ﻳ ـ ــﺪﻓﻊ ﰲ اﳊ ـ ــﺎل ﺑ ـ ــﲔ ﻳ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﰲ ﺣ ـ ــﺪود اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ـ ـﺔ‪ ،‬وإذا ﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﳏﺼ ــﻮل اﻟﺒﻴ ــﻊ ﻏ ــﲑ ﻛ ــﺎف ﻹﺑ ـ ـﺮاء ذﻣ ــﺔ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﺗﺘ ــﺎﺑﻊ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﻠ ــﻎ‬
‫اﻟﺒﺎﻗﻲ دون ﲢﺼﻴﻞ‪.‬‬

‫‪ -609‬ﻧﺮى أن اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﺰم‪ ،‬وﻫﻮ اﻷﺟﻞ اﻟﺬي ﱂ ﻳﺘﻢ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ ﰲ اﻟﺒﻴﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫اﶈﺎﺳﺐ‪.‬‬
‫‪ -610‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.107-106‬‬
‫‪224‬‬
 ‫‪@@ð¦a@Ýî–znÜÛ@òîöbärnüaë@ò•b¨a@Š bŽ½a@ZïãbrÛa@szj½a‬‬
‫@@‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮﺗﺎ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎرات وﺑﻴﻌﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺣﺠ ـ ـ ــﺰ اﻷﺻ ـ ـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ وﺑﻴﻌﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ‪ 611‬ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬أﺧﻀ ـ ــﻌﻬﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﻻ ﻳﻠﺠ ـ ــﺄ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ إﻻ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ‬
‫ﻻ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﻄﺎﻟﺐ ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﺎدﻳﺔ )اﳌﻄﻠﺐ اﻷول(‪.‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳋﺎﺻـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ـ ــﺪ ﻧـ ـ ـ ــﺺ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات أﺧـ ـ ـ ــﺮى أﲰﻴﻨﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻻﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،612‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘﻬﺮﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻷ‪ ‬ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ واﳋﻄ ـ ــﻮرة‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ‬
‫ﺑﺸﻞ ﻧﺸﺎط اﳌﻠﺰم أو اﻏﺘﻴﺎل ﺣﺮﻳﺘﻪ )اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@ð¦a@Ýî–znÜÛ@ò•b¨a@Š bŽ½a@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﻠﻄﺒﻴﻌـ ـ ــﺔ اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﻌﻘـ ـ ــﺎرات واﻷﺻ ـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ـ ــﺔ أﺧﻀ ـ ــﻌﻬﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻻﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرات‬
‫أﻣﻨﻴ ـ ـ ــﺔ واﺋﺘﻤﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﻧﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟ ـ ـ ــﱵ ﲣﻀ ـ ـ ــﻊ ﳍ ـ ـ ــﺎ‪ .‬وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﺳ ـ ـ ــﻨﺘﻄﺮق ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﻄﻠـ ـ ـﺐ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻣـ ـ ـﻮال اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ ) اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻷول(‪ ،‬ﰒ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺻ ـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ وﺑﻴﻌﻬ ـ ــﺎ‬
‫)اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@pa‰bÔÈÛa@Éîië@Œvy@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﳛﺘ ـ ـ ــﻞ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎر ﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻧﻔ ـ ـ ــﻮس ﻋﻤ ـ ـ ــﻮم اﻟﻨ ـ ـ ــﺎس ووﺟ ـ ـ ــﺪا‪‬ﻢ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﳌﻠﻜﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ اﳊﻘ ـ ــﻮق اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﳌﻘ ـ ــﺮرة دﺳ ـ ــﺘﻮرﻳﺎ‪ ،613‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟﺮﺻ ـ ــﻴﺪ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎري إﺣ ـ ــﺪى‬

‫‪ -611‬ﳝﻜﻦ أن ﻧﺪرج ﻛﺈﺟﺮاءات ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪ ،‬اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲝﺠﺰ وﺑﻴﻊ اﻟﺴﻔﻦ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 66‬ﻣﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺑﺎت اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 69‬إﱃ ‪ 75‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ‬
‫اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ -612‬ﻣﻦ ﺑﲔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﱵ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﳝﻜﻦ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲟﺴﺎﻃﺮ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪:‬‬
‫‪-‬ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬ﲪﺎﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ ‪ -‬اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﳕﻮذﺟﺎ ‪ ،-‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﳌﺎﺳﱰ ﰲ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﺳﻼ ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪-2012‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -613‬ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 35‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2011‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻳﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺣﻖ اﳌﻠﻜﻴﺔ وﻻ ﳝﻜﻦ اﳊﺪ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ‬
‫وﳑﺎرﺳﺘﻬﺎ ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪."...‬‬
‫‪225‬‬
‫أﻫـ ـ ـ ــﻢ اﻟﺜـ ـ ـ ــﺮوات اﻟـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻠﻌـ ـ ـ ــﺐ دورا ﻓـ ـ ـ ــﺎﻋﻼ ﰲ اﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎد اﻟﺒﻠـ ـ ـ ــﺪ واﶈـ ـ ـ ــﺮك اﻷﺳﺎﺳـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ــﺪواﻟﻴﺐ اﻟﺘﻨﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.614‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻌﻨ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ــﺪم وﺟ ـ ـ ــﻮد ﻣﻨﻘ ـ ـ ــﻮﻻت أو ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﻛﻔﺎﻳﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﻟﺘﻐﻄﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫اﳌﻄﺎﻟـ ــﺐ ﺑ ـ ــﻪ‪ .‬ﻳﺼ ـ ــﺎر إﱃ ﺣﺠ ـ ــﺰ وﺑﻴ ـ ــﻊ ﻋﻘ ـ ــﺎرات اﳌﻠـ ــﺰم اﳌﱰﺗﺒ ـ ــﺔ ﰲ ذﻣﺘ ـ ــﻪ دﻳ ـ ــﻮن ﻋﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺈﺗﺒ ـ ــﺎع‬
‫ﻣﺴ ــﻄﺮة دﻗﻴﻘ ــﺔ راﻋ ــﻰ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﳌﺸ ــﺮع اﳊﻔ ــﺎظ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻘ ــﻮق اﳌﻠ ــﺰم ﻧﻈـ ـﺮا ﳌ ــﺎ ﳝﺘ ــﺎز ﺑ ــﻪ اﻟﻌﻘ ــﺎر ﻣ ــﻦ ﻗﺪﺳ ــﻴﺔ ﰲ‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺎة اﻹﻧﺴ ـ ــﺎن‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ أﳘﻴ ـ ــﺔ اﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺣ ـ ــﻖ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﰲ اﺳ ـ ــﺘﺨﻼص دﻳﻮ‪ ‬ـ ــﺎ‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﺮى‪ .615‬وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻮف ﻧﺒﺤـ ـ ــﺚ ﺣﺠـ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘـ ـ ــﺎرات )ﻓﻘـ ـ ــﺮة أوﱃ( ﰒ ﻧﺘﻨـ ـ ــﺎول ﺑﻌـ ـ ــﺪ ذﻟـ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﻴﻌﻬﺎ )ﻓﻘﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@pa‰bÔÈÛa@Œvy@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إذا ﻛـ ـ ــﺎن ﺣﺠـ ـ ــﺰ وﺑﻴـ ـ ــﻊ اﻷﻣـ ـ ــﻮال اﳌﻨﻘﻮﻟـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻠـ ـ ــﻚ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻳﻜـ ـ ــﺎد ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻋﺎدﻳـ ـ ــﺎ ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا‬
‫ﳌﺒﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻘﺒـ ــﺎض‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﳜﺘﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎرات وﺑﻴﻌﻬ ـ ــﺎ‪ .‬وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫أن اﳌﺸـ ــﺮع رﻏـ ــﻢ اﻟﺘﻨﺼـ ــﻴﺺ ﻋﻠـ ــﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﺣﺠـ ــﺰ وﺑﻴـ ــﻊ اﻟﻌﻘـ ــﺎرات ﰲ اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪ 67‬ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺘﻌﻘﻴ ـ ــﺪ واﻟ ـ ــﺒﻂء‪ 616‬اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﺟﻌﻠ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء إﺟ ـ ـﺮاء اﺳـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﻗﻠﻤـ ــﺎ ﻳﻠﺠـ ــﺄ إﻟﻴـ ــﻪ اﻟﻘﺒـ ــﺎض ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻔﻀـ ــﻠﻮن اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴـ ــﺎﻃﺮ أﺧـ ــﺮى‬
‫أﻗﻞ ﺗﻌﻘﻴﺪا وأﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‪.617‬‬
‫وﳜﻀـ ـ ـ ــﻊ ﺣﺠـ ـ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘـ ـ ـ ــﺎرات ﻣـ ـ ـ ــﻦ أﺟـ ـ ـ ــﻞ اﺳـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ إﱃ ﻗﻮاﻋـ ـ ـ ــﺪ ﻗـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ ــﺔ ﻋﻤﻮﻣـ ــﺎ‪ ،‬واﻟـ ــﱵ أﺣﺎﻟـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ .618‬ﻏـ ــﲑ أن اﳌﺸـ ــﺮع‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻗ ـ ــﺪ اﺷ ـ ــﱰط ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﲡ ـ ــﺪ‪ -‬أﻳﻀ ـ ــﺎ‪ -‬أﺳﺎﺳ ـ ــﻬﺎ ﰲ ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬

‫‪ -614‬إدرﻳﺲ ﺑﻠﻤﺤﺠﻮب‪ :‬ﲨﻮد اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻌﻘﺎري واﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل ﺗﻮﺟﻬﺎت ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻨﺪوة اﳉﻬﻮﻳﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻳﻮﻣﻲ ‪ 18‬و‪ 19‬أﺑﺮﻳﻞ‬
‫‪ ،2007‬ﲢﺖ ﻋﻨﻮان ‪ 50‬ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2007‬ص‪.153‬‬
‫‪ -615‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -616‬زﻛﺮﻳﺎ اﻟﺮﺟﺮاﺟﻲ‪ :‬ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﳊﺠﺰ اﻟﻌﻘﺎري‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳊﻘﻮق اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﲝﺎث‪ ،‬دار اﻵﻓﺎق اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‬
‫واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2012‬ص‪.14‬‬
‫‪ -617‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -618‬ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة ‪ 67‬ﻣﻦ م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻳﺘﻢ ﺣﺠﺰ اﻟﻌﻘﺎرات وﺑﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف أﻋﻮان اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﺎت واﻟﺘﻨﻔﻴﺬات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ‬
‫ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧﻮن ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 11‬ﻣﻦ رﻣﻀﺎن )‪ 28‬ﺳﺒﺘﻤﱪ (‪ 1974‬ﻟﻠﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ق‪.‬م‪.‬م"‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫اﳌﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ )اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ ‪ ،(469‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻌـ ـ ــﺰز ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ــﺚ اﳌﺒـ ـ ــﺪأ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻘـ ـ ــﺮرة ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ ﰲ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرا‪‬ﻢ‪.619‬‬
‫وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﱵ أﻗﺮﻫﺎ ووﻓﺮﻫﺎ اﳌﺸﺮع ﻧﺸﲑ إﱃ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاز ﺣﺠـ ــﺰ وﺑﻴـ ــﻊ اﻟﻌﻘـ ــﺎر ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ وﺟـ ــﻮد ﻣﻨﻘـ ــﻮﻻت ﻛﺎﻓﻴـ ــﺔ ﻟﻀـ ــﻤﺎن اﻟﻮﻓـ ــﺎء ﺑـ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺘﺠﻠـ ــﻰ ﻫـ ــﺬا اﳌﺒـ ــﺪأ ﰲ وﺟـ ــﻮب اﻟﻌﻤـ ــﻞ ﺑـ ــﻪ واﻟﺴـ ــﻬﺮ ﻋﻠـ ــﻰ اﺣﱰاﻣـ ــﻪ وﺣﺴـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف‬
‫اﻟﻘﺒ ـ ـ ــﺎض ﻋﻤ ـ ـ ــﻼ ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 67‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌـ ــﺬﻛﻮرة ﺳـ ــﺎﻟﻔﺎ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺄﻛﻴـ ــﺪا ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 469‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ‬
‫أﺧ ـ ــﺮى اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻻ ﻳﻘ ـ ــﻊ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ اﳉ ـ ــﱪي ﻟﻠﻌﻘ ـ ــﺎرات إﻻ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪم ﻛﻔﺎﻳ ـ ــﺔ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت‬
‫ﻋـ ــﺪا إذا ﻛـ ــﺎن اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻣﺴـ ــﺘﻔﻴﺪا ﻣـ ــﻦ ﺿـ ــﻤﺎن ﻋﻴـ ــﲏ"‪ ،‬وﻣﻌـ ــﲎ ﻫـ ــﺬا أﻧـ ــﻪ ﻻ ﳚـ ــﻮز ﺣﺠـ ــﺮ وﺑﻴـ ــﻊ اﻟﻌﻘـ ــﺎرات‬
‫إﻻ إذا ﰎ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﺑﻴ ـ ــﻊ اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﳌﻨﻘﻮﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻌ ـ ــﻮد ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ وﺗﺒ ـ ــﲔ أن ﲦﻨﻬ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﻐﻄ ـ ــﻲ ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﳌﺴـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌـ ــﺪﻳﻦ وﻛـ ــﺬا ﻣﺼـ ــﺎرﻳﻒ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي اﻟﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ‪ .‬ﺣﻴﻨـ ــﺬاك ﳛـ ــﺮر اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ أو اﻟﻌـ ــﻮن‬
‫اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﳏﻀ ـ ـﺮا ﺑﺎﳌﻨﺎﺳ ـ ــﺒﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺜﺒـ ــﺖ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺘﻪ ﻋـ ــﺪم ﻛﻔﺎﻳ ـ ــﺔ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت‪،‬‬
‫وﺗﺒﻘ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــﻚ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر أم ﻻ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر أن ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟ ـ ـ ـﻮارد ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 67‬ﱂ ﺗ ـ ـ ــﺄت ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺻ ـ ـ ــﻴﻐﺔ‬
‫اﻟﻮﺟﻮب ﺑﻞ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﺣﺠﺰ اﻟﻌﻘﺎر‪.620‬‬
‫‪ -‬ﻋ ـ ــﺪم ﻗﺎﺑﻠﻴ ـ ــﺔ اﻷﻣ ـ ــﻼك اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ وﻛ ـ ــﺬا اﻷﻣ ـ ــﻼك اﶈﺒﺴ ـ ــﺔ ﲢﺒﻴﺴ ـ ــﺎ ﻋﺎﻣ ـ ــﺎ ﻟﻠﺤﺠ ـ ــﺰ ﻣ ـ ــﻊ اﻟﺘ ـ ــﺬﻛﲑ‬
‫أﻧ ـ ــﻪ وإن ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻷﻣ ـ ــﻼك اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻗﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺤﺠ ـ ــﺰ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺎ ﻳﺼ ـ ــﻌﺐ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳉﱪي ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻼك‪621‬؛‬

‫‪ -619‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -620‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ -621‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪227‬‬
‫‪ -‬ﻋ ـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاز ﺣﺠ ـ ــﺰ وﺑﻴ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﻜﲎ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺄوي اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ وﻋﺎﺋﻠﺘ ـ ــﻪ واﻟ ـ ــﱵ ﻻ ﻳﺘﻌ ـ ــﺪى‬
‫ﲦﻨﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﺄﰐ أﻟـ ــﻒ درﻫـ ــﻢ )‪ 200000.00‬درﻫـ ــﻢ(‪ .622‬وﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﳑـ ــﺎ ﻳﻨﻄـ ــﻮي ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻫـ ــﺬا‬
‫اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺆاﺧ ـ ــﺬات ‪ ‬ـ ــﻢ أﺳ ـ ــﺎس ﻣﺮﺟﻌﻴ ـ ــﺔ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻗﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ــﻜﻦ‬
‫اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﱵ ﻻ ﺗ ـ ــﺘﻼءم واﻟﺘﻄ ـ ــﻮر اﳌﺘﺴ ـ ــﺎرع ﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر‪ ،‬ﻓ ـ ــﲑى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 623‬أن‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﳍ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪﻻﻻت ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﳓ ـ ــﻮ إﺿ ـ ــﻔﺎء ﻃ ـ ــﺎﺑﻊ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎري‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻌﺰﻳ ـ ــﺰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻄ ـ ــﺎﺑﻊ وﺑ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﻻرﺗﺒﺎﻃ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛﻴ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﺗﻌﺰﻳـ ــﺰ ﻗﻴﻤـ ــﺔ اﻹﻧﺴـ ــﺎن اﳌﻠـ ــﺰم ﻳﻘﺘﻀـ ــﻲ أﺳﺎﺳـ ــﺎ اﻟﺘﻨﺼـ ــﻴﺺ ﻓﻘـ ــﻂ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﻌـ ــﺎم أي ﻋـ ــﺪم‬
‫ﻗﺎﺑﻠﻴﺘ ـ ــﻪ اﻟﺴ ـ ــﻜﻦ اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ــﻲ ﻟﻠﺤﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﻀ ـ ــﺎء ﻗﺎﺋﻤ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﳊﺴ ـ ــﻢ ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــﺪة ﻣ ـ ــﺎ دام أن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘ ـ ــﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﳌﺒ ـ ــﺪأ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ اﳊﻘ ـ ــﻮق اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ـﻮاء ﻣ ـ ــﻦ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ‬
‫اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أو اﳌﻠﺰم؛‬
‫‪ -‬إذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺪدت اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﳌ ـ ــﺆﻫﻠﲔ ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺸ ـ ـ ــﻜﻞ أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﰲ ﻣ ـ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎﺑﻌﲔ‬
‫ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ‪ ،624‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ اﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻣ ـ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ـ ــﻚ أﺷ ـ ـ ــﺎرت إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ اﳊﺎﺟ ـ ـ ــﺔ إﱃ‬
‫اﻷﻋ ـ ـﻮان اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﲔ‪ ،625‬وﻫـ ــﻮ اﻻﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء اﻟـ ــﺬي ﻛﺮﺳـ ــﺘﻪ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌﻘ ــﺎرات‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﺟﻌﻠﺘ ــﻪ اﺧﺘﺼﺎﺻ ــﺎ ﺣﺼ ـ ـﺮﻳﺎ ﳍ ــﺬﻩ اﻟﻔﺌ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌ ــﺎ ﺗﻀ ــﻤﻨﻪ ﻣ ــﻦ ﺗﻜ ـ ـﺮﻳﺲ‬
‫ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳍﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة‪.626‬‬
‫وﳕﻴﺰ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﺑﲔ اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ واﳊﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﻌﻘﺎر‪.‬‬

‫‪ -622‬اﳌﺎدة ‪ 46‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -623‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -624‬اﳌﺎدة ‪ 30‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -625‬اﳌﺎدة ‪ 34‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -626‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪228‬‬
 ‫أوﻻ‪ :‬اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ــﻲ وﺳ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻼﺣﺘﻴ ـ ــﺎط ﻻ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻮى وﺿ ـ ــﻊ ﻳ ـ ــﺪ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌﻘـ ــﺎر وﳝﻨ ـ ــﻊ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﺼ ـ ــﺮف ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺗﺼ ـ ــﺮﻓﺎ ﻳﻀـ ــﺮ ﺑﺪاﺋﻨ ـ ــﻪ‪ .627‬وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳚ ـ ــﻮز ﺗﻔﻮﻳﺘ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ـ ــﺮف اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ وﻛ ـ ــﻞ ﺗﺼ ـ ــﺮف ﻳﻘ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﲔ اﳌﺘﻌﺎﻗ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻳﻌ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺎﻃﻼ وﻋ ـ ــﺪﱘ اﻷﺛ ـ ــﺮ‪،‬‬
‫وﻟﻠ ـ ـ ــﺪاﺋﻦ اﻟﺘﻤﺴ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ــﺒﻄﻼن اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺪ‪ .628‬وﻻ ﻳﻠ ـ ـ ــﺰم أن ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻮﻣﻲ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺮﻣ ـ ـ ــﻲ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ‬
‫اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ــﻲ إﱃ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﻪ ﺛﺎﺑﺘ ـ ــﺎ‪ ،‬وﳏ ـ ــﺪد اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ وﻣﺴ ـ ــﺘﺤﻖ اﻷداء‪ ،629‬ﺑ ـ ــﻞ ﻳﻜﻔ ـ ــﻲ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﳏﺪدا ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‪ ،‬ﳏﺘﻤﻞ اﻟﻮﻗﻮع أو ﳜﺸﻰ ﺿﻴﺎع ﺿﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫واﻟـ ـ ــﺪاﺋﻦ ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ ﺑﺘﻘ ـ ـ ــﺪﱘ ﺳـ ـ ــﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬي‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﻞ ﻳﻜﻔـ ـ ــﻲ أن ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﳏﺘﻤـ ــﻞ اﻟﻮﻗـ ــﻮع‪ ،‬وﻗـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪ اﳌﺸـ ــﺮع ﻫـ ــﺬا اﳌﻮﻗ ـ ــﻒ ﺣﻴﻨﻤـ ــﺎ رﺧـ ــﺺ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﺻـ ــﺮﳛﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 29‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﲣـ ــﺎذ ﻛـ ــﻞ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﻔﻈﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺷ ــﺄ‪‬ﺎ اﶈﺎﻓﻈ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ اﺳ ــﺘﻨﺎدا إﱃ إﻋ ــﻼم ﺑﺎﻟﺘﺼ ــﺤﻴﺢ ﺟ ــﺎر ﺻ ــﺎدر ﻋ ــﻦ ﻣﺼ ــﺎﱀ اﻟﻮﻋ ــﺎء‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﻃـ ـ ــﺎر ﺧـ ـ ــﻮل اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟﺼـ ـ ــﻔﺔ وأﻫﻠـ ـ ــﻪ ﻟﺘﻘـ ـ ــﺪﱘ‬
‫اﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ إﱃ رﺋـ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺼـ ـ ــﻔﺘﻪ ﻗﺎﺿـ ـ ــﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴـ ـ ــﺘﻌﺠﻼت ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ ‪ 149‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ق‪.‬م‪.‬م ﻹﺻﺪار أﻣﺮ ﺑﺈﺟﺮاء ﺣﺠﺰ ﲢﻔﻈﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر اﳌﺪﻳﻦ وﻟﻮ ﰲ ﻏﻴﺎب اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي‪.630‬‬
‫وﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ اﶈﺠـ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻳﻨﺘﻔـ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﻌﻘـ ـ ــﺎر اﻧﺘﻔـ ـ ــﺎع اﻟﺸـ ـ ــﺨﺺ اﳊ ـ ـ ـﺮﻳﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ـﺆون ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ وأن‬
‫ﻳﺘﻤﻠـ ــﻚ اﻟﺜﻤـ ــﺎر دون أن ﻳﻜـ ــﻮن ﻟـ ــﻪ ﺣـ ــﻖ ﻛﺮاﺋـ ــﻪ إﻻ ﺑـ ــﺈذن ﻣـ ــﻦ اﻟﻘﻀـ ــﺎء‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ أن اﶈﺠـ ــﻮز ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻳﺒﻘـ ــﻰ‬
‫ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻟﻌﻘﺎرﻩ إﱃ أن ﻳﺘﺤﻮل اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ إﱃ ﺣﺠﺰ ﺗﻨﻔﻴﺬي ﻣﺎ ﱂ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻐﲑ ذﻟﻚ‪.631‬‬

‫‪ -627‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 453‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -628‬ﻳﺘﻌﲔ اﻟﺘﻤﻴﺰ ﺑﲔ اﻟﻌﻘﺎر اﶈﻔﻆ أو ﰲ ﻃﻮر اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺑﲔ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻐﲑ اﶈﻔﻆ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳊﺠﺰ‬
‫اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﳏﻔﻆ أو ﰲ ﻃﻮر اﻟﺘﺤﻔﻴﻆ‪ ،‬وﺟﺐ وﺿﻊ اﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻪ ﲟﺴﻌﻰ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺪاﺋﻦ‪ .‬أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﻘﺎر ﻏﲑ ﳏﻔﻆ ﻓﺈن اﻷﻣﺮ اﻟﺼﺎدر ﺑﺎﳊﺠﺰ ﺗﺮﺳﻞ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ إﱃ رﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﺳﺠﻞ ﺧﺎص‬
‫ﻣﻮﺿﻮع رﻫﻦ إﺷﺎرة اﻟﻌﻤﻮم ﻣﻊ إﺷﻬﺎر ﳌﺪة ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ اﻹﻋﻼن ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ‪ .‬اﻟﺮﺟﻮع ﻟـ )اﻟﻔﺼﻞ ‪ 455‬ﻣﻦ ق‪.‬م‪.‬م(‪.‬‬
‫‪ -629‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 452‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -630‬اﻧﻈﺮ اﻟﻔﻘﺮة ‪ 2‬ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 29‬ﻣﻦ م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ -631‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.284-283‬‬
‫‪229‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﳊﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي‬
‫ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬي ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎر إﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘﺤﻮﻳ ـ ـ ــﻞ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ‬
‫ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬي‪ ،‬وإﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﺈﺟﺮاء اﳊﺠـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬي ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة ﺑﻌـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣـ ــﻦ‬
‫م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ -1‬ﲢﻮﻳﻞ اﳊﺠﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈﻲ إﱃ ﺣﺠﺰ ﺗﻨﻔﻴﺬي‬
‫ﻳـ ــﺘﻢ ﻫـ ــﺬا اﻟﺘﺤﻮﻳـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﻌـ ــﻮن اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻐـ ــﺎت واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬات اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺑﻄﻠـ ــﺐ ﻣـ ــﻦ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺮﻓﻘ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺴ ـ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬي وﺷ ـ ـ ــﻬﺎدة ﻣﺴ ـ ـ ــﻠﻤﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﶈﺎﻓﻈ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ ﺗﺜﺒ ـ ـ ــﺖ إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ـ ــﻲ وﻳ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟ ـ ـ ــﺬي أﺻ ـ ـ ــﺒﺢ‬
‫ﻣﺴﺘﺤﻖ اﻷداء ﻛﻤﺎ ﻳﻌﲔ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ اﻟﻄﻠﺐ أوﺻﺎف اﻟﻌﻘﺎر وﲨﻴﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﻔﻴﺪة‪.‬‬
‫وﳛ ـ ــﺮر اﻟﻌ ـ ــﻮن ﳏﻀ ـ ــﺮ اﻟﺘﺤﻮﻳ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﺠ ـ ــﺰ ﲢﻔﻈ ـ ــﻲ إﱃ ﺣﺠ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬي وﻳﺮﺳ ـ ــﻠﻪ إﱃ ﳏـ ـ ــﺎﻓﻆ‬
‫اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﲔ اﻟﻀـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻗﺮرﻫـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة اﳌﻠـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﺿـ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴﻐـ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﲢﻮﻳـ ـ ــﻞ‬
‫اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ــﻲ إﱃ ﺣﺠ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬي ﲟﺤﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ ،632‬ﺣﻴ ـ ــﺚ اﺧﺘ ـ ــﺎر اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎدﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﲢﻘﻴـ ــﻖ ﻋﻠ ــﻢ اﳌﻠـ ــﺰم‪ .‬أﻣ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻌ ــﺬر ذﻟـ ــﻚ ﻳ ــﺘﻢ اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻛﻤ ــﺎ ﻫـ ــﻲ‬
‫ﻣﻘﺮرة ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 39‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﳊﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻣﺒﺎﺷﺮة‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﲢﻮﻳ ـ ـ ــﻞ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﺘﺤﻔﻈ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬي‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟﻌ ـ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ إﺟ ـ ـﺮاء ﺣﺠ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬي ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﺪم رﻏﺒ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﺗﱪﺋ ـ ــﺔ ذﻣﺘ ـ ــﻪ وذﻟ ـ ــﻚ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻹذن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،633‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﳒ ـ ــﺪ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي أﻟ ـ ــﺰم اﻹدارة ﺑﻀ ـ ــﺮورة ﺣﻀ ـ ــﻮر‬
‫ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳊﺠﺰ ﻳﺘﻌﲔ اﻹﺷﺎرة إﱃ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳋﺎﺻﺔ ‪‬ﻢ ﰲ ﳏﻀﺮ اﳊﺠﺰ‪.634‬‬

‫‪ -632‬اﳌﺎدة ‪ 469‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -633‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﻓﻴﻖ‪ :‬ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬اﳉﺰء اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ -634‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﳎﺪي ﻫﺮﺟﺔ‪ :‬اﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪230‬‬
‫وﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠ ـ ــﺐ ﰲ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع إﱃ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ــﺔ ﻣﺮﻓﻮﻗ ــﺎ ﲟﺴ ــﺘﺨﺮج ﻣ ــﻦ اﳉ ــﺪاول واﻟﺴ ــﻨﺪات‪ ،‬وﻛ ــﺬا ﻧﺴ ــﺨﺔ ﻣ ــﻦ ﳏﻀ ــﺮ ﻳﺜﺒ ــﺖ ﻋ ــﺪم‬
‫وﺟﻮد ﻣﻨﻘﻮﻻت ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺪﻳﻦ اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺸـ ـ ــﲑ اﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ إﱃ اﺳـ ـ ــﻢ وﻋﻨ ـ ـ ـﻮان وﻣﻬﻨـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ .‬وإذا ﺗﻌﻠـ ـ ــﻖ اﻷﻣـ ـ ــﺮ ﺑﺸـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻳـ ـ ــﺬﻛﺮ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ‬
‫اﲰﻬ ـ ــﺎ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري وﺷ ـ ــﻜﻠﻬﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻣﻘﺮﻫ ـ ــﺎ اﻻﺟﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ وﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ وﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ‬
‫اﻷداء‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ـ ــﺬﻩ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‪ ...‬وﻳ ـ ـ ــﺬﻛﺮ‪ -‬ﻓﻀ ـ ـ ــﻼ ﻋ ـ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ -‬اﶈ ـ ـ ــﺎوﻻت‬
‫واﻹﺟﺮاءات اﻷﺧﺮى اﻟﱵ ﻗﺎم ‪‬ﺎ اﻟﻘﺎﺑﺾ ﲡﺎﻩ اﳌﺪﻳﻦ اﻟﱵ ﱂ ﺗﻔﺾ إﱃ أي ﻧﺘﻴﺠﺔ‪.635‬‬
‫ﺑﻌـ ــﺪ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬي ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻘ ـ ــﺎر اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻳﻄﻠـ ــﺐ اﻟﻌ ـ ــﻮن رﺳ ـ ــﻮم اﳌﻠﻜﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺎﻟ ـ ــﻚ وﳛ ـ ــﺮر ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي وﻳﺮﺳ ـ ــﻠﻪ إﱃ ﳏ ـ ــﺎﻓﻆ اﻷﻣ ـ ــﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﺗﺴ ـ ــﺠﻴﻠﻪ ﰲ‬
‫اﻟﺮﺳ ــﻢ اﻟﻌﻘـ ــﺎري‪ .636‬وﻣـ ــﱴ ﰎ ﻫـ ــﺬا اﻟﺘﺴـ ــﺠﻴﻞ ﻟـ ــﺪى ﻣﺼـ ــﻠﺤﺔ اﶈﺎﻓﻈـ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳـ ــﺔ ﳝﻨـ ــﻊ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺎﻟـ ــﻚ ﻛـ ــﻞ‬
‫ﺗﺼﺮف ﻳﻀﺮ ﺑﺪاﺋﻨﻴﻪ وﻳﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺗﱪﻋﺎ أو ﺑﻌﻮض ﺑﺎﻃﻼ وﻋﺪﱘ اﻷﺛﺮ‪.637‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﲡـ ـ ــﺪر اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﻟﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬أﻧـ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ وﺟـ ـ ــﻮد ﺣﺠـ ـ ــﺰ ﺳـ ـ ــﺎﺑﻖ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﺗﻮﻗﻴـ ــﻊ ﺣﺠـ ــﺰ ﺛـ ــﺎن‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻜﺘﻔـ ــﻲ ﺑﺎﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ﰲ اﳊﺠـ ــﺰ ﳊﻤﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺒﻘـ ــﻰ ﻟـ ــﻪ اﳊـ ــﻖ ﰲ ﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات‪ ،638‬أﻣـ ــﺎ إذا ﺗﻘـ ــﺪم اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﲝﺠـ ــﺰ‬
‫أوﻓ ــﺮ ﻣ ــﻦ اﳊﺠ ــﺰ اﻟﻘ ــﺎﺋﻢ ﺳ ــﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻳ ــﺘﻢ ﺿ ــﻢ اﳊﺠـ ـﺰﻳﻦ ﻣﻌ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻴﺘﺤﻘ ــﻖ ﺑ ــﺬﻟﻚ اﻟﺘﻌ ــﺮض ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻨﺘ ــﻮج‬
‫ﺑﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳋﺰﻳﻨﺔ ﳑﺎ ﳜﻮﳍﺎ اﳊﻖ ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻷﻣﻮال اﳌﺘﺤﺼﻠﺔ‪.639‬‬
‫‪@@pa‰bÔÈÛa@Éîi@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬ ـ ــﻲ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ وﺿ ـ ــﻊ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر ﲢ ـ ــﺖ ﻳ ـ ــﺪ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬وﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي اﻟﻌﻘ ـ ــﺎري‬
‫ﻟﻠﻤﺤﺠـ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وإﻧـ ـ ــﺬارﻩ ﺑ ـ ـ ــﺎﻷداء ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻔﺼ ـ ـ ــﻠﲔ ‪ 469‬و‪ 440‬ﻣـ ـ ــﻦ ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ﺗﺒ ـ ـ ــﺪأ ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ ﻣﻮاﻟﻴ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪ -635‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -636‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 470‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -637‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 453‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -638‬ﻋﺰﻣﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح‪ :‬إﺟﺮاءات اﳊﺠﻮز اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻟﺘﺤﻔﻈﻴﺔ‪ ،‬اﳌﻜﺘﺐ اﳉﺎﻣﻌﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة‪،‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪ ،1986‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -639‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 467‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫ﳍﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ‪ ،640‬ﲝﻴـ ـ ـ ــﺚ ﳛـ ـ ـ ــﻖ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟﻠﺠـ ـ ـ ــﻮء إﱃ ﺑﻴﻌـ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ــﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠـ ـ ـ ــﲏ ‪ -‬أي‬
‫اﻟﻌﻘﺎر‪ -‬ﻻﻗﺘﻀﺎء اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﺰم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﻋﻮان اﻟﺘﺒﻠﻴﻐﺎت واﻟﺘﻨﻔﻴﺬات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳﺴ ـ ــﻬﺮ أﻋ ـ ـ ـﻮان اﻟﺘﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎت واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬات اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﺑﻴ ـ ــﻊ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎرات ﺑ ـ ــﺎﳌﺰاد‬
‫اﻟﻌﻠ ـ ــﲏ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﺤﻘ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﻜﺎﻓ ـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬ ـ ــﺎ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ إﻋ ـ ــﺪاد دﻓ ـ ــﱰ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺘﺤﻤﻼت‪ ،641‬واﻹﺷ ـ ـ ــﻬﺎر‪ ،642‬وﺷ ـ ـ ــﺮوط اﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ‪ .‬وﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ــﺜﻤﻦ اﻻﻓﺘﺘ ـ ـ ــﺎﺣﻲ ﻟﻠﺒﻴ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ إﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﺴﻤﺴﺮة‪.‬‬
‫وإذا ﱂ ﻳﺒ ـ ــﺎدر اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﺎﻟ ـ ــﻚ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر إﱃ أداء اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺔ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳ ـ ــﺘﻢ إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺴﻤﺴ ـ ــﺮة ﰲ‬
‫ﺟﻠﺴ ـ ــﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ واﻟﺴ ـ ــﺎﻋﺔ اﳌﻌﻠﻨ ـ ــﲔ ﰲ إﺷ ـ ــﻬﺎر اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــﺪ إﲤ ـ ــﺎم اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﻮزﻳ ـ ــﻊ ﻣﻨﺘ ـ ــﻮج‬
‫اﻟﺒﻴـ ــﻊ ﺑ ـ ــﲔ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ واﻟﺒ ـ ــﺎﻗﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟـ ــﺪاﺋﻨﲔ إذا وﺟ ـ ــﺪوا ﺣﺴـ ــﺐ ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻻﻣﺘﻴ ـ ــﺎز‬
‫اﻟﱵ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.643‬‬
‫وﲡـ ــﺪر اﻹﺷـ ــﺎرة إﱃ أن اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﺼـ ــﺮي ﻗـ ــﺪ أﺣﺴـ ــﻦ ﺻـ ــﻨﻌﺎ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪" :‬وﻳﻘﺼـ ــﺮ‬
‫اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﺑﻘ ـ ــﺪر اﻹﻣﻜ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺟ ـ ــﺰء ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر ﻳﻔ ـ ــﻲ ﲦﻨ ـ ــﻪ ﺑﺎﳌﻄﻠﻮﺑ ـ ــﺎت ﺑﺄﻛﻤﻠﻬ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﱴ ‪‬ﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ــﻬﺮ‬

‫‪ -640‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫‪ -641‬ﻳﺸﻜﻞ دﻓﱰ اﻟﺘﺤﻤﻼت إﺣﺪى اﳌﺮاﺣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ إﺣﺪى اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﳌﻘﺮرة ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ‪،‬‬
‫وذﻟﻚ ﻟﻜﻮﻧﻪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﱵ ﺗﺪون ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺒﲔ ﺷﺮوط اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ ﻟﻴﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮاﻏﺒﻮن ﰲ اﻟﺸﺮاء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬ﺣﺠﻴﺒﺔ ﺟﻬﺪﻛﺎن‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.446‬‬
‫‪ -642‬ﺑﻌﺪ إﻋﺪاد دﻓﱰ اﻟﺘﺤﻤﻼت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺗﺄﰐ ﻋﻤﻠﻴﺘﺎن أﺳﺎﺳﻴﺘﺎن ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ‬
‫اﻹﻋﻼن إﱃ اﻟﻌﻤﻮم ﻋﻦ اﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ‪ ،‬وﻛﺬا ﺗﻠﻘﻲ ﻋﺮوض ﺷﺮاء اﻟﻌﻘﺎر‪.‬‬
‫ﻫﺬا وﻳﺘﻢ وﺿﻊ دﻓﱰ اﻟﺘﺤﻤﻼت رﻫﻦ إﺷﺎرة اﻟﻌﻤﻮم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺿﺒﻂ اﶈﻜﻤﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﲜﻤﻴﻊ ﺷﺮوط اﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬وﻛﺬا‬
‫اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻛﱪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﺮوض ﻗﺼﺪ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻘﺎر اﳌﺒﻴﻊ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺮص اﳌﺸﺮع ﻋﻠﻰ‬
‫ﺿﺮورة ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻟﻠﻌﻤﻮم ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 474‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬا وﺑﻌﺪ إﺷﻬﺎر ﺑﻴﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﺮوض اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ إﱃ ﺣﺪود إﻗﻔﺎل ﳏﻀﺮ اﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ‪ .‬إﻻ أن اﳌﺸﺮع ﱂ ﳛﺪد‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮوض وﻛﺬا اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮوض‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺼﻮرا ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﲡﺎوزﻩ‪ ،‬وﻋﻤﻮﻣﺎ ﻳﺘﻌﲔ‬
‫ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺮوض‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻮن اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪،‬‬
‫ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.239-238‬‬
‫‪ -643‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪232‬‬
‫اﳊﺎﺻ ـ ــﻞ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬وإذا ﺗﻌ ـ ــﺬرت ﲡﺰﺋ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر اﺳ ـ ــﺘﻤﺮت إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻛﻠ ـ ــﻪ"‪ .‬وﻫ ـ ــﻮ اﲡ ـ ــﺎﻩ‬
‫ﳏﻤـ ــﻮد ﳓـ ــﻮ ﺗﻜ ـ ـﺮﻳﺲ اﻟﻄـ ــﺎﺑﻊ اﻻﺳـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﰲ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻘـ ــﺎرات اﳌﻠـ ــﺰم اﻟـ ــﺬي ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺸـ ــﺮع‬
‫اﳌﻐ ــﺮﰊ ﺗﻜﺮﻳﺴـ ــﻪ ﳌـ ــﺎ ﻓﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ ﺑﻴـ ــﻊ اﻟﻌﻘـ ــﺎر ﰲ ﺣـ ــﺪود ﺿـ ــﻴﻘﺔ‪ ،‬وﲟـ ــﺎ ﳝﻜـ ــﻦ ﻣـ ــﻦ ﺗﱪﺋـ ــﺔ‬
‫ذﻣﺘﻪ ﲡﺎﻩ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬دون اﻹﺿﺮار ﲟﺼﺎﳊﻪ‪.644‬‬
‫‪@@ð‰bvnÛa@Ý•þa@Éîië@Œvy@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﳕـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻨﺸـ ـ ـ ــﺎط اﻟﺘﺠـ ـ ـ ــﺎري ﺧـ ـ ـ ــﻼل اﻟﻘـ ـ ـ ــﺮن اﻟﺘﺎﺳـ ـ ـ ــﻊ ﻋﺸـ ـ ـ ــﺮ ﳕ ـ ـ ـ ـﻮا ﻣﻠﻤﻮﺳـ ـ ـ ــﺎ‪ ،645‬وﻋـ ـ ـ ــﺮف ﺗﻮﺳـ ـ ـ ــﻌﺎ‬
‫واﻧﺘﺸـ ــﺎرا‪ ،‬وﺑـ ــﺮز اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﻛ ـ ـﺄداة ﻓﻌﺎﻟـ ــﺔ أﻛﺴـ ــﺒﺖ اﳌﻴ ـ ــﺪان اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدي ﺣﺮﻛ ـ ــﺔ داﺋﺒـ ــﺔ‪ ،‬وأﳍﺒ ـ ــﺖ‬
‫ﲪ ـ ـ ــﺎس اﳌﺸ ـ ـ ــﺘﻐﻠﲔ ﺑ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وزاد اﻹﺣﺴ ـ ـ ــﺎس ﺑﻨﺠﺎﻋﺘ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺄﳘﻴ ـ ـ ــﺔ دورﻩ ﰲ ﺧﺪﻣ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻐﻼل اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري‪،‬‬
‫وﻋـ ــﻼ ﺷـ ــﺄﻧﻪ ﰲ اﳌﻴـ ــﺪان اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدي ﻋﻠ ـ ـﻮا دﻓـ ــﻊ ﺣﺮﻛـ ــﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ‪ ،‬اﺑﺘـ ــﺪاء ﻣـ ــﻦ أواﺋـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺮن اﳌﺎﺿـ ــﻲ إﱃ‬
‫ﺳـ ـ ــﻦ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﻪ‪ ،‬دون أن ‪‬ـ ـ ــﺘﻢ أﻛﺜﺮﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎت ﺑﺘﻌﺮﻳﻔـ ـ ــﻪ ﲟـ ـ ــﺎ ﻓﻴـ ـ ــﻪ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﻐـ ــﺮﰊ اﻟﻘـ ــﺪﱘ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻔﻘـ ــﻪ أوﻻﻩ اﻫﺘﻤﺎﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺪﻳﺮا ﺑـ ــﻪ‪ ،‬وﻋﺮﻓـ ــﻪ رﻏـ ــﻢ ﺗﻌﻘﻴـ ــﺪ ﻣﻔﻬﻮﻣـ ــﻪ وﺣﺪاﺛﺘـ ــﻪ " ﺑﺄﻧـ ــﻪ‬
‫ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻗﺎﺋﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﺬات ﻣﺴـ ـ ــﺘﻘﻠﺔ ﻋـ ـ ــﻦ ﳎﻤـ ـ ــﻮع اﻟﻌﻨﺎﺻـ ـ ــﺮ اﳌﻌﻨﻮﻳـ ـ ــﺔ واﳌﺎدﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺪاﺧﻠـ ـ ــﺔ ﰲ ﺗﻜـ ـ ــﻮﻳﻦ ﻫـ ـ ــﺬا‬
‫اﻷﺻﻞ"‪.646‬‬
‫وﻗﺒ ـ ــﻞ اﳋ ـ ــﻮض ﰲ أﺣﻜ ـ ــﺎم اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﳉ ـ ــﱪي ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري ﳚ ـ ــﺪر ﺑﻨ ـ ــﺎ اﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ــﻒ ﺑ ـ ــﻪ‬
‫وﲞﺼﺎﺋﺼ ـ ــﻪ‪ 647‬وﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮﻩ‪ ،648‬ﻓﺎﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري ‪ -‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻋﺮﻓ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 79‬ﻣ ـ ــﻦ‬

‫‪ -644‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ -645‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ أﻋﻤﻮ‪ :‬ﺗﻄﻮر اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻹﺷﻌﺎع‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،17‬ص ‪ 95‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪-646‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -647‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺎدة ‪ 79‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﳝﻜﻦ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ واﻟﱵ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻫﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬
‫‪-‬اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻣﺎل ﻣﻨﻘﻮل‪ :‬وﻫﺬﻩ اﳋﺎﺻﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺑﲔ أﺣﻜﺎﻣﻪ ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ وأﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎر‪ ،‬رﻏﻢ ﲤﺎﺛﻠﻪ‬
‫ﻣﻊ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻣﺘﻴﺎز ﺑﺎﺋﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻣﻊ اﻣﺘﻴﺎز ﺑﺎﺋﻊ اﻟﻌﻘﺎر‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن رﻫﻨﻪ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﺮﻫﻦ اﻟﺮﲰﻲ اﻟﻌﻘﺎري‪.‬‬
‫‪-‬اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻣﺎل ﻣﻌﻨﻮي‪ :‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﻋﺪم ﺧﻀﻮﻋﻪ ﻟﻘﺎﻋﺪة "اﳊﻴﺎزة ﺳﻨﺪ اﳌﻠﻜﻴﺔ "‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻛﺘﺴﺎﺑﻪ‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻘﺎدم اﳌﻜﺴﺐ‪.‬‬
‫‪-‬اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﳎﻤﻮﻋﺔ أﻣﻮال ذات وﺣﺪة ﻣﺎﻟﻴﺔ‪ :‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ اﺳﺘﻘﻼل اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻪ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﲡﺰيء ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﱪز إﺣﺎﻟﺔ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﲞﺼﻮص ﺣﺠﺰ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻋﻠﻰ‬
‫‪233‬‬
‫ﻣﺪوﻧ ــﺔ اﻟﺘﺠ ــﺎرة‪ -‬ﻫ ــﻮ ﻋﺒ ــﺎرة ﻋ ــﻦ‪ ..." :‬ﻣ ــﺎل ﻣﻨﻘ ــﻮل ﻣﻌﻨ ــﻮي ﻳﺸ ــﻤﻞ ﲨﻴ ــﻊ اﻷﻣ ـ ـﻮال اﳌﻨﻘﻮﻟ ــﺔ اﳌﺨﺼﺼ ــﺔ‬
‫ﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻧﺸ ـ ــﺎط ﲡ ـ ــﺎري"‪ .‬واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ــﻒ اﻧﺘﻘ ـ ــﺪ واﻋﺘ ـ ــﱪ ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﺧ ـ ــﺮوج ﻋ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺄﻟﻮف ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ـ ــﺮف اﳌﺸ ـ ــﺮع واﻋﺘ ـ ــﱪ ﺧﻮﺿ ـ ــﺎ ﰲ ﳎ ـ ــﺎل ﻳ ـ ــﱰك ﻋ ـ ــﺎدة ﻟﻠﻔﻘ ـ ــﻪ‪ ،649‬وﻇ ـ ــﺎﻫﺮة ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة ﰲ اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‬
‫ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻋﺪم اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ‪.650‬‬
‫وﻳﺸ ــﻜﻞ اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ ﻋﻠ ــﻰ اﻷﺻ ــﻞ اﻟﺘﺠ ــﺎري إﺣ ــﺪى اﻵﻟﻴ ــﺎت اﻟ ــﱵ ﺗﺘﻤﺘ ــﻊ ‪ ‬ــﺎ اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﲡ ــﺎﻩ‬
‫اﳌﻠ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل إﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺔ ﺣﺠ ــﺰ وﺑﻴ ــﻊ ﻫ ــﺬا اﻷﺻ ــﻞ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ اﺳ ــﺘﻴﻔﺎء اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﳛ ـ ــﺘﻔﻆ ‪ ‬ـ ــﺎ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر‪ ،‬ﻫ ـ ــﻮ ﺧﻀ ـ ــﻮع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬

‫اﻟﻔﻘﺮة ‪ 3‬ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 455‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪ .‬واﻟﱵ ﺗﺆﻛﺪ وﺟﻮب ﴰﻮل ﳏﻀﺮ اﳊﺠﺰ ﻟﻮﺻﻒ ﲨﻴﻊ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺎدﻳﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮ‬
‫ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎن اﳊﺠﺰ ﺳﻴﺸﻤﻞ ﻓﻘﻂ أﺣﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺼﻄﻔﻰ أﻳﺖ ﻣﻮﺳﻰ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ ﺗﺪرج إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎض‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺮاﻛﺶ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،2012-2011‬ص ‪.75-74‬‬
‫‪ -648‬دأب اﻟﻔﻘﻪ ﰲ ﻣﻌﻈﻤﻪ إﱃ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري إﱃ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ وﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺎدﻳﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻸﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ؛‬
‫‪ -‬اﻟﺴﻤﻌﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ؛‬
‫‪ -‬اﻻﺳﻢ اﻟﺘﺠﺎري؛‬
‫‪ -‬اﻟﺸﻌﺎر؛‬
‫‪ -‬ﺣﻖ اﻹﳚﺎر؛‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ؛‬
‫‪ -‬ﺑﺮاءة اﻻﺧﱰاع؛‬
‫‪ -‬ﺣﻖ اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻌﻴﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻸﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌﻌﺪات واﻷدوات؛‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ‪.‬‬
‫‪-‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬أﲪﺪ اﻟﺒﻘﺎﱄ‪ :‬ﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﺑﲔ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة وﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪،‬‬
‫دار اﻟﺴﻼم ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2014‬ص ‪ 10‬وﻣﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-649‬ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﻓﻴﻖ‪ :‬ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﶈﺎﻣﻮن‪ ،‬ﻫﻴﺌﺔ آﺳﻔﻲ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،6‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1998‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -650‬ﻓﺆاد ﻣﻌﻼل‪ :‬ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري اﳌﻐﺮﰊ اﳉﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1999‬ص ‪.54‬‬
‫‪234‬‬
‫اﻷﺻ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري ﻟﻺﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﺣﱰاﻣﻬﺎ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪.651‬‬
‫ﻓ ـ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﺘﻄ ـ ـ ــﺮق ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﱃ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﳊﺠ ــﺰ واﻟﺒﻴ ــﻊ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻷﺻ ــﻞ اﻟﺘﺠ ــﺎري‪ ،‬ﺑ ــﻞ اﻛﺘﻔ ــﻰ ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 68‬ﲟ ـ ـﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬ﻳ ــﺘﻢ ﺣﺠ ــﺰ‬
‫اﻷﺻـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻟﻸﺣﻜـ ــﺎم اﻟﻔﻘـ ــﺮة ‪ 3‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 445‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ ــﺔ)‪(...‬ﻳﻨﻔـ ــﺬ‬
‫ﺑﻴ ـ ــﻊ اﻷﺻ ـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ وﻓ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ــﺮوط)‪ ،"(...‬وﻟﻌ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻔﻴ ـ ــﺪ اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع إﱃ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫وﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﺮح وﲢﻠﻴ ـ ــﻞ أﺣﻜ ـ ــﺎم ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﳊﺠ ـ ــﺰ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري‬
‫)اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ( وﺑﻴﻌﻪ )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫@‪@@ð‰bvnÛa@Ý•þa@Œv¡@ò•b¨a@paõaŠu⁄a@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إن ﺣﺠ ـ ـ ـ ــﺰ اﻷﺻ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺪان ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﻳﺘﻄﻠ ـ ـ ـ ــﺐ ﺗ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﻘﻀ ــﺎء وﻻ ﻳﺘﻮﻗ ــﻒ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻜ ــﻢ ﻗﻀ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺑ ــﻞ ﻳﻈ ــﻞ ﻫ ــﺬا اﻟﻨ ــﻮع ﻣ ــﻦ اﳊﺠ ــﺰ ﳏﺘﻔﻈ ــﺎ ﺑﻄﺎﺑﻌ ــﻪ اﻹداري‪،‬‬
‫وﺧﺎﺿ ــﻌﺎ ﻟﻠﻤﺴ ــﻄﺮة اﳌﺘﺒﻌ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﶈﺎﺳ ــﺒﲔ اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻴﲔ‪ ،‬اﻟ ــﺬﻳﻦ ﺧ ــﻮل ﳍ ــﻢ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﺣ ــﻖ ﺣﺠﺰﻫ ــﺎ‬
‫ﺣﺠ ـ ـ ـﺰا ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ـﺮا ﻋﻤـ ـ ــﻼ ﺑﺄﺣﻜـ ـ ــﺎم اﳌ ـ ـ ـﻮاد ﻣـ ـ ــﻦ ‪ 44‬إﱃ ‪ ،57‬وﲟﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 68‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟ ـ ــﱵ ﺟ ـ ــﺎءت واﺿ ـ ــﺤﺔ وﺑﻌﻴ ـ ــﺪة ﻋ ـ ــﻦ أي إ‪ ‬ـ ــﺎم‪ .652‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ أن ﺣﺠ ـ ــﺰ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف‬
‫ﻏﲑ اﶈﺎﺳﺐ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﺼﺪار أﻣﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﳊﺠﺰ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪.‬‬
‫وﺗﻄﺒﻴﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة ‪ 3‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 455‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،653‬وﰲ إﻃـ ـ ــﺎر‬
‫اﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري ﺳ ـ ـﻮاء اﻧﺼ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻛﻠﻴ ـ ــﺎ أو‬
‫ﺟﺰﺋﻴﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﱪ اﺣﱰام اﳌﺮاﺣﻞ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺒـ ــﻞ اﻟﺸـ ــﺮوع ﰲ ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﺣﺠـ ــﺰ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري‪ ،‬ﳚـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﶈﺎﺳـ ــﺐ أن ﻳﺮاﻗـ ــﺐ وﺛـ ــﺎﺋﻖ‬
‫اﳌﻠـ ـ ــﻒ اﻹداري اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑـ ـ ــﺎﳌﻠﺰم اﻟـ ـ ــﺬي ﻳ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺻـ ـ ــﻠﻪ اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎري‪ ،‬وﺑﻌـ ـ ــﺪ أن ﻳﺮاﺟـ ـ ــﻊ ﻛ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﳊﺠ ــﺰ‪ ،‬إذ ﻳﺘﺤﻘ ــﻖ ﻣ ــﻦ إرﺳ ــﺎل إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻳﺘﺄﻛ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﺳ ــﻼﻣﺔ‬

‫‪ -651‬أﲪﺪ اﻟﺒﻘﺎﱄ‪ :‬ﺣﺠﺰ ورﻫﻦ وﺑﻴﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﺑﲔ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة وﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ وﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،2‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2002‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -652‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪ -653‬اﻧﻈﺮ اﻟﻔﻘﺮة ‪ 3‬ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 455‬ﻣﻦ ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﳛﻜ ـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼﻧ ـ ــﻪ أو إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻘﺪﱘ ﻃﻠﺐ اﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج ﻋﻠﻴﻪ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 114‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‪654‬؛‬
‫‪ -‬ﻳﺴـ ـ ــﻌﻰ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ‪ ،‬ﻓﻀـ ـ ــﻼ ﻋﻤـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬إﱃ اﳊﺼـ ـ ــﻮل ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﺑـ ـ ــﺎﳊﺠﺰ واﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻟ ـ ــﺪن رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة‪ ،655‬وإﱃ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن اﻟﺴ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑ ـ ــﺎﳌﻠﺰم واﺟ ـ ــﺐ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‪ ،‬وأن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﺴ ـ ــﺠﻞ ﺑ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﺎل اﻷداء‪ ،‬وﻏ ـ ــﲑ ﻣﻌﻠ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﺮط‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳛ ـ ــﺮص ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﳊﺠ ـ ــﺰ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﻃـ ــﻼع ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺴـ ــﺠﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﻟﻸﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﺑﺎﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼـ ــﺔ ﺣـ ــﱴ ﻳـ ــﺘﻤﻜﻦ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻌﺮﻓـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺴـ ـ ـ ــﺠﻴﻞ أو ﻋـ ـ ـ ــﺪم ﺗﺴـ ـ ـ ــﺠﻴﻞ اﻷﺻـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ـ ـ ــﺎري ﺑـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﳌـ ـ ـ ــﻦ ﺗﻌـ ـ ـ ــﻮد ﻣﻠﻜﻴﺘـ ـ ـ ــﻪ ووﺿـ ـ ـ ــﻌﻴﺘﻪ‬
‫واﻟ ـ ـ ــﺘﺤﻤﻼت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣ ـ ـ ــﺜﻘﻼ ‪ ‬ـ ـ ــﺎ وﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻳﺘﺒ ـ ـ ــﲔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻮﺿ ـ ـ ــﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻸﺻ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺠﺎري‪656‬؛‬
‫‪ -‬ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﲢﺮﻳ ـ ــﺮ ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ إﺟ ـ ـ ـﺮاء أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺎ ﰲ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﻳ ـ ــﺘﻢ ﲢﺮﻳ ـ ــﺮ ﻫ ـ ــﺬا اﶈﻀ ـ ــﺮ وﺗﻮﻗﻴﻌ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﺑﻄﻠ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،657‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺣﺼ ـ ــﺮ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري ﲜﻤﻴ ـ ــﻊ ﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮﻩ اﳌﺎدﻳ ـ ــﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ــﺔ‬
‫ووﺻ ـ ــﻔﻬﺎ وﺻ ـ ــﻔﺎ دﻗﻴﻘ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ واﳌﻠ ـ ــﺰم‬
‫ﺑﺄداﺋﻪ‪.658‬‬

‫‪ -654‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 114‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -655‬اﳌﺎدﺗﺎن ‪ 37‬و ‪ 44‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -656‬ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﴰﻮري‪ :‬ﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ ﻣﻨﻘﻮﻻت وﻋﻘﺎرات اﳌﺪﻳﻦ ﺑﲔ ﻗﺮارات اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وأﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺿﻮء‬
‫ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -657‬ﻓﺎﳌﻼﺣﻆ أن اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ اﳌﺄﻣﻮرﻳﻦ اﳌﻜﻠﻔﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻻ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﻋﺪاد اﶈﺎﺿﺮ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻛﻞ ﻧﺎزﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﻳﻘﺘﺼﺮون ﻋﻠﻰ ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ أو اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي وﺿﻌﺘﻪ اﻹدارة رﻫﻦ إﺷﺎر‪‬ﻢ ﺿﻤﻦ اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﻷﺧﺮى‪ ،‬وﻻ ﳛﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺸﺘﻘﺔ إﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﻣﻠﺤﻖ ﻹﲤﺎم اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳊﺠﺰ‪ ،‬وﻗﺪ أﺳﻬﻢ ﰲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻫﺬﻩ اﳌﺆاﺧﺬة ﳏﺎﺳﺒﻮن ﻋﻤﻮﻣﻴﻮن ‪ -‬وﻫﺬا ﻣﺎ‬
‫ﻋﺎﻳﻨﺎﻩ‪ -‬ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻠﺤﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﺄﻣﻮر اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﺎﳊﺠﺰ‪ ،‬ﺑﺄن ﻳﻨﺠﺰ أﻛﱪ ﻋﺪد ﳑﻜﻦ ﻣﻦ اﶈﺎﺿﺮ واﻟﺘﺒﻠﻴﻐﺎت‪ ،‬أﺧﺬا ﺑﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﺑﺎﻟﻜﻴﻒ‪.‬‬
‫‪ -658‬ﳚﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﳊﺠﺰ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﲝﻔﻆ ﺣﻘﻮق أﻃﺮاف اﳊﺠﺰ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎ‪‬ﻢ ﻋﻦ اﳊﺠﺰ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﺷﺎرت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ إﱃ ﻻﺋﺤﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﺸﺨﺼﻲ ﳌﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺈﻋﺪاد اﶈﺎﺿﺮ؛‬
‫‪ -‬ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ؛‬
‫‪ -‬ﻧﻮع أو أﻧﻮاع اﻟﻀﺮاﺋﺐ وﻣﺒﻠﻐﻬﺎ؛‬
‫‪ -‬رﻗﻢ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري؛‬
‫‪236‬‬
‫وإذا ﺗﻌـ ـ ــﺬر إﻳﻘـ ـ ــﺎع اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﺻـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎري ﻟﻜـ ـ ــﻮن اﻷﺑ ـ ـ ـﻮاب ﻣﻐﻠﻘـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻘـ ـ ــﻊ‬
‫ﻋـ ــﺎدة‪ ،‬إذ ﻳﻌﻤـ ــﺪ ﺑﻌـ ــﺾ ﻣـ ــﺪﻧﻴﻲ اﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﺳـ ــﻴﺌﻲ اﻟﻨﻴـ ــﺔ إﱃ إﻏـ ــﻼق أﺑ ـ ـﻮاب اﶈـ ــﻼت ﲟﺠـ ــﺮد ﻣـ ــﺎ ﻳﺼـ ــﻞ إﱃ‬
‫ﻋﻠﻤﻬ ــﻢ رﻏﺒـ ــﺔ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﰲ إﻳﻘـ ــﺎع اﳊﺠـ ــﺰ‪ ،‬ﻓﺎﶈﺎﺳـ ــﺐ ﰲ ﻫ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺮﻏﻢ ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﻠﻮك ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻓـ ــﺘﺢ‬
‫اﻷﺑﻮاب اﳌﻐﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 52‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻋـ ــﻼوة ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ــﺰ ﺗﻌﻴ ـ ــﲔ ﺣ ـ ــﺎرس أو أﻛﺜ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺻ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﻐﺎﻳ ـ ــﺔ اﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﻼﻣﺔ اﻷﺷ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠ ـ ــﻮزة ﳑ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﻠﺤﻘﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺿ ـ ــﺮر وﻧﻘ ـ ــﺺ‬
‫ﳝ ـ ــﺲ ﲟﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻄ ـ ــﺮﻓﲔ‪ ،‬وﻳﺴ ـ ــﺘﻮي ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ أن ﺗ ـ ــﺘﻢ اﳊﺮاﺳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻣﺎﻟ ـ ــﻚ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري إذا‬
‫ﻛ ـ ــﺎن اﳌﺎﻟ ـ ــﻚ ﺷﺨﺼ ـ ــﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﻣﺘﺼ ـ ــﺮف اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ أو ﻣ ـ ــﺪﻳﺮﻫﺎ إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻣﺎﻟ ـ ــﻚ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري‬
‫ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ‪.659‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا ﻓﺒﻤﺠـ ـ ــﺮد اﻻﻧﺘﻬـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﻦ إﻋـ ـ ــﺪاد وﲢﺮﻳـ ـ ــﺮ ﳏﻀـ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ ،‬ﳚـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ‬
‫واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ‪ ،‬ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻧﺴـ ــﺨﺔ ﻣﻨـ ــﻪ إﱃ اﳌـ ــﺪﻳﻦ اﶈﺠـ ــﻮز ﻋﻠﻴـ ــﻪ واﳊـ ــﺎرس اﻟـ ــﺬي ﰎ ﺗﻌﻴﻴﻨـ ــﻪ‪ ،‬ﻟﻠـ ــﺘﻤﻜﻦ ﻣـ ــﻦ اﲣـ ــﺎذ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺎﺳـ ــﺒﺔ ﲡﺎﻫـ ــﻪ ﺳ ـ ـﻮاء ﺑـ ــﺄداء ﻣـ ــﺎ ﺑﺬﻣﺘـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ دﻳـ ــﻮن ﺿ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻗﺒـ ــﻞ ﺑﻴـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري أو‬
‫اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﺘﻌﺮض‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻘـ ــﺪ أوﺟـ ــﺐ اﳌﺸـ ــﺮع ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ أو ﻋﻠـ ــﻰ ﻛـ ــﻞ ذي ﻣﺼـ ــﻠﺤﺔ‪ ،‬أن ﻳﺒـ ــﺎدر إﱃ ﺗﻘﻴﻴـ ــﺪ‬
‫ﳏﻀ ـ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺴ ـ ـ ــﺠﻞ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري‪ ،‬وﺟﻌ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ـ ــﺪ ﺿ ـ ـ ــﺮورﻳﺎ‪ .‬وﻟ ـ ـ ــﻮ أﳘ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎﺟﺮ أو اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ‬
‫اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ـ ــﺔ ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﲢـ ـ ــﺘﻢ ﺗﺴـ ـ ــﺠﻴﻞ اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎر واﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﺮﻓـ ـ ــﻖ‬
‫ﻃﻠـ ـ ــﺐ اﻟﺘﻘﻴﻴـ ـ ــﺪ وﺟﻮﺑـ ـ ــﺎ ﺑﻨﺴـ ـ ــﺨﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﳏﻀـ ـ ــﺮ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ إﺛﺒـ ـ ــﺎت ذﻟـ ـ ــﻚ ﰲ ﻃـ ـ ــﺮة اﳌﺮﻓﻘـ ـ ــﺎت‬
‫ﻟﺘﺸﻬﺪ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري ‪‬ﺬا اﻹﻳﺪاع‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺎرﻳﺦ إﺟﺮاء اﳊﺠﺰ؛‬

‫‪ -‬اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﳌﻨﻘﻮﻻت؛‬
‫‪ -‬ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ واﳊﺎرس؛‬
‫‪ -‬اﻹﺷﺎرة إﱃ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺎدﻳﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻸﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪.‬‬
‫‪- Instruction sur le recouvrement des créances publiques, op.cit, p 76.‬‬
‫‪ -659‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.222-221‬‬
‫‪237‬‬
‫وﳚـ ـ ــﺐ أن ﻳﻘـ ـ ــﺪم ﻃﻠـ ـ ــﺐ اﻟﺘﻘﻴﻴـ ـ ــﺪ ﰲ اﺳـ ـ ــﻢ رﺋـ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻮﺟـ ـ ــﺪ ﰲ داﺋﺮ‪‬ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري اﳌـ ـ ـﺮاد ﺣﺠ ـ ــﺰﻩ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬ﻳﻘ ـ ــﻮم اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﺴ ـ ــﺤﺐ ﻧﺴ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﻤﻮذج )ج( ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻘﻴﻴﺪ اﳊﺠﺰ اﳌﻄﻠﻮب‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﺘﺠﺮﺑ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬أن أي إﳘ ـ ــﺎل ﰲ ﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﳏﺎﺿ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﺠﻞ‬
‫اﻟﺘﺠ ــﺎري‪ ،‬ﻳﻌ ــﻮد ﺑﻨﺘ ــﺎﺋﺞ ﻣ ــﺆﺛﺮة ﺗ ــﺄﺛﲑا ﺳ ــﻴﺌﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻘ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ‪ ،‬وﻳ ــﺆدي ﰲ ﺑﻌ ــﺾ اﻷﺣﻴ ــﺎن إﱃ ﺑ ــﺬل‬
‫ﳎﻬﻮدات وﺻﺮف ﻧﻔﻘﺎت دون ﻃﺎﺋﻞ‪.‬‬
‫@‪@@ð‰bvnÛa@Ý•þa@Éîji@ò•b¨a@paõaŠu⁄a@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳ ــﺘﻢ ﺑﻴ ــﻊ اﻷﺻ ــﻞ اﻟﺘﺠ ــﺎري إﻣ ــﺎ ﺑﻴﻌ ــﺎ رﺿ ــﺎﺋﻴﺎ‪ ،‬وﻳ ــﱪم ﰲ ﻫ ــﺬا اﻟﺼ ــﺪد ﻋﻘ ــﺪ ﻋ ــﺮﰲ ﻋﻤ ــﻼ ﺑﺎﺗﻔ ــﺎق‬
‫اﻷﻃ ـ ـ ـﺮاف وﲤﺎﺷ ـ ـ ــﻴﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‪ ،660‬وإﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﻴﻌ ـ ـ ــﺎ ﺟﱪﻳ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ـ ــﻖ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺘﺨ ـ ـ ــﺬ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﻼزﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻣ ــﺎ ﻳﻬﻤﻨ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻫ ــﺬا اﻷﺧ ــﲑ وذﻟ ــﻚ ﻋﻤ ــﻼ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺗ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 68‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة اﶈ ـ ــﺎل‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.661‬‬
‫وﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠـ ـ ــﺐ ﺑﻴ ـ ــﻊ اﻷﺻـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري إﱃ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺠﺎرﻳ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ــﺔ‪ ،‬إذا ﱂ ﻳﺴ ــﺪد اﳌ ــﺪﻳﻦ اﶈﺠ ــﻮز ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣﺎﻟ ــﻚ اﻷﺻ ــﻞ اﻟﺘﺠ ــﺎري ﻣ ــﺎ ﺑﺬﻣﺘ ــﻪ ﻣ ــﻦ دﻳ ــﻮن‬
‫داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 8‬أﻳ ـ ــﺎم ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳊﺠ ـ ــﺰ‪ .662‬وﻫ ـ ــﻮ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺬي ﺳ ـ ــﺎر ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي‬
‫اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﳊﺠﺰ‪.663‬‬
‫وﻳﻘـ ــﺪم ﻫـ ــﺬا اﻟﻄﻠـ ــﺐ ﰲ ﺷـ ــﻜﻞ ﻣﻘـ ــﺎل اﻓﺘﺘـ ــﺎﺣﻲ‪ ،‬ﻳﺮﻓـ ــﻊ إﱃ رﺋـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﻘـ ــﻊ‬
‫ﺑـ ــﺪاﺋﺮ‪‬ﺎ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري‪ ،‬وﻳﻨﺒﻐ ـ ــﻲ أن ﻳﺘﻀـ ــﻤﻦ اﳌﻘ ـ ــﺎل اﻷﲰـ ــﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﻴ ـ ــﺔ واﻟﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ وﺻ ـ ــﻔﺔ أو ﻣﻬﻨ ـ ــﺔ‬
‫وﻣﻮﻃﻦ أو ﳏﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 32‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -660‬ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻴﻮﻧﺴﻲ‪ :‬ﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.163-162‬‬
‫‪ -661‬اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 79‬إﱃ ‪ 110‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‪.‬‬
‫‪ -662‬اﳌﺎدة ‪ 59‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -663‬اﳌﺎدة ‪ 1.151‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮي‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫أﻣـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻛـ ـ ـ ــﺎن اﳌـ ـ ـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ ﺷـ ـ ـ ــﺮﻛﺔ وﺟـ ـ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀـ ـ ـ ــﻤﻦ اﳌﻘـ ـ ـ ــﺎل اﲰﻬـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻧﻮﻋﻬـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻘﺮﻫـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﲨﻴﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷﺧﺮى‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ أﻃﺮاف اﻟﺪﻋﻮى‪.664‬‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ أن ﻳﺒـ ــﲔ ﺑﺈﳚـ ــﺎز ﰲ اﳌﻘـ ــﺎل ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻟـ ــﺪﻋﻮى‪ ،‬واﻟﻮﻗـ ــﺎﺋﻊ‪ ،‬واﻟﻮﺳـ ــﺎﺋﻞ اﳌﺜـ ــﺎرة‪ ،‬وﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﺿ ـ ــﺮورﻳﺔ إذ ﻫ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﱵ ﲤﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻦ أن ﻳﺒ ـ ــﺖ ﰲ ﺣ ـ ــﺪود ﻃﻠﺒ ـ ــﺎت اﻷﻃ ـ ـﺮاف وﻻ‬
‫ﻳﺴﻮغ ﻟﻪ أن ﻳﻐﲑ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻣﻮﺿﻮع أو ﺳﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ‪.665‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺑﺾ إرﻓﺎق ﻃﻠﺐ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﳌﺴﺘﻨﺪات اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻧﺴ ـ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﺨﺮج اﳉ ـ ـ ــﺪاول ﻳﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ ﻣﺒﻠ ـ ـ ــﻎ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ وإﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﰎ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮ‪‬ﺎ ﰲ ﺣﻖ اﳌﺪﻳﻦ؛‬
‫‪ -‬ﻧﺴﺨﺔ ﻟﺸﻬﺎدة ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻹﻧﺬار ﺗﺒﲔ ﺑﻮﺿﻮح ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ وﻣﻦ ﺗﺴﻠﻤﻪ؛‬
‫‪ -‬ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﳏﻀﺮ ﺣﺠﺰ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري؛‬
‫‪ -‬ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮذج )ج( ﻟﻠﺴﺠﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻘﻴﻴﺪ اﳊﺠﺰ اﳌﺬﻛﻮر‪.666‬‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻳ ـ ـ ــﺆدي اﺳ ـ ـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻄﻠ ـ ـ ــﺐ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ ﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص إﱃ ﺻ ـ ـ ــﺪور‬
‫ﺣﻜ ـ ــﻢ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،667‬ﻳ ـ ــﺄذن ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺒﻴ ـ ــﻊ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري وﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء دﻳﻮ‪ ‬ـ ــﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺒﻤﺠـ ــﺮد ﻣـ ــﺎ ﻳﺼـ ــﲑ ﻫـ ــﺬا اﳊﻜـ ــﻢ ﻗـ ــﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻳﻘـ ــﻮم ﻛﺎﺗـ ــﺐ اﻟﻀـ ــﺒﻂ ﺑﺎﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ أﺻـ ــﺪرﺗﻪ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ‬
‫إﱃ اﶈﻜـ ـ ــﻮم ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ وﻓـ ـ ــﻖ اﻟﺸـ ـ ــﺮوط اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻃﻠﺐ اﻟﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﻘ ـ ـ ــﻮم ﻛﺎﺗ ـ ـ ــﺐ اﻟﻀ ـ ـ ــﺒﻂ ﰲ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻟﻮﻗ ـ ـ ــﺖ ﺑﺎﻟﺸ ـ ـ ــﻬﺮ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻧﻔﻘ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻄﺎﻟـ ــﺐ اﳌﺴـ ــﺒﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺒـ ــﲔ ﰲ اﻹﻋـ ــﻼن ﻋـ ــﻦ اﳌ ـ ـﺰاد ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻓﺘﺘﺎﺣـ ــﻪ وﻣﺪﺗـ ــﻪ وإﻳـ ــﺪاع اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ ﺑﻜﺘﺎﺑـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﻮﺟﺐ ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻖ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻹﻋ ـ ــﻼن ﺑﺒ ـ ــﺎب اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺴ ـ ــﺘﻐﻞ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﳌﻘ ـ ــﺮر‬

‫‪ -664‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 32‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -665‬ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﺴﺮي‪ :‬ﺑﻴﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﺿﻮء اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬دار اﻟﻘﻠﻢ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪،‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،2002 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪666‬‬
‫‪-Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 79.‬‬
‫‪ -667‬أي أﻧﻪ ﺣﻜﻢ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ﱂ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ أو ﰎ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ‪ ،‬وﺻﺪور ﻗﺮار اﺳﺘﺌﻨﺎﰲ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻨﻘﺾ أﻣﺎم ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﻗﻒ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 361‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫ﺑﻴﻌـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﲟﻘ ـ ـ ـﺮات اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ واﳌﻘﺎﻃﻌـ ـ ــﺔ واﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻀـ ـ ــﻼ ﻋـ ـ ــﻦ إﺷـ ـ ــﻬﺎرﻩ ﲜﺮاﺋـ ـ ــﺪ ﺗﺘـ ـ ــﻮﱃ ﻧﺸـ ـ ــﺮ اﻹﻋﻼﻧـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪. 668‬‬
‫وﺧـ ــﻼل ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻟﻨﺸـ ــﺮ‪ ،‬ﻳﺴـ ــﻬﺮ اﻟﻌـ ــﻮن اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗـ ــﺪوﻳﻦ ﻛـ ــﻞ اﻟﻌـ ــﺮوض وﺗﺮﺗﻴﺒﻬـ ــﺎ‬
‫ﺣﺴ ــﺐ اﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ اﻟ ــﺬي ﰎ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ‪ ‬ــﺎ‪ ،‬إﱃ ﻏﺎﻳ ــﺔ أن ﻳﻘ ــﻒ اﶈﻀ ــﺮ اﻟ ــﺬي ﻳﻬﻴ ــﺄ ﺑﺼ ــﻮرة ﺧﺎﺻ ــﺔ‪ ،‬ﳌ ـ ـﺰاد‬
‫ﻳﺄﻣﻞ اﻟﺪاﺋﻨﻮن إﻗﺪام اﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺪﻳﺪ دﻳﻮﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل أﺟﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳊﻜ ـ ــﻢ وﻣ ـ ــﻦ اﻹﺷ ـ ــﻬﺎر اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﲡ ـ ــﺮي اﳌﺰاﻳ ـ ــﺪة ﻟ ـ ــﺪى ﻛﺘﺎﺑ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀ ــﺒﻂ اﻟ ــﱵ ﻗﺎﻣ ــﺖ ﺑ ــﺎﻹﺟﺮاءات‪ ،‬وﻻ ﳝﻜ ــﻦ ﲤﺪﻳ ــﺪ ﻫ ــﺬا اﻷﺟ ــﻞ إﻻ ﺑ ــﺄﻣﺮ ﺻ ــﺎدر ﻋ ــﻦ رﺋ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤ ــﺔ‬
‫ﳌﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺗﺴﻌﲔ ﻳﻮﻣﺎ‪ ،‬ﲢﺘﺴﺐ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﻮن ﻳﻮﻣﺎ اﻷوﱃ‪.‬‬
‫وﻳﻠﺠـ ـ ــﺄ اﻟﻌـ ـ ــﻮن اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﰲ اﻷﻳـ ـ ــﺎم اﻟﻌﺸـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣـ ـ ــﻦ اﻷﺟـ ـ ــﻞ اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻖ‪ ،‬إﱃ إﺧﺒـ ـ ــﺎر‬
‫ﺻ ـ ــﺎﺣﺐ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري أو وﻛﻴﻠ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﺪاﺋﻨﲔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪﻫﻢ ﻗﺒ ـ ــﻞ أن ﻳﺼ ـ ــﺪر اﻟﻘـ ـ ـﺮار‬
‫اﳌـ ـ ـﺮاد ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬﻩ ﺑﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺎت اﻹﺷ ـ ــﻬﺎر‪ ،‬وإﺣ ـ ــﺎﻃﺘﻬﻢ ﻋﻠﻤ ـ ــﺎ ﺑﻜ ـ ــﻮن ﺣﻀ ـ ــﻮرﻫﻢ ﰲ اﻟﻴ ـ ــﻮم واﻟﺴ ـ ــﺎﻋﺔ اﶈ ـ ــﺪدﻳﻦ‬
‫ﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳌ ـ ـ ـﺰاد ﺿـ ـ ــﺮورﻳﺎ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻳﻄﻠـ ـ ــﺐ ﰲ اﻷﻳـ ـ ــﺎم اﻟﻌﺸـ ـ ــﺮة اﻷﺧـ ـ ــﲑة ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺪة اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻧﻔـ ـ ــﺲ‬
‫اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص واﻟ ـ ـ ـﺮاﻏﺒﲔ اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ أﺑـ ـ ــﺪوا اﺳـ ـ ــﺘﻌﺪادﻫﻢ ﻟﻠﻤﺸـ ـ ــﺎرﻛﺔ ﰲ اﳌﺰاﻳـ ـ ــﺪة أن ﳛﻀـ ـ ــﺮوا ﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳌﻌـ ـ ــﲔ‬
‫ﺳﻠﻔﺎ‪.669‬‬
‫ﻳﺮﺳ ــﻮ اﳌ ـ ـﺰاد ﺑﻌ ــﺪ اﻧﻘﻀ ــﺎء ﻫ ــﺬا اﻷﺟ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺘﺰاﻳ ــﺪ اﻷﺧ ــﲑ اﳌﻮﺳ ــﺮ اﻟ ــﺬي ﻗ ــﺪم أﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺮض‬
‫أو ﻗ ــﺪم ﻛﻔ ــﻴﻼ ﻣﻮﺳـ ـﺮا وﳛ ــﺮر ﻋﻨ ــﺪ ذاك ﳏﻀ ــﺮ ﺑﺈرﺳ ــﺎء اﳌـ ـﺰاد ‪ ،‬ﻳ ــﺆدي ﻣ ــﻦ رﺳ ــﺎ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌـ ـﺰاد ﲦﻨ ــﻪ ﻟﻜﺘﺎﺑ ــﺔ‬
‫اﻟﻀ ـ ــﺒﻂ ﺧ ـ ــﻼل ‪ 20‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ـﺰاد ‪ ،‬وﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺰاﻳ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﻼوة ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ أن ﻳ ـ ــﺆدي ﻣﺼ ـ ــﺎرﻳﻒ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﱵ ﲢﺪدﻫﺎ اﶈﻜﻤﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم اﳌﻌﲔ ﻟﻠﺒﻴﻊ‪.‬‬
‫وﻫﻨ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أﻧ ـ ــﻪ إذا ﱂ ﻳﻨﻔ ـ ــﺬ اﻟﺮاﺳ ـ ــﻲ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ـ ـﺰاد ﺷ ـ ــﺮوط اﳌﺰاﻳ ـ ــﺪة وﱂ ﻳﺴ ـ ــﺘﺠﺐ‬
‫ﻟﻺﻧـ ــﺬار اﳌﻮﺟـ ــﻪ إﻟﻴـ ــﻪ ﻻﺣ ـ ـﱰام اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗـ ــﻪ‪ ،‬ﺧـ ــﻼل ﻋﺸـ ــﺮ أﻳـ ــﺎم‪ ،‬ﻳﻌـ ــﺎد ﺑﻴـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﺑـ ــﺎﳌﺰاد ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ذﻣﺘـ ــﻪ داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ اﻟﺸـ ــﻬﺮ اﳌ ـ ـﻮاﱄ ﻟﻠﻌﺸـ ــﺮة أﻳـ ــﺎم اﳌـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬وﺗﻨﺤﺼـ ــﺮ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺒﻴـ ــﻊ اﳌﻌـ ــﺎد ﰲ إﻋـ ــﻼن‬
‫ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ ﺗﺘﺒﻌ ـ ــﻪ ﻣﺰاﻳ ـ ــﺪة ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة‪ ،‬وﻳﻜ ـ ــﻮن اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻔﺎﺻ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﲔ اﻹﻋ ـ ــﻼن ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ واﳌﺰاﻳ ـ ــﺪة اﳉﺪﻳ ـ ــﺪة‬

‫‪ -668‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 115‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‪ ،‬واﳌﺎدة ‪ 63‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬واﳌﺎدة ‪ 463‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -669‬اﳌﺎدة ‪ 116‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫‪ 30‬ﻳﻮﻣ ــﺎ‪ .‬وﻳﻠﺘ ــﺰم اﳌﺘﺰاﻳ ــﺪ اﳌﺘﺨﻠ ــﻒ ﺑ ــﺄداء اﻟﻔ ــﺮق إذا ﻛ ــﺎن اﻟ ــﺜﻤﻦ اﻟ ــﺬي رﺳ ــﺎ ﺑ ــﻪ إﻋ ــﺎدة اﻟﺒﻴ ــﻊ أﻗ ــﻞ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻷول دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺣﻖ ﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ زﻳﺎدة‪.‬‬
‫‪@@ð¦a@Ýî–znÜÛ@òîöbärnüa@Š bŽ½a@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫ﻟﻘ ــﺪ أوﺟ ــﺪ اﳌﺸ ــﺮع اﳌﻐ ــﺮﰊ ﲨﻠ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﻻﻗﺘﻀ ــﺎء اﳊﻘ ــﻮق ﺑﺼ ــﻔﺔ ﺟﱪﻳ ــﺔ ﻣﻨﻬ ــﺎ‬
‫اﻟﻠﺠـ ــﻮء ﻟﻠﺤﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﺳ ـ ـﻮاء اﳌﻨﻘﻮﻟـ ــﺔ أو اﻟﻌﻘﺎرﻳـ ــﺔ أو اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ )اﻟﻔـ ــﺮع‬
‫اﻷول( ﺑﺎﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ــﱵ ﲣ ــﻮل ﻟﻠﻘ ــﺎﺑﺾ ﺣ ــﻖ ﻣﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ اﳌﻠ ــﺰم ﰲ ﺷﺨﺼ ــﻪ وﺣﺮﻳﺘ ــﻪ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ اﺳـ ــﺘﺨﻼص‬
‫اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻺﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻧـ ــﺺ اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻋﻠـ ــﻰ إﺟ ـ ـﺮاء أﺧـ ــﺮ اﺳـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻤﺜـ ــﻞ ﰲ‬
‫اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﺑﺎﻋﺘﺒ ــﺎرﻩ إﺟ ـ ـﺮاء ﳜ ــﻮل ﻟ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﺣ ــﺎﻻت ﳏ ــﺪدة ﺣ ــﻖ اﻗﺘﻀ ــﺎء ﺣﻘﻬ ــﺎ‬
‫ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ دوﳕﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻘﻀﺎء )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@@òîßìàÈÛa@æìí†Ûa@Ýî–znÛ@@670ïã†jÛa@êaŠ×⁄a@ñŠİŽß@Õîjİm@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫إذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻟﺼ ـ ــﻮرة اﳌﺜﻠ ـ ــﻰ ﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻻﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎت ﻫ ـ ــﻲ ﻗﻴ ـ ــﺎم اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ أو اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻠﻘ ـ ــﺎء ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‬
‫ﺑ ـ ــﺄداء ﻣ ـ ــﺎ ﺑﺬﻣﺘ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ دﻳ ـ ــﻮن أو ﺿ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ أو رﺳ ـ ــﻮم ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة اﻟ ـ ــﺪاﺋﻦ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻛ ـ ــﺎن ﺷﺨﺼ ـ ــﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴ ـ ــﺎ أو‬
‫ﻣﻌﻨﻮﻳ ـ ـ ــﺎ ﻋﺎﻣ ـ ـ ــﺎ أو ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﺼ ـ ـ ــﻮرة ﻻ ﺗﺘﺤﻘ ـ ـ ــﻖ داﺋﻤ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺎﻋﺲ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﻮﻓ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎ‪‬ﻢ إﻣ ـ ــﺎ ﺗﻌﻨﺘ ـ ــﺎ أو ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ إﻋﺴ ـ ــﺎرﻫﻢ‪ ،‬وﻫﻨ ـ ــﺎ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪاﺋﻦ ﻻﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء دﻳﻨ ـ ــﻪ وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﺈﺟﺒﺎر اﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ‪.671‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬أوﺟ ـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﲨﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻻﻗﺘﻀ ـ ــﺎء اﳊﻘ ـ ــﻮق ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﺟﱪﻳ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء ﻟﻠﺤﺠ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺳـ ـ ـ ـﻮاء اﳌﻨﻘﻮﻟ ـ ـ ــﺔ أو اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ أو اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻹﻛـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ‪،‬‬
‫وﺗﻌﺘـ ــﱪ ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ــﲑة إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 67239‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬اﻟـ ـ ــﱵ ﲣـ ـ ــﻮل اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﺣـ ـ ــﻖ ﻣﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ ﰲ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻪ وﺣﺮﻳﺘـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ أﺟـ ـ ــﻞ اﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص‬

‫‪ -670‬ﻧﻈﻢ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﰲ اﳌﻮاد ﻣﻦ )‪ 76‬إﱃ ‪ (83‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -671‬ﳏﻤﺪ ﳌﺰوﻏﻲ‪ :‬اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ‬
‫واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2001 ،31‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -672‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌ ـ ــﺎدة واﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار وﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ أﻣﻮال اﳌﺪﻳﻦ اﳌﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻷداء‪.673‬‬
‫ﻏ ــﲑ أن ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﻄﺮة ﻋﻠـ ــﻰ اﻟ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ أﳘﻴﺘﻬ ــﺎ وﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬـ ــﺎ ﰲ ﲪ ــﻞ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻮﻓـ ــﺎء‪ ،‬ﻓﺈ‪‬ـ ــﺎ‬
‫ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﺖ ﰲ ﻇـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻇﻬـ ـ ـ ـ ــﲑ ‪ 6741935/08/21‬ﻻ ﺗﺮاﻋـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺿـ ـ ـ ـ ــﻌﻴﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺾ اﳌـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﻴـ ـ ـ ـ ــﺰ‬
‫ﺑﺈﺟﺤﺎف ﰲ ﺣﻘﻬﻢ‪.675‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﺳ ـ ـ ــﻠﺒﻴﺎت ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﰲ ﻇ ـ ـ ــﻞ ﻇﻬ ـ ـ ــﲑ ‪ 1935/08/21‬واﻻﻧﺘﻘ ـ ـ ــﺎدات اﳌﻮﺟﻬ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﳍ ــﺎ وﺗﻌﺎرﺿـ ــﻬﺎ ﻣـ ــﻊ ﻣﺒ ــﺎدئ ﺣﻘـ ــﻮق اﻹﻧﺴـ ــﺎن واﳊﺮﻳ ــﺎت اﻟﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ارﺗ ــﺄى اﳌﺸـ ــﺮع إﻋـ ــﺎدة ﺗﻨﻈـ ــﻴﻢ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء وﻓ ـ ــﻖ ﺷ ـ ــﺮوط ﺗﺮاﻋ ـ ــﻲ اﻟﺘﻄ ـ ــﻮرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ واﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ )اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷوﱃ(‪،‬‬
‫وﻛ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ــﻴﻢ اﻹﻧﺴ ـ ــﺎﻧﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜ ـ ــﺔ اﳌﺒﻨﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺣـ ـ ـﱰام ﺣ ـ ــﻖ اﻹﻧﺴ ـ ــﺎن ﰲ ﺣﺮﻳﺘ ـ ــﻪ أوﻻ )اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ(‪،‬‬
‫ﻏ ــﲑ أن اﻟﻄ ــﺎﺑﻊ اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻲ ﳍ ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﻄﺮة ﻳﺸ ــﻜﻞ ﻣ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ اﳌﺒ ــﺪأ إﺣ ــﺪى اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻔﺎﺋ ــﺪة اﳌ ــﺪﻳﻦ‬
‫)اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ(‪.‬‬
‫‪@@ïã†jÛa@êaŠ×⁄a@kÜ @áí†Ôm@óÜÇ@òÔib@Â늑@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إذا ﻛ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﻗ ـ ــﺪ أﺣ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﰲ اﳌﻴ ـ ــﺪان اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،676‬ﻓ ـ ـﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أي إﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘﺒﻴـ ــﻞ‪ ،‬ﺑـ ــﻞ أوﺟ ـ ــﺐ اﺣ ـ ـﱰام ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻣﺸـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﻧﻼﺣ ـ ــﻆ أن ﺑﺈﻣﻜ ـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ــﺎرئ أن ﻳﺴ ـ ــﺘﻨﺘﺞ‬
‫ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــﺪة ﺷـ ـ ــﺮوط‪ ،‬ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ أن اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ ﻻ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻠﺠـ ـ ــﺄ إﱃ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ إﻻ ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﺣ ـ ـ ـﱰام‬

‫‪ -673‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -674‬ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮم أن ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺜﻞ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﳒﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺدارة ﰲ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺸﱴ أﻧﻮاﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ‬
‫وأ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺠﺄ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﱃ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﻧﺬار إﱃ اﳌﺪﻳﻦ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 27‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ‬
‫‪ ،1935/08/21‬وﲟﺠﺮد ﻋﺪم اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﳌﺪﻳﻦ ﻟﻺﻧﺬار اﳌﺬﻛﻮر ﲢﺮك اﻹدارة ﰲ ﺣﻘﻪ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻃﻠﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺒﺎﺷﺮة‬
‫إﱃ وﻛﻴﻞ اﳌﻠﻚ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ اﻟﺬي ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎل وﻻ ﻳﺮاﻗﺐ ﺳﻮى ﺻﺤﺔ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار‪.‬‬
‫‪ -675‬ﺣﺴﻦ اﻟﺮﻣﻴﻠﻲ‪ :‬اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ واﳌﻘﺎرن‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1997‬ص ‪.37‬‬
‫‪676‬‬
‫‪- Voir l’article L 271 du livre des procédures fiscales qui prévoit : « le défaut de paiement des‬‬
‫‪impositions indiquées l’article L 270 peut donner lieu a l’exercice de la contrainte par corps dans‬‬
‫‪les conditions fixées par le code de procédure pénale sous réserve des dispositions de l’article‬‬
‫‪L272 A…».‬‬
‫‪242‬‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ )أوﻻ(‪ ،‬وأن ﻳﺴ ـ ــﺘﻨﻔﺬ ﲨﻴـ ــﻊ ﻃ ـ ــﺮق اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وأن ﻳﺘﻌ ـ ــﺬر ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‬
‫اﺳـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ ‪‬ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳـ ـ ــﺎﺋﻞ )ﺛﺎﻧﻴـ ـ ــﺎ(‪ ،‬وأن ﻳﻮﺟـ ـ ــﻪ ﻃﻠـ ـ ــﺐ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﺿـ ـ ــﺪ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻴﺎ‬
‫)ﺛﺎﻟﺜﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﺣﱰام اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ‬
‫إذا ﻛـ ـ ــﺎن اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ إﺣ ـ ـ ــﺪى اﻵﻟﻴ ـ ـ ــﺎت اﳉﱪﻳ ـ ـ ــﺔ اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﺳـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء دﻳﻮ‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن ذﻟـ ـ ــﻚ ﳚﻌﻠـ ـ ــﻪ ﻣﻘﻴـ ـ ــﺪا ﺑﻀـ ـ ــﺮورة اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﻬﺎ‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء أوﻻ إﱃ إرﺳ ـ ـ ــﺎل اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ 677‬ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 36‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.678‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﳜﻀـ ـ ــﻊ ﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ واﻟﺘﺄﺷـ ـ ــﲑ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺎﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻛﻨﻈ ـ ـ ــﲑﻩ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ‪ 679‬ﻣﺆﻫ ـ ـ ــﻞ ﻹﻋ ـ ـ ــﺪاد ﻃﻠ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬وﻳﻼﺣ ـ ــﻆ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد‪ ،‬أن اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﻣﻠ ـ ــﺰم ﻋﻨ ـ ــﺪ ﺗﻘﺪﳝ ـ ــﻪ ﻟﻄﻠ ـ ــﺐ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒ ــﺪﱐ‪ ،‬أن ﻳﻌﺮﺿ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ رﺋﻴﺴ ــﻪ اﳌﺒﺎﺷ ــﺮ اﻟ ــﺬي ﻗ ــﺪ ﻳﻜ ــﻮن ﺧﺎزﻧ ــﺎ ﺟﻬﻮﻳ ــﺎ أو إﻗﻠﻴﻤﻴ ــﺎ أو ﻋﻤﺎﻟﻴ ــﺎ ﻟﻴﺆﺷ ــﺮ‬
‫ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻋﻤـ ــﻼ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،680‬وﰲ ذﻟـ ــﻚ رﻗﺎﺑـ ــﺔ إدارﻳـ ــﺔ‬
‫ذاﺗﻴـ ــﺔ‪ ،‬أي ﻓﺤـ ــﺺ ﳏﺘﻮﻳﺎﺗـ ــﻪ واﻟﺘﺄﻛـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ ﺳـ ــﻼﻣﺘﻪ ﺗﻼﻓﻴـ ــﺎ ﻷي ﺧﻄـ ــﺄ ﻗـ ــﺪ ﳜـ ــﻞ ‪‬ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة‪ ،‬وﻳﻬـ ــﺪد‬
‫اﺣﱰام اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ واﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‪.681‬‬

‫‪ -677‬اﻟﺬي ﺳﺒﻖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﰲ ﳏﻮر ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬

‫‪ -678‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 36‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻻ ﳝﻜﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي إﻻ ﺑﻌﺪ إرﺳﺎل آﺧﺮ إﺷﻌﺎر‬
‫ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ دون ﺻﺎﺋﺮ‪ ،‬وﳚﺐ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺗﺎرﻳﺦ إرﺳﺎل ﻫﺬا اﻹﺷﻌﺎر ﰲ ﺟﺪول اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳﻮم أو ﰲ أي ﺳﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬي آﺧﺮ‪ ،‬وﻳﻌﺘﺪ ‪‬ﺬا‬
‫اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺰور"‪.‬‬
‫‪ -679‬راﺟﻊ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ L272‬ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﱵ ورد ﻓﻴﻬﺎ‪:‬‬
‫‪« Pour le recouvrement des créances fiscale elle est exercée à la demande du comptable chargé‬‬
‫‪du recouvrement ».‬‬
‫‪ -680‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 80‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﻳﻮﺟﻪ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄﺷﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﺪن رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﺘﺎﺑﻊ‬
‫ﳍﺎ اﶈﺎﺳﺐ أو اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻔﻮﺿﻪ ﻟﺬﻟﻚ"‪.‬‬
‫‪ -681‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪243‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﺳﺘﻨﻔﺎذ ﲨﻴﻊ ﻃﺮق اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﳌﺪﻳﻦ‬
‫ﻟﻌـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﺑـ ــﲔ اﳊﺴـ ــﻨﺎت اﻟـ ــﱵ ﲢﺴـ ــﺐ ﻟﻠﻤﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﺗﺮاﺟﻌـ ــﻪ ﻋـ ــﻦ اﻟﱰﺗﻴـ ــﺐ اﻟـ ــﺬي وﺿـ ــﻌﻪ‬
‫ﰲ ﻇ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻖ اﻟ ـ ـ ــﺬي أﺗ ـ ـ ــﺎح ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء ﺑﺴ ـ ـ ــﻬﻮﻟﺔ إﱃ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻹﻋـ ــﺬار وﻣـ ــﺮور ‪ 20‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ دون اﺳـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ اﳌـ ــﺪﻳﻦ‪ ،682‬ﺣﻴ ـ ــﺚ رﺗﺒـ ــﺖ ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ ﻛـ ــﺂﺧﺮ إﺟ ـ ـﺮاء ﳝﻜـ ــﻦ اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﻟﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﺳـ ــﺘﺨﻼص‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﰲ ﻣﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ذﻟ ـ ــﻚ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﱰﺗﻴ ـ ــﺐ‬
‫اﻟـ ـ ـ ـ ـﻮارد ﺑ ـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ اﳌ ـ ـ ـ ــﺎدة ﳑ ـ ـ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛـ ـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺪﱐ ﺧﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻌﺔ إﱃ ﻣﺒ ـ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺪرج ﰲ‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،683‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة‬
‫اﳌﺪﻳﻨﲔ ﰲ اﻟﻠﺠﻮء اﶈﺪود واﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ إﱃ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة‪.684‬‬
‫وﻟﻌ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ـ ــﺮس اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻺﻛـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ اﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻩ وﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﻧﺼ ــﺖ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌﺪوﻧ ــﺔ ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 76‬ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ‪ " :‬إذا ﱂ ﺗ ــﺆد ﻃ ــﺮق اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫أﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ إﱃ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﺘ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ"‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ‬
‫ﻗﻄﻌـ ــﺎ ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻷوﻟﻴ ـ ــﺔ ﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮة إﺟ ـ ـﺮاءات اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﺿـ ــﺮورة اﻻﻟﺘﺠ ـ ــﺎء أوﻻ إﱃ وﺳ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي آﻧﺬاك إﱃ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‪.685‬‬

‫‪ -682‬اﻟﻔﺼﻞ ‪ 30‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪.1935‬‬

‫‪ -683‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﺗﺒﺎﺷﺮ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺣﺴﺐ‬
‫اﻟﱰﺗﻴﺐ اﻟﺘﺎﱄ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹﻧﺬار؛‬
‫‪ -‬اﳊﺠﺰ؛‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻴﻊ‪.‬‬
‫وﳝﻜﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳﻮم واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻷﺧﺮى وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪76‬‬
‫إﱃ ‪ 83‬أدﻧﺎﻩ"‪.‬‬
‫‪ -684‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ -685‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.125-124‬‬
‫‪244‬‬
‫ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﰲ إﻃ ـ ــﺎر ﺗﻌﺰﻳ ـ ــﺰ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﰲ ﺗﻜـ ـ ـﺮﻳﺲ اﻟﻄ ـ ــﺎﺑﻊ اﻻﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪،‬‬
‫ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ اﻟﺘﻨﺼـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﻟﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻻ ﻳـ ـ ــﺘﻢ ﻣﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ ﳉﻤﻴـ ـ ــﻊ اﻟﻄ ـ ـ ــﺮق‬
‫اﳉﱪﻳـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷﻣ ـ ـ ـﻮال‪ ،‬ﺑـ ـ ــﻞ رﺑـ ـ ــﻂ ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺄﺟـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻘـ ـ ــﺎدم‪ ،‬أي ﲤﻜـ ـ ــﲔ‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳ ـ ـ ــﺮ وﻗ ـ ـ ــﺖ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة داﺧ ـ ـ ــﻞ أﺟ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺎدم ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟﱰﻳ ـ ـ ــﺚ ﰲ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة إﱃ ﺣ ـ ـ ــﲔ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮﻳﻦ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻷﻣ ـ ـ ـ ـﻮال ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﻄﺎﻟﺒﺘ ــﻪ ‪ ‬ــﺎ أو اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى‪ ،‬ﳝﻜ ــﻦ رﺑ ــﻂ اﻟﻠﺠ ــﻮء إﱃ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ــﺪﱐ ﻋﻨ ــﺪ ﻋ ــﺪم‬
‫إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺗﻘﺴ ـ ــﻴﻂ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ وﻓ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺘﻄﻠﺒ ـ ــﻪ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 118‬ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻜ ـ ــﻮﻳﻦ ﻟﻠﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﺑﻐﺎﻳ ـ ــﺔ اﻹﺑﻘ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻛ ـ ــﺈﺟﺮاء ‪‬ﺪﻳ ـ ــﺪي‪ 686‬ﻳﺴ ـ ــﺘﻬﺪف اﻟﻀ ـ ــﻐﻂ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺳﻴﺊ اﻟﻨﻴﺔ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﻹﺟﺒﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ‪.687‬‬
‫ﻫ ـ ــﺬا‪ ،‬وﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أﻧ ـ ــﻪ وﺗﻌﺰﻳـ ـ ـﺰا ﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺿ ـ ــﺎﻓﺖ اﳌﺎدﺗ ـ ــﺎن ‪77‬‬
‫و‪ 78‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﻮد واﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط ﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﰲ ﳎﻤﻠﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﳝﻜﻦ أن ﲤﺴﻬﻢ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺸﺮط اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺒﻠﻎ اﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻃﻠﺐ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﺿﺪ اﳌﺪﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎ‬
‫ﻳﺘﻔ ـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ 688‬واﻟﻔﻘ ـ ــﻪ واﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ ﺿ ـ ــﺪ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎ‪،‬‬
‫ﻷﻧـ ــﻪ ﻫـ ــﻮ اﳌﺴـ ــﺆول ﻋـ ــﻦ ﺗﺴـ ــﺪﻳﺪ دﻳﻮﻧـ ــﻪ واﳌﺨﺎﻃـ ــﺐ ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ اﳌﻜﺘﺴـ ــﺐ ﺻـ ــﻔﺔ اﳌﻨﻔـ ــﺬ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬وﻟـ ــﺬﻟﻚ‬
‫ﺗـ ــﻨﺺ اﳌـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﺪ إﻋـ ــﺪاد ﻃﻠـ ــﺐ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ أن "ﻳﻌـ ــﲔ‬
‫اﳌـ ــﺪﻳﻦ اﲰﻴـ ــﺎ‪ (désignant nommément le débiteur) "689‬ﺗﺄﻛﻴـ ــﺪا ﻋﻠـ ــﻰ أن ﺷـ ــﺮوط‬

‫‪ -686‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪-Martine BETCH: Juge pénal et juge fiscal, Economica, Paris, p 109.‬‬
‫‪687‬‬
‫‪- « la finalité de la contrainte par corps, n’est pas la sanction du redevable par son‬‬
‫‪incarcération. Elle constitue plutôt un moyen de pression, pour l’amener à se libérer de sa dette,‬‬
‫‪ou de dissuasion pour l’empêcher d’entreprendre tous actes de nature à faire disparaître la gage‬‬
‫‪de trésor ».‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 132.‬‬
‫‪ -688‬راﺟﻊ اﳌﺎدة ‪ 93‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻮﺿﺢ أن ﺟﺪاول اﻟﻀﺮاﺋﺐ وﻗﻮاﺋﻢ اﻹﻳﺮادات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺪ اﳌﻠﺰم‪.‬‬
‫‪689‬‬
‫‪-Note aux percepteurs n° 1144 S.D.G du 30/12/1970, p 2.‬‬
‫‪245‬‬
‫ﺗﻮﻇﻴ ــﻒ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ــﺪﱐ ﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ دﻳ ــﻮن اﻟﺪوﻟ ــﺔ‪ ،‬أن ﻳﻄﺒ ــﻖ ﻋﻠ ــﻰ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴ ــﻪ وﻟ ــﻴﺲ ﻋﻠ ــﻰ ﻏ ــﲑﻩ‪ ،‬أو‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ــﺨﺺ اﻻﻋﺘﺒـ ـ ــﺎري اﻟـ ـ ــﺬي ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ أن ﺗﻄﺒـ ـ ــﻖ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ إﻻ ﻋﻘﻮﺑـ ـ ــﺎت ﻣﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ وإﺿـ ـ ــﺎﻓﻴﺔ وﺗـ ـ ــﺪاﺑﲑ‬
‫وﻗﺎﺋﻴﺔ دون أن ﻳﻜﺮﻩ ﺑﺪﻧﻴﺎ‪ ،‬أو ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﲝﺮﻳﺘﻪ‪.690‬‬
‫ﻏـ ـ ــﲑ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻦ أﺟـ ـ ــﻞ ﳏﺎرﺑـ ـ ــﺔ ﻏـ ـ ــﺶ ﺟﺒـ ـ ــﺎﺋﻲ وﺗـ ـ ــﺄﻣﲔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ ﺿ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﺟﺒـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺷ ـ ـ ــﺮﻛﺎت وﺗﻌﺎوﻧﻴ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬ﻻ ﳝﻨ ـ ـ ــﻊ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ اﻹﻛـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺪﻳﺮﻳﻦ وﻣﺴ ـ ـ ــﲑﻳﻦ‪ 691‬وﺷ ـ ـ ــﺮﻛﺎﺋﻬﻢ‪ ،‬أو‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أي ﺷـ ــﺨﺺ ﳝﺘﻠـ ــﻚ ﺻـ ــﻔﺔ ﲤﺜﻴـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺸـ ــﺮﻛﺎت واﻟﺘﻌﺎوﻧﻴـ ــﺎت‪ ،692‬ﺑـ ــﺪﻟﻴﻞ أﻧـ ــﻪ ﲪﻠﻬـ ــﻢ ﰲ اﳌﻴـ ــﺪان‬
‫اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻀ ـ ــﺎﻣﻨﻴﺔ ﻋ ـ ــﻦ أداء ﺿ ـ ـﺮاﺋﺒﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺛﺒ ـ ــﻮت ارﺗﻜ ـ ــﺎب أﻋﻤ ـ ــﺎل ﺗﺪﻟﻴﺴ ـ ــﻴﺔ‪ ،693‬وأﻗ ـ ــﺮ‬
‫ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﲟﺴ ـ ـ ـ ــﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ ﻗﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺎ‪ ،‬ﺣ ـ ـ ـ ــﻖ إﺟﺒ ـ ـ ـ ــﺎرﻫﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷداء ﲜﻤﻴ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻮﺳ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﺬي أﺻ ـ ـ ــﺒﺤﺖ ﻇ ـ ـ ــﺮوف إﻋﻤﺎﻟـ ـ ــﻪ ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻃﻮﻳﻠ ـ ـ ــﺔ ودﻗﻴﻘ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﻈ ـ ـ ــﺎﻫﺮ إﻃﺎﻟﺘ ـ ـ ــﻪ واﻟ ـ ـ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃﺎﺑﻌ ـ ـ ــﻪ اﻹداري‬
‫وﺟﻮب ﻋﺮض اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻠﺒﺚ ﻓﻴﻪ‪.694‬‬
‫@@‪@åß@æìÐÈí@åíˆÛaë@ïã†jÛa@êaŠ×⁄a@áèÔy@¿@Õjİí@åíˆÛa@˜b‚‘þa@Z@òîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫‪@@éÔîjİm‬‬
‫ﻳﺴـ ـ ــﺘﻔﺎد ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟـ ـ ــﱵ ﺗـ ـ ــﻨﻈﻢ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﲟﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋ ـ ــﺎﰿ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ واﺿ ـ ــﺢ‪ ،‬وﺻ ـ ــﺎغ ﻣﻮادﻫ ـ ــﺎ ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﺗﻌ ـ ــﺪ أﻓﻀ ـ ــﻞ ﺑﻜﺜ ـ ــﲑ ﳑ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﻏ ــﲑ أن اﳌﺸ ــﺮع‪ ،‬ﺣﺮﺻـ ــﺎ ﻣﻨ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ إﻳـ ــﻼء ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻣ ــﺎ ﺗﺴ ــﺘﺤﻘﻪ ﻣـ ــﻦ اﻻﻫﺘﻤ ــﺎم واﻟﺘـ ــﺪﺑﲑ‪،‬‬
‫وﺷ ـ ــﻌﻮرا ﻣﻨ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺄن ﺗﻄﺒﻴﻘﻬ ـ ــﺎ ﻳﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﺣ ـ ــﺬرا واﺣـ ـ ـﱰازا ﺷ ـ ــﺪﻳﺪﻳﻦ ﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﺗﻐ ـ ــﺪو أداة ﻇﻠ ـ ــﻢ وإﺿـ ـ ـﺮار‪ ،‬ﱂ‬
‫ﳚ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺪا ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــﺎﻻت ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﺟ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺎص ﻗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوا ﰲ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن أﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻢ‪ ،‬واﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺒﺎﺣﻮا ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﻣﺘﻬﻢ‪ ،‬واﻣﺘﻨﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮا ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أداء‬

‫‪ -690‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.374‬‬
‫‪691‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 310.‬‬
‫‪ -692‬وﲡﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﳌﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪ ،‬ﻧﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 1777‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ﺗﻄﺒﻴﻖ‬
‫اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﰲ ﺣﻖ اﳌﺪﻳﺮﻳﻦ واﳌﺴﲑﻳﻦ‪ ،‬وﻣﻦ ﳝﺜﻞ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻜﺎب ﺟﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -693‬اﳌﺎدة ‪ 98‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -694‬أﲪﺪ اﳉﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪246‬‬
‫ﻣﺴـ ــﺘﺤﻘﺎ‪‬ﻢ‪ 695‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ ﺑـ ــﺪو ﻳﺴـ ــﺮﻫﻢ )أوﻻ(‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﱂ ﻳﻔﺘـ ــﻪ أن ﻳـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ إﻋﻔـ ــﺎء أﺷـ ــﺨﺎص‬
‫ﻣـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻟﻮﺿـ ــﻌﻴﺎت ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺜﻼ ﺑﺎﺳـ ــﺘﺨﻼص ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ ﺿ ـ ــﺌﻴﻞ‪ ،‬وﲝﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻌﺴ ـ ــﺮ‪،‬‬
‫وﺑﻘﺼ ـ ـ ــﺮ اﻟﺴ ـ ـ ــﻦ وﺑﻜ ـ ـ ــﱪﻩ‪ ،‬وﲝﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﳊﻤ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ــﺔ اﻟﺰوﺟﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺄﺣ ـ ـ ــﺪ اﻟﻮرﺛ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺎ داﻣ ـ ـ ــﺖ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ‬
‫ﺷﺎﺋﻌﺔ‪ ...‬وﻫﻲ وﺿﻌﻴﺎت ﻳﻐﺪو ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﳏﻈﻮرا )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 77‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﰎ ﺣﺼ ـ ــﺮ ﻧﻄ ـ ــﺎق اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص ﰲ ﻓﺌﺘﲔ‪:‬‬
‫اﻟﻔﺌ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‪ :‬اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﻮن اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﻋﺴ ـ ــﺮﻫﻢ وﻓ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﶈ ـ ــﺪدة ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 57‬ﻛﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﻴﻨﺎﻫـ ــﺎ ﺣﻴﻨﻤـ ــﺎ ﲢـ ــﺪﺛﻨﺎ ﻋـ ــﻦ اﳊﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻛـ ــﺈﺟﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‬
‫اﳉﱪي اﻟﱵ ﺗﺸﲑ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب أن اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻳﻨﻔﺬ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺪﻳﻨﲔ ﻣﺎ ﻋﺪا‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ اﳌﻌـ ـ ــﺮوﻓﲔ ﺑﻴﺴـ ـ ــﺮﻫﻢ أو ﺑﻘ ـ ـ ــﺪر‪‬ﻢ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻮﻓـ ـ ــﺎء واﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﱂ ﻳﻔـ ـ ــﺾ اﳊﺠـ ـ ــﺰ اﻟ ـ ـ ــﺬي‬
‫أﺟﺮي ﻋﻠﻴﻬﻢ إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ أو ﺛﺒﺖ ﻋﺴﺮﻫﻢ ﲟﺤﻀﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ؛‬
‫‪ -‬اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ اﳌﻌـ ــﺮوﻓﲔ ﺑﻌﺴـ ــﺮﻫﻢ وﻳﺆﻛـ ــﺪون ذﻟـ ــﻚ ﺑﺸـ ــﻬﺎدة اﻟﻌـ ــﻮز اﳌﺴـ ــﻠﻤﺔ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ‬
‫اﻹدارﻳﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪696‬؛‬

‫‪ -695‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻻﺳﺘﺨﻼص اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬أﻛﺪال ‪ ،-‬اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫‪ ،2000-1999‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -696‬إن ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻣﺎ زال ﳏﻂ ﺧﻼف ﺑﲔ اﲡﺎﻫﲔ ﻣﺘﻌﺎرﺿﲔ‪:‬‬
‫اﻻﲡﺎﻩ اﻷول‪ :‬ﻳﻌﺘﱪ أن ﳏﻀﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ وإن ﻛﺎن دﻟﻴﻞ إﺛﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻃﺮق اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺪ ﰎ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﻖ اﳌﺪﻳﻦ إﻻ‬
‫أ‪‬ﺎ ﱂ ﺗﻔﺾ إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ‪ ،‬ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﱪرا ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻹﺛﺒﺎت ﻋﺴﺮ اﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﳏﻀﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ ﻳﺘﻢ ﲢﺮﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬
‫اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﰲ ﺣﺪود اﳌﻌﻄﻴﺎت اﳌﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻪ ﲞﺼﻮص ﳑﺘﻠﻜﺎت اﳌﺪﻳﻦ وﻛﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﺎت اﻟﱵ ﻗﺎم ‪‬ﺎ واﻟﱵ ﻻ ﺗﺒﲔ داﺋﻤﺎ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﲝﺴﺎﺑﺎت ﺑﻨﻜﻴﺔ ﺳﺮﻳﺔ أو ﻋﻘﺎرات أو ﻣﻨﻘﻮﻻت ﰲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى وﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻗﻪ‬
‫اﻟﱰاﰊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﶈﻀﺮ اﳌﻨﺠﺰ ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎم اﳌﺪﻳﻨﲔ ﳓﻮ اﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺰاﻣﺎ‪‬ﻢ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫أﻣﺎ اﻻﲡﺎﻩ اﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﻓﻴﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻮق اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﺼﻴﺺ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﳏﻀﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﳛﺠﺰ وﺳﻴﻠﺔ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻌﺴﺮ‪ ،‬وﻫﻮ ﻧﻔﺲ اﻻﲡﺎﻩ اﻟﺬي ﺗﺘﺒﻨﺎﻩ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧﻪ ﳝﻜﻦ اﶈﺎﺳﺒﲔ اﳌﻜﻠﻔﲔ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﻼص ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ واﺳﻌﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺴﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻮ ﻻ ﻳﻀﻤﻦ اﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﲔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن‬
‫‪247‬‬
‫اﻟﻔﺌـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ :‬وﺗﻀـ ــﻢ اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ اﻟـ ــﺬﻳﻦ ﻳﻔﺘﻌﻠـ ــﻮن اﻟﻌﺴـ ــﺮ أو ﻳﻌﺮﻗﻠـ ــﻮن إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ وﻓﻘـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺎدة ‪.69784‬‬
‫وﻫﻜـ ــﺬا‪ ،‬ﻓـ ــﺈذا ﻛـ ــﺎن ﻋـ ــﺪم ﺛﺒـ ــﻮت ﻋﺴـ ــﺮ‪ 698‬اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻳﺸـ ــﻜﻞ أﺣـ ــﺪ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻷﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴـ ــﻖ‬
‫ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ‪ ،699‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﺣ ـ ـ ــﺎول ﰲ اﳌﻘﺎﺑ ـ ـ ــﻞ ﲤﻜ ـ ـ ــﲔ اﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌ ــﺪﻳﻨﲔ اﻟ ــﺬﻳﻦ ﻗ ــﺎﻣﻮا ﺑﺄﻋﻤ ــﺎل ﺗﺮﺗ ــﺐ ﻋﻨﻬ ــﺎ ﺗﺒﺪﻳ ــﺪ اﻷﻣ ـ ـﻮال اﻟ ــﱵ ﺗﻜ ــﻮن ﺿ ــﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ ﺑﻌ ــﺪ ﺗﻮﺻ ــﻠﻬﻢ‬
‫ﺑـ ــﺈﻋﻼم ﺿ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ‪‬ـ ــﺪف ﻋـ ــﺪم إﺧﻀ ـ ــﺎﻋﻬﺎ ﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ أو اﳊﻴﻠﻮﻟـ ــﺔ دون اﻟﻘﻴـ ــﺎم ‪ ‬ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻹﺟﺮاءات‪.700‬‬

‫ﳉﻮء اﶈﺎﺳﺐ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻫﺬا اﶈﻀﺮ ﻳﺸﻜﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺿﻴﻘﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺪﻳﻨﲔ ﻣﻌﺮوﻓﲔ ﻟﺪى اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ أو اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫وﻏﲑﻫﺎ ﺑﻘﺪر‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬ﳏﻤﺪ اﻟﻨﺠﺎري‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ‬
‫اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،43‬ﻣﺎرس – أﺑﺮﻳﻞ ‪ ،2002‬ص ‪.24‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 133.‬‬
‫‪ -697‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻳﻔﺮﻳﻘﻦ‪ :‬ﳏﺎرﺑﺔ اﻓﺘﻌﺎل اﻟﻌﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد وﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪،‬‬
‫أﻋﻤﺎل اﻟﺪورات اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻗﺒﺎض وأﻃﺮ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -698‬ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻌﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪" :‬ﻳﻘﺎل )ﻋﺴﺮ ﻳﻌﺴﺮ وﻳﻌﺴﺮ ﻋﺴﺮا أو ﻋﺴﺮا( اﻟﻐﺮﱘ‪ ،‬ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﺮﻩ‪،‬‬
‫وﻋﺴﺮ اﻟﺰﻣﺎن‪ :‬اﺷﺘﺪ‪ ،‬وﻋﺴﺮ اﻷﻣﺮ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﺴﺮا‪ ،‬وﻋﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وأﻋﺴﺮ‪ :‬اﻓﺘﻘﺮ‪ ،‬وأﻋﺴﺮ اﻟﻐﺮﱘ‪ :‬ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﺮﻩ‪.‬‬
‫واﻟﻌﺴﺮ واﻟﻌﺴﺮ ﻗﻠﺔ ذات اﻟﻴﺪ‪ ،‬أي اﻟﺸﺪة واﻟﻀﻴﻖ وﻣﻨﻪ ﻗﻮل ﺗﻌﺎﱃ‪) :‬ﻓﺈن ﻣﻊ اﻟﻌﺴﺮ ﻳﺴﺮا إن ﻣﻊ اﻟﻌﺴﺮ ﻳﺴﺮا( ﺳﻮرة اﻟﺸﺮح‪ ،‬اﳊﺰب ‪،60‬‬
‫اﻵﻳﺔ ‪.4‬‬
‫واﻟﻌﺴﺮة واﻟﻌﺴﺮى‪ ،‬واﳌﻌﺴﺮة واﻟﻌﺴﺮة أي اﻟﻀﻴﻖ واﻟﺸﺪة‪ ،‬وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )وإن ﻛﺎن ذو ﻋﺴﺮة ﻓﻨﻈﺮة إﱃ ﻣﻴﺴﺮة( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة‪ ،‬اﳊﺰب‬
‫‪ ،5‬اﻵﻳﺔ ‪.278‬‬
‫واﻹﻋﺴﺎر ﻛﻤﺎ ﻋﱪ ﻋﻨﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﻬﻮري ﻫﻮ "ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ زﻳﺎدة دﻳﻮن اﳌﺪﻳﻦ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﺤﻘﺔ اﻷداء‬
‫ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﻪ‪ ،‬وﺟﻌﻠﺘﻪ ﻋﺎﺟﺰا ﻋﻦ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺴﺒﺐ زﻳﺎدة اﻟﺪﻳﻮن ﻋﻠﻰ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﳏﻤﻮد ﺳﻌﺪ ﻣﺎﻫﺮ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻻﺳﺘﺨﻼص اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﻬﻮري‪ :‬ﻣﺼﺎدر اﳊﻖ ﰲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬اﳉﺰء اﳋﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﳏﻤﺪ اﻟﺪاﻳﺔ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬ﺑﺪون ﺳﻨﺔ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -‬ﳏﻤﻮد ﺳﻌﺪ ﻣﺎﻫﺮ‪ :‬دﻋﺎوي ﲪﺎﻳﺔ اﻟﻀﻤﺎن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪاﺋﻨﲔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1996‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -699‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -700‬اﳌﺎدة ‪ 84‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪248‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻔﻮن ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫إذا ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪة أن ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﻮﺳ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬وراﻓ ـ ـ ــﺾ ﻟ ـ ـ ــﻸداء‪ ،‬ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﺮض ﻟﻺﻛـ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﺑﺘﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﺣﺮﻳﺘ ـ ــﻪ ﳌ ـ ــﺪة ﳏ ـ ــﺪودة ﻟﺘ ـ ــﺄﻣﲔ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ‪ ،701‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﺑﻌ ـ ــﺾ‬
‫اﳌـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳋﻀـ ـ ــﻮع ﳍـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﰲ ﺣـ ـ ــﺎﻻت ﻋـ ـ ــﺪد‪‬ﺎ اﳌـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 77‬و‪ 78‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﺬا ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﺗﻮﺟﻬـ ـ ــﺎ ﺟﺪﻳـ ـ ــﺪا ﻟﻠﻤﺸـ ـ ــﺮع ﺣﻴـ ـ ــﺚ إن ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت ﻇﻬـ ـ ــﲑ ‪ 21‬ﻏﺸـ ـ ــﺖ‬
‫‪ 1935‬ﱂ ﺗﺸـ ـ ـ ــﺮ إﱃ ﻣﺜـ ـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳊـ ـ ـ ــﺎﻻت وإن ﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ ﺗﻌﻠﻴﻤـ ـ ـ ــﺎت اﳋـ ـ ـ ــﺎزن اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ـ ـ ــﺔ ﺣـ ـ ـ ــﻮل‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌﺎت ﻟﺸﺘﻨﱪ ‪ 1977‬أﺷﺎرت إﱃ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪.702‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا ﻓﻼﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرات اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ــﺔ وإﻧﺴ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ ﺿ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﳌﺪﻳﻨﲔ ﻣﱴ وﺟﺪوا ﰲ اﳊﺎﻻت اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ﻛﺎن اﳌﺪﻳﻦ ﻳﻘﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻦ ‪ 20‬ﺳﻨﺔ أو ﻳﺒﻠﻎ ‪ 60‬ﺳﻨﺔ ﻓﻤﺎ ﻓﻮق؛‬
‫‪ -‬إذا ﺛﺒﺖ ﻋﺴﺮ اﳌﺪﻳﻦ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 57‬أﻋﻼﻩ؛‬
‫‪ -‬إذا ﻛـ ــﺎن اﳌـ ــﺪﻳﻦ اﻣ ـ ـﺮأة ﺣـ ــﺎﻣﻼ أو ﻣﺮﺿـ ــﻌﺔ وذﻟـ ــﻚ أﺧـ ــﺬا ﺑﻌـ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒـ ــﺎر ﻇﺮوﻓﻬـ ــﺎ اﻟﺼـ ــﺤﻴﺔ‬
‫واﻟﻨﻔﺴـ ـ ــﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﲤـ ـ ــﺮ ‪‬ـ ـ ــﺎ أﺛﻨـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ــﱰﰐ اﳊﻤـ ـ ــﻞ واﻟﺮﺿـ ـ ــﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻳـ ـ ــﺪﺧﻞ ﻫـ ـ ــﺬا ﰲ‬
‫إﻃ ـ ـ ــﺎر إﺿ ـ ـ ــﻔﺎء اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻹﻧﺴ ـ ـ ــﺎﱐ واﻻﺟﺘﻤ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤ ـ ـ ـﺮأة اﳌﺮﺿ ـ ـ ــﻌﺔ ﺗﺆﺧ ـ ـ ــﺬ ﺣﺎﻟﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر ﰲ ﺣ ـ ـ ــﺪود ﺳ ـ ـ ــﻨﺘﲔ اﺑﺘ ـ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟ ــﻮﻻدة‪ ،‬ﻫ ــﺬا ﻣ ــﻊ اﻹﺷ ــﺎرة إﱃ أن ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻔﻘ ــﻪ‪ 703‬ﻳ ــﺮى ﺑﺄﻧ ــﻪ ﻛ ــﺎن اﻷﻓﻀ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺸ ــﺮع‬

‫‪ -701‬ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ ﻣﺒﺎرك‪ :‬أﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1978‬ص ‪.387‬‬
‫‪ -702‬ﻳﺮى أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ وﳓﻦ ﻣﻌﻪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺼﺎف أن ﻧﺸﲑ إﱃ ذﻟﻚ ﻷن ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻳﻐﻔﻠﻮن ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻣﺜﻼ ﰲ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎن ﻻ ﻳﻄﺒﻖ إذا ﻛﺎن ﺳﻦ اﳌﺪﻳﻦ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‪ 16‬ﺳﻨﺔ وﻳﻔﻮق ‪ 65‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻟﻜﻦ اﳌﺸﺮع ﰲ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺣﺎول أن ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬اﻧﻈﺮ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -703‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ ورﺣﻴﻢ اﻟﻄﻮر‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﺪوﻧﺔ اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪249‬‬
‫اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﺮق إﱃ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق اﻟﻄﻔ ـ ـ ــﻞ اﻟﺮﺿ ـ ـ ــﻴﻊ ﺑ ـ ـ ــﺪل اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺎد إﱃ راﺑﻄ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺿ ـ ـ ــﺎﻋﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻻ‬
‫ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺎﺋﻖ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ‪.704‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺰوج وزوﺟﺘ ـ ــﻪ ﰲ آن واﺣ ـ ــﺪ وﻟ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫أﺟﻞ دﻳﻮن ﳐﺘﻠﻔﺔ وذﻟﻚ ﲪﺎﻳﺔ ﻟﻠﺮواﺑﻂ اﻷﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع‪.‬‬
‫وﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ ﺟ ـ ــﺪول ﻳﺒ ـ ــﲔ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻣﻘ ـ ــﺎرن ﺣ ـ ــﺎﻻت ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﰲ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬اﳌﺴ ـ ــﺘﻨﺪ أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻇﻬ ـ ــﲑ ‪ 21‬ﻏﺸ ـ ــﺖ ‪ 1935‬وﰲ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﳊ ـ ــﺎﱄ اﳌﺒ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.705‬‬
‫ﺣﺎﻻت ﻋﺪم ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن‬
‫ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻞ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫‪ -‬إذا ﻛـ ـ ــﺎن ﺳـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أﻗـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ‬ ‫‪ -‬إذا ﻛ ـ ــﺎن ﺳ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ أﻗ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫‪ 20‬ﺳﻨﺔ وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 60‬ﺳﻨﺔ؛‬ ‫‪ 16‬ﺳﻨﺔ وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 65‬ﺳﻨﺔ؛‬
‫‪ -‬إذا ﺛﺒﺖ ﻋﺴﺮ اﳌﺪﻳﻦ؛‬ ‫‪ -‬إذا ﺛﺒﺖ ﻋﺴﺮ اﳌﺪﻳﻦ؛‬
‫‪ -‬إذا ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣﺒﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳﺰﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ‬ ‫‪ -‬رﻏـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ أن اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﱂ ﳛـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد أي ﻣﺒﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ‬
‫‪ 8000.00‬درﻫﻢ‪707‬؛‬ ‫ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻛﺤـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أدﱏ ﻟﺘﻄﺒﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫‪ -‬إذا ﻛﺎن اﳌﺪﻳﻦ اﻣﺮأة ﺣﺎﻣﻼ؛‬ ‫اﻟﺒـ ـ ـ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬اﳌﻤﺎرﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺣﺪدﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ‬

‫‪ -704‬وﻳﺮى أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أن إﺷﺎرة اﳌﺸﺮع إﱃ ﻓﱰة اﻟﺴﻨﺘﲔ‪ ،‬ﻳﺘﻌﲔ أﺧﺬﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﻃﻼﻗﻬﺎ أي أن اﻟﻌﱪة ﺑﻔﱰة ﺳﻨﺘﲔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﻮﻻدة ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺮأة ﻣﺮﺿﻌﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ أو أﻋﺎﻗﻬﺎ ﻋﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺲ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺗﺴﺎؤﻻ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻋﺘﺒﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﳌﻌﻨﻮي اﻟﺬي ﻳﺘﻌﲔ أن ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻫﺬﻩ اﻟﻔﱰة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ اﳊﻘﻮق اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻟﱵ ﰎ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 33‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ 2011‬اﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ‬
‫ﻣﺮاﻋﺎ‪‬ﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺬﻩ اﳊﻘﻮق وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬رﺿﻮان أﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫ص ‪.267‬‬
‫‪ -705‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪250‬‬
 ‫‪ -‬إذا ﻛ ــﺎن اﳌ ــﺪﻳﻦ اﻣـ ـﺮأة ﻣﺮﺿ ــﻌﺔ ﻟﻐﺎﻳ ــﺔ ﺳ ــﻨﺘﲔ‬ ‫‪ 1000.00‬درﻫـ ـ ــﻢ )دورﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺴـ ـ ــﻴﺪ اﳋـ ـ ــﺎزن‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻدة؛‬ ‫اﻟﻌﺎم ﻋﺪد ‪ 63‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ 706(1998‬؛‬
‫‪ -‬ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺰوج وزوﺟﺘﻪ ﰲ آن واﺣﺪ‪.‬‬ ‫‪ -‬رﻏ ـ ـ ـ ــﻢ أن اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﱂ ﻳﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺜﻦ أي ﻣ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻟﺼ ـ ــﻔﺘﻪ ﻓـ ـ ــﺈن‬
‫اﳋـ ــﺎزن اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ــﺔ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗـ ــﻪ ﺣـ ــﻮل‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻟﺸ ـ ــﺘﻨﱪ ‪ 1977‬ﻣﻨﻌ ـ ــﺖ ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻇﻔﲔ اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﲔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎة‬
‫ورﺟﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬
‫وﳜﻀﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﳌﺴﻄﺮة ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺳﻨﻌﺎﳉﻬﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪.‬‬
‫@@@@@@@@@@‪@@éÔîjİm@óÜÇ@òjm½a@‰bqŁaë@ïã†jÛa@êaŠ×⁄a@ñŠİŽß@ZòrÛbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺳـ ـ ــﻨﻘﻮم ﺑﺘﻘﺴـ ـ ــﻴﻢ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة ﶈـ ـ ــﻮرﻳﲔ‪ ،‬ﺳـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ اﶈ ـ ـ ـﻮر اﻷول ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒﺪﱐ‪ ،‬ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻨﻌﺎﰿ ﰲ اﶈﻮر اﻟﺜﺎﱐ ﻣﺪﺗﻪ وأﺛﺎرﻩ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬إذا ﺗ ـ ـ ــﻮﻓﺮت ﻛﺎﻓ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط اﻟﻮاﺟﺒ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ أي ﰎ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫أﻣ ـ ـﻮال اﳌـ ــﺪﻳﻦ دون ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﻣﺒﻠـ ــﻎ اﻟـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻳﻔـ ــﻮق ‪ 8000.00‬درﻫـ ــﻢ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺑـ ـ ــﲔ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﳝﻜـ ـ ــﻦ أن ﳝﺴـ ـ ــﻬﻢ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺒﻖ وﺑﻴﻨـ ـ ــﺎ واﺑﺘﻌـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻋـ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ أن ﳜﻀـ ـ ــﻌﻮا ﻟﻺﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﲝﻜـ ـ ــﻢ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻳﻌـ ـ ــﲏ إذا ﺗ ـ ـ ـﻮاﻓﺮت ﻛﺎﻓـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﻟﺸـ ـ ــﺮوط آﻧـ ـ ــﺬاك ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ أن ﻳﻘـ ـ ــﻮم ﲟﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬

‫‪ -707‬ﻳﺒﺪو أن ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮع راﺋﺪ ﰲ ﺗﻮﺟﻬﻪ‪ ،‬ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻔﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﻞ ﺿﺮاﺋﺒﻪ ﻋﻦ ‪ 8000‬درﻫﻢ ﻣﻦ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‪ ،‬ﻳﻜﻮن ﻗﺪ‬
‫ﻗﺪر ﻇﺮوف اﳌﻠﺰم وﺣﺎﻟﺘﻪ اﳌﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﱵ ﻳﻜﺮﻩ ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻳﺴﺮا وﻏﲎ وﺗﻌﻨﺘﺎ‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣﻆ أن اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﺣﺬا ﺣﺬو ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺬي ﺣﻈﺮ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‪ 1000‬ﻓﺮﻧﻚ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ رﻗﻢ ‪ 11‬ﻟﺴﻨﺔ‬
‫‪ ،1992‬اﻟﺬي ﻧﺺ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 326‬ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻔﺎء اﳊﺒﺲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﻫﻮ أدﱏ ﻣﻦ أﻟﻒ درﻫﻢ ﰲ ﻏﲑ دﻳﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬
‫واﻟﻨﻔﻘﺔ اﳌﻘﺮرة‪.‬‬
‫‪ -706‬ﻣﺬﻛﺮ ﻣﺼﻠﺤﻴﺔ ﻋﺪد ‪ 63‬خ‪.‬ع‪.‬م‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻓﺎﺗﺢ ﻏﺸﺖ ‪ ،1998‬ص ‪.2‬‬
‫‪251‬‬
‫ﻃﻠ ـ ـ ــﺐ ﻳﻌ ـ ـ ــﲔ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﲰﻴ ـ ـ ــﺎ‪ ،708‬أي اﻟﺸ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻄﻠ ـ ـ ــﺐ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ‬
‫ﺿـ ـ ــﺪﻩ‪ ،‬وﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ ﻣﺆﺷـ ـ ــﺮا ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف رﺋـ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟﺘـ ـ ــﺎﺑﻊ ﻟـ ـ ــﻪ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ‪ ،‬أي ﰲ‬
‫ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻨﺎ اﳋ ـ ــﺎزن اﻹﻗﻠﻴﻤ ـ ــﻲ أو اﳉﻬ ـ ــﻮي‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋ ـ ــﺪة اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 37‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.709‬‬
‫وﻫﻜـ ــﺬا‪ ،‬ﻧﺼـ ــﺖ اﳌـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ أن ﻃﻠـ ــﺐ‪ ،‬اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ‬
‫ﻳﻮﺟ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑﻮﺻ ـ ــﻔﻪ ﻗﺎﺿ ـ ــﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﺘﻌﺠﻼت داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﺒﺖ ﻓﻴﻪ‪ ،‬وﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ اﻟﱵ ﲣﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﺗ ـ ــﻨﺺ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷﺧ ـ ــﲑة ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓ ـ ــﻮرا ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف‬
‫وﻛﻴﻞ اﳌﻠﻚ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﲟﺠﺮد ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮار اﶈﺪد ﻟﻠﺤﺒﺲ‪.‬‬
‫وإذا ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ ﺗﺒ ـ ـ ــﺪو ﻷول وﻫﻠ ـ ـ ــﺔ ﺑﺴ ـ ـ ــﻴﻄﺔ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ أﺣ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ ،710‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌ ـ ــﺘﻤﻌﻦ ﰲ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎ‪‬ﺎ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ ﻣﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﺗﺴ ـ ــﺘﺪﻋﻲ إﺑ ـ ــﺪاء‬
‫ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻼﺣﻈﺎت‪:‬‬
‫ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻳﻮﺟ ـ ــﻪ إﱃ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ــﺔ "ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﻣﺮاﻋ ــﺎة أﺣﻜ ــﺎم اﳌ ــﺎدة ‪ 141‬أدﻧ ــﺎﻩ"‪ .‬وﺗ ــﻨﺺ ﻫ ــﺬﻩ اﳌ ــﺎدة ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ " ﺗﻌ ــﺮض اﻟﻨﺰاﻋ ــﺎت اﻟ ــﱵ ﻗ ــﺪ ﺗﻨﺸ ــﺄ‬
‫ﻋـ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ أﺣﻜـ ـ ــﺎم ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﶈـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ اﳌﻮﺟـ ـ ــﻮدة ﺑﺎﳌﻜـ ـ ــﺎن اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﺴـ ـ ــﺘﺤﻖ ﻓﻴـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ" وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﻄﺮح ﻋﺪة ﺻﻌﻮﺑﺎت وإﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ‪.711‬‬

‫‪ -708‬اﺷﱰط اﳌﺸﺮع ﰲ اﳌﺎدة ‪ 80‬ﻋﻠﻰ أن ﻃﻠﺐ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﳚﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ اﺳﻢ اﳌﺪﻳﻦ وﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺠﻞ ﰲ‬
‫اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﺘﺼﻮر أن ﻳﻮﺟﻪ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﺿﺪ ﺷﺨﺺ اﻋﺘﺒﺎري ﻛﺸﺮﻛﺔ اﳌﺴﺎﳘﺔ أو ﺷﺮﻛﺔ ذات اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫اﶈﺪودة أو ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﺧﺮى ﻷن اﳌﺴﺎﳘﲔ أو اﻟﺸﺮﻛﺎء ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮن ﻋﻦ دﻳﻮن اﻟﺸﺮﻛﺔ‪ ،‬إﻻ ﰲ ﺣﺪود ﺣﺼﺼﻬﻢ أو أﺳﻬﻤﻬﻢ‪،‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺸﺎرك ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻋﺘﺒﺎر أن ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺮﻛﺎء ﻳﺴﺄﻟﻮن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻏﲑ ﳏﺪودة وﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻋﻦ دﻳﻮن اﻟﺸﺮﻛﺔ ﲡﺎﻩ اﻟﺪاﺋﻨﲔ‪.‬‬
‫‪ -709‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.128-127‬‬
‫‪ -710‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -711‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪252‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﺘﻌﺠﻼت ﳜ ـ ــﺘﺺ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﰲ اﻟﺒ ـ ــﺚ ﰲ اﻟﻄﻠﺒ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻘ ـ ــﺪم ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫واﻟﺮاﻣﻴ ـ ــﺔ إﱃ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﺪة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﰲ ﺣـ ـ ــﻖ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬إذ ﻳﺼـ ـ ــﺪر ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﻄﻠـ ــﺐ‪ ،‬وﺑﻌـ ــﺪ اﻟﺘﺄﻛـ ــﺪ وﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻟـ ــﱵ ﳚـ ــﺐ أن ﺗﺘـ ــﻮﻓﺮ ﻟﺘﻄﺒﻴـ ــﻖ ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء أﻣ ـ ـﺮا ﳛـ ــﺪد ﻣـ ــﺪة‬
‫اﻻﻋﺘﻘ ـ ـ ـ ــﺎل ﲟﺜﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﻟﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑ ـ ـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺪﱐ ﻛ ـ ـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ اﻹﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ إﱃ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 141‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ ﻓﻤﻌﻨـ ـ ــﺎﻩ أن اﻟﻨﺰاﻋ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟ ـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﻨﺸ ـ ــﺄ ﻋ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻛ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻣ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗﺒﻴ ـ ـ ــﻞ اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ وﺷ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﳚ ـ ـ ــﺐ أن ﺗﺮﻓ ـ ـ ــﻊ إﱃ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﳌﺎدة ‪ 8‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 41.90‬اﶈﺪث ﲟﻮﺟﺒﻪ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪.712‬‬
‫وﺗﻔﺎدﻳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺴـ ـ ـ ـ ــﻘﻮط ﰲ ﻣﺜـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻘﺎﺷـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻀـ ـ ـ ـ ــﻴﻊ ﰲ ﻣﺘﺎﻫﺎ‪‬ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ‬
‫اﳌ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ‪ ،713‬ﻧـ ــﺮى أﻧـ ــﻪ ﻛـ ــﺎن ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺸـ ــﺮع أن ﳛـ ــﺬو ﺣـ ــﺬو اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ اﻟـ ــﺬي وإن ﻛـ ــﺎن أﺳـ ــﻨﺪ‬
‫ﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـ ــﺔ اﻟﻜـ ــﱪى ﺻـ ــﻼﺣﻴﺔ إﺻـ ــﺪار اﻷواﻣـ ــﺮ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳـ ــﺪ ﻣـ ــﺪة اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﻧ ـ ــﺺ ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﻳﻈ ـ ــﻞ ﻣﱰوﻛ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘﻀ ـ ــﺎء اﻟﻌ ـ ــﺎدي ﰲ ﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒﺪﱐ‪.714‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﲔ وﺿ ـ ــﻊ اﳌﺸ ـ ــﺮع أﻣ ـ ــﺎم ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﺘﻌﺠﻼت أﺟ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻹﺻ ـ ــﺪار أﻣ ـ ــﺮﻩ ﰲ‬
‫ﻃﻠ ـ ــﺐ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬ﱂ ﳛ ـ ــﺪد ﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﺟـ ـ ـﺰاء ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﲡ ـ ــﺎوز ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺟ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫أﺟـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻔﻌﻴـ ـ ــﻞ اﻟﻌﻤﻠـ ـ ــﻲ ﳍـ ـ ــﺬا اﻷﺟـ ـ ــﻞ ﺧﺼﻮﺻـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﺪﻳﻨﺎ ﺳـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﰲ اﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻖ ﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ وإن ﻛ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻨﺢ أﺟ ـ ــﻞ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻮﻛﻼء اﳌﻠ ـ ــﻚ ﻟﻸﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘ ـ ــﺎل‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺼ ــﻌﻴﺪ اﻟﻌﻤﻠـ ــﻲ ﻛﺜ ـ ـﲑا ﻣـ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻫـ ــﺬا اﻷﺟ ــﻞ ﻻ ﳛـ ــﱰم‪ ،‬وﻳ ــﺮى أﺣـ ــﺪ اﻟﺒ ــﺎﺣﺜﲔ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧ ــﻪ وﺟـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ أن ﳛ ـ ــﺪو ﺣ ـ ــﺪو ﻧﻈ ـ ــﲑﻩ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﳑﺎﺛﻠ ـ ــﺔ أن ﻋ ـ ــﺪم ﺑ ـ ــﺚ‬

‫‪ -712‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ -713‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪714‬‬
‫‪- France LEFEBRE: Recouvrement contentieux sur le chiffre d’affaire , documentation‬‬
‫‪pratique, 1995, p 96.‬‬
‫‪253‬‬
‫اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﰲ ﻃﻠ ـ ــﺐ ﺗﺄﺟﻴ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﻬﺮ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ رﻓﻀ ـ ــﺎ ﻟﻠﻄﻠ ـ ــﺐ وﻫ ـ ــﺬا‬
‫ﺳﻴﻌﺘﱪ ﺿﻤﺎﻧﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ‪.715‬‬
‫واﻷﻣـ ــﺮ ﻧﻔﺴـ ــﻪ ﻳﻘـ ــﺎل ﻋـ ــﻦ ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف وﻛﻴـ ــﻞ اﳌﻠـ ــﻚ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗـ ــﻨﺺ اﳌـ ــﺎدة‬
‫‪ 80‬ﰲ ﻓﻘﺮ‪ ‬ـ ــﺎ اﻷﺧ ـ ــﲑة ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻓ ـ ــﻮرا وﻳﻌﻤ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬﻩ ﲟﺠ ـ ــﺮد‬
‫ﻗﺒ ـ ــﻮل وﻛﻴ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ــﻚ ﻟ ـ ــﺪى اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﺮار اﶈ ـ ــﺪد ﳌ ـ ــﺪة اﳊ ـ ــﺒﺲ"‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﳛ ـ ــﺪد‬
‫اﳉﺰاء ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﺣﱰام ﻫﺬا اﳌﻘﺘﻀﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ‪.‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﳚ ـ ـﺐ اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻟﺼـ ــﺪد‪ ،‬أن اﳌﺸـ ــﺮع أﺿـ ــﺎع ﻓﺮﺻـ ــﺔ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ﲟﻨﺎﺳـ ــﺒﺔ إﺻـ ــﺪار‬
‫ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﳊﺴ ـ ـ ــﻢ اﻟﺘﻀ ـ ـ ــﺎرب واﻟﻐﻤ ـ ـ ــﻮض اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻌ ـ ـ ــﱰي ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص‪،‬‬
‫اﻟﺸﻲء اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺪة وآﺛﺎر ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫ﺳﻨﻘﺴـ ـ ــﻢ ﻫـ ـ ــﺬا اﶈـ ـ ــﻮر ﻟﻌﻨﺼ ـ ـ ـﺮﻳﻦ ﺳـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ اﻷول ﻣـ ـ ــﺪة ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ـ ـﲔ‬
‫ﺳﻨﺨﺼﺺ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﱐ ﻟﻶﺛﺎر اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻣﺪة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫ﺣ ـ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 79‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺪة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ أن ﻻ ﺗﻘ ـ ـ ــﻞ ﻋـ ـ ــﻦ ﲬﺴ ـ ـ ــﺔ ﻋﺸ ـ ـ ــﺮ ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ )‪ (15‬ﻛﺤ ـ ـ ــﺪ أدﱏ وﲬﺴ ـ ـ ــﺔ ﻋﺸـ ـ ــﺮ ﺷ ـ ـ ــﻬﺮا )‪ (15‬ﻛﺤ ـ ـ ــﺪ‬
‫أﻗﺼ ـ ــﻰ ورﺑ ـ ــﻂ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺪة ﺑﺄﳘﻴ ـ ــﺔ ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ أداؤﻫ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺴﻠﻄﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺪة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ داﺧﻞ اﳌﺪة اﳌﻘﺮرة ﻛﺎﻵﰐ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣ ـ ــﻦ ‪ 15‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ إﱃ ‪ 21‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻌ ـ ــﺎدل أو ﻳﻔ ـ ــﻮق ﻣﺒﻠﻐﻬ ـ ــﺎ ﲦﺎﻧﻴ ـ ــﺔ آﻻف‬
‫درﻫﻢ )‪ (8.000‬وﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ أﻟﻒ درﻫﻢ )‪(20.000‬؛‬
‫‪ -‬ﻣ ــﻦ ﺷ ــﻬﺮ إﱃ ﺷ ــﻬﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠ ــﺪﻳﻮن اﻟ ــﱵ ﻳﻌ ــﺎدل أو ﻳﻔ ــﻮق ﻣﺒﻠﻐﻬ ــﺎ ﻋﺸ ـ ـﺮﻳﻦ أﻟ ــﻒ درﻫ ــﻢ‬
‫)‪ (20.000‬وﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﲬﺴﲔ أﻟﻒ درﻫﻢ )‪(50.000‬؛‬

‫‪ -715‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪254‬‬
‫‪ -‬ﻣ ــﻦ ﺛﻼﺛ ــﺔ أﺷ ــﻬﺮ إﱃ ﲬﺴ ــﺔ أﺷ ــﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠ ــﺪﻳﻮن اﻟ ــﱵ ﻳﻌ ــﺎدل أو ﻳﻔ ــﻮق ﻣﺒﻠﻐﻬ ــﺎ ﲬﺴ ــﲔ‬
‫أﻟﻒ درﻫﻢ )‪ (50.000‬وﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺎﺋﱵ أﻟﻒ )‪(200.000‬؛‬
‫‪ -‬ﻣـ ــﻦ ﺳـ ــﺘﺔ أﺷـ ــﻬﺮ إﱃ ﺗﺴـ ــﻌﺔ أﺷـ ــﻬﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠـ ــﺪﻳﻮن اﻟـ ــﱵ ﻳﻌـ ــﺎدل أو ﻳﻔـ ــﻮق ﻣﺒﻠﻐﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﺎﺋﱵ‬
‫أﻟﻒ درﻫﻢ )‪ (200.000‬وﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ )‪(1.000.000‬؛‬
‫‪ -‬ﻣـ ــﻦ ﻋﺸـ ــﺮة أﺷـ ــﻬﺮ إﱃ ﲬﺴـ ــﺔ ﻋﺸـ ــﺮ ﺷـ ــﻬﺮا ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠـ ــﺪﻳﻮن اﻟـ ــﱵ ﻳﻌـ ــﺎدل أو ﻳﻔـ ــﻮق ﻣﺒﻠﻐﻬـ ــﺎ‬
‫ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ )‪.(1.000.000‬‬
‫‪ -2‬آﺛﺎر اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‬
‫إن اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻠﻒ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﻫ ـ ــﻮ وﺳ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻺﺟﺒ ـ ــﺎر وﻟ ـ ــﻴﺲ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬا ﰲ ﺣ ـ ــﺪ ذاﺗ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﲝﻴ ـ ــﺚ إن اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﳛ ـ ــﻮل إﱃ ﻋﻘﻮﺑ ـ ــﺔ ﺣﺒﺴ ـ ــﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻣﺘﻨ ـ ــﺎع اﶈﻜ ـ ــﻮم ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻮﻓ ـ ــﺎء‬
‫ﺑـ ــﻪ‪ ،716‬ﻟـ ــﺬا ﻓـ ــﺈن ﺣـ ــﺒﺲ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﰲ إﻃـ ــﺎر ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ ﻻ ﻳﻌﻔﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ أداء اﻟـ ــﺪﻳﻦ ﺑـ ــﻞ ﻳﺒﻘـ ــﻰ‬
‫ﻣﻠﺘﺰﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﻪ وﻋﺎﻟﻘ ـ ــﺎ ﺑﺬﻣﺘ ـ ــﻪ‪ 717‬ﻣﺴ ـ ــﺘﺤﻘﺎ وﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء ﺑﺸ ـ ــﺄن ﲢﺼ ـ ــﻴﻠﻪ إﱃ ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أﻣﻮاﻟـ ــﻪ إذا ﻣ ـ ــﺎ ﻃ ـ ـﺮأ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺎﻟﺘ ـ ــﻪ اﳌﺎدﻳـ ــﺔ‪ .718‬إﻻ أﻧـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﺣـ ــﺒﺲ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣـ ــﻦ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺪﻳﻦ‪ .719‬ﺑﻞ ﻓﻘﻂ ﳝﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻷﺧﺮى‪.720‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻣ ـ ــﻦ وراء إﻗ ـ ـﺮار اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻺﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻫ ـ ــﻮ‬
‫اﻟﻀ ــﻐﻂ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌ ــﺪﻳﻦ وﲪﻠـ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻮﻓـ ــﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ﲢﻘ ــﻖ اﻟﻐﺎﻳـ ــﺔ ﻳ ــﺆدي ﺑﻘـ ــﻮة اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‬
‫إﱃ إ‪‬ـ ــﺎء اﳊـ ــﺒﺲ واﻹﻓ ـ ـﺮاج ﻋﻠـ ــﻰ اﳌـ ــﺪﻳﻦ‪ .721‬إﻻ أﻧـ ــﻪ ﻗـ ــﺪ ﳜﺘﻠـ ــﻒ ﺑـ ــﲔ ﺣـ ــﺎﻟﱵ اﻹﻳﻘـ ــﺎف اﻟﻜﻠـ ــﻲ ﻟﻺﻛ ـ ـﺮاﻩ‬

‫‪ -716‬ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﱰاب‪ :‬ﻧﻈﺎم اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻺﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﺴﻄﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1997‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -717‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -718‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪ -719‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 83‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ " :‬ﻻ ﻳﺴﻘﻂ اﻟﺪﻳﻦ ﲝﺒﺲ اﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﳊﺎﻟﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ"‪.‬‬
‫‪ -720‬ﻣﻊ اﺳﺘﺜﻨﺎء اﳊﺎﻟﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 82‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ -721‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪255‬‬
‫اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ أداء اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺄﻛﻤﻠ ـ ــﻪ‪ ،‬واﻹﻳﻘ ـ ــﺎف اﳉﺰﺋ ـ ــﻲ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑ ـ ــﺔ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ اﻷداء اﳉﺰﺋ ـ ــﻲ وﻓ ـ ــﻖ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط‪.722‬‬
‫أ‪ -‬اﻷداء اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻻ ﳛﺘـ ــﺎج اﻹﻓ ـ ـﺮاج ﻋـ ــﻦ اﳌـ ــﺪﻳﻦ إﱃ ﻣﻮاﻓﻘـ ــﺔ اﶈﺎﺳـ ــﺐ‪ ،‬ﺑـ ــﻞ ﳝﻜـ ــﻦ أن ﻳـ ــﺘﻢ ذﻟـ ــﻚ‬
‫ﻓﻘ ــﻂ ﺑـ ــﺄﻣﺮ ﻣ ــﻦ وﻛﻴـ ــﻞ اﳌﻠ ــﻚ ﺑﻌـ ــﺪ إﺛﺒ ــﺎت اﻧﻘﻀـ ــﺎء اﻟ ــﺪﻳﻦ ‪ -‬أﺻـ ــﻞ اﻟ ــﺪﻳﻦ وﲨﻴـ ــﻊ ﻣ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣـ ــﻦ‬
‫زﻳ ـ ـ ــﺎدات وذﻋ ـ ـ ــﺎﺋﺮ وﻣﺼ ـ ـ ــﺎرﻳﻒ ‪ ،723-‬وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ .‬وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 81‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬وﻳﻔ ـ ــﺮج ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪﻳﻦ اﳌﻌﺘﻘﻞ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ وﻛﻴﻞ اﳌﻠﻚ‪ ،‬ﺑﻌﺪ إﺛﺒﺎت اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪﻳﻮن‪."...‬‬
‫ب‪ -‬اﻷداء اﳉﺰﺋﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻳـ ــﺘﻢ اﻹﻓ ـ ـﺮاج ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف وﻛﻴـ ــﻞ اﳌﻠـ ــﻚ ﺑﻄﻠـ ــﺐ وﻣﻮاﻓﻘـ ــﺔ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟـ ــﺬي ﺳـ ــﺒﻖ‬
‫أن ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻻﻋﺘﻘ ـ ــﺎل‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﻣﻮاﻓﻘ ـ ــﺔ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ وﺗﻘﺪﳝ ـ ــﻪ ﻟﻄﻠ ـ ــﺐ اﻹﻓـ ـ ـﺮاج ﻻ ﺗ ـ ــﺘﻢ إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﺣـ ـ ـﱰام ﻋ ـ ــﺪة‬
‫ﺷﺮوط‪:724‬‬
‫‪ -‬أداء ﻗﺴﻂ ﻳﻌﺎدل ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻧﺼﻒ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒﺔ‪725‬؛‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻬﺪ اﳌﺪﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺒﺎﻗﻲ داﺧﻞ أﺟﻞ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ‪726‬؛‬

‫‪ -722‬اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 81‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -723‬ﻳﺮى أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ وﰲ إﻃﺎر ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻨﲔ ﺣﺴﲏ اﻟﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﳌﺸﺮع اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ أن أﺻﻞ‬
‫اﻟﺪﻳﻦ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ إ‪‬ﺎء اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺗﻮاﺑﻊ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﳝﻜﻦ إﺟﺮاء ﺑﺎﻗﻲ اﳌﺘﺎﺑﻌﺎت ﺑﺸﺄ‪‬ﺎ ﻣﺎ داﻣﺖ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺒﻠﻎ ‪8000‬‬
‫درﻫﻢ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻮق ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ ﳝﻜﻦ ﻣﻨﺢ اﳌﺪﻳﻦ ﻣﻬﻠﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺴﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ اﻹﻓﺮاج ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻧﺸﺎﻃﻪ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﳌﺎﱄ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﱪﺋﺔ ذﻣﺘﻪ ﲡﺎﻩ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﰲ ﺣﻘﻬﻢ اﻓﺘﻌﺎل اﻟﻌﺴﺮ‪،‬‬
‫أو ﻋﺮﻗﻠﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫ص ‪.268‬‬
‫‪ -724‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 81‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -725‬ﲡﺪر اﻹﺷﺎرة إﱃ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻻ ﻳﺮاﻋﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺪﻳﻦ وﻣﺒﻠﻐﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮق اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -726‬ﳝﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺸﺮط ﺑﻮاﺑﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﳌﺪﻳﻦ اﳌﻌﺘﻘﻞ ﻓﺎﻟﺘﻌﻬﺪ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻳﻘﻴﺪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﶈﺎﺳﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﰲ ﻗﺒﻮل‬
‫اﻟﺘﻌﻬﺪات اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ أو اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻐﲑ‪.‬‬
‫‪256‬‬
 ‫‪ -‬ﺗﻘﺪﱘ ﺿﻤﺎﻧﺎت اﻷداء وﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 118‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪.727‬‬
‫ﻳﻄ ـ ـ ـ ــﺮح إﺷ ـ ـ ـ ــﻜﺎل ﻣﻬ ـ ـ ـ ــﻢ وﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷداء اﳉﺰﺋ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ دوﳕ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ــﻮﻓﺮ اﳌ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻞ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷداء اﳉﺰﺋ ـ ــﻲ ﻟﻠ ـ ــﺪﻳﻦ اﻹﻧﻘ ـ ــﺎص ﻣ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﺪة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ اﶈ ـ ــﺪدة‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﲝﺴﺐ اﳌﺒﺎﻟﻎ ﻣﺆداة؟‬
‫اﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ وﻻ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳉﻨﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﻌﺮﺿ ـ ــﺎ ﳍ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺴـ ــﺄﻟﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧـ ــﻪ ﻻ وﺟ ـ ــﻮد ﳌـ ــﺎﻧﻊ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒـ ــﲏ اﲡـ ــﺎﻩ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻣﻜـ ــﺮر ﻣ ـ ــﻦ ﻇﻬـ ــﲑ ‪ 6‬ﻣ ـ ــﺎرس ‪،7281961‬‬
‫اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ ﺑﻮﺟ ـ ـ ــﻮب ﲣﻔـ ـ ــﻴﺾ اﳌ ـ ـ ــﺪة اﻟـ ـ ــﱵ ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ ﻗﻀـ ـ ــﺎؤﻫﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺴـ ـ ــﺠﻦ إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺪة اﳌﻘـ ـ ــﺮرة ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﻌﺎدﻟـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺒﻠ ـ ـ ــﻎ اﻟﺒـ ـ ـ ــﺎﻗﻲ دون أداء‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﺎ دام أن ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻻﲡ ـ ـ ــﺎﻩ ﺳـ ـ ـ ــﻴﺤﻘﻖ ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻜـ ـ ـ ــﺮﻫﲔ‬
‫ﺑﺸ ــﻜﻞ ﳚﻌ ــﻞ أﺛ ــﺮ اﻟﻀ ــﻐﻂ ﻋﻠ ــﻰ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻳـ ـﻮازي اﳌﺒﻠ ــﻎ اﻟﻐ ــﲑ اﳌ ــﺪﻓﻮع‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أن ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄن ذﻟ ــﻚ ﺣ ــﺚ‬
‫اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷداء اﳉﺰﺋـ ــﻲ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ــﺔ أوﻟﺌـ ــﻚ اﻟـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺘـ ــﻮﻓﺮون ﻋﻠـ ــﻰ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت أو ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺼـ ــﻒ اﳌﺒـ ــﺎﻟﻎ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 81‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﲣ ـ ــﻮﳍﻢ وﻗ ـ ــﻒ ﻣﻔﻌ ـ ــﻮل‬
‫اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ اﲡﺎﻫﻬﻢ‪.729‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ اﻛﺘﻔ ـ ــﻰ ﰲ ﻣ ـ ــﻨﺢ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ وﺿ ـ ــﻊ‬
‫ﺣـ ــﺪ ﻟﻺﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ إﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﺄداء اﻟـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺄﻛﻤﻠـ ــﻪ‪ ،‬أو ﺗﻘـ ــﺪﱘ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻛﺎﻓﻴـ ــﺔ وﻣﻘﺒﻮﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ‬
‫اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.730‬‬

‫وﻣﺎ ﲡﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ أن ﻣﺪة ‪ 3‬أﺷﻬﺮ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﺒﺎﻗﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﲣﺪم ﻣﺼﻠﺤﺔ اﳌﺪﻳﻦ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﺮاﻋﻲ ﻇﺮوﻓﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ وﲰﻌﺘﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﱵ ﻣﺴﺖ‪.‬‬
‫‪ -727‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 118‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -728‬ﻳﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 30‬ﻣﻜﺮر ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 6‬ﻣﺎرس ‪ 1961‬اﶈﺪث ﻟﻺﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﰲ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬إذا ﻛﺎن اﻷداء ﺟﺰﺋﻴﺎ‬
‫ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺪﻋﻲ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ أن ﻳﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء إﺟﺮاء اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻣﺪة اﻟﺴﺠﻦ اﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﻗﻀﺎءﻫﺎ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﰲ ﲨﻴﻊ‬
‫اﻷﺣﻮال إﱃ اﳌﺪة اﳌﻘﺮرة ﲞﺼﻮص اﻟﺪﻳﻮن اﳌﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠﻤﺒﻠﻎ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﺪون أداء"‪.‬‬
‫‪ -729‬ﳏﻤﺪ اﳍﻴﲏ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ ﰲ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة )ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،(15/97‬ﳎﻠﺔ اﶈﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﺪد ‪ ،88‬ﻣﺎي‪-‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،2001‬ص ‪.71‬‬
‫‪730‬‬
‫‪- Karim SID AHMED: Droit fondamentaux du contribuable et procédures fiscales, Tome 1,‬‬
‫‪les droits d’origine non procédurale du contribuable, l’Harmattan, 2007, p 290.‬‬
‫‪257‬‬
‫وﳑ ــﺎ ﲡ ــﺪر اﻹﺷ ــﺎرة إﻟﻴ ــﻪ ﰲ ﺧﺘ ــﺎم اﳊ ــﺪﻳﺚ ﻋ ــﻦ آﺛ ــﺎر ﺗﻄﺒﻴ ــﻖ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ــﺪﱐ‪ ،‬أن ﻫ ــﺬا اﻷﺧ ــﲑ‬
‫ﳜﺘﻠ ـ ــﻒ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑ ـ ــﺎت اﳊﺒﺴ ـ ــﻴﺔ اﻷﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬إذ ﻟ ـ ــﻴﺲ ﻟ ـ ــﻪ ﻧﻔ ـ ــﺲ أﺛ ـ ــﺮ اﳉ ـ ــﻨﺢ واﳉﻨﺎﻳ ـ ــﺎت وﻻ ﺗ ـ ــﺄﺛﲑ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺴﺠﻞ اﻟﻌﺪﱄ ﻟﻠﻤﻜﺮﻩ‪.731‬‬
‫‪@@@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄a@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻌـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﲔ اﻣﺘﻴـ ـ ــﺎزات اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري ﲣﻮﻳـ ـ ــﻞ اﻹدارة ﰲ ﺣـ ـ ــﺎﻻت ﳏـ ـ ــﺪدة ﺣـ ـ ــﻖ اﻗﺘﻀـ ـ ــﺎء‬
‫ﺣﻘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﻨﻔﺴ ـ ـ ــﻬﺎ دوﳕ ـ ـ ــﺎ ﺣﺎﺟ ـ ـ ــﺔ إﱃ ﻣﺮاﺟﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء‪ ،732‬وﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫أﺳ ـ ــﻄﻊ ﻣﺜ ـ ــﺎل ﻻﻣﺘﻴ ـ ــﺎزات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮ اﳌﺘﺎﺣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ وأﳒ ـ ــﻊ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻳﻔ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﺎﳌﺮدودﻳﺔ اﻟﻘﺼﻮى واﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﰲ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.733‬‬
‫وﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﻣﺘ ـ ــﺪادا ﺗﺎرﳜﻴ ـ ــﺎ ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟ ـ ـ ـﱵ‬
‫ﻋﺮﻓﻬ ـ ــﺎ اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ ﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﲤﻴ ـ ــﺰت ﺑﻄﺎﺑﻌﻬ ـ ــﺎ اﳉﺎﻣ ـ ــﺪ واﻟﻼإﻧﺴ ـ ــﺎﱐ‪،‬‬
‫واﻟـ ـ ــﺬي ﱂ ﻳﻌـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ــﺘﻼءم وﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ اﻟﺘﻄـ ـ ــﻮرات واﻹﺻـ ـ ــﻼﺣﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬـ ـ ــﺎ اﳌﻨﻈﻮﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺗﻠ ــﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﲟﺠ ــﺎل اﻷﻋﻤ ــﺎل ﺑﺒﻼدﻧ ــﺎ ﲟ ــﺎ ﻳﻀ ــﻤﻦ اﳌﺮدودﻳ ــﺔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﻻﲡ ــﺎﻩ ﳓ ــﻮ‬
‫إﻋ ـ ـ ــﺎدة ﺗﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻀ ـ ـ ــﻤﻦ اﳊﻤﺎﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟﻼزﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﻋﻤﻮﻣ ـ ـ ــﺎ واﻷﻏﻴ ـ ـ ــﺎر اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ‬
‫ﻷﻣﻮاﳍﻢ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص‪.734‬‬
‫وﺗﺮﺗﻴﺒ ـ ــﺎ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﺗﻨ ـ ــﺎول ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻔ ـ ــﺮع ﰲ ﴰﻮﻟﻴﺘ ـ ــﻪ ﺗﻘﺘﻀ ـ ــﻲ اﻟﺪﻗ ـ ــﺔ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣﻔﻬ ـ ــﻮم ﻣﺆﺳﺴ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ وﻃﺒﻴﻌﺘـ ــﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ )اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻷوﱃ( ﻗﺒـ ــﻞ اﳊـ ــﺪﻳﺚ ﻋـ ــﻦ اﻟﺸـ ــﺮوط اﻟﻼزﻣـ ــﺔ ﻟﺼـ ــﺤﺔ‬
‫ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬

‫‪ -731‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن اﺑﻠﻴﻼ ورﺣﻴﻢ اﻟﻄﻮر‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﳌﺪوﻧﺔ اﳉﺪﻳﺪة )ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،(15-97‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -732‬اﻟﻄﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﺮادة‪ :‬ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷﺣﻜﺎم اﻹدارﻳﺔ واﳊﻘﻮق اﻟﱵ ﲢﺠﺰ ﻻﻗﺘﻀﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2003‬ص‬
‫‪ 403‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -733‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪734‬‬
‫‪- Stéphane RAZEK: La pratique du contentieux de l’avis à tiers détenteur, LITEC, 2001, p 3.‬‬
‫‪258‬‬
 ‫‪@@òîãìãbÔÛa@énÈîj ë@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄a@òîçbß@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗﺘﺤ ـ ــﺪد أﳘﻴ ـ ــﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﰲ ﻛﻮﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑﺎﻟﺒﺴ ـ ــﺎﻃﺔ وﺧﻠ ـ ــﻮﻩ ﻣ ـ ــﻦ أي ﺗﻌﻘﻴ ـ ــﺪات‬
‫ﻣﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ‪ ،‬وﻛـ ــﺬا اﻧﻔ ـ ـﺮادﻩ ﺑﺎﻟﺴـ ــﺮﻋﺔ اﻟﻘﻴﺎﺳـ ــﻴﺔ واﳌﺒﺎﻏﺘـ ــﺔ‪ .735‬ﳍـ ــﺬا ﺳـ ــﻨﻌﻤﻞ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻔﻘـ ــﺮة ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺪﻟﻮل اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ )أوﻻ(‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺪﻟﻮل اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‬
‫أﺣـ ـ ــﺪﺛﺖ ﻣﺆﺳﺴـ ـ ــﺔ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﲟﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ أﺣﻜـ ـ ــﺎم اﳌ ـ ـ ـﻮاد ﻣـ ـ ــﻦ ‪ 100‬إﱃ ‪ 104‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﻛـ ــﺈﺟﺮاء ﳝﻜـ ــﻦ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ ﺳـ ــﻠﻜﻪ ﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص دﻳـ ــﻦ ﻣﺒـ ــﲏ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬي‪.736‬‬
‫وﺑﺎﳌﻘﺎﺑـ ــﻞ ﻓﻘـ ــﺪ ﻏﻴـ ــﺐ اﻟـ ــﻨﺺ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳉﺎﻧـ ــﺐ اﳌ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑـ ــﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ‪ ،‬ﻟﻴﺒﻘـ ــﻰ ﻣـ ــﻊ ﻫـ ــﺬا اﻟﻐﻤ ـ ــﻮض‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻜﺎل اﳌﻔﻬ ـ ــﻮﻣﻲ ﻗﺎﺋﻤ ـ ــﺎ وﺟﻠﻴ ـ ــﺎ وﺗﺎرﻛ ـ ــﺎ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻟﻠﻘﻀ ـ ــﺎء وﻓﻘ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﻋﺮﻓﺘ ـ ــﻪ دورﻳ ـ ــﺔ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ـ ــﺔ‪ " :‬ﺑﺄﻧـ ـ ــﻪ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة ﺗﺴـ ـ ــﻤﺢ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺘﻌﺮض ﺑـ ـ ــﲔ ﻳـ ـ ــﺪي اﻟﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺒـ ـ ــﺎﻟﻎ ﲢﻈـ ـ ــﻰ‬
‫ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز اﳋﺰﻳﻨﺔ وﺗﻌﻮد ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ"‪.737‬‬
‫وﻗـ ــﺪ ﻋﺮﻓـ ــﻪ اﻟـ ــﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧـ ــﻪ‪ " :‬إﺟ ـ ـﺮاء ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬي اﺳـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻤﺘـ ــﻊ ﺑﺼـ ــﻔﺔ ﺣﻜـ ــﻢ ﺑﺎﻟﺘﺼـ ــﺪﻳﻖ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺣﺠـ ــﺰ ﻣـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ ﻟـ ــﺪى اﻟﻐـ ــﲑ ﺣـ ــﺎﺋﺰ ﻟﻘـ ــﻮة اﻟﺸـ ــﻲء اﳌﻘﻀـ ــﻲ ﺑـ ــﻪ‪ ،‬ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻏﻴـ ــﺎر اﳊـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻪ ﺗﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻷﻣـ ـ ـ ـﻮال اﻟ ـ ـ ــﱵ ﳛﻮزو‪ ‬ـ ـ ــﺎ أو ﻳ ـ ـ ــﺪﻳﻨﻮن ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻮﻣﻲ ﻓ ـ ـ ــﻮرا‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم واﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ واﳌﺘﻤﺘﻌ ـ ــﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴ ـ ــﺎز اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﰲ ﺣ ـ ــﺪود ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ‬

‫‪ -735‬وﻳﺮى أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أن اﳌﺸﺮع ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﳍﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬ﺗﻨﺎزل ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﳌﺒﺎدئ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ‬
‫اﳌﻠﺰم واﻹدارة‪ ،‬إذ أﻧﻪ رﻏﻢ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة ﰲ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬إﻻ أ‪‬ﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻨﺼﺮ اﳌﺒﺎﻏﺘﺔ‪ ،‬ﲝﻴﺚ ﻻ ﺗﱰك ﻟﻠﻤﻠﺰم‬
‫اﻟﻔﺮﺻﺔ ﰲ أن ﻳﺒﺪي وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺪ ‪‬ﺪد ﻣﺼﺎﳊﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺼﲑي ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻢ اﳊﺠﺰ ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﻪ وﲡﺮﻳﺪﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺠﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫وذﻟﻚ ﻣﻦ دون أن ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻹﻧﺼﺎف اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫ﻣﻘﺎل ﳋﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﲤﺰل‪ ،‬ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ وإﺷﻜﺎﻻ‪‬ﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮر ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‬
‫‪ ،www.intranet.tgr.gov.ma‬ص‪.12‬‬
‫‪ -736‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪737‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 124.‬‬
‫‪259‬‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﺗﺮﺗﻴ ـ ــﺐ ﻣﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ اﻟﺘﻀ ـ ــﺎﻣﻨﻴﺔ ﺿ ـ ــﻤﻦ اﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ واﳊ ـ ــﺪود اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻨﻈﻤﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن"‪.738‬‬
‫وﻗـ ـ ــﺪ ذﻫـ ـ ــﺐ ﺟﺎﻧـ ـ ــﺐ آﺧ ـ ـ ــﺮ إﱃ اﻟﻘـ ـ ــﻮل ﺑﻜﻮﻧـ ـ ــﻪ‪" :‬ذﻟـ ـ ــﻚ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬي واﳌﺒﺎﺷـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻮﻣﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺧ ـ ـ ــﻼف اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﻔﻈﻴ ـ ـ ــﺔ وإﺟـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ اﻷﺧ ــﺮى اﻟ ــﱵ ﻏﺎﻟﺒ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن اﻟﻘﺼ ــﺪ ﻣﻨﻬ ــﺎ ﲢﺼ ــﲔ اﻟ ــﺪﻳﻦ ﻣ ــﺎ ﱂ ﻳﺘ ــﺄت ﲢﺼ ــﻴﻠﻪ"‪ .739‬وﰲ‬
‫ﺗﻌﺮﻳ ـ ــﻒ آﺧ ـ ــﺮ أﻛﺜ ـ ــﺮ دﻗ ـ ــﺔ ﺟـ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺑﻜﻮﻧ ـ ــﻪ‪" :‬ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ــﺬي ﺗ ــﺘﻢ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ ﻋ ــﱪ ﻃﻠ ــﺐ ﻣﻮﺟ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﶈﺎﺳ ــﺐ اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ ﻋﻠ ــﻰ أﺣ ــﺪ اﻷﻏﻴ ــﺎر‬
‫اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ أو اﳌ ـ ـ ــﻮدع ﻟـ ـ ــﺪﻳﻬﻢ )اﳌ ـ ـ ــﻮﺛﻘﲔ واﶈـ ـ ــﺎﻣﲔ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ إﺷ ـ ـ ـﺮاﻓﻬﻢ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﺑ ـ ـ ـﺮام ﻋﻘـ ـ ــﻮد ﺗﻔﻮﻳ ـ ـ ــﺖ أﻣ ـ ـ ــﻼك‬
‫ﳊﺴـ ـ ــﺎب اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ واﳌﺼـ ـ ــﻔﲔ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﲔ واﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﲔ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻴﲔ ورؤﺳـ ـ ــﺎء ﻛﺘﺎﺑـ ـ ــﺎت اﻟﻀـ ـ ــﺒﻂ واﳌﻜـ ـ ــﱰﻳﻦ‬
‫واﳌﺆﺳﺴـ ـ ــﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴـ ـ ــﺔ وأرﺑـ ـ ــﺎب اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﳜـ ـ ــﺺ اﻹﻳ ـ ـ ـﺮادات اﳌﺴـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻟـ ـ ــﺪﻳﻬﻢ(‪ ،‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫أﺟ ـ ــﻞ دﻓ ـ ــﻊ اﻷﻣـ ـ ـﻮال اﻟ ـ ــﱵ ﳛﻮزو‪ ‬ـ ــﺎ واﻟ ـ ــﱵ ﺗﻌ ـ ــﻮد ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰﻣﲔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﱂ ﻳ ـ ــﺆدوا ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺬﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ دﻳﻮن"‪.740‬‬
‫وﻳﺴﺘﺸ ـ ــﻒ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ أن اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﳛ ـ ــﻮل اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻃﺮﻓﺎﻫـ ــﺎ اﻟـ ــﺪاﺋﻦ واﳌـ ــﺪﻳﻦ إﱃ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺛﻼﺛﻴـ ــﺔ‪ 741‬ﺗﻀـ ــﻢ ﻫـ ــﺬﻳﻦ اﻷﺧـ ــﲑﻳﻦ إﱃ ﺟﺎﻧـ ــﺐ اﻟﻐـ ــﲑ‬
‫اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟ ـ ــﺬي ﻟ ـ ــﻪ ﻣﺮﻛ ـ ــﺰ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳ ـ ــﺘﻢ إﻗﺤﺎﻣ ـ ــﻪ ﺑﺈرﺟ ـ ــﺎء اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﺑ ـ ــﲔ ﻳﺪﻳ ـ ــﻪ ﻧﻈـ ـ ـﺮا ﳊﻴﺎزﺗ ـ ــﻪ‬
‫ﻷﻣـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ رﻏ ـ ــﻢ ﻛﻮﻧ ـ ــﻪ ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ اﻟﻐ ـ ــﲑ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻒ ذﻛﺮﻫ ـ ــﺎ ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻧﺘﻔﺎء ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن‪.742‬‬

‫‪ -738‬اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻐﻤﺮي‪ :‬اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ واﳌﻨﺎزﻋﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﱵ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻛﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﲟﻜﻨﺎس ﻳﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺔ اﶈﺎﻣﲔ ﲟﻜﻨﺎس ﻳﻮﻣﻲ ‪ 4‬و‪ 5‬دﺟﻨﱪ ‪ ،2009‬ﻋﺪد ﺧﺎص ‪‬ﻠﱵ‬
‫اﻟﻘﺴﻄﺎس واﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪739‬‬
‫‪- Antoine BROCCA: Le recouvrement de l’impayé : la pratique, la Loi et la jurisprudence,‬‬
‫‪édition DUNOD, 1985, p 171.‬‬
‫‪ -740‬ﺑﺪون ﻛﺎﺗﺐ‪ :‬ﻣﻴﺜﺎق ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻮزارة اﻻﻗﺘﺼﺎد واﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،23‬أﺑﺮﻳﻞ‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.19‬‬
‫‪741‬‬
‫‪- Stéphane RAZEK: La pratique du contentieux de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 10.‬‬
‫‪ -742‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪260‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳌﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر‬
‫إن ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻛﺂﻟﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ‬
‫اﳌﻐـ ــﺮب‪ ،‬ﻳﻌـ ــﺮف اﻟﻜﺜـ ــﲑ ﻣـ ــﻦ اﻟﻐﻤـ ــﻮض‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ أن اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ 743‬اﻟ ـ ــﱵ ﺟ ـ ــﺎءت ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻷول ﻣ ـ ــﺮة ﱂ ﳛ ـ ــﺪد إﻃ ـ ــﺎرا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺎ ﻣﺴ ـ ــﺘﻘﻼ‬
‫وواﺿ ـ ــﺤﺎ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ ،744‬ﺑ ـ ــﻞ ﱂ ﳛ ـ ــﺪد اﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻺﺟ ـ ـﺮاء وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻄ ـ ــﺮح إﺷ ـ ــﻜﺎﻻ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى اﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‪ 745‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﺪﻋﻲ ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘ ـ ــﻪ واﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻤﺮار‬
‫ﳌﻼﻣﺴـ ــﺔ اﻟﻨﻈـ ــﺎم اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳌﺴـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻤﻴـ ــﺰ ﲟﺠﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﳋﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺎت‬
‫ﺳـ ـ ـﻮاء ﺿ ـ ــﻤﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬أو ﺑﻌ ـ ــﺾ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳌﺘﺒﻌ ـ ــﺔ ﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﳋﺼﻮﺻﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳﺸـ ــﻜﻞ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ إﺣـ ــﺪى اﻻﻣﺘﻴـ ــﺎزات "‪ "les privilèges‬اﳊﻘﻴﻘﻴـ ــﺔ ﻟﻠﺴـ ــﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﰲ ا‪ ‬ـ ــﺎل اﳌ ـ ــﺎﱄ‪ ،746‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﳜ ـ ــﻮل ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت اﳌﺨ ـ ــﻮل ﳍ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫دﻳﻮ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬زد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذﻟـ ـ ــﻚ إﻣﻜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻـ ـ ــﻮل إﱃ‬
‫اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴ ــﺎز اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ‪ 747‬ﺑ ــﲔ ﻳ ــﺪي اﻟﻐ ــﲑ‪ ،‬ﺳ ـ ـﻮاء ﻛ ــﺎن داﺋﻨ ــﺎ ﻟﻠﻤ ــﺪﻳﻦ اﻷﺻ ــﻠﻲ أو‬
‫ﳋﻠﻔ ـ ــﻪ اﻟﻌ ـ ــﺎم أو اﳋ ـ ــﺎص‪ ،‬ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ ﻃﻠ ـ ــﺐ "‪ "demande‬ﳍ ـ ــﺬا اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻜﻞ‬
‫إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻳﻠﺰﻣ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮﻳ ـ ــﻞ اﻟﻔ ـ ــﻮري ﻟﻸﻣ ـ ـ ـﻮال اﻟ ـ ــﱵ ﳛﻮزو‪ ‬ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﲔ ﻳﺪﻳ ـ ــﻪ إﱃ‬
‫اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.748‬‬

‫‪ -743‬اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 101‬إﱃ ‪ 104‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -744‬ﻋﺰﻳﺰ ﺑﻮداﱄ‪ :‬ﻣﺪى اﺧﺘﺼﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﳌﺴﺘﻌﺠﻼت ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ اﻟﺬي ﻳﻮﻗﻌﻪ اﻟﻘﺎﺑﺾ أم أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﲟﻨﺎزﻋﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﲣﺮج ﻋﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻﻪ؟‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،3‬ﻣﺎي ‪ ،2003‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -745‬ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﱰاب‪ :‬ﻣﺪى اﳌﻘﺎرﺑﺔ واﳌﻔﺎرﻗﺔ ﺑﲔ اﳊﺠﺰ ﻟﺪى اﻟﻐﲑ واﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪ ،‬اﳌﺨﺘﺼﺮ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺎﻧﻮن‪،‬‬
‫ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2008‬ص ‪.119‬‬
‫‪746‬‬
‫‪- Maurice COZIAN: L’avis à tiers détenteur en matière de privilège du trésor, RTD, COM,‬‬
‫‪1967, p 61.‬‬
‫‪ -747‬اﳌﺎدة ‪ 105‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪748‬‬
‫‪- Michel DOUAY: Le recouvrement de l’impôt, librairie générale de droit et jurisprudence,‬‬
‫‪EJA, 2005, p 86.‬‬
‫‪261‬‬
‫اﻹﺷ ـ ـ ــﻜﺎل اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر ﻫ ـ ـ ــﻮ‪ :‬ﻫ ـ ـ ــﻞ ﻳﻜﺘﺴ ـ ـ ــﻲ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻃﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻨﻔﻴ ــﺬﻳﺎ ﻣﻨ ــﺬ اﻟﺒﺪاﻳـ ــﺔ أم أن ﻟ ــﻪ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ ﲢﻔﻈﻴـ ــﺔ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳ ــﺔ وﻳﻨﺘﻬـ ــﻲ ﺗﻨﻔﻴ ــﺬﻧﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ــﺔ ﻛﻤـ ــﺎ ذﻫ ــﺐ إﻟﻴـ ــﻪ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻷﻏﻴﺎر اﳊﺎﺋﺰﻳﻦ‪.749‬‬
‫ﻻ ﻳﻨ ـ ــﺘﺞ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي أﺛ ـ ــﺮﻩ ﰲ ﻧﻘ ـ ــﻞ ﻣﻠﻜﻴ ـ ــﺔ اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ إﱃ اﻟ ـ ــﺪاﺋﻦ‬
‫اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ ﲟﺠ ــﺮد ﺗﺒﻠﻴﻐ ــﻪ إﱃ اﻟﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﺑ ــﻞ ﻳﺘﻌ ــﲔ اﻧﺘﻈ ــﺎر ﺻ ــﲑورة اﻹﺟ ـ ـﺮاء ‪‬ﺎﺋﻴ ــﺎ‪ ،‬ﲟﻌ ــﲎ أﻧ ــﻪ ﻳﻜ ــﻮن‬
‫ذا ﻃﺒﻴﻌـ ـ ـ ــﺔ ﲢﻔﻈﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎر أﺛـ ـ ـ ــﺮﻩ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﲡﻤﻴـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺒﻠـ ـ ـ ــﻎ وﺑﻘـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺘﺴـ ـ ـ ــﻠﻴﻢ ﻣﺘﻮﻗﻔـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺼـ ـ ـ ــﻴﻐﺔ‬
‫اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ‪.750‬‬
‫وﻳﻜﺘﺴ ـ ــﺐ اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﺻ ـ ــﺒﻐﺘﻪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي‪ ،‬إذا ﱂ ﻳﻌ ـ ــﱰض ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫اﻧﻘﻀ ـ ـ ــﺎء أﺟ ـ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑ ـ ـ ــﺎﻹﺟﺮاء اﳌﻘ ـ ـ ــﺪم ﻟ ـ ـ ــﺪى اﻟﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬دون إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﻋﺘ ـ ــﺪاد ﲟﺠ ـ ــﺮد اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ا‪ ‬ـ ــﺮى ﻟ ـ ــﺪى اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬وﻻ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﻨﺘﺠ ـ ــﺎ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﻷﺛ ـ ــﺮﻩ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﺳ ـ ـ ـﺮﻳﺎن اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻔﻀ ـ ــﻲ إﱃ ‪‬ﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﺎﻣﻼ ﳏ ـ ــﺪدا ﻟﻨﻔ ـ ــﺎذ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء وﺟ ـ ـ ـﻮاز‬
‫اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫وﻳﺼـ ــﲑ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ‪‬ﺎﺋﻴـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻟـ ــﻮ ﱂ ﻳﻘـ ــﺪم اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪،‬‬
‫ﺑﺘﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻌﺎر‪ ،‬أو إذا ﻗﻮﺑﻞ اﻟﺘﻌﺮض ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة أو اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪.751‬‬
‫وﺣﺎﺻ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘ ـ ـ ــﺪم‪ ،‬ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ أن اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي ﻳﻨ ـ ـ ــﺘﺞ أﺛ ـ ـ ــﺮﻩ ﰲ‬
‫ﲡﻤﻴ ـ ــﺪ اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ ﻟ ـ ــﺪى اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ دون ﻧﻘ ـ ــﻞ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬ ـ ــﺎ إﱃ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ إﱃ ﺣ ـ ــﲔ ﺻ ـ ــﲑورة اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫‪‬ﺎﺋﻴ ــﺎ ﲟﻌ ــﲎ أن اﻹﺷ ــﻌﺎر ﰲ ﺑﺪاﻳﺘ ــﻪ ﻳﻨ ــﺰل ﻣﻨﺰﻟ ــﺔ اﳊﺠ ــﺰ ﻟ ــﺪى اﻟﻐ ــﲑ ﰲ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴ ــﺔ اﳌﻐ ــﺮﰊ‪،‬‬
‫اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﲢﻔﻈﻴﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﺪر ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺑﺎﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.752‬‬

‫‪ -749‬ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أن اﻷﺑﻨﺎك ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻀﺮورة إﺧﺒﺎر زﺑﻮ‪‬ﺎ ﺑﺎﻹﺟﺮاء ﻣﻊ ﻣﻨﺤﻪ أﺟﻞ ‪ 8‬أﻳﺎم ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻗﺒﻞ أن‬
‫ﺗﺒﺎﺷﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻏﲑ أن ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻻ ﻳﺼﻤﺪ أﻣﺎم ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ اﻟﻔﻮري اﻟﱵ ﺗﻘﻴﻢ ﺑﲔ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻺﺟﺮاء‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ‬
‫اﻧﺘﻔﺎء أي أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﺗﺴﻮﻳﻎ أﺟﻞ ‪ 8‬أﻳﺎم اﳌﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫اﻧﻈﺮ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪750‬‬
‫‪- M. bachir YELLES CHAOUCHE: La pratique de l’avis à tiers détenteur, Revue entreprise‬‬
‫‪et commerce, 2005, p 106.‬‬
‫‪751‬‬
‫‪- M. Bachir YELLES CHADUCHE: La pratique de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 106.‬‬
‫‪ -752‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪262‬‬
‫وﻋﻨـ ـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﺸـ ـ ـ ــﺮط اﻟﻨﻬﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻳﺮﻗـ ـ ـ ــﻰ اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر إﱃ درﺟـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺴـ ـ ـ ــﺎوﻳﺔ ﰲ ﻗﻴﻤﺘـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﳌ ــﺎ ﻳﺘﻤﺘ ــﻊ ﺑ ــﻪ اﳊﺠ ــﺰ ﻟ ــﺪى اﻟﻐ ــﲑ اﳌﺼ ــﺎدق ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻗ ــﻮة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ وﻣ ــﺎ ﻳﻨ ــﺘﺞ ﻋﻨﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ اﻧﺘﻘ ــﺎل‬
‫ﻣﻠﻜﻴﺔ اﳌﺒﻠﻎ إﱃ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.753‬‬
‫وﻳ ـ ــﻨﺠﻢ ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ ﺑﻴﺎ‪ ‬ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣﺆداﻫ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ إذا‬
‫أﺟﺮﻳ ـ ــﺖ ﺣﺠ ـ ــﻮزات إﺿ ـ ــﺎﻓﻴﺔ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻔ ـ ــﱰة اﳌﻤﺘ ـ ــﺪة ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻟﻺﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟ ـ ــﺪى‬
‫ﻧﻔـ ــﺲ اﳊـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻓﻌﻨﺪﺋـ ــﺬ ﺳـ ــﻴﺰاﺣﻢ اﻟـ ــﺪاﺋﻦ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﳊـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﺎﻻﺣﺘﻜـ ــﺎم إﱃ ﻗﻮاﻋـ ــﺪ اﻷوﻟﻴـ ــﺔ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء‪.754‬‬
‫وﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ L262‬ﻣ ـ ــﻦ ﻛﺘ ـ ــﺎب اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ‪ ،755‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺪ ﺟﻌ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ذات ﻃ ـ ــﺎﺑﻊ‬
‫ﺿ ـ ـﺮﻳﱯ ﳏـ ــﺾ‪ ،756‬ﺣﻴـ ــﺚ أﻟـ ــﺰم اﻷﻏﻴـ ــﺎر اﳊـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﻷﻣ ـ ـﻮال اﳌﻠـ ــﺰم ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻟﻐﺮاﻣـ ــﺎت واﻟﻨﻔﻘـ ــﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ‬
‫ﳍ ــﺎ اﳌﺸ ــﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴ ــﺎز اﳋﺰﻳﻨ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺄداﺋﻬ ــﺎ ﻟﻔﺎﺋ ــﺪة اﶈﺎﺳ ــﺐ اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ ﺑﻨ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﻃﻠ ــﺐ ﻳﺒﻠﻐ ــﻪ إﻳ ــﺎﻫﻢ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺷﻜﻞ إﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪.757‬‬
‫وﻳﺘﻤﻴـ ــﺰ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ ﻋـ ــﻦ ﻧﻈـ ــﲑﻩ اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل إﺿـ ــﻔﺎﺋﻪ ﻃـ ــﺎﺑﻊ "اﳊﺠـ ــﺰ ﺑﺎﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ"‬
‫أو "اﳊﺠـ ــﺰ اﻟﺘﺨﺼﻴﺼـ ــﻲ"‪ 758‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﳜـ ــﺺ آﺛـ ــﺎرﻩ‪ ،759‬ﺣﻴـ ــﺚ أﺣـ ــﺎل ﻋﻠـ ــﻰ‬

‫‪753‬‬
‫‪- M. Bachir YELLES CHAOUCHE: la pratique de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 199.‬‬
‫‪ -754‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪755‬‬
‫‪- Article L262 de livre des procédure Fiscale : « les dépositaires, détenteurs ou débiteur de‬‬
‫‪sommes appartenant ou devant revenir aux redevables d’impôts, de pénalités et de frais‬‬
‫‪accessoires dont le recouvrement est garanti par le privilège du trésor, son tenus, sur la demande‬‬
‫‪qui leur en est faite sous forme d’avis à tiers détenteur notifié par le comptable chargé du‬‬
‫‪recouvrement, de verser au lieu et place des redevables, les fonds qu’ils détiennent ou qu’ils‬‬
‫‪doivent à concurrence des impositions dues par ces redevables.‬‬
‫‪Les dispositions du présent article s’appliquent également aux gérant, administrateurs, directeurs‬‬
‫‪ou liquidateurs des sociétés pour les importations dues par celles-ci».‬‬
‫‪756‬‬
‫‪- Francis LEFEBVRE: le contentieux fiscale, op.cit, p 525.‬‬
‫‪ -757‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ -758‬ﳏﻤﺪ أﻣﺮﻛﻲ‪ :‬ﺣﺠﺮ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻟﺪى اﻟﻐﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﶈﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،94‬ﻣﺎي – ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪،2002‬‬
‫ص ‪.113‬‬
‫‪263‬‬
‫ﻗ ــﺎﻧﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ اﳌ ــﺪﱐ‪ ،760‬ﳑ ــﺎ ﻳﺆﻛ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ أن اﳌﺸ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ ﻗ ــﺪ وﺿ ــﻊ إﻃ ــﺎرا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺎ أﻛﺜ ــﺮ وﺿ ــﻮﺣﺎ‬
‫وﻓﻌﺎﻟﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺄﻋﻄﻰ ﺑـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻟﻺﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻃﺎﺑﻌـ ـ ــﺎ ﲢﻔﻈﻴـ ـ ــﺎ‪ 761‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻣﺘـ ـ ــﺪاد اﳌـ ـ ــﺪة اﳌﻤﻨﻮﺣـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﻟﻠﺘﻌ ــﺮض ﻋﻠﻴ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﺳ ــﺘﻮن ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ‪ ،762‬ﰲ ﺣ ــﲔ ﻳﺘﺨ ــﺬ‬
‫ﻃﺎﺑﻌ ـ ــﺎ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬﻳﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻧﺘﻬ ـ ــﺎء ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺪة‪ ،763‬أﻣ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺼ ـ ــﺮي‪ ،‬ﻓﻴﺘﻀ ـ ــﺢ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي‬
‫ﻛ ــﺎن ﺻ ــﺮﳛﺎ ﻣ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ اﻟﻄﺒﻴﻌ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﳌﺴـ ــﻄﺮة ﺣﺠ ــﺰ ﻣ ــﺎ ﻟﻠﻤ ــﺪﻳﻦ ﻟـ ــﺪى اﻟﻐ ــﲑ‪ ،764‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻜـ ــﻮن‬
‫ﳍ ـ ـ ــﺬا اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﻃﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺎ ﲢﻔﻈﻴ ـ ـ ــﺎ ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،765‬وﻳﺘﺤ ـ ـ ــﻮل ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ إﱃ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ‬
‫ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬي ﲟﺠـ ــﺮد إ‪‬ـ ــﺎء اﳌـ ــﺪة اﳌﺨﻮﻟـ ــﺔ ﻟﻠﺠﻬـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﻻﻗﺘﻀـ ــﺎء ﺣﻘﻮﻗﻬـ ــﺎ وﻫـ ــﻲ ﳏـ ــﺪدة ﰲ أرﺑﻌـ ــﲔ ﻳﻮﻣـ ــﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﲟﺤﻀﺮ اﳊﺠﺰ اﻹداري‪.766‬‬
‫وﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬ﳒـ ـ ــﺪ أﻧـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳـ ـ ــﻨﺺ ﺻ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘـ ـ ــﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼـ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـﻮارد ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﲔ اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي واﳌﺼ ـ ـ ــﺮي ﻏﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﻨﺖ ﻗﺎﻋ ـ ـ ــﺪة أن‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ اﻟﻔﻮري ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻎ اﳌﻮﺟﻮدة ﲝﻮزة اﻟﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﻊ ﺗﻜ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة اﻟﺘﺴ ـ ــﻠﻴﻢ‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﺄن اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﻲ ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺮﻓﺔ ﻣﻨ ـ ــﺬ اﻟﺒﺪاﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ﻳﺰﻛ ـ ــﻲ اﻟﻄ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي أن اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﻳﺘﻄﻠ ـ ــﺐ وﺟﻮﺑ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺄن ﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ وﺣﺎل اﻷداء‪.‬‬
‫وﻳﱰﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬي ﻟﻺﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔ ـ ـ ــﻮري ﻟﻠﻤﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ‬
‫اﳌﻮﺟـ ــﻮدة ﲝـ ــﻮزة اﻟﻐـ ــﲑ دون أﺟـ ــﻞ ﰲ ﺣـ ــﺪود ﻣﺒﻠـ ــﻎ اﻟـ ــﺪﻳﻦ وﻳﺘﺤـ ــﻮل ﻣـ ــﺪﻟﻮل اﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔـ ــﻮري أو ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬ‬
‫اﻹﺟﺮاء ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﲔ اﳌﻠﺰم واﻟﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪759‬‬
‫‪- Thierry GINGEMBRE et Anne laure STERIN: Recouvrement des créances, Dalloz, 4ème‬‬
‫‪édition, 1999, p 223.‬‬
‫‪760‬‬
‫‪- Article 43 et 86 de la loi 91-650 du 9 Juillet 1991.‬‬
‫‪761‬‬
‫‪- Bachir YELLES CHAOUCHE: La pratique de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 107.‬‬
‫‪762‬‬
‫‪- Article R281-1 du livre de procédure fiscale.‬‬
‫‪763‬‬
‫‪- Stéphane REZEK: la pratique du contentieux de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 35.‬‬
‫‪ -764‬اﳌﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻣﺴﻄﺮة ﺣﺠﺰ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻟﺪى اﻟﻐﲑ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﺼﺮي اﳋﺎص ﺑﺎﳊﺠﺰ اﻹداري‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻄﺮة‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﰲ اﳌﻐﺮب وﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬
‫‪ -765‬اﳌﺎدة ‪ 33‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري‪.‬‬
‫‪ -766‬اﳌﺎدة ‪ 31‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري‪.‬‬
‫‪264‬‬
‫‪ -1‬إذا ﻛ ــﺎن اﻟﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﳛ ــﻮز أﻣ ـ ـﻮال ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﺑﺼ ــﻔﺔ ﻣ ــﻮدع أو ﻣ ــﺪﻳﻦ ﺑ ــﺪﻳﻦ ﺣ ــﺎل اﻷداء‪ ،‬ﻓ ــﺈن‬
‫اﻟﺘﺴـ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔـ ـ ـ ــﻮري ﻳﺘﺤـ ـ ـ ــﺪد ﻗﻴﺎﺳـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺘـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻘـ ـ ـ ــﺪﱘ اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر‪ ،‬وأي ﺗﻘـ ـ ـ ــﺎﻋﺲ ﰲ اﻻﻣﺘﺜـ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﻟﻺﺟﺮاء ﳚﻌﻞ اﻟﺘﻤﺎﻃﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ؛‬
‫‪ -2‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ إذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻣ ـ ــﺪﻳﻨﺎ ﺑ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﻌﻠ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﺮط‪ ،767‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻟﻸﺟـ ـ ــﻞ‪ 768‬واﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﺘﺘـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ‪ ،769‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔـ ـ ــﻮري ﻳﻨﺒﻐـ ـ ــﻲ أن ﳛﺼـ ـ ــﻞ‬
‫ﻋﻨـ ـ ــﺪ ﲢﻘـ ـ ــﻖ اﻟﺸـ ـ ــﺮط ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠـ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﺸـ ـ ــﺮوط وﻋﻨـ ـ ــﺪ ﺣﻠـ ـ ــﻮل أﺟـ ـ ــﻞ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺤﻘﺎق ﺑﺸـ ـ ــﺄن‬
‫اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﺟﻞ‪.‬‬
‫‪@@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄a@Â늑@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮوط اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ واﳌﻌﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺮة أو اﳌﻮازﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ أﻫ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم‪ ،‬إذ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺻﺤﺔ اﻹﺟﺮاء ﻋﻠﻰ وﺟﻮدﻫﺎ وإﻻ اﻋﺘﱪ ﺑﺎﻃﻼ‪.770‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺸﺮوط اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻺﺷﻌﺎر‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﺮوط ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗ ـ ــﻮﻓﲑ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺧ ــﻼل اﺷ ـ ـﱰاط أن ﻳﻜـ ــﻮن اﻟ ــﺪﻳﻦ ﺣـ ــﺎﻻ وﳏﻘﻘ ــﺎ ﻣﺘـ ــﻮﻓﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﺳـ ــﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴ ــﺬي إﱃ ﺟﺎﻧـ ــﺐ ﻣﺮاﻋ ــﺎة ﻋﻨﺼـ ــﺮ‬
‫اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﺨﻼص‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻗﻴﺎم دﻳﻦ ﺣﺎل اﻷداء ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬي‬
‫ﲝﻜـ ــﻢ اﻛﺘﺴـ ــﺎء اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻄﺒﻴﻌـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ــﺔ وﻋـ ــﺪم ﺟ ـ ـﻮاز إﻋﻤﺎﻟـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ وﺟـ ــﻪ ﺗـ ــﺪﺑﲑ اﻟﻀـ ــﻤﺎن‬
‫ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺒﺪاﻫ ـ ــﺔ ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﳏ ـ ــﻞ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر دﻳﻨ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺎل اﻷداء وﻣﺒﻨﻴ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬي‪،771‬‬

‫‪767‬‬
‫‪- Les créances conditionnelles.‬‬
‫‪768‬‬
‫‪- Les créances à terme.‬‬
‫‪769‬‬
‫‪- Les créances à exécution successive.‬‬
‫‪ -770‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -771‬ﻳﻌﺮف اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي "ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻋﻤﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺷﻜﻠﻴﺎ وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻫﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺣﻖ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ"‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺼﻘﻠﻲ‪:‬‬
‫ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺴﻨﺪ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ اﳉﱪي ﰲ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﳌﺼﺮي"‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻹﺷﻌﺎع‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،27‬ص ‪.54‬‬
‫‪265‬‬
‫وﻋﻨ ـ ــﺪ ﺗﻌ ـ ــﺪد اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﳌﺨ ـ ــﺎﻃﺒﲔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻮاﺣ ـ ــﺪ ﻳﺸ ـ ــﱰط أن ﻳﺼ ـ ــﺪر اﻟﺴ ـ ــﻨﺪ ﰲ ﻣـ ـ ـﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ ﻛﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ‪ ،‬اﻟﻜﻔﻴﻞ واﳌﺪﻳﻦ اﳌﺘﻀﺎﻣﻦ‪.772‬‬
‫وﻣﻔ ـ ـ ــﺎد ذﻟ ـ ـ ــﻚ أن اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌ ـ ـ ـﺮاد اﻗﺘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻪ ﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ــﻲ أن ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن دﻳﻨ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ــﺎﻻ وﻟ ـ ـ ــﻴﺲ ﻣﺸ ـ ـ ــﺮوﻃﺎ أو‬
‫ﳏﺘﻤﻼ ﻣﻊ ارﺗﻜﺎزﻩ إﱃ ﺳﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬي ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﺒ ـ ـ ــﺎب اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻘﻮة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن‬
‫اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 10‬ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن أواﻣـ ـ ــﺮ اﳌـ ـ ــﺪاﺧﻴﻞ ﺗـ ـ ــﺬﻳﻞ ﺑﺎﻟﺼـ ـ ــﻴﻐﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ــﺔ وذﻟـ ـ ــﻚ ﻟﺘﻤﺘﻴﻌﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻄـ ـ ــﺎﺑﻌﲔ‬
‫اﻵﻣـ ــﺮ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬي‪ ،‬اﻟـ ــﺬي ﻳﺴـ ــﻮغ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻛﻤـ ــﺎ ﻫـ ــﻮ ﺻ ـ ـﺮﻳﺢ اﳌـ ــﺎدة ‪ 133‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.773‬‬
‫‪ -2‬اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ واﻟﺘﺪرج ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص‬
‫إذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳍ ـ ـ ــﺪف اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ وراء إﻗ ـ ـ ـﺮار اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،774‬ﻫـ ــﻮ ﲪﺎﻳـ ــﺔ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﲡـ ــﺎﻩ ﻣـ ــﺎ ﺗﺘﻤﺘـ ــﻊ ﺑـ ــﻪ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣـ ــﻦ اﻣﺘﻴـ ــﺎزات وﺳـ ــﻠﻄﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ‬
‫اﳉ ـ ـ ــﱪي‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻐ ـ ـ ــﲑ رﻏ ـ ـ ــﻢ اﻧﻄﻮاﺋ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻐﻤ ـ ـ ــﻮض اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ‬
‫واﻟﺘﻔﺴ ـ ـ ــﲑي ﻳ ـ ـ ــﺆﺛﺮ ﺳ ـ ـ ــﻠﺒﺎ ﰲ اﳊﺴ ـ ـ ــﻢ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳋﻀ ـ ـ ــﻮع‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻬ ـ ـ ــﺪد ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ واﻷﻏﻴ ـ ـ ــﺎر‬
‫اﳊﺎﺋﺰﻳﻦ ﻷﻣﻮاﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء‪.775‬‬
‫وﳌ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻨ ـ ــﺪرج ﺿ ـ ــﻤﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻳﺒﻘ ـ ــﻰ ﻣﺸ ـ ــﺮوﻃﺎ ﺑﺘﻮﺟﻴ ـ ــﻪ آﺧ ـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻤ ـ ــﻼ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.776‬‬
‫وﻟ ـ ــﺌﻦ ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻘ ـ ــﺪم ﳏ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﺒﻪ اﻹﲨ ـ ــﺎع ﻣ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﺪن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء واﻹدارات اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳉ ـ ــﺎﺋﺮ ﻻ ﳛﻈ ـ ــﻰ ﺑﺘﺄﻳﻴ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹدارات اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺴ ـ ــﻚ ﺑﻌ ـ ــﺪم‬

‫‪772‬‬
‫‪- Roger-Gérard SCHWARTZENBERG: L’autorité de la chose décidée, librairie générale‬‬
‫‪de droit et de jurisprudence, 20 rue soufflot, 20 année, 1969, p 48.‬‬
‫‪ -773‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -774‬ﺳﻨﻌﻮد ﻟﻨﻘﺎش ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮب اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ‪ ،‬وﺳﻨﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﳐﺘﻠﻒ اﻵراء‪.‬‬
‫‪ -775‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ -776‬اﻧﻈﺮ اﶈﻮر اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺂﺧﺮ إﺷﻌﺎر ﺑﺪون ﺻﺎﺋﺮ أﻋﻼﻩ‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫وﺟـ ـ ــﻮد ﻧ ـ ـ ــﺺ ﻳﻔ ـ ـ ــﺮض ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ذﻟ ـ ـ ــﻚ واﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺎد ﻋﻨﺼ ـ ـ ــﺮ اﳌﺒﺎﻏﺜ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﻔ ـ ـ ــﺎدي أﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣﺒ ـ ـ ــﺎدرة ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﻗ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﺗﺴﺘﻬﺪف ﲡﻨﻴﺐ أﻣﻮاﻟﻪ إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.777‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر أﻛ ـ ــﺪت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪ اﳋ ـ ــﺎزن اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‪ 778‬ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻋـ ــﺪم وﺟـ ــﻮد أي ﻧـ ــﺺ ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻳﻘﻴـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﺑـ ــﺄي أﺟـ ــﻞ ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﻧﺼـ ــﺖ ﺑﺼـ ــﻴﻐﺔ‬
‫اﻟﻮﺟ ـ ــﻮب‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻳ ـ ــﺄﰐ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻋﺸ ـ ــﺮة أﻳ ـ ــﺎم ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺚ آﺧﺮ إﺷﻌﺎر ﺑﺪون ﺻﺎﺋﺮ‪.779‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺸﺮوط اﳌﻮازﻳﺔ ﻹﺟﺮاء اﻹﺷﻌﺎر‬
‫ﻳﻘﺼ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط اﳌﻮازﻳ ـ ـ ــﺔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮوط اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﲟﻀ ـ ـ ــﻤﻮن اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر وﻃﺮﻳﻘ ـ ـ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﻮال اﳌﻨﻔﺬة ﻋﻠﻴﻬﺎ إﱃ اﳌﻠﺰم وﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺤﺠﺰ‪.‬‬
‫‪780‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﰲ اﻹﺷﻌﺎر‬
‫ﱂ ﳛـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺷ ـ ــﻜﻼ ﻣﻌﻴﻨـ ــﺎ ﻟﻺﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ 781‬وﻻ ﺣـ ــﱴ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺑﻴ ـ ــﺪ أن ﻣﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ دﻟﻴ ـ ــﻞ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ واﻹﻃ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﻘ ـ ــﺎرن‬
‫ﻳﻔﻴﺪان ﰲ ﲢﺼﻴﻞ ﻓﻜﺮة واﺿﺤﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ واﳌﻔﻴﺪة ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻻﺳﺘﺨﻼص‪.782‬‬
‫وﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ دﻟﻴـ ـ ــﻞ اﳋﺰﻳﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ـ ــﺔ‪ ،783‬ﻓﺈ‪‬ـ ـ ــﺎ أرﻓﻘـ ـ ــﺖ ﲟﻄﺒـ ـ ــﻮع ﻳﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ ﺑﻴﺎﻧـ ـ ــﺎت‬
‫ﻛﺎﻓﻴـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﺪاﺋﻦ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻲ وﺣﺴـ ـ ــﺎﺑﻪ اﻟﺒﻨﻜـ ـ ــﻲ وﻋـ ـ ــﻦ اﻟﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ وﻛـ ـ ــﺬا اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺑﺒﻴـ ـ ــﺎن اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ اﻟﻀـ ــﺎﺑﻄﺔ ﳍـ ــﺬا ا‪‬ـ ــﺎل‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻗﺎﻋـ ــﺪة اﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔـ ــﻮري ﻟﻠﻤﺒـ ــﺎﻟﻎ ﻣـ ــﻊ ﺗﻀـ ــﻤﻴﻨﻪ ﺟـ ــﺪوﻻ ﻋﺒـ ــﺎرة‬
‫ﻋ ـ ــﻦ ﻛﺸ ـ ــﻒ ﻣﻔﺼ ـ ــﻞ ﻟﻠ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﺎﻟﻘ ـ ــﺔ ﺑﺬﻣ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﲟ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‪ ،‬ﻧ ـ ــﻮع اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ وﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ وذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻊ ورود ﺧﺎﻧﺔ ﳐﺼﺼﺔ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﶈﺎﺳﺐ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ‪.‬‬

‫‪ -777‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪778‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op. cit, p 127.‬‬
‫‪ -779‬ﺳﻨﻌﻮد ﻟﻠﻨﻘﺎش اﳌﻄﺮوح ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ‪.‬‬
‫‪ -780‬اﻧﻈﺮ اﳌﻠﺤﻖ اﻟﻨﻤﻮذج رﻗﻢ ‪.12‬‬
‫‪ -781‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ -782‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪783‬‬
‫‪- Voir les annexes de l’instruction relative au recouvrement des créances publiques.‬‬
‫‪267‬‬
‫وﻳﺸ ـ ــﱰط ﰲ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺗﻀ ـ ــﻤﻴﻨﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻪ اﻟﺪﻗ ـ ــﺔ ﻣﺒﻠـ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﺘﻌ ـ ــﺮض ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫أﺟﻠ ــﻪ ﺑﺸـ ــﻜﻞ واﺿـ ــﺢ ودون ﺗﺴ ــﺠﻴﻞ أي ﲢﻔـ ــﻆ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺒﻠ ــﻎ ﻛـ ــﺄن ﻳﻀـ ــﻤﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻣﺒﻠﻐـ ــﺎ ﻣﻌﻴﻨـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫وﺟـ ــﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳـ ــﺐ ﰲ اﻧﺘﻈـ ــﺎر ﺣﺼـ ــﺮ اﻟﻮﺿـ ــﻌﻴﺔ اﳌﺪﻳﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ﻟﻜـ ــﻮن اﻹﺟ ـ ـﺮاء ذا ﻃـ ــﺎﺑﻊ ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬي‬
‫ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﳌﺪﻳﻦ‪.784‬‬
‫وﲞﺼـ ـ ــﻮص اﳉﻬـ ـ ــﺔ اﳌﺼـ ـ ــﺪرة ﻟﻺﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻻﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص ﻳﻨﻌﻘـ ـ ــﺪ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ‪ 785‬وﳛ ـ ــﻞ ﳏﻠ ـ ــﻪ اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﳌﻔ ـ ــﻮض‪ 786‬إذا ﻋ ـ ــﺎق اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﻋ ـ ــﺎﺋﻖ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺒ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫‪787‬‬
‫اﻟﺼ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻔ ـ ـ ــﻮﻳﺾ وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻮﻣﻲ أن ﻳﻘ ـ ـ ــﻮم ﻣﻘﺎﻣ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﲣ ـ ـ ــﺎذ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫وإﻻ ﻛﺎن اﻹﺟﺮاء ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص‪.788‬‬
‫‪789‬‬
‫‪ -2‬ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﻟﻠﻤﻠﺰم‬
‫ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ــﺮ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ـ ــﺮﰊ إﱃ ﺿـ ـ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺳ ـ ـ ـ ـﻮاء إﱃ اﳌﻠـ ـ ـ ــﺰﻣﲔ أو‬
‫اﻷﻏﻴـ ــﺎر اﳊـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﻷﻣ ـ ـﻮاﳍﻢ‪ ،790‬وﻧﻔـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻲء ﻳﻨﻄﺒـ ــﻖ ﻋﻠـ ــﻰ دﻟﻴـ ــﻞ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ــﺔ‪ ،‬ﰲ ﺣـ ــﲔ‬
‫ﳒـ ـ ــﺪ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ــﻲ‪ 791‬وﻛـ ـ ــﺬا اﳌﺼـ ـ ــﺮي‪ 792‬أﺷـ ـ ــﺎرا إﱃ ﺿـ ـ ــﺮورة ﺣﺼـ ـ ــﻮل ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ إﱃ اﻟﻐـ ـ ــﲑ‬
‫اﳊﺎﺋﺰ‪.‬‬

‫‪ -784‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.213-212‬‬
‫‪ -785‬ﻣﺜﻼ ﻗﺒﺎﺿﺔ اﻟﺮﺑﺎط ﺣﺴﺎن ﻳﻨﻌﻘﺪ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻟﻠﻘﺎﺑﺾ‪.‬‬
‫‪786‬‬
‫‪- Le fondé du pouvoir.‬‬
‫‪ -787‬إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﲟﻤﺎرﺳﺔ رﻗﺎﺑﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ وﻻﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺮؤوس وﲤﺘﺪ إﱃ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﳊﻠﻮل ﳏﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ﳎﺎل‬
‫اﺷﺘﻐﺎل اﻟﻘﺎﺑﺾ ﻳﺸﻜﻞ‪ ،‬ﻧﻈﺮا ﻟﻸﳘﻴﺔ وﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺿﺮورة ﺿﺒﻂ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺑﺼﻮرة ﺗﺆدي إﱃ ﺣﺠﺐ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﳓﻦ ﺑﺼﺪدﻩ‪....‬‬
‫ﲞﺼﻮص ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻳﺮاﺟﻊ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﺎﻳﻨﺔ‪ :‬ﻣﺪﺧﻞ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري واﻟﻌﻠﻮم اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻨﺸﺮ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،3‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2005‬ص ‪.208‬‬
‫‪ -788‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ - 789‬اﻧﻈﺮ اﳌﻠﺤﻖ اﻟﻨﻤﻮذج رﻗﻢ ‪.13‬‬
‫‪ -790‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪791‬‬
‫‪- Article L262 de livre des procédures fiscales dénonce que : « les dépositaires, détenteurs ou‬‬
‫‪débiteur (…), sont tenus, sur la demande qui leur en est faite sous forme d’avis à tiers détenteur‬‬
‫‪notifié par le comptable chargé du recouvrement (…) ».‬‬
‫‪268‬‬
‫وﰲ اﻟﻮاﻗ ـ ــﻊ اﻟﻌﻤﻠ ـ ــﻲ ﻳﻜﺘﻔ ـ ــﻲ ﻗﺒ ـ ــﺎض اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﻟﻠﺠﻬﺔ اﳌﻌﺘﱪة ﻏﲑا ﺣﺎﺋﺰا دون إﺧﺒﺎر اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻹﺟﺮاء اﳌﺘﺨﺬ ﰲ ﺣﻘﻪ‪.‬‬
‫وﻳﺸـ ــﻜﻞ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر إﱃ اﻷﻏﻴـ ــﺎر اﳊـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ ﳍـ ــﺆﻻء ﳌـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺪم‬
‫اﻻﺳـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ ﳍـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮﻓﻬﻢ ﻣـ ــﻦ إﺛـ ــﺎرة ﻣﺴـ ــﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ ﻋـ ــﻦ اﻷداء وﻓـ ــﺎء ﻋـ ــﻦ اﳌـ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‪.793‬‬
‫وﳑـ ــﺎ ﲡـ ــﺪر اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ‪ ،‬أن اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ أﺷـ ــﺎر ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪L263‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻛﺘ ـ ــﺎب اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ إﱃ أن ﻃﻠ ـ ــﺐ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﰲ ﺷ ـ ــﻜﻞ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ إﱃ‬
‫اﻷﻏﻴ ـ ـ ــﺎر اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻮ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻋﻤﻮﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫واﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص‪.794‬‬
‫ﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻌﲔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ أو أي‬
‫ﺷـ ـ ـ ــﺨﺺ ﻣﻨﺘـ ـ ـ ــﺪب ﻟـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،795‬وﳝﻜـ ـ ـ ــﻦ أن ﻳـ ـ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ أو ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ـ ــﻖ اﻟﱪﻳـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﳌﻀـ ــﻤﻮن ﻣـ ــﻊ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ وﻫـ ــﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘـ ــﺔ اﻷﻛﺜـ ــﺮ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎ ﳊﻘـ ــﻮق اﻷﻃ ـ ـﺮاف ﻣـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ إﺛﺒـ ــﺎت‬
‫اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﺘﻮﺟـ ــﻪ اﻟـ ــﺬي ﺗﺒﻨـ ــﺎﻩ اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﺼـ ــﺮي ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺒـ ــﺪأ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺣﺠـ ــﺰ ﻣـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﻟ ـ ــﺪى اﻟﻐ ـ ــﲑ ﺿ ـ ــﻤﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻹداري‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﺣﺠ ـ ــﺰ ﻳﻌﻠ ـ ــﻦ إﱃ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻟﺪﻳ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﻜﺘـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻣﻮﺻـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌﻠـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﻮﺻـ ـ ـ ـ ــﻮل ﻳﺘﻀـ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ﻗﻴﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺒـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﻄﻠﻮﺑـ ـ ـ ـ ــﺔ وأﻧﻮاﻋﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻮارﻳﺦ‬
‫اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ‪.796‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﰲ اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻴﺠ ــﺮي ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ وﻓ ــﻖ ﻧﻈ ــﺎم ﻣ ــﺰدوج ﻳ ــﺘﻢ ﺧﻼﻟ ــﻪ‬
‫اﻟﺘﻤﻴﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﲔ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟ ـ ــﱵ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ــﻬﺎ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ‬
‫وﺑـ ــﲔ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟ ـ ــﻸوﱃ‪ ،‬ﻳـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮﻧﺔ ﻣ ـ ــﻊ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬

‫‪ -792‬اﳌﺎدة ‪ 29‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري اﳌﺼﺮي‪.‬‬

‫‪ -793‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪794‬‬
‫‪- Karim SID AHMED: Droit fondamentaux du contribuable et procédures fiscales, Etude‬‬
‫‪comparative, Tome 1, les droits d’origines procédural du contribuable, l’Harmattan, 2007, p 266.‬‬
‫‪ -795‬اﳌﺎدة ‪ 42‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -796‬اﳌﺎدة ‪ 29‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻔ ـ ـ ــﻮق أو ﺗﺴ ـ ـ ــﺎوي ‪ 915‬أورو‪ ،797‬أﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﳌﺼ ـ ـ ــﺎﱀ اﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻳـ ــﺘﻢ إﺗﺒـ ــﺎع ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒ ــﺎﻟﻎ اﻟـ ــﱵ ﺗﺴـ ــﺎوي أو ﺗﻔـ ــﻮق ‪ 1550‬أورو‪ ،798‬أﻣـ ــﺎ اﳌﺒـ ــﺎﻟﻎ‬
‫اﻟﱵ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺒﺎﻟﻎ ﻓﺈن اﻹدارة ﺗﻠﺠﺄ إﱃ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎدﻳﺔ‪.799‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻔ ـ ــﻮق أو ﺗﺴ ـ ــﺎوي ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ ﻓﻴ ـ ــﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫اﳌـ ـﺮﺗﺒﻂ ‪ ‬ــﺎ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻣﻀ ــﻤﻮﻧﺔ ﻣ ــﻊ اﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ــﻞ‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ رﺟ ــﻮع اﻟﻄ ــﻲ ﺑﻌﺒ ــﺎرة ﻋﻨـ ـﻮان‬
‫ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻌ ـ ــﺮوف‪ ،‬أو ﻏ ـ ــﲑ ﻣﺼ ـ ــﺮح ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻳﻠﺠ ـ ــﺄ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ إﱃ إﻋ ـ ــﺎدة إرﺳ ـ ــﺎﻟﻪ ﺑ ـ ــﻨﻔﺲ‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻌﻨ ـ ـ ـﻮان‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﲢﻘ ـ ــﻖ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ أﻋ ـ ـ ـﻮان اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻋﻮان اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﲔ‪.800‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ــﺎن ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر إﱃ اﻷﻏﻴ ـ ــﺎر اﳊ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟـ ـ ـﺮاء أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺎ ﳌ ـ ــﺎ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ آﺛـ ــﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ أﺑﺮزﻫـ ــﺎ اﻷداء اﻟﻔـ ــﻮري ﻟﻠﻤﺒـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ‪‬ـ ــﺬا اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻻ‬
‫ﻳﻘـ ــﻞ أﳘﻴـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﺳـ ــﺎﺑﻘﻪ ﳌـ ــﺎ ﻳﺘﺼـ ــﻞ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﺣﻘـ ــﻮق اﳌـ ــﺪﻳﻦ اﻷﺻـ ــﻠﻲ ﺧﺎﺻـ ــﺔ اﳊﻘـ ــﻮق اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ واﳊـ ــﻖ ﰲ‬
‫اﻟﺪﻓﺎع‪.801‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﳒ ـ ـ ــﺪ أي ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻳﻠ ـ ـ ــﺰم‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﺑﻀ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬ﲝﺠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد أي ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﻳﻠ ـ ــﺰﻣﻬﻢ‬
‫ﺑـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬و‪‬ـ ــﺎﺟﺲ اﳋﺸـ ــﻴﺔ ﻣـ ــﻦ اﺣﺘﻤـ ــﺎل ﺳـ ــﻌﻴﻬﻢ إﱃ ﲡﻨﻴـ ــﺐ أﻣ ـ ـﻮاﳍﻢ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﺗﺘﻨـ ــﺎﻫﻰ‬
‫إﱃ ﻋﻠﻤﻬ ـ ــﻢ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺰﻣ ـ ــﻊ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮ‪‬ﺎ‪ ،802‬وذﻟ ـ ــﻚ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺰاﻳ ـ ــﺎ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻜﺎﻣﻨ ـ ــﺔ أوﻻ‬
‫ﰲ إﻧﺘ ــﺎج اﻹﺟـ ـﺮاء ﻟﻜﺎﻓ ــﺔ آﺛ ــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‪ ،‬ﲟ ــﺎ ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻗﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم وﺑ ــﺪأ ﺳـ ـﺮﻳﺎن أﺟ ــﻞ ﺗﻌ ــﺮض اﳌﻠ ــﺰم ﻋﻠ ــﻰ‬

‫‪797‬‬
‫‪- Instruction codificatrice N° 92-147-AM, 1er décembre 1992, n° 231.‬‬
‫‪798‬‬
‫‪- Instruction codificatrice N° 97-043-A, 7 Avril 1997.‬‬
‫‪799‬‬
‫‪- Karim SID AHMED: Droit fondamentaux du contribuable et procédure fiscales, tome 1,‬‬
‫‪op.cit, p 265.‬‬
‫‪800‬‬
‫‪- Stéphane REZEK: la pratique du contentieux de l’avis à tiérs détenteur, op.cit, p 27.‬‬
‫‪801‬‬
‫‪- Jean- Pierre CASIMIR: contrôle fiscale -contentieux de recouvrement-, collection les‬‬
‫‪codes RF, 10ème édition, 2007, p 448.‬‬
‫‪802‬‬
‫‪- Bachir yelles CHAOUCHE: la pratique de l’avis à tiére détenteur, op.cit, p 104.‬‬
‫‪270‬‬
‫اﳌﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة‪ ،‬وﺛﺎﻧﻴـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﲤﻜـ ـ ـ ــﲔ اﳌﻠـ ـ ـ ــﺰم ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻜﻔﻴﻠـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺘﺠﻬﻴـ ـ ـ ــﺰ دﻓﺎﻋـ ـ ـ ــﻪ إن ارﺗـ ـ ـ ــﺄى ﻓﺎﺋـ ـ ـ ــﺪة ﰲ‬
‫اﳌﻨﺎزﻋﺔ‪.803‬‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــﺪ أﺷ ـ ـ ــﺎرت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ اﳋﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ إﱃ أن إﺧﺒ ـ ـ ــﺎر اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﻳ ـ ــﺄﰐ ﻻﺣﻘ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﻋﺎدﻳ ـ ــﺔ ﺗﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬واﺳ ـ ــﻢ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ إﱃ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ ﻣﺮاﺟ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر وﻃﺒﻴﻌﺘ ـ ــﻪ‪ .804‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﳜﻞ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﻪ ﻟﺪى اﻟﻐﲑ‪.805‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺧ ـ ــﺬ ﻣﻮﻗﻔ ـ ــﺎ إﳚﺎﺑﻴ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﲔ أﻟ ـ ــﺰم اﳉﻬ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﺎﺟﺰة ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﶈﺠ ـ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﺑﻨﺴ ـ ـ ــﺨﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﳏﻀ ـ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﺗﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ إﻋ ـ ـ ــﻼن اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ إﱃ اﶈﺠ ـ ـ ــﻮز ﻟﺪﻳ ـ ـ ــﻪ أو اﻟﻐ ـ ـ ــﲑ‬
‫اﳊﺎﺟﺰ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺧﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﶈﻀﺮ ﳍﺬا اﻷﺧﲑ‪.806‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬رﺗ ـ ــﺐ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﻏﺎﺑ ـ ــﺖ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺸ ـ ــﺮﻋﻨﺎ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻘﻮط‬
‫اﳊﺠﺰ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن‪.807‬‬
‫وﻣﻨ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺗﺘﻀ ـ ـ ــﺢ أﳘﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر ﻳ ـ ـ ــﺮى ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﻪ أن ﺿ ـ ـ ــﻤﺎن‬
‫ﻓﻌﺎﻟﻴ ـ ـﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻋﻨﺼ ـ ــﺮ ﻣﺒﺎﻏﺘ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺿ ـ ــﻤﺎن ﺳ ـ ــﻼﻣﺔ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاء واﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق دﻓ ـ ــﺎع اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﻘﺘﻀ ـ ــﻲ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر إﱃ اﻟﻐ ـ ــﲑ‬
‫اﳊﺎﺋﺰ أوﻻ‪ ،‬ﰒ إﱃ اﳌﺪﻳﻦ اﳌﻠﺰم ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮم‪.808‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﻄ ـ ــﺮق ﳌﺨﺘﻠ ـ ــﻒ ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻨﺤﺎول ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ‬
‫ﺗﺒﻴ ــﺎن أﻫ ــﻢ اﻟﻌﻴ ــﻮب واﻹﺧ ــﻼﻻت اﻟ ــﱵ ﲤ ــﺲ ‪ ‬ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﺎﻃﺮ‪ ،‬ﻓ ــﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﺑﺎﻟﻌ ــﺪم‪ ،‬اﺳ ــﺘﻨﺎدا ﻟﻠﻤﺒ ــﺪأ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ذﻛﺮﻩ "ﻣﺎ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ"‪.‬‬

‫‪ -803‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،-‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪804‬‬
‫‪- Instruction relative de recouvrement des créances publique, op.cit, p 127.‬‬
‫‪ -805‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫‪ -806‬اﳌﺎدة ‪ 29‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري‪.‬‬
‫‪ -807‬ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻟﻠﺒﻄﻼن ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ‪.‬‬
‫‪808‬‬
‫‪- Stéphane REZEK: La pratique du contentieux de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 28.‬‬
‫‪271‬‬
 ‫‪@@Ýî–znÛa@òÜyŠß@Þý@ñ‰br½a@òíŠİŽ½a@lìîÈÛa@ZïãbrÛa@Ý–ÐÛa‬‬
‫@@‬
‫ﺗﻨﺼ ــﺐ ﻣﻌﻈـ ــﻢ اﻟﻨﺰاﻋـ ــﺎت اﻟ ــﱵ ﻳﺘﻘـ ــﺪم ‪‬ـ ــﺎ اﳌﻠ ــﺰم أﻣـ ــﺎم اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﻣ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﻟﻄﻌ ـ ـﻦ ﰲ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬إﻣ ـ ــﺎ ﻟﻌ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـﱰام اﻵﺟ ـ ــﺎل أو اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ أﺛﻨ ـ ــﺎء ﻛ ـ ــﻞ إﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫)اﳌﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ اﻷول(‪ .‬أو ﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـ ـ ـﱰام اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﻟﱰﺗﻴ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻮارد ﰲ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ أﺛﻨ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣﺒﺎﺷـ ـ ـ ـ ـﺮﺗﻪ ﳍ ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات‪ ،‬ﻛﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻗﺒ ـ ــﻞ إرﺳ ـ ــﺎل أﺧ ـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬أو اﻻﻧﺘﻘ ـ ــﺎل ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة‬
‫إﱃ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ أو دون اﳊﺼ ـ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ‬
‫اﳌﺴﺒﻖ‪ ،‬ﻣﻊ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﳋﺼﻮﺻﻴﺎت )اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻌ ـ ــﺪم ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ أي إﺟـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴ ـ ــﺔ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ دون إﻟﻐ ـ ــﺎء اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻣ ـ ــﱴ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻷن ﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﺎﻃ ـ ــﻞ ﻓﻬ ـ ــﻮ ﺑﺎﻃ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻟﻠـ ـ ـﱰاﺑﻂ ﺑ ـ ــﲔ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬إﻻ أن ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﻟﻐـ ــﺎء ﻻ ﳝﻨـ ــﻊ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻣـ ــﻦ إﻋﺎدﺗـ ــﻪ وﺗﺼـ ــﺤﻴﺤﻪ داﺧـ ــﻞ اﻷﺟـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ووﻓـ ــﻖ‬
‫اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬

‫‪272‬‬
 ‫‪@@Ýî–znÛa@paõaŠuhi@òİjmŠ½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@szj½a‬‬
‫@@‬
‫ﺗﻌﺘـ ـ ــﱪ اﻟـ ـ ــﺪﻋﺎوى اﻟﺮاﻣﻴـ ـ ــﺔ إﱃ إﺛـ ـ ــﺎرة وإﺑﻄـ ـ ــﺎل إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻫـ ـ ــﻲ اﻷﻫـ ـ ــﻢ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧ ـ ــﻼل ﺟ ـ ــﺮد ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﻋﺎوى اﳌﺮﻓﻮﻋ ـ ــﺔ أﻣ ـ ــﺎم اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ‪ ،‬واﻟﻘﺼ ـ ــﺪ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ ﺻ ـ ــﺤﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟـ ــﱵ ﻳﻘـ ــﻮم ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﻣـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﺳـ ــﺘﺨﻼص اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ اﳋﺮوﻗـ ــﺎت اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ‬
‫اﻟﱵ ﺗﺸﻮ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻌ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـﱰام اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي )اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ‬
‫اﻷول(‪ ،‬أو ﻟﻠﺸـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت واﻵﺟـ ـ ــﺎل اﳌﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟﻌﺎدﻳـ ـ ــﺔ )اﳌﻄﻠـ ـ ــﺐ اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ(‪ ،‬وأﺧ ـ ـ ـﲑا‬
‫ﳋﺼﻮﺻـ ـ ــﻴﺎت ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ )اﳌﻄﻠـ ـ ــﺐ اﻟﺜﺎﻟـ ـ ــﺚ(‪ ،‬ﻳﻌـ ـ ــﺮض ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﻟﻺﻟﻐـ ـ ــﺎء‪،‬‬
‫اﺳﺘﻨﺎدا ﻟﻘﺎﻋﺪة " ﻣﺎ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ"‪.‬‬
‫‪@@ð¦a@Ýî–znÜÛ@òÔibŽÛa@paõaŠu⁄a@âaya@â†Ç@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ أﺣ ـ ــﺪ اﻷوﺟ ـ ــﻪ اﻟﺒ ـ ــﺎرزة‬
‫ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋـ ــﺔ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺑـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﳌـ ــﺎ ﲢﺘﻠـ ــﻪ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ ﻣـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧـ ــﺔ ﺑـ ــﺎرزة ﻗﺒـ ــﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ‪،‬‬
‫إذ ﻳﺸ ـ ـ ــﻜﻞ اﺣﱰاﻣﻬ ـ ـ ــﺎ إﺣ ـ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻠ ـ ـ ــﺰم اﻹدارة ﺑﺈﺗﺒﺎﻋﻬ ـ ـ ــﺎ ﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻣﺸ ـ ـ ــﺮوع‬
‫ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺒﻬــﺪف ﺿــﻤﺎن ﺣﻘــﻮق اﳌــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺗﻔــﺎدي ﻣﺒﺎﻏﺘﺘــﻪ ﺑــﺄي إﺟ ـﺮاء ﺟــﱪي ﻛــﺎﳊﺠﺰ أو اﻟﺒﻴــﻊ‪،‬‬
‫أوﺟــﺐ اﳌﺸــﺮع أن ﻳــﺘﻢ ﲤﻜــﲔ اﳌــﺪﻳﻦ ﻣــﻦ ﻛــﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣــﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠــﺔ ﲝﻤﺎﻳﺘــﻪ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ‬
‫ﲤﻜﻴﻨﻪ ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ أو اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﻢ دﻳﻮن اﳌﻠﺰم " ‪le rattachement des‬‬
‫‪ "créances‬أي ﲡﻤﻴــﻊ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟــﺪﻳﻮن اﻟﻌﺎﻟﻘــﺔ ﺑﺬﻣــﺔ ﻧﻔــﺲ اﳌﻠــﺰم‪ ،‬وﻣﻨﻬــﺎ إرﺳــﺎل آﺧــﺮ إﺷــﻌﺎر ﺑــﺪون ﺻــﺎﺋﺮ‬
‫"‪ "dernier avis sans frais‬اﻟـﺬي ﻳﻬـﺪف إﱃ إﻃﻼﻋـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺗـﺎرﻳﺦ اﻟﺸـﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﺼـﻴﻞ‪ ،‬ودﻓﻌـﻪ إﱃ‬
‫ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑـﺪون ﻣﺼـﺎرﻳﻒ‪ ،‬وأﺧـﲑا اﳊﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ اﻟﱰﺧـﻴﺺ اﳌﺴـﺒﻖ ﻣـﻦ اﻟـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺴﻠﺴـﻠﻲ ﻟـﻺدارة‬
‫اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﳍﺎ اﶈﺎﺳﺐ‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫ﻓـ ــﺈذا ﻛـ ــﺎن اﳌﺸـ ــﺮع ﻗ ـ ـﺪ أﻟـ ــﺰم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻀـ ــﺮورة إﺗﺒـ ــﺎع ﳎﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺴـ ــﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻇ ـ ــﻞ ﻣﺘﺸ ـ ــﺪدا ﰲ ﺿ ـ ــﺮورة اﺣـ ـ ـﱰام اﻹدارة‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة‪.‬‬
‫‪@@Šöb•@æë†i@‰bÈ‘g@Šfi@òİjmŠ½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ذﻛـ ــﺮﻩ‪ ،‬ﻓﺒﻌـ ــﺪ ﺗﻮﺻـ ــﻞ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﺑﺎﳉـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻗ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻹﻳ ـ ـﺮادات ﳚـ ــﺐ ﲟﺒـ ــﺎدرة‬
‫ﻣﻨ ـ ــﻪ إﺧﺒ ـ ــﺎر اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ واﻻﺳ ـ ــﺘﺤﻘﺎق ﺑﻜ ـ ــﻞ وﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﻹﺧﺒ ـ ــﺎر ﲟ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻌﻠﻴﻖ اﳌﻠﺼﻘﺎت‪.809‬‬
‫واﳉـ ـ ــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟـ ـ ــﺬﻛﺮ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺼـ ـ ــﺪد أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ اﻗﺘﺼـ ـ ــﺮ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﳎـ ـ ــﺮد إرﺳـ ـ ــﺎل‪ 810‬إﺷـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﻟﻠﺘ ـ ــﺬﻛﲑ‪ ،811‬وﱂ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،812‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺗﺮاﺟﻌ ـ ــﺎ ﺗﺸـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺎ ﻋ ـ ــﻦ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫اﻷﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ اﻟـ ــﱵ ﻛـ ــﺎن ﻳﺘﻤﺘـ ــﻊ ‪‬ـ ــﺎ اﳌﻠـ ــﺰم ﰲ إﻃـ ــﺎر اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘـ ــﺪﱘ‪ ،813‬واﻟـ ــﺬي أﻛـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ إﻟﺰاﻣﻴـ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر إﱃ اﳌﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﻇ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣﺘﺸ ـ ــﺒﺜﺎ ‪ ‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ﺗﺘﺸ ـ ــﺒﺚ‬
‫اﳌﺼﺎﱀ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﲝﺮﻓﻴﺔ اﻟﻨﺺ وﻳﺴﺎﻧﺪﻫﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬

‫‪ -809‬ﲰﺢ اﳌﺸﺮع ﻟﻺدارة ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ ﲰﻌﻴﺔ ﺑﺼﺮﻳﺔ وﻣﻘﺮوءة‪ ،‬ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﻒ واﻹذاﻋﺔ‬
‫واﻟﺘﻠﻔﺰة وﻛﺬا اﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻠﺼﻘﺎت ﰲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﱵ ﺗﺮاﻫﺎ اﻹدارة ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻺﺧﺒﺎر‪ ،‬وﺣﺪدت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﰲ ﻣﺎي ‪ 2001‬ﻫﺬﻩ‬
‫اﻷﻣﺎﻛﻦ ﰲ ﻣﻘﺮ اﶈﺎﺳﺒﲔ اﳌﻜﻠﻔﲔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﻣﻘﺮ اﳉﻤﺎﻋﺎت واﻟﻌﻤﺎﻻت اﻟﱵ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ داﺋﺮ‪‬ﺎ ا‪‬ﺎل اﻟﱰاﰊ اﶈﺪد ﻟﻼﺧﺘﺼﺎص‬
‫اﳌﻜﺎﱐ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺐ‪ ،‬وﻛﺬا ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻓﻴﻪ اﻹﺷﻌﺎر إﱃ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺮﺟﻮة‪.‬‬
‫‪ -810‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬ﳓﻮ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺿﺮﻳﱯ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺟﺪﻳﺪ ‪ -‬اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﳕﻮذﺟﺎ‪ ،-‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﺼﺮ‪ ،‬اﻟﻌﺪد‬
‫‪ ،13‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،2006‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -811‬وﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﻮﻗﻒ اﳌﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ اﳌﺎدة ‪ L 255‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -812‬وﺑﺬﻟﻚ وﺿﻊ اﳌﺸﺮع ﺣﺪا ﻟﻠﻨﻘﺎش اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺸﺮوع ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺑﲔ ﻓﺮق اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﱵ‬
‫اﻗﱰﺣﺖ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻫﺬا اﻹﺷﻌﺎر‪ ،‬وﺑﲔ ﻣﻮﻗﻒ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﺬي رﻓﺾ ذﻟﻚ اﻻﻗﱰاح‪ ،‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﳝﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع ﻟﺪراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮن ‪ 15-97‬ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪوﻧﺔ‬
‫ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ إﻃﺎر ﳉﻨﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺠﻬﻴﺰات واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳉﻬﻮﻳﺔ ‪‬ﻠﺲ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -813‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 24‬ﻣﻦ ﻇﻬﲑ ‪ 21‬ﻏﺸﺖ ‪ 1935‬اﳌﻨﻈﻢ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬ﻻ ﳚﻮز ﻟﻠﻘﺎﺑﺾ أن‬
‫ﻳﺸﺮع ﰲ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﱵ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻮاﺋﺮ إﻻ ﺑﻌﺪ إﺧﻄﺎر اﳌﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ اﳌﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ أداﺋﻬﺎ دون ﺻﺎﺋﺮ‪ ،‬أو إﻋﻼم ﲨﺎﻋﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﰲ ﺷﻜﻞ‬
‫ﻻﺋﺤﺔ اﲰﻴﺔ إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻜﻠﻒ ﺑﺪورﻫﺎ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻪ إﱃ اﳌﻌﲏ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﺳﺘﺪﻋﺎءات ﻓﺮدﻳﺔ"‪.‬‬
‫‪274‬‬
 ‫‪@@Šöb•@æë†i@‰bÈ‘⁄a@åß@ñ‰a…⁄a@ÑÓìß@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗﺘﺸ ـ ــﺒﺚ اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﲝﺮﻓﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﺺ وﻳﺴ ـ ــﺎﻧﺪﻫﺎ ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا‬
‫ﻓﻘـ ـ ــﺪ ذﻫﺒـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀـ ـ ــﺎء إﱃ اﻻﻛﺘﻔـ ـ ــﺎء ﺑﺈرﺳـ ـ ــﺎل اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ ﻣـ ـ ــﻊ‬
‫إﺛﺒﺎﺗـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ اﻋﺘـ ـ ــﱪت أن‪ " :‬ﺗﻨﺼـ ـ ــﻴﺺ اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ ﰲ ﻗﺎﺋﻤـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻀﺮاﺋﺐ أو ﰲ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻪ إﱃ أن ﺗﻘﻴﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ دﻋﻮى اﻟﺰور" ‪.814‬‬
‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ أﻛـ ـ ــﺪت ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذات اﳌﻮﻗ ـ ـ ــﻒ‪ ،‬ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ اﻋﺘـ ـ ــﱪت أﻧ ـ ـ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴـ ــﻚ ﺑﻌـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام اﳌ ــﺪﻋﻲ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﻟﺘـ ــﺪرج اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺎت‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ ﺧﻠﺼـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ــﺔ إﱃ ﺧـ ــﻼف‬
‫ذﻟـ ـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ـ ــﺎ داﻣـ ـ ـ ــﺖ إدارة اﳉﻤـ ـ ـ ــﺎرك ﻗـ ـ ـ ــﺪ وﺟﻬـ ـ ـ ــﺖ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴـ ـ ـ ــﺔ آﺧـ ـ ـ ــﺮ إﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻗﻴﺪﺗـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺴ ـ ــﺠﻼ‪‬ﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻻ ﻳﻄﻌ ـ ــﻦ ﻓﻴ ـ ــﻪ إﻻ ﺑ ـ ــﺎﻟﺰور ﺣﺴ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﳎـ ـ ــﺎل ﻫﻨـ ـ ــﺎ ﻟﻼﺣﺘﺠـ ـ ــﺎج ﺑـ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻣـ ـ ــﺎ دام ﱂ ﻳـ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﻨﺼـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﰒ ﺑﺎﺷـ ـ ــﺮت‬
‫اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ ﻣﺮﺗﺒ ـ ــﺔ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺘﻜ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳ ـ ــﻴﻠﺔ أﻳﻀ ـ ــﺎ ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬وﻳﺘﻌﲔ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﳊﻜﻢ ﺑﺮﻓﺾ اﻟﻄﻠﺐ"‪.815‬‬
‫وﰲ اﻻﲡـ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ذﻫﺒـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﻔـ ـ ــﺎس إﱃ اﻟﻘـ ـ ــﻮل‪" :‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ أﻧـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ‬
‫وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ وﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺮج اﳉ ـ ــﺪاول اﳌﺴ ـ ــﺘﺪل ﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ‪ ،‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ أﻧ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺒﻖ أن‬
‫وﺟ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﻋﻦ إﻧ ـ ـ ــﺬارات ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ ﰲ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـﻮارﻳﺦ اﻟﺘﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ)‪ (...‬اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻄﺎﻟ ـ ـ ــﺐ‬
‫ﺑﺄداﺋﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﻣﺜ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻌﻄ ـ ــﻰ ﱂ ﻳﻜ ـ ــﻦ ﳏ ـ ــﻞ ﺗﻌﻘﻴ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗ ـ ــﺪرع ﰲ‬
‫ﻋﺮﻳﻀـ ــﺔ اﻟﻄﻠـ ــﺐ ﺑﻀـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ ‪‬ـ ــﺬا اﻹﻧـ ــﺬار ﻻ ﳚـ ــﺪ أﺳﺎﺳـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﺳـ ــﻴﻤﺎ وأن اﳌﺸـ ــﺮع ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ‬
‫ﲢـ ــﺪث ﻋـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاء أي اﻹﻧـ ــﺬار ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬اﻛﺘﻔـ ــﻰ ﺑﻌﺒـ ــﺎرة ‪ -‬ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ ﺗﻨﺒﻴـ ــﻪ ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ ‪ .-‬دوﳕـ ــﺎ‬
‫ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬اﻟﺸ ـ ــﻲء اﻟ ـ ــﺬي ﳚﻌ ـ ــﻞ أن اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻗ ـ ــﺪ‬
‫اﺣ ـ ــﱰم اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ وﻳﺒﻘ ـ ــﻰ ﻃﻠ ـ ــﺐ إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻏ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺆﺳﺲ وﺣﻠﻴﻔﻪ اﻟﺮﻓﺾ"‪.816‬‬

‫‪ -814‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،171‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ، 04/04/2001‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،337/2000‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -815‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/06/11‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2008/6/241‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -816‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1378‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 19‬دﺟﻨﱪ ‪ ،2001‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪/254‬غ‪ ،2011/‬ﻗﻀﻴﺔ ﳏﻤﺪ‬
‫اﻟﺸﻘﺮاﱐ ﺿﺪ ﻗﺎﺑﺾ اﻣﺴﻴﻠﺔ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪275‬‬
‫وﰲ اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺎق ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ـ ــﺎط ﻟﺘﺆﻛ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺔ‬
‫اﻹرﺳـ ــﺎل ﺣﻴـ ــﺚ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﺣﻴﺜﻴـ ــﺎت أﺣـ ــﺪ ﻗﺮارا‪‬ـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺴـ ــﺘﻔﺎد ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت‪،‬‬
‫أﻧ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺧ ـ ــﻼف اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ــﺬي اﺷ ـ ــﱰط ﻓﻴ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع وﺟ ـ ــﻮب ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ إﱃ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ ﻛـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻳﺴـ ـ ــﺒﻖ اﻟﺸـ ـ ــﺮوع ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي اﺷـ ـ ــﱰط ﻓﻴـ ـ ــﻪ ﻓﻘـ ـ ــﻂ أن ﻳﺜﺒـ ـ ــﺖ إرﺳـ ـ ــﺎﻟﻪ إﱃ اﳌﻌـ ـ ــﲏ ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻣـ ـ ــﻊ ﺗﻘﻴﻴـ ـ ــﺪﻩ ﰲ اﳉـ ـ ــﺪول‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ وﻳﻜ ـ ــﻮن اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﺣ ـ ــﱴ وﻟ ـ ــﻮ ﱂ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫واﻗﻌﺔ اﻹرﺳﺎل إﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﺰور ﰲ اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ اﳌﺬﻛﻮر‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ أوراق اﳌﻠ ـ ــﻒ أن اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ وﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺑﺎﻹﻧـ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ رﻗـ ـ ـ ــﻢ ‪ 3521‬ﺑﺘـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/7/22‬ﺑـ ـ ـ ــﺎدر إﱃ ﺗﻮﺟﻴـ ـ ـ ــﻪ آﺧـ ـ ـ ــﺮ‬
‫إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/6/2‬ﻋ ـ ــﻦ رﺳ ـ ــﻢ اﻟﺴ ـ ــﻜﻦ واﳋ ـ ــﺪﻣﺎت اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2008‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﰎ ﺗﻘﻴﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﺎﳉ ـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ واﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟـ ــﺬي ﻳﻔﺼـ ــﻞ ﺑـ ــﲔ إرﺳـ ــﺎل اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ وﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﶈـ ــﺪد ﰲ ‪ 20‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ‬
‫ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 41‬اﳌﺸـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬـ ـ ــﺎ أﻋـ ـ ــﻼﻩ ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ ﱂ ﻳﺜﺒـ ـ ــﺖ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﳌﻔﺮوﺿـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﺳـ ــﻨﺔ ‪ 2007‬ﲝﻜـ ــﻢ أن اﳉـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺜـ ــﺎﱐ اﳌـ ــﺪﱃ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﳜـ ــﺺ‬
‫ﺳـ ــﻨﺔ ‪ 2009‬ﻏـ ــﲑ اﳌﻨـ ــﺎزع ﻓﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬اﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻣﻌـ ــﻪ إﻟﻐـ ــﺎء اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺟﺰﺋﻴـ ــﺎ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﻗﻀـ ــﻰ‬
‫ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ رﻓـ ــﺾ اﻟﻄﻠـ ــﺐ ﲞﺼـ ــﻮص ﺳـ ــﻨﺔ ‪ 2007‬وﺗﺼـ ــﺪﻳﺎ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑـ ــﺒﻄﻼن إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ‬
‫‪‬ﺎ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻧﺬار ﻋﺪد ‪.817"2009/3251‬‬
‫إذن‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻻﲡ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺗﺒﻨﺘ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ وﺗ ـ ـ ــﺪﻓﻊ ﺑ ـ ـ ــﻪ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﻳﻘ ـ ــﻒ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﺣﺮﻓﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﺺ ‪ ، -‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺒﻨﻴ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﺄن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﻌ ـ ــﻂ ﳍ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاء اﻷﳘﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺘﺤﻘﻬﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻏﻢ ﳑ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺪ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻧﺘ ـ ــﺎﺋﺞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ـﻮاء ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى اﺳ ـ ــﺘﺤﻘﺎق اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ وﻣ ـ ــﺎ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﺣﺘﺴ ـ ــﺎب أﺟ ـ ــﻞ اﻷداء دون ﻓﻮاﺋ ـ ــﺪ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﺣﺘﺴﺎب اﻟﺘﻘﺎدم‪.‬‬
‫ﳍ ـ ــﺬا‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﻮل إن ﻫ ـ ــﺬا اﻻﲡـ ـ ــﺎﻩ ﻳﻐﻠ ـ ــﺐ ﻛﻔـ ـ ــﺔ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‪ ،‬وﻫـ ـ ــﺬا‬
‫ﻣﺮدﻩ ﻟﻜﺜﺮة اﻹﻋﻼﻣﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺎض ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺳﻨﻮﻳﺎ إﱃ اﳌﻠﺰﻣﲔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪.‬‬

‫‪ -817‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1518‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/4/9‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/10/499‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ـ ــﻆ أن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﺗﺒ ـ ـ ــﲎ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻻﲡ ـ ـ ــﺎﻩ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﻛﺘﻔ ـ ـ ــﻰ ﺑﺈرﺳ ـ ـ ــﺎل‬
‫رﺳ ــﺎﻟﺔ ﺗﺬﻛﲑﻳـ ــﺔ‪ ،‬ﻣـ ــﻊ ﺣﺮﺻـ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺿـ ــﺮورة إﺛﺒـ ــﺎت ﻫـ ــﺬا اﻹرﺳـ ــﺎل ﻗﺒ ــﻞ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ أي إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﱵ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﺎﺋﺮ‪.818‬‬
‫‪@@Šöb•@æë†i@‰bÈ‘⁄a@åß@õbšÔÛa@ÑÓìß@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﺗﺒﻨ ـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ اﲡﺎﻫ ـ ـ ــﺎ ﻣﻨﺎﻗﻀ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻮﻗ ـ ـ ــﻒ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻖ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ إﺣ ـ ـ ــﺪى‬
‫ﻗﺮار‪ ‬ـ ــﺎ‪" :819‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﱂ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ إﱃ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﱴ‬
‫ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﺻ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ وﻣﻨﺘﺠ ـ ـ ــﺎ ﻟﻶﺛ ـ ـ ــﺎر‪ ،‬ﻷن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻦ )اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ‬
‫ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ( ﻗﺒـ ـ ــﻞ ﻓـ ـ ــﺮض ﻏﺮاﻣـ ـ ــﺎت اﻟﺘـ ـ ــﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳﻜﻔـ ـ ــﻲ ﺗﻘﻴﻴـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻹرﺳـ ـ ــﺎل ﺑﺎﳉـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪،‬‬
‫واﺣ ـ ـ ـﱰام اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ـﺔ ﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮة إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻼﺣﻘ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫اﳌﺬﻛﻮر ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼن ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاءات )‪."(...‬‬
‫وﰲ ﻗـ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ـﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺬات اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬي ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪" :820‬ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع‬
‫إﱃ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 24‬ﻣ ـ ــﻦ ﻇﻬ ـ ــﲑ ‪ 21‬ﻏﺸ ـ ــﺖ ‪ 1935‬ﻳﺘﺒ ـ ــﲔ أن ﻓﻘﺮ‪ ‬ـ ــﺎ اﻷوﱃ ﲤﻨ ـ ــﻊ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ أن‬
‫ﻳﺸ ــﺮع ﰲ اﳌﺘﺎﺑﻌ ــﺎت إﻻ ﺑﻌ ــﺪ إﻧ ــﺬار ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ ﺑ ــﺎﻷداء‪ ،‬وﻫ ــﺬﻩ اﻟﻔﻘ ــﺮة ﺗﻌﻄ ــﻲ اﳌﻠ ــﺰم ﺿ ــﻤﺎﻧﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳ ــﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺳﺒﻘﻴﺔ إﻧﺬارﻩ ﻗﺒﻞ ﻓﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﺄﺧﲑ ﰲ اﻷداء‪."...‬‬
‫ﻫ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﻘﺮت ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط‪ 821‬ﺑ ـ ــﺪورﻫﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذات اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ أﺣ ـ ــﺪ ﻗﺮارا‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎﻳﻠﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﺗﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻘﻀ ـ ــﻴﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻧﻘ ـ ــﺾ‬
‫ﻗﺮارﻫـ ــﺎ اﻷول ﺑﺘﺄﻳﻴ ـ ـﺪ اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻗ ـ ـﺮار اﻟـ ــﻨﻘﺾ واﻹﺣﺎﻟـ ــﺔ‪،‬‬
‫وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑﻌﻠ ـ ـ ــﺔ أن ﳏﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﱂ ﺗﺘﺄﻛ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗﻘﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬

‫‪ -818‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.506‬‬
‫‪ -819‬ﻗﺮار ﻋﺪد ‪ ،503‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ ،2003/2/4/06‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2004/06/23‬أوردﻩ ﻧﺼﲑ ﻣﻜﺎوي ﰲ أﻃﺮوﺣﺘﻪ ﺑﻌﻨﻮان ﺗﺄوﻳﻞ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -820‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،80‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1998/2/5‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،96/1/5/94‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ - -821‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1895‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2017/04/24‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد‬
‫‪) ،2016/7213/1275‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒـ ــﺎر أن اﻟﻼﺋﺤـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ أدﱃ ‪‬ـ ــﺎ ﻟﻼﺳـ ــﺘﺪﻻل ﻋﻠـ ــﻰ إرﺳـ ــﺎل ﻫـ ــﺬا‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻴﺴـ ـ ــﺖ ﲜـ ـ ــﺪول ﺿ ـ ـ ـﺮﻳﱯ وﻻ أي ﺳـ ـ ــﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬي أﺧ ـ ــﺮ ﺻـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ اﳉﻬـ ـ ــﺎت اﳌﺨـ ـ ــﻮل ﳍـ ـ ــﺎ‬
‫ﻹﺻـ ـ ــﺪار اﳉـ ـ ــﺪاول واﻟﺴـ ـ ــﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ــﺔ اﻷﺧـ ـ ــﺮى ﺣ ـ ـ ــﱴ ﻳﻌﺘـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳌﻘﻴـ ـ ــﺪ ﺑـ ـ ــﻪ دون إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﺰور ﳑﺎ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﺗﻘﻴﺪ اﻟﻘﺎﺑﺾ ﺑﺎﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺬﻛﻮرة‪.‬‬
‫وﳌ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻗ ـ ــﺪ ﺣﺴ ـ ــﻤﺖ ﰲ اﻟﻘﻴﻤ ـ ــﺔ اﻟﺜﺒﻮﺗﻴ ـ ــﺔ ﻟﻼﺋﺤ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺪل ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ــﺮف اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﻋﻠ ــﻰ اﺣﱰاﻣ ــﻪ ﳌﺴ ــﻄﺮة اﻟﺘ ــﺪرج ﰲ اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل إرﺳ ــﺎل آﺧ ــﺮ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون‬
‫ﺻـ ــﺎﺋﺮ ﻗﺒـ ــﻞ اﻻﻧﺘﻘـ ــﺎل إﱃ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص اﳉـ ــﱪي‪ ،...‬ﻓـ ــﺈن ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي اﻟـ ــﱵ‬
‫ﲤ ـ ــﺖ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﲔ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﺧﺎرﻗ ـ ــﺔ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ أن‬
‫اﻟﺘﻮﺟ ــﻪ اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻲ ﶈﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﻣﺘ ـ ـﻮاﺗﺮ ﻋﻠ ــﻰ وﺟ ــﻮب ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﳌﻠ ــﺰم ﺑﺎﻟ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ ﺑ ــﺂﺧﺮ إﺷ ــﻌﺎر‬
‫ﺑـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺎ أو ﺣﺼ ـ ــﻮل ﻣـ ــﺎﻧﻊ ﳛ ـ ــﻮل دون ﻫـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎر ذﻟـ ــﻚ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﺴ ـ ــﺒﻴﻞ‬
‫إﱃ ﲢﻘﻴ ــﻖ اﻟﻐﺎﻳ ــﺔ ﻣ ــﻦ إرﺳ ــﺎل اﻹﺷ ــﻌﺎر اﳌﺘﻤﺜ ــﻞ ﰲ ﺣﺼ ــﻮل اﻟﻌﻠـ ــﻢ ﻟ ــﺪى اﳌ ــﺪﻳﻦ ﺑﺄﻧ ــﻪ ﻣﻄﺎﻟ ــﺐ ﺑ ــﺄداء‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻲ ﻛﻤـ ـ ــﺎ أﻛـ ـ ــﺪت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ ﰲ ﻗﺮارﻫـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 93‬اﻟﺼـ ـ ــﺎدر ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪2011/10/27‬‬
‫ﰲ اﳌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻹداري ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ‪ 2009/2/4/806‬واﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮار ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ‪ 305‬ﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2009/05/06‬ﰲ‬
‫اﳌﻠﻒ ‪.2009/2/4/35‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗﺒﻌـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﰲ ﻏﻴـ ـ ـ ــﺎب إﺛﺒـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﲟـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ـ ـ ــﺪ اﺣﱰاﻣـ ـ ـ ــﻪ ﳌﺒـ ـ ـ ــﺪأ ﺗﺴﻠﺴـ ـ ـ ــﻞ‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي اﻟـ ــﱵ ﺑﺎﺷ ـ ــﺮﻫﺎ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﲔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص ﻧﺘﻴﺠ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ـ ـ ـ ــﻮن ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن وﺗﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺘﺒﻊ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺒﻄﻼ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﳌﺎ ﻗﻀﻰ ﲞﻼف ذﻟﻚ ﱂ ﳚﻌﻞ ﻟﻘﻀﺎﺋﻪ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ووﺟﺐ إﻟﻐﺎؤﻩ"‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻧ ـ ـ ــﻨﻔﺲ اﳌﻨ ـ ـ ـﻮال ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ‪ ، 822‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﺆﻳ ـ ـ ــﺪ ﺣﻜ ـ ـ ــﻢ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ـ ــﺎط‪ 823‬ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ أﻛ ـ ـ ــﺪت أن‪" :‬ﳎ ـ ـ ــﺮد إرﺳ ـ ـ ــﺎل اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ أن ﻳﻨ ـ ـ ــﺘﺞ أﺛ ـ ـ ــﺮﻩ ﰲ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬ ــﺔ اﳌﻠ ــﺰم وإﳕ ــﺎ ﳚ ــﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐ ــﻪ إﻟﻴ ــﻪ ﲡﻌﻠ ــﻪ ﰲ ﺣﻜ ــﻢ اﻟﻌ ــﺪم ﺑﺎﻋﺘﺒ ــﺎر أن اﻟﻐﺎﻳ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬا اﻹﺟـ ـﺮاء ﻫ ــﻮ‬

‫‪ -822‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،73‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/01/06‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،9/09/357‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -823‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،32‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/01/06‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ 08/762‬ش‪ .‬ض‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫ﻋﻠ ــﻢ اﳌﻠ ــﺰم ﺑﺎﻟ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ اﻟﻌ ــﺎﻟﻖ ﺑﺬﻣﺘ ــﻪ وﻟ ــﻴﺲ ﳎ ــﺮد ﺗﻘﻴﻴ ــﺪ إرﺳ ــﺎﻟﻪ إﻟﻴ ــﻪ ﺑﺎﻟﺴ ــﺠﻞ اﶈ ــﺪد ﻟ ــﺬﻟﻚ ﻻ‬
‫ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ أﺛ ـ ــﺮ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﻪ وأن ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﻟﻠﻤﻄﻠـ ـ ــﻮب‬
‫ﺑ ـ ــﺎﳊﺠﺮ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ــﻪ ﺑﻄ ـ ــﻼن اﻹﺟـ ـ ـﺮاء اﳌـ ـ ـﻮاﱄ ﻟ ـ ــﻪ ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﻌ ـ ــﻪ اﻟﺴ ـ ــﺒﺐ اﳌﺜ ـ ــﺎر ﻏ ـ ــﲑ ﻣﺮﺗﻜ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﺳﺎس واﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﻛﺎن ﺻﺎﺋﺒﺎ وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.‬‬
‫وﰲ ﻗ ـ ـﺮار ‪ 824‬آﺧـ ــﺮ ﻟـ ــﻨﻔﺲ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ‪ (...)" :‬ﻟﻜـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ أوﱃ ﻟـ ــﺌﻦ ﻧـ ــﺺ‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻮب ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﻓ ـ ــﺈن ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﻮ ﻣﻨﻄﻠ ـ ــﻖ اﺣﺘﺴ ـ ــﺎب‬
‫اﻷﺟـ ــﻞ ﻗﺒـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي اﳌﺘﻤﺜﻠـ ــﺔ ﰲ اﻹﻧـ ــﺬار واﳊﺠـ ــﺰ واﻟﺒﻴـ ــﻊ وﻣـ ــﻦ ﰒ ﻳﻀـ ــﻤﻦ‬
‫ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ أﻣﺮا ﺿﺮورﻳﺎ ﰲ ﺗﺪرج إﺟﺮاءات اﳌﺬﻛﻮرة)‪."(...‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ـﻮاﺗﺮ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻟﺘﺄوﻳ ـ ـ ــﻞ ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ﺣﻜ ـ ـ ــﻢ ﺻ ـ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺄﻛ ـ ـ ــﺎدﻳﺮ ﳒ ـ ـ ــﺪﻫﺎ‬
‫اﻋﺘ ـ ـ ــﱪت‪ (...)" :‬وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﱂ ﻳﺜﺒ ـ ـ ــﺖ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ــﻪ اﳌ ـ ـ ــﺪﻋﻰ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ ﺣ ـ ـ ــﱴ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن‬
‫ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﻣﻨﺘﺠ ـ ــﺎ ﻵﺛ ـ ــﺎرﻩ ﻷن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻓ ـ ــﺮض ﻏﺮاﻣ ـ ــﺎت اﻟﺘ ـ ــﺄﺧﲑ‬
‫ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻻ ﻳﻜـ ـ ـ ــﻒ ﺗﻘﻴـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻹرﺳـ ـ ـ ــﺎل ﺑﺎﳉـ ـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ واﺣ ـ ـ ـ ـﱰام اﻷﺟـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳌﺒﺎﺷـ ـ ـ ــﺮة‬
‫إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻼﺣﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻞ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﺑﻄ ـ ــﻼن ﺗﻠ ـ ــﻚ‬
‫اﻹﺟﺮاءات)‪.825"(...‬‬
‫وﺟ ــﺎء ﰲ ﺣﻜـ ــﻢ آﺧـ ــﺮ ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﶈﻜﻤ ــﺔ‪ 826‬ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ (...)" :‬ﻻ ﻳﻜﻔـ ــﻲ ﺗﻘﻴﻴ ـ ـﺪ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫إرﺳ ـ ــﺎل آﺧ ـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﺑﺎﳉ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ واﺣ ـ ـ ـﱰام اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮة إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻼﺣﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻞ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺣ ـ ــﱴ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ وﻣﻨﺘﺠ ـ ــﺎ ﻵﺛ ـ ــﺎرﻩ‪،‬‬
‫ﻷن ﻫﺬا اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻳﻌﺘﱪ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺮض ﻏﺮاﻣﺎت اﻟﺘﺄﺧﲑ)‪."(...‬‬

‫‪ -824‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2197‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/12/23‬ﻣﻠﻒ ﻋـﺪد ‪)، 9/08/118‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -825‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2011/584‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/10/04‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،0339‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -826‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،2008/335‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪) ،2010/02/16‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫وﰲ اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ﳒ ـ ـ ــﺪ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ـ ــﺪة ﻋﻠﻠ ـ ـ ــﺖ أﺣ ـ ـ ــﺪ أﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪" :‬ﺗﺴ ـ ــﺘﻠﺰم اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌﺴ ـ ــﺒﻖ ﻟﻺﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﺑﻄ ـ ــﻼن اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻹﺟﺮاءات اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻪ"‪.827‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا ﻳﺘﻀ ــﺢ ﺑ ــﺄن اﻻﲡ ــﺎﻩ اﻷﺧ ــﲑ اﻟ ــﺬي أﺳﺴ ــﺖ ﻟ ــﻪ ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﻻ ﻳﻘ ــﻒ ﻋﻨ ــﺪ ﺣﺮﻓﻴـ ــﺔ‬
‫اﻟ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﻳﺘﺨﻄ ـ ــﻰ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮﻧﻪ اﻟ ـ ــﺬي ﻫ ـ ــﻮ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮن ﺻ ـ ـ ـﺮﻳﺢ‪ ،828‬ﺑ ـ ــﻞ ﻳﺘﻌ ـ ــﺪى ذﻟ ـ ــﻚ إﱃ ﺗﺒ ـ ــﲏ‬
‫ﻣﻌﻴ ـ ــﺎر ﻏ ـ ــﺎﺋﻲ ﻳﻘ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﻌﻠ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﻮ ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ‬
‫ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﻐﺮاﻣ ـ ــﺎت اﻟﺘﺄﺧﲑﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﻄ ـ ــﺎل اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺟـ ـ ـﺮاء ﻋ ـ ــﺪم ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻪ ‪ ‬ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﺪم أداء اﻟﺪﻳﻦ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ‪.‬‬
‫وﰲ اﻋﺘﻘـ ـ ــﺪﻧﺎ وإن ﻛـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟـ ـ ــﻪ ﻳﺮاﻋـ ـ ــﻲ ﻣﺼـ ـ ــﺎﱀ اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ وﻳﺴـ ـ ــﻌﻰ إﱃ إﻗ ـ ـ ـﺮار ﻧـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﻮازن ﰲ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻠﺰم ﺑﺈدارة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻐﻠﻮ ﰲ ﺣﻖ اﳋﺰﻳﻨﺔ‪.829‬‬
‫ﻓ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن ﺗﻀ ـ ــﺎرب اﳌﻮاﻗ ـ ــﻒ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺑ ـ ــﲔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﻀ ـ ــﻌﻒ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﻞ ﳜﻠـ ـ ــﻖ ﻋ ـ ــﺪم اﻻﺳـ ـ ــﺘﻘﺮار ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺴـ ـ ــﺘﺪﻋﻲ‬
‫ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﻠﻮب اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ أو اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ اﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻲ‬
‫ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﺎﻹﻋﻼم اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻛﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة اﳌﻠ ـ ــﺰم وﻛ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻳﺴ ـ ــﺎﻫﻢ ﰲ ﲤﻜ ـ ــﲔ اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻨ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ــﻞ ودون ﺣﺎﺟ ـ ــﺔ إﱃ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص‬
‫ﺧﺎﺻﺔ اﳉﱪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪.830‬‬
‫وﻧﺴ ـ ـ ــﺠﻞ ﺑﺎرﺗﻴ ـ ـ ــﺎح ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ اﳋ ـ ـ ــﺎزن اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ـ ــﺔ إﱃ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺒﲔ اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ــﲔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ )اﻟﺼ ـ ــﻔﺤﺔ ‪ (19‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺸ ـ ــﲑ إﱃ أن اﻹﺷ ـ ــﻌﺎرات اﻟ ـ ــﱵ ﱂ ﻳﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ‪ ‬ـ ــﺎ اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﻮن ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫وﻳ ـ ــﺘﻢ إرﺟﺎﻋﻬ ـ ــﺎ إﻟ ـ ــﻴﻬﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﱪﻳ ـ ــﺪ‪ ،‬ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﻜﻠﻴ ـ ــﻒ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻌﲔ‬
‫ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﺑﺈﻳﺼ ـ ــﺎﳍﺎ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة إﱃ أﺻ ـ ــﺤﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬وﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم إﳚ ـ ــﺎدﻫﻢ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‬

‫‪ -827‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2001/175‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/7/12‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2001/37‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -828‬أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪ :‬اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -829‬ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬ﺑﻄﻼن إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻨﺎرة‪ ،‬ﻋﺪد ﺧﺎص‪ ،2016 ،‬ص‬
‫‪.145‬‬
‫‪ -830‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.507-506‬‬
‫‪280‬‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫﻮﻳ ـ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰﻣﲔ ﻟﺼ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴ ـ ـ ــﻞ ﺣﻘﻬ ـ ـ ــﻢ ﰲ اﻹﻋ ـ ـ ــﻼم اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪.831‬‬
‫ﻓﺄﻣ ـ ـ ـ ــﺎم ﺗﻀ ـ ـ ـ ــﺎرب اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ وﺗﺸ ـ ـ ـ ــﺒﺚ اﻹدارة ﲝﺮﻓﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‪ 832‬وﺟ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﻟﺘﻨﺼـ ــﻴﺺ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أﺳـ ــﻠﻮب اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ أو اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ اﻟﺸﺨﺼـ ــﻲ‬
‫ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﺑـ ــﺎﻹﻋﻼم اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻛﻀـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻟﻔﺎﺋـ ــﺪة اﳌﻠـ ــﺰم وﻛـ ــﺈﺟﺮاء ﺳﻴﺴ ـ ـﻬﻢ ﺑـ ــﺪون ﺷـ ــﻚ ﰲ ﲤﻜـ ــﲔ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺒـ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻨـ ـ ــﺔ داﺧـ ـ ــﻞ اﻷﺟـ ـ ــﻞ ودون ﺣﺎﺟـ ـ ــﺔ إﱃ اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻻﺳﺘﺨﻼص ﺧﺎﺻﺔ اﳉﱪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫‪@@@æýİjÜÛ@kuìß@kîÈ×@ÕjŽ½a@—îÛa@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫إذا ﻛـ ــﺎن اﳌﺸـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻗـ ــﺪ أﻟـ ــﺰم اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 37‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪،‬‬
‫اﳊﺼـ ــﻮل ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﱰﺧـ ــﻴﺺ ﻣـ ــﻦ رﺋـ ــﻴﺲ اﻹدارة‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ إﲰﻴـ ــﺔ ﺑﺎﳌـ ــﺪﻳﻦ أو اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ اﻟـ ــﺬﻳﻦ‬
‫ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﰲ ﺣﻘﻬ ـ ـ ــﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ــﱪي‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻳﺮاﻗ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ــﺪى‬
‫اﺣﱰام اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻣ ـ ــﺎ ﳝﻴ ـ ــﺰ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺧﺼـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻫ ـ ــﻮ ﻗﻠ ـ ــﺔ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ أو اﻧﻌ ـ ــﺪاﻣﻬﺎ ﲟﻌ ـ ــﲎ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻻ ﺗﺘﻌـ ـ ــﺮض‬
‫ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻦ أو اﻻﻋـ ـ ـﱰاض‪ ،‬وﻻ ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ ﳎ ـ ــﺎﻻ ﻹﺻ ـ ــﺪار اﺟﺘﻬ ـ ــﺎدات ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻛﺒ ـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻷﺧ ـ ــﺮى‬
‫ﻣ ــﻦ إﻋ ــﻼم ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وإﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ ﻟﻜ ــﻮن ﺗﻄﺒﻴﻘﻬ ــﺎ ﻳﻘﺘﺼ ــﺮ ﻋﻠ ــﻰ رﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﺮؤﺳ ــﺎء ﻟﻠﻤﺮؤوﺳ ــﲔ‪،‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻘﺖ اﻹﺷ ـ ــﺎرة ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻜﻮ‪ ‬ـ ــﺎ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟ ـ ـﺮاء ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎ ﻳﺒﻘ ـ ــﻰ أﺛ ـ ــﺮﻩ ﻟﺼ ـ ــﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﺴ ـ ــﻞ اﻹداري‬
‫داﺧﻞ اﻹدارة‪ ،‬ﻻ ﺧﺎرﺟﻬﺎ دون أن ﻳﻄﺎل ﺣﻴﺎة أي ﻣﻠﺰم‪.833‬‬
‫وﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ذﻫ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺒﻌﺾ‪ -‬رﻏﺒ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻨﻴ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﺤﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ا‪ ‬ـ ـﺮاة ﰲ ﺣﻘ ـ ــﻪ‪-‬‬
‫إﱃ إﺛ ـ ــﺎرة ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺧﺼ ـ ــﺔ أو اﻟﺘﺄﺷ ـ ــﲑ واﻻﺣﺘﺠ ـ ــﺎج ﺑ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ‪ ‬ـ ــﺎ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ ﺗﻠ ـ ــﻚ‬

‫‪ -831‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺣﺰﻳﻜﺮ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺎﳌﻐﺮب ﳏﺎوﻟﺔ ﰲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات إدارة‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﻠﺰم‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -832‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﳌﺴﻨﺎﻩ ﰲ ﻋﺪة ﻣﻘﺎﺑﻼت أﺟﺮﻳﻨﺎﻫﺎ ﻣﻊ أﻃﺮ أﻗﺴﺎم اﳌﻨﺎزﻋﺎت ﲟﺨﺘﻠﻒ اﳌﺪﻳﺮﻳﺎت اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ‪‬ﻤﻮﻋﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻵراء اﻟﱵ اﺳﺘﻘﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﳋﻼﻳﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪.‬‬
‫‪ -833‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪281‬‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺴـ ـ ــﻴﺎق أﺷـ ـ ــﺎر ﺣﻜـ ـ ــﻢ ﺻـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﻔـ ـ ــﺎس‪ ،‬ﰲ ﻣﻌـ ـ ــﺮض ﺗﱪﻳـ ـ ــﺮﻩ‬
‫ﻟﺴ ـ ـ ــﻼﻣﺔ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﳌﻮﻗ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﻨﻘ ـ ـ ــﻮﻻ ت اﳌﺪﻋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﻹذن ﺑﺎﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ــﺬي ﻗﻀ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ـﺮﻓﺾ‬
‫اﻟـ ــﺪﻋﻮى واﳌﺴـ ــﺘﻨﺪ إﱃ ﻋـ ــﺪة ﻋﻠـ ــﻞ ﻣﻨﻬـ ــﺎ‪ " :‬وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﳏﻀـ ــﺮ اﳊﺠـ ــﺰ اﳌﺴـ ــﺘﺪل ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﺪﻋﻴـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 94/04/26‬ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أن ﻫـ ـ ــﺬا اﳊﺠـ ـ ــﺰ أﺟـ ـ ــﺮي ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬا‬
‫ﻟـ ـ ــﻺذن ﺑﺎﻹﺟﺒـ ـ ــﺎر اﻟﺼـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ اﳋـ ـ ــﺎزن اﻟﻌـ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ـ ــﺔ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،1994/4/25‬ﺧﻼﻓـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﺎ ادﻋﺘـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌﺪﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﳍﺎ"‪.834‬‬
‫وﻫ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ أﻛﺪﺗ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺄﻛـ ـ ــﺎدﻳﺮ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ اﻋﺘـ ـ ــﱪت‪ " :‬أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺒﻴـ ـ ــﻊ‬
‫اﻷﺷ ـ ـ ــﻴﺎء اﶈﺠ ـ ـ ــﻮزة ﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ إﻻ ﲟﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﺗ ـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﻳﻌﻄ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻣﻦ ﻃﺮف رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﳍﺎ"‪.835‬‬
‫وﰲ ﺳ ـ ــﻴﺎق ﳑﺎﺛ ـ ــﻞ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء إﱃ ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪ ﺿ ـ ــﺮورة‬
‫ﺣﺼ ــﻮل اﶈﺎﺳ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﱰﺧ ــﻴﺺ ﻗﺒ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة اﳊﺠ ــﺰ ﺣﻴ ــﺚ ﺟ ــﺎء ﰲ ﻗﺮارﻫ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ إن‬
‫ﻣـ ــﺎ ﻳـ ــﺪﻓﻊ ﺑـ ــﻪ اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ ﲞﺼـ ــﻮص ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 37‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن‬
‫اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﳌﺘﻤﺴ ـ ــﻚ ﺑ ـ ــﻪ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﲝﺠ ـ ــﺰ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت واﻟ ـ ــﺬي ﻳﻮﺟ ـ ــﺐ ﺗ ـ ــﻮﻓﺮ ﻗﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﲰﻴ ـ ــﺔ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﺮﺧﻴﺺ‬
‫ﻳﺼ ــﺪر ﻋ ــﻦ رﺋـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟ ــﱵ ﻳﻨﺘﻤـ ــﻲ إﻟﻴﻬ ــﺎ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‪ ،‬أﻣ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻄﻠ ــﺐ ﺑﻴـ ــﻊ‬
‫اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﲞﺼـ ــﻮص ﺣﺠـ ــﺰ اﻷﺻـ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ وﺑﻴﻌﻬـ ــﺎ ﳑـ ــﺎ ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ اﻟـ ــﺪﻓﻊ اﳌﺜـ ــﺎر أﻋـ ــﻼﻩ ﰲ‬
‫ﻏﲑ ﳏﻠﻪ وﻳﺘﻌﲔ ردﻩ"‪.836‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا ﻧﺴـ ـ ــﺘﻨﺘﺞ ﻧﻘﻄـ ـ ــﺔ ﻣﻬﻤـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛـ ـ ــﻮن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ اﺳـ ـ ــﺘﺜﲎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‪ ،‬وﲟ ـ ــﺎ أن اﻹﻧ ـ ــﺬار أول اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳉﱪﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻠﺠ ـ ــﺄ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻹداري‬
‫ﻏﺎﻟﺒ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻨﺼ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﻪ واﺣ ـ ـﱰام آﺟﺎﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫دون اﻻﻧﺘﺒ ـ ـ ــﺎﻩ إﱃ ﺻ ـ ـ ــﺪور اﻟﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻗﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ اﻻﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﻟ ـ ـ ــﱵ ﲤﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 37‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -834‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،11‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1994/09/29‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 94/11‬غ‪ ،‬أوردﻩ أﲪﺪ ﺟﻮاﻫﺮي‪،‬‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي ﻟﻠﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -835‬أﻣﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،196‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/10/30‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،00/320‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -836‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،2011/1737‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/04/26‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد‬
‫‪) ،7/2010/1201‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫وﻣـ ــﺎ إﺛﺎرﺗﻨـ ــﺎ ﳍـ ــﺬﻩ اﳉﺰﺋﻴـ ــﺔ إﻻ ﻟﺘﻨﺒﻴـ ــﻪ اﻟﻘﺒـ ــﺎض ﻟﺘـ ــﻮﺧﻲ اﳊـ ــﺬر وإﻋﻄـ ــﺎء ﻛـ ــﻞ إﺟ ـ ـﺮاء أﳘﻴﺘـ ــﻪ‪ ،‬ﺣـ ــﱴ‬
‫وﻟ ـ ــﻮ ﻛ ـ ــﺎن داﺧﻠﻴ ـ ــﺎ وﻣﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﺴ ـ ــﻞ اﻹداري‪ ،‬ﻷن اﻟ ـ ــﻮﻋﻲ ﺑﺎﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أﺻ ـ ــﺒﺢ ﻳﺮﺗﻔ ـ ــﻊ ﻟ ـ ــﺪى‬
‫اﳌﻠﺰﻣﲔ ﳑﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ أﻣﻮاﻻ ﻛﺜﲑة ﳓﻦ ﰲ أﻣﺲ اﳊﺎﺟﺔ ﳍﺎ‪.‬‬
‫‪@@ð¦a@Ýî–znÜÛ@òí…bÈÛa@paõaŠu⁄a@âaya@â†Ç@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي إﺣ ـ ــﺪى اﻷوﺟ ـ ــﻪ اﻟﺒ ـ ــﺎرزة ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﲤﻴ ـ ــﺰ‬
‫ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺗﺸ ـ ــﺪد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺣﱰﻣﻬ ـ ــﺎ إﺳ ـ ــﻮة ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ أﳘﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أ‪‬ﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ وﺟﻮدا وﻋﺪﻣﺎ ﲟﺸﺮوﻋﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻌـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻟﻠﺸـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت واﻵﺟـ ـ ــﺎل اﳌﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع‬
‫اﻷول(‪ ،‬أو اﳊﺠـ ـ ــﺰ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ(‪ ،‬أو اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻟﺜﺎﻟـ ـ ــﺚ(‪ ،‬أو اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ )اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻟﺮاﺑـ ـ ــﻊ(‪،‬‬
‫ﻳ ــﺆدي وﺟﻮﺑ ــﺎ إﱃ إﻟﻐ ــﺎء ﻫ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء واﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘ ــﺔ ﻟ ــﻪ‪ ،‬ﻷن اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﳌﺒ ــﲏ ﻋﻠ ــﻰ ﺑﺎﻃ ــﻞ ﻓﻬ ــﻮ‬
‫ﺑﺎﻃﻞ‪.‬‬
‫‪@@ïãìãbÔÛa@‰aˆã⁄a@paõaŠug@¿@åÈİÛa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗﻮﺻـ ـ ــﻞ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ﺑﺎﳉـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟـ ـ ــﺬي ﳛـ ـ ــﺪد ﻣﻘـ ـ ــﺪار اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ‬
‫واﺟ ـ ــﻞ دﻓﻌﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﳏﺼ ـ ــﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم اﻷداء ﻻ ﻳﺒﺎﺷ ـ ــﺮ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬إﻻ‬
‫ﺑﻌـ ــﺪ ﺳـ ــﻠﻮك اﳋﻄـ ــﻮة اﻷوﱃ – ﻛﻤـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ذﻛـ ــﺮﻩ – اﻟـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺜـ ــﻞ ﰲ إرﺳـ ــﺎل آﺧـ ــﺮ إﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ‬
‫ﻛﺘـ ــﺬﻛﲑ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﲟﻴﻌ ـ ــﺎد اﻟﻮﻓ ـ ــﺎء ﺑﺎﻟـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻳﺴ ـ ــﺘﺠﻴﺐ ﳍـ ــﺬا اﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻟﻴﺘﺠﻨ ـ ــﺐ‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﳉﱪي‪.837‬‬
‫وﻟﻺﻧـﺬار اﻟﻘــﺎﻧﻮﱐ أﳘﻴــﺔ ﻛﺒـﲑة‪ ،838‬وذﻟــﻚ ﻟﻜﻮﻧــﻪ ﻳﻌﺘـﱪ إﺟـﺮاء ﻗﺎﻃﻌــﺎ ﻟﻠﺘﻘـﺎدم‪ ،839‬وﳝﻜــﻦ ﻣــﻦ ﳑﺎرﺳــﺔ‬
‫اﻹﺟـ ـﺮاءات اﳉﱪﻳ ــﺔ اﻟﻼﺣﻘ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﺟﻌ ــﻞ اﻟﻘﻀ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ــﺮﰊ ﻳﺘﺸ ــﺪد ﰲ ﺿ ــﺮورة اﺣـ ـﱰام اﻹدارة‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ إﺟﺮاءاﺗﻪ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼن اﻹﺟﺮاءات واﺳﺘﻨﺎدا ﻟﻘﺎﻋﺪة ﻣﺎ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ‪.‬‬

‫‪ -837‬ﳏﻤﺪ ﺷﻜﺮي‪ :‬اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 15-97‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻗﺮاءة أوﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ا‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺدارة‬
‫اﶈﻠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،31‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،2001 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -838‬ﺟﺎء ﰲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ أن‪" :‬اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻳﻌﺪ إﺟﺮاء ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ وﺣﺎﲰﺎ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار وﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺨﻼص"‪ ،‬ﻗﺮار ﻋﺪد ‪ ،53‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2004/01/21‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ ،2003-2-4-785‬ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻘﺮارات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬أﻫﻢ‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﰲ اﳌﺎدة اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ -839‬ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ أﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ‪:‬‬
‫‪283‬‬
‫ﻓـ ــﺈذا ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺗﺸـ ــﻜﻞ اﻟﻮﺟـ ــﻪ اﻟﺒـ ــﺎرز ﻟﻠﻤﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻣـ ــﺎ ﻓﺘـ ــﺊ اﻟﻘﻀـ ــﺎء‬
‫اﻹداري ﻳﺆﻛـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ ﺟﻮﻫﺮﻳـ ــﺔ اﺣﱰاﻣﻬـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ــﺎر أ‪‬ـ ــﺎ ﲤﻜـ ــﻦ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻣـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ اﻟـ ــﺰﻣﻦ ﻣـ ــﻦ إﳚ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﺴ ـ ــﺒﻞ اﳌﻨﺎﺳ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻊ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ إﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻷداء أو اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻹداري أو اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ)اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة‬
‫اﻷوﱃ(‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻵﺟ ـ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺑ ـ ـ ــﲔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ وﻛ ـ ـ ــﺬا اﻟﺸـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﻤﺎرﺳ ــﺔ ﻫ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات ﻻ ﺗﻘ ــﻞ أﳘﻴ ــﺔ ﻋ ــﻦ اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﻧﻔﺴ ــﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻮ‪ ‬ــﺎ ﲤﻜ ــﻦ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻣ ــﻦ اﻟﻮﻗ ــﻮف ﻋﻨ ــﺪ‬
‫ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت واﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠ ـ ــﺔ ﲟﻌﺮﻓ ـ ــﺔ ﺣﻘﻴﻘ ـ ــﺔ اﳌﺪﻳﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ آﺟ ـ ــﺎل‬
‫وإﺟ ـ ـ ـﺮاءات أﺧـ ـ ــﺮى‪ ،‬ﻟـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻋﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﺮورة اﺣﱰاﻣﻬـ ـ ــﺎ )اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(‪.‬‬
‫‪@@ïãìãbÔÛa@‰aˆã⁄a@ÍîÜjm@òîÛbØ‘g@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﻳـ ـ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ اﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎدة ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ -‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎرﻩ أول إﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي ‪ -‬ارﺗﺒﺎﻃـ ـ ــﺎ وﺛﻴﻘـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﻟﻠـ ـ ــﺪور اﻟﻜﺒـ ـ ــﲑ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻠﻌﺒـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــﺬا اﻷﺧـ ـ ــﲑ ﰲ‬
‫ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﻌﺪاﻟ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺟ ـ ــﺰءا ﻣ ـ ــﻦ ﺣ ـ ــﻖ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع اﳌﻘ ـ ــﺪس ورﻛﻴ ـ ــﺰة أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺟﺰءا ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﺗﻘـ ـ ــﻮم أوﻟﻮﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑـ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﻻﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺒـ ـ ــﺪأ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ إﻟﺰاﻣﻴـ ـ ــﺔ أداﺋﻬـ ـ ــﺎ أوﻻ ﻣـ ـ ــﻦ ﻗﺒـ ـ ــﻞ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ‪‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻟـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﺷﺨﺼ ـ ــﻲ وﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﺣ ـ ــﱴ ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ آﺛ ـ ــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ـﺚ‬
‫ﻳﺘﺸـ ــﺪد اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري ﻛﻠﻤـ ــﺎ ﺣـ ــﺎدت اﻹدارة ﻋـ ــﻦ ﻣﺒـ ــﺪأ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼـ ــﻲ‪ ،‬ﲟـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ ذﻟـ ــﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺪﻓﺎع ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳉﱪﻳﺔ‪. 840‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪﻩ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط‪ 841‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ‪" :‬وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﺑ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ــﻒ وﺧﺼﻮﺻ ــﺎ ﻗﺎﺋﻤ ــﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌ ــﺎت اﳌ ــﺪﱃ ‪ ‬ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻳﺘﺒ ـ ـ ــﲔ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﺗﺸ ـ ـ ــﲑ إﱃ إرﺳ ـ ـ ــﺎﻟﻪ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻋﻲ إﻧ ـ ـ ــﺬارات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ دون اﻹدﻻء ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ـ ــﺎ‬

‫‪ -‬ﻣﻬﺪي ﺧﺮﺟﻮج‪ :‬ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻘﺎدم ﰲ اﳌﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.152-151‬‬
‫‪ -840‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.510‬‬
‫‪ -841‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،627‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/02/25‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2013/7/3/314‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﻟﻜـ ــﻲ ﺗـ ــﺘﻤﻜﻦ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﺑﺴـ ــﻂ رﻗﺎﺑﺘﻬـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﻼﻣﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟـ ــﱵ ﺗﻔﻴـ ــﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ‬
‫اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻺﺟﺮاء"‪.‬‬
‫ﻳﺘﻀـ ــﺢ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــﺬا اﳊﻜـ ــﻢ‪ ،‬أن اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹداري ﻳﺸـ ــﺪد ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼـ ــﻲ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ‬
‫واﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸ ـ ـ ـ ــﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺻ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ‪ ،842‬ﻓﻴﻜ ـ ـ ـ ــﻮن ﺑ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻋﺐء إﺛﺒﺎت ﺗﻮﺻﻞ اﳌﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫ﻳﻄ ـ ـ ــﺮح إﺷ ـ ـ ــﻜﺎل ﻣﻬ ـ ـ ــﻢ‪ ،‬ﰲ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳ ـ ـ ــﺮﻓﺾ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﺗﺴ ـ ـ ــﻠﻢ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار أو ﺗﻮﻗﻴﻌ ـ ـ ــﻪ‪،843‬‬
‫وﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ " إذا رﻓ ـ ــﺾ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ أو اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻘ ـ ــﻮم ﻣﻘﺎﻣ ـ ــﻪ اﺳ ـ ــﺘﻼم اﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬ﻳﺸ ـ ــﺎر إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺻ ـ ــﻞ‪ ،‬وﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺣﻴﻨﺌ ـ ــﺬ ﻣﺒﻠﻐ ـ ــﺎ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﰲ اﻟﻴ ـ ــﻮم اﻟﺜ ـ ــﺎﻣﻦ اﳌـ ـ ـﻮاﱄ ﻟﻠﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟ ـ ــﺬي ﰎ ﻓﻴ ـ ــﻪ‬
‫رﻓ ـ ـ ــﺾ اﺳ ـ ـ ــﺘﻼم اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار"‪ .‬وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ اﲡﻬ ـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺪاراﻟﺒﻴﻀ ـ ـ ــﺎء‪ 844‬إﱃ ﺿـ ـ ـ ــﺮورة‬
‫اﻹﺷ ـ ــﺎرة اﻟﺼ ـ ــﺮﳛﺔ ﰲ أﺻ ـ ــﻞ اﻹﻧ ـ ــﺬار إﱃ رﻓ ـ ــﺾ اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻊ‪ (...)" :‬ذﻟ ـ ــﻚ أن اﻻﻛﺘﻔ ـ ــﺎء ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ اﻹﺷ ـ ــﺎرات‬
‫اﻟـ ــﱵ ﻗﺎﻣـ ــﺖ ‪‬ـ ــﺎ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ــﺔ ﻏـ ــﲑ ﻛ ـ ــﺎف ﻟﻠﻘـ ــﻮل ﺑﺼـ ــﺤﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺑﻌـ ــﺪ ﻣـ ــﺮور ‪ 8‬أﻳـ ــﺎم ﻣ ـ ــﻦ‬
‫واﻗﻌﺔ اﻟﺮﻓﺾ"‪.‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻷﺻ ـ ـ ــﻞ أن ﻳﺴ ـ ـ ــﻠﻢ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﻟﺼ ـ ـ ــﺎﺣﺐ اﻟﺸ ـ ـ ــﺄن ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑ ـ ـ ــﻞ إﺷ ـ ـ ــﻬﺎد‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺻ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤ ــﺔ اﻷﺻ ــﻠﻴﺔ ﻟﻺﻧ ــﺬار‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻻﺳ ــﺘﺜﻨﺎء ﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﺟ ــﺎءت ﺑ ــﻪ اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﳌـ ـﺎدة‬
‫‪ " 43‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻟﻠﺸ ـ ــﺨﺺ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ــﻠﻢ ﰲ ﻇ ـ ــﺮف ﳐﺘ ـ ــﻮم ﰲ ﻣﻮﻃﻨ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﲔ ﻳ ـ ــﺪي‬
‫أﻗﺎرﺑ ـ ـ ــﻪ أو ﺧﺪﻣ ـ ـ ــﻪ أو ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻴﻪ أو أي ﺷ ـ ـ ــﺨﺺ آﺧ ـ ـ ــﺮ ﻳﺴ ـ ـ ــﻜﻦ ﻣﻌ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﺸ ـ ـ ــﻬﺪ اﻟﺸ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﺴﻠﻢ اﻹﻧﺬار ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ"‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳚ ـ ـ ـ ـ ــﻮز ﻟﻠﻤﺤﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻞ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻎ اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﰲ ﻣﻮﻃﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﱃ‬
‫اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص اﳌ ـ ـ ــﺆﻫﻠﲔ ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ إﻻ إذا أﺛﺒ ـ ـ ــﺖ ﺗﻌ ـ ـ ــﺬر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ــﻪ‪ .‬ﻓ ـ ـ ــﺮﻏﻢ اﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع‬
‫اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑﻮاﺳـ ـ ــﻄﺔ اﻷﻗـ ـ ــﺎرب إﺣـ ـ ــﺪى وﺳـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ إﻻ أﻧ ـ ــﻪ ﱂ ﻳﻌﻄـ ـ ــﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘﺮاﺑـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫﻨـ ـ ــﺎ ﺗﻄـ ـ ــﺮح‬

‫‪ -842‬اﳌﺎدة ‪ 43‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -843‬ﻳﻌﺘﱪ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ذو أﳘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎرﻩ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﻌﻮن اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺪ‬
‫ﺧﺎﻃﺐ اﳌﻠﺰم اﻟﺬي ﻟﻪ اﻟﺼﻔﺔ ﰲ اﺳﺘﻼم اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﳌﺮاد ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺘﱪ ﻋﺪم اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﺮادﻓﺎ ﻟﺮﻓﺾ اﻟﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫‪ -844‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،245‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2003/04/23‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2003/59‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻜﺎل اﻵﰐ‪ :‬ﻫ ـ ــﻞ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ذﻛ ـ ــﺮ اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ واﳍﻮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ درﺟ ـ ــﺔ اﻟﻘﺮاﺑ ـ ــﺔ؟ وﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻲ درﺟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﺮاﺑﺔ؟‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻳﻔـ ـ ــﱰض ﰲ ﻗﺮﻳـ ـ ــﺐ اﳌﺘﻮﺻـ ـ ــﻞ أن ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻋﻠـ ـ ــﻰ درﺟـ ـ ــﺔ ﲡﻌﻠـ ـ ــﻪ ﺣﺮﻳﺼـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ‬
‫اﻟﻘﺮﻳ ـ ــﺐ اﳌ ـ ـ ـﺮاد ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻻ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﺰاﺋ ـ ــﺮ أو اﻟﺼ ـ ــﺪﻳﻖ ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪرﺟ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻫ ـ ــﺐ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ إﱃ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪﻫﺎ ﰲ اﻟﺪرﺟ ـ ــﺔ اﳋﺎﻣﺴ ـ ــﺔ وأﺣﻴﺎﻧ ـ ــﺎ ﻳﻜﻔ ـ ــﻲ ذﻛ ـ ــﺮ اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ دون اﳍﻮﻳ ـ ــﺔ ﻛﺘﺴ ـ ــﻠﻢ اﻷب‬
‫أو اﻷم‪ ،‬أم ﻏﲑﳘﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ذﻛﺮ اﳍﻮﻳﺔ واﻟﺼﻔﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﳌﺘﺴﻠﻢ‪. 845‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد اﲡ ـ ــﻪ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﰲ ﻧﻔ ـ ــﺲ ﻣﻨﺤ ـ ــﻰ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ‬
‫ﺣﺎﻟﻴـ ــﺎ(‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ذﻫﺒـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ــﺔ ﰲ أﺣـ ــﺪ ﻗﺮارا‪‬ـ ــﺎ أن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻷﺣـ ــﺪ أﻗـ ــﺎرب اﳌﻠـ ــﺰم‬
‫ﻟﻜـ ــﻲ ﻳﻌﺘ ـ ــﺪ ﺑـ ــﻪ وﻳﻨ ـ ــﺘﺞ آﺛـ ــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻳﺘﻌـ ــﲔ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ اﳍﻮﻳـ ــﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﻄـ ــﺮف اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺴـ ــﻠﻢ ﻃ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ وأن ذﻛـ ــﺮ أن ﻣﺘﺴـ ــﻠﻢ ﻃـ ــﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻫـ ــﻮ "اﺑﻨﺘـ ــﻪ" دون ﺑﻴـ ــﺎن اﲰﻬـ ــﺎ اﻟﻜﺎﻣـ ــﻞ ﳚﻌـ ــﻞ اﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ ﻏـ ــﲑ‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪" :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻌﻴ ـ ــﺐ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﲞ ـ ــﺮق اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ "ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻟﻠﺸ ـ ــﺨﺺ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ــﻠﻢ ﰲ ﻇ ـ ــﺮف‬
‫ﳐﺘ ـ ــﻮم ﰲ ﻣﻮﻃﻨ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﲔ ﻳ ـ ــﺪي أﻗﺎرﺑ ـ ــﻪ " وأن اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﱂ ﺗﻌﺘ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟ ـ ــﺬي ﰎ ﻟﺒﻨ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟﻌ ــﺪم ذﻛ ــﺮ اﲰﻬ ــﺎ ﺗﻜ ــﻮن ﻗ ــﺪ ﺧﺮﻗ ــﺖ ﻣﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﳌ ــﺎدة اﻟﺴ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ــﺬﻛﺮ ﻃﺎﳌ ــﺎ أن أوﻻد اﳌﻠ ــﺰم‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺿ ـ ــﻤﻦ اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ إﻟ ـ ــﻴﻬﻢ ﲟﺜﺎﺑ ـ ــﺔ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم اﻷﺻ ـ ــﻠﻲ‪ ،‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻷﺣـ ــﺪ أﻗـ ــﺎرب اﳌﻠـ ــﺰم ﻟﻜـ ــﻲ ﻳﻌﺘـ ــﺪ ﺑـ ــﻪ وﻳﻨـ ــﺘﺞ آﺛـ ــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﻳﺘﻌـ ــﲔ أن ﻳﺘﻀـ ــﻤﻦ اﳍﻮﻳـ ــﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻄـ ــﺮف اﻟـ ــﺬي ﺗﺴـ ــﻠﻢ ﻃـ ــﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ‪ ،‬وأن ذﻛـ ــﺮ أن ﻣﺘﺴـ ــﻠﻢ ﻃـ ــﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻫـ ــﻮ "اﺑﻨﺘـ ــﻪ" دون ﺑﻴـ ــﺎن اﲰﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟﻜﺎﻣﻞ ﳚﻌﻞ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻏﲑ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻓﻜﺎن ﻣﺎ أﺛﲑ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﻖ ﻏﲑ ﻣﺆﺳﺲ"‪.846‬‬

‫‪ -845‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،268‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/04/26‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،3/99/2551‬أوردﺗﻪ ﻋﺰﻳﺰة ﻫﻨﺪاز‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -846‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،151‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،04/04/2007‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،9/06/50‬ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ‬
‫اﳊﻘﻮق اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﻣﻮاﻗﻒ ﳏﺎﻛﻢ اﳌﻮﺿﻮع وﺗﻮﺟﻬﺎت ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬دﻻﺋﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬
‫‪ ،3‬اﳉﺰء اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،2010‬ص ‪.210‬‬
‫‪286‬‬
‫وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ اﻋﺘـ ـ ــﱪ أﻧ ـ ــﻪ‪" :‬ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ‬
‫ﺷ ـ ــﻬﺎدة اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﻢ ﺑﻴ ـ ــﺎن اﺳـ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ــﻠﻢ ﻟ ـ ــﻪ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺪﻋﺎء‪ ،‬ﻓ ـ ــﻼ ﻳﻜﻔـ ـ ــﻲ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﻋﺎﺋﻠـ ـ ــﺔ اﳌﻌـ ـ ــﲏ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﺮ رﻓﻀﺖ ﺗﺴﻠﻢ اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء"‪.847‬‬
‫وﰲ ﻣﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺴ ـ ــﺎﻛﻨﺔ ﺗﻄ ـ ــﺮح ﻣﺸ ـ ــﺎﻛﻞ ﻋﺪﻳ ـ ــﺪة ﰲ ﳎ ـ ــﺎل اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬إذ ﻓ ـ ــﻼ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺄﻛ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﺴ ــﺎﻛﻨﺔ ﻷﻧ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻳﺴ ــﻜﻦ ﺑ ــﺎﳉﻮار ﻻ ﻳﻌﺘ ــﱪ ﺗﻮﺻ ــﻠﻪ ﺗﻮﺻ ــﻼ ﺻ ــﺤﻴﺤﺎ‪ ،‬ﻣ ــﻦ ذﻟ ــﻚ ﺳ ــﻜﺎن‬
‫ﻟﻌﻤﺎرة واﺣﺪة أو ﳎﻤﻊ ﺳﻜﲏ أو ﻛﻞ واﺣﺪ ﻳﺴﻜﻦ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﰲ ﻣﻨﺰل واﺣﺪ‪.‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ أن اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹداري اﻋﺘـ ــﱪ أن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ إﱃ ﺧـ ــﺪم اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣﺸـ ــﺮوﻋﺎ‬
‫ﻣ ــﱴ ﺗﻌ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﺷﺨﺼ ــﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ أﻛ ــﺪت اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ــﺎط‪ 848‬ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴ ــﺚ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀ ـ ـﺮﻳﺔ ورﺳـ ــﻢ اﻟﻨﻈﺎﻓـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ اﻟﺴـ ــﻨﻮات اﻟـ ــﺜﻼث اﻷﺧـ ــﺮى اﻟـ ــﱵ ﴰﻠﻬـ ــﺎ اﻹﻧـ ــﺬار )‪،(...‬‬
‫ﻧ ـ ــﺎزع اﳌ ـ ــﺪﻋﻮن ﰲ ﺗﻮﺻ ـ ــﻠﻬﻢ ﺑﺎﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ وأن اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﻟ ـ ــﺬي وﻗ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﺳ ــﺎس أﻧ ــﻪ اﳌﺴ ــﺘﻠﻢ ﻟ ــﻪ ﻟ ــﻴﺲ واﺣ ــﺪا ﻣ ــﻨﻬﻢ‪ ،‬إﻻ أﻧ ــﻪ ﺑ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻹﻧ ــﺬار اﳌ ــﺬﻛﻮر ﻳﺘﻀ ــﺢ أﻧ ــﻪ وﺟ ــﻪ إﱃ‬
‫اﳌ ـ ـ ـ ــﺪﻋﲔ ﰲ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ـﻮا‪‬ﻢ وﺗﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻤﻪ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻬﻢ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2003/04/22‬وﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﱂ ﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺎزﻋﻮا ﻓﻴ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣﻜﺘﻔ ـ ــﲔ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴ ـ ــﻚ ﺑ ـ ــﺄن ذﻟ ـ ــﻚ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻻ ﳛﻤ ـ ــﻞ اﺳ ـ ــﻢ أﺣ ـ ــﺪﻫﻢ وﺗ ـ ــﻮﻗﻴﻌﻬﻢ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ــﻞ ذﻟ ـ ــﻚ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫ﺻ ــﺤﻴﺤﺎ ﻃﺒﻘ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﳌ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ــﺔ ﲢﺼ ــﻴﻞ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺗ ــﻨﺺ ﻋﻠ ــﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار – ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ – إﱃ أﻗﺎرﺑ ـ ــﻪ أو ﺧﺪﻣ ـ ــﻪ أو ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻴﻪ‬
‫أو ﺷـ ــﺨﺺ ﻳﺴـ ــﻜﻦ ﻣﻌـ ــﻪ‪ ،‬اﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ اﻹﻧـ ــﺬار اﳌـ ــﺬﻛﻮر ﻣﻨﺘﺠـ ــﺎ ﻵﺛـ ــﺎرﻩ ﰲ ﻗﻄـ ــﻊ اﻟﺘﻘـ ــﺎدم‪،‬‬
‫وﻳﻨﺘﻔﻲ أي وﺟﻪ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج ‪‬ﺬا اﻷﺧﲑ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ أﻋﻼﻩ"‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﱃ ﺳ ـ ـ ــﻜﺮﺗﲑة اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ إﺟـ ـ ـ ـﺮاء ﺻ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﻳﻨ ـ ـ ــﺪرج ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ اﻋﺘـ ــﱪت اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ــﺎط‪ 849‬أﻧ ـ ــﻪ‪:‬‬
‫" ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻨﻈﺎﻓـ ــﺔ واﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀ ـ ـﺮﻳﺔ ﻋـ ــﻦ ﺳـ ــﻨﺔ )‪ (...‬ﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ‬
‫ﻳﺘﻀ ــﺢ أن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻄﻌ ــﻮن ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﺻ ــﺪر ﲞﺼ ــﻮص ﻣﺴ ــﻄﺮة ﲢﺼ ــﻴﻠﻬﺎ اﻹﻧ ــﺬار اﳌﻮﺟ ــﻪ ﺑﺘ ــﺎرﻳﺦ‬

‫‪ -847‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،572‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،23/03/1983‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻔﻘﲑ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺴﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
‫اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ ‪ ،1‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2008‬ص ‪ 79‬و ‪.80‬‬
‫‪ -848‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،2023‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/5/29‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2012/07/41‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -849‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،1207‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/5/31‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 06/758‬ش‪.‬ض‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪287‬‬
‫‪ 2006/02/06‬واﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻗﺎﻃﻌ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺘﻘ ـ ـ ــﺎدم وﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ أن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻟﺴ ـ ـ ــﻜﺮﺗﲑة اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ‬
‫ﺑﺼـ ــﻔﺔ ﺷﺨﺼـ ــﻴﺔ وﳛﻤـ ــﻞ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬـ ــﺎ ﳑـ ــﺎ ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﺗﻮﺻـ ــﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺎ‪ ،‬اﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﻳﺜﺒـ ــﺖ ان اﳌﻠـ ــﺰم ﻛـ ــﺎن ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻋﻠﻢ ‪‬ﺎ وﻻ ﳝﻜﻨﻪ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺘﻘﺎدﻣﻬﺎ وﻳﻜﻮن ﻃﻠﺒﻪ ﲞﺼﻮص ذﻟﻚ ﻣﺂﻟﻪ اﻟﺮﻓﺾ"‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﻮل إن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻗ ـ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ـ ــﻰ اﻷوﻟﻮﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﻮﺋﻪ ﻛﺎﻓـ ـ ــﺔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص اﳉـ ـ ــﱪي ﻟﻠﺘﻮﺻـ ـ ــﻞ اﻟﺸﺨﺼـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻧﻔـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺒﻨ ـ ــﺎﻩ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي إذ ﺷ ـ ــﺪد ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــﺮورة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻲ‪ ،850‬وأن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﰲ‬
‫ﻣﻮﻃﻨـ ــﻪ ﻳﺘﻌـ ــﲔ أن ﻳﻈـ ــﻞ ﰲ ﺣـ ــﺪود اﻻﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻋﻨـ ــﺪ ﺗﻌـ ــﺬر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼـ ــﻲ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ اﻋﺘـ ــﱪت ﳏﻜﻤـ ــﺔ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻘﺾ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ أن‪ " :‬اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ إﻋ ـ ـ ـ ـ ــﻼن أوراق اﶈﻀـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻦ )‪ (...‬أن ﺗﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻢ اﻷوراق اﳌﻄﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻮب‬
‫إﻋﻼ‪ ‬ـ ــﺎ ﻟﻠﺸ ـ ــﺨﺺ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬أو ﰲ ﻣﻮﻃﻨ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﱂ ﳚ ـ ــﺪ اﶈﻀ ـ ــﺮ اﻟﺸ ـ ــﺨﺺ اﳌ ـ ـ ـﺮاد إﻋﻼﻧ ـ ــﻪ ﰲ ﻣﻮﻃﻨ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﻛـ ــﺎن ﻋﻠﻴـ ــﻪ أن ﻳﺴـ ــﻠﻢ اﻟﻮرﻗـ ــﺔ إﱃ وﻛﻴﻠـ ــﻪ أو ﺧﺎدﻣـ ــﻪ‪ ،‬أو ﳌـ ــﻦ ﻳﻜـ ــﻮن ﺳـ ــﺎﻛﻨﺎ ﻣﻌـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ أﻗﺎرﺑـ ــﻪ وأﺻـ ــﻬﺎرﻩ‪،‬‬
‫وﻻ ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻟﻠﻤﺤﻀـ ـ ــﺮ أن ﻳﺴـ ـ ــﻠﻢ اﻟﻮرﻗـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﱃ أي ﻫـ ـ ــﺆﻻء‪ ،‬أو ﳉﻬـ ـ ــﺔ اﻹدارة‪ ،‬إﻻ إذا ﱂ ﳚـ ـ ــﺪﻩ ﰲ ﻣﻮﻃﻨـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﻃﻠ ـ ــﺐ إﻋﻼﻧ ـ ــﻪ ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻏﻔ ـ ــﺎل ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺒﻴ ـ ــﺎن‪ ،‬ﺑﻄ ـ ــﻼن اﻹﻋ ـ ــﻼن ﻋﻤ ـ ــﻼ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌﺎدة ‪ 24‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺮاﻓﻌﺎت"‪.851‬‬
‫وإذا ﻛـ ـ ــﺎن ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻻ ﻳﺜـ ـ ــﲑ أي إﺷـ ـ ــﻜﺎل ﻳ ـ ـ ـﺬﻛﺮ إذا ﰎ ﺗﺴـ ـ ــﻠﻴﻤﻪ ﻟﻠﻤﻌـ ـ ــﲏ ﺑـ ـ ــﺎﻷﻣﺮ‬
‫ﺷﺨﺼـ ــﻴﺎ‪ ،‬وﺣـ ــﱴ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻌـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﺷﺨﺼـ ــﻲ‪ ،‬وﺗﺴـ ــﻠﻴﻤﻪ ﰲ ﻇـ ــﺮف ﳏﺘـ ــﻮم ﰲ ﻣﻮﻃﻨـ ــﻪ ﺑـ ــﲔ‬
‫ﻳ ـ ــﺪي أﻗﺎرﺑ ـ ــﻪ أو ﺧﺪﻣ ـ ــﻪ أو ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻴﻪ أو أي ﺷ ـ ــﺨﺺ ﻳﺴ ـ ــﻜﻦ ﻣﻌ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ رﻓ ـ ــﺾ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺗﺴ ـ ــﻠﻢ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ أو اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻒ ذﻛ ـ ــﺮﻫﻢ ﻻ ﺗﺜ ـ ــﲑ إﺷ ـ ــﻜﺎﻻ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻣﺒﻠﻐ ـ ــﺎ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﰲ اﻟﻴ ـ ــﻮم اﻟﺜ ـ ــﺎﻣﻦ اﳌـ ـ ـﻮاﱄ ﻟﻠﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟ ـ ــﺬي ﰎ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـﺮﻓﺾ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻹﺷ ـ ــﻜﺎل‬
‫ﻳﺜ ــﺎر ﻋﻨ ــﺪ ﺗﻌ ــﺬر ﺗﺴ ــﻠﻴﻢ اﻹﻧ ــﺬار ﻧﻈـ ـﺮا ﻟﻌ ــﺪم اﻟﻌﺜ ــﻮر ﻋﻠ ــﻰ اﳌ ــﺪﻳﻦ أو ﻋﻠ ــﻰ أي ﺷ ــﺨﺺ آﺧ ــﺮ ﰲ ﻣﻮﻃﻨ ــﻪ‬

‫‪ -850‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.514‬‬
‫‪ -851‬أوردﻩ ﻣﺎء اﻟﻌﻴﻨﲔ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻜﺒﲑ‪ :‬اﻵﺟﺎل ﰲ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺮﺷﺎد‪ ،‬ﺳﻄﺎت‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،2014 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -‬رﺷﻴﺪ ﺣﻮﺑﺎﰊ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﻐﺮﰊ واﳌﻘﺎرن‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ‪ ،Imestiton‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.19‬‬
‫‪288‬‬
‫أو ﳏـ ــﻞ إﻗﺎﻣﺘـ ــﻪ‪ ،‬واﻟـ ــﱵ ﻳﻌـ ــﺪ اﻹﻧـ ــﺬار ﻣﺒﻠﻐـ ــﺎ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﺎ ﺻـ ــﺤﻴﺤﺎ ﰲ اﻟﻴـ ــﻮم اﻟﻌﺎﺷـ ــﺮ اﳌ ـ ـﻮاﱄ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﻌﻠﻴﻘـ ــﻪ ﰲ‬
‫آﺧﺮ ﻣﻮﻃﻦ ﻟﻪ‪. 852‬‬
‫وﻫﻜـ ــﺬا‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻷﺧـ ــﲑة ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‬
‫ﺗﻄـ ـ ــﺮح ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺼـ ـ ــﻌﻮﺑﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴـ ـ ــﻖ‪ 853‬اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﺑـ ـ ــﺂﺧﺮ ﻣـ ـ ــﻮﻃﻦ‬
‫ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻗﺮﻳﻨ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﻗ ـ ــﻮع اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ــﻴﻤﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى إﺛﺒ ـ ــﺎت واﻗﻌ ـ ــﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ‪ ،‬ﰒ‬
‫اﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﻜﻔﻴﻠ ــﺔ ﺑﻀ ــﻤﺎن ﺑﻘﺎﺋ ــﻪ ﻣﻌﻠﻘ ــﺎ ﻃـ ـﻮال ﻫ ــﺬﻩ اﳌ ــﺪة‪ ،‬وﻛﻴﻔﻴ ــﺔ إﺛﺒ ــﺎت ذﻟ ــﻚ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﻳﺸ ــﻜﻞ ﻋ ــﻦ‬
‫ﺣ ــﻖ ﺗﺮاﺟﻌ ــﺎ ﻋ ــﻦ إﺣ ــﺪى اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳ ــﻴﺔ اﻟ ــﱵ ﻛ ــﺎن ﻳﻮﻓﺮﻫ ــﺎ ﻧﻈ ــﺎم اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ اﻟﺴ ــﺎﺑﻖ‬
‫ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻇﻬ ـ ــﲑ ‪ ،1935‬ﳌ ـ ــﺎ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺘﻪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻣ ـ ــﻦ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﲢﻤﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻞ‬
‫ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻓﺘﻌـ ـ ــﺎل اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ وأن اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻌﺘـ ـ ــﱪ ﺣﺼـ ـ ــﻮل اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﺮور‬
‫ﻋﺸـ ــﺮة أﻳـ ــﺎم ﻣـ ــﻦ ﺗﻌﻠﻴـ ــﻖ اﻹﻧـ ــﺬار ﺑـ ــﺂﺧﺮ ﻣـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﻳﺸـ ــﻜﻞ وﺳـ ــﻴﻠﺔ أﺧـ ــﺮى ﰲ ﻳـ ــﺪ اﻹدارة‬
‫ﻟﺘﱪﻳﺮ ﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺑﻌﺾ اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.854‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺻـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜـ ـ ــﻦ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺗﺒـ ـ ــﲔ‬
‫ﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف ﺑﻌـ ــﺪ إﻃﻼﻋﻬـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ أوراق اﳌﻠـ ــﻒ وﺧﺎﺻـ ــﺔ وﺛﻴﻘـ ــﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﺼـ ــﺎدرة ﻋـ ــﻦ ﻣـ ــﺄﻣﻮر‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2004/08/30‬أن اﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪد ‪ 2742‬ﱂ ﻳ ـ ـ ـ ــﺘﻢ‬
‫ﺑﺸ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻪ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻖ إﻻ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻄﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺐ ـ ـ ـ ـ ـ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ ،2004/08/04‬وأن اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻖ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﺑﻌﻨﻮاﻧ ـ ـ ــﻪ اﻟﻜ ـ ـ ــﺎﺋﻦ ﺑ ـ ـ ــﺮﻗﻢ ‪ 57‬ﲡﺰﺋ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎزي ﻃﺮﻳ ـ ـ ــﻖ ﻋ ـ ـ ــﲔ اﻟﺴ ـ ـ ــﻤﻦ‬
‫ﻓ ـ ــﺎس وﻋﻠﻠ ـ ــﺖ ﺑ ـ ــﺄن اﻹﻧ ـ ــﺬار اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺟ ـ ــﺎء ﻣﻮاﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ وﺑﺎﻟﺘـ ــﺎﱄ ﻳﺮﺗـ ــﺐ ﲨﻴـ ــﻊ آﺛـ ــﺎرﻩ ﰲ ﻗﻄـ ــﻊ اﻟﺘﻘـ ــﺎدم ﻓﺠـ ــﺎء ﻗﺮارﻫـ ــﺎ‬
‫ﻣﺮﺗﻜﺰا ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﱐ وﱂ ﳜﺮق أي ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬واﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺑﺪون أﺳﺎس"‪.855‬‬

‫‪ -852‬ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻮدن‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ "ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ" ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪ www. ،‬وﺟﺐ اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ ﻟﻜﻮﻧﻨﺎ ‪ ، intranet.tgr.gov.ma‬ص‪.1‬‬
‫‪ -853‬وﻳﺮى أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أﻧﻪ آﺛﺮ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﻮارد ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 43‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪،‬‬
‫ﰲ ﺣﲔ أن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻹﻟﺼﺎق‪ ،‬وﻫﻮ اﳌﺼﻄﻠﺢ اﻷﺻﺢ واﳌﻘﺎﺑﻞ ﻟﻜﻠﻤﺔ ‪ Affichage‬اﻟﻮاردة ﰲ ﻧﺺ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺪوﻧﺔ‪ ،‬ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻮدن‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ "ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ واﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -854‬ﻋﺒﺪاﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ -855‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،272‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/04/05‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2011-1-4-1489‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ أن اﻟﺘﻌﻠﻴـ ــﻖ ﺑـ ــﺂﺧﺮ ﻣـ ــﻮﻃﻦ ﻣﻌ ـ ــﺮوف ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﺻـ ــﺤﻴﺤﺎ إذا ﺳ ـ ــﺒﻘﻪ‬
‫ﺗﻌـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﲟﺤﻀـ ــﺮ وﻫﻜـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﻣـ ــﺎ‬
‫ﻳﻠـ ــﻲ "ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻌﻴـ ــﺐ اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌـ ــﻮن ﻓﻴـ ــﻪ‪ ،‬ﺑﻌـ ــﺪم اﻻرﺗﻜـ ــﺎز ﻋﻠـ ــﻰ أﺳـ ــﺎس‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ أﻧـ ــﻪ اﺳـ ــﺘﺒﻌﺪ‬
‫اﻹﻧ ـ ـ ــﺬارﻳﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﻧﻴﲔ رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 02/1203‬و‪ 4962‬واﻋﺘ ـ ـ ــﱪ ﺑ ـ ـ ــﺄن اﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺎدم ﻗ ـ ـ ــﺪ ﲢﻘ ـ ـ ــﻖ ﰲ ﺣ ـ ـ ــﲔ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻦ ﲨﻠﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠﻴـ ـ ــﻖ اﻹﻧـ ـ ــﺬار‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﱂ ﲢ ـ ــﺪد اﳌ ـ ــﺎدة اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﺷ ـ ــﺮوﻃﺎ ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﻓ ـ ــﺈن اﻹدارة ﻻ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺴ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ إذا ﻛ ـ ــﺎن اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻗ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺘﻐﻴ ـ ــﲑ ﳏ ـ ــﻞ إﻗﺎﻣﺘ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﺛﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺈن اﻷداء‬
‫اﻟﻄـ ـ ــﻮﻋﻲ ﻳﻘﻄـ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘـ ـ ــﺎدم ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ـ ــﻠﲔ ‪ 381‬و‪ 382‬وأن اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌـ ـ ــﻮن ﻓﻴـ ـ ــﻪ ﲡﺎﻫـ ـ ــﻞ‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻋﺘ ـ ــﱪت ﺑ ـ ــﺄن ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻖ اﻹﻧ ـ ــﺬار إﺟـ ـ ـﺮاء ﻻ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﻟﻴ ـ ــﻪ‬
‫‪ ‬ــﺮد ﻋ ــﺪم وﺟ ــﻮد اﳌﻠ ــﺰم ﺑﺎﶈ ــﻞ ﻋﻨ ــﺪ أول زﻳ ــﺎرة ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻟﻌ ــﻮن اﳌﻜﻠ ــﻒ ﺑ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ وإﳕ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ــﻲ ﺗﻌ ــﺬر‬
‫اﻻﺗﺼـ ــﺎل ﺑـ ــﻪ أي ﻋـ ــﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴـ ــﺔ اﻻﺗﺼـ ــﺎل ﺑـ ــﻪ ﳌـ ــﺪة ﻻ ﻳﻌـ ــﺮف ﻣـ ــﺪاﻫﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﳌـ ــﺎ أﻛـ ــﺪﻩ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻷﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﰲ ﻗـ ـ ـ ـﺮار اﻹﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وأن اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 4962‬اﳌﺒﻠ ـ ـ ــﻎ إﱃ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم )اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻮﺑﲔ ﰲ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ( ﺑﻠ ـ ـ ــﻎ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2006/06/21‬أي ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ـ ــﻘﻮط ﺣ ـ ـ ـ ــﻖ اﳋﺰﻳﻨـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﺳـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺷ ـ ـ ـ ــﺮع ﰲ‬
‫ﲢﺼ ــﻴﻠﻪ ﺑﺘ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،29/10/29‬ﳌ ــﺮور أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ أرﺑ ــﻊ ﺳ ــﻨﻮات ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ اﳌ ــﺬﻛﻮر ﳑ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ ﻣ ــﺎ‬
‫ورد ﰲ اﻟﻌﺮﻳﻀ ـ ــﺔ ﺑﺸ ـ ــﺄن اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ واﻹﻧ ـ ــﺬار ﻧﺎﻗﻀ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﻦ درﺟ ـ ــﺔ اﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎر واﻟﻘـ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻣﺮﺗﻜ ـ ــﺰ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﻣﻌﻠﻞ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ"‪.856‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﺳ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﺗ ـ ــﺄﺛﲑ ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ‬
‫ﻟﻜـ ــﻮن ﳏـ ــﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ ﳑﻠـ ــﻮك ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ‪ ،‬ﻣـ ــﺎ دام آﺧ ـ ــﺮ ﻣـ ــﻮﻃﻦ ﻣﻌ ـ ــﺮوف ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻻ ﳛ ـ ــﻖ ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ ‪ ‬ـ ــﺮد أﻧ ـ ــﻪ ﻳﺒﺎﺷ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻠﻜ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﻌﻴ ـ ــﺐ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺘﺎن‬
‫اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺑﻜـ ــﻮن اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﻗﻀـ ــﺖ ﺑﻌـ ــﺪم ﻗﺒـ ــﻮل اﻟﻄﻠـ ــﺐ ﻣـ ــﻊ أن اﻷﻣـ ــﺮ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ﲝﺠـ ــﺰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻤـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﺬي ﰲ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﻤ ـ ــﺎ‪ .‬وأن ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻘﻬﻤ ـ ــﺎ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ إﺟـ ـ ـﺮاءات ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫ﳌـ ــﺎ ﲤﺘـ ــﺪ إﱃ ﺣﻘﻮﻗﻬﻤـ ــﺎ وﳑﺘﻠﻜﺎ‪‬ﻤـ ــﺎ ﲝﺠـ ــﺰ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري اﳌﻘـ ــﺎم ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻠـ ــﻚ اﳌﻌﻠـ ــﻖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻹﻧـ ــﺬار‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻊ أن اﻟﺴ ـ ـ ــﺠﻞ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري ﻳﺸ ـ ـ ــﲑ إﱃ أن اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺔ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮرة ﺗﻮﺟ ـ ـ ــﺪ ﺑﻌﻤ ـ ـ ــﺎرة ﺣﺴ ـ ـ ــﻨﺎء ﺑﻴﻨﻤ ـ ـ ــﺎ ﻣﻠﻜﻬﻤ ـ ـ ــﺎ‬

‫‪ -856‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1048‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/12/20‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2010-1-4-1403‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫ﻳﻮﺟ ـ ــﺪ ﺑﻌﻤ ـ ــﺎرة "أ" وﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة أن ﺗﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ وﺟ ـ ــﻮد أﺻ ـ ــﻞ ﲡ ـ ــﺎري ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ زال ﰲ ﻣﻠﻜﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻗﺒ ــﻞ أن ﺗﻘ ــﻮم ﺑ ــﺈﺟﺮاءات اﳊﺠ ــﺰ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻓ ــﺈن ﻣ ــﺎ ﻗﺎﻣ ــﺖ ﺑ ــﻪ اﻹدارة أﺣ ــﺪث ﺧﻠ ــﻼ واﺿ ــﻄﺮاﺑﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﳊﻴﺎزة واﳊﻘﻮق اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﳑﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺮﻓﻊ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاءات ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ـ ــﺚ ﻳﺘﺒـ ـ ـ ــﲔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ وﺛـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ـ ـ ــﻒ أن ﺗﻌﻠﻴـ ـ ـ ــﻖ اﻹدارة ﻹﻋـ ـ ـ ــﻼن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻠـ ـ ـ ــﻚ‬
‫اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻔﺘﲔ ﻛـ ــﺎن ﺑﺴ ــﺒﺐ ﻛـ ــﻮن ﻋﻘﺎرﳘ ــﺎ ﻫـ ــﻮ آﺧ ــﺮ ﻣـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤﻠﺰﻣ ــﺔ ـ ـ ـ ﺷ ــﺮﻛﺔ ﺷـ ــﺎرﻛﻮﱐ ـ ـ ﻷداء اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﳌ ــﺬﻛﻮرة ﺗﻄﺒﻴﻘ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﳌ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ــﻦ ﻣ ــﺪون ﲢﺼ ــﻴﻞ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ ﳑ ــﺎ ﺗﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ ﻣﺼ ــﻠﺤﺔ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺘﲔ ﻣﻨﺘﻔﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻋ ـ ــﺪم ﻗﺒ ـ ــﻮل اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ‪ ،‬وأن اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺎرت ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻛﺎن ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺻﺎﺋﺒﺎ وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.857‬‬
‫ﻫـ ــﺬا‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ أﳘﻴـ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاء اﻟﺘﻌﻠﻴـ ــﻖ ﰲ اﳊﻔـ ــﺎظ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻘـ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﻗﻄ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم ﻓ ـ ــﺈن ذﻟ ـ ــﻚ ﻻ ﳝﻨ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺑ ـ ــﺈﻗﺮار اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻘ ـ ـ ــﻮم ﻣﻘ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻲ وﻣﻨﺤ ـ ـ ــﻪ ‪ 10‬أﻳ ـ ـ ــﺎم ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﻟﺼ ـ ـ ــﲑورة ﺗﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻖ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻧﺎﻓ ـ ــﺬا‪ .‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﺮاﻋ ـ ــﻲ اﺣ ـ ـ ـﱰام‬
‫اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ وأن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﱂ ﻳﻠـ ـ ــﺰم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻨـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﻌﺜـ ـ ــﻮر ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫إﻋ ـ ــﺎدة اﶈﺎوﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻊ إﺛﺒ ـ ــﺎت ذﻟ ـ ــﻚ ﲟﺤﻀ ـ ــﺮ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﳒ ـ ــﺪﻩ ﻳﺘﺸ ـ ــﺪد‬
‫ﰲ ﻗﺒﻮل إﺟﺮاء اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺸﱰط إﺛﺒﺎت ذﻟﻚ‪.858‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺼ ـ ــﺪد أﻛ ـ ــﺪ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ــﻰ )ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴ ـ ــﺎ( ﻣ ـ ــﺎﻳﻠﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ أن‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 123‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن إﺟـ ـ ـﺮاءات اﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﺗﺘﻘ ــﺎدم ﲟﻀ ــﻲ أرﺑ ــﻊ ﺳ ــﻨﻮات اﺑﺘ ــﺪاء ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ــﺮوع ﰲ اﺳﺘﺨﻼﺻ ــﻬﺎ‪ ،‬وﳌ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــﺖ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ )‪ (...‬ﻓ ـ ــﺈن ﺣ ـ ــﻖ اﻟﻘﺒ ـ ــﺎض ﰲ اﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﻗ ـ ــﺪ ﻃﺎﻟ ـ ــﻪ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ‬
‫أﺛ ـ ــﺎرﻩ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺑﺸ ـ ــﺄن اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2003/04/21‬ﻻ ﻳﻘﻄ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم ﻟﻌ ـ ــﺪم ﺛﺒ ـ ــﻮت‬
‫ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﳌـ ــﺬﻛﻮر ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ .‬وﻣ ـ ــﺎ أﺛ ـ ــﺎرﻩ ﲞﺼـ ــﻮص ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻖ اﻹﻧـ ــﺬار اﶈ ـ ــﺘﺞ ﺑـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا‬

‫‪ -857‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،677‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/07/11‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2004/4/2/2098‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -858‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪291‬‬
‫اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺘﻪ إﻻ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﺗﻌ ـ ــﺬر اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻟﻔﻌﻠ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﻮﺟ ـ ــﺪ دﻟﻴ ـ ــﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﳌﻠﻒ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺎ أﺛﲑ ﻏﲑ ﻣﺆﺳﺲ واﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ واﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.859‬‬
‫وﻫ ـ ــﻮ اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺒﻨﺘ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﺣﻴﻨﻤ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪت ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﳌﺴ ـ ــﺘﻨﺪ إﻟﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻟﻘﻄ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﱂ ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﻮﺿ ـ ــﻴﺢ‬
‫اﻟﺸـ ــﺨﺺ اﳌﺘﻮﺻـ ــﻞ ‪‬ـ ــﺬا اﻹﻧـ ــﺬار ﻟﱰﺗﻴـ ــﺐ اﻷﺛـ ــﺮ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬وﻛـ ــﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻺﻧـ ــﺬار ﻋـ ــﺪد )‪(...‬‬
‫ﻓﺎﻟﺜﺎﺑـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻹﻧ ـ ــﺬارات اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ أﻧ ـ ــﻪ ﰎ ﺗﻌﻠﻴﻘ ـ ــﻪ دون إدﻻء اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﲟﺤﻀ ـ ــﺮ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ــﻚ ﳑ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﺒﻘـ ــﻰ اﻟﺴـ ــﺒﺐ اﳌﻌﺘﻤـ ــﺪ ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻟﺼـ ــﺪد ﻏـ ــﲑ ﺟـ ــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒـ ــﺎر واﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﳌـ ــﺎ ﻗﻀـ ــﻰ ﺑﺎﻟﺘﻘـ ــﺎدم‬
‫ﺻﺎﺋﺒﺎ وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.860‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪ ،‬أﻛ ـ ــﺪت اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﻟﻔ ـ ــﺎس ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌﺒ ـ ــﺪأ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ أﺣ ـ ــﺪ‬
‫أﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬أن ﻣ ـ ــﺎ ﰎ اﻹدﻻء ﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺮج ﻗ ـ ـﻮاﺋﻢ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺎت اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ اﶈ ـ ــﺘﺞ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫إﻧ ـ ــﺬارات ﻟ ـ ــﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﻓﻌ ـ ــﻼ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻋﻰ أو ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﻧ ـ ــﺬارات ﻓﻌﻠﻴ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺣﱴ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﳌﻤﺎرس ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠﻒ‪.861"...‬‬
‫وﰲ ﺳ ـ ــﻴﺎق ﳑﺎﺛ ـ ــﻞ وﻋ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺣ ـ ــﺪﻳﺚ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺒ ـ ــﺪأ‬
‫ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ وإن ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻗ ـ ــﺪ أﺳﺴ ـ ــﺖ‬
‫ﻗﻀـ ـ ــﺎءﻫﺎ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ اﻧﺘﻬـ ـ ــﺖ إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛـ ـ ــﻮن اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 1462‬ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/04/21‬ﱂ‬
‫ﻳﺒﻠ ـ ـ ــﻎ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﺧﻼﻓ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺤﻜ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ اﻟـ ـ ــﺬي اﻋﺘـ ـ ــﱪﻩ ﺧـ ـ ــﺎرج اﻷﺟـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻓﺈ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﻨﺪت ﰲ ذﻟـ ـ ــﻚ إﱃ ﲤﺴـ ـ ــﻚ اﻟﻄـ ـ ــﺎﻋﻦ ﲟﻘﺎﻟـ ـ ــﻪ‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎﰲ ﺑﻜ ـ ــﻮن ذﻟـ ـ ــﻚ اﻹﻧ ـ ــﺬار ﻗ ـ ــﺪ ﺑﻠـ ـ ــﻎ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬ﻋﻠﻤ ـ ــﺎ أن ﻋـ ـ ــﺐء‬
‫إﺛﺒـ ـ ــﺎت ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﰲ آﺧـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﻛـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺻـ ـ ــﺤﻴﺢ ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ إذا ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻌ ـ ـ ـ ــﻼ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﺎدﻳ ـ ـ ـ ــﺔ وإدﻻء اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪ -859‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،383‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/05/10‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪،2005/2/4/1412‬‬
‫)ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -860‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،298‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/02/19‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/07/627‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -861‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2008/749‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2001/12/24‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪615‬غ‪) ،2007/‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﲟ ــﺎ ﻳﺜﺒ ــﺖ ذﻟ ــﻚ‪ ،‬وأن ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻻﺳ ــﺘﺌﻨﺎف ﳌ ــﺎ ﺛﺒ ــﺖ ﳍ ــﺎ ﻣ ــﻦ وﺛ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ــﻒ أن اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﳉ ــﺄ‬
‫إﱃ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة ﺗﻌﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻖ اﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮع اﳌﻨﺎزﻋ ـ ـ ـ ــﺔ دون أن ﻳﺜﺒ ـ ـ ـ ــﺖ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﳌﻄﻠـ ــﻮب ﰲ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻰ ﳏﻀـ ــﺮ ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳏـ ــﺮر ‪‬ـ ــﺬﻩ اﻟﻮاﻗﻌـ ــﺔ‪ ،‬واﻋﺘـ ــﱪت أن ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻨ ـ ــﺘﺞ ﻵﺛ ـ ــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻏ ـ ــﲑ ﻗ ـ ــﺎﻃﻊ ﻷﺟ ـ ــﻞ ﺗﻘ ـ ــﺎدم إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﱵ ﺑﺎﺷـ ـ ــﺮﻫﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻣـ ـ ــﻦ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫وﳏﻀـ ــﺮ اﳊﺠـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬي ﻗـ ــﺪ ﲤـ ــﺖ ﺧـ ــﺎرج اﻟﺘﻘـ ــﺎدم اﻟﺮﺑـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ ذﻟـ ــﻚ ﺗﻘـ ــﺎدم إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻗ ـ ــﺪ ﺑﻨ ـ ــﺖ ﻗﻀ ـ ــﺎءﻫﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس ﺳ ـ ــﻠﻴﻢ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن وﻋﻠﻠ ـ ــﺖ‬
‫ﻗﺮارﻫﺎ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس"‪.862‬‬
‫وﻣ ـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ أن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻻ ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ آﺧ ـ ـ ــﺮ‬
‫ﻣـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﻛـ ــﺈﺟﺮاء ﺻـ ــﺤﻴﺢ ﺗﻄﺒﻴﻘـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪،‬‬
‫إﻻ إذا ﺗﻌﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﺎدﻳﺔ وإدﻻء اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﲟﺎ ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺰﻛ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻄ ـ ــﺮح ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪:‬‬
‫" ﻟﻜ ــﻦ ﻓﻤ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ إن اﶈﻜﻤ ــﺔ ﳌ ــﺎ ﺗﺒ ــﲔ ﳍ ــﺎ ﻣ ــﻦ وﺛ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ــﻒ أن اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﱂ ﻳ ــﺪل ﲟ ــﺎ ﻳﻔﻴ ــﺪ‬
‫أن اﻹﻧ ـ ـ ــﺬارﻳﻦ ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ 2588‬اﳌﻀ ـ ـ ــﻤﻦ ﺑﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬارات ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ 135‬وﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ 414‬اﳌﻀ ـ ـ ــﻤﻦ ﺑﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﻧ ــﺬارات ﻋ ــﺪد ‪ 25‬ﻗ ــﺪ ﺑﻠﻐ ــﺎ ﻓﻌ ــﻼ إﱃ اﳌﻌ ــﲏ ﺑ ــﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬واﻧ ــﻪ ﺗﻌ ــﺬر ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻛ ــﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﻴ ــﺎ ﺗﺒﻠﻴﻐ ــﻪ اﻹﻧ ــﺬار‬
‫وأﻧـ ــﻪ واﺻـ ــﻞ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص ﻗﺒـ ــﻞ اﻧﺼ ـ ـﺮام ‪ 4‬ﺳـ ــﻨﻮات ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸـ ــﺮوع ﰲ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻺﻧ ـ ــﺬار ﻋ ـ ــﺪد ‪ 1822‬اﳌﻀ ـ ــﻤﻦ ﺑﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﻹﻧ ـ ــﺬارات ﻋ ـ ــﺪد ‪ 127‬ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻋﺘـ ـ ــﱪت أن ﻣـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺎم ﺑـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻻ ﻳﻌـ ـ ــﺪ ﰲ ﺣﻜـ ـ ــﻢ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻘـ ـ ــﺎدم ﺑـ ـ ــﺎﳌﻔﻬﻮم اﻟ ـ ـ ـﻮارد ﺿـ ـ ــﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﻟﻔﺼ ــﻞ ‪ 381‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣـ ــﺎت واﻟﻌﻘ ــﻮد اﶈـ ــﺘﺞ ﺑـ ــﻪ‪ ،‬وأن ﺗﻌﻠﻴـ ــﻖ اﻹﻧ ــﺬار اﳌـ ــﺬﻛﻮر ﻏـ ــﲑ ﻣﻨـ ــﺘﺞ ﻷي‬
‫أﺛ ـ ــﺮ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ أن إﺟـ ـ ـﺮاءات ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﻘﺎدﻣ ـ ــﺖ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺎدة ‪ 123‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻗ ـ ــﺪ ﺑﻨـ ـ ــﺖ ﻗﻀ ـ ــﺎءﻫﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن وﻋﻠﻠـ ـ ــﺖ ﻗﺮارﻫـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻌﻠ ـ ــﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻻﺳ ـ ــﻴﻤﺎ وأن اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﻈﻢ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻳﺮﺗ ـ ــﺐ‬
‫ﺑﻄﻼ‪ ‬ـ ــﺎ ﻟﺘﻌﻠﻘﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاءات ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﲝ ـ ــﻖ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،‬وأﻧ ـ ــﻪ ﻻ‬

‫‪ -862‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1/758‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/06/05‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2013/1/4/805‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫ﻳﻌﺘـ ـ ــﺪ ﺑﺘﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻖ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﰲ آﺧـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ــﻮﻃﻦ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﻛـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺻ ـ ـ ــﺤﻴﺢ ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ إذا ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻌﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻄﺮق اﻟﻌﺎدﻳ ـ ـ ـ ــﺔ وإدﻻء اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﲟﺎ ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ"‪.863‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻧﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري ﻗ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﺎوى ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫اﳌﺒﻠـ ـ ــﻎ إﱃ ﺷـ ـ ــﺨﺺ ﳎﻬـ ـ ــﻮل ﻋﻨـ ـ ــﺪﻣﺎ أﻋﺮﺿـ ـ ــﺖ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋـ ـ ــﻦ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ ﺻـ ـ ــﻔﺔ اﳌﺒﻠـ ـ ــﻎ إﻟﻴـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﲔ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﰎ ﺗﻌﻠﻴﻘ ـ ـ ــﻪ دون إﺛﺒ ـ ـ ــﺎت ذﻟ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ اﻹداري ﱂ ﻳﻨ ـ ـ ــﺎﻗﺶ واﻗﻌ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ وإﳕـ ــﺎ رﺗ ــﺐ اﻟـ ــﺒﻄﻼن ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬اﺳ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻏﻴـ ــﺎب إﺛﺒ ــﺎت ذﻟـ ــﻚ اﻟﺘﻌﻠﻴـ ــﻖ ﲟﻮﺟ ــﺐ ﳏﻀـ ــﺮ ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
‫ﻣـ ــﻊ اﻟﻌﻠـ ــﻢ أن اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﻷﺧـ ــﲑة ﻣـ ــﻦ اﳌـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ‪ ،‬ﱂ ﻳﻔ ــﺮض ﻋﻠ ــﻰ اﻹدارة اﻟﺘﻘﻴﻴ ــﺪ ‪ ‬ــﺬا اﻹﺛﺒ ــﺎت‪ ،‬ﻋﻜ ــﺲ ﻣ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻷﻣ ــﺮ ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ رﻓ ــﺾ‬
‫اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﺗﺴـ ــﻠﻢ اﻹﻧـ ــﺬار‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ اﻋﺘـ ــﱪت اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ــﺎط أن ﻣﻨـ ــﺎط اﻹدﻻء ﲟـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ ﺳـ ــﻼﻣﺔ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﻫ ــﻮ ﲤﻜ ــﲔ اﶈﻜﻤ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﺑﺴ ــﻂ رﻗﺎﺑﺘﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﻼﻣﺔ ﻫ ــﺬا اﻹﺟـ ـﺮاء اﻟ ــﺬي ﻳﻔﻴ ــﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ اﻟﻔﻌﻠ ــﻲ‬
‫ﻹﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﱪﻳﺔ‪.864‬‬
‫وﻣ ــﺎ ﳚ ــﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴ ــﺪ ﻋﻠﻴ ــﻪ أن ﻋ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ إﱃ اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻳﱰﺗ ــﺐ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻋ ــﺪم أﺣﻘﻴ ــﺔ‬
‫اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﰲ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻐﺮاﻣ ـ ــﺎت وﻓﻮاﺋ ـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ــﺄﺧﲑ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪﻩ ﻗـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ‪ ،‬ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ‪ " :‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻌﻴـ ــﺐ اﻟﻄﺎﻟ ــﺐ ﺧـ ــﺮق اﳌـ ــﺎدة ‪ 5‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ذﻟـ ــﻚ أن‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻹﺧﺒ ـ ــﺎر ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻹرﺳ ـ ــﺎل ﻋ ـ ــﱪ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﻟﻮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ اﳌﺘﺎﺣ ـ ــﺔ دون ﺣﺼ ـ ــﺮﻫﺎ ﰲ‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ وﺗﻘﺎﻋﺲ اﳌﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻷداء ﻳﱪر ﻓﺮض اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻹدارة ﻻ ﺗﻨ ـ ــﺎزع ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺎل اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗﻘ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ اﳌﻄﻠ ـ ــﻮب ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﺄن‬
‫ﻳ ــﺆدي ﻟﻔﺎﺋ ــﺪ‪‬ﺎ ﻣﺒ ــﺎﻟﻎ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﳏﻜﻤ ــﺔ اﻻﺳ ــﺘﺌﻨﺎف ﳌ ــﺎ اﺳ ــﺘﻨﺘﺠﺖ ﻣ ــﻦ ذﻟ ــﻚ اﳌﻮﻗ ــﻒ وﻋﻠﻠ ــﺖ ﻗﺮارﻫ ــﺎ‬
‫ﺑﺈﻟﻐ ــﺎء اﻟﻐﺮاﻣ ــﺎت واﻟﺰﻳـ ــﺎدة اﳌﻔﺮوﺿ ــﺔ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﲟـ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ :‬إن ﻋ ــﺪم إﳒـ ــﺎز اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﻳﻨﺒ ــﲏ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻋ ــﺪم ﻣﻮاﺟﻬﺘـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣـ ــﺎت واﻟﺰﻳـ ــﺎدات ﻋـ ــﻦ اﻟﺘـ ــﺄﺧﲑ اﳌﱰﺗﺒـ ــﺔ ﻋﻠﻴـ ــﻪ وﻫـ ــﻮ ﺗﻌﻠﻴـ ــﻞ ﻳﻄـ ــﺎﺑﻖ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟـ ــﺬي ﻻ ﳚﻌـ ــﻞ اﳌـ ــﺪﻳﻦ‬

‫‪ -863‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،563‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/06/21‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2011/1/4/1136‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -864‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،627‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/02/25‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،2013/7/314‬أوردﻩ رﺿﻮان‬
‫اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪-221‬‬
‫‪.222‬‬
‫‪294‬‬
‫ﻣﺘﻤ ـ ـ ـ ــﺎﻃﻼ إﻻ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠ ـ ـ ـ ــﻎ ﺑﺈﻧ ـ ـ ـ ــﺬار ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻷداء ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﳚﻌ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻮﺳ ـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺔ"‪.865‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﳜﺘﻠ ـ ــﻒ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ‬
‫إﻟﺰاﻣﻴ ـ ـ ــﺔ اﺣﱰاﻣ ـ ـ ــﻪ ﻟﻶﺟ ـ ـ ــﺎل واﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﻧ ـ ـ ــﺬار‪ ،‬ﻻﻋﺘﺒﺎرﳘ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫ﻟﺼﺤﺔ اﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬وﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﻤﺎ ﲝﻖ دﺳﺘﻮري أﻻ وﻫﻮ ﺣﻖ اﻟﺪﻓﺎع‪.‬‬
‫‪@@‰aˆã⁄a@pbîÜØ‘ë@Þbue@âaya@òîßaŒÛg@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺗﻌﺘـ ـ ــﱪ اﻵﺟـ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺑـ ـ ــﲔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ وﺷـ ـ ــﻜﻠﻴﺎﺗﻪ أﺣـ ـ ــﺪ أﻫـ ـ ــﻢ أﺳـ ـ ــﺒﺎب‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﻠﺰﻣ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﲞ ـ ــﺮق اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ وﺣ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺪﻓﺎع ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ ﻣﱴ ﰎ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ داﺧ ـ ــﻞ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﶈ ـ ــﺪدة ﳍ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ ﲢـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼ‪‬ـ ــﺎ‪ .‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻺﻧـ ــﺬار ﻓﻘـ ــﺪ ﻧـ ــﺺ اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ ﻗﺒـ ــﻞ‬
‫اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟ ـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻻﺳ ـ ــﺘﺤﻘﺎق‪ ،‬أو ‪ 20‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ إرﺳ ـ ــﺎل آﺧ ـ ــﺮ‬
‫إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺎد ﻋﻨ ـ ــﻪ ﻳ ـ ــﺆدي ﺑ ـ ــﺎﻹﺟﺮاء ﻟﻠ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ إﺳ ـ ــﻘﺎط اﻵﺛ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺳ ـ ــﺎس ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺆﻛ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺣـ ـ ـﱰام‬
‫اﻵﺟ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻ ــﻠﺔ ﺑ ــﲔ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ وآﺧ ــﺮ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ إﱃ اﻟﻘ ــﻮل‪" :‬وﺣﻴ ــﺚ ﻳﺴ ــﺘﻔﺎد ﻣ ــﻦ‬
‫ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت‪ ،‬أﻧـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ ﺧـ ــﻼف اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟـ ــﺬي اﺷـ ــﱰط ﻓﻴـ ــﻪ اﳌﺸـ ــﺮع وﺟـ ــﻮب ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ إﱃ‬
‫اﳌ ــﺪﻳﻦ ﲟﻘﺘﻀ ــﻰ اﳌ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳌ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ ﻛ ــﺈﺟﺮاء ﻳﺴ ــﺒﻖ اﻟﺸ ــﺮوع‬
‫ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي اﺷ ـ ــﱰط ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻓﻘ ـ ــﻂ أن ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ إرﺳ ـ ــﺎﻟﻪ إﱃ اﳌﻌ ـ ــﲏ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﺮ ﻣ ـ ــﻊ ﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪﻩ ﰲ‬
‫اﳉـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬وﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء ﺻـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ﺣـ ـ ــﱴ وﻟـ ـ ــﻮ ﱂ ﻳﺜﺒـ ـ ــﺖ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﻨﺎزﻋﺔ ﰲ واﻗﻌﺔ اﻹرﺳﺎل إﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﺰور ﰲ اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ اﳌﺬﻛﻮر‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﰲ ﻧﺎزﻟـ ـ ــﺔ اﳊـ ـ ــﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﺎﺑـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ــﻦ أوراق اﳌﻠـ ـ ــﻒ أن اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ وﻗﺒـ ـ ــﻞ‬
‫ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺑﺎﻹﻧـ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ رﻗـ ـ ـ ــﻢ ‪ 3521‬ﺑﺘـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/7/22‬ﺑـ ـ ـ ــﺎدر إﱃ ﺗﻮﺟﻴـ ـ ـ ــﻪ آﺧـ ـ ـ ــﺮ‬

‫‪ -865‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1/121‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/01/30‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2012/1/4/2049‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2008/6/2‬ﻋ ـ ــﻦ رﺳ ـ ــﻢ اﻟﺴ ـ ــﻜﻦ واﳋ ـ ــﺪﻣﺎت اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2008‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﰎ ﺗﻘﻴﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﺎﳉ ـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ واﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟـ ــﺬي ﻳﻔﺼـ ــﻞ ﺑـ ــﲔ إرﺳـ ــﺎل اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ وﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﶈـ ــﺪد ﰲ ‪ 20‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ‬
‫ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 41‬اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ ﱂ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌ ـ ــﺬﻛﻮر ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﳌﻔﺮوﺿـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﺳـ ــﻨﺔ ‪ 2007‬ﲝﻜـ ــﻢ أن اﳉـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺜـ ــﺎﱐ اﳌـ ــﺪﱃ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﳜـ ــﺺ‬
‫ﺳـ ــﻨﺔ ‪ 2009‬ﻏـ ــﲑ اﳌﻨـ ــﺎزع ﻓﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬اﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻣﻌـ ــﻪ إﻟﻐـ ــﺎء اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺟﺰﺋﻴـ ــﺎ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﻗﻀـ ــﻰ‬
‫ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ رﻓـ ــﺾ اﻟﻄﻠـ ــﺐ ﲞﺼـ ــﻮص ﺳـ ــﻨﺔ ‪ 2007‬وﺗﺼـ ــﺪﻳﺎ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑـ ــﺒﻄﻼن إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ‬
‫‪‬ﺎ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﻧﺬار ﻋﺪد ‪.866"2009/3251‬‬
‫وﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻏ ـ ـ ـ ـ ـﺮار ﺣـ ـ ـ ـ ــﺮص اﻟﻘﻀـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ أﳘﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺧﻀـ ـ ـ ـ ــﻮع اﻹدارة إﱃ‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ــﺚ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻵﺟ ـ ـ ـﺎل اﻟﻔﺎﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺑـ ـ ــﲔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻗﻴـ ـ ــﺪ اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ اﻹداري‬
‫ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﻹدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻌﺘﱪﻫ ـ ـ ــﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﻮل ﺑـ ـ ـ ــﺎﺣﱰام‬
‫اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺳﻜﻮت اﳌﺸﺮع اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.867‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــﺮورة ﺗﻀ ـ ــﻤﲔ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻧ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻣﺒﻠﻐﻬـ ــﺎ وﺳـ ــﻨﺔ ﻓﺮﺿـ ــﻬﺎ وأن ﻳﻨﺴـ ــﺤﺐ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﳌﺘﺨـ ــﺬ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ إﱃ ﺿ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨـ ــﺔ‬
‫ﺑـ ـ ــﺬا‪‬ﺎ دون ﻏﲑﻫـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻗـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ــﺎء ﻓﻴـ ـ ــﻪ‪ (...)" :‬ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﺒـ ـ ــﲔ ﳍـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﻹﻃـ ـ ــﻼع ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﺨﺮج‬
‫اﳉ ـ ــﺪاول اﳌ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2006/6/19‬ﺗﺒ ـ ــﲔ ﳍ ـ ــﺎ أن اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻫ ـ ــﻲ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀـ ـ ـﺮﻳﺔ‬
‫ورﺳ ـ ـ ــﻢ اﻟﻨﻈﺎﻓ ـ ـ ــﺔ واﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺮﺳ ـ ـ ــﻢ اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﻮات ﻣ ـ ـ ــﻦ ‪ 1991‬إﱃ ‪ 2002‬وأن ﻛ ـ ـ ــﻞ ﺿ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺣ ـ ـ ــﺪد‬
‫ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﳋ ـ ــﺎص ‪ ‬ـ ــﺎ وﻛ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﲢﺼ ـ ــﻴﻠﻬﺎ ﻣ ـ ــﻊ ﺳ ـ ــﻨﺔ ﻓﺮﺿ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬وأﻧ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ‬
‫ﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﱵ ﺑﻮﺷـ ـ ــﺮت ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻛـ ـ ــﺎن ﳛـ ـ ــﺪد ﻧـ ـ ــﻮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﻛـ ـ ــﺬا‬
‫ﻣﺒﻠﻐﻬ ـ ــﺎ وﺳـ ـ ــﻨﺔ ﻓﺮﺿـ ـ ــﻬﺎ ﻓﻜـ ـ ــﺎن ﻟﺰاﻣـ ـ ــﺎ أن ﻳﻨﺴـ ـ ــﺤﺐ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳌﺘﺨـ ـ ــﺬ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ إﱃ ﺿ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﻣﻌﻴﻨ ـ ـ ــﺔ دون ﻏﲑﻫ ـ ـ ــﺎ ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن ﻫﻨ ـ ـ ــﺎك اﺧﺘﻼﻓـ ـ ـ ـﺎ ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص رﻗ ـ ـ ــﻢ اﳉ ـ ـ ــﺪول اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﳊﻜ ـ ــﻢ اﻻﺑﺘ ـ ــﺪاﺋﻲ اﳌﺆﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﻗ ـ ــﺪ ﻣﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﲔ إﺟـ ـ ـﺮاءات‬

‫‪ -866‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1518‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/4/9‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/10/499‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -867‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪524‬‬
‫‪296‬‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ واﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﰲ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ وﺑ ـ ــﲔ اﺧ ـ ــﺘﻼف ﻫ ـ ــﺎﺗﲔ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﺗﲔ‪ .‬وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ـ ــﻮن‬
‫ﳏﻜﻤﺔ اﳌﻮﺿﻮع ﻋﻠﻠﺖ ﻗﺮارﻫﺎ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴﺎ‪ ،‬وﻣﺎ أﺛﲑ ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر"‪.868‬‬
‫وﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﻗﻀ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﻮ اﻵﺧ ـ ــﺮ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ــﺬي ﻻ ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﻧ ـ ــﻮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم اﳌﺨﺎﻃ ـ ــﺐ ‪ ‬ـ ــﺎ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ " :‬أن اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻻ ﻳﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ ﻧ ـ ـ ــﻮع اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ واﻟﺮﺳ ـ ـ ــﻮم اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻮب اﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ـ ــﻬﺎ ﳚﻌﻠﻬ ـ ـ ــﺎ ﺧﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ وﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ اﳌﻌﺘﻤ ـ ـ ــﺪة ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﳌ ـ ـ ــﺪﻋﻲ ﻣﺮﺗﻜ ـ ـ ــﺰة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﺳ ـ ـ ــﺎس ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ واﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺒﻄﻼن اﻹﻧﺬار اﳌﺘﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ "‪.869‬‬
‫وﰲ اﻟﺘﻮﺟـ ـ ــﻪ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ذﻫﺒـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟـ ـ ــﺪة إﱃ اﻟﻘـ ـ ــﻮل ﺑﺄﻧـ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻟـ ـ ــﺌﻦ ﻛـ ـ ــﺎن اﻹﻧـ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺼ ـ ــﺎﺋﺮ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﻣﻨﻄﻠ ـ ــﻖ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﺑﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ أو اﻟﺮﺳ ـ ــﻢ اﻟ ـ ــﺬي ﰲ ﺣﻜﻤ ـ ــﻪ ﳌ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ آﺛ ـ ــﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﺧﻄ ـ ــﲑة ﺗﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ ﺣﺠ ـ ــﺰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ وﺑﻴﻌﻬ ـ ــﺎ أو إﻛﺮاﻫ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻮﻓ ـ ــﺎء ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﻌ ـ ــﺎﻟﻖ ﺑﺬﻣﺘ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺣﺎﻃ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاءات وﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎت ﻣﻘﻨﻨ ـ ــﺔ ﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ‬
‫ﺳﻨﺪا ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ"‪.870‬‬
‫وﻟﻌـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﲔ اﻵﺛـ ـ ــﺎر اﳌﱰﺗﺒـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــﺪم ﺗﻀـ ـ ــﻤﲔ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻧـ ـ ــﻮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋـ ـ ــﺪم‬
‫اﻻﻋﺘ ـ ــﺪاد ﺑ ـ ــﻪ ﰲ ﺗﺮﺗﻴ ـ ــﺐ اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻘ ـ ــﺎدم‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﻣ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪" :‬ﺣﻴ ــﺚ ﺻ ــﺢ ﻣـ ــﺎ ﻋﺎﺑ ــﻪ اﻟﻄ ــﺎﻋﻦ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ــﻮن ﻓﻴـ ــﻪ ذﻟ ــﻚ أﻧ ــﻪ اﻋﺘـ ــﱪ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﺳـ ــﻨﱵ ‪ 2000‬و‪ 2002‬ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﻟﺼـ ــﺎدر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺘ ـ ـﻮاﱄ ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2002/4/30 2000/4/28‬ﻗ ـ ـ ــﺪ ﰎ ﻗﻄ ـ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ـ ــﺎدم ﺑﺸ ـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪5549‬‬
‫وﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2001/6/25‬ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ أﻧـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻷﺧـ ـ ــﲑ ﻳﺘﺒـ ـ ــﲔ أﻧـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ‬
‫اﻹﺷـ ـ ــﺎرة ﻟﻠﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2002‬وأن اﻋﺘﻤـ ـ ــﺎد اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ ﻣﺼـ ـ ــﺪرة اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ أﻣ ـ ـ ـﺮا ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـﺎ ﻟﻠﻮاﻗ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ ﲞﺼ ـ ــﻮص ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﳌ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2008/12/21‬اﳌﻌﺘﻤ ـ ــﺪ‬
‫ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﶈﻜﻤ ــﺔ ﻟﻠﻘ ــﻮل ﺑﻘﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم ﺑﺸ ــﺄن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻬﻨﻴ ــﺔ ﻋ ــﻦ اﻟﺴ ــﻨﻮات أﻋ ــﻼﻩ وﻋ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬

‫‪ -868‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،230‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/3/31‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2009-2-4-805‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -869‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ اﳌﻘﺮﻳﲏ‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ‪-‬اﻟﺘﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﳌﺘﺎﺑﻌﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ ،-15.97‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫ص ‪.163-162‬‬
‫‪ -870‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،100/206‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000-9-19‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،99/197‬أوردﻩ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ‬
‫ﺷﺮﻳﻒ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪297‬‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻛﺎت ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﺴـ ـ ـ ــﻨﻮات ‪ 00/97‬ـ ـ ـ ـ ـ ‪ 01/98‬ـ ـ ـ ـ ‪ 01/99‬ﻓﺈﻧـ ـ ـ ــﻪ أﳒـ ـ ـ ــﺰ ﺑﺸ ـ ـ ــﺄن اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺎت ﻋـ ـ ــﻦ اﻟﺴـ ـ ــﻨﻮات ‪ 05/02‬و‪ 04/01‬ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﳉـ ـ ــﺪول ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 450152‬وﻋـ ـ ــﻦ ﻣﺒﻠـ ـ ــﻎ ﺿ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‬
‫ﺣـ ــﺪدﻩ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﰲ ‪ 62377,00‬اﳌـ ــﺬﻛﻮر ﻏـ ــﲑ ﻗـ ــﺎﻃﻊ ﻟﻠﺘﻘـ ــﺎدم ﺑﺸـ ــﺄن ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻓﻘـ ــﺪ ﻛـ ــﺎن ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ ﺗﺮﺗﻴ ـ ـ ــﺐ اﻷﺛ ـ ـ ــﺮ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ‪ 125‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص ﺗ ـ ـ ــﺮك اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺎت ﺑ ـ ـ ــﲔ ﳏﻀ ـ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ اﳌ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2005/02/15‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ـ ــﺮض‬
‫ﺻ ـ ـ ــﺤﺘﻪ وﺑ ـ ـ ــﲔ ﳏﻀ ـ ـ ــﺮ وﺿ ـ ـ ــﻊ اﳌﻠﺼ ـ ـ ــﻘﺎت اﳌ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2009/12/10‬وأن اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ ﺣﻴﻨﻤ ـ ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺄﺧ ـ ـ ــﺬ‬
‫ﺑﻌ ـ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﻟﻮاﻗﻌﻴ ـ ــﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ أﻋ ـ ــﻼﻩ ﺟﻌﻠ ـ ــﺖ ﺣﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺎﻗﺺ اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻞ وﻏ ـ ــﲑ ﻣﺮﺗﻜ ـ ــﺰ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻨﻘﺾ"‪.871‬‬
‫ﻫ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﺎر اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﰲ اﻻﲡ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﳎﻠ ـ ــﺲ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ أن‬
‫ﳎـ ــﺮد ﻗﻴ ـ ــﺎم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ دون اﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ــﺪ ﺑﺸـ ــﻜﻠﻴﺔ اﻟﻈ ـ ــﺮف اﳌﻐﻠ ـ ــﻖ‪ ،‬ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺧﺮﻗ ـ ــﺎ ﳌﺒ ـ ــﺪأ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ـﺮﻳﺔ اﳌﻮﺟ ـ ــﺐ ﻹﺑﻄ ـ ــﺎل ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‪ ،‬ﻣﺆﻛ ـ ــﺪا ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أن اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 342‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻔﺮوﺿـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ‪‬ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـﺮﻳﺔ وﺗﺮﺳـ ـ ــﻞ ﻟﻠﻤﻌـ ـ ــﲏ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﺮ ﰲ ﻇﺮف ﻣﻐﻠﻖ‪ ،‬ﻏﲑ أﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﻟﻠﻤﻌﲏ ﺑﺪون ﻇﺮف ﻣﻐﻠﻖ ﳑﺎ ﳚﻌﻞ اﻹﺟﺮاء ﺑﺎﻃﻞ‪.872"...‬‬
‫وﻣ ــﺎ ﳚ ــﺐ اﻹﺷ ــﺎرة إﻟﻴ ــﻪ ﰲ ﻣﻮﺿ ــﻮع اﻟﺸ ــﻜﻠﻴﺎت‪ ،‬أﻧ ــﻪ ﳚ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ أن ﳜ ــﺺ ﻛ ــﻞ دﻳ ــﻦ‬
‫ﻋﻤ ــﻮﻣﻲ ﺑﺈﻧ ــﺬار ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑ ــﺎﻷداء ﺧ ــﺎص ﺑـ ــﻪ‪ ،‬وﻻ ﳛ ــﻖ ﻟ ــﻪ ﲨـ ــﻊ اﻟ ــﺪﻳﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم ﰲ إﻧ ــﺬار واﺣـ ــﺪ‬
‫ﲢ ـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﻮن ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﱂ ﲤﻨ ـ ـ ــﻊ ﻫ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺟـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺻـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ــﺚ إن ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺳ ــﺘﺌﻨﺎف ﳌ ــﺎ ﺗﺒ ــﲔ ﳍ ــﺎ ﺑ ــﺄن ﻛ ــﻞ إﻧ ــﺬار ﻣ ــﻦ اﻹﻧ ــﺬارات اﻟ ــﱵ ﳛ ــﺘﺞ ‪ ‬ــﺎ اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﰲ ﻗﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم ﰲ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬ ـ ـ ــﺎ اﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺎدا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﺮاﺟ ـ ـ ــﻊ اﳌﺸ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﲟﺠﻤ ـ ـ ــﻮع اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ وﻣـ ــﺎ دام ﻛـ ــﻞ إﻧـ ــﺬار ﻗـ ــﺪ ﰎ ﺳـ ــﻠﻮﻛﻪ ﲞﺼـ ــﻮص ﺿ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨـ ــﺔ ﻗـ ــﺪ ﺛﺒـ ــﺖ ﲜـ ــﺮد ﻛـ ــﻞ إﻧـ ــﺬار ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻹﻧـ ــﺬارات اﳌﺘﻮﺻـ ــﻞ ‪‬ـ ــﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘـ ــﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ وﻣـ ــﺎ ﺗﻀـ ــﻤﻨﺘﻪ ﻣـ ــﻦ ﺿ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳏـ ــﺪدة ﺣﺼ ـ ـﺮا وأن ﻣـ ــﺎ ﻗﻀـ ــﻰ ﺑـ ــﻪ‬
‫اﳊﻜـ ــﻢ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺻـ ــﺎﺋﺐ وﻣﻄـ ــﺎﺑﻖ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 123‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪،‬‬

‫‪ -871‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1/845‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2014/6/26‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2013/1/4/3939‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -872‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ ،001987‬ﺟﻠﺴﺔ ‪ ،2001/07/30‬ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ ﳎﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﺧﺎص‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2003‬ص ‪.65‬‬
‫‪298‬‬
‫ﺟ ـ ـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮار ﻣﻌﻠ ـ ـ ــﻼ ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳑ ـ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣﻌ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﺎ ورد ﺑﺎﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻧﺎﻗﺼ ـ ـ ـ ـﺎ ﻋ ـ ـ ــﻦ درﺟـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﻋﺘﺒﺎر"‪.873‬‬
‫وﰲ اﳌﻨﺤ ـ ــﻰ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ــﺪة ﻟﺘﺆﻛ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ‬
‫أﺣ ــﺪ أﺣﻜﺎﻣﻬ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﺑﺸ ــﺄن اﳌﻄﺎﻟﺒ ــﺔ ﺑ ــﺄداء ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر واﺣ ـ ـ ــﺪ ﻓﺤﻘ ـ ـ ــﺎ وﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ أن ﻟﻜ ـ ـ ــﻞ ﺿـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮ‪ ‬ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻨﻈﻤﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ اﺧ ـ ـ ــﺘﻼف ﻓﺼ ـ ـ ــﻮﳍﺎ وأﻧﻮاﻋﻬ ـ ـ ــﺎ وأرﻗ ـ ـ ــﺎم ﺟ ـ ـ ــﺪاوﳍﺎ وآﺟ ـ ـ ــﺎل اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺬا آﺟ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﺗﻘﺎدﻣﻬـ ــﺎ‪ ،‬وأن ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺄن ﲨﻌﻬـ ــﺎ ﰲ إﺷـ ــﻌﺎر واﺣـ ــﺪ إﺣـ ــﺪاث ﻟـ ــﺒﺲ ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰم‪ .‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻌـ ــﺬر ﻋﻠـ ــﻰ اﶈﻜﻤـ ــﺔ‬
‫ﻣﺮاﻗﺒ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺪى ﺳ ـ ـ ــﻼﻣﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﻟﻮﻋ ـ ـ ــﺎء أو ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ أﻧ ــﻪ ﺗﺒﻌ ــﺎ ﻟ ــﺬﻟﻚ ﺗﻜ ــﻮن اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ اﳌﺜ ــﺎرة ‪ ‬ــﺬا اﻟﺼ ــﺪد ﻣﺒﻨﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس ﺳ ــﻠﻴﻢ‪ .‬وﺗ ــﱪر اﳊﻜ ــﻢ‬
‫ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻹﺷﻌﺎر اﻟﻀﺮﻳﱯ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻄﻌﻦ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼﻩ"‪.874‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﻟﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬أن ﻣﺴـ ـ ــﺘﺨﺮج اﳉـ ـ ــﺪاول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻘـ ـ ــﻮم ﻣﻘـ ـ ــﺎم اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﺑﻮﺻـ ــﻔﻪ إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ أﻛﺪﺗ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﰲ أﺣ ـ ــﺪ‬
‫ﻗﺮارا‪ ‬ــﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﺟ ــﺎء ﻓﻴ ــﻪ‪ " :‬ﻟﻜ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ إن اﻟﻘـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ــﻮن ﻓﻴ ــﻪ رد ﻣ ــﺎ ﲤﺴ ــﻚ ﺑ ــﻪ اﻟﻄﺎﻟ ــﺐ ﻣ ــﻦ ﻛﻮﻧ ــﻪ‬
‫ﱂ ﻳﻘـ ــﻢ ﺑـ ــﺄي إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻌـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻘـ ــﺎدم ﻋـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀ ـ ـﺮﻳﺔ ورﺳـ ــﻢ اﻟﻨﻈﺎﻓـ ــﺔ‬
‫ﺑﺮﺳ ـ ــﻢ اﻟﺴ ـ ــﻨﻮات ﻣ ـ ــﻦ ‪ 2001‬إﱃ ‪ 2004‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺘﺤ ـ ــﺘﻢ ﻣﻌ ـ ــﻪ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺴ ـ ــﻘﻮﻃﻬﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻞ ﻳﻄ ـ ــﺎﺑﻖ‬
‫أوراق اﳌﻠـ ـ ــﻒ‪ ،‬إذ أن اﻟﻄﺎﻟـ ـ ــﺐ ﱂ ﻳﺜﺒـ ـ ــﺖ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬارات إﱃ اﻟﻄـ ـ ــﺮف اﳌﻄﻠـ ـ ــﻮب ﰲ اﻟﻄﻌـ ـ ــﻦ واﻛﺘﻔـ ـ ــﻰ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻹدﻻء ﺑﺼ ـ ــﻮر ﳌﺴ ـ ــﺘﺨﺮج اﳉ ـ ــﺪاول اﻟ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﻗﺎﻃﻌ ـ ــﺔ ﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫أﺛﲑ ﺑﺪون أﺳﺎس"‪.875‬‬
‫وﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ‪ ،‬وﺟ ـ ــﺐ ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪ ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ رﺗ ـ ــﺐ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن‬
‫إذا ﱂ ﻳ ــﺘﻢ اﺣﱰاﻣﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ اﻟـ ــﱵ أﺛﺎر‪‬ـ ــﺎ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ‪ 876‬ﰲ أﺣـ ــﺪ ﻗﺮارا‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪..." :‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻹدﻻء ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ـ ــﺖ اﺣﱰاﻣ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاء‬

‫‪ -873‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،618‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/08/23‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2010/1/4/1032‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -874‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،341‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2004/12/16‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2004/241‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -875‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،359‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/04/11‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2012/1/4/372‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -876‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،358‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2002/6/06‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2002/1/4/417‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‬
‫‪299‬‬
‫اﳉـ ـ ــﻮﻫﺮي )أي اﻹﻧـ ـ ــﺬار(‪ ،‬وأن ﻣـ ـ ــﺎ أدﱃ ﺑـ ـ ــﻪ ﻟﻺﺛﺒـ ـ ــﺎت ﻗﻴﺎﻣـ ـ ــﻪ ﺑﺘﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﻟﻠﻤﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ‬
‫ﻋﺒ ـ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ـ ــﻦ ﺻ ـ ـ ــﻮرة ﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ــﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺎت اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻗﺮاء‪ ‬ـ ـ ــﺎ إﻻ ﺑﺼ ـ ـ ــﻌﻮﺑﺔ‪ ،‬واﻟﻀ ـ ـ ــﻠﻊ اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﺑ ــﺎﳌﺒﻠﻎ ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﺎرغ‪ ،‬وﻛـ ــﺬﻟﻚ اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺘﻮﻗﻴـ ــﻊ اﳌﺒﻠـ ــﻎ ﻟـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﻜـ ــﻮن ﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﰲ أﺳـ ــﺒﺎب اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف‬
‫ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس"‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات واﻷﺣﻜ ـ ــﺎم اﳌﺜ ـ ــﺎرة‬
‫أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬ﳝﻜ ـ ــﻦ اﺳ ـ ــﺘﻨﺒﺎط ﻋ ـ ــﺪد ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟ ـ ــﱵ ﺣ ـ ــﺪدﻫﺎ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻟﺴ ـ ــﻼﻣﺔ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻼﻣﺔ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺿ ـ ـ ــﺮورة ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻞ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺎ أو ﲟﻮﻃﻨ ـ ـ ــﻪ أو ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ أﺣ ـ ـ ــﺪ اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﺧ ـ ـ ــﻮﳍﻢ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﰲ اﻟﺘﺴﻠﻢ؛‬
‫‪ -‬ﺿ ـ ـ ــﺮورة اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﻘ ـ ـ ــﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ــﺎ ﻟﺴ ـ ـ ــﻼﻣﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ وﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﺑ ـ ـ ــﻪ‬
‫وﺗﺮﺗﻴﺐ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ؛‬
‫‪ -‬ﺿﺮورة ﺗﺒﻴﺎن ﺻﻔﺔ اﳌﺒﻠﻎ واﳌﺒﻠﻎ إﻟﻴﻪ وﻣﻜﺎن اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ وﺗﺎرﳜﻪ؛‬
‫‪ -‬ﺿ ـ ــﺮورة ﺗﻀ ـ ــﻤﲔ اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻟﻠﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻻ ﻟ ـ ــﺒﺲ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﱴ ﻳﻨ ـ ــﺘﺞ آﺛ ـ ــﺎرﻩ ﰲ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻠﺰم‪.877‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﻧﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع واﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﳌﻐـ ـ ـﺮﺑﻴﲔ‪ ،‬ﺧﺼ ـ ــﺎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﺗﺼ ـ ــﺐ ﰲ أﻏﻠﺒﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻛﻔ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ اﻟﻄ ـ ــﺮف اﻷﺿ ـ ــﻌﻒ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟ ـ ــﺔ‪ ،878‬وﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﻹدارة‬
‫ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ إذا ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﺟﺮاءا‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻷﻣﺜﻞ‪.‬‬

‫‪ -877‬إﲰﺎﻋﻴﻞ زﻛﲑ وﻓﺎﻃﻤﺔ ﻏﻴﻼﱄ‪ :‬ﻣﻨﺎزﻋﺎت ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ‪ -‬دﻋﻮى اﻟﺘﻘﺎدم ﳕﻮذﺟﺎ‪،-‬‬
‫ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.435‬‬
‫‪ -878‬وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﻴﺚ أن أﻏﻠﺐ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬وأﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻏﲑ اﳌﺘﺨﺼﺼﲔ ﰲ ا‪‬ﺎل‪ ،‬وﻛﺬا اﳌﺘﺨﺼﺼﲔ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﳛﻤﻠﻮن ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﳊﻘﺪ ﻟﻺدارة‪ ،‬ﻳﻌﺘﱪون أن اﻹدارة ﺗﺘﻌﺴﻒ ﰲ ﺣﻖ اﳌﻠﺰﻣﲔ ‪ ،‬وﳓﻦ ﺑﺪورﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ أ‪‬ﺎ ﺗﻐﻠﻮ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻻ‬
‫ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎس ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﳌﺘﻮاﺿﻌﺔ ﺑﺪﻫﺎﻟﻴﺰ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺗﺮﺳﺦ ﱄ اﻟﻴﻘﲔ أن أﻏﻠﺐ‬
‫اﳌﻠﺰﻣﲔ ﺳﻴﺌﻲ اﻟﻨﻴﺔ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮن ﺑﺎﻹﺟﺮاءات وﻳﻨﻜﺮون‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺮدﻩ ﻟﻐﻴﺎب اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻀﺮﻳﱯ ﺑﺎﳌﻤﻠﻜﺔ‪.‬‬
‫‪300‬‬
 ‫‪@@Œv§a@paõaŠug@¿@åÈİÛa@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻳﺴ ـ ــﺘﻮﺟﺐ ﻟﺼ ـ ــﺤﺔ اﳊﺠ ـ ــﺰ وﻋ ـ ــﺪم اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼﻧ ـ ــﻪ اﺣـ ـ ـﱰام اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻟﻌ ـ ــﻞ‬
‫أﳘﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺘﺄﻛـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺸـ ـ ــﻜﻞ ﺻـ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬وﺣﺼـ ـ ــﻮل اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﳊﺠﺰ‪ ،‬ﰒ اﺣـ ـ ـﱰام اﻟﱰاﺗﺒﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫واﺣ ـ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻓﻌـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﻳﺮﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‬
‫ﺣﺘﻤﺎ اﳊﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﳊﺠﺰ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻗﺒـ ـ ــﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﲟﺨﺘﻠ ـ ـ ــﻒ أﻧﻮاﻋ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳊﺼ ــﻮل ﻋﻠ ــﻰ ﺗ ــﺮﺧﻴﺺ ﻣﺴ ــﺒﻖ ﻣ ــﻦ رﺋ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟ ــﱵ ﻳﻨﺘﻤ ــﻲ إﻟﻴﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ أﻛ ــﺪﻩ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﻟﺼ ــﺎدر‬
‫ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬اﻟ ـ ــﺬي ﺟ ـ ــﺎء ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ " :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺪﻓﻊ ﺑ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻄـ ـ ــﺎﻋﻦ ﲞﺼـ ـ ــﻮص ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ ‪ 37‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﺘﻤﺴـ ــﻚ ﺑـ ــﻪ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ﲝﺠـ ــﺰ اﳌﻨﻘـ ــﻮﻻت واﻟـ ــﺬي ﻳﻮﺟـ ــﺐ ﺗـ ــﻮﻓﺮ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ اﲰﻴـ ــﺔ ﲟﺜﺎﺑـ ــﺔ ﺗـ ــﺮﺧﻴﺺ ﻳﺼـ ــﺪر ﻋـ ــﻦ‬
‫رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻨﺘﻤ ـ ــﻲ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻄﻠ ـ ــﺐ ﺑﻴ ـ ــﻊ اﻷﺻ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺠ ــﺎري ﲞﺼ ــﻮص ﺣﺠ ــﺰ اﻷﺻ ــﻮل اﻟﺘﺠﺎرﻳ ــﺔ وﺑﻴﻌﻬ ــﺎ ﳑ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ اﻟ ــﺪﻓﻊ اﳌﺜ ــﺎر أﻋ ــﻼﻩ ﰲ ﻏ ــﲑ ﳏﻠ ــﻪ‬
‫وﻳﺘﻌﲔ ردﻩ"‪.879‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺼـ ـ ــﺪد‪ ،‬أن اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻲ ﻳﻌﻔـ ـ ــﻰ‪ -‬ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 53‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ -‬ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ‪ ،‬ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻘ ـ ــﻊ إﺧﺒ ـ ــﺎرﻩ ﺑﺒﺪاﻳ ـ ــﺔ‬
‫أﺧـ ــﺬ اﻷﺛـ ــﺎث أو اﻟﺜﻤـ ــﺎر اﳋﻔﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﳜﺸـ ــﻰ ﻣـ ــﻦ ﺟ ـ ـﺮاء ذﻟـ ــﻚ ﺿـ ــﻴﺎع ﺿـ ــﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‪ ،‬وﳚـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ـ ـ ـ أي‬
‫اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ـ ـ ـ إذا ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬أن ﳚ ـ ــﺮي ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮري اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻌﲔ‬
‫ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﺣﺠﺰا ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ أو ﺣﺠﺰا ﻋﻠﻰ اﶈﺎﺻﻴﻞ واﻟﺜﻤﺎر دوﳕﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ أﻣﺮ آﺧﺮ أو ﺗﺮﺧﻴﺺ‪.‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪﻩ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺻـ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ـ ــﺎط ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟـ ـ ــﺎء ﻓﻴـ ـ ــﻪ‪:‬‬
‫"ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 53‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻘ ـ ـ ــﻊ إﺧﺒ ـ ـ ــﺎر‬
‫اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﺑﺒﺪاﻳـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﺬ اﻷﺛـ ـ ــﺎث أو اﻟﺜﻤـ ـ ــﺎر ﺧﻔﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﳜﺸـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟ ـ ـ ـﺮاء ذﻟـ ـ ــﻚ‬
‫ﺿ ـ ــﻴﺎع ﺿ ـ ــﻤﺎن اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬إذا ﰎ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬أن ﳚ ـ ــﺮي ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻣ ـ ــﺄﻣﻮر‬

‫‪ -879‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،2011/1737‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/04/26‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد‬
‫‪) ،7/2010/1201‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺠـ ـ ـﺰا ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬﻳﺎ أو ﺣﺠـ ـ ـﺰا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﶈﺎﺻ ـ ــﻴﻞ واﻟﺜﻤ ـ ــﺎر دوﳕ ـ ــﺎ ﺣﺎﺟ ـ ــﺔ إﱃ أﻣ ـ ــﺮ‬
‫آﺧ ـ ـ ــﺮ أو ﺗ ـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ إن ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴ ـ ـ ــﻪ اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار واﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ ،36‬ﻳﻌﻤ ـ ـ ــﻞ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬ ـ ــﻪ دون أي إﺟ ـ ـﺮاء آﺧ ـ ــﺮ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺮج ﻣ ـ ــﻦ اﳉ ـ ــﺪول ﻣﻮﻗ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃﺮﻓـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﻌـ ــﺪ ﻫـ ــﺬا اﻹﻧـ ــﺬار ﲟﺜﺎﺑـ ــﺔ ﺣﺠـ ــﺰ ﲢﻔﻈـ ــﻲ‪ ،‬وﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻋﻠﻴـ ــﻪ أن ﻳﺒـ ــﲔ ﰲ اﶈﻀـ ــﺮ اﻷﺛـ ــﺎث‬
‫واﻷﺷﻴﺎء اﶈﺠﻮزة‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ إن اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﻟـ ــﺪى إﺧﺒـ ــﺎرﻩ ﺑﻘﻴـ ــﺎم اﻟﺸـ ــﺮﻛﺔ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﺑﻨﻘـ ــﻞ اﻵﻟﻴـ ــﺎت ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﻮرش‪،‬‬
‫وﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻵﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺼـ ـ ــﺮف ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ــﺚ اﻟﺰﻣـ ـ ــﺎن واﳌﻜـ ـ ــﺎن وﻟﻌـ ـ ــﺪم ﺣﺼـ ـ ــﻮل اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺗـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﺑﺎﺳـ ـ ــﺘﻐﻼل اﳌﻠـ ـ ــﻚ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻲ ﻣﺆﻗﺘـ ـ ــﺎ وﻋـ ـ ــﺪم ﺗـ ـ ــﻮﻓﺮ اﳉﻤﺎﻋـ ـ ــﺔ واﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋﻨ ـ ـ ـﻮان ﻣﻘﺮﻫـ ـ ــﺎ‬
‫اﻻﺟﺘﻤـ ـ ــﺎﻋﻲ ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﲟﺜﺎﺑـ ـ ــﺔ ﺣﺠـ ـ ــﺰ ﲢﻔﻈـ ـ ــﻲ اﳌﺘﺨـ ـ ــﺬ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻓـ ـ ــﻪ ﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟﺮﺳـ ـ ــﻮم اﳉﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻨ ـ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ وﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﺸ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ أﻋ ـ ـ ــﻼﻩ إﺟـ ـ ـ ـﺮاء ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺎ ﻣﺸ ـ ـ ــﺮوﻋﺎ واﳊﻜ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﳌ ـ ــﺎ ﳓ ـ ــﺎ ﻏ ـ ــﲑ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻨﺤ ـ ــﻰ ﳎﺎﻧﺒ ـ ــﺎ ﻟﻠﺼـ ـ ـﻮاب وواﺟ ـ ــﺐ اﻹﻟﻐ ـ ــﺎء ﰲ اﻟﺸ ـ ــﻖ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ"‪.880‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻠﺤﺼ ـ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﱰﺧ ـ ـ ــﻴﺺ اﳌﺴ ـ ـ ــﺒﻖ واﺣـ ـ ـ ـﱰام اﻟﱰاﺑﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـﻮاردة ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 37‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،881‬ﳚـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻲ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻵﺟـ ـ ــﺎل اﻟﻔﺎﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺑـ ـ ــﲔ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ اﻟﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟﺒ ـ ــﺎرز ﻟﻠﻄﻌ ـ ــﻮن اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﻮن ﻟﻠﻘ ـ ــﻮل ﲞ ـ ــﺮق اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌﺒ ـ ــﺪأ‬
‫اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴﺔ وﺣﻖ اﻟﺪﻓﺎع ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ــﺬا‪ ،‬ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻋﻠـ ــﻰ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ ﳑﺎرﺳـ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﳊﺠـ ــﺰ داﺧـ ــﻞ اﻵﺟـ ــﺎل اﶈـ ــﺪدة ﳍـ ــﺎ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ ﲢ ـ ـﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ــﺔ اﳊﻜـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬أي ﻗﺒـ ــﻞ اﻧﺼ ـ ـﺮام أﺟـ ــﻞ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﻧـ ــﺬار‪،882‬‬
‫وﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــﺬا اﻷﺳ ــﺎس ﻗﻀ ــﺖ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﻮﺟ ــﺪة وﻫ ــﻲ ﺗﺆﻛ ــﺪ ﻫ ــﺬا اﻷﻣ ــﺮ ﺑ ــﺎﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧ ــﻪ‪" :‬ﻻ ﳚ ــﻮز‬
‫ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑ ـ ــﺎﳊﺠﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣﻮاﻟ ـ ــﻪ إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻓـ ـ ـﻮات ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ‬
‫وﻫـ ــﻲ إﺟ ـ ـﺮاءات ﺷـ ــﻜﻠﻴﺔ وﺟﻮﻫﺮﻳـ ــﺔ ﳌـ ــﺎ ﳍـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ارﺗﺒـ ــﺎط ﺑـ ــﺎﳊﻘﻮق اﻟﺸﺨﺼـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻣـ ــﻦ ﰒ ﻳﱰﺗـ ــﺐ‬
‫ﻋ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﺮق ﺗﻠ ـ ــﻚ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة أن اﻹﺟـ ـ ـﺮاء اﻟﻐ ـ ــﲑ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻻ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ــﻪ‬

‫‪ -880‬ﻗﺮار ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،120‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/01/16‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/398‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ 881‬اﻧﻈﺮ اﶈﻮر اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺣﱰام ﺗﺴﻠﺴﻞ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫‪ -882‬اﳌﺎدة ‪ 44‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫أي أﺛ ـ ــﺮ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﻗﻴ ـ ــﺎم اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﲟﺴ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ــﺰ دون إﺛﺒ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﻗﻴﺎﻣ ـ ــﻪ ﺑﺎﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﳚﻌﻞ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺑﺎﻃﻠﺔ"‪.883‬‬
‫وﰲ اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟـ ـ ـﺮاﻛﺶ ﰲ أﺣ ـ ــﺪ أﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺄن‪:‬‬
‫"ﻋـ ــﺪم اﺳـ ــﺘﻴﻔﺎء ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻨﺒﻴـ ــﻪ ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ واﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ واﻟﺘﻘﻴـ ــﺪ ‪‬ـ ــﺬا اﻟﱰﺗﻴـ ــﺐ وﺑﺎﻵﺟـ ــﺎل ﻗﺒـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﺗ ـ ـ ــﺆدي إﱃ ﺗﻌﻄﻴ ـ ـ ــﻞ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﳑ ـ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻠﺰم ﺗﺒﻌ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺒﻄﻼن ﳏﻀﺮﻫﺎ"‪.884‬‬
‫وﰲ ﺳـ ــﻴﺎق ﳑﺎﺛـ ــﻞ ذﻫﺒـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟ ـ ـﻨﻘﺾ ﻟﺘﺆﻛـ ــﺪ ﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ذﻛـ ــﺮﻩ ﺣﻴـ ــﺚ ﺟـ ــﺎء ﰲ أﺣـ ــﺪ ﻗﺮارا‪‬ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻹﻧ ـ ــﺬار اﳉﻤ ـ ــﺎﻋﻲ رﻗ ـ ــﻢ ‪ 1764‬ﲟﺒﻠ ـ ــﻎ ‪ 1.380,00‬درﻫ ـ ــﻢ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‬
‫اﻟﻨﻈﺎﻓـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ــﻨﺔ ‪ 1995‬وﻻ ﻋﻼﻗ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀ ـ ـﺮﻳﺔ ﻣﻮﺿـ ــﻮع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﻛﻤ ـ ــﺎ‬
‫أﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﲑ إﱃ اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺘﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ ﱂ ﻳـ ــﺪل اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﰲ أﻳـ ــﺔ ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻣﺮاﺣـ ــﻞ اﻟـ ــﺪﻋﻮى ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻹﺷـ ــﻌﺎر اﻷول اﳋـ ــﺎص‬
‫ﺑﻜ ـ ــﻞ ﺿـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ وﺑﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﺎﺋﺮ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺮور ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻷول ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر إﱃ اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ واﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻓ ـ ــﺈن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻜﻬﺎ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﳌﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎت اﻟﻔﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ‪ 14‬و‪ 27‬و‪ 28‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻇﻬ ـ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫‪ 1935/08/21‬اﻟـ ــﺬي ﻛـ ــﺎن ﺳـ ــﺎري اﳌﻔﻌـ ــﻮل آﻧـ ــﺬاك وﻗﺒـ ــﻞ ﺻـ ــﺪور ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﳑـ ــﺎ ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ‬
‫ﻣ ـ ـ ــﺎ أﺛ ـ ـ ــﲑ ﰲ أﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻣﺒ ـ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﺳ ـ ـ ــﺎس واﳊﻜ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻣﺼ ـ ـ ــﺎدﻓﺎ ﻟﻠﺼ ـ ـ ـﻮاب‬
‫وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.885‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻘﺒﻴـ ــﻞ ﺣﻴـ ــﺚ ﻗﻀـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﲟﻜﻨـ ــﺎس ﺑـ ــﺒﻄﻼن ﻣﺴـ ــﻄﺮة‬
‫اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻟﻌ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ إﺣ ـ ــﺪى أﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑﺄﻧـ ـ ــﻪ‪" :‬ﻻ‬
‫ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻠﻮك إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻹﻧ ـ ــﺬار ﻛﻤ ـ ــﺎ وردت ﺑ ـ ــﺎﳌﻮاد ‪5‬‬
‫و‪ 36‬و‪ 39‬إﱃ ‪ 43‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 15/97‬ﲟﺜﺎﺑـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﳌﻌﻠـ ـ ـ ــﻮم أن‬

‫‪ -883‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،07/200‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/08/19‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،06/187‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -884‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،7‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1999/01/27‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪97/167‬غ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -885‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ)ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،672‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2000/07/04‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪) ،2005/1/4/2090‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪303‬‬
‫اﻹدارة ﱂ ﺗﺜﺒ ـ ــﺖ ﲟﻮﺟﺒﻬ ـ ــﺎ اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﻟﺘﻠ ـ ــﻚ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت وﻋﻤ ـ ــﺪت ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة إﱃ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﳊﺠ ـ ــﺰ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻣﺘﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ـ ــﺔ ﰒ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ راﺗﺒﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ـ ــﻬﺮي‪ ،‬ﳑ ـ ـ ــﺎ ﻳﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﺧﺮﻗ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـ ــﺈﺟﺮاءات‬
‫اﻻﺳﺘﺨﻼص ﻳﻮﺟﺐ إﺑﻄﺎل إﺟﺮاءات اﳊﺠﺰ"‪.886‬‬
‫واﳌﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻣـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات واﻷﺣﻜـ ـ ــﺎم‪ ،‬أن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻻ ﻳﺘﺴـ ـ ــﺎﻫﻞ ﰲ ﻓـ ـ ــﺮض رﻗﺎﺑﺘـ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺣ ـ ـﱰام اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻶﺟ ـ ـﺎل اﻟﻔﺎﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﳊﺠ ـ ــﺰ واﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ‬
‫إذا ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﲟﺒﺎﺷ ـ ــﺮ‪‬ﺎ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺣﻠ ـ ــﻮل اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﰎ ذﻟ ـ ــﻚ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻘﻮط‬
‫ﺣﻖ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﺎدم اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺳ ـ ــﺎس أﻛ ـ ــﺪت اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن‬
‫إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺗﺘﻘ ـ ــﺎدم ﲟﻀ ـ ــﻲ أرﺑ ـ ــﻊ ﺳ ـ ــﻨﻮات ﺑ ـ ــﲔ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ أو إﺟـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﻦ‬
‫إﺟﺮاءاﺗ ـ ــﻪ وﺑ ـ ــﲔ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﳌ ـ ـﻮاﱄ ﻟ ـ ــﻪ واﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﺎ ﺛﺒ ـ ــﺖ ﳍ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل أوراق اﳌﻠ ـ ــﻒ واﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ‬
‫اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻄ ـ ــﺎﻋﻦ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻟ ـ ــﺌﻦ ﻛ ـ ــﺎن ﻗ ـ ــﺪ ﺷ ـ ــﺮع ﻓﻌ ـ ــﻼ ﰲ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪،‬‬
‫وﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻣﺴـ ـ ــﺘﺨﺮج اﳉـ ـ ــﺪاول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع ﺟـ ـ ــﺪول اﳌﻜﻠﻔـ ـ ــﲔ رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 32962800‬ﺑﺮﺳـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﻨﻮات ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪ 2001‬إﱃ ‪ 2003‬واﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﺷـ ـ ـ ـ ــﺮع ﰲ ﲢﺼـ ـ ـ ـ ــﻴﻠﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ــﲔ ‪2002/02/28‬‬
‫و‪ 2003/03/31‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ــﻪ وإن أدﱃ ﲟ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ـ ــﺪ ﻗﻴﺎﻣ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺣﺴ ـ ـ ــﺎب اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻮب ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 2007/11/01‬ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﺟ ـ ــﺎء ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺮور أﻛﺜ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ أرﺑ ـ ــﻊ ﺳ ـ ــﻨﻮات ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ رﻓ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــﺪﻋﻮى ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2007/11/24‬ﻓﺘﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣ ـ ـ ــﺎ اﻋﺘﻤﺪﺗـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﶈﻜﻤﺔ ﲞﺼﻮﺻﻬﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن وﻣﻌﻠﻼ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﺳﻠﻴﻤﺎ وﻣﺎ أﺛﲑ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس"‪.887‬‬
‫وﲡـ ـ ــﺪر اﻹﺷـ ـ ــﺎرة ﻫﻨـ ـ ــﺎ‪ ،‬إﱃ أﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﳛـ ـ ــﻖ ﻟﻠﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﳑﺎرﺳـ ـ ــﺔ اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﲟﺨﺘﻠـ ـ ــﻒ ﺻـ ـ ــﻮرﻩ اﻟ ـ ـ ـﻮاردة ﰲ‬
‫ﻣﺪوﻧ ــﺔ ﲢﺼ ــﻴﻞ اﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ــﺔ إﻻ ﺑﻨ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴ ــﺬي‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﻗﻀ ــﺖ ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﺑ ــﺒﻄﻼن‬
‫ﺣﺠ ـ ــﺰ ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﺴ ـ ــﺎب أﺣ ـ ــﺪ اﻷﻓـ ـ ـﺮاد ﰲ ﻏﻴ ـ ــﺎب اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺴ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي وﻗ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ‬
‫ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ ..." :‬وﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ ﺛﺎﻟﺜ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﺎ ﺛﺒ ـ ــﺖ ﳍ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ‬
‫اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ أن اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻮب ﰲ اﻟ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻧ ـ ـ ــﺎزع ﰲ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ وﺳ ـ ـ ــﺤﺐ اﳌﺒﻠ ـ ـ ــﻎ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻪ‪ ،‬وأن‬

‫‪ -886‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪8/2002/24‬ش‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/01/16‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪8/2002/67‬ش‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -887‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1/502‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/05/30‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2011/1/4/235‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪304‬‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﱂ ﻳ ـ ــﺪل ﺑﺎﻟﺴ ـ ــﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي اﻟ ـ ــﺬي ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳﺎﺳ ـ ــﻪ ﰎ ﺣﺠ ـ ــﺰ وﺳ ـ ــﺤﺐ ذﻟ ـ ــﻚ اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ‪ ،‬واﻋﺘ ـ ــﱪت‬
‫أن إﺟ ـ ـﺮاء اﳊﺠ ــﺰ واﻟﺴ ــﺤﺐ ﻏـ ــﲑ ﻣﺆﺳ ــﺲ‪ ،‬وﰎ إﺟ ـ ـﺮاؤﻩ ﺑـ ــﺪون وﺟ ــﻪ ﺣ ــﻖ‪ ،‬وﻳﺒﻘـ ــﻰ واﺟ ــﺐ اﻹﻟﻐ ــﺎء ﻣـ ــﻊ‬
‫ﺗﺮﺗﻴـ ــﺐ اﻵﺛـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــﻚ ﺑﺘﻤﻜـ ــﲔ اﳌﻄﻠـ ــﻮب ﰲ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﻣـ ــﻦ اﳌﺒﻠـ ــﻎ اﳌﺴـ ــﺤﻮب ﻣـ ــﻦ ﺣﺴـ ــﺎﺑﻪ‬
‫اﻟﺒﻨﻜـ ــﻲ‪ ،‬ﺗﻜـ ــﻮن ﻗـ ــﺪ ﺑﻨـ ــﺖ ﻗﻀـ ــﺎءﻫﺎ ﻋﻠـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس ﺳـ ــﻠﻴﻢ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن وﻋﻠﻠـ ــﺖ ﻗﺮارﻫـ ــﺎ ﺗﻌﻠـ ــﻴﻼ ﻛﺎﻓﻴ ـ ــﺎ‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺘﲔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ أﺳﺎس"‪.888‬‬
‫وﻋﻠ ـ ـ ـﻰ ﻏ ـ ـ ـﺮار ﺣ ـ ــﺮص اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﺧﻀ ـ ــﻮع اﻹدارة إﱃ اﳌﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﺎﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﳊﺠ ـ ــﺰ واﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻗﻴ ـ ــﺪ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫اﻹداري ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارة ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻳﻌﺘﱪﻫ ـ ـ ــﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻘ ـ ـ ــﻮل ﺑ ـ ـ ــﺎﺣﱰام اﻹدارة‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﺎﻹﺿـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴ ـ ـ ـ ـﺪ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﳌـ ـ ـ ــﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ـ ــﺬ اﻟﺘـ ـ ـ ــﺎﺑﻌﲔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺈﺣﺼـ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﻷﺷ ـ ـ ــﻴﺎء اﳌﻮﺟ ـ ـ ــﻮدة ﰲ اﶈ ـ ـ ــﻼت اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ــﻪ أن ﻳﻄﻠ ـ ـ ــﺐ ﻓﺘﺤﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﳛ ـ ـ ــﺮر ﳏﻀـ ـ ـ ـﺮا ﺑ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‪ ،‬وأن‬
‫ﻳﻀـ ــﻤﻦ ﻫـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ وﺻـ ــﻔﺎ ﻟﻸﻣﺘﻌـ ــﺔ اﶈﺠـ ــﻮزة وﲢﺪﻳـ ــﺪ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻴـ ــﻊ وﺗﻌﻴـ ــﲔ اﳊـ ــﺎرس ﺣﺴـ ــﺐ اﻟﻔﺼـ ــﻞ‬
‫‪ 50‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻗﻴـ ــﺪ ﺟﺎﻧـ ــﺐ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﺘﻀـ ــﻤﲔ‬
‫ﻫﺬا اﶈﻀﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪدﻫﺎ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إن‬
‫اﻹﻧ ـ ــﺬارﻳﻦ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرﻳﻦ اﺗﺒ ـ ــﻊ ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﻤﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ أﺳ ـ ــﻠﻮب اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﺜﺎﺑ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺎت‬
‫اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ دون أن ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﺗﻌ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴﻐﻬ ـ ــﺎ إﱃ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ وﻛ ـ ــﺬا ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﻔﻌﻠـ ـ ــﻲ‬
‫ﻟﻺﺟـ ـ ـﺮاء‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬﻤ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﺪﳝﻲ اﳊﺠ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ أﺛ ـ ــﺮ ﳍﻤ ـ ــﺎ ﰲ ﻗﻄ ـ ــﻊ اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم‪ ،‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ أ‪‬ﻤ ـ ــﺎ ﳜﺼ ـ ــﺎن‬
‫ﺿ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ ﳏ ـ ــﺪودة ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ ﳎﻤ ـ ــﻮع اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻨ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي‬
‫اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2003/11/03‬ﻻ ﻳﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﻧﻮﻋﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﻄﻌـ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻳﺘﺠـ ـ ــﺎوز ﻣﺒﻠﻐﻬـ ـ ــﺎ ‪10‬‬
‫ﻣﻼﻳﲔ درﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺑﺪورﻩ ﻏﲑ ﻣﻌﺘﱪ ﰲ اﻻﺳﺘﺪﻻل"‪.889‬‬

‫‪ -888‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1098‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/12/27‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2012/1/4/692‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -889‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1516‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/04/09‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/494‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪305‬‬
‫زد ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬وﰲ إﻃ ـ ــﺎر إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة؛ ﻓﻘ ـ ــﺪ اﺷ ـ ــﱰط اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻟﺼ ـ ــﺤﺔ ﳏﻀ ـ ــﺮ‬
‫اﳊﺠ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬي ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻨﻘ ــﻮﻻت اﳌﻨﺠ ــﺰ ﻣـ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻟﻘﺒـ ــﺎض‪ ،‬أن ﻳﺒﺎﺷ ــﺮ ﻗﺒ ــﻞ اﻧﻘﻀـ ــﺎء أﺟ ــﻞ اﻟﺘﻘـ ــﺎدم‬
‫اﻟﺮﺑ ـ ــﺎﻋﻲ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﲰـ ـ ــﺎع اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼﻧ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ‬
‫ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺮج ﺟ ـ ــﺪول‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ وﺟـ ــﺪاول اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺎت اﳉﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ ﻳﺘﺒـ ــﲔ ﺑـ ــﺄن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨـ ــﺎزع ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﻗـ ــﺪ ﰎ اﻟﺸـ ــﺮوع ﰲ ﲢﺼـ ــﻴﻠﻬﺎ‬
‫ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2000-11-30‬وأن اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﱂ ﻳﺘﺨـ ـ ــﺬ ﺑﺸـ ـ ــﺄ‪‬ﺎ أي إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﺳـ ـ ــﻠﻴﻢ ﻗـ ـ ــﺎﻃﻊ ﻟﺘﻘـ ـ ــﺎدم إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫ﲢﺼـ ــﻴﻠﻬﺎ ذﻟـ ــﻚ أن ﺻـ ــﺤﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻌﻠﻴـ ــﻖ ﺗﻘﺘﻀـ ــﻲ إﺛﺒـ ــﺎت ﺗﻌـ ــﺬر واﻗﻌـ ــﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﺑﺎﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪،‬‬
‫اﻷﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﱂ ﻳﺜﺒﺘ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﻌ ـ ــﻪ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي اﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪2005-06-09‬‬
‫وﳏﻀ ـ ـ ــﺮ اﻟﺘﻔﺘ ـ ـ ــﻴﺶ اﳌﻨﺠ ـ ـ ــﺰ ﰲ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ وﻛ ـ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ اﳌﻨﺠ ـ ـ ــﺰ ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪-07-24‬‬
‫‪ ،2009‬إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﲤـ ـ ــﺖ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﲢﻘـ ـ ــﻖ اﻟﺘﻘـ ـ ــﺎدم اﻟﺮﺑـ ـ ــﺎﻋﻲ اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 123‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ وﻳﺒﻘ ـ ـ ــﻰ ﺣ ـ ـ ــﻖ اﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳌﻨ ـ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ــﻘﻂ‪ ،‬وﺳ ـ ـ ـ ــﺒﺐ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣﺮﺗﻜ ـ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ أﺳ ـ ـ ـ ــﺎس واﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺒﺎً وواﺟ ـ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.890‬‬
‫وﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺣ ـ ــﻖ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ ﰲ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﳊﺠ ـ ــﺰ أﻣ ـ ــﺎم ﻗﻀ ـ ــﺎء اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ ﻏ ـ ــﲑ أن‬
‫ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺎ ﺑﺘﻜ ـ ــﻮﻳﻦ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺸ ـ ــﱰﻃﻬﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﺘﺄﺟﻴ ـ ــﻞ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﳌﺴﺘﻌﺠﻞ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ــﺬا ﻓﻘ ــﺪ ﺟ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ــﺎدر ﻋ ــﻦ ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻻﺳ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ــﺎط ﻣ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪" :‬وﺣﻴ ــﺚ‬
‫ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ ﺳ ـ ــﺒﺐ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ‪ ،‬ﻓﺒ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 117‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﻳﺴـ ــﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬـ ــﺎ أن ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﺗﻜـ ــﻮﻳﻦ اﻟﻀـ ــﻤﺎﻧﺔ ﺑـ ــﲔ ﻳـ ــﺪي اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ اﻟـ ــﱵ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺄ‪‬ﺎ أن‬
‫ﺗ ـ ــﺆﻣﻦ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﻨ ـ ــﺎزع ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬إﳕ ـ ــﺎ ﲣ ـ ــﺺ دﻋ ـ ــﻮى ﻃﻠ ـ ــﺐ إﻳﻘ ـ ــﺎف ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ أﻣ ـ ــﺎم ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫اﳌﺴـ ـ ــﺘﻌﺠﻼت‪ ،‬ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ أن اﻟـ ـ ــﺪﻋﻮى اﳊﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣﺆﺳﺴـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــﺪم ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻌـ ـ ــﺮض اﻟـ ـ ــﺬي أﺟ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ أﻣ ـ ـ ــﺎم رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ﻣﺮﻛ ـ ـ ــﺰ اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺎرات ﲞﻨﻴﻔ ـ ـ ــﺮة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﺎﺣﻨﺔ اﳌﺴ ـ ـ ــﺠﻠﺔ ﲢ ـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪3-4-849‬‬

‫‪ -890‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،126‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/01/16‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/273‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪306‬‬
‫ﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌ ـ ـ ـﺮاد اﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ــﻬﺎ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺘﻪ وﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﻟﻌ ـ ــﺪم‬
‫اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻟﺘـ ـ ــﺪرج ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﻣﻨﺎزﻋـ ـ ــﺔ ﲣـ ـ ــﺘﺺ ‪ ‬ـ ــﺎ ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﳌﻮﺿـ ـ ــﻮع وﻻ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋـ ـ ــﻦ إﺛﺎر‪‬ـ ـ ــﺎ‬
‫إﻳﻘـ ـ ــﺎف ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻻ ﳏ ـ ـ ــﻞ ﻟﻼﺣﺘﺠـ ـ ــﺎج ﺑﺎﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 117‬اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮرة‬
‫ﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ‪ ،‬وﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى ﻓـ ــﺈن ﻫـ ــﺬا اﻟﺴـ ــﺒﺐ أﺛـ ــﲑ ﻷول ﻣـ ــﺮة أﻣـ ــﺎم اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﳑـ ــﺎ ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻋـ ــﺪم‬
‫اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻴﻪ"‪.891‬‬
‫وﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ وﺟـ ـ ــﺐ ﺗﺄﻛﻴـ ـ ــﺪ ﺿـ ـ ــﺮورة اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬وإﻻ ﺗﺮﺗـ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻤﺎ اﳊﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﳊﺠﺰ‪.‬‬
‫‪@@ÉîjÛa@pbjuì¶@Þý⁄a@ZsÛbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫إن ﺻ ـ ـ ــﺤﺔ اﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻋ ـ ـ ــﺪم اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ ﺑﺒﻄﻼﻧ ـ ـ ــﻪ ﺗﺴ ـ ـ ــﺘﻮﺟﺐ اﺣ ـ ـ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وأﳘﻬ ـ ــﺎ اﻟﺘﺄﻛ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﺻ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬وﺣﺼ ـ ــﻮل اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﰒ اﻟﺘﺄﻛ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ إﻳﻘ ـ ـ ــﺎع ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬي ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﺻ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺔ‪ ،‬واﺣ ـ ـ ـﱰام ﺗ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﳑﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻌﺪم اﺣﱰام ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻤﺎ اﳊﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺒﻴﻊ‪.‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﲡـ ــﺪر اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ‪ ،‬ﻣـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ﲞﺼﻮﺻـ ــﻴﺔ ﺑﻴـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري ﺑﺎﻋﺘﺒـ ــﺎر أن ﻫـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ‬
‫وإن ﻛ ـ ــﺎن ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت ﻓ ـ ــﺈن ﻟ ـ ــﻪ ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ وﻣﻌﻘ ـ ــﺪة ﺷ ـ ــﻴﺌﺎ ﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺪ‬
‫أﺣﺎط ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻴﻌﻪ ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻜ ـ ــﺲ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت اﻷﺧ ـ ــﺮى‪ -‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ذﻛ ـ ــﺮﻩ ﰲ اﻟﻘﺴ ـ ــﻢ اﻷول‪ -‬اﻟ ـ ــﱵ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﺒﻴﻌﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ ﻣ ـ ـﺰاد ﻋﻠ ــﲏ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻸﺻ ــﻞ اﻟﺘﺠ ــﺎري ﻻ ﺑ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﺻ ــﺪور ﺣﻜ ــﻢ ﻣ ــﻦ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ــﺔ‬
‫ﻳﺮﺧﺺ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ ﻟﻠﻘﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﺒﻴﻊ‪.892‬‬
‫ﻏ ـ ـ ــﲑ أن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹذن ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺒﻴﻊ ﻻ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣﻘﺒ ـ ـ ــﻮﻻ إﻻ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ إﻧ ـ ـ ــﺬار ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ‬
‫إﺧﺒ ـ ــﺎرﻩ ﺑ ـ ــﺎﻟﺒﻴﻊ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻣﺘﻨﺎﻋ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﻦ اﻷداء‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﻦ واﺟ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺪاﺋﻦ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ ﻃﺮﻓ ـ ــﺎ‬
‫إﳚﺎﺑﻴ ـ ــﺎ ﰲ ﺧﺼ ـ ــﻮﻣﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‪ ،‬أن ﳜ ـ ــﱪ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﺎﻋﺘﺰاﻣ ـ ــﻪ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺻ ـ ــﻠﻪ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري‪ ،‬ﲤﺎﺷ ـ ــﻴﺎ‬

‫‪ -891‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،892‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/03/05‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/10/123‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ - 892‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 113‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪ " :‬ﳚﻮز ﻟﻜﻞ داﺋﻦ ﻳﺒﺎﺷﺮ إﺟﺮاء ﺣﺠﺰ ﺗﻨﻔﻴﺬي وﻟﻠﻤﺪﻳﻦ اﳌﺘﺨﺬ ﺿﺪﻩ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء‬
‫أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﱵ ﻳﻘﻊ ﺑﺪاﺋﺮ‪‬ﺎ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﺑﻴﻊ أﺻﻞ اﳌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺤﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻠﺔ ﻣﻊ اﳌﻌﺪات واﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ"‪.‬‬
‫‪307‬‬
‫ﻣـ ــﻊ ﺣـ ــﺮص اﳌﺸـ ــﺮع ﻋﻠـ ــﻰ أن ﻳﺘﺤﻘـ ــﻖ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ ﻋﻠـ ــﻢ ﺗـ ــﺎم ﺑـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻄﺒﻴﻘـ ــﺎ ﳌﺒـ ــﺪأ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ‬
‫اﻹﻧ ـ ــﺬار إﱃ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ أو اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟـ ـ ـﻮارد ﺑﺎﳌ ـ ــﺎدة ‪ 114‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة‪ ،‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﺑﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒ ـ ــﺎرة‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﻳﻔﻴـ ــﺪ ﺟ ـ ـﻮاز اﳊﺼـ ــﻮل "ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺒﻴـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري)‪(...‬ﺑﻌـ ــﺪ ﲦﺎﻧﻴـ ــﺔ أﻳـ ــﺎم ﻣـ ــﻦ إﻧـ ــﺬار‬
‫ﺑﺎﻟـ ــﺪﻓﻊ ﺑﻘـ ــﻲ ﺑـ ــﺪون ﺟـ ــﺪوى"‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣﺒـ ــﺪأ اﻋﺘـ ــﱪﻩ اﻟﻔﻘـ ــﻪ ﺷـ ــﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳـ ــﺔ ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ اﻻﺳـ ــﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻬـ ــﺎ‪،‬‬
‫وﻟﻮ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻄﺮﻓﲔ‪.893‬‬
‫إﻻ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﻻ ﻳﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺼ ـ ـ ــﻴﻐﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ اﺷ ـ ـ ــﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 114‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺠ ــﺎرة‪ ،‬ﺑ ــﻞ ﻳﻘﺼ ــﺪ ﻣﻨ ــﻪ أن ﻳﻜ ــﻮن اﳌ ــﺪﻳﻦ أو اﳊ ــﺎﺋﺰ ﻋﺎﳌ ــﺎ ﲟ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻣﱰﺗ ــﺐ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻣ ــﻦ دﻳ ــﻮن‪ ،‬وﻣﺘﺄﻛ ــﺪا‬
‫ﻣـ ــﻦ ﻣﻄﺎﻟـ ــﺐ اﻟـ ــﺪاﺋﻦ وﻻ ﻳﺘـ ــﺄﺗﻰ ﻟـ ــﻪ ذﻟـ ــﻚ إﻻ ﺑﺘﻮﺻـ ــﻠﻪ ﺑﺎﻹﻧـ ــﺬار ﺑـ ــﺎﻷداء‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ اﺳـ ــﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻟﻔﻘـ ــﻪ‬
‫واﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫واﻟ ـ ـ ــﺬي ﳛ ـ ـ ــﺪث ﻏﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺎ ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻫ ـ ـ ــﻮ أن اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﻣ ـ ـ ــﺪرﻛﺎ‬
‫ﳌﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‪ ،‬ﺑـ ــﻞ ﻳﻜـ ــﻮن ﻋﺎﳌـ ــﺎ ‪‬ـ ــﺎ ﻋﻠﻤـ ــﺎ ﻳﻘﻴﻨﻴـ ــﺎ ﻟﻜﺜـ ــﺮة اﻟﺘﺒﻠﻴﻐـ ــﺎت واﻹﻋﻼﻣـ ــﺎت اﳌﺒﻠﻐـ ــﺔ إﻟﻴـ ــﻪ‪ ،‬وﻷﻧـ ــﻪ‬
‫ﻻ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻨـ ــﺬرا ﳌ ــﺪة ‪ 8‬أﻳـ ــﺎم ﻓﻘـ ــﻂ ﻛﻤ ــﺎ ﺗـ ــﻨﺺ اﳌـ ــﺎدة ‪ 114‬ﻣ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺠـ ــﺎرة‪ ،‬ﺑ ــﻞ ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﺘﺴـ ــﻠﻤﺎ‬
‫اﻹﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺎﻷداء ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﳌـ ـ ـﻮاد ﻣ ـ ــﻦ ‪ 40‬إﱃ ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﺪة ﺗﻔ ـ ــﻮق‬
‫أﺳ ـ ــﺎﺑﻴﻊ وﺷ ـ ــﻬﻮرا‪ ،‬وﻷن ﻋ ـ ــﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﻜﺸ ـ ــﻒ ﻋ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ــﻚ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻻ ﻳﻮﻗ ـ ــﻊ ﺣﺠـ ـ ـﺰا‬
‫ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬا ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺻ ـ ــﻠﻪ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳﻨ ـ ــﺬرﻩ ﺑ ـ ــﺎﻷداء وﻳﻠﻤ ـ ــﺲ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻣﺘﻨﺎﻋ ـ ــﺎ وإﺻـ ـ ـﺮارا داﻟ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫‪‬ﺮﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ ذﻟ ــﻚ اﻟﻮاﺟ ــﺐ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﻗﻀ ــﻰ ﺑ ــﻪ أﺣ ــﺪ اﻷﺣﻜ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدرة ﻋ ــﻦ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ــﺎط‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﺿ ـ ــﻤﻦ ﻋﻠﻠ ـ ــﻪ‪ " :‬أن اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ أدﱃ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ ﲟﺤﻀ ـ ــﺮ ﺣﺠ ـ ــﺰ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬي ﻣ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪-05-27‬‬
‫‪ 1999‬ﻳﺴ ـ ــﺘﻔﺎد ﻣﻨ ـ ــﻪ أن ﻋ ـ ــﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ أﻧ ـ ــﺬر اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺄداء اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺮﺗﺒ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺬﻣﺘﻬﺎ‪ ،‬وأﻧ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم‬
‫اﻣﺘﻨﺎﻋﻬﺎ أوﻗﻊ ﺣﺠﺰا ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺘﺎﺑﻊ ﳍﺬﻩ اﻷﺧﲑة"‪.894‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار آﺧ ـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪:‬‬
‫"وﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 114‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳚ ـ ــﻮز ﻟﻠﺒ ـ ــﺎﺋﻊ وﻟﻠ ـ ــﺪاﺋﻦ اﳌ ـ ــﺮ‪‬ﻦ اﳌﻘﻴ ـ ــﺪ‬
‫دﻳﻨﻬﻤـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري أن ﳛﺼـ ــﻼ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺒﻴـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري اﻟـ ــﺬي ﻳﻀـ ــﻤﻦ ﻣﺎﳍﻤـ ــﺎ‬

‫‪ - 893‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﺮﻳﺪ‪ :‬ﺑﻴﻊ اﻷﺻﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﰲ ﻧﻄﺎق اﳌﻮاد ‪ 113‬و ‪ 114‬و ‪ 120‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻘﺴﻄﺎس‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،6‬ص‬
‫‪.41‬‬
‫‪ - 894‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1321‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2004/07/13‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2001/1411/4‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫ﻣ ــﻦ دﻳ ــﻮن إﻻ ﺑﻌ ــﺪ ﲦﺎﻧﻴ ــﺔ أﻳ ــﺎم ﻣ ــﻦ إﻧ ــﺬار ﺑﺎﻟ ــﺪﻓﻊ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﺑ ــﺪون ﺟ ــﺪوى ﺑﻌ ــﺪ ﺗﻮﺟﻴﻬ ــﻪ ﻟﻠﻤ ــﺪﻳﻦ أو ﳊ ــﺎﺋﺰ‬
‫اﻷﺻﻞ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ــﻒ ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻮﺟ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ أن اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن‬
‫ﺿ ـ ــﺪﻩ‪ ،‬وﻗﺒ ـ ــﻞ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ ﻟ ـ ــﻪ ﺑﺒﻴ ـ ــﻊ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري اﻟﻌﺎﺋ ـ ــﺪ ﻟﻠﻄﺎﻋﻨ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺈﻧ ـ ــﺬار ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﺧ ـ ــﲑة ﺑﺘﺴ ـ ــﺪﻳﺪ ﻣ ـ ــﺎ ﲣﻠ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺬﻣﺘﻬﺎ ﻣ ـ ــﻦ دﻳ ـ ــﻮن ﻟﻔﺎﺋﺪﺗ ـ ــﻪ‪ ،‬وأﻧ ـ ــﻪ ﻣﻨﺤﻬ ـ ــﺎ أﺟ ـ ــﻞ ﲦﺎﻧﻴ ـ ــﺔ أﻳ ـ ــﺎم ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ‬
‫ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ وﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــﻚ ﺗﻘﺎﻋﺴ ـ ــﺖ ﻋ ـ ــﻦ اﻷداء‪ ،‬وﻳﻜ ـ ــﻮن ﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﱂ ﻳﺘﻘﻴ ـ ــﺪ ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﻘﺒـ ـ ــﻮل ﳑـ ـ ــﺎ ﻳﻨﺒﻐـ ـ ــﻲ ﻣﻌـ ـ ــﻪ إﻟﻐـ ـ ــﺎء اﳊﻜـ ـ ــﻢ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ واﳊﻜـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﺪﻳـ ـ ــﺪ ﺑﻌـ ـ ــﺪم ﻗﺒـ ـ ــﻮل‬
‫اﻟﻄﻠﺐ‪.895‬‬
‫وﻋﻠﻴ ــﻪ‪ ،‬ﻧﺴ ــﺘﻔﻴﺪ ﻣـ ــﻦ ﻫ ــﺬا أن اﻟ ــﺪاﺋﻦ ﻣﻠـ ــﺰم ﺑ ــﺄن ﳜ ــﱪ اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﲟ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻣﻄﻠـ ــﻮب ﻣﻨ ــﻪ‪ ،‬وأن ﻳﻜـ ــﻮن‬
‫ﻫـ ــﺬا اﻹﺧﺒـ ــﺎر ﺗﺎﻣـ ــﺎ ﺑﻜﺎﻓـ ــﺔ اﻟﻮﺳـ ــﺎﺋﻞ واﶈـ ــﺮرات اﳌﺜﺒﺘـ ــﺔ ﻟـ ــﺬﻟﻚ دون ﺗﻘﻴﻴـ ــﺪ‪ ،‬ﻷن اﻹﻧـ ــﺬار اﳌﺘﺤـ ــﺪث ﻋﻨـ ــﻪ‬
‫ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 114‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎرة ﻳﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﰲ ﻧﻈ ـ ـ ــﺮ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﳌﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة ﲢﻘﻴ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﻟـ ــﺮﻫﻦ اﳌﻨﺼـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﺻـ ــﻞ اﻟﺘﺠـ ــﺎري‪ ،‬وﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ ﺿـ ــﺮورﻳﺔ ﻻ ﻏـ ــﲎ ﻋﻨـ ــﻪ‪ ،896‬ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓـ ــﺈن ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ‬
‫ﺑﻄﺮﻳﻘ ـ ــﺔ ﻏ ـ ــﲑ ﺳ ـ ــﻠﻴﻤﺔ‪ ،897‬أو ﻋ ـ ــﺪم اﻹدﻻء ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺘﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ‪ ،‬ﳚﻌ ـ ــﻞ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻨ ـ ــﺘﺞ‬
‫ﻷﺛـ ـ ــﺮﻩ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻔـ ـ ــﺮض ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺪاﺋﻦ ﻃﺎﻟـ ـ ــﺐ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ أن ﻳﺜﺒـ ـ ــﺖ إﳒـ ـ ــﺎزﻩ وﺣﺼ ـ ـ ـﻮﻟﻪ‪ ،‬وأن ﻳﺘﺄﻛـ ـ ــﺪ ﰲ‬
‫اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ اﳊﺠﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﻟﺬي أﺟﺮاﻩ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﳚ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬أن ﺣﺠ ـ ــﺰ اﻷﺻ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري وﻃﻠ ـ ــﺐ ﺑﻴﻌ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﳌﺨ ـ ــﺘﺺ‬
‫ﳚ ــﺐ أن ﻳﺼ ــﺪر ﻗﺒ ــﻞ اﻧﻘﻀ ــﺎء أﺟـ ــﻞ اﻟﺘﻘ ــﺎدم اﻟﺮﺑ ــﺎﻋﻲ ﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ــﻮﻣﻲ ﲢ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ــﺔ ﺑﻄـ ــﻼن‬
‫اﳊﺠﺰ ﻟﺴﻘﻮط ﺣﻖ اﳋﺰﻳﻨﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص‪.‬‬

‫‪ -895‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2006/21‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/01/2‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪،1/2005/679‬‬
‫رﻗﻤﻪ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ‪) ،2003/4/1711‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ - 896‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،47‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،1998/1/26‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 97/15/8‬واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌﺪم ﻗﺒﻮل‬
‫اﻟﻄﻠﺐ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -897‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،163‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2005/02/16‬ﻣﻠﻒ ﲡﺎري ﻋﺪد‬
‫‪ ،2004/1/3/1139‬واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻨﻘﺾ اﻟﻘﺮار اﳌﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺬي اﻋﺘﱪ اﻹﻧﺬار اﳌﻮﺟﻪ إﱃ اﻟﺸﺮﻛﺔ واﻟﺬي ﰎ إرﺟﺎﻋﻪ ﻣﺬﻳﻼ ﺑﻌﺒﺎرة "اﶈﻞ‬
‫ﻣﻐﻠﻖ"‪ ،‬ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺗﺒﻠﻴﻐﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻣﻊ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺎرة ﻻ ﺗﻔﻴﺪ إﻃﻼﻗﺎ ﺗﻮﺻﻞ اﳌﺮﺳﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻹﻧﺬار‪.‬‬
‫‪309‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻌﻴ ـ ــﺐ اﻟﻄ ـ ــﺎﻋﻦ‬
‫اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﲞ ـ ــﺮق ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 123‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن‬
‫اﶈﻜﻤ ــﺔ ﱂ ﺗﺮﺗ ــﺐ اﻵﺛ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﻋ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟ ــﱵ ﻣﺎرﺳ ــﻬﺎ واﻟ ــﱵ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄ‪‬ﺎ ﻗﻄ ــﻊ اﻟﺘﻘ ــﺎدم وﻣ ــﻦ‬
‫ﲨﻠﺘﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻎ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻹﻧـ ـ ـ ــﺬارات ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻹﻧـ ـ ـ ــﺬار رﻗ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 1996/192‬ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪1996/9/19‬‬
‫واﻹﻧ ـ ـ ـ ــﺬار رﻗ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 9999/43‬ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2000/12/29‬وﻗ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺣﺠ ـ ـ ـ ــﺰ ﲢﻔﻈ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺻ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2001/03/23‬وﺗﻘ ـ ـ ــﺪم ﺑﻄﻠ ـ ـ ــﺐ ﺑﻴ ـ ـ ــﻊ اﻷﺻ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2002/5/9‬وأن‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺗﻠﺠ ـ ــﺄ إﱃ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻷداء ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻷﻗﺴ ـ ــﺎط ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن وﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻛ ـ ــﺎن اﻟﺘﻘ ـ ــﺎدم‬
‫ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻔﺼﻠﲔ ‪ 381‬و‪ 382‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﳌ ـ ــﺎ ﺗﺒ ـ ــﲔ ﳍ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺄن اﻟﺸ ـ ــﺮوع ﰲ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﻛـ ـ ــﺎن ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 1996/03/31‬وأن أﻣـ ـ ــﺪ اﻟﺘﻘـ ـ ــﺎدم اﻟﺒـ ـ ــﺎﻟﻎ أرﺑـ ـ ــﻊ ﺳـ ـ ــﻨﻮات اﻧﺘﻬـ ـ ــﻰ ﰲ ‪ 2000/03/31‬وأن‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﱂ ﳝ ـ ــﺎرس أي إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻗ ـ ــﺎﻃﻊ ﻟﻠﺘﻘـ ـ ــﺎدم ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻔـ ـ ــﱰة اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة واﺳـ ـ ــﺘﻨﺘﺠﺖ ﺑ ـ ــﺄن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﻼﺣﻘ ـ ـ ــﺔ وﻣ ـ ـ ــﻦ ﲨﻠﺘﻬ ـ ـ ــﺎ ﻃﻠ ـ ـ ــﺐ ﺑﻴ ـ ـ ــﻊ اﻷﺻ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎري ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2003/03/27‬ﻻ أﺛ ـ ـ ــﺮ ﳍ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ أن‬
‫ﺳـ ـ ــﻘﻂ ﺣـ ـ ــﻖ اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻣﻨـ ـ ــﺬ ‪ ،2000/03/31‬وﱂ ﲣـ ـ ــﺮق أي ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻣـ ـ ــﺎ أﺛـ ـ ــﲑ‬
‫ﻏﲑ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر"‪.898‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ ﳌـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ذﻛـ ــﺮﻩ‪ ،‬ﳝﻜـ ــﻦ ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﻟﺘﻌـ ــﺮض ﻋﻠـ ــﻰ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺒﻴـ ــﻊ ﰲ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻜـ ــﻮن‬
‫ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻨﻘﻮﻻت اﶈﺠﻮزة ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﻣﻠﻚ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫وﰲ اﻷﺧـ ـ ــﲑ‪ ،‬وﺟـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ أﻧـ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ــﺪ ﺗﻌـ ـ ــﱰض ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠـ ـ ــﺰ واﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ اﻟﻌﻘـ ـ ــﺎري ﺻـ ـ ــﻌﻮﺑﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻟﺴ ـ ــﺒﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ــﺒﺎب ﻛ ـ ــﺄن ﻳﻨ ـ ــﺎزع ﻣ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ ﰲ ذﻟ ـ ــﻚ ﰲ ﻋ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـﱰام اﻹﺷ ـ ــﻬﺎر أو‬
‫ﻋ ــﺪم ﻛﻔﺎﻳﺘ ــﻪ أو ﻣﺴ ــﻄﺮة اﳌ ـ ـﺰاد اﻟﻌﻠ ــﲏ‪ .‬ﻓﻔ ــﻲ ﻫ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ــﺔ ﳝﻜ ــﻦ اﻟﺮﺟ ــﻮع إﱃ اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﳌﻘ ــﺮر أو اﻟﻄﻌ ــﻦ‬
‫ﺑﺈﺣ ـ ـ ــﺪى ﻃ ـ ـ ــﺮق اﻟﻄﻌ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ــﺪﻋﻮى اﻟ ـ ـ ــﺒﻄﻼن أو إﺑﻄ ـ ـ ــﺎل اﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ رأى أن‬
‫اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻗ ـ ــﺪ ﺷ ـ ــﺎ‪‬ﺎ ﻋﻴ ـ ــﺐ ﰲ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ أو ﰲ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت دﻓ ـ ــﱰ اﻟ ـ ــﺘﺤﻤﻼت أو‬
‫ﻋﻴﺐ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع ﻛﺄن ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻳﻦ ﻏﲑ ﳏﺪد اﳌﻘﺪار‪.899‬‬

‫‪ -898‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،380‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/5/20‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2010-1-4-240‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -899‬ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪310‬‬
‫وﺗﺮﻓـ ــﻊ دﻋـ ــﻮى اﻟـ ــﺒﻄﻼن ﲟﻘـ ــﺎل ﻣﻜﺘـ ــﻮب أﻣـ ــﺎم اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼـ ــﺔ ﻗﺒـ ــﻞ اﻟﺴﻤﺴـ ــﺮة‪ 900‬ﻣـ ــﻊ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ‬
‫اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﺜﺒـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﺪﻋﻴـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــﺪاﺋﻦ أو ﻃﺎﻟـ ـ ــﺐ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺤﻘﺎق‪ ،‬ﻣـ ـ ــﻊ ﺿـ ـ ــﺮورة اﺳـ ـ ــﺘﺪﻋﺎء اﻷﻃ ـ ـ ـﺮاف اﻷﺧـ ـ ــﺮى‬
‫ﻟﺘﻘ ـ ــﺪﱘ ﺣﺠﺠﻬ ـ ــﻢ‪ ،‬وﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ أن ﺗﻔﺼ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﻘﻀ ـ ــﻴﺔ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﺎ وﺗﺼ ـ ــﺪر ﺣﻜﻤ ـ ــﺎ ﻣﺸ ـ ــﻤﻮﻻ ﺑﺎﻟﻨﻔ ـ ــﺎذ‬
‫اﳌﻌﺠﻞ رﻏﻢ ﻛﻞ ﺗﻌﺮض أو اﺳﺘﺌﻨﺎف‪.901‬‬
‫وﻣـ ـ ــﻦ آﺛـ ـ ــﺎر ﻃﻠـ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ــﺒﻄﻼن ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ‪ ،‬وﻗﻔﻬـ ـ ــﺎ ﲟﺠـ ـ ــﺮد ﺗﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻟﻄﻠ ـ ـ ــﺐ إﱃ‬
‫اﶈﻜﻤـ ــﺔ‪ ،‬إﱃ ﺣـ ــﲔ ﺻـ ــﺪور اﳊﻜـ ــﻢ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــﻚ ﺳـ ــﻘﻮط ﻣﻴﻌـ ــﺎد اﳉﻠﺴـ ــﺔ اﶈـ ــﺪدة ﻹﺟ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﺴﻤﺴ ـ ـ ــﺮة‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺻ ـ ـ ــﺪر ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ـ ــﺎر أﻣ ـ ـ ــﺮ ﲢ ـ ـ ــﺖ رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 4/73/5448‬ورد ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ‪ :902‬وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أﻧ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻋﺘﺒـ ــﺎرا ﻟﺘﻘـ ــﺪﱘ دﻋـ ــﻮى راﻣﻴـ ــﺔ إﱃ إﺑﻄـ ــﺎل اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻌﻘـ ــﺎري وأﻧـ ــﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘـ ــﺎ ﻷﺣﻜـ ــﺎم اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 484‬اﻟـ ــﺬي‬
‫ﳛﻴ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 483‬ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى ﺗﻮﻗ ـ ــﻒ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ إذا اﻋﺘ ـ ــﱪت أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﻣﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫ﻟﻮﻗ ــﻒ اﳊﺠ ــﺰ اﻟﻌﻘ ــﺎري‪ ،‬ﻟ ــﺬا ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻳﺘﻌ ــﲔ إﺻ ــﺪار أﻣ ــﺮ إﱃ ﻋ ــﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬ ﺑ ــﺄن ﻳﻮﻗ ــﻒ ﻫ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫ﰲ اﻧﺘﻈﺎر ﺻﺪور ﺣﻜﻢ ﻣﻦ اﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﺷﺄن ﺑﻄﻼن اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ اﻟﻌﻘﺎري"‪.‬‬
‫‪@@ïã†jÛa@êaŠ×⁄a@paõaŠug@¿@åÈİÛa@ZÉiŠÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫أﺟ ـ ــﺎز اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﰲ اﳌﻴ ـ ــﺪان اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء‬
‫اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﻌﻬـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﺳﺘﺨﻼﺻـ ـ ـ ــﻬﺎ إﱃ اﶈﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﲔ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻮﻣﻴﲔ‪ ،‬وﺗﻄﺒﻴـ ـ ـ ــﻖ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨﻈـ ـ ـ ــﺎم ﻻ ﻳـ ـ ـ ــﺘﻢ ﺑﺼـ ـ ـ ــﻮرة‬
‫ﻣﻔﺎﺟﺌ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﺪ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاءات ﲤﻬﻴﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ إﺣﺎﻃﺘ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠﻤ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻀ ـ ـ ـ ــﺮورة أداء ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺎت اﻟﺪوﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺼ ـ ـ ـ ــﻮرة رﺿ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻣﺜ ـ ـ ـ ــﻞ ﺗﺮﺗﻴ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺰﻳ ـ ـ ـ ــﺎدات وﻣﺼ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﻒ‬
‫اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺎت‪ ،‬وﻛـ ــﺬا ﺗـ ــﻼﰲ اﺳـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳉﱪﻳـ ــﺔ ﰲ ﺣﻘـ ــﻪ وﻣﻨﻬـ ــﺎ اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ اﻟـ ــﺬي ﻻ ﻳﻌﻔـ ــﻲ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ رﻏﻢ ﻗﻀﺎء ﻣﺪة اﳊﺒﺲ‪.‬‬

‫‪ -900‬وﳚﺐ ﺗﻘﺪﱘ أﺳﺒﺎب ﺑﻄﻼن اﳊﺠﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻄﻠﺐ ﺧﻄﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬وﲡﺮي اﳌﺴﻄﺮة ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺮر ﰲ دﻋﻮى اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ‬
‫ﲟﻠﻜﻴﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻐﲑ‪.‬‬
‫‪ -901‬ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﳊﻨﻮدي‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﻘﻀﺎء اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -902‬أﻣﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،473/5448‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ، 86/10/14‬ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ اﶈﺎﻛﻢ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﺪد‪ ،53‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1988‬ص ‪ ،75‬أوردﻩ ﲪﺎدة ﺑﻦ اﳌﺨﺘﺎر‪ :‬اﻟﺴﻨﺪات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼص دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻗﺒﺎض اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪311‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﳝﻜﻨ ـ ــﻪ ﰲ أي وﻗ ـ ــﺖ أن ﻳﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒ ـ ــﺔ ﺑﺈﻳﻘ ـ ــﺎف إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ وإﺑﻄـ ــﺎل أﺛـ ــﺎرﻩ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﺒـ ــﺖ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻹﻃـ ــﺎر ﰲ ﺟﺪﻳـ ــﺔ اﻟﻄﻠـ ــﺐ‪ ،‬وﳝﻜﻨﻬـ ــﺎ أن‬
‫ﺗﺒﻄﻞ ﻓﻌﻞ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ وأن ﺗﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ‪.‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ ﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ‬
‫ﻃـ ـ ــﺮق اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ اﻷﺧـ ـ ــﺮى ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﻨﻘﻮﻟـ ـ ــﺔ واﻟﻌﻘﺎرﻳـ ـ ــﺔ إن وﺟـ ـ ــﺪت زد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذﻟـ ـ ــﻚ ﺿـ ـ ــﺮورة‬
‫اﺣﱰام ﺗﺪرج اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻣﻦ إﻧﺬار وﺣﺠﺰ وﺑﻴﻊ ﲢﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﻼن ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات‪.903‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﺆﻳ ـ ـ ــﺪ ﺣﻜ ـ ـ ــﻢ إدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺎس ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻠﻒ ‪01/284‬‬
‫اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺑﺈﺑﻄـ ــﺎل ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ ﺑﻌـ ــﺪ أن ﺛﺒـ ــﺖ ﻟـ ــﺪﻳﻬﺎ أن اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ ﱂ ﻳﺒﻠـ ــﻎ ﺑﺎﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻗﺒ ــﻞ ذﻟ ــﻚ إﱃ اﻟﻘ ــﻮل ﲟ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ــﻦ ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ ﺣﻴ ــﺚ أن ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻻﺳ ــﺘﺨﻼص ﺗﺒ ــﺪأ ﺑﺎﻟﺘ ــﺪرج ﻣ ــﻦ‬
‫اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰎ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ واﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ وﰲ اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ‬
‫اﳌﻄﺒـ ــﻖ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻃﺎﻟﺒـ ــﺖ ﺑﺈﺑﻄﺎﳍـ ــﺎ ﻟﻌـ ــﺪم ﺗﻮﺻـ ــﻠﻬﺎ ﺑـ ــﺄي إﻧـ ــﺬار‪ ،‬وﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص‬
‫اﻹدﻻء ﺑ ـ ــﻪ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ اﺣﱰاﻣ ـ ــﻪ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳉ ـ ــﻮﻫﺮي اﻟ ـ ــﺬي ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑ ـ ــﻪ ﺑﻄ ـ ــﻼن‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ"‪.904‬‬
‫وﰲ ﺳ ـ ـ ــﻴﺎق آﺧ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﻼ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻹﻛـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﳜ ـ ـ ــﺺ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم واﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ــﺮى ﰲ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 77‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ -‬واﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﰎ ﲤﺤﻴﺼ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﺴ ـ ـ ـ ــﻢ اﻷول‪ ،-‬وﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺠﻼت ﺻ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﱵ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﲞﺼﻮص اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ وﺗﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺻ ـ ــﺢ ﻣ ـ ــﺎ ﻋﺎﺑﺘ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮار‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ــﻚ أﻧ ـ ـ ــﻪ اﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺪ ﰲ ﻗﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ " ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﳏﺘﻮﻳ ـ ـ ــﺎت اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫وﻣﺴ ـ ــﺘﻨﺪاﺗﻪ وﺧﺎﺻ ـ ــﺔ اﻟﻔﺼ ـ ــﻮل ﻣ ـ ــﻦ ‪ 76‬إﱃ ‪ 83‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻳﺘﺠﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫ﺻ ــﺤﺔ ﻣ ــﺎ ﻧﻌ ــﺎﻩ اﻟﻄ ــﺎﻋﻦ ﻋﻠ ــﻰ اﳊﻜ ــﻢ اﳌﻄﻌ ــﻮن ﻓﻴ ــﻪ ذﻟ ــﻚ أن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻔﺼ ــﻮل ﻟ ــﻴﺲ ﻣ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ــﺎ أي ﻧ ــﺺ‬
‫ﻳﻌﻄ ـ ــﻲ ﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻷﻣ ـ ــﻮر اﳌﺴ ـ ــﺘﻌﺠﻠﺔ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺔ ﻟﻠﻘ ـ ــﻮل ﺑﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ‬

‫‪ - 903‬ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻤﺎﺣﻲ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﳌﻨﺎزﻋﺔ ﰲ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪ -904‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،318‬ﻣﻠﻒ اﻹداري ﻋﺪد ‪ ،02/1/4/417‬ﻗﻀﻴﺔ ﻛﺮار ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺿﺪ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪312‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﺧﺘﺼ ـ ــﺎص اﻟﻨﻴﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ وأن ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﺘﻌﺠﻼت ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺪوﻧ ــﺔ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﳐﺘﺼ ــﺎ ﻓﻘ ــﻂ ﰲ ﲢﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﺪة اﳊ ــﺒﺲ واﻧ ــﻪ أﻣ ــﺎم ﻋ ــﺪم ﲢﺪﻳ ــﺪ اﻟ ــﻨﺺ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺠﻬ ــﺔ اﻟ ــﱵ‬
‫ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﻮل ﺑﻌـ ـ ــﺪم اﻻﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪ‪‬ﺎ ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻟﻄﻠـ ـ ــﺐ "ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﻘﺒـ ـ ــﻮل" ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ أن ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت‬
‫اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ‪ 76‬إﱃ ‪ 83‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﺸ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﺗﺸ ـ ـ ــﺘﻤﻞ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻹﻛـ ـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺪﱐ وأن ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺪﱐ ﻳﺘﻀ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ﻣﺒ ـ ـ ـ ــﺪﺋﻴﺎ ﲢﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪﻩ‪ ،‬وأن ﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻌﺠﻼت ﺻ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻌ ـ ـ ــﺮض ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ وﺗﻜﻴﻴﻔﻬ ـ ـ ــﺎ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﻪ‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻـ ـ ــﻪ‪ .‬وأﻧـ ـ ــﻪ ﻛـ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ أن ﺗﺮاﻋـ ـ ــﻰ اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة وﳌـ ـ ــﺎ ﱂ ﺗﻔﻌـ ـ ــﻞ ﺟـ ـ ــﺎء ﻗﺮارﻫـ ـ ــﺎ‬
‫ﻧﺎﻗﺺ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ اﳌﻨﺰل ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻧﻌﺪاﻣﻪ ﳑﺎ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻨﻘﺾ واﻹﺑﻄﺎل"‪.905‬‬
‫وﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ــﺎرة ﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ إﱃ أن اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص ﰲ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺪة اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻳﺮﺟ ـ ــﻊ ﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‬
‫اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـ ــﺔ وﻟ ــﻴﺲ اﻹدارﻳـ ــﺔ‪ ،‬وﻫﻜ ــﺬا ﻓﻘـ ــﺪ ﺟ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـﺮار ﺻ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﻣ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪:‬‬
‫" ﺣﻴ ـ ــﺚ ﲟﻘ ـ ــﺎل ﻣﺮﻓ ـ ــﻮع أﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻮزان‪ ،‬ﻃﻠ ـ ــﺐ اﻟﺴ ـ ــﻴﺪ ﻗ ـ ــﺎﺑﺾ وزان ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻹﻛـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﰲ ﺣـ ـ ــﻖ اﻟﺴـ ـ ــﻴﺪ ﻫﺸـ ـ ــﺎم ﺑﻨﻌـ ـ ــﺮوب ﺑﺴـ ـ ــﺒﺐ ﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ دﻳـ ـ ــﻮن ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة اﻟﻘﺒﺎﺿـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻀـ ـ ــﺖ‬
‫اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪم اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﻬﺎ ﻧﻮﻋﻴ ـ ــﺎ ﻟﻠﺒ ـ ــﺖ ﰲ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ‪ ،‬ﺑﻌﻠ ـ ــﺔ أن ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 141‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﺗﺸـ ــﲑ إﱃ اﺧﺘﺼـ ــﺎص اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺮ ﰲ اﻟﻨﺰاﻋـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﻗـ ــﺪ ﺗﻨﺸ ـ ــﺄ‬
‫ﻋ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ــﻖ أﺣﻜ ــﺎم ﻫ ــﺬا اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬اﺳ ــﺘﺄﻧﻔﻪ اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﺗﺄﺳﻴﺴ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أن اﻷﻣ ــﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﻨ ـ ـﺰاع ﺿ ـ ـﺮﻳﱯ‪،‬‬
‫وأن اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة ﲤـ ـ ــﻨﺢ اﻻﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص ﻟﻠﺒـ ـ ــﺖ ﰲ ﻃﻠـ ـ ــﺐ ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒﺪﱐ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻠﺘﻤﺴﺎ إﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ إﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ــﺌﻦ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 141‬ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺴ ـ ـ ـ ــﻨﺪ‬
‫اﻻﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص ﰲ اﻟﻨﺰاﻋـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻨﺎﺷ ـ ـ ــﺌﺔ ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺤ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻮﺟ ـ ـ ــﻮدة ﺑﺎﳌﻜـ ـ ـ ــﺎن اﻟـ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﺴ ـ ـ ــﺘﺤﻖ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛﺄﺻ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﺗﺴ ـ ـ ــﻨﺪ اﻻﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ــﺪﱐ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺘ ـ ــﻮﱃ ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﺘﻌﺠﻼت اﻟﺒ ـ ــﺖ ﰲ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﻣﺮاﻋ ـ ـ ــﺎة ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 141‬اﳌﺸ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻴﻜ ـ ـ ــﻮن اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﰲ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﳏﻠ ـ ـ ــﻪ وواﺟ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﻹﻟﻐﺎء"‪.906‬‬

‫‪ -905‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،171‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/2/4‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2009/1//4/27‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -906‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،563‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/8/19‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2010-1-4-505‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪313‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﺮق ﻟﻠﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﳌﻄﺮوﺣ ـ ـ ـ ـﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮى اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ واﻟﻌﺎدﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺤﺼ ــﻴﻞ‪ ،‬ﺟ ــﺎء اﻟ ــﺪور ﻋﻠ ــﻰ إﺟ ـ ـﺮاءات أﺧ ــﺮى ﻻ ﺗﻘ ــﻞ أﳘﻴ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﺳ ــﺎﺑﻘﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺧﺼ ــﻬﺎ اﳌﺸ ــﺮع ﲟﺴ ــﻄﺮة‬
‫أﻗ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻗﻮﻟ ـ ــﻪ ﲞﺼﻮﺻ ـ ــﻬﺎ ﻛﻮ‪ ‬ـ ــﺎ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﺪم اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ــﻼن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫وﺳﻘﻮط ﺣﻖ اﳋﺰﻳﻨﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص‪.‬‬
‫‪@@Ýî–znÜÛ@òîöbärnüa@Š bŽ½a@æýİi@ZsÛbrÛa@kÜݽa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎدﻩ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻘﻴﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻌﺘﱪﻫ ـ ــﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﺎﺣﱰام‬
‫اﻹدارة ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ ﰲ ﻇ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳌﺸ ـ ــﺮع‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫أﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ أن اﺣﱰام اﻹدارة ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻻ ﳛﺘﺎج ﻟﻨﺺ ﺻﺮﻳﺢ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻌ ـ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـ ـﱰام اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﺑﺎﳊ ـ ـ ــﺪ اﻷدﱏ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ‬
‫ﺗﻀـ ـ ـ ــﻤﻦ إﻋـ ـ ـ ــﻼم اﻟﻐـ ـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺑﻜﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـ ـﻮاء ﺑﺎﳌـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ أو ﺑﺎﶈﺎﺳـ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ وﻛ ـ ــﺬا ﺑﺎﳌﺒـ ــﺎﻟﻎ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﳊﺠ ـ ــﺰ إﱃ ﺟﺎﻧـ ــﺐ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒـ ــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻳﻌ ـ ــﺮض‬
‫اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻟﻠ ـ ــﺒﻄﻼن )اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻷول(‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪم اﺣﱰاﻣـ ـ ــﻪ ﻟﻸﺟ ـ ــﻞ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺗﺼﺮﳛﻪ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺴﺎﻃﺮ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻳﻌﺮض دﻳﻨﻪ ﻟﻠﺴﻘﻮط )اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫@‪@@@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄bi@òİjmŠ½a@lìîÈÛa@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻟﻨ ـ ــﺎ اﳊ ـ ــﺪﻳﺚ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻷول ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪،‬‬
‫ﻓﻜ ـ ــﻞ ﺧ ـ ــﺮق ﳍ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات وﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺆدي ﻟﻠ ـ ــﺒﻄﻼن اﺳ ـ ــﺘﻨﺎدا ﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة‬
‫"ﻣﺎ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ"‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻌﻠ ـ ــﻰ ﻏ ـ ـﺮار اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ‪ 907‬ﱂ ﻳﺸ ـ ــﺮ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ 908‬إﱃ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت‬
‫اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫ ـ ــﺎ ﻟﺼ ـ ــﺤﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‪ ،‬ﻋﻜ ـ ــﺲ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﺼ ـ ــﺮي اﻟ ـ ــﺬي أﺷ ـ ــﺎر‪ -‬ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﳊﺠـ ـ ـ ـ ــﺰ اﻹداري‪ -‬إﱃ أن اﳊﺠـ ـ ـ ـ ــﺰ ﻻ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺪ أن ﻳﺘﻀـ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ﻗﻴﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺒـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﻄﻠﻮﺑـ ـ ـ ـ ــﺔ وأﻧﻮاﻋﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻮارﻳﺦ‬
‫اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ‪.909‬‬

‫‪907‬‬
‫‪- Article L262, L263 de livre des procédures fiscales.‬‬
‫‪908‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 127.‬‬
‫‪ -909‬اﳌﺎدة ‪ 29‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﳊﺠﺰ اﻹداري اﳌﺼﺮي‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫ﻓﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ أن ﳜﻀ ـ ــﻊ إﱃ ﺣ ـ ــﺪ أدﱏ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ــﻤﻦ إﻋ ـ ــﻼم‬
‫اﻟﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺑﻜﺎﻓ ـ ـ ــﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺑﺎﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ أو ﺑﺎﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ وﻛ ـ ـ ــﺬا‬
‫ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻎ ﻣﻮﺿﻮع اﳊﺠﺰ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪.910‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﺟـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﻹﺷـ ــﺎرة داﺧـ ــﻞ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ‬
‫اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ إﱃ اﻻﺳ ـ ـ ــﻢ اﻟﻜﺎﻣ ـ ـ ــﻞ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﻌ ـ ـ ــﲏ‪ ،‬ﺣ ـ ـ ــﱴ ﻳﺘﺴ ـ ـ ــﲎ ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺗﻌﻴ ـ ـ ــﲔ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع‬
‫اﻹﺟـ ـﺮاء‪ ،‬وأﺣﻴﺎﻧ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻳﻄ ــﺮح اﺳ ــﻢ اﳌ ــﺪﻳﻦ إﺷ ــﻜﺎﻻ ﻟ ــﺪى ﺑﻌ ــﺾ اﻷﻏﻴ ــﺎر اﳊ ــﺎﺋﺰﻳﻦ ﺧﺎﺻ ــﺔ اﻷﺑﻨ ــﺎك ﻋﻨ ــﺪ‬
‫ﺗﻄـ ــﺎﺑﻖ اﻷﲰـ ــﺎء ﻓﺘﻀـ ــﻄﺮ ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ــﲑة إﱃ إﺧﺒـ ــﺎر اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﺑﻀـ ــﺮورة ﲢﺪﻳـ ــﺪ رﻗـ ــﻢ‬
‫ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ‪.911‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟﻼﺳـ ـ ــﻢ اﻟﻜﺎﻣـ ـ ــﻞ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﺟـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻮﻣﻲ اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ ﻋﻨ ـ ـ ـﻮان‬
‫اﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت‪ ،‬وﺗﺄﻛﻴﺪ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﳉﻬـ ـ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﻓﻴﺸـ ـ ــﻜﻞ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ اﳉﻬـ ـ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ‬
‫ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ ﻟﺴ ـ ــﻼﻣﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻲ ﲢ ـ ــﺪد اﳉﻬ ـ ــﺔ اﳌﺴـ ـ ـﺆوﻟﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﺪى اﺧﺘﺼﺎﺻـ ـ ــﻬﺎ ﰲ اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ـ ــﺎ ﳐﺼﺼـ ـ ــﺔ ﻟﻸﺷـ ـ ــﺨﺎص‬
‫اﳌﺸ ــﺎر إﻟ ــﻴﻬﻢ ﰲ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺒﻴﻞ اﳊﺼ ــﺮ‪ ،‬وﻫﻜ ــﺬا ﻓ ــﺈن اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﻻ ﺑ ــﺪ أن ﻳﺘﻀ ــﻤﻦ‬
‫ﺗﻮﻗﻴﻊ اﶈﺎﺳﺐ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺄﻣﻮر اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫ﺗﺘﺠﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﳉﻬ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ــﺪرة ﻟﻺﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﰲ ﻣﻌﺮﻓ ـ ــﺔ اﳉﻬ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺳـ ــﻴﻨﻔﺬ ﳌﺼـ ــﻠﺤﺘﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ــﺎر أن ﻣﻔﻌـ ــﻮل اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﻟـ ــﻪ ﻃـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺘﺴـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔـ ــﻮري ﻟﻠﻤﺒـ ــﺎﻟﻎ‬
‫اﶈﺠ ـ ـ ـ ــﻮزة‪ ،‬وﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ــﺘﻢ اﻹﺷ ـ ـ ـ ــﺎرة إﱃ اﳉﻬ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺪرة ﻟﻺﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺗﺒﻌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺘﺴﻠﺴ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻹداري‪ ،912‬ﻣﻊ ﲢﺪﻳﺪ رﻗﻢ اﳊﺴﺎب اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﳍﺬﻩ اﳌﺒﺎﻟﻎ‪.913‬‬

‫‪ -910‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.526‬‬
‫‪911‬‬
‫‪- Instruction codificatrice, op.cit, p 59.‬‬
‫‪ -912‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.527‬‬
‫‪ -913‬وﻗﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺑﺎﳋﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﻟﻠﺒﻨﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء‪ ،‬وﺗﺴﻠﻴﻢ‬
‫اﳌﺒﺎﻟﻎ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺿﺎت ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﺑﺎط اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎ‪‬ﺎ ﺑﺒﻨﻚ اﳌﻐﺮب‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫وﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺸ ـ ــﻜﻞ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ داﺧ ـ ــﻞ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ أﳘﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﺒ ـ ــﲑة ﻓﻴﻜ ـ ــﻮن ﻏ ـ ــﲑ ﻗﺎﺑ ـ ــﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‪ ،‬اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟ ـ ــﺬي ﻻ ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وإﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﻣﺴ ـ ــﺘﻤﺪة ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 102‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ "ﻳﱰﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ اﻟﻔ ـ ـ ــﻮري ﻟﻠﻤﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﻮﺟ ـ ـ ــﻮدة ﰲ ﺣ ـ ـ ــﻮزة‬
‫اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص اﳌﺸ ـ ـ ــﺎر إﻟ ـ ـ ــﻴﻬﻢ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺘﲔ ﰲ ﺣ ـ ـ ــﺪود ﻣﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳ ـ ـ ــﻮم واﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﳌﻄﻠﻮب أداؤﻫﺎ"‪.‬‬
‫ﻳﺴـ ـ ــﺘﻔﺎد ﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺿـ ـ ــﺮورة ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣ ـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﺆﻛ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﺳـ ـ ــﺘﺤﻘﺎق اﶈﺎﺳـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻟﻠﻤﺒـ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﻄﻠﻮﺑـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ اﻷﻣـ ـ ــﺮ ﺑﻨـ ـ ــﻮع اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن‪ ،‬وﺳـ ـ ــﻨﺔ‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ‪ ،‬ﰒ ﺗﻜﻠﻔ ـ ـ ــﺔ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬إﱃ ﺟﺎﻧ ـ ـ ــﺐ رﻗ ـ ـ ــﻢ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ وﻛ ـ ـ ــﺬا ﳎﻤ ـ ـ ــﻮع اﳌﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ‬
‫اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ‪.914‬‬
‫وﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ــﺎرة‪ ،‬إﱃ أن ﻋ ـ ـ ـﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻻ ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ إﻟﻐ ـ ــﺎء اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﻣـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ إﻻ إذا ﻗ ـ ــﺪر اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﺎ دام اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﳛ ـ ــﺪد ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﺆدي‬
‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻬ ـ ــﺎ ﻹﻟﻐ ـ ــﺎء اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ أﻛﺪﺗ ـ ــﻪ ﳏﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ‪ ،915‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺆﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺎر‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ‪ " :‬ﻛ ـ ــﻮن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﱂ ﻳ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ ﻟﻺﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ‬
‫اﳊ ــﺎﺋﺰ وأن اﻟﻮاﻗ ــﻊ اﻗﺘﺼ ــﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻄﺒ ــﻮع ﻣﻌ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ وزارة اﳌﺎﻟﻴ ــﺔ ﻳﺘﻀ ــﻤﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣ ــﺎت اﻷﺳﺎﺳ ــﻴﺔ اﻟ ــﱵ‬
‫ﺗﻔـ ــﻲ ﺑـ ــﺎﻟﻐﺮض واﻟﺘﻌﺮﻳـ ــﻒ ﺑﺎﳉﻬـ ــﺔ اﳌﺪﻳﻨـ ــﺔ واﻟﺪاﺋﻨـ ــﺔ واﻟـ ــﺪﻳﻦ ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ"‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ اﻋﺘـ ــﱪت ﳏﻜﻤـ ــﺔ‬
‫اﻟـ ــﻨﻘﺾ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻟـ ــﺪﻓﻊ "ﳎ ـ ــﺮد ﺗﺰﻳ ـ ــﺪ ﻳﺴـ ــﺘﻘﻴﻢ ﺑﺪوﻧ ـ ــﻪ ﳑ ـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﻣﻌ ـ ــﻪ ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ ﻏـ ــﲑ ﺧ ـ ــﺎرق ﻷي ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻌﻠﻼ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ وﻣﺮﺗﻜﺰا ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‪."...‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ـﺮار أن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﺳ ـ ــﺘﻘﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﺎﻋ ـ ـﺪة ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ أﻻ وﻫ ـ ــﻲ أن‬
‫ﻗﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ ﻋﺎﻣـ ـ ـ ـﺎ ﻟﻴﺴ ـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬ﲝﻴ ـ ـ ــﺚ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ إﺻ ـ ـ ــﻼﺣﻬﺎ أو‬
‫اﺳﺘﻜﻤﺎﳍﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﺘﺠﺎوز إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﳌﻌﻴﺐ ﺷﻜﻼ‪.‬‬

‫‪ -914‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.527‬‬
‫‪ -915‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،117‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،02/02/2012‬ﻣﻠﻒ ﲡﺎري ﻋﺪد ‪ ،2011/1/3/1164‬أوردﻩ رﺿﻮان‬
‫اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫ص‪.528‬‬
‫‪316‬‬
‫ﻳﻄـ ــﺮح إﺷـ ــﻜﺎل ﻣﻬـ ــﻢ ﻣﺮﺗﺒﻄـ ــﺔ ﺑﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻤﻠـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬وﳑـ ــﺎ ﲡـ ــﺪر اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ أن اﶈﺎﺳـ ــﺒﲔ‬
‫اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻴﲔ ﻳﺮﻓﻀ ـ ــﻮن ﻓﻜ ـ ــﺮة ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﲝﺠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم وﺟ ـ ــﻮد ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻰ ﻳﻠ ـ ــﺰﻣﻬﻢ ﺑ ـ ــﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫و‪‬ـ ـ ــﺎﺟﺲ اﳋﺸ ـ ـ ــﻴﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺣﺘﻤ ـ ـ ــﺎل ﺳ ـ ـ ــﻌﻴﻬﻢ إﱃ ﲡﻨﻴـ ـ ــﺐ أﻣ ـ ـ ـﻮاﳍﻢ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗﺘﻨ ـ ـ ــﺎﻫﻰ إﱃ‬
‫ﻋﻠﻤﻬـ ـ ــﻢ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺰﻣـ ـ ــﻊ ﻣﺒﺎﺷـ ـ ــﺮ‪‬ﺎ‪ .916‬وﻳـ ـ ــﺮى ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ‪ 917‬أن اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﳚـ ـ ــﺐ أن ﺗ ـ ـ ـﺮﺑﻂ‬
‫إدارة اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﺑـ ـ ــﺎﳌﻠﺰم ﳚـ ـ ــﺐ أن ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﺒﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳ ـ ـ ـﺎس اﳌﻮاﻃﻨـ ـ ــﺔ واﻟـ ـ ــﻮﻋﻲ اﻟﻜﺎﻣـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﺴـ ـ ــﺌﻮﻟﻴﺔ‬
‫وﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ــﺎس اﳌﺒﺎﻏﺘ ـ ـ ـﺔ واﻟﺸـ ـ ــﻄﻂ ﰲ اﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﳊـ ـ ــﻖ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ ﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ أن ﻳﺸـ ـ ــﻌﺮ اﳌﻠـ ـ ــﺰم ‪‬ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟـ ـﺮاء ﻗﺒ ــﻞ أن ﻳﺸ ــﻌﺮ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﺪﻳﻨﻮﻩ‪ ،‬وﻳﺆﻛ ــﺪ رأﻳ ــﻪ ﺑﺎﻻﲡ ــﺎﻩ اﻟ ــﺬي ﺗﺒﻨﺘ ــﻪ ﳏﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﻨﻘﺾ ﰲ ﻗﺮارﻫ ــﺎ اﳌ ــﺆرخ‬
‫ﺑﺘـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 1973/11/13‬ﺣﻴـ ــﺚ رﺗﺒـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺟ ـ ـﺮاء إﱃ اﳌﻠ ـ ــﺰم اﻟـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ أﻛ ـ ــﺪﻩ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم واﻟﻘﺮارات‪.918‬‬
‫وﻋﺮﺿـ ــﺖ ﻧﺎزﻟـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻐﺮﻓـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ‪ ،‬أﺛـ ــﲑ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﻋﻴـ ــﺐ ﻋـ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ‬
‫اﻹﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻤﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻓﻘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺄن‪ " :‬ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻹﺧ ـ ـ ـ ـ ــﻼل اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻠﻲ ﻳﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﳌﻌﺘﻤﺪة"‪.919‬‬
‫وﻗـ ــﺪ اﻋﺘـ ــﱪ اﻟﻔﻘـ ــﻪ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ ﺑـ ــﺪورﻩ أن اﻟﺘﺒﻠﻴـ ــﻎ ﻳﻌـ ــﺪ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﰲ ﺣـ ــﺪ أدﱏ ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ اﻟـ ــﺬي‬
‫ﺗﺴـ ـ ـ ــﺘﻠﺰم ﻣﻘﺘﻀـ ـ ـ ــﻴﺎت ﺣﻘﻮﻗـ ـ ـ ــﻪ إﺷـ ـ ـ ــﻌﺎرﻩ ﺑﺎﻟﺘـ ـ ـ ــﺪﺑﲑ اﳌﺘﺨـ ـ ـ ــﺬ ﰲ ﺣﻘـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻴﺘـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ ﳍـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺮﻛـ ـ ـ ــﺰﻩ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.920‬‬
‫وﻫﻜـ ــﺬا‪ ،‬ﳝﻜـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﻮل ﺑـ ــﺄن ﺗـ ــﺪﺧﻞ اﻟﻘﻀـ ــﺎء ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﳜـ ــﺺ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺸـ ــﻜﻠﻴﺔ ﳝﻜـ ــﻦ اﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ ﺗـ ــﺪﺧﻼ‬
‫إﳚﺎﺑﻴ ـ ــﺎ ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎ ﳊﺴ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻹدارة ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟ ـ ــﺬي ﻗ ـ ــﺮرﻩ اﳌﺸ ـ ــﺮع‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻻﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻟﺒﻨﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺣﻘﻮق اﳌﺪﻳﻦ وإﻋﻄﺎﺋﻪ ﻓﺮﺻﺎ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -916‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ – دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ –‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.215-214‬‬
‫‪ -917‬ﳏﻤﺪ ﳕﲑي‪ :‬اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ أﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ دﻓﺎﺗﺮ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،16‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ -918‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،1996‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،2012/7/656‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﲟﺮاﻛﺶ‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،216‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2010/03/13‬رﻗﻢ ‪ ،2009/09/843‬أوردﳘﺎ ﳏﻤﺪ‬
‫اﻟﻨﻤﲑي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪919‬‬
‫‪- Marie MASCLET DE BARBARIN: Le contentieux de recouvrement de l’impôt, L.G.D.K,‬‬
‫‪2004, p 225.‬‬
‫‪920‬‬
‫‪- Marie MASCLET DE BARBARIN: Le contentieux de recouvrement de l’impôt, op.cit, p‬‬
‫‪224.‬‬
‫‪317‬‬
‫وﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﺼ ـ ــﻞ ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﻜﻞ اﳌﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﻟﻠﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘﺤﻘ ـ ــﻖ ﺑﻜ ـ ــﻞ إﺟ ـ ـﺮاء ﻳ ـ ــﺆدي إﱃ ﻧﻔ ـ ــﻲ اﳉﻬﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ــﺪى اﳌﻠ ـ ـ ـ ــﺰم‪ ،‬وﻳﺴﺘﺤﺴ ـ ـ ـ ــﻦ أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن ﺑﺮﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ ﻋﺎدﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺘﻀ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ذات اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻖ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﺣﻬﺎ‬
‫ﲞﺼ ـ ــﻮص اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬وﺗﻀ ـ ــﻤﻨﻴﻬﺎ ﺑﺒﻴ ـ ــﺎن ﻣﻔﺼ ـ ــﻞ ﺑﻄﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ وﻣﺼ ـ ــﺪر ﻧﺸ ـ ــﻮﺋﻪ‪،‬‬
‫وﻛﺬا ﺑﻴﺎن إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳌﻤﻬﺪة ﳌﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪.921‬‬
‫وﰲ اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ‪ ،‬وﺟﺒ ـ ـ ــﺖ اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﱃ أن اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺗﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﺣ ـ ـﱰام اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﻟﻸﻣ ـ ـﻮال‬
‫اﳌﻮدﻋ ـ ــﺔ وﳋﻄﻮر‪ ‬ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺜﻘ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻣﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫دام ﻳﻘﺮ ﺑﻘﻴﺎﻣﻪ ﺑﺎﻻﻗﺘﻄﺎع ﲝﺠﺔ ﻋﺪم اﻷداء‪ ،‬دون اﻻﺳﺘﻨﺎد إﱃ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﻣﻮﻗﻔﻪ‪.‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ــﺎر ﻗﻀ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ـ ــﺎط ﰲ ﺣﻜ ـ ــﻢ ﳍ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻵﰐ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻬـ ـ ــﺪف‬
‫اﻟﻄﻠ ـ ـ ــﺐ إﱃ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌ ـ ـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻴﻬﻢ ﺗﻀ ـ ـ ــﺎﻣﻨﺎ ﺑﺈرﺟ ـ ـ ــﺎﻋﻬﻢ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪﻋﻲ ﻣﺒﻠ ـ ـ ــﻎ ‪ 129381‬درﳘ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﳌﻘﺘﻄ ــﻊ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف ﻗﺒﺎﺿ ــﺔ ﺳ ــﻴﺪي ﳛ ــﲕ اﻟﻐ ــﺮب ﻣ ــﻦ ﺣﺴ ــﺎﺑﻪ اﻟﺒﻨﻜ ــﻲ اﳌﻔﺘ ــﻮح ﻟ ــﺪى اﻟﻘ ــﺮض اﻟﻔﻼﺣ ــﻲ‬
‫وﻛﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣﻌﻤ ـ ــﻮرة اﻟﻘﻨﻴﻄ ـ ــﺮة ﻋ ـ ــﺪد ‪ 007132506010123‬وﺑﺘﻌ ـ ــﻮﻳﺾ ﻋ ـ ــﻦ اﳋﺴ ـ ــﺎرة اﻟ ـ ــﱵ ﳊﻘﺘ ـ ــﻪ ﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫ﺣﺮﻣﺎﻧـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ اﺳـ ـ ــﺘﻐﻼل أﻣﻮاﻟـ ـ ــﻪ اﻟﺸﺨﺼـ ـ ــﻴﺔ ﻳﻘـ ـ ــﺪرﻩ ﰲ ﻣﺒﻠـ ـ ــﻎ ‪ 30000‬درﳘـ ـ ــﺎ ﺗﺄﺳﻴﺴـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ‬
‫اﻟﻘﺒﺎﺿﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا اﻻﻗﺘﻄﺎع دون ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ دﻓ ـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﰲ اﳌـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 100‬و‪ 101‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﺳـ ــﺘﻴﻔﺎء ﻣـ ــﺎ ﺗﺒﻘـ ــﻰ ﺑﺬﻣـ ــﺔ اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﻟﻜﻮﻧـ ــﻪ ﱂ‬
‫ﻳﺆد اﻟﺪﻳﻮن اﳌﱰﺗﺒﺔ ﰲ ذﻣﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﻨﻮات ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪.2010‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إن ادﻋ ـ ــﺎء ﻋ ـ ــﺪم اﻟﻮﻓ ـ ــﺎء ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﺴ ـ ــﺘﺤﻘﺔ وﻓ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺟ ـ ـ ـﻮاب اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻇ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﻔﺘﻘ ـ ـﺮا ﻟﻺﺛﺒـ ــﺎت‪ ،‬ﺑـ ــﻞ إن اﻟﺜﺎﺑـ ــﺖ ﻣـ ــﻦ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ وﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑﻴـ ــﺎن وﺿـ ــﻌﻴﺔ اﻷداءات أن اﳌـ ــﺪﻋﻲ أدى‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﱰﺗﺒ ـ ــﺔ ﺑﺬﻣﺘ ـ ــﻪ ﺑﺮﺳ ـ ــﻢ اﻟﺴ ـ ــﻨﻮات ﳏ ـ ــﻞ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺔ أي ﺳ ـ ــﻨﻮات ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬وﻓ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﺆﻛﺪﻩ أﻳﻀﺎ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﳌﺮﻓﻘﺔ ﺑﺎﳌﺬﻛﺮة اﳉﻮاﺑﻴﺔ اﳌﺪﱃ ‪‬ﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺑﺾ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻘﺘﻀ ـ ــﻲ اﺣ ـ ـ ـﱰام اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﺸ ـ ــﺮوﻃﺔ ﺑ ـ ــﺄن ﻻ ﺗﺘﺠ ـ ــﺎوز اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﶈﺠ ـ ــﻮز‬

‫‪ -921‬ﺳﻌﻴﺪ أوﻟﻌﺮﰊ‪ :‬ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ – دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ–‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪318‬‬
‫ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﺣـ ــﺪود اﳌﺒـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻠـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬ﻣـ ــﻊ ﻋـ ــﺪم اﻟﺘﻮﺳـ ــﻊ أو اﻟﺸـ ــﻄﻂ ﰲ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة‬
‫ﲪﺎﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻸﻣ ـ ـ ـ ـﻮال اﳌﻮدﻋـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺑﻨـ ـ ـ ــﺎك‪ ،‬ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﳋﻄـ ـ ـ ــﻮرة ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺜﻘـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻻﺋﺘﻤﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗ ـ ــﺄﺛﲑ ﺗﺒﻌ ـ ــﺎت ذﻟ ـ ــﻚ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎد اﻟ ـ ــﻮﻃﲏ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻔ ـ ــﺮض ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘ ـ ــﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺴﻄﺮة ﰲ ﲨﻴﻊ اﻷﺣﻮال ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺴﻒ ﰲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﳊﻖ اﳌﺨﻮل ﳍﻢ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ـ ــﺚ إﻧـ ـ ــﻪ أﻣـ ـ ــﺎم ﺛﺒـ ـ ــﻮت أداء اﻟﻮﺟﻴﺒـ ـ ــﺔ اﻟﻜﺮاﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪة أﻣـ ـ ــﻼك اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ــﻨﻮات ‪2008‬‬
‫و‪ 2009‬و‪ 2010‬ﻓ ـ ــﺈن اﻻﻗﺘﻄ ـ ــﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﲟﺒـ ـ ــﺎﻟﻎ ﺗﻔ ـ ــﻮق اﳌﺒﻠ ـ ــﻎ اﻟﻮاﺟـ ـ ــﺐ‬
‫أداؤﻩ‪ ،‬ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻓﺎﻗـ ـ ــﺪا ﻟﻠﻤﺸـ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻨﺪ إﱃ أي أﺳـ ـ ــﺎس ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬وأن ﻣﺴـ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﺗﺒﻘـ ـ ــﻰ‬
‫ﻗﺎﺋﻤـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﺎ دام أﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻳﻘـ ـ ـ ــﺮ ﺑﻘﻴﺎﻣـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻻﻗﺘﻄـ ـ ـ ــﺎع ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ـ ــﻨﻮات ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬ﲝﺠـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﻷداء‪ ،‬دون اﻻﺳ ـ ــﺘﻨﺎد إﱃ ﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺪﻋﻢ ﻣﻮﻗﻔ ـ ــﻪ أو ﻳ ـ ــﺪﻓﻊ ﻋﻨ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ ﺑﺒﻴ ـ ــﺎن ﺳ ـ ــﺒﺐ اﻻﻗﺘﻄ ـ ــﺎع وﺳ ـ ــﻨﺪﻩ‬
‫ﰲ ذﻟـ ـ ــﻚ واﳉﻬـ ـ ــﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺆوﻟﺔ ﻋـ ـ ــﻦ اﻷﻣـ ـ ــﺮ ﺑـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺗﻮﺿـ ـ ــﻴﺢ ذﻟـ ـ ــﻚ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـ ـ ــﺔ‪ ،‬أو ﻟﻠﺠﻬـ ـ ــﺔ اﳌﻌﻨﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻻﻗﺘﻄـ ــﺎع اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻨﺒﻐـ ــﻲ أن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺑﻴﻨـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻀـ ــﻤﻮن اﻻﻗﺘﻄ ـ ــﺎع وﺳ ـ ــﺒﺒﻪ وﻻ ﺗﻔﺎﺟـ ــﺄ ﺑﺎﻗﺘﻄ ـ ــﺎع ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺣﺴ ـ ـ ــﺎ‪‬ﺎ دون إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺳـ ـ ـ ــﺎﺑﻖ أو ﻻﺣ ـ ـ ــﻖ ﻳﺒ ـ ـ ــﲔ ﻣﱪراﺗـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺣ ـ ـ ــﱴ ﻳﺘﺴ ـ ـ ــﲎ ﻟﻠﻤﻌـ ـ ـ ــﲏ اﲣ ـ ـ ــﺎذ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ واﻟ ــﺪﻓﺎع ﻋ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ــﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ــﺔ اﳉﻬ ــﺔ اﳌﺴ ــﺆوﻟﺔ ﻋ ــﻦ اﻷﻣ ــﺮ ‪ ‬ــﺬا اﻻﻗﺘﻄ ــﺎع‪ .‬ﳑ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ‬
‫اﳌ ـ ـ ـ ــﺪﻋﻲ ﳏﻘ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ــﱰﺟﺎع اﳌﺒ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻎ اﶈﺠ ـ ـ ـ ــﻮزة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻪ اﻟﺒﻨﻜ ـ ـ ـ ــﻲ اﶈ ـ ـ ـ ــﺪدة ﰲ ﻣﺒﻠ ـ ـ ـ ــﻎ‬
‫‪ 129381‬درﳘﺎ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ إن ﺛﺒ ـ ــﻮت ﻣﺴـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻋ ـ ــﻦ اﻻﻗﺘﻄـ ــﺎع ﻏ ـ ــﲑ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻓ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ ذﻛـ ــﺮ أﻋ ـ ــﻼﻩ ﳚﻌ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﰲ ﺷـ ــﺨﺺ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ــﺔ ﻣﺴـ ــﺆوﻟﺔ ﻋـ ــﻦ اﳋﻄـ ــﺄ اﳌﺮﻓﻘـ ــﻲ ﳌﻮﻇﻔﻴﻬـ ــﺎ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻔﺼـ ــﻞ ‪79‬‬
‫ﻣ ــﻦ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣ ــﺎت واﻟﻌﻘ ــﻮد‪ ،‬وﻳﻜ ــﻮن اﳌ ــﺪﻋﻲ ﳏﻘ ــﺎ ﰲ اﳊﺼ ــﻮل ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻌ ــﻮﻳﺾ ﻋ ــﻦ اﻟﻀ ــﺮر اﳌ ــﺎدي‬
‫واﳌﻌﻨ ــﻮي اﻟ ــﺬي ﳊﻘ ــﻪ ﺟـ ـﺮاء ﺣﺮﻣﺎﻧ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﺳ ــﺘﻐﻼل أﻣﻮاﻟ ــﻪ واﻟﺘﺼ ــﺮف ﻓﻴﻬ ــﺎ‪ ،‬ﺗﻘ ــﺪرﻩ اﶈﻜﻤ ــﺔ ﲟ ــﺎ ﳍ ــﺎ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ اﺳـ ـ ــﺘﻨﺎدا إﱃ ﻗ ـ ــﺪر اﳌﺒﻠـ ـ ــﻎ اﳌﻘﺘﻄـ ـ ــﻊ واﳌ ـ ــﺪة اﳌﻌﻨﻴـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﻪ ﰲ ﻣﺒﻠ ـ ــﻎ ‪ 5000‬درﻫـ ـ ــﻢ‪ ،‬ﺗﺆدﻳـ ـ ــﻪ‬
‫اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ"‪.922‬‬

‫‪ -922‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،4384‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/11/28‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،2012/7/3‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪319‬‬
 ‫‪@@|튖nÛa@paõaŠug@âaya@â†ÈÛ@òä패a@æìí…@Âìԍ@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ أﺟ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن إﱃ اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﺪﻳﻚ أﺟ ـ ـ ــﻞ ﺳ ـ ـ ــﻘﻮط ﻻ أﺟ ـ ـ ــﻞ ﺗﻘ ـ ـ ــﺎدم‪ ،923‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ‬
‫ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻦ داﺧ ـ ــﻞ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻧﻘﻀ ـ ــﺎؤﻩ‪ ،924‬وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة اﻟ ـ ــﱵ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﰲ ﻓﻘﺮ‪ ‬ـ ــﺎ اﻷﺧ ـ ــﲑة ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪" :‬ﺗﻨﻘﻀ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟ ـ ــﱵ ﱂ ﻳﺼ ـ ــﺮح ‪ ‬ـ ــﺎ وﱂ‬
‫ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮع دﻋﻮى رﻓﻊ اﻟﺴﻘﻮط"‪.‬‬
‫وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻳﻘﺼ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺴ ـ ــﻘﻮط ﻋ ـ ــﺪم ﻗﺒ ـ ــﻮل ﻣﺸ ـ ــﺎرﻛﺔ اﻟ ـ ــﺪاﺋﻨﲔ‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﺖ دﻳﻮ‪‬ﻢ ﰲ اﻟﺘﻮزﻳﻌﺎت اﻟﱵ ﲤﺖ وﰲ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﱵ ﱂ ﺗﻮزع ﺑﻌﺪ‪.‬‬
‫وﻟﻘـ ـ ــﺪ اﻧﺘﻘـ ـ ــﺪ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ‪ 925‬اﳉ ـ ـ ـﺰاء اﳌﻘـ ـ ــﺮر ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣـ ـ ــﻦ م‪.‬ت‪ ،‬واﳌﻘﺎﺑﻠـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺎدة ‪53‬‬
‫ﻣ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن ‪ 25‬ﻳﻨـ ــﺎﻳﺮ ‪ 1985‬اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ‪ ،‬ﺑﻔﻌ ــﻞ ﺻ ـ ـﺮاﻣﺘﻪ ووﺻـ ــﻔﻪ ﺑﺄﻧـ ــﻪ ﻧ ــﺰع ﳌﻠﻜﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﺪﻳﻦ دون ﻣﺼـ ــﻠﺤﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ )‪.(Expropriation de la créance sans utilité publique‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﳉ ـ ـ ـﺰاء اﳌﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺗﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑ ـ ـ ــﺪﻳﻮ‪‬ﺎ داﺧـ ـ ــﻞ اﻷﺟ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻫ ـ ـ ــﻮ اﻟﺴ ـ ـ ــﻘﻮط‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﺬا اﳉ ـ ـ ـﺰاء ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻣﻘ ـ ـ ــﺮر ﲟﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻰ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 686‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺠـ ــﺎرة‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻣﺆﻳـ ــﺪ أﻳﻀـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﻟﻨﺺ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ أﻧـ ــﻪ ﺑـ ــﺎﳌﻔﻬﻮم اﳌﺨـ ــﺎﻟﻒ ﳌﻘﺘﻀـ ــﻰ اﳌـ ــﺎدة ‪ 150‬ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ‪ 2007‬اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠ ـ ــﺰم اﳌﻘﺎوﻟ ـ ــﺔ ﺑﺘﻘ ـ ــﺪﱘ إﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﺪى ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء إذا ﻣ ـ ــﺎ اﻋﺘﺰﻣ ـ ــﺖ ﻓ ـ ــﺘﺢ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺴ ـ ــﻮﻳﺔ أو اﻟﺘﺼ ـ ــﻔﻴﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬ ـ ــﺎ ﺑﺴ ـ ــﻘﻮط اﻟﻮاﺟﺒ ـ ــﺎت اﳌﱰﺗﺒ ـ ــﺔ‬
‫ﻋـ ــﻦ اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻟﺴـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﺘـ ــﺎرﻳﺦ ﻓـ ــﺘﺢ اﳌﺴـ ــﻄﺮﺗﲔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻳﻌﺘـ ــﱪ ﻣﻮاﺟﻬـ ــﺔ اﻹدارة ‪‬ـ ــﺬا اﳉ ـ ـﺰاء )أي ﺳ ـ ــﻘﻮط(‬
‫ﻣﻘﺒـ ـ ــﻮل إن ﰎ ﺗﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ اﻹﻗ ـ ـ ـﺮار اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌﻘﺎوﻟـ ـ ــﺔ‪ ،‬دون أن ﺗﻘـ ـ ــﻮم اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻮاﺟﺒﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن‪.‬‬
‫وﻟﻺﺷ ـ ـ ــﺎرة ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﻓ ـ ـ ــﺈن ﳎ ـ ـ ــﺎل ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺮف ﺗﻐـ ـ ـ ـﲑا ﺟ ـ ـ ــﺬرﻳﺎ ﳜ ـ ـ ــﺺ اﻹدارة‬
‫اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺣ ـ ــﱴ ‪‬ﺎﻳ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ ،2003‬ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﳌﺪﻳﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ‬
‫واﺣﺘﺴ ـ ــﺎ‪‬ﺎ ﰎ إﺻ ـ ــﺪار اﳉ ـ ــﺪاول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وإرﺳ ـ ــﺎﳍﺎ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ ﻗﺼ ـ ــﺪ إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳌﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ‬

‫‪923‬‬
‫‪- CA Paris, 6 décembre 1991, Revue des procédures collectives, 1992, p 83.‬‬
‫‪ - 924‬ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻮﻫﺎﰊ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻧﺪوة ﺑﻌﻨﻮان ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫اﺟﺘﻬﺎدات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،2007 ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪925‬‬
‫‪- CH, Mouly: La situation des créanciers antérieurs, Rev.jrisp.com, n° spé, fév, 1987.‬‬
‫‪320‬‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ــﺮورﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ واﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻠﻬﺎ‪ .‬ﻟﻜ ـ ـ ــﻦ اﺑﺘ ـ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2004‬ﰎ إﺳ ـ ـ ــﻨﺎد ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‬
‫ﺗﺪرﳚﻴﺎ إﱃ اﳌﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪.926‬‬
‫وﰲ ﻇـ ــﻞ إﺳـ ــﻨﺎد ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟـ ــﻺدارة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ واﳉﻤـ ــﻊ ﺑ ـ ــﲔ ﻣﻬـ ــﺎم اﻵﻣ ـ ــﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺼـ ــﺮف واﶈﺎﺳـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى ﺑﻌـ ــﺾ اﻹدارات ﳝﻜـ ــﻦ ﻃـ ــﺮح ﺗﺴـ ــﺎؤل ﻋـ ــﻦ ﻧﻄـ ــﺎق اﳌـ ــﺎدة ‪ 150‬ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻟﺰاﻣﻬـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻟ ـ ــﺔ وﺑﺘﻘـ ـ ــﺪﱘ اﻹﻗ ـ ـ ـﺮار ﻟـ ـ ــﺪى ﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻞ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ‬
‫ﳌﻔﻬ ــﻮم اﻟﻮﻋ ــﺎء ﻳﻘﺼ ــﺪ ﺑ ــﻪ ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ ﺗﺄﺳ ــﻴﺲ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻟ ــﺪى ﻣﺼ ــﻠﺤﺔ اﻟﻮﻋ ــﺎء‪ ،‬أم أن اﻹﻗ ـ ـﺮار ﻳﺸ ــﻤﻞ ﺣ ــﱴ‬
‫ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﲤـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻷﻋ ـ ـ ـﻮان واﳌـ ـ ــﺄﻣﻮرﻳﻦ اﳌﻨﺘـ ـ ــﺪﺑﲔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﳌـ ـ ــﺪﻳﺮ اﻟﻌـ ـ ــﺎم‬
‫ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ أو ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻘﺒﺎﺿﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ؟‬
‫إن ﻃﺮﺣﻨـ ــﺎ ﳍـ ــﺬا اﻟﺘﺴـ ــﺎؤل ﱂ ﻳـ ــﺄت ﻣـ ــﻦ ﻓ ـ ـﺮاغ‪ ،‬وﻟﻜـ ــﻦ ﻟﻠﻮﻗـ ــﻮف ﻋﻠـ ــﻰ وﺿـ ــﻌﻴﺔ دﻳـ ــﻮن اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ ﲡـ ــﺎﻩ‬
‫اﳌـ ــﺎدة ‪ ،150‬ذﻟـ ــﻚ أن إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻗـ ــﺪ ﻻ ﺗ ـ ــﺘﻢ ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﻓـ ــﻮري ﺑﻌ ـ ــﺪ إﺻـ ــﺪار ﻣﺼـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻮﻋ ـ ــﺎء‬
‫ﻷواﻣ ـ ــﺮ اﳌ ـ ــﺪاﺧﻴﻞ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﱰة ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﺗﺘﻘ ـ ــﺪم ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﻘﺎوﻟ ـ ــﺔ ﺑﻄﻠ ـ ــﺐ ﻓ ـ ــﺘﺢ اﻟﺘﺴ ـ ــﻮﻳﺔ أو اﻟﺘﺼ ـ ــﻔﻴﺔ دون‬
‫أن ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺔ ﺑﺘﻘ ـ ــﺪﱘ إﻗ ـ ـﺮار ﻟ ـ ــﺪى اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ ﰲ ﻇ ـ ــﻞ ﺣﺮﻣﺎ‪ ‬ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺰﻳ ـ ــﺔ‬
‫إﺷـ ـ ـ ــﻬﺎر اﻣﺘﻴﺎزﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳌﻨﻘـ ـ ـ ــﻮل أو اﻟﻌﻘـ ـ ـ ــﺎر‪ ،‬ﻓﺎﺳـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﳌﺼـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ ﻣﺼـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻮﻋـ ـ ـ ــﺎء دون‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وﲡﻨﺒ ـ ـ ــﺎ ﻟﻺﺷ ـ ـ ــﻜﺎﻻت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬ ـ ـ ــﺎ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ ،150‬ﻳ ـ ـ ــﺪﻋﻮ اﻟ ـ ـ ــﺒﻌﺾ إﱃ إﻟـ ـ ـ ـﺰام اﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ ﺑﺈﺷ ـ ـ ــﻬﺎر‬
‫ﺣﻘﻮﻗﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺠﻞ اﻟﺘﺠ ـ ـ ـ ــﺎري أو اﶈﺎﻓﻈ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺪل اﻻﻛﺘﻔ ـ ـ ـ ــﺎء ﺑﺂﻟﻴ ـ ـ ـ ــﺎت ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻀﺮﻳﱯ‪.‬‬
‫وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 125‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ‪:‬‬
‫"أن اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﲔ اﳌﻜﻠﻔ ـ ــﲔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ أو اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﺷ ـ ــﺮﻋﻮا ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﰒ ﲣﻠ ـ ـ ـﻮا ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ إﱃ أن ﺗﻘﺎدﻣ ـ ــﺖ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﳌﻌﻬ ـ ـ ــﻮدة إﻟ ـ ـ ــﻴﻬﻢ ﺑﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺴ ـ ـ ــﻘﻂ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮﻗﻬﻢ ﲡ ـ ـ ــﺎﻩ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ‪ ،‬ﻏ ـ ـ ــﲑ أ‪ ‬ـ ـ ــﻢ ﻳﺒﻘ ـ ـ ــﻮن ﻣﺴ ـ ـ ــﺆوﻟﲔ ﲡ ـ ـ ــﺎﻩ‬
‫اﳍﻴﺌﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ"‪.‬‬
‫ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓﻤﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﺗﻘﺘﻀ ـ ــﻲ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﻛ ـ ــﻞ ﻟ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﻟـ ـ ـ ــﺌﻼ ﺗﺘﺤﻤـ ـ ـ ــﻞ ﻣﺴـ ـ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ ﺳـ ـ ـ ــﻘﻮط ﺣـ ـ ـ ــﻖ اﻹدارة واﳌﺆﺳﺴـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ـ ــﺔ أو ﻏﲑﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳍﻴﺌـ ـ ـ ــﺎت ﰲ‬

‫‪ - 926‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻣﻊ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن أﺑﻠﻴﻼ‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013.03.12‬ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ‪.14:20‬‬
‫‪321‬‬
‫ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ دﻳ ـ ـ ــﻮ‪‬ﻢ‪ ،‬إﱃ ﺟﺎﻧ ـ ـ ــﺐ ﺣﺮﺻ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺘﺄﻛ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺻ ـ ـ ــﺤﺔ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻦ وﺗﺼ ـ ـ ــﻔﻴﺘﻪ‪ ،927‬وإﻻ ﻛ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺆوﻻ ﺷﺨﺼـ ـ ــﻴﺎ وﺟﻨﺎﺋﻴـ ـ ــﺎ‪ ،928‬ﻣـ ـ ــﱴ اﻧﻄ ـ ــﻮت أﻓﻌﺎﻟـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗﺼـ ـ ــﺪ ﺟﻨ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ اﳊـ ـ ــﺎل ﻣـ ـ ــﺜﻼ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﳉﺮﳝـ ـ ــﺔ اﻟﻐـ ـ ــﺪر اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﺸـ ـ ــﻤﻞ ﰲ أﺣـ ـ ــﺪ ﺷـ ـ ــﻘﻴﻬﺎ اﻹﻋﻔـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﻦ أداء اﻟﺘ ـ ـ ـﺰام ﺿ ـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﻐـ ـ ــﲑ وﺟـ ـ ــﻪ‬
‫ﺣﻖ‪.929‬‬
‫ﻳﻄـ ـ ــﺮح إﺷـ ـ ــﻜﺎل آﺧـ ـ ــﺮ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺘﻌـ ـ ــﺎرض ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎرة‪ ،‬واﳌـ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 123‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ــﲑة اﻟـ ــﱵ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪" :‬ﺗﺘﻘـ ــﺎدم ﲢﺼـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳ ـ ــﻮم واﳊﻘ ـ ــﻮق اﳉﻤﺮﻛﻴ ـ ــﺔ وﺣﻘ ـ ــﻮق اﻟﺘﺴ ـ ــﺠﻴﻞ واﻟﺘﻤ ـ ــﱪ ﲟﻀ ـ ــﻲ أرﺑ ـ ــﻊ ﺳ ـ ــﻨﻮات ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺸﺮوع ﰲ ﲢﺼﻴﻠﻬﺎ"‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﲏ أن اﳌﺪوﻧﺔ ﱂ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺟﺰاء ﺳﻘﻮط اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪.930‬‬
‫وإذا ﻛ ـ ــﺎن ﺳ ـ ــﻘﻮط اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﻫ ـ ــﻮ وﺿ ـ ــﻊ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻓﻤ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ ﻣﻮﻗ ـ ــﻒ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻜﻔﻴ ـ ــﻞ‬
‫واﳌﺪﻳﻦ اﳌﺘﻀﺎﻣﻦ ﰲ ﺣﺎل ﻋﺪم ﺗﺼﺮﻳﺢ اﻟﺪاﺋﻦ ﺧﻼل اﻷﺟﻞ اﶈﺪد؟‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻔﻴﻞ‪:931‬‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ ﳉ ـ ـ ـ ـﺰاء اﻟﺴ ـ ـ ــﻘﻮط ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ـ ــﺎرة‪ ،‬ﻻ ﳒ ـ ـ ــﺪ أي‬
‫ﻣﻘﺘﻀﻲ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﺘﻌﺮض ﳍﺬﻩ اﳌﺴﺄﻟﺔ‪.932‬‬
‫إﻻ أن ﻏﺎﻟﺒﻴ ـ ــﺔ اﻟﻔﻘ ـ ــﻪ‪ 933‬ﺗﻜ ـ ــﺎد ﲡﻤ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳛ ـ ــﻖ ﻟﻠ ـ ــﺪاﺋﻦ اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻜﻔﻴ ـ ــﻞ إذا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫أﳘ ــﻞ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﺧ ــﻼل اﻷﺟ ــﻞ اﶈ ــﺪد‪ ،‬ﻓﻤ ــﺎ دام اﻻﻟﺘ ـ ـﺰام اﻷﺻ ــﻠﻲ اﻧﻘﻀ ــﻰ ﲟ ــﺮور اﻷﺟ ــﻞ‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻟﻜﻔﺎﻟ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﺰاﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﺒﻌﻴ ـ ـ ــﺎ ﺗﻨﻘﻀ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺎﻻﻟﺘﺰام اﻟﺘﺒﻌ ـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑ ـ ـ ــﺎﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻ ـ ـ ــﻠﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﻗﻴﺎﻣ ـ ـ ــﻪ‬

‫‪ - 927‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻘﺎش‪ :‬ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﶈﺎﺳﺐ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳊﺴﻦ اﻟﺜﺎﱐ‪،‬‬
‫اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2003-2002‬ص ‪.126‬‬
‫‪ - 928‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬اﳌﺴﻄﺮة ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﱯ اﳌﻐﺮﰊ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ - 929‬ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻤﺎﺣﻲ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة اﳌﻨﺎزﻋﺔ ﰲ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 44‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ - 930‬ﺣﺴﻦ أﻳﺖ ﻣﻮح‪ :‬اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻧﻈﺎم ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ا‪‬ﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ‬
‫ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬دار أﰊ رﻗﺮاق ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ﻣﺰدوج ‪ ،3-2‬ﺳﻨﺔ ‪ ،2009‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 931‬ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻠﺘﺰم اﲡﺎﻩ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺰام اﳌﺪﻳﻦ‪ ،‬إذا ﻋﺠﺰ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ ﻋﻦ أداﺋﻪ أو ﻋﺪم ﺗﻨﻔﻴﺪﻩ‪.‬‬
‫‪ - 932‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻗﺎدم‪ :‬اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن وﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺴﺎﻃﺮ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﲟﺠﻠﺔ اﻟﻘﺼﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،20‬ﻣﺎي‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 933‬ﳏﻤﺪ ﻛﺮام‪ :‬وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻜﻔﻴﻞ أﺛﻨﺎء ﻣﺴﺎﻃﺮ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ واﳌﻌﺎﳉﺔ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻨﺘﺪى‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،3‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،2002‬ﻣﻦ ص‬
‫‪ 127‬إﱃ ‪.135‬‬
‫‪322‬‬
‫واﻧﻘﻀـ ــﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻮ ﻳـ ــﺪور ﻣﻌـ ــﻪ وﺟـ ــﻮدا وﻋـ ــﺪﻣﺎ وﺻـ ــﺤﺔ وﺑﻄﻼﻧـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ﱂ ﻳـ ــﻨﺺ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن أو ﻗﻀـ ــﻲ اﻻﺗﻔـ ــﺎق‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ‪.934‬‬
‫وﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــﺬا اﻷﺳـ ــﺎس ﻓـ ــﻼ ﳝﻜـ ــﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿـ ــﻲ أن ﻳﺮﺟـ ــﻊ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻜﻔﻴـ ــﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻔﺼـ ــﻞ ‪ 1150‬ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣـ ـ ــﺎت واﻟﻌﻘـ ـ ــﻮد اﻟـ ـ ــﺬي ﻧـ ـ ــﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن‪ " :‬ﻛـ ـ ــﻞ اﻷﺳـ ـ ــﺒﺎب اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﱰﺗـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﺑﻄ ـ ـ ــﻼن‬
‫اﻻﻟﺘ ـ ـﺰام اﻷﺻـ ــﻠﻲ أو اﻧﻘﻀـ ــﺎؤﻩ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻧﺘﻬـ ــﺎء اﻟﻜﻔﺎﻟـ ــﺔ"‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻜـ ــﺲ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺄﻧﻪ ‪‬ـ ــﺎون اﻟـ ــﺪاﺋﻨﲔ‬
‫اﳌﻀـ ـ ــﻤﻮﻧﺔ دﻳـ ـ ــﻮ‪‬ﻢ ﺑﻜﻔـ ـ ــﺎﻻت ﰲ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ‪‬ـ ـ ــﺬﻩ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن ﻷﻧـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻴﺒﻘﻰ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻘﻬـ ـ ــﻢ اﻟﺮﺟـ ـ ــﻮع ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻜﻔﻼء‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ اﳌﺘﻀﺎﻣﻦ‪:‬‬
‫ﳜﺘﻠ ـ ـ ــﻒ وﺿ ـ ـ ــﻊ اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﳌﺘﻀ ـ ـ ــﺎﻣﻦ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﻜﻔﻴ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ ﻳﺘﺤ ـ ـ ــﺮر ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪﻳﻦ اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬ﻓﺈن اﳌﺪﻳﻦ اﳌﺘﻀﺎﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ اﲡﺎﻩ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺑـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺪم وﺟـ ــﻮد أي ﻣﻘﺘﻀـ ــﻰ ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺠـ ــﺎرة‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻫـ ــﻮ ﺷ ـ ـﺮﻳﻚ ﰲ‬
‫اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬واﻟﺘﺰاﻣﻪ ﺷﺨﺼﻲ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺴﻘﻮط ﺣﻘﻪ ﲡﺎﻩ اﳌﺪﻳﻦ اﳌﺘﻀﺎﻣﻦ‪.935‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﺑﺾ اﻟﺮﺟ ـ ــﻮع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﲔ اﳌﺘﻀ ـ ــﺎﻣﻨﲔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﻔﺎد ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫أﺣﻜـ ــﺎم اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 166‬ﻣـ ــﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع اﻟـ ــﺬي ﻳـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪ " :‬ﻳﺜﺒـ ــﺖ اﻟﺘﻀـ ــﺎﻣﻦ ﺑـ ــﲔ اﳌـ ــﺪﻧﻴﲔ إذا ﻛـ ــﺎن‬
‫ﻛ ـ ــﻞ واﺣ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻨﻬﻢ ﻣﻠﺘﺰﻣ ـ ــﺎ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑﺘﻤﺎﻣ ـ ــﻪ‪ .‬وﻋﻨﺪﺋ ـ ــﺬ ﳛ ـ ــﻖ ﻟﻠ ـ ــﺪاﺋﻦ أن ﳚ ـ ــﱪ أﻳ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻨﻬﻢ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أداء ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ أو ﺑﻌﻀﻪ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﳛﻖ ﻟﻪ أن ﻳﺴﺘﻮﻓﻴﻪ إﻻ ﻣﺮة واﺣﺪة"‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﻟﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬أن اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎرة أﺟ ـ ـ ــﺎزت ﻟﻠ ـ ـ ــﺪاﺋﻨﲔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﱂ‬
‫ﻳﺼـ ـ ــﺮﺣﻮا ﺑـ ـ ــﺪﻳﻨﻬﻢ داﺧـ ـ ــﻞ اﻵﺟـ ـ ــﺎل اﶈـ ـ ــﺪدة ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 687‬ﻣـ ـ ــﻦ م‪.‬ت اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ اﳌﻨﺘـ ـ ــﺪب‬
‫ﻟﺮﻓ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﻘﻮط ﻋ ـ ــﻨﻬﻢ‪ ،‬ﺷـ ـ ـﺮﻳﻄﺔ إﺛﺒ ـ ــﺎت أن ﺳ ـ ــﺒﺐ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻻ ﻳﻌ ـ ــﻮد إﻟ ـ ــﻴﻬﻢ‪ ،‬وأن ﳝﺎرﺳـ ـ ـﻮا ﺗﻠ ـ ــﻚ‬
‫اﻟـ ــﺪﻋﻮى داﺧـ ــﻞ أﺟـ ــﻞ ﺳـ ــﻨﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ ﺻـ ــﺪور ﻣﻘـ ــﺮر ﻓـ ــﺘﺢ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠـ ــﺪاﺋﻨﲔ ﻏـ ــﲑ اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ‬
‫إﺷ ـ ــﻌﺎرﻫﻢ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎ‪ .‬ﻫ ـ ــﺬا وﱂ ﳛ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ــﺮة أﺧ ـ ــﺮى ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻷﺟ ـ ــﻞ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣ ـ ــﻦ م‪.‬ت‪ ،‬ﻫ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﻮ أﺟ ـ ــﻞ ﺗﻘ ـ ــﺎدم أم أﺟ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﻘﻮط؟ ﻓﻬ ـ ــﺬا اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل ﻟ ـ ــﻪ أﳘﻴﺘ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﻪ إذا‬

‫‪ - 934‬إدرﻳﺲ اﻟﻌﻠﻮي اﻟﻌﺒﺪﻻوي‪ :‬اﻻﻟﺘﺰام ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،1996 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 935‬زﻛﻴﺔ ﻋﻮﻣﺮي‪ :‬آﺛﺎر اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻨﲔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ دﻳﻮ‪‬ﻢ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺢ اﳌﺴﻄﺮة‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ اﳌﻌﻤﻘﺔ‬
‫ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2004-2003‬ص ‪.29‬‬
‫‪323‬‬
‫اﻋﺘﱪﻧ ـ ــﺎ أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﻨﺔ أﺟ ـ ــﻞ ﺗﻘ ـ ــﺎدم ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﳛ ـ ــﻖ ﻟﻠ ـ ــﺪاﺋﻦ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺪﻳﻨ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﱴ ﺧ ـ ــﺎرج اﻷﺟ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﺑﺪﻋﻮى ﺗﻮﻓﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻧﻘﻄﺎع أو إﻳﻘﺎف اﻟﺘﻘﺎدم‪.‬‬
‫ﻟﻺﺟﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺴ ـ ـ ـﺆال ﻳ ـ ــﺮى ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﻔﻘ ـ ــﻪ اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‪ 936‬ﺑ ـ ــﺄن أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﻨﺔ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺄﺟ ـ ــﻞ‬
‫ﺳﻘﻮط اﳊﻖ وﻟﻴﺲ ﺑﺄﺟﻞ ﺗﻘﺎدم‪.‬‬
‫ﻓﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺎ ﻣﺴـ ـ ـﺄﻟﺔ رﻓ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﻘﻮط ﻋ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﺗﺒ ـ ــﺪو ﺻ ـ ــﻌﺒﺔ ﻟﻨ ـ ــﺪرة‪ ،‬إن ﱂ ﻧﻘ ـ ــﻞ‪ ،‬اﻧﻌ ـ ــﺪام‬
‫اﻷﺳ ــﺒﺎب اﻟـ ــﱵ ﳝﻜـ ــﻦ اﻟـ ــﺪﻓﻊ ‪‬ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ‪ ،‬ﻹﻗﻨـ ــﺎع اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ‬
‫اﳌﻨﺘ ـ ــﺪب ﺑﺄﺣﻘﻴ ـ ــﺔ رﻓ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﻘﻮط ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ اﳊﺎﺿ ـ ــﺮ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ‪‬ﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻌﻮاﻣ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ‪:937‬‬
‫‪ -‬ﻋ ـ ــﺪم ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻹدارة ﻟ ـ ــﺪﻋﻮى رﻓ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﻘﻮط داﺧ ـ ــﻞ أﺟ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﻨﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫ﻋﻠﻤﻬـ ــﺎ ﺑﻔـ ــﺘﺢ ﻣﺴـ ــﺎﻃﺮ ﺻـ ــﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﺗﻜـ ــﻮن ﺗﺒﺎﺷـ ــﺮ ﻣﺴـ ــﻄﺮﰐ اﻟﻔﺤـ ــﺺ واﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ‬
‫اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺬا ﺑ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻃ ـ ــﻮل اﳌ ـ ــﺪة اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻀ ـ ــﻴﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة‬
‫إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ رﻓﻊ اﻟﺴﻘﻮط ﻋﻦ دﻳﻮ‪‬ﺎ؛‬
‫‪ -‬ﻋـ ــﺪم اﻗﺘﻨـ ــﺎع اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺑـ ــﺄن اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻨﺎﲨـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﻣﺴـ ــﻄﺮﰐ اﻟﻔﺤـ ــﺺ واﻟﺘﺼـ ــﺤﻴﺢ اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ ﺗﺘﻤﻴـ ــﺰ‬
‫ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫وﺣ ـ ــﱴ وإن اﻓﱰﺿ ـ ــﻨﺎ ﻗﺒ ـ ــﻮل ﻃﻠ ـ ــﺐ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﺑﺮﻓ ـ ــﻊ اﻟﺴ ـ ــﻘﻮط‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــﻚ ﻳﻔﻘ ـ ــﺪ‬
‫ﻣﺮﺗﺒ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﺼ ـ ــﺮح ‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ اﻵﺟ ـ ــﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﺴ ـ ــﺘﻔﻴﺪ إﻻ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻌ ـ ــﺎت اﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 687‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺠﺎرة‪.‬‬
‫وﻟﺘﻔـ ــﺎدي ﺳـ ــﻘﻮط اﻟـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﳚـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﻜﺎﻓـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﺿﻴﺎع ﺣﻘﻮق اﳋﺰﻳﻨﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن داﺧﻞ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜـ ــﻦ ﻳﻄـ ــﺮح إﺷـ ــﻜﺎل ﰲ اﳊﺎﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﺘﻘـ ــﺪم ﻓﻴﻬـ ــﺎ رﺋـ ــﻴﺲ اﳌﻘﺎوﻟـ ــﺔ ﺑﻄﻠـ ــﺐ ﻓـ ــﺘﺢ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺴـ ــﻮﻳﺔ‬
‫أو اﻟﺘﺼـ ـ ــﻔﻴﺔ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ إﱃ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ دون أن ﻳﻘـ ـ ــﺪم ﻗﺒـ ـ ــﻞ ذﻟـ ـ ــﻚ إﻗ ـ ـ ـﺮار ﺑـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻟـ ـ ــﺪى ﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻮﻋـ ـ ــﺎء‬

‫‪ - 936‬اﳏﻤﺪ ﻟﻔﺮوﺟﻲ‪ :‬وﺿﻌﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻨﲔ ﰲ ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻌﻤﻘﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،3‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح‬
‫اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ، 2006 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ - 937‬ﺣﻴﺎة ﺣﺠﻲ‪ :‬أﺛﺮ ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻴﺔ اﻟﺪﻳﻮن اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت واﻵﻓﺎق‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﺎ‪‬ﻠﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﻋﻤﺎل واﳌﻘﺎوﻻت‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،18-17‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ -‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،2004‬ص ‪.134‬‬
‫‪324‬‬
‫اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟﺘ ـ ــﺎﺑﻊ ﳍ ـ ــﺎ ﻣﻜـ ــﺎن ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬ﲝﻴـ ــﺚ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ‪ ،‬وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤـ ــﺎدة ‪ 150‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ إدارة اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﲜ ـ ـﺰاء اﻟﺴـ ــﻘﻮط اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺮﺗﺒـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 690‬ﻣ ـ ــﻦ م‪.‬ت‬
‫وﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺪﻳﻨﻬﺎ‪.938‬‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة ﲡﻌﻠﻨ ـ ــﺎ ﻧﺘﺴ ـ ــﺎءل ﻋ ـ ــﻦ اﳊ ـ ــﺎﻻت اﻷﺧ ـ ــﺮى اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻔ ـ ــﺘﺢ ﲟﻮﺟﺒﻬ ـ ــﺎ ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﺻ ـ ــﻌﻮﺑﺎت‬
‫اﳌﻘﺎوﻟ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 563‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة‪ 939‬اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ اﳌﻘ ـ ــﺪم ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻃﺮف أﺣﺪ اﻟﺪاﺋﻨﲔ أو اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﶈﻜﻤﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ‪.‬‬
‫وﻳﻼﺣ ـ ــﻆ أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 940‬أن وﺿ ـ ــﻌﻴﺔ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻇ ـ ــﻞ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﻣﺎزاﻟ ـ ــﺖ‬
‫ﻫﺸـ ــﺔ‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ أن اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﺳـ ــﺘﻘﺮ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى ﳏـ ــﺎﻛﻢ اﻻﺳـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﻳـ ــﺔ إﱃ ﻋـ ــﺪم إﺧﻀـ ــﺎع ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 686‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة وﻟ ـ ــﻮ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﳑﺘ ـ ــﺎزة‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أن ﺗﻘﺮﻳ ـ ــﺮ ﺳ ـ ــﻘﻮط‬
‫ﻫـ ــﺬﻩ اﻟـ ــﺪﻳﻮن أﺻـ ــﺒﺢ أﻣ ـ ـﺮا ﺣﺘﻤﻴـ ــﺎ ﻻ ﻣﻔـ ــﺮ ﻣﻨـ ــﻪ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﻳﺜـ ــﲑ اﻻﺳـ ــﺘﻐﺮاب‪ ،‬إذ أﻧـ ــﻪ ﻻ ﻳﻌﻘـ ــﻞ أن ﺗﻜـ ــﻮن‬
‫اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﳌﻤﺘـ ـ ــﺎزة ﻛـ ـ ــﺪﻳﻮن اﳋﺰﻳﻨـ ـ ــﺔ أﻗـ ـ ــﻞ ﺣـ ـ ــﺎﻻ ﻣـ ـ ــﻦ وﺿـ ـ ــﻊ دﻳـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ــﺮﻛﺔ اﻻﺋﺘﻤـ ـ ــﺎن اﻻﳚـ ـ ــﺎري أو ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ‬
‫اﻟﺪﻳﻮن اﳌﻀﻤﻮﻧﺔ ﺑﺮﻫﻦ‪.‬‬
‫ﻳﻄ ـ ــﺮح إﺷ ـ ــﻜﺎل آﺧ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ أن ﳛﺘ ـ ــﻮي ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﳛ ـ ــﺪد ﻣﺼ ـ ــﲑ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ إﻏﻔ ـ ــﺎل ذﻛ ـ ــﺮ ﺑﻌﻀ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬وﻳ ـ ــﺮى أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ أن‬
‫إﻏﻔـ ـ ــﺎل ذﻛـ ـ ــﺮ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﺒﻴﺎﻧـ ـ ــﺎت ﻳﺒﻄـ ـ ــﻞ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ــﺎس أن ﻫـ ـ ــﺬا اﻷﺧـ ـ ــﲑ ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﲟﺜﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻃﻠـ ـ ــﺐ‬
‫ﻗﻀﺎﺋﻲ‪.941‬‬

‫‪ - 938‬ﻋﻼل ﻓﺎﱄ‪ :‬ﻣﺴﺎﻃﺮ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬دار اﻟﺴﻼم ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ دﺟﻨﱪ ‪ ،2012‬ص ‪-254‬‬
‫‪.255‬‬
‫‪" - 939‬ﳝﻜﻦ ﻓﺘﺢ اﳌﺴﻄﺮة ﲟﻘﺎل اﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﻟﻠﺪﻋﻮى ﻷﺣﺪ اﻟﺪاﺋﻨﲔ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﺔ دﻳﻨﺔ‪.‬‬
‫ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أﻳﻀﺎ أن ﺗﻀﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻄﺮة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ أو ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ‬
‫اﳌﱪﻣﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻮدي اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ‪."556‬‬
‫‪ - 940‬ﻃﺎرق اﻟﺒﺨﱵ‪ :‬اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن ﰲ إﻃﺎر ﻗﺎﻧﻮن ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﻋﻤﺎل واﳌﻘﺎوﻻت‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ اﻟﺴﻮﻳﺴﻲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﳌﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ‪ ،2008- 2007‬ص ‪.100‬‬
‫‪941‬‬
‫‪- Petel PHILLIP: procédures collectives, ED, Dalloz, 1996, P 169.‬‬
‫‪325‬‬
‫ﺑﻘ ـ ـ ــﻲ ﻟﻨ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ أن ﻧﺜ ـ ـ ــﲑ ﻧﻘﻄـ ـ ـ ـﺔ ﻣﻬﻤ ـ ـ ــﺔ ﺗﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺘﻘﻴﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ اﻹداري ﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ إﺗﺒ ـ ـ ــﺎع أﺳ ـ ـ ــﻠﻮب اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺋﻢ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺧﻀ ـ ـ ــﻮع اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﳌﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﳌﻘﺎوﻟﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ أﻛ ـ ــﺪت اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ــﺪة أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬ﻻ ﳚ ـ ــﻮز ﻟﻠﺨﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ‬
‫اﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻟـ ـ ــﱵ ﺳـ ـ ــﺒﻖ ﳍـ ـ ــﺎ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ‪‬ـ ـ ــﺎ ﺣﻴـ ـ ــﺎدا ﻋـ ـ ــﻦ اﳌﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟـ ـ ــﺬي ﻧﻈﻤﻬـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع‬
‫ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة وذﻟ ـ ــﻚ ﺣﻔﺎﻇ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺘﻘﺮار اﳌﺮاﻛ ـ ــﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ وﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ـ ـﺰاﺣﻢ أو اﻟﺘ ـ ــﺄﺛﲑ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪاﺋﻨﲔ ﲟﺴ ـ ــﺎﻃﺮ أﺧ ـ ــﺮى ﻟ ـ ــﻴﺲ ﰲ ﻣﻘ ـ ــﺪور اﳉﻤﻴ ـ ــﻊ وﻟﺘﻔ ـ ــﺎدي اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺑ ـ ــﺄﻛﺜﺮ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫وﺳﻴﻠﺔ)‪.942(...‬‬
‫وﻫﻜ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﻄ ـ ــﺮق ﳌﺨﺘﻠ ـ ــﻒ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب اﳌﺜ ـ ــﺎرة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﺟ ـ ــﺎء‬
‫اﻟ ـ ــﺪور ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﻫ ـ ــﻲ ﰲ ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ اﻷﳘﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﲟ ـ ــﺪى ﺧﻀ ـ ــﻮع ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات ﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺘﺴﻠﺴ ـ ــﻞ‬
‫واﻟﺘﺪرج‪.‬‬

‫‪-942‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،188‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/03/29‬ﰲ اﳌﻠﻒ اﻹداري ‪) ،09/10/84‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪326‬‬
 ‫‪@@paõaŠu⁄a@ݎ܎m@âaya@â†ÈÛ@õaŒv×@æýİjÛa@ZïãbrÛa@szj½a‬‬
‫@@‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﺧـ ـ ــﻮل اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻟـ ـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺎت واﺳـ ـ ــﻌﺔ ﻟﻀـ ـ ــﻤﺎن ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻌـ ــﻮد أﳘﻴـ ــﺔ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺴـ ــﻠﻄﺎت إﱃ ﺧﻄـ ــﻮرة اﳌﻬﻤـ ــﺔ اﳌﻠﻘـ ــﺎة ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺎﺗﻖ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﻨـ ــﺎط ‪‬ـ ــﺎ‬
‫ﲢﺼ ــﻴﻞ اﻹﻳـ ـﺮادات اﻟﻼزﻣ ــﺔ ﻟﻠﻨﻔﻘ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻓ ــﺈن ﻛ ــﻞ ﺗﻘ ــﺎﻋﺲ ﻋ ــﻦ اﻟ ــﺪﻓﻊ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﳌﻠ ــﺰم‬
‫ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺮض ﺣﻘﻮق اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ اﳋﻄﺮ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮاﳎﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ـﺮﺗﻪ ﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﻟﺮاﻣﻴ ـ ـ ــﺔ إﱃ اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ‪ ،‬أي اﻻﻧﺘﻘ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﻣـ ــﻦ اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻮدﻳ ـ ــﺔ إﱃ اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﳉﱪﻳـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ وﺟﻮﺑ ـ ـﺎً اﺣ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ اﳌﻮﺟﺒ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻨﻄـ ـ ــﺎق اﻟـ ـ ــﱵ ﺣـ ـ ــﺪدﻫﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺻ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﲢـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ـ ــﺔ ﺑﻄـ ـ ــﻼن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﻔﺎﺳ ـ ــﺪ‪ ،‬وﻫﻜ ـ ــﺬا ﺣ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﰲ ﺑ ـ ــﺎب اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺗﺪرﳚﻴ ـ ــﺔ واﻻﻧﺘﻘ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﻮر‬
‫ﻵﺧ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﻪ ﺑﻌـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ أوردﻫ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘ ـ ــﺔ ﻣﻌﺮﺿـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻺﻟﻐ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻟﻄﻌ ـ ــﻦ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻛﺠﻬ ـ ــﺔ اﻻﺧﺘﺼ ـ ــﺎص اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻨﻈ ـ ــﺮ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﳌﻨﻈﻢ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ اﻹدارﻳﺔ‪) 943‬اﳌﻄﻠﺐ اﻷول(‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣـ ـ ـ ــﻆ أن اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼـ ـ ـ ــﺎدرة ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﳐﺘﻠـ ـ ـ ــﻒ اﶈـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﺎ زاﻟـ ـ ـ ــﺖ‬
‫ﺗﺘﻀ ـ ـ ـ ــﺎرب ﰲ ﻣ ـ ـ ـ ــﺪى ﺧﻀ ـ ـ ـ ــﻮع ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺾ اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﳌﺒ ـ ـ ـ ــﺪأ اﺣـ ـ ـ ـ ـﱰام اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻟﻠﱰاﺗﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﳋﻀﻮع ﳍﺬﻩ اﳌﺴﻄﺮة )اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ(‪.‬‬
‫‪@@âŒÜ½a@òèuaìß@¿@x‰†nÛa@òîßaŒÛg@ZÞëþa@kÜݽa‬‬
‫ﺗﻨﺼـ ــﺐ ﻣﻌﻈـ ــﻢ اﻟﻨﺰاﻋـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﻳﺘﻘـ ــﺪم ‪‬ـ ــﺎ اﳌـ ــﺪﻳﻦ أﻣـ ــﺎم اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ اﻟﻄﻌـ ــﻦ ﰲ‬
‫إﺟـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻟﻌ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻟﻠﱰﺗﻴ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ـﻮارد ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات‪.944‬‬
‫وﻳﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ اﻟﺘـ ـ ـ ــﺪرج ﰲ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ إﺣـ ـ ـ ــﺪى اﻟﻀـ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟـ ـ ـ ــﱵ أﻗﺮ‪ ‬ـ ـ ـ ـﺎ ﻣﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻠـ ــﺰم اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﺣﱰاﻣﻬـ ــﺎ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ اﳌﻠـ ــﺰم‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ اﺑﺘـ ــﺪاء‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰒ ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ــﺔ اﻷﺧـ ــﺮى ﺣﺴـ ــﺐ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﻌـ ــﺪ اﺳـ ــﺘﻨﻔﺎذ‬

‫‪ -943‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻒ‪ :‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ وﻃﺮق اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -944‬ﻋﺒﺪ اﳊﻖ اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬أﺣﻜﺎم اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري اﳌﻐﺮﰊ ﰲ ﻣﺎدة اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪327‬‬
‫اﻵﺟـ ـ ــﺎل اﶈـ ـ ــﺪدة ﻟﻠﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟﺮﺿـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ آﻧـ ـ ــﺬاك ﻣﻀـ ـ ــﻄﺮا ﲝﻜـ ـ ــﻢ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن إﱃ‬
‫إﺗﺒﺎع ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺘﺪاﺑﲑ واﻹﺟﺮاءات ﻗﺼﺪ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﺰم ﻷداء دﻳﻮﻧﻪ‪.945‬‬
‫وﻟﻌ ـ ـ ــﻞ اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ـ ــﻦ اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ وا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻷﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫)ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴـ ــﺎ(‪ ،‬ﻳﻼﺣـ ــﻆ أن ﻧﺴـ ــﺒﺔ ﻣﻬﻤـ ــﺔ ﻣﻨﻬـ ــﺎ ﲢﺴـ ــﻢ ﰲ اﳌﻨﺎزﻋـ ــﺎت ﻣـ ــﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻬـ ــﺎ اﻟﺸـ ــﻜﻠﻴﺔ‬
‫دوﳕﺎ اﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻨﺰاع‪.‬‬
‫ﻓ ـ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻧ ـ ـ ــﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺿ ـ ـ ــﺮورة اﺣ ـ ـ ـ ـﱰام اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻮﻣﻲ ﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ‬
‫إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري رﺗﺐ اﻟﺒﻄﻼن ﺟﺮاء ﻋﺪم اﺣﱰام ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻳﻘﺼ ـ ـ ــﺪ ﲟﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج إﺗﺒ ـ ـ ــﺎع اﻹدارة اﻟﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﰲ اﺳﺘﺨﻼﺻ ـ ـ ــﻬﺎ ﻟﻠ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗـ ـ ــﺪرﺟﺎً ﻣﻨﻄﻘﻴ ـ ـ ـﺎً ﰲ إﻟ ـ ـ ـﺰام اﳌـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﺑﺈﻧـ ـ ــﺬارﻩ أوﻻ‪ ،‬ﰒ اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ ،‬ﰒ اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﰒ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ‬
‫اﻟﺒﺪﱐ‪ ،‬إذا ﺗﻮاﻓﺮت ﺷﺮوﻃﻪ‪ ،‬ﻣﻊ اﺣﱰام اﻹﺟﺮاءات واﻵﺟﺎل اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺎﻃﺮ‪.‬‬
‫وﻫﻜ ـ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﺆﻛ ـ ـ ــﺪ ﺣﻜ ـ ـ ــﻢ إدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺎس ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻠﻒ ‪01/284‬‬
‫اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺑﺈﺑﻄـ ــﺎل ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ــﺪﱐ ﺑﻌـ ــﺪ أن ﺛﺒـ ــﺖ ﻟـ ــﺪﻳﻬﺎ أن اﻟﻄـ ــﺎﻋﻦ ﱂ ﻳﺒﻠـ ــﻎ ﺑﺎﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻗﺒ ــﻞ ذﻟ ــﻚ إﱃ اﻟﻘ ــﻮل ﲟ ــﺎ ﻳﻠ ــﻲ‪ " :‬ﻟﻜ ــﻦ ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ ﺣﻴ ــﺚ أن ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻻﺳ ــﺘﺨﻼص ﺗﺒ ــﺪأ ﺑﺎﻟﺘ ــﺪرج ﻣ ــﻦ‬
‫اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ـ ــﺪون ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧ ـ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰎ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ واﻟﺒﻴ ـ ـ ــﻊ وﰲ اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒ ـ ـ ــﺪﱐ‬
‫اﳌﻄﺒـ ـ ــﻖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻃﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺖ ﺑﺈﺑﻄﺎﳍ ـ ـ ــﺎ ﻟﻌ ـ ـ ــﺪم ﺗﻮﺻ ـ ـ ــﻠﻬﺎ ﺑ ـ ـ ــﺄي إﻧ ـ ـ ــﺬار‪ ،‬وﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص اﻹدﻻء ﺑ ـ ــﻪ ﲟ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒـ ــﺖ اﺣﱰاﻣ ـ ــﻪ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﳉ ـ ــﻮﻫﺮي اﻟ ـ ــﺬي ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋ ـ ــﻦ اﻹﺧ ـ ــﻼل‬
‫ﺑﻪ ﺑﻄﻼن ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ"‪.946‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻘﺒﻴ ـ ــﻞ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻗﻀ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن‬
‫إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻟﻌ ـ ــﺪم اﺳ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ اﳊﺠ ـ ــﺰ واﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬إذ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ‬

‫‪ -945‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.530‬‬
‫‪ -946‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،318‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪ ،02/1/4/417‬ﻗﻀﻴﺔ ﻛﺮار ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺿﺪ اﳋﺰﻳﻨﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪) ،‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪328‬‬
‫ﺣﻜـ ـ ــﻢ ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 840‬ﺻـ ـ ــﺎدر ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪": 9471996/12/12‬وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل دراﺳ ـ ـ ــﺘﻬﺎ‬
‫ﻟﻮﺛ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ـ ـ ــﻒ ﻋﺎﻳﻨ ـ ـ ــﺖ أن اﳋﺰﻳﻨ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ـ ــﺔ ﻗﺎﻣ ـ ـ ــﺖ ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﺑﺾ ﲟﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳊﺠ ـ ــﺰ دون اﺣـ ـ ـﱰام ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ درﺟ ـ ــﺎت اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﰲ ﺟﻮا‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ ﻃ ـ ـ ــﺮق اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﳊﺠـ ـ ــﺰ وﳏﺎوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ ﳑ ـ ـ ــﺎ ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ اﻟﻄﺎﻋﻦ ﺑﺎﻃﻠﺔ وﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن"‪.‬‬
‫وﰲ اﻟﺘﻮﺟـ ـ ــﻪ ﻧﻔﺴـ ـ ــﻪ ذﻫﺒـ ـ ــﺖ اﻟﻐﺮﻓـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ وﻫـ ـ ــﻲ ﺗﻘﻀـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﺒﻄﻼن ﺣﺠـ ـ ــﺰ‬
‫ﺳ ـ ــﻴﺎرة اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ ﻷﻧ ـ ــﻪ ﱂ ﳛ ـ ــﱰم ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﺗ ـ ــﺪرج إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﻗﺮارﻫ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻌﻴ ـ ــﺐ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﲟﺠﺎﻧﺒ ـ ــﺔ اﻟﺼـ ـ ـﻮاب ذﻟ ـ ــﻚ أن‬
‫اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﻗﻀـ ـ ــﺖ ﺑﺈﻟﻐـ ـ ــﺎء ﻗ ـ ـ ـﺮار اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻣـ ـ ــﻊ أن اﳌﺴـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮع ﺣﺠـ ـ ــﺰ ﴰـ ـ ــﻞ ﳎﻤـ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ اﳌﺴـ ـ ــﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ وأﻧـ ـ ــﻪ وﺟـ ـ ــﻪ إﻟﻴـ ـ ــﻪ ﻋـ ـ ــﺪد ﻣـ ـ ــﻦ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎرات ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ واﺗﺒﻌﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐـ ـ ــﻪ‬
‫إﻧ ـ ــﺬارات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ آﺧﺮﻫ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن اﻹﻧ ـ ــﺬار ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﺎﺋﺮ اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀ ـ ـﺮﻳﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪ 2004‬وﻣﻨﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــﺎ ﺑﻠ ـ ــﻎ ﺑﺸ ـ ــﺄ‪‬ﺎ ﺑﺈﻧ ـ ــﺬارات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻖ أو ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺬا اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫ﻋ ـ ــﺪد ‪ 4199‬اﻟ ـ ــﺬي ﺳ ـ ــﻠﻤﻪ اﻟﻌ ـ ــﻮن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟﺰوﺟﺘ ـ ــﻪ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2004/11/22‬اﻟ ـ ــﱵ رﻓﻀ ـ ــﺖ اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻊ‪،‬‬
‫وﻣ ـ ــﺎ دام اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــﺪ ﺑﻠ ـ ــﻎ ﺑﻌ ـ ــﺪة إﻧ ـ ــﺬارات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ دون أن ﻳﺒ ـ ــﺎدر إﱃ ﺗﺄدﻳ ـ ــﺔ دﻳﻮﻧ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺣ ـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ أن ﻳﻨﺘﻘ ـ ــﻞ إﱃ درﺟ ـ ــﺎت أﺧ ـ ــﺮى ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎرة‬
‫ﻣﻠﺘﻤﺴﺎ إﻟﻐﺎء اﳊﻜﻢ اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إن اﳌ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 36‬و‪ 41‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺾ اﺣـ ـ ـ ـ ـﱰام ﺗ ـ ـ ـ ــﺪرج إﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ ﰲ اﻷﺟ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺮاﻋ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓﻴ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺸـ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ـ ــﺔ ﲢـ ـ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻄـ ـ ـ ــﻼن ﺗﻠـ ـ ـ ــﻚ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات‪ ،‬وأن اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﱂ ﻳﺜﺒـ ـ ـ ــﺖ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﻧ ــﺬارات اﳌ ــﺬﻛﻮرة إﱃ اﳌﺴ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺑﺼ ــﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﻟﻌ ــﺪم ذﻛ ــﺮ اﺳ ــﻢ اﳌﺒﻠ ــﻎ إﻟﻴﻬ ــﺎ ﰲ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌ ــﺆرخ‬
‫ﰲ ‪ 2000/11/12‬ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘﻀـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﳌـ ـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬وﺑـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻗـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﺧ ـ ــﺎﻟﻒ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 36‬و‪ 41‬اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرﺗﲔ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ أوﻗ ـ ــﻊ ﺣﺠـ ـ ـﺰا ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﻴﺎرة اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‬

‫‪ -947‬ﺣﻜﻢ ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر أﺷﺎر إﻟﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻮﻏﺎﻟﺐ‪ :‬ﲟﻘﺎل ﲢﺖ ﻋﻨﻮان اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮر‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺪوة اﳉﻬﻮﻳﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ‪ ،‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ واﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺟﺘﻬﺎدات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط ﻳﻮﻣﻲ ‪ 10‬و ‪ 11‬ﻣﺎي ‪،2007‬‬
‫ص ‪.227‬‬
‫‪329‬‬
‫ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻣﻌ ـ ــﻪ إﻟﻐ ـ ــﺎؤﻩ‪ ،‬وأن اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﳌ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺎرت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻨﺤ ـ ــﻮ ﻛ ـ ــﺎن ﺣﻜﻤﻬ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺎﺋﺒﺎ ووﺟ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ"‪.948‬‬
‫وﰲ ﺳ ـ ــﻴﺎق ﳑﺎﺛ ـ ــﻞ ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺒﻄ ـ ــﻞ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻟﻌ ـ ــﺪم‬
‫ﺗﺴﻠﺴ ـ ــﻞ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات‪" :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﰲ ﻏﻴ ـ ــﺎب ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻠﻮك اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻗ ـ ــﺪ أﺧ ـ ــﻞ‬
‫ﲟﺒـ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺪرج ﰲ اﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ وإﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﱵ ﻗﺎم ‪‬ﺎ ﺑﺎﻃﻠﺔ "‪.949‬‬
‫وﻫ ـ ــﻮ اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺬي ذﻫﺒ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﻮﺟ ـ ــﺪة ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﻮل إن‪" :‬اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ ﱂ ﻳﺘﻮﺻ ـ ــﻞ‬
‫ﺑـ ــﺄي إﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ إﻻ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ....‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑ ـ ــﺂﺧﺮ إﻧـ ــﺬار ﻟﻴﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑﺘ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪....‬‬
‫ﲟﺤﻀ ـ ــﺮ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﶈﺠ ـ ــﻮز ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ دون إدﻻء اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎء اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ‪ 39-36‬و‪ 41‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬أي ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺎﻷداء‪ ،‬وآﺧ ـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ــﻚ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﰒ اﳊﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬ﰒ اﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ .‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﱂ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﺳ ـ ــﺘﻴﻔﺎؤﻩ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﳉﻬ ـ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﳑ ـ ــﺎ ﺗﺒﻘـ ــﻰ ﻣﻌـ ــﻪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﻨﺰاع ﻣﻌﻴﺒﺔ وﻳﺘﻌﲔ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ"‪.950‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ رﺳ ـ ــﺨﺖ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨ ـ ــﺎس‪ 951‬اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ واﳊﺠ ـ ــﺰ اﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻧ ـ ــﺺ اﳊﻜ ـ ــﻢ‪" :‬وﺣﻴ ـ ــﺚ أﺳ ـ ــﺲ ﻃﻠ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺪﻋﲔ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻛ ـ ـ ــﻮ‪‬ﻢ ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ إﻧ ـ ـ ــﺬارﻫﻢ ﺑ ـ ـ ــﺎﻷداء‪ ،‬وأن ﻣﻘﺘﻀ ـ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ‬
‫اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣـ ـ ـﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ‪ ،‬وﺣﻴ ـ ــﺚ أدﱃ اﳌ ـ ــﺪﻋﻮن ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﻣ ـ ــﻦ ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬي )‪ ،(...‬وﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﻳﺘﺒ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻔﺤ ـ ــﺺ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌ ـ ــﺪﱃ ‪ ‬ـ ــﺎ أن ﻣﻠ ـ ــﻒ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ــﺔ ﺧ ـ ــﺎل ﳑ ـ ــﺎ ﻳﻔﻴ ـ ــﺪ ﺗﻮﺟﻴ ـ ــﻪ اﻹﻧ ـ ــﺬار إﱃ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ‬
‫اﻟـ ــﺬي ﻳـ ــﺄﰐ ﰲ اﻟﺮﺗﺒـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻗﺒـ ــﻞ إﺟ ـ ـﺮاء اﳊﺠـ ــﺰ ﺣﺴـ ــﺐ اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﱵ ﺗﺸـ ــﲑ‬
‫إﱃ درﺟ ـ ــﺎت اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وﺣﻴ ـ ــﺚ ﱂ ﻳﺒﺎﺷ ـ ــﺮ ﻗ ـ ــﺎﺑﺾ ﻣﻜﻨ ـ ــﺎس إﺟ ـ ـﺮاء اﻹﻧ ـ ــﺬار اﳌﺸ ـ ــﺎر إﻟﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪39‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ واﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﺗﺒﻠﻴﻐ ـ ــﻪ إﱃ اﳌ ـ ــﺪﻋﲔ وﻓ ـ ــﻖ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪،‬‬

‫‪ -948‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،833‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/10/3‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد ‪) ،2005/5/4/2236‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -949‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد‪ ،1996‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2013/05/28‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪) ،20/47/656‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -950‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪة‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،416‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2007/12/25‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،2006/178‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -951‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،9/2011/324‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/6/29‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/2010/109‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪330‬‬
‫وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻳﻨﺒﻐـ ـ ــﻲ ﺑﺴـ ـ ــﺒﺐ ﻣـ ـ ــﺎ ذﻛـ ـ ــﺮ اﻋﺘﺒـ ـ ــﺎر إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﳊﺠـ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬي ﻏـ ـ ــﲑ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻳﻨﺒﻐـ ـ ــﻲ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ‬
‫ﺑﺒﻄﻼﻧﻪ"‪.‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﻪ‪ ،‬أن اﳌﺸـ ــﺮع ﱂ ﻳﻜـ ــﻦ ﻳﺸـ ــﱰط ﻣﺒـ ــﺪأ اﻟﺘـ ــﺪرج ﰲ ﳎـ ــﺎل اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺎت ﰲ ﻇـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘ ـ ــﺪﱘ ﻇﻬ ـ ــﲑ ‪ 1935-8-21‬ﲝﻴ ـ ــﺚ ﻛ ـ ــﺎن ﻳﻌﻄ ـ ــﻲ اﳊ ـ ــﻖ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑﺴ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫دون ﺗﺮﺗﻴ ــﺐ‪ ،‬ﻟﻜ ــﻦ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل اﻹﻃ ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬ ــﺎدات اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻴﺔ ﳒ ــﺪ أ‪ ‬ــﺎ ﻛﺎﻧ ــﺖ‬
‫ﺗﺆﻛﺪ وﺗﺆﺻﻞ ﳌﺒﺪأ ﻣﻬﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻀﻤﺎﻧﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺻـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــﻦ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨـ ـ ــﺎس ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ـ ــﻲ‪..." :‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ أن‬
‫ﻇﻬ ـ ـ ـ ــﲑ ‪ 1935/8/21‬ﱂ ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﻳﺸ ـ ـ ـ ــﱰط اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺪرج ﰲ ﳎ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ـ ـ ــﱪي دون ﺗﺮﺗﻴ ـ ـ ـ ــﺐ إﻻ أن‬
‫اﻟﻌﻤـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ ﻗﻴـ ــﺪ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ اﻋﺘـ ــﱪ ﳑﺎرﺳـ ــﺔ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻣـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ـ ـﻮاردة ﺑـ ـ ــﺎﻟﻈﻬﲑ ﻻ ﺗﻌﻄﻴـ ـ ــﻪ اﳊـ ـ ــﻖ ﰲ اﻻﻧﺘﻘـ ـ ــﺎل إﱃ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻠﻴـ ـ ــﻪ إﻻ ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻺﺟﺮاء اﳌﺒﺎﺷﺮ)‪.952"(...‬‬
‫ﻳﻄ ـ ــﺮح إﺷ ـ ــﻜﺎل ﻣﻬ ـ ــﻢ ﻣﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﻌ ـ ــﺪم اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻋﺘ ـ ــﱪ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ أن ﳎ ـ ــﺮد‬
‫ﻋـ ــﺪم اﻟﺘﻮﺻـ ــﻞ ﺑـ ــﺈﺟﺮاء ﺳ ـ ــﺎﺑﻖ ﻳﺒﻄـ ــﻞ ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘـ ــﺔ‪ ،‬اﻋﺘﺒـ ــﺎراً ﻟﻜ ـ ــﻮن ﻋـ ــﺪم إﺛﺒـ ــﺎت ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ‬
‫اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑ ـ ــﺄي إﺟ ـ ـﺮاء ﺗﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻧﻔ ـ ــﺲ ﻧﺘ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﱰﺗﺒ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻏﻔ ـ ــﺎل اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ أﺻ ـ ــﻼ‬
‫اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﻮء إﱃ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ــﻚ أن ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑُـ ـ ــﲏ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺑﺎﻃ ـ ـ ــﻞ ﻓﻬ ـ ـ ــﻮ ﺑﺎﻃ ـ ـ ــﻞ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ ﻣﻨﻈ ـ ـ ــﻮر‬
‫اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨﻘ ـ ـ ــﻴﺾ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ اﻋ ـ ـ ــﱰف اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ــﺎﺣﱰام اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ‪ ،‬ﺑﻨ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻮﺻ ــﻠﻪ ﺑ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﳌﺒﺎﺷ ــﺮة ﻣـ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ وﺻ ــﺤﺘﻬﺎ ﺣﻴ ــﺚ ﻗﻀ ــﺖ ﲟـ ــﺎ‬
‫ﻳﻠ ـ ــﻲ‪" :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ ﻳﺮﻣ ـ ــﻲ إﱃ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ وﺑﻄ ـ ــﻼن ﳏﻀ ـ ــﺮ اﳊﺠ ـ ــﺮ )‪(...‬‬
‫ﻟﻌـ ــﺪم اﺣ ـ ـﱰام اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ ﻳﺘﻀـ ــﺢ أن اﳌـ ــﺪﻋﻲ ﺗﻮﺻـ ــﻞ‬

‫‪ -952‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬رﻗﻢ ‪ 8/2005/151‬ش‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2005/05/12‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 8/2004/107‬ش‪،‬‬
‫)ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫ﺑﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﻹﻧ ـ ــﺬارات وأن آﺧ ـ ــﺮ إﻧ ـ ــﺬار ﺗﻮﺻ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﻪ )‪ (...‬ووﻗ ـ ــﻊ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺷﺨﺼ ـ ــﻴﺎً ﳑ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺪل ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﳉﻬ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪ اﺣﱰﻣﺖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ"‪.953‬‬
‫وﰲ اﻷﺧـ ـ ــﲑ ﲡـ ـ ــﺪر اﻹﺷـ ـ ــﺎرة إﱃ أن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻗـ ـ ــﺪ أﻛـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻣﺒـ ـ ــﺪأ اﻟﺘـ ـ ــﺪرج ﰲ‬
‫إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺠ ـ ــﻮء اﻹدارة إﱃ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﺒ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﺗﻮﺳ ـ ــﻌﺎً ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري ﰲ ﻣﻔﻬ ـ ــﻮم اﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 39‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ أﺷ ـ ــﺎرت إﱃ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﺑﺼ ـ ــﻴﻐﺔ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮم‪ ،‬وﱂ ﺗﻔﺼ ـ ــﻞ ﰲ‬
‫ذﻛ ــﺮ اﳌﻘﺼ ــﻮد ﺑ ــﻪ ﺳ ــﻮى ﰲ اﳌ ــﺎدة ‪ 44‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ وﻣ ــﺎ ﺑﻌ ــﺪﻫﺎ‪ ،‬اﻟ ــﱵ ﻟ ــﻴﺲ ﻣ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ــﺎ أﺳ ــﻠﻮب اﳊﺠ ــﺰ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﺒـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﱴ ﺗ ـ ــﻮﻓﺮت اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﺑـ ـ ــﺈﺟﺮاء ﻣ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻇﻬـ ـ ــﺮ اﺟﺘﻬـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬اﻋﺘ ـ ــﱪت اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﻜﻨ ـ ــﺎس‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻘﻀ ـ ــﻲ ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﺒ ـ ــﻊ‪،‬‬
‫أن‪" :‬ﻳﺮﻣ ـ ـ ــﻲ إﱃ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ ﺑﺮﻓ ـ ـ ــﻊ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﻨﺒ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻃ ـ ـ ــﺎل اﻟﺮاﺗ ـ ـ ــﺐ اﻟﺸ ـ ـ ــﻬﺮي ﻟﻠﻤﺪﻋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘﺼ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻮاﺟ ـ ــﺐ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠ ـ ــﻲ اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷرﺑ ـ ــﺎح اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ )‪ (...‬ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻻ‬
‫ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻠﻮك إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ واﻹﻧ ـ ــﺬار ﻛﻤ ـ ــﺎ وردت ﺑ ـ ــﺎﳌﻮاد ‪5‬‬
‫و‪ 36‬و‪ 39‬إﱃ ‪ 43‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﳌﻌﻠ ـ ـ ــﻮم أن اﻹدارة ﱂ ﺗﺜﺒ ـ ـ ــﺖ ﲟﻮﺟـ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﻟﺘﻠ ـ ــﻚ اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت وﻋﻤ ـ ــﺪت ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة إﱃ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣﺘﻌ ـ ــﺔ اﻟﻄﺎﻋﻨ ـ ــﺔ ﰒ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ راﺗﺒﻬـ ــﺎ اﻟﺸـ ــﻬﺮي‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﺸ ــﻜﻞ ﺧﺮﻗـ ــﺎ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑ ــﺈﺟﺮاءات اﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص ﻳﻮﺟـ ــﺐ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳊﺠﺰ"‪.954‬‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻹﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ أن اﻟﻘﻀـ ـ ـ ـ ـ ـﺎء اﻹداري ﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻹدارة ﰲ إﺗﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎع أﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻮب‬
‫اﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻘ ـ ــﺎﺋﻢ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺘـ ــﺪرج ﻣ ـ ــﱴ ﲣﻠـ ــﺖ ﻋﻨ ـ ــﻪ ﺑﻠﺠﻮﺋﻬـ ــﺎ إﱃ اﻷﺳ ـ ــﻠﻮب اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬
‫ﺟ ـ ـﺎء ﻗ ـ ـﺮار ﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﳏﻜﻤـ ــﺔ اﻟـ ــﻨﻘﺾ‪ ،‬أن ﺳـ ــﻠﻮك اﶈﺎﺳـ ــﺐ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ ﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻻﺳـ ــﺘﺨﻼص ﻋـ ــﻦ‬
‫ﻃﺮﻳـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺴـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﳛـ ـ ـ ــﻮل دون أﺣﻘﻴﺘـ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﻣﻮاﺻـ ـ ـ ــﻠﺔ إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ـ ــﱪي‪ ،‬و" إن‬

‫‪ -953‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬ﻋﺪد‪ 8/2003/7‬ش‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2003/1/9‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ /2002/35‬ش‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -954‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ 8/2002/24‬ش‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪) ،16/01/2003‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫اﳊﻜ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻗﻀ ـ ــﻰ ﲞ ـ ــﻼف ذﻟ ـ ــﻚ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ اﻟﺼ ـ ـﻮاب وواﺟ ـ ــﺐ اﻹﻟﻐ ـ ــﺎء ﻣ ـ ــﻊ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺈﻟﻐﺎء إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﺎرﻳﺔ )‪.955"(...‬‬
‫‪@@x‰†nÛa@c†j½@Ê욨a@òí‰bjug@åß@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄a@ÉÓìß@ZïãbrÛa@kÜݽa‬‬
‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﻛـ ـ ــﺎن ﻹدراج ﻣﺸـ ـ ــﺮع ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ ﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﺿـ ـ ــﻤﻦ اﻟﺘﺰاﻣـ ـ ــﺎت اﳌـ ـ ــﻮدع ﻟـ ـ ــﺪﻳﻬﻢ واﻷﻏﻴـ ـ ــﺎر اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ‪ ،‬وإﺧﻀـ ـ ــﺎﻋﻪ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ‪ ،‬أﺛـ ـ ــﺮ‬
‫ﻛﺒـ ــﲑ ﰲ ﺗﻀـ ــﺎرب اﻻﲡﺎﻫـ ــﺎت ﺣـ ــﻮل ﺧﻀـ ــﻮع ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﳌﺒـ ــﺪأ ﺗـ ــﺪرج إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي‬
‫ﺑـ ــﲔ ﻣﻌـ ــﺎرض وﻫـ ــﻮ اﳌﻮﻗـ ــﻒ اﻟـ ــﺬي ﺗﺒﻨﺘـ ــﻪ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ )اﻟﻔـ ــﺮع اﻷول(‪ ،‬وﻣﺆﻳـ ــﺪ وﻫـ ــﻮ اﳌﻮﻗـ ــﻒ اﻟـ ــﺬي‬
‫ﺗﺒﻨ ــﺎﻩ اﻟﻘﻀ ــﺎء وﳎﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻔﻘ ــﻪ )اﻟﻔ ــﺮع اﻟﺜ ــﺎﱐ(‪ ،‬وﻛ ــﻞ اﲡ ــﺎﻩ داﻓ ــﻊ ﻋ ــﻦ ﻣﻮﻗﻔ ــﻪ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻـ ـﺎً أﻣ ــﺎم ﻋ ــﺪم‬
‫وﺟﻮد ﻧﺺ ﺻﺮﻳﺢ ﳛﺴﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻀﺎرب‪.‬‬
‫‪@@òîöbj¦a@ñ‰a…⁄a@ÑÓìß@ZÞëþa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ أﺳﺴ ـ ــﺖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺆﺷـ ـ ـﺮات‪ ،‬وﻟﻌ ـ ــﻞ أﺑﺮزﻫ ـ ــﺎ اﻟﻐﻤ ـ ــﻮض‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ـ ــﻲ ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ .‬ﻓﺒ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﳒ ـ ــﺪ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ اﻗﺘﺼ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻏـ ـ ـﺮار ﻧﻈ ـ ــﲑﻩ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﺷ ـ ــﺎرة ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ‬
‫اﳊﺎﺋﺰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎدﺗﲔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻟﻜﻦ اﻹﺷﻜﺎل ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﳊﺪ‪.‬‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ــﺈﱃ ﺟﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺐ إدراج ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ـ ـ ــﻤﻦ اﻟﺘﺰاﻣ ـ ـ ـ ــﺎت اﻷﻏﻴ ـ ـ ـ ــﺎر اﳊ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ‬
‫واﳌﺘﻀ ـ ــﺎﻣﻨﲔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﺸ ـ ــﺮ إﱃ ﺿ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ واﻗﺘﺼ ـ ــﺮ‬
‫ﻓﻘ ـ ـ ــﻂ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋﺒ ـ ـ ــﺎرة ﺑﻨ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻃﻠ ـ ـ ــﺐ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــﻜﻞ إﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ‬
‫اﳊﺎﺋﺰ"‪ ،956‬ﰲ ﺣﲔ ﳒﺪ أن اﳌﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أﺷﺎر إﱃ ﺿﺮورة ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪:‬‬
‫‪« Sur la demande qui leurs en est faite sous forme d’avis à tiers‬‬
‫‪détenteur notifié par le comptable… »957.‬‬

‫‪ -955‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ )ﳏﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﻴﺎ(‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،111‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2008/2/06‬ﻣﻠﻒ إداري ﻋﺪد‬
‫‪ ،2006/2/4/2080‬ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻨﺸﺮة ﻗﺮارات ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ‪ ،2011/2‬اﳉﺰء ‪ ،6‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -956‬اﳌﺎدة ‪ 107‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪957‬‬
‫‪- Article L563 du Livre des procédures fiscales.‬‬
‫‪333‬‬
‫ﻋﻠﻤ ـ ــﺎ أن إﺟ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ــﻎ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ـ ـﺎً ﻳﺮﻗ ـ ــﻰ إﱃ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻛﻠﻤ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬي ﳝﺲ ﲝﻘﻮق اﳌﻠﺰﻣﲔ وﺑﺎﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻛﺰﻫﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.958‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗ ـ ــﺪﻓﻊ اﻹدارة‪ 959‬ﺑﻜ ـ ــﻮن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﺸ ـ ــﺮ إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ‬
‫اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ــﻤﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳌ ـ ــﻮﻣﺊ إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬واﻟﱵ ﲣﻀﻊ إﱃ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺑﺼﺮﻳﺢ اﳌﺎدة‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﺪﻓﻊ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﺘﺴ ـ ــﻠﻴﻢ ﺑﺈﻃﻼﻗ ـ ــﻪ ﺣﺴ ـ ــﺐ رأي أﺣ ـ ــﺪ اﻟﺒ ـ ــﺎﺣﺜﲔ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻋﺘ ـ ــﱪ أن‬
‫اﳌﺸـ ــﺮع ﻗـ ــﺪ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ "ﺗﺒﺎﺷـ ــﺮ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي ﻟﻠـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﺣﺴـ ــﺐ اﻟﱰﺗﻴـ ــﺐ‬
‫اﻟﺘـ ـ ــﺎﱄ‪ :‬اﻹﻧـ ـ ــﺬار‪ ،‬اﳊﺠـ ـ ــﺰ‪ ،‬اﻟﺒﻴـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﳝﻜـ ـ ــﻦ اﻟﻠﺠـ ـ ــﻮء إﱃ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳـ ـ ــﻮم‬
‫واﻟ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ اﻷﺧـ ــﺮى‪ ،"...‬وﺑﺎﻟﺘـ ــﺎﱄ ﻓ ــﺈن اﳌﺸـ ــﺮع اﳌﻐـ ــﺮﰊ ﺟﻌـ ــﻞ ﻣ ــﻦ اﻹﻧـ ــﺬار إﺟ ـ ـﺮاء ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ـﺎً ﻣـ ــﻦ‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳـ ــﺔ اﻟﻮاﺟﺒـ ــﺔ اﻹﺗﺒـ ــﺎع ﻗﺒـ ــﻞ اﻟﻠﺠـ ــﻮء إﱃ أي إﺟ ـ ـﺮاء ﺟـ ــﱪي ﲟـ ــﺎ ﰲ ذﻟـ ــﻚ ﻣﺴـ ــﻄﺮة‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪ 960‬ﺷﺄﻧﻪ ﰲ ذﻟﻚ ﺷﺄن اﳌﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪.961‬‬
‫ﻋ ـ ــﻼوة ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﱂ ﻳﻘ ـ ــﻢ ﺑﺘﻌ ـ ــﺪاد ﲨﻴ ـ ــﻊ إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤﻨﺘﻬﺎ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒﻴ ـ ــﻞ اﳊﺠ ـ ــﺰ واﻟﺒﻴ ـ ــﻊ وﻳﻨﻄﺒ ـ ــﻖ ﻣﺼ ـ ــﻄﻠﺢ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟـ ـ ـﻮارد ﰲ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺠ ـ ــﺰ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮل‬
‫وﻛ ـ ــﺬا اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر‪ ،‬وﲟ ـ ــﺎ أن اﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻺﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺗﻨﻄﺒ ـ ــﻖ إﱃ ﺣ ـ ــﺪ ﻛﺒ ـ ــﲑ ﻣ ـ ــﻊ ﻣﻔﻬ ـ ــﻮم‬
‫اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـﻦ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺎت ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل إن اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 39‬اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ أﻋﻼﻩ‪.962‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ ﳌـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ذﻛـ ــﺮﻩ‪ ،‬وﺑـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ اﻟﺼـ ــﺎدرة ﻋـ ــﻦ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ــﺔ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2001‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻌﻤﻠ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻌﺘﻤ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ اﶈﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺒﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻜﻠﻔ ـ ـ ـ ــﻮن‬

‫‪ -958‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﻣﺪى ﺧﻀﻮع ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﳌﻠﻒ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،20‬ﻓﱪاﻳﺮ‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -959‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻣﻊ أﻃﺮ اﳋﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ اﳉﻬﻮﻳﺔ ﻟﻠﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،13/03/2017‬ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ‪.11h40‬‬
‫‪ -960‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﻣﺪى ﺧﻀﻮع ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪961‬‬
‫‪- Jean-Pierre CASSIMIR: contrôle fiscal, 10ème édition, p. 441.‬‬
‫‪ -962‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﻣﺪى ﺧﻀﻮع ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪334‬‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﰲ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬﻫﻢ ﳌﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳒ ـ ـ ــﺪ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺴ ـ ـ ــﺎﻳﺮ ﺿ ـ ـ ــﺮورة إﺧﻀ ـ ـ ــﺎع‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﻟﻠﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻓـ ــﺈذا ﻛﺎﻧـ ــﺖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ اﻟﺼـ ــﺎدرة ﻋـ ــﻦ اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ــﺔ ﻗـ ــﺪ أﻗـ ــﺮت ﺿـ ــﺮورة ﺧﻀـ ــﻮع ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻟﻠﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ اﻹداري اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 37‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈ‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺸ ـ ــﱰط ﺳ ـ ــﻮى ﻣ ـ ــﺮور ‪ 10‬أﻳ ـ ــﺎم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻦ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ إرﺳ ـ ــﺎل آﺧ ـ ــﺮ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ‬
‫ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ دون أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺑﺎﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.963‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﺆاﺧ ـ ــﺬ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ وارﺗﺒﺎﻃ ـ ــﺎ ﲟﻮﺿ ـ ــﻮع اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬أ‪ ‬ـ ـﺎ ﱂ ﺗﻔ ـ ــﺮد‬
‫ﳍ ــﺬا اﻹﺟـ ـﺮاء ﺳ ــﻮى ﺣﻴ ــﺰ ﺿ ــﺌﻴﻞ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮﻏﻢ ﳑ ــﺎ ﲢﺘ ــﺎج إﻟﻴ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺮح وﺗﻔﺼ ــﻴﻞ وﻣﻘﺎرﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــﻮء‬
‫اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎت اﳌﻨﻈﻤـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺨـ ـ ــﺎﻃﺒﲔ ﺑﺎﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ اﻷﻣـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺬي ﺣـ ـ ــﺪا ﺑـ ـ ــﺒﻌﺾ اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﻨﻌﺖ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل ﺑﺎﻷﺧﺮس‪ ،964‬وﳓﻦ ﺑﺪورﻧﺎ ﻧﻮاﻓﻘﻪ اﻟﺮأي‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ــﺎﳌﻼﺣﻆ أن ﻫ ــﺬا اﻻﲡ ــﺎﻩ اﻟ ــﺬي ﺗ ــﺪﻓﻊ ﺑ ــﻪ اﻹدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ـ ـ ﻳﻘ ــﻒ ﻋﻨ ــﺪ ﺣﺮﻓﻴ ــﺔ اﻟ ــﻨﺺ‬
‫ـ ـ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﱰﺗ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺒﻨﻴ ــﻪ اﻟﻘ ــﻮل أن اﳌﺸ ــﺮع اﳌﻐ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﻌ ــﻂ ﳍ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻷﳘﻴ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻳﺴ ــﺘﺤﻘﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻳﻐﻠﺐ ﻛﻔﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺔ اﳌﻠﺰم‪.‬‬
‫واﳌﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ ﻗ ـ ــﺪ ﺗﺒ ـ ــﲎ اﻻﲡ ـ ــﺎﻩ ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺒﻨﺘ ـ ــﻪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﺎدرة ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﻳﺴ ـ ــﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻟﻠ ـ ــﺪﻓﻊ أﻣ ـ ــﺎم اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﺑﻌ ـ ــﺪم ﺿ ـ ــﺮورة اﺣـ ـ ـﱰام‬
‫ﺗـ ــﺪرج إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‪ ،‬ﲝﻴـ ــﺚ أﻧـ ــﻪ ﻻ ﻳﺘﻄﻠـ ــﺐ ﻟﺼـ ــﺤﺔ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ أن ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﺴـ ــﺒﻮﻗﺎً‬
‫ﺑﺎﻹﻧ ــﺬار‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻘﺘﺼ ــﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴﻐ ــﻪ ﺑﻌ ــﺪ ﻣ ــﺮور أﺟ ــﻞ ‪ 20‬ﻳﻮﻣ ـ ـﺎً ﻣ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ رﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﺘ ــﺬﻛﲑ‪ .965‬إﻻ أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي أﺷ ـ ــﺎر ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﺿ ـ ــﻤﲏ إﱃ ﺿ ـ ــﺮورة ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪.966‬‬

‫‪963‬‬
‫‪- Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 127.‬‬
‫‪ -964‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺣﺪاد‪ :‬اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﺑﲔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻳﻮﻣﻲ ‪4‬‬
‫و‪ 5‬دﺟﻨﱪ ‪ ،2009‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪965‬‬
‫‪- Com. 12 mars 2002, Trésorier principale de Calluire RFJ 200, n° 864, cité in : code des‬‬
‫‪procédures fiscales, op.cit, p 729.‬‬
‫‪966‬‬
‫‪-Bachir YELLES CHAOUCHE: La pratique de l’avis à tiers détenteur, op.cit, p 101.‬‬
‫‪335‬‬
‫وﻧﻈ ـ ـ ـ ـ ـﺮا ﻟﻠـ ـ ـ ـ ــﺪور اﳋـ ـ ـ ـ ــﻼق ﻟﻠﻘﻀـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ودورﻩ ﰲ ﲪﺎﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺸـ ـ ـ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ‪ 967‬وإﻋـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﺗﻔﺴـ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ وﺿـ ـ ــﻤﺎن ﻣﺴـ ـ ــﺎﻳﺮ‪‬ﺎ ﻟـ ـ ــﺮوح اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﺣﻔﺎﻇـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣﻘـ ـ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﳊﻘ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ ﺿـ ـ ــﻤﻦ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات‬
‫ﻟﺘﻜﻴﻴـ ــﻒ ﻣﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ اﻟﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﺿـ ــﻤﻦ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪@@ð‰a…⁄a@õbšÔÛa@ÑÓìß@ZïãbrÛa@ÊŠÐÛa‬‬
‫ﺑﺪاﻳـ ــﺔ وﻗﺒـ ــﻞ اﻟﺘﻄ ـ ــﺮق ﳌﻮﻗـ ــﻒ اﻟﻘﻀـ ــﺎء ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻀـ ــﻮع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﳌﺒـ ــﺪأ ﺗ ـ ــﺪرج‬
‫إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ )اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ(‪ ،‬وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻨ ـ ــﺎ وﰲ ﻇ ـ ــﻞ ﻏﻴ ـ ــﺎب ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺺ ﺻـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ــﺮع‬
‫ﳍ ـ ــﺬا اﳋﻀ ـ ــﻮع اﻟﻮﻗ ـ ــﻮف ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﻘ ـ ــﺎط اﻟﺪاﻋﻤ ـ ــﺔ ﻟﻺﺧﻀ ـ ــﺎع اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﳌﺒ ـ ــﺪأ‬
‫اﻟﺘﺪرج ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ(‪.‬‬
‫‪@@x‰†nÛa@c†j½@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄a@Êbš⁄@òàÇa†Ûa@ÂbÔäÛa@Zµëþa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﻟﻮﻗـ ـ ــﻮف ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﻘ ـ ــﺎط اﻟﺪاﻋﻤ ـ ــﺔ ﻟﻀ ـ ــﺮورة إدراج ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ــﻤﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺧﻀﻮﻋﻪ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـﻮاد اﻟﺪاﻋﻤـ ـ ــﺔ ﳍـ ـ ــﺬا اﻟﻄـ ـ ــﺮح ‪ ،‬ﳒـ ـ ــﺪ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 29‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﺣـ ـ ــﺪدت اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص‬
‫اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﳝﻜ ـ ــﻨﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧ ـ ـ ـﻮا ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻟﻠ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈﱃ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ‬
‫اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﱂ ﻳ ـ ـ ــﺆدوا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﺬﻣﺘﻬﻢ‪ ،‬أﺷ ـ ـ ــﺎرت إﱃ اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص اﳌﺸ ـ ـ ــﺎر إﻟ ـ ـ ــﻴﻬﻢ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 93‬ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺲ اﳌﺪوﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أي اﻷﻏﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺆوﻟﲔ واﳌﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻨﲔ إﱃ ﺟﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﳌﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﳉﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻟﻸﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﺠﺎري‪.968‬‬
‫واﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﲟﻔﻬ ـ ــﻮم اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 29‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﺘﻌﺒ ـ ــﲑ اﻷﺻ ـ ــﻴﻞ ﻟﻠﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘ ـ ــﻮﻓﺮ‬
‫ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﻹدارة ﰲ ﻓ ـ ــﺮض اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻋﻠ ـ ــﻰ ا‪‬ﺘﻤ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻓﻤﻤﺎرﺳ ـ ــﺘﻪ ﻣﺸ ـ ــﺮوﻃﺔ ﺑﺘﺨﻠ ـ ــﻒ اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﲔ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫أداء ﻣـ ــﺎ ﺑ ـ ـﺬﻣﺘﻬﻢ ﻣـ ــﻦ دﻳـ ــﻮن ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ‪ ،‬إﱃ ﺟﺎﻧـ ــﺐ اﺗﺒـ ــﺎع ﻗﻮاﻋـ ــﺪ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ــﺎ ﻗﻮاﻋـ ــﺪ‬

‫‪ -967‬ﺛﻮرﻳﺔ اﻟﻌﻴﻮﱐ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ورﻗﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -968‬اﳌﺎدة ‪ 99‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫آﻣ ـ ــﺮة‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻬ ـ ــﺪف إﱃ ﲪ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺪﻳﲏ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ واﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﻟﱰاﺑﻴ ـ ــﺔ وﻫﻴﺄ‪ ‬ـ ــﺎ واﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎ‪‬ﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﳉﱪ واﻹﻛﺮاﻩ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﻻ ﳜـ ــﺮج ﻋـ ــﻦ ﻫـ ــﺬا اﳌﻔﻬـ ــﻮم‪ ،‬ﳌـ ــﺎ ﳛﻤﻠـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺎﺑﻊ اﻹﻟﺰاﻣﻴـ ــﺔ واﳉـ ــﱪ ﲡـ ــﺎﻩ‬
‫اﻷﻏﻴـ ــﺎر اﳊ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ واﳌﺘﻀ ـ ــﺎﻣﻨﲔ ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ إﺛ ـ ــﺎرة ﻣﺴ ـ ـﺆوﻟﻴﺘﻬﻢ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ إﺧﻀ ـ ــﺎﻋﻪ ﻣﺒ ـ ــﺪﺋﻴﺎ‬
‫إﱃ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪.969‬‬
‫وﻣـ ــﻦ اﳌ ـ ـﻮاد اﻟﺪاﻋﻤـ ــﺔ ﻹﺧﻀ ـ ــﺎع ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ــﺪرج‪ ،‬ﳒـ ــﺪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 35‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﱰﺧ ـ ــﻴﺺ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫رﺋـ ـ ــﻴﺲ اﻹدارة‪ ،‬وﻗـ ـ ــﺪ أﻛـ ـ ــﺪت ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺼـ ـ ــﺎدرة ﻋـ ـ ــﻦ اﳋﺰﻳﻨـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـ ـ ــﺔ‪،970‬‬
‫ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﳜـ ــﺺ ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﲟﺜﺎﺑـ ــﺔ إﻗ ـ ـﺮار ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻹدارة اﳌﻜﻠﻔـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ إﺧﻀـ ــﺎع ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي اﻟ ـ ـﻮاردة ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﲣﻀﻊ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪.‬‬
‫زد ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎءت ﺑ ـ ــﻪ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻮﺣﻲ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺮاء‪ ‬ـ ــﺎ أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﱂ ﻳﻘ ـ ــﻢ ﺑﺘﻌ ـ ــﺪاد ﲨﻴ ـ ــﻊ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺘﻬﺎ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﻞ‬
‫ﻛﻠﻤ ـ ــﺎت ﻓﻀﻔﺎﺿ ـ ــﺔ وﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒﻴ ـ ــﻞ اﳊﺠ ـ ــﺰ واﻟﺒﻴ ـ ــﻊ‪ ،‬وﲟ ـ ــﺎ أن ﻣﺼ ـ ــﻄﻠﺢ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟ ـ ـ ـﻮارد ﰲ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ ﻳﻨﻄﺒـ ـ ــﻖ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣﺠـ ـ ــﺰ اﳌﻨﻘـ ـ ــﻮل وﻛـ ـ ــﺬا اﻟﻌﻘـ ـ ــﺎر‪ ،‬وﲟـ ـ ــﺎ أن اﻟﻄﺒﻴﻌـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻺﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺗﻨﻄﺒ ـ ــﻖ إﱃ ﺣ ـ ــﺪ ﻛﺒ ـ ــﲑ ﻣ ـ ــﻊ ﻣﻔﻬ ـ ــﻮم اﳊﺠ ـ ــﺰ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺎت‬
‫ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ أن اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﺿ ـ ــﻤﻨﻴﺎ ﺿ ـ ــﻤﻦ‬
‫ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ﰲ ﻧﻘﻄ ــﺔ أﺧ ــﲑة أﺛ ــﺎر اﻧﺘﺒﺎﻫﻨ ــﺎ اﻟﱰﺗﻴ ــﺐ اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﺑ ــﻪ ﺗﻌ ــﺪاد اﳌ ــﺎدة ‪ 91‬ﻣ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﲢ ــﺪد‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻔـ ـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺣـ ـ ــﺪدت ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔـ ـ ــﺔ ﰲ ‪ %1‬ورﺗﺒﻬـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻋﻠـ ـ ــﻰ رأس اﻟﻼﺋﺤـ ـ ــﺔ أي‬
‫ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻹﻧ ـ ــﺬار‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻄ ـ ــﺮح اﻟﺘﺴ ـ ــﺎؤل ﺣ ـ ــﻮل ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ وراء ﻫ ـ ــﺬا اﻟﱰﺗﻴ ـ ــﺐ‪ ،‬أم أن اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻻ‬
‫ﻳﻌ ـ ــﺪو أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺳ ـ ــﺮداً ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﺒﺘﻐ ـ ــﻲ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ وراﺋ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻮى ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﺗﻌﺮﻳﻔ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫دون إﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﱰﺗﻴﺐ ﻣﻌﲔ‪.‬‬

‫‪ -969‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﻣﺪى ﺧﻀﻮع ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪970‬‬
‫‪-Instruction relative au recouvrement des créances publiques, op.cit, p 127.‬‬
‫‪337‬‬
 ‫‪@@Œöb§a@ÌÜÛ@‰bÈ‘⁄a@ñŠİŽß@¿@x‰†nÛa@c†jß@íŠØm@¿@õbšÔÛa@‰ë…@ZòîãbrÛa@ñŠÔÐÛa‬‬
‫إذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺪ ﺣﺼ ـ ــﺮت ﰲ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ ﻛﺒ ـ ــﲑ إﺷ ـ ــﻜﺎل ﺧﻀ ـ ــﻮع‬
‫إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳ ـ ــﺔ إﱃ اﻟﱰاﺗﺒﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻣ ـ ــﺎ زاﻟ ـ ــﺖ‬
‫ﺧﺎرج ﻫﺬا اﳊﺼﺮ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻟﺘﻜﻴﻴ ـ ـ ـﻒ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ـ ــﻤﻦ اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼـ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ـ ــﺔ‪) 971‬أوﻻ(‪ ،‬ﰲ ﺣـ ـ ـ ــﲔ ﳒـ ـ ـ ــﺪ ﺗﺬﺑـ ـ ـ ــﺬب ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟـ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺾ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم‬
‫واﻟﻘﺮارات )ﺛﺎﻧﻴﺎ(‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻻﲡﺎﻩ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﳜﻀﻊ اﳌﺴﻄﺮة ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج‬
‫إن اﳌﻼﺣـ ـ ـ ــﻆ ﻟﻼﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﺸـ ـ ـ ــﻒ أ‪‬ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺗﺘ ـ ـ ـ ـﻮاﱏ ﰲ اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺿ ـ ـ ـ ــﺮورة‬
‫اﺣـ ـ ـﱰام اﶈﺎﺳ ـ ــﺒﲔ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻴﲔ ﻟﻠﱰاﺗﺒﻴ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــﺪ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء إﱃ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻗﺎﻣ ـ ــﺖ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم واﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﺮارات اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺑﺘﻜﻴﻴ ـ ـ ـ ــﻒ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ـ ـ ــﻤﻦ اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓ ـ ـ ــﺎﻟﺘﻜﻴﻒ اﻟ ـ ـ ــﺬي أﻋﻄ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻟﻺﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻩ ﺣﺠ ـ ـ ـﺰاً ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬﻳﺎً‪،‬‬
‫رﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ وﻫ ـ ــﻲ إﺧﻀ ـ ــﺎع ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة ﻟﻠﺘ ـ ــﺪرج ﰲ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ .‬ﻓﻜﻠﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﲣﻠﻔ ـ ــﺖ اﻹدارة ﻋ ـ ــﻦ اﺣ ـ ـ ـﱰام ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ــﺪأ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﺗﺼ ـ ــﺮﻓﻬﺎ ﻏ ـ ــﲑ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ وﻣﻮﺟﺒ ـ ـ ـﺎ ﻟﻺﻟﻐ ـ ــﺎء‪ ،972‬وﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ذﻫﺒـ ـ ــﺖ إﻟﻴ ـ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ـ ــﺎء ﰲ إﺣـ ـ ــﺪى ﺣﻴﺜﻴﺎ‪ ‬ـ ـ ــﺎ‪ " :‬وﺣﻴـ ـ ــﺚ أﺳﺴ ـ ـ ــﺖ اﳌﺪﻋﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻃﻠﺒﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـﱰام اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي وﺧ ـ ــﺮق ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت‬
‫ﻇﻬـ ـ ــﲑ ‪ 1941/06/04‬اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻻﻗﺘﻄﺎﻋـ ـ ــﺎت ﻣـ ـ ــﻦ أﺟـ ـ ــﻮر اﳌـ ـ ــﻮﻇﻔﲔ‪ ،‬وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﲤﺴـ ـ ــﻚ ﻗـ ـ ــﺎﺑﺾ أزﻣـ ـ ــﻮر‬
‫ﺑﻜـ ــﻮن ﻣﺴـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﺗﻌﺘـ ــﱪ ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﻏـ ــﲑ ﻣﺸـ ــﻤﻮﻟﺔ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ‬
‫ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -971‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﻣﺪى ﺧﻀﻮع ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -972‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.536‬‬
‫‪338‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﺒ ـ ــﲔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻔﺤﺼ ـ ــﻬﺎ ﳌﻌﻄﻴ ـ ــﺎت اﻟﻘﻀ ـ ــﻴﺔ ﺑ ـ ــﺄن ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ أزﻣ ـ ــﻮر ﻗ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﺪ إﱃ‬
‫اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺮاﺗ ـ ــﺐ اﻟﺸ ـ ــﻬﺮي ﻟﻠﻤﺪﻋﻴ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻗﺼ ـ ــﺪ‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﳊﻀـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ ورﺳ ـ ـ ــﻢ اﻟﻨﻈﺎﻓ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﺴ ـ ـ ــﻨﻮات ﻣ ـ ـ ــﻦ ‪ 2002‬إﱃ ‪ 2006‬دون ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك‬
‫اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﻘﺒﻠﻴ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺣﻴ ـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ داﻣ ـ ــﺖ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮ‪‬ﺎ إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﻠﻮك إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ واﻹﻧ ـ ـ ــﺬار ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻲ واردة ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻮاد ‪ 5‬و‪ 36‬و‪ 39‬إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪15.97‬‬
‫اﳌﻌﺘﱪة ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪوﻧﺔ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ أن اﻟﻐﺎﻳ ــﺔ ﻣ ــﻦ إﻗ ـ ـﺮار ﺗﺮاﺗﺒﻴ ــﺔ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﻫ ــﻲ ﻣ ــﻨﺢ ﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم‪ ،‬وأﻧ ــﻪ ﻣـ ــﺎ‬
‫دام اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﱂ ﻳﺘﻘﻴ ـ ــﺪ ﺑﺴ ـ ــﻠﻮك ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات وﻓﻘـ ـ ـﺎً ﻟﻠﺘﺴﻠﺴ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺬي ﺣ ـ ــﺪدﻩ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺣﺠ ـ ــﺰ‬
‫راﺗـ ــﺐ اﳌﺪﻋﻴـ ــﺔ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻳﻜـ ــﻮن ﻗـ ــﺪ أﺧـ ــﻞ ﲟﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ آﻣـ ــﺮة‪ ،‬واﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﺗﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ إﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ ﺑﺎﻃﻠﺔ"‪.973‬‬
‫وﰲ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎق ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ــﺖ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ــﺪار اﻟﺒﻴﻀ ـ ــﺎء‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺒﻄ ـ ــﻞ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻟﻌ ـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـ ـﱰام ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‪" :‬وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ وإن ﻛ ـ ـ ــﺎن‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي إﻻ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ ﻛ ـ ــﺄول إﺟ ـ ـﺮاء ﺧ ـ ــﻼل ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼص ﺑ ـ ــﻞ ﻻ ﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ أن ﳜﻀ ـ ــﻌﻪ‬
‫ﻟﻠﺘﺴﻠﺴ ـ ـ ــﻞ اﻟﱰﺗﻴ ـ ـ ــﱯ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 36‬و‪ 39‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻮن‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺑ ـ ــﺎﻃﻼ ﻛ ـ ــﻞ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻮﺟﻬ ـ ــﻪ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم‬
‫ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﳌﻘﺮرة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﺎ دام ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻪ اﳊﺠﺰ"‪.974‬‬
‫وﰲ ﻧﺎزﻟـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى‪ 975‬ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻘﺒﻴـ ــﻞ‪ ،‬ﺟـ ــﺎء ﻓﻴﻬـ ــﺎ‪" :‬وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﳜـ ــﺺ اﻟﻮﺳـ ــﻴﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﻤﺪة ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﺮق اﻟﺼ ـ ــﻨﺪوق اﻟ ـ ــﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀ ـ ــﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ ﳌﺒ ـ ــﺪأ ﺗﺴﻠﺴ ـ ــﻞ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻟﱰﺗﻴ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﺣ ـ ــﺪدﻩ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ‬

‫‪ -973‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،1892‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/10/11‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/74‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -974‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪ ،‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ .2010/6/25‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪) ،2011/03/16‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -975‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 9/11/241‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪) ،2011/12/22‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪339‬‬
‫ﺑﺴ ــﻠﻮﻛﻪ ﳌﺴ ــﻄﺮة اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﻗﺒ ــﻞ ﺗﻮﺟﻴ ــﻪ آﺧ ــﺮ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ وﺗﺒﻠﻴﻐ ــﻪ إﻧ ــﺬارا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺈن اﶈﻜﻤﺔ وﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ أﻣﺮت ﺑـ )‪.(...‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺻ ـ ـ ــﺮح ﻋ ـ ـ ــﻮن اﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ واﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﳌﺴ ـ ـ ــﻤﻰ )‪ (...‬اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺣﻀ ـ ـ ــﺮ ﺑﺘﻔ ـ ـ ــﻮﻳﺾ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﺑﺾ‬
‫اﻟﺼ ـ ــﻨﺪوق اﻟـ ـ ــﻮﻃﲏ ﻟﻠﻀ ـ ــﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤـ ـ ــﺎﻋﻲ وﻛﺎﻟ ـ ــﺔ )‪ (...‬ﲞﺼـ ـ ــﻮص ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻟﻠـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﻣﻮﺿ ــﻮع اﻟ ــﺪﻋﻮى ﺑﺄﻧ ــﻪ ﻗ ــﺎم ﺑﺘﺒﻠﻴ ــﻎ رﺳ ــﺎﻟﺔ اﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟ ــﺪﻳﻦ اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ ﻋ ــﻦ اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ واﻟﺘﻔﺘ ــﻴﺶ)‪ ،(...‬وﺑﻌ ــﺪﻩ‬
‫ﺑﻠ ـ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ اﳌﻄﻌ ـ ـ ــﻮن ﰲ إﺟﺮاءاﺗ ـ ـ ــﻪ إﱃ ﺑﻨ ـ ـ ــﻚ )‪ (...‬وإﱃ اﳌﺪﻋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣﺆﻛ ـ ـ ــﺪا أن‬
‫ذﻟـ ــﻚ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﱂ ﻳﻜ ـ ــﻦ ﻣﺴـ ــﺒﻮﻗﺎ ﺑـ ــﺄي إﺟ ـ ـﺮاء آﺧـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﺳ ـ ــﻮى رﺳـ ــﺎﻟﺔ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ أﻋﻼﻩ‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﳌ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ وﺳ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗﻜﻤ ـ ـ ــﻦ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﺑﺼـ ــﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة ﻣـ ــﻦ اﺳـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳـ ــﻮم وﻏﲑﻫـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﳌﺘﻤﺘﻌـ ــﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴـ ــﺎز‬
‫اﳋﺰﻳﻨ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺪﻳﲏ اﳌﻠ ـ ــﺰﻣﲔ ‪ ‬ـ ــﺬﻩ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن ﰲ ﺣ ـ ــﺪود ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺮﺗ ـ ــﺐ ﰲ ذﻣ ـ ــﺘﻬﻢ ﻣ ـ ــﻦ دﻳ ـ ــﻮن ﻋﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻛ ـ ــﺎن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﳉ ـ ــﱪي اﳌﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺿ ـ ــﺪ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ‬
‫ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺳ ـ ــﻠﻮك ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﰲ أي ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺮاﺣ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﺑ ـ ــﻞ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ أن‬
‫ﳜﻀﻌﻪ ﻟﻠﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﱰﺗﻴﱯ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺎت اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ـ ــﺚ إﻧ ـ ـ ــﻪ ﻓﻌ ـ ـ ــﻼ ﺻ ـ ـ ــﺢ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻧﻌ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟﻄ ـ ـ ــﺮف اﳌ ـ ـ ــﺪﻋﻲ‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ــﻚ أن ﻋ ـ ـ ــﻮن اﻟﺘﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ واﻟﺘﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ )‪(...‬‬
‫وﺑـ ـ ــﺈﻗﺮارﻩ ﰲ ﺟﻠﺴـ ـ ــﺔ اﻟﺒﺤـ ـ ــﺚ ﻋﻤـ ـ ــﺪ إﱃ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ إﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻗﺒـ ـ ــﻞ ﺗﻮﺟﻴﻬـ ـ ــﻪ أي إﻧـ ـ ــﺬار ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‬
‫ﻣﻜﺘﻔﻴ ــﺎ ﺑﺘﻮﺟﻴ ــﻪ رﺳ ــﺎﻟﺔ إﺷ ــﻌﺎر ﺑﺎﻟ ــﺪﻳﻦ اﻟ ــﱵ ﺗﺒ ــﲔ أ‪ ‬ــﺎ ﻓﻀ ــﻼ ﻋ ــﻦ ﻣﻨﺎزﻋ ــﺔ اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ اﳌﺪﻋﻴ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﻮﺻ ــﻞ‬
‫‪ ‬ـ ــﺎ وﻋ ـ ــﺪم ﺛﺒ ـ ــﻮت ذﻟ ـ ــﻚ اﻟﺘﻮﺻ ـ ــﻞ ﰲ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ ﳏ ـ ــﺪد ﻓﺈ‪ ‬ـ ــﺎ ﻻ ﺗﻌ ـ ــﺪو أن ﺗﻜ ـ ــﻮن رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ إﺧﺒ ـ ــﺎر ﻟﻠﻤﺪﻋﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻻ ﺗﺮﻗ ــﻰ ﺑ ــﺄي ﺣ ــﺎل ﻣ ــﻦ اﻷﺣ ـ ـﻮال إﱃ درﺟ ــﺔ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ــﺬي ﻓﺼ ــﻞ اﳌﺸ ــﺮع ﺷ ــﻜﻠﻴﺎﺗﻪ وآﺟ ــﺎل‬
‫ﺗﺒﻠﻴﻐـ ــﻪ ﰲ اﳌ ـ ـﻮاد ﻣـ ــﻦ ‪ 40‬إﱃ ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﳑـ ــﺎ ﻳﻜـ ــﻮن ﻣﻌـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﻗـ ــﺪ‬
‫ﺧﺮق ﻣﺒﺪأ ﺗﺪرج ﻣﺘﺎﺑﻌﺎت اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ ذات اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ أﻣـ ــﺎم ﺻـ ــﺤﺔ اﻟﻮﺳـ ــﻴﻠﺔ اﳌﺘﻤﺴـ ــﻚ ‪‬ـ ــﺎ‪ ،‬وﺑـ ــﺪون ﺣﺎﺟـ ــﺔ إﱃ ﻣﻨﺎﻗﺸـ ــﺔ)‪ ،(...‬ﻓـ ــﺈن ذﻟـ ــﻚ‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﳌﻄﻌ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺑ ـ ــﺎﻃﻼ وﻳﺘﻌ ـ ــﲔ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺗﺒﻌ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫ﲢﺼﻴﻠﻪ"‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ اﻋﺘـ ــﱪت اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ ﲟﻜﻨـ ــﺎس‪ ،976‬وﻫـ ــﻲ ﺗﺆﻛـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ ﺧﻀـ ــﻮع اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﲢ ـ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن أن‪" :‬اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ إﺟـ ـ ـﺮاءً إﺿ ـ ــﺎﻓﻴﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫إﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص اﳉـ ـ ـ ــﱪي ﻟﻔﺎﺋـ ـ ـ ــﺪة اﳋﺰﻳﻨـ ـ ـ ــﺔ وﻳﺘﻌـ ـ ـ ــﲔ ﻋـ ـ ـ ــﺪم اﻟﻠﺠـ ـ ـ ــﻮء إﻟﻴـ ـ ـ ــﻪ إﻻ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ‬
‫اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ـ ـﻮاد ‪ 36‬وﻣ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪﻫﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن أﻋ ـ ــﻼﻩ واﻟ ـ ــﱵ ﻳـ ـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻛﺸ ـ ــﺮوط ﻣﺴ ـ ــﺒﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي‪ ،‬وأن اﻟﻘ ـ ــﻮل ﲞ ـ ــﻼف ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﻳﻔ ـ ــﺮغ‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ ﻣ ــﻦ ﳏﺘﻮاﻫ ــﺎ‪ ،‬وﻳﻨﻌ ــﺪم ﺑ ــﺬﻟﻚ ﻣﻘﺼ ــﻮد اﳌﺸ ــﺮع ﻣ ــﻦ إﻗﺎﻣ ــﺔ اﻟﺘ ـ ـﻮازن ﺑ ــﲔ اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت‬
‫اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﻠﺰم ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص‪ ،‬وﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫ﺣﻴـ ـ ــﺚ إﻧـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠـ ـ ــﻰ وﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ـ ــﻒ ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ أن اﳉﻬـ ـ ــﺔ اﳌﻜﻠﻔـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻻﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص ﻗﺎﻣـ ـ ــﺖ‬
‫ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟ ـ ــﺪى اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻗﺒ ـ ــﻞ أن ﺗﻮﺟ ـ ــﻪ إﱃ اﳌ ـ ــﺪﻋﻲ أي إﻧ ـ ــﺬار ﺑ ـ ــﺎﻷداء ﺳ ـ ـ ـﻮاء اﻹﻧ ـ ــﺬار‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن أﻋـ ــﻼﻩ‪ ،‬أو اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻃﺒـ ــﻖ اﻟﻔﺼـ ــﻞ ‪ 40‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻳﺒﻘ ـ ـ ــﻰ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟﺘﻌﺎرﺿ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻊ ﻗﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي"‪.‬‬
‫وﺳـ ـ ـ ـﲑاً ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﻨﻬﺞ ﻧﻔﺴ ـ ـ ــﻪ ذﻫﺒ ـ ـ ــﺖ اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺄﻛ ـ ـ ــﺎدﻳﺮ‪ 977‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﺒﻄ ـ ـ ــﻞ إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﺑـ ـ ـﺎﻟﻘﻮل إن‪ " :‬إﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻫ ـ ــﻮ ﺟـ ـ ـﺮاء ﻳ ـ ــﺘﻢ ﲟﻮﺟﺒ ـ ــﻪ ﲟﺴ ـ ــﻌﻰ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ اﳊﺠ ـ ــﺰ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻨﲔ اﻷﺻ ـ ـ ــﻠﻴﲔ أو اﳌﺘﻀ ـ ـ ــﺎﻣﻨﲔ ﻟ ـ ـ ــﺪى اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﻮﺻ ـ ـ ــﻔﻬﺎ ﺣ ـ ـ ــﺎﺋﺰا ﻣﻠﺰﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 102‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ واﻻﺳ ـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ ﻓ ـ ــﻮراً ﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﳍ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺪﻓﻊ اﳌﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﳌﻮﺟ ـ ــﻮدة‬
‫ﻟ ـ ـ ــﺪﻳﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﳜﻀ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﺘﺴﻠﺴ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـﻮارد ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻟﻐﻴ ـ ـ ــﺎب اﻟﺘﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺺ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﲟﺴـ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي اﳋـ ـ ــﺎص ﲝﺠـ ـ ــﺰ وﺑﻴـ ـ ــﻊ أﻧ ـ ـ ـﻮاع اﳌﻨﻘـ ـ ــﻮﻻت واﻟﻌﻘـ ـ ــﺎرات‬
‫ﻛﻤﺎ ﻫﻲ واردة ﺑﺎﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 66‬إﱃ ‪ 75‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ـ ــﺚ أﻧ ـ ــﻪ ﲟ ـ ــﺎ أن اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 102‬اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺈﺷ ـ ــﻌﺎر اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﱂ ﺗ ـ ــﻨﻈﻢ إﻻ اﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎت اﳊ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أﻣ ـ ـﻮال اﳌـ ــﺪﻳﻨﲔ أو ﻣـ ــﻦ ﻳﻘـ ــﻮم ﻣﻘـ ــﺎﻣﻬﻢ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﺘﺰاﻣـ ــﺎت اﶈﺎﺳـ ــﺒﲔ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻴﲔ ﲣﻀـ ــﻊ ﻛﻠﻤـ ــﺎ ﺗﻌﻠـ ــﻖ‬

‫‪ -976‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬رﻗﻢ ‪ 8/2004/237‬ش‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2004/06/10‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ 8/2004/58‬ش‪،‬‬
‫)ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -977‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺄﻛﺎدﻳﺮ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،2009/29‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2009/01/28‬ﻣﻠﻒ رﻗﻢ ‪ 2008/180‬ش‪) ،‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪341‬‬
‫اﻷﻣـ ــﺮ ﺑﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ دﻳـ ــﻦ ﻋﻤـ ــﻮﻣﻲ وﻓـ ــﻖ ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﰲ اﻟﺒـ ــﺎب اﻟﺜﺎﻟـ ــﺚ وﺿـ ــﻤﻨﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬اﳌﻜﻮﻧـ ــﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋـ ــﺪة‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﱰاﺗﺒﻴ ـ ــﺔ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات واﳌ ـ ــﺎدة ‪ 44‬اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﳊﺠ ـ ــﺰ أو ﺑﻴ ـ ــﻊ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت واﻟﻌﻘ ـ ــﺎرات ﻏ ـ ــﲑ اﻟـ ـ ـﻮاردة ﰲ‬
‫اﳌـ ـ ـﻮاد ‪ 66‬إﱃ ‪ 76‬اﶈ ـ ــﺪدة اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﻣﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ أﻧـ ـ ـﻮاع اﻷﻣﺘﻌ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻟ ــﻴﺲ ﺿ ــﻤﻨﻬﺎ اﳊﺠ ــﺰ ﻋﻠ ــﻰ اﳌ ــﺎل )ﻣ ــﺎل اﳌ ــﺪﻳﻦ ﻟ ــﺪى اﻟﻐ ــﲑ(‪ ،‬ﳑ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌ ــﻪ دﻓ ــﻊ اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﺑﻜﻮﻧ ــﻪ ﰲ‬
‫ﺣـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗـ ـ ــﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـﻮاردة ﺑـ ـ ــﺎﳌﻮاد ‪ 39‬وﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻼﻫـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـﻮاد ‪ 40‬إﱃ ‪ 65‬ﺣـ ـ ــﲔ ﺳـ ـ ــﻠﻮﻛﻪ‬
‫ﳌﺴـ ــﻄﺮة اﳊﺠـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎل اﳌـ ــﺪﻳﻦ ﻟـ ــﺪى اﻟﻐـ ــﲑ‪ ،‬ﻏـ ــﲑ ﻣﺴـ ــﺘﻨﺪ ﻃﺎﳌـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ ﱂ ﻳـ ــﺮد ﺑﺎﳌﺪوﻧـ ــﺔ ﺑﻨـ ــﺪ أو وﺑﻨـ ــﻮد‬
‫أﺧ ـ ـ ــﺮى ﲢ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺰاﻣ ـ ـ ــﺎت ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴ ـ ـ ــﻄﺮة اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـ ـﻮال اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻟ ـ ـ ــﺪى‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ أو ﻏﲑﻫﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺷﻌﺎر اﻟﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪.‬‬
‫وﺣﻴـ ـ ــﺚ إن ﻋـ ـ ــﺪم اﺣ ـ ـ ـﱰام اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ــﺪ اﻵﻣـ ـ ــﺮة اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺪرﺟﺎت اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﳚﻌ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن وﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻣﺴ ـ ـ ــﺎس ﲝ ـ ـ ــﻖ اﳌﻠـ ـ ــﺰﻣﲔ ﰲ اﻟﺘﻤﺴ ـ ـ ــﻚ ‪ ‬ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﺤﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮﻗﻬﻢ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻣﻌ ـ ــﻪ اﻟﺘﺼـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑ ـ ــﺒﻄﻼن إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ"‪.‬‬
‫وﰲ ﺳ ـ ـ ــﻴﺎق ﳑﺎﺛـ ـ ـ ــﻞ ذﻫﺒـ ـ ـ ــﺖ ﳏﻜﻤـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـ ـ ـ ــﺎط ﰲ أﺣـ ـ ـ ــﺪ ﻗﺮارا‪‬ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﻘﻀـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﺒﻄﻼن إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻟﻌـ ـ ــﺪم اﻟﺘـ ـ ــﺪرج ﻗﺒـ ـ ــﻞ ﺳـ ـ ــﻠﻮك ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ‪:‬‬
‫" وﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻣـ ـ ــﻦ ﺟﻬـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﺮى‪ ،‬وﲞﺼـ ـ ــﻮص ﺳـ ـ ــﺒﺐ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﱂ‬
‫ﻳـ ـ ــﺪل ﲟـ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ـ ــﺖ ﺗﻌـ ـ ــﺬر ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﺄﻧﻔﺔ ﺑﺎﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻋ ـ ـ ــﺪد ‪ 14499‬ﺣـ ـ ــﱴ ﻳﺘﺴـ ـ ــﲎ اﻻﻋﺘ ـ ـ ــﺪاد‬
‫ﺑﻌﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴـ ـ ــﻖ اﻟـ ـ ــﱵ ﻗـ ـ ــﺎم ‪‬ـ ـ ــﺎ ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ ،2008.10.14‬ﳑـ ـ ــﺎ ﻳﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻣﻌـ ـ ــﻪ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮر‪ ،‬وﻋﻤـ ـ ــﻼ‬
‫ﲟﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻋـ ــﺪﱘ اﻷﺛـ ــﺮ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ أن اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ﱂ ﻳـ ــﺪل‬
‫ﲟ ــﺎ ﻳﺜﺒ ــﺖ أﻧ ــﻪ وﺟ ــﻪ ﻟﻠﻤﺴ ــﺘﺄﻧﻔﺔ آﺧ ــﺮ إﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ ﻗﺒ ــﻞ ﺳ ــﻠﻮك ﻣﺴ ــﻄﺮة اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ‪،‬‬
‫ﳑ ـ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻗ ـ ـ ــﺪ ﺧ ـ ـ ــﺮق ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وﻳﺘﻌ ـ ـ ــﲔ ﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑ ـ ـ ــﺒﻄﻼن إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ"‪.978‬‬

‫‪ -978‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1587‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012/04/16‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/464‬ﻏﲑ‬
‫ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪342‬‬
‫وﰲ ﻗ ـ ـﺮار أﺧـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ‪ 979‬ﺟـ ــﺎء ﻓﻴـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻠـ ــﻲ‪ " :‬وﺣﻴـ ــﺚ إﻧ ـ ــﻪ ﺑﻘﻄـ ــﻊ اﻟﻨﻈ ـ ــﺮ‬
‫ﻋ ــﻦ اﻟﻮﺳ ــﻴﻠﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺈﻳﻘ ــﺎع اﳊﺠ ــﺰ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺴ ــﺎب ﺑﻨﻜ ــﻲ ﺧ ــﺎص ﺑﺎﻟﺰﺑﻨ ــﺎء ﺧﺼﻮﺻ ــﺎ وأن اﻟﺜﺎﺑ ــﺖ ﻣ ــﻦ‬
‫وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠـ ــﻒ أن اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ اﻧﺼـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺴـ ــﺎﺑﲔ أﺣـ ــﺪﳘﺎ ﺷﺨﺼـ ــﻲ ﻣﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﺎﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ‬
‫ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ واﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﺣﺴ ـ ــﺎب ﺧ ـ ــﺎص ﺑﺎﻟﺰﺑﻨ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻄ ـ ــﺮف اﳌﺴ ـ ــﺘﺄﻧﻒ ﱂ ﻳ ـ ــﺪل ﲟ ـ ــﺎ ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ أن اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﻗ ـ ــﺪ‬
‫اﺣـ ــﱰم اﻟﺘـ ــﺪرج ﰲ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ ﺑﺘﻮﺟﻴـ ــﻪ إﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ إﱃ اﳌﺴـ ــﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻴـ ــﻪ‪ ،‬اﻷﻣـ ــﺮ اﻟـ ــﺬي ﻳﺸـ ــﻜﻞ‬
‫ﺧﺮﻗـ ـ ــﺎ ﳌﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ وﺗﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﻣﺴـ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﻣﻌﻴﺒـ ـ ــﺔ وﻳﺘﻌـ ـ ــﲔ إﻟﻐﺎؤﻫـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﳑـ ـ ــﺎ ﺗﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻣﻌـ ـ ــﻪ أﺳـ ـ ــﺒﺎب اﻻﺳـ ـ ــﺘﺌﻨﺎف ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﺮﺗﻜـ ـ ــﺰة ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ــﺎس واﳊﻜـ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺴﺘﺄﻧﻒ ﺻﺎﺋﺒﺎ وواﺟﺐ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ‪‬ﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ"‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ‪ ،‬ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺑ ـ ــﺎﻃﻼ ﻛ ـ ــﻞ إﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻮﺟﻬ ـ ــﻪ اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ ﻗﺒ ـ ــﻞ‬
‫ﺗﻮﺟﻴﻬ ــﻪ إﻧ ــﺬارا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺎ ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﻣ ــﺎ دام اﳊﺠ ــﺰ ﻳ ــﺄﰐ ﰲ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﺑﻌ ــﺪ اﻹﻧ ــﺬار‪ ،‬وﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى‬
‫ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ــﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳ ــﺐ اﳌ ــﺬﻛﻮر ﺳ ــﻠﻮك اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﲢﺼ ــﻴﻞ‬
‫دﻳﻦ ﻋﻤﻮﻣﻲ إذ أﻣﻜﻨﻪ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أﺧﺮى ﻋﻦ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء‪.980‬‬
‫وﰲ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻹﻃ ـ ـ ـ ــﺎر ﺟ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻗ ـ ـ ـ ـﺮار ﺻ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﲟﺤﻜﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﻘﺾ ﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 19/04/2006‬أﻧ ـ ــﻪ‪ " :‬إذا ﻛ ـ ــﺎن ﺑﺈﻣﻜ ـ ــﺎن ﺷ ـ ــﺮﻛﺔ اﻟﻘ ـ ــﺮض اﻟﻔﻼﺣ ـ ــﻲ ﻟﻠﻤﻐ ـ ــﺮب ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪15‬‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 15/99‬ﺑﺘ ـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 2003/11/11‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺈﺻ ـ ـ ــﻼح اﻟﻘ ـ ـ ــﺮض اﻟﻔﻼﺣ ـ ـ ــﻲ ﻣﻮاﺻ ـ ـ ــﻠﺔ‬
‫ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ ﻣﺒ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟﻘ ـ ــﺮوض اﳌﻤﻨﻮﺣ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﺪن اﻟﺼ ـ ــﻨﺪوق اﻟ ـ ــﻮﻃﲏ ﻟﻠﻘ ـ ــﺮض اﻟﻔﻼﺣ ـ ــﻲ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﲢﻮﻳﻠﻬ ـ ــﺎ إﱃ‬
‫ﺷـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻣﺴـ ـ ــﺎﳘﺔ وﻓﻘ ـ ـ ـﺎً ﻟﻠﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﻟـ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﻟﺘﻠـ ـ ــﻚ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺔ‬
‫اﺳـ ــﺘﺨﻼص اﻟـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤـ ــﻮﻣﻲ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﳊﺠـ ــﺰ ﻟـ ــﺪى اﻟﻐـ ــﲑ إﻻ ﺑﻌـ ــﺪ اﺳـ ــﺘﻴﻔﺎء ﻣﺴـ ــﻄﺮة ﲢﻘﻴـ ــﻖ اﻟـ ــﺮﻫﻦ‬
‫اﳌﻨﺼ ـ ــﺐ ﻣﺴ ـ ــﺒﻘﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻘ ـ ــﺎرات اﳌ ـ ــﺪﻳﻦ وﺣﺼ ـ ــﻮل ﻋ ـ ــﺪم ﻛﻔﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﺮﻫﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴ ـ ــﺔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺪﻳﻦ"‪.981‬‬

‫‪ -979‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﳏﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،585‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2012-2-20‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،9/11/488‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -980‬ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﱰاب‪ :‬ﻣﺪى اﳌﻘﺎرﺑﺔ واﳌﻔﺎرﻗﺔ ﺑﲔ اﳊﺠﺰ ﻟﺪى اﻟﻐﲑ واﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.347‬‬
‫‪ -981‬ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ )ا‪‬ﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎً(‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2006/04/19‬أوردﻩ اﳊﺴﲔ اﳊﺎﻳﻠﺔ‪ :‬اﻹﺷﻌﺎر‬
‫ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﺑﲔ ﻫﺎﺟﺲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وإﻛﺮاﻫﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬ﻋﻦ اﳌﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﱐ‪ ،www.marocdroit.com:‬زﻳﺎرة اﳌﻮﻗﻊ ﺑﺘﺎرﻳﺦ‬
‫‪ ،12/04/2017‬ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ ‪ 4‬ﺻﺒﺎﺣﺎ‪.‬‬
‫‪343‬‬
 ‫ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬وﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﳘﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ـ ــﺪة اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎﻏﻬﺎ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﰲ ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺲ‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋ ـ ـ ــﺪة اﳌ ـ ـ ــﺪﻳﻦ واﻟﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬إﻻ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺼ ـ ـ ــﻞ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ إﱃ ﺗﺼ ـ ـ ــﻨﻴﻒ دﻗﻴ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ــﻤﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳ ـ ــﺔ ﻳﺮاﻋ ـ ــﻲ ﺧﻄ ـ ــﻮرة ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة‪،‬‬
‫ذﻟ ـ ـ ــﻚ أن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻗﺒ ـ ـ ــﻮل ﺗﺒﻠﻴ ـ ـ ــﻎ اﻹﺷ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ اﺣ ـ ـ ـﱰام إﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻹﻧـ ـ ــﺬار ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬ﰎ ﺗﺒﻠﻴـ ـ ــﻎ اﻹﻧـ ـ ــﺬار اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬أي أن اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻣﺸـ ـ ــﺮوﻋﺎً‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ‪ 30‬ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار‪.982‬‬
‫ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺴـ ـ ــﻴﺎق ﻳـ ـ ــﺮى ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﻔﻘـ ـ ــﻪ اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ‪ 983‬أن ﺗﺮﺗﻴـ ـ ــﺐ اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻨﺒﻐـ ـ ــﻲ أن‬
‫ﻳﺄﰐ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﲑة ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﻛﺮاﻩ اﻟﺒﺪﱐ‪.‬‬
‫وﻳ ــﺮى ﺑﻌ ــﺾ اﻟﺒ ــﺎﺣﺜﲔ‪ 984‬أﻧ ــﻪ ﺑ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ــﻦ أﳘﻴ ــﺔ ﻫ ــﺬا اﻟ ـ ـﺮأي ﻓ ــﺈن ﺗﺮﺗﻴ ــﺐ اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ‬
‫ﻛﺪرﺟ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــﲑة ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ ﻗ ـ ــﺪ ﻻ ﺗـ ـ ــﺘﻼءم ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﳍ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮة ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺟﻬ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﺘﻔ ـ ــﻖ ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة اﻟ ـ ــﱵ ﺻ ـ ــﺎﻏﻬﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﺷ ـ ـﱰاﻃﻪ اﳊﺠ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮﻻت ﰒ‬
‫اﻟﻌﻘ ــﺎرات ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ أﺧ ــﺮى‪ ،‬وﲟ ــﺎ أن اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﻳﻨﺼ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺒ ــﺎﻟﻎ اﳌﺎﻟﻴ ــﺔ‪ ،‬وﲟ ــﺎ أن ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﺧـ ــﲑة ﺗـ ــﺪﺧﻞ ﺿـ ــﻤﻦ اﻷﻣ ـ ـﻮال اﳌﻨﻘﻮﻟـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﺎﺣـ ــﺚ ﻳـ ــﺮى أن اﻟﱰﺗﻴـ ــﺐ اﻷﻛﺜـ ــﺮ ﻣﺮاﻋـ ــﺎة ﳊﻘـ ــﻮق اﳋﺰﻳﻨـ ــﺔ‬
‫وﺣﻘ ـ ــﻮق اﻷﻓ ـ ـﺮاد‪ ،‬ﻫ ـ ــﻮ إدراج اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺣﺠ ـ ــﺰ وﺑﻴ ـ ــﻊ اﳌﻨﻘ ـ ــﻮل وﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻠﺠ ـ ــﻮء‬
‫إﱃ ﺣﺠ ـ ـ ــﺰ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎرات‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر أن ﺣ ـ ـ ــﻖ اﳌﻠﻜﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ دﺳ ـ ـ ــﺘﻮرﻳﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ واﻋﺘﺒﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ وﳌﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﶈﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ‪ ،‬ﻧﺴ ـ ــﺘﻨﺘﺞ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﳎﻤ ـ ــﻮع اﻷﺣﻜ ـ ــﺎم واﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟ ـ ــﱵ ﻗﻤﻨ ـ ــﺎ ﺑﺴ ـ ــﺮدﻫﺎ اﻻﲡ ـ ــﺎﻩ اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﺳ ـ ــﺎر ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺑﺈدراﺟ ـ ــﻪ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ــﻤﻦ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳉﱪﻳـ ــﺔ اﳌﺮﺗﺒـ ــﺔ ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ــﺎ ﻗﺎﻋـ ــﺪة ﻋﺎﻣـ ــﺔ وآﻣـ ــﺮة ﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﺘـ ــﺪرج ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ اﳋـ ــﺮوج‬
‫ﻋﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -982‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.539‬‬
‫‪ -983‬ﻋﺰﻳﺰ ﺑﻮداﱄ‪ :‬ﻣﺪى اﺧﺘﺼﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﳌﺴﺘﻌﺠﻼت ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ اﻟﺬي ﻳﻮﻗﻌﻪ اﻟﻘﺎﺑﺾ أم أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﲟﻨﺎزﻋﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﲣﺮج ﻋﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻﻪ؟‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -984‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﻣﺪى ﺧﻀﻮع ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج ﰲ إﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪344‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻻﲡﺎﻩ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﻌﺎرض ﳋﻀﻮع اﳌﺴﻄﺮة ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺪرج‬
‫ﻳـ ــﺮى ﻫ ـ ــﺬا اﻻﲡـ ــﺎﻩ اﻟ ـ ــﺬي ﻳـ ــﺪﻋﻮ إﱃ ﻋ ـ ــﺪم ﺧﻀـ ــﻮع ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﳌﺒ ـ ــﺪأ ﺗ ـ ــﺪرج‬
‫إﺟ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ــﻴﻞ اﳉ ــﱪي‪ ،‬أﻧ ــﻪ ﻻ ﺑ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﻮﻗ ــﻮف ﻋﻠ ــﻰ اﳋﻠ ــﻂ اﳊﺎﺻ ــﻞ‪ ،‬واﻟﻐﻤ ــﻮض اﻟﺒ ــﺎرز ﻟ ــﺪى‬
‫ﻣﻦ ﻋﺎﳉﻮا ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﻛﺘﺎب أو ﺗﻮﻟﻮا اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺼﺎﱀ اﳌﺪﻳﻨﲔ ﻣﻦ ﳏﺎﻣﲔ‪.‬‬
‫وﰲ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺴـ ـ ـ ــﻴﺎق ﻳﺘﻌـ ـ ـ ــﲔ اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ــﺪ أن اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ـ ــﲑ اﳊـ ـ ـ ــﺎﺋﺰ ﻻ ﻳﺘﻄﻠـ ـ ـ ــﺐ ﻟﺼـ ـ ـ ــﺤﺘﻪ ﺗﻮﺟﻴـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑ ــﺪون ﺻ ــﺎﺋﺮ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺮف اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ اﳌ ــﺎﱄ وﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ ﻗﺒ ــﻞ ﺳ ــﻠﻮك ﻣﺴ ــﻄﺮة اﳊﺠ ــﺰ‬
‫ﲢ ــﺖ ﻃﺎﺋﻠ ــﺔ اﻋﺘﺒ ــﺎر اﳊﺠ ــﺰ ﺑ ــﺎﻃﻼ‪ ،‬وﻓ ــﻖ ﻣ ــﺎ ذﻫ ــﺐ إﻟﻴ ــﻪ ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻜﺘ ــﺎب ﺧﻄ ــﺄ‪ 985‬اﺳ ــﺘﻨﺎدا إﱃ أﺣﻜ ــﺎم‬
‫ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺳـ ـ ــﻘﻄﺖ ﺑ ـ ــﺪورﻫﺎ ﰲ ﻣﻄـ ـ ــﺐ اﳋﻠ ـ ــﻂ ﺑـ ـ ــﲔ ﻣﻔﻬ ـ ــﻮﻣﻲ اﳊﺠـ ـ ــﺰ واﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ‪ ،‬ﺑﻘﻴـ ـ ــﺎم‬
‫ﺗﻜﻴﻴﻔﻬ ـ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟـ ـ ـ ـﺮاء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ " أن اﻟﻄﺎﻟ ـ ـ ــﺐ ﱂ ﻳﺒﻠ ـ ـ ــﻎ ﺑ ـ ـ ــﺄي إﻧ ـ ـ ــﺬار ﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻖ ﻗﺒ ـ ـ ــﻞ اﳊﺠ ـ ـ ــﺰ"‪ 986‬ﰲ ﺗﻜﻴﻴ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﻗـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻣﻌﻴـ ــﺐ ﳌﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺪوﻧـ ــﺔ ﲢﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ ،‬وإﺳـ ــﻘﺎﻃﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ إﺟ ـ ـﺮاء‬
‫ﺧ ـ ــﺎص ﺗﻨﻈﻤـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـﻮاد أﺧـ ـ ــﺮى ﻻ ﻋﻼﻗـ ـ ــﺔ ﳍـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺪرﺟﺎت اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ اﳉـ ـ ــﱪي ﻣـ ـ ــﻦ إﻧـ ـ ــﺬار وﺣﺠـ ـ ــﺰ وﺑﻴـ ـ ــﻊ‬
‫وإﻛﺮاﻩ ﺑﺪﱐ أﻻ وﻫﻲ اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 100‬إﱃ ‪ 104‬ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ‪.‬‬
‫وﻧﻔ ـ ــﺲ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻧﻼﺣﻈ ـ ــﻪ ﻟ ـ ــﺪى ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻷﺳ ـ ــﺎﺗﺬة اﶈ ـ ــﺎﻣﲔ ﻋﻨ ـ ــﺪ ﻣﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ ﻣﻘ ـ ــﺎﻻ‪‬ﻢ وﻣ ـ ــﺬﻛﺮا‪‬ﻢ‪،‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻟ ـ ــﺪﻓﻊ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺑﺎﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﲝﺠ ـ ــﺰ ﻣ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺪﻳﻦ ﻟ ـ ــﺪى اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﳌﺴـ ــﻄﺮة اﳌﺪﻧﻴـ ــﺔ ﺧﺼﻮﺻ ـ ـﺎً اﳌ ـ ـﻮاد ‪ 491‬و‪ ،492‬وأﻛﺜـ ــﺮ ﻣـ ــﻦ ذﻟـ ــﻚ ﻗـ ــﺪ ﻳﺮﻓﻌـ ــﻮن دﻋـ ــﺎوﻳﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳋﻠ ـ ـ ــﻂ أﻣ ـ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺪل اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻘﻀ ـ ـ ــﻲ ﺗﺒﻌـ ـ ـ ـﺎً ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﻻﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص‪ ،987‬وﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻟ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺛ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻃ ـ ـ ـﺮاف اﻟﻨ ـ ـ ـﺰاع‪ ،‬أو اﳌﻄﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺔ أﺣﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎ ﺑﺈﺑﻄ ـ ـ ــﺎل‬
‫اﻹﺷ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ــﲑ اﳊ ــﺎﺋﺰ ﺑﻌﻠ ــﺔ ﻋ ــﺪم ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ اﻹﻧ ــﺬار اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ ﻗﺒ ــﻞ اﳊﺠ ــﺰ ﻋﻠ ــﻰ اﳊﺴ ــﺎب ﰲ ﺗﻨﺰﻳ ــﻞ ﺧ ــﺎﻃﺊ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﳍﺬا اﻹﺟﺮاء ﺿﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع ﺑﺪل إﻃﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪.‬‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻛﺮﺳ ـ ــﺘﻪ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑ ـ ــﺎط ﰲ أﻣ ـ ــﺮ ﺻ ـ ــﺎدر ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻠ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻠ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻬ ـ ــﺪف اﻟﻄﻠ ـ ــﺐ إﱃ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﺑﺮﻓ ـ ــﻊ اﳊﺠ ـ ــﺰ اﻟﻮاﻗ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳊﺴ ـ ــﺎب رﻗ ـ ــﻢ )‪ (...‬اﳌﻔﺘ ـ ــﻮح‬

‫‪ -985‬ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻂ وﲢﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -986‬أﻣﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﻔﺎس‪ ،‬ﻋﺪد ‪ ،1090‬ﻣﻠﻒ اﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻋﺪد ‪/19‬س‪ ،04/‬ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺰرﻛﺎﱐ ﺿﺪ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬أوردﻩ ﳏﻤﺪ ﻗﺼﺮي‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -987‬اﻷﻣﺮ ﻋﺪد ‪ ،309/09‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2002/04/24‬ﻣﻠﻒ اﺳﺘﻌﺠﺎﱄ ﻋﺪد ‪ 2002/11/166‬ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﺪى ﻟﻠﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺿﺪ‬
‫ﻗﺎﺑﺾ ﻃﻨﺠﺔ ادرادب‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮر ﺑﺪﻟﻴﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎدات اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان ﲢﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ط ‪ ،2005 ،1‬ص ‪.178‬‬
‫‪345‬‬
‫ﻟ ـ ــﺪى اﻟﺒﻨ ـ ــﻚ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎري اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ وﻛﺎﻟ ـ ــﺔ أﻛ ـ ــﺪال )‪ (...‬وﺣﻴ ـ ــﺚ أﺟـ ـ ــﺎب اﻟﺴ ـ ــﻴﺪ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ ﺑ ـ ــﺄن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﻗ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﺣﺠ ـ ـ ـﺰاً وﻻ ﻳ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﺑ ـ ــﺎب اﳊﺠ ـ ــﻮزات اﻟ ـ ــﱵ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﻳﻘ ـ ــﻮم ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ‬
‫واﳌﻀ ـ ــﻤﻨﺔ ﺑ ـ ــﺎﳌﻮاد ﻣ ـ ــﻦ ‪ 44‬إﱃ ‪ 75‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وإﳕ ـ ــﺎ ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ إﺷ ـ ــﻌﺎراً ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ‬
‫اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﻨﻈﻤ ـ ــﻪ اﳌـ ـ ـﻮاد ﻣ ـ ــﻦ ‪ 100‬إﱃ ‪ 104‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻮ إﺟـ ـ ـﺮاء اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﻘﺘﻀ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ إﻧ ــﻪ ﻳﺘﺒ ــﲔ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل اﻹﻃ ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ ﻇ ــﺎﻫﺮ وﺛ ــﺎﺋﻖ اﳌﻠ ــﻒ أن اﳌﺪﻋﻴ ــﺔ أﺳﺴ ــﺖ ﻃﻌﻨﻬـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬واﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬وأن ﻣﻘﺘﻀ ـ ــﻴﺎت اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﺗﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘ ــﺎﺑﺾ ﻗﺒ ــﻞ ﻗﻴﺎﻣ ــﻪ ﺑ ــﺎﳊﺠﺰ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺒ ــﺎﻟﻎ اﳌﻮدﻋ ــﺔ ﻟ ــﺪى اﳌﺆﺳﺴ ــﺔ اﻟﺒﻨﻜﻴ ــﺔ أﻋ ــﻼﻩ أن ﻳﻘ ــﻮم ﺑﺘﺒﻠﻴ ــﻎ‬
‫إﺷـ ــﻌﺎر ﺑـ ــﺪون ﺻـ ــﺎﺋﺮ إﻟﻴﻬـ ــﺎ‪ ،‬وأن ﻋـ ــﺪم ﻗﻴـ ــﺎم اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ ‪‬ـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء اﻟﺸـ ــﻜﻠﻲ اﳉـ ــﻮﻫﺮي ﻳﺸـ ــﻜﻞ ﺧﺮﻗ ـ ـﺎً‬
‫ﻣﺴﻄﺮﻳﺎً ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺒﻄﻼن‪.‬‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ إﻧـ ــﻪ ﺣﻘـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ذﻫﺒـ ــﺖ إﻟﻴـ ــﻪ اﳌﺪﻋﻴـ ــﺔ ﲞﺼـ ــﻮص ﺿـ ــﺮورة اﺣ ـ ـﱰام ﻣﻘﺘﻀـ ــﻴﺎت اﳌـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻣﺪوﻧـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﻟـ ــﱵ أوردﻫـ ــﺎ اﳌﺸـ ــﺮع ﰲ اﻟﻔـ ــﺮع اﻟﺜﺎﻟـ ــﺚ اﳌﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺸـ ــﺮوط اﳌﺴـ ــﺒﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ أوﺿـ ــﺢ اﳌﺸـ ــﺮع أﻧـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ــﻦ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي إﻻ ﺑﻌـ ــﺪ إرﺳـ ــﺎل آﺧـ ــﺮ إﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻤـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺑـ ـ ــﺪون ﺻـ ـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﳚـ ـ ــﺐ ﺗﻘﻴﻴـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ ﻫـ ـ ــﺬا اﻹﺷـ ـ ــﻌﺎر ﰲ ﺟـ ـ ــﺪول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮاﺋﺐ واﻟﺮﺳـ ـ ــﻮم أو ﰲ أي ﺳـ ـ ــﻨﺪ‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬي آﺧﺮ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ اﻟﺰور‪.‬‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ إن اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻄﻌ ـ ــﻦ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌﺪﻋﻴ ـ ــﺔ ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﻧﺎزﻟ ـ ــﺔ اﳊ ـ ــﺎل ﺗﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر‬
‫اﳌﻮﺟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﺾ إﱃ اﻟﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼ ـ ــﻮل ‪ 100‬إﱃ ‪ 104‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ دام أن اﳌﺸ ـ ــﺮع أوردﻫ ـ ــﺎ ﰲ ﺑ ـ ــﺎب ﺧ ـ ــﺎص ﲰ ـ ــﺎﻩ اﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎت اﳌ ـ ــﻮدع ﻟ ـ ــﺪﻳﻬﻢ واﻷﻏﻴ ـ ــﺎر‬
‫اﳊ ـ ــﺎﺋﺰﻳﻦ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر ﺗﻮﺳـ ـ ــﻴﻊ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﺿ ـ ــﻤﺎن اﺳ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ ﻟﺘﻤﻮﻳ ـ ــﻞ اﻟﻨﻔﻘـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬وﱂ ﳜﻀ ـ ــﻌﻬﺎ ﻷﺣﻜ ـ ــﺎم اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ أوردﻫ ـ ــﺎ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﺮوط اﳌﺴﺒﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻞ اﳉﱪي‪.‬‬
‫وأن اﳌﺸـ ــﺮع ﺣـ ــﺪد ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ــﺔ درﺟـ ــﺎت اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉـ ــﱪي ﺑـ ــﺪءا ﻣـ ــﻦ اﻹﻧـ ــﺬار إﱃ‬
‫اﳊﺠـ ـ ــﺰ ﰒ اﻧﺘﻬـ ـ ــﺎء ﺑـ ـ ــﺎﻟﺒﻴﻊ أو اﻹﻛ ـ ـ ـﺮاﻩ اﻟﺒـ ـ ــﺪﱐ‪ ،‬وﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻫﻨـ ـ ــﺎك أي ذﻛـ ـ ــﺮ ﻟﻠﻤﺴـ ـ ــﻄﺮة اﳌﻄﻌـ ـ ــﻮن ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ـ ــﺮف اﳌﺪﻋﻴ ـ ــﺔ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺒ ـ ــﺎب ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣﻌ ـ ــﻪ أن ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻫ ـ ــﻲ ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة‬
‫ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻻ ﺗﺴـ ــﺘﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀـ ــﺮورة ﺗﻮﺟﻴـ ــﻪ اﻹﻧـ ــﺬار اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﺑـ ــﻞ ﻳﻜﻔـ ــﻲ أن ﻳﺜﺒـ ــﺖ اﻟﻘـ ــﺎﺑﺾ أﻧـ ــﻪ ﻗـ ــﺎم ﺑﺘﻮﺟﻴـ ــﻪ‬

‫‪346‬‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﺑ ـ ــﺪون ﺻ ـ ــﺎﺋﺮ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑﺎﳌ ـ ــﺎدة ‪ 36‬ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧ ـ ــﺔ أﻋ ـ ــﻼﻩ‪ ،‬اﻟﺸ ـ ــﻲء اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺜﺒ ـ ــﺖ ﻗﻴﺎﻣ ـ ــﻪ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف ﻗ ـ ــﺎﺑﺾ ﻗﺒﺎﺿ ـ ــﺔ اﻟﺮﺑ ـ ــﺎط أﻛ ـ ــﺪال ﺑﺎﻹﺷ ـ ــﻌﺎر اﳌ ـ ــﺆرخ ‪ 2000/1/12‬ﲞﺼ ـ ــﻮص ﺿ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة‬
‫ﻟﺴـ ـ ــﻨﺔ ‪ ،2004/2000‬وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ ﺟﻴـ ـ ــﺪاً ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺴـ ـ ــﺘﺨﺮج اﳉـ ـ ــﺪاول اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﰒ أن‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﺑﺾ ﻗـ ـ ــﺎم ﺑﺘﻮﺟﻴـ ـ ــﻪ إﻧـ ـ ــﺬار ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﻤـ ـ ــﺪﻋﻲ اﻷول ﲢـ ـ ــﺖ ﻋـ ـ ــﺪد ‪ 2138‬ﺑﺘـ ـ ــﺎرﻳﺦ ‪ 01/6/22‬واﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ‬
‫ﲢﺖ ﻋﺪد ‪ 04/3733‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.04/05/11‬‬
‫وﺣﻴ ــﺚ أﻧ ــﻪ وﺑﻌ ــﺪ اﺳ ــﺘﻨﻔﺎذ اﳉﻬ ــﺔ اﳌ ــﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﳌﺨﺘﻠ ــﻒ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﺎﻃﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﳌﺪﻋﻴ ــﺔ‬
‫وﱂ ﺗ ـ ــﺆد إﱃ أي ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﺑﻘ ـ ــﻲ أﻣﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻠﻮك اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﳌﻮاد ﻣ ـ ــﻦ ‪ 100‬إﱃ‬
‫‪ 104‬ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ"‪.988‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺻ ـ ــﺎﻏﻬﺎ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ ﻛﺒ ـ ــﲑ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﳘﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻻ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺼ ـ ــﻞ ﺑﻌ ـ ــﺪ إﱃ ﺗﺼ ـ ــﻨﻴﻒ دﻗﻴ ـ ــﻖ ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﺿ ـ ــﻤﻦ إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼـ ــﻴﻞ اﳉﱪﻳـ ــﺔ‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ أن اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹداري اﻋﺘـ ــﱪ أﻧـ ــﻪ ﻳﺘﻌـ ــﲔ ﻗﺒـ ــﻞ ﺗﺒﻠﻴـ ــﻎ اﻹﺷـ ــﻌﺎر اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬أي أن‬
‫اﻹﺷ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐ ـ ــﲑ اﳊ ـ ــﺎﺋﺰ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﺸ ـ ــﺮوﻋﺎ ﻛﻠﻤ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء ﰲ اﻟﱰﺗﻴ ـ ــﺐ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﻌ ـ ــﺪ ‪ 30‬ﻳﻮﻣ ـ ـ ـﺎً ﻣ ـ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ـ ــﻎ‬
‫اﻹﻧﺬار‪.‬‬
‫وﰲ اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ‪ ،‬ﻳﺒﻘـ ـ ـ ــﻰ أن ﻧﺸـ ـ ـ ــﲑ إﱃ أن اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﻳﺘﻄﻠـ ـ ـ ــﺐ ﻟﺼ ـ ـ ــﺤﺔ اﻹﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ـ ـ ــﲑ‬
‫اﳊ ــﺎﺋﺰ أن ﻳﻜ ــﻮن ﻣﺴ ــﺒﻮﻗﺎً ﺑﺎﻹﻧ ــﺬار‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻘﺘﺼ ــﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺒﻠﻴﻐ ــﻪ ﺑﻌ ــﺪ ﻣ ــﺮور ‪ 20‬ﻳﻮﻣـ ـﺎً ﻣ ــﻦ ﺗﺒﻠﻴ ــﻎ رﺳ ــﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺘـ ــﺬﻛﲑ‪ ،‬وﻧﻔـ ــﺲ اﻻﲡـ ــﺎﻩ ﺳـ ــﺎر ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻲ‪ ،‬إﻻ أن اﳌﺸـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ــﺮي أﺷـ ــﺎر ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﺿـ ــﻤﲏ‬
‫إﱃ ﺿﺮورة ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻧﺬار اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﱃ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﺷﻌﺎر ﻟﻠﻐﲑ اﳊﺎﺋﺰ‪.989‬‬
‫وﻳﺒ ـ ــﺪو أن اﳌﻮﻗ ـ ــﻒ اﻟ ـ ــﺬي اﲣﺬﺗ ـ ــﻪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻳﺘﻤﺎﺷ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻊ ﻣﻮﻗ ـ ــﻒ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ‪ ،‬إﻻ‬
‫أ‪‬ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺮاﻋـ ــﻲ ﺧﺼﻮﺻـ ــﻴﺔ اﻹﺷـ ــﻌﺎر ﻟﻠﻐـ ــﲑ اﳊـ ــﺎﺋﺰ ﰲ ﻓﺮﻧﺴـ ــﺎ اﻟـ ــﺬي ﻻ ﻳـ ــﺪﺧﻞ ﺿـ ــﻤﻦ إﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﺎﺑﻌـ ــﺔ‬
‫اﻟـ ــﱵ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـﻮاﺋﺮ ﻋﻜـ ــﺲ ﻣ ـ ــﺎ ﻫـ ــﻮ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﳌﻐﺮب‪ ،‬وﻫـ ــﻲ اﻟﻔﻠﺴ ـ ــﻔﺔ ﻣـ ــﻦ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺳﺒﻘﻴﺔ اﻹﻧﺬار ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺸﺮع‪.990‬‬

‫‪ -988‬أﻣﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﻋﺪد ‪ 04/178‬س‪ ،‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،04/12/01‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪) ،247‬ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮر(‪.‬‬
‫‪ -989‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.540-539‬‬
‫‪ -990‬ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪347‬‬
‫وﺑﻌﻴـ ــﺪا ﻋـ ــﻦ ﻣﻮﺿـ ــﻮع اﻟﺘـ ــﺪرج‪ ،‬ﺑﻘـ ــﻲ ﻟﻨـ ــﺎ أن ﻧﺜـ ــﲑ ﻧﻘﻄـ ــﺔ ﻣﻬﻤـ ــﺔ ﺗﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑـ ــﺎﻟﻄﻌﻦ ﰲ وﺟـ ــﻮد اﻻﻟﺘ ـ ـﺰام‬
‫اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﱯ‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ــﻚ أن اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎء اﻹداري أﻛـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﺣﻘﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم ﰲ اﳊﻤﺎﻳـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻛﻠﻤ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﻷﻣـ ــﺮ ﲟﻄﺎﻟﺒﺘ ـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻹدارة ﺑ ـ ــﺪﻳﻦ ﺿ ـ ـﺮﻳﱯ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻟـ ــﻪ أداؤﻩ‪ ،‬أو ﻻ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑ ـ ــﻪ‪ ،‬أو ﻣﻌﻔـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻦ أداﺋ ـ ــﻪ‬
‫ﲝﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو ﲟﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻫﻜـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﻘﺮ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺑﻄـ ـ ــﻼن‪ 991‬اﺳـ ـ ــﺘﺨﻼص اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫ﰲ ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﶈ ـ ــﺎﻟﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﻘﺎﻋ ـ ــﺪ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر اﳌﻐ ـ ــﺎدرة اﻟﻄﻮﻋﻴ ـ ــﺔ‪ ،992‬ﺑﻌﻠ ـ ــﺔ اﻧﺘﻔ ـ ــﺎء ﺻ ـ ــﻔﺘﻬﻢ ﻛﻤ ـ ــﺪﻳﻨﲔ‬
‫ﻟ ــﻺدارة اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳑ ــﺎ ﻳﺘﻌ ــﲔ ﻣﻌ ــﻪ إرﺟ ــﺎع اﳌﺒ ــﺎﻟﻎ اﳌﻘﺘﻄﻌ ــﺔ ﺑﺮﺳ ــﻢ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ اﳊﺠ ــﺰ ﻣ ــﻦ‬
‫اﳌﻨﺒ ـ ــﻊ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ إﺣ ـ ــﺪى اﻟﺼ ـ ــﻮر اﻟﺒ ـ ــﺎرزة ﻹﻗ ـ ـﺮار اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻟﻠﺘﻔﺴ ـ ــﲑ اﻟﻀ ـ ــﻴﻖ‬
‫ﻟﻠﻨﺼـ ــﻮص اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻟﻔﺎﺋ ـ ــﺪة اﳌ ـ ــﺪﻳﻨﲔ اﳌﻔﱰﺿ ـ ــﲔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟـ ــﻺدارة اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﺗﺄوﻳ ـ ــﻞ‬
‫ﻣﻘﺘﻀـ ـ ــﻴﺎت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 66‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 17-89‬اﶈـ ـ ــﺪث ﲟﻮﺟﺒـ ـ ــﻪ اﻟﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺪﺧﻞ ﻟﻔﺎﺋـ ـ ــﺪ‪‬ﻢ‪،993‬‬
‫ﺣﻴ ــﺚ ﺗ ــﻨﺺ ﰲ اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺴ ــﺎﺑﻌﺔ ﻣ ــﻦ ﻧﻔ ــﺲ اﳌ ــﺎدة ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ " ﻳﻌﻔ ــﻰ ﻣ ــﻦ اﻟﻀـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺪﺧﻞ‬
‫)‪ (...‬اﻟﺘﻌ ـ ــﻮﻳﺾ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﺿ ـ ــﻤﻦ اﳊ ـ ــﺪود اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﰲ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﳉ ـ ــﺎري ‪ ‬ـ ــﺎ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ وﲨﻴ ـ ــﻊ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀ ـ ــﺎت ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ــﺮر اﻟ ـ ــﱵ ﲢﻜ ـ ــﻢ ‪ ‬ـ ــﺎ اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ"‪.‬‬
‫ﻫ ــﺬا‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﺗﻔﺎﻋ ــﻞ اﳌﺸ ــﺮع اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﱯ ﻣ ــﻊ ﻫ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟ ــﻪ ﲟﻮﺟ ــﺐ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴ ــﺔ ﻟﺴ ــﻨﺔ ‪ 2004‬وﻣﻌـ ــﻪ‬
‫اﳌﺮاﺳـ ـ ــﻴﻢ و اﳌﻨﺎﺷـ ـ ــﲑ اﻟﻮزارﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺼـ ـ ــﺎدرة ﰲ اﳌﻮﺿـ ـ ــﻮع‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 57‬ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺪوﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻀ ـ ـﺮاﺋﺐ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﺻ ـ ـﺮﻳﺢ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﻟﺘﻌﻮﻳﻀ ـ ــﺎت ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻐ ـ ــﺎدرة اﻟﻄﻮﻋﻴ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻣﻌﻔ ـ ــﺎة ﻣ ـ ــﻦ أداء‬
‫اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻔﻀ ـ ــﻞ ﰲ إﻗـ ـ ـﺮار ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻘﺘﻀ ـ ــﻰ اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ إﳕ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ــﻮد‬

‫‪ -991‬ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ﲟﻜﻨﺎس‪ ،‬رﻗﻢ ‪ ،9/2011/223‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2011/05/18‬ﻣﻠﻒ ﻋﺪد ‪ ،9 /2010/116‬أوردﻩ‬
‫رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪.560-559‬‬
‫‪ -992‬اﳌﺮﺳﻮم رﻗﻢ ‪ ،2.04.811‬ﺻﺎدر ﰲ ‪ 10‬ذي اﻟﻘﻌﺪة ‪ 23) 1425‬دﻳﺴﻤﱪ‪ ،(2004‬ﳛﺪث ﺑﺼﻔﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﳌﻐﺎدرة‬
‫اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ﳌﻮﻇﻔﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﲔ‪ ،‬ج‪ .‬ر رﻗﻢ ‪ ،5277‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،2004 /12/27‬ص ‪.4136‬‬
‫‪ -993‬اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 17-89‬ﲢﺪث ﲟﻮﺟﺒﻪ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬ﺻﺎدر ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ اﻟﻈﻬﲑ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ ‪ ،1.89.116‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 21‬ﻣﻦ‬
‫رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﱐ ‪ 21) 1410‬ﻧﻮﻓﻤﱪ‪ ،(1989‬ج‪ .‬ر رﻗﻢ ‪ ،4023‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪.1989/12/06‬‬
‫‪348‬‬
‫ﺑﺎﻟﺪرﺟـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ إﱃ ﺗ ـ ـ ـﻮاﺗﺮ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ــﺎدات اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻻﲡـ ـ ــﺎﻩ‪ .‬وﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء اﻹداري ﻗـ ـ ــﺪ‬
‫أﺳﻬﻢ ﰲ إﻗﺮار ﻗﺎﻋﺪة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺴﲑﻩ ﻟﻐﻤﻮض اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳌﻠﺰﻣﲔ‪.994‬‬

‫‪ -994‬رﺿﻮان اﻋﻤﻴﻤﻲ‪ :‬ﺿﻤﺎﻧﺎت اﳌﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﻼص اﳉﺒﺎﺋﻲ ﺑﲔ اﻣﺘﻴﺎزات اﻹدارة اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وﺳﻠﻄﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.561‬‬
‫‪349‬‬
 ‫‪@@ZïãbrÛa@áŽÔÛa@ò·b‬‬
‫ﰲ ﺧﺘ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘﺴ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﺜ ـ ـ ـ ــﺎﱐ اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻴ ـ ـ ـ ــﻮب اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺈﺟﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‪ ،‬ﺳﻨﺤﺎول اﺳﺘﺨﻼص أﻫﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻘـ ـ ــﺪ وﺿـ ـ ــﻊ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌﻐـ ـ ــﺮﰊ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺴـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ‪ ،‬اﻟـ ـ ــﱵ ﺑﺎﺣﱰاﻣﻬـ ـ ــﺎ ﺗﻜـ ـ ــﻮن‬
‫اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ اﺣﱰﻣﺖ ﻣﺒﺪأ اﳌﺸﺮوﻋﻴﺔ؛‬
‫‪ -‬ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ اﻟﺘ ـ ـ ــﺪرج ﰲ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ إﺣ ـ ـ ــﺪى اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ أﻗﺮ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻣﺪوﻧ ـ ـ ــﺔ ﲢﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﻟ ـ ــﺪﻳﻮن اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠ ـ ــﺰم اﶈﺎﺳ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪،‬‬
‫وذﻟ ـ ــﻚ اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﺑ ـ ــﺎﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﳉ ـ ــﱪي ﰒ اﻹﻧ ـ ــﺬار اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﰒ‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺎﻗﻲ اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ـ ــﺮى ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ اﺳ ـ ـ ــﺘﻨﻔﺎذ اﻵﺟ ـ ـ ــﺎل اﶈ ـ ـ ــﺪدة‬
‫ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﺮﺿﺎﺋﻲ؛‬
‫‪ -‬وأﺧ ـ ـ ـﲑا‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن ﻋـ ـ ــﺪم ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ أي إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻣـ ـ ــﻦ إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼـ ـ ــﻴﻞ ﻳـ ـ ــﺆدي إﱃ إﻟﻐـ ـ ــﺎء ﻫـ ـ ــﺬا‬
‫اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاء وﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴ ـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻼﺣﻘ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ دون إﻟﻐ ـ ــﺎء اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﻣ ـ ــﱴ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ‬
‫ﺻـ ـ ــﺤﻴﺤﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻷن ﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﲏ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺑﺎﻃـ ـ ــﻞ ﻓﻬـ ـ ــﻮ ﺑﺎﻃـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﻠ ـ ـ ـﱰاﺑﻂ ﺑـ ـ ــﲔ ﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ‬
‫إﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ‪ ،‬إﻻ أن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻹﻟﻐ ـ ـ ــﺎء ﻻ ﳝﻨ ـ ـ ــﻊ اﶈﺎﺳ ـ ـ ــﺐ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ـ ــﻴﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫إﻋﺎدﺗﻪ وﺗﺼﺤﻴﺤﻪ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ووﻓﻖ اﻟﺸﻜﻠﻴﺎت اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬

‫‪350‬‬
 ‫@@@‪@@ZòßbÇ@ò·b‬‬
‫ﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﺣﺎوﻟﻨ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ ﻧﻔ ـ ـ ــﺾ اﻟﻐﺒ ـ ـ ــﺎر ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻣﻮﺿ ـ ـ ــﻮع " اﻟﻌﻴ ـ ـ ــﻮب اﳌﺴ ـ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة‬
‫اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ"‪ ،‬ذﻟـ ــﻚ اﳌﻮﺿـ ــﻮع اﻟـ ــﺬي ﻗﻠﻤـ ــﺎ ﺣﻈـ ــﻲ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤ ــﺎم اﻟـ ــﻼزم ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﺒـ ــﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬ﻟﺪرﺟـ ــﺔ ﳝﻜـ ــﻦ‬
‫ﻣﻌﻬـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﻮل إن ﻫـ ــﺬا اﳌﻮﺿـ ــﻮع ﳜﻴـ ــﻒ اﳌﻤﺎرﺳـ ــﲔ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧـ ــﻪ ﻳﻈﻬـ ــﺮ اﻹﺧـ ــﻼﻻت واﻟﻨ ـ ـﻮاﻗﺺ اﻟـ ــﱵ ﺗﺸـ ــﻮب‬
‫اﳌﺴﺎﻃﺮ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﳌﻠﺰﻣﻮن ﺳﻴﺌﻮ اﻟﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺰاﻣﺎ‪‬ﻢ اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻨﻨ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻜـ ــﺲ‪ ،‬وﻧﻈ ـ ـﺮا ﳌ ــﺎ ﻋﺎﻳﻨـ ــﺎﻩ ﻣ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﳑﺎرﺳ ــﺘﻨﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﺑﺈﺣـ ــﺪى اﳌﺼ ــﺎﱀ اﳌﻜﻠﻔـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ اﻟﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻮزارة اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ارﺗﺄﻳﻨ ـ ــﺎ اﳋ ـ ــﻮض ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ﻟﺘﻨﺒﻴ ـ ــﻪ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ أوﻻ‪،‬‬
‫وﺣﺜﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻃﺮ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء‪.‬‬
‫ﻫـ ــﺬا‪ ،‬وﻻ أﺣـ ــﺪ ﳚـ ــﺎدل ﰲ اﻟﻄـ ــﺎﺑﻊ اﻹﺟﺮاﺋـ ــﻲ واﳌﺴـ ــﻄﺮي ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓـ ــﺪورﻩ اﻷﺳـ ــﺎس ﻫـ ــﻮ‬
‫ﺗ ـ ــﻮﻓﲑ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﻜﺎﻓﻴ ـ ــﺔ ﻟﺘﻤﻜ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ اﳊﻠﻘ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﻌﻴﻔﺔ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟ ـ ــﺔ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ – ﺣﺴ ـ ــﺐ‬
‫رأي اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ‪ ،-‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻏـ ـ ــﲑ أن ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻂ اﻟﻀ ـ ــﻮء ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم ﳚ ـ ــﺐ أن ﻻ ﳚﻌﻠﻨ ـ ــﺎ ﳒ ـ ــﺰم ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﻮل إن وﻇﻴﻔ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ ﻓﻘ ـ ــﻂ ﲤﻜ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣـ ـ ـﻦ‬
‫ﳏﺎﻛﻤ ـ ــﺔ ﻋﺎدﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺘﻪ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﳊﻘ ـ ــﻮق‪ ،‬ذﻟ ـ ــﻚ أن وﻇﻴﻔ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﺘﻌ ـ ــﺪى ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى ﻟﺘﺘﻤﺤ ـ ــﻮر أﺳﺎﺳ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ وﻋﻘﻠﻨ ـ ــﺔ اﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺎت واﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻘ ـ ــﻮم ‪ ‬ـ ــﺎ اﻹدارة ﻗﺼ ـ ــﺪ‬
‫اﲣﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎﺋﺒﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ـ ــﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻜ ـ ـ ـﺮﻳﺲ اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ــﻤﺎﻧﺎت واﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﳌﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﻣﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض واﻟﺘﺤﺼ ـ ــﻴﻞ‬
‫اﳉﺒ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ رﺗ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ــﺎء اﻹداري ﺑﻄ ـ ـ ـ ــﻼن ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﻄﺮة اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ أي إﺧ ـ ـ ـ ــﻼل ‪ ‬ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ وﺿ ـ ــﻊ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﺿـ ـ ـﻮاﺑﻂ وآﻟﻴ ـ ــﺎت ﻣﺴ ـ ــﻄﺮﻳﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻌ ـ ــﲔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧـ ـ ــﲑة اﺣﱰاﻣﻬـ ـ ــﺎ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺎﳌﻠﺰﻣﲔ ﺑﺎﳉﺒﺎﻳـ ـ ــﺔ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر ﺣﻔـ ـ ــﻆ ﺣﻘﻬـ ـ ــﻢ ﰲ اﻟـ ـ ــﺪﻓﺎع اﻟـ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﻜﻠﻔﻪ اﳌﺴﻄﺮة اﻟﺘﻮاﺟﻬﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﻹداري ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻗ ـ ـﺮار وﺗﻜ ـ ـﺮﻳﺲ ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ أﻛ ـ ــﱪ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰﻣﲔ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﳌﺮوﻧ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﻣﻮﻗ ـ ــﻒ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء اﻹداري ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﻟ ـ ــﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ‬

‫‪351‬‬
‫ﻟﻄ ـ ــﻒ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﺸـ ـ ــﺪد اﳊـ ـ ــﺮﰲ اﻟ ـ ـ ـﻮارد ﰲ اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻌ ـ ــﺪم إﻟ ـ ـ ـﺰام اﳌـ ـ ــﺪﻋﻲ‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻨ ـ ــﺎزع ﰲ ﺻ ـ ــﻔﺘﻪ ﻛﻤﻠ ـ ــﺰم أو ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم اﺣـ ـ ـﱰام اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﳌﺴ ـ ــﻄﺮة اﻟﻔ ـ ــﺮض اﻟﻀـ ـ ـﺮﻳﱯ‪،‬‬
‫وأﻳﻀﺎ اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﱵ ﻛﺮﺳﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى آﺟﺎل اﻟﺪﻋﻮى اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫إن ﺻـ ـ ـ ــﻴﺎﻧﺔ اﳊﻘـ ـ ـ ــﻮق واﳊﺮﻳـ ـ ـ ــﺎت ﺗﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ اﶈـ ـ ـ ــﺪد اﻷﺳـ ـ ـ ــﺎس ﰲ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻹداري اﻟـ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﺳ ـ ـ ــﻌﻰ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﺟﺘﻬﺎداﺗ ـ ـ ــﻪ ﻟﺒﻠﻮر‪ ‬ـ ـ ــﺎ واﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰﻫ ـ ـ ــﺎ دﻋﻤ ـ ـ ــﺎ ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ ﳊﻘ ـ ـ ــﻮق اﳌﻠ ـ ـ ــﺰم وﺗﻮﺧﻴ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﳊﻖ واﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬وﻟﻜﻦ دون إﻫﺪار اﳌﻮارد اﳊﺒﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻼﻓ ـ ـﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒـ ــﺎﻩ‪ ،‬ﻫـ ــﻮ أﻧـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟ ـ ـﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺪور اﻹﳚـ ــﺎﰊ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑـ ــﺔ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻜﺸـ ــﻒ‬
‫ﻋـ ــﻦ اﻟﻌﻴـ ــﻮب اﳌﺴـ ــﻄﺮﻳﺔ ﰲ اﳌـ ــﺎدة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﳌﻼﺣﻈـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ ﻫـ ــﻲ ﺗﻀـ ــﺎرب اﻷﺣﻜـ ــﺎم‪ ،‬ﻓـ ــﺒﻌﺾ‬
‫اﶈـ ــﺎﻛﻢ ﺗﻘﻀـ ــﻲ ﺑـ ــﺒﻄﻼن اﳌﺴـ ــﻄﺮة ﻟﻌﻴـ ــﺐ ﺷـ ــﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬ﰲ ﺣـ ــﲔ ﺗﻘﻀـ ــﻲ اﻷﺧـ ــﺮى ﺑﺼـ ــﺤﺔ اﳌﺴـ ــﻄﺮة‪ ،‬ﻟﻴﻈﻬـ ــﺮ‬
‫ﻟﻨـ ـ ــﺎ دور ﳏﻜﻤـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﻨﻘﺾ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻮﺣﻴـ ـ ــﺪ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ــﺎد اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ــﺘﻄﺎﻋﺖ إﱃ ذﻟـ ـ ــﻚ‬
‫ﺳﺒﻴﻼ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ أن ﻏﻤ ـ ـ ــﻮض ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﲢﺘﻤ ـ ـ ــﻞ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ـﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮاءات‪ ،‬ﳚﻌ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻹدارة ﲢـ ــﺮص ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺮﻓﻴـ ــﺔ اﻟﻨﺼـ ــﻮص‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤـ ــﺎ ﻳﻌﻤـ ــﻞ اﻟﻘﻀـ ــﺎء اﻹداري ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺄوﻳـ ــﻞ ﻣﻀـ ــﺎﻣﻴﻨﻬﺎ ﳌـ ــﺎ ﻓﻴـ ــﻪ‬
‫ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﻠ ـ ــﺰم‪ ،‬ﻓﻨﻜ ـ ــﻮن أﻣ ـ ــﺎم رأﻳ ـ ــﲔ ﳐﺘﻠﻔ ـ ــﲔ ﻛﻼﳘ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺤﻴﺢ‪ ،‬ﳍ ـ ــﺬا وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌﻐ ـ ــﺮﰊ‬
‫وﺿ ـ ــﻊ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻟﻠﻤﺴ ـ ــﺎﻃﺮ اﳉﺒﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﻳﺒ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ــﻪ اﳌﺴ ـ ــﻄﺮة وﺟ ـ ــﺰاء ﻋ ـ ــﺪم اﺣﱰاﻣﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﺳﻴﺴ ـ ــﻬﻞ‬
‫ﻣﺄﻣﻮرﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎء‪.‬‬
‫وﰲ اﳋﺘـ ــﺎم‪ ،‬أرﺟـ ــﻮ أن ﻳﻜـ ــﻮن ﻫـ ــﺬا اﻟﺒﺤـ ــﺚ ﻗـ ــﺪ ﻗـ ــﺪم اﳌﺒﺘﻐـ ــﻰ ﻣﻨـ ــﻪ‪ ،‬وأن ﻳﻜـ ــﻮن ﻧﺎﻓـ ــﺪة ﻟﻠﺘﻮﺳـ ــﻊ‬
‫وﻣﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ إﺷ ـ ــﻜﺎﻻت أﺧ ـ ــﺮى ﱂ ﻧﻘ ـ ــﻢ ﲟﻌﺎﳉﺘﻬ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻴﺲ ﺳ ـ ــﻬﻮا ﻣﻨ ـ ــﺎ أو ﺗﻘﺼـ ـ ـﲑا‪ ،‬وﻟﻜ ـ ــﻦ ﻟﻜ ـ ــﻮن ﻃﺒﻴﻌ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻮﺿ ـ ـ ــﻮع ﻗ ـ ـ ــﺪ ﻓﺮﺿ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻨ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻘﺴ ـ ـ ــﻴﻢ‪ ،‬وﻻ ﻳﺴ ـ ـ ــﻌﲏ إﻻ أن أﻗ ـ ـ ــﻮل أﱐ اﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺪت وﲢﺮﻳ ـ ـ ــﺖ‪،‬‬
‫ﻓﻌﺴﻰ أﻻ أﺣﺮم أﺟﺮ ﻣﻦ اﺟﺘﻬﺪن وﻟﻜﻞ ﳎﺘﻬﺪ ﻧﺼﻴﺐ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﷲ ﻓﻠﻴﺘﻮﻛﻞ اﳌﺆﻣﻨﻮن‪.‬‬

‫‪352‬‬
 ‫ا‬

‫‪353‬‬
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
 ‫ة‬ ‫ا ا ا‬

‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫‪.I‬ا ا‬

‫ٔاو ‪.‬ا ـ ‪:‬‬
‫‪ (1‬إ ا‪ " #‬ا ! ‪ :‬ا * ) ـ !‪ 1.‬ا (ـ '&‪ ،%‬ا !‪/‬ـ " ا ‪.‬ـ ‪ %,-,‬وا‪ +‬ا ـ‪ * %‬ـ) ا (ـ '&‪%‬‬
‫ٔا<ـ م ا ‪:‬ـ ن ا (ـ '& وا ـ ‪ "9‬ا ا ـ وا ‪8‬ـ ‪ 6 !7‬وا ــ!‪6 1.‬ــ‪5 %‬ــ‪3 4‬ـ ‪-,‬ن ا (ـ '&‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫? ـ ا ـ >‪ 4‬ر‪ 3‬ــ" ‪ A 91‬ــ! ‪ F!< ،2005‬ـ ة ا ـ رف‪ ،‬ا‪ 8+‬ـ ! ر' ‪ ،‬ا *& ـ ا و ـ ‪ 8 ،‬ــ!‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ (2‬إ ـ ـ ا‪ " #‬ﺣ ‪9‬ـ ـ ت‪ :‬ا ـ ـ رات ا ‪8 A‬ـ ـ وا ‪' O‬ـ ـ ـ ـ ب‪ > ،‬ــ‪M‬ل ‪3‬ـ ـ ‪ ) ,‬و‪,‬ﺼ ــ‪ &3 J‬ــ‪4‬‬
‫ا ' ‪ ،‬ا ط‪.1985 ،‬‬
‫‪(3‬ا ) <!‪-/‬ر‪ A :‬ن ا ب‪ ،‬ا ‪T:‬ء ‪ ،1‬وت‪ ،‬دار إﺣ ـ ء ا ـ اث ا ـ‪ ،%‬ا *& ـ ‪8 ،3‬ـ!‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ٔ (4‬ا ‪ٔ ? -‬ا س‪ٔ :‬ا\‪-‬ل ا ‪ 9‬ت ا ‪ ) ,‬ا !ﺺ وا ‪ Z‬د وا ‪.O‬ـﻪ "درا‪8‬ـ <‪ .‬ر‪,‬ـ "‪،‬‬
‫ٔ‬
‫<!‪-F‬رات ا &‪ %‬ا ‪ 3-.‬وت‪ ،‬ا *& ا و ‪.2002 !8 ،‬‬
‫‪ٔ (5‬اﺣ ـ ٔا ــ‪ -‬ا ‪ 6-‬ـ ‪ :‬إ ـ اءات ا !‪ O‬ــ^ ‪6‬ــ‪ %‬ا ــ‪-‬اد ا ‪ ,‬ـ وا ‪ :‬ر' ـ ‪ ( .‬ـ ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن ٔا\ــ‪-‬ل‬
‫ا ‪ 9‬ت ا &! ‪ ،%,‬ا *& ‪.1980 ،2‬‬
‫ٔ‬
‫‪ٔ (6‬اﺣ ـ ا &‪.‬ـ ‪ :%‬ﺣ‪:‬ــ‪ T‬و ـ ا \ــ‪ 4‬ا ‪:‬ـ ري ـ ) < و‪,‬ـ ا ‪:‬ـ رة و‪3‬ـ ‪-,‬ن ا ‪A‬ــ* ة ا ‪ ,‬ـ‬
‫و< و‪ a ,‬ﺼ ‪ 4‬ا '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪ ،‬دار ا ‪A‬ـ‪M‬م *& ?ـ وا !‪F‬ـ وا ‪-‬ز'ـ ‪ ،‬ا ـ ط‪ ،‬ا *& ـ‬
‫ٔ‬
‫ا و ‪.2014 !8 ،‬‬
‫‪(7‬إدر'ـ ــ‪ c‬ا ـ ــ‪-‬ي ا &ـ ـ وي‪ :‬ا ـ ـ‪T‬ام ‪' /,‬ـ ـ ا ‪.‬ـ ـ ‪ &*< ،‬ـ ـ ا !‪:‬ـ ـ ح ا ‪' :‬ـ ـ ة‪ ،‬ا ـ ـ ار‬
‫ٔ‬
‫ا & ( ء‪ ،‬ا *& ا و ‪.1996 ،‬‬
‫‪ (8‬ا< ـ ـ ‪ O‬و ــ‪ :%‬و‪f‬ـ ـ ا ـ ـ ا ! ) ‪ 6‬ــ‪A< %‬ـ ـ ﻃ \ـ ـ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و ـ ـ ‪ ،‬درا‪8‬ـ ـ ت ‪ ,-, 3‬ـ ـ‬
‫ٔ‬
‫< ‪ ، .‬ا د ‪ &*< ،3‬ا !‪ :‬ح ا ‪ ' :‬ة‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪ ،‬ا *& ا و ‪.2006 ،‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪ (9‬ا < ا‪,‬ــ‪ %‬ز‪ *,‬ـ ر ا ‪A‬ــ)‪ :‬ا ! ز? ـ ت ا ‪ &:‬ـ "ا ‪:‬ــ‪T‬ء ا ول"‪ ،‬ﻃ ـ ق ا‪ 8‬ـ ‪Mh‬ص ا ( ـ ا‬
‫ا & ‪ j‬ة وا ! ز? ‪ " ' " ، Z 6‬ا‪ j+‬رة إ دار ا *& و‪. !8‬‬

‫‪372‬‬
 ‫‪ٔ (10‬ا< ! ـ ـ & ـ ـ ان‪ :‬ا ‪ (.‬ـ ـ ء ا‪+‬داري "د? ـ ــ‪-‬ى ا ‪ (.‬ـ ـ ء ا ‪ F‬ـ ـ <‪ ،"4‬ا !‪ F‬ـ ــ‪-‬رات ا ‪ < :‬ـ ـ‬
‫ٔ‬
‫‪ ،‬ا *& ا و ‪ ،‬ا ط‪.1996 !8 ،‬‬ ‫ا‬
‫ٔ‬ ‫ٓ‬
‫‪ٔ (11‬ا‪ ,‬ـ ‪ c‬إ ـ ا‪ " #‬وا> ـ ون‪ :‬ا ‪:‬ــ" ا ‪ 8-‬ـ ‪ ،m‬ا ‪:‬ــ‪T‬ء ا ول‪ ،‬ـ ون ﻃ& ـ ‪ ،‬ا ‪ .‬ـ ‪ #‬ة <‪ :‬ـ‬
‫ا ا ‪.1999 !8 ،‬‬
‫‪-n(12‬ر'ـ ــ‪ :%,-‬ا ‪ (.‬ـ ء ا‪+‬داري و ر‪ 3‬ــﻪ ? ـ ٔا? ـ ل ا‪+‬دارة ‪ -‬درا‪ 8‬ـ <‪ .‬ر‪,‬ـ ‪ ،-‬دار ا !‪ F‬ـ‬
‫ٔ‬
‫ا ‪-A:‬ر و ة‪ ،‬ا *& ا و ‪.2005 !8 ،‬‬
‫‪(13‬ﺣ‪ & :‬ـ ‪ Z‬ـ ‪ 9‬ن‪ a :‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ( ـ '& ـ ) ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن ا ‪A‬ــ* ة ا ‪ ,‬ـ و>ﺼ‪ \-‬ـ‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ ' F‬ا ( '&‪ ،%‬ا *& وا ‪-‬را‪ 3‬ا ‪-‬ﻃ! ‪ ،‬ا *& ا و ‪ < ،‬ا‪ < ،p9‬ي ‪.2006‬‬
‫‪(14‬ا ‪A‬ـ ــ) ‪9‬ـ‪ q‬ـ ـ ‪ :‬ا & ـ ــ‪6 r‬ـ ــ‪ %‬ا ـ ـ دة ا ‪ &:‬ـ ـ ? ـ ـ ‪f‬ـ ــ‪-‬ء ا ‪F‬ـ ـ ' ا ‪&:‬ـ ـ ‪ %‬وا ‪Z‬ـ ـ د‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ &*< ،% (.‬ا <! ا ط‪.2012 !8 ،‬‬
‫‪(15‬ﺣ ـ ة ا &‪:‬ـ ـ ا'!‪-3 :%‬ا?ـ ـ ا ‪ f .‬ــ‪ 6 %‬ــ‪ %‬ا ـ ـ دة ا ( '& ـ ـ درا‪ 8‬ـ ‪ ,‬ـ ـ ذج < ــ) ا ! ز?ـ ـ ت‬
‫ا ‪ &:‬ـ ـ وا‪j+‬ـ ـ ت ا * وﺣـ ـ ‪6‬ـ ــ‪ %‬ا ـ ـ ان ا ـ ــ‪> %‬ـ ــ‪M‬ل < اﺣـ ــ‪ 4‬ا ‪?-‬ـ ـ ء وا ﺼـ ــ‪O‬‬
‫ٔ‬
‫‪ A 8 ،‬درا‪ 8‬ت ‪ &*< ، (3‬ا <! ‪،‬‬ ‫وا ﺼ ‪-F!< ،-4‬رات <‪ :‬ا ‪-.‬ق ا‬
‫ٔ‬
‫ا ط‪ ،‬ا *& ا و ‪.2009 ،‬‬
‫‪ (16‬ر‪j‬ـ ﺣ‪ -‬ـ ‪ٔ :%‬اﺣ ـ م ا & ــ‪ r‬ـ ) ا !‪/‬ـ ا ‪Z.O‬ــ‪ %‬وا ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ‪6 %‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ــ‪%‬‬
‫ٔ‬
‫وا ‪ .‬رن‪ &*< ،‬إ' ‪- A A‬ن‪ ،‬ا *& ا و ‪.2009 !8 ،‬‬
‫‪(17‬ز‪' 9‬ـ ا ا ــ‪ !< :%‬ز?ـ ت ا ‪:‬ــ‪ T‬ا ‪.‬ـ ري‪ :< ،‬ـ ا ‪.‬ــ‪-‬ق ا ـ ‪A 8 ،‬ـ ا را‪8‬ـ ت‬
‫ٔ‬ ‫ٓ‬ ‫ٔ‬
‫!‪ F‬وا ‪-‬ز' ‪ ،‬ا *& ا و ‪.2012 !8 ،‬‬ ‫وا ث‪ ،‬دار ا ‪ 6‬ق ا‬
‫‪(18‬ز‪ ' 9‬ء ‪ :%<-‬ا ! ز? ت ا ( '& ‪ %6‬ر ـ‪ m‬و‪ a‬ﺼـ ‪ 4‬ا (ـ '& ‪ &*< ،‬ـ < ـ ا ‪.‬ـ ‪ #‬ة‬
‫وا ـ ب ا ‪.1990 !8 ،% < :‬‬
‫‪ :%<-‬ا ! ز? ت ا ( '& ‪ < &*< ،‬ا ‪ # .‬ة‪.1990 !8 ،‬‬ ‫‪(19‬ز‪ ' 9‬ء <‬
‫‪8 (20‬ـ ـ د ! ــ‪-‬ر‪ :‬ا ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ـ ‪ 6 %‬ــ‪ %‬ا ـ ـ دة ا ‪ &:‬ـ ـ ‪ -‬درا‪8‬ـ ـ ‪ a‬ـ ـ ‪ ,-, 3‬ـ ـ ‪ Z.6‬ـ ـ و‬
‫ٔ‬
‫‪ٔ < (3‬اﺣ ث ا ‪ Z‬دات ا ‪ (.‬ا ﺼـ درة ?ـ) ا ‪ :‬ـ‪ c‬ا ? ـ ‪ &*< ،-‬ـ دار ا ‪ .‬ـ"‪،‬‬
‫ٔ‬
‫ا ط‪ ،‬ا *& ا و ‪.2003 ،‬‬
‫‪ &? 8 (21‬ا ـ '" <&ـ رك‪ٔ :‬اﺣ ـ م ‪3‬ـ ‪-,‬ن ا !‪ O‬ـ^‪ < ،‬ـ ـ اد‪ ،‬ا *& ـ ا ‪q q‬ـ ‪8 ،‬ـ!‬
‫‪.1978‬‬

‫‪373‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪ O8(22‬ن ادر'‪-‬ش ور‪j‬ـ ة ا ﺼـ ي‪a :‬ﺼـ ‪ w‬ا ‪8‬ـ س ا (ـ '&‪ -%‬درا‪8‬ـ <‪ .‬ر‪,‬ـ ‪ &*< ،-‬ـ‬
‫ٔ‬
‫دار ا ‪ " .‬ا ط‪ ،‬ا *& ا و ‪.2002 !8 ،‬‬
‫‪8(23‬ـ ن ـ‪T<-‬وغ‪ :‬ا ا‪&3‬ـ ا ‪ &:‬ـ ‪ .‬و ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا ـ ب‪ &*< ،‬ـ دار ا ‪A‬ـ‪M‬م‪ ،‬ا ـ ط‪،‬‬
‫ٔ‬
‫ا *& ا و ‪.2016 !8 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪(24‬ا * ـ ?& ـ ا ‪ A‬ــ‪M‬م ـ ادة‪ O!a :‬ــ^ ا ﺣ ـ م ا‪+‬دار' ـ وا ‪ .‬ــ‪-‬ق ا ــ‪ : a %‬ــ‪ ( 3 T‬ـ ‪، Z‬‬
‫ٔ‬
‫<*& ا <! ‪ ،‬ا ط‪.2003 !8 ،‬‬
‫ٔا ـ‪ # -‬ـ‪6 :J‬ـ‪ %‬ﻃـ ف ا !‪ O‬ـ^ وا ـ ‪6 yO‬ـ‪ %‬ا ‪ ,‬ـ وا ‪ :‬ر'ـ ‪ ،‬دون ذ‪9‬ـ دار‬ ‫‪ &? (25‬ا‬
‫ا !‪ ، F‬ا *& ا ‪.1923 !8 ، , q‬‬
‫ٔ‬
‫‪&? (26‬ـ ـ ا ـ ـ ا ‪ F‬ــ‪-‬ار ‪ :%‬ا ــ&*‪M‬ن ا ـ ـ ‪ %,‬ا‪ +‬ا ــ‪ %‬وا ‪ f-‬ــ‪F!< ،%?-‬ـ ـ ة ا ـ ـ رف‪،‬‬
‫ا‪ ! 8+‬ر' ‪ ،‬ون ﻃ& ‪.‬‬
‫‪ &? (27‬ـ ا ﺣ ـ ن ا ـ ‪ M‬ورﺣ ـ " ا * ــ‪-‬ر‪ a :‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ( ـ ا وا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ? ـ ‪ f‬ــ‪-‬ء‬
‫ٔ‬
‫ا و‪ ,‬ا ‪ ' :‬ة )‪-, 3‬ن ‪ &*< ،(15.97‬ا <! ‪ ،‬ا ط‪.2000 !8 ،‬‬
‫‪ &?(28‬ا ﺣ ـ ن ا ـ ‪ :M‬ا‪&n+‬ـ ت ‪6‬ـ‪ %‬ا ـ دة ا ‪ &:‬ـ ـ ) ا ‪-.‬ا?ـ ا <ـ و>ﺼ‪\-‬ـ ا ـ دة‬
‫ٔ‬
‫)? ‪-f‬ء ا ر‪ 8‬وا ‪ Z‬د ا ‪ &*< ،(% (.‬ا <! ‪ ،‬ا ط‪.2013 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ &? (29‬ا زاق ا ‪-Z!A‬ري‪ :‬ا ‪ j %6 m 8-‬ح ا ‪-, .‬ن ا ‪ ،%,‬ا ‪:‬ـ‪T‬ء ا ول ‪<-‬ﺼـ در ا ـ‪T‬ام‪-‬‬
‫ٔ‬
‫‪ ،‬دار ا !‪ < : F‬ت ا ﺼ ' ‪ ،‬ا *& ا و ‪.1952 !8 ،‬‬
‫‪ &? (30‬ـ ا ـ زاق ا ‪A‬ــ!‪-Z‬ري‪< :‬ﺼ ـ در ا ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪.O‬ــﻪ ا‪8+‬ــ‪ ،%<M‬ا ‪:‬ــ‪T‬ء ا ‪ h‬ـ <‪F!< ،c‬ــ‪-‬رات‬
‫< ا ا' ‪ ،‬وت‪ ،‬ون ‪. !8‬‬
‫‪ &?(31‬ـ ا ‪'T‬ــ‪ 6-a T‬ـ ‪ j :‬ـ ح ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن ا ‪A‬ــ* ة ا ‪ ,‬ـ وا !‪ /‬ـ " ا ‪ (.‬ـ ‪ ،%‬ا ‪:‬ــ‪T‬ء ا ‪ q‬ـ ‪،%,‬‬
‫<*& ا رف‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪.1998 !8 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ &?(32‬ا ‪ O‬ح ﺣ‪ :)A‬ا ‪ (.‬ء ا‪+‬داري ‪ -‬ا ‪T:‬ء ا ول ‪ (3 -‬ء ا‪ +‬ء‪ < ،‬ـ & ا ‪:‬ـ‪M‬ء ا ‪' :‬ـ ة‬
‫ٔ‬
‫!ﺼ‪-‬ر' ‪< ،‬ﺼ ‪ ،‬ا *& ا و ‪.1978 !8 ،‬‬
‫‪&?(33‬ـ ـ ا ‪.‬ـ ـ در ا ‪aM‬ـ ــ‪ :%‬ا !ـ ـ‪T‬اع ا (ـ ـ '&‪6 %‬ـ ــ‪ %‬ا ‪F‬ـ ـ ' ا ـ ــ‪ %‬ا ـ ــ‪6 T -‬ـ ــ‪ %‬ا !‪T‬ا?ـ ـ ت‬
‫ٔ‬
‫ا ( ـ '& ? ـ <‪ A‬ـ ‪-‬ى ٔا‪ 8‬ــ‪ 6 c‬ـ ض ا ( ـ '& واﺣ ‪ A‬ـ ‪ ، Z‬دار ا ﺣ ' ـ !‪ F‬ـ ‪ ،‬ا *& ـ‬
‫ا ‪.2001 !8 ، , q‬‬

‫‪374‬‬
 ‫‪ &? (34‬ـ ـ ا ‪ .‬ـ ـ در '! ـ ـ ‪ < :‬ـ ـ >‪ 4‬را‪ 8‬ـ ـ ا ‪ .‬ـ ـ ‪-,‬ن ا‪+‬داري وا ـ ــ‪-‬م ا‪+‬دار' ـ ـ ‪ ،‬دار ا !‪ F‬ـ ـ‬
‫‪ ،‬ا *& ‪.2005 !8 ،3‬‬ ‫ا‬
‫‪ &? (35‬ـ ا * ــ‪ J‬ا ا‪,‬ــ‪ %‬و< ـ اد ا ‪ h‬و ــ‪ :%‬ا‪\+‬ــ‪M‬ح ا ‪ ' :‬ـ ‪6‬ــ‪ < %‬ـ ان ‪ a‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ( ـ ا‬
‫وا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪F!< ،‬ـ‪-‬رات ا ‪ :‬ـ ا ـ ـ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪A 8 ،‬ـ <‪-‬ا‪f‬ـ‬
‫ا ‪ ? ، ? A‬د ‪.2000 !8 ،22‬‬
‫‪ &? (36‬ـ ﷲ ﺣ ـ اد‪ . &*a :‬ـ ت ا ـ ?‪-‬ى ا‪+‬دار' ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ــ‪ F!< ،%‬ــ‪-‬رات ? ـ ظ‪،‬‬
‫ا ط‪ ،‬ﻃ& < رس ‪.2001‬‬
‫‪ &? (37‬ﷲ ‪ T -< :% M#‬ﻃـ ق ا ‪f .‬ـ‪ %‬وا ‪8‬ـ ‪Mh‬ص ا ‪&:‬ـ ي ‪6‬ـ‪ٔ %‬اداءات ا و ـ ـ‪،c,-‬‬
‫ون <*& ‪.1982 !8 ،‬‬
‫‪&? (38‬ـ ا ــ! " ا ‪F‬ـ ‪ 3‬وي‪' /, :‬ـ ا ﺼـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ـ ?‪-‬ى‪ < ،‬ـ &ـ ?&ـ ﷲ و‪&#‬ـ ‪ ،‬ا ‪.‬ـ ‪ #‬ة‪،‬‬
‫‪1947 !8‬‬
‫‪ &?(39‬ا ‪ T'T‬ا ‪ %‬ا ! ـ "‪/, :‬ـ م ا (ـ ا ‪6‬ـ‪ %‬ا‪8+‬ـ‪M‬م و<ـ ى ‪. &*a‬ـﻪ ‪6‬ـ‪ %‬ا ـ ا ـ‬
‫ا ‪- A‬د' < ا ‪ .‬ر‪ &? A8€< ، ,‬ا ‪ y O‬ا &‪ A‬ط وت‪ ،‬ا *& ا ‪.1975 !8 ، , q‬‬
‫‪ &? %<T? (40‬ا ‪ O‬ح‪ :‬إ اءات ا ‪-:‬ز ا !‪'^ O‬ـ وا ‪ /O‬ـ ‪ ،‬ا ـ ـ ا ‪:‬ـ < ‪ %‬ا ـ '•‪،‬‬
‫ا‪ ! 8+‬ر' ‪ ،‬دار ا !‪ F! (Z‬ا ‪ # .‬ة‪.1986 !8 ،‬‬
‫‪T'T?(41‬ة ‪ !#‬از‪ :‬ا ‪ A‬ﻃ ا ( '& ) ا ‪-, .‬ن وا *& ‪ ،‬دار ٔا ‪ %‬ر‪ 3‬اق *& ?ـ وا !‪F‬ـ ‪،‬‬
‫ٔ‬
‫ا *& ا و ‪.2011 ،‬‬
‫‪M? (42‬ل ‪ A< :% 6‬ﻃ < ‪ - \ :‬ت ا ‪ .‬و ـ ‪ ،‬دار ا ‪A‬ـ‪M‬م *& ?ـ وا !‪F‬ـ وا ‪-‬ز'ـ ‪،‬‬
‫ا ط‪ ،‬ﻃ& د !& ‪.2012‬‬
‫‪ ? (43‬ـ ٔازو‪ 9‬ـ ر‪ :‬ا ‪ A‬ـ ﻃ ا ( ـ '& ـ ) ‪.6‬ــﻪ ا‪+‬دارة ا ( ـ '& وا ــ‪ 4‬ا ‪ (.‬ـ ‪ %‬ا ــ‪%‬‬
‫ٔ‬
‫‪ -‬ر\ ‪9‬ـ‪ 3 300 )< q‬ار ‪ &*< ،- % (3‬ا !‪ :‬ح ا ‪ ' :‬ة‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪.2016 !8 ،‬‬
‫‪ ? (44‬ـ ـ ‪ &,‬ـ ــ‪ 4‬إ‪8‬ـ ـ ? ‪3 :4‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ا‪ 6‬ـ ـ ت ا ‪ ,‬ـ ـ وا ‪ :‬ر'ـ ـ ‪ ،‬دار ا ‪ < :‬ـ ـ ا ‪' :‬ـ ـ ة‬
‫!‪ ، F‬ا‪ ! 8+‬ر' ‪.1994 !8 ،‬‬
‫‪ 6 (45‬رس ا ‪ :% &A‬ا ! ز? ت ا ( '& ‪ %6‬ا ‪ ' F‬وا ‪(.‬ـ ء ا ‪T:‬ا ـ‪ %‬ا ‪T:‬ا ـ ي‪ ،‬دار ‪<-#‬ـ ‪،‬‬
‫‪.2008 !8 ، ! *!A3‬‬
‫‪ % 6 (46‬وا ‪ %6 :%‬ا !‪ ^ O‬ا ‪ &:‬ي ا ‪ % (.‬وا‪+‬داري‪ ،‬دون ذ‪ 9‬دار ا !‪ ، F‬ﻃ& ‪.1980‬‬
‫‪375‬‬
‫ــ‪ %‬ا ‪ ' :‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ا !‪ :‬ـ ح‪ ،‬ا ارا & ( ـ ء‪،‬‬ ‫‪6(47‬ــ‪€‬اد < ــ‪M‬ل‪ j :‬ـ ح ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ‪ :‬ـ ري ا‬
‫ٔ‬
‫ا *& ا و ‪.1999 !8 ،‬‬
‫ـ ‪-‬ز' ـ‬ ‫‪ (48‬ـ ‪-‬ز‪ ,‬ـ ط‪ :‬ا ‪f .‬ــ‪ 6 %‬ــ‪ %‬ا ـ دة ا ( ـ '& ‪ F, ،‬ـ و‪-a‬ز' ـ ا ‪ F‬ـ ‪ 9‬ا‬
‫ٔ‬
‫ا ـ ب‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪،‬ا *& ا و ‪.2014 ،‬‬
‫ٓ‬
‫‪ < (49‬ـ ء ا ! ـ ) ا ‪ F‬ـ ‚ ا & ـ ‪ :‬ا ـ ل ‪6‬ــ‪ a %‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ( ـ '& ‪ < ،‬ـ & ـ ا ‪ j‬ـ د‪،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ *8‬ت‪ ،‬ا *& ا و ‪.2014 !8 ،‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪< (50‬ـ ـ <‪-‬ن ا ‪ T‬ـ ـ ي‪' /, :‬ـ ـ ا ‪T‬ا<ـ ـ ت" ا ‪ :‬ــ‪T‬ء ا ول" <ﺼـ ـ در ا ـ ـ‪T‬ام‪ &*< ،‬ـ ـ ا !‪:‬ـ ـ ح‬
‫ا ‪ ' :‬ة‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪.1972 !8 ،‬‬
‫‪ < (51‬ـ ا ــ) ا ـ ج ا ‪A‬ـ ‪ ،%‬ا ‪ .‬ـ ا ﺣ ـ ﻃ‪6 %‬ــ‪ %‬ا ‪F‬ـ ' ا ‪.‬ـ ري‪ &*< ،‬ـ دار ا ‪ .‬ــ"‬
‫*& ? وا !‪ F‬وا ‪-‬ز' ‪ ،‬ا ط‪.2002 !8 ،‬‬
‫‪ <(52‬ـ ‪ .O‬ـ ـ ‪3 :‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ‪ A‬ــ* ة ا ‪ ,‬ـ ـ وا ــ‪ 4‬ا ‪ (.‬ـ ‪ %‬ا ــ‪ &*< ،%‬ـ ـ ا !‪:‬ـ ـ ح‪،‬‬
‫ا ارا & ( ء‪ ،‬ا *& ‪.2008 !8 ،1‬‬
‫‪ < (53‬ـ ـ ر‪ 6‬ــ‪&? ƒ‬ـ ـ ا ‪#-‬ـ ـ ب‪ :‬ا ‪(.‬ـ ـ ء ا‪+‬داري‪ ،‬ا ـ ـ ـ ب ا ‪q‬ـ ـ ‪(3- %,‬ـ ـ ء ا‪ +‬ـ ـ ء و‪(3‬ـ ـ ء‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ٔ 1'-‬وا\‪-‬ل ا‪ +‬اءات‪-F!< ،‬رات ا &‪ %‬ا ‪ ، 3-.‬وت ‪ !& -‬ن‪ ،-‬ا *& ا و ـ ‪،‬‬
‫‪.2005 !8‬‬
‫‪ < (54‬ـ ‪j‬ـ ي‪ :‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا (ـ '&‪ %‬ا ــ‪ ،%‬درا‪8‬ـ ‪ a‬ـ و‪' .,‬ـ ‪F!< ،‬ــ‪-‬رات ا ‪ :‬ـ‬
‫ا ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪A 8 ،‬ـ "<‪O €‬ـ ت ٔوا? ـ ل < ـ "‪ ،‬ا ـ د ‪8 ،49‬ــ!‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ <(55‬ـ ـ ‪3‬ﺼـ ـ ي‪ :‬ا ! ز?ـ ـ ت ا ‪ &:‬ـ ـ ا ‪.‬ـ ـ ـ ـ ‪ m‬و‪ a‬ﺼـ ـ ‪ 4‬ا (ـ ـ '& ٔا<ـ ـ م ا ‪(.‬ـ ـ ء‬
‫ا ‪ ،%‬دار ٔا ‪ %‬ر‪ 3‬اق *& ? وا !‪ ، F‬ا *& ‪.2011 !8 ،3‬‬
‫‪ < (56‬ـ ـ < ‪ :‬ــ‪ :% -‬ا ‪ F‬ــ‪ 6 O‬ــ‪ %‬ا ‪ .O‬ــﻪ ا ـ ـ ‪ %‬وا ‪F‬ـ ـ ' ا ــ‪ ،%‬دار ا ‪ .‬ــ" *& ?ـ ـ‬
‫وا !‪ F‬وا ‪-‬ز' ‪ ،‬ا *& ا ‪.2000 !8 ، !< q‬‬
‫‪ < < (57‬زاق و?& ا ﺣ ن ٔا ‪ :M‬ا ! ز?ـ ت ا ‪ &:‬ـ ـ ب ـ ) ا !‪' /‬ـ وا *& ـ‬
‫ٔ‬
‫< ـ ‪ .a‬ـ " ـ ور ا ـ ‪ "9‬ا‪+‬دار' ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ـ دة ا ‪ &:‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ا <! ـ ‪ ،‬ا ـ ط‪ ،‬ا *& ـ‬
‫ا ‪.1998 !8 ، , q‬‬

‫‪376‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪ < <(58‬زاق و?&ـ ا ﺣ ـ ن ٔا ـ ‪ :M‬ا !‪/‬ـ م ا ‪.‬ـ ‪ ! %,-,‬ز?ـ ت ا ‪ &:‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ا <! ـ‬
‫ا ط‪ ،‬ا *& ا ‪.1998 !8 ، , q‬‬
‫ٔ‬
‫‪- <(59‬د ‪ : # < 8‬د? وي ﺣ ' ا ( ن ا م ا ! )‪ ،‬ا *& ا و ‪.1996 !8 ،‬‬
‫‪< (60‬ﺼ*‪ O‬ا اب‪ :‬ا ‪ h‬ﺼـ ا ـ‪6 %‬ـ‪ %‬ا ‪(.‬ـ ء وا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ‪-‬ا (ـ ‪ ,‬ت ا ‪ ,-, .‬ـ ا !‪-‬ﺣـ‬
‫ٔ‬
‫‪ &*< ،-) <T‬ا <! ‪ ،‬ا ط‪ ،‬ا *& ا ‪.2013 !8 ، , q‬‬
‫‪< (61‬ﺼ*‪ O‬ا اب‪ < :‬ى ا ‪ .‬ر وا ‪ O‬ر‪ ) 3‬ا ‪ T:‬ى ا ـ وا‪j+‬ـ ر ـ ا ـ ‪،T‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ h‬ﺼ ا ‪ %6 %‬ا ‪ (.‬ء وا ‪-, .‬ن‪ &*< ،‬ا <! ‪ ،‬ا ط‪.2008 !8 ،‬‬
‫‪< (62‬ﺼ*‪ h\ O‬ي‪ ?-8-< :‬ا ا‪ 6‬ت ا ‪ ,‬وا ‪ :‬ر' وا‪+‬دار'ـ وا ‪ !:‬ـ ‪ ،‬ا ـ ـ‬
‫ا ‪ % < :‬ا '•‪ ،‬ا‪ ! 8+‬ر' ‪.2005 !8 ،‬‬
‫‪< (63‬ﺼ*‪ :< O‬ي ‪ : #‬ا ‪6 ' :‬ـ‪3 %‬ـ ‪-,‬ن ا ‪:‬ـ‪ T‬ا‪+‬داري‪ ،‬دار < ـ‪-‬د !‪F‬ـ وا ‪-‬ز'ـ ‪،‬‬
‫ا ‪ # .‬ة‪ ،‬دون ذ‪ 9‬ا ‪. !A‬‬
‫‪ (64‬ا ‪:‬ـ" ا ‪8-‬ـ ‪ :< :m‬ـ ا ـ ا ـ ‪ < ،‬ـ &ـﻪ ا ‪F‬ـ وق ا و ـ ‪ ،‬ا ‪.‬ـ ‪ #‬ة‪ ،‬ا *& ـ ‪،4‬‬
‫‪.2004 !8‬‬
‫ٔ‬
‫‪ <(65‬ــ‪-‬ن رﺣــ‪ٔ -‬واﺣ ـ ا ‪ M‬ــ‪ :%‬ا ( ـ ‪ m‬ا ــ‪ ! %‬ز? ـ ت ا ( ـ '& ‪ A 8 a‬ـ و‪ a‬ﺼ ـ ‪،M‬‬
‫ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪ A 8 ،‬ـ <‪-‬ا‪ f‬ـ ا ‪ A‬ـ ? ‪ ،‬ا ـ د ‪ ،95‬ا *& ـ‬ ‫ا ‪:‬ـ ا‬
‫ٔ‬
‫ا و ‪.2016 !8 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪-,(66‬را ـ ـ ') ا ‪A‬ـ ـ ي‪ :‬ـ ـ ا \ـ ــ‪ 4‬ا ‪:‬ـ ـ ري ‪6‬ـ ـ‪ %‬ا ‪F‬ـ ـ ' ا ـ ــ‪6 %‬ـ ــ‪f %‬ـ ــ‪-‬ء ا ‪Z‬ـ ـ د‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ ،% (.‬دار ا ‪ ? &* " .‬وا !‪ F‬وا ‪-‬ز' ‪ ،‬ا *& ا و ‪ ،‬ا ط‪.2002 !8 ،‬‬
‫‪ % ' (67‬ا ﺼ ‪ :%6‬ا ‪ p‬ا ( '&‪!? ƒ a %? J €< ،%‬ـ‪-‬ان "ا ـ‪ p‬ا (ـ '&‪ ،"%‬ا ‪Z‬ـ‪M‬ل‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ ،‬ا *& ا و ‪.1996 !8 ،‬‬
‫‪8-' (68‬ــ‪:, J‬ــ" &ـ ان‪ :‬ﻃـ ق ا ﺣ ـ ط وا !‪ O‬ــ^‪F!< ،‬ــ‪-‬رات ?‪'-‬ـ ات ـ وت‪ ،‬ا *& ـ ‪،1‬‬
‫‪.1980 !8‬‬
‫‪' (69‬ــ‪ < c,-‬ﻃ ـ ‪ :‬ا ! ز?ـ ت ‪6‬ــ‪ a %‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ( ـ '& ـ ب‪ ،‬ا ‪ A A‬ـ ا ـ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪-‬م وا ‪ !.‬ت ا ( '& ‪ ،‬ﻃ& ﻃ‪-‬ب '‪ ،c‬ا د ا ول‪ ،‬ا *& ا و ‪.2012 ،‬‬

‫‪377‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪. , n‬ا ‪ 4 8‬وا ﻃ وﺣ ت‪:‬‬
‫‪ (1‬إ ـ ـ ا‪.? " #‬ـ ـ ش‪ A< :‬ــ‪€‬و ا ‪8‬ـ ـ ا ــ‪ 6 %<-‬ــ‪ %‬ا ‪F‬ـ ـ ' ا ــ‪ٔ ،%‬اﻃ وﺣـ ـ ! ــ‪4‬‬
‫ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ا ‪-‬ﻃ! ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ــ‪-‬ق‪ < ،‬ـ ا ‪A‬ــ) ا ‪ q‬ـ ‪ ،%,‬ا ـ ار ا & ( ـ ء‪ ،‬ا ‪8-‬ــ" ا ‪ :‬ـ < ‪%‬‬
‫‪.2003-2002‬‬
‫‪(2‬إ ـ ا‪Z< " #‬ــ"‪ :‬ا ! ز?ـ ت ا ‪ &:‬ـ ـ ب‪ < :‬و ـ ‪ .‬ـ ا ــ‪-‬ازن ـ ) ا ــ‪T‬م وا‪+‬دارة‬
‫ا ( '& ‪ٔ ،‬اﻃ وﺣ ! ‪ 4‬ا ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ %6‬ا ‪-.‬ق‪ < ،‬ا ‪A‬ـ) ا ‪q‬ـ ‪ %,‬ا ـ ار ا & (ـ ء‪ 9 ،‬ـ‬
‫ا ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ? ) ا ‪ ، F‬ا ‪ !A‬ا ‪.2006-2005 < :‬‬
‫‪ٔ (3‬اﺣ ـ ـ ــ‪-‬ا‪ #‬ي‪ :‬ا ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ‪&:‬ـ ـ ي ـ ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ـ ‪ٔ ،‬اﻃ وﺣـ ـ ! ــ‪ 4‬ا ـ ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ 6‬ــ‪%‬‬
‫ا ‪.‬ـ‪-‬ق‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ 9 ،c‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼـ د' وا ? ـ ٔا‪9‬ـ ال ‪-‬‬
‫ا ط ‪ ،-‬ا ‪ !A‬ا ‪.2011-2010 < :‬‬
‫‪ٔ (4‬اﺣ ـ ـ ــ‪-‬ا‪ #‬ي‪ :‬ا ‪ :‬ــ‪-‬ء إ ـ ـ ا‪9 +‬ـ ـ ا„ ا &ـ ـ ‪8 %,‬ـ ـ ‪Mh‬ص ا ـ ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ـ ا‪j+‬ـ ـ ت‬
‫ا ‪ ,-, .‬وا ‪ ، (.‬ر‪ 4 ! 8‬د ‪-‬م ا را‪ 8‬ت ا ‪ %6‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ‪h‬ـ ص‪ < ،‬ـ < ـ‬
‫ا ‪h‬ـ ـ <‪ 9 ،c‬ـ ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ وا ‪ 3‬ﺼـ ـ د' وا ? ـ ـ ‪ٔ -‬ا‪9‬ـ ـ ال ‪ ،-‬ا ‪ A‬ــ! ا ‪ < :‬ـ ـ‬
‫‪.2000-1999‬‬
‫‪ٔ (5‬ا‪j‬ـ ـ اف ا ـ ـ وص‪ !< :‬ز?ـ ـ ت ا ‪O‬ـ ـ ض ا ‪.‬ـ ـ ‪( %‬ـ ـ '& ? ـ ـ ا ـ ـ >‪ - 4‬ا ـ ـ >‪-‬ل ا ‪ !Z‬ـ ـ‬
‫‪- ,‬ذ ‪ ،-‬ر‪ 4 ! 8‬د ‪-‬م ا ‪8‬ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ م ـ ‪ha‬ﺼـﺺ ا ‪(.‬ـ ء ا‪+‬داري ـ‪ < ،‬ـ‬
‫< ـ ا ‪ h‬ـ <‪ c‬ا ‪A'-A‬ــ‪ 9 ،%‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د' وا ? ـ ‪8‬ــ‪ ، M‬ا ‪A‬ــ!‬
‫ا ‪.2011-2010 < :‬‬
‫‪ٔ (6‬ا'ــ‪-‬ب ا ‪< :‬ــ‪ :%,-‬ا & ــ‪6 r‬ــ‪A< %‬ــ* ة ‪a‬ﺼ ـ ‪ w‬ا ( ـ ا ـ ) ا ــ!ﺺ ا ‪ .‬ـ ‪ %,-,‬وا ‪ Z‬ـ د‬
‫ا ‪(.‬ـ ـ ‪ ،%‬ر‪8‬ـ ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا ‪8‬ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ م وا ــ‪-‬م ا ‪8 A‬ـ ـ ‪ha ،‬ﺼ ــﺺ‬
‫ا را‪ 8‬ـ ـ ت ا‪+‬دار' ـ ـ وا ـ ـ ‪ < ،‬ـ ـ < ـ ـ ا ‪ h‬ـ ـ <‪ c‬ا ـ ـ ط‪ 9 ،‬ـ ـ ا ـ ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ‬
‫وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ٔا‪ 9‬ال‪ ،‬ا ‪ "8-‬ا ‪.2016-2015 % < :‬‬
‫‪ F (7‬ـ ة ‪ j‬ـ ‪ :‬ا ﺼــ‪6 O‬ــ‪ %‬ا ! ز? ـ ا ( ـ '& ‪ ،‬ر‪ 8‬ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا ‪ 8‬ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪ (.‬ـ ء‬
‫ا‪+‬داري‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪ h‬ـ <‪ c‬ا ـ ط‪ 9 ،‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د' وا ? ـ‬
‫‪ ،M8‬ا ‪ !A‬ا ‪.2013-2014 < :‬‬
‫‪ (8‬ا &‪ F‬و? ي‪ ' ' < :‬ا ( ا <ـ) ا‪\+‬ـ‪M‬ح ا ‪&:‬ـ ‪ %‬إ ـ ا‪\+‬ـ‪M‬ح ا‪+‬داري‪< ،‬ـ^‪ 9‬ة ! ـ‪4‬‬
‫د ‪-‬م ا را‪ 8‬ت ا ‪ %6‬ا ‪-, .‬ن ا م‪ < < ،‬ا ‪ c< h‬ط‪.1991 &,-, ،‬‬
‫‪378‬‬
‫‪ (9‬ــ‪-‬اد ا ‪ A‬ـ ي‪ 3M? :‬ـ إدارة ا ( ـ ا ا & ‪ j‬ـ ة ـ ‪ ) <T‬وا‪ 8 ,‬ـ ‪ٔ ، Za‬اﻃ وﺣ ـ ! ــ‪4‬‬
‫ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ـ م‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪ h‬ـ <‪ 9 ،c‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د'‬
‫وا ? – ٔا‪ 9‬ال–‪،‬ا ط‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪.2001-2000 < :‬‬
‫‪ (10‬ﺣ ـ دة ــ) ا ‪ h‬ـ ر‪ :‬ا ‪ A‬ــ! ات ا !‪ '^ O‬ـ ‪ 8‬ـ ‪Mh‬ص د' ــ‪-‬ن ا و ـ < ــ) ﻃ ـ ف ‪ &3‬ـ ض‬
‫ا ‪ٔ ، !'Th‬اﻃ وﺣ ! ‪ Zj 4‬دة ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ 9 ،c‬ـ ا ـ‪-‬م‬
‫ا ‪ ,-, .‬وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ا ط ‪ٔ -‬ا‪ 9‬ال ‪ ،-‬ا ‪ !A‬ا ‪.2005 < :‬‬
‫‪ (11‬ر‪ j‬ـ ا وﺣــ‪A< :%‬ــ* ة ا ! ز? ـ ا ‪ &:‬ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ﺣ ـ < ـ ‪&3‬ــ‪ 4‬ا ‪ (.‬ـ ‪ ،‬ر‪ 8‬ـ ! ــ‪4‬‬
‫د ــ‪-‬م ا ‪ 8‬ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ـ م‪ 8 < ،‬ـ ا ‪ F‬ـ ا‪ 9‬ـ ) ا ‪ *.‬ــع ا ـ م و ا ‪ h‬ـ ص‪ < ،‬ـ‬
‫ٔ‬
‫ا ‪A‬ـ ــ) ا ول‪ 9 ،‬ـ ـ ا ـ ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ و ا ‪ 3‬ﺼ ـ ـ د' و ا ? ـ ـ –‪8‬ـ ــ* ت‪ ،-‬ا ‪A‬ـ ــ!‬
‫ا ‪.2013-2012 < :‬‬
‫‪ (12‬ر‪f‬ـ ــ‪-‬ان ا? ـ ــ‪f :%‬ـ ـ ‪ ,‬ت ا ـ ـ ') ‪6‬ـ ــ‪ %‬ا ‪8‬ـ ـ ‪Mh‬ص ا ‪&:‬ـ ـ ‪ %‬ـ ـ ) ا< ـ ـ زات ا‪+‬دارة‬
‫ا (ـ ـ '& و‪8‬ـ ـ * ت ا ‪(.‬ـ ـ ء ا‪+‬داري‪ٔ ،‬اﻃ وﺣـ ـ ! ــ‪ j 4‬ــ‪ Z‬دة ا ـ ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ م‬
‫وا ــ‪-‬م ا ‪ 8 A‬ـ ‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪ h‬ـ <‪ c‬ا ـ ط‪ 9 ،‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د'‬
‫وا ? ‪ ،- M8 -‬ا ‪ !A‬ا ‪.2015-2014 < :‬‬
‫‪ (13‬ز‪ ' 9‬ء ا † ‪ :%‬ا‪+‬ﻃ ر ا ‪ %,-, .‬وا ‪ %‬ﺼ ‪ 4‬ا '‪-‬ن ا ( '& ‪ ،‬ر‪8‬ـ ! ـ‪j 4‬ـ‪ Z‬دة‬
‫ا ‪8‬ـ ـ ‪ < ،‬ـ ـ ا ـ ــ‪ -‬إ‪8‬ـ ـ ? ‪ 9 ،4‬ـ ـ ا ـ ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ وا ‪ 3‬ﺼـ ـ د' وا ? ـ ـ‬
‫‪ ! < -‬س ‪ ،-‬ا ‪ !A‬ا ‪.2009-2008 < :‬‬
‫ٓ‬
‫‪ (14‬ز‪ <-? 9‬ي‪ :‬ا‪ n‬ر ا ‪A‬ـ‪ '-‬ا ‪(.‬ـ ? ـ ا ـ ا ! ) ا ! ‪j‬ـ‪ 7‬د'ـ‪&3 "Z,-‬ـ‪6 4‬ـ ‪ w‬ا ‪A‬ـ* ة‪،‬‬
‫ر‪ 8‬ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا را‪ 8‬ـ ت ا ـ ا ‪ .‬ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ‪ h‬ـ ص‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪ h‬ـ <‪c‬‬
‫ا ‪ %A'-A‬ا ط‪ ،‬ا ‪ "8-‬ا ‪.2004-2003 % < :‬‬
‫‪ 8 (15‬ا ‪ , f : (a‬ت ‪ a‬ﺼ ‪ 4‬ا ( ا ا & ‪ j‬ة ‪ %6‬ا ‪-, .‬ن ا ـ‪ ،%‬ر‪8‬ـ ! ـ‪4‬‬
‫د ــ‪-‬م ا را‪ 8‬ـ ت ا ـ ا ‪ .‬ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ‪ h‬ـ ص‪ ،‬وﺣ ـ ة ا & ــ• وا ــ‪3 - )'-‬ـ ـ ‪-,‬ن‬
‫ا ‪.‬ـ ـ و ت ‪ < ،-‬ـ ـ < ـ ـ ا ‪h‬ـ ـ <‪ 9 - c‬ـ ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ وا ‪ 3‬ﺼـ ـ د' وا ? ـ ـ‬
‫ٔا‪ 9‬ال‪ ،-‬ا ط‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪.2004-2003 < :‬‬
‫‪8 (16‬ـ ــ‪-‬زان < ـ ـ ‪ j‬ـ ـ ذة ا <ـ ــ‪-‬ﻃ‪ :%‬ا ـ ـ ا ‪:‬ـ ــ‪ #-‬ي و ٔا‪ n‬ـ ـ „ ‪6‬ـ ــ‪* %‬ـ ــ‪M‬ن ا‪ +‬ـ ـ اءات‬
‫* & ت ا ﺼـ‪-‬ل ? ـ در ـ ا ‪A‬ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ‪h‬ـ ص‪،‬‬ ‫ا ‪ ، (.‬ر‪ 8‬ا‪8‬‬
‫ق ٔ‬
‫‪ 9‬ا ‪-.‬ق‪ < ،‬ا ‪ F‬ا و‪ m8‬را‪ 8‬ت ا ‪.2009 !8 ،‬‬

‫‪379‬‬
‫‪ (17‬ﻃ رق ا &‪ :% h‬ا ﺼ '‪-' w‬ن ‪ %6‬إﻃ ر ‪-, 3‬ن \ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و ـ ‪ ،‬ر‪8‬ـ ! ـ‪j 4‬ـ‪ Z‬دة‬
‫ٔ‬
‫ا ‪3 %6 8‬ـ ‪-,‬ن ا ? ـ ل وا ‪.‬ـ و ت‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ c‬ا ‪A'-A‬ـ‪ %‬ا ـ ط‪ ،‬ا ‪8-‬ـ"‬
‫ا ‪.2008-2007 % < :‬‬
‫‪? (18‬ـ ـ دل ا ﺼـ ـ ‪ :%3‬ا‪+‬دارة ا (ـ ـ '& و?‪Z 3M‬ـ ـ ـ ـ ‪ )Z‬ا ـ ـ ة "<‪!Z‬ـ ـ ا ـ ـ ول وا ــ‪) .n-‬‬
‫‪- ,‬ذ ـ "‪ ،‬ــ• ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا ‪ 8‬ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ـ م‪ 8 < ،‬ـ ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن وا ــ‪-‬م ا‪+‬دار' ـ‬
‫! ـ ‪ < ،‬ـ ?& ـ ا ــ‡ ا ‪ A‬ـ ي‪ 9 ،‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د' وا ? ـ‬
‫‪ -‬ﻃ!‪ ،- :‬ا ‪ !A‬ا ‪.2012-2011 < :‬‬
‫‪ &? (19‬ـ ـ ا ـ ـ ? ـ ــ‪ٔ :%‬اﺣ ـ ـ م ا ‪ Z‬ـ ـ د ا ‪ (.‬ـ ـ ء ا‪+‬داري ا ـ ــ‪6 %‬ـ ــ‪ < %‬ـ ـ دة ا ! ز? ـ ـ ت‬
‫ا ( '& ‪ٔ ،‬اﻃ وﺣ ! ‪ 4‬ا ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ %6‬ا ‪-, .‬ن ا م‪ ،‬وﺣ ة ا ‪ )'-‬وا & • ? " ا ‪8 A‬ـ‬
‫وا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ‪ 8‬ـ ‪-‬ري‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪ h‬ـ <‪ c‬ا ـ ط‪ 9 ،‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د'‬
‫وا ? ‪ٔ - ،‬ا‪ 9‬ال ‪ ،-‬ا ‪ !A‬ا ‪.2013-2012 < :‬‬
‫‪&? (20‬ـ ـ ا ـ ـ ا ! ــ‪-‬دي‪ a :‬ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪F‬ـ ـ ' وا ‪(.‬ـ ـ ء ا ــ‪،%‬‬
‫ٔاﻃ وﺣـ ! ــ‪ 4‬ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ م‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ 9 ،c‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ‬
‫وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? – ٔا‪ 9‬ال – ا ط‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪.2007-2006 < :‬‬
‫‪&?(21‬ـ ـ ا ـ ـ ﺣ " ا ‪:‬ـ ـ ‪ :%,‬ا ! ز?ـ ـ ت ا ‪ &:‬ـ ـ ‪6‬ـ ــ‪:< %‬ـ ـ ل ا (ـ ـ ا ا & ‪j‬ـ ـ ة ـ ـ ب‬
‫)ا ( ـ '& ? ـ ا ـ >‪ 4‬و ا ( ـ '& ? ـ ا ‪ F‬ـ ‪ 9‬ت ‪- ,‬ذ ـ (‪ٔ ،‬اﻃ وﺣ ـ ! ــ‪ 4‬ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ 6‬ــ‪%‬‬
‫ا ‪-.‬ق‪ ،‬وﺣ ة ? " ا‪+‬دارة وا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا‪+‬داري‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ c‬ا ـ ط‪ 9 ،‬ـ ا ـ‪-‬م‬
‫ا ‪ ,-, .‬وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ‪ٔ -‬ا‪ 9‬ال‪ ،-‬ا ‪ "8-‬ا ‪.2013-2012 % < :‬‬
‫‪&? (22‬ـ ـ ا ـ ـ ﺣ " ا !&ـ ـ اري‪ a :‬ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن ا (ـ ـ '& ـ ـ ) ا ــ!ﺺ ا ‪.‬ـ ـ ‪ %,-,‬وا ‪Z‬ـ ـ د‬
‫ا ‪ % (O‬وا ‪-‬ا‪ 3‬ا ‪ ،%‬ر‪ Zj 4 ! 8‬دة ا ‪6 8‬ـ‪3 %‬ـ ‪-,‬ن ا ! ز?ـ ت‪ < ،‬ـ ا ـ‪-‬‬
‫إ‪ 8‬ـ ? ‪ 9 ،4‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د' وا ? ـ ‪ ! < -‬ـ س ‪ ،-‬ا ‪A‬ــ! ا ‪ < :‬ـ‬
‫‪.2010 -2009‬‬
‫ٔ‬
‫‪ &? (23‬ا ﺣ " ﺣ‪ : 'T‬إ‪ a j‬ﺼ ‪ 4‬ا (ـ ا ـ ب < و ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا \ـ ‪ 4‬وا & ـ•‬
‫‪6‬ــ‪8 %‬ــ&‪ . a 4‬ـ ا ــ‪-‬ازن ـ ) ا< ـ زات إدارة ا ﺼ ـ ‪ 4‬و‪ f‬ـ ‪ ,‬ت ا ــ‪T‬م‪ٔ ،‬اﻃ وﺣ ـ ! ــ‪4‬‬
‫ا ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ %6‬ا ‪-.‬ق وﺣـ ة ا & ـ• وا ـ‪ )'-‬ا ـ ا <ـ ‪ < ،‬ـ ا ‪A‬ـ) ا ‪q‬ـ ‪ 9 ،%,‬ـ‬
‫ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د' وا ? ـ ‪ ?-‬ـ ) ا ‪ F‬ـ ‪ -‬ا ـ ار ا & ( ـ ء‪ ،‬ا ‪A‬ــ! ا ‪ < :‬ـ‬
‫‪.2004-2003‬‬

‫‪380‬‬
‫‪ &? (24‬ا ﺼـ ‪ 6‬ـ‪ :%‬ا ‪!:‬ـ ا ‪-‬ﻃ! ـ !‪/‬ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا * ـ‪-‬ن ا ‪.‬ـ (ـ '& ‪ ،‬ر‪8‬ـ ! ـ‪4‬‬
‫د ـ ــ‪-‬م ا را‪ 8‬ـ ـ ت ا ـ ـ ا ‪ .‬ـ ـ ‪ < ،‬ـ ـ < ـ ـ ا ‪ h‬ـ ـ <‪ 9 ، c‬ـ ـ ا ـ ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ‬
‫وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ٔا‪ 9‬ال‪ ،‬ا ط‪ ،‬ا ‪ "8-‬ا ‪.2002-2001 % < :‬‬
‫‪&? (25‬ـ ـ ا ‪ 'T‬ــ‪j T‬ـ ـ ‪-‬ري‪ :‬ﺣ‪ :‬ــ‪ T‬و ـ ـ <!‪ .‬ــ‪ -‬ت و?‪.‬ـ ـ رات ا ـ ـ ') ـ ـ ) ‪3‬ـ ـ ارات ا ‪8‬ـ ـ‬
‫ا ‪ J‬ﺼ ‪ٔ 4‬واﺣ م ا ‪ (.‬ء ? ‪-f‬ء < و‪ a ,‬ﺼ ‪ 4‬ا '‪-‬ن ا ‪ ! • ، <-‬ـ‪4‬‬
‫د ــ‪-‬م ا ‪A‬ـ ـ ‡ ا ـ ـ ‪6 %‬ـ ــ‪ %‬ا ـ ـ ا‪+‬داري‪ ،‬ا ر‪8‬ـ ـ ا ‪-‬ﻃ! ـ ـ ـ ــ}دارة‪ ،‬ا ـ ـ ط‪ ،‬ا ‪A‬ـ ــ!‬
‫ا ‪.2006-2005 < :‬‬
‫‪ &?(26‬ا !‪ > %‬ـ ‪ :‬ا ‪A‬ـ* ة ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا (ـ '&‪ %‬ا ـ‪Fa )%‬ـ‪ h‬ﺺ و‪ a‬ـ‪ 4‬و<‪ .‬ر‪,‬ـ (‪،‬‬
‫ٔاﻃ وﺣ ـ ! ــ‪ 4‬د‪9‬ـ ــ‪-‬را„ ا و ـ ‪ < ،‬ـ ا ‪A‬ــ) ا ‪ q‬ـ ‪ 9 %,‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د'‬
‫وا ? ‪ -‬ا ار ا & ( ء‪ ،-‬ا ‪ !A‬ا ‪.2001-2000 < :‬‬
‫‪ &? (27‬ا !ـ‪j %‬ـ ‪-‬ر‪ !< :‬ز?ـ ت ا (ـ ا ا & ‪j‬ـ ة ـ ) ا ‪A‬ـ‪ '-‬ا‪+‬دار'ـ وا ـ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ‪،%‬‬
‫ر‪ 4 ! 8‬د ‪-‬م ا ‪ ‡ A‬ا ‪ ،%‬ا ر‪ 8‬ا ‪-‬ﻃ! }دارة ا ‪ ، <-‬ا ـ ط‪8 ،‬ـ! ‪-1992‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ &? (28‬ـ ا ــ! " ــ‪-‬ق‪ :‬و‪ f‬ـ ا ــ‪6 J‬ــ‪ %‬ا ! ـ‪T‬اع ا ( ـ '&‪ ،%‬ر‪ 8‬ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا ‪ A‬ـ ‡‬
‫ا ـ ‪ 6 %‬ــ‪ %‬ا ـ ا‪+‬داري‪ ،‬ا ر‪ 8‬ـ ا ‪-‬ﻃ! ـ ــ}دارة‪ ،‬ا ـ ط‪ ،‬ا ‪ A‬ــ! ا را‪ 8‬ـ ‪-2003‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ q? (29‬ـ ن ا ـ دك‪ :‬ا ! ز? ـ ت ا ‪ &:‬ـ ـ ب ا > ﺼ ـ ص وا ‪A‬ــ* ة‪ٔ ،‬اﻃ وﺣ ـ ! ــ‪4‬‬
‫د‪9‬ـ ـ ــ‪-‬را„ ‪ 6‬ـ ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ــ‪-‬ق‪ < ،‬ـ ـ ا ‪ A‬ـ ــ) ا ‪ q‬ـ ـ ‪ 9 ،%,‬ـ ـ ا ـ ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ ـ د'‬
‫وا ? ا ار ا & ( ء‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪.2004-2003 < :‬‬
‫‪?(30‬ـ ‪ ,‬ن ٔا ــ‪-‬درار‪ :‬ﺣـ ت *ــ‪M‬ن <‪A‬ــ* ة ا ‪O‬ـ ض ا (ـ '&‪ %‬ـ ) ا ــ!ﺺ ا ‪.‬ـ ‪ %,-,‬وا ‪Z‬ـ د‬
‫ا ‪(.‬ـ ‪ ،%‬ر‪8‬ـ ! ـ‪ 4‬د ـ‪-‬م ا ‪8‬ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ م ‪ha-‬ﺼـﺺ ا ‪(.‬ـ ء ا‪+‬داري‪ < ،-‬ـ‬
‫< ـ ا ‪h‬ـ <‪ c‬ا ‪A'-A‬ــ‪ 9 ،%‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ و ا ‪ 3‬ﺼ ـ د' و ا ? ـ ‪8‬ــ‪ ، M‬ا ‪A‬ــ!‬
‫ا ‪.2013-2012 < :‬‬
‫‪? (31‬ـ ‪ ,‬ن ا &ـ '‪-‬ي‪ :‬ا‪8‬ـ ‪Mh‬ص ا ـ '‪-‬ن ا ‪ &:‬ـ ‪f < ،‬ـ ة >ـ " ا ـ ') ‪7 Z‬ـ ا ‪-‬ﻃ! ـ‬
‫< ) ‪ ،c,-‬ا ‪ O‬ع ا ‪-Z:‬ي ‪ c,-‬ا \ ‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪.2010-2011 (.‬‬

‫‪381‬‬
‫‪(32‬ا ــ‪ %‬ا ــ‪T‬داح‪ :‬ا * ــ‪-‬ن ا ‪ &:‬ـ ‪6‬ــ‪5 %‬ــ‪ 4‬ا ـ ‪ "9‬ا‪+‬دار'ـ ـ ب‪ٔ ،‬اﻃ وﺣـ ! ــ‪4‬‬
‫ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ــ‪-‬ق‪ ،‬وﺣـ ة ? ــ" ا‪+‬دارة وا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا‪+‬داري‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ 9 ،c‬ـ‬
‫ا ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ‪ٔ -‬ا‪ 9‬ال ‪ ،-‬ا ‪ "8-‬ا ‪.2004-2003 % < :‬‬
‫‪ 6 (33‬ﻃ ـ ـ ﺣ!ـ ـ ن ا ـ ـ ا ‪ :m‬ا ! ز?ـ ـ ت ا ‪.‬ـ ـ ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ ') ا (ـ ـ '&‪ٔ %‬ا<ـ ـ م ا ‪(.‬ـ ـ ء‬
‫ا‪+‬داري‪ ،‬ر‪ 8‬ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا ‪ A‬ـ ‡ ا ـ ‪6 %‬ــ‪ %‬ا ـ ا‪+‬داري‪ ،‬ا ر‪ 8‬ـ ا ‪-‬ﻃ! ـ ــ}دارة‬
‫ا ط‪ ،‬ا ‪ !A‬ا را‪.2008-2006 8‬‬
‫‪ 6 (34‬ـ ــ‪ %‬إ ـ ـ ا‪ :" #‬ﻃ& ـ ـ ‪ :‬ـ ـ ن ا ـ ـ " ا < ـ ـ وا‪8 ,‬ـ ـ ‪ ? Za‬ـ ـ ‪a‬ـ ـ ? " ‪ f‬ـ ـ ‪ ,‬ت‬
‫ا ــ‪ ،J‬ر‪ 8‬ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م ا ‪ A‬ـ ‡ ا ـ ‪ %‬ر‪ 8‬ـ ا ‪-‬ﻃ! ـ ــ}دارة ا ‪ <-‬ـ ‪ ،‬ا ـ ط‪،‬‬
‫‪.1992-1991 !8‬‬
‫‪ < # <(35‬وف ا !^اف‪M* :‬ن ا " ا ‪ %6 % (.‬ا ‪.O‬ﻪ ا‪" %<M8+‬درا‪ .< 8‬ر‪ ،" ,‬ر‪8‬ـ‬
‫ٔ‬
‫! ‪ Zj 4‬دة ا ‪9‬ـ ‪-‬را„‪ ،‬ا ‪ < :‬ا رد‪.2005 !8 ، ,‬‬
‫‪ (36‬ا ‪O‬ـ ــ‪-‬ظ ٔا‪j‬ـ ـ ‪ :‬ا ـ ــ‪-‬ازن ـ ـ ) ﺣ‪.‬ـ ــ‪-‬ق ا ـ ــ‪T‬م و‪8‬ـ ـ * ت ا‪+‬دارة ‪6‬ـ ــ‪ %‬إﻃـ ـ ر ا ‪ A‬ـ ـ ﻃ‬
‫ا ( '& – ? ‪-f‬ء ‪9‬ـ ب ا ‪ A‬ﻃ ا ( '& ا ‪ ' :‬ا ‪-, .‬ن ر‪ ، –04-26 "3‬ر‪ ! 8‬ـ‪4‬‬
‫ا‪+‬داري‪ ،‬ا ر‪ 8‬ا ‪-‬ﻃ! }دارة‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪ < :‬ـ ‪-2004‬‬ ‫د ‪-‬م ا ‪ ‡ A‬ا ‪ %6 %‬ا‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ < (37‬ـ ٔاﺣ ـ ?& ـ ا ـ ؤوف < ـ ‪ :‬ا ! ز? ـ ا ( ـ '& ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪ F‬ـ ' ا ﺼ ـ ي ا ‪ .‬ـ رن‪،‬‬
‫ر‪ < .< 8‬ﺼ‪-‬ل ? در ـ د‪9‬ـ ـ‪-‬ر ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ‪-‬ق‪ < ،‬ـ ?ـ ) ‪j‬ـ ‪ 9 ،c‬ـ ا ‪.‬ـ‪-‬ق‪،‬‬
‫دار و<* ا ‪ ، F‬ا ‪ # .‬ة ‪.1966‬‬
‫‪ < (38‬ـ ـ ا & ا‪,‬ﺼ ــ‪: :%‬ـ ـ ن ا ـ ـ " ا (ـ ـ '& ودور‪#‬ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ Aa %‬ــ‪ '-‬ا ! ز?ـ ـ ت ا (ـ ـ '&‬
‫و‪Fa‬ـ‪ :‬ا ‪8‬ـ ‪ q‬ر‪ٔ ،‬اﻃ وﺣـ ! ـ‪ 4‬ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ‪h‬ـ ص‪ ،‬وﺣـ ة ا ـ‪ )'-‬وا & ـ•‬
‫‪ٔ %6‬ا‪ /,‬ا "‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪ c‬ا ‪A'-A‬ـ‪ 9 ،%‬ـ ا ـ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼـ د'‬
‫وا ? ‪ ،- M8 -‬ا ‪ !A‬ا ‪.2013-2012 < :‬‬
‫‪ < (39‬ـ ﺼـ ‪ :‬ا ! ز?ـ ت ‪6‬ـ‪ ,-, 3 %‬ـ ‪3‬ـ ارات ا‪+‬دارة ا ‪O‬ـ ‪O‬ـ ض ا (ـ '& ـ ) د?ــ‪-‬ى‬
‫ا‪ +‬ـ ء وﻃ ــ‪-‬ن ا ‪ (.‬ـ ء ا ‪ F‬ـ <‪ٔ ،4‬اﻃ وﺣ ـ ! ــ‪ 4‬ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪ .‬ــ‪-‬ق‪ < ،‬ـ ا ‪ A‬ــ)‬
‫ا ‪q‬ـ ‪ %,‬ا ارا & (ـ ء‪ 9 ،‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼـ د' وا ? ـ ?ـ ) ا ‪F‬ـ ‪ ،‬ا ‪8-‬ــ"‬
‫ا ‪.2003-2004 % < :‬‬

‫‪382‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪ < (40‬ـ ‪ j‬ـ ي‪ :‬ا ــ‪T‬م وا‪+‬دارة ا ( ـ '& )‪ .a‬ـ '" ا ﻃ ـ اف و‪ a‬ــ‪ٔ 4‬اﻃــ‪-‬ار ا ‪-‬ا ‪ Z‬ـ (‪،‬‬
‫ٔاﻃ وﺣـ ـ ! ــ‪ 4‬د‪9‬ـ ــ‪-‬را„ ا و ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ م‪ < ،‬ـ ـ ا ‪ A‬ــ) ا ‪q‬ـ ـ ‪ 9 ،%,‬ـ ـ ا ــ‪-‬م‬
‫ا ‪ ,-, .‬وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪ ،‬ا ‪ !A‬ا ‪.2003-2002 < :‬‬
‫‪< (41‬ﺼـ*‪ٔ O‬ا'ـ‪8-< ƒ‬ـ ‪ :‬ر‪ 3‬ـ ا ‪(.‬ـ ء ا‪+‬داري ? ـ <&ـ ٔا ‪a‬ـ رج إ ـ اءات ا ﺼـ ‪ ،4‬ر‪8‬ـ‬
‫! ـ ــ‪ 4‬ا ‪ 8‬ـ ـ ‪6‬ـ ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ‪ h‬ـ ـ ص‪ < ،‬ـ ـ ا ‪f .‬ـ ــ‪ ? %‬ـ ـ ض‪ 9 ،‬ـ ـ ا ـ ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ ـ‬
‫وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? < ا‪ ،p9‬ا ‪ !A‬ا ‪.2012-2011 < :‬‬
‫‪ Z< (42‬ـ ي > ــ‪-‬ج‪ :‬ﺣ ' ـ ا ـ ') ا ــ‪6 %<-‬ــ‪ %‬إﻃ ـ ر <‪ A‬ـ ﻃ \ ـ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و ـ ‪ -‬ا ـ ')‬
‫ا ( '&‪- , %‬ذ ‪ ،-‬ر‪ 4 ! 8‬د ـ‪-‬م ا ‪8‬ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪(.‬ـ ء ا‪+‬داري‪ < ،‬ـ < ـ ا ‪h‬ـ <‪c‬‬
‫ا ـ ط‪ 9 ،‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ 3‬ﺼ ـ د' وا ? ـ ‪8 -‬ــ‪ ،- M‬ا ‪A‬ــ! ا ‪ < :‬ـ ‪-2012‬‬
‫‪.2013‬‬
‫ٔ‬
‫‪,(43‬ﺼ < وي‪ a :‬و'‪ 4‬ا ‪ %f .‬ا‪+‬داري ‪-.‬ا?ـ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا (ـ '&‪ٔ ،%‬اﻃ وﺣـ ! ـ‪ 4‬ا ـ ‪9‬ـ ‪-‬را„‬
‫‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ م وا ــ‪-‬م ا ‪8 A‬ـ ـ ‪ < ،‬ـ ـ < ـ ـ ا ‪h‬ـ ـ <‪ c‬ا ‪ A'-A‬ــ‪ 9 ،%‬ـ ـ ا ــ‪-‬م‬
‫ا ‪ ,-, .‬وا ‪ 3‬ﺼ د' وا ? ‪ ،-M8-‬ا ‪ !A‬ا ‪.2013 < :‬‬
‫‪F# (44‬ـ ـ م زو ـ ـ ‪ :‬ا‪+‬دارة ا‪ +‬ـ و‪ ,‬ـ ـ ‪:‬ا ‪h‬ـ ـ < ت ا (ـ ـ '& ‪- ,‬ذ ـ ـ ‪ ،‬ر‪8‬ـ ـ ! ــ‪ 4‬د ــ‪-‬م‬
‫ا ‪8‬ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ م وا ــ‪-‬م ا ‪8 A‬ـ ـ ‪ha -‬ﺼ ــﺺ ا را‪8‬ـ ـ ت ا‪+‬دار'ـ ـ وا ـ ـ ‪،-‬‬
‫< < ا ‪ c< h‬ا ط ـ ‪ 9‬ا ـ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ و ا ‪ 3‬ﺼـ د' و ا ? ـ ‪ٔ -‬ا‪9‬ـ ال‪،-‬‬
‫ا ‪ !A‬ا ‪.2016-2015 < :‬‬

‫‪. q n‬ا ‪ .‬ت ‪:‬‬

‫‪ (1‬إ ا‪ " #‬ا ‪ : F‬ا‪ M>+‬ت ا ‪ٔ ' *A‬وا‪ ? # n‬ا ‪T‬ام ا (ـ '&‪ ،%‬ا‪j+‬ـ ت ا ‪ ,-, .‬ـ‬
‫ٔ‬
‫‪ %6‬ا ‪ :‬ل ا ( '&‪ ،%‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬ ‫وا‬
‫‪ (2‬إ ـ ا‪ " #‬ا ‪F‬ـ ‪ :‬ا ا‪&3‬ـ ا ‪ &:‬ـ ﺼـ ق ا ‪8‬ــ& – ‪' a‬ـ ا ‪8‬ــ& † ـ ا ! ‪ /‬ـ‬
‫وﺣـ ـ ود ا ‪A‬ـ ـ * ا ‪' ' .‬ـ ـ ــ}دارة –‪ ،‬ا ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ـ ‪ %‬وا ! ز?ـ ـ ت ا (ـ ـ '& ‪ٔ ،‬ا‪j‬ـ ـ ل‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ ) <-‬ا را‪ 28 ) 8‬و‪ < 29‬رس‪ ،‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2005/8‬‬
‫‪ (3‬إ ـ ا‪3 " #‬ـ دم‪ :‬ا ﺼـ '‪ w‬ـ '‪-‬ن و‪Z. . a‬ـ ‪6‬ــ‪ %‬إﻃـ ر <‪A‬ـ ﻃ < ‪:‬ـ \ـ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و ـ ‪،‬‬
‫<‪ .‬ل <!‪-F‬ر ‪ :‬ا ‪.‬ﺼ ‪ ? ،‬د ‪ < ،20‬ي ‪.2008‬‬

‫‪383‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪ٔ (4‬اﺣ ـ ا &‪ .‬ـ ‪ :%‬ﺣ‪:‬ــ‪ T‬ور‪#‬ــ) و ـ ا \ــ‪ 4‬ا ‪ :‬ـ ري ـ ) < و‪ ,‬ـ ا ‪ :‬ـ رة و‪ 3‬ـ ‪-,‬ن ا ‪A‬ــ* ة‬
‫ا ‪ ,‬و< و‪ a ,‬ﺼ ‪ 4‬ا '‪-‬ن ا ‪ :< ، <-‬ا ‪-, .‬ن ا ‪ ،%‬ا د ‪.2002 !8 ،2‬‬
‫‪ٔ (5‬اﺣ ـ ـ ا ـ ـ اودي‪A< :‬ـ ــ* ة ا ا‪6‬ـ ـ ٔا<ـ ـ م ا ـ ـ ‪ "9‬ا‪+‬دار'ـ ـ ‪-‬درا‪8‬ـ ـ <‪ .‬ر‪,‬ـ ـ &ـ ـ ‪ٔ %3‬ا‪,‬ـ ــ‪-‬اع‬
‫ا ‪ :< ،"9‬ا ! ز? ت ا‪+‬دار' وا ‪ 9 :‬ا ‪ ، 3‬ا د ا ‪.2012 &,-, ،%, q‬‬
‫‪ٔ (6‬ا< ـ ـ ‪&'T3‬ـ ـ ‪ٔ :‬ا‪ #‬ــ" ا ‪A‬ـ ـ ‪ :‬ات ا (ـ ـ '& ‪ 6‬ــ‪3 %‬ـ ـ ‪-,‬ن < ـ ـ ‪ ،2011‬ا ‪ :‬ـ ـ ا ـ ـ‬
‫وا ! ‪ ? ،‬د ‪ &6 - ' !' ،96‬ا' ‪.2011‬‬ ‫}دارة ا‬
‫‪ٔ (7‬اﺣ ـ ‪* &,‬ــ‪ :-‬ا ‪(.‬ـ ء ا‪+‬داري <* ـ ـ ر <ــ) ‪! #‬ـ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ ‪ :< ،%,‬ـ ? ا ـ ‪،‬‬
‫ا د ‪.2011 ' !' ،7‬‬
‫‪ٔ (8‬اﺣ وش < ‪ :%,‬ا * ) ٔا< م ا ‪ !:‬ا ‪-‬ﻃ! * ‪-‬ن ا ( '& ‪ٔ ،‬ا? ل ا !ـ وة ا ‪-‬ﻃ! ـ‬
‫ﺣــ‪-‬ل ا ! ز? ـ ت ا (ـ '& ? ـ د >ـ ص ‪ :‬ــ‪ %‬ا ‪A.‬ــ* س وا ‪ ,- 'T‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ‪A 8‬ــ& ‪ 4‬ف‬
‫ن‪- -' ،‬ز ‪.2010‬‬
‫‪ (9‬إدر'ـ ــ‪: c‬ـ ــ‪-‬ب‪ :‬ـ ــ‪-‬د ا ‪ F‬ـ ـ ' ا ‪ .‬ـ ـ ري وا‪ 8 ,‬ـ ـ ‪a‬ﻪ ? ـ ـ ا ‪ 8‬ـ ـ ‪ q‬ر وا ـ ــ‪4‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ ' (3 ،% (.‬ا ‪ q 8‬ر وا ـ " <ـ) >ـ‪M‬ل ‪Z -a‬ـ ت ا ‪ :‬ـ‪ c‬ا ? ـ ‪ ،‬ا !ـ وة ا ‪'-Z:‬ـ‬
‫ـ ا ‪ 8‬ـ ‪ !7‬ف ا ‪ :‬ر' ـ ـ ار ا & ( ـ ء 'ــ‪ 18 %<-‬و‪ٔ 19‬ا 'ــ‪،2007 4‬‬ ‫ا ا ـ ا !‪ /‬ـ‬
‫ٔ‬
‫‪-!? ƒ a‬ان ‪ )< !8 50‬ا ‪ 4‬ا ‪ &*< ،% (.‬ا <! ‪ ،‬ا ط‪.2007 !8 ،‬‬
‫‪(10‬إدر'‪ 4 q a 6 : :6 c‬ا‪+‬دارة ٔا< م ا ‪ "9‬ا‪+‬دار' ـ ) ا ـ <‪ %‬وا ‪5-‬ـ‪, ،J‬ـ وة‬
‫ٔ‬
‫ﺣ‪-‬ل ‪ 4 q a‬ا و ٔا< م ا ‪ (.‬ء و‪ ^ O!a O 9‬ا ﺣ م وا ‪ .‬ارات ا ‪M> - (.‬ل ا اوﺣ‬
‫< ـ ـ ) ‪ 25‬و‪ٔ 26‬ا‪9‬ـ ــ‪ \ ،-1994 -‬ـ رت ‪6‬ــ‪ j %‬ـ ‪ €< 4‬ــ‪< J‬ــ) ﻃ ـ ف وزارة ‪j‬ــ‪€‬ون ا‪+‬دارة‪،‬‬
‫<*& د' ' ‪.1997 !8 ،M8 ،-‬‬
‫‪ (11‬إ‪8‬ـ ? ‪ 4‬ز‪ 9‬ـ و‪ 6‬ﻃ ـ † ‪ M‬ــ‪ !< :%‬ز?ـ ت ‪ a‬ﺼـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ? ـ ‪f‬ــ‪-‬ء ا ‪ Z‬ـ د‬
‫ا ‪(.‬ـ ـ ء ا‪+‬داري ‪ -‬د?ـ ــ‪-‬ى ا ‪.‬ـ ـ دم ‪- ,‬ذ ـ ـ ‪ ،-‬ا‪j+‬ـ ـ ت ا ‪ ,-, .‬ـ ـ وا ـ ـ ‪6‬ـ ــ‪ %‬ا ‪:‬ـ ـ ل‬
‫ٔ‬
‫ا ( '&‪ ،%‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬
‫‪ (12‬ا< ـ ‪ &'T3‬ـ ‪ :‬ا ‪ /‬ـ ت ا‪+‬دار' ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ـ دة ا ‪ &:‬ـ ‪ٔ ،‬ا? ـ ل ا ! ـ وة ا ‪-‬ﻃ! ـ ﺣــ‪-‬ل‬
‫ا ! ز? ـ ت ا ( ـ '& ? ـ د > ـ ص ‪ :‬ــ‪ %‬ا ‪ A.‬ــ* س وا ‪ ,- 'T‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ‪ A 8‬ــ& ‪ 4‬ف ن‪،‬‬
‫'‪- -‬ز ‪.2010‬‬

‫‪384‬‬
‫‪ 6-a (13‬ـ ا * ـ ‪ #‬ي‪ :‬ا ‪ O‬ــﺺ ا ( ـ '&‪ %‬وا ــ‪ 4‬ا ‪ (.‬ـ ‪ٔ ،%‬ا? ـ ل ا ! ـ وة ا ‪-‬ﻃ! ـ ﺣ ــ‪-‬ل‬
‫ا ! ز? ـ ت ا ( ـ '& ? ـ د > ـ ص ‪ :‬ــ‪ %‬ا ‪ A.‬ــ* س وا ‪ ,- 'T‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ‪ A 8‬ــ& ‪ 4‬ف ن‪،‬‬
‫'‪- -‬ز ‪.2010‬‬
‫‪O (14‬ـ ﺣ‪A‬ـ‪-‬ن‪ :‬ا *& ـ ا ‪ ,-, .‬ـ ! ز?ـ ت ا (ـ '& ‪6‬ـ‪f %‬ـ‪-‬ء ‪3‬ـ ‪-,‬ن ‪ 90‬ـ‪ 41‬ا ـ ث‬
‫ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪ A 8 ،‬ـ <‪-‬ا‪ f‬ـ‬ ‫وا ــ!‪ "/‬ـ ‪ "9‬ا‪+‬دار' ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا‬
‫ا ‪ ? ، ? A‬د ‪.1996 !8 ،4‬‬
‫‪- (15‬اد ا ‪ A‬ي‪ :‬ا * ) ا ‪.< %6 % (.‬ـ رات ا ‪:‬ـ ن ا (ـ '& ‪ :< ،‬ـ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ‪،%‬‬
‫ا د ‪ < ،30‬رس ‪.2016‬‬
‫‪ (16‬ا ‪ٔ %,M :‬ا<‪ : 'T‬إ‪-, 3 &*a j‬ن ا ‪ *A‬ة ا ‪ :< %6 ,‬ل ا ! ز?ـ ت ا‪+‬دار'ـ ‪،‬‬
‫ا ‪ :‬ـ ـ ا ـ ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ـ ‪A 8 ،‬ـ ـ درا‪8‬ـ ـ ت‪ ،‬ا ـ ـ د ‪!' ،36‬ـ ـ ' ‪ &6 -‬ا'ـ ـ‬
‫‪.2001‬‬
‫ٔ‬
‫‪ (17‬ا & ا *‪ F‬ن‪ :‬ا‪ j+‬ت ا < ‪ 6‬ا ـ ?‪-‬ى ا (ـ '& و<ـ ى ‪# n a‬ـ ‪6‬ـ‪ %‬ﺣ 'ـ‬
‫وا ! ‪ ? ،‬د ‪ < ،86‬ي‪.2009 - ,-' -‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا ‪T‬م‪ ،‬ا ‪ :‬ا‬
‫'ـ ـ ا ـ ــ‪T‬م‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ـ‬ ‫‪(18‬ا & ـ ـ ا *‪F‬ـ ـ ن‪ :‬ا ‪(.‬ـ ـ ء ا (ـ ـ '&‪ %‬وا‪ 9+‬ا‪#‬ـ ـ ت ا ‪M‬ز<ـ ـ‬
‫ٔ‬
‫وا ! ‪ A 8 ،‬درا‪ 8‬ت‪ ،‬ا د ‪ - ' !' ،85-84‬ا '‪.2009 4‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا‬
‫‪ (19‬ﺣ‪A‬ــ) ا < ــ‪ :%‬ا‪ 9 +‬ـ ا„ ا & ـ ‪ ? %,‬ـ ‪f‬ــ‪-‬ء ا ‪ F‬ـ ' ا ــ‪ %‬وا ‪ .‬ـ رن‪ &*< ،‬ـ ا !‪ :‬ـ ح‬
‫ا ‪ ' :‬ة‪ ،‬ا ار ا & ( ء‪.1997 !8 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ (20‬ﺣ‪ A‬ــ) ا ‪ O‬ــ‪-‬ي‪ :‬ا ! ز? ـ ا ( ـ '& ٔا< ـ م ا ‪ (.‬ـ ء ـ ) ا ‪ 8‬ـ ‪ c‬وا ﺼ ـ ‪ ،4‬ا ‪ :‬ـ‬
‫وا ! ‪ ? ،‬د ‪ٔ - &! j ،70‬ا‪9‬ـ ‪.2006 -‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا‬
‫‪ (21‬ﺣ‪A‬ـ ــ) ا ‪ -‬ـ ــ‪-‬دي‪ < :‬ر‪8‬ـ ـ ﺣـ ـ ا ‪F‬ـ ــ‪6 O‬ـ ــ‪ %‬ا ـ ـ دة ا ‪ &:‬ـ ـ ـ ـ ) ا ـ ــ!ﺺ ا ‪.‬ـ ـ ‪%,-,‬‬
‫ٔ‬
‫وا ‪ Z‬ـ د ا ‪ (.‬ـ ‪ ،%‬د‪ 6‬ـ ‪ a‬ا ‪ :‬ــ‪ c‬ا ? ـ ‪ ،‬ا‪ j+‬ـ ت ا ‪ ,-, .‬ـ وا ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪ :‬ـ ل‬
‫ٔ‬
‫ا ( '&‪ ،%‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬
‫‪(22‬ﺣ‪ A‬ــ) ٔا' ــ‪ < ƒ‬ــ‪-‬ح‪ :‬ا ﺼـ ـ '‪ w‬ـ ـ '‪-‬ن ا (ـ ـ '& و‪Z. . a‬ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬إﻃـ ـ ر ‪/,‬ـ ـ م \ـ ـ ‪ -‬ت‬
‫ـ ا ا ـ !ـ س‪ ،‬دار ٔا ــ‪ %‬ر‪3‬ـ اق *& ?ـ وا !‪F‬ـ ‪،‬‬ ‫ا ‪ .‬و ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا ‪ ,-, .‬ـ‬
‫ا ط‪ ? ،‬د <‪T‬دوج ‪.2009 !8 ،3-2‬‬

‫‪385‬‬
 ‫‪(23‬ا ‪9 )A‬ـ‪M* : q‬ن ا ‪ *A‬ة ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ‪&:‬ـ ‪ ? %‬ـ ‪f‬ـ‪-‬ء <‪( .‬ـ ت ا و‪,‬ـ ا <ـ‬
‫وا ! ‪ ? ،‬د ‪- -' ،100-99‬ز‪ٔ -‬ا‪9‬ـ ‪.2011 -‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫( ا ‪،‬ا ‪ :‬ا‬
‫ــ‪T‬م ( ـ '& ‪ , ،‬ـ وة ا ‪ (.‬ـ ء‬ ‫‪ (24‬ا ‪ A‬ـ ) ـ ر ‪ f :p‬ـ ‪ ,‬ت ا ‪ A‬ـ ﻃ ا ـ ا ‪ (.‬ـ‬
‫ٔ‬
‫ا‪+‬داري وﺣ 'ـ ا !‪F‬ـ ط ا ‪ 3‬ﺼـ دي‪ < ،‬ـ ا ‪.‬ـ و' )‪F!< ،‬ــ‪-‬رات ‪ 9‬ـ ا ‪F‬ـ ' ‪9‬ـ د' ‪،‬‬
‫‪ , A 8‬وات و< ‪ f‬ات‪ < 1 ،‬ي ‪.1996‬‬
‫‪(25‬ﺣ ــ‪ *O, %‬ﻃ ـ ‪ 3 :‬ـ اءة ‪6‬ــ‪ٔ %‬ا‪#‬ــ" <‪ A‬ـ ‪ :‬ات ا و‪ ,‬ـ ا < ـ ( ـ ا ? ـ ‪f‬ــ‪-‬ء ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن‬
‫ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪ ? ،‬ـ د ‪ !' ،96‬ـ ' ‪ &6 -‬ا' ـ‬ ‫ا ـ ‪A‬ــ! ‪ ،2011‬ا ‪ :‬ـ ا‬
‫‪.2011‬‬
‫‪(26‬ﺣ ـ ـ ة ا &‪:‬ـ ـ ا'!‪> :%‬ﺼ‪\-‬ـ ـ ا‪ +‬ـ ـ اءات ا ‪ A‬ــ* ' ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ! ز?ـ ـ ت ا (ـ ـ '& ‪ :< ،‬ـ ـ‬
‫ا ‪ (.‬ء وا ‪-, .‬ن‪ ،‬ا د ‪.2011 ،159‬‬
‫‪ (27‬ﺣ ـ ة ﺣ‪:‬ــ‪ٔ :%‬ا‪n‬ـ <‪A‬ـ ﻃ \ـ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و ـ ? ـ و‪f‬ـ ا ـ '‪-‬ن ا ‪ &:‬ـ ‪ ،‬ا‪j+‬ـ ت‬
‫ٔ‬ ‫ٓ‬
‫‪-, .‬ن ا ? ل وا ‪ .‬و ت‪ ? ،‬د ‪.2004 - ,-' - ' !' ،18-17‬‬ ‫وا ‪ 6‬ق‪ ،‬ا ‪ :‬ا‬
‫‪ > (28‬ـ ا ! ــ‪ :%‬ﺣ‪ .‬ــ‪-‬ق ا ــ‪T‬م ( ـ '& < ــ) > ــ‪M‬ل < و‪ ,‬ـ ا ‪ A‬ـ ﻃ ا ‪ &:‬ـ ‪ :< ،‬ـ‬
‫ا ر‪ ? ،‬د ‪.2005 &,-, ،34‬‬
‫‪ &< > (29‬و‪ *A< :%9‬ة ‪a‬ﺼـ ‪ w‬ا (ـ '& ‪6‬ـ‪ < %‬ﺣ ‪Z‬ـ ا‪+‬دار'ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا ـ ـ}دارة‬
‫وا ! ‪ ? ،‬د ‪.2011 !8 ،96‬‬ ‫ا‬
‫‪ >(30‬ــ‪ 4‬ــ) ‪ a‬ــ‪T‬ل‪ < :‬و‪ ,‬ـ ‪ a‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ وإ‪ j‬ـ ‪ Za‬ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪ (.‬ـ ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫<!‪-F‬ر ‪ 3-‬ا ا> ‪ !'Th %‬ا <‬
‫‪ (31‬ر‪ j‬ا ‪ :) A‬ا ‪-‬ب ا ‪ %6 ' *A‬ا دة ا ‪M> )< &:‬ل ‪3 1‬ـ ارات ا ‪ :‬ـ‪c‬‬
‫ٔ‬
‫ا ? ـ ٔواﺣ ـ م ا ـ ‪ "9‬ا‪+‬دار'ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪? ،‬ـ د <ــ‪T‬دوج‬
‫‪- -' ،100-99‬ز‪ٔ -‬ا‪9‬ـ ‪.2011 -‬‬
‫ٔ‬
‫‪ (32‬ر‪ j‬ـ ة ا ﺼ ـ ي‪ :< :‬ـ ل ا ــ&*‪M‬ن ‪6‬ــ‪ %‬ا ـ ان ا ( ـ '&‪ %‬وا ‪ n‬ـ ا !‪A‬ــ&‪ %‬ا ‪ a‬ـ ? ــﻪ‪،‬‬
‫ا ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ‪ %‬وا ! ز?ـ ت ا (ـ '& ‪ٔ ،‬ا‪j‬ـ ل ا ــ‪ ) <-‬ا را‪8‬ـ ) ‪ 28‬و‪< 29‬ـ رس‪ ،‬د‪6‬ـ ‪a‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2005/8‬‬

‫‪386‬‬
‫‪ (33‬ر‪f‬ـ ـ ا 'ـ ـ ي‪ :‬درا‪ 8‬ـ ـ ‪6‬ـ ــ‪ %‬ـ ــ‪- 1‬ا‪ ,‬ـ ـ <‪A‬ـ ــ* ة ا ﺼـ ـ ‪ w‬ا ( ـ ـ '&‪ ? %‬ـ ـ ‪f‬ـ ــ‪-‬ء‬
‫‪ ،2011 !A‬ا‪ j+‬ت ا ‪ ,-, .‬وا ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا ‪:‬ـ ل ا (ـ '&‪،%‬‬ ‫<‪ : A‬ات ‪-, 3‬ن ا‬
‫ٔ‬
‫د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬
‫‪ 8(34‬ـ ‪-‬ى ا ‪ 8 O‬ــ‪ %‬ا ‪ ZO‬ـ ي‪ A< :‬ـ ‪ :‬ات ا ‪ (.‬ـ ء ا‪+‬داري ‪ -‬و ' ـ ا ‪ /‬ـ "‪ :< ،-‬ـ ا ـ ‪"9‬‬
‫‪ ? ،‬د ‪- -' ،103‬ز ‪.2006 ƒF† -‬‬ ‫ا‬
‫‪ &? (35‬س ا ‪ 4 q a :% 9‬ا و ٔا< م ا ‪ (.‬ء‪ , ،‬وة ﺣ‪-‬ل ‪ 4 q a‬ا و ٔا< م ا ‪ (.‬ء و‪O 9‬‬
‫ٔ‬
‫‪ O!a‬ــ^ ا ﺣ ـ م وا ‪.‬ـ ارات ا ‪(.‬ـ >ــ‪M‬ل ا ‪ O‬ـ ة ا اوﺣـ <ـ ـ ) ‪ 25‬و ‪ٔ 26‬ا‪9‬ـ ــ‪،1994 -‬‬
‫\ رت ‪ )< J €< 4 j %6‬ﻃ ف وزارة ‪€j‬ون ا‪+‬دارة‪ &*< ،‬د' ' ‪.1997 !8 ،M8 ،-‬‬
‫‪ &? (36‬ـ ـ ا ـ ـ ا ـ ـ ا‪ :%,‬درا‪ 8‬ـ ـ ٔاو ـ ـ ـ ــ& ‪ ( .< 1‬ـ ـ ت < و‪ ,‬ـ ـ ‪ a‬ﺼ ـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن‬
‫ـ "ا ! ز? ـ ت ا ‪ (.‬ـ ‪6‬ــ‪ < %‬ـ ان‬ ‫ا ‪ <-‬ـ ‪ .< ،‬ـ ل <!‪F‬ــ‪-‬ر ‪ :‬ـ ا ‪ !'Th‬ـ ا < ـ‬
‫‪ a‬ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ـ "‪ٔ ،‬ا? ـ ـ ل ا ـ ـ ورات ا ‪ !'-‬ـ ـ ا !‪ /‬ـ ـ ‪ O‬ـ ـ ة ‪&3‬ـ ـ ض ٔواﻃـ ـ‬
‫ا ‪M> ، !'Th‬ل ‪ 2000 % !8‬و‪ ،2001‬دون ‪ " 3 a‬و إ‪ j‬رة إ ‪ !8‬ا‪ \+‬ار‪.‬‬
‫‪ &? (37‬ـ ا ـ ﺣ ) ﺣ ـ اد‪ :‬ا‪ j+‬ـ ر ـ ا ـ ‪ T‬ـ ) ا ‪ F‬ـ ' وا ر‪ 8‬ـ ا ‪ (.‬ـ ‪ٔ ،‬ا? ـ ل‬
‫ا ! وة ا ‪-‬ﻃ! ﺣ‪-‬ل ا ! ز? ت ا ( '& ? د > ص ‪ :‬ـ‪ %‬ا ‪A.‬ـ* س وا ‪,- 'T‬ـ ‪ &*< ،‬ـ‬
‫‪ 4 &A 8‬ف ن‪- -' ،‬ز ‪.2010‬‬
‫‪&?(38‬ـ ـ ا ـ ـ ﺣ " ا ‪:‬ـ ـ < ‪ :%‬ا‪j+‬ـ ـ ت ا ــ‪ *' %‬ﺣ‪Z‬ـ ـ ‪3‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ ‪ "9‬ا‪+‬دار'ـ ـ ‪ 6‬ــ‪:< %‬ـ ـ ل‬
‫ا ! ز?ـ ت ا ‪ &:‬ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا ـ ـ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪A 8 ،‬ـ <‪-‬ا‪f‬ـ ا ‪A‬ـ ? ‪،‬‬
‫‪ A 8‬ا ! ز? ت ا ‪ 45 %6 &:‬ا ‪ "9‬ا‪+‬دار' ‪ ? ،‬د ‪.1996 !8 ،4‬‬
‫‪ &?(39‬ـ ا ـ ﺣ " ا ﺼــ‪ 3 :% .‬ـ ا ‪A‬ــ! !‪ O‬ــ^ ا ‪ &:‬ـ ي ‪6‬ــ‪f %‬ــ‪-‬ء ا ‪ F‬ـ ' ا ــ‪ .< %‬ر‪ ,‬ـ‬
‫‪ %A, O‬وا ﺼ ي"‪ :< ،‬ا‪ j+‬ع‪ ،‬ا د ‪.27‬‬
‫‪&? (40‬ـ ـ ا ـ ـ ﺣ " ا'‪O‬ـ ـ '‪ < :).‬ر ـ ـ ا‪ 6‬ـ ـ ل ا ‪A‬ـ ـ ? ـ ـ ‪ f‬ــ‪-‬ء ‪3‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ‪T‬ا<ـ ـ ت وا ‪ .‬ــ‪-‬د‬
‫ـ "ا ! ز? ـ ت‬ ‫و< و‪ ,‬ـ ‪ a‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪ F!< ،‬ــ‪-‬ر ‪ :‬ـ ا ‪ !'Th‬ـ ا < ـ‬
‫ا ‪ < %6 (.‬ان ‪ a‬ﺼـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ "‪ٔ ،‬ا? ـ ل ا ـ ورات ا ‪ !'-‬ـ ا !‪ /‬ـ ‪ O‬ـ ة‬
‫‪ &3‬ض ٔواﻃ ا ‪M> ، !'Th‬ل ‪ 2000 % !8‬و‪ ،2001‬دون ‪ " 3 a‬و إ‪ j‬رة إ ‪ !8‬ا‪ \+‬ار‪.‬‬
‫‪ &? (41‬ـ ا ـ ﺣ " ﺣ‪ 'T‬ـ ‪ , :‬ــ‪ Fa -‬ـ ' ‪ f‬ـ '&‪8€' %‬ــ‪- c‬ا\ــ‪ ' 4‬ـ ‪ -‬ا ‪ F‬ـ ' ‪6‬ــ‪ :< %‬ـ ل‬
‫ا ﺼ ‪ 4‬ا ( '&‪- , %‬ذ ‪ :< ،-‬ا ‪.‬ﺼ ‪ ،‬ا د ‪.2006 ' !' ،13‬‬

‫‪387‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪ &? (42‬ا ‪MA‬م ا ‪ *A< :% #-‬ة ا ﺼـ '‪ w‬ـ '‪-‬ن‪.< ،‬ـ ل <!‪F‬ـ‪-‬ر ‪ :‬ـ ا ‪ :‬ـ‪ c‬ا ? ـ ‪،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ ,‬وة !‪-‬ان \ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و <) >‪M‬ل ا ‪ Z‬دات ا ‪ c :‬ا ? ‪.2007 !8 ،‬‬
‫‪&? (43‬ـ ـ ا ﺼـ ـ ا ـ ـ < ي‪ :‬ر‪ 3‬ـ ـ ا ‪(.‬ـ ـ ء ? ـ ـ <‪ A‬ــ* ة ا ‪?-‬ـ ـ ء ا (ـ ـ '&‪ 6 %‬ــ‪ < %‬ـ ـ ان ر‪ 8‬ــ‪-‬م‬
‫‪.6 ،‬ﻪ ا ! ز? ت ا‪+‬دار' ‪ ،‬ا د ‪.2012 ،2‬‬ ‫ا ‪-F!< ،4 :A‬رات <‪ :‬ا ‪-.‬ق ا‬
‫‪ &? (44‬ا ‪'T‬ـ‪ T‬ا ‪.‬ـ‪3 :% -‬ـ اءة ‪6‬ـ‪ %‬ـ‪ 1‬ا‪j+‬ـ ت ا ‪.‬ـ ! ز?ـ ت ا ‪ &:‬ـ ‪ :< ،‬ـ‬
‫ا ‪ ? ،% (.‬د ‪.2004 !8 ،37‬‬ ‫ا‬
‫‪ &? (45‬ا ‪ٔ T'T‬ا<‪ .‬ان‪ (' ? )? :‬ر‪ 6‬ا ?‪-‬ى ا (ـ '& ‪6‬ـ‪ !< %‬ز?ـ ت ا (ـ ا ا & ‪j‬ـ ة‪،‬‬
‫<‪ c :< :‬ا و ‪-‬ا ‪-Z :‬ر' ا ‪T:‬ا ' ا ' ‪ .‬اﻃ ا ‪ ? ،- & F‬د > ص‪.2003 !8 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ &? (46‬ـ ا ‪'T‬ــ‪ ' a T‬ـ ‪ :‬ـ ا \ــ‪ 4‬ا ‪ :‬ـ ري ‪6‬ــ‪ *, %‬ـ ق ا ــ‪-‬اد ‪ 113‬و ‪ 114‬و ‪< 120‬ــ) < و‪ ,‬ـ‬
‫ا ‪ :‬رة‪ :< ،‬ا ‪ *A.‬س‪ ،‬ا د ‪.6‬‬
‫‪&? (47‬ـ ـ ا ! ــ‪ > %‬ـ ـ ‪ A< :‬ــ* ة ا & ــ‪ 6 r‬ــ‪ %‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ا (ـ ـ '&‪ %‬ا ــ‪ ،%‬ا ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ـ ‪%‬‬
‫ٔ‬
‫وا ! ز? ت ا ( '& ‪ٔ ،‬ا‪ j‬ل ا ـ‪ ) <-‬ا را‪8‬ـ ) ‪ 28‬و‪< 29‬ـ رس‪ ،‬د‪6‬ـ ‪ a‬ا ‪ :‬ـ‪ c‬ا ? ـ ‪،‬‬
‫? د ‪.2005/8‬‬
‫‪&? (48‬ـ ـ ا ! ــ‪ O' %‬ــ‪-‬ت‪ :‬ا ‪ A‬ــ* ة ا ‪-‬ا ‪ Z‬ـ ـ وإ ـ ـ اءات ا & ــ‪ 6 r‬ــ‪ %‬ا (ـ ـ '& ا <ـ ـ ? ـ ـ‬
‫ا ـ ـ >‪ ،4‬ا ـ ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ـ ‪ %‬وا ! ز?ـ ـ ت ا (ـ ـ '& ‪ٔ ،‬ا‪j‬ـ ـ ل ا ـ ــ‪ ) <-‬ا را‪8‬ـ ـ ) ‪ 28‬و‪29‬‬
‫ٔ‬
‫< رس‪ ،‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2005/8‬‬
‫‪&? (49‬ـ ـ ا ‪.‬ـ ـ در ا ‪aM‬ـ ــ‪ :%‬ا (ـ ـ ‪ ,‬ت ا ‪ &:‬ـ ـ <ـ ــ) >ـ ــ‪M‬ل ا ‪F‬ـ ـ ' وا ‪(.‬ـ ـ ء‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ـ‬
‫وا ! ‪ ،‬ا د ‪ٔ ،19‬ا '‪ 4‬ـ '‪.1997 - ,-‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا‬
‫‪&? (50‬ـ ا ‪ :‬ـ <ـ ‪ :%‬إ‪j‬ـ ا & ــ‪6 r‬ــ‪ %‬ا ـ دة ا (ـ '& ـ ) ا ــ!ﺺ ا ‪.‬ـ ‪ %,-,‬وا ــ‪4‬‬
‫ا ‪ :< ،% (.‬ـ ا ‪(.‬ـ ء ا ـ ‪ ،%,‬ا ! ز?ـ ت ا (ـ '& و‪ a‬ﺼـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪A 8 ،‬ـ‬
‫ٔ‬
‫درا‪ 8‬ت ٔوا ث‪ ،‬ا ‪T:‬ء ا ول‪.2015 !8 ،‬‬
‫ـ‪T‬م ‪6‬ـ‪:< %‬ـ ل ا ! ز?ـ ت ا ‪ &:‬ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ‬ ‫‪ &? (51‬ا *ـ‪ %‬ا ‪.‬ـ وري‪ :‬ا 'ـ ا ‪(.‬ـ‬
‫ٔ‬
‫وا ! ‪ A 8 ،‬درا‪ 8‬ت‪ ،‬ا د ‪ ،19‬ا '‪.1997 - ,-' -4‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا‬
‫‪ &? (52‬ـ ا *ــ‪ %‬ا ‪ .‬ـ وري‪ :‬ا ‪ 3‬ـ ا ‪ (.‬ـ ? ـ ا ــ‪ 4‬ا ( ـ '&‪ – %‬ﺣ ـ ت را‪ 8‬ـ –‪،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ %6‬ا ‪ :‬ل ا ( '&‪ ،%‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬ ‫ا‪ j+‬ت ا ‪ ,-, .‬وا‬

‫‪388‬‬
 ‫ٓ‬ ‫ٔ‬
‫‪&? (53‬ـ ا ‪ 6-a T'T‬ـ ‪\ !? :‬ـ ا \ــ‪ 4‬ا ‪:‬ـ ري‪ :< ،‬ـ ا ـ <‪-‬ن‪7 # ،‬ـ ا‪8‬ــ‪ ،%O‬ا ـ د ‪،6‬‬
‫‪.1998 !8‬‬
‫‪ q? (54‬ـ ـ ن < ــ‪-‬دن‪ :‬إ‪j‬ـ ـ ‪ &a‬ــ‪ r‬ا‪ ,+‬ــ^ار ? ــ) ﻃ 'ـ ـ ا ـ ـ "<ـ ـ ـ ـ ) ا ــ!ﺺ ا ‪.‬ـ ـ ‪%,-,‬‬
‫‪.‬‬ ‫وا ‪ Z‬د ا ‪ .< ، "% (.‬ل <!‪-F‬ر ‪ 3-‬ا ا> ‪ !'Th %‬ا <‬
‫‪ (55‬ا ــ‪ %‬ا ـ ي‪ :‬ا‪ j+‬ـ ر ـ ا ـ ‪<-ZO< T‬ــﻪ وا ! ز? ـ ‪ 6‬ــﻪ‪ٔ ،‬ا? ـ ل ا ! ـ وة ا ‪-‬ﻃ! ـ‬
‫ﺣــ‪-‬ل ا ! ز? ـ ت ا (ـ '& ? ـ د >ـ ص ‪ :‬ــ‪ %‬ا ‪A.‬ــ* س وا ‪ ,- 'T‬ـ ‪ &*< ،‬ـ ‪A 8‬ــ& ‪ 4‬ف‬
‫ن‪- -' ،‬ز ‪.2010‬‬
‫‪'T? (56‬ــ‪ T‬ــ‪-‬دا ‪j :%‬ـ وط ا ـ ?‪-‬ى ا (ـ '& ‪6‬ــ‪ %‬ا ﺣ ـ ا ‪(.‬ـ ‪ٔ ،‬ا? ـ ل ا !ـ وة ا ‪-‬ﻃ! ـ‬
‫ﺣ ــ‪-‬ل ا ! ز?ـ ـ ت ا (ـ ـ '& ? ـ د >ـ ـ ص ‪ :‬ــ‪ %‬ا ‪ A.‬ــ* س وا ‪,- 'T‬ـ ـ ‪ &*< ،‬ـ ـ ‪ A 8‬ــ& ‪4‬‬
‫ف ن‪- -' ،‬ز ‪.2010‬‬
‫‪ 'T? (57‬ــ‪ T‬ــ‪-‬دا ‪ < :%‬ـ ى ا> ﺼ ـ ص ‪ f 3‬ــ‪ %‬ا ‪ A‬ـ ‪M:‬ت ـ !‪ 6 /‬ــ‪ %‬ﻃ ـ ا‪ j+‬ـ ر ـ‬
‫ٔ‬
‫ا ـ ‪ T‬ا ــ^ي '‪ 3-‬ــﻪ ا ‪.‬ـ ‪ٔ 1‬ام ٔان ا <ـ ' ـ ! ز?ـ <‪f-‬ــ‪ha ?-‬ـ ج ?ــ) ا> ﺼ \ــﻪ؟‪،‬‬
‫<‪ :‬ا ‪ "9‬ا‪+‬دار' ‪ ? ،‬د ‪ < ،3‬ي ‪.2003‬‬
‫ٔ‬
‫‪ < ? (58‬ا ‪ &< :% -F‬دئ ا ‪ٔ ? 3‬ا? ـ ل ا‪+‬دارة و‪Za . &*a‬ـ ‪6‬ـ‪ %‬ا ردن‪ ،‬ا !‪ /‬ـ‬
‫‪-‬م ا‪+‬دار' ‪ ،‬ا د ‪.1981 !8 ،250‬‬ ‫ا‬
‫‪ 6 (59‬ـ ا ‪ 8-A‬ــ‪ :%‬ا & ــ‪ 6 r‬ــ‪ %‬ا ـ ان ا ( ـ '&‪ %‬و‪ 6‬ـ ا ‪ A‬ــ* ة ا ‪ ' :‬ـ ة وا‪ j+‬ـ ت‬
‫ا * وﺣ ‪ %6‬ا ان ا ‪ :< ،%‬ا ‪ "9‬ا‪+‬دار' ‪ ،‬ا د ا ‪ < ،• q‬ي ‪.2008‬‬
‫‪€6 (60‬اد ا ‪ .‬دري‪ :‬ﺣ‪-‬ل ?‪ ' 3M‬ة ) ا ‪T‬م وا‪+‬دارة ا ‪ &:‬ـ ‪, ،‬ـ وة ﺣـ‪-‬ل ا ! ز?ـ ت‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ h ,‬ـ وا ‪ &:‬ـ <ــ) >ـ‪M‬ل ا ‪Z‬ـ دات ا ‪ :‬ـ‪ c‬ا ? ـ ‪ &*< ،‬ـ ا <! ـ ‪ ،‬ا ـ ط‪8 ،‬ــ!‬
‫‪.2007‬‬
‫‪9 (61‬ـ '" ـ ش‪j :‬ـ ح ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا (ـ '&‪ %‬ا ــ‪- %‬و‪.6‬ـ ‪ A‬ـ ‪ :‬ات ‪3‬ـ ‪-,‬ن < ـ ‪،-2014‬‬
‫<!‪-F‬رات ‪ A 8‬ا ‪ 'T9 <M‬وا‪+‬دارة ا ا ‪ ،‬ا د ‪.2014 !8 ،23‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪ < (62‬ـ ا ? ـ ج‪ a :‬ــ‪ 4‬ا ‪ .‬ـ ارات ا‪+‬دار' ـ ? ـ ‪f‬ــ‪-‬ء ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن ‪ F 03-01‬ـ ن إ ـ‪T‬ام ا‪+‬دارات‬
‫ــ‪ 3 4‬ارا‪Za‬ـ ـ ا‪+‬دار'ـ ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ـ‬ ‫ا ‪ <-‬ـ ـ وا ‪? :‬ـ ـ ت ا ـ ـ وا ِ ‪A8€‬ـ ـ ت ا ‪ <-‬ـ‬
‫وا ! ‪ ? ،‬د ‪.2003 !8 ،43‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا‬

‫‪389‬‬
 ‫‪ < (63‬ـ ـ ا ‪F‬ـ ـ '‪ :%.‬ا ! ز?ـ ـ ت ا‪+‬دار'ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ـ ـ دة ا (ـ ـ '& ٔاو ا *ـ ـ ق ا & ' ـ ـ ‪ A‬ــ‪'-‬‬
‫ا !‪T‬ا? ـ ت ا ‪ &:‬ـ ‪ ،‬ا‪ j+‬ـ ت ا ‪ ,-, .‬ـ وا ـ ‪6‬ــ‪ %‬ا ‪ :‬ـ ل ا ( ـ '&‪ ،%‬د‪ 6‬ـ ‪ a‬ا ‪ :‬ــ‪c‬‬
‫ٔ‬
‫ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬
‫‪ < (64‬ا ‪.‬ﺼ&‪ :%‬إ اءات ر ‪ m‬ا (ـ '& وا ﺼـ ‪ 4‬وا ـ ‪ ،‬ـ‪-‬ث ٔا ‪ .‬ـ‪6 ƒ‬ـ‪, %‬ـ وة‬
‫ا !‪ /‬م ا ( '&‪ : & %6 %‬ا ‪ " .‬وا‪M\+‬ح‪F!< ،‬ـ‪-‬رات ٔا‪ 9‬د' ـ ا را‪8‬ـ ت ا ـ ‪ ،‬ﻃـ ا ‪c‬‬
‫‪-‬ا ‪ ' # :‬ا ‪ ،- /‬ون ذ‪ !A 9‬ا !‪. F‬‬
‫‪ < (65‬ـ ا !‪ :‬ـ ري‪A< :‬ــ* ة ا‪ 9 +‬ـ ا„ ا & ـ ‪ %,‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ? ـ ‪f‬ــ‪-‬ء < و‪ ,‬ـ‬
‫ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪ ? ،‬ـ د ‪ < ،43‬ـ رس‪-‬‬ ‫‪ a‬ﺼ ـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا‬
‫ٔا '‪.2002 4‬‬
‫‪ < (66‬ـ ـ ا !‪:‬ـ ـ ري‪/, :‬ـ ـ ات ‪ 6‬ــ‪ %‬ــ‪- 1‬ا‪,‬ـ ـ ا ! ز?ـ ـ ‪ 6‬ــ‪ %‬ا ‪?-‬ـ ـ ء ا (ـ ـ '&‪ ،%‬ا ‪ :‬ـ ـ‬
‫وا ! ‪ ،‬ا د ‪.1997 !8 ،18‬‬ ‫}دارة ا‬ ‫ا‬
‫‪ <(67‬ـ ا ‪! Z‬ــ‪> :%‬ﺼ‪ \-‬ـ ا‪9 +‬ـ ا„ ا & ـ ‪6 %,‬ــ‪ < %‬و‪ ,‬ـ ‪ a‬ﺼـ ‪ 4‬ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ا ‪ ' :‬ـ ة‬
‫‪ ? ،‬د ‪ < ،88‬ي‪.2001 - ,-'-‬‬ ‫)‪-, 3‬ن ر‪ :< ،(15-97 "3‬ا ‪ "9‬ا‬
‫‪ٔ < (68‬ا< ‪ :%9‬ﺣ‪ )' < :‬ى ا ‪ %6‬ا ‪-, .‬ن ا ‪ %A, O‬وا ‪ :< ،%‬ـ ا ـ ‪"9‬‬
‫ا‪+‬دار' ‪ ? ،‬د ‪ < ،94‬ي‪.2002 - ,-' -‬‬
‫‪ < (69‬ـ ‪ †-‬ـ ‪ :‬ا ‪ 3‬ـ ا‪+‬دار' ـ وا ‪ (.‬ـ ‪6‬ــ‪ :< %‬ـ ل ا ! ز? ـ ت ا ‪ &:‬ـ ‪ ،‬ا ! ز? ـ ت‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ h ,‬ـ ـ وا ‪ &:‬ـ ـ < ــ) > ــ‪M‬ل ا ‪Z‬ـ ـ دات ا ‪ :‬ــ‪ c‬ا ? ـ ـ ‪ &*< ،‬ـ ـ ا <! ـ ـ ‪ ،‬ا ـ ـ ط‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ < (70‬ـ ﺣ‪ :‬ـ ج‪ A< :‬ــ* ة ا ﺼ ـ ‪ w‬ا ( ـ '&‪ %‬ـ ) <‪ ( .‬ـ ت ا و‪ ,‬ـ ا < ـ ( ـ ا‬
‫وا ‪ Z‬ـ ـ د ا ‪ (.‬ـ ـ ‪ :< ،%‬ـ ـ ا ‪ (.‬ـ ـ ء ا ـ ـ ‪ ،%,‬ا ! ز? ـ ـ ت ا ( ـ ـ '& و‪ a‬ﺼ ـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ A 8 ، <-‬درا‪ 8‬ت ٔوا ث‪ ،‬ا ‪T:‬ء ا ول‪.2015 ،‬‬
‫‪ j < (71‬ي‪ :‬ا ‪-, .‬ن ر‪ 15-97 "3‬ا ـ ﺼـ ‪ 4‬ا (ـ ا وا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪3‬ـ اءة‬
‫ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪ A 8 ،‬ـ <‪-‬ا‪ f‬ـ ا ‪ A‬ـ ? ‪،‬‬ ‫ٔاو ـ ‪ F!< ،‬ــ‪-‬رات ا ‪ :‬ـ ا‬
‫ٔ‬
‫ا د ‪ ،31‬ا *& ا و ‪.2001 ،‬‬
‫‪ < (72‬ـ ـ ‪ Z6‬ــ‪&? %‬ـ ـ ا & ‪ :%3‬ا‪+‬دارة ا ـ ـ ‪ 6‬ــ‪< %‬ﺼـ ـ ‪ 6‬ــ‪? %‬ﺼـ ـ ا &* ـ ـ ‪ ،‬ا ــ‪€‬رخ ‪6‬ـ ــ‪%‬‬
‫ا ﺼ ي‪ ? ،‬د ‪.19‬‬

‫‪390‬‬
‫‪ :‬ـ <ــ) \ ـ ‪ -‬ت ا ‪ .‬و ـ ‪،‬‬ ‫‪ < (73‬ـ ‪ 9‬ـ ام‪ :‬و‪ f‬ـ ا ـ‪ O‬ــ‪ٔ 4‬ا‪ !n‬ـ ء <‪ A‬ـ ﻃ ا ‪ ' 3-‬ـ وا‬
‫<‪ :‬ا ! ى‪ ? ،‬د ‪.2002 - ,-' ،3‬‬
‫‪T‬و†‪ :%‬ا !‪ O‬ـ^ ?ـ) ﻃ 'ـ ا‪9 +‬ـ ا„ ا &ـ ‪< %,‬ـ) >ـ‪M‬ل <‪A‬ـ ‪ :‬ات < و‪,‬ـ ‪ a‬ﺼـ ‪4‬‬ ‫‪< (74‬‬
‫ـ ــ}دارة ا ـ وا ! ـ ‪ A 8 ،‬ـ <‪-‬ا‪ f‬ـ ا ‪ A‬ـ ? ‪،‬‬ ‫ا ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ‪ ،‬ا ‪ :‬ـ ا‬
‫? د ‪.2001 ،31‬‬
‫‪ .!< < (75‬ر‪ *A< :‬ة ‪a‬ﺼ ‪ w‬ا ( '& ‪ ،‬ا ‪ 4‬ا ‪ % (.‬وا ! ز?ـ ت ا (ـ '& ‪ٔ ،‬ا‪j‬ـ ل‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ ) <-‬ا را‪ 28 ) 8‬و‪ < 29‬رس‪ ،‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2005/8‬‬
‫‪ < (76‬ـ ـ ‪ ,‬ـ ـ ي‪ :‬ا‪j+‬ـ ـ ر ـ ـ ا ـ ـ ‪ٔ T‬ا'ـ ـ ‪ 6‬ـ ـ ‪ ،‬ا‪j+‬ـ ـ ت ا ‪ ,-, .‬ـ ـ وا ـ ـ ‪ 6‬ــ‪%‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ :‬ل ا ( '&‪ ،%‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ‪ ? ،‬د ‪.2011/16‬‬
‫‪ (77‬ا ‪ h‬ر ا ‪ ' A‬ي‪ :‬ا * ) ‪ٔ %6‬ا‪ 8‬س ا (ـ '& ٔا<ـ م ا ‪:‬ـ ن ا (ـ '& ‪' ،‬ـ ة ا ﺼـ& ح‪،‬‬
‫ٔ‬
‫ا ر ء ‪ٔ 27‬ا‪9‬ـ ‪.2010 -‬‬
‫‪< (78‬ﺼـ*‪ O‬ا ـ اب‪/, :‬ـ م ا‪9 +‬ـ ا„ ا &ـ ‪8-9 %,‬ـ } &ـ ر ? ـ ا !‪ O‬ــ^‪ :< ،‬ـ ا ‪A.‬ــ* س‪،‬‬
‫? د ‪.1997 !8 ،1‬‬
‫‪< (79‬ﺼــ*‪ O‬ــ) ‪j‬ـ '‪ :J‬إ ـ اءات ا ﺼـ ‪ 4‬وﻃ ـ ق ا * ــ) ‪ Z 6‬ـ ‪ :< ،‬ـ ا ! ـ ‪ 5‬ة‪ ،‬ا ـ د‬
‫‪.2002 - ,-' ،27‬‬
‫‪< (80‬ﺼـ ــ*‪ O‬زا‪ #‬ـ ـ ‪ :‬ا‪ +‬ـ ـ اءات ا ‪ F‬ـ ـ ‪6‬ـ ــ‪ %‬ا ! ز? ـ ـ ا ( ـ ـ '& "ا * & ـ ـ وا ( ـ ـ ‪,‬‬
‫ٔ‬
‫‪ %6‬ا ‪ :‬ل ا ( '&‪ ،%‬د‪ a 6‬ا ‪ c :‬ا ? ـ ‪? ،‬ـ د‬ ‫‪- ,‬ذ "‪ ،‬ا‪ j+‬ت ا ‪ ,-, .‬وا‬
‫‪.2011/16‬‬
‫‪< (81‬ﺼ*‪ 9 O‬اي‪ :‬ا ‪ Z‬ب ا ( '&‪ ) %‬ا ا‪ &3‬ا ‪ &:‬وا ‪ 4‬ا ‪ٔ ،% (.‬ا? ـ ل ا !ـ وة‬
‫ا ‪-‬ﻃ! ـ ـ ﺣ ــ‪-‬ل ا ! ز?ـ ـ ت ا (ـ ـ '& ?ـ ـ د >ـ ـ ص ‪ :‬ــ‪ %‬ا ‪ A.‬ــ* س وا ‪,- 'T‬ـ ـ ‪ &*< ،‬ـ ـ‬
‫‪ 4 &A 8‬ف ن‪- -' ،‬ز ‪.2010‬‬
‫‪< (82‬ﺼــ*‪< O‬ـ رع‪ :‬ا‪>+‬ــ‪ M‬ت ا ‪8‬ــ& وا ‪ 3‬ـ ا ‪(.‬ـ ‪ ،‬ا ــ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ‪ %‬وا ! ز?ـ ت‬
‫ٔ‬
‫ا (ـ ـ '& ‪ٔ ،‬ا‪j‬ـ ـ ل ا ـ ــ‪ ) <-‬ا را‪8‬ـ ـ ) ‪ 28‬و‪< 29‬ـ ـ رس‪ ،‬د‪6‬ـ ـ ‪ a‬ا ‪ :‬ـ ــ‪ c‬ا ? ـ ـ ‪? ،‬ـ ـ د‬
‫‪.2005/8‬‬
‫‪Z< (83‬ـ ـ ي > ـ ــ‪-‬ج‪ :‬ا ‪F‬ـ ــ‪6 O‬ـ ــ‪ %‬ا ـ ـ دة ا (ـ ـ '& ‪ -‬ا‪ +‬ـ ـ اءات وا (ـ ـ ‪ ,‬ت ‪ ،-‬ا ‪ :‬ـ ـ‬
‫ٔ‬
‫را‪ 8‬ت وا ‪ F 8‬رات ا ‪ A 8 ، ,-, .‬ا ? اد ا ‪ ، \ h‬ا د ‪.2016 ،2‬‬ ‫ا‬

‫‪391‬‬
‫‪Z< (84‬ـ ي > ــ‪-‬ج‪* :‬ــ‪M‬ن إ ـ اءات ا ﺼـ ‪ < 4‬ـ ـ ) ا ــ!ﺺ ا ‪.‬ـ ‪ %,-,‬وا ــ‪ 4‬ا ‪ (.‬ـ ‪،%‬‬
‫<‪ :‬ا ! رة‪ ? ،‬د > ص‪.2016 ،‬‬
‫‪Z< (85‬ـ ـ ي > ــ‪-‬ج‪ :‬ﺣـ ـ ا‪+‬ﻃ ــ‪M‬ع ا (ـ ـ '&‪< %‬ـ ـ ـ ـ ) ‪8‬ـ ـ * ت ا‪+‬دارة و‪f‬ـ ـ ‪ ,‬ت ا ــ‪T‬م‪،‬‬
‫<!‪F‬ـ ـ ـ ــ‪-‬رات <‪ :‬ـ ـ ـ ـ ا ‪.‬ـ ـ ـ ــ‪-‬ق‪ A 8 ،‬ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ـ ـ رف ا ‪ ,-, .‬ـ ـ ـ ـ وا ‪ (.‬ـ ـ ـ ـ ‪ ،‬ا ‪ .‬ـ ـ ـ ـ ‪-,‬ن‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وا ? ل‪:‬ا ‪h‬ﺼ‪ \-‬ت وا‪ j+‬ت‪-‬ا ‪T:‬ء ا ول‪ ،-‬ا‪ \+‬ار‪.2017، 48‬‬
‫‪ Z< (86‬ي > ـ‪-‬ج‪*3 :‬ـ ا ‪.‬ـ دم ‪6‬ـ‪ %‬ا ـ دة ا ‪ &:‬ـ ‪ :< ،‬ـ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ‪ ،%‬ا ـ د ‪،33‬‬
‫د !& ‪.2016‬‬
‫‪ , (87‬ـ ن ٔاﺣ ـ ا ‪ *h‬ـ ‪j :‬ـ ط ا ﺼـ ‪6‬ـ‪ %‬د?ـ وى ا ‪(.‬ـ ء ا !ـ‪ %‬ـ ى < ـ ا ـ ل‬
‫ا ‪ :< ،‬ا ‪ ' F‬وا ‪-, .‬ن‪ ،‬ا د ‪.2009 !8 ،37‬‬
‫‪ J8-' (88‬و‪ :% #‬ﺣ‪-.‬ق و وا & ت ا ‪T‬م ‪ %6‬ا ?‪-‬ى ا ( '& ‪ :< ،‬ـ ا ـ‪ ،J‬ا ـ د ‪،1‬‬
‫‪.2003 !8‬‬
‫را ‪.‬ا ‪M:‬ت وا ور' ت‪:‬‬
‫‪(1‬إ ـ ا‪ " #‬ز? ـ " ا ‪8‬ــ‪ :%‬ا ـ ا ــ‪6 %‬ــ‪ %‬ا ‪ Z‬ـ د ا ‪(.‬ـ ‪ &*< ،%‬ـ ا !‪ :‬ـ ح ا ‪ ' :‬ـ ة‪،‬‬
‫ا ارا & ( ء‪.1996 !8 ،‬‬
‫‪(2‬د ـ ــ‪ 4‬ا ‪Z‬ـ ـ دات ا ‪(.‬ـ ـ ‪6‬ـ ــ‪ < %‬ـ ـ ان ‪ a‬ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ـ ‪ :‬ا ‪!'Th‬ـ ـ ا <ـ ـ‬
‫‪ &*< ،‬ا رف ا ‪ ' :‬ة‪ ،‬ا ط‪.2005 ،‬‬
‫ٔ‬
‫‪ :<(3‬ـ ا ‪.‬ـ‪-‬ق ا ـ ‪ ،‬ا ـ‪ 4‬ا ‪(.‬ـ ‪6 %‬ـ‪ %‬ا ! ز?ـ ت ا (ـ '& ‪ ،‬ا ‪:‬ـ‪T‬ء ا ول‪ ،‬د ـ‪4‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ? ل ا ‪ &*< ،2010/3 ، (.‬ا <! ‪ ،‬ا ط‪.2010 !8 ،‬‬
‫‪ A 8 :‬درا‪ 8‬ت ‪ ، (3‬ا‪ \+‬ار ا ‪.2010 ،• q‬‬ ‫‪ :<(4‬ا ‪-.‬ق ا‬
‫‪ :<(5‬ا ‪-F!< ،‬رات وزارة ا ‪ 3‬ﺼ د وا ‪ ،‬ا د ‪ٔ ،23‬ا '‪.2014 4‬‬
‫‪ ? :‬د ‪.1988 !8 ،53‬‬ ‫‪ :<(6‬ا ‪ "9‬ا‬
‫‪ c :< :<(7‬ا و ا ‪T:‬ا ' ? د > ص‪ :‬ا ! ز? ت ا ( '& ‪) ،2003 !8 ،‬ا ‪T:‬ا (‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪ F,(8‬ة ‪ 3‬ارات ا ‪ c :‬ا ? ‪ ،‬ا ‪ 6‬ا‪+‬دار' ‪ ،‬ا ‪T:‬ء ‪ ،6‬ا ‪.2011/2 A A‬‬

‫‪392‬‬
 ‫‪:‬‬ ‫وا !‪/‬‬
‫> <‪. A‬ا !ﺼ‪-‬ص ا ‪' F‬‬
‫‪ - 1‬ا ب‪:‬‬
‫ٔا‪ -‬ا ‪- 8‬ر ا ‪:%‬‬
‫‪ -‬ا ‪ Z/‬ا ‪ J' F‬ر‪ ،1.11.91 "3‬ا ﺼ در ‪ & j )< 27 %6‬ن ‪^ O! ،(2011 - -' 29) 1432‬‬
‫‪,‬ﺺ ا ‪- 8‬ر‪ ،‬ج‪.‬ر ? د ‪ < 5964‬ر‪ ،‬ر'‚ ‪.2011 - -' 30‬‬

‫ب‪ -‬ا ‪-.‬ا‪:) ,‬‬

‫‪ 3(1‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ‪T‬ا< ـ ـ ت ا ‪.‬ـ ــ‪-‬د ا ـ ــ‪ %‬ا ﺼ ـ ـ در ‪6‬ـ ــ‪ 9 %‬ر<( ـ ـ ن ‪F† 12) 1331‬ـ ــ‪،(1913 ƒ‬‬
‫<!‪F‬ــ‪-‬رات ـ ‪F,‬ـ ا ــ‪-‬م ا ‪ ,-, .‬ـ وا ‪(.‬ـ ‪A 8 ،‬ـ ا !ﺼــ‪-‬ص ا ‪ ,-, .‬ـ ‪? ،‬ـ د ‪14‬‬
‫'! ' ‪.2009‬‬
‫‪(2‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ا ﺼ ـ در ـ ر'‚ ‪, 22‬ــ‪ 1924 &,-‬ا ـ ﺼ ـ ‪ 4‬د'ــ‪-‬ن ا و ـ ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫? د ‪ ،634‬ر'‚ ‪ 16‬د !& ‪.1924‬‬
‫ٔ‬
‫‪(3‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ا ﺼ ـ در ـ ر'‚ ‪ 20‬ـ دى ا و ـ )‪F† 21‬ــ‪6 (1935 ƒ‬ــ‪ %‬ــ‪ f 4‬ـ ‪m‬‬
‫ٔ‬
‫( ا ا ‪ .‬رة وا داءات ا ‪Z n‬ـ و< ـ‪ -‬ت و<ـ ا> ‪4‬‬ ‫ت وا * & ت '‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا <‪M‬ك ا ‪ ,Th‬ـ و† ‪#‬ـ <ـ) ا ـ '‪-‬ن ا ـ‪ h A' %‬ﺼـ‪ Z‬ا ‪( .‬ـ‪-‬ن (ـ ا وا داءات‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫? د ‪ ،1195‬ر'‚ ‪.1935 &! j 20‬‬
‫‪(4‬ا ‪8‬ـ ــ‪-‬م ا ـ ــ‪ %‬ر‪3‬ـ ــ" ‪ ،330.66‬ـ ـ ر'‚ ‪ٔ 21‬ا 'ـ ــ‪A 1967 4‬ـ ــ) ‪ /,‬ـ ـ م ? ـ ـ م ‪8‬ـ ــ&‬
‫ا ‪ 9 ، <-‬و‪ „ a 3‬و‪ a‬ﻪ‪ ،‬ج‪.‬ر ? د ‪ ،2843‬ر'‚ ‪ٔ 26‬ا '‪.1976 4‬‬
‫‪(5‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪ 011.71‬ـ ر'‚ ‪ 12‬ذي ا ‪ .‬ـ ة ‪ 30) 1391‬د !& ـ ‪ (1971‬ا ـ ث ‪ & -‬ــﻪ‬
‫‪ /,‬م وا‪ a‬ا ‪ ? .‬ا ‪ ، ,‬ج‪.‬ر ? د ‪ < 3087‬ر‪ ،‬ر'‚ ‪ 31‬د !& ‪.1971‬‬
‫‪ Z5 (6‬ـ ‪ j‬ـ '‪ q J‬ـ ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ــ" ‪ 1.74.447‬ـ ر'‚ ‪ 11‬ر<( ـ ن ‪ j 28) 1394‬ـ !& ‪(1974‬‬
‫ﺼـ د‪ ? 3‬ـ ‪,‬ــﺺ ‪3‬ـ ‪-,‬ن ا ‪A‬ــ* ة ا ‪ ,‬ـ ‪ 9 ،‬ـ و‪3‬ـ ‪ a‬ـ „ و‪ a‬ــﻪ‪ ،‬ج‪.‬ر ?ـ د ‪3230‬‬
‫< ر‪ ،‬ر'‚ ‪ 13‬ر<( ن ‪.(1974 &! j 30) 1394‬‬
‫‪ (7‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ر‪3‬ــ" ‪ 1.89.116‬ـ ر'‚ ‪< 21‬ــ) ر ـ ‪, 21) 1410‬ــ‪ ،(1989 & 6-‬ا ﺼ ـ در‬
‫!‪ O‬ــ^ ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪ a 17.89‬ـ ث ‪ & -‬ــﻪ ‪ f‬ـ '& ? < ـ ? ـ ا ـ >‪ ،4‬ج‪.‬ر ? ـ د ‪،4023‬‬
‫ر'‚ ‪ 6‬د'‪.1989 & A‬‬
‫‪393‬‬
 ‫ٔ‬
‫‪(8‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ 1.58.376‬ا ــ‪€‬رخ ‪ 6‬ــ‪ 3 %‬ـ دى ا و ـ ‪) 1378‬ا ‪-‬ا‪ 6‬ـ ‪ , 15‬ــ‪&,-‬‬
‫‪ 9 (1958‬ـ ـ ‪ a‬ــ" ‪ ' a‬ــﻪ و‪ a‬ــﻪ ـ ـ ‪ Z/‬ا ‪F‬ـ ـ '‪ J‬ا &ـ ـ ‪ q‬ـ ـ ‪3‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪1.73.283‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪€‬رخ ‪ 6 %6‬ر ا ول –ا ‪-‬ا‪ٔ 10 6‬ا '‪ (1993 4‬ا !‪ )'- a "/‬ا ‪ :‬ت‪.‬‬
‫‪ (9‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ ،1.91.225‬ا ﺼ ـ در ـ ر'‚ ‪ j 10‬ـ !& ‪ O! 1993‬ــ^ ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ"‬
‫‪ 41.90‬ا ث ‪& -‬ﻪ < ‪ "9‬إدار' ‪ ،‬ج‪.‬ر ? د ‪ ،4227‬ر'‚ ‪.1993 &,-, 3‬‬
‫ٔ‬
‫‪ (10‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ 1.96.83‬ا ﺼ ـ در ‪ 6‬ــ‪ < 15 %‬ــ) ر ـ ا ول ‪ 6) 1417‬ـ ‪ٔ wa‬ا†‪ A‬ــ*‪c‬‬
‫‪ O! (1996‬ــ^ ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ــ" ‪ 15.95‬ا ـ و‪ ,‬ـ ا ‪ :‬ـ رة‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ ،4418‬ـ ر'‚ ‪ٔ 3‬ا‪9‬ـ ــ‪-‬‬
‫‪.1996‬‬
‫‪\ ،1997-1996 !A‬ـ در ـ ر'‚ ‪ ،1996/6/29‬ج ر ?ـ د ‪ ،4391‬ـ ر'‚‬ ‫‪-, 3 (11‬ن ا‬
‫‪.96/07/01‬‬
‫‪ (12‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪F‬ـ '‪ J‬ر‪3‬ــ" ‪ 1.00.175‬ا ﺼـ در ‪6‬ــ‪< 28 %‬ــ) < ـ م ‪-< 1421‬ا‪6‬ـ ـ ‪< 3‬ـ ي ‪2000‬‬
‫!‪ O‬ــ^ ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪ q 15/97‬ـ ـ < و‪,‬ـ ـ ‪ a‬ﺼـ ـ ‪ 4‬ا ـ ـ '‪-‬ن ا ‪ <-‬ـ ـ ‪ ،‬ج‪.‬ر ?ـ ـ د ‪،4800‬‬
‫ر'‚ ‪.2000 - ,-' wa 6‬‬
‫‪ (13‬ا ‪ Z/‬ـ ـ ا ‪F‬ـ ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ 1.02.25‬ـ ـ ر'‚ ‪ ،2002/04/03‬ا ﺼـ ـ در !‪ O‬ــ^ ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ"‬
‫ٓ‬
‫'ـ ا ‪A‬ــ‪€‬و ‪<M‬ـ ') ﺼـ ف وا ـ ا‪ ) &3‬وا ‪8‬ــ& ) ا ــ‪،) <-‬‬ ‫‪ 99.61‬ا ـ‬
‫ج‪.‬ر ? د ‪ ،4999‬ر'‚ ‪.2002/04/29‬‬
‫‪ (14‬ا ‪ Z/‬ا ‪ J' F‬ر‪ ،02.202 "3‬ا ﺼ در ‪ 1‬ر'‚ ‪ -' 23‬ـ‪-‬ز ‪ O! ،2002‬ـ^ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ـ"‬
‫ٔ‬
‫ــ‪4‬‬ ‫‪ F 03.01‬ـ ن إ ـ‪T‬ام ا‪+‬دارات ا ‪ <-‬ـ وا ‪ ? :‬ـ ت ا ـ وا ‪ A8€‬ـ ت ا ‪ <-‬ـ‬
‫‪ 3‬ارا‪ Za‬ا‪+‬دار' ‪ ،‬ج‪.‬ر ? د ‪ ،5029‬ر'‚ ‪.2002 ƒF† 12‬‬
‫‪ (15‬ا ‪ Z/‬ا ‪ J' F‬ر‪ 1.07.195 "3‬ا ﺼ در ‪6‬ـ‪, 30 %‬ـ‪ O! 2007 & 6-‬ـ^ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ـ" ‪47.06‬‬
‫‪ ،‬ج‪.‬ر ? د ‪ 5583‬ر'‚ ‪.2007/12/03‬‬ ‫‪ ' &:‬ت ا ‪ ? :‬ت ا‬ ‫ا‬
‫‪ (16‬ا ‪ Z/‬ـ ا ‪ F‬ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ 1.04.10‬ـ ر'‚ ‪ٔ 21‬ا ' ــ‪ ،2004 4‬ا ﺼ ـ در !‪ O‬ــ^ ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ"‬
‫‪ 03/56‬ا ـ ـ ‪.‬ـ ـ دم ا ـ ـ '‪-‬ن ا ‪A‬ـ ـ ‪ ? .‬ـ ـ ا و ـ ـ وا ‪? :‬ـ ـ ت ا ـ ـ ‪ ،‬ج‪.‬ر ?ـ ـ د‬
‫‪ ،5208‬ر'‚ ‪ٔ 29‬ا '‪.2004 4‬‬
‫‪ (17‬ا ‪ Z/‬ا ‪ J' F‬ر‪ \ 197.05.1 "3‬در ر'‚ ‪ 26‬د'‪A‬ـ & ‪ O! ،2005‬ـ^ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ا ـ ‪%‬‬
‫ر‪ 3‬ــ" ‪ A ،35.05‬ــ! ا ـ ـ ‪ q ،2006‬ـ ـ ا و‪,‬ـ ـ ا <ـ ـ (ـ ـ ا ‪ ،‬ج‪.‬ر ?ـ ـ د ‪،5382‬‬
‫ر'‚ ‪ 29‬د'‪.2005 & A‬‬
‫‪394‬‬
 ‫‪ (18‬ا ‪ Z/‬ـ ـ ا ‪F‬ـ ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ ،1.06.07‬ا ﺼـ ـ در ـ ـ ر'‚ ‪ < 15‬ـ ـ م ‪-< 1427‬ا‪6‬ـ ـ ـ ـ ‪ &6 14‬ا'ـ ـ‬
‫‪ O! ،2006‬ــ^ ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪ 73.80‬ا ـ ـ ث ـ ـ ‪ "9‬ا‪8‬ـ ـ ‪ !7‬ف إدار'ـ ـ ‪ ،‬ج‪.‬ر ?ـ ـ د ‪5400‬‬
‫ا ﺼ درة ر'‚ ‪ < 2‬رس ‪.2006‬‬
‫‪ (19‬ا ‪ Z/‬ا ‪ J' F‬ر‪ 1.07.195 "3‬ا ﺼ در ‪, 30 %6‬ـ‪ O! 2007 & 6-‬ـ^ ا ‪.‬ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ـ" ‪47.06‬‬
‫‪ ،‬ج‪.‬ر ? د ‪ 5583‬ر'‚ ‪.2007/12/03‬‬ ‫‪ ' &:‬ت ا ‪ ? :‬ت ا‬ ‫ا‬
‫‪ (20‬ا ‪ Z/‬ـ ـ ا ‪F‬ـ ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ ،1.08.101‬ا ﺼـ ـ در ‪ 6‬ــ‪ٔ 2 %‬ا‪9‬ـ ــ‪ O! ،2008 -‬ــ^ ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ"‬
‫‪ 28.08‬ا ـ ـ '‪ 4‬ا ‪ .‬ـ ‪-,‬ن ا ــ!‪ !Z "/‬ـ ا < ـ ة‪ ،‬ج‪.‬ر ر‪3‬ــ" ‪ ،5680‬ا ﺼ ـ در ‪6‬ــ‪6 %‬‬
‫‪.2008 & 6-,‬‬
‫‪ (21‬ا ‪ Z/‬ـ ـ ا ‪F‬ـ ـ '‪ J‬ر‪3‬ـ ــ" ‪\ ،1.11.179‬ـ ـ در ‪6‬ـ ــ‪< 25 %‬ـ ــ) ذي ا ‪:‬ـ ـ ‪, 22) 1432‬ـ ــ‪& 6-‬‬
‫!‪ !Z< " /‬ا ‪ n-‬ا ‪.%‬‬ ‫‪ ^ O! ،(2011‬ا ‪-, .‬ن ر‪ 32.09 "3‬ا‬
‫‪(22‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪ 100.12‬ا ﺼـ ـ در !‪ O‬ــ^„ ا ‪ Z/‬ـ ـ ا ‪F‬ـ ـ '‪ J‬ر‪ 3‬ــ" ‪ 1.03.53‬ـ ـ ر'‚ ‪ < 29‬ــ)‬
‫ٓ‬
‫ـ دى ا > ـ ة ‪ < 10) 1434‬ـ ي ‪ ،(2013‬ا ـ وا ـ " ‪& -‬ــﻪ ا ‪O‬ﺼــ‪< 515 4‬ــ) ‪ 3‬ـ ‪-,‬ن‬
‫ا ‪ *A‬ة ا ‪ ، ,‬ج‪.‬ر ? د ‪ ،6156‬ر'‚ ‪ 19‬ر ‪ < 30) 1434‬ي ‪.(2013‬‬
‫‪ ،2016 !A‬ر‪ ،70-15 "3‬ا ﺼ در !‪ „^ O‬ا ‪ Z/‬ا ‪ J' F‬ر‪3‬ـ" ‪-15-150‬‬ ‫‪-, 3 (23‬ن ا‬
‫‪ ،1‬ر'‚ ‪ ،2015/12/19‬ج‪.‬ر ? د ‪ ،6423‬ر'‚ ‪.2015/12/21‬‬
‫‪ ،2018 !A‬ر‪ ،68-17 "3‬ا ﺼ در !‪ „^ O‬ا ‪ Z/‬ا ‪F‬ـ '‪ J‬ر‪3‬ـ" ‪-17-110‬‬ ‫‪-, 3 (24‬ن ا‬
‫ٔ‬
‫‪ ،1‬ا ﺼ در ‪ 6 %6‬ر ا > ‪ 19) 1439‬د'‪ ،(2017 & A‬ج‪.‬ر ? د ‪.6633‬‬

‫ج‪ -‬ا !ﺼ‪-‬ص ا !‪: /‬‬

‫‪(1‬ا ‪ 8‬ــ‪-‬م ر‪ 3‬ــ" ‪\ 2.04.811‬ـ ـ در ‪ 6‬ــ‪ 10 %‬ذي ا ‪ .‬ـ ـ ة ‪ 23) 1425‬د'‪A‬ـ ـ & ‪ ' (2004‬ـ ـ ث‪،‬‬
‫ﺼ‪ O‬ا‪ )? ('- a ، !q 8‬ا درة ا *‪ %O5- ?-‬ا و ا ـ ‪ ،) ,‬ج‪.‬ر ?ـ د ‪5277‬‬
‫ر'‚ ‪.2004/12/27‬‬
‫‪8 <(2‬ــ‪-‬م ر‪3‬ــ" ‪ ،2.07.995‬ا ﺼـ در ‪6‬ــ‪< 23 %‬ــ) ‪j‬ــ‪-‬ال ‪ 1429‬ا ‪-‬ا‪6‬ـ ل ‪ٔ 23‬ا‪9‬ـ ــ‪،2008 -‬‬
‫> ﺼ \ ت و‪ " /!a‬وزارة ا ‪ ،‬ج ر ? د ‪ ،5680‬ا ﺼ در ـ ر'‚ ‪ 7‬ذي ا ‪ .‬ـ ة‬ ‫ا‬
‫‪.(2008 !8 & 6-, 6) 1429‬‬

‫‪395‬‬
 ‫د‪ -‬ا ‪ .‬ارات ا ‪-‬زار' ‪:‬‬
‫‪3 (1‬ـ ـ ـ ار ر‪ 3‬ـ ــ"‪\ ،479.1. 00‬ـ ـ ـ در ‪ 6‬ـ ــ‪ 4 %‬ر ـ ـ ـ ‪ٔ 2) 1421‬ا‪9‬ـ ـ ــ‪ O (2000 -‬ـ ــ‪ < 1'-‬ـ ــ!‪w‬‬
‫ٔ‬
‫ﺼـ ‪ 4‬ا ‪&:‬ـ ي‪ ،‬ج ر ?ـ د ‪ ،4872‬ـ ر'‚‬ ‫ا > ﺼـ ت وا ‪j‬ـ ? ـ ا ‪n-‬ـ ا ‪.‬ـ‬
‫‪ 14‬ذي ا ‪ .‬ة ‪ &6 8) 1421‬ا' ‪.( 2001‬‬
‫ٔ‬
‫‪3(2‬ـ ار ‪A‬ـ وز'ـ ا ‪ 3‬ﺼـ د وا ـ ر‪3‬ـ" ‪\ ،14.08‬ـ در ‪6‬ـ‪< 02 %‬ـ) ر ـ ا ول ‪04) 1435‬‬
‫ٔ‬
‫'! ـ ' ‪ ،(2014‬ا ـ د ‪ F‬ـ وط ‪ &*a‬ـ <‪A‬ــ* ة ا‪ 3+‬ـ ار وا داء ا‪ +‬ـ ـ و‪ ( ) ,‬ـ '& ? ـ‬
‫ا ‪ 9 F‬ت‪ ،‬ج‪ .‬ر ? د ‪.2014 ' !' 20 ،6223‬‬
‫ر‪ \ ،13.1665 "3‬در ‪ )< 13 %6‬ر ‪ < 24) 1434‬ي‬ ‫‪ 3 (3‬ار ‪ A‬وز' ا ‪ 3‬ﺼ د وا‬
‫ٔ‬
‫‪ ،(2013‬ا ـ د ‪ F‬ـ وط ‪ &*a‬ـ <‪A‬ــ* ة ا‪ 3+‬ـ ار وا داء ا‪ +‬ـ ـ و‪ ( ) ,‬ـ '& ? ـ ا ‪ .‬ـ‬
‫ا ( ‪ ، 6‬ج‪ .‬ر ? د ‪.2014 ' !' 20 ،6223‬‬
‫ر‪ \ ، 15.2481 "3‬در ‪ 26 %6‬ر<( ن ‪- -' 13) 1435‬ز‬ ‫‪ 3(4‬ار ‪ A‬وز' ا ‪ 3‬ﺼ د وا‬
‫ٔ‬
‫‪ (2015‬ا ـ د ‪F‬ـ وط ‪ &*a‬ـ <‪A‬ــ* ة ا‪3+‬ـ ار وا داء ا‪ +‬ـ ـ و‪( ) ,‬ـ '& ? ـ ا ‪F‬ـ ‪ 9‬ت‬
‫وا (ـ ـ '& ? ـ ـ ا ـ ـ >‪ 4‬وا ( ـ ـ '& ? ـ ـ ا ‪ .‬ـ ـ ا (ـ ـ ‪A! 6‬ـ ــ& ‪f h‬ـ ـ ) ( ـ ـ '&‬
‫ا ‪T‬او ) ‪ )Z‬ﺣ ة‪ ،‬ج‪ .‬ر ? د ‪.2015 & &8 14 ،6395‬‬

‫‪ -1‬ا ‪ :‬رب ا ‪ .‬ر‪: ,‬‬

‫ٔا‪ -‬ا ‪T:‬ا ‪:‬‬
‫ٓ‬
‫‪-, 3(1‬ن ا‪ +‬اءات ا ‪ &:‬ا ‪T:‬ا ي‪ ،‬و‪ 6‬ا> ا '‪M‬ت ‪.2010 !A‬‬
‫‪-, 3(2‬ن ا‪ +‬اءات ا ‪ ,‬وا‪+‬دار' ا ‪T:‬ا ي ‪.2008 !A‬‬
‫‪-, 3(3‬ن ا ( ا ا & ‪ j‬ة وا ‪-8‬م ا ‪ n‬ا ‪T:‬ا ي‪.‬‬
‫ب‪:c,-a -‬‬
‫‪ 8‬ــ&‬ ‫‪(1‬ا ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ?ـ ـ د ‪ A 81‬ــ! ‪ < ،1973‬ــ‪€‬رخ ‪ 6‬ــ‪ 31 %‬د'‪A‬ـ ـ & ‪\Ž ،1973‬ـ ـ ار <‪ :‬ـ ـ ا‬
‫ا ‪ ، <-‬ا ا ا ‪ % 8‬ا ‪ ? ،%A,-‬د ‪ ،51‬ر'‚ ‪ 31‬د'‪.1973 & A‬‬
‫‪ :<(2‬ا ا‪ 6‬ت ا ‪ ,‬وا ‪ :‬ر' ا ‪. A,-‬‬

‫‪396‬‬
 ‫ج‪< -‬ﺼ ‪:‬‬
‫‪(1‬ا ‪ .‬ـ ـ ‪-,‬ن ا ـ ـ ‪-Z ،%,‬ر' ـ ـ <ﺼ ـ ـ ا ـ ـ ‪ 3 ،‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ـ ــ" ‪A ،131‬ـ ــ! ‪ ،1948‬ـ ـ ر'‚‬
‫‪.1948/7/29‬‬
‫‪-, 3(2‬ن ا ا‪ 6‬ت ا ﺼ ي‪ ،‬ا ﺼ در ‪-, .‬ن ر‪ 9 ،1949 !A ،77 "3‬و‪.„ a 3‬‬
‫ٔ‬
‫‪(3‬ا ‪-, .‬ن ر‪ 1955 !A ،308 "3‬ا ﺼ در ‪6‬ـ‪j %‬ـ ن ا ‪:‬ـ‪ T‬ا‪+‬داري‪ 9 ،‬ـ و‪3‬ـ ‪ ' a‬ـﻪ ‪8‬ـ‬
‫‪ -‬ا ‪-, .‬ن ر‪.1972 !A 30 "3‬‬
‫‪3(4‬ـ ـ ‪-,‬ن ا (ـ ـ '& ? ـ ـ ا ـ ـ >‪ 4‬ا ﺼـ ـ ي ا ﺼـ ـ در ‪.‬ـ ـ ‪-,‬ن ر‪ 3‬ــ" ‪ A 91‬ــ! ‪ F!< ،2005‬ــ‪-‬ر‬
‫‪ ' :‬ة ا ‪ 8‬ا ﺼ ' ‪ ? ،‬د ‪- -' 9 %6 ، a 33‬ز ‪.2005‬‬

‫‪ 8‬د‪. 8‬ا ^‪ 9‬ات ا ﺼ ‪:‬‬

‫ا ‪ .‬ـ ا (ـ ‪ ، 6‬ا ‪ F‬ـ ‪9‬‬ ‫‪(1‬ا ور'ـ ا ‪AO‬ـ ' ‪.‬ـ ‪-,‬ن ر‪3‬ــ" ‪ 30-85‬ا ـ (ـ '& ? ـ‬
‫ا ‪ ' :‬ة * ا ة )\‪ ،( ,-‬ا ار ا & ( ء‪.1986 ،‬‬
‫ر'‚ ‪ &6 20‬ا' ‪.1996‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 9^<(2‬ة <ﺼ ر‪ \ ،18 "3‬درة ?) ا ‪ !'Th‬ا <‬
‫ر'‚ ‪.1998 ƒF† wa 6‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 9^< (3‬ة <ﺼ ? د ‪ \ 63‬درة ?) ا ‪ !'Th‬ا <‬
‫‪ ،T‬ا ـ‪€‬رخ ـ ط ‪6‬ـ‪17 %‬‬ ‫‪ q <(4‬ق ‪ a‬ﺼ ‪ 4‬ا '‪-‬ن ا ‪ )? <-‬ﻃ ' ا‪ j+‬ر ا ـ‬
‫ٔا '‪.2014 4‬‬

‫‪M .<. 8‬ت‪:‬‬

‫ـ ط‪ ،‬ـ ر'‚ ‪9‬‬ ‫‪ٔ .< (1‬ا '‪ٔ < ƒ‬اﻃ <ﺼـ ا ! ز?ـ ت ' 'ـ ا <ـ (ـ ا‬
‫‪.2015 &! j‬‬
‫‪ .< (2‬ـ ٔا ' ــ‪ < ƒ‬ـ ٔاﻃ ـ ا ‪ h‬ـ ا ‪ ,-, .‬ـ ‪ !'Th‬ـ ا ‪ '-Z:‬ـ ـ ط‪ ،‬ـ ر'‚ ‪ < 13‬ـ رس‬
‫‪.2017‬‬

‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫† ا !‪-F‬رة‪.‬‬ ‫‪ )< ?- :< . 8‬ا ‪ .‬ارات وا ﺣ م وا وا< ا ‪(.‬‬

‫‪397‬‬
 :‫ اﳌﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬.II
A. Ouvrages:
1) Abdellah BOUDAHRAIN: l’arbitrage commercial interne et

international au regard du maroc, la société d’édition et de diffusion

al madariss, casablanca, 1er éd, année 1999.
2) abdellah BOUDAHRAIN: Le Contentieux Fiscal, Edition

EDEMAR, 1984.
3) Ahmed TAZI: aperçu sur la Fiscalité marocaine actuelle, Ed

Almadaris Casablanca, 1995.

4) Antoine BROCCA: le recouvrement de l’impayé : la pratique, la Loi

et la jurisprudence, édition DUNOD, 1985.

5) Charles AIME et Marc ROCHEDY: Droit fiscal, collection aide

mémoire, Sirey édition, 7ème édition, 2001.

6) Coune BAYLAC: le formilsme du droit fiscal, Edition L’harmattan,

2002.
7) El Kttiri AKASBI: la réforme de la fiscalité marocain à l’heure de

l’ajustement structurel, Ed Tobkal, casablanca, année 1987.

8) France LEFEBRE: recouvrement contentieux sur le chiffre d’affaire,

documentation pratique, 1995

9) Francis LEFEBVRE: contrôle fiscal, Edition Francis lefebre, paris

1997.
10)Francis LEFEBVRE: le contentieux fiscal, édition lefevre, novembre

2002.
11)Guy GEST et Gibert TIXIER: Manuel de Droit, 4ème édition

L.G.D, paris, 1986

12)J. GROS CLAUDE et Ph. MARCHESSOU: Procédures fiscales,

Dalloz, 1998.

398
13)J. GROS CLAUDE et Ph . MARCHESSOU: « Procédure fiscale »,

2ème éd. Dalloz, 2001.

14)Jacques JOUANET: l’évolution de la fiscalité marocaine depuis

l’instauration du protectorat, édition L.G.D.J, paris, 1953 .

15)Jacques MOLINIER: finance publique, Tome 2, Edition Edmar,

paris, 1984.
16)Jean Pierre CASIMIR: contrôle fiscale- contentieux de

recouvrement -, collection les codes RF, 10ème édition, 2007.

17)Jean-Luc ALBERT, Daniel RICHER: dictionnaire de droit fiscal et

douanier, Ed. Ellipses, 2007.

18)Karim SID AHMED: droit fondamentaux du contribuable et

procédures fiscales, Tome 1, les droits d’origine non procédurale du

contribuable, l’Harmattan, 2007.
19)Karim SID AHMED: Droit fondamentaux du contribuable et

procédures fiscales, Etude comparative, Tome 1, les droits d’origines

procédural du contribuable, l’Harmattan, 2007.
20)Marie Masclet DE BARBARIN: le contentieux de recouvrement de

l’impôt, L.G.D.K, 2004.

21)Martine BETCH: juge pénal et juge fiscal, Economica, Paris.
22)Maurice COZIAN: l’avis à tiers détenteur en matière de privilège du

trésor, RTD, COM, 1967.

23)Michel DOUAY: le recouvrement de l’impôt, librairie générale de

droit et jurisprudence, EJA, 2005.

24)Mohamed BOUCHAREB: La lute contre la fraude fiscale au Maroc,

Edition maghrébines, 2006.

25)Mohamed NMILI: Les Impôts au Maroc, Techniques Et Procédures,

imprimerie El maarif El jadida, Rabat, troisième édition, 2010.

399
 26)Naji BACCOUCHE: Droit fiscal, publication de l’école National,

Tunis, Année 1993.

27)Paul Marie GAUDEMENT et Joêl MOULINIER: « Finances

publiques, emprunt-fiscalité », Tome 2, 4ème édition, 1988.

28)Petel (PHILLIPE): procédures collectives, ED, Dalloz, 1996.
29)Pierre FERNOUX: l’audit de la procédure de redressement, Ed

EFE, 1996.
30)Rachid LAZRAK: Fiscalité des entreprises, l’impôt général sur le

revenu, l’imposition des bénéfices et revenues des personnes

physiques, Ed, la porte, 2004.
31)Roger-Gérard SCHWARTZENBERG: L’autorité de la chose

décidée, librairie générale de droit et de jurisprudence, 20 rue

soufflot, 20 année, 1969.
32)Stéphane RAZEK: la pratique du contentieux de l’avis à tiers

détenteur, LITEC, librairie IBRAI de la cour de cassation Paris

2001.
33)Thierry GINGEMBRE: Anne laure STERIN, Recouvrement des

créances, Dalloz, 4ème édition, 1999.

B. Thèses et Mémoires:
1) Brahim JBALI: la comptabilité: un moyen en matière fiscale,

mémoire pour l’obtention du diplôme d’étude supérieur en sciences

économique, université Hassan II, Casablanca, 1995.
2) M’Hamed BENTAHAR: le recouvrement des impôts directes au

Maroc, mémoire de cycle supérieur de l’ENAP, école nationale

d’administration publique, 1979.

400
 3) Zaza Fatima ALAMI: le contribuable marocain, mémoire du cycle

supérieur, ENAP, Rabat, année universitaire 1984.

C. Articles:
1) CH. De la Mardiere, la déclaration Fiscale, RFFP, N° 71, septembre
2000.
2) G.Ardant, Revue Historia, N° du Mars 1971.
3) Khalid MOKHLIS et Iqbal TOUMI, Le Contentieux Fiscal au
Maroc -Modalités et Réalités- , revue marocaine des contentieux, n°
7, 2008.
4) M. bachir YELLES CHAOUCHE, la pratique de l’avis à tiers
détenteur, Revue entreprise et commerce, 2005.

D. Lois et règlements:
1) La constitution française du 4 octobre 1958 en vigueur, à jour de la
révision constitutionnelle du 23 juillet 2008.
2) code Civil français.
3) code des procédures fiscales français.
4) code général des Impôts français.
5) Loi N° 2010-1658 du 29 décembre 2010 de finances rectificative
pour 2010, JORF N° 0302 du 30 décembre 2010.

E. Instruction et notes de services:

1) Instruction relative au recouvrement des créances publiques,
Trésorerie Générale du Royaume, mai 2001.
2) Fiche procédures de recouvrement, Trésorerie Générale du
Royaume.

401
 3) Instruction n° 73-46-A.1 du 21-3-1973 de la direction de la
comptabilité publique relative au recouvrement de l’impôt direct et à
la substitution d’une lettre de rappel à la sommation sans frais (D.F.
1973 II. 4273.
4) note aux percepteurs n° 1144 S.D.G du 30/12/1970.
5) Instruction codificatrice N° 92-147-AM, 1er décembre 1992, n°
231.
6) Instruction codificatrice N° 97-043-A, 7 Avril 1997.

F. Site internet:
1) www.alkanounia.com
2) www.finances.gov.ma
3) www.intranet.tgr.gov.ma.
4) www.legifrance.gouv.fr.
5) www.marocdroit.com.

402
 ‫اﻟﻔﻬﺮﺳﺔ‬
‫‪1 .................................................................................................................................. :‬‬ ‫<‪< .‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ "A.‬ا ول ‪ :‬ر‪ 3‬ا ‪ (.‬ء ا‪+‬داري ? <‪ A‬ﻃ ا ‪ ?-‬ء ا ‪11 .............................................................................................% &:‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪O‬ﺼ‪ 4‬ا ول‪ :‬ا ‪ A‬ﻃ ا ‪ ?- ,-, .‬ء ا ‪13............................................................................................% &:‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا & • ا ول‪ *A< :‬ة إ‪ F,‬ء ا‪T +‬ام ا ( '&‪ ) %‬ا ‪ c 8‬وا ا‪14 ............................................................... &3‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ول‪ *A< :‬ة ا ‪ O‬ض ا ‪ : &' ( % .‬ا ت وا‪ +‬اءات‪15 ...........................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ﺣ ت ا ‪ O‬ض ا ‪15 ........................................................................................ &' ( % .‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا ‪ O‬ض ا ‪ † %6 % .‬ب ا ﺼ '‪15 ............................................................................... w‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ O‬ض ا ‪ % .‬إ اء ا ا‪20 .............................................................................. &3‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬إ اءات ا ‪ O‬ض ا ‪23 ..................................................................................... &' ( % .‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا ‪ 8‬ا و ‪ O‬ض ا ‪23 ........................................................................ &' ( % .‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ 8‬ا ‪ O , q‬ض ا ‪25 ................................................................................... % .‬‬
‫ا * ا ‪ :%, q‬ا ور ا ‪-.‬ي }دارة ا ‪ٔ &:‬ا‪ !n‬ء <‪ *A‬ة ا ا‪27 .............................................................. &3‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ‪ F‬وط ا ‪ ,-, .‬ﺼ <‪ *A‬ة ا ‪ O‬ﺺ ‪27 ...........................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ f :‬ورة ا‪M?+‬م ‪ O‬ﺺ < ‪ q 3-6‬ق ا ‪T‬م‪29 ................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا & ‪ ,‬ت ا‪T +‬ا< ا ( ! ‪ %6‬ا‪M?+‬م ‪ O‬ﺺ ‪33.............................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا‪ +‬اءات ا ‪ ' *A‬ﺼ ‪ w‬ا ‪ 8‬س ا ( '&‪36..................................................................%‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ *A< :‬ة ا ﺼ ‪ w‬ا د' ‪38...........................................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ *A< : , q‬ة ا ﺼ ‪ w‬ا ‪42 ........................................................................................ ' A‬‬
‫ا & • ا ‪ *A< :%, q‬ة ا ! ز? ا ‪44...................................................................................................... &:‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ول‪ :‬ا ‪ *A‬ة < ‪ 4&3‬ا ‪ '-A (.‬ا ! ز? ا ‪44............................................................. &:‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول ‪ :‬ا ‪ " /‬ا‪+‬داري ‪ '-A 8-9‬ا ! ز? ‪45............................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا * & ت ا !‪T‬ا? ‪46....................................................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا * & ت ا ‪54............................................................................................. 6 * 8‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ *A< :%, q‬ة ا * ) ا< م ا ‪ :‬ن ا ( '& ‪59.................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪- a :‬ن وا> ﺼ ص ا ‪ :‬ن ا ( '& ‪61..............................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬إ اءات ا * ) ا< م ا ‪ :‬ن ا ( '& ‪72 ........................................................................‬‬

‫‪403‬‬
‫ا * ا ‪ :%, q‬إ اءات ر‪ 6‬ا ?‪-‬ى ا ‪ٔ &:‬ا< م ا ‪ (.‬ء ‪76..........................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ‪ F‬وط ا ‪ .‬ﺼ‪ O‬ا ‪76..................................................................................... %f .‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا ‪ F‬وط ا ‪77............................................................................. &' ( f h .‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ F‬وط ا ‪+ .‬دارة ا ‪81 ............................................................................... &:‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا ‪ F‬وط ا ‪ . .‬ل ا ‪ 6‬ﺣ‪-? %‬ى ا ‪85........................................................... &:‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ .< "' .a :‬ل ‪9‬ـ ‪- %‬ا‪ < *8‬م ‪85.................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬اداء ا ‪-8‬م ا ‪90 ............................................................................................... (.‬‬
‫ٔ‬
‫ﺣ ام ا ‪ 4‬ر‪ 6‬ا ?‪-‬ى ا ‪92 ............................................................ &:‬‬ ‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :• q‬ا ‪ F‬ط ا‬
‫ٔ ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا ‪ 4‬ا * ) ا ‪ %6 % (.‬ﺣ ‪ "' .a‬ا * & ‪93...............................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ 4‬ا * ) ا ‪ %6 % (.‬ﺣ ا ‪-:‬ء إ ا ‪ :‬ن ا ( '& ‪95.............................................‬‬
‫ا ‪O‬ﺼ‪ 4‬ا ‪ :%, q‬ا ‪-‬ب ا ‪M> ' *A‬ل < ﺣ ا ‪ ?-‬ء ا ‪ ) < % &:‬ا !ﺺ ا ‪ %,-, .‬وا‪ Z +‬د ا ‪98......................% (.‬‬
‫ٔ‬
‫ا & • ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا !ﺼ‪-‬ص ? ‪99.............................................................................................. ,-, 3 Z‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ول‪M* :‬ن <‪ *A‬ة ا ﺼ ‪ %6 w‬ﺣ ? م ‪ r &a‬ا‪ j+‬ر ‪ O‬ﺺ < ‪ q 3-6‬ق‬
‫ا ‪T‬م‪100..............................................................................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ J3-< :‬ا ‪ (.‬ء <) ?& رة "‪ -a‬ﻪ " ا‪ j+‬ر ‪ O‬ﺺ ‪100...........................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا ‪ n‬ا ‪ %,-, .‬ا ‪ ? )? a‬م ‪ r &a‬ا‪ j+‬ر ‪ O‬ﺺ < ‪ q 3-6‬ق ا ‪T‬م ‪103 ..........................‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ‪ J3-< :%, q‬ا ‪ F‬ع وا ‪ (.‬ء <) ا‪M>+‬ل & ‪ r‬ا ‪ 8‬ا ‪ , q‬دا>‪ 4‬ا ‪ 4‬ا د ‪107 ....................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ J3-< :‬ا ‪ F‬ع‪108..............................................................................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ J3-< :%, q‬ا ‪ (.‬ء ‪110 ..............................................................................................................‬‬
‫ا & • ا ‪ :%, q‬ا ‪-‬ب ا ‪ ' *A‬ا ‪ q‬رة <) ﻃ ف ا ‪ Z‬د ا ‪114 ............................................................ % (.‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا ‪ q‬رة >‪M‬ل <‪ A‬ﻃ ا ‪ O‬ض ا ( '&‪114 ................................................................... %‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا ‪ ' *A‬ا ‪ *A *&a‬ة ا ‪ O‬ض ا ‪114 ..........................................................% .‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬إ‪ ? j‬م ‪!a‬ﺼ ﺺ ا ‪ F‬ع ? ? ‪-‬ب <‪ *A‬ة ا ‪ O‬ض ا ‪ %6 % .‬ا ‪-, .‬ن ا ( '&‪115 ...... %‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬إ>‪ M‬ت <‪ *A‬ة ا ‪ O‬ض ا ‪119 ............................................................................... % .‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا‪ M>+‬ت ا ‪ ' *A‬ا ‪ q‬رة ? <‪- A‬ى <‪ *A‬ة ا ﺼ ‪132................................................ w‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ﺣ ت <‪ *A‬ة ا ﺼ ‪ w‬ا د' ‪133 ...............................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ﺣ ت <‪ *A‬ة ا ﺼ ‪ w‬ا ‪144 ............................................................................. ' A‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : q q‬ﺣ ت <‪ *A‬ة ‪ 6‬ﺺ ا ‪150 ................................................................................ &8‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ا ‪ :‬ﺣ ت <‪ *A‬ة ا ‪ OF‬ا ( '& ‪157 ..............................................................................‬‬

‫‪404‬‬
 ‫ا * ا ‪ :%, q‬ا ‪-‬ب ا ‪ *A *&a‬ة ا ‪ :‬ن ا ( '& وا ‪-.‬ا? ا ‪ F‬ا ‪ ) * .‬ا‪+‬داري وا ‪% (.‬‬
‫‪158 ........................................................................................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا ‪ *A *&a‬ة ا ‪ :‬ن ا ( '& ‪159 ......................................................................‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪O‬ﺼ‪ 4‬و‪! a‬ﻪ‬ ‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ﺣ ? م إ‪ j‬ر ا ‪T p O‬م ‪ Z ,‬ء ا ‪ 4‬ا ‪ %,-, .‬ا ‪ .‬ر ‪ !:‬ا‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫<) ‪ "' .a‬ﻃ !ﻪ ا< م ا ‪ !:‬ا ‪-‬ﻃ! ‪ %6‬ا ‪ a )< <-' ) 8 4‬ر'‚ ا ‪159 ...................................... .4\-‬‬
‫ٔ‬
‫‪ ' .‬ا ( '& ' ‪ ? #‬ا ‪ J‬ا وض ? ‪ 4&3 Z‬ا‪ (.,‬ء ا ‪4‬‬ ‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ﺣ ر‪ 6‬ا ‪ !:‬ا‬
‫ٔ‬
‫ا ‪3‬ﺼ ا ‪ .‬ر ‪161 .............................................................................................................. ,-, 3 Z‬‬
‫ٔ‬
‫‪163 ................................‬‬ ‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : q q‬ﺣ ? م إ‪ &n‬ت < '‪ O‬إ‪ j‬ر ا ‪T‬م (‪-‬ر ا< م ا ‪ !:‬ا‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ا ‪ :‬ﺣ ? م ا‪ ? 8‬ء ا ‪T‬م (‪-‬ر ا ع ا ‪ !:‬ا ‪-‬ﻃ! ‪164 .............................................‬‬
‫‪ J‬ا ( '&‪ !: %‬ا ‪-‬ﻃ! <) ‪ a‬ر'‚ ‪ " Aa‬ا *‬ ‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : A< h‬ﺣ ? م ‪ " Aa‬ا‪+‬دارة ا ( '&‬
‫^ ‡ ‪165 .......................................................................................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ A‬د‪ : 8‬ﺣ *‪M‬ن <‪ *A‬ة ‪a‬ﺼ ‪ w‬ا ‪ ?-‬ء ا ( '&‪ ? %‬إ‪ n‬ا !‪T‬اع ا ‪ .< %6 % (.‬ر ا ‪ !:‬ا ‪-‬ﻃ!‬
‫‪166..............................................................................................................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا ' ا ‪ (.‬ا ‪-. *&a‬ا? ا ‪ F‬ا ‪ ) * .‬ا‪+‬داري وا ‪167 ....................% (.‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪-&3 :‬ل ا * ) ا ‪ % (.‬دون ان ' ‪-‬ن <‪ ) * 3-&A‬إداري ‪ %6‬ﺣ ا‪ O ,‬ء \‪ O‬ا ‪T‬م ( '&‬
‫?) ا * ?) ‪169 ..............................................................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪-&3 : , q‬ل ا * ) ا ‪ % (.‬دون ان ' ‪-‬ن <‪ ) * 3-&A‬إداري ‪ %6‬ﺣ ا ‪-.‬ل ‪ h‬ق <‪ *A‬ة ‪ 6‬ض‬
‫ا ( '& ‪171 ...................................................................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪-&3 : q q‬ل ا ?‪-‬ى ﺣ و ‪ 4&3 ƒ< 3 -‬اوا‪172................................................................... Z,‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ا ‪-&3 :‬ل ا ?‪-‬ى ا ‪ &:‬ﺣ و ‪ > ƒ< 3 -‬رج ا ‪ 4‬ا ‪ %,-, .‬ا د < د> ‪ ƒ‬ا‪+‬دارة <‬
‫ٔ‬
‫ا ‪T‬م ‪ %6‬ﺣ‪-‬ار >‪M‬ل ا ‪ 4‬ا &‪ %6 ƒ‬ا !‪T‬اع ‪174 ....................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : A< h‬ﺣ ' ا ‪T‬م ا‪ !n‬ء ا ! زل ?) ا ?‪-‬ى ‪174 ....................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ A‬د‪-&3 : 8‬ل ا * ) ا ‪ 3 < % (.‬م دا>‪ 4‬ا ‪ a )< Zj 4‬ر'‚ ا & ‪ . r‬ار ر‪ 16‬ا ‪ ' F‬ﺣ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫و ‪ ƒ&n -‬ان ‪a #‬ﻪ ا ‪ ƒ< 3 3 ' F‬ى إدارة ا ( ا > رج ا ‪ 4‬ا ‪175 ........................ Z ' . %,-, .‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪-&3 : A‬ل ا * ) ا ‪ % (.‬ﺣ و ‪ 3 -‬م > رج ا ‪ 4‬ا ‪ 3 < %,-, .‬م دا>‪ 4‬ا ‪)< Zj 4‬‬
‫‪ a‬ر'‚ ا & ‪ r‬ﻪ ‪175 .........................................................................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪-&3 : !< q‬ل ا * ) ا ‪ % (.‬ا ‪-&A‬ق ‪ " /‬إداري < ‪-6‬ع إ ‪ h< † Z‬ﺼ إذا < ‪ 9‬ن ‪ <Ž‬ن‬
‫ٔ‬
‫‪ „^#‬ا > ة إﺣ ﻪ إ ا ‪ Z:‬ا ! ‪175 ...........................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫> ‪ a‬ا ‪ "A.‬ا ول‪177 .............................................................................................................. :‬‬
‫ا ‪ "A.‬ا ‪ :%, q‬ر‪ 3‬ا ‪ (.‬ء ا‪+‬داري ? ? ‪-‬ب <‪ A‬ﻃ ‪ a‬ﺼ ‪ 4‬ا ') ا ‪178 .................................................... % &:‬‬

‫ﺼ ‪ 4‬ا ( '&‪180NNNNNNNNNNNN.......NNN.....NNNNNNNNNNNNNNN%‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪O‬ﺼ‪ 4‬ا ول‪ :‬ا ‪ A‬ﻃ ا ‪,-, .‬‬
‫ٔ‬
‫ا & • ا ول‪ :‬ا ‪ A‬ﻃ ا د' ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ‪181 ......................................................................................‬‬

‫‪405‬‬
 ‫ٔ‬
‫* ا ول‪ :‬ا ‪ F‬وط ا ‪ ? . A‬ا ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ‪181 ............................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ "f :‬ا '‪-‬ن ا ‪-‬ا اداؤ‪ ? #‬ا ‪T‬م ‪182.............................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬إر‪ 8‬ل ا> إ‪ j‬ر ون \ ‪183 .........................................................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :• q‬ا ﺼ‪-‬ل ? ا > ﺺ ا ‪187 ................................................................................... &A‬‬
‫* ا ‪ :%, q‬در ت ا ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ا د' ‪191 ...................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ?) ﻃ ' ا‪ ,+‬ار ا ‪191 ..................................................................... %,-, .‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا ‪ F‬وط ا ‪193 ..................................................................................................... F‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ F‬وط ا ‪195 ................................................................................................ ?-f-‬‬
‫ٔ‬
‫') ‪202 .......................................‬‬ ‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ?) ﻃ ' ا ‪ ? T:‬ا <‪-‬ال ا !‪-.‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا ‪ T:‬ا ‪202 ..................................................................................................... %/O‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ T:‬ا !‪^ O‬ي‪203...................................................................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :• q‬ا ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ?) ﻃ ' ا & ‪215.................................................................................‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا‪ +‬اءات ا ‪ & . A‬ا<‪-‬ال ا ‪T‬م ‪215..........................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ ^ O!a : , q‬ا & ‪220 ...........................................................................................................‬‬
‫ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي‪225 ...................................................................‬‬ ‫• ا ‪ :%, q‬ا ‪ A‬ﻃ ا ‪ \ h‬وا ‪!q 8‬‬ ‫ا &‬
‫ٔ‬
‫* ا ول‪ :‬ا ‪ A‬ﻃ ا ‪ \ h‬ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ‪225 ................................................................................‬‬ ‫ا‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ﺣ‪ T:‬و ا ‪ .‬رات‪225 ......................................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ﺣ‪ T:‬ا ‪ .‬رات ‪226 .......................................................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ .‬رات‪231..........................................................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ﺣ‪ T:‬و ا \‪ 4‬ا ‪ :‬ري ‪233 ............................................................................................‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا‪ +‬اءات ا ‪ T: \ h‬ا \‪ 4‬ا ‪ :‬ري ‪235....................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا‪ +‬اءات ا ‪ & \ h‬ا \‪ 4‬ا ‪ :‬ري ‪238 ....................................................................‬‬
‫ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ‪241.............................................................................‬‬ ‫* ا ‪ :%, q‬ا ‪ A‬ﻃ ا ‪q 8‬‬ ‫ا‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ *A< &*a :‬ة ا‪ 9+‬ا„ ا & ‪ %,‬ﺼ ‪ 4‬ا '‪-‬ن ا ‪241.................................................... <-‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ j :‬وط ‪ "' .a ? . 8‬ﻃ ا‪ 9+‬ا„ ا & ‪242 .............................................................. %,‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬ا ‪ hj‬ص ا ^') '*& ‪ %6‬ﺣ‪ "Z.‬ا‪ 9+‬ا„ ا & ‪ %,‬وا ^') ' ‪-O‬ن <)‪246 ................................‬‬
‫ٓ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ *A< : q q‬ة ا‪ 9+‬ا„ ا & ‪ %,‬وا ‪ n‬ر ا ‪. &*a ? &a‬ﻪ ‪251........................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا‪ j+‬ر ا ‪258 .................................................................................................... T‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ # < :‬ا‪ j+‬ر ا ‪ T‬وﻃ& ﻪ ا ‪259 ............................................................. ,-, .‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ j : , q‬وط ا‪ j+‬ر ا ‪265 ..................................................................................... T‬‬

‫‪406‬‬
‫ا ‪O‬ﺼ‪ 4‬ا ‪ :%, q‬ا ‪-‬ب ا ‪ ' *A‬ا ‪ q‬رة >‪M‬ل < ﺣ ا ﺼ ‪272........................................................................4‬‬
‫ٔ‬
‫ا & • ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا ‪ Ž *&a‬اءات ا ﺼ ‪273 .................................................................................. 4‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ول‪ ? :‬م إﺣ ام ا‪ +‬اءات ا ‪ . A‬ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ‪273 ..............................................................‬‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا ‪ > *&a‬إ‪ j‬ر ون \ ‪274 ........................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ J3-< :‬ا‪+‬دارة <) ا‪ j+‬ر ون \ ‪275 .......................................................................‬‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ J3-< : , q‬ا ‪ (.‬ء <) ا‪ j+‬ر ون \ ‪277 ......................................................................‬‬
‫&*‪M‬ن ‪281.......................................................................‬‬ ‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا > ﺺ ا ‪-< 9 &A‬‬
‫ا * ا ‪ ? :%, q‬م إﺣ ام ا‪ +‬اءات ا د' ﺼ ‪ 4‬ا ‪ &:‬ي ‪283 ..............................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا * ) ‪ %6‬إ اءات ا‪^,+‬ار ا ‪283 ................................................................................ %,-, .‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬إ‪ r &a j‬ا‪^,+‬ار ا ‪284 .................................................................................. %,-, .‬‬
‫ٓ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬إ ‪T‬ا< اﺣ ام ا ل و‪ j‬ت ا‪^,+‬ار ‪295 .......................................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :%, q‬ا * ) ‪ %6‬إ اءات ا ‪301 ............................................................................................. T:‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :• q‬ا‪M>+‬ل ‪ & -‬ت ا & ‪307...............................................................................................‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ :‬ا * ) ‪ %6‬إ اءات ا‪ 9+‬ا„ ا & ‪311 .................................................................................... %,‬‬
‫ﺼ ‪314 ............................................................................ 4‬‬ ‫ا * ا ‪M* :• q‬ن ا ‪ A‬ﻃ ا ‪!q 8‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ :‬ا ‪-‬ب ا ‪ j+ *&a‬ر ا ‪314 ............................................................................ T‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪-.8 :%, q‬ط د'‪-‬ن ا ‪ !'Th‬م اﺣ ام إ اءات ا ﺼ '‪320 ......................................................... w‬‬
‫ا & • ا ‪ :%, q‬ا &*‪M‬ن ‪T:9‬اء م اﺣ ام ‪ 4A Aa‬ا‪ +‬اءات ‪327 .....................................................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا * ا ول‪ :‬إ ‪T‬ا< ا رج ‪-< %6‬ا ‪ Z‬ا ‪T‬م ‪327 ....................................................................................‬‬
‫ا * ا ‪ 3-< :%, q‬ا‪ j+‬ر ا ‪ )< T‬إ & ر' ا ‪-(h‬ع & ٔا ا رج ‪333 ..............................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ O‬ع ا ول‪ J3-< :‬ا‪+‬دارة ا ‪333 ................................................................................................... &:‬‬
‫ا ‪ O‬ع ا ‪ J3-< :%, q‬ا ‪ (.‬ء ا‪+‬داري ‪336...................................................................................................‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا و ‪ :‬ا !‪ .‬ط ا ا? ‪(>+‬ع ا‪ j+‬ر ا ‪ & T‬ا ا رج ‪336.............................................‬‬
‫ٔ‬
‫ا ‪ .O‬ة ا ‪ : , q‬دور ا ‪ (.‬ء ‪ &< c' a %6‬ا ا رج ‪ *A< %6‬ة ا‪ j+‬ر ا ‪338.......................... T‬‬
‫> ‪ a‬ا ‪ "A.‬ا ‪350.............................................................................................................. :%, q‬‬
‫> ‪351 ......................................................................................................................... : < ? a‬‬
‫‪353............................................................................................................................................................................... ......‬‬ ‫ا‬
‫ا ا ‪372.......................................................................................................................................................................................‬‬
‫ا ‪403............................................................................................………………………………..… ...................................................... 8 ZO‬‬

‫‪407‬‬
 @@Z—‚Üß
‫ ﻓﻮﻇﻴﻔﺘ ـ ــﻪ اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻫ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﻮﻓﲑ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت‬،‫ﻻ ﳚ ـ ــﺎدل أﺣ ـ ــﺪ ﰲ اﻟﻄ ـ ــﺎﺑﻊ اﻹﺟﺮاﺋ ـ ــﻲ واﳌﺴ ـ ــﻄﺮي ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺒ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫ ﻏ ـ ــﲑ أن ﺗﺴ ـ ــﻠﻴﻂ‬،‫ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺪﻓﺎع ﻋ ـ ــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ـ ــﻪ‬،‫اﻟﻜﺎﻓﻴـ ــﺔ ﻟﺘﻤﻜ ـ ــﲔ اﳌﻠ ـ ــﺰم ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ اﳊﻠﻘ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﻌﻴﻔﺔ ﰲ اﳌﻌﺎدﻟ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ـﺮﻳﺒﻴﺔ‬
‫اﻟﻀ ــﻮء ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻘ ــﻮق اﻟ ــﺪﻓﺎع ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠ ــﺰم ﳚ ــﺐ أن ﻻ ﳚﻌﻠﻨ ــﺎ ﳒ ــﺰم اﻟﻘ ـ ـﻮل ﺑ ــﺄن وﻇﻴﻔ ــﺔ اﳌﺴ ــﻄﺮة ﻫ ــﻲ ﻓﻘ ــﻂ ﲤﻜ ــﲔ‬
‫ ذﻟ ـ ــﻚ أن وﻇﻴﻔ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺎﻃﺮ ﺗﺘﻌ ـ ــﺪى ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى‬،‫اﳌﻠ ـ ــﺰم ﻣ ـ ــﻦ ﳏﺎﻛﻤ ـ ــﺔ ﻋﺎدﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺘﻪ ﻟﺘﻠ ـ ــﻚ اﳊﻘ ـ ــﻮق‬
‫ﻟﺘﺘﻤﺤـ ـ ــﻮر أﺳﺎﺳـ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ وﻋﻘﻠﻨـ ـ ــﺔ اﳌﻤﺎرﺳـ ـ ــﺎت واﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﻘـ ـ ــﻮم ﺑـ ـ ــﻪ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻗﺼـ ـ ــﺪ اﲣـ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات‬
.‫اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ‬
،‫ﺎ‬ ‫ ﻓﺒﻌﺪم اﺣﱰام ﻫﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات أو اﻹﺧﻼل‬،‫ﻟﻘﺪ وﺿﻊ اﳌﺸﺮع اﳌﻐﺮﰊ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻃﺮ اﻟﻮاﺟﺒﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‬
‫ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬."‫ اﺳﺘﻨﺎدا ﻟﻠﻤﺒﺪأ اﻟﻘﺎﺋﻞ "ﻣﺎ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ‬،‫ﺎ ﻟﻠﺒﻄﻼن‬‫ﺗﻜﻮن اﻹدارة ﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ إﺟﺮاءا‬
،‫ ﻓﻘﺪ ﺣﺎول اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﻐﺮﰊ‬،‫ﻋﺪم ﺗﻨﺼﻴﺺ اﳌﺸﺮع إﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﲔ ﻟﺒﻄﻼن اﳌﺴﺎﻃﺮ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋﺎء اﳉﺒﺎﺋﻲ‬
‫ اﳊﻜﻢ ﺑﺒﻄﻼن اﳌﺴﻄﺮة ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺴﺖ اﻹدارة اﳉﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺈﺣﺪى‬،‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ اﻟﺴﺎﻫﺮ اﻷﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﳌﻠﺰﻣﲔ‬
.‫اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﳌﻘﺮرة ﻗﺎﻧﻮن‬
. ‫ ا دارة ا‬-‫ء ا داري‬ ‫ ا‬-‫طر‬ ‫ ط ن ا‬- ‫طر‬ ‫ ا وب ا‬:‫ح‬ ‫تا‬ ‫• ا‬
Résumé :
Personne ne conteste la nature procédurale et constitutionnelle du droit fiscal, dont la
fonction essentielle est de fournir des garanties suffisantes pour permettre au redevable de
défendre ses droits en tant que maillon faible de l'équation fiscale. Cependant, il est important de
reconnaitre que la fonction des procédures fiscale n’est pas uniquement de permettre à l'accusé
d'avoir un procès équitable en exerçant ces droits, mais elle admet également la régulation et la
rationalisation des pratiques ainsi que le bon déroulement du travail de l'administration fiscale
permettant la prise des bonnes décisions.
En effet, le législateur marocain a établi un ensemble de procédures qui se doivent d’être
respectées et dont la violation entraine l’invalidité des démarches administratives en partant du
principe que : «ce qui est construit sur le mensonge est invalide». Bien que le législateur n'ait
légiféré que deux situations d’invalidité des règles relatives au contribuable, la jurisprudence
marocaine, en tant que gardienne des droits de l'accusé, a tenté de conclure que la procédure
était invalide lorsque l'administration fiscale touchait à l’une des garanties légales.
• Mots clés: Les défaillances procédurales, L'invalidité des procédures, Justice
administrative, Administration fiscale.
Abstract:
The procedural and constitutional core attributes of the fiscal law are undeniable, providing
the necessary assurances that would enable the taxpayer, as the weakest link in the tax equation,
to defend his rights. However, it is important to emphasize that the main function of fiscal
procedures is not only to guarantee the rights of the accused to a fair trial, but also to regulate
and standardize all the practices of the Fiscal Services of the Tax administration, contributing
therefore to making the most adequate decisions.
Furthermore, the Moroccan legislator has set a number of bylaws that must be respected, if
not, it results in the annulment of the administrative procedures, based on the concept of (that
which is built on falsehood is invalid). Although the legislator pronounced a judgment only on
two cases to invalidate rules relating to the taxpayer, Moroccan jurisprudence, as a guardian to
the rights of the accused, attempted to rule that a procedure is invalid, if the tax administration
violated a statutory guarantee.
• Keywords: Procedural shortcomings, Invalidity of proceedings, Administrative Justice,
Tax Administration.