Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

60-6 ‫ صص‬- 0202 – 61 ‫جيومغرب رقم‬

____________________________________________________________________________
: ‫وقع التدخل البشري على الدينامية الرسابية بشواطئ الخلجان‬
)‫ المغرب‬- ‫حالة شاطئ أكادير (الواجهة االطلنتية الوسطى‬
‫ مدود ابراهيم و أيت حساين علي‬، ‫الحنفي دمحم‬
‫ المغرب‬،‫ جامعة ابن زهر أكادير‬،‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬،‫ بيئية والتنمية بالمناطق الجافة وشبه الجافة‬-‫مختبر الجيو‬
elhanafimed011@gmail.com
‫ملخص‬
‫ تظهر تجلياته على العناصر‬،‫يعتبر شاطئ أكادير من بين الشواطئ االطلنتية المغربية التي تشهد تدخال بشريا مختلفا‬
‫ حيث شكل تدهور أوإختفاء الكثيب الرملي أبرز مظهر ميز جل الدراسات العلمية التي‬،‫البيئية للمنظومة الساحلية بشكل عام‬
.‫تناولت معالجة األبعاد البيئية والسوسيواقتصادية للواجهة الساحلية ألكادير‬
.‫وتعد الدينامية الرسابية بشاطئ أكادير عامال محوريا في تفسير وتحليل موضوع اختالل التوازن الطبيعي الشاطئي‬
‫فتوسع البنية المينائية أدى إلى تغييراتجاه وذبذبة عوامل الدينامية البحرية المتحكمة في االرساب الشاطئي كالعباب والتيارات‬
‫ ممثلة في تأثر شاطئ أكادير بضعف الجريان القاري وتراجع المواد‬،‫ وتأتي العوامل الطبيعية في الدرجة الثانية‬،‫الجانبية‬
.‫ بسبب المنشآت المائية‬،‫الصلبة المنقولة عبر واديي سوس ولحوار‬
‫ في دراسة العوامل المتحكمة في الدينامية الرسابية بشاطئ أكاديرعبر رصد تطور‬،‫من هنا تأتي أهمية هذا المقال‬
‫الكثيب الرملي في عالقته مع التحوالت السوسيواقتصادية بالمجال اعتمادا على تحليل الصور الجوية لشاطئ أكادير ابتداء من‬
.‫ بغاية تقييم فعالية وسائل اإلعداد الساحلي و تحديد حركية خط الساحل‬،0269 ‫ إلى حدود سنة‬6891 ‫سنة‬
‫ المغرب‬،‫ أكادير‬،‫ اإلعداد الساحلي‬،‫ الخلجان‬،‫ الشاطئ‬،‫ الدينامية الرسابية‬،‫ الساحل‬:‫الكلمات المفاتيح‬
Résumé
L'IMPACT DE L'INTERVENTION HUMAINE SUR LA DYNAMIQUE SEDIMENTAIRE DES PLAGES DES
BAIES: LE CAS DE LA PLAGE D'AGADIR (FAÇADE ATLANTIQUE MOYENNE - MAROC)
Parmi les plages de l'Atlantique marocaines, la plage d'Agadir connait de nombreuses interventions
humaines, dont l’impact est très manifeste sur les éléments environnementaux du système côtier en général. La
détérioration et la disparition du cordon dunaire constitue l’action néfaste de l’intervention irréfléchie de l’homme
dans ce milieu et constitue l’objet de plusieurs études à caractère environnemental et socio-économiques du front
côtier d'Agadir.
La dynamique sédimentaire de la plage d'Agadir est un facteur pivot pour expliquer et analyser la question
du déséquilibre naturel du littoral. L’extension et la construction d’un grand nouveau port, associées aux digues
ont perturbé la dynamique marine contrôlant les sédiments côtiers tels que les courants latéraux. Les facteurs
naturels, quant à eux, jouent un rôle secondaire et se résument à un faible apport des matériaux solides charriés
par les Oueds Souss et Lahouar, eux aussi liés à l’impact des barrages.
L’importance de cet article est de contribuer à l'étude des facteurs contrôlant la dynamique sédimentaire de
la plage d’Agadir, en étudiant l'évolution du cordon dunaire côtier par rapport aux transformations socio-
économiques sur le terrain, à partir de l'analyse des photographies aériennes de la plage d'Agadir, de 1984 à 2018,
dans le but d'évaluer l'efficacité des méthodes d’aménagement du littoral et de déterminer le mouvement de la
ligne côtière.
Mots clés : Littoral, dynamique des sédiments, rivage, baie, aménagement du littoral, Agadir, Maroc.

Abstract
THE IMPACT OF HUMAN INTERVENTION ON THE SEDIMENTARY DYNAMICS OF BAY BANKS: THE
CASE OF AGADIR BEACH (MIDDLE ATLANTIC FACADE - MOROCCO)
Among the Moroccan Atlantic beaches, Agadir beach has seen many human interventions, the impact of
which is very evident on the environmental elements of the coastal system in general. The deterioration and
disappearance of the sandy rim constitutes the harmful action of the thoughtless intervention of man in this
environment and constitutes the subject of several studies of an environmental and socio-economic nature of the
coastal front of Agadir.
The sedimentary dynamics of Agadir beach is a pivotal factor in explaining and analyzing the issue of the
natural imbalance of the coastline. The extension and construction of a large new port, together with the sea walls,
disrupted the marine dynamics controlling coastal sediments such as side currents. Natural factors, meanwhile,
play a secondary role and boil down to a low input of solid materials carried by the Souss and Lahouar wadis, also
linked to the impact of the dams.
The importance of this article is to contribute to the study of the factors controlling the sedimentary
dynamics of Agadir beach, by studying the evolution of the coastal sandy rim in relation to the socio-economic
transformations on the ground, from the analysis of aerial photographs of Agadir beach, from 1984 to 2018, in
order to assess the effectiveness of meth.
Keywords: Coastline, sediment dynamics, shoreline, bays, coastal development, Agadir, Morocco.

____________________________________________________________________
1
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬

‫مقدمة‬
‫يشكل التدخل البشري باألوساط الهشة موضوعا يشغل اهتمام األكاديميين والمخططين على حد سواء‪ ،‬وتحظى‬
‫المجاالت الساحلية بالقسط األوفر من هذا االهتمام‪ ،‬بفعل تنامي وظائفها االستراتيجية على المستوى الدولي‪ ،‬ابتداء من‬
‫النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬نظرا لتسارع وتيرتي التركز البشري واالقتصادي اللتان أصبحتا تقتربان من خط الساحل‪.‬‬
‫وبذلك تشهد مجموعة من المجاالت الساحلية المغربية ديناميات مستمرة على مستوى اإلعداد والتهيئة‪ ،‬بشكل يوازي وتيرة‬
‫تطور االستغالل البشري‪ ،‬إذ كانت لذلك آثار واضحة على التطور الطبيعي للساحل‪.‬‬
‫وهكذا فأن الساحل األطلنطي المغربي كان موضوع العديد من الدراسات المختلفة‪ ،‬فيما يتعلق بالديناميات التشكلية‪،‬‬
‫ويمكننا االستشهاد بعمل الخالدي (‪ )0228 ،0222‬حول ساحل سيدي موسى بإقليم الجديدة و بحيرة الوليدية‪ ،‬و دحماني‬
‫(‪ )0261‬على الساحل بين واد تهدارت والعرائش‪ .‬ونسوق على المستوى المورفولوجي عمل كل من فايسروك (‪ )6891‬الذي‬
‫درس التشكل الساحلي لمنطقة آسفي و الشعيبي (‪ )0261 ،0262‬لخليج الجديدة‪ ،‬و أعمو (‪ )0202 ،0268‬لمنطقة التامري‬
‫ساحل شمال أكادير‪ ،‬وكذا دراسة عويش لمورفلوجية خليج أكادير (‪ .)0261‬كما نضيف مساهمة منسوم (‪ )6881‬حول‬
‫ديناميات خط الساحل لشاطئ أكادير‪ ،‬و كذا دراسة برادة (‪ )6881‬حول تطور الساحل الشمالي لشتوكة منذ الولجي‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫و من جانبنا‪ ،‬نسعى إلى المساهمة بهذا المقال في دراسة التغيرات التي طرأت على خط ساحل أكادير بين عامي‬
‫‪ 6891‬و ‪ ،0269‬من خالل استغالل نظم المعلومات الجغرافية و الصور الجوية لقياس تدبدب خط الساحل؛ و ذلك بالموازات‬
‫مع مختلف التدخالت البشرية على مستوى المجال المحادي للشاطئ أو على هذا األخير مباشرة‪.‬‬
‫ويعتبر خليج أكادير من بين المجاالت الساحلية االطلنتية التي حظيت باهتمام بالغ في الحوار القائم على المستوى‬
‫الوطني‪ ،‬حول إشكالية التوفيق بين البعدين البيئي والتنموي بالساحل كمجال هش‪ ،‬سيما في ما يتعلق بنمط االستغالل المالئم‬
‫الستدامة الموارد الساحلية‪ ،‬و التي يمثل من خاللها الكثيب الرملي أهم مكون طبيعي عرف استغالال بشريا متواصال‪ ،‬تزامنا‬
‫مع تسارع وتيرة النمو الحضري الذي شهدته مدينة أكادير بعد سنة ‪ ،6812‬وإعادة بناءها من جديد بعد الزلزال المدمر الذي‬
‫غير من طبيعة التوسع الحضري‪ ،‬من توسع داخل أسوار القصبة‪ ،‬إلى توسع مفتوح بالموازاة مع خط الساحل‪ ،‬ليساهم‬
‫ارتباطه بالوظيفة السياحية منذ بداية السبعينيات‪ ،‬إلى اجتياحه للكثيب الرملي نظرا لما تمليه طبيعة االستثمار السياحي‪ ،‬التي‬
‫تفضل االقتراب من خط الساحل‪.‬‬
‫وكانت نتيجة هذا المد العمراني تصلب الكثيب الرملي وتقلص مساحته أو اختفاؤه‪ ،‬حيث ساهمت وضعية التوسع‬
‫العمراني التي تمت وفق نسق موازي لخط الساحل في تكريس عوامل الخلل‪ ،‬عبر عرقلة الدينامية الرسابية الريحية التي تتم‬
‫بين البحر والقارة‪ ،‬باإلضافة إلى تراجع الحصيلة الرسابية الناتجة عن الجريان القاري‪.‬‬
‫توطين مجال البحث‬
‫تقع مدينة أكادير بين خطي عرض ‪ °22 ’02‬و ‪ °22 ’22‬شمال خط االستواء‪ ،‬وخطي طول ‪ °-8 ’22‬و ‪°-8 ’12‬‬
‫غرب خط غرينيتش‪ ،‬وتدخل ضمن المجاالت االطلنتية الوسطى بامتداد شاطئي يبلغ ‪ 2‬كيلومترات‪ ،‬ومن الناحية اإلدارية‬
‫تنتمي أكادير إلى جهة سوس ماسة وهي عاصمة الجهة‪ .‬وتقع على المحيط األطلنتي على بعد ‪ 622‬كلم جنوب مدينة الصويرة‬
‫و‪82‬كلم شمال مدينة تزنيت و‪ 80‬كلم غرب مدينة تارودانت (الشكل ‪.)6‬‬
‫وينحصر مجال بحثنا بشاطئ أكادير على وجه التحديد‪ ،‬في المجال الممتد بين الميناء شماال ومصب واد سوس جنوبا‪،‬‬
‫باعتباره أهم مجال يخضع للتهيئة الحضرية عموما والسياحية على وجه الخصوص‪.‬‬
‫اإلشكالية‬
‫ساهمت مراحل التهيئة التي مر منها ميناء أكادير‪ ،‬في تغيير وتوجيه عوامل الدينامية الطبيعية للساحل‪ ،‬عن طريق‬
‫إعاقة وصول اإلرسابات الرملية الناتجة عن التيارات البحرية إلى الشاطئ‪ ،‬وتراجع مصدر مهم من مصادر التزويد‪ ،‬مما‬
‫يفسر الحصيلة الرسابية السلبية التي يشهدها شاطئ أكادير مقابل استمرار تقلص مساحة الكثيب الرملي‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬يمكننا صياغة السؤال اإلشكالي المحوري على الشكل التالي‪:‬‬
‫أين تتجلى مظاهر تأثير التدخل البشري على الدينامية الرسابية بشاطئ أكادير؟‪ ،‬وهل تمكنت وسائل اإلعداد الساحلي‬
‫في التأثير بشكل إيجابي على الحصيلة الرسابية الشاطئية؟ وماهي مميزات وتيرة تطور خط الساحل بأكادير ما بين سنتي‬
‫‪ 6891‬و ‪0269‬؟‪.‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪2‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬

‫الشكل ‪ .6‬موقع أكادير داخل إطارها اإلداري و الجهوي والوطني‪.‬‬


‫المنهجية‬
‫اعتمدنا لدراسة عوامل التعرية الساحلية و تدهور الكثبان الشاطئية بشاطئي أكادير‪ ،‬على رصد التطور الزمني‬
‫للدينامية الرسابية الشاطئية في عالقتها مع التحوالت السوسيواقتصادية بالمجال‪ ،‬عبر تحليل الصور الجوية ابتداء من سنة‬
‫‪ 6891‬إلى حدود سنة ‪ ،0269‬باإلضافة إلى الخرائط الطبوغرافية للمجال‪ ،‬عبر برنامج نظام المعلومات الجغرافية ‪(Map‬‬
‫)‪ ، Info 8.0‬وذلك بهدف معالجة اإلشكالية المطروحة‪ .‬كما تمت االستعانة بالزيارات المتكررة للميدان‪ ،‬للتأكد من صحة‬
‫المعطيات المتوصل إليها انطالقا من دراسة الخرائط‪ .‬والشكل‪ 2‬يلخص المنهجية المتبعة في هذه الدراسة‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪3‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬

‫الشكل ‪ .0‬منهجية البحث‪.‬‬


‫‪ .1‬التطور الطبيعي لخليج أكادير وعالقته بالتدخل البشري بين سنتي ‪ 1891‬و ‪1881‬‬
‫يعتبر الموقع األطلنتي الغربي لساحل سوس‪ ،‬عامال مساهما في خلق ظروف طبيعية أثرت على دينامية التشكيل‬
‫الطبيعي بالشواطئ الرملية كشاطئ أكادير‪ ،‬من حيث المورفلوجية الساحلية التي تتمثل في الرؤوس البحرية التي تعتبر‬
‫عنصرا محوريا في تشكيل الشواطئ الرملية كرأس إغير‪ ،‬باإلضافة إلى امتداد خليج أكادير داخل القارة والذي يتيح له إمكانية‬
‫االستفادة من عوامل االرساب‪ ،‬عن طريق وجود الحاجز الجبلي لألطلس الكبير الغربي‪ ،‬الذي يحد من أثر الرياح الشمالية‬
‫ويقلل من فعالية التيارات البحرية الجانبية على الشاطئ‪.‬‬
‫انطالقا من هذه العوامل‪ ،‬يمكن تفسير أهمية اإلرساب الشاطئي إلى غاية سنة ‪ ،6891‬بمحدودية االستغالل البشري‬
‫نسبيا للوسط الساحلي بأكادير إلى حدود هذه الفترة‪ .‬ويبرز هذا المعطى من خالل ضعف التوسع العمراني بمحاداة خط‬
‫الساحل‪ ،‬والذي يرجع إلى حداثة التشكل الحضري في أكادير السفلي بعد الزلزال المدمر لسنة ‪ ،6810‬وهو ما تحكم في‬
‫الوتيرة البطئية للتعمير السياحي خصوصا في فترة الثمانينيات‪ ،‬التي اقتصرت فقط على وحدات إيواء محدودة تركزت شمال‬
‫واد لحوار؛ و التي تعود إلى التخطيط السياحي لفترة ما بعد نهاية الستينيات (الشكل ‪.)0‬‬
‫إن الوضعية اإلرسابية لشاطئ أكادير في بداية الثمانينيات‪ ،‬كانت تخضع في مجملها للعوامل الطبيعية التي ساعدت‬
‫على تشكيل الشاطئ‪ ،‬لكن تأثير التهيئة المينائية التي تمت بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي )‪،(Mansoum,1994‬‬
‫يبدو واضحا على المورفلوجية الشاطئية بشكل عام‪ ،‬حيث كلما ابتعدنا عن الميناء في اتجاه واد سوس جنوبا يزيد امتداد‬
‫الكثيب ‪ ،‬ألن اإلرسابات البحرية التي تصل إلى الشاطئ عن طريق العباب ال تتأثر بالرصيف المينائي كما هو الحال في‬
‫المنطقة الممتدة بين واد لحوار والميناء‪ ،‬والتي يقوم فيها رصيف الميناء بتوجيه العباب والتيارات البحرية بشكل مائل في‬
‫اتجاه الجنوب الشرقي‪.‬‬
‫فإلى جانب عوامل اإلرساب البحري‪ ،‬لعب الجريان القاري إلى حدود نهاية الثمانينيات من القرن الماضي دورا هاما‬
‫في تزويد المجال الشاطئي ألكادير باإليتاءات القارية‪ ،‬التي يأتي بها واد سوس قبل بناء سد أولوز سنة ‪ .6886‬و ما يدعم هذا‬
‫التوجه هو وجود تراكمات رملية في الضفة اليمنى لمصب ال واد‪ ،‬في الوقت الذي ال تصعد فيه المياه البحرية إلى مجرى الواد‬
‫بفعل أهمية الجريان القاري (الشكل ‪ .) 0‬أما إذا افترضنا بأن تلك التراكمات الرملية ناتجة عن عوامل الدينامية البحرية في‬
‫فترات الجفاف‪ ،‬فإن الجريان القاري في فترات الفيض ال يقوم بعملية الترسيب‪ ،‬بل يعمل على جرف الترسبات البحرية‬
‫المتراكمة بمجرى الواد وفي المصب في اتجاه البحر‪ ،‬نتيجة قوة الجريان )‪.(Mansoum,1994‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪4‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬

‫الشكل ‪ .0‬وضعية التطور الطبيعي لشاطئ أكادير في عالقته مع التدخل البشري سنة ‪. 6891‬‬

‫إن اختالف امتداد الكثيب الرملي بين شمال وجنوب واد لحوار ‪ ،‬قد لعب فيه عامل الرياح دورا محوريا في توجيه‬
‫اإلرسابات الرملية إلى الجهة الجنوبية الشرقية للشاطئ تبعا التجاه الرياح (شمالية شرقية‪-‬جنوبية غربية)‪ ،‬إذ تعمل جبال‬
‫األطلس الكبير الغربي على تغيير اتجاهها‪ ،‬ويشكل الغطاء الغابوي الممتد على الضفة اليمنى لواد سوس بتثبيتها‪ ،‬وهو ما‬
‫يفسر امتداد وتوسع الكثيب الخلفي وعالية الشاطئ نحو القارة )‪. (El Ghannouchi, 2007‬‬
‫وفي هذا اإلطار ‪ ،‬فإن عمليات جرف الرمال العالقة بمدخل الميناء منذ سنة ‪ 6891‬بهدف الحصول على أعماق بحرية‬
‫كافية لعبور السفن الكبيرة إلى الميناء‪ ،‬قد نتجت عنها إزاحة كميات مهمة من الرمال التي تم توضيعها قبالة الشاطئ في الجهة‬
‫الجنوبية للميناء‪ ،‬مما يسهل عملية نقلها وترسيبها عبر التيارات البحرية في المنطقة الجنوبية من الشاطئ‪ ،‬بين واد لحوار وواد‬
‫سوس‪ ،‬حيث بلغت الكمية التي تم جرفها سنة ‪ 6891‬حوالي ‪ 186122‬م‪ ،2‬لكن المالحظة األساسية هنا‪ ،‬هي تراجع كمية‬
‫الرمال المزاحة من مدخل الميناء بين سنتي ‪ 6891‬و ‪( 6882‬الجدول‪.) 6‬‬

‫كمية الرمال التي جرفت بمدخل الميناء‬ ‫السنة‬


‫‪2‬‬
‫‪ 491400‬م‬ ‫‪1985‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 356400‬م‬ ‫‪1986‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 650000‬م‬ ‫‪1987‬‬
‫‪2‬‬
‫‪123475‬م‬ ‫‪6899‬‬
‫‪2‬‬
‫‪171845‬م‬ ‫‪6898‬‬
‫‪2‬‬
‫‪102733‬م‬ ‫‪1990‬‬
‫‪2‬‬
‫الجدول‪ . 6‬كمية المياه المزاحة من مدخل ميناء أكادير ما بين ‪ 6891‬و ‪ 6882‬ب (م )‪ .‬المصدر‪Mansoum,1994:‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪5‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن هذا التراجع يمكن تبريره بضعف عوامل التزويد التي تتمثل في معظمها في المنطقة الشمالية لشاطئ‬
‫أكادير في مواد صلبة ذات أصل كلسي أو رمال صدفية‪ ،‬مصدرها مقدمة الشاطئ والرصيف القاري واألجراف الساحلية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الوديان الموسمية والمسيالت النازلة من سفوح األطلس الكبير الغربي‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن تدعيم البنية المينائية بأكادير بتأسيس ميناء أنزا التجاري سنة ‪ ،6892‬كان له أثر في تكريس وضعية‬
‫تراجع اإلمدادات الصلبة بالشاطئ‪ ،‬وهو ما يتجلى من خالل تقلص االمتداد الشاطئي من متوسط ‪ 002‬متر سنة ‪ 6891‬إلى‬
‫‪ 622‬متر سنة ‪( 6881‬الشكل ‪ ،)2‬وهو تراجع مهم يبلغ متوسطه السنوي ‪ 1.2‬متر‪ .‬كما ساهم التوسع العمراني الذي عرفته‬
‫مدينة أكادير تزامنا مع بداية تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬والذي شكل حي تالبرجت نواته األساسية بعد الزلزال‪ ،‬في تصلب‬
‫الكثيب الرملي في الجزء الشمالي من الشاطئ‪ ،‬والذي مثل في هذه الفترة منطلقا للتهيئة السياحية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن توسع التعمير بالموازاة مع خط الساحل أدى إلى قطع التبادالت الرسابية بين القارة والبحر‪،‬‬
‫‪..‬وانضاف إليه التوسع المينائي الذي عمل على الحد من التأثير الرسابي الذي تمارسه التيارات الجانبية الموازية لخط الساحل‬
‫على االرساب الشاطئي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن كل هذه العوامل التي جعلت الجزء الشمالي من شاطئ أكادير يسجل حصيلة رسابية‬
‫سلبية‪ ،‬تطلبت إقامة وسائل إعداد خاصة للتقليل من أثر التعرية الشاطئية‪ ،‬عن طريق إقامة حواجز صخرية داخل البحر تلعب‬
‫دور كاسرات لألمواج (‪ ،)brises lames‬للتقليل من أثر األمواج ذات االتجاه العمودي مع خط الساحل بالتقليل من عمقها‬
‫وتكسيرها قبل وصولها إلى الشاطئ (الشكل ‪ ،)2‬بهدف إفراغ حمولتها من الرواسب الرملية‪ ،‬عوض أن يكون لها أثرا عكسيا‬
‫عندما تنكسر بمحاذاة الشاطئ‪ ،‬حيث تعمل على تعرية الشاطئ وتقوم تيارات التراجع الناتجة عنها بحمل التوضعات الشاطئية‬
‫إلى داخل البحر من جديد‪.‬‬

‫الشكل ‪ .2‬وضعية التطور الطبيعي لشاطئ أكادير في عالقته مع التدخل البشري سنة ‪6881‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪6‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬
‫إن ما يميز هذه الفترة في ما يتعلق بالدينامية الطبيعية بشاطئ أكادير‪ ،‬هي توفر عوامل االرساب المتمثلة في الجريان‬
‫المائي القاري لواد سوس على وجه التحديد‪ ،‬ومالئمة العوامل المورفودينامية كالرياح للمورفلوجية الشاطئية في الجزء‬
‫الجنوبي من ا لشاطئ‪ ،‬إال أنه في هذه الفترة وإلى غاية منتصف التسعينيات فقد الجزء الجنوبي من الشاطئ مساحة مهمة من‬
‫الرمال‪ ،‬تراوحت بين ‪ 1‬و ‪ 62‬أمتار نتيجة نشاط كبير للتعرية الهيدرودينامية‪ ،‬بفعل اتساع مجال المهرقان الذي نتج عن‬
‫عمليات التسوية التي همت الكثيب الرملي‪ ،‬سيما في الفترة الممتدة ما بين ‪ 6882‬و ‪ ،6881‬إلقامة فنادق جنوب واد الحوار‪،‬‬
‫كما أن نشاط التعرية لم يقتصر في هذه الفترة على المجال الشاطئي بل تعداه إلى مصب الواد الذي فقد سنة ‪ 6881‬ما يقارب‬
‫‪ 02‬مترا بسبب استغالل الرمال )‪ ،(Mansoum,1994‬وهو ما يفسر التغير الكبير الذي سيطرأ على مورفلوجية المصب‬
‫وطبيعة الجريان بعد هذه الفترة‪.‬‬
‫‪ .2‬تجليات التهيئة المجالية على الدينامية الرسابية بشاطئ أكادير بين سنتي ‪ 2001‬و ‪2019‬‬
‫تميزت هذه الفترة بديناميات مختلفة‪ ،‬سواء على مستوى تغير اآلليات المتحكمة في التطور الطبيعي لخط الساحل أو‬
‫في ما يتعلق بتزايد تأثير أشكال استغالل المجال على عناصر النظام الساحلي‪ ،‬حيث التراجع المستمر المتداد الكثيب الرملي‬
‫الناتج عن التوسع الحضري من الشمال إلى الجنوب (الشكل ‪ ،)1‬إذ بلغ متوسط هذا التراجع في ظرف عشر سنوات بين سنتي‬
‫‪ 6881‬و ‪ 0221‬معدل ‪ 622‬متر ‪ ،‬في المنطقة الشاطئية الممتدة بين واد لحوار والميناء السياحي‪ ،‬ورغم فعالية كاسرات‬
‫األمواج في التقليل من أثر التعرية الشاطئية‪ ،‬الناتج أساسا عن األمواج المتعامدة مع خط الساحل‪ ،‬فإن دورها في الحد من‬
‫التراجع المستمر للكثيب الرملي يبدو غير كاف في هذه المنطقة تحديدا‪ ،‬حتى في حالة تثبيتها بأعداد كافية‪ ،‬ألن آليات اشتغال‬
‫الدينامية الطبيعية بالجزء الشمالي من شاطئ أكادير‪ ،‬ال تتناسب مع هذا النوع من وسائل اإلعداد‪ ،‬نظرا لتزايد تأثير التيارات‬
‫التراجعية الناتجة عن األمواج بسبب وجود الحاجز اإلسمنتي في عالية الشاطئ‪ ،‬واتساع مجال المهرقان بفعل عدم وجود‬
‫كثبان خلفية تعمل على رفع طبوغرافية الشاطئ حيث يعادل مستوى الكثيب الرملي مستوى سطح البحر (الشكل ‪.)1‬‬

‫الشكل ‪ .1‬وضعية التطور الطبيعي لشاطئ أكادير في عالقته مع التدخل البشري سنة ‪0221‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪7‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن األثر السلبي للعوامل الهيدرودينامية على الدينامية الرسابية‪ ،‬قد استفاد أيضا من مورفلوجية شاطئ‬
‫أكادير ذات الشكل الخليجي الذي يميل إلى التقوس شماال‪ ،‬مما يجعل تيارات التراجع تأخذ أثناء عودتها إلى البحر اتجاها‬
‫شماليا نحو الميناء السياحي؛ وهو ما يفسر تراجع الحصيلة الرسابية على مشارف الميناء‪ ،‬رغم كونها نقطة شاطئية مستقرة‬
‫وقليلة التأثر بعوامل التعرية البحرية والريحية‪ .‬بهذا المعطى فإن تيارات التراجع تظل أهم محرك للدينامية البحرية بهذه‬
‫النقطة‪ ،‬و من هنا نستنتج أن تزايد مشكل الترمل على مستوى الميناء يعود أيضا إلى تراكم الرمال اآلتية من الشاطئ بفعل‬
‫التيارات التراجعية‪.‬‬
‫أما في ما يتعلق بالجزء الجنوبي لشاطئ أكادير‪ ،‬الذي يتميز بظروف رسابية مختلفة نسبيا عن الشمال‪ ،‬إال أنه ال يمكن‬
‫اعتباره حالة مختلفة‪ ،‬بحيث أن عوامل التعرية الهيدرودينامية التي عرفها الشاطئ الجنوبي‪ ،‬باإلضافة إلى آثار التدخل‬
‫البشري‪ ،‬المتمثلة في عمليات تسوية الكثبان إلقامة فنادق جنوب واد لحوار‪ ،‬والتي انطلقت منذ سنة ‪ ،6882‬قد عملت على‬
‫التمهيد لتمدد التوسع العمراني على حساب الكثيب الرملي‪ ،‬وكانت نتيجة ذلك تصلب الكثيب الخلفي وتراجع مسافة امتداد‬
‫الكثيب الرملي بشكل كبير‪ ،‬بمعدل يتراوح بين ‪ 12‬و ‪ 122‬مترا خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 0221‬و ‪( 0269‬الشكل ‪،)1‬‬
‫كما ساهمت آليات أخرى في تكريس هذه الوضعية التشكالية‪ ،‬وتتمثل في أن شاطئ أكادير الجنوبي لم يتلقى إتاوات رملية‬
‫ريحية نظرا لعاملين أساسيين؛ أولهما كون الكثيب الخلفي مثبتا بغطاء نباتي يتمثل في عشب مالعب الكولف‪ ،‬وثانيهما وسائل‬
‫اإلعداد الموضوعة بين الشاطئ والكثيب )‪.(Mansoum,1994‬‬

‫الشكل ‪ .1‬وضعية التطور الطبيعي لشاطئ أكادير في عالقته مع التدخل البشري سنة ‪0269‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪8‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬
‫إن وضعية الكثيب الرملي إلى حدود سنة ‪ ،6880‬تختلف كليا عن ما ميز الوضعية الرسابية بعد ذلك إلى حدود الفترة‬
‫الحالية‪ ،‬حيث كان الحديث في بداية التسعينيات عن كثبان رملية في شكل برخانات‪ ،‬بطول يتراوح بين ‪ 02‬و ‪ 22‬مترا‪ ،‬سواء‬
‫منها الدائمة أو الموسمية التي ترتبط بفترات الرياح الشمالية الغربية خالل موسم الصيف‪ ،‬لكن عمليات التسوية التي شهدها‬
‫شاطئ أكادير بشكل عام‪ ،‬والتي استهدفت نقل الرمال من العالية إلى مجال المهرقان بهدف تغطية التراكمات الصخرية‬
‫بالشاطئ‪ ،‬الناتجة عن التراقص البحري‪ ،‬حيث تقوم األمواج بوضع المواد النهرية الصلبة في الشاطئ‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن هذه الرمال سرعان ما يتم جرفها بواسطة التيارات البحرية التراجعية‪ ،‬ألن عوامل تشكلها اصطناعية‬
‫وال تتوافق مع آليات الدينامية البحرية‪ ،‬والنتيجة هي أن عمليات اإلعداد التي تستهدف المجال الشاطئي تزيد من تكريس‬
‫مظاهر االختالل وعدم التوازن؛ وشكلت بذلك إحدى عوامل اختالل التوازن الرسابي ألنها أدت إلى تدمير الرصيد الرملي‬
‫بعالية الشاطئ الذي تطلب تشكيله عدة قرون‪ .‬من هنا يمكن القول أن عمليات التسوية المتكررة التي استهدفت عالية الشاطئ‬
‫بهدف ردم وتغطية البروزات الصخرية بمجال المهرقان‪ ،‬تعتبر أبرز تدخل أدى إلى إضعاف طبوغرافية الشاطئ‪ ،‬وزيادة‬
‫نسبة التراكمات الرملية التي عملت على تقليل العمق البحري‪ ،‬الذي أدى بدوره إلى التقليل من األثر التشكالي الذي تقوم به‬
‫األمواج عند انكسارها بمجال المهرقان‪ ،‬حيث تقوم بترسيب الرمال وتشكيل عالية الشاطئ عبر عملية التراقص‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬
‫فإن انكسارها على مسافات متقدمة داخل البحر نظرا لضعف العمق‪ ،‬يجعل أثرها التشكالي ال يصل إلى الشاطئ )الحنفي دمحم‪،‬‬
‫‪.(0202‬‬

‫الشكل ‪ .1‬آليات الترسب واإلغناء بالشاطئ الشمالي ألكادير ما بين سنتي ‪ 6810‬و ‪.6820‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪9‬‬
‫جيومغرب رقم ‪0202 – 61‬‬
‫___________________________________________________________________________‬
‫‪ .3‬تأثير التدخل البشري على حركية خط الساحل بشاطئ أكادير‬
‫تبرز التغيرات المستمرة لخط الساحل طيلة النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬مستوى انعكاس التهيئة الساحلية‬
‫بشاطئ أكادير‪ .‬فإلى حدود سنة ‪ ، 6820‬كان الجزء الشمالي من الشاطئ يشهد حصيلة رسابية إيجابية من الرمال‪ ،‬نظرا‬
‫لمحدودية التهيئة المينائية آنذاك التي تسمح بوصول اإلمدادات الرملية إلى الشاطئ‪ ،‬زد على هذا عمليات اإلفراغ المتكررة‬
‫التي تخلفها إزالة الرمال من مدخل الميناء بالقرب من الشاطئ‪ ،‬مما نتج عنه تزايد اإلرسابات الرملية في اتجاه خط الساحل‬
‫ونقص العمق‪ ،‬وهو ما انعكس على وضعية المجال الكثيبي باتساع المسافة بين عالية الشاطئ وسافلته واتساع مجال‬
‫المهرقان؛ كلها عوامل بإمكانها تفسير تقدم خط الساحل في اتجاه البحر (الشكل ‪.)1‬‬
‫إن هذه الوضعية الرسابية التي ميزت الشاطئ خالل هذه الفترة‪ ،‬قد أظهرت فعالية وسائل اإلعداد ككاسرات األمواج الموجهة‬
‫للحد من مشكل التعرية الشاطئية‪ ،‬حيث أن تزايد التراكمات الرملية وتقلص العمق البحري في اتجاه خط الساحل‪ ،‬أديا إلى‬
‫تشكل ما يعرف بالخب أو الطومبولو‪ ،‬والذي هو عبارة عن تراكمات رملية تتخذ مظهر جسر رملي يمتد بين الشاطئ‬
‫والحاجز الصخري (كاسرة األمواج) (الشكل ‪ ،)1‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬تبدو الوضعية الرسابية في اتجاه واد لحوار مختلفة‬
‫نسبيا عن المنطقة المحاذية للميناء‪ ،‬والتي عرفت حصيلة رسابية سلبية وتراجعا لخط الساحل في اتجاه القارة‪ ،‬على الرغم من‬
‫محدودية عوامل تصلب الكثيب الرملي كالتوسع العمراني؛ باإلضافة إلى توفر مصادر التزويد القاري المتمثلة في المواد‬
‫الصلبة التي كانت تصل إلى الشاطئ عن طريق واد لحوار في هذه الفترة‪ ،‬إال أن تراجع خط الساحل في هذه النقطة بالذات‪،‬‬
‫يمكن تفسيره بضعف خضوعها آلليات التراقص البحري بالدرجة األولى‪ ،‬حيث أن وجود تراكمات رملية جنوب الحاجز‬
‫الصخري تصل حتى حدود مترين‪ ،‬أصبحت تلعب دور حاجز يمنع وصول ونقل اإلرسابات الرملية إلى الشاطئ عن طريق‬
‫األمواج‪ ،‬إضافة إلى أن وجود أعماق بحرية على مقربة من خط الساحل أدت إلى تنشيط التيارات الجانبية وتيارات التراجع‬
‫التي تقوم بدور عكسي يتجسد في تعرية الشاطئ وإغناء المناطق الداخلية البحرية على مقربة من الحاجز الصخري (الشكل‬
‫‪.)1‬‬
‫لقد عرفت الحصيلة الرسابية اإليجابية بالجزء الشمالي من الشاطئ‪ ،‬تغيرات جذرية ما بعد منتصف الثمانينيات على‬
‫إثر بناء ميناء أنزا‪ ،‬الذي أصبح يشكل مصدة تحول دون وصول اإلرسابات الرملية إلى المنطقة الشمالية من الشاطئ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ضعف العوامل الهيدرودينامية في هذا الجزء‪ ،‬الشيء الذي جعل حتى الرمال المزالة من مدخل الميناء ال تصل‬
‫إلى الشاطئ‪ ،‬مقابل نشاط التيارات التراجعية والجانبية‪ ،‬زيادة على التصلب المستمر للكثيب الرملي بفعل التوسع العمراني؛‬
‫حيث كانت نتيجة هذا التحول هي تراجع خط الساحل إلى حدود سنة ‪ .6881‬لكن هذه الوضعية تختلف تماما في اتجاه واد‬
‫لحوار‪ ،‬من خالل تقدم خط الساحل في اتجاه البحر‪ ،‬والسبب في هذا التحول نفسره بالتقدم العمودي للتراكمات الرملية‬
‫المستخلصة من عملية استصالح بوابة الميناء في اتجاه الشاطئ عن طريق العباب‪ ،‬إذ تعتبر هذه المنطقة أكثر نشاطا على‬
‫مستوى التراقص البحري مقارنة بالمنطقة الشمالية (الشكل ‪.)2‬‬

‫الشكل‪ .2‬تغيرات خط الساحل بأكادير ما بين سنتي ‪ 6891‬و ‪ .0269‬المصدر ‪ :‬صور القمر اإلصطناعي كوكل برو سنوات ‪،6891‬‬
‫‪0261 ،0221 ،6881‬و ‪.0269‬‬

‫____________________________________________________________________________‬
‫‪10‬‬
0202 – 61 ‫جيومغرب رقم‬
___________________________________________________________________________

‫ إال أن‬،‫ورغم التغيرات السلبية التي عرفها خط الساحل في المنطقة الشمالية من شاطئ أكادير ابتداء من منتصف الثمانينيات‬
،0261 ‫ جعل منها منطقة أكثر تأثرا بعوامل التعرية ابتداء من سنة‬،‫استقرارها الهيدرودينامي بفعل عوامل التراقص البحري‬
‫ والتي تهم تغطية‬،‫ونفسر هذه الوضعية الرسابية الجديدة بعدم تعرضها لعمليات التسوية المتكررة التي يعرفها الكثيب الرملي‬
‫ باإلضافة أيضا إلى االستغالل الكثيف للرمال جنوب واد‬،‫البروزات الصخرية الصلبة التي يرسبها الواد على امتداد الشاطئ‬
‫ وهو ما يترجم تراجع خط الساحل إلى حدود‬،‫ عن طريق بناء وحدات جديدة لإليواء السياحي‬0222 ‫الحوار ابتداء من سنة‬
‫ خاتمة‬.0269 ‫سنة‬
‫ أن عوامل التدخل البشري التي تتجسد في اإلعداد السياحي و المينائي‬،‫تبرز مختلف النتائج المتوصل إليها‬
‫ إذ عمل تطور البنية‬،‫ تعد أبرز العوامل المسؤولة عن مظاهر الخلل التي تعرفها البيئة الساحلية بخليج أكادير‬،‫واله يدرولوجي‬
‫ على توجيه آليات الدينامية البحرية كالعباب‬،‫المينائية في البداية منذ القرن العشرين إلى حدود بداية القرن الواحد والعشرين‬
‫ مما نتج عنه إخالل بالتوازن‬،‫ و عرقلة األرصفة المينائية مرور اإلرسابات الرملية إلى الشاطئ‬،‫والتقليل من أثرها التشكال ي‬
‫ زيادة على التناقص المستمر‬،‫الدينامي الذي تجلى من خالل تعرية الجزء الجنوبي للشاطئ مقابل إغناء الجزء الشمالي‬
.‫لألعماق البحرية على مشارف خط الساحل وترمل وتوحل الميناء‬
‫ إلى استمرار تصلب الكثيب الرملي‬،‫كما أدت التهيئة السياحية طيلة المخططات التي أعقبت المرحلة االستقاللية‬
.‫ إضافة إلى تقليص مساحة التبادل الرسابي‬،‫وتقليص المسافة بين سافلة الشاطئ وعاليته وتقليص مجال تراقص األمواج‬
‫ في تكريس مظاهر‬،‫وفي عالقة بالتوازن الرسابي الشاطئي فقد ساهم تراجع اإليتاءات القارية من المواد الصلبة‬
‫ كانت نتيجتها تراجع خط‬،)‫ واد سوس‬،‫ بسبب السدود المقامة على األحواض النهرية (واد لحوار‬،‫الحصيلة الرسابية السلبية‬
‫ في‬،‫ في الوقت الذي لم تفلح فيه وسائل اإلعد اد الساحلي في الحد من مظاهر الخلل الناتج عن مشكل التعرية الشاطئية‬،‫الساحل‬
‫ وغياب بنية تشريعية تعمل على تنظيم االستغالل البشري‬،‫ظل تعدد اإلطار المؤسساتي المعني بالتدخل في هذا المجال الهش‬
.‫لألوساط الساحلية‬
‫الئحة المراجع‬

Aouiche I., 2016. Dynamique morphosédimentaire de la baie d’Agadir, approche multi-méthodes et


préconisation pour une gestion intégrée de la zone côtière. Thèse de Doctorat, Faculté des Sciences
Semlalia, Marrakech, 238 pages.
Berrada M., 1996. Evolution morphologique du littoral des Chtouka ouest (Maroc) depuis l’Ouljien.
Thèse soutenu à l’université Nancy 2 France, publiée par l’Atelier National de reproduction des thèses
universitaire de Lille 3, 223 pages.
ChaibI M., Maanan M., 2009, «Quantification et organisation du transit sédimentaire dans la baie d’El
Jadida (Maroc atlantique)», Revue de Géographie du Maroc, N.1-2 Volume 25, 11.p.
Chaibi M., Sabatier F., 2010. Budget sédimentaire du littoral de la baie d’El Jadida (Maroc), méthodes
d’études et implications pour la gestion des côtes. Rivages Méditerranéens, 10 pages.
Chaibi M., Maanan M., Sabatier F., Charif A., Ayt Ougougdal M., Ait Malek H., 2013. Étude de
l’évolution du littoral de la baie d’El Jadida (Maroc) par photo-interprétation. Équipe GEGEL, BP 4162,
Safi, Maroc Et Géolittomer, LETG-UMR 6554, Université de Nantes, France, 12 pages.
Chaibi M., Maanan M., Sabatier F., Charif A., Ayt Ougougdal M., Ait Malek H., 2014.
Modélisation du transport éolien dans le système plage-dune de la baie d'El Haouzia (côte atlantique
marocaine). Physio-Géo, Volume 8.
El Ghanouchi A., 2007 «Dynamique éolienne dans la plaine du Souss : approche modélisatrice de la
lutte contre l’ensablement», Thèse de doctorat de l’université Mohamed V, Agdal, Rabat, n° d’ordre
2382, 193 pages.
El Khalidi K., Minoubi A., Chaibi M., Zourarah B., Leone F., Aajjane A., 2009, «Caractérisation
granulométrique de la plage sableuse de Sidi Moussa (côte atlantique marocaine)», Fifth International
Symposium on Sandy Beaches, 19th-23rd October 2009, Rabat, Morocco, Travaux de l'Institut
Scientifique, Rabat, série générale, 2011, n°6, 37-44.
El Khalidi K., Zourarah B., Chaibi M., Maanan M. & Leone F., 2007. Morphological and
diachronic study of the lagoon of Sidi Moussa, Morocco. Terra et aqua, 106, 3-9.
Manssoum M., 1994. La baie d’Agadir : impacts des aménagements sur l’évolution géomorphologique
du littoral. Thèse de doctorat de géographie, université de Bretagne occidentale, 219 pages.

____________________________________________________________________________
11
0202 – 61 ‫جيومغرب رقم‬
___________________________________________________________________________
Ouammou A., Weisrock A., Balescu S., MAngas ViñueLA J., Guerin G., Hardy F., Ouahidi A.,
Charif A., Ghaleb B., Lamothe M., 2020. Systèmes dunaires littoraux de Boughrara (province de
Tiznit, Maroc) et occupation humaine depuis le SIM 5, étude préliminaire. Bulletin d’Archéologie
Marocaine, Institut National des Sciences de l’Archéologie et du patrimoine, à paraître. ffhal-02568467.
Weisrock A. 1985. Les falaises de la côte atlantique marocaine de Safi à Bedouzza (Cap Cantin)», In:
Bulletin de l'Association de géographes français, 62e année, 1985-2 (juillet). pp. 93-104.
.‫ رهانات تنمية أشكال التدخل البشري وتحديات تدهور الوسط البيئي‬:‫ ساحل دكالة جنوب واد أم الربيع‬. 0202 ،‫الحنفي دمحم‬
.‫ صفحة‬122 ،‫ أكادير‬،‫ جامعة ابن زهر‬،‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬،‫أطروحة دكتوراه في الجغرافيا‬
،‫ أطروحة دكتوراه في الجغرافيا‬.‫ ساحل العرائش – تهدارت بين الهشاشة الطبيعية والتدخالت البشرية‬.0261 ،‫دحماني دمحم‬
.‫ صفحة‬129 ،‫ الرباط‬،‫ جامعة دمحم الخامس‬،‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬

____________________________________________________________________________
12

You might also like